المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 12:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-03-2013, 11:34 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36995

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد (Re: adil amin)

    (6)

    انتقلنا من (الأمبسدور) إلى شقة مفروشة في العجوزة.. فالسكن الفندقي، كان مرحلة مؤقتة حتى نجد الخصوصية في شقة مريحة.. كل ذلك تم خلال نصف يوم من وصولنا.. سألته:
    - لماذا السكن في العجوزة، وكان يمكن أن نسكن في القاهرة في (نص البلد)؟
    قال:
    - الفنان فريد شوقي يسكن في العجوزة، ونحن الآن على مقربة من سكنه فقد نقابله، ونتعرَّف إليه، أو قد نقابل ممثلة، وهذا في حد ذاته انتصار، وفتح كبير في المعرفة يا جاهل!!
    أنا أعرف تعلقه بالأسماء الكبيرة والمشاهير.. يعرف أغلب الفنانين والكتاب والساسة في السودان.. ويجالسهم، ويكتب عنهم، وقد يهاجمهم بكل قوة وشجاعة..ولا يرسل الحديث على عواهنه، وإنما يجتهد في التسبيب والحيثيات.. له سطوة شيطانية في أن يجعل الناس تحبه.. شكله، حديثه، طرافة تعليقاته.. ومع ذلك فهو عند الخصومة لعَّان لَسِن.. تساعده مُكنتهُ اللغوية، التي يمزج فيها الفصيح بالعامي بمهارة متفردة لا يجاريه فيها أحد.. ولكنه لا يذهب وراء المنطق الساخر.. دائماً يتوسل بالعقل والموضوعية..قلتُ:
    - إيه يعني لما نقابل فريد شوقي (وللا) حتى هدى سلطان؟
    نظر إليَّ باشمئزاز.. وبعد برهة علّق:
    - هذا هو الفرق بين المثقف والمتعلم الذي ما برح أمياً!!
    شقة العجوزة كانت شقة فاخرة، واسعة، ذات أثاث باهر.. والفحل يحب الفخامة والراحة والتفاخر.. يعشق الدنيا عشقاً خرافياً.. يفتح لها كل نوافذه.. ويعمل ما وسعت استطاعته أن يَعُبَّ من ملذاتها ومباهجها وعطائها السخي في العلوم والمعارف والثقافة.. وهي جميعها في نظره مُتَعٌ ونِعَم..
    في طرفة عين تعرَّف إلى البواب، وأقام معه علاقة ودودة كأنما يعرفه قبل زمن.. والمصريون يَعجبوا في التعامل مع الغير.. لهم أسلوبهم الذي يرفع من شأنك، ويشعرك بأهميتك، حتى وإن كنت ########اً!!
    قلتُ:
    - لماذا كل هذه التصرفات مع البواب؟
    قال متعمداً عدم الالتفات:
    - ألم أقل لك، إنك لن تستطيع معيَ صبراً!!
    ذهبنا لفندق (شبرد) لمقابلة صديقنا معاوية، والمضيفة الحبشية الفارهة الطلعة ، حلوة الابتسام..
    وما إن دخلنا بهو الفندق بديكوره النحاسي المميَّز، حتى وقعت عين الفحل على مضيفته التي لم تخلف الميعاد.. التقت عيونهما مع الابتسامات الوضيئة.. أخذني من يدي واتجه بي نحو الفتنة الشاهقة.. بلوزة بيضاء مخططة بالأزرق التركوازي، يبرز منها صدر جبلي متحدٍ في توثُّب، وتنتهي بمهرجان عند الخصر.. وبنطال كحلي يلتصق باتساق مغناج بالجزء الأسفل من القامة الطاغية.. خَلتْ ثيابها من البهرجة والمغالاة في الاستعراض، فجمّلتها بساطة العرض لتفسح المجال للإبداع الرباني في أبهى صورة..
    عندما رأتنا وقفت، لتعلن عن وجودها.. هذه الهالة السامقة التي تصافحنا بوجه شقيق البدر، الآتية من الجارة الشرقية أثيوبيا، حيث ينبع منها النيل الأزرق، ماذا تقول عنها الكلمات؟! إنها كل هذه المهرجانات التي تتدفق عطاءً يتلاقى في جميع المسارات..
    حينما سلمت عليها، غاصت يدي في بحر الليونة السمراء، المرتوية بتربة الخصوبة والنماء.. أي سحر هذا الذي يأتينا من شرق حدودنا؟!
    قالت وهي تغرس فتنة عينيها في جوفي المتصحِّر:
    - اسمي إلسا..
    قالتها بلكنة إنجليزية معجونة بلهجة أمهرية في غاية العذوبة والدلال.. تعارفنا بعد أن استقبلت الفحل بأحضان باذخة بالمودة والشوق.. ماذا فعل فيها هذا الساحر الماكر في الطائرة؟! كيف سباها إلى هذه الدرجة التي ذاب فيها الزمن؟! جلستُ قليلاً استمتع بحلو حديثها.. والفحل ماهر في طَرْق المواضيع وفتح مصاريعها.. في النهاية استأذنتُ، لأعلن معاوية بأننا في (اللوبي)..
    ذهبت إلى الاستقبال وتحدثت مع معاوية في غرفته.. أخبرته بأننا في الفندق، وفي انتظاره.. لم يغب طويلاً.. هلَّ علينا من الزاوية الجنوبية.. إنه كما هو، لم يتغير، بخلاف لحية خفيفة محلوقة بعناية.. تعانقنا باشتياق، تُعمقّهُ وتُعطّرهُ أيام التلمذة وعلاقاتها.. قدم له الفحل صديقته معرِّفاً:
    - إلسا..
