رغم انف الرقابة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 03:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-27-2013, 11:54 AM

ود الخليفه
<aود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رغم انف الرقابة

    حتى اليوم 27 يناير لم تصل مجلتي المفضلة الدوحة للمكتبات

    فقاومت نفسي لاطلع عليها الكترونيا عسى ان اعرف سبب المنع والتاخير

    فما خاب ظني

    مقال كبير تتصدرة صورة عبد العزيز بركة ساكن



    بعنوان

    الرقابة السُّودانية.. عشوائية المنع وإطلاق السَّراح

    هذه المرة كسابقاتها اتوقع ان تصل المجلة للتوزيع منزوعة المقال

    وهو طعن مباشر في فيل الرقابة وادواتها مع ذكر سوابق ووقائع

    وما صورة ساكن الا تذكرة لما حدث في معرض الخرطوم السابق للكتاب

    كما في الشهر السابق حيث كتبت

    هل ستحجب الرقابة موقع مجلة الدوحة الالكتروني؟

    نعيد شكرنا لادارة المجلة التي وفرت للقراء نافذة لاجترار ماسينا

    ( اعتذر للدكتور بشرى الفاضل ومولانا زمراوي على تاخير الرد بسبب الارشفه في البوست اعلاه )
                  

01-27-2013, 11:58 AM

ود الخليفه
<aود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الرقابة (Re: ود الخليفه)

    الخرطوم - رانيا مأمون


    درجت الرقابة السودانية على المنع والمصادرة، سواء منع الكتب أو الصحف اليومية وتعليق إصدارها، وحجب المواقع الالكترونية، ومنع التجمعات التنويرية والفكرية وآخرها رفض جهاز الأمن بولاية الجزيرة استخراج تسريح لمنتدى (حوار حول الدستور القادم) الذي دعا له ونظمه مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنموية بالتعاون مع رابطة الجزيرة للآداب والفنون بودمدني، وكان المنتدى مزمعاً انعقاده يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 بجامعة ودمدني الأهلية، يترك المنع خلفه دعوة رئيس الجمهورية لمشاركة الجميع في الدستور القادم، دستور ما بعد الانفصال 2011. وتشمل قائمة المدعوين للمنتدى كافة القطاعات السياسية والمهنية. مُنع رغم أنه منتدى تنويري في المقام الأول وسُمح بإقامته في ولايات أخرى! فما هي المعايير التي سمحت بإقامته في ولايات أخرى ومنعت إقامته في ولاية الجزيرة؟!

    المعايير هي ذاتها التي تمنع وتحظر الكتب فترة تمتد لسنوات، وتعيد إطلاق سراحها، وهي ذات الكتب وذات الطبعات دون أي تغيير، وكأن الكتاب المحظور عندما يُطلق سراحه يتغير المحتوى والمعنى!

    مُنع من قبل كتاب (علاقات الرِّق في المجتمع السُّوداني) منذ إصداره في طبعته الثانية 2003 عن دار عزة للنشر والتوزيع، والكتاب لـ محمد إبراهيم نُقد (1930 - 2012) سكرتير الحزب الشيوعي السوداني، وأُطلق سراحه بعد وفاة نُقد هذا العام! وكذلك تمَّ حظر كتاب (انطباعات عن جنوب إفريقيا) لـ كامل إبراهيم حسن، وألغي حظره أيضاً بعد فترة، يقول نور الهدى صاحب دار عزة للنشر: (عندما أسأل عن أسباب المنع وأسباب إلغاء المنع لا أجد أيَّة إجابات)!

    أيضاً حُظرت رواية (فركة) لـ «طه جعفر»، وهي الرواية الحاصلة مناصفةً على جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي عام 2010 عن مركز عبد الكرم ميرغني الثقافي، وتحكي قصة فتاة من جبال النوبة في غرب السودان تؤسر من قِبل تجار الرقيق الشماليين لتُباع في الشمال، ثم تمَّ إلغاء الحظر وأُطلق سراح الرواية ووزعت على المكتبات بعد ذلك، وأيضاً دون إبداء الأسباب!

