محتاجين باحثين فى التاريخ

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 08:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-16-2012, 12:03 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محتاجين باحثين فى التاريخ

    تساؤلات كثيرة طرأت عليا قبل ايام وطرحتها على صديق لى ولم اجد اجابات لها وهى العلاقة التى تربط البجا والبطانة والجعلييين فهناك الكثير من العادات المتشابهة بينهم كما لم اذكر اسمه الان تحدث عن وجود اسامى بجاوية فى العامية السودانية واسهامات الاستاذ عجب الفيا الذى كانت لى معه مداخلات ثرة هنا فى سودانيز اونلاين وايضا دكتور جعفر بامكار وغيرهم من الباحثين امثال عون الشريف قاسم ومن البوستات المهمة بوست الاستاذ عجب الفيا حول ( معربات البداويت ) تجدونه فى مكتبته سابدأ لكم بهذا المقال لدكتور أحمد الياس حسين ولى عودات لبعض البحوث ونبدأ لكم بهذا المقال :

    Quote: شهادة الدكتور احمد الياس حسين نقلا عن جريدة الصحافة ..حول أصول سكان السودان..من هم سكان السودان قبل ظهور المسميات القبلية الحالية
    د أحمد الياس حسين:
    من هم أسلاف البجة؟ المِجا – البليم – البِجا 1
    التعرف على أصول السكان والوعي بالذات مسألة هامة وملحة خاصة في الظروف التي تعيشها بلادنا الآن، والتعرف على الأصول والوعى بالذات مسألة صعبة وشاقة تتطلب الكثير من الوقت والجهد وتضافر الجهود والمشاركة الجادة للآقلام المتخصصة وغير المتخصصة. وكنت قد قمت بمحاولة من قبل للتعرف على سكان السودان قبل دخول الاسلام والعرب إلى افريقيا، وتم نشر ذلك في كتاب بعنوان «السودان: الوعي بالذات وتأصيل الهوية»، نشر الكتاب ووزع في نطاق محدود وآمل أن يرى النور في نشرة عامة. وتهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على سكان السودان منذ وصول العرب والاسلام إلى افريقيا وحتى قيام الممالك الاسلامية في السودان في القرن الخامس عشر الميلادي، أي قبل ظهور المسميات القبلية الحالية. وستعتمد الدراسة بدرجة أساسية على مصادر التراث العربي ألى جانب ما يتوفر من المصادر الأخرى مثل المصادر المصرية القديمة واليونانية والرومانية والمصادر الآثارية السودانية، وسوف لن تستخدم الدراسة في هذه المرحلة التراث الشفاهى والمخطوط الذي تناول أصول القبائل في السودان لأن الفترة التي تتناولها الدراسة سابقة لظهور التراث.
    وهذا الجزء من الدراسة يهتم بمنطقة شرق السودان ويبدأ بمحاولة التعرف علي أسلاف قبائل البجة الحالية، ثم التعريف بأرض البجة ثم تتناول الدراسة قبائل البجة ومدنهم قبل القرن الخامس عشر الميلادى. وبالطبع فإن ذلك ليس بالأمر السهل دراسة ذلك نسبة لشح وندرة المعلومات والمصادر خاصة فيما يتعلق بالمناطق الجنوبية من أراضي البجة وسكانها. ويتوفر قدر معقول من المعلومات عن السكان على مناطق النيل والأجزاء الشمالية من بلاد البجة في المصادر القديمة يُمَكِّن من محاولة التعرف على أسلاف البجة الذين سكنوا على ساحل البحر الأحمر وعلى شواطئ النيل والمنطقة الواقعة بينهما.
    ولم تكن المنطقة الصحراوية الواقعة بين النيل والبحر الأحمر بهذا الجفاف الذي يسودها اليوم، بل كانت إلى وقت قريب من بداية الحضارة المصرية تتمتع بقدر وافر من المطروالغطاء النباتي مكن السكان من القيام بدورهم الحضاري في المنطقة. والشعب الذي سكن هذه المنطقة ينتمي إلي السلالة الأصيلة التي كونت سكان وادي النيل منذ فجر تاريخه. وهنالك بعض الآراء التي ربطت أسلاف أولئك السكان بهجرات أتت من شبه الجزيرة العربية في الألف الرابع قبل الميلاد. وقد ناقشنا ذلك في الفصل الأول من كتاب الوعي بالذات وتأصيل الهوية وخلصنا إلى أن كل الدلائل التاريخية والآثارية وضحت أن سكان الصحارى الواقعة شرقي النيل ينتمون إلى السلالة التي كونت السكان الأصليين للمناطق الوسطى والشمالية لنهر النيل ولم يأتوا من الخارج.
    ومن المعروف في التاريخ أن سكان مناطق البجة الحالية عرفوا عند قدماء المصريين واليونانيين والرومان بأسماء متعددة، سنتناول ثلاثة فقط من تلك الأسماء التي اشتهرت في تلك الفترة والتي أطلقت على المجموعة المعروفة اليوم باسم البجة وهذه الأسماء هي: المِجَباري والتُرُجلُدايت والبليميين.
    المِجَباري
    المِجَباري هو الاسم الذي أطلقته المصادر القديمة على السكان الأصليين القدماء على الساحل الغربي للبحر الأحمروالذين تجولوا فى المناطق الشمالية ما بين البحر الأحمر ونهرالنيل. وقد امتدت مناطق استيطان هذه الفئة من مواطن البجة الحالية في السودان وحتى المنطقة الواقعة بين الأقصر والبحر الأحمر في الحدود المصرية الحالية شمالاً.
    وقد عرف المِجَباري قديما بالمازوي والمِجاي والمدجاي والمِجو والمِجا (Medjo و Medju و Medjay) وسنشير اليهم فيما يلي باسم المِجا لأنه أولاً الاسم الأقدم، ولأنه ثانياً الاسم الأخف في النطق والأقرب إلى الاسم الحالى «البجة».
    ولا خلاف بين المؤرخين أن المِجا الذي ورد ذكرهم في الآثار المصرية القديمة منذ الألف الثالث قبل الميلاد والذين عاشوا في الصحراء الواقعة إلي الشرق من إقليم واوات (العتباي) هم أسلاف البجة الحاليين. وقد اشتغل الكثير من المِجا في المهن المتصلة بالتعدين فقاموا بتأمين تلك الأنشطة بالحراسة والخفارة وتولوا مهمة الأتصال وربط مناطق التعدين بالمدن المطلة غلى النيل.
    وقد ساهم المجا بدور فاعل في النشاط التجاري عبر البحر الأحمر ونهر النيل، كما وضحت المصادر القديمة مساهمتهم في النشاط الدبلوماسي مع القوى التي تعاقبت على حكم مصر في ذلك الوقت. وظل اسم المِجا عَلماً على سكان الصحراء الشرقية للنيل حتى القرون الأخيرة السابقة للميلاد حيث بدأ ظهور اسمي التُرُجلُدايت والبليميين. فقد ذكر سترابو الذي نقل عن اراتوستين (Eratosthenes) في القرن الثالث قبل الميلاد أنه: «على جانبي الجزء الأسفل [الشمالي] من مروي على طول النيل في اتجاه البحر الأحمر يسكن المِجَباريون والبليميون، وهم تابعين للاثيوبين [يقصد المرويين] ويجاورون المصريين. وعلى ساحل البحر يسكن التُرُجلُدايت.» وهكذا أصبح سكان منطقة البجا يعرفون بثلاث أسماء: المِجا والتُرُجلُدايت والبليميون.
    وسيتضح فيما يلي أن البليمين كانوا يتركزون على مناطق النيل والمِجا يتركزون في المناطق الواقعة بين النيل والبحر الأحمر بجوار التُرُجلُدايت. وعند حديثه عن التُرُجلُدايت قارن سترابو بين اسلحتهم وأسلحة المِجا، فذكر أن عِصي المِجا تنتهي بمقابض من حديد وأنهم يستخدمون في قتالهم الحراب والدرق المصنوع من الجلد غير المدبوغ، بينما يستخدم الآخرون الحراب والسهم والنشاب.
    التُرُجلُدايت
    أصل كلمة التُرُجلُدايت Troglodyte يوناني استخدمها الكتاب اليونانيين لوصف سكان الكهوف في كثير من بقاع العالم كما في حوض الدانوب والقوقاز وافريقيا. وفي افريقيا ذكرت المصادر الكلاسيكية وجود التُرُجلُدايت في تونس وليبيا وأعالي النيل والبحر الأحمر
    وقد جعلت دائرة المعارف encyclopedia.or تُرُجلُدايت البحرالأحمر من أشهر هذه المجموعات، ربما لنشاطهم السياسي والتجاري على سواحل البحر الأحمر السودانية. فقد أطلق بليني على ساحل البحر الأحمر «ساحل التُرُجلُدايت» وذكر إنهم كانوا نشطين في تجارة اللبان في مواني البحر الأحمر
    وكما ذكرنا فإن سكان منطقة ما بين النيل والبحر الأحمر قد عرفوا في المصادر اليونانية والرومانية بالتُرُجلُدايت والِمَجا والبليميون. وقد استخدمت هذه الأسماء أحيانا للاشارة إلى سكان منطقة بعينها في بلاد البجة الحالية وأحيانا استخدمت كمترادفات للدلالة على سكان كل المنطقة، ويرى الباحثون ? مثل محمد ابراهيم بكر: تاريخ السودان القديم ص 46و 81 وماكمايكل: تاريخ العرب في السودان ج 1 ص 38 – أن هذه الجماعات هي نفسها التي أطلقت عليها المصادر العربية فيما بعد اسم البجة
    ومن أقدم النصوص عن التُرُجلُدايت ما جاء في الآثار المصرية القديمة التي ترجع إلى الاسرة السادسة والعشرين في عصر الفرعون نكاو الثاني Necho II (610-595 ق.م.) الذي كان شديد الاهتمام بتجارة البحر الأحمر لدرجة فكر فيها بحفر قناة تربط النيل بالبحر الأحمر وشرع بالفعل في تنفيذ الفكرة.
    وورد في النصوص القديمة والتي جمعها Eide وآخرون ونشرتها جامعة بيرقن عن منطقة النوبة بين القرن الثامن قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي أن الملك نكاو الثاني أرسل حملة نيلية ضد التُرُجلُدايت. ويبدو أن التُرُجلُدايت كانوا منتشرين على مناطق صعيد مصر الأعلى بين النيل والبحر الأحمر، وربما كانت تلك الحملة ضد التُرُجلُدايت على إحدى الطرق الرابطة بين النيل ? من منطقة الأقصر – والبحر الأحمر أو قد تكون الحملة مرسلة مباشرة من الصعيد إلى سواحل البحر الأحمر.
    وقد ساهم التُرُجلُدايت في النشاط التجاري على سواحل البحر الأحمر. وتشير الوثائق إلى علاقاتهم المباشرة مع دولة البطالمة بمصر، فقد ذكر بلوتارخ «أن الملكة كليوباترة السابعة لم تكن تحتاج إلى مترجمين عندما يخاطبها مناديب الشعوب المجاورة لمملكتها مثل مناديب الاثيوبيين والتُرُجلُدايت واليهود والسوريين والميديين.»
    ويدل ذلك على أن التُرُجلُدايت كانت لهم كيانات سياسية متطورة مكنتهم من تنظيم نشاطهم التجاري وعلاقاتهم الخارجية، ورغم أنه لم يرد ذكر لمملكة ترجلوداتية في الصحراء الشرقية أوالبحر الأحمر في المصادر اليونانية الرومانية ? كما حدث للبلبميين – إلا أن قيام مثل ذلك الكيان السياسي يعتبر أمراً لا بد منه خاصة إذا كانت للتروجلودايت علاقات خارجية مثل تلك التي كانت مع البطالمة.
    البليميون
    البليميون هو الاسم الذي أطلقته الآثار الفرعونية والكوشية والمصادر اليونانية والرومانية على سكان منطقة النيل الواقعة جنوبي أسوان. وقد دلت نتائج الأبحاث الجديدة مثل أعمال كلايدي ونترز عالم اللغة المروية المشهور والذي نشر نص نقش كلابشة المروي وهانس بَرنارد الذي اعتمد على الآثار والوثائق التي جمعت عن منطقة شمال السودان ما بين القرنين الثامن قبل الميلاد وحتى القرن السادس الميلادي ونشرتها جامعة بيرقن ووثائق الجبلين المنشورة في كتاب مصطفى محمد مسعد «الاسلام والنوبة في العصور الوسطى» في الملحق رقم 3 وغيرها من المصادر الكلاسيكية التي أرجعت وجود البليميين إلى القرون السابقة للميلاد أمدتنا ببعض المعلومات عنهم حتى القرن السادس الميلادي.
    وقد ربط الباحثون بين البليميين والمِجا مما يرجح أنهم كانو عائشين معا في نفس المنطقة أو ربما كان وجود البليميين أكثر تركيزاً على منطقة النيل والمِجا تجاه البحر الآحمر. فالآثار وضحت أن البليميين دخلوا منطقة النيل جنوبي أسوان في القرن السابع ق.م.، وأن اسمهم بدأ يتردد منذ القرن السادس قبل الميلاد في الاثار المصرية والكوشية.
    وتوضح السجلات المروية أن البليميين قد استقروا منذ القرن الخامس قبل الميلاد على طول المنطقة الواقعة من اسوان حتى منطقة دنقلا في خلال القرون التي سبقت احتلال الرومان مصر في نهاية القرن الأول قبل الميلاد. وذكرت المصادر اليونانية السابقة للميلاد (انظر Mac Michael, A History of the Arabs In the Sudan vol.1 p 3) أن المناطق الواقعة حول أسوان هي مواطن البليميين الرئيسة، ويمتدون جنوبا وشرقا نحو حدود اكسوم وميناء أدولس على البحر الأحمر. وهذا الوصف يتطابق مع مواطن البجة الحالية.
    فالمصادر القديمة – السابقة للميلاد- تناولت كل سكان المنطقة المعروفة الآن ببلاد البجة تحت اسم البليميين مما يؤكد أن شعوب هذه المنطقة أُشير إليها في المصادر القديمة مرة تحت اسم البليميين وأخرى تحت اسم المِجا ومرة أخرى تحت اسم التُرُجلُدايت. وقد ذكر ماكمايكل (نفس المكان السابق) أن الكتاب المسيحيين المبكرين أطلقوا اسم البليميين على البجة.
    ويبدو أن استقرار البليميين في القرون السابقة للميلاد قد ازداد في منطقة جنوبي اسوان، حتى شيد ملك مروي أركاماني (206-186 ق.م.) معبدا في كلابشة لإلاههم مندوليس. ويعتقد كثير من المؤرخين «أن البليميين كانوا السكان الأساسيين الذين عاشوا في الجزء الأكبر من النوبة السفلى [جنوب اسوان] في القرن الميلادي الأول.» ولم يكن استقرار وامتزاج البليميين بالسكان السابقين في جنوبي أسوان فقط، بل توضح الآثار الراجعة إلى فترة ما قبل الميلاد أن استقرارهم امتد شمالاً في منطقة طيبة في صعيد مصر.
    لم يتردد ذكر البليميين كثيراً في مصادر القرنين الميلاديين الأول والثاني كما يتضح من النصوص التي جمعها بَرنارد والتي أشرنا إليها سابقاً.، بعكس القرون التالية – من الثالث وحتى السادس الميلادي – والتي شهدت لهم حضوراً دائما ومؤثراً على الأحداث في مصر والسودان. فقد كانت دولة مروي ? التي كان البليميون جزءاً منها – على رأس الأحداث فى المنطقة، وقادت الصراع مع الرومان. فقد احتلت مملكة مروي المناطق الشمالية بعد نهاية حكم البطالمة، وهي المناطق التي شرع الرومان منذ دخولهم مصر في التوسع عليها.
    مملكة البليميين
    ازداد عدد البليميين منذ القرن الأول الميلادي كما ذكر المؤرخون. ويبدو أنهم أصبحوا القوة الرئيسة بين الزعامات المحلية وتشربوا بالثقافة المروية. ويرى البعض أن فخار منتصف القرن الثالث الميلادي في كلابشة قد يكون من عمل البليميين الذين تثقفوا وكتبوا نقوشاً مروية واغريقية عثر عليها في معبد كلابشة. وهكذا تهيأ البليميون منذ منتصف القرن الثالث الميلادي للقيام بدورهم القيادي في المنطقة.
    نقل مصطفى محمد مسعد عن مصادره في كتابه (الاسلام والنوبة في العصور الوسطى ص 29) أن العلاقات ساءت بين البليميين والرومان، وبدأ البليميون هجومهم على الرومان عام 250م. وفي نفس الوقت ورد في نص عثر عليه في جزيرة فيلة بجوار أسوان أن الملك المروي تقردماني Teqeridamani 246-266م أرسل سفارة إلى الأمبراطور الروماني حاملاً إليه الهدايا. ويذكر ترمنجهام في كتابه (Islam in the Sudan ص (44 أن تلك السفارة كانت بقيادة أمير بليمي يدعى Pa-smun Ibn Paesi ويصف الأمير نفسه بأنه السفير العظيم إلى روما. والبحث عن سبب السفارة أو سبب إعتداءات البليميين على الرومان يتطلب المزيد من البحث، ولكن لا يبدو وجيهاً أن يكون سبب السفارة ?كما يرى البعض – طلب مملكة مروي المساعدة من الرومان الذين أثبتت الوثائق اضطراب الأوضاع في مناطق حدودهم مع مروي.
    وتحالف البليميون مع زنوبيا (الزباء) ملكة (تدمر) في سوريا عندما هاجمت الرومان في مصر. وتحرك الرومان سريعا فهزموا قوات زنوبيا وقضوا على الثوار في طيبة وهزموا البليميين وأجلوهم إلى ما وراء أسوان. غير أن البليميين عاودوا واحتلوا بين مدينتي Coptos & Ptolemais في منطقة طيبة في صعيد مصر.
    وبعد نحو عقدين من السفارة المروية البليمية للبيزنطيين انهارت مملكة مروي في منتصف القرن الرابع الميلادي، و يبدو أن مولد مملكة البليميين المستقلة قد بدأ بذلك الحدث. فكما رأينا من تسلسل الأحداث منذ القرن الثالث الميلادي أصبح البلبميون هم القوة المهيمنة علي حدود مروي الشمالية، وكان من الطبيعي أن يكونوا ورثتها في الحكم على الأقل في مناطق نفوذهم في الشمال. ولم يصبح البليميون – كما ذكر بعض المؤرخين – جنرالات النهر فقط بل اعترف بهم كحكام يديرون شؤون بلادهم بحرية تامة.
    ويبدو أن البليميين قد بدأوا بسط نفوذهم في المنطقة حتى سواحل البحر الأحمر، لأن إحدي الوثائق الرومانية تحدثت عن تعرض بعض القواعد الرومانية على البحر الأحمرلغارة من سفن البليميين عام 378 م. وربما بدأ إسم البليميين ينتشر بعد امتداد نفوذهم شرقاً فأطلق الرومان إسمهم على سكان منطقة التُرُجلُدايت. وقد يؤيد ذلك أيضا ما تردد في المصادر عن ترادف استخدام البيليميين والمِجا والتُرُجلُدايت.
    وقام البليميون في عام 429 م بغارات على منطقة طيبة والواحة الخارجة التي كانت مركزاً رومانياً يطل على حدودهم الصحراوية، ونهبوا الواحة وأسروا بعض سكانها ومن بينهم نسطورس القس المسيحي المشهور الذي كان الرومان قد نفوه هنالك. ولكن أطلق البليميون سراح القس بعد مفاوضات مع قبيلة mazici الأمازيغ الصحراية (ربما طوارق اليوم المعروفين باسم Imashagh). وكانت هذه القبيلة ? كما ذكر مصطفى محمد مسعد ص 7- تتجول في الصحراء حتى المنطقة الواقعة بين أسوان والواحة الخارجة.
    وكان انتشار المسيحية قد بدأ في مصر في زمن مبكر، لكن القرن الرابع الميلادي شهد تحولاً كبيراً في العالم المسيحي عندما أظهر الامبراطور قنسطنطين الأكبر (313 ? 337) ميله للمسيحية، وانتهى اضطهاد وتعذيب المسيحيين وتمتعت المسيحية برعاية الدولة. وساهمت الاسكندرية ? كأحد أهم المراكز المسيحية ? في نشر تطور الفكر المسيحي المبكر. وكان من أكبر انجازاتها نشر المسيحية في الحبشة في عهد الامبراطور قنسطنطين الأكبر
    وكانت المسيحية منذ وقت مبكر قد بدأت تنتشر في صعيد مصر وتحولت الكثير من المعابد إلى كنائس في اقليم طيبة، كما تم إنشاء عدد من الكنائس. وفي القرن الرابع الميلادي أُسست أسقفية في فيلة. كما انتشرت المسيحية في اكسوم شرقاً وفي واحات الصحراء الغربية مثل الواح الخارجة. أما في شمال السودان وشرقه المتاخم للحدود المصرية فقد تأخر انشار المسيحية بالمقارنة إلى انتشارها في اقليم طيبة واكسوم والواحات، ربما يرجع السبب إلى الاضطرابات التي عاشها الإقليم منذ بداية الحكم الروماني لمصر.
    وتشير بعض الدلائل على أن الدعوة المسيحية قد بدأت تتسرب إلى مناطق البليميين والنوباديين منذ القرن الرابع، غير أنها لم تنتشر سريعاً فى السودان في القرون المبكرة. ويبدو أن قوة النوباديين قد نمت في المنطقة إلى جانب البليميين وأسس سلكو مملكته منذ عام 530م. إلا أن إحدى الوثائق اليونانية (535-537 م) وضحت أن البليميين والنوباديين كانوا لايزالوان حلفاء. غير أن نشاط البعثات التبشيرية وصلات البيزنطيين بالنوباديين قد حول موقفهم المعادي للوثنية، بينما واصل البليميون سياستهم المعادية للمسيحية. وكان ذلك إيذاناً بنهاية الود والتحالف بين البليميين والنوباديين وبداية الصراع الذي أدى إلى نهاية مملكة البليميين كما تقول المراجع.
    وما توفر من معلومات عن البليميين يشير إلى حقيقتين هامتين: الأولي أن البليميين أصبحوا قبل انهيار مروي بوقت طويل سادة المنطقة وجنرالات النهر، وثانيا يؤكد ذلك تطور نظام حكمهم مما يجعل قيام مملكتهم ? تحت ظل المرويين ? أمراً مقبولاً. هذه الدلائل تشير إلى أنه من المقبول جدّاً أن يسعى البليميون إلى وراثة مملكة مروي بعد سقوطها. ويزيد ذلك تأكيداً نقش كلابشة الذي تضمن في موضعين الاشارة إلى كونهم ورثة مروي.
    فقد جمع بَرنارد نحو 73 نصا عن البليميين والمِجا والتُرُجلُدايت والبجة ما بين القرن السابع قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي. وبلغ عدد النصوص التي ذَكرت البليميين بالاسم مباشرة أوالتي تضمنت الإشارة اليهم 47 نصاًّ. ويشبر ذلك إلى أن البليميين كانوا القوة المسيطرة في المنطقة وأن اسمهم أصبح أكثر انتشاراً في الوثائق والآثارمن أسماء أبنا عمومتهم المِجا والتُرُجلُدايت، وأصبح علماً عليها في بعض الأحيان. أما اسم البجة فقد اشتهركعلمٍ على كل المجموعات الأخرى منذ القرن السابع الميلادي.
    ومن بين السبعة والأربعين نصاّ جاءت سبعة منها قبل القرن الثالث الميلادي. وبلغت النصوص في القرن الثالث ثمانية نصوص، وفي القرنين الرابع والخامس عشرين نصا، وفي القرن السادس اثنتا عشر نصا. ويدل ذلك بوضوح أن البليميين كانوا موجودين في المنطقة منذ القرن السابع قبل الميلاد إلا أن قوتهم برزت منذ القرن الثالث الميلادي، وأصبحوا عنصرا فاعلا في أحداث كل المنطقة الواقعة ما بين الواح الخارجة غربا والبحر الآحمر شرقاً حيث امتدت غاراتهم في القرون التالية حتي أطراف البحر الأحمرالشمالية. أما في الشمال فرغم كون حدودهم في أسوان إلا أن امتداد نفوذهم تعدى ذلك في القرون التالية إلى منطقة طيبة في صعيد مصر.
    وقد بلغت نصوص القرنين الثالث والرابع الميلادين عشرين نصاّ الأمر الذي يوضح ازدياد نفوذ البليميين في المنطقة. وقد رجحنا فيما سبق قيام مملكة البليميين المستقلة داخل مملكة مروي في القرن الرابع الميلادي، ولعل ما ورد عن ملوك البليميين يؤيد ذلك. فقد وردت اسماء ستة ملوك بليميين فيما جمعه بَرنارد من نصوص، ثلاث منهم قدرت تواريخ حكمهم في القرن الخامس الميلادي والثلاث الباقين في القرن السادس.
    والوثائق الأخرى المرتبطة بالبليميين هي ثلاث وثائق مكتوبة على جلد غزال باللغة اليونانية عثر عليها فلاح مصري في منطقة الجبلين على بعد 25 ميل حنوب مدينة الأقصر. وقد ترجمها إلى الانجليزية كيراون وإمِري، ونقلها إلى العربية وضمنها كملاحق مصطفى محمد مسعد في كتابه الاسلام والنوبة تحت عنوان «الوثائق الدالة على استقرار البليميين في منطقة طيبة»
    الوثيقة الأولى جاءت ترجمتها عند الآتي:
    «أنا شاراشن ملك البليميين، أكتب إلى أولادي شاراشن وشاراتكور وشاراهيت، أنه طبقاً لأمري هذا قد منحتكم حكم الجزيرة المعروفة باسم تناري، وألا يقف في سبيلكم أحد، وإذا أثار الرومان مشاكل وامتنعوا عن دفع الأتاوة العادية لكم فإنه لا الفيلارك ولا الهيبوتيرانوس يمنعانكم من إرغام الرومان على دفع العطايا العادية عن جزيرتي.»
    «شاراشن الملك، تنتكنا: أمير القصر ? شاهد، كتبه سانسانوس في اليوم الرابع والعشرين من شهر …..»
    وهنالك وثيقة أخرى ? رقم أربعة – ذكرها بَرناد clause no. 339، وهي عبارة عن أمر ملكي أصدره الملك باراخيا (Barakhia) إلى صوفيا يشير إلى وضعها أو إقامتها في مكان ما، وقد ورد أن هذا الملك خلف الملك خاراخِن – أو شاراشن كما كتبه مسعد – في الحكم.
    فنحن أمام أربعة نصوص تتعلق كلها بحكم البليميين منطقة في صعيد مصر. وتسوق هذة الوثائق العديد من الأسئلة مثل: ما هي علاقة البليميين بصعيد مصر أو إقليم طيبة؟ وإلى أى مدى امتد نفوذ البليميين على صعيد مصر؟ هل حكم البليميون مناطق أخرى غير جزيرة تناري ولم يصل إلينا ما يوضح ذلك؟ ومتى حكم البليميون جزيرة تناري؟ وقد حاولنا الاجابة على بعض هذه الاسئلة في كتاب الوعي بالذات، ولكن تظل مثل هذه الأسئلة في انتظار المزيد من البحث والتقصي. والذي يثير الانتباه ويتطلب البحث الجاد هو ارتباط ووجود البليميين الواضح – عندما دخل المسلمون مصر – بإقليم طيبة الذي يقع ما بين منطقة الأقصر الحالية وأسوان.
    وكما وضحنا أعلاه فإن البلميين تمركزوا على النيل والمِجِا تمركزوا في الصحراء الشرقية وهم السلالة التي أطلقت عليها المصادر العربية اسم «البجة». ويبدو أن اسم البليميين قد بدأ في الانحسار في القرنين اللذين تليا دخول المسلمين مصر وانحصر في مناطق محدودة في بلاد النوبة. فقد أشار إليهم الجغرافي العربي المشهور الادريسس الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي إلى قبيلة قوية بجوار النوبة تعرف بالبليين، وسنفصل الحديث عنها لاحقاً. وفي نفس الوقت يبدو أن استخدام اسم «المِجا» سكان ساحل البحر الأحمروالصحراء الشرقية قد ساد وفظهر في المؤلفات العربية «البجة».
                  

