Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-27-2013, 03:50 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة

                  

02-27-2013, 03:52 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: بكرى ابوبكر)

    and#65532;
    المحتويات


    الرأس الكبير والدماغ الكبير
    خمول نصف دماغ الأمة الأيمن
    الأمة بمعدل ذكاء قومي 101,4
    تدني معدلات قدرات الأمة بمعيار جرينتش العالمي
    لا يتوزع الذكاء بصورة طبيعية كالثروة والسلطة
    ثلث دماغ الأمة في خطر
    اليوسيماس وتوسعة ذاكرة الأمة
    معدل ذكاء طلاب التربية 43 درجة أقل من ذكاء ذوي القدرات العالية
    الشهادة السودانية معيار جيد للمفاضلة بين الطلاب
    رهاب المؤشرات عند قادة التعليم
    الرئيس البشير وإزالة الحقيبة المدرسية أسوة بسنغافورة
    برنامج اليوسيماس وتعزيز الرياضيات والسرعة
    انجاز السوداني في شهر ينجزه الياباني في يوم
    اليوسيماس للعبقرية أساس
    المؤشرات هي البوصلة المحددة للاتجاهات
    شيخ بترجي وزيادة اليوسيماس للذكاء حوالي 10 درجات في السعودية
    ليس هناك بركة في التعليم كما يقول برفسير عبد الله الطيب
    أمة محبطة في التعليم
    ماهي محبطات دماغ الأمة
    الخرطوم تؤلف ولكن ربما لا تقرأ
    ما العمل بخصوص تدني قدرات دماغ الأمة؟
    وزارة تنمية الموارد البشرية وثورة تفجير القدرات
    200 درجة أعلى معدل ذكاء في الأمة
    المخابرات دماغ الأمة
    لعنة جار النبي وبترول الأمة
    دماغ ألف موهوب في خطر

    الأمة وعدم مساءلة الذين يدمرون دماغها
    بشارة طائر السمبر للأمة
    10% من الأدمغة النشطة بجامعة الخرطوم أعلى انتاجا من رصفائهم في العالم

    هل هناك أي قصة نجاح لأنشط دماغ علمي في الأمة؟
    كيفية بناء دماغ الأمة








    سم الله الرحمن الرحيم


    دماغ أمة في خطر!
    بروفسير عمر هارون الخليفة - مؤسس مشروع طائر السمبر

    في مقالته المنشورة في صحيفة "التيار" العامرة بتاريخ الجمعة 16 مارس 2012 والمعنونة "المنهج القومي بين مطرقة الامتحانات وسندان اليوسي ماس"، والتي كتبها الأستاذ الفاضل عباس منير مصطفى، وفي تعقيبها المنشور بالتيار بتاريخ الخميس 12 أبريل 2012 بعنوان "حول مدارس الموهبة والتميز" قالت الأستاذة الجليلة مريم حسن عمر "ولكن عمر هارون الخليفة للأسف الشديد انقلب على المشروع وهدد بأنه سيدمره لشيء يعلمه في نفسه". وفي التيار يوم الثلاثاء 10 ابريل 2012 كتبت العمودية الموهوبة هويدا سر الختم "الأستاذة مريم حسن عمر بالوزارة والمشرفة على مشروع الموهوبين دافعت بعنف عن المشروع وكان يساندها في المشروع بروفسير عمر هارون الخليفة أستاذ علم النفس بجامعة الخرطوم وجامعة كويوتو باليابان والمؤسس للرابطة السودانية للموهوبين" كما كتب اسماعيل آدم بالتيار يوم الأحد بتاريخ 15 أبريل 2012 مقالة "حول مدارس الموهبة والتميز". وأشار الجميع لجوانب تخصني شخصيا بصورة مباشرة أو غير مباشرة. أ. عباس منير "معلم سابق" ومدير "منظمة قدرات الدولية"، و"مؤسس مدينة الخرطوم لتنمية قدرات الأطفال"، ومريم حسن عمر تعمل "المدير التنفيذي للهيئة القومية لرعاية الأطفال الموهوبين". باختصار عباس ومريم وهويدة واسماعيل قيادات في مجالهم وسوف نتعامل معهم في الرد على هذا الأساس.

    أولا أثمن جميع الاجتهادات المقدمة من قبل الأساتذة الكرام في مساهماتهم القيمة المنشورة في صحيفة التيار العامرة والتي أطالعها قبل تناول كوب الشاي الثاني. ولكن تحتاج الأطروحات التي ذكرها الرباعي لبعض المناقشات لاثراء الحوار في الموضوعات المهمة التي طرحت بخصوص برنامجي "اليوسيماس" و"الموهوبين" وخاصة وأنها طرحت مباشرة بعد انتهاء جلسات وتوصيات المؤتمر القومي للتعليم. وردي عبارة عن مجرد محاولة أو اجتهاد قابل للصواب كما للخطأ أيضا. وسيكون ردي واضحا ربما متأثرا بمدرسة العبقري شيخ بابكر بدري، ومحمد أبو القاسم حاج حمد، ومحمد خير البدوي، وشيخي بروفسير في علم النفس مالك بدري وحسب قول الناقد الثقافي خالد فرح مدرسة المباشرة والوضوح واللعب على المكشوف "والشوت الضفاري" والقطع الناشف" وتسمية الأشياء بمسمياتها ذاتها، أو دعاء الهر باسمه كما يقول الانجليز.

    وسوف أعلق على بعض النقاط التي أثارها الرباعي تعزيزا للغة الحوار والمساجلات، وتأسيسا لأدب المناظرة والاختلاف، واستجابة لدواعي التفاوص لأنها النوافذ الصحيحة للرأي والرأي الآخر والطاولة التي يمكن بها اكتساب القدرات لحل المشكلات. إنها باختصار المصل والتعقيم والترياق لداء الأمة "الاحباط والتخلف" ودواء الأمة "الخيال الابداع". وسوف استخدم لغة الأرقام ومدفعية المؤشرات لا الانطباعات في عملية الرد. فالحق أبلج والباطل لجلج، وحقا الحق يعلو ولا يعلى عليه. وبوسعي القول بأن قوى الهدم والتدمير في دماغ الأمة السودانية أقوى من قوى البناء والتعمير فضلا عن سوء التقدير في دماغ الأمة. وسوف أفحص هذه الفرضية التي تحكي قصة التخلف في الأمة من خلال المنظور السيكولوجي. وسوف ننطلق من هذه الفرضية أولا في عملية تحليل الوضع الراهن لدماغ الأمة فقير الخيال والابداع والتفكير الاستراتيجي فضلا عن بطئ معالجة المعلومات في نصف الدماغ الأيمن.

    ولقد أجرينا في مجموعة طائر السمبر (مستودع تفكير يبشر بمستقبل أفضل للأمة) سلسلة من الدراسات الاستراتيجية بمثابة ممتلكات للأمة السودانية لتنفيذ القرار الجمهوري الذي أصدره الأخ الرئيس عمر البشير رقم (221) لسنة 2006 والخاص بتشكيل "الهيئة القومية لرعاية الأطفال الموهوبين" والتي كانت ثمرة لنتائج بحوث سيكولوجية صارمة عن "الأطفال الخوارق والموهوبين"، وهو عنوان كذلك لكتاب بدار جامعة الخرطوم للنشر، قدمت لسعادته في داره العامرة ومن مهام واختصاصات هذه الهيئة (ا) إعداد الدراسات ووضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لتنفيذ مشروع اكتشاف ورعاية الموهوبين (2) اكتشاف وحصر الموهوبين بالبلاد (3) تصنيف الموهوبين وتحديد اهتماماتهم واتجاهات مواهبهم (4) تهيئة البيئة المناسبة لتنمية وتطوير قدرات الموهوبين (5) اختيار وتدريب معلمين مقتدرين لتعليم الموهوبين ورعايتهم (6) توفير الرعاية المناسبة للموهوبين وأسرهم (7) العمل على استقطاب الدعم لرعاية الموهوبين (8) توفير الامكانيات المادية والفنية والبشرية المعينة على انفاذ المشروع (9) متابعة توظيف المقدرات العقلية والعملية للموهوبين لخدمة المجتمع.

    ولكن قد تجاهل أو أغفل أو أهمل أو أنكر القائمون على أمر الهيئة القومية تحت إدارتها التنفيذية "المكنكشة" تحقيق أي من تلك المهام والاختصاصات على المستوى "القومي" وتحنطت في حوالي 890 تلميذ "موهوب" في عزلهم في حضانات هادمة للموهبة بينما هم في الأمة السودانية أكثر من 170000 (أكثر من مائة وسبعون ألفا). والتمويل السخي المقدم من وزارة المالية الاتحادية كافيا للكشف عن وتصنيف ورعاية جميع الموهوبين في جميع الولايات في ظل سياسة الدمج التي تتبناها مجموعة طائر السمبر. وتحولت الهيئة بسبب فقر الخيال، وبؤس الابداع، وغياب التفكير الاستراتيجي لهيئة "خرطومية"، تتكسر بل تتقزم فيها قرارات رئيس الجمهورية في أدني المستويات القيادية التعليمية وذلك بعدم رعاية الموهوبين في الولايات بل بتدمير القدرات العقلية والتحصيل الدراسي ومفهوم الذات للذين تمت رعايتهم في ولاية الخرطوم، كما يتكسر فيها توجيه رئيس الجمهورية بتعميم برنامج اليوسيماس والذي تم ايقافه في عمليات تدريب التلاميذ الموهوبين. إن ما يحدث في الهيئة القومية لرعاية الموهوبين يعتبر بمثابة اعلان حرب على أدمغة الأمة، وبمثابة احباط للأمة السودانية في تراسنتها العقلية، والاحباط في هذه الحالة هو مرض الأمة السودانية غير المشخص والمصنف والذي يعمل إما لتدمير الذات أو تدمير الآخرين.

    الرأس الكبير والدماغ الكبير
    وقبل أن أدلف إلى تعليقى حول المعطيات التى بنى عليها الأستاذ عباس منير والأستاذة مريم حسن عمر مقالتيهما أود أن أقدم بعض المعلومات البسيطة عن الدماغ لأن عنوان المقال "دماغ أمة في خطر". فالدماغ هو مركز التحكم في السلوك، ويزن عند الولادة حوالي 450 جم، ويصل في سن الرشد ما بين 1300-1400 جم، وتقدر نسبة وزن الدماغ إلى وزن الجسم حوالي 2% ولكنه يستهلك من20 -25% من طاقة الجسم. ويبلغ عدد الخلايا العصبية فيه حوالي 100 بليون خلية، ولكن الراجح بأن الانسان لا نستخدم منها أكثر من 10%، وقيل أن الطاقة الكهربائية لدماغ الانسان ممكن أن تضيء مصباحاً. وترتبط كل واحدة من الخلايا العصبية بالأخرى لتكون شبكة مسؤولة عن السيطرة على كل الوظائف العقلية، كما يستقبل الدماغ ويفسر الاشارات التي لا تحصى والتي تصل إليه من الأجزاء الأخرى من الجسم ومن البيئة الخارجية. والقدرات العقلية أو الذكاء الذي سوف نركز عليه هو وظيفة الدماغ أو المخ كنتاج طبيعي للنمو العقلي. وكشفت نتائج الدراسات الحديثة بأن هناك علاقة بين حجم الدماغ ومعدل الذكاء 0,4 أو 40%، وهناك علاقة بين حجم الجمجمة والذكاء 0,3 بنسبة 30% بينما هناك علاقة بين حجم الرأس كمقياس تقريبي للدماغ ومعدل الذكاء 0,2 بنسبة 20%. ويبلغ محيط حجم الرأس عند الولادة حوالي 34-35 سم.

    يحتوى دماغ الراشد تقريبا على 50-60% من الدهون منها حوالي 35% من الأحماض الدهنية غير المشبعة طويلة السلسلة خاصة حمض الدوكوساهكسنويك. ويعتمد الأجنة والرضع حديثي الولادة على الأم في الحصول على حامض الأوميقا-3. كما يشكل هذا الحمض الدهني حوالي60% من المستقبلات البصرية في شبكية العين. ولقد كشفت دراسة أحمد الدعاك التي أجراها بمعهد كيمياء الدماغ والغذاء الانساني بجامعة ميتروبوليتان لندن 2011 بأن دم مجموعة من الأطفال الأصحاء العاديين في السودان به كميات قليلة جدا من الحمض الدهني أوميقا-3. وعادة يقع قصور الأحماض الدهنية الضرورية عندما تكون النسبة الكلية للسعرات الحرارية أقل من 1-2% مستمدة أو موفرة من الأحماض الدهنية الضرورية. ومن بين العلامات اللاكلينيكية لهذا القصور هو تخلف النمو ومن أعراض الآنيمياء جلطات الدماغ فضلا عن تاثيرات المرض على القدرات الذهنية ومعدلات الذكاء. كما أظهرت دراسة الدعاك بأن دم الأطفال المصابين بالأنيميا الهلالية (المنجلية) به نقص حاد من حمض الديكوساهكسنويك فضلا عن الحمض الدهني أوميقا-3. كما لخص الدعاك نتائج دراسة سودانية في غاية الأهمية كشفت بأن حليب الأمهات السودانيات اللبأ والانتقالي والناضج به كميات منخفضة من الدهون خاصة الحمض الدهني أوميقا -3 مقارنة مع نتائج 106 دراسة أجريت في عدة دول حول العالم ولكن به معدلات عالية من الكربوهايدريتات (النشا والمديدة والموصة). ويخلص البحث إلى أن حليب الثدي لدى الأمهات من شمال السودان الاتي لا يتغذين تقريبا على الأسماك ومنجاتا لن يكون قادرا في الغالب على توفير اوميق-3 لأطفالهن حديثي الولادة لتطوير الأجهزة البصرية والعصبية لديهم.

    ولقد أظهرت نتائج أول دراسة في الأمة السودانية قامت بها مجموعة طائر السمبر بأن العلاقة بين حجم الرأس والذكاء 21% كما أظهرت هذه الدراسة بأن متوسط حجم رأس الذكور 56,6 سم بينما الاناث 55,3 سم. أي أن الذكور أكبر رأسا من الاناث وينسجم ذلك مع نتائج الدراسات العالمية. وفي دراسة ثانية بلغ متوسط حجم الرأس 57 سم لطلاب الجامعة، و56 سم لطلاب الرياضيات الأقل تفوقا بينما هو 59 سم للطلاب الأكثر تفوقا في الرياضيات. ومن النتائج المدهشة بأن الأكثر تفوقا في الرياضيات في الأمة السودانية كانو أكبر دماغا ب 3 سم، وأعلى أداء في الرياضيات ب 5 درجات، وأعلى تحصيلا في الشهادة السودانية ب 9 درجات، وأكثر ذكاءا بالمعيار السوداني 9 درجات، وأطول قامة ب 11 سم، وأعلى ذكاء بمعيار جرينش البريطاني 12 درجة. وحسب هذه النتائج فالرأس الكبير به دماغ كبير، كما نقول في السودان "أب راسين". وهناك رؤوس صغيرة لكن بخلايا أكبر عددا، وتوصيلات أعقد، ودماغ أيمن يعمل بصورة أفضل، ومادة رمادية أكثف. أظهرت نتائج البحوث النفسية بأن نسبة مساهمة الوراثة في الفروق الفردية في الذكاء تتراوح بين 40-80%. السؤال لماذا لا نبدأ بتفجير أدمغة وطاقات ذوي القدرات العالية في الحساب والرياضيات لتفجير طاقات الأمة المعطلة خاصة من خلال برنامج اليوسيماس الذي أصبح بمثابة تنمية كلية لدماغ الأمة.

    خمول نصف دماغ الأمة الأيمن
    نال روجرز سبري جائزة نوبل عام 1981 في بحوثه الفسيولوجية والطبية الرصينة التي كشفت لأول مرة في تاريخ العلم وظائف نصفي الدماغ، وأن النصف الأيسر من الجسم يتم التحكم فيه بواسطة نصف الدماغ الأيمن بينما النصف الأيمن من الجسم يتم التحكم فيه بواسطة نصف الدماغ الأيسر. و نصف الدماغ الأيسر لفظي ورياضي وتحليلي وخطي ومنطقي، وبالمقابل فإن نصف الدماغ الأيمن مكاني، وإدراكي وميكانيكي وبصري وهندسي باختصار إنه مركز الخيال والابداع والتفكير الاستراتيجي. ويوجد بين نصفي الدماغ "المقرن الأعظم" الذي تعمل أليافه بمثابة كابلات تصل بين نصفي الدماغ كما يعمل على نقل موجات الدماغ. ويحتوى المقرن الأعظم على أكثر من 200 مليون من الألياف. وأصبح من المعروف بأنه في حالة تقسيم الدماغ جراحيا ينقسم العقل وظيفيا وكل من نصفي الدماغ المنفصلين تستمر وظائفهما على مستوى عال. ويتم قياس وظيفة نصف الدماغ الأيسر من خلال اختبارات القدرات الشفاهية أو اللفظية التي تقيس الذكاء المتبلور بينما تتم دراسة وظيفة الدماغ الأيمن من خلال الاختبارات العملية أو الأدائية التي تقيس الذكاء السيال. ويصف الباحث العبقري أحمد محمد الحسن في مقابلة شخصية خلال مارس 2012 "السودانيون بأنهم أذكياء ولكنهم تنقصهم المهارات اليدوية" والمهارات اليدوية تعمل بصورة متآزرة بين اليد والعين من خلال نصف الدماغ الأيمن.

    ويعتمد الذكاء السيال على المرونة والقدرة على التكيف لحل ما يواجهه الفرد من مشكلات. لذلك السبب فإن مقاييس الذكاء التي تستخدمها مجموعة طائر السمبر هي مقاييس لحل المشكلات. وكشفت نتائج أول دراسة أجرتها المجموعة في الأمة السودانية نشرت في المجلة العالمية للموهبة 2008 كما نشرت في كتاب "الأطفال الخوارق والموهوبين" بدار جامعة الخرطوم للنشر بأن نصف الدماغ الأيسر (مركز طق الحنك) أقوي وسط الأطفال في السودان بينما نصف الدماغ الأيمن (مركز الخيال والابداع) أقوى لدى الأطفال في اليابان. وبلغة ثانية، يعتبر نصف الدماغ الأيمن للأمة السودانية خامل وكسول وغير منشط. وحسب هذا التحليل من المحتمل أن يصبح كهفا بعد آلاف السنوات بسبب عدم الاستخدام، وبوسعنا القول بأن دماغ الأمة الأيمن بذكائه وغبائه في خطر يحتاج للاثارة التزييتوالتعزيز والتنشيط فضلا عن الحمض الدهني أوميقا-3 والتي كشفت الدراسات انخفاضه بصورة جلية في حليب الأمهات وفي دم الأطفال العاديين والمصابين بالأنيميا المنجلية في الأمة السودانية.

    الأمة بمعدل ذكاء قومي 101,25
    بوسعنا التساؤل مباشرة هل يعرف الأستاذ الفاضل عباس منير والأستاذة الجليلة مريم حسن عمر حجم "قدرات الأطفال" في دماغ الأمة السودانية ويعرفان تصانيف هذه القدرات التي تنمي في "المنظمة" و"المدينة" التي يديرها عباس وفي الهيئة القومية لرعاية الموهوبين التي تديرها مريم؟ نبشر الثلاثي بأننا في "مجموعة طائر السمبر" قمنا بأكبر عملية مسح في تاريخ الأمة السودانية بتخريط معدل القدرات العقلية والذكاء بعد محاولة سكوت وضرار صالح ضرار المبكرة عام 1948، وبعدهما مساهمة بروفسير مالك بدري، أب علماء النفس، عام 1966، حيث أظهرت نتائج عدة دراسات أجرتها مجموعة السمبر على عينة ذات سعة قدرها 30725 تلميذا وطالبا (أكثر من ثلاثين ألف) من 11 ولاية من الذكور والاناث في مدارس الأساس والثانوي وبعض طلاب الجامعة بأن متوسط القدرات العقلية، أو القدرة على حل المشكلات، أو الذكاء العام حسب المعيار السوداني بلغت 101,25 درجة وهو المتوسط العام المتعارف عليه عالميا في معايير الذكاء القومية أو الوطنية. ونوع الذكاء الذي نهتم بقياسه في مجموعة طائر السمبر هو الأساس الفسيولوجي والبيولوجي الذي تحتاج له المهارات المتخصصة. إنه الجانب الصلب وليس الرخو من القدرات العقلية وهو الذكاء السيال وليس المتبلور. ولا تأثير كبير للبيئة والثقاقة والتمدرس فيه. ولقد كشفت نتائج بعض الدراسات العالمية التي تابعت نسبة الخصوبة في السودان 4,72% وبأن عدد السكان عام 1950 كان حوالي 8,051,151، وعام 2000 حوالي 35,079814، ومن المتوقع أن يكون عام 2050 حوالي 84,192,309 نسمة بأن هناك علاقة سلبية بين معدل الذكاء وعدد الأطفال. ومن المتوقع انخفاض معدل الذكاء الجينوتايبي في السودان بين عام 2000 -2050 ولكن ربما تكون هناك زيادة محتملة في معدل الذكاء الفينوتايبي في الوقت ذاته، ولكن غير معروف مدى الزيادة أو النفصان.

    وأظهرت نتائج دراسة حديثة جدا أجريت بالولاية الشمالية ونهر النيل لعينة قدرها 5509 فردا بأن معدل الذكاء في محلية أبوحمد (95) درجة، عطبرة (97)، المتمة (98.5)، الدبة (99,2)، دنقلا (100,7)، شندي (101,5) ومروي (103,1) بينما المعدل في محلية الدامر (109,7). وعموما يبلغ المعدل في هذا الجزء من "التضامن النيلي" بلغة الكاتب المبدع عبد اللطيف سعيد في عموده المقروء بالصحافة "ليت شعري" من الأمة السودانية (100.6) بينما المعدل العام في 11 ولاية من الأمة السودانية 101,25. ويقول الكاتب بأن التضامن النيلي لا يعتمد على الكفاءة الشخصية، ولكنه يعتمد على التعاضد والتكاتف، فإذا راجعت كل قائمة أعضاء هذا التضامن لا تجد شخصا واحدا له ما للترابي أو الصادق من ميزات شخصية، فمن ذكاء هذا التضامن وأحد عناصر قوته أنه يتشدد في الابقاء على جوهره دون مساس حتى أنه لا يعترف بمن يهاجر منه إلى مكان آخر. ويصفهما "كلاهما جاء بأفكار جديدة كان مركزها دائرتها هو"، ويضيف "كان كل واحد منهما يمشي على الأرض وعينه على نجوم السماء، فلا غرو أن تصاهرا"، كما يضيف "الترابي والصادق على ذكائهما السياسي وتمرسهما بالحياة لم يستفيدا من التجارب السياسية السابقة في السودان". وحسب نتائج الدراسة السوسيولوجية والسيكولوجية الرصينة التي أجريت في الولاية الشمالية ونهر النيل بأن معدلات الذكاء في هذا الجزء "التضامن النيلي" عادية في حدود المتوسط العام بل تقل حوالي ثلثي درجة (0.65) من المعيار السوداني للذكاء. وواحدة من النقاط التي نحاول اثارتها في هذا البيان محاولة تفجير الطاقات والقدرات الكامنة في الأدمغة الكبيرة كدماغي الترابي والصادق وغيرهما فضلا عن عدم استفزاز الأدمغة الكبيرة بصورة عامة لأنها إما أن تقود في رد فعلها أو استجابتها لتدمير داخلي بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو تدمير خارجي فيقود ذلك لتبديد طاقات وقدرات دماغ الأمة أجمع.

    تدني معدلات قدرات الأمة بمعيار جرينتش العالمي
    ذكرنا سابقا بأن متوسط القدرات العقلية أو القدرة على حل المشكلات، أو الذكاء العام في الأمة حسب المعيار السوداني بلغت 101,25 درجة وهو المتوسط العام المتعارف عليه عالميا في معايير الذكاء القومية ولكن في حالة عدم القيام بمعيرة للنتائج وتم استخدام المعيار البريطاني والمعروف عالميا ب "معيار جرينتش" يتدني المعدل بصورة كبيرة (ضخمة، مقلقة، مزعجة ومفزعة). فلم أنم ويغمض لي جفن عندما رصدت هذه المقارنات والمؤشرات لأول مرة. وفي عملية القياس هذه تم استخدام اختبار (مقياس) عالمي متحرر من أثر الثقافة عند الغالبية أو قليل التحيز الثقافي عند البعض وهو اختبار يقيس القدرات العقلية والقدرة على حل المشكلات والذكاء العام من غير أي عملية تعديل. وتم استخدام المقياس هذا في آلاف إن لم تكن ملايين الدراسات والبحوث حول أركان الدنيا الأربعة لقياس معدلات الذكاء القومي والتي تم رصدها في عدة كتب منها على سبيل المثال "الذكاء وثروات الأمم" ومن بعده "معدل الذكاء وعدم المساواة الكونية" الذي ألفه المتخصص في بحوث القدرات العقلية والذكاء العالم ريتشارد لين من المملكة المتحدة وتاتو فانهانين عالم العلوم السياسية ووالد رئيس وزراء فنلندة فضلا عن كتاب "منحنى الجرس" في أمريكا والذي ألفه هيرنستاين وموراي.

    بوسعنا القول بأن على مراكز التدريب والهيئات المهتمة بقدرات الأمة السودانية معرفة محدودية البيئة في التعديل والتطوير والتحوير والتحويل مقابل مساهمة الوراثة أو الجينات في القدرات العقلية. وكشفت نتائج بعض الدراسات التي قامت بها مجموعة طائر السمبر بأن أقصى مدى لتأثير البيئة في تفجير القدرات العقلية أو زيادة معدلات الذكاء والقدرة على حل المشكلات حوالي 10 نقاط . ومن المعروف بأن ذوي القدرات المنخفضة أو الذكاء المنخفض تكون لهم مهارات منخفضة في القدرة على حل المشكلات ولهذا السبب يكون أداؤهم ضعيفا في المدرسة، وقد يتركون أو يهربون من المدرسة ويكونون ضمن الفاقد التربوي ومن المحتمل أن يفشلوا في اكتساب المهارات المهنية، وربما يجدون أعمالا هامشية أو ذات رواتب متدنية أو لا يجدون عملا، ويقود ذلك إما العيش في غربة في المجتمع أو ربما يقود ذلك في حالة التفكك الأسري والبطالة للجنوح ولارتكاب الجرائم أو الاعتداء على القانون ويبلغ معدل الذكاء وسط الجانحين بين 64-88 درجة. وأظهرت بعض الدراسات بأن منخفضي القدرات لهم مشكلات في عملية الخضوع والامتثال لقيم ومعايير المجتمع. ويبدو أن تدهور القدرات في الأمة قد يكون مخصبا لسمات الاحباط والعدوان ومنبها لتهديد الأمن القومي.

    لا يتوزع الذكاء بصورة طبيعية كالثروة والسلطة
    أظهرت نتائج الدراسات التي قامت بها مجموعة طائر السمبر بأن الذكاء لا يتوزع بصورة طبيعية بمعيار جرينتش البريطاني ربما بذات القدر الذي لا تتوزع فيه السلطة والثروة بصورة طبيعية لأنها في أيدي قليلة متحكمة ربما من ذوي الطموح العالي في بعض التحليلات، أو ذوي العضلات المفتولة في بعضها، أو عند مجموعة "التضامن النيلي" في تحليلات أخرى كما عبر عبد اللطيف سعيد وغيره من الذين استجابوا لأطروحته سلبا أو ايجابا منهم صديق أمبدة، وعبد اللطيف البوني، ورشيد خالد، ومحمد عيسى عليو، وحسن محمد صالح، فضلا عن محمد عبد السيد. وتعمل هذه الأجواء غير الصحية وغير العادلة بأن تتمركز الطاقات وتتفجر القدرات لقلة في القيادة بينما يعاني المتوسط العام. وربما لهذا السبب المتعلق بغياب العدالة والمساواة تتكون بعض الأحزاب السياسية والحركات الثورية والكيانات ومجموعات المطالب المشروعة ويؤلف الكتاب الأسود. كما تعمل هذه الأجواء في عدم تفجير الطاقات والقدرات لعينات كبيرة من المهمشين والمقصيين والواقفين على الرصيف في الأمة السودانية ومنهم ذوي القدرات العالية ولكن ربما كانت لحظات الميلاد في أمكان جغرافية نائية عن المركز، أو جيوب معزولة، أو بيئات غير مواتية. وحسب أجواء الاحباطات هذه التي عملت على اهدار طاقات الأمة إذا لم تتم عملية الاصلاح السياسي الشامل لأدمعة الأمة من المحتمل ألا ينصلح لنا شأن في مجال واحد، التعليم مثلا، إنها نظرية الدومينو عندما يختل ركن ينهدم البناء لهذا السبب فإن ثلث دماغ الأمة في حالة خطر.