    هذا عن الكتب التي تصدر عن دور نشر مستقلة، فماذا عن الكتب التي تصدر عن جهة هي جزء من الدولة؟ ففي عام 2005 ضمن فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية، تمّ نشر مجموعة قصصية للروائي والقاص عبد العزيز بركة ساكن بعنوان (على هامش الأرصفة) عن الأمانة العامة للخرطوم عاصمة الثقافة العربية، ثم جاءت وحظرتها قبل توزيعها، الدولة هي الجهة الناشرة وفي ذات الوقت الجهة التي حظرت ما نشرته! لتذهب أموال الورق والحبر إلى المخازن، وليكتب الكاتب والقراء بحيرةٍ على أبوابها استفهاماتهم!

    مؤخراً ثارت ضجةٌ إثر حظر كتب عبد العزيز بركة ساكن من معرض الخرطوم الدولي للكتاب (6 - 18 أكتوبر/تشرين الأول 2012)، وعبد العزيز من أبرز الروائيين السودانيين وأكثرهم إنتاجاً، وهو كذلك أكثرهم صداماً مع السلطة المتمثلة في المجلس القومي للمصنفات الأدبية والفنية، والذي لا يترك عنوان كتاب جديد لبركة ساكن إلا ومنعه أو صادره أو احتجزه لحين الفحص! هل عبد العزيز بركة كاتب إشكالي، ومستفز للسلطة؟ أم أن هامش حرية التعبير عن الرأي مازال ضيقاً كخرم إبرة، ضيقاً ضيق قبر في السودان؟

    تمَّت مصادرة كتب عبد العزيز ومُنعت من أن تُعرض في جناج دار أوراق للنشر إبان فترة المعرض، ومُنعت كتب أخرى أيضاً، مثل كتاب (الخندق) للكاتب فتحي الضو صدر عن مكتبة جزيرة الورد، القاهرة 2012، (مراجعات إسلامية) للدكتور حيدر إبراهيم، (الفكر الإسلامي والمرأة) لـ عمر القراي و(انطباعات عن جنوب إفريقيا) لـ كامل إبراهيم حسن، وهي كتب من إصدارات دار عزة للطباعة والنشر بالخرطوم، ومُنع عرض بعض الكتب من مكتبة مدبولي أيضاً، ولكن كُتب الروائي عبد العزيز بركة ساكن المولود 1963، هي الأشهر في قوائم المنع حتى الآن، فالمنع تكرر وتعددت الأسباب، لكن الروائي الشاب يرى أن السبب الرئيسي هو تقصّده من قبل السُّلطة بغرض التضييق عليه.

    تكرُر المنع والمصادرة والحجب من قبل السُّلطة السودانية، المتمثلة في مؤسساتها المختلفة سواء كان المجلس القومي للمصنفات الأدبية والفنية أو الهيئة القومية للاتصالات أو جهاز الأمن القومي يرسم صورة واضحة لوضع الحريات داخل السودان. في شهر أغسطس الماضي تمَّ نزع موضوعين يتناولان الشأن السوداني من مجلة الدوحة، تمَّ نزعهما باليد من المطبوعة، رغم أن عنوان أحدهما على الغلاف! وإبان الاحتجاجات والمظاهرات في شهر يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2012 التي ابتدرها طلاب في جامعة الخرطوم واتسعت دائرتها احتجاجاً على خطط الحكومة التقشفية، تمّ حينها حجب عدة مواقع من قِبل الهيئة القومية للاتصالات وهي مدونة السودانيين الأشهر سودانيز أونلاين، موقع صحيفة حريات الالكترونية وموقع الراكوبة، لما لهم من تأثير في الرأي العام وخط واضح في معارضة الحكم في السودان، وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي 2012 تمَّ حجب موقع يوتيوب! وحُجبت عام 2005 روابط روايات الروائي محسن خالد في موقع سودانيز أونلاين، وهي رواية (تموليلت) و(إحداثيات الإنسان) عدة أشهر، ثم ألغي الحجب عنها.