11-16-2012, 01:20 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    Quote: بعض المفردات البجاوية فى شعر شعراء البطانة
    جعفر بامكار محمد
    باحث فى تراث وتاريخ البجا
    بسم الله الرحمن الرحيم
    (أ) تمهيـد :-
    يشير دكتور عون الشريف قاسم – رحمه الله – الى التيار البجاوى فى لغة وسط السودان بقوله " إذا تركنا التيار النوبى فإننا نصطدم مباشرة بالتيار البجاوى الذى ينساب قوياً فى صلب لهجتنا ويقف شاهداً على أن الإتصال بين المجموعات البشرية فى السودان كان منذ القدم قوياً وحاداً ، فنحن نتحدث باللغة البجاوية حين نذكر المرفعين والبعشوم والبعنيب او نستعمل العنقريب والكركب والفندق والدانة للشرب وال***ك والكرورية او حين نأخذ الشبال فى العرس ونستعمل فى مجال الأطعمة الدوف والقنقر والعنكوليب أو نقول لمن لم يحالفه الحظ جلا او ننادى الطفل بالدرفون أو نشكو من الدَّبس ونبرم الشنب ونطبل البيت بالطبلة ونقول لمن يرحل قنجر ونصف الشفاه الغليظة بالشلاليف وأصل الشلوف عند البجا خرطوم الفيل ونرى أن تأثير البجا فى لهجتنا أعمق من ذلك بكثير . والسؤال الذى يجابهنا هنا هو : هل إمتد نفوذ البجا الى منطقة وسط السودان فأثروا منذ القدم فى اللهجة تأثيراً مباشراً كما فعل النوبة ؟.."
    إن الطبقة الحاكمة من العنج البجا والتى حكمت أواسط السودان فى القرن الرابع عشر الميلادى إحتفظت بلغتها البجاوية فى الحكم وأورثتها لخلفائها من العبدلاب والجعل وإستمرت اللغة البجاوية فى الإستعمال فى أواسط السودان لفترة ما حتى أصبحت تياراً فى اللغة العامية السودانية عند سيادتها فى آخر الامر .
    (ب) منطقة البطانة :-
    منطقة البطانة منطقة هامة جداً وتسكنها العديد من القبائل العربية وعلى رأسها قبيلة الشكرية فى تماس مباشر مع البجا وقد نبغ عدد كبير من الشعراء بالبطانة وعلى رأسهم الشاعر الكبير الحردلو .
    إن القبائل العربية بهذه المنطقة قد أثرت وتأثرت بالبجا مما جعل هناك تشابهاً كبيراً فى العادات والتقاليد ومنظومة القيم والأعراف الإجتماعية .لقد لعبت البيئة البدوية وتشابه وسائل كسب العيش بالبطانة فى هذا التشابه .
    إن وجود هذه المفردات البجاوية الكبيرة فى شعر الشعراء بالبطانة بمختلف قبائلهم لخير دليل على ذلك وهذا الأمر تصديق وتأكيد لما ورد فى كلام فقيدنا العظيم د. عون الشريف قاسم عليه رحمة الله .
    إن هناك إحتمال كبير أن تكون عناصر من البجا قد تعربت وذابت وسط مجتمعات هذه القبائل العربية مما حفظ العناصر الثقافية البجاوية المنتشرة بكثافة بمنطقة البطانة
    (ج) سوف أورد فى هذا المقال بعض نمازج من شعر شعراء البطانة مع التركيز على معانى المفردات البجاوية الواردة فيه ولن أتعرض لشرح معانى أبيات شعرهم لأن المجال لا يسمح بذلك وعلى المهتمين بشعر شعراء البطانة الرجوع لدواوينهم إن أرادوا ذلك . الغرض من هذا المقال تأكيد ما ورد فى قول الدكتور عون الشريف قاسم رحمه الله وفى حلقات أخرى سوف أتعرض لشعر بعض الشعراء الآخرين ممن ضمنوا أشعارهم مفردات من اللغة البجاوية ....


    (1) الصَّيف دَخَل ليلُو القصير وَالانا
    بى مد النهار طول الهجير قلانا
    فك سمومو وحت الزهرة من أغصانها
    وفى آخروا الهبايب حسَّرت مرعانا
    حسَّرت :
    وهى كلمة بجاوية بمعنى خسَّرت وبما أن البجا لا ينطقون حرف الخاء فتحولت الى حسَّرت بحرف الحاء وبهذا الصوت البجاوى استعملها الشاعر .


    (2) أرضنا لبست التوب الخضارى متانا
    عشت وأشبعت فى الآخر الحنَّانا
    واحدين حضَّروا السلوقة بى كريانا
    واحدين هَدَموا وإندرجوا تشقوا بُطانا
    كريانا :
    وهى جمع لكلمة كيراى البجاوية وهى تعنى الرشوة او الأجرة ولكن عند البجا تستعمل فى الغالب بمعنى الرشوة ولكن الشاعر استعملها هنا بمعنى العمال الأجراء الذين يعملون فى الزراعة المطرية .


    (3) الكايس زباك ومن صباحو مبدِّر
    أسقيتو المراير الحالتن بتكدِّر
    بالجدع المفاسح والجرى المتحضِّر
    فرط اللِّيدو نفاية الهوا البسدِّر
    النفاية :
    وهى الريشة التى تستعمل عند عزف آلة الربابة والتى تسمى الباسنكو أو المسنكو عند البجا وهنا يستعملها الشاعر لوصف سرعة جمله التى تشبه الإعصار فى سرعته والأبيات كلها فى وصف سرعة الجمل .


    (4) يوماً بى مجالس أُمَّات عروض بنفرِّق
    ويوماً نحن فى العقبة اللهوبة بحرِّق
    يا مسيكة البدف من الدميرة مشرِّق
    برضيك بى ردايفاً قلبى ليهن جرِّق
    البدف :
    إديف بالبجاوية تعنى ذهب ودفنا تعنى إذهبوا وندف تعنى ذهبنا والشاعر يستعمل هذه المفردة البجاوية لوصف ذهاب التمساح للضفة الشرقية للنهر رغم قوة التيار بالنهر .
    (5) من زمن الخليفة الحال بقت مرهُونة
    وعُضام شيابنا راقدات فى المشانق شُونه
    بالقيد والسجن يا أحمودة ما بهدُّونه
    نحن إخوان يريريبة الجزو الدَّرفونة
    الدرفونة :
    الطفلة أو الفتاة الصغيرة فى اللغة البجاوية وهنا الشاعر يشبه حبيبته بالغزالة الصغيرة .
    (6) كم شقِّيت غُربة فيها بقلِّب لونى
    وكم باريت جنيناً فى الخلا بشُورُونى
    ردِّى ببعدوا أصحاب ساحتى ما بريبونى
    كُراعى تقيلة بحرت كفِّى شِن لِحقونى
    بشورونى :
    وهى اللفظة البجاوية التى تستعمل بمعنى بشاورونى أو يأخذوا برأى وتعليماتى وتوجيهاتى .
    (7) عقب الدندر الغيبة ومنوى شروق
    وركز العقب حر فوق جد أبو البرقوق
    يا الخليت الوراك ساف الوطى ومحروق
    كب آخر إيدك يالحورى الجلب مسروق
    برقوق :
    وهى بالبجاوية تعنى الكهل أو الرجل المكتمل الذى تجاوز سن الشباب والبرقوق دائماً مكان إحترام القبيلة بحكم سنه وتجاربه وخبرته. برقوق تستعمل دائماً للمدح .
    ( دَردرنِى الفَقُر لامن بقيت شنكيت
    ودَّنى الغباين لى جبال فرتيت
    أمَّا جبت مالاً فرح أم سُوميت
    وأمَّا فوق جبال تقلى أنجدع ما جيت
    شنكيت :
    طرف التوب فى اللغة البجاوية وهنا الشاعر يشكو حاله البائسة التى جعلته يتعلق بأطراف ثياب الناس طلباً للمساعدة .
    سوميت :
    الخرز فى اللغة البجاوية وهو يستعمل للزينة بواسطة النساء .
    (9) مانى التِّمبِّل أل فى البيت شغلتو حليب
    بدور الشِّدِّة فوق إبلاً شوافى ونيب
    إن حرَّن منحت الشَّكره ما بنعيب
    وإن بَرَدن بنكافيبن سوالف أم طيب
    الِّتمبِّل :
    حيوان ######## ينتشر فى الصحراء وكذلك يقول شاعـر آخر فى نفـس المعنى:
    الولد البدور فوق القبيلة يشكر
    يخلف ساقو فوق بلد العدو ويتوكر
    أمن جاب رضوه البهم ال لهيجو مسكر
    وأما أب صلعة فوق ضلاعو تيتل وكركر
    ويقول آخر:
    مانى التمبل القاعد بقول سويت
    واشهد خالقى كان يوم السؤال قريت
    إن بردن نقود مافى البخيل صريت
    وإن حرن بكار ماهن صفايح زيت
    الشَّكره :
    السمعة الحسنة عند البجا والبجا يتسمون بها ويحبونها فإسم شكراب منتشر عند البجا وكذلك هناك قبائل تسمى بهذه الصفة شكراب وشاكراب وما شابه وقال ود الفراش :
    كم فوق التلوب قمنا وسرينا
    نسند الجار مع الضيف البجينا
    نلاقى السيف مع الحربة السنينة
    مخيرف النور بعرف الشكره فينا
    (10) يقِّن لى خرابك ياعديد نِوِّير
    راحو النايرين فِضلوا البماسحو الكيل
    ود دقلش يكفِّى لى هوايد الليل
    ود نوَّاى كتل فارس التَّقيلة أم حيل
    شغبة وين تقبل بى كبيرة الضيل
    هوايد :
    ظلام الليل والبجا يسمون الليل هواد والشاعره شغبة تمـدح زوجها ود دقلش بأنه مضياف ويستقبل ضيوفه مهما كان الوقت متأخراً بالليل

    يتبع
                  

11-16-2012, 01:52 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    Quote: بعض المفردات من اللغة البجاوية الواردة بقاموس
    اللهجة العامية في السودان
    بقلم / جعفر بامكار محمد
    باحث فى تراث وتاريخ البجا
    (أ) تمهيـد :-
    يشير دكتور عون الشريف قاسم – رحمه الله – الى التيار البجاوى فى لغة وسط السودان بقوله " إذا تركنا التيار النوبى فإننا نصطدم مباشرة بالتيار البجاوى الذى ينساب قوياً فى صلب لهجتنا ويقف شاهداً على أن الاتصال بين المجموعات البشرية فى السودان كان منذ القدم قوياً وحاداً ، فنحن نتحدث باللغة البجاوية حين نذكر المرفعين والبعشوم والبعنيب او نستعمل العنقريب والكركب والفندق والدانة للشرب والسكسك والكرورية او حين نأخذ الشبال فى العرس ونستعمل فى مجال الاطعمة الدوف والقنقر والعنكوليب او نقول لمن لم يحالفه الحظ جلا او ننادى الطفل بالدرفون أو نشكو من الدبس ونبرم الشنب ونطبل البيت بالطبلة ونقول لمن يرحل قنجر ونصف الشفاه الغليظة بالشلاليف وأصل الشلوف عند البجا خرطوم الفيل ونرى أن تأثير البجا فى لهجتنا اعمق من ذلك بكثير . والسؤال الذى يجابهنا هنا هو : هل إمتد نفوذ البجا الى منطقة وسط السودان فأثروا منذ القدم فى اللهجة تأثيراً مباشراً كما فعل النوبة ( : انتهى كلام دكتور عون الشريف قاسم .
    إن الطبقة الحاكمة من العنج البجا والتى حكمت اواسط السودان فى القرن الرابع عشر الميلادى احتفظت بلغتها البجاوية فى الحكم واورثتها لخلفائها من العبدلاب والجعل واستمرت اللغة البجاوية فى الاستعمال فى اواسط السودان لفترة ما حتى اصبحت تياراً فى اللغة العامية السودانية عند سيادتها فى آخر الامر .
    مقدمة :
    يعتبر كتاب قاموس اللهجة العامية في السودان والذي اصدره دكتور عون الشريف قاسم – عليه رحمة الله- من أقيم الكتب التي صدرت في تاريخ السودان وقد حوى مادة قيمة جداً وبعد إطلاعي عليه لاحظت ان هناك بعد المفردات من اللغة البجاوية قد وردت بالقاموس دون ان يلاحظ الدكتور اصلها البجاوي رغم ان الدكتور اورد مشكورا الكثير من المفردات البجاوية واشار الي اصلها البجاوي. اني سوف احاول ان اشير الي بعض هذه المفردات كامثلة مع ايراد شرح دكتور عون الشريف قاسم لها.
    انني لا اقصد باي حال من الاحوال نقد اجتهادات الدكتور بل المساهمة بجهد المقل في اثراء هذا الكتاب القيم :-
    (1) اشــــو :
    قال الدكتور عون الشريف قاسم : (يقولون عربي اشوأى- متبدي- جلف) ويقولون اشاوات للجمع .
    قال البدوي : ذكرني (البرق) العفيفة وللاشوات نزره . وقال آخر : راسية ومن ملاعبها الاشاوي عجاز . ووردت لفظة اشو في كثير من اللغات واللهجات باشكال مختلفة ومعان الغرض منها التهكم والمهانة . ففي بعض اللغات كالكترية تعني الحبشة وكذلك في بعض اللهجات البربرية لشمال افريقيا وفي جنوب الجزيرة العربية تعني البادية بالقياس للحاضرة) انتهي كلام الدكتور .
    اشو في اللغة البجاوية تعني العدو شديد العداوة او الغريب الذي لا يأمن جانبه وبهذا المعني دخلت في العامية السودانية وفي المثالين الذين أوردهما الدكتور المعني واضح فالحبيبة العفيفة بعيدة عن متناول الاغراب والاعداء – والبجا بطبيعتهم ينفرون من الأغراب ويعتبرونهم أعداء حتي ينالون ثقتهم لان درجة هاجس الأمن مرتفعة عندهم وبطبيعتهم شكاكين وحذرين.
    (2) كهنوب وريا :
    قال الدكتور : ( كهنوب) بشاريون صبر
    قال الرباطابي : (قللت صبرنا كهنوبنا وريانا ) انتهي كلام الدكتور .
    كهنوب في لغة البجا هو الحب او العشق وعندما نقول لشخص احب نقول إكهن وعندما نريد ان نقول اننا أحببنا نقول نكهن . اما ريا او رياب فهي المروءة بلغة البجا .
    (3) شعــــرن :
    قال الدكتور : ( شعرن : تهيج واستوحشن )
    قال في الطبقات : ( البقر اشعرنت وشالت اذنابها ) انتهي كلام الدكتور .
    البجا لا ينطقون حرف العين فلذالك كلمة شجاع هي شأرا فرجل شجاع نقول شأرا تك وهكذا ولذلك اعتقد ان مفردة شعرن الواردة بالقاموس لها صلة بكلمة شأرن البجاوية والتى تعنى الشجاعة .
    (4) مـــرفعين :
    قال الدكتور : ( مرفعين حيوان قيل انه هو الذئب ويقولون مرعفين ومنها الفعل تمرعف أي سلك سلوك المرعفين .
    قال الحردلو الصغير في جملة لولح راسو واتمرعف برا السحار (أي كأنه السحار) . (ويقال فيه ايضا مرعفين وهي غالبا حامية الأصل ) انتهي كلام الدكتور .
    هناك في اللغة البجاوية كلمتان تطلقان علي نوعين من الذئاب وهي كلمة كراي وكلمة مرعفين والمرعفين تطلق علي النوع الاكبر او الاضخم من الذئاب . وكلمة مرعفين مكونة من كلمتين وهي (مرا) بمعنى واسع (وفيب) بمعنى بطن أي ذو البطن او الكرش الكبير وبما ان البجا لا ينطقون حرف العين فيقولون مارافيب ومرفعين هي تحريف لمارافيب .
    (5) اوكــــــام:
    وتعني بالبجاوية الجمل ثم تعريفه بأداة التعريف العربية ال وعند البجا الجمل الغير معرف كام وعندما يعرف بأداة التعريف البجاوية (او) يصبح اوكام .
    (6) باشميــش :
    قال الدكتور : انها اسم لسيف مشهور عند البشاريين
    قال الشكري : شلخها باشميش محمود يباهي بحورو .
    أداة نفي الصفة عند البجا هي (با) والممارضه عند البجا تسمى شمشويت والمريض امشا والممارض شامشي وهذا السيف منفي عنه صفة الممارضة أي يقتل الشخص فورا ولا يعطي فرصة لاهله ليمارضوه ويعالجوه من جراحه .
    (7) بلـــــم :
    ذكر لها الدكتور معاني كثيرة ولكنها في البجاوية تعني الجفاف عكس الرطوبة والنحافة عكس البدانة والبجا يكرهون البدانة في الرجال ويمدحون النحافة والرشاقة . وقديما عرف البجا بالبليمين او البلماب او سكان بلاد البلم بلاد الجفاف او الصحراء .
    (8) بلهس وبلاهيس :
    وذكر الدكتور عون الشريف قاسم ان معناها البروش القديمة . قال الفادني عندك وعندي اشبه بي بلاهيس بالية . وعند البجا تطلق كلمة بلهاش علي قطعة البرش القديمة وتضعها النساء البجاويات فوق رؤوسهن عند المناحات .
    (9) بهــــس :
    وذكر الدكتور عون الشريف قاسم ان معناها ضوء الشمس يتسرب من خلال السحب وهي تحمل نفس المعنى في اللغة البجاوية بل ان الفصل الذي يلي فصل الشتاء الذي يمتاز بالامطار والسحب الكثيفة بالبحر الأحمر يسمى بهساب وهو فصل الربيع الذي يبدأ من شهر ابريل ولعل ولاية البحر الأحمر هي الولاية الوحيدة التي تعرف مثل هذا الفصل في السودان.
    (10) توتيب او توتي :
    وهي تعني بالبجاوية القطن واعتقد ان اسم جزيرة توتي اسم بجاوي كما اعتقد ان جبل أولياء هى تحريف لجبل اولي واولي بالبجاوية تعني اتجاه الغرب عكس قنب التي تعني شرق وبالبحر الاحمر محلية تسمى محلية القنب والاوليب أي محلية غرب وشرق جبال البحر الاحمر ولا ننسى ان البجا او العنج كانوا متواجدين وحاكمين لأواسط السودان في القرون الوسطى وقد تكون جزيرة توتي قديما موقعا لزراعة القطن او وجود نبات قطن بري بها او أي احتمال له علاقة بالقطن .
    (11) قمـــــى :
    قال الدكتور عون الشريف قاسم: معناها ذل وصغر فهو قمى
    وقال الشاعر: مكبر توبو مو متمقي .
    وقال المادح : كوي الحسود والشقى اتقما . ومن امثالهم التقماك اقماها أي التي تحقرك حقرها .
    إقم في اللغة البجاوية تعني جهل الشئ او لم يفهمه واوقما او قمى او قماب تعني بالبجاوية الجهل او الضلال وهذه الكلمة لا علاقة لها بالكلمة العربية قمئ بل هي كلمة بجاوية اصلية وقول الشاعر: مكبر توبو مو متقمي اقرب للمعنى بالبجاوية بمعني ان هذا الشخص شخص هام وليس مجهول القدر . وكذلك قول المادح : كوي الحسود والشقي اتقما بمعني ان الشقي تم تجاهله وكذلك المثل الذي يقول التقماك اقماها اقرب للمعني بالبجاوية وهي التي تجهل قدرك او مقامك تجاهلها واهملها .
    (12) تبـــك :
    قال الدكتور عون الشريف قاسم ان تبك وتابك بمعني لاحق والحق ولازم ولعلها مقلوب بكت (ف) ضرب وعنف ومن اقوالهم : ان جاتك في مالك سامحتك وان جاتك في رقبتك تابكتك أي اصابتك بضربة قاضية .
    وقال ابو خشبة جمع العصاة يوما تبك لولاك ما بنحل شبك ومن أغانيهم النعيم دراج للمتابكة أي المشرفة علي الهلاك .
    ان كلمة تبك كلمة بجاوية اصيلة بمعني المكان الشديد الضيق وكلمة وابوك بمعني القاء القبض علي الشخص او الحيوان او الشيء والامساك به بشدة ( ويأبك ) بالبجاوية بمعني قبض او امسك بالشيء ( ونابك ) بالبجاوية بمعنى قبضنا وامسكنا ( وتأبك ) بالبجاوية بمعني قبضت وامسكت بالشيء ومعنى المثل الذي يقول ان جاتك في مالك سامحتك وان جاتك في رقبتك تابكتك اقرب للمعني بالبجاوية فالمصيبة ان جاتك في رقبتك قبضت عليك وامسكت بك بشدة وتمكنت منك وكذلك معنى الاغنية التي تقول النعيم دارج المتابكة اقرب للمعنى بالبجاوية فالمتابكة هي المقبوضة والممسوكة بشدة او متعلقة في مكان ضيق وحرج .
    (13) متلويب :-
    قال الدكتور عون الشريف قاسم ان متلويب تعني ما يخلفه المرء ورأوه من مال وخير. قال الشاعر :
    متلوبيك مو تكاي
    سيد مرنا بيناوي
    وقال آخر : متلوبيك مو دقيق
    وكلمة متلويب كلمة بجاوية أصيلة تعني مؤخر صداق المرأة عند الزواج .
    (14 ) ديفــوت :-
    قال الدكتور عون الشريف قاسم ان معنى ديفوت الغلة المطبوخة بالماء وهي كلمة بجاوية فات علي الدكتور اسنادها الي اللغة البجاوية .
    (15 ) دبلــــو :-
    قال الدكتور عون الشريف قاسم : يقال حمار دبلو ويعنون به حمارا إنسان رخيصا لا يصلح الا للحمل .
    ودبلو كلمة بجاوية اصيلة وفات علي الدكتور اسنادها للغة البجا وهي بجاوية تعني صغير عكس كبير وتطلق علي أي شيء صغير سواء كان انسانا او حيوانا او نباتا او جمادا متى ما كان هذا الشيء يتصف بالصغر .
    (16 ) حـــدربي :-
    قال الدكتور عون الشريف قاسم : ( جمع حداربه اسم عشيرة اصلها من الحضارمة الذين امتزجوا بالبجه ) .
    والحقيقية ان هذه الكلمة البجاوية لا علاقة لها بالحضارمة بل هي مشتقة من كلمة حدري او حدريب وهي تعني بالبجاوية الشخص الكريم. وهي كلمة كانت تطلق علي التجار الذين يسافرون مع القوافل من ميناء باضع لداخل السودان ثم من ميناء عيذاب لمنطقة دنقلا والريف المصري ثم من سواكن لبربر وشندي وغيرها من المراكز التجارية ثم أصبحت لقبا لعموم الطبقة الارستقراطية البجاوية الغنية والحاكمة والمسيطرة علي الموانئ وطرق القوافل التجارية ثم في فترة لاحقه أصبحت كلمة حدارب اسم لقومية باسم الحدارب باريتريا للناطقين باللغة البجاوية (التبداوي) .
    ( 17 ) محلــــق :
    قال الدكتور عون الشريف قاسم : محلق ضرب من ألعمله علي شكل حلقات كانت تستعمل قديما في السودان . وقيل ان أصل الكلمة بجاوية فهي عندهم مهلقات او مهلقاب .
    لقد أصاب الدكتور في كلامه ولكن متى استعملت هذه الكلمة لتعني النقود فالبجا ليست لهم كلمة مرادفه لهذه الكلمة المفتاحية . انني اعتقد ان هذه العملة هي أول عمله عرفها البجا في تاريخهم وقد يكون ذلك قبل زمن موغل في القدم .
    ليت احد يفتينا في هذه المسألة وهل بالسودان أسماء للعملات القديمة مثل كلمة مهلقات او مهلقاب عند البجا . وكيف تكون العملة علي شكل حلقات وهل هناك أي عينة من هذه العملة في المتاحف؟ من يدري ؟ .
    (18 ) رتــــوت :-
    قال الدكتور عون الشريف قاسم تعني الشجعان واورد بيت لهمباتي يقول : كم رابحت جنياتا رتوت وشواقي . واورد بيت من شعر الشاعر ودآنه يقول فيه : راحت لذه المردة الرتوت فرسانا .
    وقال شاعر آخر: ولاد الذين الرتوت .. وردوا ريره ام قلوت
    كلمة رتوت كلمة بجاوية تعني الشجاعة وزيادة بجانب الشجاعة كالكرم وعزة النفس والكبرياء والانفة وكل مكارم الاخلاق السامية واذا وصفت البجاوي بهذه الصفة ام تترك له شيء من المديح وقد فات علي الدكتور نسبه هذه المفرده للغة البجاوية وهو معذور .
    (19 ) دو :-
    قال الدكتور ان معناها الصحراء واورد قول الفادني :
    كمل الدو واتناول القوز ابي ضهاري .
    ودو كلمة بجاوية تعني الوادى الفرعي وليس الوادي الكبير وكل وادي كبير له اودية صغيرة تصب فيه اما الصحراء في اللغة البجاوية تسمى سبوت وقد دخلت العامية السودانية بهذا المعني .
    (20 ) دامـــــر :-
    قال الدكتور عون الشريف قاسم ان دمر بمعنى سكن في مكان الدّمر والدمر مكان الاقامة في اشهر الصيف والدامر اسم مدينة قرب عطبرة وفي اللغة البجاوية كلمة دامر كلمة عامة تطلق علي الموطن أي كان وفي أي زمان. والبجاوي يقول ان دامره هو كذا بمعني ان موطنه المكان الفلاني وعندما يسأل الشخص عن موطنه يسأله اين يقع دامره وليس كلمة دامر مختصة فقط بمدينة الدامر المعروفة .
    (21 ) لامــــاب :-
    قال الدكتور عون الشريف قاسم ان لاماب قبيل من الناس تنسب اليهم بعض الأماكن مثل بري اللاماب واللاماب بحر ابيض وفي البجاوية لاماب تعني الشخص او الحيوان سهل القياد فمثلا جمل لاماب او فرس لاماب عكس صعب القياد وعندما يوصف شخص او اقوام بأنهم لاماب فهذا يعني انهم ضعفاء اوهينين لا مقاومة لهم عند الحرب او الشدائد والبجا يميلون بنفي هذا النوع من الصفات التي لا تعجبهم بأداة النفي المعروفة عندهم وهي (بـا) فالشخص صعب القياد يطلق عليه بالامي وهي صفة مدح عكس لاماب .
    والبجا عادة مولعون بنفي الصفات وليس إثباتها وهذا الامر يلاحظ في أسمائهم باللغة البجاوية وليست أسمائهم ذات الأصل العربي .
    (22 ) انبـــور :-
    قال الدكتور عون الشريف قاسم ان انبور وسم معين توسم به الابل. والانبور في اللغة البجاوية يعني جناح الطائر .
    (23 ) جنــاييت :-
    قال الدكتور عون الشريف قاسم ان جناييت عند الرباطاب نوع من الابل او ركوبها اطلاقا . قال الرباطابي : ما طريت ركوب الجناييت وقد ورد تفسيرها ايضا بمعنى جمع جنى.
    ان كلمة جناييت هي كلمة بجاوية ولكنها تنطق بالبجاوية قناييت حيث ان حرف الجيم نادر الاستعمال في لغة البجا والقناي بالبجاوية هو الغزال والجمع هو قنى فالابل التي يصفها الرباطابي مشبهة بالغزلان وهو وصف او تشبيه شائع عند الشعراء ، اى تشبيه الابل بالغزلان وعند نسب صفة الغزلان للابل تكون الكلمة قناييت مثل بداوييت أي اللغة البجاوية المنسوبه للبجا .
    ونووووووواصل ،،،،،،،،،،،،،،،،،،
                  

