انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 12:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-17-2012, 07:54 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم

    ماكبث طليق في ضمير السودان: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم

    يمكن أن نرى إلى انقلاب الانقاذ من ناحية انتحاريته الشخصية وانتحارية الحركة الاسلامية فيه. فالمعمار المعقد لهذه الجماعة قيد التفكك بفعل دينميكياته الداخلية ومعكوفاته الخصيصة التي انطوى عليها تربيةً وشحذاً وتدجين . وبقدر انهماك الحركة الاسلامية في مستنقع السلطة انهمكت السلطة في جسدها واختطفته من مركزيته و صرامته التنظيمية وانتهت به إلى نظام محكوم بمبدأين متناقضين هما الحركة الإزاحية والقبر. استلهم الاسلاميون في التمكين خيال وطموح السرطان، النمو حثيثاً باتجاه السيطرة الكاملة، التوسع الأفقي الذي هو اليتم أيضاً لإفتقاره للمركز. إن كل خلية يغزوها السرطان تتحول إلى منصة، إلى عبور باتجاه خلية أخرى. والخلية الأخرى بخلاف مؤقتيتها فهي موجودة أيضاً في الاحتمالات المكانية والزمانية كلها. يتحرك السرطان في الماضي بنفس طريقة تحركه في المستقبل، و هو يفتقر مع ذلك لأي لحظة ثابتة لأن وجوده مختَلج في الهناك، في الحج، في الازاحة المستمرة لهويته الحالية. لقد فقدت الحركة الاسلامية هويتها المنتحلة كأصل وانتهت إلى هويتها الحقيقية كعبور براغماتي مستمر في تحقيق شهوتها للسلطة. في هذا الفقدان المرتبك مسخت ماضيها ومستقبلها بالسواء. هذه التعرية هي غربة المؤتمر الوطني الحالية وفضاؤه الوحيد الممكن لأنه أكل كل فرصة في النجاة من نفسه. ها افقرت الحركة الاسلامية، بيدها وبيد عمرو (ها)، الطاقة السحرية لمغنطيس الدين. ومع توغل رموزها في آسان "الدنيوي"، وتخلع الخطاب الروحاني لم يعد ذلك المغنطيس أكثر من حديدة فزعة تستدعي الشفقة رغم التوسع الوهابي الكبير في وسط السودان، هذا التهدج الذي يغذيه اليأس والخوف من الغد أكثر مما هو مشمول برحمن الرؤيا و الابتكار. اما لماذا يتوهب وسط السودان دون عداه فذلك لأن لديه رمق الأمل؛ ترف الحاجة إلى الأمان، بينما غرقت الأطراف الأخرى ( أخرى لأن الوسط سياسياً واقتصادياً هو ايضاً طرف) في سيل من العنف جعل من الحياة مطاردة مفزعة للعيش تفشل بالتوازي مع الفرار المضني من الموت. ليس هناك حاجة لإله وهابي أو غير وهابي عندما لا يعود الإنسان إنساناً.
    اختارت الحركة الاسلامية اعدائها بنفسها بعد إفراغ الساحة السياسية والفكرية من كل منظور، والعدو الرئيسي لها هو هذا الفراغ العجائبي الذي تقف حياله وحدها. لا يرقى هذا الفراغ لمرآة حتى ترى الحركة الاسلامية جسدها ولذلك تمشي الخيلاء وهي ترتدي عورتها بالذات. في هذه المتاهة الماركيزية التي ديكورها الرئيسي قتلى ونازحي وفقراء بلادي اشتكل كل شيء عليها لأن تعريف الشيء عندها امتلاكه. لا تجرؤ الحركة الاسلامية على النوم وهناك فكرة حرة طليقة في هواء السودان. بهذه الركاكة يحارب جيش كامل من الرقباء كتاب الرأي والذي هو في اصله حركة هامسة محطها جدل افتراضي مع ثوابت أو شكوك القاريء. تكرس الدولة الاسلامية جزء كبير من عقلها لعقل ناقة التفكير الايجابي إلى مرق التوكل. بالنتيجة، الحوار الذي تجريه الآن هو حوار مع لا آخر مستمر هو نفسها، أي التأهل بكامل الإرادة للجنون. تكتب الحركة الاسلامية تكرسها إلى أن تفيض عنها وتمحوها، هذا هو الأفق. إن اقل نظرة إلى تاريخ النجاة كافية لمعرفة أهمية الحوار مع العدو. فالكائنات التي انقرضت هي بالذات التي اعوزتها القدرة على إدارة