    صافحها بأدبه المعهود.. رطن معها رطانة الخواجات.. ثم قال لنا بلهجته السودانية الساخرة:
    - الله يرحم زقاق (الاسبتالية)!!.. (كمان) معاكم حبشية في مصر!!..
    ضحكنا لخفة تعليقه.. سألته وبقايا ضحكة عالقة في حديثي:
    - كلمنا متى أسلمت؟!!
    وأشرت إلى لحيته.. زاد من قهقته وهو يجيب:
    - صديقتي الخواجية، هي التي شكلتني بهذا المنظر!!.. قالت إني جميل، أعجبها بهذه الهيئة!!.. وأنا (مالي)، إذا كانت هي تريدني (كده)!!..
    تدخل الفحل:
    - يبدو أنك فسقت في لندن؟!..
    استمر في ضحكته الممَّيزة.. لم يرفض الاتهام.. عقّب باقتضاب:
    - يعني!!
    ثم واصل:
    - إذا كان (لقيتكم) في القاهرة (ومعاكم) حبشية، معنى كده، لو (لقيتكم) في الخرطوم، سألقى (معاكم) تكرونية؟؟!
    كانت إلسا تتابع حوارنا السوداني رغم أنها لا تفهم منه شيئاً.. ومع ذلك رسمت على وجهها ابتسامة عذبة أضفت على فتنتها الطاغية شعاعاً يدفع بالأبصار لتديم عليها النظر..
    قال الفحل متباهيا:
    - أتحداك!! هل رأيت جمالاً في بلاد الفرنجة مثل هذه الموناليزا الأفريقية؟!
    عندها تحوَّل نظرنا إليها بطريقة آلية وفجائية، تأكدت هي بأن الحديث يدور حولها، فزادت ابتسامتها إشراقاً.. غضّت طرفها استحياءً، فأبى الحياء إلا أن يكمل البهاء شموخاً..
    لم يكن هناك مجال للمكابرة، فأجاب معاوية:
    - الحق يقال، إنها فوق التصوُّر!!!.. دائماً أنت محظوظ رغم (هيافتك)!!
    زاد إزعاجنا الضاحك في بهو الفندق.. وبدأت الأنظار تتجه إلينا.. لم نكترث.. فالأفارقة معروفون بأنهم أهل صخب ومرح!!..
    علق الفحل موجها خطابه لمعاوية:
    - هذا من حقد الحاقدين!!
    سألته:
    - مهمتك طويلة إن شاء الله.. نحن في إجازة..
    رد متحسراً:
    - أبداً والله.. كلها 72 ساعة.. ومزحومة بالعمل.. سفيرنا يتهرب رغم أن هذا العمل مسؤوليته!!
    انزعج الفحل لِما سمع.. كان يظن زمن المهمة أطول.. بادره:
    - يعني ما (حنشوفك)؟! يا زول نحن أجّرنا شقة في العجوزة.. توهمنا أن تكون في رفقتنا!!
    ابتسم ابتسامته الرزينة. صمت قليلاً.. حاول تقليل الصدمة علينا:
    - طبعاً.. كان بودي.. هذه أمنية.. أين أجدكم؟!.. لكن في جميع الأحوال سأبذل جهدي لأكون معكم.. المهم نذهب الآن لأعرف مكانكم..
    في هذه الأثناء لفتت إلسا نظر الفحل.. أخبرته بأن المرأة التي تجلس في التربيزة المجاورة لنا، لم ترفع عينيها عنه مطلقاً..
    انتبهنا لحديث إلسا.. نظرنا تلقائياً في اتجاه المرأة.. وجدناها فعلاً تنظر إلينا، وتُركَّز على الفحل بطريقة جرئية لا كسوف فيها.. هي سيدة أوروبية في الستين من عمرها تقريباً.. ومع ذلك متماسكة البنية.. ممتلئة في اتزان.. أنيقة المظهر.. لا تخلو من مسحة جمالية، لم تفلح السنون في قهرها..
    قال معاوية هازئاً:
    - مقبولة!! فيها (كدَّة) باقية!!..
    تطاولت ضحكاتنا وصخبنا.. فجأة رأينا تلك السيدة تتحرك نحونا.. تجمدنا!! اتجهت نحو الفحل مباشرة.. قالت بنبرة إنجليزية لا تخطئها الأذن:
    - سوداني؟؟!
    رد عليها الفحل باستغراب وتوتر:
    - نعم.. هل هناك خطأ؟!!
    خاطبته بلهجة قاطعة وبقسمات صارمة:
    - يا عزيزي، ستكون رئيساً للسودان!!! ولكن هذه الرئاسة ستكون نحساً عليك!!!
    قالت عبارتها تلك، بقسماتها الصارمة الجادة، وانصرفت خارج الفندق، ونحن نتابعها مذهولين، حتى غابت عن أبصارنا.. نظرنا إلى بعضنا في حيرة واستغراب.. وبعد أن انقشعت عنا غشاوية الذهول التي غمرتنا، انفجرنا ضاحكين في ضجيج.. شاركتنا إلسا الصخب من غرابة القول وجرأة تحديه!!..
    وما كدنا نعود إلى طبيعتنا، حتى فاجأنا الفحل بما هو أغرب:
    - لا تستغربوا كلام الكاهنة النصرانية!!.. فما قالته يداعب طموحي.. لدي أحلام تطاول النجوم!! لي رغبة جامحة في أن أكون رئيس الجمهورية.. ولا (يكتر) على الله!! ولا يهمني النحس بعد ذلك!! فأنا والله أهل للمعالي!!..
    كان جاداً في حديثه.. هل يعقل هذا هو الفحل الراجح العقل؟! هل سحرته هذه الشمطاء؟! صمتنا.. وقفنا في النقطة الفاصلة بين الجِدّ والهزل!! السودان بلد العجائب!! تحدث فيه الأشياء من غير مقدمات منطقية.. ربما تتحقق نبوءة العجمية!!..
    خاطبتُه ساخراً:
    - أعرف فجور طموحك!! لكني ما تخيلتُه فاجراً إلى هذه الدرجة!!