11-16-2012, 06:57 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    سوركناب
    سلام يا قريبي
    أهلنا البداويت أو المجاويت او المجا أو المجاي او البليميون .. البجا حاليا ، هم من سلالة كوش ، وأقدم الرعاة والبحارة فى القارة الأفريقية .
    تحولوا إلى مهن الرعي والصيد والتجارة البحرية والتعدين، بعد حدوث جفاف عظيم فى منطقتهم3000 ق م ( جنوب شرق مصر ، وشمال شرق السودان ) ،
    ولطالما كانوا محاربون أشداء .
    وكلمة بجا تعني المحارب أو الحارس فى اللغة المصرية القديمة ، وحتى الآن أسلحتهم وزينتهم الرئيسية هى السيف والحربة والخنجر والشوتال .
    ويتميزون بالقامة الفارعة والنحافة والكتفين العريضين واللون الأسمر والشعر الكث المموج ، ونساءهم بالقوام المعتدل والشعر الطويل المجدول والزينة على الشعر والأنف والجيد والأذنين.
    وولقد شادهت مومياءات لملكات فرعونيات فى المتحف القومي المصري ، كن يرتدين نفس الزينة والفوطة البجاوية ( من الكتان الأبيض ) .
    ..........
    وتشير الدلائل التاريخية إلى أنهم كانوا يسيطرون على المنطقة جنوب أسوان الحالية ، وكانوا فى حالة حروب دائمة مع الفراعنة ، وقد خاضوا حروبات مع الفرعون رعمسيس الثاني الذى خلدهم فى جدارياته .
    كما حاربوا وعقدوا اتفاقيات سلم مع البطالمة والرومان وأبناء عمومتهم النوبة .
    وهم حراس الحدود الشرقية الأشداء ، حتى وقتنا الحالي . وينظرون بالريبة إلى كل من يأتيهم عبر البحر ، حتى يثبت عدم خطره ، وحينها يرحبون به بينهم .

    ونجد لهم ذكر فى السجلات الفرعونية منذ عهد الأسرة القديمة 2135 – 2650 ق م.


    ........
    وحتما لى عودة .
                  

11-16-2012, 08:16 PM

Ahmed al Qurashi
<aAhmed al Qurashi
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 4263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: AMNA MUKHTAR)

    الاخ العزيز ، بجاوي

    سلامات

    وأشكرك على هذا البوست الجميل

    ولقد قرأت هذه المقالات بتمعن وتمتع

    وأحب ان اؤكد ان الثقافة البجاوية كان لها دور كبير في اثراء الثقافة السودانية عامة

    وهناك عادات وتقاليد بجاوية انتشرت في مناطق السودان المختلفة

    وخاصة ان مناطق البجة هي بوابة السودان التجارية والدينية

    حيث كان ميناء سواكن هو الطريق الوحيد للحج حيث يمكث الحجاج شهورا في تلك المناطق

    فيتأثروا بثقافتها وينقلونها لمناطقهم ، وأقصد بالثقافة هنا ذلك الكل المركب من عادات وتقاليد وقيم

    ووسائل كسب العيش وغيرها .

    شكرا لك مرة اخرى وفي انتظار المزيد من المعلومات عن هذه المنطقة وثقافتها وتراثها .

    مودتي



                  

11-17-2012, 01:30 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: Ahmed al Qurashi)

    شكرا الاستاذة امنة مختار والاستاذ احمد القرشى على اثرائكم للبوست وهناك الكثير المخفى فى التاريخ البجاوى ساحاول البحث عنه وعلى ما اذكر هناك كتاب بعنوان ( يوميات باحثة مصرية فى حلايب ) للدكتورة ( نادية بدوى ) الذى استغربت فيه من سر احتفاظ البجا بسحنات اجدادهم رغم قسوة ظروف المنطقة وشبتهم بالفراعنة جاء في كتابها ما يلي عن الفكر والمعتقد والشخصية بالنسبة لشعب البجه (تتصف قبائل البجه بالثبات والاستمرار النسبي، ويبدو هذا واضحاً من استمرارها بنفس الاسم وبنفس الموطن لمدة تزيد على ستة آلاف عام. والثبات على نفس النظم القديمة التي ورثوها عن أجدادهم القدامى. فمن ناحية النظام الاقتصادي نجدهم مارسوا الصيد والقنص من عام 4000 ق. م. وحتى عام 500 ق. م. وبعد أن دخل الجمل مصر عرفوه ومارسوا الرعي حتى اليوم. ومن ناحية المعتقد نجد أن الديانة البجاوية وهي خليط من الديانة الفرعونية والرومانية والزنجية ما زالت تعيش وتحيا وتمارس من خلال العادات والتقاليد التي تمارس في الزواج والميلاد والوفاة والحياة اليومية بالرغم من إعلانهم بالإعتقاد بالدين الإسلامي. وتعتبر اللغة البجاوية العائق الأساسي الذي يعوق البجه عن فهمهم العقيدة والشريعة الإسلامية.
    وكان للبيئة أثر عظيم في عزلة هذا الشعب داخل الصحراء وحفظه بعيداً عن المؤثرات الثقافية التي يموج بها وادي النيل، ونتيجة لتلك العزلة أضحى لدينا شعب مميز في شكله الفيزيقي والذي يقترب كثيراً من ملامح المصريين القدماء، وأيضاً في ثقافته ولغته حيث تعتبر اللغة البجاوية شقيقة للغة الفرعونية وينتميان لأسرة واحدة هي أسرة اللغات الكوشية.
    ويتميز البجاوي بالروح القتالية، فحب القتال قيمة أصيلة ومتأصلة فيه يحرص عليها، وترجع جذورها إلى العصور القديمة حيينما خرج من شعب الصحراء الإله منتو الذي عبده قدماء المصريين وجعلوه إلهاً للحرب ورفعوه لمرتبة الآلهة العظمى وجعلوه زوجاً لـ إيزيس ولنا أن نتصور حال الشعب الذي إنحدر من إله الحرب ــ فالحياة في فلسفته هي الحرب ... والحرب هي الحياة، ويشهد التاريخ على تلك الصفة فهو مليء بالمعارك الكثيرة بين فروع البجه، وبينها وبين جيرانها. وإذا كان حب القتال هو محور الشخصية البجاوية، فإن الملامح الأخرى للشخصية تتمم وتكمل تلك الصفة مثل الصلابة والكبرياء وعدم الخضوع وأيضاً الجمود العاطفي.
    ومن خلال العرض السريع لفكر ومعتقد وشخصية البجاوي، نتأكد من أننا أمام شعب يحتاج لأسلوب وفكر خاص يساعدهم ويعينهم على التنمية التي تأخذ بأيديهم لركب التطور وفي الوقت نفسه لا تعرضهم لأزمة فقدان الذات والتوافق الطبيعي الذي حققوه مع البيئة والحياة الاجتماعية خلال ستة آلاف سنة. ومن هذا المنطلق أطرح تصوري لتنمية المنطقة بشكل متوازٍ من خطين. الأول يتم فيه استغلال وتطوير الثروة الحقيقية التي تملكها الصحراء دون استحداثها، والخط الثاني يتم بتنمية الشخصية البجاوية دون إلغائها أو تشويهها. انتهى حديث دكتورة نادية بدوى
    كما ذكر احد العلماء بأن البجا هم ورثة اللغة الفرعونية تضاربت الاراء حول ذلك والادهى من ذلك تشابهت اسماء كثيرة ما بين اللغة البجاوية واللغة النوبية واللغة الفرعونية وحتما لى عودة مع كل ودى وتقديرى واحترامى .

    (عدل بواسطة بجاوى on 11-17-2012, 01:36 PM)

                  

11-17-2012, 02:31 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    بجاوى
    دبايوا...

    بوست موفق وغنى وخصب لأبعد حدود.. الله يجزيك عنا احسن الجزاء..

    لما اسماعيل باشـا ضرب المك نمر بالكدوس، المك رطن لناسو بالبجاوى عشان الباشا ما يفهـم.. دا يعنى موش المك فقط بل كل اهالى المنطقة كانوا يتحدثون البجاوية.. ودا تاريخ قريب.
                  

11-17-2012, 02:34 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: Abureesh)

    Quote: بعض المفردات البجاوية فى شعر ود الفراش بعض المفردات البجاوية فى شعر ود الفراش بقلم : جعفر بامكار محمد
    (أ) تمهيـد :- يشير دكتور عون الشريف قاسم – رحمه الله – الى التيار البجاوى فى لغة وسط السودان بقوله " إذا تركنا التيار النوبى فإننا نصطدم مباشرة بالتيار البجاوى الذى ينساب قوياً فى صلب لهجتنا ويقف شاهداً على أن الاتصال بين المجموعات البشرية فى السودان كان منذ القدم قوياً وحاداً ، فنحن نتحدث باللغة البجاوية حين نذكر المرفعين والبعشوم والبعنيب او نستعمل العنقريب والكركب والفندق والدانة للشرب والسكسك والكرورية او حين نأخذ الشبال فى العرس ونستعمل فى مجال الاطعمة الدوف والقنقر والعنكوليب او نقول لمن لم يحالفه الحظ جلا او ننادى الطفل بالدرفون أو نشكو من الدبس ونبرم الشنب ونطبل البيت بالطبلة ونقول لمن يرحل قنجر ونصف الشفاه الغليظة بالشلاليف وأصل الشلوف عند البجا خرطوم الفيل ونرى أن تأثير البجا فى لهجتنا اعمق من ذلك بكثير . والسؤال الذى يجابهنا هنا هو : هل إمتد نفوذ البجا الى منطقة وسط السودان فأثروا منذ القدم فى اللهجة تأثيراً مباشراً كما فعل النوبة ( : انتهى كلام دكتور / عون الشريف قاسم . إن الطبقة الحاكمة من العنج البجا والتى حكمت اواسط السودان فى القرن الرابع عشر الميلادى احتفظت بلغتها البجاوية فى الحكم واورثتها لخلفائها من العبدلاب والجعل واستمرت اللغة البجاوية فى الاستعمال فى اواسط السودان لفترة ما حتى اصبحت تياراً فى اللغة العامية السودانية عند سيادتها فى آخر الامر . (ب) الشاعر ود الفراش – شاعر بربر :- هو ابراهيم بن محمد بن إبراهيم وينتهي نسبه الي السيد/ احمد الرفاعي بالعراق .. والفراش لقب عرفت به اسرته في مصر .. هاجر والده من بلبيس بالمديرية الشرقية بمصر الي بربر بإيعاز من والديه لخوفهما علي حياته من التجنيد الإجباري وكان وحيدهما وكان يحمل معه رسالة من الشيخ عليش العالم المالكي الي محمد بك حلمي ابراهيم مدير مديرية بربر فأكرمه وانزله معه حتى اصبح ناظرا علي خاصته .. اما أمــه فهي محبوبة بنت محمد فضل ابنه احد اثرياء بربر الذين هاجروا من مصر وقد تزوجها والد الفراس بموافقة محمد بك حلمي .. وولد ابراهيم عام 1947م وله من الاخوة ثلاثة هم احمد وفاطمة وزينب .. وكان والــده ذا ثقافة دينية وورع واستقامة .. التحق ابراهيم بالخلوة ثم تركها والحقه والده بالمدرسة فتركها .. لما بلغ الرابعة عشر من عمره التحق بالجيش التركي دون مشورة والده وقضي عشرين عاما يتردد بين الحضر والبادية لانه كان مسئولا عن جمع ضرائب القطعان من البجا مما اكسبه معرفة بقبائلهم ولغتهم لانه كان يعمل كثيرا مع السلطة المدنية مندوبا من الجيش وكان موكلا اليه جمع ضرائب القطعان من قبائل البجا وكان يوزع المراسيم الحكومية علي مشايخهم ومكنه هذا العمل من معرفة البجا قبيلة قبيلة ومعرفة طبائعها وعاداتها ومسالك البيداء الموصلة الي كل قبيلة منها كما مكنه من إجادة الكلام بلغتهم حتى قيل في ذلك انه كان بجاويا هرب في صباه وتربي بين قبائل النيل .. كذلك اشترك ود الفراس في بعض الحروب كحرب السلطان هارون بدارفور ثم استقال بعد ذلك من العمل بالحكومة وتوفي حوالي عام 1883م عند بدايات الثورة المهدية ودفن ببرير وكان شجاعا كريما ذا نجده وكان شاعرا فحلا اشتهر بغزلياته .. وكان ود الفراس جميلا جمال الرجولة وكان ابيض اللون فارع القامة بادن الجسم قوى العضلات .. وكان ذكيا حلو الحديث طيب المعشر وكان معتزا بجماله وشجاعته مغرورا بشبابه وكانت من ابرز صفاته الكرم والشجاعة وفي شعره ما يؤكد انه كان متحليا بالشجاعة والخوف من العار .. وقد اتسع قلب ود الفراس لإيواء كل حسناء فقد كان مولعا بالجمال .. وكان ود الفراس يجيد لغة البجا وقد نظم رباعيات ينتهي البيت الرابع منها باللغة البجاوية ولعل في هذا ابتكار سبق به غيره من الشعراء . (ج) سوف أورد فى هذا المقال بعض نمازج من شعر ود الفراش مع التركيز على معانى المفردات البجاوية الواردة فيه مع التعرض لشرح معانى ابيات شعره باختصار لان المجال لا يسمح بذلك وعلى المهتمين بشعر ود الفراش الرجوع لديوانه إن أرادوا ذلك . الغرض من هذا المقال تأكيد ما ورد فى قول الدكتور عون الشريف قاسم رحمه الله وفى حلقات اخرى سوف أتعرض لشعر بعض الشعراء الآخرين ممن ضمنوا اشعارهم مفردات من اللغة البجاوية ....
    (1) بعد ما كُنت ِزينَة بفاشِيبك بنات عرب الجهينة غيَّرتِ المحبة بقيتِ شينَة تشابِهى العُشَرة فى وسط الجنينة بفاشيبك يفاخر بها وفى البجاوية كلمة ( إيموفاش) تعنى تفاخر او تنافس مع آخر أو آخرين واسم ( أوفاش) إسم شائع عند البجا ويعنى الشخص المفتخر وكما نعلم أن أداة التعريف عند البجا هى (أو) وبالعربية تقابلها أداة التعريف (ال) فمثلاً الشيخ والخير والحاج تتحول فى اللغة البجاوية الى أوشيك وأوكير وأوهاج وهكذا وهناك إثنا عشر حرفاً باللغة العربية غير موجودة باللغة البجاوية. اللغة البجاوية تحتوى على ستة عشر حرفاً عربياً بجانب أن اللغة البجاوية لها خمسة أحرف خاصة بها لا يمكن كتابتها باللغة العربية وبذلك تكون جملة الأحرف البجاوية 21 حرفاً منها 16 حرفاً عربياً فقط .
    (2) مرضان أب على مرضاًّ يعيّب مراًّ يحضّر ومراًّ يغيّب من شندى الصباح كان ابقَ طيّب مِخِيرف النُور على الهِضْليم قِريّب
    هضليم او هدليم إسم يطلقه البجا على ذكر النعام لسواد ريشه وهدل تعنى أسود والبجا لهم أربع أسماء فقط للألوان وهو هدل بمعنى أسود وأدروب بمعنى أحمر وإيراب بمعنى أبيض وسوتاى بمعنى أخضر وهم فقراء جداً فى أسماء الألوان لأن بيئتهم الصحراوية لا تتوفر فيها الكثير من الألوان عكس البينات الأوربية التى لها أكثر من ثلثمائة إسم للألوان وبقية أسماء الالوان التى يستعملها البجا غير اصيلة فى لغتهم بل مستعارة من لغات وبيئات أخرى مثل لون الكركم وهو يعنى اللون الأصفر وهو إسم نبات هندى وهكذا.
    (3) ود الأريَل الضارب لُه باجَه مُرعاة الخريف ما شاف عَجَاجَة كمَّلت المعاى ما عندى حَاجَة دحين سافرت قفِّل يا خَواجَه
    عجاج : البجا يستعملون كلمة أجاج وألال للغبار وهم عادة يلجأون لحرف اللام للتقليل او التهوين فإذا كان الغبار كثيراً إستعملوا كلمة أجاج وإذا كان الغبار خفيفاً أو قليلاً استعملوا كلمة ألال وقد ذكرنا أن من ضمن ألوان البجا اللون الأبيض إيرا وإذا لم يكن البياض شديداً استبدلوها بكلمة إيلا ولذلك سموا العيلفون إيلافون بمعنى الفونج الذين ألوانهم أفتح من الوان الفونج الأكثر سواداً ، والبجا يسمون الفونج فون ويحذفون الجيم الأخير وقد ذكر الرحالة الاوربيون أن الفونج منقسمون لفونج سود وفونج أفتح لوناً وهم العبدلاب وحلفاؤهم العرب ولا ننسى أن المناطق التى سيطر عليها العبدلاب وحلفاؤهم العرب كانت محكومة بواسطة العنج البجا فى القرون الوسطى .
    (4) طلع العنقريب نَجماتُه شَبّن حلاةُ ظَهَر التِلوبْ ساعة يَخبّن حِسارن فى الضمير راقد مَغَبّن طريت خُمرة وجَلاداً ليهُ كبّن
    العنقريب وهى كلمة بجاوية أصيلة أصبحت جزءاً من العامية السودانية .
    (5) طَولتَ طُولاً مانى مُجَرَّب اتحمَّل حِمولاً عوجات الزمن لابُد يزولَن بعد دا الحال نَشُوف عُقلاً يجُولَن
    عوجـات والبجا ينطقونها أوجات وأوج بالبجاوية تعنى المرض . من ضمن تقاليد البجا ظاهرة السكناب وهى تعنى الأخبار فعندما يلتقى البجا فى البادية لابد من تبادل الأخبار وهذه الأخبار تحتوى على أخبار الأمطار وأسعار السلع والمواشى والأمراض المنتشرة والأمن. فيما يختص بالأمراض يسألون عن أعراضها ومدى إنتشارها وخطورتها ولهم وسائل فعالة فى الحجر الصحى ولذلك من أهم الأسئلة فى السكناب أوجات كيها ؟ أى إنشاء الله مافى عوجة أى مافى أمراض أو ضعف أو معاناة أو موت .
    (6) دايماً بهادِى واسدَّد فى الشُقوق الباقية وادى حِسار ام زين ترى الحاِرق فؤادى اخير الموت ولا شَمَت الأعادى شَمًت وهى تعنى فى البجاوية اللوم الشديد والبجا لا يحبون اللوم ولذلك يعملوا الف حساب لتلافيه قدر المستطاع وكلمة شمت لا علاقة لها بكلمة الشماتة بل تعنى أقسى أنواع اللوم ويكثر ود الفراش من إستعمالها فى شعره .
    (7) دِيسَة كابى تقول جُبَّينة بَكرَة إيريابِى انا جنيت وكثرت عذابى ماخد ذنبى ليه يا ابوها مابى
    إيريابى وهو أسم الجمل وهو منسوب لقبيلة الإيرياب وهم فرع من فروع البشاريين والكلمة تعنى البشاريون البيض أو ذوى البشرة الفاتحة والبشاريون يعتبرون من أوسم القبائل البجاوية من حيث اللون والتقاطيع وجمالهم تعتبر من أحسن الجمال البجاوية وأشهرها العنافى والكيلاى واو كما أن البشاريون يعتبرون من فرسان البجا وأكثرهم إجادة للمبارزة بالسيف كما أن سيوفهم مشهورة أيضاً .
    (8) ود الأريل الضَارِب وَهَايدُة شَاغِل فِكرى دايماً قلبى رايدُه وَكْت الفومْ يركْرِك فوق فَنَايدُة يهْرد الكَبْدة واب دَمَامى صَايدُة يهــرد
    الهرد عند البجا البجا الذبح فعيد الأضحى عند البجا يسمى (هرودى عيد) والكلمة دخلت فى العامية السودانية لتعنى هذا المعنى بالإضافة لمعنى تمزيق أو قطع اللحم .
    (9) ولف حكيه ياقلبى المريض مابِى الهَديَّة دحين يا بُقَة العسل الرَويَّة بعد باصُور بقيت بركب حويَّة
    باصور هذه كلمة بجاوية قديمة تعنى سرج الجمل الفاخر عكس الحوية والبجا لهم فنون فى صناعة الباصور وملحقاته ويعتبر الباصور من التحف الفنية الرائعة التى يقومون بصناعتها وأذكر مرة فى مناسبة إجتماعية قمنا بإهداء باصور لقنصل الحكومة الهولندية وكان مديراً أيضاً لمصفاة بورتسودان فأُعجب به أشد الإعجاب وأرسل لأسرته بهولندا فإنهالت علينا الطلبات من الهولنديين يطلبون المزيد من الباصور حتى ظننا ان الهولنديين قد فقدوا عقولهم .
    (10) ازمنت غايب بلا مال ان رجع بيقولوا خايب بخاف شَمَت العِدا ولُوم القِرايب حليل سعدية دِيفْة أمَّات حقايب
    حقايب حقايب تعنى فى العامية السودانية العجيزة وهى مشتقة من الكلمة البجاوية حقيب وبالبجاوية تعنى المؤخرة او العجيزة .
    (11) قصيبةً فى أب عََدَار واديها نسَّمْ طويل الليل على والنوم مقسَّم ْ طريت فى البنات اللابسة المرسَّمْ مَسِيخ الجيل بلا ام خَداً موسَّمْ
    عـدار وهى تنطق بالبجاوية أدار وهى تعنى الإحمرار فأدروب تعنى الأحمر وأدار تعنى الإحمرار أو المحمَّر ولأن اسماء الألوان قليلة عند البجا فهم يلجأون فى الغالب لكلمة همش وهى تعنى الرمادى أو الكالح فمثلاً كلمة مدينة همشكوريب مكونة من همش وكلمة كور والمعنى الحرفى للكلمة المكان حيث الكور الرمادى ولا أدرى سبب إطلاق هذا الإسم . فى مؤتمر عالمى عقد بالقاهرة عام 1999م لدراسة كتابة اللغة البجاوية حضره عدد من علماء الدراسات الشرقية فى الدول الأوربية تم النقاش حول مشكلة الألوان عند البجا وتخلف البجا فى هذا المجال ولكن العلماء أخطرونا بان البجا رغم تخلفهم فى مجال الألوان بسبب بيئتهم وقلة الألوان بها إلا أن لغتهم تعتبر من أغنى اللغات فى مجال التشريح فلهم كلمة لكل جزئية من الجسم مهما صغرت وبشكل ملفت يدعوا للإعجاب .
    (12) مربيتى باجَّه تَجَابِد فى الرَسَن خَارتاه دَاجَّه وكت الليل بََرَد والقمرة فَاجَّة تخُب باجات على ناس آمنة حَاجَّة
    مربيـت وهى الناقة الفتية والبجا كما نعلم من أوائل الشعوب التى إهتمت برعاية الإبل وفى هذا المجال لهم تراث كبير والإبل تعتبر من أهم ثرواتهم التى يعتزون بها وقد دخلت الإبل فى ادبهم وشعرهم وهو يملكون الآن افضل أنواع الإبل خصوصاً فى مجال سباق الهجن ولذلك يتهافت عليها الخليجيون ويشترونها بأسعار خرافية .
    (13) كَربِت يا جمل شايف لى نسوَّن لابسات كيد فَقير جَنْفًس مَلوَّن على كسلا ام تََقَاق كان ربَّى هوَّن شَقَا المرَّاح على الفى الحوش مجوَّن
    أم تقــاق كلمة تقيق فى اللغة البجاوية تعنى الإرتفاع وأم تقاق قد تكون الإرتفاع وقد تكون تحريف لام تقيق كما أن كسلا عرفت أيضاً بالتاكا. والتكة والأكة بالبجاوية شجرة الدوم أو ثمرة شجرة الدوم كما قالت شاعرة المرغوماب شغبة وهى تتحدى ملك العبدلاب ... قولوا للملك عجيب ما عندنا ليك إلات برادق ود بقيع والدكرى الكفات أكلنا الأكة ونفطر على نبقات دقت نقارة البركات عرضوا أولاد كمال جوها الدُبس قُتات الواضح أن الشاعرة شعبة ترفض دفع الجبايات للملك عجيب "الات" وتقول له أن أهلها لا يملكون غير الحراب التى يصنعـها ود بقيع وكذلك السيوف السنينة "الدكرى الكفات" وأن ظروفهم صعبة لانهم يأكلون الأكة والنبق وإذا نشبت الحرب فإن المرغوماب والكمالاب "اولاد كمال " على أتم إستعداد وتدافع .
    (14) كترت الجفيل انا ايه عملَّك قبيل مشغول دحين دابى انعدلَّك سروبات الدقا وكتين بدنلَّك بشوف ناس ستنا بيشرَّنفن لك سروبات
    السروب هو شجرة الطندب .
    (15) من هندوب غرب شُفت الصَراية بَشُم طيباً عَبَق مِسكَ الجَدايَة بشوف ناساً سلامُن لى دَبَايَا ترى البُنيان أهل نعمة وعرايا دبايـا
    هى كلمة دبايوا وهى كلمة التحية المعروفة عند البجا وهى تقال عند مخاطبة المفرد دبايوا وعند مخاطبة الجمع تقال دبيانا ويبدوا أن ود الفراش قد خوطب بها فى جماعة فحرف دبيانا الى دبايا .
    (16) انا البحر الكبير ان عبَّرونى وانا رحل الكحل ان ميَّلونى وانا شوك الكِتر إن جرجرونى وانا الجن البخلى الزول ينونى
    ينونى كلمة نينيا تستعمل للشخص عندما يكثر من قول الشعر والتغنى به وبكثرة وهى حالة تتلبس العشاق وعند البجا يعتبر ذلك نوع من الضعف الإنسانى وقد يتطور لنوع من الحالة النفسية الغير سوية أو نوع من الجنون الخفيف .
    (17) انا البحر الكبير حاوى الجزاير وانا الجدرى الوقع فى الحلة داير بشد البانقير سمح النفايل وانا ابراهيم اخو اللابسة الجباير
    البانقير هو إسم يطبق على نوع من الجمال الممتازة التى تتحمل العطش والسفر الطويل والمِنقر بالبجاوية يعنى العطش أو الحاجة إلى الماء. الباء فى أول الأسماء البجاوية هو أداة نفى لصفة فالبجا يهتمون بالصفات فهم إما يلصقوا بك صفة أو ينفوا عنك صفة وقديماً وقبل إنتشار الأسماء العربية والإسلامية كان الأمر كذلك ونلاحظ نفى الصفات من الأسماء البجاوية حتى الآن فهناك إسم باكاش والذى يعنى الذى لا يبخل وإسم باسبار والذى يعنى الذى لايهرب وإسم بامكار والذى يعنى الذى لايستشير معتداً برأيه وإسم باونين الذى يعنى الذى لا يغضب وإسم باقراب والذى يعنى الذى لا يهزم وهكذا عشرات الأسماء من هذا النوع وكذلك الجمل بانقير الذى لا يعطش. أننى أعتقد أن كثيراً من الأسماء التى تبدأ بأداة النفى البجاوية وهى الباء بأواسط السودان مثل باقير و باوقة وبانقا وبسابير قد تكون أصولها بجاوية وقد علمت أن إسم جد سكان قرية البسابير إسمه باسبار وهو إسم بجاوى أصيل ولكن أمر هذه الأسماء بأواسط السودان يحتاج إلى بحث وتحقيق .
                  