    السؤال البديهي ليس عن أسباب حظر وحجب ومنع ونزع السُّلطة السُّودانية لكل ما لا تراه صالحاً من وجهة نظرها، أو لكل ما هو مخالف لها أو ما تلمح فيه شبهة المخالفة ومعارضة سياستها في إدارة شؤون البلاد والعباد، فالأسباب كثيرة والقوانين المفصلة على مقاسات المنع متعددة وفضفاضة، لكن السؤال هو: عن اتباع الحكومة السودانية لأساليب قمعية عفا عليها الزمن، مَن في هذا العصر لا يستطيع أن يقرأ كتاباً مُنع أو صودر، أو مقالاً من مجلة نُزع نزع اليد؟!

    سجَّلت رواية (الجنقو.. مسامير الأرض) للروائي عبد العزيز بركة ساكن مقروئية عالية جداً، قُرئت الكترونياً ولم يشكِّل منعها أي عائق أمام آلاف القراء، قُرئت بشكل أوسع من لو أنها صدرت ورقية وتُركت في سياقها الطبيعي على أرفف المكتبات، وهي الرواية الفائزة مناصفة بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي عام 2009، وحُظرت عام 2010، وتحكي عن عمال زراعيين موسميين في منطقة شرق السودان حتى تخوم إريتريا وإثيوبيا، تصوِّر حياتهم وطُرق عيشهم التي لا تعرف خطوطاً حمراء، ومحاولاتهم امتلاك مصائرهم والتحكم فيها من خلال ثورتهم على مالكيّ المشاريع الزراعية، وسعيهم لامتلاك آلة زراعية بطلب مساعدة من البنك الزراعي، الذي باعهم الوهم.

    أما مقالا مجلة الدوحة المنزوعان فتمَّ تداولهما بين الآلاف الكترونياً في الفيسبوك والمواقع السودانية. والمواقع التي حُجبت هناك طُرق عدة لفتحها، والسودانيون يزورونها يومياً رغم حجبها في تلك الفترة. ما الجدوى إذن من الحجب والمنع والمصادرة إن كان القارئ أو المشاهد يستطيع الحصول على المادة بعدة طرق؟! سؤال يظلّ معلقاً في فضاء مصادرة الحريات في السودان.

    تمضي الحكومة (1989) في سياستها القمعية دون اعتبار للأصوات الرافضة والمطالبة بمزيد من الحرية في التعبير، والمتململة من هذا الدور الأبوي المتسّلط الذي تمارسه الحكومة على الكاتب والقارئ والشعب السوداني قاطبة، الذي تحدد له ما يقرأ وما لا يجب أن يقرأ وتطبق عليه سقف تذوقه الفني والجمالي.

    في إدارتها لعمليات الحظر والمصادرة، ومن ثَمَّ إطلاق السراح أو عدمه، تشبه السُّلطةُ نفسَها في إدارتها الثقافية التي تفتقر إلى المنهجية والمؤسساتية في إدارة الشؤون الثقافية في البلاد، وغياب الخطط والبرامج الثقافية المدروسة على المستويين الاتحادي والولائي.


    http://www.aldohamagazine.com/article.aspx?n=...0130101#.UQUD1JJ6hbs
                  

01-27-2013, 12:16 PM

ود الخليفه
<aود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الرقابة (Re: ود الخليفه)

    Quote: حجب عدة مواقع من قِبل الهيئة القومية للاتصالات وهي مدونة السودانيين الأشهر سودانيز أونلاين، موقع صحيفة حريات الالكترونية وموقع الراكوبة، لما لهم من تأثير في الرأي العام وخط واضح في معارضة الحكم في السودان، وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي 2012 تمَّ حجب موقع يوتيوب! وحُجبت عام 2005 روابط روايات الروائي محسن خالد في موقع سودانيز أونلاين، وهي رواية (تموليلت) و(إحداثيات الإنسان) عدة أشهر، ثم ألغي الحجب عنها.