    ثلث دماغ الأمة في خطر
    نود التساؤل بصورة مباشرة هل قامت وزارة التربية والتعليم الاتحادية بأي تخريط أو مسوح تتعلق بنسبة أدمغة الأمة التي في خطر في مرحلة التعليم الأساس والثانوي؟ وإذا لم تقم أين يذهب التمويل المخصص للبحث العلمي والتدريب والتخطيط في الوزارة؟ إذا لم تكن هناك مسوح أو تخريط سوف تقدم مجموعة طائر السمبر مساهمة مجانية في هذا الجانب للوزارة. ويقولون في السودان "دس المحافير" ولكن ليس دسها فحسب وإنما الضرب الموجع بها في الرأس من يوفر المؤشرات التربوية. وعلى قادة التعليم الشك في هذه النتائج وتوفير مؤشرات بديلة أكثر دقة من قبل الباحثين بالوزارة بالمعايير القومية والعالمية. كشفت نتائج دراسات مجموعة طائر السمبر عن تدني فظيع (ضخم وهائل) في القدرات العقلية لقطاع كبير من دماغ الأمة، مثلا كانت نسبة المعاقين (المتخلفين) في عينة الدراسة 5,62% وهم الذين نالو معدلات في القدرات العقلية أقل من 70 درجة بالمعيار السوداني وهي كذلك نسبة أعلى من المعدل النظري (2,2%) ويمكن القول بأن نسبة الدرجات المتطرفة في القدرات العالية والمنخفضة هي مرتفعة في عينة الدراسة حسب المعيار السوداني. وأثبتت نتائج الدراسات العالمية تمركز الاناث بالقرب من الوسط بينما تزداد نسبة التطرف في القدرات العقلية العالية والمنخفضة وسط الذكور. أي أن أكثر المعاقين عقليا (البلادة والمعتوهين والأغبياء والمتخلفين) بل "الحمقى والمغفلين"، وهو كتاب عن أخبارهم في التراث العربي الاسلامي لمؤلفه ابن الجوزي، من الذكور وأكثر ذوي القدرات العالية (الشطار والأذكياء والمتفوقين واللامعين والموهوبين والعباقرة والمبدعين والمخترعين والمكتشفين) من الذكور بل مصممي الأزياء، والعطور، والطهاة، ومصففي شعر النساء، والميكاب من الذكور.

    أما أكثر النتائج ألما وازعاجا فهي التي كشفت عنها نتائج دراسات مجموعة طائر السمبر بأنه إذا تم استخدام معيار جرينتش البريطاني تكون نسبة متدني القدرات العقلية حوالي 34,04% وكانت النسبة في قطر على سبيل المثال (6,4%) وأمريكا (6,9%). وبكلمات أخرى بأن ثلث أفراد العينة بالمعايير البريطانية يحتاجون لعملية تدخل أو قدر من الانتباه لأن دماغهم في خطر. إن هذه النتائج تكشف حجم التدني الفظيع للقدرات العقلية والقدرة على حل المشكلات، والذكاء العام وسط قطاع كبير من أدمغة الأمة في حالة استخدام المعايير العالمية. ولكي نقرب الفهم مثلا استخدام مستويات الدخل بالنسبة للموظف السوداني ب "الجنيه السوداني" ومقابلته ب "الجنيه الاسترليني"، أو ب"الجنيه السوداني" ومقارنته ب"الدولار الأمريكي". فعندما يحول الموظف دخله الشهري أو السنوي الذي يتقاضاه بالجنيه الاسترليني أو الدولار الأمريكي تكون معدلات الدخل منخفضة ولا تساوى دخل عامل النظافة في شوارع لندن أو واشنطون.

    بوسعي القول بأن حوالي ثلث الأمة في خطر فيما يخص دماغها أو قدراتها العقلية. ويمكن أن نجد دعما لهذه النتيجة من خلال المسح الصحي في السودان لعام 2010 حيث كشف بأن هناك 32% من الأطفال دون سن الخامسة كانت أوزانهم أقل من المعدل الطبيعي، وأن 35% يعانون من التقزم. واحدة من التفسيرات المحتملة بأن ما يجمع بين سوء التغذية والتقزم وتدني القدرات العقلية ربما هو انخفاض معدل الحمض الدهني أوميقا-3 في الدم والذي يتواجد بكثرة في الدماغ والعين والسائل المنوي. وهو الحمض الضروري لنمو دماغ الجنين في الرحم وفي حالة عدم تناول الأم الحامل له بكميات كافية يقوم بعملية قرصنة على دماغها بمصه عن طريق الحبل السري، كما هو ضروي في بناء دماغ الرضع بعد الميلاد ولوظائف الدماغ بالنسبة للراشدين. ولقد أظهرت نتائج أول دراسة سودانية في الموضوع تدني فظيع في معدل الأوميقا-3 في حليب الأمهات اللبأ، واللبن الانتقالي، واللبن الناضج. وأثبتت الدراسة بأن حليب الثدي لدى الأمهات اللاتي لا يتغذين تقريبا على الأسماك ومنتجاتها لن يكون قادرا في الغالب على توفير أوميقا-3 لأطفالهن حديثي الولادة لتطوير الأجهزة البصرية والعصبية لديهم. كما كشفت دراسة أحمد الدعاك التي أجراها بجامعة متروبوليتان ببريطانيا أهمية متعددة للحمض الدهني أوميقا-3 بالنسبة للأطفال في السودان. وسوف نعرض الاختراق العلمي الذي قدمه د. احمد الدعاك في حلقات قادمة من "دماغ أمة في خطر".

    اليوسيماس وتوسعة ذاكرة الأمة
    يقول المعلم السابق الأستاذ عباس منير "تتفاقم أزمتنا الخانقة التي تعيق نمو وتطور وتحديث عالمنا العربي، وأحد أهم العوامل الأساسية المسببة لتلك الأزمة القائمة والمتراكمة الأوضاع التعليمية والتربوية، والتي تقوم على ممارسات من مناهج قديمة وتقليدية ضعيفة لا تواكب العصر وأحواله". كنت أتمنى أن لو أعطى المعلم نفسه الفرصة الكافية لقراءة نتائج البحوث الموطنة التي أجريت خلال 5 أعوام في كبريات جامعات الأمة وهي تتمثل في 7 رسائل ماجستير ودكتوارة عن فوائد برنامج اليوسيماس المتعددة والتي نشرت بالاردن في أول موسوعة عربية تحمل عنوان "برنامج اليوسيماس وتفجير طاقات الأمة" دار ديبونو للنشر عام 2011 أي قبل عام من كتابة المقال والموسوعة متوفرة في دار جامعة الخرطوم للنشر. وإن قول الكاتب بأن الممارسات من المناهج القديمة والتقليدية ضعيفة لا تواكب العصر وأحواله يقصد الكاتب بها برنامج اليوسيماس وسوف نبين "قوة" وليس "ضعف" هذه الممارسات القديمة والتقليدية فضلا عن مواكبتها لروح العصر.

    وتوضيحا للأمر فإن وجود أي علاقة بين برنامج اليوسيماس و"تفجير طاقات الأمة" أمر يخضع في نفيه واثباته للحقائق العلمية (السيكولوجية والتربوية) ولغة الآرقام والمؤشرات. ولذلك السبب فإن المعيار الوحيد الذي يمكن به الحكم على برنامج اليوسيماس هو نتائج البحوث والدراسات وليس الانطباعات والاعتقادات. ويمكن القول بأن الاتجاه الانطباعي والاعتقادي يواجه حرجا وخجلا وانكسارا أمام لغة الآرقام الحاسمة. لقد كشفت نتائج البحوث التي أجرتها مجموعة طائر السمبر البحثية بأن لبرنامج اليوسيماس تأثير كبير بل حاسم في تفجير الطاقات والقدرات ويعتبر بمثابة تنمية كلية لدماغ الأمة. وسوف نقدم أمثلة متعددة حية في تأثيره القوي على عملية تعزيز الذاكرة والسرعة وتخصيب الخيال وتنمية الابداع فضلا عن زيادة معدلات الأداء في الرياضيات وفوق كل ذلك تعزيزه للقدرات العقلية والقدرة على حل المشكلات وهي الفريضة الغائبة في الأمة. بمعنى الأمة غير قادرة على حل مشكلاتها بسبب عدم القدرة على حلها في دماغها الداخلي.

    على سبيل المثال لا الحصر، زادت سعة الذاكرة السماعية الطردية للمتدربين على برنامج اليوسيماس في الأمة السودانية 2,84 درجة تعادل نسبة زيادة قدرها 23,5%، وزادت سعة الذاكرة السماعية العكسية 2,9 نقطة تعادل زيادة قدرها 31,6%، كما زادت درجات الذاكرة البصرية لاختبار البطاقات التعليمية 1.95 نقطة تعادل زيادة قدرها 17,9%، وزاد معدل سعة الذاكرة البصرية في اختبار أسطوانة الذاكرة 2,32 نقطة تعادل زيادة قدرها 17,6%. ومن المدهش بأن برنامج اليوسيماس، كما أظهرت نتائج البحوث، يعمل على تعزيز الذاكرة السماعية لحفظ آيات القرآن الكريم بزيادة 16,13 نقطة تعادل زيادة قدرها 25,5%. والذاكرة في كثير من نظريات القدرات العقلية هي أحد مكونات الذكاء. فالذكاء ليس كتلة واحدة صماء بل مكون من عدد من القدرات من بينها الذاكرة السمعية والبصرية. وبذلك يعتبر البرنامج معزز لمراكز الذاكرة في دماغ الأمة، فإن عملية تجاهل أو إغفال أو انكار نتائج البحوث والدراسات هو تكريس لعملية تكلس دماغ الأمة.

    التحدي الذي يجابه الأستاذ عباس منير والأستاذة مريم حسن عمر كقائدين تربويين أن يقدما أي برنامج تدريبي في تاريخ التربية والتعليم في الأمة السودانية يعزز من فعالية الذاكرة البصرية والسماعية بنسبة 23,2%. عليهما في حالة عدم توفير الدليل أو البرهان (القائد التربوي ينفي أو يثبت بدليل) أن يستحيا ويتواضعا ويقولا آمنا ببرنامج اليوسيماس في عملية تعزيز الذاكرة. وقديما قيل اثنان لا يتعلمان مستحي ومتكبر.

    معدل ذكاء طلاب التربية 43 درجة أقل من ذكاء ذوي القدرات العالية
    ويضيف الأستاذ عباس منير "تحول المنهج القومي السوداني إلى منظومة متكاملة من غايات مرتبطة بمشروع الدولة الرامي لانتهاض وطني متمحور حول الدين، وحشدت له أكثر من مائة وخمسين قيمة واتجاه ومهارة لتكون حصيلة المتعلم في مرحلة التعليم العام، واعتمدت الطريقة الكلية كأساس لطرائق التعليم والتواصل بين البيئة التعليمية والمتعلمين". وتقول الأستاذة مريم حسن عمر بكل ثقة "أما اختيار المعلمين فيخضع لأسس دقيقة وعلمية وتربوية باجراءات واضحة وصارمة والمعلمون الذين يعملون في مدارس الموهبة والتميز خيار من خيار بعد صقلهم وخضوعهم للتدريب المستمر داخيا وخارجيا". بوسعنا التساؤل من يقوم بتطبيق هذه الغايات المرتبطة بمشروع الدولة بالنسبة للمنظومة المتكاملة للغايات وفقا لما قاله الأستاذ عباس؟ وهل فعلا المعلمون الذين يعملون في مدارس الموهبة والتميز خيار من خيار كما ورد في مقولة أستاذة مريم؟ يقوم بتطبيق الغايات بالطبع معلمين من خريجي كليات التربية وغيرها. وتساؤل ثاني ماهي نتائج الطريقة الكلية التي ذكرها أستاذ عباس في بناء دماغ الأمة؟ ظلت مهارات نصف الدماغ الأيسر من المنطق (طق الحنك) هي القيمة السائدة التي يكرسها نظام التعليم بينما مهارات التخيل والابداع والتفكير الكلي مهملة ومهمشة ومتجاهلة في نصف دماغ الأمة الأيمن الكسول والخامل وغير المنشط بالمنهج السوداني الذي يعزز مهارات الدماغ الأيسر.

    أود أن أوجه سؤالا مباشرا للأستاذ عباس منير ومريم حسن عمر هل قمتم في مراكزكم ومدنكم وهيئاتكم بأي دراسة أو بحث عن معدل القدرات العقلية أو الذكاء أو الاستدلال أو القدرة على حل المشكلات بالنسبة لطلاب التربية أو المعلمين في الأمة. بل هل قامت وزارة التربية والتعليم في تاريخها الطويل بأي محاولة في هذا الشأن؟ وهل التمويل السخي المقدم لعمليات تدريب المعلمين وتأهيلهم صرف جزء منه لمحاولة معرفة أثر التدريب والتأهيل في نمو قدرات المعلمين؟ نبشركم جميعا بأنه أظهرت نتائج عدة بيانات وفرتها مجانا مجموعة طائر السمبر لراسمي السياسات التربوية في الأمة بأن معدل قدرات وذكاء طلاب كليات التربية في 7 جامعات حكومية لعينة كبيرة قدرها حوالي 4400 طالب كان 87 درجة وهو معدل منخفض 13 درجة تحت المتوسط العام للقدرات العقلية في الأمة السودانية بالمعيار السوداني. وربما يرجع سبب الانخفاض بصورة مركزية لتدني معدلات التحصيل في الشهادة السودانية والتي تصل في بعض الجامعات إلى 50% وليس معروفا ما إذا كانت بها نسبة من (الموية أو الصواتة). ولقد ذكر د. مأمون حميدة في صحيفة الرأي العام 30 مارس 2012 ما معناه لا يعقل أن يدخل كليات الطب من يحرز 50% في الشهادة السودانية لأن كل لما خلق له. وفهمت من ذلك القول أن نسبة 50% خلقت لطلاب كليات التربية لأنهم يدخول بهذا المعدل في بعض الجامعات الولائية.

    السؤال الموجع بل المخجل الذي يوجه للأستاذة الفاضلة مريم حسن عمر المدير التنفيذي للهيئة القومية لرعاية الموهوبين كيف يعقل لذوي القدرات العالية من التلاميذ والطلاب الذين بمعدلات ذكاء عالية تفوق 130 درجة في مدارس الموهبة والتميز، وكلية الهندسة الكهربية بجامعة الخرطوم، وفي الربيع الأعلى في بعض المدارس النموذجية، وبعض الجامعات السودانية الحكومية، والبعض منهم في بعض المدارس الجغرافية يدرسونهم معلمين في مرحلة الأساس والمرحلة الثانوية أقل ذكاءا وتحصيلا وابداعا من تلاميذهم وطلابهم ب 43 درجة في معيار الذكاء؟ وبوسعنا القول أو الافتراض بأنه في حالة المتوسط المنخفض للقدرات العقلية والقدرة على حل المشكلات والاستدلال والذكاء لمعلمي الغد سوف يكون لنا معلمين بمعدل ذكاء منخفض، وتبعا لذلك مشرفين وموجهين تربويين بذكاء منخفض، وبنفس المنطق ليس قادة في التعليم بذكاء منخفض فحسب وإنما ساسة، واقتصاديين، وأطباء ومهندسين وعلماء بقدرات عقلية منخفضة. ربما يعتبر بعضهم من الفاقد السياسي، والفاقد الاقتصادي، والفاقد الطبي، والفاقد الهندسي بل الفاقد التربوي في القيادة التربوية. إن الصمت في هذه الحالة جريمة من عملية خدعة الأمة في تعليمها فدماغ الأمة السودانية أمام خطر وهذا بمثابة جهاز انذار.

    الشهادة السودانية معيار جيد للمفاضلة بين الطلاب
    يقول الأستاذ عباس منير "أما فيما يتعلق بالامتحانات فهو تطبيق للمكون الرابع في المنهج وهو التقويم، فعلى الرغم من اعتراف الجميع بأن الامتحان التحريري ليس هو التقييم الحقيقي لمخرجات ونتائج التعليم في أي مرحلة من مراحله.....تاركين وراءهم بقية القيم واتجاهات ومهارات التعليم خارج نطاق التقييم ليحتفو بالتحصيل والذي هو اختبار الذاكرة المؤقتة للممتحن مهما قصدنا من مواصفات الامتحان الجيد" . وتقول الأستاذة مريم حسن عمر مخاطبة الأستاذة الفاضلة هويدة سر الختم "أما حديثك المنقول عن آخرين دون تقص بأن التلاميذ فشلو فشلا ذريعا فهو الكذب والبهتان بعينه .. والذين يحسنون العمل التربوي يعلمون أن مقياس النجاح ليس في قائمة المائة وإنما في معدل التحصيل الذي كان أعلى معدل في المحليات الثلاثة خلال العامين الذين جلس فيهما الطلاب لامتحان شهادة الأساس". السؤال الذي يواجه الأستاذ: أين هو الاعتراف الجماعي؟ تنفي نتائج البحوث والدراسات تماما هذه الآراء المتعسفة عن امتحان شهادة الأساس والشهادة السودانية. ومن قال بأن الامتحانات هي للذاكرة المؤقتة. وكاتبنا الجليل لا يميز بين الذاكرة طويلة المدى (المختزنة) والذاكرة قصيرة المدى (المؤقتة). فإن الامتحان هو للذاكرة "طويلة المدى" وليس للذاكرة "قصيرة المدى" أو الموقتة، ولكي يتعرف الكاتب على معنى الذاكرة الموقتة عليه مراجعة كتاب "اليوسيماس وتفجير طاقات الأمة".

    ولقد كشفت نتائج الدراسات السودانية والتي أجريت حديثا من قبل مجموعة طائر السمبر بأن شهادة الأساس والشهادة السودانية هي معيار جيد للمفاضلة بين التلاميذ والطلاب، وذلك من خلال العلاقة الارتباطية بين مؤشر التحصيل الدراسي (الشهادة بالدرجات والنسب) والقدرات العقلية والقدرة على حل المشكلات والذكاء العام. فأظهرت نتائج دراسة الباحث المتميز فخر الدين جمال الدين من معهد أبحاث السلام بجامعة الخرطوم بأن العلاقة الارتباطية بين شهادة الأساس ومعدل القدرات العقلية والذكاء لطلاب المدارس النموذجية والجغرافية بولاية الخرطوم 0.61 أي أن التداخل بينهما حوالي 61%. كما كشفت نتائج دراسة الباحثة الدكتورة زكية عامر والتي أجرتها بجامعة الخرطوم بأن العلاقة الارتباطية بين مؤشر الشهادة السودانية ومعدلات القدرات العقلية والقدرة على حل المشكلات والذكاء العام 0.65 أي أن التداخل بينهما 65%. وجميع هذه العلاقات الارتباطية بلغة الاحصاء هي دالة وقوية. فضلا عن ذلك هناك علاقة ارتباطية بين مؤشر الشهادة السودانية ودرجات الأصالة والمرونة والطلاقة وهي مكونات الابداع الثلاثة في نظرية جيلفورد الشهيرة.

    وأظهرت نتائج الدراسات العالمية في 38 دولة بأن العلاقة الارتباطية بين معدل القدرات العقلية والذكاء القومي ومؤشر الرياضيات 0,88 (88%) بينما العلاقة مع مؤشر العلوم 0,87 (87%). وربما (لغة ظنية) يرجع الفرق بين نتائج البحوث السودانية (61-65%) والعالمية للمعيرة التي تتم بالنسبة لشهادة الأساس أو الشهادة السودانية. بمعنى إذا تم عرض نتائج الشهادتين كما هما ربما من غير تضخم أو زيادة (كب موية أو صواتة) في الدرجات من المتوقع أن تصل النتائج السودانية للنتائج العالمية في العلاقة الارتباطية (87-88%). السؤال: هل من الممكن أن يتم قبول الطلاب في المرحلة الثانوية والجامعية من خلال درجاتهم الحقيقية حتى نتعرف على حجم القدرات التحصيلية من خلال علاقتها الارتباطية بالذكاء والابداع والقدرة على حل المشكلات وهي القيم العليا في المنهج السوداني حسب مقال الأستاذ عباس منير. وحينها يمكن تقييم الشهادة السودانية بأنها ممتازة وليست جيدة فحسب كما ذكرنا في بداية الفقرة. وحسب هذه الرؤية ربما تعكس الشهادة وتصور الواقع الحقيقي لدماغ الأمة من حيث دقة مؤشرات التحصيل والذكاء والابداع.

    أما قول الأستاذة مريم حسن عمر بأن التلاميذ الموهوبين فشلو فشلا ذريعا فهو الكذب والبهتان بعينه وأن معدل التحصيل لدى الموهوبين كان أعلى في المحليات الثلاثة خلال العامين الذين جلس فيهما الطلاب لامتحان شهادة الأساس هو قول ليس بصحيح وليس بأمين وليس فيه "تمسك بقيم الدين والأخلاق" كما ذكرت في نهاية تعقيبها. أن ما تم ذكره قول خاطئ من خلال لغة الأرقام والمؤشرات التي لا تحبها الأستاذة الجليلة. على سبيل المثال في العام الدراسي 2010 كان متوسط أداء التلاميذ الموهوبين في القرآن الكريم 29,54 درجة بينما متوسط أداء 6 مدارس خاصة 29,77، أي أن التلاميذ الموهوبين أدنى ب 0.23 درجة، وفي الفقه متوسط الموهوبين 27,28 والمدارس الخاصة 28,37، أي أن التلاميذ الموهوبين أدني ب 0,09 درجة، ومتوسط الموهوبين في اللغة العربية 47,42 بينما المدارس الخاصة 47,48، أي أن الموهوبين أدنى 0,06 درجة، ومتوسط الموهوبين في الانجليزي 37,72 بينما المدارس الخاصة 38,61 اي أن الموهوبين أدنى ب 0,89 درجة، ومتوسط الموهوبين في الرياضيات 38,46 بينما المدارس الخاصة 39,22، أي أن الموهوبين أدنى ب 0,76، ومتوسط الموهوبين في العلم في حياتنا 29,10 بينما المدارس الخاصة 29,60 اي أن الموهوبين أدنى ب 0,50 درجة، ومتوسط الموهوبين في التاريخ 27,24 بينما المدارس الخاصة 28,68 ، أي أن الموهوبين أدنى 1,44 درجة، ومتوسط الغذاء والصحة للموهوبين 28,53 بينما المدارس الخاصة 29,37 وأن الموهوبين أدني ب 0,85 درجة.

    في جميع المواد كانت درجات الموهوبون أدنى من تلاميذ بعض المدارس الخاصة المميزة. ويبلغ المجموع الكلي للموهوبين 265,46 بينما المدارس الخاصة 271,3 أي أن الموهوبين أدنى ب 5,84 درجة. وأظهرت نتائج شهادة الأساس بأن نسبة التلاميذ الموهوبين في أوائل الشهادة والذين تمت عملية إذاعة أسمائهم عام 2010 هي 4,6 % وتدنت النسبة في العام 2011 إلى 4,5% . أما في العام الدراسي 2011-2012 نتيجة للتدني في الأعوام السابقة والانكسار النفسي الذي حدث للإدارة التنفيذية للهيئة القومية لرعاية الموهوبين قامت الهيئة بعملية انتحار في إعداد امتحان خاص للموهوبين يبعدهم من أي عملية مقارنة بعد تدني مستوياتهم ذكاءا وتحصيلا ويوسيماسا خلال الأعوام السابقة. ففي صحيفة الأهرام بتاريخ 13 أبريل 2012 ورد عنوان في الصفحة الأخيرة "تحليل نتيجة مرحلة الأساس بمدارس الموهبة والتميز" ومن خلال العنوان كنت أتوقع ذكر الاحصائيات والمؤشرات بلغة كمية وليس نوعية. إن أكثر ما تم التعبير عنه من قبل الأستاذة مريم حسن عمر "تم الاجماع على أن مؤشر عائد التحصيل جيد جدا، وأن بعض الملاحظات الطفيفة سيتم تلافيها لترقية الأداء في مقبل الأعوام".

    إن هذه الافادة التي ذكرتها الأستاذة مريم في غاية الخطورة بأن التحصيل جيد جدا بمعنى ليس ممتاز، مع أن التلاميذ تم اختيارهم خيار من خيار وخيار من خيار بمعدلات ذكاء لا تقل عن 130 ، وبكلمات أخرى ممتاز من ممتاز . السؤال المحير ما الذي يجعل خيار من خيار جيد جدا وليس ممتازا. وإن اعتراف الأستاذة مريم "أن بعض الملاحظات الطفيفة سيتم تلافيها" هنا بيت القصيد. ماهي هذه الملاحظات ولماذا لا تملك للقارئ للافادة. الجدير بالذكر من خلال تحليل نتيجة مرحلة الأساس بمدارس الموهبة والتميز لم يتم ذكر أي متوسط أو نسبة أو انحراف معياري، بينما تتم عملية ذكر الانطباعات والتوهيمات والزوغانات والدغمسات من قول الحقيقة للأمهات والآباء بل وللرأي العام. إن عدم ذكر المؤشرات الخاصة بنتائج امتحان شهادة الأساس للموهوبين عام 2012 بمثابة احباط للأمة السودانية في ترسانتها العالية التي تحتوي على أكبر أدمغة يتم تحطيمها في سرية تامة في حضانات هادمة للقدرات والذكاء. ويقود ذلك ما لا يحمد عقباه في العملية التعليمية برمتها.

    رهاب المؤشرات عند قادة التعليم
    تقول الأستاذة مريم حسن عمر "أما تدني نسبة الذكاء فهي الفرية الكبرى، التي أريد بها تدمير مدارس الموهبة والتميز، وأصحاب الغرض هم الذين يسعون لذلك. وقد تمت مناقشة مشرف البحث الذي يدعي ذلك ووضعت أمامه القياسات الحقيقية". أظهرت نتائج دراسة رصينة قدمها الباحث الموهوب خليل يوسف الشاعر بأكاديمية السودان للعلوم كأطروحة دكتوارة أن معدل قدرات وذكاء الموهوبين انخفض من 134 درجة إلى 118 درجة بانخفاض 16 درجة بمرور 5 سنوات من التمدرس غير المدروس بمدارس الموهبة والتميز. فعلى قادة التعليم في الهيئة القومية لرعاية الموهوبين إما الاثبات بدليل أو النفي بدليل وذلك بالمطالبة بمؤشرات تتعلق بمعدل الذكاء من السنة الرابعة حتى السنة الثامنة حسب الفصول الدراسية أو حسب الفئات العمرية. ونحن في انتظار ذلك.

    أصبحت نتائج البحوث والجداول والأشكال تمثل خوفا هيكليا وبعبعا (ود أم بعلو) والذي أطلقنا عليه مصطلح "رهاب المؤشرات" باختصار شديد نريد تمليك هذه "القياسات الحقيقية" التي ذكرتها أستاذة مريم للرأي العام ودافع الضرائب المسكين في كردفان ودارفور والوسط والشرق والشمال الذي يدفع من عرق جبينه لرعاية الموهوبين في ولاية الخرطوم مركز الثروة والسلطة. تحتاج هذه "القياسات الحقيقية" أن تعرض في ندوة أو مناظرة في الهواء الطلق في التلفزيون القومي أو أي من القنوات الفضائية الخاصة. وسوف نسعى لذلك وإذا لم تتم لأسباب معروفة من خلال برنامج "المحطة الوسطى" بقناة الشروق الذي عرض بصورة متحيزة لجميع من شاهدها لحلقتين عن برنامج اليوسيماس سوف تعرض هذه النتائج للمجتمع العلمي في العالم أجمع من خلال المؤتمرات الاقليمية والعالمية والشبكات العنكبوتية خاصة الشبكة العربية للعلوم النفسية ولا سيما نحن نعيش في قرية صغيرة في عصرالانترنيت والفيس بوك والتويتر.