11-17-2012, 02:51 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

                  

11-17-2012, 02:51 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: Abureesh)

    Quote: بجاوى
    دبايوا...

    بوست موفق وغنى وخصب لأبعد حدود.. الله يجزيك عنا احسن الجزاء..

    لما اسماعيل باشـا ضرب المك نمر بالكدوس، المك رطن لناسو بالبجاوى عشان الباشا ما يفهـم.. دا يعنى موش المك فقط بل كل اهالى المنطقة كانوا يتحدثون البجاوية.. ودا تاريخ قريب.

    بالتأكيد اخوى ابو الريش وهناك تداخل وتمازج فى هذه المنطقة واغلب العادات والتقاليد متشابهة فى كثير من الاشياء ولذا كان طرحى للسؤال ماهو سر تشابه العادات والتقاليد وطريقة اللبس رغم اختلافاتها الطفيفة الموجودة فى مناطق البجا والجعليين والبطانة وازيعك ايضا ان هناك قبيلة حاليا تسكن فى مناطق الشكرية والبطاحين قبيلة ( الحمران ) وهى فى الاساس تنتمى الى قبائل ( الارتيقة ) ولهم قصة مشهورة مع المك نمر سانشرها لك لاحقا هذه القبيلة برغم اندثار لغة البداويت الا انها لا تزال تحتفظ بنفس العادات والتقاليد كما ايضا افيدك بأن الكثير من المناطق فى ارش الشمال اساميها لها معانى فى اللغة البجاوية بالاضافة الى كلمة ( آب ) والمنتشرة كثيرا فى الشمال وفى كثير من المناطق الاخرى مثل ( رباطاب ميرفاب .......... نوراب ) كثيرة هى وطبعا فى اللغة العربية اللقب او النسب لا يشابه ذلك مثلا اذا اردنا ان ننسب رباط فى اللغة العربية حينها ستكون الكلمة ( رباطيين ) فكلمة ( آب ) ليست موجودة فى النسب العربى ولكن اذا عدنا الى اصل الكلمة فى اللغة البجاوية نجد لديها معنى فمثل ( رباطاب ) تعنى فى اللغة البجاوية ( ابناء او مجموعة رباط ) وهناك الكثير من القبائل البجاوية التى تنتهى ب ( آب ) ( شرعاب , نوراب , حسناب , كرباب , .... الخ ) اشكرك على اضافاتك مع كل ودى وتقديرى واحترامى .
                  

11-17-2012, 03:40 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    Quote: قومية البجا وقومية الارومو باثيوبيا هل من لقاء بعد اكثر من الفى عام من الفراق ؟
    بقلم جعفر بامكار محمد
    باحث في تراث وتاريخ البجا

    1/ تعريف :
    قومية الارومو تعتبر القومية الاكبر في اثيوبيا واغلبهم من المسلمين وليسوا من الاحباش وكلمة حبش لا تطلق الا على قومية التقراى باثيوبيا وقومية التقرينيا باريتريا واغلب قوميات اثيوبيا منة الكوشيين مثل البجا تماماً ويتكلمون بلغات كوشية مثل لغة البجا ، اما الاحباش فيتحدثون لغة سامية مختلفة تماماً عن اللغات الكوشية .
    الكوشيون يعتبرون الاكثر عدداً واقل نفوذاً باثيوبيا ولم يستعيدوا بعض حقوقهم الا في عهد ميليس زناوى حيث تم الاعتراف بحقوق القوميات وقسمت البلاد على اقاليم متساوية في الحقوق والواجبات مع حق كل قومية في تطوير ثقافاتها المحلية .
    2/ ماذا لفت نظرى نحو الارومو ؟
    هناك آثار منتشرة في جميع ارجاء منطقة البجا بولاية البحر الاحمر وولاية كسلا وتسمى الاكرا تهيل وهى آثار قديمة جداً ملفتة في شكلها وطريقة تشييدها.
    وبحثت عن اصل لها فى اغلب الكتابات التى كتبت عن منطقة البجا والتى تمكنت من الاطلاع عليها فلم اجد لها تفسيراً او اثراً وعندما كنت اسأل الاهالى من البجا عن من الذى بنا هذه الآثار كان ردهم دائماً ان الذين بنوها هم اروم واعتقدت ان الاهالى يتقصدون الرومان ولكن عندما اطلعت على علاقات البجا مع الرومان ةوالتى امتدت لاكثر من سبعمائة عام اتضح انها كانت علاقات حرب مستمرة اخذت في البداية طابع الحرب الامبراطورية التوسعية ثم تحولت إلي حرب دينية في شكل حلف بين الرومان الذين تحولوا للمسيحية والاحباش الذين تنصروا وبذلك لم يتح ابداً للرومان ان يستقروا او يحكموا منطقة البجا ليبنوا آثاراً كما ان
    المصادر الرومانية لاتتحدث عن هذه الآثار لذلك استبعدت الرومان ولابد ان يكون المقصود باروم عند البجا قوماً آخرين ولكن من هم ؟ وفى ذلك الوقت لم اكن قد سمعت اى شئ عن قومية الارومو الاثيوبية .
    3/ عند تحرير اريتريا وسقوط اسمرا في ايدى الحركة الشعبية لتحرير ارتريا لجأ عدد كبير من الجنود الاثيوبيين إلي السودان وقد تم حجزهم مؤقتاً بمعسكر بمدينة درديب بالبحر الاحمر وبحكم عملى الحكومى كان على ان امر على هذا المعسكر وعند زيارتى للمعسكر ذهلت للشبه العجيب بين هؤلاء الجنود واهلى البجا وانتابنى احساس طاغ بان هؤلاء هم ابناء عمى بل ان بعضهم رطن معى اعتقاداً منه باننى منهم ولاشك ان معظم اولئك الجنود كانوا من الارومو او القوميات الكوشية الاخرى .
    4/ في احدى سفرياتى بالبص السياحى بين بورتسودان والخرطوم وعندما وصل البص للقضارف ركب البص مندوب الامن للتأكد من هويات الركاب وكان ذلك في بداية التسعينيات والاجرءات الامنية كانت صارمة . وتفقد مندوب الامن وجوه الركاب ثم قال لى انت يا حبشى وين بطاقتك وقد استفزنى هذا الامر كثيراً فلم اقدم اى وثيقة ثبوتية بل قلت له انا سودانى وان شئت تحدثت معك بلغة سودانية عمرها خمسة الف سنة . فقال لابأس فتحدثت معه باللغة البجاوية فاندهش ولم يدرى ما اقول وانفجر ركاب البص بالضحك لان معظمهم من بورتسودان وقالوا له اترك هذا الشخص فهو يتكلم باللغة البجاوية فنزل مندوب الأمن من البص مكسوفاً ولكن هذه الواقعة جعلتنى اتسائل لماذا انا اشبه الاحباش وتذكرت معسكر درديب واولئك الذين اعتبرتهم او احسست بانهم ابناء عمومتى وهذا ما حفزنى للاهتمام اكثر بهذا الموضوع .
    5/ في بداية التسعينات بدأت اسمع عن حركة تحرير ارومو فتذكرت آثار الاكرا تهيل واصرار البجا على نسبتها للاروم ولكن من هم الاروم ومتى كانوا بشرق السودان . لابد ان ذلك كان قبل آلاف السنين ولكن بدأـ البحث عن كل شئ يطلق عليه اروم فوجدت ضمن اشياء اخرى اسم مدينة اروما وبالقرب منها مكلى وهى كلمة حبشية ثم علامة اروم وهو وسم يعمل على ابل قبيلة الكرباب وهى فرع من فروع قبيلة الامرأر وهكذا شئ من هنا وهناك ولكن هذا لا يعد كل شئ ولا يفسر كل شئ.
    6/ عند اطلاعى على حركة وهجرات البجا عبر التاريخ لاحظت ان حركتهم تتجه إلي الجنوب الغربى طبقاً لمتغيرات المناخ وطلباً للمراعى ولا يتجهون لاى اتجاه آخر ولاحظت ان بعض القبائل التى كانت في شمال البحر الاحمر او حول سواكن منذ الف سنة اصبحت الآن في اقصى جنوب منطقة البجا بل بعضها داخل ارتريا او على تخوم اثيوبيا .
    7/ عند اطلاعى على ما ورد بمسلة ملك اكسوم عيزانا وهو اول ملك اثيوبى تنصر وتحالف مع الامبراطورية الرومانية وهى القوة العظمى في ذلك الزمان وشن حرباً دينيه ممولة من الامبراطورية الرومانية التى وفرت له الاموال والسلاح والسفن فغزا اليمن وظفار والسودان .
    عند حديثه عن غزوة السودان وهو اول ملك اثيوبى يغزو السودان في القرن الرابع الميلادى . يقول انه دخل السودان عند طريق نهر تكازي وهو نهر عطبرة بكلام الاحباش واستمر في غزوه حتى ملتقى نهر تكازى مع النهر الكبير اى نهر النيل ثم قام بعد ذلك بتدمير مملكة مروى ثم يذكر ما فعل بالاقوام الذين وجدهم بهذه المنطقة اى منطقة البطانة بين نهر عطبرة ونهر النيل ويذكر الاعداد الكبيرة التى قتلها منهم وذكر اسماء عدة اقوام من بينهم البجا . اذاً البجا كانوا موجودين بمنطقة البطانة كرعايا لمملكة مروى – الغريب انه يذكر في مسلته التاريخية الموجودة الان باثيوبيا بانه لم يقتل البجا بل ساقهم معه لاكسوم واسكنهم في منطقة هناك تعرف ببجا مدر . المؤرخون يفسرون تصرف عيزانا تجاه البجا بانه وجدهم مقاتلين اشداء فاستمالهم واخذهم معه واسكنهم هناك ليكونوا حاجزاً بين مملكته وبين قبائل الآقو الكوشية الشرسة بالهضبة الاثيوبية والتى كانت تضايقه كثيراً .
    هذه الواقعة تثبت ان البجا في القديم لم يكونوا محصورين بجبال البحر الاحمر لان عيزانا لم يأت لهعذه الجبال ولكن إلي اى مدى يمتد تواجد شعب البجا قديماً وهل عبر البجا النيل غرباً . هل كان لهم وجود بكردفان ودارفور وما سر انتشار ووجود نسبة من بعض العناصر الثقافية البجاوية بينهم وبين الكواهلة والكبابيش والشكرية والجعليين . هذا موضوع آخر نتعرض له في مقال لاحق انشاء الله .
    8/ يجمع المؤرخون ان نهاية مملكة اكسوم العظيمة في القرن الثامن الميلادى
    كانت على يد جحافل البجا. من اين جاء هؤلاء البجا ؟ من المؤكد انهم لم يأتوا
    من جبال البحر الاحمر القاحلة الفقيرة . هل هم البجا الذين ساقهم عيزانا قبل اربعمائة عام ؟ .. كيف وصل البجا لاقليم التقراى باثيوبيا حيث توجد اكسوم ثم اين ذهب البجا بعد تدميرهم لاكسوم ؟.. هل عادوا إلي السودان ؟ ام بقوا هناك كسادة منتصرون ؟ .. ام هناك بجا آخرون غير الذين نعرفهم بالسودان ؟. هل هناك اى امل للقاء مع احفاد اولئك البجا الذين تاهوا في مجاهل اثيوبيا وابناء عمومتهم او اخوانهم بجا السودان؟ المستقبل سوف يجيب على هذا السؤال...
    9/ الحمد لله على تقدم العلم والتكنلوجيا وانفجار المعارف والحمد لله على اكتشاف الشبكة العنكبوتية . اننى ومن خلالها اطلعت على كم هائل من المعلومات عن قومية الارومو والقوميات الكوشية الاخرى باثيوبيا ووجدت معلومات مذهلة ومشتركات تربط هذه القوميات بقومية البجا واكاد اؤمن ان الارومو كان لهم وجود فعلى بمنطقة البحر الاحمر وكسلا والبطانة وكانوا من ضمن رعايا مملكة مروى وقد يكونا هم والبجا شعب واحد في ذلك الوقت ثم تفرقت بهم السبل بعد غزوات التنصير الممولة من الامبراطورية الرومانية فافترقوا ولم يلتقوا حتى اليوم وان البجا الذين اسقطوا مملكة اكسوم قد يكونون هم الارومو الذين كانوا يعرفون فى ذلك الوقت باسم البجا. على كل حال الحديث ذو شجون وسنواصل البحث والتنقيب .
    شئ آخر ايضاً لفت نظرى وهو وجود عدد كبير من مفردات اللغة البجاوية في العامية السودانية وذلك بعد طلاعى على القاموس الممتاز الذى اعده البروفيسور د. عون الشريف قاسم طيب الله ثراه وقد قابلته وناقشت معه هذه المسألة ولفت نظره اليها وارجو من اخوتى من مثقفى البجا الاطلاع على هذا القاموس القيم وابداء ملاحظاتهم .
    اطلعت ايضاً على كتاب قيم يتحدث عن الكلمات الاجنبية او غير العربية في القرآن الكريم وقد حصرها المؤلف في ثلاث وعشرين كلمة من ضمنها كلمة اليم وقال ان اصل كلمة اليم عبرى و معناها الماء ولكن الغريب والذى لايعرفه مؤلف الكتاب ان الشعب الوحيد في العالم على حسب علمى الذى يستعمل كلمة يم بمعنى ماء هو الشعب البجاوى . ولم اجد اى شعب آخر حديثاً او البعيدة قديماً استعمل
    كلمة يم بمعنى ماء في الشعوب المجاورة واعتقد ان الموضوع يستحق المزيد من البحث فالكلمة سودانية مائة في المائة وقد وردت في اقدس كتاب انزل للناس ويكفينا هذا فخراً فنحن نعلم ماذا يعنى الماء لشعب البجا الذى يعيش في الصحراء وشبه الصحراء بل ماذا يعنى الماء لكـل شعوب العالم ويقول سبحانه وتعالى :
    ( وجعلنا من الماء كل شئ حى ) صدق الله العظيم .
    وللحديث بقية ...
                  

11-19-2012, 08:05 AM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    يا كافى البلا مافى زول يجى يقول لينا كلامك ده صح ولا غلط ؟؟؟
                  

