|
رحبوا معي بالاديب والقاص محمد سليمان الفكي
|
الاحباب الكرام انضمى إلى ركب سودانيزاونلاين
الاديب والقاص محمد سليمان الفكي
الذي نتمنى ان لايبخل علينا بالدرر النفائس
من كتاباته الجميلة ... وهو الحائز على عدة
جوائز داخلية وخارجية مشرفاً السودان....
فرحبوا به معي ونحن ننتظر منه الكثير
حللت أهلاً ونزلت سهلاً يا أبوباسل ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالاديب والقاص محمد سليمان الفكي (Re: الشيخ إبراهيم الشيخ)
|
الصديق والاخ محمد سليمان
حائز اثناء فترة دراسته بكلية الآداب بجامعة الخرطوم
على عدة جوائز عن قصصه القصيرة التي نشرت عبر دار
جامعة الخرطوم للنشر بعد ان حازت على المرتبة الاولى
في المسابقات الطلابية في تلك الفترة ... مثل (الوداعات السبعة)
وغيرها من القصص التي نشرت عبر دور النشر المختلفة.
فمرحباً به بيننا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالاديب والقاص محمد سليمان الفكي (Re: الشيخ إبراهيم الشيخ)
|
لكم جميعا حتى تتسهل طلة ابو باسل
وفاة موظف
ذات مساء رائع كان ايفان ديمتريفيتش تشرفياكوف ، الموظف الذي لا يقل روعة، جالساً في الصف الثاني من مقاعد الصالة ، يتطلع في المنظار إلي ( أجراس كورنيفيل ). وراح يتطلع وهو يشعر بنفسه في قمة المتعة ، وفجأة... وكثيرا ما تقابلنا (وفجأة) هذه في القصص. والكُتّاب علي حق ، فما أحفل الحياة بالمفاجآت ! وفجأة تقلص وجهه ، وزاغ بصره ، واحتبست أنفاسه... وحول عينيه عن المنظار وانحني و... آتششش!!! عطس كما ترون ، والعطس ليس محظورا علي أحد في أي مكان ، اذ يعطس الفلاحون ، ورجال الشرطة ، بل وحتي أحيانا المستشارون السريون . الجميع يعطس ، ولم يشعر تشرفياكوف بأي حرج ، ومسح أنفه بمنديله ، وكشخص مهذب نظر حوله ليري ما إذا كان قد ازعج أحدا بعطسه ، وعلي الفور أحس بالحرج . فقد رأي العجوز الجالس أمامه في الصف الأول يمسح صلعته ورقبته بقفازه بعناية ويدمدم بشيء ما . وعرف تشرفياكوف في شخص العجوز الجنرال بريزجالوف الذي يعمل في مصلحة السكك الحديدية . وقال تشرفياكوف لنفسه : - لقد بللته... انه ليس رئيسي ، بل غريب ، ومع ذلك فشيء محرج ينبغي أن اعتذر . وتنحنح تشرفياكوف ومال بجسده إلي الامام وهمس في اذن الجنرال : * - عفوا يا صاحب السعادة ، لقد بللتكم.. لم أقصد . * - لا شيء ، لا شيء . * - أستحلفكم بالله العفو . انني.... لم أكن اريد ! * - أووه، اسكت من فضلك ! دعني أصغي ! وأحْرَج تشرفياكوف فابتسم ببلاهة ، وراح ينظر إلي المسرح . كان ينظر ولكنه لم يعد يحس بالمتعة ، لقد بدأ القلق يعذبه ، وأثناء الاستراحة اقترب من بريزجالوف وتمشي قليلا بجواره ، وبعد أن تغلب علي وجله دمدم : *- لقد بللتكم يا صاحب السعادة.. اعذروني.. انني لم أكن اقصد أن... فقال الجنرال: * - أوووه كفاااك ! أنا قد نسيت وأنت مازلت تتحدث عن نفس الامر ! . وحرّك شفته السفلي بنفاد صبر . وقال تشرفياكوف لنفسه وهو يتطلع إلي الجنرال بشك : ( يقول نسيت