    Quote: أما مقالا مجلة الدوحة المنزوعان فتمَّ تداولهما بين الآلاف الكترونياً في الفيسبوك والمواقع السودانية. والمواقع التي حُجبت هناك طُرق عدة لفتحها، والسودانيون يزورونها يومياً رغم حجبها في تلك الفترة. ما الجدوى إذن من الحجب والمنع والمصادرة إن كان القارئ أو المشاهد يستطيع الحصول على المادة بعدة طرق؟! سؤال يظلّ معلقاً في فضاء مصادرة الحريات في السودان.
                  

01-27-2013, 01:55 PM

نادر

تاريخ التسجيل: 11-27-2002
مجموع المشاركات: 3427

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الرقابة (Re: ود الخليفه)

    سلامات يا ودالخليفه
    Quote: ما الجدوى إذن من الحجب والمنع والمصادرة إن كان القارئ أو المشاهد يستطيع الحصول على المادة بعدة طرق؟! سؤال يظلّ معلقاً في فضاء مصادرة الحريات في السودان.

    سيمر وقت طويل قبل أن يعلم (جَهَلّة) الإنقاذ أن سياسة المنع والتكميم والمصادرة ما عادت مجدية في عصرنا الحاضر، كلموا العالم دي قولوا ليهم في حاجة اسمها العولمة، وخير ألف مرة أن يقرأ الجمهور المادة المصادرة بلا نعوت من شاكلة "مقال مصادر" "موقع تم حجبه" من أن يقرؤوه وهو مصادر وممنوع من قبل أجهزة الحكومة العبثية، وهو أي الموضوع المصادر يصبح جاذباً أكثر للمتلقي عندما يكون مصادراً، وفي كلا الحالتين المادة مقروؤة رغماً عن الرقيب!
                  

01-28-2013, 07:49 AM

ود الخليفه
<aود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الرقابة (Re: نادر)

    وعليكم السلام اخي نادر

    Quote: سيمر وقت طويل قبل أن يعلم (جَهَلّة) الإنقاذ أن سياسة المنع والتكميم والمصادرة ما عادت مجدية في عصرنا الحاضر،


    وقت اطول من كدة؟

    الفرصة اللقوها في الحكم كافية لتعليم حمار الفقير
                  

01-28-2013, 10:34 AM

حمزه بابكر الكوبي
<aحمزه بابكر الكوبي
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 2121

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الرقابة (Re: ود الخليفه)

    عمار العريس لك التحايا
    قطعوا راسك ؟؟
    انت عارف ياعمار مرات قرارات زي دي يكون طلعها زول هلفوت ساكت
    ولا رقم كبير في موضوع الرقابة ده لكن لانه الحبل متروك على القارب
    فممكن اي زول يسوط الدايره ....تقول لي قرارات مدروسة ومامدروسة !!!
                  

02-13-2013, 02:26 PM

ود الخليفه
<aود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الرقابة (Re: حمزه بابكر الكوبي)

    عزيزي حمزة

    سلامات وتحايا كيفك والاولاد

    الناس ديل شكلهم شغالين بالتجربه

    ودا ظهر في العدد الجديد بتاع فبراير بعد ان قنعنا من التوزيع لشهر يناير

    حتى لو كان مشروط
                  

02-13-2013, 03:07 PM

ود الخليفه
<aود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الرقابة (Re: ود الخليفه)

    نعى العدد الجديد الراحل محمود عبد العزيز في مقال بعنوان روح المغني

    (محمود عبد العزيز روح السودان ) في غلاف المجلة


    Quote: وجدي كامل



    لم يتوحدوا على حزن واحد عريض وكثيف، ولم تتقاطر حشود السودانيين بهذا النحو الاستثنائي منذ زيارة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر للخرطوم عام 1967 أو وصول الزعيم جون قرنق إليها، مثلما تقاطرت وانهمرت أعدادهم الغفيرة على جانبي الشوارع المؤدية إلى المطار عند انتظارهم لجثمان المغني الأشهر، البالغ الشعبية محمود عبد العزيز الذي وافته المنية بالأردن صباح الخميس - السابع عشر من يناير - كانون الثاني هذا العام.