11-20-2012, 09:10 AM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    Quote: دراسة عن أصول سكان السودان:
    من هم سكان السودان قبل ظهور المسميات القبلية الحالية
    د أحمد الياس حسين
    [email protected]
    من هم أسلاف البجة؟ المِجا - البليم - البِجا 1
    التعرف على أصول السكان والوعي بالذات مسألة هامة وملحة خاصة في الظروف التي تعيشها بلادنا الآن، والتعرف على الأصول والوعى بالذات مسألة صعبة وشاقة تتطلب الكثير من الوقت والجهد وتضافر الجهود والمشاركة الجادة للآقلام المتخصصة وغير المتخصصة. وكنت قد قمت بمحاولة من قبل للتعرف على سكان السودان قبل دخول الاسلام والعرب إلى افريقيا، وتم نشر ذلك في كتاب بعنوان "السودان: الوعي بالذات وتأصيل الهوية"، نشر الكتاب ووزع في نطاق محدود وآمل أن يرى النور في نشرة عامة. وتهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على سكان السودان منذ وصول العرب والاسلام إلى افريقيا وحتى قيام الممالك الاسلامية في السودان في القرن الخامس عشر الميلادي، أي قبل ظهور المسميات القبلية الحالية. وستعتمد الدراسة بدرجة أساسية على مصادر التراث العربي ألى جانب ما يتوفر من المصادر الأخرى مثل المصادر المصرية القديمة واليونانية والرومانية والمصادر الآثارية السودانية، وسوف لن تستخدم الدراسة في هذه المرحلة التراث الشفاهى والمخطوط الذي تناول أصول القبائل في السودان لأن الفترة التي تتناولها الدراسة سابقة لظهور التراث.
    وهذا الجزء من الدراسة يهتم بمنطقة شرق السودان ويبدأ بمحاولة التعرف علي أسلاف قبائل البجة الحالية، ثم التعريف بأرض البجة ثم تتناول الدراسة قبائل البجة ومدنهم قبل القرن الخامس عشر الميلادى. وبالطبع فإن ذلك ليس بالأمر السهل دراسة ذلك نسبة لشح وندرة المعلومات والمصادر خاصة فيما يتعلق بالمناطق الجنوبية من أراضي البجة وسكانها. ويتوفر قدر معقول من المعلومات عن السكان على مناطق النيل والأجزاء الشمالية من بلاد البجة في المصادر القديمة يُمَكِّن من محاولة التعرف على أسلاف البجة الذين سكنوا على ساحل البحر الأحمر وعلى شواطئ النيل والمنطقة الواقعة بينهما.
    ولم تكن المنطقة الصحراوية الواقعة بين النيل والبحر الأحمر بهذا الجفاف الذي يسودها اليوم، بل كانت إلى وقت قريب من بداية الحضارة المصرية تتمتع بقدر وافر من المطروالغطاء النباتي مكن السكان من القيام بدورهم الحضاري في المنطقة. والشعب الذي سكن هذه المنطقة ينتمي إلي السلالة الأصيلة التي كونت سكان وادي النيل منذ فجر تاريخه. وهنالك بعض الآراء التي ربطت أسلاف أولئك السكان بهجرات أتت من شبه الجزيرة العربية في الألف الرابع قبل الميلاد. وقد ناقشنا ذلك في الفصل الأول من كتاب الوعي بالذات وتأصيل الهوية وخلصنا إلى أن كل الدلائل التاريخية والآثارية وضحت أن سكان الصحارى الواقعة شرقي النيل ينتمون إلى السلالة التي كونت السكان الأصليين للمناطق الوسطى والشمالية لنهر النيل ولم يأتوا من الخارج.
    ومن المعروف في التاريخ أن سكان مناطق البجة الحالية عرفوا عند قدماء المصريين واليونانيين والرومان بأسماء متعددة، سنتناول ثلاثة فقط من تلك الأسماء التي اشتهرت في تلك الفترة والتي أطلقت على المجموعة المعروفة اليوم باسم البجة وهذه الأسماء هي: المِجَباري والتُرُجلُدايت والبليميين.
    المِجَباري
    المِجَباري هو الاسم الذي أطلقته المصادر القديمة على السكان الأصليين القدماء على الساحل الغربي للبحر الأحمروالذين تجولوا فى المناطق الشمالية ما بين البحر الأحمر ونهرالنيل. وقد امتدت مناطق استيطان هذه الفئة من مواطن البجة الحالية في السودان وحتى المنطقة الواقعة بين الأقصر والبحر الأحمر في الحدود المصرية الحالية شمالاً.
    وقد عرف المِجَباري قديما بالمازوي والمِجاي والمدجاي والمِجو والمِجا (Medjo و Medju و Medjay) وسنشير اليهم فيما يلي باسم المِجا لأنه أولاً الاسم الأقدم، ولأنه ثانياً الاسم الأخف في النطق والأقرب إلى الاسم الحالى "البجة".
    ولا خلاف بين المؤرخين أن المِجا الذي ورد ذكرهم في الآثار المصرية القديمة منذ الألف الثالث قبل الميلاد والذين عاشوا في الصحراء الواقعة إلي الشرق من إقليم واوات (العتباي) هم أسلاف البجة الحاليين. وقد اشتغل الكثير من المِجا في المهن المتصلة بالتعدين فقاموا بتأمين تلك الأنشطة بالحراسة والخفارة وتولوا مهمة الأتصال وربط مناطق التعدين بالمدن المطلة غلى النيل.
    وقد ساهم المجا بدور فاعل في النشاط التجاري عبر البحر الأحمر ونهر النيل، كما وضحت المصادر القديمة مساهمتهم في النشاط الدبلوماسي مع القوى التي تعاقبت على حكم مصر في ذلك الوقت. وظل اسم المِجا عَلماً على سكان الصحراء الشرقية للنيل حتى القرون الأخيرة السابقة للميلاد حيث بدأ ظهور اسمي التُرُجلُدايت والبليميين. فقد ذكر سترابو الذي نقل عن اراتوستين (Eratosthenes) في القرن الثالث قبل الميلاد أنه: "على جانبي الجزء الأسفل [الشمالي] من مروي على طول النيل في اتجاه البحر الأحمر يسكن المِجَباريون والبليميون، وهم تابعين للاثيوبين [يقصد المرويين] ويجاورون المصريين. وعلى ساحل البحر يسكن التُرُجلُدايت." وهكذا أصبح سكان منطقة البجا يعرفون بثلاث أسماء: المِجا والتُرُجلُدايت والبليميون.
    وسيتضح فيما يلي أن البليمين كانوا يتركزون على مناطق النيل والمِجا يتركزون في المناطق الواقعة بين النيل والبحر الأحمر بجوار التُرُجلُدايت. وعند حديثه عن التُرُجلُدايت قارن سترابو بين اسلحتهم وأسلحة المِجا، فذكر أن عِصي المِجا تنتهي بمقابض من حديد وأنهم يستخدمون في قتالهم الحراب والدرق المصنوع من الجلد غير المدبوغ، بينما يستخدم الآخرون الحراب والسهم والنشاب.
    التُرُجلُدايت
    أصل كلمة التُرُجلُدايت Troglodyte يوناني استخدمها الكتاب اليونانيين لوصف سكان الكهوف في كثير من بقاع العالم كما في حوض الدانوب والقوقاز وافريقيا. وفي افريقيا ذكرت المصادر الكلاسيكية وجود التُرُجلُدايت في تونس وليبيا وأعالي النيل والبحر الأحمر
    وقد جعلت دائرة المعارف encyclopedia.or تُرُجلُدايت البحرالأحمر من أشهر هذه المجموعات، ربما لنشاطهم السياسي والتجاري على سواحل البحر الأحمر السودانية. فقد أطلق بليني على ساحل البحر الأحمر "ساحل التُرُجلُدايت" وذكر إنهم كانوا نشطين في تجارة اللبان في مواني البحر الأحمر.
    وكما ذكرنا فإن سكان منطقة ما بين النيل والبحر الأحمر قد عرفوا في المصادر اليونانية والرومانية بالتُرُجلُدايت والِمَجا والبليميون. وقد استخدمت هذه الأسماء أحيانا للاشارة إلى سكان منطقة بعينها في بلاد البجة الحالية وأحيانا استخدمت كمترادفات للدلالة على سكان كل المنطقة، ويرى الباحثون – مثل محمد ابراهيم بكر: تاريخ السودان القديم ص 46و 81 وماكمايكل: تاريخ العرب في السودان ج 1 ص 38 - أن هذه الجماعات هي نفسها التي أطلقت عليها المصادر العربية فيما بعد اسم البجة
    ومن أقدم النصوص عن التُرُجلُدايت ما جاء في الآثار المصرية القديمة التي ترجع إلى الاسرة السادسة والعشرين في عصر الفرعون نكاو الثاني Necho II (610-595 ق.م.) الذي كان شديد الاهتمام بتجارة البحر الأحمر لدرجة فكر فيها بحفر قناة تربط النيل بالبحر الأحمر وشرع بالفعل في تنفيذ الفكرة.
    وورد في النصوص القديمة والتي جمعها Eide وآخرون ونشرتها جامعة بيرقن عن منطقة النوبة بين القرن الثامن قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي أن الملك نكاو الثاني أرسل حملة نيلية ضد التُرُجلُدايت. ويبدو أن التُرُجلُدايت كانوا منتشرين على مناطق صعيد مصر الأعلى بين النيل والبحر الأحمر، وربما كانت تلك الحملة ضد التُرُجلُدايت على إحدى الطرق الرابطة بين النيل – من منطقة الأقصر - والبحر الأحمر أو قد تكون الحملة مرسلة مباشرة من الصعيد إلى سواحل البحر الأحمر.
    وقد ساهم التُرُجلُدايت في النشاط التجاري على سواحل البحر الأحمر. وتشير الوثائق إلى علاقاتهم المباشرة مع دولة البطالمة بمصر، فقد ذكر بلوتارخ "أن الملكة كليوباترة السابعة لم تكن تحتاج إلى مترجمين عندما يخاطبها مناديب الشعوب المجاورة لمملكتها مثل مناديب الاثيوبيين والتُرُجلُدايت واليهود والسوريين والميديين."
    ويدل ذلك على أن التُرُجلُدايت كانت لهم كيانات سياسية متطورة مكنتهم من تنظيم نشاطهم التجاري وعلاقاتهم الخارجية، ورغم أنه لم يرد ذكر لمملكة ترجلوداتية في الصحراء الشرقية أوالبحر الأحمر في المصادر اليونانية الرومانية – كما حدث للبلبميين - إلا أن قيام مثل ذلك الكيان السياسي يعتبر أمراً لا بد منه خاصة إذا كانت للتروجلودايت علاقات خارجية مثل تلك التي كانت مع البطالمة.
    البليميون
    البليميون هو الاسم الذي أطلقته الآثار الفرعونية والكوشية والمصادر اليونانية والرومانية على سكان منطقة النيل الواقعة جنوبي أسوان. وقد دلت نتائج الأبحاث الجديدة مثل أعمال كلايدي ونترز عالم اللغة المروية المشهور والذي نشر نص نقش كلابشة المروي وهانس بَرنارد الذي اعتمد على الآثار والوثائق التي جمعت عن منطقة شمال السودان ما بين القرنين الثامن قبل الميلاد وحتى القرن السادس الميلادي ونشرتها جامعة بيرقن ووثائق الجبلين المنشورة في كتاب مصطفى محمد مسعد "الاسلام والنوبة في العصور الوسطى" في الملحق رقم 3 وغيرها من المصادر الكلاسيكية التي أرجعت وجود البليميين إلى القرون السابقة للميلاد أمدتنا ببعض المعلومات عنهم حتى القرن السادس الميلادي.
    وقد ربط الباحثون بين البليميين والمِجا مما يرجح أنهم كانو عائشين معا في نفس المنطقة أو ربما كان وجود البليميين أكثر تركيزاً على منطقة النيل والمِجا تجاه البحر الآحمر. فالآثار وضحت أن البليميين دخلوا منطقة النيل جنوبي أسوان في القرن السابع ق.م.، وأن اسمهم بدأ يتردد منذ القرن السادس قبل الميلاد في الاثار المصرية والكوشية.
    وتوضح السجلات المروية أن البليميين قد استقروا منذ القرن الخامس قبل الميلاد على طول المنطقة الواقعة من اسوان حتى منطقة دنقلا في خلال القرون التي سبقت احتلال الرومان مصر في نهاية القرن الأول قبل الميلاد. وذكرت المصادر اليونانية السابقة للميلاد (انظر Mac Michael, A History of the Arabs In the Sudan vol.1 p 3) أن المناطق الواقعة حول أسوان هي مواطن البليميين الرئيسة، ويمتدون جنوبا وشرقا نحو حدود اكسوم وميناء أدولس على البحر الأحمر. وهذا الوصف يتطابق مع مواطن البجة الحالية.
    فالمصادر القديمة - السابقة للميلاد- تناولت كل سكان المنطقة المعروفة الآن ببلاد البجة تحت اسم البليميين مما يؤكد أن شعوب هذه المنطقة أُشير إليها في المصادر القديمة مرة تحت اسم البليميين وأخرى تحت اسم المِجا ومرة أخرى تحت اسم التُرُجلُدايت. وقد ذكر ماكمايكل (نفس المكان السابق) أن الكتاب المسيحيين المبكرين أطلقوا اسم البليميين على البجة.
    ويبدو أن استقرار البليميين في القرون السابقة للميلاد قد ازداد في منطقة جنوبي اسوان، حتى شيد ملك مروي أركاماني (206-186 ق.م.) معبدا في كلابشة لإلاههم مندوليس. ويعتقد كثير من المؤرخين "أن البليميين كانوا السكان الأساسيين الذين عاشوا في الجزء الأكبر من النوبة السفلى [جنوب اسوان] في القرن الميلادي الأول." ولم يكن استقرار وامتزاج البليميين بالسكان السابقين في جنوبي أسوان فقط، بل توضح الآثار الراجعة إلى فترة ما قبل الميلاد أن استقرارهم امتد شمالاً في منطقة طيبة في صعيد مصر.
    لم يتردد ذكر البليميين كثيراً في مصادر القرنين الميلاديين الأول والثاني كما يتضح من النصوص التي جمعها بَرنارد والتي أشرنا إليها سابقاً.، بعكس القرون التالية - من الثالث وحتى السادس الميلادي - والتي شهدت لهم حضوراً دائما ومؤثراً على الأحداث في مصر والسودان. فقد كانت دولة مروي – التي كان البليميون جزءاً منها - على رأس الأحداث فى المنطقة، وقادت الصراع مع الرومان. فقد احتلت مملكة مروي المناطق الشمالية بعد نهاية حكم البطالمة، وهي المناطق التي شرع الرومان منذ دخولهم مصر في التوسع عليها.
    مملكة البليميين
    ازداد عدد البليميين منذ القرن الأول الميلادي كما ذكر المؤرخون. ويبدو أنهم أصبحوا القوة الرئيسة بين الزعامات المحلية وتشربوا بالثقافة المروية. ويرى البعض أن فخار منتصف القرن الثالث الميلادي في كلابشة قد يكون من عمل البليميين الذين تثقفوا وكتبوا نقوشاً مروية واغريقية عثر عليها في معبد كلابشة. وهكذا تهيأ البليميون منذ منتصف القرن الثالث الميلادي للقيام بدورهم القيادي في المنطقة.
    نقل مصطفى محمد مسعد عن مصادره في كتابه (الاسلام والنوبة في العصور الوسطى ص 29) أن العلاقات ساءت بين البليميين والرومان، وبدأ البليميون هجومهم على الرومان عام 250م. وفي نفس الوقت ورد في نص عثر عليه في جزيرة فيلة بجوار أسوان أن الملك المروي تقردماني Teqeridamani 246-266م أرسل سفارة إلى الأمبراطور الروماني حاملاً إليه الهدايا. ويذكر ترمنجهام في كتابه (Islam in the Sudan ص (44 أن تلك السفارة كانت بقيادة أمير بليمي يدعى Pa-smun Ibn Paesi ويصف الأمير نفسه بأنه السفير العظيم إلى روما. والبحث عن سبب السفارة أو سبب إعتداءات البليميين على الرومان يتطلب المزيد من البحث، ولكن لا يبدو وجيهاً أن يكون سبب السفارة –كما يرى البعض - طلب مملكة مروي المساعدة من الرومان الذين أثبتت الوثائق اضطراب الأوضاع في مناطق حدودهم مع مروي.
    وتحالف البليميون مع زنوبيا (الزباء) ملكة (تدمر) في سوريا عندما هاجمت الرومان في مصر. وتحرك الرومان سريعا فهزموا قوات زنوبيا وقضوا على الثوار في طيبة وهزموا البليميين وأجلوهم إلى ما وراء أسوان. غير أن البليميين عاودوا واحتلوا بين مدينتي Coptos & Ptolemais في منطقة طيبة في صعيد مصر.
    وبعد نحو عقدين من السفارة المروية البليمية للبيزنطيين انهارت مملكة مروي في منتصف القرن الرابع الميلادي، و يبدو أن مولد مملكة البليميين المستقلة قد بدأ بذلك الحدث. فكما رأينا من تسلسل الأحداث منذ القرن الثالث الميلادي أصبح البلبميون هم القوة المهيمنة علي حدود مروي الشمالية، وكان من الطبيعي أن يكونوا ورثتها في الحكم على الأقل في مناطق نفوذهم في الشمال. ولم يصبح البليميون - كما ذكر بعض المؤرخين - جنرالات النهر فقط بل اعترف بهم كحكام يديرون شؤون بلادهم بحرية تامة.
    ويبدو أن البليميين قد بدأوا بسط نفوذهم في المنطقة حتى سواحل البحر الأحمر، لأن إحدي الوثائق الرومانية تحدثت عن تعرض بعض القواعد الرومانية على البحر الأحمرلغارة من سفن البليميين عام 378 م. وربما بدأ إسم البليميين ينتشر بعد امتداد نفوذهم شرقاً فأطلق الرومان إسمهم على سكان منطقة التُرُجلُدايت. وقد يؤيد ذلك أيضا ما تردد في المصادر عن ترادف استخدام البيليميين والمِجا والتُرُجلُدايت.
    وقام البليميون في عام 429 م بغارات على منطقة طيبة والواحة الخارجة التي كانت مركزاً رومانياً يطل على حدودهم الصحراوية، ونهبوا الواحة وأسروا بعض سكانها ومن بينهم نسطورس القس المسيحي المشهور الذي كان الرومان قد نفوه هنالك. ولكن أطلق البليميون سراح القس بعد مفاوضات مع قبيلة mazici الأمازيغ الصحراية (ربما طوارق اليوم المعروفين باسم Imashagh). وكانت هذه القبيلة – كما ذكر مصطفى محمد مسعد ص 7- تتجول في الصحراء حتى المنطقة الواقعة بين أسوان والواحة الخارجة.
    وكان انتشار المسيحية قد بدأ في مصر في زمن مبكر، لكن القرن الرابع الميلادي شهد تحولاً كبيراً في العالم المسيحي عندما أظهر الامبراطور قنسطنطين الأكبر (313 – 337) ميله للمسيحية، وانتهى اضطهاد وتعذيب المسيحيين وتمتعت المسيحية برعاية الدولة. وساهمت الاسكندرية – كأحد أهم المراكز المسيحية – في نشر تطور الفكر المسيحي المبكر. وكان من أكبر انجازاتها نشر المسيحية في الحبشة في عهد الامبراطور قنسطنطين الأكبر
    وكانت المسيحية منذ وقت مبكر قد بدأت تنتشر في صعيد مصر وتحولت الكثير من المعابد إلى كنائس في اقليم طيبة، كما تم إنشاء عدد من الكنائس. وفي القرن الرابع الميلادي أُسست أسقفية في فيلة. كما انتشرت المسيحية في اكسوم شرقاً وفي واحات الصحراء الغربية مثل الواح الخارجة. أما في شمال السودان وشرقه المتاخم للحدود المصرية فقد تأخر انشار المسيحية بالمقارنة إلى انتشارها في اقليم طيبة واكسوم والواحات، ربما يرجع السبب إلى الاضطرابات التي عاشها الإقليم منذ بداية الحكم الروماني لمصر.
    وتشير بعض الدلائل على أن الدعوة المسيحية قد بدأت تتسرب إلى مناطق البليميين والنوباديين منذ القرن الرابع، غير أنها لم تنتشر سريعاً فى السودان في القرون المبكرة. ويبدو أن قوة النوباديين قد نمت في المنطقة إلى جانب البليميين وأسس سلكو مملكته منذ عام 530م. إلا أن إحدى الوثائق اليونانية (535-537 م) وضحت أن البليميين والنوباديين كانوا لايزالوان حلفاء. غير أن نشاط البعثات التبشيرية وصلات البيزنطيين بالنوباديين قد حول موقفهم المعادي للوثنية، بينما واصل البليميون سياستهم المعادية للمسيحية. وكان ذلك إيذاناً بنهاية الود والتحالف بين البليميين والنوباديين وبداية الصراع الذي أدى إلى نهاية مملكة البليميين كما تقول المراجع.
    وما توفر من معلومات عن البليميين يشير إلى حقيقتين هامتين: الأولي أن البليميين أصبحوا قبل انهيار مروي بوقت طويل سادة المنطقة وجنرالات النهر، وثانيا يؤكد ذلك تطور نظام حكمهم مما يجعل قيام مملكتهم – تحت ظل المرويين – أمراً مقبولاً. هذه الدلائل تشير إلى أنه من المقبول جدّاً أن يسعى البليميون إلى وراثة مملكة مروي بعد سقوطها. ويزيد ذلك تأكيداً نقش كلابشة الذي تضمن في موضعين الاشارة إلى كونهم ورثة مروي.
    فقد جمع بَرنارد نحو 73 نصا عن البليميين والمِجا والتُرُجلُدايت والبجة ما بين القرن السابع قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي. وبلغ عدد النصوص التي ذَكرت البليميين بالاسم مباشرة أوالتي تضمنت الإشارة اليهم 47 نصاًّ. ويشبر ذلك إلى أن البليميين كانوا القوة المسيطرة في المنطقة وأن اسمهم أصبح أكثر انتشاراً في الوثائق والآثارمن أسماء أبنا عمومتهم المِجا والتُرُجلُدايت، وأصبح علماً عليها في بعض الأحيان. أما اسم البجة فقد اشتهركعلمٍ على كل المجموعات الأخرى منذ القرن السابع الميلادي.
    ومن بين السبعة والأربعين نصاّ جاءت سبعة منها قبل القرن الثالث الميلادي. وبلغت النصوص في القرن الثالث ثمانية نصوص، وفي القرنين الرابع والخامس عشرين نصا، وفي القرن السادس اثنتا عشر نصا. ويدل ذلك بوضوح أن البليميين كانوا موجودين في المنطقة منذ القرن السابع قبل الميلاد إلا أن قوتهم برزت منذ القرن الثالث الميلادي، وأصبحوا عنصرا فاعلا في أحداث كل المنطقة الواقعة ما بين الواح الخارجة غربا والبحر الآحمر شرقاً حيث امتدت غاراتهم في القرون التالية حتي أطراف البحر الأحمرالشمالية. أما في الشمال فرغم كون حدودهم في أسوان إلا أن امتداد نفوذهم تعدى ذلك في القرون التالية إلى منطقة طيبة في صعيد مصر.
    وقد بلغت نصوص القرنين الثالث والرابع الميلادين عشرين نصاّ الأمر الذي يوضح ازدياد نفوذ البليميين في المنطقة. وقد رجحنا فيما سبق قيام مملكة البليميين المستقلة داخل مملكة مروي في القرن الرابع الميلادي، ولعل ما ورد عن ملوك البليميين يؤيد ذلك. فقد وردت اسماء ستة ملوك بليميين فيما جمعه بَرنارد من نصوص، ثلاث منهم قدرت تواريخ حكمهم في القرن الخامس الميلادي والثلاث الباقين في القرن السادس.
    والوثائق الأخرى المرتبطة بالبليميين هي ثلاث وثائق مكتوبة على جلد غزال باللغة اليونانية عثر عليها فلاح مصري في منطقة الجبلين على بعد 25 ميل حنوب مدينة الأقصر. وقد ترجمها إلى الانجليزية كيراون وإمِري، ونقلها إلى العربية وضمنها كملاحق مصطفى محمد مسعد في كتابه الاسلام والنوبة تحت عنوان "الوثائق الدالة على استقرار البليميين في منطقة طيبة"
    الوثيقة الأولى جاءت ترجمتها عند الآتي:
    "أنا شاراشن ملك البليميين، أكتب إلى أولادي شاراشن وشاراتكور وشاراهيت، أنه طبقاً لأمري هذا قد منحتكم حكم الجزيرة المعروفة باسم تناري، وألا يقف في سبيلكم أحد، وإذا أثار الرومان مشاكل وامتنعوا عن دفع الأتاوة العادية لكم فإنه لا الفيلارك ولا الهيبوتيرانوس يمنعانكم من إرغام الرومان على دفع العطايا العادية عن جزيرتي."
    "شاراشن الملك، تنتكنا: أمير القصر – شاهد، كتبه سانسانوس في اليوم الرابع والعشرين من شهر ....."
    وهنالك وثيقة أخرى – رقم أربعة - ذكرها بَرناد clause no. 339، وهي عبارة عن أمر ملكي أصدره الملك باراخيا (Barakhia) إلى صوفيا يشير إلى وضعها أو إقامتها في مكان ما، وقد ورد أن هذا الملك خلف الملك خاراخِن - أو شاراشن كما كتبه مسعد - في الحكم.
    فنحن أمام أربعة نصوص تتعلق كلها بحكم البليميين منطقة في صعيد مصر. وتسوق هذة الوثائق العديد من الأسئلة مثل: ما هي علاقة البليميين بصعيد مصر أو إقليم طيبة؟ وإلى أى مدى امتد نفوذ البليميين على صعيد مصر؟ هل حكم البليميون مناطق أخرى غير جزيرة تناري ولم يصل إلينا ما يوضح ذلك؟ ومتى حكم البليميون جزيرة تناري؟ وقد حاولنا الاجابة على بعض هذه الاسئلة في كتاب الوعي بالذات، ولكن تظل مثل هذه الأسئلة في انتظار المزيد من البحث والتقصي. والذي يثير الانتباه ويتطلب البحث الجاد هو ارتباط ووجود البليميين الواضح - عندما دخل المسلمون مصر - بإقليم طيبة الذي يقع ما بين منطقة الأقصر الحالية وأسوان.
    وكما وضحنا أعلاه فإن البلميين تمركزوا على النيل والمِجِا تمركزوا في الصحراء الشرقية وهم السلالة التي أطلقت عليها المصادر العربية اسم "البجة". ويبدو أن اسم البليميين قد بدأ في الانحسار في القرنين اللذين تليا دخول المسلمين مصر وانحصر في مناطق محدودة في بلاد النوبة. فقد أشار إليهم الجغرافي العربي المشهور الادريسس الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي إلى قبيلة قوية بجوار النوبة تعرف بالبليين، وسنفصل الحديث عنها لاحقاً. وفي نفس الوقت يبدو أن استخدام اسم "المِجا" سكان ساحل البحر الأحمروالصحراء الشرقية قد ساد وفظهر في المؤلفات العربية "البجة".
                  