الحوار مع المعطيات المتغيرة لبيئتها. وفي معرفتنا بالموت فإن حقيقة الثبات فيه كحالة هي إحدى المعطيات القليلة التي نحوزها. إننا لا نعرف الكثير عما يحدث للموتى ولكننا نعرف أنهم ،فيزيائاً على الأقل، هناك، في القبر المعين في المكان، وانهم هناك دائماً، أي في التعيين الزماني ايضاً. لذلك يمثل القبر ثباتاً مزدوجاً من حيث أن ذلك الجسد هناك فقط وأنه هناك الآن وإلى الأبد. هذا هو ما يدعو إلى اعتبار الحركة الاسلامية في السودان جثة مؤكدة لأنها اختارت إن تكون هناك وأن تكون هناك إلى الأبد، في ذلك القبر المتوحد. هذا الثبات الموتي المقرون مع الازاحة المستمرة والتوسع على حساب الوجود الطبيعي لأي آخر، مهما كان، هو انتحار الحركة الاسلامية مرأى مسمع ليلة قدرها.لا تنتهي مسرحية اوديب قبل أن يعاشر امه جهلاً بها، ويقتل ابيه جهلاً به، ويفقأ عينيه إدراكاً لجهله. ومع كل ما نراه من تخبط و فحيح نعرف أن الحركة الاسلامية عاشرت وقتلت وفقأت وجودها ولم يبق إلا ان تدرك إن تلك الجثة المتحللة هي جثتها هي.
    يكون من اللازم أن نتسائل، إذا كان كل ما بحوزة الحركة الاسلامية هو جثتها وتحللها، لماذا تفشل المحاولات المستمرة لإحداث تغيير سياسي. ما أكثر الأسباب، لكن طموحي مقصور على مساءلة طبيعة ذلك التغيير عينه اذا كان يستمد مادته وخياله وخياراته من الشروط السياسية والفكرية الراهنة التي ينتجها الخطاب الانفرادي للحركة الاسلامية الذي هو خطاب تآمري بطبيعته. للتوضيح سأستخدم ماكبث شكسبير بوصفه حالة ذهنية نشطة تكتنف دوافع ورغبات الحركة الاسلامية في السودان. بنى شكسبير مأساة ماكبث على فكرتين رئيسيتين هما النص والتأويل. والنص في هذه الحالة هو نبوءة بدت غامضة لكنها فسرت ماكبث بتحققه الكامل فيها. التأويل، من بين تعريفات أخرى، هو عملية تسمح بتجاور احتمالات المعنى كلها، ولكن هنالك معنى دون سواه يتحقق في سلسلة إجراءات استبعادية من جهة وإثباتية من جهة أخرى. في النبوءة الأولى تخبر الساحرات ماكبث، قائد عسكري ناجح، أنه سيصبح ملك اسكتلاند. هذا هو النص، وتأويله من جانب ماكبث هو بقية الأحداث. معنى هذ النص ليس موجوداً في أي مكان خارج شارحه. بمعنى آخر، نص النبوءة هو نص محايد ولا يحمل أي معنى في ذاته والمعنى الذي يحظى به محدد بدرجة ناشطية تأويله. كان يمكن لماكبث أن يفسر هذا النص في نطاق معرفي بسيط قائم على القرائن الحاضرة التي ترجح أن تقلده العرش مسألة مستحيلة. نطاق الاستبعاد يشمل ايضًا اختزال النص من مجال يحوي كل المعاني الممكنة إلى مجال لا يحتوي على أي معنى، ولذلك ينتهي ما يبدو كأنه لامعنى إلى الاهمال أو النسيان. ولكن ماكبث لم يهمل أو ينس تلك النبوءة، بل اختار أن يمنحها حياة نشطة ضاغطة لا تقبل التأجيل، واقعاً أيضاً تحت تأثير أن الساحرات صدقن في خبر ترقيته، فلم لا يصدقن في خبر عرشه. قتل ماكبث، تحت الثقل الهائل للمعنى الذي اعطاه بنفسه للنص، الملك دنكان. لقد كان ماكبث موجوداً في ذلك المعنى وليس العكس، كان ممتلكاً ومنتهباً بالكامل في شهوته للسلطة. هذه النبوءة التي تبدو وكأنها خلق لاحتمالية جديدة هي في حقيقة الأمر توسيع أفق ما كان دائماً حاضراً في ضميره. ما فعلته الساحرات في ماكبث هو تغيير افق النظر في المستقبل من منظور الربوة إلى منظور جبل، عالٍ بما يكفي لتكوين افق يسمح باحتضان تلك الاحتمالية الضخمة الجديدة. هذا هو ما حدث مع الحركة الاسلامية في شهوتها الداخلية الكامنة إلى السلطة منذ تأسيسيها وهي رغبة قُمعت فقط من اجل تأكيدها، و من أجل الاستعداد لتحقيقها. فطوال فترة التأسيس وما تلاها من مغامرات سياسية تم تمييع هذا النص المركزي، الشهوة إلى السلطة، تحت اللسان الطهراني بأن الحركة الاسلامية حركة سياسية عقائدية لكنها ستظل ايضاً منظومة روحانيىة غايتها التربية والاصلاح. والسلطة لديها لا تعني الوصول إلى الحكم، هذه غاية مشروعة لكل حزب سياسي، لكن الحصول عليه، أي امتلاكه.