المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 11:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-28-2013, 09:10 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36995

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد (Re: adil amin)

    clip_image138.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    (1)

    طال بعدي عنكم، فزاد شوقي لكم، ولصديقي الفحل محمد عثمان.. ولأجلكم كان خلافي وتبايني مع صديق عمري.. قبلته ورفضته في آن!!.. والعجيب أن هذا التناقض زاد من حبي له!!.. هذا الحب هو الذي دفعني لأروي لكم هذه الحكاية، كما عشتها.. ولا أجد دافعاً آخر مهما كان، أكثر قوة وأثراً من الحب..
    الأقدار وحدها، هي التي قادت صديقي إلى هذه النهاية البائسة الغامضة!!.. كان عاشقاً للحياة وملذاتها، الحسية منها والعقلية.. ولم يترك جانباً منها، استطاعه، إلا وطرق أبوابه باقتدار وجسارة..
    حينما ساقه قدره، ليكون سياسياً، على حين غلفة، وشعر أنه وصل فيما انتهى إليه لطرق متاهية سُدّت منافذها، لم يخنع وإنما ظل يقاوم من منطلقاته الخاصة، مؤمناً أو غير مؤمن، في أن يُحدِثَ أمراً، قد يكون له نفعه وإيجابياته.. التوفيق حقيقة تقديرية من رب العباد.. ولكن على المرء أن يسعى.. وهذا ما يفعله بإخلاص.. هكذا كان يكرر هذه المقولات على مسمعي.. اسمعه، ونحن على طرفي نقيض..
    كنت أرى الأمور من زاوية أخرى، غير التي يرى.. ولهذا كان جهدي منصباً على ضرورة تركه السودان نهائياً.. ولكنه آثر ان يبقى حيث هو، وليفعل به الله ما يشاء.. قال من ضمن ما قال: "أن في السودان من هم أحسن منه، وأفضل منه وأكرم.. فلماذا لا ييقى مثلهم!!.."
    ذلك العناد الذي لمسته منه، كان جديداً عليّ.. وما خَبِرتُه بهذه الصورة منذ أن عرفته.. الشيء الأكيد أنه يحب الدنيا، ويكره المتاعب والحياة الشاقة.. والعيش في السودان أضحى أمراً فوق طاقة البشر، لولا العناية الإلهية.. لكنه رغم ذلك ظل على حاله، بعد الهول الذي عايشه والمجهول الذي طمره!!.. عجبتُ ساعتئذٍ وسألت نفسي: "هل القوة في الصبر؟!.."
    وحين صالحه النظام، وسعى إليه، لم تدم الحياة الهانئة طويلاً.. شاء حظه العاثر أن يصبح جزءاً من صراع القوى، دون أن يكون لاعباً أساسياً في هذه الصراع.. صحيح، هو لا يخلو من هفوات وسقطات، لكنه في النتيجة النهائية، كان مخلصاً.. أو ربما الدنيا علمته، بأن يتعامل فيها بشيء من الأخلاق، فدخل دون إرادة منه، في دائرة البراكين الخفية، التي تضطرم تحت الأرض.. رفض نصحي بالهرب، وآثر أن يعيش فارساً في الأتَّون المشتعلة، يبحث عن زهاد الدنيا، ليستمد منهم القوة، وليقدم لهم شيئاً، يغلسه من الأدران والجذام والبثور!!..
    هناك في الغرب البعيد، الذي يموت فيه البشر بلا معنى ولا سبب، يحتاج الوضع للإخلاص والفعل الإنساني الجاد، دون مَنّ أو أذى.. في تلك الأرض السمراء وبشرة أهلها الداكنة، وجد صديقي ضالته، التي أراحت ضميره.. وأخذ يسعى سعيه الذي اهتدى إليه..
    تفكيري فيه لا ينقطع.. حالة خاصة، شاركتني فيها إلسا!.. جاءتني ذات يوم في غرب لندن!!.. كان حضوراً مفاجئاً دون شك.. رأيتها مطمورة بالإنزعاج والتوتر.. لا أدري أين غابت السحنة الريانة المُتقَّدة بالبهاء؟!.. أين الشفتان الشهوانيتان؟!..
    بعد السلام والحديث المقتضب، الذي فرضته المفاجأة، كانت عيوننا سباقة لحديث يطول حول الفحل.. وبعد برهة من حزن دفين، ملأ ذاتاً وقيدة الجوانح، نطق لسانها:
    - صديقك في محنةَ!!
    سألت بسذاجة:
    - كيف عرفتِ؟!
    نظرت إليّ باستغراب.. أجابت:
    - ألا تعرف أني على اتصال دائم معه؟!
    قلتُ مستدركاً:
    - أعرف.. لكن كيف عرفت بليته؟!.. هل ذهبت إلى السودان؟!
    قالت:
    - ليس قريباً، لكني ذهبت قبل فترة.. ولمست توهان ذهنه، ومَيْلهِ للصمت دون عادته!!.. سألته مراراً، لكنه لم يفصح.. اعتبرته شيئاً عارضاً.. في اتصالاتي المتعددة معه بعد ذلك، أفصح لي بأنه يعاني متاعبَ في العمل.. شعرتُ أنه فقد حيويته ومرحه وعذوبة طلته!!.. ماذا هناك؟!..
    كيف أتحدث إليها عن أشياء شائكة، ذات نكهة محلية خاصة بالسودان وطبيعته؟!.. ولِمَ لا؟!.. فهي ليست جاهلة، بل عميقة الوعي، عالية الثقافة والمعرفة.. جابت الأرض طولاً وعرضاً.. آثرتُ أن أقول حديثاً مختصراً دون إطناب:
    - عمل بالسياسة.. بعد مدة شعر أن أهدافه لم تتحقق!!
    قالت منفعلة:
    - السياسة عمل قذر!! أُغتيل أبي غدراً على قارعة الطريق، لأنه تعامل فيها بأخلاق الفرسان!!..
    أخاف أن يكون هذا مصير صديقي العزيز، رغم أن السودان لم يعرف مثل هذه الاغتيالات، ولم تكن جزءاً من ثقافته.. عاش في ظل التسامح.. ولم يعرف أهله البغضاء في اختلاف الرأي.. و... تراجعت!!... شجبتُ هذا الإحساس!!.. داهمتني سذاجته.. كل شيء أضحى ذكرى!!.. إننا نعيش جديداً فُرض علينا!!.. إنه زمن الحق الضائع!!..
    قلتُ:
    - صديقنا طموح!!.. أحياناً الطموح غير المُتبصّر يقود إلى التهلكة!!..
    هذا الرجل النبيل الجميل، تخاف أن تمسه نائبة.. لو حدث له مكروه، لا تدري ماذا ستفعل بها الدنيا؟!.. كيف ستتحمل والحال كذلك؟!.. قالت حزينة:
    - ما ظننت يوماً، أن تعلقي به سيصبح إلى هذا الحد.. هذه لحظة امتحان أفاجأ بها!!.. الدنيا لا تصفو على الدوام!!
    صمتت قليلاً، ثم متدفقة في سؤال:
    - لماذا لا يأتِ إلى هنا؟!
    أجبتُ صادقاً:
    - طلبت منه مراراً، ولكنه استكبر!!
    علقت يائسة:
    - لماذا الاستكبار؟!.. وما الدافع في أمور لا تستحق؟!..
    لعل هذه المسكينة لا تعرف أن دواخل الإنسان غابة دغلة مليئة بالأسرار والغرائب العجائبية المثيرة.. صديقنا المشترك ثَمَّن ذاته عالياً.. ومن خلال التعالي، نسي ذاته في الوهم الكبير!!.. الحوار بشأنه أصبح لا يجدي الآن.. قلتُ فاقداً الأمل:
    - ما عادت المحاولة معه مرة أخرى تجدي!!.. لقد وصل منطقة اللاعودة.
    نظرت إليّ إلسا بائسة، تحمل هموماً، أحسست بها جاثمة على صدرها الفتي.. وخوفي على صديقي يفوق كل الحدود!! طفحت نفسي من محاوراته المتلاحقة.. جاءني صوت خافت من الداخل: "دع الأيام تفعل ما تشاء".. لم يدم الحديث الذي تلفَّعه اليأس، طويلاً بيننا..
    سافرت إلسا بعدها، وعلى سحنتها ألم وأسى.. تركتني لوحدتي وغربتي واجترار ذكرياتي!!..
    النسيان نعمة من الله لبني الإنسان.. وإلا لمات هذا الإنسان حزناً لما يداهمه من مآسي وأحزان.. أخذتني الحياة في دواماتها اليومية المتراكضة..نسيت فيها الفحل ونسيت إلسا.. حتى نسيت السودان ومعاناة أهله!!.. مسؤوليات العمل تتزايد وتتراكم!!..
    وذات يوم صقيعي غابت فيه شمس لندن كما هي عادتها، داهمتني أخبار تتناقل على كل الفضائيات التي اعتاد دائماً على مشاهدتها.. تذكر أن طائرة سودانية تحمل مجموعة أشخاص بعضهم مسؤولين على مستوى رفيع اختفت في سماء مدينة الفاشر!!..
    أزعجني الخبر.. وجاءني إحساس بأن الفحل ضمن هذه المجموعة التي لا يُعرف مصيرها.. سارعت بالاتصال بشقيقه.. فأكد لي إحساسي.. إنه ضمن الطائرة المجهولة..
    يا إلهي!! ما هذا الخبر الشؤم؟!.. جلست أنا مع الأخبار هنا وهناك.. الحزن يفترسني.. ليته طاوعني.. قلق إلسا، كان كمن هتك حُجُبَ المجهول!!.. ودعتني كأنه الوداع الأخير!!.. يا إلهي!!
    وحدتي جبارة قاتلة.. عادت بي الذاكرة، استرجع مع صديق عمري أياماً خلت!!.. كنت من القلة التي تعرف ماضيه منذ حداثته الباكرة، يبثها قلمي إليكم دون توقف!!.. فما عاد شيء يبقى غير الذكرى!!...
                  

العنوان الكاتب Date
المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin02-28-13, 09:07 AM
  Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin02-28-13, 09:10 AM
    Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد جورج بنيوتي02-28-13, 11:58 AM
      Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-02-13, 10:25 AM
        Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-02-13, 10:28 AM
          Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-02-13, 10:29 AM
            Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-02-13, 10:30 AM
              Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-03-13, 11:32 AM
                Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-03-13, 11:34 AM
                  Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-04-13, 10:42 AM
                    Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-04-13, 10:47 AM
                      Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-05-13, 10:25 AM
                        Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-05-13, 10:26 AM
                          Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-06-13, 11:23 AM
                            Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-06-13, 11:26 AM
                              Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-06-13, 11:28 AM
                                Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-06-13, 11:35 AM
                                  Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-07-13, 10:00 AM
                                    Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-07-13, 10:20 AM
                                      Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-07-13, 10:54 AM
                                        Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-08-13, 02:35 PM
                                          Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-09-13, 11:48 AM
                                            Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-10-13, 11:57 AM
                                              Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-28-13, 10:30 AM
                                                Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-31-13, 11:18 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de