    ركضاً من المطار إلى (حي المزاد) الشعبي البسيط بالخرطوم بحري شوهد المُرَوَّعون المصدومون من الشباب وهم لا يلوون على شي سوى إلقاء نظرة الوداع على مغنٍّ شغل لياليهم وغسل جراحاتهم بأغانيه لفترة تقترب من ثلاثة عقود.

    سارعت الأجهزة الأمنية للدولة بإرسال طائرة خاصة لحمل الجثمان من العاصمة الأردنية، وتنافست الأحزاب والقوى السياسية المعارضة في إصدار البيانات وتسطير خطابات الفقد وتقديم واجب العزاء في تقاطعات ساخنة مع عشرات من حالات الإغماء، وتداخل عويل نساء الحي مع الصراخ الهستيري للقادمين والذي غطته في معظم الأحيان إنذارات عربات الإسعاف والأصوات الغليظة للرجال المنتشرين طلباً للاستغفار والرحمة.

    خرج محمود عبد العزيز للحياة في أكتوبر عام 1967، وأظهر منذ الطفولة الباكرة تفرداً لافتاً في خامة الصوت وأسلوب الأداء عبر الأناشيد المدرسية وبرنامج جنة الأطفال بتليفزيون السودان والذي غالباً ما أوكل اليه أداء الأغاني المصاحبة للتمثيليات والأدوار التي تتطلب مهارة في الأداء الغنائي. التحق الفقيد بعدها بقصر الشباب والأطفال حيث نضجت موهبته، وأصبح يؤدي الأغاني المسموعة لكبار المغنين، ولكن على نكهته وبأسلوبه الذي أخذ من أسلوب المغنيين الهادي الجبل، والصومالي الراحل أحمد ربشة. قَلَّده النميري في أواخر السبعينيات جائزة الكشاف الأعظم، ومنذ أواسط الثمانينيات أضحى صوت محمود مألوفاً عبر الحفلات ومناسبات الأفراح لسكان منطقته التي انتشر غناؤه بها عن طريق مركز الشباب الذي لم يعرف صوتاً مماثلاً أجمل من صوته. ولكن جاءت الانطلاقة القصوى والمدهشة للمغني الشاب عندما بدأ في إصدار ألبوماته الشخصية والتي تسابق كبار الملحنين والموسيقيين السودانيين على التوقيع بألحانهم فيها. لَحَّنَ له كل من عبد اللطيف خضر، ويوسف الموصلي، وأحمد المك، ويوسف القديل، وهيثم عباس، وناصر عبد العزيز، ود. الفتح حسين وآخرين فاستطاع أن يُصدِر في قرابة عقدين حوالي ثلاثين ألبوماً غنائياً.

    تتلخص مأثرة المغني الراحل في تغطية مضامينه الغنائية لكافة ممثلي الثقافات السودانية وتنوُّعه العرقي من شماله إلى جنوبه (القديم)، ومن شرقه إلى غربه. ولا غرابة أن ذكر أحد التقارير القادمة في تعزيته من جمهورية جنوب السودان أن الجنوبيين أرادوا قبل أعوام الاستفتاء على مغنٍّ شمالي وآخر جنوبي يفوزان بالقدر الأعلى من إعجاب الجماهير، وكم كانت المفاجأة عندما كان المغنيان الفائزان مغنياً واحداً هو محمود عبد العزيز. غير أن سر الشعبية الهائلة التي تمتع بها محمود يكمن في أن مصيره الحياتي وتفاصيل التجربة اليومية له قد عكست سائر مصائر وتجارب أبناء جيله والأجيال اللاحقة في مواجهاتها لواقع حياتي ووجودي شرس لا يخلو من تراجع حرج في فرص الحريات الشخصية والعامة ووقوعهم تحت مزدوجات من الحروب الأهلية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

    أما على المستوى الفردي فقد عَبَّر الراحل عن معاناة متنوعة بين السجون والعقوبات الجسدية التي تم تنفيذها عليه من قبل شرطة النظام العام التي جعلت استهدافه في أوقات كثيرة هدفاً عزيزاً لها.