في مقابل ذلك اللسان الطهراني ظل جسدها يقول اذا كان تمددي في الانتلجنسيا لا يقل عن فوراني في القطاعات الأخرى فلم لا: " العام 1979 م، غير بعيد من شاطىء النيل الأزرق، جلس بضع عشرات من طلاب العام الأول لبضع جامعات سودانية يرهفون السمع لمحدثهم تلك الليلة، الاستاذ علي عثمان محمد طه، المحامي يومها: (نحن اليوم في الحركة الاسلامية اشبه ما نكون بالمؤمن الذي قطع شهر رمضان صياماً وقياماً، وقد دخل في العشر الأواخر، يتحرى ليلة القدر، لقد قطعت الحركة الاسلامية في السودان غالب اشواطها وهي تتقدم اليوم حثيثاً لتشهد ليلة القدر)". ليلة القدر هي تتويج روحاني وتكثيف زماني. تتويج لأنها تصل بالعبادة مباشرة إلى غايتها؛ السلام. وتكثيف لأنها افضل من ألف شهر من العبادة، و ألف شهر حسب القرضاوي " تساوي ثلاثًا و ثمانين سنة وأربعة أشهر، أي أن هذه الليلة الواحدة أفضل من عمر طويل يعيشه إنسان عمره ما يقارب مائة سنة ." ليلة القدر إذاً هي لحظة التحقق الكاملة، لحظة الوصول، اختصار المسافات، الانتصار على الزمن، فما هي ليلة قدر الحركة الاسلامية؟ ما هو تحققها الكامل؟ ماهي غايتها وما هو وصولها؟ وما انتصارها؟
    ليلة قدر الحركة الاسلامية صُنعت في لحظة الهرجلة التي تصاحب الدروس الأولى في الديمقراطية. انقضت الحركة الاسلامية على فصل محو الأمية الذي انتزعه السودانيون نزعاً من بين مستقبلات أخرى قاتمة. و خلال ثلاث وعشرون عاماً ،كانت أبعد ما تكون من السلام فيها، استخدمت الانقاذ اسلامها حتى استجار منها بالنار. بالنسبة للحركة الاسلامية حدث سقوط الترابي في انتخابات 1986 في سياق الواقع الخاضع للزمن الطبيعي، بينما انقلاب 1989 هو تسريع، تكثيف الزمن، الهروب من الطبيعي إلى الميتافيزيائي، إلى ليلة القدر. هنا تتطابق الحركة الاسلامية مع ماكبث، في فلسفة الشهوة القائمة بالكامل على ذبح القانون و المستلهمة بالأساس من تأويلها الغيبي و الخارق كذريعة . والآن، في تداعي روحانيات الحركة الاسلامية تحت ضغط الرغبة المطلقة في البقاء، هذا الرعب الذي يقود سفينة الحركة الاسلامية، يتحقق المعنى الكامل لها، معناها الذي استلهمته من ذاتها وليس أي معنى خارجها. الرغبة المطلقة التي لا يعادلها إلا الخراب المطلق. ولكن هذا الكشف المأساوي حدث في مسرح مأهول ومنكشف.السودان كله هو المسرح الذي استخدمته الحركة الاسلامية لتكتشف ذاتها وتكتشف خسارتها. في هذه الخسارة خسرنا مع الحركة الاسلامية ودفعنا أثمان ما لم نشري. لقد دخلنا معها في حقل اشارات جديد، منفصلين في تحققها هي ليس عن تحققنا فحسب، بل عن فهمنا لأنفسنا ولما يحدث حولنا. خلقت الحركة الاسلامية مجال من الغموض، والشك في المستقبل، والتشويش الممنهج اقعد كل فكر وكل نزوع إلى الخلاص. لقد تحولنا في مسيرة تحقق الحركة الاسلامية المأساوي إلى مأساة حقيقية. تحولنا من دولة "نامية" إلى لا دولة، ومن شعب يستكشف طريقه لبناء امة إلى قبائل وجثث.
