|
Re: اختى الكريمة .. الان والان فقط يمكنك الزواج من اربعة ! توجد بروفة (Re: احمد سيد احمد)
|
اما بخصوص الــDNA فمرة لقيت المقال دا ويمكن بعيد عن سياق البوست شويه بس برضو مفيد
في قاعة المحكمة: اللعان, أم الحمض النووي..؟ د.يوسف بن أحمد القاسم تناقلت بعض الجرائد والمواقع الإلكترونية قبل أيام نبأ واقعة لعان في المملكة بين زوج وامرأته؛ من أجل نفي نسب ابنتها منه, ولأن عديد من قراء الخبر استنكروا هذا الإجراء..., فقد رأيت أن أسلط الضوء على بعض الأحكام والمقاصد الشرعية المرتبطة بهذه القضية, ولاسيما أن هذا الموضوع له حساسية مفرطة, ويمكن أن يوظَّف خطأ بشكلٍ أو بآخر, لذا أحب أن أنبه إلى النقاط الآتية:
1- أن الشريعة الإسلامية المطهرة قد أعطت أهمية كبرى للضرورات الخمس, وهي ضرورة المحافظة على: الدين, النفس, العقل, النسل, والمال. والمحافظة عليها تكون من حيث الوجود والعدم؛ وجوداً بما يقيم أركانها, ويثبت قواعدها, وعدماً بما يدرأ عنها الاختلال الواقع أو المتوقع فيها؛ فحفظ الدين بالمحافظة على أصول العبادات, وحفظ النفس بتناول المأكولات والمشروبات والملبوسات والمسكونات, وعدم تعريضها للآفات, وحفظ العقل بتحصيل العلوم, وحمايته من المخدرات وأنواع المسكرات, وحفظ النسل بالنكاح, والبعد عن الزنا والفواحش والمنكرات, وحفظ المال بطلب الرزق الحلال, وتشريع سائر أنواع المعاملات.. إلخ. ومن هنا فالشارع الحكيم قد شرع النكاح؛ ليكون سبباً في تحصيل الولد, وبوابة شرعية لإثبات النسب.
2- أن الله عز وجل شرع اللعان؛ حمايةً للزوج من حد القذف حين يتهم زوجته بالزنا, وحمايةً للزوجة من حد الزنا, وحمايةً لها من تساهل الزوج في قذفها دون بينة, ولهذا نجد اللعان من القضايا النادرة في المحاكم؛ لأنه يشتمل على أيمان مغلظة, وتختم أيمان الزوج في الخامسة بلعنة الله عليه إن كان كاذباً, وتختم أيمان الزوجة بالغضب من الله عليها إن كانت كاذبة, ولهذا يتراجع الكثير من الأزواج عن الإقدام عن هذه الخطوة؛ خوفاً من عقاب الله تعالى, وهو كما ترى أسلوب تربوي عظيم, يمنع الزوج من التساهل في قذف زوجته, دون بينة.
3- أن الشارع الحكيم قد قنَّن اللعان كطريقٍ وحيد لنفي ولد الزنا, وذلك لئلا يتساهل الناس في نفي الولد, فلم يجعل الشارع نفي الولد بشهادة الشهود, ولا بإقرار الزوجة, ولا بغير ذلك من وسائل الإثبات؛ محافظة على الأسرة, وعلى الأنساب من الضياع, ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الولد للفراش) لئلا يطعن الناس في أنسابهم, ولتبقى بنوة الأولاد لآبائهم سالمة مما يكدرها, إلا في أضيق الحدود, وذلك عبر اللعان فقط.
4- أنه لو فسح المجال أمام الآباء لينفوا الأولاد الذين ولدوا على فراشهم عبر الوسائل الأخرى, كنفيهم عبر بصمة الحمض النووي DNA لرأينا الناس طوابير على أبواب الأدلة الجنائية؛ لإمكان الحصول عليه, دون ما يلهب المشاعر بالخوف من عقاب الله تعالى, أما الأيمان المغلظة, والدعاء على النفس بلعنة الله أو غضبه, فهو من أشد ما يمنع الزوج المسلم من الإقدام على النفي, إلا بعد تأكد وتحقق. ولهذا نجد القاضي يوظف بصمة الحمض النووي في إثبات الأبوة, وفي إثبات النسب, فيما إذا اختلط المواليد في المستشفى, أو فيما إذا وقعت كوارث, أو زحام في الحج فاختلط المواليد, ولا يوجد من الصور والأوراق الثبوتية ما يثبت نسب هؤلاء الأطفال, ففي هذه الحالة وأشباهها يأخذ القاضي ببصمة الحمض النووي, وبغيرها من وسائل الإثبات؛ لأننا هنا في حالة إثبات أبوة ونسب, والشارع الحكيم يتشوف إلى الإثبات, أما في حالة نفي النسب فالشارع يحتاط لذلك أشد الاحتياط, ولهذا لم يجعل هناك وسيلة أخرى لنفي النسب في حالة وجود الفراش "أي النكاح" إلا من خلال اللعان, ومن هنا تظهر عظمة مقصد الشارع, وجهل كثيرين ممن ينادون بإجراء بصمة الحمض النووي كوسيلة للنفي, دون إدراك لأبعاد ذلك تربوياً, ومجتمعياً, وأسريا. ومَن أراد أن يعرف أضرار ذلك, فليقم بزيارة سريعة إلى دور اللقطاء؛ ليعرف حجم المشكلة.
5- أما بالنسبة للقاضي, فإنه ينبغي إذا قدم عليه الزوج طالباً نفي الولد عبر اللعان, ينبغي عليه أن يخوفه بالله تعالى, ويبين له عظيم عقوبة الله تعالى له إن كان كاذباً, فإن أصرّ على اللعان, عرض عليه الفحص بالحمض النووي, كما حصل مرة في المحكمة العامة في الرياض, حيث عرض أحد القضاة على الزوج الفحص عبر الحمض النووي, وفعلاً حصل الفحص, وثبتت إيجابيته, وأن الولد ولده, فتراجع الزوج عن اللعان, وهنا أمكن القاضي بذكائه توظيف بصمة الحمض النووي كقرينة إثبات للأب, مما أقنعه على التراجع عن اللعان, وبالتالي أصبحت البصمة هنا وسيلة إثبات, لا نفي.
6- جاء في الخبر المشار إليه أعلاه: أن البنت المنفية باللعان, قد حرمت من مواصلة الدراسة؛ لعدم حيازتها مستند رسمي يثبت اسمها...! وهذا مما يطول منه العجب! إذ كيف تقضي هذه الإجراءات الروتينية المزعجة على أمل هذه الطفلة في مواصلة دراستها! وكيف تسمح الموظفة الإدارية لنفسها أن تكون حجر عثرة أمام تطلعات هذه الطفلة المسكينة وطموحاتها؟! وماذا لو كانت هذه الطفلة بنتاً لها أو أختا؟ هل ترضى لها أن تحطم نفسيتها بمثل هذه الترهات؟ حقا.., ما أبشع المشاعر الجافة حين لا تلين مع نعومة الطفولة البريئة الوادعة!
|
|
|
|
|
|