    انفجرنا ثانيةً في قهقهة بنفس الضجيج.. بعدها أشار الفحل إلينا بأن نشرك إلسا معنا في الحديث، كي لا تشعر بالعزلة..
    قال معاوية معلّقاً:
    - (الونسة) بالإنجليزي (مسيخة)..
    وجه الفحل حديثه لإلسا:
    - لنذهب خارج الفندق.. ما رأيك؟!..
    ردت عليه إلسا بأن زميلتها خرجت قبل مدة تتسوّق.. وهي الآن على وصول.. وهي تريد أن تتعرف إليكم..
    افترسني الفضول.. سألت:
    - ما اسمها؟!
    من فورها أجابت:
    - ألمظ..
    قلتُ في غزل مكشوف:
    - اسم جميل.. هل هي مشرقة مثلك؟!
    جاءتني ضحكتها الخاطفة اللافحة كسناء الضياء:
    - أجمل!!
    انتظرنا.. وبعد هنيهة أشرقت ألمظ.. أمهرية الطلعة.. حنطية البشرة.. طويلة القامة.. ثرية التقسيم..
    تأملت!! أمهريتان تتجاذبان تنافسا سابياً.. سبحانك أحسن الخالقين.. من لا يدفعه الجمال للتوحيد فقد هوى!!
    تعارفنا.. الابتسامات تملأ الفضاء. واجه الفحل معاوية:
    - ما قولك يا صديقي في مهرجان فاتنات أهل المرتفعات؟؟ هل لهن مثيل في الغرب؟!
    ابتسم معاوية وهو يعيش هذا المهرجان السابي.. لعله لا يريد أن يفسد تأمله بحديث جانبي!! آن وقت مغادرة الفندق.. انحشرنا جميعاً في سيارة السفارة المخصصة لمعاوية.. وجهتنا كانت العجوزة...
    ----------------------

                  

العنوان الكاتب Date
المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin02-28-13, 09:07 AM
  Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin02-28-13, 09:10 AM
    Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد جورج بنيوتي02-28-13, 11:58 AM
      Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-02-13, 10:25 AM
        Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-02-13, 10:28 AM
          Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-02-13, 10:29 AM
            Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-02-13, 10:30 AM
              Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-03-13, 11:32 AM
                Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-03-13, 11:34 AM
                  Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-04-13, 10:42 AM
                    Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-04-13, 10:47 AM
                      Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-05-13, 10:25 AM
                        Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-05-13, 10:26 AM
                          Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-06-13, 11:23 AM
                            Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-06-13, 11:26 AM
                              Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-06-13, 11:28 AM
                                Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-06-13, 11:35 AM
                                  Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-07-13, 10:00 AM
                                    Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-07-13, 10:20 AM
                                      Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-07-13, 10:54 AM
                                        Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-08-13, 02:35 PM
                                          Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-09-13, 11:48 AM
                                            Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-10-13, 11:57 AM
                                              Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-28-13, 10:30 AM
                                                Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-31-13, 11:18 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de