    بلادنا نطاق من الاحتمالات والمعاني والإمكان تتشممه ضباع مستثارة للعنف، انها ليست بلاد بقدر ما هي ولادة.ما اغرى ماكبث الحركة الاسلامية بالركض طليقاً في ضمير السودان اننا كنا وما نزال غرقى تأويلات تحيلنا دائماً إلى محكومين، إلى سجناء و مطاردين و شعب. اننا كسودانيين نتطابق مع التعريف الرئيسي لمفردة شعب في "لسان العرب" حيث أن الشعب هو الجمع والتفريق والإصلاح والإفساد، أي الضد. اننا كل شيء ونقيض كل شيء. ورغم الغنى الذي ينطوي عليه هذا التعقيد لم نتلمس منه سوى القشور والتسطيح الذي يعكسه عنف وفقر الجدل الفكري والسياسي اليوم. هذا العنف هو الإجابة- التي فرضت نفسها - على كل الاسئلة الجدية التي لم تُطرح بشكلٍ كافٍ، أو طُرحت دون شغف، أو طُرحت محرومة من مناخ نقدي مستقر يسمح بتطوير وسك المفاهيم.اكتسب فخ الهوية، الذي اسُتدرجنا اليه بوصفه السؤال الرئيسي الذي في طويته تتكشف كل اسئلتنا الأخرى، مشروعية جديدة مقروئاً في صحيفة الصراعات الحالية. كأن هذه الصراعات كلها تحوز مركزاً ثابتاً، كأن هذا المركز الافتراضي الوحيد هو الهوية.
    اعتبر ثنائية الغابة والصحراء واحدة من الانغلاقات التي ضُربت على الفكر السوداني. وهي انغلاق لأنها استجابة لنمط كسول يفترض أن الهوية مكون ثابت وأن الهوية في ثباتها قابلة للتصنيف القاطع وفقاً للثنائيات التي تضع الرب مقابل العبد والحكومة مقابل الشعب والعرب مقابل الافارقة. إن هذا التصنيف كما هو واضح هو مجرد تنازل، من الطرف الذي يعتقد أنه الأقوى، لتأكيد اعتقاده في قوته بهذا الاقتران. ومن ذلك أن الهوية العربية تعرف بنقيضها: يقول "لسان العرب": العرب جيل من الناس معروف خلاف العجم. وتحاكي هذه الروح المثل الاغريقي" اذا لم تكن اغريقياً فإنت بربري" و الحكمة الخالدة لجورج بوش "من ليس معنا فهو عدونا". هذه هي عواقب التورط في النموذج الثنائي الذي لا يتسع لأي قيمة خلاف علاقات القوة. مع ذلك يبقى الالتهاب الرئيسي في جرح الهوية هو السؤال نفسه، لأن توطين سؤال الهوية في مجازي "الغابة" و"الصحراء" الملطخين بالنظرة الاستشراقية خطأ لا يغتفر. لقد استهلكت اوروبا الاستعمارية مجاز الغابة(الطبيعة البكر/ الزنوج الأوباش) والصحراء (النقاء/ البدوي الجلف) بكل ملحقاته لأنه كان يخدم مشروعها الامبريالي ويسوغه اخلاقياً واضطرت لاحقاً للفظه وخلق مجازات جديدة تخدم مصالحها القديمة. و الناظر إلى السودان يرى أنه بحضاراته القديمة و مكوناته الثقافية و تعقيده الأثني و اللغوي لا يقبل الاختزال في ثنائية الغابة والصحراء ولا في تسوية الهجنة التي توصلت اليها والتي لم تسعفنا في تأويل و قراءة معظم الشفرات المكتنزة في ثقافاتنا المتعددة. الهوية معقدة ومتحركة ويمكن تمثلها فقط بوصفها عملية مستمرة وليس ابداً كمنتج نهائي. إن تعرض النسيج المروي لخيوط المسيحية لا يصنع فقط هوية مسيحية لكنه يصنع ايضاً نسيجاً داخلياً يحوي كل الهويات التي تدخلت في صناعة المسيحية. وفي هذا التعقيد يتدخل تعقيد آخر هو تعقيد اللغة التي انفتحت على نظام كامل من الاشارات والترميز يفاوض نظامها المركب بطبيعته. الهوية السنارية هي هوية متحركة ايضاً وهي التذبذب المستمر الذي يسببه الاشتباك بين مجموع كل هذه الهويات. إن حدوث الاسلام في الهوية السابقة له لم يلغ نظام الاشارات النوبية، النوبية المسيحية، أو الاشارت الوثنية ليصل إلى استقرار نهائي بل ظل وسيظل في جدل مستمر معها. يسري ذلك على البنية العميقة للغة التي هي اصلاً التعرض المستمر والوجود على حواف الإمكان وليس التحقق الكامل. الهوية هي هذه المساحة المراوغة متعددة الطبقات والاتجاهات و تجفيفها إلى عنصر أو آخر يلغي خاصية هذا الجدل والذي هو الدالة الرئيسية في تكوينها. سمحت المركزية الموغلة في النظر إلى الهوية في اطار العربي والمستعرب بتمرير جرائم كبيرة مثل تضييع اللغة النوبية و قمع اللغة البجاوية واهمال اللغات واللهجات الأخرى في جبال النوبة والانقسنا، ناهيك عن وقوع معظم القبائل النيلية والزنجية خارج حدودها. إن التفريط في أي لغة يعني خسارة وجهة نظر كاملة حول العالم و خسارة طريقة ناجحة في تحليل المعطيات وفهمها واعادة انتاجها، وخسارة امكانات غير محدودة في بناء البشر.