    إن عمليات تجاهل واغفال وانكار بل اهمال نتائج البحوث والدراسات والاحصائيات بسبب التمترس حول الانطباعات وسياسات التمكين والكنكشة تولد ما يمكن تسميته بعدم حب المؤشرات، أو كراهيتها، وربما تقود هذه الحالة ل"رهاب المؤشرات" أو الخوف المرضي منها. ويمكن أن أعطي مثالا لإحدى الهيئات القومية التي قامت بصورة مركزية في جميع مراحل تأسيسها على نتائج البحوث والدراسات العلمية، منها مرحلة البشارة والتهيئة، ومرحلة مشروع طائر السمبر، ومرحلة اصدار القرار الجمهوري الخاص بتكوينها، ومرحلة توفير التمويل اللازم للهيئة، ومرحلة تدريب المعلمين والمشرفين على عمليات الكشف من خلال تطبيق مقاييس الذكاء الفردية، ومرحلة توفير سيارات نقل التلاميذ والمعلمين فضلا على بناء جسور التواصل المتينة مع المنظمات الاقليمية والعالمية. ولقد أصبح يتم النظر لهذه المؤشرات بمكيالين عندما ترتبط بالضحاكات ودفتر الشيكات (الحبور والسرور والابتسامات) وعندما ترتبط بالتقصير والتقليل والتدمير (الخوف والرهاب والآهات).

    إن رهاب المؤشرات من المحتمل أن يقود إلى عملية توليد أو انجاب اقتصاديين بؤساء وفقراء ليس لهم خيال في نصف الدماغ الأيمن سوي اقتسام الثروة، وعندما ذهب البترول أدراج الرياح مع انفصال جنوب السودان في بعض التحليلات وبسبب "لعنة جار النبي" في بعضها لم يكن هناك تخطيطا وحسابا استراتيجيا للبدائل الزراعية والرعوية والصناعية وأصبح البرنامج الثلاثي بمثابة أحلام "زعوط ومعوط وطلوط"، وسياسيين منسدي الأفق في نصف الدماغ الأيسر ليس لهم ابداع سوي اقتسام السلطة، والحكمة ليست في عملية القسمة السهلة التي نتعلمها من خلال التمدرس عن طريق المنطق ويجيدها أطفال اليوسيماس من خلال الصور بصورة مذهلة في المستويات المتقدمة من التدريب وإنما في صنع الثروة، ومخططون استراتيجيون لهم فقر وبؤس مركب يفكرون في رزق اليوم باليوم من خلال التفكير الاخطوطي وليس الاستراتيجي، مما فاقم ذلك من فقر الفكر، وفكر الفقر.

    وتعزز هذه الظروف من الكسل والخمول في نصف الدماغ الأيمن الذي نعير به، وتطلق النكت والتهكمات على الهواء مباشرة في مناطق مختلفة في العالم العربي ولا نشعر أو نحس ذلك ضمن سلوك اللااحساس واللاشعور بل اللامبالاه أيضا، وعلينا أن نعترف بذلك ولا ندفن الرؤوس في الرمال منذ أن لاحظ سكوت وضرار صالح ضرار عام 1948 بأن الأطفال في المرحلة الأولية والمتوسطة يحتاجون لدافعية كبيرة حتى لأداء اختبارات الذكاء وتتعزز النتائج نفسها بعد 65 عاما من غير تعديل أو تحوير أو تطور. ونحتاج في هذه الحالة التراجيدية (المأساوية) ليس لعملية تصحيح ومراجعة (تطور) للسياسات التعليمية والتربوية فحسب وإنما نحتاج ل"ثورة" في نصف الدماغ الأيمن للأمة مركز الخيال والابداع والتفكير الاستراتيجي وذلك بغرض رسم السياسات القومية من خلال المؤشرات.

    يقول الكاتب عثمان ميرعني في عموده المقروء بالتيار 19 مارس 2012 أصل أساس المشكلة أننا وطن لا يؤمن بالاستراتيجية حتى عندما نلجأ إليها من باب الوجاهة، فيؤسس مجلس قومي للاستراتيجية وكليات جامعية للدراسات الاستراتيجية وتفيض البلاد بحملة الدكتوارة في الاستراتيجية ثم تطبخ القضايا المصيرية على جمر التكتيك ونظرية البصيرة أم حمد. ولهذا السبب بأن قادة التعليم على الأقل عندما تقدم لهم المشاريع الاستراتيجية في التعليم مدعومة بلغة الآرقام والاحصاء تنتابهم حالات الخوف بل رهاب المؤشرات. وفي تقديري، هناك ورطات كثيرة تجابه بعض المؤسسات من بينها الهيئة القومية لرعاية الموهوبين فيجب التفكير الاستراتيجي أو حتى التكتيكي في كيفية الخروج من هذه الورطة، على الأقل في عملية سلب الحساسية والتحصين التدريجي في مواجهة لغة المؤشرات. من خلال هذه المواجهة من المتوقع أن تروح السكرة وترجع الفكرة بدمج ذوي القدرات العالية بدل عزلهم في حضانات هادمة لدماغ الأمة.


    الرئيس البشير وإزالة الحقيبة المدرسية أسوة بسنغافورة
    يقول الأستاذ عباس منير "ولنا في تجارب الأمم من حولنا ممارسات جيدة يمكن مقارنتها معياريا لاحداث التطوير". بوسعنا التساؤل ماذا يقصد المعلم بالأمم التي حولنا؟ إن الأمم التي لها ممارسات جيدة ليست هي الأمم التي حولنا. إذا كان المقصود الأمم العربية هي (تاني الطيش) في الرياضيات في العالم أو الأمم الأفريقية هي "طيش" العالم في الرياضيات. بلا تردد إن الأمم التي لها ممارسات جيدة هي الأمم الآسيوية التي يتدرب تلاميذها على العداد والعبق وبرنامج اليوسيماس هي بالتحديد اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية وهونج كونج وسنغافورة وماليزيا لأنها باختصار شديد هي الأمم التي تحرز أعلى معدلات الأداء في الرياضيات والعلوم في الكرة الأرضية وذلك في المنافسات العالمية المعروفة باسم "الألمبياد العالمي للرياضيات والعلوم". ففي عام 2003 مثلا تفوق الطلاب في بعض الدول الأسيوية في الرياضيات والعلوم مقارنة بأداء الدول العربية. ولقد ذكر الأخ رئيس الجمهورية عمر البشير في مخاطبته لفعاليات المؤتمر القومي للتعليم بقاعة الصداقة يوم 19 فبراير 2012 بأهمية بناء دولة عصرية وثورة تعليمية جديدة تهدف للجودة، وركز على ضرورة الاهتمام بالمهارات المختلفة للتلاميذ كما أشار لأهمية إزالة الحقيبة المدرسية أسوة بسنغافورة وكوريا واليابان والتي يحمل الأطفال لمدارسهم جهاز الآيباد والذي ربما يحتوي المقررات الدراسية والواجبات والأنشطة الصفية وغير الصفية ونماذج الامتحانات والألعاب الذكية. وسبق أن تبرع السيد الرئيس بجهاز الآيباد رفيع المستوى لجميع الفائزين في المنافسة العالمية لليوسيماس التي أجريت بماليزيا والذين استقبلهم بحرارة في القصر الجمهوري عام 2010. وعلى أمل أن تتبرع وزارة المالية الاتحادية وشركات الاتصالات بصورة خاصة وبقية المؤسسات بجهاز أيباد لجميع أطفال الأمة وذلك لازالة الحقيبة المدرسية كما أشار السيد الرئيس.

    أما إذا كان المقصود من قبل الأستاذ منير "من حولنا" هي "أم الدنيا" فإليكم نتائج مؤشراتها العالمية في الرياضيات والعلوم. كان متوسط سنقافورة في الرياضيات وهي أمهر أمة في الكرة الأرضية في بداية الألفية في الرياضيات 605 درجة بينما متوسط أم الدنيا 406 بفارق 199 درجة بالكمال، ومتوسط سنغافورة في العلوم 578 بينما متوسط أم الدنيا 421 بفارق 157 درجة بالتمام. ومتوسط ماليزيا التي طورت برنامج اليوسيماس في الرياضيات ونشرته في العالم في حوالي 50 دولة 508 درجة بفارق 102 درجة بالكمال من أم الدنيا، ومتوسط ماليزيا في العلوم 510 بفارق 89 درجة بالتمام من متوسط أم الدنيا. ومتوسط الدول الاسيوية المتفوقة في الرياضيات 587 درجة بفارق 181 من معدل أم الدنيا، ومتوسط الدول الأولي في العلوم في الكون 563 أعلى ب142 درجة من معدل أم الدنيا.

    وللمزيد من المؤشرات والمقارنات فإن المتوسط العالمي في الرياضيات 467 أعلى من معدل أم الدنيا ب 61 درجة، والمتوسط العالمي في العلوم 491 أعلى من معدل أم الدنيا ب 70 درجة. الجدير بالذكر يبلغ متوسط معدل الذكاء بمعيار جرينتش لهذه الدول المتفوقة في الرياضيات والعلوم حوالي 105 بينما متوسط الأداء في أمريكا وأورويا 100، وفي أم الدنيا يتراوح المعدل بين 81-83 درجة. يبدو أن هناك بعض قادة التعليم في الأمة السودانية ليس لهم خيال أو صورة ذهنية للتفوق وللقدرات العالية أكثر من "أم الدنيا". فيا أستاذ عباس منير علينا تعلم دروس وعبر من أمهر الأمم بل أذكاها في بداية الألفية هي تحديدا سنغافورة وتايوان وكوريا وهونج كونج واليابان وماليزيا وهي النمور الآسيوية والتنين الصيني والمارد الماليزي. ومن المعروف في التربية أو نظرية التعلم الاجتماعي بأن الاقتداء بمن هو أذكى وأمهر أفضل من الاقتداء بمن هو أقل مهارة وذكاء. لذلك السبب نود في مشروع طائر السمبر بتفجير طاقات وقدرات أطفال الأمة في مرحلة مبكرة من العمر (4-12 سنة) على أمل أن يكون السودان في مستقبله بمثابة ماليزيا أفريقيا. برنامج اليوسيماس تطور في ماليزيا ونقوم بتوطينه وتبيئته وبستنته وتحسينه في السودان وعلينا أن نتأمل ونتخيل ونتصور في تجربة ماليزيا خاصة في رؤيتها أو مشروعها الاستراتيجي "ماليزيا 2020". إن عدم القدرة على التأمل والخيال والتصور بالنسبة للعالم الذي من حولنا قربا وبعدا، قوة وضعفا هو بمثابة خطر على دماغ الأمة السودانية.

    برنامج اليوسيماس وتعزيز الرياضيات والسرعة
    يقول الأستاذ عباس منير "الأمر الآخر هو الفهم الخاطئ والضال لمادة الرياضيات في التعليم العام والتي أفضت إلى ممارسات تتناقض تماما مع التوجه المقصود والأهداف المرجوة من مادة الرياضيات منها مثلا اعتقاد كثير من الآباء والأمهات بل حتى أحيانا معلمين فيما يعرف باليوسي ماس وأخوانه من الممارسات التي تغرد خارج سرب أهداف وغايات الرياضيات الحديثة". سوف نبين أوجه المفاهيم الخاطئة في هذه الآراء المتعجلة والمتعسفة وغير العلمية وغير الدقيقة وكما نبين الضلالات بل الهذيانات وسوف نكشف من يغرد خارج سرب تعزيز الرياضيات في دماغ الأمة السودانية. لقد كشفت نتائج دراسات أجريت بجامعة الخرطوم وجامعة أم درمان الاسلامية نشرت في دوريات اقليمية ولخصت نتائجها في كتاب "برنامج اليوسيماس وتفجير طاقات الأمة" تأثير برنامج اليوسيماس القوي في زيادة معدل الأداء في الحساب والرياضيات. كما نشرت النتائج في دوريات عالمية رصينة مثل "الشخصية والفروق الفردية" بالتعاون مع علماء كبار في العالم أمثال اروينج من مانشستر بانجلترا ولين من ألستر بايرلندة.

    على سبيل المثال لا الحصر، زاد معدل أداء المتدربين على برنامج اليوسيماس في اختبار شامل للرياضيات 8.3 درجة بزيادة قدرها 30,3%، وزيادة السرعة في حل المسائل الحسابية لاختبار شامل للرياضيات بمعدل 23,6 دقيقة تعادل نسبة قدرها 30,3%. إن برنامج اليوسيماس يزيد عملية تعزيز الرياضيات والسرعة في دماغ الأمة السودانية بحوالي الثلث، فالسؤال أي برنامج تدريبي له هذا التأثير القوي في "الرياضيات الحديثة" في المنهج السوداني؟ إن برنامج اليوسيماس حسب نتائج المؤشرات هو أكثر برنامج يمكن أن يلعب دورا كبيرا في تنمية كلية لدماغ أطفال الأمة. وبذلك فإن ما ذكره "معلم سابق" يتناقض تماما مع نتائج البحوث والدراسات والمؤشرات ولغة ألأرقام. وعليه تجديد نفسه بقراءة موسوعة "برنامج اليوسيماس وتفجير طاقات الأمة".

    وبعد مرور حوالي 65 عاما تتحق نبوءة سكوت وضرار صالح ضرار عندما قسنا سرعة ودافعية الطفل في السودان واليابان إذ يكمل طفل الأمة بعض اختبارات الذكاء في 150 ثانية ويكملها رصيفه الأمريكي والأوروبي في 120 ثانية بينما يكملها زميله الياباني في 90 ثانية. فرق دقيقة بالتمام والكمال ما بين الطفل السوداني ورصيفه الياباني، تعنى الدقيقة شيئا مهما لحضارة الشنتو اليابانية ولكن لا تعني شيئا في "المشروع الحضاري" السوداني الاسلامي وفقا للتراث الشعبي "في التأني السلامة وفي العجلة الندامة"، و"ضل الضحى بطول العمر"، و"درب السلامة للحول قريب"، و"حبل المهلة يربط ويحل".

    في ماليزيا التي تطور فيها برنامج اليوسيماس حسب رواية الصحفي الموهوب الدكتور عبد اللطيف البوني في صحيفة السوداني "شكت شركة من ضياع الوقت الذي يقع بين فتح الموظف للكمبيوتر ثم بداية تشغيل البرنامج وهو عبارة عن 4 دقائق، فضربت هذه الدقائق في عدد العاملين في الشركة وحولت الزمن إلى مال فوجدته كبيرا، فرفعت الأمر للشركات المصنعة للكمبيوتر عارضة المساهمة معها في صناعة أجهزة تفتح البرنامج بمجرد تشغيلها". وفي برنامجها الاستراتيجي ماليزيا 2020 تنوي انزال أول مركبة فضائية على سطح القمر. وربما لهذه السبب نعرف سر مهاتير محمد باني ماليزيا الحديثة في إعجابه أيما إعجاب بالأداء الرفيع لتلاميذ ماليزيا في سرعة ودقة حلهم للمسائل الحسابية عن طريق برنامج اليوسيماس وللعبقرية الماليزية المهاتيرية أساس.

    انجاز السوداني في شهر ينجزه الياباني في يوم
    يقول أستاذ عباس منير "إن الرجوع بالعقلية عند أطفالنا إلى حفظ العمليات أو استخدام الأصابع في العد هو رجوع بتلاميذنا من عهد التقدم التقني وانفجار المعرفة إلى خمسة قرون خلت". من ناحية تاريخ العلوم وتاريخ الأديان التوراتي الاسلامي ليس كل قديم رجعي أو غير مفيد، وإن استخدام الأصابع هي وسيلة تمارين لتنشيط نصفي الدماغ، لأن مركز تحكم اليد والعين اليسرى في الدماغ الأيمن بينما مركز التحكم في اليد والعين اليمنى في نصف الدماغ الأيسر. وعملية حل المسائل الحسابية ليست هي "حفظ العمليات" إنما هي تصور وتخيل للأرقام في شكل خرزات في نصف الدماغ الأيمن. إذا يقوم المتدرب بحلها خياليا وعن طريق "المقرن الأعظم" الذي يعمل بمثابة كيبل في الدماغ يحولها لنصف الدماغ الأيسر الذي يقرأها كأرقام لأنه مركز المنطق والحساب. إن هذه النتائج المدهشة التي تتم تعتبر بمثابة تنمية كلية لدماغ الأمة إذ تعمل الحواس بصورة متآزرة في حل المسائل الحسابية. وبوسعنا التساؤل ماهي "خمس قرون خلت" التي ذكرها الأستاذ الموقر: هل الانجاز العظيم والباهر للحساب والرياضيات في التراث العربي الاسلامي، ومساهمة ابداع "الصفر" والعداد وتطوير لوحة سلاميز. إذا كان استخدام العداد "قديم" و"رجعي" يمكن القول بأن نظرية ابن الهيثم عن الرؤية في "كتاب المناظر" هي نظرية قديمة ورجعية عفى عنها الدهر وشرب.

    ونقول في الأمة السودانية "الحساب ولد" و"الحساب فراق الحبايب"، وقديما كتب إفلاطون في بوابة أكاديميته "لا يسمح بالدخول لمن يجهل الرياضيات" وذلك لأن الحساب مرادف للجزء الدقيق من تفكيرنا. ولقد كان التطور الحاسم للحضارة العربية الاسلامية هو الحساب والرياضيات والأرقام والصفر ولوحات العد التي لعبت دورا مركزيا ومحوريا في عملية السيطرة على العالم المادي. ولكن كشفت نتائج بعض الإحصائيات تدني معدل الأداء في تحصيل الرياضيات في امتحانات مرحلة الأساس في الأمة السودانية، مثلا كان النجاح في مادة الرياضيات في امتحان شهادة الأساس لعام 2009 بنسبة 27.9% بولاية الخرطوم، وفي عام 2010 كانت النسبة 35.6%، وعام 2012 كانت 45 %، ومتوسط نسبة النجاح في الرياضيات خلال الثلاث سنوات حوالي 36%، وهي درجات متدنية مقارنة مثلا بنسبة النجاح في القرآن الكريم والتي بلغت حوالي 85%.

    وتتأكد نتائج هذه الدراسات السيكولوجية والتربوية حينما يعترف بروفسير ابراهيم غندور رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان، وفقا لهاشم الجاز في عموده المقروء بالسوداني 13 مارس 2012 عن "تدني ساعات العمل لدى العامل السوداني والتي لا تزيد عن 20 دقيقة في اليوم" وهو ناتج عن عادات ضارة ومفاهيم خاطئة. إن 20 دقيقة عمل في اليوم تعني ذلك بأن معدل عمله في الاسبوع (5 أيام عمل) حوالي 100 دقيقة، وفي الشهر (20 يوم عمل) 500 دقيقة بمعنى أنه يعمل حوالي 8 ساعات في الشهر . وتحتاج إفادات غندور الخطيرة كأستاذ جامعي وطبيب ورئيس أكبر تجمع للعمال في السودان اثباتات من خلال نتائج البحوث العلمية لقياس معدلات الزمن الحقيقي المكرس للعمل. وحتى تتوفر هذه المؤشرات عن تدني ساعات العامل بوسعنا القول إذا صحت مقولة غتدور بأن ما ينجزه السوداني في الشهر ينجزه رصيفه الياباني والألماني في يوم. إنها الملهاة والمأساة إنها الكوميديا والتراجيديا في الأمة السودانية. وتولد مثل هذه الأجواء كذلك قادة في التعليم من العيار الخفيف بمعدلات ذكاء متدنية نتيجة لتدني المتوسط العام بالنسبة للطلاب الذين يدرسون في كليات التربية مقارنة بالمعايير العالمية. فقدرتهم على الحركة في اتخاذ القرارات أو تنفيذها كحركة البطة العرجاء أو على أحسن تقدير حركة السلحفاة الكسيحة. وعجبا ما أكثر البط والسلاحفة في مؤسساتنا العامة والخاصة. وكم من الفرص الذهبية للنهوض بالعملية التعليمية قد ضاعت بسبب هذا النوع من السلحفائية.

    اليوسيماس للعبقرية أساس
    أما قول الأستاذ عباس منير "اعتقاد كثير من الآباء والأمهات بل حتى أحيانا معلمين فيما يعرف باليوسي ماس". وتقول الأستاذة الفاضلة مريم حسن عمر "لقد أثبتت البحوث والعلمية أن ما يقدمه الموهوبون يمثل أضعاف أضعاف ما يقدمه الانسان العادي، ألسنا بحاجة كأمة أن نقفز قفزا لتجاوز الفجوات الحضارية التي نعيشها". لقد أظهرت نتائج البحوث والدراسات التي أجرتها مجموعة طائر السمبر البحثية والتي نشرت في موسوعة "برنامج اليوسيماس وتفجير طاقات الأمة" بأن أكثر النتائج المذهلة للبرنامج هو زيادة نسبة سرعة اجراء العمليات الحسابية في دماغ الأمة الكسول والخامل عن طريق الآلة الحاسبة بصورة هائلة 7,9 دقيقة تعادل زيادة قدرها 146% كما زادت سرعة المنطق في اجراء العمليات الحسابية في نصف الدماغ الأيسر من دماغ الأمة 4,8 دقيقة تعادل زيادة قدرها 134%. أي برنامج يا أستاذ عباس منير وأستاذة مريم حسن عمر يزيد معدل السرعة بهذه الكيفية الهائلة في دماغ الأمة السودانية. إذا كان لديكم هاتو برهانكم نريد لغة الأرقام والمتوسطات والنسب المئوية والمؤشرات، فالحساب ولد كما نقول في الأمة السودانية.

    إن المرء ليعجب ويندهش لهذا الانتشار الطبيعي، وهذا الترحيب الشعبي ببرنامج اليوسيماس والذي أصبح بمثابة رغبة مجتمع. ربما هناك اجماع في كهوف المناطق الميتة وغير المكتشفة في دماغ الأمة أو في نصفي الدماغ بأن هناك شيئا مفتقدا أو غائبا في تعزيز الخلايا والمقرن الأعظم أو تنشيط الخيال وتعزيز الابداع في نصف الدماغ الأيمن، لذلك ربما كان هناك تلهف لهذه الخلايا في استقبال تدريبات برنامج اليوسيماس. ومن المحتمل أن يرجع السبب بالطريقة المشوقة بالنسبة للتلاميذ في تخيل خرزات العداد والذي أصبح بمثابة أحلي لعبة محببة للمتدربين. أو ربما يرجع السبب بأن الاحساس بمتعة الأطفال في حلهم للمسائل الحسابية هو هبة من الخيال وأن سرعة ودقة إجراء العمليات الحسابية تخلب الألباب بسحر لم تستطع بقية البرامج التقليدية القيام به. وإن الثقة بالنفس التي اكتسبها أطفال يوسيماس في سرعة ودقة حلهم للمسائل الحسابية لم توفرها بقية البرامج. من المحتمل بأن برنامج اليوسيماس لمس شيئا رفيعا في القلب، وحساسا في الدماغ ربما هو نظام الاشارات لا يصل إليه برنامج آخر بنفس الفعالية أو فعالية تنشيط كابلات المقرن الأعظم في تبادل الرسائل ما بين الدماغ الأيمن والأيسر.

    إن حرارة استقبال الجمهور العفوي لأطفال اليوسيماس في صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم وزغاريد النساء وحملهم لأبطال الأمة في الأعناق مع أكاليل الزهور الزاهية في أعناقهم، ودوي طبول الطرق الصوفية وطرقات نحاس أمراء القبائل انتصارا ببهجة أبطالهم كانت مثار غيرة وحسد لمنعدمي الخيال وفقراء الابداع والذين لا يتصورون حقيقة الأداء الرفيع لأطفال الأمة. ومن المعروف بأن من يحقق نجاحا باهرا يكثر حساده بزيادة عدد السهام المصوبة عليه. وقديما كان الأول يضرب جسديا في يوم اعلان نتيجة الامتحانات بالمدرسة وحاليا يدمر معنويا، والضرب والتدمير المعنوي أشد قسوة من الضرب الجسدي. وقيل لو ضربت طفلا ضربة خفيفة وأنت "توبخه" لبكى..ولوضربته ضربة أقوى وأنت "تمازحه" لضحك..لأن الألم النفسي أشد إيذاء من الألم الجسدي. وكما عبر د. مأمون حميدة في عالم الطب بأن هناك من يفرهد في مجاله وهناك من لم يفرهد وهذا يخلق الحسد. وإن دموع الأطفال الحزينة في صالة المنافسة العالية لليوسيماس لعدم الفوز هي تعبير حقيقى عن عظمة المسؤولية القومية والوطنية بالنسبة لمنتخب الأمة المشارك في المنافسات إنها دموع حقيقية وليست دموعا للتماسيح. ربما لذلك السبب كانت البرامج المقلدة والتي قامت بعملية قرصنة مبرمجة إنهم "ناس حاكو حاكو" وهي بمثابة أشباح لليوسيماس.

    عملت الغيرة على دخول برامج من منابع مختلفة منها ما أخذ ربما اسم الاله مثل "ألوها" الذي الصقت به تعسفا كلمة "ماس". ولكن منذ بدايته عام 2005 كان برنامج اليوسيماس مبدعا ومجددا وليس قردا وببغاءا مقلدا فإن مجرد محاولة تقليده لن يجعل المرء شبيها به. لذلك كرس البعض مهاجمتهم للجديد بغلو وإسراف. إن قدرة برنامج اليوسيماس على اسعاد أطفاله ومبدعيه ومتلقيه من الآباء والأمهات والمعلمين والمدربين والمدربات وسائر الجمهور كانت محل غيرة وحسد وكيد وتآمر من قبل البعض. ولنا أسوة حسنة في أخذ العبر والدروس من القصص القرآني الرائع والمدهش مثلا أراد إخوة يوسف أن يقتلوه (فلم يمت)، ثم أرادو أن يمحى أثره (فارتفع شأنه)، ثم بيع ليكون مملوكا (فأصبح ملكا)، ثم أرادو أن يمحو محبته من قلب أبيه (فازدادت)، فلا تقلق من تدابير البشر، فإرادة الله فوق ارادة الكل.

    عجبا من المدهش أن تكون كل الأصوات النشاز في النيل من برنامج اليوسيماس هي من بعض قيادات التعليم خاصة في الهيئة القومية لرعاية الموهوبين والتي من المفترض أن ترعي جميع الأطفال الموهوبين وخاصة في الولايات المهمشة وفي أي مجال مفيد للأمة السودانية حسابيا ورياضيا وموسيقيا وفنونا واختراعا واكتشاف. ولكن أظهرت الممارسات والأحاديث المكشوفة على الهواء مباشرة في القنوات الفضائية مع تقطب الجباه بأن بعض قادة التعليم يتميزون ربما بالحسد السوداني الأصيل والحقد الدفين لنجاح البرنامج، وتأبط بعضهم الشر المضمر بسبب الران الذي يخيم على أفئدتهم فضلا عن غشاوة الأبصار والأسماع "صم عمي بكم" وهذا بمثابة جهل مركب أو إعاقة ثلاثية للحواس. ويجهل بعض قادة التعليم بأن متدربي اليوسيماس بأناملهم الماهرة في التعامل مع خزرات العداد يعممون مهارتهم المكتسبة لكل ما يقع بين أيديهم قلما وكتابة، وبرجلا، وآلة حاسبة، وإزميلا، وشاكوشا ومنشارا، ومقصا، ولوحة كمبيوتر وألعابا ذكية. ولهذه الأسباب بأن بعض قادة التعليم يحاولون سرقة نجاحات برنامج اليوسيماس المذهلة كما يسرق الكحل من العين. كما يحاول البعض سد عورة تدمير القدرات في برامج العزل التي يديرونها بمحاولة النيل من برامج اليوسيماس والذي أثبت جدواه وبلغة ثانية يحاولون دفن رؤوسهم ورؤوس الأطفال الذين تتدمر قدراتهم يوم بعد يوم في الرمال. ولهذا السبب ربما يقف أعداء النجاح على مضض أمام لغة الآرقام والمؤشرات وأمام شعار البرنامج الذي يقول "اليوسيماس للعبقرية أساس" .