    ولا يمكن استبعاد الرغبات السياسية للحزب الحاكم وغريمته الحركة الشعبية في استخدام المغني الفذ في محاولة إغوائه وجعله متحدثاً غنائياً باسمهما. فمحمود عندما تكاثرت عليه العقوبات الجسدية من قبل أمن وشرطة النظام نظر في الحركة الشعبية، واقترب منها بوصفها مخلِّصاً وحائطاً بمقدورها توفير قسط من الحماية له. ولكن انشطار البلاد وانفصال الجنوب كانا قد أعلنا ضعف الشق الشمالي للحركة الشعبية، وتحرك الحائط بالمغني الذي كأنما اختار السلام مع الحزب الحاكم بطريقته الشخصية، وصار كثيراً ما يتردد مغنياً في مناسباته وحفلاته.

    من أهم الملاحظات التي يمكن إيرادها هنا أن الارتحال السياسي للمغني لم يعن تغييراً في حب ومحبة الملايين من معجبيه ومحبيه من الشباب بل ظلوا أوفياء مخلصين له، متدافعين أينما حل، ومتى ما أحيا حفلاً. أكسبوه الألقاب والأسماء التقديرية، ونادوه بـ(الجان) و(الحوت)، وعندما حضر الجثمان كانوا يكتبون على اللافتات: سكت الرباب، ورحل الغمام.

    في العام الفائت ابتدأت الأمراض تفتك بالجسد النحيل العليل. فمن انفجار للقرحة في الاثني عشر، إلى تسمُّم في الدم، إلى تعطُّل في وظائف الكلى والكبد.

    تم نقل عبد العزيز إلى مستشفى ابن الهيثم بالعاصمة الأردنية عمان التي ما إن قضىي بها بعض أيام حتى تدهورت حالته الصحية أكثر مما سبق بحدوث نزيف بالمخ تطور إلى انعدام الكهرباء بالدماغ ثم توقُّف بالقلب.

    توقف قلب المغني الجميل، ولكن خلدت أغانيه وأعماله الخيرية التي لا ينساها له الكثير من السودانيين ممن وقف بجانبهم وأعانهم. غاب المغني محمود عبد العزيز محبوب الملايين، وكأنما أراد بغيابه تأكيد أن الحب أبقى وأثمن هدايا الإنسان على الإطلاق.
                  

02-13-2013, 03:26 PM

ود الخليفه
<aود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الرقابة (Re: ود الخليفه)

    اما الموضوع الثاني عن السودان في هذا العدد فعن اغلاق بعض المراكز الثقافية

    يتصدر المقال صورة لمركز الخاتم عدلان



    Quote: الخرطوم - طاهر محمد علي

    أثار إغلاق السلطات السودانية لمراكز ثقافية في العاصمة الخرطوم جدلاً واسعاً بشأن الحريات، وقمع أصوات المجتمع المدني ما حدا بمثقفين للانتقال إلى خط المواجهة مع الحكومة.

    وكانت السلطات السودانية أصدرت قراراً بإيقاف نشاط «مركز بيت الفنون»، «مركز الدراسات السودانية»، وسحب ترخيص «مركز الخاتم عدلان للاستنارة» في اليوم الأخير من ديسمبر/كانون الأول الماضي بتهمة تسلم أموال من جهات أجنبية، والتفكير في الإطاحة بالنظام.

    ردود الفعل تنامت على إثر انتشار خبر الإغلاق، حيث أبدت الأوساط الثقافية والأكاديمية أسفها لفقدان تلك المراكز لكونها تمثل رصيداً للباحثين الذين يتوافدون على مكتباتها، فضلاً عن أنشطة أخرى تتعلق بإقامة الندوات والحوارات وإصدار الكتب والدوريات. واعتبر مثقفون ما أنجزه مركز الدراسات السودانية وحده لم تنجزه كافة وزارات الثقافة السودانية طوال ربع قرن. وقرار الغلق إنما هو خطوة في مسلسل النظام لإسكات المعارضة وإغلاق الصحف المستقلة وإصدار قانون جديد للصحافة لا يتيح إمكانية الرأي الحر، أو النقد، ويتم التوجه الآن لما تبقى من منظمات المجتمع المدني ونقاط الاستنارة في المجتمع السوداني في سبيل تصفية كافة أشكال المعارضة.

