موضوع العنصرية بالبورد . لماذا أتصدى لها ؟

Quote: الأخت سهام عبد الجليل. أنا هنا لا أناقش العنصرية كمجرد فكرة أو داء عالمي. أنا أتحدث عنها كواقع حدث ومازال يحدث في السودان، وما يحدث في البورد لهو أنعكاس طبيعي لذلك. نعم أناقش العنصرية في السودان الشمالي لأن ذلك هو منبعها. وساسة الشمال هم الذين حكموالبلاد منذ الأستعمار وهم الذين كرسو لمثل هذه الدولة العنصرية. يعني الأمر ليس هو فقط حكم الكيزان، لأن هولاء الكيزان، ليس كما تسأل الأديب الراحل الطيب صالح وقال"من أين أتو هولاء؟" أنهم أتو من صلب الشعب السوداني. ولقد كان الأخوان المسلمين يبشرون ببرنامجهم العنصري الفاشستي قبل أن يستولون على الحكومة بالقوة، وكانت بقية القوى السياسية تتفرج عليهم. خصوصا الحزبين الكبرين، الأتحادي والأمة. أني ليست بباحث أجتماعي، والحديث عن العنصرية ورفضها يجب أن يكون مسئولية الجميع لأن العنصرية تسببت في مقتل الملايين وتشريد ملايين أخرى. كما قلت من قبل. أنا لا تهمني كثيرا العنصرية الأجتماعية أو القبلية، ولكن تهمني عنصرية و موقف الدولة كسلطة من واجبها أن تعمل على تأسيس نظام حكم يحمي الجميع بغض النظر عن أعراقهم أو دياناتهم أو الجهة التي ينحدرون منها، وذلك غير موجود في السودان منذ الأستقلال حتى هذه اللحظة. أما جهودي "الفذة" فهي تحتم علي أيضا أن أرفض جميع أشكال العنصرية التي تمارس في هذا المنبر بواسطة بعض الأعضاء ومع صمت معظم الأعضاء، وهذا الصمت أو التعاطف مع العنصرين وكتاباتهم أنا أسميه فضيحة كبرى، تكشف لنا أن الدمار والخراب الذي حدث في السودان بسبب العنصرية لم يأتي من فراغ. بل حدث بعد أن صمتت الأغلبية على ذلك. الحلول التي أراها أنا مناسبة في هذا المنبر هي حث العنصريين على الإعتذار عن ما يكتبونه من عنصرية وفي حالة عدم الإعتذار يجب طردهم فورا من هذا الموقع، وليس توقيفهم لفترة معينة، ثم يرجعون لكتاباتهم العنصرية مرة أخرى. عنصرية السويدين، كما قلت لك مقدور عليها كحالة أجتماعية، لأن دولة مثل السويد بها قوانين تردع العنصرية. فمثلا ، وكما تفضلتي أنت وزكرت. أن العنصريين هم الذين يرحلون من الحي وليس العكس. وفي هذه الحالة هم أحرار في ذلك ولا يوجد قانون يمنعهم، وفي نفس الوقت لا يملكون سلطة لطرد مواطن من الحي بسبب عنصري. ولكن هولاء العنصريين، ياترى كم مرة سوف يتنقلون من حي الى أخر! حديثك عن عنصرية الدينكا كقبيلة مقدور عليها، والأن طريقة نوع الحكم في دولة الجنوب الوليد تمنع الهينمة القبلية الكاملة، رغم ذلك مازال المشوار طويل بالنسبة لدولة الجنوب. السفير موزس أكول أنا أعتبره بمثابة أخي الأكبر لأنني أعرفه منذ زمن بعيد ولقد تلقى تدريبه الأولي بعد تخرجه من الجامعة على أيادي والدي رحمة الله عليه. ولقد عملت مع الأخ موزس وأخرين في واشنطن في أحرج أوقات المعارضة، فترة التسعينيات حيث كانت الحرب الجهادية مشتعلة في الجنوب. وبمجهودات بعض السودانيين مثل الأخ موزس أكول أقتنعت أمريكا بأتخاذ مواقف وقرارات حازمة تجاه نظام الخرطوم المجرم. تحية الى أخي وصديقي السفير موزس أكول حيثما حل. وتأكدي، لن يختلف معي الأخ موزس أكول في أي كلمة كتبتها هنا في هذا البوست. نعم كان يجب أن ينظر السودانين الى الأشياء التي تجمعنا وليس لتلك الأشياء التي تفرقنا، ولكن لرعونة الحكومات السودانية المتعاقبة كل ذلك لم يحدث. وها هي النتيجة ماثلة أمامنا، ويبدو أن السودان القديم قد يشهد تفكك قادم ما لم يتغير النظام في الخرطوم والأهم من تغير النظام هو تغير العقلية التي تتحكم في أمور البلاد منذ الأستقلال. العنصرية لو موجودة في العالم فذلك لا يعني بأننا يجب أن لا نحاربها، خصوصا إذا كانت هذه العنصرية مصحوبة بنظام فاشي مجرم مثل نظام حكومة الخرطوم تسبب في مقتل ملايين السودانيين وتشريد وتعذيب ملايين أخر. التفسير الوحيد لذلك هو العنصرية فقط ولا غير. الدافع الذي جعل الحكومات السودانية المتعاقبة بأن تبطش بأهل الهامش بمثل هذه البشاعة هي العنصرية. أنظري مثلا إذا تم القبض على معارض من الهامش أو معارض شمالي من المركز فهل ستكون المعاملة في التعذيب والأعتقال واحدة؟ أكيد لا وهنالك عدة قصص ودلائل لذلك. تاريخ السودان في هذا المجال يا أستاذة سهام مخزي جدا وهو عار سوف يلصق بالسودان الى الأبد. الفتنة الحقيقية هو الصمت على مثل هذه المماراسات العنصرية خصوصا في هذا المنبر، محاربتي للعنصريين وللعنصرية بهذا البورد لن تتوقف أبدا طالما توجد هنا بعض الأقلام العنصرية، ولن أتردد أبدا بفتح بوستات تفضحهم وتعريهم تماما، حتى ينظف هذا المكان منهم .