    المؤشرات هي البوصلة المحددة للاتجاهات
    يصنف أستاذ عباس منير مهارات التفكير الأعلى إلى "التفكير الناقد، الطلق، المرن، الابداعي، الابتكاري، التفكير الأصيل، حل المشكلات، واتخاذ القرار". على المستوى المفاهيمي والنظري هو لا يميز الفرق بين التفكير الابداعي ومكوناته: المرن من المرونة، والطلق من الطلاقة، والأصيل من الأصالة، حسب نظرية الابداع الشهيرة لجيلفورد. أما كلمة "الابتكاري" هي مقحمة لأنها الابداع عند البعض بمعنى الاتيان بفكرة جيدة أو تطبيق الفكرة الجديدة بمعنى "الابتكار". أقحم الأستاذ التفكير الابداعي والابتكاري مع بعض بعدم معرفته للأصول من الفروع في عمليات التصنيف. وعلى مستوى نتائج البحوث فإن الكاتب جاهل أو متجاهل، غافل أو متغافل، منكر أو متناكر، لنتائج المؤشرات بخصوص تأثير برنامج اليوسيماس في تخصيب الخيال وتعزيز الابداع طلاقة ومرونة وأصالة (التفكير الابداعي من مهارات التفكير العليا) ومركزها في نصف الدماغ الأيمن حيث كشفت نتائج سبري الحاصل على جائزة نوبل في الطب.

    ولقد أظهرت نتائج البحوث السيكولوجية التي أجريت بجامعة النيلين وأكاديمية السودان للعلوم بأن برنامج اليوسيماس يعمل بصورة كبيرة على تنشيط نصف دماغ الأمة الأيمن (دماغ كسول وخامل وعاطل) وهو مركز الخيال والابداع والتفكير الكلي بمعدل 5,3 درجة ذكاء تعادل زيادة قدرها 16%، ومن بين النتائج المدهشة تأثير البرنامج في عملية تخصيب ابداع دماغ الأمة أصالة ومرونة وطلاقة في نصف الدماغ الأيمن بزيادة 11.3 درجة تعادل نسبة قدرها 39,3%.

    ربما تصدم نتائج الدراسات والمؤشرات السيكولوجية والتربوية الانطباعيين و(طقاق الحنك) ومنسدي الأفق وفقراء الخيال، والذين من المحتمل أن يصابو بخيبة أمل كبيرة في ضوء الأرقام والجداول والأشكال والمؤشرات. لذلك السبب إن مواقعهم القيادية والتعليمية والتربوية في هذه المراكز والهيئات تتطلب حذرا فيما يكتبون ويتحدثون بعبارات وكلمات ضبابية تحجب الوعي الحقيقي وتقدم معلومات مغلوطة ومضللة للأمة السودانية. وتحتاج بصورة خاصة المراكز المتكاملة للخدمات التربوية والتعليمية لتحقيق شعاراتها المتمثلة في "تدريب نحو نموذج عملي لمدرسة المستقبل"، ولتحقيق شعار "معا نحو تعليم عالي الجودة"، لاستخدام لغة الأرقام والمؤشرات في التدريب كما تحتاج لفحص ونظرة عامة لدماغ الأمة السودانية وكيفية مطاوعته لأثر التدريب. لذلك أحيلهم لأول موسوعة في كيفية "تفجير طاقات الأمة". لهذه الأسباب مجتمعة فإن من يهبون أنفسهم لتنمية القدرات والطاقات فإنهم لا يستطيعوا أن يقيموا انجازاتهم في مراكز التدريب والهيئات التي يديرونها من غير مؤشرات واقعية وعملية، لذلك السبب يجب أن يكونوا عطشى للبيانات، وجوعى للاحصائيات، إلا وكان الانحدار التدريجي نحو قاع الانطباعات والضلالات. والذي يكون قائدا تربويا يجب أن يكون لديه الاستعداد الطبيعي لتقبل الجديد لا تعزيز البالي ############.

    شيخ بترجي وزيادة اليوسيماس للذكاء حوالي 10 درجات في السعودية
    يقول الأستاذ عباس منير متهكما " من خلال استخدام عبارات التسويق التجاري من شاكلة اكتشف العبقرية وطور الذكاء". وللاجابة على هذه العبارة التهكمية سوف نقدم نتائجا نشرت في دراسات على المستوى المحلي والاقليمي بل العالمي بالاشتراك مع باحثين من ايرلندة وانجلترا ونشرت في أوسع الدوريات العالمية المحكمة انتشارا حول العالم مجلة (الشخصية والفروق الفردية) بل اقتبسها كبارعلماء النفس في العالم في فهارست تنويه العلوم. وسوف نعرض قبلها نتائج الدراسات العالمية بقية المقارنة بين المؤشرات. لقد كشفت نتائج دراسة أولى أجريت في "التنين الصيني" في الجامعة الطبية بمدينة ويفانج بأن التدريب على الأباكوس يعزز من معدل الذكاء بالنسبة للمتدربين ب 11,23 درجة. وهي زيادة كبيرة جدا في معدل القدرات العقلية ربما بفضل مطاوعة الدماغ. وأظهرت هذه الدراسة بأن هناك أماكن محددة في الدماغ تنشط أثناء عملية التدريب. وكشفت دراسة أخرى في الصين بأن معدل القدرات زاد في عام 2000 حوالي 12 درجة.

    وفي السودان، كشفت دراسة أولي أجريت بجامعة النيلين بزيادة معدل الأداء في الذكاء العملي 5,3 درجة وذلك بعد عمليات التدريب على برنامج اليوسيماس، وكشفت دراسة ثانية أجريت بجامعة الخرطوم زيادة معدل القدرة على حل المشكلات والذكاء السيال 7,11 درجة بعد عام، ودراسة ثالثة أجريت بجامعة أم درمان الاسلامية أظهرت بعد 3 أعوام من التدريب زيادة معدل القدرة على حل المشكلات والذكاء السيال 9,6 درجة. وبوسعنا القول من خلال نتائج الدراسات السودانية بأن برنامج اليوسيماس في المتوسط يزيد من تفجير دماغ الأمة حوالي 7 درجات وهي كافية لزيادة معدل ذكاء معلمي المستقبل في حالة تدريبهم في مرحلة مبكرة من العمر من 87 إلى 94 درجة، وذكاء طلاب المدارس النموذجية من 117 إلى 124 درجة، وزيادة معدل ذكاء تلاميذ مدارس الأساس من 100 إلى 107فضلا عن زيادة معدل الذكاء القومي في حالة تدريب جميع أطفال الأمة في الريف والحضر في الفئة العمرية 6-12 سنة.

    إذا لم يقتنع المعلم السابق عباس منير بنتائج الدراسات الصينية والسودانية أحيله لكتاب الدكتور عادل عبد الجليل بترجي (مفكر استراتيجي في الأمة) المسمى "النموذج التام لتطوير الموهبة" والمنشور بواسطة دار ديبونو للنشر عام 2011، حيث كشفت دراسة بترجي بأن برنامج اليوسيماس يزيد معدل الذكاء من 97,17 درجة إلى 107,03 درجة بزيادة قدرها 9,36 درجة (ص. 216). وإذا تعذر الحصول على الكتاب أحليه للدراسة المنشورة بواسطة بترجي عام 2009 في "مجلة شبكة العلوم النفسية العربية" بتونس مجلد 21-22 صفحات 196-207، بعنوان "أثر التدريب على الذكاء السيال لتطوير الموهبة"، واذا تعذر الحصول على الدراسة المنشورة أحيله لأطروحة الدكتوارة التي قدمها بترجي بعنوان " النموذج التام لتطوير الموهبة في مدارس دار الذكر الأهلية للبنين بمحافظة جدة" بالجامعة الأمريكية 2008 (ص. 157). وإذا تعذر الحصول عليها فجميعها بحوزتي فيمكن اعارتها لك أو احضارها لك أينما تريد في "منظمتك" أو "مدينتك" أو "دارك".

    ليس هناك بركة في التعليم كما يقول برفسير عبد الله الطيب
    يقول الأستاذ عباس منير "إن الصينيين اليوم والماليزيين لا يعلمون أبنائهم بهذه الأدوات التاريخية الضاربة في القدم، أنهم لا يستخدمون أصبعهم في العد". بوسعنا التساؤل كيف توصلت هذه القيادة التربوية التي تدير منظمات ومدن لتنمية القدرات لهذه النتيجة بعدم تدريب الصينيين والماليزيين على هذه الأدوات التاريخية. من واقع زيارات عدة لبعض الدول الآسيوية مثلا في اليابان هناك تدريب للأبناء في مدارس الجيكو على العداد، وشاهدت في ماليزيا مراكز لتدريب الأبناء على اليوسيماس، وفي الصين شاهدت أبناء يقدمون عرضا مدهشا في المدينة الطبية في ويفانج ويستخدمون أصابعهم في العد. فهل زرت أيها الأستاذ الجليل هذه الدول وشاهدت أطفالها يتدربون؟ شاهد شخصي الضعيف كبار الموظفين في كبريات البنوك والشركات والمحال التجارية ومكاتب البريد في اليابان يستخدمون العداد (السوروبان) وليس الآلة الحاسبة في عمليات الحسابات. وتجرى المنافسات القومية في اليابان والصين وماليزيا عن استخدام العداد والحساب الذهني. ويصدق القول بأن هناك متحف كامل للعدادت في الصين يمكن من خلاله معرفة تطور هذه العداد العظيم والذي تطور من أقدم لوحة عد في تاريخ البشرية اكتشفت في جزيرة سلاميز بالقرب من بغداد الذاكرة العربية والاسلامية ومحفوظة في متحف العلوم في اليونان.

    إن ما يثير الدهشة عدم المبالاة بل العبث وعدم احساس وشعور البعض بأن أوضاع التعليم متدهورة مع صخرة سيزيف لقاع الجبل. وربما أصبح الدماغ الأيمن كسلانا وخاملا بل خاويا من الخيال والتصور فيجب التعامل بحكمة خاصة في ظل هذه الظروف الحالكة التي تمر بها الأمة السودانية. فقد أخفقت المناهج المملوءة بالقيم "الفاضلة" وأخفق المعلمون والبيئة المدرسية في تحويلها لحقيقة ولواقع في تفجير طاقات التلاميذ والطلاب وتنمية دماغ الأمة بصورة كلية. وإن اخفاق المناهج الدراسية كان من باب البشر خاصة قادة التعليم وليس من باب النظر لأنه ليس هناك بركة في التعليم كما يقول عبقري الأمة السودانية عبد الله الطيب. غالبا ما نحن نتحدث عن أزمة أو مشكلة أو تدهور التعليم في الأمة من خلال المنهج والمعلم والتلميذ والبيئة المدرسية ولكن من واقع عدة ملاحظات هناك خلل هيكلي (فظيع) في ممارسات قادة التعليم وحسب التقاليد السودانية أو تقاليد التعليم يتم التعامل مع قادة التعليم بقدسية وصنمية وفرعونية وكهنوت. ولكن إن الكهنوتية هي قتل للخيال، والفرعونية انسداد للأفق، والقداسة وأد للابداع، والصنمية تدمير للابتكار.

    والناس على دين ملوكهم والمقصود بالدين هنا النظام وليس العقيدة كما في سورة يوسف في دين الملك. ما نحتاج إليه صحوة حريات في التعليم تبعد المحسوبية والجهوية والتمكين والأقارب والتضامن النيلي كما حدث في الهيئة القومية لرعاية الموهوبين بصورة فظيعة تثير الاشمئزاز والغثيان. كما نحتاج أن يعلى من قيم الكفاءة والمساءلة ويبدو أن المسألة ليست في التعليم لوحده إنما في النظام عموما. إن التدمير الذي حدث في تعليم ذوي القدرات العالية في مدارس الموهبة والتميز يمكن التعبير عنه بأنه بمثابة إعلان حرب على الأمة من قبل أعداء من الخارج. لذلك السبب نحتاج لقادة جدد في التعليم مسلحين بمبادئ القياس النفسي (السيكوميتري)، ومدججين بالقياس العلمي (سينتوميتري)، ومحصنين بالقياس الاجتماعي (سوسيوميتري)، ومولعين بالقياس الاقتصادي للتعليم (ايكونوميتري) وليس الانطباعات والهذيانات ومجرد الحماس والتمترس على سياسات التمكين، واعتماد أنظمة متدنية في التعلم مثل المحاولة والخطأ، ونظرية التعلم الاجتماعي، عليهم التأمل في نظريات معالجة المعلومات، والاستبصار ، والتعلم المستند إلى الدماغ.

    هناك أهمية بالغة في أطروحة عبد الله الطيب العظيمة المتعلقة بغياب البركة في التعليم. إن مفهوم البركة في التعليم يجب أن يكون موطنا في البيئة المحلية إما توطينا داخليا من خلال استلهام التراث والفلكلور، أو توطينا خارجيا من خلال التبني والتحسين والتجويد والتجديد. وأن تكون المفاهيم منبثقة من الواقع الثقافي الاجتماعي، وأن يكون للنظريات والمناهج جذور في التربة المحلية، وأن يكون للعبارات المستخدمة صدى في نفس الطالب ويقصد عبد الله الطيب التعلم عن طريق القرآن والعودة لمنهج التحليل والتركيب كما يعبر عبد الله على ابراهيم. لأن من يتعامل مع المفاهيم والنظريات والتقنيات يجب أن يحدد أهداف المنهج وانعكاسها لنظام القيم والموروثات كما يعبر عبقري الرواية العربية الطيب صالح "إنني لست ريشة في مهب الريح ولكني مثل تلك النخلة، مخلوق له أصل، له جذور، وله هدف".

    لهذه الأسباب وفقا لعبد الله على ابراهيم في في محاضرته القيمة يوم 22 مارس 2012 ضمن سلسلة الندوات العلمية للتنوير المعرفي "بخت الرضا والتعليم والاستعمار"، ركز على أهمية تجسير الهوة بين المدرسة والمجتمع، وإدخال الجدة والحبوبة للمدرسة لكي تحكي القصص والنوادر والحجي، كما توغل محجوب شريف في خيال الأطفال عندما قال أحمد جاء نكتب اسمه نتهجاه، من شر الكضب نجاه. ودرس شيخ بابكر بدري عبقري التعليم في الأمة كتاب الطبقات وأدخل الألعاب الشعبية في المدرسة كما أدخل الخلوة وقرب الشعر الجاهلي من خلال شعر الهمباتة والذي ربطه بالمعلقات. وقام التجاني الماحي بالتواصل مع المداوين والمعالجين الشعبيين، وعرف الصحة بأنها المجتمع، كما فعل الشيخ على بيتاي في التعليم في همشكوريب. نحتاج من دعاة التأصيل أو التوطين في علم النفس والتربية والتعليم كيفية استلهام التراث الثر في تفجير الطاقات والقدرات كما قامت مجموعة طائر السمبر في مجال علم النفس في تقديم 100 مبادرة في تطوير علم النفس استلهاما للموروث، وتفجير طاقات الباحثين لتخريط القدرات العقلية في الأمة وكتابة البحوث والدراسات ونشر الكتب والموسوعات المتعلقة ب "توطين علم النفس" ليس في السودان فحسب وإنما في العالم العربي. بوسعي القول بأن عدم استلهام التراث في التعليم بمثابة تكلس واحفور، وتحنيط لدماغ الأمة.

    أمة محبطة في التعليم
    بوسعي القول كما عبرت في 10 حلقات نشرت بصحيفتي السوداني والأحداث بعنوان "أمة محبطة في التعليم" بأن الأمة مخدوعة بصورة خاصة في بعض قادة التعليم وبذلك فإن دماغ الأمة في خطر حقيقي. فإذا لم نقم بتخصيب خيال التلاميذ، وتعزيز ابداع الطلاب، وتحسين مهارات التفكير الكلي (الجشطالتي، الاستراتيجي) سوف نخلق مشرفين وموجهين بل قادة تربويين وسياسيين واقتصاديين فقيري الخيال، وبؤساء التجديد، ومنسدي الأفق، ومتدني الابداع لاحول ولا قدرة لهم في التفكير الاستراتيجي في مستقبل التعليم أو مستقبل الأمة بأجمعها ولكن ربما تقوى عملية "طق الحنك" بالنسبة لهم لذلك السبب عمل بعض هؤلاء القادة على تدجين التلاميذ والمعلمين والمشرفين بل ومحاولة حتى الخبراء الذين نجو بجلدهم كما تم في مدارس الموهبة والتميز التي تديرها "الهيئة المريمية" وجعل السلم التعليمي "ينزل ويخفض" بدل أن "يعلي ويرفع" من القدرات والطاقات في دماغ الأمة. ومن المحتمل أن يكون هذا بمثابة مورد لهلاك الأمة التي يجتر قادتها في التعليم الانطباعات والهذيانات بلا تدريبات ومؤهلات علمية ومهنية وتخشي لغة الأرقام والاحصاء وترهب من الأشكال والجداول وتفضحها البيانات والمؤشرات.

    يجب أن يتعلم جميع قادة الأمة وفي شتى المواقع السياسية والاقتصادية والطبية والهندسية والقانونية والتربوية قراءة الخرط بل ورسم وتصميم الخرط ويعرفوا ماهو المقصود بالمتوسط والانحراف المعياري، ومبادئ القياس العلمي والنفسي والاقتصادي والاجتماعي. وعلى أمل أن يكون مقرر الاحصاء الوصفي والتحليلي اجباري في سنوات التمدرس في الأمة من أجل التخطيط الاستراتيجي في كيفية تفجر طاقات وقدرات الأمة المعطلة في دماغها. وأظهرت بعض الاحصائيات تدني معدلات النجاح في شهادة الأساس في مادة الرياضيات (الحساب ولد والحساب فراق الحبايب) وتصل إلى الثلث حوالي 30%، ومعنى ذلك بأن نسبة الراسبين (الفاشلين، الساقطين أو الذين لهم الديسكالكيولا أو عسر الرياضيات) 70%، وهناك 30% أي حوالي الثلث من الأطفال يعانون من مشكلة التقزم بسبب نقص السعرات الحرارية فأوزانهم وأطوالهم أقل من المعدل الطبيعي وفي ولاية الخرطوم لوحدها، مركز السلطة والثروة، هناك 140000 من التلاميذ لا يتناولون وجبه الافطار. ومن المحتمل أن تتضاعف هذه الأعداد أو النسب في الولايات شرقا وغربا وشمالا وجنوبا جديدا. إن هذا التدني المخيف في الرياضيات يؤثر تأثيرا كبيرا في قدرات وطاقات الأمة أجمع، فلا نهضة لأمة من غير رياضيات ومهارات والتي تحتاج لعلمية التقييم ووضع المؤشرات أمام قادة التعليم بل الأمة في كيفية المعالجة للمتدنين والراسبين والفاشلين والتفجير لذوي القدرات العالية أو المتفوقين.

    أشار السيد رئيس الجمهورية عمر البشير في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر القومي للتعليم على أهمية "الاهتمام بالمهارات المختلفة للتلاميذ"، ويقول وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة، وأشار لأهمية تطوير البحث العلمي التطبيقي وربطه بمتطلبات الواقع. وفي الولايات المتحدة، صدر التقرير التربوي الشهير "لا يترك طفل في الوراء" عام 2011، والذي نادى بضرورة "تقييم الأطفال في المهارات الأساسية" ومن خلال هذا التقرير زاد دعم الحكومة الفدرالي للتعليم من 42,2 إلى 54 بليون دولار في الفترة 2001-2007. وتيمنا بما قاله رئيس الجمهورية وأخذا للدروس والعبر من تجارب الشعوب بوسعنا التساؤل: ماهو معدل المهارات والقدرات الأساسية في دماغ الأمة السودانية في مرحلة الأساس والمرحلة الثانوية؟ وماهي مساهمة البيئة والوراثة في هذه القدرات في دماغ الأمة؟ وماهي المساحة المتروكة للبيئة في أثر التدريب على تنمية هذه القدرات بالنسبة للمتعلمين؟ ماهو معدل ذكاء المعلمين الذين يعلمون هؤلاء الأطفال وكيف يفجرون دماغ الأمة؟

    في تقديري، هناك خلل هيكلي في عدم معرفة طبيعة القدرات العقلية أو الذكاء أو القدرة على حل المشكلات في دماغ الأمة من قبل قادة التعليم في بلادي الذين لا يقرأون نتائج البحوث السيكولوجية والتربوية والتي أجريت بكليات الدراسات العليا في كبريات الجامعات السودانية وناقشها كبار علماء النفس والتربية. ولقد وفرت هذه البحوث مؤشرات يمكن أن توجه مسار التعليم في الأمة ولكن لا يتابع قادة التعليم العام هذه المنجزات الكبيرة في التعليم العالي، مما يخلق جفوة وفصام وانشطار بين العالمين: التعليم العام والتعليم العالي. وربما لا يرحب بمن يقدمون هذه المؤشرات في التعليم العام وبذلك يعمل بعض قادة التعليم ليس على دس المحافير بل الضرب المبرح بها لمن يقدمون هذه المؤشرات. وهناك نماذج واقعية وشواهد دامغة في عملية تكوين اللجان التربوية في وزارة التربية والتعليم، وفي تلخيص وتقديم الأوراق في المؤتمرات القومية، وفي حضور الجلسة الختامية للمؤتمر القومي للتعليم حيث يتم الحرمان من حضور الجلسة الختامية بل الحبس أو الاعتقال. ولكن ويل لأمة لا تحترم نتائج البحوث والدراسات والمؤشرات التي تكشف وتصنف وتحلل الواقع الراهن وتساعد في عملية التخطيط الاستراتيجي للمستقبل بصورة أفضل لمن لهم ابداع وتصور وخيال ومن ليس لهم خزي وعار ووبال على دماغ الأمة.

    ماهي محبطات دماغ الأمة
    واحدة من محبطات الأمة في التعليم هو اختيار قادة لست لهم تخصصات أو مؤهلات في المواقع التي يديرونها، على سبيل المثال لا الحصر، "تتربع في قمة الهيئة القومية لرعاية الموهوبين خريجة زراعة لا علاقة لها بالتربية وكانت تعمل في رياض الأطفال وطموحها يتمثل في انشاء روضة ولهذه الروضة قصة" كما يقول الأستاذ اسماعيل آدم في مقاله المنشور بصحيفة التيار "حول مدارس الموهبة والتميز" بتاريخ 15 أبريل 2012. حيث تساءل كيف تم اختيار الأستاذة مريم لهذا المشروع الهام وهل مجلس الادارة من المتميزين والمتفوقين؟ حقيقة لم يتم اختيارها إنما قدمت طلبا لرئيس الهيئة لتكون مديرا تنفيذيا للهيئة. وفي الأصل لا علاقة بين الهيئة ومدارس الموهبة والتميز لأن الأخيرة نشأت بقرار من وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم قبل 3 سنوات من تكوين الهيئة عام 2006. فالهيئة منوط بها رسم السياسات القومية وليس انشاء مدارس. ويضيف أ. اسماعيل كان بوسع أستاذة مريم أن تنجز مشروعها هذا أو تجربتها في روضة واحدة بدلا من التجريب في مئات الطلاب. وبوسعنا القول بأن التدمير الذي حدث لمئات الطلاب كما ذكر الأستاذ اسماعيل أحالنا لدراسة محبطات الأمة في التعليم.

    كشفت دراسة أجرتها مجموعة طائر السمبر البحثية بأن أكبر محبطات دماغ الأمة تشمل معوقات المجتمع بنسبة (45.6%). وترجع هذه المحبطات لسلطان العادات والتقاليد التي تؤسس للخضوع والاذعان مقابل عدم التميز والفرادة أو السعي الفردي الذاتي "وإن سعيه سوف يرى" وبذلك يكبل سلطان العرف الدماغ ويخضعه بمختلف الدعاوى. وثاني محبط للابداع هو المدرسة (12.4%) والتي أظهرت بعض نتائج الدراسات بأنها تدمر القدرات كما في حالة مدارس الموهبة والتميز بولاية الخرطوم. وثالث محبط للابداع هو الأسرة (11.4%) ، والمنهج المدرسي (8.8%)، والمعلم (5%) ومحبطات أخرى. فالمجتمع السوداني مشغول ومحصور بل ربما مدجن ومكلس بثلاثية "دفنو، رفعو، وعقدو". وكشفت الدراسة عموما عن انخفاض في مستوى التفكير الابتكاري، وتحتاج هذه النتائج المقلقة لمزيد من الفحص لازالة الشكوك من قبل علماء النفس والتربية بصورة خاصة. وعندما يغيب الخيال يغيب الابداع والتجديد، ويتكلس التفكير، وينسد الأفق، وينقلق ويضيق الادراك، ولا يحدث اختراق في عالم اليوم، وتبعا لذلك تنحط منظومة الأخلاق والقيم. ويعتبر فنان الصور المتحركة من أعظم الفنانين لأنه يتمتع بخيال خصب يعيد تشكيل الواقع بصورة جديدة. وفقا للفنان راشد دياب (التيار، 6 فبراير 2012) إن الاختلاف بين البشر قائم على مدى درجة الخيال إذ أن من يملك الخيال يكون أكثر استيعابا لمعطيات الطبيعة والفن داخل الانسان والطبيعة. وصاحب الخيال والادراك هو من يضيف أشياء على الموجودة أصلا على الطبيعة، وهذا يعني أن من يقوم بمثل هذه الأعمال يتميز بالقدرة على اختراق الأشياء.

    وقيل بأن هناك كم هائل من التثبيط والكلمات والإيحاءات السلبية التي نسمعها في اليوم والليلة، وربما في الساعة الواحدة. وقد أكد الدكتور تشاد هيلميستر في كتابه "ماذا تقول عندما تحدث نفسك" حيث قال "خلال فترة 18 سنة الأولى من حياتنا يكون قد قيل لنا 148000 مرة كلمة لا أو لا تستطيع أو لا تؤدي ذلك، وفي المقابل خلال نفس الفترة فإن عدد الرسائل الإيجابية قد تتجاوز 400 مرة فقط ". السؤال كيف يمكننا أن نوقف هذا الطوفان العرم من الكلمات والتلميحات والاشارات وحتى النظرات السلبية. وفي الأمة السودانية عندما ترغب أدمغة الأطفال في التحليق بأفكارهم في الفضاء عاليا يجدون من يطالبهم أن يظلوا قابعين في مقاعدهم "ياولد أجلس في مقعدك"، أو "انطج" أو "أقعد في الواطة"، أو "انفشخ في وطاة الله"، أو "خت جعباتك في الوطة"، أو "أقفل خشمك" أو "قفل بوزك"، أو "عامل فيها أبو عرام"، أو "حب الاستطلاع كتل الكديسة"، أو "القدامك عملو شنو".

    إن هذه العبارات القاتلة بمثابة احباط للدهشة في دماغ الأمة (الدهشة هي أم الاختراع)، واحباط للخيال في دماغ الأمة (الخيال أصل الابداع)، واحباط للابداع في دماغ الأمة (الابداع أصل التخطيط الاستراتيجي)، ونحن نخطط لرزق اليوم في اليوم كشحاذ في الخرطوم للشاعر العبقري المجذوب، واحباط للتميز، واهدار طاقات خلاقة وتجديدات مبتكرة يمكن أن تصنع المعجزات في حالة رعايتها واستثمارها. ومن بين معيقات الاحباط القاتلة والمهلكة في الأمة قطع الأشجار الطويلة من الأدمغة لمساواتها بالأخرين، تطبيقا لنظرية "الحذاء الواحد يصلح لجميع الأفراد" وضرب الأول في المدرسة ونقول من غير استحياء "الطيش عند الله بعيش". ونحتاج لتعلم الدروس والعبر من تجارب الشعوب من التاريخ بعدم الضغط على الأدمغة الكبيرة واستفزازها، فمن المحتمل بأن هناك أدمغة كبيرة تضغط من الخارج من أمريكا واسرائل واللوبيات المتعددة مثلا، فتتم عملية الضغط على أدمغة كبيرة في الداخل في سدة الحكم وبدورها تضغط هي على أدمغة في الداخل. لأن المقهور خارجيا يحاول أن يستأسد ويتنمر داخليا ليغطي عجزه ويوهم نفسه بالقوة. وكلما زاد الضغط الخارجي زاد كذلك الضغط الداخلي وربما تكون النتيجة كارثية بأن الجميع في حالة من الضغط. وذكرنا في مقدمة هذا البيان يجب عدم استفزاز الأدمغة الكبيرة في الأمة بل التصرف بحكمة في محاولة الاستفادة منها بتفجيرها وليس تدميرها كدماغي الترابي والصادق وغيرهما لأن عملية الاستفزاز أو عدم التفجير ربما تقود في عملية رد الفعل أو الاستجابة لحالة من التدمير الداخلي بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو تدمير خارجي فيقود كل ذلك لتبديد طاقات واهدار قدرات الأمة أجمع. إن التبديد والاهدار والاستفزاز والاحباط في هذه الحالة هو مرض دماغ الأمة السودانية غير المكتشف أو المشخص أو المصنف.