    هذا التفريط هو في الواقع جزء دقيق في حلقة انفراط القومية السودانية. إن الركون إلى ثبات الهوية في لحظة سودان بعد الاستقلال، والتي هي لحظة ولادة مستمرة، إغفال لحدث الولادة نفسه بوصفه امكانية مستمرة وإعادة تشكل. برز سؤال الغابة أم الصحراء إلى السطح ومعه امانيه بأن ما يسائله هو معطى ثابت وليس قيد الحدوث. في الواقع، الهوية هي التعرض. هذه الهوية المتحركة تعرضت إلى تيار من المتغيرات المتسارعة فاق قدرتها على الامتصاص، الخاصية الطبيعية التي تسمح بالحوار، وبالتالي ساقها إلى العنف. في عملية التشكل و اعادة الصياغة لا تنمو الهوية دائماً في اتجاه ترقيها، بل في اتجاهات يحددها تعاطيها مع يقع فيها من تأثيرات. من ذلك دخول الكلاشنكوف، ليس كسلاح بل كمفهوم، في نسيج ثقافات المسيرية والقبائل الرعوية الأخرى في كردفان ودارفور. حيث حولت الأسلحة الصغيرة موازين القوى في النزاعات التقليدية حين تبخرت الكثرة التي تغلب الشجاعة في فعالية ودقة الكلاش. سمحت هذه التقنية بحدوث عمليات ازاحة شرسة في مكون هويات القبائل الرعوية، واصبح المرحال هجرة مضطربة تستصحب الحداثة في اسوأ تجلياتها. لقد اشتغل مفهوم الكلاشكنوف على قيم أساسية في بناء الوعي الرعوي، مدخلاً بالقوة ما كان نظاماً اقتصادياً تقليدياً في دائرة النظام الرأسمالي من باب استهلاكه للسلاح. كما أن دخوله أعاد تعريف الحرب وكل القيم المرتبطة بها محولاً ما كان جزءاً من نشاط اقتصادي إلى ثقافة كاملة للموت لأن "فعاليته" تكمن في حصده اعداد كبيرة من القتلى مقارنة بالأسلحة التلقيدية. لقد تخطى تأثير العنف نسيج الثقافة ودخل كمكون مثله مثل الثقافة في تشكيل الهوية. اصبح العنف مجال كامل ومسيطر يخضع الثقافة والقبيلة والاقتصاد والدين لأسئلته وليس العكس. هذه الإزاحات وغيرها ابعدت سراب القومية السودانية من هذه القبائل. القومية ذاتها التي ساهموا في تشيكلها في معاركهم مع التركية ومساندتهم للمهدي. حيث تحول الصراع البين-قبلي إلى اجندة مستمرة ملحة لن تسمح، حالياً على الأقل، للقبائل المستنزفة في العنف بالنظر إلى هويتها في سياق أكبر هو قوميتها السودانية. يأتي ذلك في وقت دخلت فيه القبائل الرعوية في مسئوليتها كمدافع رئيسي عن وجودها، مرات كمليشيا للحكومة ومرات كعدو لها، مدفوعة إلى العنف ولكن الأسوأ إلى بناء قوانينها الخاصة ودستورها الخاص كدول صغيرة تحرك عجلة وجودها بنفسها. لذلك فإن ابسط المسلمات مثل مسلمة "الشعب السوداني" تقع في الشك والتشويش. وذلك لأن مفهوم القومية لا يشير إلى كتل بشرية بقدر ما يشير إلى وعي ينظر إلى وحدة المصالح والمصير نظرة استراتيجية. هذه ليست إلا نقطة مايكروسكوبية في معنى التشويش، لا تفوق نوعاً ولا درجةً بقية النقاط بما في ذلك كارثة دارفور: هوية النازح، هوية المـــــتَعرِّض، هوية القاتل والمقتول، وهوية المحتل تحت غطاء العمل الإنساني.