11-20-2012, 02:57 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

                  

11-21-2012, 04:14 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    من القبائل البجاوية المعروفة فى قبيلة ( الحمران ) وهى فرع من فروع ( الارتيقة ) هذه القبيلة نزحت ودخلت فى حروبات كثيرة فى مناطق الشكرية واستقرت هناك وبالرغم انها فقدت اللغة الا انها لا تزال تحتفظ بكل العادات البجاوية يا ربى يكون فى كم قبيلة بجاوية انصهرت فى مجتمعات اخرى ؟؟؟؟؟
                  

11-22-2012, 09:15 AM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    Quote: من هم سكان السودان قبل ظهور المسميات القبلية الحالية
    ... بقلم: د. أحمد الياس حسين
    حول أصول سكان السودان 2
    أرض البجة ومواردها
    خلصنا في مقالنا السابق ألى أن البجة عرفوا في المصادر القديمة السابقة لظهور الاسلام باسم المِجا والتُرُجلُدايت والبليميين،
    ثم اختفت هذه الأسماء بعد ظهور الاسلام وظهر في مكانها في المصادر العربية اسم البجة. وستتناول هذه الدراسة أرض البجة وقبائلها كما جاءت في المصادر العربية المؤلفة بين القرنين الثالث والتاسع الهجريين (9 – 15 م) ويلاحظ أن تلك المصادر التي تناولت البجة وأرضها انحصرت معلوماتها بصورة عامة في المجموعات الشمالية لقبائل البجة. فقد بدأت صلات المسلمين من مصر مبكراً بتلك المناطق بحكم مجاورتها لهم. وازدادت تلك الصلات سلمية في بعض المرات وحربية مراتٍ أخرى – كما سنفصل ذلك لاحقاً - حتى بداية اشتغال المسلمين في التعدين في منتصف القرن الثالث الهجري (9 م) والذي امتد حتى بداية النصف الثاني من القرن الثامن الهجري (14 م). وكان اتصال المسلمين طيلة هذه الفترة بأرض البجة وبالمجموعات الشمالية.
    جاء تحديد بلاد البجة في المصادر العربية المبكرة تحديداً واسعاً يتعدى في كثير من الأحيان حدودها الشمالية الحالية، وبنفس القدر جاء استخدام لفظ البجة عاماً وواسعا فشمل في بعض الأحيان أقواما وقبائل لا تعرف اليوم بهذا الاسم. وسنحاول فيما يلي التعرف على بلاد البجة وسكانها من خلال أعين أولئك الكتاب.
    تبدأ بلاد البجة من الشمال من منطقة الصحراء الشرقية الممتدة من الأقصر على النيل غرباً وحتى البحر الأحمر شرقاً. يقول ابن سُليم الأسواني في كتابه أخبار النوبة الذي نقله مصطفى مسعد عن المقريزي في كتابه المكتية السودانية العربية: "أول بلد البجة من قرية تعرف بالخربة من معدن الزمرد في صحراء قوص، وبين هذا الموضع وبين قوص ثلاث مراحل" وتقع مدينة قوص إلى الشمال قليلاً من مدينة الأقصر الحالية. ويوضح هذا أن حدود بلاد البجة كانت تمتد في الصحراء شمالاً إلى مناطق أبعد بكثير من امتداد مناطقها الحالية.
    وجعل ابن سليم حد البجة الجنوبي بأول بلاد الحبشة حيث قال " وآخر بلاد البجة، أوّل بلاد الحبشة" غير أن الحدود بين بلاد الحبشة وبلاد البجة لا تبدو واضحة المعالم في المصادر العربية، بل لم يرد اتفاق حول تحديدها. فابن سليم مثلا يرى أن ساحل البجة يمتد حتى جزيرة سواكن وباضع ودهلَك. بينما ذكر الحميري في كتابه "الروض المعطار في خبر الأقطار ج 1 ص 333" أن باضع تقع على ساحل البجة والحبشة، وجعل ابن حوقل في كتابه "صورة الأرض ص 59" الحدود الجنوبية لبلاد البجة أعالي خور بركة بالقرب من باضع حيث "بطون قصعة وهي من أجل قبائل البجة." أما اليعقوبي في كتابه التاريخ ص 21 فقد ذكر تحت عنوان "مملكة البجة" أن "لهم عدة ممالك" وتتبعها من الشمال إلي الجنوب، فكانت آخر ممالكهم وهي السادسة " مملكة النجاشي ... وساحلهم دهلَك."
    وهكذا تبدوا حدود البجة الجنوبية غير واضحة المعالم في المصادر العربية المبكرة، ولكن يبدوا واضحاً أنهم أعتبروا أن ديار البجة تمتد حتى منطقة السهل الشمالي للهضبة الاثيوبية. وقد جاء وصف هذه المناطق في تلك المصادر بما يوضح تمتعها بوفرة الموارد الطبيعية مثل موارد المياه المتنوعة الجارية والجوفية والمطرية. وتحدثت المصادر عن الموارد الزراعية والنباتية والحيوانية والمعدنية، كما تناولت السكان وأنشطتهم التجارية. ومن الطبيعي أن تساعد كل هذه الموارد على كثافة السكان وتعدد المناشط، وقيام المراكز والمدن والممالك وتطور أساليب الادارة. وفيما يلي سنتتبع ما تيسر الاطلاع عليه من نصوص متعلقة بهذه الموضوعات في تلك المصادر.
    وقد ترك لنا ابن حوقل معلومات قيمه ودقيقة في وصفه للمناطق الواقعة على حوض نهر عطبرة وخوري القاش وبركة. وتكتسب معلوماته عن هذه المناطق أهمية خاصة، فقد أبحر ابن حوقل في البحر الأحمر وزار بعض مناطق بلاد البجة وسواحلها، وجمع مادته عن المنطقة بطريق مباشر، واعتمد على الروايات في المناطق التي لم يزرها. ووضح ( ص 233) كيف أنه كان يدقق في جمع .
    تناول ابن حوقل بلاد البجة وسكانها من الجنوب إلى الشمال فبدأ بوصف المناطق الغنية بمواردها المائية والنباتية والحيوانية والسكانية في المنطقة السهلية التي ذكر أنها منتهى ما يصله تجار المسلين من أرض البجة، وعرفها بمنطقة قلعيب وما جاورها من منطقة ملاحيب
    قال ابن حوقل (ص 59) "نواحي قلعيب وهي مواضع ذات مياه في أودية متصلة بجبل يعرف بملاحيب وأكبر أوديته وادي بركة،.وبين قلعيب وبركة غياضٌ عاديةٌ ذات أشجار، وربما كان دائرة الشجرة من أربعين ذراعاً إلي خمسين ذراعاً إلى ستين ذراعاً. وأفنيتها مراتع الأفيلة والزرافات والكركدن والنمر والفهد إلى سائر الوحوش سائمة راتعة في غيلها ومياهها وغياضها. ويتصل بحد ملاحيب من شقه الشرقي وادٍ يعرف بصيغوات كثير الماء أيضاً والشجروالحمر والوحش."
    غياضٌ عادِيَّةٌ يقصد بها أماكن قديمة تتجمع فيها المياه وينبت فيها الشجر. قال الزبيدي في لسان العرب في معنى غياض: "والغَيْضَة مَغِيضُ ماءٍ يجتمع فيَنْبت فيه الشجر وجمعها غِياضٌ وأَغْياضٌ" وقال في معنى عادية "شَجَرة عادِيَّةٌ أَي قَدِيمة كأَنها نُسِبَت إِلى عادٍ وهمْ قومُ هودٍ النبيِّ صلى الله عليه"
    ويقول كرَوفُرد في كتابه مملكة الفونج الاسلامية (باللغة الانجليزية) ان إقليم قلعيب وملاحيب يقع في جنوب أرض البجة، ويرى إمكانية الربط بين قلعيب وبين بيت مالي Malé وهو اسم جبل شمال Agere Mageran على خريطة موزنجر،هو اسم لقبيلة وموضح على خريطة Legean ويرجح كرَوفُرد (ص 104) أن Agere Mageran تقع بالقرب من الحدود الشالية الغربية الأرترية.
    ويواصل ابن حوقل (ص 60): واصفاً منطقة جبل ملاحيب ودلتا القاش وأواسط نهر عطبرة قائلاً: "ويتصل بجبل ملاحيب من شقه الشرقي وادٍ يعرف بصيغوات كثير الماء أيضاً والشجر والحمر والوحوش ... وكأن هذا الجبل آخذ بأوديته من نواحي البحر المالح إلى دُكن [دلتا القاش] وهي أرض مزارع أحواف يجري إليها ماء النيل، ويزرع عليها الذرة والدخن أهل النوبة ومن يحضر معهم من البجة"
    ويرى كراوفورد - ص 96 - أن دلتا القاش عرفت ببلاد التاكا، يقول Sapeto أن الحبش أطلقوا على سكان دلتا القاش Makidaovi . وقد عرِّفت مملكة دُجن أو دُكن بدلتا القاش. وربما كانت دلتا القاش موطناً لسكان قدماء أطلق عليهم بلايني اسم ال Mathetae، والذين ربما كان اسمهم لا يزال عائشاً في اسم Mitatib شمال أروما واسم Temitatei على نهر عطبرة شمال جوز رجب. وربما ارتبط Mathetae باسم قبيل المتت الذين ورد ذكرهم في وثيقة اكسومية ترجع إلى القرن الرابع قبل الميلاد مما يوضح أن منطقة دلتا القاش كانت مأهولة بالسكان منذ العصور السابقة للميلاد.
    ويواصل ابن حوقل – ص 61 - وصف المنطقة "النهر المعروف بسنسابي ويفرع إلى النيل، وأصله من ناحية الحبشة. والنهر المعروف بالدجن يأتي من بلد الحبشة فينقطع في أعمال دجن ومزارعها، ودجن هذه قرى متصلة ذوات مياه مشاجر وزرع وضرع ... وقد تقدم أن وادي بركة يجري من بلد الحبشة مجتازاً على بازين وآخذاً إلى ناحية البُجة، ويصب بين سواكن وباضع في البحر المالح."
    ونهر سنسابي – كما يرى كرَوفُرد ربما هو مارب-قاش الذي يعرف في منطقة البازين كما ذكر موزنجر بـ Sona or soba والدجن أوالدكن هي دلتا القاش. ويقول ابن سليم عن بلاد البجة: "والمواشي من البقر والغنم والضأن غاية في الكثرة عندهم، وبقرهم وحسان معلمة بقرون عظام، ومنها جُم وكباشهم كذلك منمرة ولها ألبان." الجُم هي التي لاقرون لها.
    وذكر وكراوفورد أن الباحثين عرّفوا دُكن بدلتا القاش، كما عرفت ببلاد التاكا. وقد كانت تنتج نوعاً جيداً من القمح كان يحمل إلى سواكن وجدة، وكان سعره في جدة أغلى من القمح المصري. وكان قمح دلتا القاش يتحمل التخزين في المطمورات أكثر من أي نوع آخر من القمح، وفي بعض الأحيان تصل مدة التخزين إلى خمس سنوات يظل القمح فيها جيداً.
    وقد وصف ابن سعيد المغربي في كتابه الجغرافيا الجزء الشمالي من الهضبة الاثيوبية والمنطقة السهلية الممتدة شماليها فوضح وفرة المياه وتواجد الحيوانات مثل الكركدن والأسود والفيلة والغزلان.
    وهكذا تبدو منطقة خور بركة والقاش ونهر سنسابي وامتدادها حتى سواحل البحر الأحمر غنية بالموارد. وإلى جانب ما ورد عن وفرة المياه والزراعة تناولت المصادر أيضاً تنوع الأشجار وكثرة الثروة الحيوانية فيقول:
    " وفي أوديتهم شجر المقل والإهليلج والإذخر، والشيح والسنا والحنظل، وشجر البان وغير ذلك ، وبأقصى بلدهم: النخل وشجر الكرم والرياحين، وغير ذلك مما لم يزرعه أحد ... وفيها سائر الوحش من السباع والفيلة والنمور والفهود والقردة وعناق الأرض والزباد، ودابة تشبه الغزال حسنة المنظر لها قرنان على لون الذهب قليلة البقاء إذا صيدت، ومن الطيور: الببغاء، والنقيط، والنوبيّ، والقماريّ، ودجاج الحبش، وحمام بازين ... ومثل الكركدن والأسود والفيلة والغزلان الأفيلة والزرافات والنمر والفهد إلى سائر الوحوش سائمة راتعة والخيل والماشية "
    ويواصل ابن سليم وتعظم الحيات ببلدهم وتكثر أصنافها، ورُئِيَتْ حية في غدير ماء، قد أخرجت ذنبها والتفّت على امرأة وردت فقتلتها، فرؤي شحمها قد خرج من دبرها من شدّة الضغطة، وبها حية ليس لها رأس، وطرفاها سواء منقشة ليست بالكبيرة إذا مشى الإنسان على أثرها مات، وإذا قُتِلت وأَمسك القاتل ما قتلها به من عود أو حربة في يده، ولم يلقه من ساعته مات، وقتلت حية منها بخشبة، فانشقت الخشبة، وإذا تأمّل هذه الحية أحد، وهي ميتة أو حية أصابه ضررها. وفي البجة شر وتسرع إليه"
    ومن خلالا هذا الوصف يتضح أن المنطقة الواقعة بين دَهلك وباضع وسواكن على ساحل البحر الأحمر شرقا والممتدة غرباً عبر وادي بركة وخور القاش ونهر عطبرة حتى نهر النيل كانت ثرية بمواردها المائية والنباتية والحيوانية. وقد تناولت المصادر اللاحقة أيضاً تلك الثروات كما عند ابن عبد الظاهر في كتابه "تشريف الأيام والعصور بسيرة الملك المنصور قلاوون" في وصفه الموجز للسفارة التي أرسلها السلطان المملوكي لحكام السودان في آخر القرن السابع الهجري (13م) وعند النويري في كتاب "نهاية الأرب في فنون الأدب" للنويري في وصفه للحملة التي أرسلها السلطان المملوكي الناصر محمد عام 716 هـ / 1317 م لتطارد بعض الأعراب الذين قطعوا الطريق لقافلة في صحراء عيذاب والتي وصلت إلى منطقة كسلا الحالية من عيذاب وعبر سواكن ثم واصلت إلى دنقلة عبر نهر عطبرة.
    المعادن
    إلى جانب الثروات المائية والنباتية والحيوانية تميزت بلاد البجة أيضاً بوفرة ثرواتها المعدنية, وتضمنت المصادر العربية المبكرة معلومات قيمة عن أنواع تلك المعادن وأماكنها. فقد قال ابن سليم عن البجة "بلدانهم كلها معادن، وكلما تصاعدت كانت أجود والذهب أكثر" وبين ابن سليم أنواع تلك المعادن من "الفضة والنحاس والحديد والرصاص وحجر المغنطيس والمرقشيتا والجمشت والزمرد وحجارة بيشطا" وأضاف اليعقوبي الجوهر والزمرد. وبين المسعودي موقع معدن الزمرد وفصل أنواعه قائلاً:
    ومعدن الزمرد في عمل الصعيد الأعلى من أعمال مدينة قفط، ومنها يخرج إلى هذا المعدن، والموضع الذي فيه الزمرد يعرف بالخربة مفاوز و جبال ... والزمرد الذي يقتلع من هذا المكان يتنوع أربعة أنواع:
    "النوع الأول منها يعرف بالمر، وهو أجودها وأغلاها ثمنا، وهو شديد الخضرة كثير الماء، يشبه خضرته بأشد ما يكون من السلق خضرة، وهذا اللون غير كدر ولا ضارب إلى السواد. والنوع الثاني يدعى بالبحري، ومعناهم في هذه التسمية هو أن ملوك البحر من السند والهند والزنج والصين ترغب في هذا النوع من الزمرد، وتباهي في استعماله ولباسه في تيجانها وأكاليلها وخواتيمها وأسورتها، فسمي البحري لما ذكرنا، وهو ثاني المر في الجودة وتشبه خضرته بالأول والماء كفراخ ورق الأس الذي يظهر في أوائل أغصان الآس وأطرافه."
    "والنوع الثالث يعرف بالمغربي، ومعناهم في هذه التسمية وإضافتهم إياه إلى المغرب هو أن ملوك المغرب من الإفرنجة والنوكبرد والأندلس والجلالقة والوشكند والصقالبة والروس ... والنوع الرابع هو المسمى بالأصم، وهو أدنى الأنواع وأقلها ثمناً؛ لقلة مائه وخُضرته، وهذا النوع يتفاوت في اللون من الخضرة في القلة والكثرة."
    "وجملة الوصف لهذه الأنواع الأربعة في الجودة والمبالغة في الثمن هو أكثرها ماء وأصفاها وأكثرها خضرة وأنقاها من السواد والصفرة، وغير ذلك من الألوان، مع تعري هذا الجوهر من النموشة، فإذا سلم مما ذكرنا كان في نوعه غايةً في الجودة ونهاية في الوصف، وفىِ حجارته ما يبلغ الخمسة المثاقيل من الوزن، إلى أن ينتهي إلى حد العدسة في المقدار، فيدخل ذلك في النظم من المخانق وغيرها."
    "وقد كانت ملوك اليونانيين ومن تلاهم من ملوك الروم تعظم شأن هذا الجوهر، وتفضله على غيره من سائر الجواهر؛ لما اجتمع فيه من الخواص العجيبة، والمنافع الكثيرة، ولخفته في الوزن دون سائر الجواهر المعدنية."
    "وأكثر ما يوجد من هذه الأنواع الأربعة العروق في الأرض، وهو المتَنافس فيه، إذا سلم من الاعوجاج والثقب، واستقام سلكه، واستطال ما استدار، وأدناه ما ينحل في معدنه من التراب ويلتقط من الطين، وقد يوجد على ظهر الأرض في هذا المعدن في وهاده وجباله وما انخفض وارتفع من أرضه نوعان منه وهما المغربي والأصم المقدم ذكرهما."
    وقد فصل اليعقوبي في كتاب البلدان أماكن تلك المعادن المنشرة حول وادي العلاقي وبين المسافات بينها وذكر بعض أسماء القبائل العربية التي تشتغل في التعدين مثل جهينة وبلي وربيعة. وبين اليعقوبي نحو اثنتي عشرة موقعاً لمعدن الزمرد من بين وادي العلاقي حتى خربة الملك شمالاً، وثمانية مواضع للذهب ما بين وادي العلاقي وميناء عيذاب على البحر الأحمر، وستة مواقع إلى الجنوب من وادي العلاقي يقع آخرها على بعد ثلاثين مرحلة من وادي العلاقي.
    وبينت المصادر العربية علاقة البجة الوثيقة بهذه المعادن في كل المنطقة الواقعة بين صحراء قوص في الشمال وخور بركة في الجنوب. وقد ذكرنا أعلاه أن ابن سليم حدد أول بلد البجة "من قرية تعرف بالخربة من معدن الزمرد في صحراء قوص" وذكر المسعودي أن البجة تنزل موضع الزمرد المعروف بالخربة وتقوم بحمايته، "وإليها يؤدي الخفارات من يرد إلى حفر الزمرد" وأضاف أن البجة كانت تنزل أيضاً حول معدن الزمرد في البر المتصل بأسوان وقريباً منه لأجل القيام بخفره وحفظه.
    ووضح الطبري – في تاريخه - أن البجة يشرفون على معادن الذهب ويقومون بمقاسمة العاملين عليه، "ويؤدون إلى عمال السلطان في مصر في كل سنة عن معادنهم أربعمائة مثقال تبر قبل أن يطبخ ويصفى." ويتضح أن العمل في كل مناطق التعدين كان تحت إشراف البجة الذين كانوا يسيطرون على كل مناطقه. ولكنهم لم يعملوا في استخراجه، بل اكتفوا بمهمة الإشراف واستتباب الأمن في تلك المناطق. فقد ذكر ابن سليم أن المسلمون هم الذين يعملون في هذه المعادن، وهم مسالمون للبجة.
    غير أن الادريسي في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق - ذكر ما يفيد أن البجة كانوا يحتكرون بعض مناطق التعدين ربما لأن العمل فيها لا يحتاج إلى حفر ويتطلب فقط المعرفة التامة بالمنطقة. فقد ذكر أنهم كانوا يقومون بالبحث عن الذهب في بعض المناطق الرملية في صحراء وادي العلاقي في أول ليالي الشهر العربي وآخره. فكانوا يذهبون إلى تلك الرمال ليلاً فإذا أبصر أحدهم التبر يضيء "علّم على موضعه علامة يعرفها وبات هنالك فإذا أصبح عمد كل واحد منهم إلى علامته في كوم الرمل الذي علم عليه ثم يأخذه ويحمله معه على نجيبه فيمضي به إلى آبار هنالك ثم يقبل على غسله بالماء في جفنة عود فيتخرج التبر منه ثم يؤلفه بالزئبق ويسبكه بعد ذلك فما اجتمع لهم منه تبايعوه بينهم واشتراه بعضهم من بعض ثم يحمله التجار إلى سائر الأقطار وهذا شغلهم دأباً لا يفترون عنه ومن ذلك معايشهم ومبادئ مكاسبهم وعليه يعولون."
    ويلاحظ أن الادريسي يتحدث هنا عن البجة بصورة عامة ولا يشير إلى أن هذا العمل تقوم به بعض قبائل البجة المجاورة لتلك الرمال. ويبدو من كلامه وكأن هذا هو كل نشاط قبائل البجة في التعدين. وكثيراً ما تأتي مثل هذه التعميمات في المصادر العربية فتؤدي أحياناً إلى التضارب في المعلومات وأحياناً أخرى إلى الفهم الخطأ لقبائل وتاريخ قبائل البجة. وفي هذه الحالة فقد رأينا أن العلاقة القوية بين البجة والتعدين هي الاشراف والخفارة والتأمين، ويقاسمون بذلك من يعمل في تلك المعادن، هذا إلي جانب النشاطات الرعوية والزراعية والتجارية الأخرى. وليس كما ذكر الادريسي وهو يتحدث عن البجة بصورة عامه أن العمل في البحث عن الذهب في تلك الرمال هو سبيل "معايشهم ومبادئ مكاسبهم وعليه يعولون"
    وكان وادي العلاقي هو المركز والمقر الرئيس لأعمال التعدين، وذكر ابن سعيد أن "العلاقي هو مقر ملك البجة." وقد وصفه اليعقوبي بأنه كالمدينة العظيمة، أو وادِ كالقرية الجامعة كما وصفه الادريسي وذكر بأن الماء فيه من آبار عذبة، وهو مكان تجمع البجة ومقصد التجار وفيه خلق كثير وجمع غزير." وكان أكثر سكان العلاقي من ربيعة من بني حنيفة، من أهل اليمامة كما ذكر اليعقوبي، "وانتقلوا إليها بالعيالات والذرية. ووادي العلاقي وما حواليه معادن للتبر، وكل ما قرب منه يعتمل فيه الناس، لكل قوم من التجار وغير التجار، عبيد سودان يعملون في الحفر، ثم يخرجون التبر كالزرنيخ الأصفر، ثم يسبك".
    وترجع بدايات اتصال المسلمين بالمعدن إلى النصف الأول من القرن الثالث الهجري (9 م) إلى عاملين رئيسين هما: 1. رأي المسلمون مناطق التعدين والآثار القديمة للعمل فيها أثناء الحملة التي قادها ابن الجهم على مناطق البجة عام 216 هـ، فعند نهاية الحملة رجع الكثير ممن اشتركوا فيها للعمل في مناطق التعدين. 2. أوقف الخليفة العباسي المعتصم (ت 227 هـ) صرف العطاء في مصر والذي كان يصرف للعرب مقابل انخراطهم في الجندية فاضطروا للبحث عن بديل يسترزقون منه، وصادف ذلك بداية تعرف العرب لمناطق التعدين فوفدت إليه مجموعات كبيرة منهم. وكان أغلب الوافدين الأوائل من قبائل الحجاز. ثم جاءت ربيعة في منتصف القرن الثالث وأصبحت لهم السيطرة على ما تبقى من القبائل العربية في المنطقة بعد تحالفهم وتصاهرهم مع البجة. وهكذا قاد البجة نشاطاً واسعاً في مناطق التعدين منذ منتصف القرن الثالث الهجري وحتى توقف العمل في المناجم في "سنة بضع وستين وسبعمائة"
    وإلى جانب ذلك شهدت منطقة البجة نشاطاً تجاريّاً آخر وهو صيد اللؤلؤ في مدينة عيذاب. فقد وصف ابن جبير- الذي دخل عيذاب عام 578 هـ - أن مغاص اللؤلؤ في بحر عيذاب "في جزائر على مقربة منها، وأوان الغوص عليه في هذا التاريخ المقيدة فيه هذه الأحرف، وهو شهر يونيه العجمي والشهر الذي يتلوه، ويستخرج منه جوهر نفيس، له قيمة سنية، يذهب الغائصون عليه تلك الجزائر في الزوارق ويقيمون فيها الأيام فيعودون بما قسم الله لكل واحد منهم بحسب حظه من الرزق."
    ويواصل ابن جبير: "والمغاص منها قريب القعرليس ببعيد. ويستخرجونه في أصداف لها أزواج كأنها نوع من الحيتان أشبه شيء بالسلحفاة. فإذا شقت ظهرت الشقتان من داخلها كأنهما محارتا فضة، ثم يشقون عليها فيجدون فيها الحبة من الجوهر قد غطى عليها لحم الصدف. فيجتمع لهم من ذلك بحسب الحظوظ والأرزاق. فسبحان مقدرها لا اله سواه. لكنهم ببلدة لا رطب فيها ولا يابس قد ألفوا بها عيش البهائم؛ فسبحان مجبب الأوطان أهلها، على أنهم أقرب الوحش منهم الأنس."
    ولم يقتصر نشاط قبائل البجة في العمل في التعدين فقط بل كان لهم نشاط تجاري أيضاً في السلع التي يجود يها إقليمهم والأقاليم المجاورة. ورغم أن المصادر لا تمدنا بمعلومات عن أنشطتهم التجارية بقدر ما ذكرت عن عملهم في التعدين. إلا أنه من خلال الاشارات القليلة التي وردت هنا وهناك يتضح منها مساهماتهم المبكرة في الأنشطة التجارية، خاصة وأن سكان المنطقة شتهروا بأنشتهم الجارية الداخلية وفي البحر الأحمر كما وضحت المصادر اليونانية والرومانية كما وضحنا في المقال السابق. وقد تواصل ذلك النشاط بعد دخول المسلمين مصر في الداخل والخارج كما سنلاحظ ذلك عند الحديث عن مدن الحداربة.
                  

11-22-2012, 08:52 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    يا بكرى ابو بكر البوست ده فى ذمتك
                  

11-22-2012, 10:15 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    جاياك يا سوركناب ، بس أفضى .