    الخرطوم تؤلف ولكن ربما لا تقرأ
    قديما في الستينيات والسبعينيات يقال بأن "القاهرة تؤلف وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ" وكان هذا القول صحيحا فكانت هناك القليل والنادر من المؤلفات السودانية في تلك الحقب في المكتبات العامة والخاصة ولكن الزائر في بداية الألفية للمكتبات التجارية خاصة الدار السودانية للكتب، ودار جامعة الخرطوم للنشر، ومكتبة عزة يلاحظ ربما آلاف الكتب السودانية في شتى ضروب المعرفة ومنها موسوعات وأمهات المراجع. وحسب هذا الانفجار المعرفي في التأليف والتحقيق والتصنيف ربما نحتاج لتعديل المقولة التاريخية لتصبح بأن الأمة السودانية تؤلف من قبل ذوي الخيال والابداع في نصف الدماغ الأيمن. ولكن في الوقت ذاته من خلال متابعاتي وملاحظاتي وزياراتي إن آلاف الكتب والموسوعات المؤلفة ورسائل الماجستير وأطروحات الدكتوارة المنجزة بمؤسسات التعليم العالي ربما يتراكم الغبار على بعضها. على سبيل المثال هناك علماء نفس من حملة الدكتوراة وربما الأستاذية لم يقرأ كتاب "أزمة علماء النفس المسلمين" لمالك بدري أب علماء النفس في السودان، ولم يهضم "علم النفس في التراث العربي الاسلامي" للزبير بشير طه أهم كتاب في تشريح النصوص السيكولوجية في التراث العربي الاسلامي"، ولم يتابع كتاب "توطين علم النفس في العالم العربي" لكاتب المقال.

    عند البعض ليس عجبا بأن طلاب كليات الآداب في الأمة السودانية لا يقرؤون رواية "موسم الهجرة للشمال" لعبقري الرواية العربية التي أختيرت من بين أفضل وأميز 100 أثر في تاريخ البشرية منذ عصر الالياذة والأودسة جنبا مع جنب مع بعض الأسفار المقدسة. لا تقرأ الأمة هذه الرواية العظيمة كما يقرأ جارليس ديكنز في الأمة الانجليزية. وتصدر دوريات رفيعة المستوى من المراكز البحثية الاستراتيجية والفكرية منها على سبيل المثال لا الحصر مجلة "التنوير"، و"خطاب" ذات المواضيع الفكرية المعمقة والاخراج الممتاز تضاهي تصاميم حيتان النشر الكبرى في بيروت مثل "المستقبل العربي" و"الكرمل" ولا يقرؤها باحثو ومفكرو الأمة. وربما لا يقرأ التربيون "دراسات تربوية" الرصينة التي يصدرها المركز القومي للمناهج والتي احتفلت هذا العام 2012 باليبويل الفضي باصدار العدد 25 والتي تضاهي المجلة العربية للتربية، والمجلة التربوية، ومجلة الطفولة العربية.
    هناك بروفسيرات في الأمة السودانية درجة تنويه بحوثهم ودراساتهم صفرا في فهرست تنويه العلوم، وصفرا في فهرست تنويه العلوم الاجتماعية وصفرا في فهرست تنويه الآداب والعلوم الانسانية. بروفسيرات في الأمة منعدمي التأثير والتأثر، فقيري الانتاج والاستهلاك على السواء لا يعرفهم ليس رصفائهم في الغرب بل رصفائهم في العالم العربي بل في الداخل بل في الجامعة ذاتها. لماذ يحمل البروفسير في الأمة نفس الدرجة العلمية التي يحملها رصيفة في الغرب ولكن لا يقدم ذات الابداع والتجديد في مجال تخصصه؟ وقدم كتاب "اليوسيماس وتفجير طاقات الأمة" هدية مجانا مع توقيع ممهور لبعض القيادات التربوية وأشك في عملية قراءة الفصل الأول منه والخاص بمعدلات الأداء العالمي في الرياضيات والعلوم والذكاء. لأن من تحدثه من بعض قادة التعليم عن تفوق أطفال سنغافورة وكوريا واليابان وتايوان وهوتج كونج في الرياضيات والعلوم يقول لك "أم الدنيا" وهي مع بقية الدول العربية مجتمعة ثاني الطيش في العالم في الرياضيات والعلوم. وفي عصر الانفجار المعرفي واقتصاد الانتباه يعتمد الكثير على القراءة السريعة وليس المعمقة على الشبكات العنكبوتية والانترنيت وجوقل تماما مثل مقاصف الأكل السريع ربما وجباتها لذيذة الطعم وحلوة المذاق ولكنها ليست غذاء صحيا وجيدا لدماغ الأمة.

    ما العمل بخصوص تدني قدرات دماغ الأمة؟
    بوسعنا التساؤل ما لعمل بخصوص تدني القدرات العقلية والقدرة على حل المشكلات في دماغ الأمة؟ أولا محاولة التدقيق في عملية تشخيص الظاهرة وتصنيف مستويات القدرات والذكاء من قبل المختصين من علماء النفس والتربية بصورة خاصة وعلماء العلوم الاجتماعية والانسانية والطبية بصورة عامة. ويمكن الشك في هذه النتائج أو المؤشرات التي وفرتها مجانا مجموعة طائر السمبر كممتلكات أمة وعلى العلماء والباحثين في هذه الحالة إعادة الدراسات والبحوث لذات العينات ذات السعة ومن نفس المناطق الجغرافية ومن ذات الفئات العمرية للوصول لنتائج أكثر ثباتا وصدقا وموثوقية. ومن بعد التأكد من عملية التدني أو الانخفاض الملحوظ يمكن التدخل من قبل الجهات ذات الاختصاص خاصة وزارة التربية والتعليم، ووزارة تنمية الموارد البشرية، ووزارة الصحة والمجتمع بأثره ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والمنظات الأجنبية الداعمة للتعليم، فضلا عن التدخل في أعلى مستويات الدولة من المجلس الأعلى للتخطيط الاستراتيجي، والمجلس الأعلى للجودة، والمجلس الوطني، ومجلس الوزارء، والقصر الجمهوري. فإن هذه المؤشرات ربما تكون بمثابة جهاز انزار للخطر الذي يواجه دماغ الأمة السودانية في ثروتها العقلية.

    إن هذه النتائج المزعجة والمفجعة بخصوص تدني معدل القدرات العقلية العامة والقدرة على حل المشكلات والذكاء العام لها انعكساتها المستقبلية الخطيرة في سياسات القبول للجامعات بمعدلات قدرات متدنية للطب والهندسة والزراعة والبيطرة وخاصة كليات التربية التي تقبل أقل الطلاب تحصيلا في امتحانات الشهادة السودانية بل ذكاءا كذلك كما أظهرت بعض النتائج التي كشفت عنها مجموعة طائر السمبر وفي بعضها تحصيلا وذكاء وابداعا كما تم رصدها في أحد الدراسات. وبذلك التدني يكون لنا أطباء تزداد أخطاؤهم الطبية، ويفشل خريجو كليات الطب في امتحان الجراحة، وصرح مأمون حميدة ذات مرة بأن 1000 (ألف طبيب) خضعو الامتحان نجح منهم 135. كما يفشل بعض حملة بكالريوس القانون في اجتياز المعادلة، وبعض خريجي كليات الاعلام في امتحان القيد الصحفي. ومهندسون ليس لهم خيال أو امكانيات في كيفية معالجة مشكلات الصرف الصحي، ومعماريين حولوا العاصمة لعمارات "مدبلبة" وبعضهم تنهار أبنيتهم من غير سلامة. وقبطان ومهندسي طيران تتساقط طائراتهم كما تتساقط أوراق الخريف وبسبب هذه الكوراث بسبب البشر تفقد الأمة بعض أدمغتها الكبيرة.

    وأطباء بياطرة لا يعالجون أمراض الثروة الحيوانية ويزيدون انتاجها لبنا ولحما وزبدة، فما ينتجه المربي السوداني من الألبان والزبدة ربما عشر ما تنتجه أبقار رصفائهم في دول أخرى، ومهندسين زراعين لهم ابداع فقير لأن الأمة السودانية بأراضيها الشاسعة التي يشقها النيل العظيم يستحيل أن يكون هناك من يموت فيها جوعا، وخبراء غابات لا يعرفون كيف يحاربون القطع الجائر للأشجار حتى زاد التصحر بصورة مخيفة، وعلماء انتاج أغذية لا يعرفون غير الجبنة البيضاء والمضفرة بينما يعمل رصفائهم في فرنسا وهولندة على انتاج أكثر من 50 نوعا من الأ######## فسعر كيلو جبنة البوك يعادل سعر 10 كيلو من الجبنة البيضاء السودانية. وهناك ولاية شعارها بقرة ولكن الألبان في أسواقها ألبان بدرة مستوردة، وخبراء أغذية في الجامعات والمراكز البحثية لا يعرفون كيف يغيروا اتجاهات الأمة في أنماطها الغذائية نحن أمة تأكل ولكن لا تعرف كيف تختار الأكل المناسب والصحي لدماغها وعيونها. وينطبق هذا القول على الفقراء والأغنياء في عدم معرفة ثقافة غذاء الدماغ والعين. ولقد كشفت نتائج الدراسات الحديثة والتي من المحتمل أن تحدث اختراقا كبير في المجال قلة الحامض الدهني الذي يزيت دماغ الأمة. وسوف نكشف عن نتائج هذه الدراسات في وقتها المناسب. إن تدني القدرات في قطاع أو شريحة كبيرة في الأمة يحتاج لتدخل في شكل شبكة أو منظومة تتداخل فيها عدة مؤسسات في كيفية المعالجة للقصور والتفجير لذوي الأدمغة الكبيرة. وربما يحتاج لذلك إما علمية تطور طبيعي في شكل خطوات صغيرة في بعض الجوانب خاصة في نصف الدماغ الأيسر أو بتغيير جذري لبعض الجوانب في دماغ الأمة الأيمن.

    وزارة تنمية الموارد البشرية وثورة تفجير القدرات
    إن احدى المؤسسات التي يمكن أن تساهم في هذه الثورة "وزارة تنمية الموارد البشرية" ممثلة في وزيرها الجديد د. عابدين شريف وهو تربوي وأستاذ جامعي في المقام الأول، ومجالسه المتعددة الطبية والصحية والهندسية والزراعية والبيطرية ونأمل أن تضم له "الهيئة القومية لرعاية الموهوبين" أسوة بضم بقية الهيئات والمجالس لوزارة تنمية الموارد البشرية. فضلا عن القادة والتنفيذيين الذين يقودون مئات مراكز تدريب تنمية القدرات البشرية. وحسب نتائج البحوث السيكولوجية في تشريح وفسلجة دماغ الأمة من المتوقع أن تواجه مراكز التدريب عقبات حقيقية بخصوص فقر الخيال وتدني الابداع وانخفاض القدرة على حل المشكلات بالنسبة للمتدربين في المجالس الطبية والصحية والزراعية والبيطرية والهندسية. ولقد كشفت نتائج الدراسات والبحوث العالمية بأن العلاقة بين معدلات القدرات العقلية والقدرة على حل المشكلات والذكاء العام تتراوح بين 0,6 و0,7 درجة أي بين 60% و 70% بالنسبة للنجاح في المهن الميكانيكية والكتابية والالكترونية والتقانية. ويلعب الذكاء والقدرات العقلية والقدرة على حل المشكلات أكبر عامل حاسم على الاطلاق في عملية التنبؤ بالأداء والنجاح المهني بنسبة 53% أكثر من أي عامل آخر، وتنازليا العامل الثاني كان للمعلومات البيوغرافية بنسبة (37%).

    وكان العامل الثالث في عملية التنبؤ بالأداء والنجاح المهني هو المراجع والتوصيات (26%)، ورابعا المستوي التعليمي (22%)، وخامسا نتائج المقابلات المهنية (14%)، وسادسا تفاصيل الشهادات العلمية (11%)، وسابعا الاهتمامات (1%). إن قياس القدرات العقلية والقدرة على حل المشكلات والذكاء يجب أن تجد الاهتمام الكافي من وزارة تنمية الموارد البشرية في سياسات التدريب والتنبؤ بالأداء المهني خاصة في المجالات أو المجالس المهمة التي تحتاج لها الأمة بصورة خاصة في أي مشروع للنهضة. ولهذا السبب أن جميع الأمم المتقدمة تنشأ أقساما للبحث والتطوير في المؤسسات العامة والشركات الخاصة، فلا نهضة من غير بحث علمي يستخدم أسلوب المؤشرات، ولا أمن غذائي من غير توظيف مخرجات البحث العلمي، ولا محافظة على البيئة من غير توظيف نتائج البحث العلمي، ولا أمن عام أو دفاع من غير توظيف نتائج البحث العلمي.

    وأظهرت نتائج الدراسات والبحوث العالمية بأن هناك علاقة ارتباطية قوية بين معدلات القدرات العقلية والذكاء والاستفادة من التدريب فإن الأفراد الذين لهم معدلات ذكاء عالية يمكن تدريبهم لاكتساب مهارات رفيعة ومعقدة ويمكنهم العمل بصورة أكثر فعالية مقارنة مع الأقل ذكاء وقدرة على حل المشكلات. وعامة أظهرت الدراسات بأن حوالي 95% من المتدربين من ذوي الذكاء العالي في قمة الهرم بنسبة 10% يكملون عمليات التدريب بصورة فعالة بينما هناك فقط 20% من ذوي الذكاء المنخفض يكملون عمليات التدريب بذات الفعالية. إن الأقل ذكاء وقدرة على حل المشكلات أكثر كلفة وأكثر صعوبة في عمليات التدريب ولا يمكن تعليمهم (تدريبهم) على بعض المهارات الخاصة أو بعض التخصصات وعموما يكون أداؤهم منخفضا في العمل ومجموعة كبيرة منهم يجب ارسالهم لنوع من التدريب العلاجي أو إعادة تدويرهم (تحويلهم) للقيام ببعض التدريبات التقنية. على سبيل المثال لا يقبل الجيش الأمريكي مجندين جدد تنخفض قدراتهم العقلية وقدرتهم على حل المشكلات من 80 درجة في مقاييس الذكاء ربما ما أكثرهم في الأمة السودانية. ولقد أظهرت العديد من الدراسات الزيادة الهائلة لمعدلات ذكاء المجندين في الجيوش الغربية مثلا بلغ معدل الزيادة في العقد الواحد حوالي 4.4 درجة بين 1917 و 1943، بالنسبة للجيش الأمريكي و4,89 بالنسبة للجيش الاسرائيلي. ولكن الأمة السودانية ربما لا تعرف من خلال نتائج الدراسات والبحوث ما هي معدلات الزيادة في معدل ذكاء حماة وطنها عبر العقود أو الأجيال. يبدو أن هناك أهمية لمساحة حرية مقيدة للبحث السيكولوجي خاصة في مجال القياس النفسي لمعرفة هذه الجوانب الاستراتيجية في دماغ الأمة.

    200 درجة أعلى معدل ذكاء في الأمة
    استطاع الطفل السوداني الخارق أو المعجزة "سمبر 2" كأميز دماغ في الأمة تم الكشف عنه القراءة الصحيحة في عمر سنتين، وفي عمر 4 سنوات يستطيع أن يقرأ نص كامل من كتاب لطلاب السنة السادسة أساس من غير أخطاء، ويعرف جميع عواصم وأعلام الدول بدقة، ويقرأ الأحوال المناخية بصورة لافتة للانتباه، ويحكي الأساطير الإغريقية، ويجيد قراءة الخرط الجغرافية، وينظم سيارات المرور بصورة مدهشة وتحصل على أعلى معدل ذكاء مقاس في الأمة 167 وتبقت درجات في الاختبارات الفرعية غير موجودة بالمعيار تم تقديرها ب 200 وهو أعلى معدل ذكاء في الأمة يثمل السقف. ولقد هاجر سمبر 2 مع أسرته ويعيش في رعاية خاصة من قبل الراعية والداعمة الشيخة موزا في قطر. واستطاع سمبر 2 في حوالي عمر 10 سنوات أن يخوض كأصغر مشارك مسابقة عالمية في العلوم (الأحياء والكيمياء والفيزياء) ونال أعلى درجة في امتحان عبر الشبكة العنكبوتية بنسبة 100% وتبعا لذلك تم ابتعاثه للمشاركة في مخيم صيفي اثرائي عالمي في أمريكا على نفقة الشيخة موزا التي تنفق بسخاء في تعليم أطفال الأمة كما فاز هذا العام سمبر 2 للمرة الثانية في مسابقة أمريكية ومن المتوقع مشاركته في مخيلم صيفي اثرائي آخر مع رصافئه الموهوبين من مختلف دول العالم. واستطاع سمبر 1 أن يكتب بحثا عن النجوم ويناقش عن سحب كوكب بلوتو من المجموعة الشمسية، والثقوب السوداء ويحلم باكتشاف كوكب جديد في عمر 8 سنوات، وحطم في عمر15 سنة الدخول كأصغر طالب لجامعة الخرطوم ضمن المائة الأوائل ومن المتوقع أن يتخرج قبل سن 20 سنة وقد تبنته شركة بتروناس في ماليزيا والتي سافر إليها لاكمال دراسة للهندسة. ونال الحاصلين على جائزة نوبل من ذوي الأدمغة الكبيرة درجة الدكتوارة في عمر 26 سنة.

    وتطرح بعض أدمغة صغار الأطفال في الأمة تساؤلات كبيرة للأبوين تدوخ الرأس، ويروون قصصا مدهشة للكبار، ولهم مقدرة فائقة في التآزر البصري الحركي في برنامج اليوسيماس، ومهارة في استخدام المقص وحتى محاولة الكتابة، وتقديم ملاحظات ذكية عما يشاهدونه حولهم. ويجري بعض الأطفال الصغار عمليات تركيب وتفكيك لافتة للانتباه للأجهزة الالكترونية ويتعاملون بجدارة مع الموبايل، والفيديو والتلفزيون والكاميرا يصعب على كبار السن من الآباء والأمهات التعامل معها والذين يقفون حياري أمام قدرات أطفالهم. فهؤلاء الأطفال مصدر دهشة للآباء والأمهات والعمات والخالات والجدات والأخوان والأخوات والمعلمين الذين يشجعون وليس الذي يحبطون. وربما يخاف البعض عليهم من العين والحسد والغيرة وبذلك لا يعبرون عن تفوق وقدرات أطفالهم في عمر مبكر. وقديما كان في الناس الحسد. لهذا السبب ظهرت معدلات ذكاء عالية وسط الأطفال المكتشفين في مشروع طائر السمبر. وإذا كانت هذه الأدمغة الكبيرة للأطفال في أمة أخرى لكان لها شأنا آخر. على سبيل المثال لا الحصر تبحث إسرائيل عن معدل ذكاء 140 لطاقم غواصاتها الذكية.

    المخابرات دماغ الأمة
    تقوم أمريكا واسرائيل وبقية الدول المتقدمة بصورة مركزية باختيار اقلام مخابراتها من خلال مقاييس القدرات والذكاء والقدرة على حل المشكلات. وكشفت نتائج احدى الدراسات الزيادة الهائلة لمعدلات قدرات وذكاء الجيش الأمريكي والاسرائيلي عبر العقود والأجيال. يقول مدير المخابرات الموهوب في عهد نميري والانقاذ عثمان السيد في إفاداته الجريئة والمثيرة لبرنامج "مراجعات" بقناة النيل الأزرق والمنشورة بالتيار 7 ابريل 2012 "مضينا لأمريكا وانجلترا ووجدنا القبول للجهاز يكون فيه الذكاء مقدما، ولكن عندنا في السودان كان المعيار الجامعي". ويقول تطبق في المخابرات الغربية مقاييس الذكاء والمخابرات معناها الذكاء (الانتلجنس) وحسب تعبيره لازم ضابط المخابرات يكون ذكي. إن هذه الافادة المهمة بل الذكية تعكس تجاهل وإهمال وإغفال جهاز الأمن والمخابرات أهمية الكشف عن الضباط الموهوبين من خلال قدراتهم العقلية في جمع المعلومات وتحليلها. ولقد عرضت في كتابي "علم النفس والمخابرات" والذي تم طبع ثلاث طبعات منه كيف تختار المخابرات الأمريكية والألمانية والبريطانية والاسرائيلية والكورية أمهر المخبرين من خلال مقياس وكسلر لذكاء الراشدين خاصة اختبار رموز الأرقام والذي يعتبر العضلة التحتية للمخابرات. ولقد اشتهر بصورة خاصة جواسيس جامعة كيمبردج وأكسفورد.

    كما يوجد في المخطط التنظيمي لجهاز الموساد وحدتين لعلم النفس. هناك "وحدة علم النفس" والتي كما يبدو في المخطط لها علاقة برئيس العمليات ورئيس الخدمات ولها علاقات متداخلة ومعقدة مع التكنولوجيا والوثائق والأبحاث والتاريخ والإدارة. أما الوحدة الثانية "وحدة الحرب النفسية" والتي لها علاقة برئيس العمليات ومنظمة التحرير الفلسطينية ولجنة المحررين. وكان لعلماء النفس بوكالة المخابرات الأمريكية دورا كبيرا في تطوير أبحاث الذكاء والشخصية مثلا، قام جتنقر، أحد عباقرة علم النفس بالمخابرات، بخلق نظام فريد لقياس الشخصية وللتنبؤ المستقبلي بالسلوك. وسمى جتنقر هذا الخلق "نظام قياس الشخصية" والمشهور في عالم المخابرات باسم "باص". وتكمن أهمية نظام "الباص" بأنه يتوجه لفهم طبيعة العلاقة بين ضابط المخابرات الأمريكي والعميل الأجنبي وهذا ما يقع في قلب عملية التجسس. وحور جتنقر مقياس وكسلر للذكاء والذي تم تقنين طباعته المختلفة في السودان بواسطة مجموعة طائر السمبر. ويتكون هذا المقياس من سلسلة من الأرقام الطردية والعكسية يطلب من المفحوص تذكرها وهو مقياس للذاكرة السماعية قصيرة المدى فضلا عن قياس الانتباه.

    ولقد أبدع الأطفال السودانيين المتدربين على برنامج اليوسيماس ابداعا رفيعا في أدائهم لاختبار المدى العددي الطردي والعكسي. إذا تبحث المخابرات عن تذكر حوالي 7 أرقام أو مقادير بصورة صحيحة بينما يتذكر متدربي اليوسيماس في الأمة 12 رقم أو مقدار. ولقد حدثت عملية تفجير طاقات وقدرات التذكر البصري في نصف الدماغ الأيمن بصورة حادة بل خرافية. وتتم عملية نقل الصورة المتخيلة للخرزات من نصف الدماغ الأيمن عن طريق كيبل وألياف المقرن الأعظم لنصف الدماغ الأيسر والذي يحولها لأرقام. وبوسعنا القول بأن عملية تفجير أدمغة كبيرة متوهجة ومتقدة في الأمة أفضل من عملية إعداد جيوش كبيرة العدد. ربما يفسر ذلك إعجاب سعادة الفريق عبد القادر يوسف مساعد المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات والذ ي كان في استقبال ووداع منتخب اليوسيماس المشارك في المنافسات العالمية بماليزيا بمطار الخرطوم حيث ألهب حماسهم بكلماته الضافية وتشجيعه غير المتناهي لهم فضلا عن ذلك شارك بفعالية في حضور المنافسة القومية الخامسة لليوسيماس والتي أجريت بمعرض الخرطوم الدولي يوم السبت 14 أبريل 2012. وفي كلمته المعبرة ذكر فيها بأن أبطال اليوسيماس يحملون مشروع السودان القادم وهم الزرع الذي يحصد في المستقبل وسوف يكونو نواة خير وسلام لأمة ترنو للتفوق.

    ويستطيع جتنقر النظر في أداء الفرد في أي اختبار فرعي في مقياس وكسلر للذكاء وتبعا ذلك بإمكانه أن يقدم معلومات عن نقاط الضعف وكيف يمكن تحويل ذلك الشخص مخبر لوكالة المخابرات. وافتتح جتنقر شخصيا فرعا للشركة في طوكيو والذي تحول مؤخرا إلى هونج كونج وذلك لخدمة محطات المخابرات في الشرق الأدنى. بينما يقوم بقية علماء النفس وعددهم 15 في مكتب واشنطون بتغطية بقية أنحاء العالم، ومن بينه العالم العربي، بواسطة إرسال متخصصين في القياس في فترات قصيرة. وتم صرف آلاف الدولارات وذلك لتحسين وتمديد نظام الباص. وجمع جتنقر درجات مقياس وكسلر للذكاء من مجموعات مختلفة شملت رجال الأعمال، والطلاب، وعارضي الأزياء، والأطباء. وتبعا لذلك استطاع الحصول على درجات 29000 فرد بحلول السبعينات وكان مرفق مع كل نتيجة معلومات بيوغرافية. ووجد جتنقر بأنه ليس هناك نتائج متشابهة في مقياس وكسلر لأي فردين في كل العينة المجموعة.

    ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بتاريخ 3 يوليو 1998 عن امتلاك إسرائيل لغواصة "دولفين" وهي غواصة هجومية والتي تحمل 14 طوربيدا وعدد من صواريخ سطح – سطح التي يصل مداها إلى 130 كلم. وبعد عامين من ذلك أكدت صحيفة "الصن دي تايمز" الإنجليزية في عددها الصادر يوم 18 يونيو 2000 في صفحتها الأولى موضوع الخوف من السباق التسلحي الجديد في الشرق الأوسط خوافا من تطور الأسلحة النووية في إيران. وتم تجهيز الغواصات بشبكة كمبيوتر يطلق عليه "انهانسد بروميكس" الذي طورته شركة "انسلاو" الأمريكية وتحقق تلك الشبكة تميز واضح لإسرائيل في مجال الصواريخ النووية. وقبل بداية رحلة الغواصة "دولفين" من ألمانيا في يوم 21 أبريل 2000 وصل أكثر من 100 بحار إسرائيلي إلى ميناء حيفا وهم أعضاء في مجموعة من القوات الخاصة معروفة باسم "القوة 700" وتلقت تلك المجموعة تدريبات خاصة للعمل في الغواصات النووية، وجرى جزء من هذا التدريب في الولايات المتحدة. وتم تقسيم رجال القوة إلى 35 ضابطا وجنديا لكل غواصة. وتحمل هذه الغواصات اسم كودي هو "القوة 700" وذلك نتيجة للمتوسط الذي أحرزته هذه المجموعة المختارة بعناية في مقياس الذكاء. وتعادل درجات القوة 700 نسبة ذكاء تتراوح بين 130-140. تعتبر نسبة الذكاء 140 التي بحث عنها علماء النفس في إسرائيل لإدارة طاقم الغواصة "دولفين" هي نسبة ذكاء عالية جدا حسب تصنيفات مقاييس الذكاء. لعلنا نتساءل هل لمقاييس الذكاء تطبيقات استراتيجية في المجال الدفاعي والأمني؟ مثلا لاختيار ضباط الشرطة؟ أو العاملين في شركات الأمن؟ أو الملاحين في الطيران؟ أو قاذفي القنابل؟ أم في اختيار أقلام المخابرات أم نعتمد على الشهادة الجامعية كما ذكر عثمان السيد في افادته المهمة. والسؤال هل تجد افاداته عينا وأذنا في أجهزة الأمن والمخابرات؟

    لعنة جار النبي وبترول الأمة
    صحيح هناك حرية منحت لبعض الأدمغة والتي صاغت مشاريعا استراتجية في تاريخ الأمة، ثورة التعليم العالي، وجامعة في كل ولاية، وثورة الاتصالات، وثورة الكباري والطرق، وسد مروي وبقية السدود، طرق المرور السريع في مناطق مختلفة من السوادن. لقد تفجرت قدرات البعض وتبعا لذلك ارتبطت بمشاريع نهضوية ملموسة ومحسوسة. ولكن لم تتح الفرصة بذات القدر لأدمغة كبيرة كان يمكن أن تصنع المعجزات في تاريخ الأمة. ولهذا السبب هاجرت بعض الأدمغة الكبيرة زرافات ووحدانا لأمريكا وأوروبا وبعض دول آسيا في عملية نزيف لا مثيل له ليستفاد منها في دول ذات سياسات ذكية تتيح لها حرية الابداع والخيال والتصور. بوسعنا القول كما هناك فروق فردية بين الأفراد في معدلات الذكاء حسب قوانين التوزيع الطبيعي للقدرات هناك أفرد أذكياء وأفراد أغبياء، وبالمثل هناك سياسات ذكية وسياسات غبية.