    مسألة اخرى استحلبت طاقة السودان؛ واغرت به: اغراقه- لهزاله السياسي والاقتصادي والفكري- في صراعات اصطفتها رياح القوى التي اصحبت قدراً دولياً. إن التقاصر عن استيلاد اسئلة ومفاهيم وأطر فكرية جديدة شيء و التقاصر عن رد موجة الاسئلة المفروضة علينا شيء آخر. متى كان الصراع بين الاسلام والمسيحية سؤالاً رئيسياً لشرق السودان؟ الشرق الذي يدهسه العطش و ينتزع انسانيته الفقر هو ساحة حرب تحدث كل يوم وتنتهي بانتصار التخلف، وفي هذه القتامة يكون على ما يكاد أن يكون جثته الوقوع في شرك الحرب بين الأديان. ولكن الشرق أيضاً سيكون ساحة للنزاع الطائفي، لأن تدفق أموال الخليج لإخماد عطشه يعني أن هذا العطف الانمائي مشفوع لابد بتأسيس قلعة وهابية تصد رياح التشيع وتفتك بالنزعة الصوفية. تتولد اسئلة اللاعبين الدوليين في جثتنا الخاصة ونسهر جراها ونختصم. هذا الجنون هو حصادنا وما بشرتنا بها الحركة الاسلامية حين اغرقتنا في اسهال مشروعها الحضاري وفي صراعها المفتعل مع الغرب وفي لعبة سلم الخليج وثعبان ايران/اسرائيل.
    في النبوءة الثانية لم يكن على ماكبث تغيير منظوره، فذلك الافق الذي شتل فيه حلمه بالملك هو نفسه الأفق الذي يسمح برؤية غابة تتحرك باتجاه القصر. كانت كل الاشارات السابقة لتلك اللحظة تشير إلى حدوثها. بنى ماكبث بنفسه الرحم الذي سيولد منه خصمه.كما أن الغابة التي تمشي لم تكن آتية من وراء ظهره بل ظلت دائما امامه، كان يعرف أنها آتية لا بد ولكنه لم يفهم ابداً منطقها. الغابة التي تمشي هي لغة أخرى، مجاز/حقيقة لم يتواصل معه ذكاء ماكبث. تحركت الغابة في مستوى معرفي معزول عن المستوى المعرفي الذي يتحرك فيه ماكبث لذلك فشل في حل الشفرة وتدارك مصيره. هذا العمى هو موهبة الحركة الاسلامية إلى جانب الاقصاء الجذري للآخر في كل اشكاله بحيث لم يتبق عود صالح تتوكأ عليه. لقد تضخمت أنا الحركة الاسلامية في السودان حتى ظنت أن السودان كلها أناها. ودخلت هي ذاتها في التشويش الذي خلقته حتى ظنت أن مصيرها يتطابق ومصير السودان، و انها الحزب والدولة والشعب وهذا دليل آخر على جنونها. ولكن تحلل الخطابات، والأحزاب، والمقاربات الأخرى أخطر على الحركة الاسلامية من قوتها لأنه يسلمه للفراغ الذي يعني فيما يعني تخلق افق جديد ربما يكون راديكالياً بفعل الحاجة وبفعل الضرورة. ما يعطل تشكل هذا الافق حالياً هو الأمل في الخطابات القديمة النافقة، والتحركات الدولية والاقليمية المشبوهة. لكن ما أن ينقطع هذا الأمل ويسود اليأس ويطبق حتى تبدأ الولادات الجديدة التي سنضطر وسيضطر العالم للتحديق فيها مطولاً لفهمها .ستكون هناك غابة تمشي باتجاه القصر ولن تفهمها الحركة الاسلامية ابداً. لكن ذلك لن يحدث قبل أن يحدث القطع الكامل بين الخطاب والمستوى المعرفي الذي تذوب فيه الحركة الاسلامية حالياً والمستوى المعرفي الجديد. إن فشل كل المحاولات الفائتة لإنتاج تحول سياسي سلماً وحرباً، هذا الاجهاض المستمر، سببه سيطرة الخطاب الواحد والذي ظل ينتج ويعيد انتاج نفسه متحولاً بذلك إلى الفضاء الصمد الذي يفسر كل الظواهر من حوله وفقاً لنظامه الفكري وذرائعيته السياسية. وليس من باب الصدفة أن الحركة الاسلامية تحتل الحكم و المعارضة في وقت واحد. اننا اذ نخرج إلى الشارع متظاهرين فإننا لا نخرج على انما نخرج في خطاب سياسي حددته الحركة الاسلامية ورسمت أبعاده كلها بما في ذلك احتجاجنا عليه. وعندما ننتخب أو نقاطع فإننا نتحرك بالذات في الاحتمالات التي تركها لنا ذلك السياق الواحد. داخل ذلك الخيال المهيمن تفقد كل ظاهرة معانيها المحتملة لصالح معنى محدد سلفاً (يُعتقل التغيير في حدود رد الفعل وليس في لا حدود الفعل )، لذلك تفشل المذكرات والمظاهرات والحركات والمفاوضات و الانتخابات والغد. لذلك تغرق كل اصوات الاستغاثة في الثقب الأسود لهذا الخيال. نحن مسجونون في عقل الحركة الاسلامية والخروج منه لا يبدأ بسؤال من أين أتى هؤلاء، ولا بسؤال الغابة والصحراء، بل بالشك في هذه الاسئلة وتقويضها للخروج منها إلى اسئلة جديدة تخلق الخيال والعقل الجديد.