                  

11-23-2012, 05:15 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: AMNA MUKHTAR)

    يا ريت واحد يجيب لينا ايقاع مشابه للايقاع دع

                  

11-24-2012, 02:48 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    Quote: تأملات في تاريخ السودان: نحو إعادة التركيب
    ... بقلم: د. أحمد الياس حسين
    خلصنا في مقالنا السابق إلى أنه لكى يتسنى لنا إدراك هويتنا وفهم واقعنا المعاصر فهماً صحيحاً علينا إعادة قراءة تاريخنا في كل مراحلة بتأن وصبر. وللقيام بذلك ينبغى تضافر جهود الباحثين في التاريخ والجغرافيا والآثار والانثروبولوجيا والأدب والثقافة وكل ما يتعلق بتراثنا الماضي. وفي كتابي الأول المعنون "السودان: الوعي بالذات وتأصيل الهوية" مقمة لدراسة تاريخ سكان السودان قبل القرن السابع الميلادى حاولت تسليط الضوء على سكان افريقيا الشمالية والغربية وما ورد عن دخول العناصر السامية في افريقيا، كما حاولت تسليط الضوء على تكوّن سكان السودان والعوامل المناخية التي أثرت على ذلك واتجاهات تحركات السكان. وفي مقالاتي الماضية في سودانايل حاولت البحث عن جذور هويتنا وربطها بتراثنا المحلي، وأقوم الآن باعداد الجزء الثاني من كتاب السودان: الوعي بالذات وتأصيل الهوية، وهو محاولة مقدمة أيضاً لدراسة سكان السودان بين القرنين السابع والخامس عشر الميلاديين.
    وكنت قبل نحو أكثر من أربع سنوات قد نشرت في سودانايل موضوعاً تحت عنوان "تأملات في تاريخ السودان: نحو إعادة التركيب" أعيد نشره هنا كمدخل يساعدنا على مانود إثارته من أسئلة في تاريخ السودان.
    *******
    هذه تأملات، والتأملات ليست ممنوعة في مجال التاريخ، ولكن لا يعني هذا أن التاريخ خيال وتأملات، فهذه التأملات محاولة للوصول إلى فرضيات تؤدي إلى الربط بين الأحداث ومحاولة فهمها، ثم تأتي مرحلة البحث في تلك الفرضيات لإثباتها أو نفيها أو تركها معروضة للدراسة إذا تعذر التوصل سريعا إلى أدلة الإثبات أو النفي. وأدلة الإثبات أو النفي تعتمد على المعلومات أو المادة المستخدمة، فكلما كانت المعلومات أو المادة المستخدمة محل الثقة مثل الوثائق أو الأدلة الأثرية كانت النتائج سريعة وموثوق بها ومقبولة، أما إذا كانت المادة المستخدمة في حاجة إلى البحث عن مدى صحتها وامكانية قبولها – مثل الروايات الشفاهية أو المادة المدونة غير المعتمدة على مصادر موثوق بها فإن العمل يتطلب الكثير من الجهد ويجب أولا إخضاع المادة للدراسة لمعرفة ما إذا أمكن الاطمئنان إليها أم لا.
    ولما كان مشوار الكتابة في التاريخ طويلا وصعبا كانت التأملات الميدانية أكثر سهولة، وقد يظن البعض أن هذه التأملات هي التاريخ – كما هو الحال في تأملاتنا في نسب القبائل العربية – وهذا خطأ كبير. وقد بدأت بهذه المقدمة لأنني أريد أن أتأمل في تاريخ السودان، وأضع فرضيات لما يمكن أن يمثل مسارا لتاريخ السودان عبر العصور في ثلاث مراحل، الأولى: المرحلة المبكرة ما قبل عصر كوش، والثانية: عصر كوش وحتى العصر المسيحي، والثالثة: من دخول الاسلام وحتى العصر الحاضر. وستقتصر التأملات هنا على الفترتين الأولى والثانية كما يلى.
    المراحل المبكرة ما قبل عصر كوش
    • الانسان في القارة الافريقية أصيل لم يهاجر إليها من القارات الأخرى، بل النظريات المقبولة الآن والمستندة على الأبحاث العلمية الحديثة ترى أن الإنسان بدأ حياته في السافنا الافريقية ومنها هاجر إلي باقي القارات، وأطلقوا عليه اسم "San-like man" لأن أقدم ممثل له الآن هم شعب السان في جنوب افريقيا. وكان لون بشرة ذلك الانسان اسمراً تتناسب والبيئة التي ترعرع فيها، وهو نفس لون البشرة للسكان الحاليين في السافنا الافريقية.
    • تفرع سكان افريقيا من هذه السلالة (مثل الزنوج والنيليون وسكان الصحراء الذين عرفوا فيما بعد بالحاميين) واكتسبت كل جماعة الخصائص الجسمانية واللونية التي اقتضتها أوضاع بيآتهم.
    • أصول سكان السودان كلهم سلالة ذلك الانسان.
    • وينبغي قبل الحديث عن أجدادنا القدماء – سلالة السان - التعرف على الأوضاع المناخية في المنطقة المعنية بالتأملات - قبل بداية الحضارة المصرية - وهي المنطقة الواقعة بين البحر الأحمر شرقا وتمتد غربا حتى المنطقة الممتدة بين نَبتـا Nabta - الواقعة شمالي شرقي حلفا – وجبل العوينات شمالا إلى منطقة السدود جنوبا. ونلاحظ أن مناخ هذه المنطقة لم يكن كحاله الآن بل كان يتمتع بالبحيرات والأنهار والغطاء النباتي الغني (مثل بحيرات نبتا وميرجا جنوبي نبتا والنهر الأصفر (وادي هوار) وربما أنهار أودية جبرة والملك والمقدم وغيرها.)
    • أتأمل دراسة جيولوجية للنيل وروافده الجارية والجافة.
    •وأتأمل دراسة بداية المرحلة المبكرة لتاريخ أجدادنا منذ استقرارهم على طول هذه المنطقة قبل بداية مرحلة الجفاف التي أوجدت الصحراء الكبرى منذ نحو سبعة ألف سنة، والتعرف على طبيعة حياتهم المبكرة في مراحل الصيد على ضفاف البحيرات والأنهار، فعلى سبيل المثال كان امتداد بحيرة تشاد أكبر بكثير من حجمها الحالي واقليم السدود على النيل الآبيض يمتد أحيانا الى منطقة الخرطوم الحالية. تُرى كيف مارس أجدادنا صيد ورعي الحيوان وكيف تطورت أنظمتهم الاجتماعية والاقتتصادية في الفترات المبكرة (على سبيل المثال تطور الانظمة الاجتماعية في منطقة نبتـا Nabta شمال غرب وادي حلفا قد سبق تطورها على نهر النيل في السودان ومصر) وكيف كانت العلاقات بين سكان هذه المناطق وإلى أي مدى أثّروا على بعضهم (على سبيل المثال وُجدث آثار الزراعة واستئناس الحيوان والتحنيط في المناطق الصحراوية الداخلية غربي النيل قبل انشارها بين قدماء المصريين)
    • أتأمل دراسة عصر الجفاف منذ بدايته قبل نحو سبع ألف سنة في المناطق الغربية من وادي النيل للوقوف على نتائجه على الوضع السكاني وأنشطتهم في المنطقة. وبداية تجمعات السكان علي مصادر المياه على جانبي النيل وقيام الثقافات المبكرة في تلك المناطق وبداية الاحتكاك بينها وبين مجتمعات النيل.
    • أتأمل دراسة النظريات التي ترى أن الاحتكاك والعلاقات بين سكان المناطق الواقعة حول النيل شرقا وبخاصة غربا (التحدي والاستجابة) هو سبب تطور الأنظمة على النيل وقيام حضارته بما في ذلك الحضارة المصرية.
    • أتأمل دراسة النظريات التي ترى انتقال الحضارة من الصحراء إلى وادي النيل، وبدايات التحنيط المبكرة في الحصحراء والأصول الصحراوية للآلهة الفرعونية مثل الإلا آمون والنظريات التي ترى انتقال الحضارة من جنوب الوادي إلى الشمال.
    • أتأمل تتبع الثقافات المبكرة، ما هو معروف لدينا على نهر النيل، وما ينبغي البحث عنه في كل مناطق السودان الأخري وبخاصة الصحارى الشرقية والغربية والأودية الجافة.
    • تتبع العلاقات المصرية السودانية المبكرة المدونة على الآثار المصرية للتعرف على سكان المنطقة.
    • علاقات السودان المبكرة بسكان وثقافات الصحراء الكبرى، مجتمعات نبتا ومناطق تبستي والجرمانت جنوبي ليبيا.
    • كيف يمكن تصور أوضاع السودان كله - وليست الأوضاع على نهر النيل ما بين الخرطوم والشلال الأول فقط – وأوضاع سكانه وعلاقاتهم الداخلية والخارجية وتطور أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
    • هل من الممكن تصور أن سكان السودان الأوائل سلالة السان قد اختلطوا بالسلالات المحيطة بهم جنوبا وشرقا وغربا وعاشوا على كل الأماكن المتوفرة الموارد في حدود السودان الحالي والذين وضّحت بعض آثارهم التي تم الكشف عنها أنهم كانوا سود البشرة قبل قيام حضارة كرمة وقيام الحضارة المصرية (لا يوجد في السودان زنوج بما في ذلك جنوب السودان) وأن أولئك السكان انتشروا على أحواض الأنهار والأودية المعروفة حاليا وأن مناطق غربي النيل كانت امتدادهم الحيوي. هذا الشعب كون الثقافات والحضارات المبكرة التي كشف عن بعضها شمالي الخرطوم، وأن أولئك السكان هم الذين وردت أسماءهم وأسماء بعض مناطقهم في الآثار المصرية مثل: تاستي، تانحسي، واوات، إيام، ارثت، مجا، وكوش.
    • أرى أن نتائج هذه الدراسات ستقودنا إلى التعرف على سكان ولغات وحضارات السودان المبكرة، وربما ساعد التعرف على لغات ولهجات البجا و سكان جبال النوبة وشمال كردفان في فك رموز لغة السودانيين القديمة.
    • وأخيرا كيف نتصور العلاقة بين أولئك السكان القدماء وبين السكان الذين أسسوا حضارة كوش ومروي؟ هل هم الذين تجددت دماؤهم وثقافاتهم ولغاتهم وانتجوا لنا حضارة كوش أم أين ذهبوا؟
    المرحلة الثانية: عصر كوش وحتى العصر المسيحي
    هذه المرحة أوفر مصادرا وأسهل تناولا من المرحلة المبكرة، ومع ذلك فمعرفتنا بها محدودة، وجاءت التأملات عنها في شكل تساؤلات، فكل ما نصبوا إليه هو أن تتوفر لنا المعلومات التي تعرفنا وتربطنا بذلك التراث، وتمكننا من الإجابة على الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام في أذهاننا مثل:
    • ماذا يعني اسم كوش ونبتا ولماذا عرفت المملكة بذلك؟
    • معنى لفظ اثيوبيا - والعلاقة بينها وبين لفظ السودان - وعلى من أطلق.
    • إلى أي مدى تغيرت سمات المجتمع السوداني القديم قبل كوش؟ وكيف برزت سمات المجتمع الكوشي الجديد؟
    • ومن هم أولئك السكان الذين اسسوا المجتمع الكوشي الجديد؟
    • هل كان ذلك المجتمع الجديد استمرارا للجماعات والثقافات القديمة؟
    • ألى أي مدى امتدت الحدود الداخلية للممالك التي قامت في السودان؟
    • ما هي اللغات التي كان يتحدثها أهل السودان في تلك الأوقات؟
    • هل انقرضت تلك اللغات، وكيف؟
    • هل انقرض متحدثوا تلك اللغات؟ كيف ولماذا؟
    • لماذا لا نجد اللغة المروية في لغات سكان شمال السودان الحاليين؟
    • ما هو ارتباط حضارة كوش - بحقبها المتعاقبة - بالشعوب المجاورة لها شرقاً وغرباً؟
    • ما هي السمات المشتركة بين سكان السودان في ذلك الوقت وبين التبو والجرمانتيين في جنوب ليبيا (لغويا وحضاريا وعرقيا)
    • لماذا يوجد العديد من السلات في منطقة جبال النوبة مع صغر حجم المنطقة؟
    • لماذا يوجد في منطقة جبال النوبا ذلك العدد الكبير من اللغات واللهجات؟
    • ما هي العلاقة بين البليميين المستقرين على النيل والبجة البدو؟
    • هل هنالك علاقة بين البليميين والبجة من ناحية وسكان كردفان ودارفور من الناحية الأخرى؟
    • ما هي العلاقة بين سكان النيل وسكان المناطق الواقعة شمالي الهضبة الاثيوبية والبحر الأحمر؟
    • وإذا كان البليميون والبجة سلالة واحدة أين كان مقرهم الأصلي وما سبب انقسامهم؟
    • هل هنالك علاقة بين لغة البليميين واللغة المروية؟
    • إلى أين امتدت حدود الممالك المسيحية في السودان؟ هل هي نفسها حدود الدولة المروية؟ وما هي علاقتها بحدود السودان الحالية؟
    • هل أدى قيام المماك المسيحية في السودان إلى تغير الدين من وثني إلى مسيحي فقط أم كانت هنالك تغيرات عرقية ولغوية؟ وإن كان كذلك كيف تم ذلك؟
    • إلى أي مدى انتشرت المسيحية في السودان؟
    • من هم سكان السودان فى العصر المسيحي؟
    • كيف كان شكل الحكومة والادارة في الممالك المسيحية؟
    • كيف كانت علاقة الممالك المسيحية ببعضها وعلاقاتها بالعالم الخارجي؟
    • ما هي العلاقة بين سكان ولغات السودان في العصر المسيحي وسكان ولغات السودان في العصر السابق له؟
    • ما هي اللغات التي كان بتحدثها السكان في العصر المسيحي؟ وما هي اللغة الرسمية في كل مملكة؟
    • ما هى العلاقة بين السكان الحاليين ولغاتهم في مناطق أعالى النيل الأزرق والنيل الأبيض ونهر عطبرة وخور القاش وبركة وبقية مناطق البجة وجبال النوبة وغرب السودان وبين سكان ولغات الممالك السيحية؟
    • أي نوع من المادة نقدمها في مراحل التعليم قبل العالي عن تارخ السودان؟ وما هي أهدافها؟
    أرى أن الإجابة على مثل هذه الأسئلة ستمكننا من فهم واقعنا المعاصر الذي هو امتداداً لتلك المراحل. ولما كان العصر المسيحي مرتبطا ارتباطا وثيقا وقريبا – انتهى قبل نحو خمسة قرون – بالعصر الذي نعيشه الآن، فإن أحداثه تداخلت وتفاعلت في المرحلة الأخيرة من تاريخ السودان وهي المرحلة الاسلامية. فموضوع العروبة وقضايا النسب العربي في السودان بدأت في العصر المسيحي، ولذلك ستقتصر تساؤلاتنا في العصر المسيحي إلى هذا الحد لتدخل بقية التأملات عن العصر المسيحي في المرحلة الاسلامية.
                  

11-25-2012, 01:27 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)
                  

11-25-2012, 01:38 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: AMNA MUKHTAR)
                  

11-25-2012, 01:47 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: AMNA MUKHTAR)
                  

11-25-2012, 01:58 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: AMNA MUKHTAR)
                  

11-25-2012, 04:39 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: AMNA MUKHTAR)

    استاذة امنة الروابط ما شغالة الحاصل شنو ؟؟؟
    واليك اسهام تانى من الاستاذ احمد سعيد ابو امنة

                  

11-26-2012, 08:55 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)
                  

11-26-2012, 10:41 PM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    كلامك سمح بالحيل .. ونحنا نعاك ناس قراية ساكت :)
    شكراً يا بجاوي
                  

11-27-2012, 11:59 AM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: aydaroos)

    تسلم اخوى عيدروس وفاصل ونواصل
                  

11-29-2012, 11:13 AM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    كبور البجا ومعركة كرري
    .. بقلم: جعفر بامكار محمد

    الكبور في الثقافة البجاوي هو المناحة.. الكبرى عند موت أحد العظماء الافذاذ الذين تجمع قبائل البجا على عظمتهم وهذا الكبور لا يضرب أو يعمل إلا مرتين أو ثلاثة خلال القرن لندرة هذا النوع من الرجال أو النساء وأنا في حياتي لم أشاهد الكبور الا مرتين مرة عند وفاة الشريفة مريم الميرغنية ومرة عند وفاة ناظر الهدندوة الكبير بالقرن الماضي .. والكبور بمعناه الحرفي يعني الطبل الكبير أو صوت الطبل .. وقد يكون عباررة عن قرعة كبيرة توضع على صفحة الماء فى وعاء كبير ويتم الضرب عليها فتصدر صوتاً عجيباً له إيقاع خاص. في هذه المناسبة مناسبة الكبور تلبس النساء البجاويات ملابس الرجال ويحملن السلاح ويضعن على رؤوسهن البلهاش وهو قطعة من البرش القديم مع الرماد ويقمن بعرض على ايقاع الكبور مع كلمات شعر المناحة. كذلك تقوم النساء بعمل مسيرات بالاسواق والاماكن العامة ودور الحكومة مع المناحة والبكاء الشديد والعويل. الكبور عادة بجاوية قديمة نادرة الحدوث وقد تكون سابقة لاسلام البجا ولكنها عادة معروفة وقد تندثر قريباً كغيرها من العادات القديمة شبه الوثنية. مناسبة ذكر هذه العادة البجاوية القديمة هو أبيات شعر رباعي قاله الشاعر الكبير الشكري عبدالله أبو سن أخ الشاعر الكبير الحردلو بعد معركة كرري في نهاية القرن التاسع عشر. والرباعية وردت في مسدار المطيرق ولكني سوف أخذ هذه الرباعية خارج صياغ المسدار ومناسبته وأفسرها بالشكل الذي فهمته به .. فشعر الحردلو وأخيه عبدالله أبو سن تغلب عليه الرمزية الشديدة وقد يعني أحياناً اشياء غير التي تتبادر لذهن القارئ من أول مرة والرباعية تقول الكبور ضرب واتجمع البيشان وجن بنات رفاعة ولبسن النيشان حين جات الرضية وعبت الدشمان زي هنتر نهار يوم صابح أمدرمان الكلمة المفتاحية في هذه الرباعية هى كلمة "كبور" وهي المناحة الكبرى التى مابعدها مناحة عند البجا.. والشاعر عبدالله أبوسن يعرف تماماً معناها ويقصده .. فالشكرية جيران البجا وةأكثر الناس معرفة بهم وبثقافتهم وطقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم .. وهو يعلم أن البجا لايستعملون هذه الكلمة إلا ويقصدون بها المناحة الكبرى ولايمكن أن يستعملوها لاي مناسبة أخرى خصوصاً فى مناسبة كمناسبة فرح كما توحى الكلمات عند القراءة الاولى. ان كان الشاعر عبد الله أبو سن باستعماله لكلمة "كبور" قاصداً معناها في الثقافة البجاوية فما هي مناسبة المناحة الكبرى غير معركة أو مجزرة كرري التي استشهد وجرح فيها الآلاف من السودانيين. كلمة بجاوية أخرى استعملها الشاعر عبدالله أبوسن وهي كلمة بوش ومعناها المحفل الكبير الذي يجتمع فيه الالاف من البشر وجمعها بيشان وهل هناك بوش أو محفل اكبر من الناس الذين تجمعوا صباح ذلك اليوم الحزين في كرري. ويؤكد ماذهبنا إليه ماجاء في البيت الأخير من الرباعية حينما يقول زي هنتر نهار يوم صابح أم درمان في البيت الثاني يذكر بنات رفاعة ولكنه ويا للغرابة يصفهن بانهن لبسن النيشان وهى رمزية بالغة وكلنا نعلم ماذا يعني النيشان وماذا يعني لبسه. ثم أكثر من ذلك يذكر في البيت الثالث أن الرضية عبت الدشمان وهي رمزية بالغة أيضاً فأي رضيه هذه التى عبت الدشمان وهو القتال. ان الشاعر عبدالله أبو سن كان يريد أن يقول شيئاً في نفسه بخصوص معركة كرري ولكن نفسه الأبية السمحة الكريمة لم تطاوعه رغم المرارت والجور والمظالم والجبروت الذي عانت منه أسرته وقبيلته وأهله في الأنفس والاموال أثناء المهدية وحكم الخليفة عبد الله التعايشي .. فالقتلى فى معركة كرري سودانيون ومهما بلغت الخلافات معهم لايمكن السعادة والشماته في موتهم ولذلك لجأ الشاعر للشعر الموغل في الرمزية ولم يفصح وهو الكريم بن الكريم الفصيح البليغ. في البيت الأخير الذي يقول فيه زى هنتر نهار يوم صابح أم درمان ذكر الضابط البريطاني هنتر رغم وجود ضباط بريطانيين آخريين .. لعله اختار اسم هنتر لتشابهه باسم الفارس العربي المشهور عنتر والذي كان يصابح مضارب القبائل العربية للقتال .. وفي هذا الأمر أيضاً معنى ورمزية ... كذلك معظم الشعراء السودانيين صمتوا ولم يقولوا شيئاً إزاء الكارثة الكبرى التي حاقت بالخليفة وأنصاره في معركة كرري ومن قال شيئاً ولو بسيطاً جوبه بالصد والاستنكار من الرأي العام وكان الجميع في حالة صدمة وندم حكاماً ومحكومين وظالمين ومظلومين .. لقد حاق عار الأبد بالجميع. رباعية عبد الله أبو سن الرمزية عجيبة وتستحق التأمل فهي تدل على عبقريته الشعرية وذكائه ودهائه ولنأخذ قافية الأبيات الأربعة وهي كالتالي : بيشان – نيشان –دشمان – أم درمان وحجر الزاوية في هذه القافية هي كلمة أم درمان. ثم شيء آخر فلتحذف كلمات بنات رفاعة والرضية التي وردت في الأبيات على سبيل التمويه فماذا يتبقى لنا من معنى الأبيات؟ مع بعض التصرف البسيط. والمعنى يبدو هكذا:- تجمعوا البيشان ولبسوا النيشان وعبوا الدشمان وصابحوا أم درمان والكبور ضرب الشاعر عندما يقول الكبور ضرب كأنه يتكلم اللغة البجاوية.. فالبجا يقدمون الفاعل أو نائب الفاعل على الفعل عكس مايحدث في اللغة العربية. إن في معركة كرري أو مجزرة كرري درس بليغ فبعض السودانيين قد ظلموا وأساءوا وقمعوا واضطهدوا بعض السودانيين الآخرين مما دفع هؤلاء للارتماء في أحضان الاجنبي الغازي. لقد كان عدد كبير من جنود الجنرال كيتشنر من السودانيين الحاقدين والناقمين على حكم المهدية وكذلك استخبارات كيتشنر وطابوره الخامس من السودانيين –هؤلاء السودانيين الناقمين على اخوتهم الظالمين هم من أباد الجرحى في ميدان المعركة وهم من استباح ام درمان لثلاث أيام وهم من قاموا بنهبها وهتك أعراض نسائها وقتل العزل المستسلمين. الجنود البريطانيون لم يفعلوا ذلك. علينا أن نستخلص العبر والدروس من تلك الايام الحزينة الكاحلة السواد في التاريخ السوداني. يجب ألايدفع السودانيون مرة أخرى للجوء والاستعانة والاستقواء بالأجنبي بسبب الإساءات والفساد والاستفزاز والاستعلاء والمظالم والقمع والاضطهاد والاقصاء .. وعلى أولئك الذين يفكرون في الاستقواء بالاجنبي على اخوتهم الظالمين أن يعيدوا حساباتهم فالصبر على ظلم ذوي القربى وإن طغوا وتجبروا أفضل وأكرم من ذل الخضوع للأجنبي ولنا عبرة بما حدث ويحدث بالعراق وغيره والتاريخ يسجل ولايرحم والندم لايجدى. هنالك نقطة مضيئة في ظلام يوم كرري الحزين هي قصة أهلنا البجا المشاركين في تلك المعركة بقيادة أميرهم عثمان دقنة. الامير عثمان دقنة كان يعلم أن المعركة خاسرة منذ البداية ونصح الخليفة عبدالله التعايشي بالانسجاب من أم درمان وجر الجيش الغازي لصحاري السودان بعيداً عن البواخر الحربية بالنيل وذلك بحكم خبرته الطويلة بالحرب مع البريطانيين بالشرق ولكن الخليفة رفض ذلك الأمر وأصر على الموةاجهة .. فطلب عثمان دقنة من البجا وأسرهم ألا يسكنوا في أم درمان بل يبعسكروا في الخلاء بعيداً عن أم درمان لأنه كان يتوقع أن تستباح المدينة. في يوم المعركة قرر الأمير عثمان دقنة أن يكمن رجاله في خور شمبات وليس في كرري عندما وصل دقنة لخور شمبات قال له رجاله البجا " يأمير هذا المكان بعيد من موقع المعركة والناس قد ذهبوا إلي هناك" فقال الامير دقنة "إن كنتم تريدون أن تقاتلوا البريطانيين فأكمنوا في هذا المكان فإنهم سوف يأتون إليكم" وبالفعل انتهت المعركة في أقل من ساعة واستشهد وجرح أكثر من 16000 سوداني .. وعندما رأى الخيالة البريطانيون تباشير الانتصار وانهزام السودانيين تدافعوا على خيولهم في اتجاه أم درمان فوقعوا في كمين البجا وذبح ذبح الخراف أكثر من ثمانين ضابط بريطاني وكان في ذلك اليوم للشوتال مجده. هؤلاء الضباط المذبوحون في خور شمبات هم الوحيدون الذين قتلوا من جيش الغزاة. بعد عشرين عاماً من معركة كرري فى عام 1920 أصبح تشرشل وهو واحد من الناجين بأعجوبة من كمين البجا أصبح وزيراً لدفاع الإمبراطورية البريطانية سال صديقه بيبي ادميرال البحرية البريطانية آنذاك وكان أثناء معركة كرري قائداً لباخرة حربية على النيل . سأل تشرشل صديقه بيبي "يابيبي أنت كنت على باخرة على النيل وكنت ترانا عندما سقطنا في كمين البجا كيف كان منظرنا ؟" فقال له بيبي : "كنتم مثل حبة الأرز في زيت يغلي".
                  