    إن الأدمغة الكبيرة في الأمة من ناحية سيكولوجية إذا لم تجد التعبير بحرية مطلقة (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) على قدراتها وطاقاتها من المحتمل أن تنعكس آثار ذلك إما للداخل نحو تدمير الذات بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو للخارج لتدمير الاخرين بصورة مباشرة وغير مباشرة. وقد يكون السلوك العدواني نتيجة طبيعية للاحباط وبمثابة تعبير نفسي عن عدم الرضا وقلة الاهتمام. ومن المعلوم بأنه إذا تم الهجوم أو الاستفزاز على الأدمغة الكبيرة ربما تتولد بالنسبة لديهم رغبة كبيرة في العدوان. ربما يستثار الهيبوثلاموس أو الأميقدالا في الدماغ وتتراكم الطاقات وتتفجر في لحظات معينة ربما بصورة مفاجئة و مباغتة. والسؤال هل يا يجري من تخاصم سياسي من عمالقة الفكر يعود للكبت الذي يولد التدمير (تدمير الأمة، تمزيق الوطن، تفتيت البلد، تقسيم السودان) وهل من أندلس تعاد في السودان؟

    ومن المحتمل بأنه كلما زاد تكرار الاحباط يؤدي للاحساس بعدم التوازن كاستجابة طبيعية لحالة عدم الاشباع. وقد يعتمد الأمر على عناصر الجذب والطرد لقوة الموت والحياة بالنسبة للبناء النفسي للشخصية. وفي كلتا الحالتين هناك هدر لهذه الأدمغة الكبيرة والتي تكون بمثابة وبال وهلاك للأمة خاصة عندما تتم عمليات مبرمجة لتقزيم العمالقة ومهندسة لعمقلة الأقزام. هناك أهمية للنظر في عملية تحكم أفراد بقبضة اليد في دماغ الأمة بأكملها، وبالتالي سحق الكثير من الأدمقة المتقدة. لذلك هناك خطورة في عملية تدمير أدمغة الرموز أوترويضها أو تهديدها أو تهميشها بهدف السيطرة عليها. ويجب حتى الانتباهه من مستويات أخرى مثل الاستفزاز لهذه الأدمغة والتي تكون عواقبها غير مأمونة. وفي تقديري، هذا بمثابة احباط للأمة ومهدد لأمنها ودماغها واقتصادها وسمعتها وسط الأمم. وتتضح هذه المسألة في حالات الغبن الاجتماعي التي تقودها أدمغة كبيرة في مجالات مختلفة أدبية وفكرية وسياسية واقتصادية. وغالبا ما تعاني هذه الأدمغة من فئة متوسطي القدرات والذكاء الذين يمثلون المعيار (الاذعان للجماعة، والسلوك الجمعي للقطيع).

    وعمليات الانتخاب غير الطبيعي ربما يكون ذات السبب الذي يجعل أدمغة الأفراد قوية ومتوهجة عندما يتم الالتقاء بكل دماغ على حدة وبالمقابل تتضائل قوة توهج هذه الأدمغة وتضعف في الجماعات والمجموعة والتجمع والحزب والحركة، والجبهة، والمؤتمر، والطائفة والطريقة. بوسعنا التساؤل عن الاستجابة للأدمغة التي كانت تتلألأ خيالا وابداعا في مرحلة من المراحل وفي مراحل أخرى بعضها يتهاوى ويتساقط كالشهاب الذي احترق. وإذا أعطيت أمثلة من منطقة جغرافية محددة أعرفها جيدا من خلال تخريط معدلات الذكاء ورعاية ذوي القدرات العالية فيها هي منطقة شرق كردفان التي انصهرت فيها قبيلة الجوامعة مع بقية القبائل أشبه بالحالات التي تمت في منطقة الجزيرة. وتستحق هذه المنطقة الدراسة بصورة خاصة من قبل علماء السوسيولوجيا والانثروبولوجيا والسيكولوجيا وهي منطقة مهمشة في البحث العلمي. ولقد أظهرت دراسة الباحث عبيد الله أحمد الحاج بجامعة كردفان عن معدلات ذكاءات عالية في المنطقة وواحدة من تفسيراته المقدمة تتعلق بنمط التغذية المتعلق بتناول كميات أكبر من الخضر والفواكة وسمكة أم كورو وذلك في منطقة سافنا بعيدة عن حوض النيل وشاطئ البحر.

    وتكشف نتائج المنافسات القومية لليوسيماس عن تفوق أطفال مدينة الرهد على المستوى القومي بأعلى الدرجات مثلا كان متوسط مركز الرهد الأعلى في منافسات عام 2011 وكذلك الأعلى في منافسات عام 2012 حيث شارك منتخب الرهد بعدد 30 طفلا أحرزو متوسط 213 درجة يليه مركز أم بدة بمتوسط 205 ومجموعة كبيرة من سكان أم بدة من غرب السودان، ثم المدرسة التركية بمتوسط 204، ومدرسة صنقعت بمتوسط 198، ومدرسة المواهب بكافوري 195، ومركز المناقل 195، ومدينة الأبيض 189، والقضارف 178، وبورتسودان 174 وكترانج 170. وكان المتوسط القومي العام 165 درجة وهناك العديد من المراكز كانت درجاتها تحت المتوسط العام بكثير. ويعزى سبب نجاح المركز بصورة مركزية للتدريب الصارم للأطفال بأنماط التدريب القاسية في الدقة والسرعة كما في النمور الآسيوية والتنين الصيني بواسطة المدربة القديرة اخلاص هارون ورعاية الأستاذ الفذ فاروق عبد الرحيم والذي أحدث اختراقا في تاريخ التعليم في المنطقة. وبوسعي القول بأن الأمة يمكن أن تتعلم عدة دروس وعبر من نظم التدريب والاثابة والمكافأة التي تطورت في مركز اليوسيماس في الرهد.

    لقد انجبت شرق كردفان على سبيل المثال لا الحصر أدمغة كبيرة في النقد الأدبي والثقافي يمكن اختيارهم في أي قائمة منتقاة للنقاد البارزين ويمكن ذكر نماذج منهم من مدينة واحدة فقط من مدن المنطقة هي مدينة الرهد أبودكنة مثل الناقد أحمد محمد أحمد البدوي، وعبد المنعم عجب الفيا، والدكتور السفير خالد فرح. ويمكن أن أعرض بعض التجديدات التربوية المقدمة للأمة أجمع من فريق واحد من قرية بشرق كردفان مثلا فريق أبحليمة من حلة أبسعد الجمرية وهي قرية لا توجد على خرطة السودان ولكنها مطلة على تل رملي شامخ في قلب ديار قبيلة الجوامعة. هناك ثلاثة تجديدات هائلة للتعليم أجمع مقدمة من قرية واحدة من قرى شرق كردفان حيث كانت مساهمة الدكتور (المرحوم) محمد الفاتح بريمة أستاذ اللغة الانجليزية ونائب مدير معهد أبحاث السلام بجامعة الخرطوم في ابداع فكرة "الفصول الأقمار" في السودان وتقوم الفكرة على بناء الفصل الأول والثاني من الحلقة الأولي أساس بقرية ليس بها مدرسة كما قام بذلك المرحوم في قرية أبرهابة التي ضم فصلها الأول 40 تلميذ تحت إشراف كامل من المدرسة القمر وهي مدرسة أبسعد الجمرية التي تبتعد عن أبرهابة ثمانية كيلومترات لأن صغار السن من الأطفال لا تقوى عضلاتهم للمشي لمسافات بعيدة وبعدها يتم انتقالهم تدريجيا للمدرسة القمر. واستشهد الدكتور وهو في طريقه لافتتاح أول فصل قمر في الأمة.

    والتجديد الثاني الذي قدمه فريق أبحليمة بقرية أبسعد الجمرية ادخال حقل علمي جديد للأمة لأول مرة في تاريخها الطويل هو "السينتوميتري" أو علم العلم أو القياس العلمي بواسطة الباحثة الدكتورة سحر عبد الرحيم عبد الله أستاذة علم النفس بجامعة الامام المهدي والتي لأول مرة أدخلت نظام المؤشرات في الأمة لقياس معدل الانتاج والاستهلاك العلمي للباحثين وسوف نتعرض له لا حقا في هذا البيان. أما التجديد الثالث الذي قدمه فريق ابحليمة بقرية ابسعد الجمرية هو "مشروع طائر السمبر" البحثي الذي سمي تيمنا بطائر السمبر الشهير الذي يحمل البشارة بقدوم فصل الخريف استعدادا لموسم الزراعة. وكان طائر السمبر في طفولتي يداوم على عشه بشجرة اللالوب الباسقة بالقرب من كوخ جدتي "خديجة بت محمد آدم" سليلة بيت الجمرية الشهير في البحرية والتي كانت تقود قافلتها المكونة من 10 جمال محملة بالمحاصيل من قرية ابسعد الجمرية لسوق مدينة الرهد أبودكنة حيث تبيع محصولها الوفير للتاجر أحمد شونة وتعود قائدة لقافلتها محملة بالبضائع لمتجرها العامر الذي تديره وتضع أموالها في جرابها وسكينها في ذراعها وأم عشرة معبية في يدها وويل لمن يعترض قافلتها من اللصوص وقطاع الطرق. إذا كانت هذه نموذج لنساء الجمرية فكيف يكون رجالها والذين تسمى عشيرتهم ب "الجمرية الجمر ملال" نتيجة لسخونتهم.

    ومن بين المساهمات الكبيرة المقدمة واللافتة للانتباه في مجال المياة مساهمة الأستاذ الحاج محمد على تبن والذي درس بمدرسة ابسعد الجمرية وقدم اسهاما مشهودا في مجال توفير مياة الشرب على مستوى السودان من خلال منظمة السقيا الخيرية. ولقد زاملت الأخ الحاج في المدرسة الأولية وكنت على وعي باتقاد ذهنه من مراحل باكرة من نموه العقلي. ويمكن أن أحصي عشرات التجديدات المقدمة من قرى ومدن كردفان من ترسانة المجانين بالمزروب، أو ترسانة النيمانج بالدلنج، وترسانة حمر بالنهود، وترسانة بارا ودار الريح، وأم دم حاج أحمد، وشركيلا، وديار الكبابيش، والحوازمة، والمسيرية وغيرها من المناطق. على سبيل المثال لا الحصر أنجبت منطقة شرق كردفان دماغ كبير ومتقد مثل المفكر والفيلسوف والأكاديمي الدكتور التجاني عبد القادر حامد والذي كان جده "رحمة محمد منوفل" قائدا لقبيلة الجوامعة في حروبات المهدية في كردفان وتعزى له العديد من الانتصارات الباهرة في سقوط حاميات كردفان، والذي كان من الممكن أن يكون بكل جدارة قائدا استراتيجيا يخطط للأمة كما خطط جده في رسم استراتيجياته العسكرية أو وزيرا للتعليم العالي أو التقانة أو أمينا للمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي خلفا لابن الرهد الدكتور الموهوب تاج السرمحجوب، كما انجبت شرق كردفان ودماغ متوهج ومتقد مثل الدكتور محمد محجوب هارون أستاذ علم النفس ومدير معهد أبحاث السلام بجامعة الخرطوم، والذي من الممكن أن يكون مخططا استراتيجيا للأمة أجمع يتمتع بمزايا وخصال وسمات يندر أن توجد في رجالات الأمة ويفتقدها الكثيرون من القادة وكان من الممكن أن يكون بكل جدارة وزيرا للخارجية أو وزيرا للسلام أو مديرا مركز الدراسات الاستراتيجية.

    من المحتمل أن نجد تفسيرا في نظرية "التضامن النيلي" إذا يقول عبد اللطيف سعيد بأن التضامن النيلي لا يعتمد على الكفاءة الشخصية، ولكنه يعتمد على التعاضد والتكاتف، فإذا راجعت كل قائمة أعضاء هذا التضامن لا تجد شخصا واحدا له ما للترابي أو الصادق من ميزات شخصية، فمن ذكاء هذا التضامن وأحد عناصر قوته أنه يتشدد في الابقاء على جوهره دون مساس حتى أنه لا يعترف بمن يهاجر منه إلى مكان آخر. ويصفهما "كلاهما جاء بأفكار جديدة كان مركزها دائرتها هو"، ويضيف "كان كل واحد منهما يمشي على الأرض وعينه على نجوم السماء، فلا غرو أن تصاهرا". ويصف الكاتب "الترابي والصادق" بأن لهم ذكاء سياسي وتمرس بالحياة. وفي تقديري ما ذكره عبد اللطيف سعيد في مستوى الشيوخ أمثال الترابي والصادق يصدق القول على أمثال الجيل الثاني من الأمة والذين أعطيت منهم أمثلة محدودة من شرق كردفان على سبيل المثال لا الحصر أمثال التجاني عبد القادر حامد ومحمد محجوب هارون، ومن الجيل الثالث أمثال الحاج محمد على تبن ومحمد الفاتح بريمة وسحر عبد الرحيم عبد الله، ومن الجيل الرابع أطفالي النابغين الأذكياء في اليوسيماس والذين حطمو الأرقام القياسية في سرعة ودقة حل المسائل الحسابية في نصف الزمن العالمي 4 دقائق بدل 8 دقائق أمثال ريم، وترياق، واسلام. أنهم تماما أمثال العداء الأثيوبي الخارق جبراهيلاسلاسي الذي كان يحطم أرقامه القياسية في عدو المسافات الطويلة في الألعاب الأولومبية.

    عجبا إن محمد عبد الله جار النبي ابن مدينة الرهد أبودكنة ودماغ الأمة الاقتصادي في اسهاماته الجبارة بل الخارقة في استخراجه للبترول من خلال عملياته السرية الذكية التي قام بها في مصافي البترول حتى وصلت لكردفان الغرة أم خيرا جوة وبرة تتم عملية مبرمجة لتدمير هذا الدماغ وتناسي التاريخ والدور البطولي العظيم الذي قام به. ربما لذلك السبب وفي بعض التحليلات الغامضة أصبح بترول السودان بمثابة ابتلاء حاق بالأمة كاد أن يقضي على الزراعة والرعي والصناعة وغيرها من الموارد وأصبح بمثابة "الساحق والماحق والبلي المتلاحق" بسبب ما سميته ب"لعنة جار النبي". إن النماذج المذكورة من ذوي القدرات العالية نماذج لراشدين من منطقة شرق كردفان التي انصهرت فيها القبائل وهناك نماذج لصغار السن من الأطفال الذين تصدروا قائمة المنافسات العالمية والقومية لليوسيماس في ماليزيا باحرازهم أعلى الدرجات وأكبر الكؤوس في جميع المنافسات العالمية أمثال ريم عبد الرؤوف، وترياق أحمد عون الله، واسلام أمير وجميعهن نتيجة مصاهرة بين الجوامعة وقبائل أخرى. ولقد كشفت دراسات مجموعة طائر السمبر بأن التزاوج خارج القبيلة يزيد من معدل ذكاء الأمة حوالي 5,5 درجة، وبالنسبة للخلاسيين حوالي 10 درجات. ولكن من الملاحظ بأنه تمت عمليات غامضة بعد فوزهم الكاسح في المنافسات العالمية بكل جدارة عدم استمرايتهن في البرنامج. ما حدث لبعض الراشدين في الكبر يحدث بصورة تثير القلق في عملية تدمير دماغ الأمة بصورة غامضة منذ الصغر.

    السؤال المحير لماذا لم تتم عملية التفكير والتخطيط بصورة مبرمجة ومهندسة لتفجير هذه الأدمغة الكبيرة والهائلة والتي يمكن أن توصف ب "العبقرية" في حالة اتاحة الفرصة الكافية لها بذات القدر الذي أتيح للأخرين فيما يطلق عليه "التضامن النيلي". وكان من المحتمل أن تكون مساهمات هذه الأدمغة المتوهجة المدخل المناسب لحل الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية المزمنة في الأمة. ولكن كما ذكر الكاتب الايرلندي الساخر جوناثان سويفت إن "العبقرية" شيء يبعث على الضيق ومن واجب المدارس والكليات وضع حد لها بنصب الفخاخ المناسبة في طريقها". ويعبر الكاتب ديدرو بصدق " أنا حسود، وحين أسمع عن وجود صفة معينة في حياة العباقرة الخاصة من تلك الصفات التي تحط من أقدارهم، فإنني أصغي إليها بسرور، ذلك لأنها تقرب ما بيننا، وتساعدني بسهولة على التعايش مع قدراتي المتواضعة". إن ماحدث ويحدث بصورة غامضة في تدمير دماغ الأمة من أمثلة محددة ذكرت من منطقة جغرافية محددة بشرق كردفان يحدث حاليا في أكبر ترسانة من الأدمغة في الأمة.

    دماغ ألف موهوب في خطر
    تقول الأستاذة مريم حسن عمر في مقالها المنشور بصحيفة التيار 12 أبريل 2012 بعنوان "حول مدارس الموهبة والتميز.. تعقيب" "لقد اثبتت البحوث العلمية أن ما يقدمه الموهوبون يمثل أضعاف أضعاف ما يقدمه الانسان العادي، ألسنا بحاجة كاملة أن نقفز قفزا لتجاوز الفجوات الحضارية التي نعيشها". وتضيف أستاذة مريم "أما تدني نسبة الذكاء فهي الفرية الكبرى، التي أريد بها تدمير مدارس الموهبة والتميز". أجرى الباحث (الدكتور الموهوب) خليل يوسف الشاعر بأكاديمية السودان للعلوم بحثا رصينا تتبع فيه مسار القدرات العقلية (الذكاء) للتلاميذ بمدارس الموهبة والتميز بين سن 8 سنوات و14 سنة. فقد وجد أن معدل ذكاء التلاميذ في سن 8 سنوات 134,77 (حوالي 135) درجة أكثر من انحرافين معياريين فوق المتوسط، وهم بكل المعايير السودانية من ذوي القدرات العالية، وفي عمر 9 سنوات بلغ معدل الذكاء 134,19 بانخفاض 0.58 درجة من المتوسط في عمر 8 سنوات، وفي عمر 10 سنوات كان المتوسط 131,35 بفارق 3,42 درجة، وبلغ المعدل في عمر 11 سنة 128,34 درجة بفارق 6,43 درجة، وفي عمر 12 سنة بلغ المتوسط 124,28 بفارق 10,49 درجة، وفي عمر 13 سنة بلغ المتوسط 123,86 بفارق 10,91 درجة بينما بلغ المتوسط في عمر 14 سنة 118,63 بفارق 16,14 درجة من المتوسط في عمر 8 سنوات. ويمكن القول بأن هناك انخفاض ملحوظ في تدني القدرات العقلية بزيادة العمر أو ببقاء الأطفال في التمدرس بمدارس الموهبة والتميز.

    أظهرت دراسة الباحث العالمي السلطة في مجال الذكاء سيسي (Cesi) بأن المدرسة النموذجية من المفترض أن تزيد من معدل الذكاء حوالي 3 درجات في السنة. وإذا حاولنا تطبيق نظرية سيسي على مدارس الموهبة والتميز الناشئة بولاية الخرطوم، فقد تم بالتقريب اختيار هؤلاء الأطفال بمعدلات ذكاء أو قدرات عقلية عالية في حدود 135 درجة، ويمكن أن تكون الدرجة ناقص زائد 5 بمعنى أن تراوح بين 140-130 درجة. وحسب هذه النسبة العالية جدا من المتوقع أن يزيد معدل القدرات العقلية للتلاميذ بعد مرور 5 سنوات بانتهاء مرحلة الأساس 15 درجة وهي تعادل بالضبط انحراف معياري كامل. فقد بلغ ذكاء الطلاب في المدارس الحكومية في المرحلة الثانوية 102 وهي أعلى من المتوسط بدرجتين. بلغ معدل ذكاء الطلاب في المدارس النموذجية حوالي117 درجة أعلى من انحراف معياري. ولكن يلاحظ بدلا من زيادة معدل الذكاء 15 درجة بالنسبة لتميذ مدارس الموهبة والتميز من 135 إلى 150 بعد رعاية هؤلاء الأطفال 5 سنوات كاملة انعكست المسألة تماما بانخفاض معدل الذكاء من 135 إلى حوالي 119. السؤال المركزي ما لذي يجعل معدل القدرات العقلية يتدني بعد بقاء الأطفال 5 سنوات بمدارس الموهبة والتميز؟

    أحد التفسيرات المحتملة لتدني معدلات الذكاء أو تدني معدلات الأداء في اختبارات الذكاء يرجع لعدم الاعتماد على نتائج البحوث السيكولوجية والتربوية الخاصة بذوي القدرات العالية والتي أجريت بأمهات الجامعات السودانية ونشرت نتائجها الرصينة على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي. على سبيل المثال أظهرت نتائج دراسة حديثة جدا بأن برنامج اليوسيماس يزيد من معدل ذكاء تلاميذ مدارس الموهبة والتميز حوالي 3 درجات مطابقة تماما لمعدل الزيادة في دراسة سيسي كما يزيد معدل الابداع بصورة هائلة حوالي 26% ومع ذلك تم ايقافه بقرار استبدادي. ثانيا ربما يرجع التدهور في القدرات العقلية لعدم حمل قيادات الموهوبين لمؤهلات علمية في مجال رعاية الموهوبين، أو ترجع عملية التدهور لعدم الشفافية والشورى والديمقراطية في إدارة مدارس الموهبة والتميز وتمركز جميع السلطات في يد واحدة "مكنكشة"، أو يرجع التدهور لقيادة هذه المدارس بقيادات نمطية غير مبدعة وغير خلاقة وغير مجددة، أو يرجع لقيادات كهلة وشائخة في مشروع استراتيجي ليست لهم به خبرة أو دراية وبذلك بدأت القيادات "تطبز" و"تفجغ"، أو ربما يرجع لنوعية المعلمين الذين تم اختيارهم لمدارس الموهبة والتميز.

    أظهرت نتائج دراسة الباحث خليل بأن معدلات القدرات العقلية أو معدلات الأداء في اختبار الذكاء للمعلمين في مدارس الموهبة والتميز 90,18 درجة بمعيار جرينتش البريطاني وهي تعادل 106,02 درجة بالمعيار السوداني. وبصورة عامة يمكن القول بأن المعلمين متوسطين في قدراتهم العقلية وتعنى هذه النتائج المدهشة بأن التلاميذ أعلى ذكاء من معلميهم بحوالي 24 درجة. ولقد أظهرت نتائج الدراسات بأن معدل أداء طلاب الطب في عدة جامعات سودانية حوالي 115 درجة، بينما معدل أداء طلاب كليات التربية في 7 جامعات سودانية حوالي 87. وبلغ الفرق بين معدل أداء طلاب الطب والتربية 27 درجة. ويمكننا القول بأن الفرق بين معدل ذكاء التلاميذ ذوي القدرات العالية ومعلميهم هو ذات الفرق بين معدل ذكاء طلاب الطب والتربية حوالي انحرافين معياريين فوق المتوسط. في تقديري، إذا لم ينتبه الساسة لهذه النتائج المخفية يمكننا القول بأن هناك خلل هيكلي في النظام السياسي الذي يعمل على اهدار الطاقات وتبديد القدرات وتكسير الأنظمة الدفاعية للتلاميذ والطلاب وبذلك تتم عملية تدمير دماغ الأمة ربما بصورة مبرمجة ومهندسة.

    ولقد تم اهدار صرف مليارات الجنيهات في عملية تدمير القدرات العقلية لترسانة الأمة بغباء السيايات التربوية، وما تم تبديده كاف لرعاية جميع ذوي القدرات العالية من خلال فلسفة الدمج المدروسة شرقا وغربا وشمالا ووسطا. ولقد تساءل الأستاذ اسماعيل آدم كذلك بصحيفة التيار بتاريخ 15 أبريل 2012 قائلا "أمر مهم هو تكلفة الطالب الواحد في هذه المدارس، وأن ميزانية هذه المدارس لا تتناسب وحجمها، ونود من السيدة مريم أن تكشف عن الأرقام ولتقارنها بميزانية الوزارة، ولنسألها أيضا كم يدفع الطالب في العام"؟ كما عليها أن تكشف عن معدلات الذكاء بالنسبة للتلاميذ ما بين الصف الرابع أساس والثالث ثانوي بلغة الآرقام فصل دراسي بعد فصل دراسي أو عاما بعد عام كما قام بذلك الباحث الموهوب خليل يوسف الشاعر. ونحن في انتظار هذه المؤشرات وإذا لم توفر سوف توفر مجانا في امتحانات الشهادة السودانية والتي سوف تقارن من خلال العلاقة الارتباطية بين معدل الذكاء ونسبة الدخول للجامعة، وحينها من المحتمل أن تصلى صلاة الجنازة على غباء السياسات التربوية للذين لا يعترفون بنتائج البحث العلمي (التربوي والسيكولوجي) الموطن لأنهم في حالة من الانكار النفسي فضلا عن النجاح الهائل في ارتكاب الأخطاء التربوية بسبب كارثة سوء التقدير وحيث لا تنفع ندامة الكسعي، ووحينها يقال "المكتولة ما بتسمع الصايحة".

    بوسعنا القول بأن معدلات ذكاء طلاب التربية تتم عملية المحافظة عليها وذلك يرجع للحقيقة القائلة بأن قياس معدلات القدرات العقلية أو الذكاء بعد سن الثامنة يحدث لها استقرار نسبي. وبكلمات ثانية إذا تم قياس معدل الذكاء في عمر 8 سنوات، وفي عمر 17 أو 18 سنة ابان المرحلة الجامعية في السنة الأولي تكون نسبة القدرات العقلية والذكاء في حالة من الاستقرار أو الزيادة. وبنفس المنطق إذا تم قياس معدل القدرات العقلية لطالب التربية في السنة الأولى بالجامعة في عمر 17 أو 18 وفي سنوات الخدمة المدنية في وزارة التربية بالتعليم الأساس أو بالثانوي تكون نسبة الذكاء مستقرة أو زائدة. وربما تم اختيار أفضل المعلمين من ذوي القدرات العالية للتدريس لمدارس الموهبة والتميز وذلك لآن المتوسط العام لذكاء طلاب كليات التربية حوالي 87 بينما متوسط ذكاء المعلمين 106 بفارق 19 درجة. أي أكثر المعلمين ذكاءا هم الذين جذبتهم مدارس الموهبة والتميز ولكن مع ذلك يبلغ الفرق بينهم وبين التلاميذ الذين يدرسونهم ما بين 24-29 درجة. أي أمة تلك التي يعلم ويربي ذوي قدراتها العالية (الموهوبين) معدلات ذكاءهم أدنى من تلاميذهم بحوالي انحرافين معياريين. إنها الأمة السودانية!!!

    الأمة وعدم مساءلة الذين يدمرون دماغها
    من المعروف بأن السلم التعليمي يرفع معدل القدرات العقلية بينما السلم التعليمي في مدارس الموهبة والتميز "يخفض وينزل" من القدرات العقلية. وربما تكون مدارس الموهبة والتميز حسب هذه النوع من التحليل هي حضانات هدامة للقدرات العقلية (الذكاء). لقد توفرت بيانات هائلة لرعاية ذوي القدرات العالية وكان المدير التنفيذي يجد كل ما يحلم به من قبل تخطيط استراتيجي محكم من خلال اصدار القرار الجمهوري بتكوين الهيئة، والتمويل الاتحادي السخي المتوفر، والسيارات التي تم توفيرها، ومقاييس الذكاء التي تستخدم في عمليات الكشف. وربما كان المدير التنفيذي يقول "شبيك لبيك وخاتم سليمان بين يديك"، لأن الأحلام كانت تتحقق في غمضة البصر من حيث لا يدري. ويرجع السبب الرئيس في توفير مؤشرات واحصائيات وجداول وأشكال تعبر عن نتائج بحوث رصينة تم نشرها على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي وجمع بعضها في كتاب "الأطفال الخوارق والموهوبين في العالم العربي" والذي أصبح واحدا من الكتب الأكثر مبيعا في مجاله لأنه عالج لأول مرة في تاريخ البحث السيكولوجي والتربوي في العالم العربي موضوع الأطفال الخوارق أو المعجزات.