    نجلاء التوم
    5-15 نوفمبر 2012
    Najlaa ELTOM [[email protected]
                  

11-17-2012, 08:21 PM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: omar altom)

    المبدعة نجلاء التوم تحيات
    ما عارف أشيد بي اللغة الإبداعية التي تمسك بأنفاس القارئ.
    ولا بالرؤية الغرائبية/ الواقعية في آن للتراجيديات الشكسبيرية
    وتعشيقها مع التاريخ والحاضر السياسى لنا وللحركة الإسلامية
    ولا بالتحليل السياسي/الثقافي/الإقتصادي/الإجتماعي النافذ والدقيق
    باللغة وبما يتجاوز اللغة

    الله يخدر ضراعك

    وشكراً عمر التوم

    __________________________________
    دا مقرر كل الناس (حكومة ومعارضة) المفروض تتدارسه بجدية
                  

11-17-2012, 10:13 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: aydaroos)

    الشاعرة الفذة نجلاء التوم

    تحيات من بحر الوافر

    هذا المقال مانفيستو .قراءة نافذة لموات حركة وإن تنطعت وتفاكير حول البحث عن مخرج لشعبنا.
    جميلة هذه المثاقفة فيه وتخليل ماكبث شكسبيروالقراءة عبره في كارثتنا ؛ وقراءات أخرى عديدة.وآسرة هذه اللغة .
    كنت منذ سنوات كتبت أن سؤال الهوية سؤال سيرورة وأنا إنسان واعيش في السودان بالتأسي من قول للوركا الشاعر ؛
    حيث ذكر في مكان ما أنه إنسان ويعيش في اسبانيا. سؤال الهوية مكانه مقاعد الدرس والاكاديميات وهيهات يتوصلوا فيه لمعادلة والهوية في حالة حراك دائم.
    أرى ان المخرج لشعبنا بعد نجاح الهبة التي لابد منها أن ندعو لمؤتمر
    منورين على غرار مؤتمر الخريجين يتم الإعداد له في مكوناته وينعقد للتوقيع على ما اعد من بنود لها نهاية معلومة وزمن وجيز (فاينايت) و يرشح لشعبنا
    ممثلين له للبرلمان ويلح على شعبنا كي ينتخبهم ثم ينصرف المؤتمرون دون حظ نفس لا كما فعل مؤتمر الخريجين الأول.
    أما الحركة الإسلامية التي يشكل هذا المقال نعياً لها فمكانها هو ما دعوته له أنت بحق هنا أيتها الشابة السودانية النابهة .
    ولك ولعمر التوم القائم على حراسة هذا البوست تحياتي. لماذا لا تشتركي مباشرة في المنبر؟
                  

11-17-2012, 10:55 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: Bushra Elfadil)

    استاذنا الفاضل

    تحية واحتراما

    كانت لنجلاء عضوية بالمنبر العام ولكن اعتقد انها قد فقدت كلمة المرور الخاصة بها

    اترك لها الحق في التعليق والرد علي مداخلتك القيمة فانا كما تعلم ناقل للمفال.........................................

    لك كل الود
                  

11-17-2012, 10:51 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: aydaroos)

    عيدروس


    تعرف انه ليس لي الحق في الرد نيابة عن الكاتبة....................

    وضعت المقال هنا لاعجابي بالحس الشاعري لنجلاء في تفنيدها للاشياء ....والحياة

    مجبتي بلا حدود
                  

11-17-2012, 11:06 PM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: omar altom)

    Quote: تعرف انه ليس لي الحق في الرد نيابة عن الكاتبة.................


    سلام وأشواق يا عمر

    وهو مقالها دا تاني محتاج ليهو لي زول يرد
    ما قاعد يتكلم ويرد (ويحيى) براهو :)
                  

11-18-2012, 00:28 AM

مرتضي عبد الجليل
<aمرتضي عبد الجليل
تاريخ التسجيل: 10-04-2010
مجموع المشاركات: 3097

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: aydaroos)

    Quote: لقد تحولنا في مسيرة تحقق الحركة الاسلامية المأساوي إلى مأساة حقيقية. تحولنا من دولة "نامية" إلى لا دولة، ومن شعب يستكشف طريقه لبناء امة إلى قبائل وجثث


    الحركة الإسلامية هي فعلا جثة وعلي الجماهير في القري والمدن ان تهب لتشيعها الي مسواها الاخير.و حتما سيستكشف هذا الشعب العظيم طرقا للخلاص من هذا التوهان.
    شكرا للشاعرة والكاتبة نجلاء عثمان التوم وشكرا (للكتابة البدون إهمال)

    وتحياتي عمر لجلب المقال ..