    وقالت رئيسة اللجنة التنفيذية لحملة الدفاع عن حرية التعبير والنشر آمال عباس: «لابد من تصعيد حملات الدفاع لأن الإغلاق لن يقف عند مركز واحد»، معتبرة أنها بداية هجمة جديدة ضد نشر الوعي وهو ما يستوجب المواجهة. مبينة أن الإغلاق يدّل على تخوف السلطات مما تقدمه الكيانات المعنية، حيث يريدون وقفها حتى تتسنى لهم صياغة دستور دون مشورة القوى الأخرى.

    من جهته، أكد مدير مركز الخاتم عدلان الباقر العفيف أن المركز نفسه ظل يسلم مفوضية العون الإنساني سنوياً ميزانية مراجعة معتمدة تحوي كل الأنشطة والبرامج، لكنهم لم يتلقوا أي ملاحظات سلبية على تقاريرهم السنوية. وأضافت أروى الربيع نائبه مدير المركز: «إن الحكومة لجأت إلى قرار الإغلاق بعد أن ضاقت ذرعاً بالدور التوعوي الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني والمراكز الثقافية». مؤكدة أن «الهجمة على المراكز الثقافية كانت متوقعة لأنها بدأت بتقرير أمني خجول نشرته صحيفة يومية تتمتع بحظوة لدى متخذي القرار السيادي في البلاد». وأشارت الربيع إلى أن مفوضية العون الإنساني تعسفت في استخدام نصوص فضفاضة واردة بالقانون لإيقاف نشاط المراكز الثقافية، وذلك بناء على مغالطات واتهامات جزافية وردت في التقرير المشار إليه تدمغ الناشطين في المجال الثقافي بالتخابر مع جهات أجنبية.

    وسبق للقيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم السموأل خلف الله، وزير الثقافة السابق، اتهام جهات معارضة للحكومة، باستغلال مراكز ثقافية لدول استعمارية وأخرى وطنية لممارسة أنشطة سياسية ضد الفكر الإسلامي والفطرة الإنسانية، لافتاً إلى أن بعض المنظمات الثقافية السودانية تعمل على نشر الفكر الشيعي رغم عدم قناعتها به. وأشار قانونيون إلى أن الاحتجاجات ستتواصل من قبل منظمات المجتمع المدني والمراكز الثقافية والقوى الوطنية بالوسائل السلمية ضد التضييق على الحريات، واللجوء إلى القضاء، لكون الإجراء الذي أقدمت عليه السلطات منافياً للدستور. في السياق نفسه، قال مدير مركز الدراسات السودانية الدكتور حيدر إبراهيم إن قرار إغلاق مركزه يؤكد على حالة الارتباك التي يعيشها النظام، مبيناً أنه «يلجأ إلى الابتزاز وإظهار القوة والقدرة على القمع».

    وأصدر إبراهيم بياناً تحدى فيه السلطات إثبات المزاعم التي وردت في أمر الإغلاق مشيراً إلى أن القرار لم يوضح غير سببين، لكنه أطلق العنان لحديث غير مسؤول عن أموال واتصالات مع جهات أجنبية مع ضبط وثائق، وتحدى حيدر وزارة الثقافة أن تقوم بنشر الوثائق ثم تقدمها للنيابة للتحقيق. وألقى المتحدث باللائمة على جزء كبير من العاملين في منظمات المجتمع المدني لصمتهم الدائم حيال التهم التي تكال إليهم باستلام أموال من جهات أجنبية في الوقت الذي تعتمد فيه على الدعم الأهلي والخيري من أفراد ومؤسسات داخل البلاد وخارجها.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de