    ربما يتساءل الفرد ماهي أوراق اعتماد المدير التنفيذي للهيئة القومية لرعاية الموهوبين عندما قدم لهذه الوظيفة القيادية ليثبت تحصيله الدراسي وذكائه وابداعه ودافعيته وهي مكونات الموهبة كما في تعريف رينزولي الشهير؟ وقد تم اقتباس هذا السؤال من مقالة رائعة للكرنكي نشرت بالانتباهة. ماهو تخصص المدير التنفيذي الدراسي وما هي مؤهلاته العلمية من البكالريوس والماجستير والدكتوارة؟ وثانيا: ما هي أوراقة العلمية المنشورة في مجال الكشف عن ذوي القدرات العالية ورعايتهم في الدوريات المحلية والاقليمية والعالمية؟ ثالثا: ماهي مشاركاته المقدمة في المؤتمرات العالمية التي ينظمها المجلس العالمي لرعاية الموهوبين والمتفوقين منذ عام 1975 بداية بمؤتمر لندن ومرورا بمؤتمر استانبول 1999 وبرشلونة 2001، وأمريكا 2003، وبريطانيا 2007، وكندا 2009، وكوريا 2011. رابعا: ماهي عضوية مدير الهيئة في الدوريات المحكمة المحلية والاقليمية والعالمية في مجال التربية أو رعاية ذوي القدرات العالية؟ خامسا: كم عدد البحوث والدراسات في مجالات الكشف عن ذوي القدرات العالية قام بتحكيمها؟ سادسا: ما هي عدد الكتب المؤلفة في التربية وعلم النفس عامة أو رعاية ذوي القدرات العالية بصورة خاصة.

    سابعا: ماهي المقاييس السيكولوجية التي قام بترجمتها وتكييفها وتقنينها في مجال الكشف عن ذوي القدرات العالية؟ ثامنا: ماهي الجوائز الاقليمية والعالمية المنالة في مجال الكشف عن ذوي القدرات العالية ورعايتهم؟ تاسعا: ما هي المشاريع البحثية في مجال رعاية ذوي القدرات العالية تم القيام بها وماهي رسائل الماجستير والدكتوارة في التربية وعلم النفس التي قام بالاشراف عليها؟ عاشرا: ماهي الكشوف العلمية المقدمة في مجال الكشف ورعاية الأطفال ذوي القدرات العالية؟ إن الأمة السودانية لا تعرف شيئا عن الاجابة على هذه الأسئلة بالنسبة لوظيفة "المدير التنفيذي" للهيئة القومية لرعاية الموهوبين. وإذا كانت هذه الأسئلة المطروحة غير ذات صلة كبيرة بوظيفة "المدير التنفيذي" ربما يتم طرح 3 أسئلة مركزية: ماهي مساهمة المدير في القرار الجمهوري الخاص بتكوين الهيئة القومية لرعاية الموهوبين؟ وماهي مساهمة المدير في التمويل السخي المقدم من وزارة المالية للهيئة القومية والذي تم به تأسيس مقر للهيئة الخرطومية ومكتب فاخر لفخامة السيد "المدير التنفيذي"؟ وماهي مساهمته في السيارات التي يترحل بها تلاميذ مدارس الموهبة والتميز فضلا عن المشرفين والمعلمين؟

    حقا لقد صدق الخبير العالمي جروان (2002) أيما صدق عندما وضع في كتبه القيمة عن أساليب الكشف عن الموهوبين ورعايتهم شروطا صارمة يجب أن تتوفر لمدير مشروع رعاية الموهوبين نظرا لأهمية الدور المنوط به والذي تتضمن "مؤهلات أكاديمية وتربوية وخبرات عملية معقوله تمكنه من القيام بواجباته بنجاح. ومن الضروري أن يكون المدير على دراية تامة بالجوانب المرتبطة بتربية الطلبة الموهوبين والمتفوقين وتعليمهم من الناحيتين النظرية والعملية، وهذا يعنى أن يكون المدير قد درس مقررات جامعية في علم نفس الموهبة والابداع وتربية الموهوبين والمتفوقين بالإضافة إلى خبرة عملية في برامج تعليم الموهوبين والمتفوقين. كما أن مدير المشروع يجب أن يتمتع بقدرات قيادية ومهارات اتصال من مستويات رفيعة"(ص. 178). فتحي جروان هو السلطة العربية والذي ساهم مساهمة مقدرة في مشروع تأسيس مدارس الموهبة والتميز بولاية الخرطوم فما عبر عنه لا ينطبق على قمة الهرم في الهيئة الخرطومية. السؤال المركزي، من ناحية أخلاقية ومهنية وقيمية واسلامية لماذا لا يتساءل هؤلاء عن غياب هذه المهارات تماما في وظيفة "المدير التنفيذي"؟ والسؤال المحير هل حواء السودانية عاقر لم تنجب قيادة تربوية لها هذه المؤهلات في قيادة مشروع رعاية ذوي القدرات العالية؟

    بدأ تأسيس مدارس الموهبة والتميز عام 2002 وصدر القرار الجمهوري عام 2006 وتم توفير التمويل عام 2008 فليست هناك أي علاقة مباشرة بين المدارس والهيئة لأن المدارس أنشئت أساسا لتتبع لولاية الخرطوم؟ السؤال من الذي فوض المدير التنفيذي للهيئة بصرف مال الولايات في مدارس عزل بولاية الخرطوم تهدم القدرات العقلية؟ لماذا يتم تسخير مال الهيئة لغير ما أعد له من عمليات الكشف على الموهوبين في كل الأمة؟ من فوض المدير التنفيذي لايجار مقر كبير ومكلف للهيئة في ضاحية كافوري الراقية لادارة 6 مدارس بينما يمكن إدراتها من مكتب بمدرسة واحدة؟ لماذا يدفع دافع الضرائب المسكين في كردفان ودارفور لتأسيس مكتب فخم بمقاعد وثيرة لمدير الهيئة وطباخ يعد وجبات فخمة تقدم في سفرة كبيرة لطاقم الهيئة؟ أي مؤسسة في الأمة السوادنية التي تقدم هذه الوجبة المجانية من مال دافع الضرائب المسكين والمشفق على حاله من الرعاة الحفاة والمزارعين في دارفور وجبال النوبة وديار الجوامعة في شرق كردفان التي قدمت منها أمثلة لآدمغة كبيرة، النيل الأزرق والشرق والشمال؟

    عادة تنظر الولايات للخرطوم بعين الاعتبار نتيجة لمبادراتها وأخذ الدروس والعبر منها بينما تنظر الهيئة القومية للموهوبين للولايات بعين الاحتقار. عندما جاء أول الشهادة السودانية من ولاية كسلا لم تكرمه الهيئة القومية، لأنه ليس من مدارس الموهبة والتميز بحسابانها من ضيق الأفق بأنها الوحيدة التي تولد الموهبة والتفوق، وعندما جاءت بطلة العالم أجمع في المستوى الأول في اليوسيماس من مدينة الرهد شمال كردفان من مدرسة حكومية أنكرت الهيئة القومية لرعاية الموهوبين ممثلة في مديرها التنفيذي بأنها موهوبة "اليوسيماس لا يولد موهبة" على حد تعبيرها. فبدلا أن تستقبلها مديرة الهيئة في صالة كبار الزوار في مطار الخرطوم كانت تقطب جبهتها عندما تحدثت عن برنامج اليوسيماس على الهواء مباشرة في قناة الشروق. ما يحدث يمكن أن يفسر سياسيا بأنه استهداف مرتب ومنظم ومهندس من قبل الهيئة القومية لرعاية الموهوبين بالنسبة لذوي القدرات العالية من غرب السودان الذي نال أكبر الكؤوس في جميع المنافسات العالمية لليوسماس. ومن المعروف سيكولوجيا ماذا تولد نتائج الاستهداف والظلم والغبن الاجتماعي والاحتقان النفسي.

    السؤال المحير لماذا يظل المدير التنفيذي بلا محاسبة ومساءلة؟ هل شهوة الكنكشة في الكرسي حتى ما بعد سن المعاش خلافا لقوانين الخدمة المدنية بألا يكون المعاشي ليس إداري فحسب وإنما في قمة الهرم الاداري لمؤسسة في غاية الحساسية تحتاج بأن يكون في قمتها من الشباب الأذكياء والموهوبين. من خلال تجاربي يتميز المدير التنفيذي بخلل هيكلي في نظم الاثابة عملت على ابتعاد عشرات المعلمين والتلاميذ والخبراء من المدارس. وللمدير نجاح هائل في ارتكاب أخطاء بسيطة ولكن ذات نتائج واستجابات كبيرة بل وخيمة مثل القرار الاستبدادي بإيقاف برنامج اليوسيماس الذي يزيد معدل ذكاء الموهوبين 3 درجات وهو المدى المحدد في الدراسات العالمية في المدارس النموذجية. تصرف المدير التنفيذي ليس كبشر فلا يود على الاطلاق سماع كلمة "لآ" إنما باستمرار يود سماع كلمة "نعم" حتى من رجال كبار السن. ويود المدير أن يكون حوله رجال امعات ولكن تم النهي عن ذلك "لا يكن أحدكم إمعة يقول أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت ولكن وطنو أنفسكم". كما لا يقبض المدير الأرزاق من البعض فحسب إنما يتصرف كأنه ملاك يقبض الأرواح. وأن ما يقوله المدير حسب البناء المعماري لشخصيته لا تتم عملية أي مراجعة له على الاطلاق كأنه كلام منزل لا يأتيه الباطل لذلك أصبحت الهيئة "ون مان شو".

    إن أصل البشر هو النقص والتقصير والتقليل والنسيان والخطأ (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر). ولكن ربما يحس المدير بأنه من الكمال لا يخطئ، أو إذا أخطأ لا يتراجع ويراجع وليس بوسعي إلا أن اقول سبحان الله. مدير تنفيذي لا يعرف مواقع الخطر في رعاية الموهوبين من خلال جهاز انزار قوي أو قرنا استشعار حادة. يود المدير التنفيذي التعامل معه بقداسة وكهنوت ولكن في رعاية الموهوبين لا أصنام أو كهنة. وتحمل البعض من أجل استمرارية المشروع ما لا تحتمله الجبال الرواسي أو يحتمله الجن. وتعتبر عملية عزل الموهوبين وزيادة عزلهم من غير مقارنتهم مع رصفائهم في امتحانات شهادة الأساس بمثابة انتحار مع سبق الاصرار. إن واقع الهيئة الآن لا يتحمل الانتظار، فهناك أهمية بإعادة هيكلتها قبل صلاة الجنازة على سياسة عزل الموهوبين. وإن الصمت جريمة في عدم مساءلة المدير التنفيذي الذي يحطم في دماغ أمة الذي تحكي له الحكم ولا يعمل بها ولكن "لقد نصحت قومي بمنعرج اللوى فلم يتبين لهم نصحي إلا ضحى الغد" .

    يبقى التفسير الوحيد المحتمل في عملية اختيار هذا المدير التنفيذي وبقائه في قمة الهرم دون مؤهلات وبأنه فوق الناموس أو المحاسبة مع ادمان عملية الفشل المتكرر في تدمير قدرات التلاميذ تحصيلا وذكاءا ويوسيماسا هو التحليل المبدع لعبد اللطيف سعيد لما يسمى بالتضامن النيلي "فهذا التضامن يحمي أفراده ويقدمهم ويحفظ لهم المناصب، بل ويتخلص من كل منافس لهم بغض النظر عن مؤهلاته الشخصية والأكاديمية. ففي كل المؤسسات يكون أعضاء التضامن هم القادة ويكون الآخرون هم الكمبارس". وحسب هذا التحليل فإن القيادة للنخبة من "التضامن النيلي" بغض النظر عن مؤهلاتهم ومن أهل التمكين والولاء وأن كانوا أقل كفاءة وجدارة ومهنية وهم فوق القانون ولا يخضع البعض للمساءلة أو المحاسبة في الجمع بين المهام التشريعية والادارية والمالية والاستشارية مع تهميش الخبراء بل اقصائهم بصورة مبرمجة من الهيئة. حامل البكالريوس في الزراعة عمره 5 سنوات في مجال الموهوبين عن طريق الحماس والمحاولة والخطأ والاستماع يقصي ويهمش ويستفز باستمرار الخبير المتخصص في مجال الموهوبين حامل الدكتوارة والأستاذية والباحث في مجال الموهوبين لربع قرن من الزمان. إنها المأساه والملهاة في قضية سيرة التعليم في الأمة السودانية. إن ما يحدث في الهيئة القومية لرعاية الموهوبين ليس تدميرا لدماغ الخبراء وإنما هو احباط وتدمير لأكبر ترسانة عقلية في تاريخ التعليم في السودان. إن الاحباط في هذه الحالة هو مرض دماغ الأمة غير المشخص وغير المصنف.

    بشارة طائر السمبر للأمة
    في تقديري، تقوم مؤسسات التعليم العام في الأمة ليس بدس المحافير من بعض الخبراء بل بالضرب المبرح بها لمن يوفر المؤشرات مجانا لاتخاذ القرارات. وأتساءل بصورة مباشرة هل أجرت وزارة التربية والتعليم أو الهيئة القومية لرعاية الموهوبين بتمويلها السخي المقدم من وزارة المالية الاتحادية وفي تاريخها الطويل منذ عهد سكوت وضرار صالح ضرار أي تخريط في الأمة لمعدلات ذوي القدرات العالية. وحتى الاجابة على السؤال وفي ظل ظل هذه الأجواء والظروف الحرجة التي تمر بها الأمة سياسيا وأمنيا واقتصاديا هناك مساحة للأمل أو البشارة يقدمها "مشروع طائر السمبر". سمي المشروع تيمنا بطائر السمبر الشهير الذي يحمل البشارة بقدوم فصل الخريف استعدادا لموسم الزراعة وعلى أمل أن يكون ذوي القدرات العالية بشارة لسودان الغد.

    لقد أجرت مجموعة طائر السمبر (مستودع تفكير) دراسة تخريطية لوظائف دماغ الأمة متمثلة في القدرات العقلية أو الذكاء أو القدرة على حل المشكلات إذ تم الكشف عن نتائج مدهشة تتعلق بمعدلات ذوي القدرات العالية (الموهوبين) والذين ينالون أكثر من 130 درجة في مقاييس القدرات العقلية، فكانت نسبتهم حسب المعيار السوداني، والذي متوسطه 100، حوالي 4,95% وهي نسبة أعلى من المعدل النظري (2,2%) ولكن إذا تم استخدام معيار جرينتش البريطاني تكون نسبة ذوي القدرات العالية في الأمة السودانية حوالي 0,36% وهم الذين نالو معدلات ذكاء عالية جدا أكثر من 130 درجة. وإذا حاولنا أن نضرب هذا الرقم في عدد سكان السودان وهم حوالي 40 مليون قبل الانفصال يكون هناك 144000 (مائة وأربعة وأربعين ألف) من ذوي القدرات العالية في الأمة بالمعايير البريطانية والأميريكية. إذا كان هؤلاء في لندن أو واشنطون هم في عداد الموهوبين في أي قائمة منتقاة لهم وفي النادي الرفيع للقدرات العالية ويمكنهم أن يحققوا أعلى معدلات النجاح في بريطانيا و أمريكا. وكشفت نتائج هذه الدراسات بأن هناك حوالي 16,23% من الأمة السودانية متوسط معدل قدراتهم العقلية وذكائهم أعلى من متوسط المعدلات في أوروبا وأمريكا لعامة الناس. وأظهرت الدراسة بأن 20% من طلاب جامعة الخرطوم كانت معدلات قدراتهم العقلية أعلى من معدل قدرات رصفائهم في الجامعات الأمريكية والأوربية.

    ويبلغ معدل قدرات طلاب الهندسة كهرباء بجامعة الخرطوم 7 درجات أعلى من متوسط معدل طلاب الجامعات في أمريكا وأوربا، وذلك لأن الكهرباء يدخلها أوائل الشهادة السودانية بنسبة 60% وتذهب البقية لدراسة الطب. وعبر بروفسير عبد الملك محمد عبد الرحمن المدير الأسبق لجامعة الخرطوم بأن حوالي 60% من أحد دفعات الهندسة كهرباء هاجرت لأمركيا. ولهذا السبب يحدث نزيف لدماغ الأمة بهجرة بعض الأذكياء وذوي القدرات العالية من الأدمغة الكبيرة بصورة انتقائية تعمل على زيادة معدلات القدرات والذكاء في أمريكا وأوروبا وبالتالي في حالة زيادتها تعمل على انخفاض المعدلات في الأماكن المهاجر منها كما تنص قوانين الايكولوجيا (البيئة) والذكاء. ومن المثير للدهشة والعجب ليس نزيف الأدمغة للكبار وخريجي الجامعات وإنما حتى لصغار السن من الأمة السودانية، فقد هاجر أذكي طفل سوداني خارق يبلغ معدل ذكائه المقاس 167 والمقدر 200 ويمثل السقف في حوالي 5 سنوات لدولة قطر والتي أظهرت نتائج دراسة حديثة ليس حصولها (قطر) على أعلى معدل ذكاء فحسب في العالم العربي وإنما أعلى معدلات زيادة في الذكاء القومي في العقد.

    دهشة وعجبا بأن الأجيال الجديدة من التلاميذ والطلاب والشباب في الأمة تتمتع بمعدل ذكاء أعلى 10,5 درجة من الأجيال السابقة والجيل 30 سنة. أي أن جيل بداية الألفية أذكى من جيل السبعينيات ويمكن القول بأن الأمة بخير لأنها سنة الحياة بأن يكون الجيل الحالي أذكى من السابق، والراهن أبدع من الماضي. وعادة ما يكون الوالد سعيدا عندما يكون ابنه أكثر ذكاءا منه، وبنفس القدر نأمل من المعلمين في الأمة أن يكونو سعداء كذلك في حالة تفوق طلابهم عليهم طبقا لمقولة "الحوار الغلب شيخو". ولكي نقرب نموذج زيادة معدل الذكاء القومي مثل زيادة نمو معدل السكان والتي تساوي حوالي 3,3% ، أو زيادة معدل الخصوبة في بعض المؤشرات بأنها 4,72%، أو زيادة معدل الطول القومي. إن زيادة معدل الذكاء القومي في الأمة بهذه النسبة العالية لأنها حوالي 2 في بريطانيا، و3 في أمريكا ومعظم دول أوربا، و7,7 في كوريا واليابان يبشر بمستقبل أفضل في حالة التخطيط الايجابي ونعني به بناء اتجاهات سلبية نحو عنصر الهدم والتدمير وعوضا عنه بناء اتجاهات ايجابية نحو عنصر البناء والتعمير في دماغ الأمة السودانية.

    وربما بالتعبير الفرويدي بأن تكون غريزة الموت أضعف من غريزة الحياة في دماغ الأمة. ولقد قامت مجموعة طائر السمبر البحثية ببناء بعض نظم الاثابة والمكافأة في باحثيها لذلك تفجرت قدراتها في توفير المؤشرات الاستراتيجية كما قامت المجموعة بتطبيق نماذج التدريب الصارمة في الدقة والسرعة في تدريب صغار علماء الغد في الحساب والرياضيات فكانت النتائج مثيرة للاعجاب. وهناك مشاريع بحثية أخرى في غاية الحساسية ولأسباب أمنية معروفة لا يمكن ذكرها في مثل هذه التقارير التي تكشف للعامة. إن الاتجاه السائد بين العلماء والمدربين بأن القدرات العقلية الفطرية والذكاء والقدرة على حل المشكلات ثابتة نسبيا ولا تستطيع عوامل البيئة تغيرها إلا في حدود ضيقة. ولكن أثبتت نتائج البحوث الرصينة التي قامت بها مجموعة طائر السمبر من خلال برنامج اليوسيماس والكورت والأوميقا-3 يمكن أن تؤثر في زيادة معدل الذكاء السيال والصلب. بوسعنا القول بأنه يمكن التخطيط المحكم والهندسة للبيئة بأن نعدل من توسعة مجال الذكاء السيال فضلا عن توسعة إدراك الأمة لكي تكون أكثر خيالا وابداعا وتخطيطا استراتيجيا.

    نتيجة للزيادة الكبيرة في معدلات الذكاء القومي يجب أن تعطى الأجيال الذكية الفرصة الكافية لتفجير قدراتها طوعا لا كرها حاليا وليس مستقبلا، وهناك حتمية للصراع بين الجيل الذكي والجيل الأقل ذكاء في مجايلة حامية ا########س وثورة ربيع عربي في رعاية ذوي القدرات العالية الذين يبلغ عددهم في مراحل التعليم الأساس ولثانوي أكثر من 170000 (أكثر من مائة وسبعين ألف) تلميذ وطالب. وربما يكون هناك تساؤل لماذا لا تتجمع معدلات القدرات العقلية العالية ومستويات الذكاء المرتفعة، والدرجات الرفيعة في القدرة على حل المشكلات في تحالفات يمكن أن تسمى ب "تحالف الأذكياء" الذين يستخدمون أدمغتهم الكبيرة أو وصلاتهم العصبية المعقدة، أو استخدامهم الأقل للطاقة، أو الذين لهم معدلات عالية من المادة الرمادية في أدمغتهم أو الذين يعملون بصورة أفضل من خلال نصف دماغهم الأيمن (مركز الخيال والابداع والتفكير الكلي والاستراتيجي) لأخذ حقوقهم كاملة لا منقوصة وفقا لأدمغتهم الكبيرة. وحسب هذا التحليل خوفا من الفرضية القائلة بأنه في حالة أي تجمع في الأمة تضيع معدلات الذكاء العالية بسبب قوة المعايير الاجتماعية عند البعض أو قوة الاذعان عند البعض الآخر. ولكن ننظر لنصف الكأس المليان ودعونا نفكر في هذا التحالف الجديد "تحالف الأذكياء" ولا يفهم عكسيا عند سييء الظن والطوية أنه تحالف ضد "الأغبياء".

    10% من الأدمغة النشطة بجامعة الخرطوم أعلى انتاجا من رصفائهم في العالم
    أظهرت نتائج أول دراسة سينتوميترية قامت بها مجموعة طائر السمبر كتجديد جديد في العلوم أدخلته المجموعة في السودان بأن مؤشر الانتاج العلمي للباحثين غزيزي الانتاج ذوي الأدمغة الفعالة بنسبة (10%) في جامعة الخرطوم أعرق جامعة في الأمة يساوي (43%) من الانتاج الكلي لأفراد العينة، ويبلغ عدد الأوراق العلمية المنشورة بواسطة هذه الأدمغة النشطة 1193 ورقة علمية منشورة في دوريات محكمة، وكان عدد التنويهات العلمية لهؤلاء الباحثين ذوي الأدمغة النشطة يساوي 6222 تنويها بينما كانت نسبة التنويهات للباحثين قويي الاستهلاك يساوي 79% من التأثيرات الكلية للباحثين بجامعة الخرطوم. ويبلغ متوسط الانتاج العلمي الرصين لهؤلاء الباحثين الثقاة حوالي 40 ورقة علمية بينما المتوسط العام للأستاذ الجامعي في حياته المهنية 9 أوراق وذلك بفارق 31 ورقة علمية بالكمال والتمام، ويبلغ عدد تنويهات ذوي الأدمغة النشطة من خلال اعترافهم العالمي 207 بينما متوسط التنويه العام 25 تنويها وذلك بفارق 182 تنويه. وليس بوسع المرء في هذه الحالة إلا أن يقول ما شا الله تبارك الله من الحسد والغيرة بين العلماء لأن هناك من يفرهد في البحث العلمي ومن لا يفرهد.

    ويبلغ متوسط ما ينتجه العالم حول العالم حوالي ورقة في العام. وبذلك يكون متوسط هذه الفئة من الباحثين ذوي الأدمغة النشطة من غزيري الانتاج وقوي التأثير أعلى من متوسط المعدل العالمي. أظهرت نتائج الدراسة السينتوميترية التي قامت بها مجموعة طائر السمبر بأن عشر الباحثين تصل مساهمتهم البحثية لحوالي نصف مجموع الانتاج العلمي ولكن درجة تأثيرهم مذهلة ومدهشة حوالي 4 أخماس درجة التأثير الكلية. ونكرر بأن معدل قوة 10% من الأدمغة النشطة بجامعة الخرطوم يساوي 80% بينما الأدمغة الخاملة يساوى 20% . وتعمل هذه الأدمغة في ظل ظروف غير مواتية للبحث العلمي لا تمويل يذكر، ولا معامل حديثة، ولا مواعين رصينة للنشر المحلي، مع كثرة المثبطات الثقافية ومشتتات الانتباه الاجتماعية من ثلاثية (دفنو، رفعو وعقدو، أو حندفن، نرفع ونعقد).

    إن البيئة التي يعمل بها الباحثين في الأمة يمكن أن يتم النظر لها من خلال المعادلة التالية (1+1=1)، وفي بيئات عربية أو في دول العالم الثاني (1+1=2)، وفي بيئات داعمة للبحث العلمي في الدول المتقدمة وبها تمويل سخي والعمل مع حملة جائزة نوبل (1+1=3). إن باحثي الأمة الذين يعملون في ظل ظروف فيها 1+1=1 يعيشون في ظل قدر عال من الصمود، فالتحية والتجلة والتقدير والعرفان والاحترام لهم. فيجب أن يتعلم الآخرين من ذوي الأدمغة الكسولة أو غير النشطة دروسا وعبرا في كيفية مواجهة ذوي الأدمغة النشطة للظروف غير المواتية وفي كيفية تخصيب خيالهم، وتعزيز ابداعهم، وتحسين تجديدهم، فضلا عن كيفية اثارة أدمغتهم بأن تظل متوهجة ومتقدة في ظل ظروف غير مواتية للبحث العلمي. لهذا السبب يمكن القول بأن الانتاج والتأثير العلمي بالنسبة للباحثين في الأمة غير موزع بصورة طبيعية بل شديد الانحراف أو الانحدار من ناحية الانتاج وحاد جدا في انحرافه وانحداره من حيث درجة التأثير. ونفس الأمر ينطبق بالنسبة لتوزيع الثروة والسلطة بل وتوزيع معدلات الذكاء في الأمة بأنها موزعة بصورة غير طبيعية وبكلمات ثانية غير عادلة وأن شئت غير متساوية.

    هناك فئة قليلة جدا تستحوذ على الثروة والسلطة بذات القدر هناك فئة قليلة تستحوذ على العالم العلمي ولذلك السبب فإن أثرياء الباحثين في الانتاج والتأثير العلمي يزادون ثراء في العلم وفقراء الباحثين في الانتاج والتأثير العلمي يزدادون فقرا وبؤسا في العلم. إن العبر والدروس التي يمكن تعلمها من هذه الأدمغة النشطة في أم جامعات الأمة أن يترك لها المجال واسعا في توفير التمويل السخي لتأسيس مراكز البحث والتطوير في مؤسساتنا الاقتصادية والهندسية والتكنولوجية والطبية والزاعية والبيطرية والسياسية والأمنية والعسكرية والشرطية وفوق كل ذلك المؤسسات التربوية وغيرها. إن الباحثين من ذوي الأدمغة الكبيرة في جامعة الخرطوم انتاجا وتأثيرا يمكن أن يصنعوا المستحيلات في تاريخ الأمة. فهل يا تري تتم الفائدة من هذه الأدمغة في البناء والتعمير أم تتبدد في الانهيار والتدمير تدميرا نحو الذات أو نحو الآخرين، هجرة داخلية وغربة عن الذات أم نزيف أدمغة خارجي لدول الخليج زرافات ووحدان وتقول الاحصائيات الهجرة أكثر من 500 أستاذ جامعي في عام 2011 لوحده، وزرافات ووحدانا إلى أمريكا وأوروبا لأن معدلات ذكائهم وانتائجهم أعلى من متوسط المعدلات العالمية.