11-29-2012, 11:32 AM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    Quote: البجا والنوبيون - بعض المشتركات الثقافية
    .. بقلم: جعفر بامكار محمد

    لقد تلقيت مع كثير من الشكر والامتنان مؤلفين عن النوبة اهداء من مؤلفيهما للاطلاع والتعليق والمؤلفان هما : 1. مسودة كتاب للمؤلف الخير ابنعوف بعنوان : اللغة النوبية والحضارات القديمة .. 2. المؤلف الثانى للكاتب / مختار عبد السلام وهو كتاب باسم " السودان وطن الانبياء " الكتابان يدوران حول منطقة النوبة فى اربع محاور هى اللغة - الجغرافيا – الدين والتاريخ وسيغتصر حديثى عن محوري اللغة والجغرافيا وسأتحدث عن محور الدين والتاريخ فى مقال لاحق وسيكون حديثى عن ما هو مشترك بين البجا والنوبة فى اللغة والجغرافيا وسابدا مقالى عن ما ورد بمسودة كتاب الخير ابنعوف " اللغة النوبية والحضارات القديمة ثم من بعده كتاب مختار عبد السلام ( السودان ارض الانبياء ) 1/ يقول المؤلف ابنعوف اسم يوسف يتكون من مقطعين يو وتعنى الام بالنوبية سف و سف اصلها شف وهى قطعة كبيرة من الحلى دائرى الشكل تستخدم بواسطتة النساء فى العنق التعليق :- الشف له نفس المعنى عند البجا كما هو عند النوبيين يقول المؤلف :- 2/ ا سم اسماعيل هو شمويل بالعبرية كما ان سميل يعنى الشيخ بالنوبية وهو ايضاً لقب جامع الضرائب تعليق :- كثير من البجا لاينطقون اسم اسماعيل وابراهيم كما ينطق فى اللغة العربية بل تنطق اسمعيل وابرهيم اوابريم . 3/ يقول المؤلف ورد فى التوراة " قال الله لابرام سارى امرأتك لاتدع اسمها سارى بل سارة" سارى يعنى الطيبة بالنوبية الدنقلاوية والى اليوم يستعمل فى التحية " سارينا قمى التعليق :- سارى فى اللغة البجاوية تعنى الساحر او الشخص الخبيث ولذلك امر الله بتغيير اسمها ولو كانت سارى تعنى الطيبة لما امر الله بتغيير الاسم فى التوراة اما سارينا ااقمى فهى قد تعنى كفاك الله شر السحره والعين والخبئثاء واقمى واقم وتقماك وهى مفردات بجاوية دخلت فى العامية السودانية مثل التقماك اقماها بمعنى التى تتجاهلك تجاهلها وفلان ما متقمى بمعنى شخص مهم غير مجهول المقام . 4/ يقول المؤلف :- ورد فى التوراة ان النبى موسى عليه السلام وجماعته عندما عبروا البحر الى الشرق واغرق الله فرعون وجيشه ضربت مريم ابنة عمران الدف فرحاً بالنجاة والنصر على فرعون والحقيقة الماثلة اليوم ان المنطقة التى تقع على الجهة المقابلة لعبرى تسمى مريم بوت وتعنى بالنوبية ارض مريم او منطقة مريم . التعليق :- كلمة " بوت " بمعنى ارض بالنوبية تحمل نفس المعنى 100% فى اللغة البجاوية. 5/ ورد فى التوراه –سفر عد – اسحاق 33 آية "5 " ارتحلوا من ماره واتوا الى ايليم وكان فى ايليم اثنا عشرة عين ماء وسبعون نخله فنزلوا هناك ثم ارتحلوا من ايليم ونزلوا على بحر سوف . التعليق :- كلمة ايليم كلمة بجاوية مكونة من مقطعين هما ايلا بمعنى ابيض ويم بمعنى الماء الصافى وفى اللغة العبرية القديمة يم تعنى البحر سواء كان مالحاً او عذباً لذلك فان ايليم تعنى الماء الابيض او الماء العذب الصافى 5/ يقول المؤلف اصل كلمة سنار السودانية مكون من سين وتعنى السرة بالنوبية اما " آر فتعنى البرية والارض وتوجد مناطق نوبية كثيرة شبيهة مثل :- كمنار – ارض الجمل وتمنار ارض البطيخ . التعليق :- كلمة كمنار مكونة من مقطعين وهما كم بمعنى جمل وآر بمعنى ارض وعند البجا كام هو الجمل وكم للمجموع اي الجمال وهو نفس المعنى فى اللغة النوبية اما مفرده آر فهى كثيرة فى اللغة البجاوية مثل آر – بعات مصدر مياه مدينة بورتسودان وغيرها وقد تحمل نفس المعنى فى اللغة النوبية 6/ يقول المؤلف " اور " تعنى الملك بالنوبية التعليق :- كلمة اور فى اللغة البجاوية تعنى الابن او الولد وجمع اور اى ابناء او اولاد هى كلمة " آر " مثل امارار او حسن ار او على ار والبجا دائماً يقدمون اسم الفاعل على الفعل او الصفة لذلك فكلمة اور سليم " لايمكن ان تكون بجاوية الا ان تكون سليم اور ولا اعرف قواعد اللغة النوبية هل يقدمون الفاعل على الفعل مثل البجا ام ماذا ؟ 7/ يقول المؤلف :- بعد وفاة مؤسس الاسرة النوبية فى مصر تولى شقيقه شابكا المسمى نفر كا رع التعليق :- اسم الشقيق شابكا لا يمكن ان يتسمى باسم آخر ولكن قد يلقب بلقب ملكى مناسب ومفرده نفر بفتح النون او كسرها مفرده بجاوية بفتحها تعنى الحسن والحلاوة واللطافة وهى تطلق على النساء مثل نفرتيتى وبكسر النون ينقلب المعنى للعكس تماماً فتعنى القبح والفظاظة والوحشية والغلظة وبعض الناس يحبون هذه المعانى لاخافة الناس 8/ يقول المؤلف :- فى اللغة النوبية " ارو " تعنى البحر او النهر تعليق :- " ارو " فى اللغة البجاوية تعنى السفن الشراعية او السمبوك وهو معنى مرتبط بالبحر 9/ يقول المؤلف :- جبل التاكا فى مدينة كسلا – دكا – يعنى السطح الذى يمكن الجلوس عليه وتوتى يعنى الفعل يصعق او يرمى ارضاً اويرفس . التعليق :- كلمة جبل التاكا وتوتيل كلمتين بجاويتين اصليتين فشجرة الدوم فى اللغة البجاوية تسمى اكا وثمرة شجرة الدوم تسمى تاكا اما توتيل فمعناها الماء المتدفق تدريجياً ولا يفيض فيضاناً 10/ يقول المؤلف :- " اكد" وهى تعنى الغلام الذى لم يبلغ سن الرشد . تعليق :- اسم اكد اسم شائع وسط البجا وقد يعنى نفس المعنى فى اللغة النوبية ولكن لست متاكدا من ذلك 11/ يقول المؤلف :- " كا " تعنى البيت . أنكا تعنى بيتنا . إنكا تعنى بيتكم . مانكا تعنى ذلك البيت . بنكا تعنى بيت الرب . التعليق :- بنكا والتى تعنى بيت الرب قريبه من الناحية الصوتية من مفرده " مكه " بشكل لافت . البيت عند البجا قو او ماكواك وماكواك ايضاً قريبة من مفردة " مكة " او بكه وقو البجاوية فى اللغة النوبية تعنى الارض 11/ يقول المؤلف :- الرقم عشرة فى اللغة النوبية يسمى " ديمين " تعليق :- فى اللغة البجاوية الرقم عشرة " تيمين " والتشابه واضح فى المفردتين والمفردة " تيمين " البجاوية تشير للاصابع العشرة فى الكفين التى يمكن ان يتم تناول الطعام بواسطتهما والرقم خمسة عند البجا " اي" اي الكف الواحدة التى لها خمسة اصابع 12/ يقول المؤلف :- درو doro تعنى عجوز كبير السن فى اللغة الدنقلاوية وعند الميدوب دورى dory تعليق :- فى اللغة البجاوية العم او الخال والرجل العجوز كبير السن دورا dora والواضح ان اصل الكلمة واحد 12 يقول المؤلف :- ودق تعنى الشحم بالدنقلاوية ونفس المعنى عند الميدوب تعليق :- ودق تحمل نفس المعنى فى اللغة البجاوية 13/ يقول المؤلف :- اوندى تعنى نوع الذكر بالدنقلاوية وبالمبدوبية اوندى . تعليق :- فى البجاوية إندا تعنى نوع الذكر والواضح ان اصل الكلمة واحد . 14/ يقول المؤلف :- تونكس تعنى آخر الابناء بالدنقلاوية وبالميدوبية توقندى تعنى آخر البطن " آخر العنقود " تعليق :- توقندى تحمل نفس المعنى بالبجاوية بالاضافة لآخر اربعاء بالشهر العربى وويتشائمون منها ولا يبدأون السفر فيها 15/ يقول المؤلف :- " إندو " تعنى هنا بالميدوبيه . نفس المعنى بالدنقلاوية تعليق :- فى اللغة البجاوية " إانتون" تعنى هنا 16/ يقول المؤلف :- " ارى " المطر بالميدوبية " ارو " المطر بالدنقلاوية " تعليق :- " ارو نيوت " بالبجاوية السحاب الذى يجلب المطر . 17/ يقول المؤلف :- " اسلو " ولع النار شديد بالميدوبية " اولى " بالدنقلاوية . تعليق :- " اسلا " او " سليا " بالبجاوية ولع النار شديد ومشهور سلات البجا وهى لحم مشوية على حجارة حامية . 18/ يقول المؤلف :- اعجمى اصلها بالنوبية " اقمى agums " وتعنى غير واضح او مبهم . تعليق :- فى البجاوية " إقم " تعنى لم يفهم " اقمنا " لم يفهموا " نقم " لم نفهم وهكذا 19 يقول المؤلف :- عزرائيل اصلها بالنوبية " ادرائيل " وتعنى المشل للحركة . تعليق :- فى اللغة البجاوية " ادر " تعنى قتل و " مدر " عملية القتل و " مدور " القاتل 20/ يقول المؤلف :- ايلوم فى النوبية تعنى التمساح تعليق :- فى البجاوية " ليما " هو التمساح والواضح ان اصل الكلمة واحد تعليق على كتاب السودان وطن الانبياء 1/يقول المؤلف :- " الاموريون هم سكان وادى امور الذى يتجمع من مرتفعات البحر الاحمر " الاوليب " ليصب فى النيل شمال الشريك الحالية " تعليق :- تنقسم منطقة البجا لمناطق مشهورة وهى من الشمال للجنوب كالاتى بدون تفصيل لها 1. بشاره 2. عيتباي 3. القنب 4. هاقنب او معدام 5. الاوليب 6. تمارا 7. بركه 8. القاش 9. بيلول 10. قاش داى وأهم الخيران من الشمال للجنوب 1. الدئيب 2. اوكو 3. هييت 4. آمور 5. خور عرب 6. لنقيب 7. بركه 8. القاش معظم خيران منطقة البجا تصب فى البحر الاحمر ماعدا وادى آمور وهو الاخطر من الناحية التاريخية والعسكرية والغزوات والهجرات فهو يصب مباشرة فى النيل . فى اوقات الخريف عندما تكون الظروف مناسبة وتتوفر به المياه فهوتاريخيا طريق الغزاة البجا لوادى النيل . لذلك فقد عبره جبابرة العنج والبلو البجا وغيرهم من قبل عبر التاريخ .لذلك نجد القلاع والحصون والاستحكمات العسكرية بالضفة الشرقية للنيل فقط وخصوصا عند مصب وادى امور ولا نجد اي آثار عسكرية لصد الغزاة بالضفة الغربية للنيل . كما ان امور قديماً كان طريق الهجرات البشرية من الكوشيين من الشرق لكردفان ودارفور وماورئهما . " يقول المؤلف " جاء فى سفر حزقيال " قال السيد الرب لاورشليم مخرجك ومدخلك من ارض كنعان ابوك امورى وامك حثية " وكما نعلم فان كنعان هو الاب المبجل لكوش العظيم 16 يقول المؤلف :- سيدنا الخضر والبعض يسميه ايلياء وايلياء تعنى العابد . تعليق :- البجا يحولون الهمزة على السطر الى باء فمثلاً مفرده " فناء " يحولها البجا الى فناب " والتى تعنى القتال وكلمة " شقاء " يحولها البجا الى " شقاب " التى تعنى العمل الشاق وكلمة " هراء " الى " هراب " والتى تعنى الكذب وكذلك " ايلياء " يحولها البجا الى " الياب " التى تعنى الغالى او النفيس 3/ يقول المؤلف :- كوش – يرجع هذا الاسم الى كوش بن كنعان بن حام بن نوح عليهما السلام ويطلق على كل المنطقة جنوب مصر من البحر الاحمر ومن الشلال الاول وحتى بحر العرب والسوباط ويشمل الارض حتى سفح الهضبة الاثيوبية الغربية . تعليق :- للاسف معظم سكان المنطقة قد استعربوا وفقدوا لغتهم وحضارتهم الكوشية ولم تعد هناك لغة تسمى باللغة الكوشية ما عدا اللغة البجاوية واستطاع البجا ان يحتفظوا بثقافتهم الكوشية بسبب العزلة التى فرضت عليهم بسبب طبيعة منطقتهم واعتقد انهم ايضاً سوف يسيرون فى درب الاخرين لو لم تبذل جهود للمحافظة على هذه اللغة والثقافة التاريخية الاصيلة 4/ يقول المؤلف :- فى سفر اخبار الملوك جاء ما يلى حينئذ ذهب سليمان الى عصيون جابر ومدينة ايلا على شاطئ البحر فى ارض ادوم وارسل حوارم بيد عبيده سفناً وعبيداً يعرفون البحر فاتوا مع عبيد سليمان الى اوفير واخذوا من هناك اربعمائة وخمسين وزنه ذهب واتوا بها للملك سليمان . تعليق :- فى هذا المقطع الذى يدل على اخذ ذهب من ارض المعدن بمنطقة البجا نجد المفردات البجاوية ايله او ايلات والتى تعنى الارض البيضاء وكذلك مفرده اوفير التى استعملت فيها اداه التعريف او البجاوية والتى تعنى " ال " وكذلك مفرده ادوم التى تعنى عند اليهود الادميين من غير اليهود بما فيهم البجا طبعاً . 5/ يقول المؤلف :- يقول سفر التكوين " ص/14 " حدث ايام امراقل ملك شنعار واريوك ملك الاسار وكدر لعومر ملك عيلام وتدعال ملك جوييم انهم حاربوا بارنج ملك سدوم وبرشاع ملك عموره وشناب ملك ادمه تعليق :- فى الاسماء الواردة اعلاه لاسماء الملوك لفت نظرى اسم شناب وهو اسم شائع وسط البجا .ان اسماء البجا رجالا ونساء تتكرر بشكل يدعو للعجب فى الكتب القديمة الامراللذى لم اجد له تفسيرا مناسبا حتى الان 6/ يقول المؤلف :- نجد فى اللغة البجاوية وهى لغة كوشية اصيلة المقطع " او " وهو اداة التعريف مثل اوشيك " اونور " اولباب اودروس الخ . كما ان اور تعنى ابن او ولد عند البجا كما نجد فى اللغات النوبية الكثير من الالفاظ الشبيهة مثل " اوشى ، اورتشى اوربى ، اورتارتى ، الخ ولاشك ان سيادة اللغة العربية قد ادى لاندثار معظم مفردات اللغات المحلية القديمة يقول المؤلف تزوج عيسو ابن اسحاق عليه السلام من يهوديت ابنه بيرى الحثى ومن بسمه ابنه ايلون الحثى كما تزوج محله ابنه عمه اسماعيل عليه السلام . تعليق :- فى الكلام اعلاه ثلاث اسماء بجاوية وهى هوديت واسم محله وهوديت على وزن بداويت وهى لغة البجا . لقد لفت نظرى وحيرنى كثيراً وجود اسماء بجاوية فى الكتب الدينية القديمة وفى التوراة والانجيل والمزامير والاسفار .من لديه تفسير معقول لهذا اللغز؟ 7/يقول المؤلف :- ان اسماء مثل جعل وركاب ورباط وشايق الخ... اسماء عريقة وليست وافدة . ان عشائر شايق ورباط وركاب عشائر مرتبطة بمنطقة محددة جغرافياً منذ القدم ولو اخذنا الاسم شايق كمثال نجده يعنى القوه والشدة ويرتبط بمعنى السلطة وربما يفسر ذلك موقع المنطقة التاريخية التى قطنوها . شايق اسم قديم جداً كوشي المنشأ ولايبخس من ذلك جهل مصدره اللغوى بل يؤكد عراقته . كما ان اسماء ابناء شايق الاثنى عشر نجد ان منها تسعة اسماء كوشية الاصل وهم كادينقار – مريس – حواش – سالم – باعوض – شلوف – سوار – شرنكو . تعليق :- العشائر الكوشية تتفق فى الغالب فى اسماء الحيوانات المستانسة كما اتفق البجا والنوبيون حول اسم الجمل " كم " كذلك تتفق هذه العشائر حول اسم البقر والغنم والكلاب و الذئاب والثعالب والاسود والنمور خصوصاً العشائر التى تحترف الرعى فمثلاً الكثير من هذه العشائر تسمى البقره ( شا )" او قد تسمى النعجة ( شا) . فى كل الاحوال لا تغيب هذه المسميات ولكن قد تتبدل من حيوان لآخر. عند العشائر الكوشية التى تحترف الرعى اهم شخصية هو الراعى ولذلك صفة هذا الراعى تتكرر فمثلاً راعى الابل او الجمال فى اللغة البجاوية يسمى ( كم – تيقا) وكم تعنى الجمال وتيقا تعنى الراعى او السائق للجمال – كذلك الذى يرعى الغنم فى البجاوية يسمى ( يا-تيقا ويا تعنى الغنم وتيقا تعنى الراعى . اذاً ماذا يسمى راعى البقر ؟ يسمى شاييقا وشا تعنى البقر وييقا تعنى الراعى. اليس من المحتمل ان اسم شايقى هو تحريف بسيط لشاييقا ؟ اليس من المعروف تاريخياً ان قسما كبيرا من الشايقية كانوا رعاة ولفترات طويلة من التاريخ قبل ان يستقر عدد منهم على ضفاف النيل ويحترفون الزراعة ؟ 8/ يقول المؤلف :- وابناء اسماعيل عليه السلام هم :- نابت - ميشا – قيدار – ادبائيل – ميشام – مشماع –– هدد – تيما – يطور – نفيس – قيدمان . تعليق :- من ضمن هذه الاسماء لفت نظرى اسم نابت واسم ميشا وهما اسمان بجاويان يستعملان حتى الان وسط البجا بل هناك قبيلة بجاوية كبيرة وهامة تسمى النابتاب وهم ال دقلل ناظر عموم قبيلة البني عامر البجاوية وكذالك هناك قبيله بجاوية أخرى كبيرة وهامة تسمى ميشاب ينتمى اليها الشيخ الجليل ابو على مجذوب ابو على والى ولاية البحر الاحمر الاسبق ورئيس هيئة شورى المؤتمر الوطنى .اما بقية اسماء ابناء اسماعيل عليه السلام ففى نفسى منهم شئ من حتى ولن اقول شيئا عن اسمائهم حتى اتاكد تساؤلات اخيرة لماذا نجد هذه المفردات اللغوية الكثيرةالمشتركة بين لغة الدناقلة الانداندى ولغة الميدوب فى اقصى غرب السودان ؟ هل الميدوب دناقلة ام بجا ؟ هل لغة الدناقلة اقرب للغة البجا والميدوب ام اقرب للغات النوبية الاخرى ؟ سوف ادلى براى فى الموضوع وهو مجرد راى اجتهادى اولى قابل للنقاش اللغة الدنقلاوية متاثرة بلغة الكنوز تاثرا كبيرا وعميقا اكثر من اى لغة اخرى .ومن هم الكنوز .انهم بقايا قبيلة ربيعة العربية التى كانت تسكن بوادى العيلاقى وبارض المعدن وسط البجا .ان اكثر من تسعين فى المائة من قبيلة ربيعة العربية اصبحوا بجا وفقدوا لسانهم العربى .اذا الكنوز المتاثرون باللسان البجاوى هم حلقة الاتصال بين اللغة البجاوية ولغة الدناقلة اولغة الانداندى اما بالنسبة للميدوب فاعتقد انهم بجا هاجروا لتلك المنطقة مثلهم متل العنج البجا والكوشيون بطبيعتهم يتوغلون فى البرالى اخر مدى كما يتوغل الاوربيون فى البحر لاخر مدى
                  

11-29-2012, 12:58 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    البجه من أطول الشعوب رسوخا من صحراء شرق السودان ، البجه مجموعة من السكان البدو يبلغون أكثر من مليون عضو يعيشون في جنوب مصر ، شمال شرق السودان و أرتيريا . وكانت هذه المنطقه على طول البحر الأحمر وطن البجا منذ أيام الفراعنه ٤٠٠٠ سنه مضت لقد عاش البجا في هذا المجال لمدة ٦٠٠٠ سنه The Beja of the deserts of Eastern Sudan are among the country's longest-established peoples. The Beja are nomadic people group with over two million members living in southern Egypt, northeastern Sudan and northern Eritrea. This area along the Red Sea has been the homeland of the Beja since the days of the pharaohs 4,000 years ago. The Beja have lived in this area for some 6000 years. تابع الموضوع هنا
    http://wysinger.homestead.com/nubianarchers.
    html http://wysinger.homestead.com/nubiansport.html
                  

11-30-2012, 04:16 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    *******
                  

11-30-2012, 04:22 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

                  

12-07-2012, 12:21 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    **********
                  

12-14-2012, 00:06 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)
                  

12-14-2012, 03:28 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: AMNA MUKHTAR)
                  

12-14-2012, 03:51 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: AMNA MUKHTAR)
                  

12-14-2012, 03:58 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: AMNA MUKHTAR)

    (عدل بواسطة AMNA MUKHTAR on 12-14-2012, 04:32 AM)

                  

12-14-2012, 04:18 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: AMNA MUKHTAR)
                  

12-16-2012, 11:29 AM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: AMNA MUKHTAR)

    الاستاذة امنة مختار تحياتى واحترامى عزرا لعدم متابعتى لردوك لانشغالى ببعض الامور ولكنى ساعود اليها واحدا واحدا
    واشكرك جزيل الشكر على هذه الاضافات الثرة
    مع كل ودى واحترامى
                  

12-16-2012, 03:03 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

                  

12-22-2012, 11:02 AM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    من صور التداخل الثقافي بشرق السودان
    الاستاذ / عبد الله موسى
    مرثية الشاعره فاطمه للخليفه ابوعلي موسى نموذجا لعهود ضاربه فى القدم تطورت اشكال مختلفه من صور التداخل بين ثقافات سكان شرق السودان وسكان وسط السودان وظهرت فى انماط الملابس واساليب السكن والزينه والسلاح والموسيقى والغناء وذروة سنام ثقافات المشافهه فى الشعر بضروبه المختلفه وقد اشتهر شعراء كبار ابدعو الشعر باللغات العربيه والبداوييت كابراهيم ود الفراش شاعر بربر وكذلك شاعر الدامر الشهير اوكير الدامر وغيرهم وفى بدايات القرن العشرين نزحت شاعره من وسط السودان واستقرت عند ال شنقراي واتخذت اسم شهرتها منهم فسميت فاطمه شنقراى وقد عاشت كذلك وسط اسرة جدنا الخليفه ابوعلى موسى عمدة الميشاب بطوكر وكانت تعتبر جزءا من اسرته حيث اهداها منزلا وارضا زراعيه وتولى رعايتها كواحدة من بناته
    وعند وفاته عام 1936 حزنت عليه كثيرا وشاركت بفعاليه فى مراسم العزاء التى تقام عادة لعمد البجا واهما طقس (الكبور) والكبور يتكون من طست كبير يملا بالماء ويكفى عليه قدح خشبي كبير يقرع بعصا قصيره تصاحبه ايقاعات على صفيحتين تصاحبه قفزات النائحات الايقاعيه التى تصتحبها المناحات التى تؤلف خصيصا فى رثاء الميت اضافه الى مناحات اهله وزعماءعشيرته ممجدة سيرهم وتاريخهم وقد الفت الشاعره فاطمه مناحاتها باللغه العربيه العاميه بلهجة الجعلييين على ايقاع الكبور
    وفى مايلي نماذج من تلك المناحات العربيه الموضوعه على ايقاع الكبور البجاوى :
    من صور التداخل الثقافي بشرق السودان(2)
    مرثية الشاعره فاطمه فى الخليفه ابوعلي موسى (1)
    ياحليل ابوعلي فى محكر الاخوان صدرو
    حله وسوق ومابدخلو انسان
    كم دنقر دقون المظلوم يطيب عجلان
    شعبتنا القويه وركزتنا فى الديوان اورنيكك نضيف الماطلع ######ان
    (2) ياحليل ابو علي الغالي المامنتور
    ياسم القدور الليله الخصيم يطراك
    ارفع راسك قوم الليله حوبتك جات
    اورنيكك نضيف الماطلع ######ان
    (3) صقر الجو قدل فوق القون خوا
    يب نفلا سمح منو المعاك ضوا قنديل الضلمه الليله وين ضوا
    اورنيكك نضيف الماطلع ######ان
    (4) تلغراف ضرب وجانا خبر الشوم
    ياجبدي وغطايا وياسرير النوم
    ابوعثمان رقد فى حلفاية الخرطوم
    اورنيكك نضيف الماطلع ######ان
    (5) كاتا بتقول الليله واكدري
    ويااسفي الشديد طيلة حياة عمرى
    ابوعثمان رقد فى حلفاية الخرطوم
    اورنيكك نضيف الماطلع ######ان

    من صور التداخل الثقافي بشرق السودان(3)
    هذه المرثيه هي من النماذج النادره في التداخل بين ثقافات المنطقه وكانت طوكر تعتبر نموذجا لذاك التعايش فقد ضم مشروع دلتا طوكر كعنصر جذب كل قوميات السودان تقريبا اضافه لشعوب الحوار من مصريين ومغاربه وهنود وموريتانيين وارترييين واثيوبيين الخ الخ والعجيب اننا ومنذ طفولتنا لم نكن نسمع تميييزا على اساس العرق او القبيله ولم نكن نستعمل الا القاب التكريم كالعم او سيدنا لدى ارباب البيوتات الدينيه كسيدنا ابراهيم الشنقيطي او الخلفاء لزعامات الختميه
    ةقد شاهدت جميع وجهاء طوكر فى ديوان جدى الخليفه عثمان ابوعلى ولم اعرف قبائلهم الا وانا كهل بعد وفاة معظمهم اثر تقسيمات الانقاذ القبيحه
    ان بلادنا موعوده بدولة مدنيه تعلي من قيم المواطنه فوق قيم العرق والقبيله التي اورثتنا الكوارث والاحزان لان تنوعنا ظل وسيظل عنصر قوة ووحده وياليتنا ونحن على اعتاب الاستقلال نتذكر ذلك ولاننساه قبل ان نتحول الى رواندا اخرى .
    منقول من الراكوبة
                  

01-12-2013, 02:20 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    هذه دعوة للجميع للمشاركة فى هذا البوست وابداء الرائ
                  

02-01-2013, 08:52 PM

بجاوى
<aبجاوى
تاريخ التسجيل: 06-29-2002
مجموع المشاركات: 1239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محتاجين باحثين فى التاريخ (Re: بجاوى)

    ازيكم يا ناس
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de