بينما الخبث يطل من عينيه... ولا يريد أن يتحدث... ينبغي أن أوضح له انني لم أكن أرغب علي الاطلاق... وأن هذا قانون الطبيعة ، وإلاّ ظن أنني أردت أن أبصق عليه ، فإذا لم يظن الآن فسيظن فيما بعد ! ) . وعندما عاد تشرفياكوف الي المنزل روي لزوجته ما بدر عنه من سوء تصرف . وخُيِّل إليه أن زوجته نظرت الي الأمر باستخفاف ، فقد جزعت فقط ، ولكنها اطمأنت عندما علمت أن بريزجالوف ( غريب ) . *- ومع ذلك اذهب اليه واعتذر... وإلاّ ظن أنك لا تعرف كيف تتصرف في المجتمعات ! . *- تلك هي المسألة ! لقد اعتذرت له ، ولكنه... كان غريبا... لم يقل كلمة مفهومة واحدة... ثم انه لم يكن هناك متسعا للحديث . وفي اليوم التالي ارتدي تشرفياكوف حُلّة جديدة ، وقص شعره ، وذهب الي بريزجالوف لتوضيح الامر... وعندما دخل غرفة استقبال الجنرال رأي هناك كثيراً من الزوار ورأي بينهم الجنرال نفسه الذي بدأ يستقبل الزوار ، وبعد أن سأل عدة أشخاص رفع عينيه الي تشرفياكوف . فراح الموظف يشرح له : * - بالامس في ( اركاديا ) لو تذكرون يا صاحب السعادة عطست و... بلّلتكم من غير قصد.. اعذر.. *- يا للتفاهات.. الله يعلم ما هذا ! . * وتوجه الجنرال الي الزائر التالي * : - ماذا تريد ؟ . وفكر تشرفياكوف ووجهه يشحب: ( لا يريد أن يتحدث ... اذن فهو غاضب.. كلاّ ، لا يُمكن أن ادع الامر هكذا.. سوف اشرح له...) . وبعد أن أنهي الجنرال حديثه مع آخر زائر واتجه الي الغرفة الداخلية ، خطا تشرفياكوف خلفه ودمدم : *- يا صاحب السعادة ! إذا كنت أتجاسر علي ازعاج سعادتكم فإنما من واقع الاحساس بالندم !. لم أكن أقصد ، كما تعلمون سعادتكم ! . فقال الجنرال وهو يختفي خلف الباب : *- انك تسخر يا سيدي الكريم ! . وفكر تشرفياكوف : ( أية سُخرية يمكن أن تكون ؟ ... لييس هنا أية سخرية علي الاطلاق ! جنرال ومع ذلك لا يستطيع أن يفهم ! ... إذا كان الامر كذلك فلن اعتذر بعد لهذا المتغطرس. ليذهب الي الشيطان ! ...سأكتب له رسالة ، ولكن لن آتي اليه... أقسم لن أتي ) ! . هكذا فكر تشرفياكوف وهو عائد الي المنزل . ولكنه لم يكتب للجنرال رسالة . فقد فكر وفكر ولم يستطع أن يدبّج الرسالة . واضطر في اليوم التالي الي الذهاب بنفسه لشرح الامر . ودمدم عندما رفع اليه الجنرال عينين متسائلتين : *- جئت بالأمس فأزعجتكم يا صاحب السعادة ، لا لكي أسخر منكم كما تفضلتم سعادتكم فقلتم. بل كنت اعتذر لاني عطست فبللتكم... ولكنه لم يدر بخاطري أبدا أن أسخر وهل أجسر علي السخرية ؟ فلو رحنا نسخر ، فلن يكون هناك احترام للشخصيات اذن.. وفجأة زار الجنرال وقد ارتعد وأرعد : *- أخرج من هنااا !! . فسأل تشرفياكوف هامسا وهو يذوب رعبا : *- ماذا ؟ . فردد الجنرال ودق بقدمه : *- أخرج من هنااا !! . وتمزّق شيءٌ ما في بطن تشرفياكوف . وتراجع الي الباب وهو لا يري ولا يسمع شيئا ، وخرج الي الشارع وهو يجرجر ساقيه.. وعندما وصل آليا الي المنزل استلقي علي الكنبة دون أن يخلع حُلته... ومات
تشيخوف
| |
|
|
|
|
|
|
|