    هل هناك أي قصة نجاح لأنشط دماغ علمي في الأمة؟
    أظهرت نتائج بحوث مجموعة طائر السمبر من خلال علم السينتوميتري الذي أدخلته لأول مرة في تاريخ الأمة بأن هناك دماغ (محيط رأسه 58سم) غزير الانتاج وقوي التأثير نشر حتى عام 2008 عددا من البحوث بلغت 230 ورقة علمية في دوريات عالمية واقليمية ومحلية خلال 45 عاما من العطاء المتواصل. وإذا نظرنا لانتاج هذا الدماغ النشط والمتوهج والمتقد من خلال العقود مثلا في الستينيات نشر 32 ورقة، والسبعينيات 28 ورقة، والثمانينيات 37 ورقة، والتسعينيات 83 ورقة، وفي بداية الألفية 50 ورقة بمتوسط انتاج سنوي بلغ 5 ورقة علمية (معدل الانتاج السنوي للباحثين في الجامعة نصف ورقة) لحوالي نصف قرن ومتوسط انتاج عقدي بلغ 50 ورقة (متوسط الانتاج العقدي للباحثين حوالي 3 أوراق). إنه مثال رائع بل مذهل ومدهش للمثابرة والعمل الدؤوب المستمر المتواصل ليس لسنوات بل لعقود ولنصف قرن. وبلغت درجة تأثير هذا الدماغ الاستثنائي من خلال الاعتراف العالمي في تنويه واقتباس بعض بحوثه (112 بحثا) والتي تم تنويهها واقتباسها 3113 مرة. ويبلغ متوسط تنويه الورقة الواحدة 13,5 من مجموع الأوراق ومتوسط التنويه للأوراق المنوهة 28 تنويها. وبلغ معدل التنويه السنوي 68 تنويها بينما معدل التنويه العقدي 680 تنويها.

    يبلغ مؤشر هـ بالنسبة للدماغ النشط حسب مؤشر قوقل اسكولار حوالي 30 نقطة (متوسط تنويه الباحثين في الجامعة يتراوح بين 1-12 نقطة) بينما بلغ تنويهه حسب مؤشر اسكوباس 23 ويرجع سبب الاختلاف بين مؤشري اسكوباس وجوجل اسكولار إلى نوعية مصادر التنويهات أو الاستشهادات. وقام العبقري هيرش بحساب مؤشر هـ بالنسبة للحاصلين على جائزة نوبل ووجد بأن 85% لهم مؤشرات لا تقل عن 30 نقطة. وبذلك تقع اسهامات بحوث دماغنا غزير الانتاج وقوي التأثير ضمن مؤشرات الحاصلين على جائزة نوبل منذ عام 2008. ولم تحسب عملية انتاج الباحث وتأثيره خلال الثلاثة سنوات الأخيرة والتي من المتوقع أن تصل إلى 250 بحثا مقابل 4000 اعتراف عالمي. ومن المعروف بأن لهذا الدماغ المتقد اسهامات مشهودة في علم الأمراض من بينها الكلزار، ومن المعروف بأنه عمل على إعادة تشكيل حقل علم الأمراض في الأمة من خلال بحوثه العلمية الرصينة خلال نصف قرن من الزمان فضلا عن ذلك قدم قيادة علمية متميزة لطلابه والباحثين في العالم. فالسؤال: لماذا لا تقوم المؤسسات العلمية البحثية في العالم العربي عموما والسودان خصوصا لترشيحه لنيل جائزة نوبل في الطب؟ أو تقوم بذلك على الأقل جامعة الخرطوم عموما أو كلية الطب خصوصا أو تلاميذه الذين أشرف عليهم وبالأخص حيرانه الذين تتلمذوا بين يديه في معهد الأمراض المتوطنة؟

    إن القصة التي تم سردها كقصة نجاح حقيقية في عالم الانتاج والتأثير العلمي هي قصة دماغ (العبقري) أحمد محمد الحسن والتي يجب أن تطبع طباعة زاهية وتدرس بل تقرر ضمن المنهج الدراسي للتلاميذ في مرحلة الأساس والطلاب في المرحلة الثانوية كما يجب أن تطبعها وزارة التعليم العالي وتوزعها على جميع مؤسسات التعليم العالي ولجميع الباحثين للاقتداء به، فالاقتداء بمن هو أذكى وأبدع وأمهر أفضل من الاقتداء بمن هم أقل ذكاءا وابداعا ومهارة والذين تسود بهم صفحات الكتب المدرسية. ويقول باحثنا العظيم في مقابلة شخصية "عملت لمدة 55 سنة كان فيها النجاح والاخفاق، ولكني لم أيأس على الاطلاق"، ويقول باحثنا "التقدم في السودان يعتمد على الكفاءات العلمية والتصدي للمشكلات بالوسائل العلمية ويحتاج لباحثين ملتزمين". شخصيا أنا فخور جدا بعالمنا الجليل ولي شوق لا أدرى كيف يمكن النظر إليه من خلال أخلاقيات العلم وهو عمل فحوصات وقراءات دقيقة عن طريق الرنين المغناطيسي لمعرفة كمية ونشاط دماغ هذا العالم الجليل في حالة انشغاله بالبحث العلمي، وعدد الخلايا وتعقيداتها، وحجم المادة الرمادية والبيضاء، ومعدل استهلاك الغذاء، وكيفية عمل نصف الدماغ الأيمن مركز الخيال والابداع وذلك لأخذ العبر والدروس منها للأدمغة القادمة ليس في البحث العلمي فحسب وإنما في مجال الخيال العلمي. إن سرد قصة هذا الدماغ المتوهج من المحتمل أن تلهب حماس التلاميذ والطلاب وتخصيب الخيال وتعزز الابداع في دماغ الأمة أجمع تماما كقصة الامام المهدي التي يجب أن تحكي وتدرس كقائد أجمعت عليه الأمة والخليفة عبد الله التعايشي كخليفة للمهدي والطيب صالح كروائي عالمي.

    كيفية بناء دماغ الأمة
    نحاول أن نختتم هذا البيان بأن دماغ الأمة في خطر من خلال تدني معدلات الأداء لقطاع كبير بالمعايير العالمية فضلا عن تدني معدلات أداء القدرات العقلية والقدرة على حل المشكلات بالنسبة لطلاب كليات التربية الذين يعلمون ويربون قادة الغد. وهناك بعض البرامج المفيدة حسب نتائج الدراسات السيكولوجية التي قامت بها مجموعة طائر السمبر وتبشر بها الأمة وأظهرت جدواها من خلال المؤشرات القوية أولآ تطبيق برنامج اليوسيماس للتلاميذ في مرحلة التعليم قبل المدرسة والأساس لأنه بمثابة "تنمية كلية للدماغ"، وثانيا تطبيق برنامج الكورت في المرحلة الثانوية لأنه "يوسع المدارك"، وثالثا تطبيق التسريع الدراسي قفزا للصفوف الدراسية لذوي القدرات العالية من الروضة حتى الدكتوارة والأستاذية لأنه "يفجر القدرات"، ورابعا: في جميع المراحل يجب استخدام السيكوميتري في عمليات الكشف والتشخيص والتصنيف في المراحل المبكرة حتى التخرج من الجامعة واستخدام السينتوميتري من مرحلة التخرج من الجامعة وحتى الأستاذية، وخامسا وفوق كل ذلك يحتاج دماغ الأمة لعملية تزييت بالحمض الدهني أوميقا-3 من فترة الحمل وحتى الشيخوخة.

    وسوف نفصل في بيانات لاحقة نبشر بها الأمة من خلال مؤشرات مشروع طائر السمبر وذلك بمثابة وعد مستقبلي لتفجير طاقات وقدرات الأمة خاصة في دماغها الأيمن مركز الخيال والابداع والتفكير الاستراتيجي. فلولا الخيال ما أمكن للمنجزات والنظريات والكشوف والاختراعات العلمية أن تظهر في وجود الانسانية لذلك السبب يجب أن نعزز خيال هؤلاء الأطفال ونفجر طاقاتهم في مرحلة باكرة من العمر. نحتاج تحت ظل هذه الظروف القاسية والحرجة التي تمر بها الأمة والتي أحدثت رهقا غير محدود للموارد والقدرات لتفجير الطاقات وليس الدانات والرصاصات، والتدريب على الأباكوس والكورت وليس الملتوف والكلاشنكوف. إن الملتوف والكلاشنكوف يقتل ويدمر ولكن القلم ومؤشرات البحث العلمي تغير وتعمر. دعونا نلتقي لتحسس المشاكل وتحليل الواقع الراهن للقدرات ووضع الحلول والاستراتيجيات دون تعصب واستفزاز من أجل دماغ الأمة ليس مستودع الذكاء فسحب وإنما مصدر الحكمة وضبط النفس وتلطيف الصبر في أحلك الظروف.



    2013/2/26 Bakri Abubakr
    Thanks
    Can you send the file as text/ms

    From: FreeProf Omernow
    Date: Tue, 26 Feb 2013 00:23:55 -0500
    To: Bakri Abubakr
    Subject: أطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة

    الاخ الكريم بكري ابو بكر

    إستمتعت كثيرا بالحديث الودود والترحاب الصادق للتعاون بخصوص
    الحملة الاعلامية التي نقودها هذه الايام من اجل إطلاق سراح الخال والصديق
    البروفسور عمر هرون الخليفة

    مرفق لك الروابط ادناه ونامل ان نتمكن معا من الاتي

    اولاً نشر تسجيل بصوت عمر عند اتصاله بقناة طيبة

    http://www.youtube.com/watch?v=1j8FcM0mxAY

    ثانياً نشر تقرير دماغ امة في خطر
    ثالثاً اضافة موقع الفيسبوك لموقعكم مع اي اقتراحات لزيادة الحركة

    التقرير وصلنا في ملف غريب وانا حاولت ان احوله لورد
    وطلع غير مرتب ولكن مرسل لك نسخة على بدف للقراءة
    واخرى ملف بدجز ، وان شاء الله تفتح معاك
    ونتمنى ان نسمع رايكم واقتراحاتكم للتطوير

    واخيرا لكم خالص الشكر والتقدير

    عادل
    ود الرهد




    http://www.youtube.com/channel/UCn3yCV61KnM9I...8qb9OQ?feature=watch

    www.freeprofomernow.com

    http://www.facebook.com/pages/Professor-Omar-...ليفة/272594819526637
                  

02-27-2013, 03:54 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: بكرى ابوبكر)

    اولاً نشر تسجيل بصوت عمر عند اتصاله بقناة طيبة


                  

02-27-2013, 03:56 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: بكرى ابوبكر)
                  

02-27-2013, 04:01 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: بكرى ابوبكر)

                  

02-27-2013, 07:08 AM

منتصرمحمد زكى
<aمنتصرمحمد زكى
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 4045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: بكرى ابوبكر)

    شكرا بكري
    شكرا عادل

    ليبقى عاليا ...
                  

02-27-2013, 08:09 AM

الطيب رحمه قريمان
<aالطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: منتصرمحمد زكى)
                  

02-27-2013, 08:20 AM

منتصرمحمد زكى
<aمنتصرمحمد زكى
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 4045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: الطيب رحمه قريمان)

    26-فبراير-2013:دماغ أمة في خطر
    تاملات
    جمال عنقرة

    ربط بعض القراء بين عدم صدور صحيفتنا (المشهد الآن) أمس الاثنين وبين المقال الذي نوهنا عنه (دماغ أمة في خطر) للبروفيسور عمر هارون، وقد تزيد شكوك الناس عندما لا يرون المقال أيضاً في عدد اليوم الثلاثاء، ولذلك أردت أن أوضح الحقائق كاملة حول هذا الموضوع حتى لا يحمِّل الناس الأحداث والأشياء أكثر مما تحتمل.
    فالجريدة لم تصدر يوم أمس بسبب فني محض، وليس له علاقة بأي أمر آخر، أما المقال الموضوع، وتأجيل نشر المقال لم يأتِ بأمر من جهة رسمية، لا أمنية ولا سياسية، وحتى الذين اتصلوا بي ينصحون بعدم النشر، فلم يحدثني أحد منهم بصفة رسمية، ولم يكن قولهم أمراً، وإن استبطن تحذيرات يمكن أن تدعو للتردد، ومع ذلك لم أرجئ النشر خوفاً من أية عواقب حكومية محتملة، ولكنني فعلت ذلك لمزيد من التشاور والتوضيح، وما أكتبه اليوم من مقال في هذه المساحة أستهدف به بعضاً من ذلك.

    فنحن أهل وأصدقاء البروفيسور عمر هارون نؤمن أن اختفاءه تم بمحض إرادته، ولم تجبره جهة على ذلك، وفي قناعتي الشخصية أن عمر بخير وفي مأمن كامل، سواء كان ذلك داخل السودان، أو خارجه، وإن كنت أرجح أن يكون موجوداً في مكان ما داخل هذه البلد.

    أما بالنسبة للموضوع مثار النقاش والذي كتب عنه في تلك الأوراق التي بحوزتي حول مشروعه الذي أسماه (طائر السمبر) والمشروع الآخر لمدارس الموهوبين، فإن الخلاف حوله خلاف مشروع، فالأفراد الذين اختلف معهم في هذا الأمر لا يمثلون أية جهة سياسية أو أمنية أو حكومية، فهم ــ مثله ــ أصحاب اجتهاد يقبل الخطأ والصواب، فلما وجدته في تلك الأوراق يرد على بعضهم في ما نشروه وكتبوه من انتقاد لمشروعه، وترويجاً لفكرتهم، رأيت أن نشر هذه الأوراق مهم جداً، على عكس ما يرى المحذرون الذين يعتقدون أن إشاراته وذكره لبعض الأسماء في هذه الأوراق يمكن أن يدعو الناس للربط بين اختفائه، وبين هؤلاء الذين ترد أسماؤهم في تلك المقالات، وأرى أن النشر له أكثر من فائدة، أولها أنه قد يقنع الأخ عمر هارون أنه لم يكن هناك داع لاختفائه لأن رأيه الذي كتبه، كان من الممكن أن يرى النور، ويستوعبه، ويتبادلون فيه الرأي، ويتداولون في شأنه الحجة بالحجة، وقد يعين ذلك على ظهوره، ومشاركته بنفسه في الحوار، بدلاً عن هذا الاختفاء غير المبرر، ثم أن الآخرين الذين يرون غير ما يرى البروف يمكنهم أيضاً الدفاع عن فكرتهم والترويج لمشروعهم، وهي مسائل ليس فيها قطع كامل، وتحتمل الرأي وتحتمل ضده أيضاً، وفي مثل هذه المسائل، فإن الحوار يفيد ولا يضر، ومفيد جداً أن نخرج الحكومة والحزب وأجهزتهما من خلافات واختلافات الأفراد الاجتهادية، ولا نضفي على الأشياء ما لا تستحقه.
                  

02-27-2013, 09:03 AM

الطيب رحمه قريمان
<aالطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: منتصرمحمد زكى)

                  

02-27-2013, 09:08 AM

الطيب رحمه قريمان
<aالطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: منتصرمحمد زكى)

    الاخ الفاضل منتصر

    لك التحية الطيبة و التقدير

    اعتقد ان ما اوردته من كلام الصحفى جمال عنقرة لا يتسق مع واقع الحال ... !!

    لم يكن اختفاء البروفسور عمر بحص ارادته و انما كانت عملية اختطاف

    و هذا امر لا يتخلف عليه شخصان بعد ان استبانت الحقيقة ... !!

    فجمال عنقرة يتبع للانقاذ و بالتالى لا يستطيع ان يقول او يكتب غير ما كتب ... !!


    Quote: فنحن أهل وأصدقاء البروفيسور عمر هارون نؤمن أن اختفاءه تم بمحض إرادته، ولم تجبره جهة على ذلك، وفي قناعتي الشخصية أن عمر بخير وفي مأمن كامل، سواء كان ذلك داخل السودان، أو خارجه، وإن كنت أرجح أن يكون موجوداً في مكان ما داخل هذه البلد.
                  

02-27-2013, 08:20 AM

البحيراوي
<aالبحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: الطيب رحمه قريمان)


    شكراً بكري

    شكراً منتصر

    شكراً الطيب رحمة


    فقد حلقتُم بالإنسانية عالياً ولأجل المبادئ التي لم تتجزأ لديكم ودعواتنا بأن يفك اسر الدكتور ويعيده سالمأً لكل من همه الأمر .


    بحيراوي
                  

02-27-2013, 09:19 AM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: البحيراوي)

    .
    .
    المتصل بقناة طيبة قال إنه(عمر موسى عجبنا)

    البروف رجل يتمتع بقدر كبير من الذكاء, و(عمر) هو إسمه..
    وأما (موسى عجبنا) وإن لم يكن مطابقاً إلا أن له دلالته!!!!!!

    إذا هددتك (عصابة) وقامت باختطافك وحدث لك مكروه فإنها إذا نقلتك
    إلى مستشفى ستكشف نفسها.... والمتكلم قال إنه نُقِل بإسعاف
    إلى مستشفى....الموضوع يحتاج لتحليل!!!!!!

    المتكلم يقول إنه يريد تلفون الدكتور الذي نظر حالته.. ولكن طبيب البرنامج
    لا يعرف من هو ذلك الدكتور؟؟ فهل أراد المتكلم إيصال رسالة ما؟؟

    قال المتكلم إن إختطافه تم في (17/9) وأن أجهزة الإعلام تناقلته...المتابع يعمل ربط!!

    مجردتحليل لا يقطع شك....ولكن.
                  

02-27-2013, 08:48 AM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: منتصرمحمد زكى)

    وهل هو حبيس لدي جهة أمنية يا باشمهندس؟؟؟

    يظهر انني غير متابع جيد
                  

02-27-2013, 09:59 AM

جعفر محي الدين
<aجعفر محي الدين
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 3649

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: nazar hussien)

    من المؤسف ألا يجد اختفاء بروفسور عمر هارون الاهتمام اللائق
    من الشعب السوداني بساسته ومثقفيه
    بالطبع الثقة مفقودة في أجهزة الحكومة
    ولا شيء مقنع في كل تحركاتهم
                  

02-27-2013, 12:06 PM

الطيب رحمه قريمان
<aالطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: جعفر محي الدين)

    شكرا الاستاذ جعفر محى الدين


    Quote: من المؤسف ألا يجد اختفاء بروفسور عمر هارون الاهتمام اللائق
    من الشعب السوداني بساسته ومثقفيه
    بالطبع الثقة مفقودة في أجهزة الحكومة
    ولا شيء مقنع في كل تحركاتهم




                  

02-28-2013, 04:29 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: الطيب رحمه قريمان)

    أطلقوا سراح البروفيسر عمر هارون الخليفه.
                  

02-28-2013, 05:12 AM

الطيب عثمان يوسف
<aالطيب عثمان يوسف
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 2653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: Tragie Mustafa)

    *** الإختفاء إن كان بغير إرادته أو بإرادته فهو اعتداء على دماغ الأمة .
                  

02-28-2013, 06:11 AM

أيمن الطيب
<aأيمن الطيب
تاريخ التسجيل: 09-19-2003
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: الطيب عثمان يوسف)

    Quote: أطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة
    هل المعلومات الوارده أعلاه مؤكدة!!!!!
    البروفيسور الآن فى حالة إختفاء قسرى
    أم بإرادته أم إعتقال أو إختطاف !!!

    ولماذا؟
                  

02-28-2013, 11:04 AM

منتصرمحمد زكى
<aمنتصرمحمد زكى
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 4045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: أيمن الطيب)

    رسالة عادل ودالرهد:



    شكرا لجميع المتداخلين ومن اتصل وسأل وكتب حرفا اورفع اياديه بالدعاء



    والله ان كلماتك الصادقة وأسئلتكم المتلهفة ودعواتكم لعودته سالما لاهله



    لها وقع كبير وصدى عميق في نفوسنا جميعا ، فرد الله غربته ، وحفظكم

    جميعا من شر حاسد اذا حسد



    عادل ود الرهد


    ـــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ




    الاخ بكري




    لك خالص الشكرك والتقدير


    لاهتمامك وجهودك

    ولكل الاخوة الذين بادروا بطرح

    مبادراتهم وسؤالهم ودعائهم وتعليقاتهم




    واخص بالشكر الاخوة منتصر زكي ، قريمان ، نزار حسين ولا انسى البحيراوي وآخرين
    لا تحضرني أسماؤهم الآن




    حيث سعى الجميع وبصدق لفك لغز اختفاء

    البروفسور عمر هرون الخليفة




    ولربما يكمن حل اللغز في عنصرين

    قراءة التقرير بتمعن لمعرفة من المستفيد، وتحليل

    التغطية الاعلامية والتصريحات

    المتضاربة والتى ختمت بالشمع الاحمر


    بعد عشرين يوما عندما حملت عناوين الصحف تصريحا


    لمسؤول إعلامي كبير جاء كما يلي:




    الشرطة بذلت كل الجهود المقدرة ولم تعثر عليه

    في كل الخلاوى ،




    واليوم نعرف لماذا اعتقل ومن

    يقف وراء ذلك ، اما اين هو ومتى سيعود لاسرته

    وطلابه واصدقائه فهذا مانسعى اليه باذلين كل

    غال ورخيص ، فعمر سخر حياته من اجل العلم

    ليبنى وطنه .




    وسنعلق على الاخبار وتصاعد الحملة الاعلامية

    وخمودها واندثارها في مقال آخر قريبا




    مرة اخرى ، لك خالص الشكر




    عادل ود الرهد
                  

02-28-2013, 11:27 AM

منتصرمحمد زكى
<aمنتصرمحمد زكى
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 4045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: منتصرمحمد زكى)

    الاخ منتصر




    توضيح لمحمد مكي:


    نعم كل كلمة كتبها عمر لها دلالتها وعليه ان يستمع للتسجيل بصوت عمر مرة

    اخرى ليلاحظ الوقفة عندما سأله مقدم البرنامج او الطبيب متى حدث ذلك

    صمت عمر لثواني وكانت هناك اصوات في الخلفية ثم قال17 -9

    عندما يحلم شخص ما بحلم ، ويحدث به من حوله فتلك رسالة تؤكد ان المتحدث

    هو عمر هرون الخليفة ،





    عادل ودالرهد








    -----
    .

    (عدل بواسطة منتصرمحمد زكى on 02-28-2013, 11:31 AM)

                  

02-28-2013, 07:30 PM

منتصرمحمد زكى
<aمنتصرمحمد زكى
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 4045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: منتصرمحمد زكى)

    الأخ قريمان
    لك التحية والتقدير

    اعتقد ان ما اوردته من كلام الصحفى جمال عنقرة لا يتسق مع واقع الحال ... !!

    لم يكن اختفاء البروفسور عمر بحص ارادته و انما كانت عملية اختطاف


    درجت على جلب كل ما يتعلق بقضية البروف إلى هنا
    تحدث عنقرة بصيغة الجمع (نحن) فيه تجاوز لآخرين قد
    لايؤيدونه فيما قال .. أما قناعته الشخصية بأن البروف
    بخير سوى داخل البلاد أو خارجها فذلك عين ما نتمناه ...
                  

02-28-2013, 08:46 PM

salwa elsaeed
<asalwa elsaeed
تاريخ التسجيل: 05-06-2004
مجموع المشاركات: 330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: منتصرمحمد زكى)

    أطلقوا سراح البروفسور عمر هارون الخليفة. كامل تضامننا معه.
                  

02-28-2013, 11:54 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: salwa elsaeed)

    الحصل شنو؟!!!
    بالله كلمونا عديل كدا وقلوبنا مع اسرته
                  

03-02-2013, 11:13 AM

منتصرمحمد زكى
<aمنتصرمحمد زكى
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 4045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: د.نجاة محمود)


    كلمة رئيس شبكة العلوم النفسية العربية:
    المجلة العربية للعلوم النفسية
    ملحق العدد 36 المجلـد الثامن - خريــــف 2012

    ونحن ندخل الشهر السادس على "الاختفاء اللغز" للأستاذ الفاضل وعالم النفس القدير د. عمر هارون الخليفة (17سبتمبر 2012 )، نبقى في "شبكة العلوم النفسية العربية" على حالة من التوجس والقلق، لغياب أي مؤشر يطمئننا على مصيره أو يبشرنا بفك هذا اللغز المحير، فالمكانة العلمية للاستاذ الخليفة تتجاوز كونه شخصية علمية سودانية مميزة أو شحصية علمية عربية بارزة، إلى كونه شخصية علمية عالمية ان لم يعد من أبرز علماء النفس المعاصرين.

    ان متابعتنا واهتمامنا بموضوع اختفاء البروفيسور الخليفة، تمليه علينا علينا آداب الزمالة و المهنة أولا، كما تحتمه علينا أخلاقيات العمل العلمي المشترك مع عضو يُعد من أبرز اعضاء "الهيئة العلمية الاستشارية لشبكة العلوم النفسية العربية"، وان كنا على يقين في الجهود التي تبذلها السلطات الامنية السودانية لتفكيك في هذا اللغز، الا اننا نبقى في حاجة الى معرفة الحقيقة وما خلصت اليه الابحاث حول ملابسات "اختفاء مريب" لشخصية عالمية بحجم البروفيسور الخليفة.

    إننا في "شبكة العلوم النفسية العربية"، ادراكا منا لمكانة البروفيسور الخليفة العلمية العالمية و تقديرا لما قدمه من اعمال جليلة وفضله على توطين علم النفس بالبلاد العربية(انظر الملف )، ووفاء لزميل فاضل و استاذ عزيز، نناشد السلط الامنية العليا في السودان أن تولي هذا الموضوع ما يستحقه من الاهتمام الكبير الى أن تكشف الحقيقة كاملة، وسنبقى في الشبكة متابعين لمستجدات تفكيك سر اختفاء شخصية، هي ليست فخرا لوطنها فحسب، بل للعرب جميعا و للانسانية قاطبة و للعلوم النفسية.
    نسأل الله العلي القدير أن يرفع عن البروفسور الخليفة هذا البلاء العظيم و ان يخرجه سالما من هذا الامتحان الكبير و أن يعيده سليما معافى... و ما ذلك على الله بعزيز.

    د. جمال التركي
    رئيس شبكة العلوم النفسية العربية
                  

03-03-2013, 07:10 AM

الطيب رحمه قريمان
<aالطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: منتصرمحمد زكى)
                  

03-04-2013, 03:24 PM

الطيب رحمه قريمان
<aالطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: الطيب رحمه قريمان)

    الى حين عودة
                  

03-08-2013, 03:34 PM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: الطيب رحمه قريمان)

    ؟
    ؟
    ................................ وراء الحقيــقة ؟؟؟؟؟



    عادل الأمير تحياتي..... نتابع ؟
                  

03-08-2013, 03:36 PM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: محمد فضل الله المكى)

    Quote: and#191;.
    المتصل بقناة طيبة قال إنه(عمر موسى عجبنا)

    البروف رجل يتمتع بقدر كبير من الذكاء, و(عمر) هو إسمه..
    وأما (موسى عجبنا) وإن لم يكن مطابقاً إلا أن له دلالته!!!!!!

    إذا هددتك (عصابة) وقامت باختطافك وحدث لك مكروه فإنها إذا نقلتك
    إلى مستشفى ستكشف نفسها.... والمتكلم قال إنه نُقِل بإسعاف
    إلى مستشفى....الموضوع يحتاج لتحليل!!!!!!

    المتكلم يقول إنه يريد تلفون الدكتور الذي نظر حالته.. ولكن طبيب البرنامج
    لا يعرف من هو ذلك الدكتور؟؟ فهل أراد المتكلم إيصال رسالة ما؟؟

    قال المتكلم إن إختطافه تم في (17/9) وأن أجهزة الإعلام تناقلته...المتابع يعمل ربط!!

    مجردتحليل لا يقطع شك....ولكن.
                  

03-16-2013, 07:21 AM

الطيب رحمه قريمان
<aالطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: محمد فضل الله المكى)

    الشكر لكل من الدكتور محمد الطالب و لاخت مها البشير

    "مشاركات من خلال الفيس بوك "


    Maha Elbashir
    حفظ الله تعالى عقلك وروحك وبدنك أخى وردك الينا ولاأسرتك وللجميع سالما

    معافيا فنحن نستمر دوما فى الدعاء ونستودعك الله تعالى اينما كنت
                  

03-20-2013, 03:25 PM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: الطيب رحمه قريمان)

    >
    >
    >
    >
    >
    .............. .... دمــاغ أُمــَّة في خطــر ؟؟؟؟؟
                  

03-20-2013, 03:36 PM

منتصرمحمد زكى
<aمنتصرمحمد زكى
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 4045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Free Prof. Omer Harounأطلقوا سراح البروفسور عمر هرون الخليفة (Re: محمد فضل الله المكى)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de