    --------------------
    وعلي فكرة يا نجلاء (متاكيين الباب ومستنيينيك) (صيفين وشتاء) لغاية ما بكري يرجع ليكي الباسوويرد.
    كوني بخير.
                  

11-18-2012, 01:55 AM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: مرتضي عبد الجليل)

    مرتضي
    شكرا علي المرور

    Quote: الحركة الإسلامية هي فعلا جثة وعلي الجماهير في القري والمدن ان تهب لتشيعها الي مسواها الاخير.و حتما سيستكشف هذا الشعب العظيم طرقا للخلاص من هذا التوهان.
    شكرا للشاعرة والكاتبة نجلاء عثمان التوم وشكرا (للكتابة البدون إهمال)
                  

11-18-2012, 02:03 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: aydaroos)

    Quote: الهوية معقدة ومتحركة ويمكن تمثلها فقط بوصفها عملية مستمرة وليس ابداً كمنتج نهائي.


    عمر ... تسلم ... وأسرتك الكريمة.

    في البدء ... اسأل عن صحة وأحوال الوالدة النعمة
    والوالد الطيب الحبوب ... عثمان التوم... وكل
    ناس بيتكم الرائعين.

    نجلاء ... تضيف بمقالها هذا عنصرا جديدا في ثنيات أزمة
    الحركة الإسلامية السودانية. إذ تستوقفها على باب المعرفة
    الضلوع وتهديها سفرا مختلفا عن نظمية { الإنتباهة } وتلك
    الحوالين الظوالم الظلوع في نفق التجاسر بالسلطة.

    ونجلاء ... قيدت على دفتر أحوالنا ... أن نكون وفق ترسيمنا
    التاريخي وليس وفق إرادة الغفلة وتذنيب الأحوال الطبيعية
    تقربا أهرعا وأجفلا ... لسماء غير.

    ونجلاء ... إستحضرت ماعون وعي بذاتنا في إستصحاب خلاق للعالم
    من حولنا ... فإختارت ماكبث محور مرافعة ثقافية جزلة تعلق
    على عنق الحركة الإسلامية في السودان, لمعرفة مستوى أمانتها
    في توقيع أحوالنا على مسار التاريخ الإنساني المعرفي والإبداعي
    الطويل وعريض. حيث أناخت أحوال تلك الحركة السايب واللاعقلاني
    واللا مفيد والغير ذي معنى على محك التجربة. فضوضاء { هي لله }
    لم تتحول إلى ضوء ينير ويقيل عثرة الشعب. و{الحاكمية لله} ضلت
    طريقها إلى حوش بانقا. وبنات السودان يحلقن في شعورهن وشعرهن
    على قسطل الذات الربانية وهدي الدولة الرسالية.

    المقتبس عاليه, يمثل محور إنطلاق جديد لإعادة توصيف وتوقيع أمر
    هويتنا السودانية, وأخاله مدخل يتواضع إلى عمق أزمتنا الوطنية
    الراهنة. فإستمرارية تداخل وتغير المكونات السودانية, يهزم
    موضوعيا فكرة { الثبات والثبيت } التي بنت على أساسها الحركة
    الإسلامية عرضحالها في تصوير أحوال السودان, بل وحكمهم للسودان
    على ذلكم الأساس.

    مقال ممتاز ... يحشر في أعماقي يقينا بأن أهلي في السودان ما
    يزالون بخير, وأن حوتهم ولودة طالما يخرج من رحمها بنات مثل
    نجلاء.

    أخيرا ... أوافق من سبقوني, بأن هنا مادة تصلح أدبا مدرسيا.
    حيث توفرت نجلاء لمضامين المعرفة الإنسانية في سياق تدافعها
    التاريخي, وإنتزعت منها مفروعا يتصل بأحوالنا, وأعادت سياق
    تقديم ما عنت ليكتسب بعدا سودانيا, فأدخلت الأدب في صميم
    السياسة بنعومة وإستلهام لجب. ثم مرت على علم النفس وصادتنا
    بمضمون وماهية الوهم حين يستطرد في أنفاقه الداخلية المحجوبة
    بطبيعتها عن العالم خارجها. ثم نورتنا بجدل العصر في حضرة
    الماضي المستلف وليس لسبب غير السلطة. ثم أوردتنا وهي تعرض
    أفكارها, لغة إبداعية عاليه تميزت بتعدد المحاور, لكنها محاور
    تفاعلت كيميائيا ووجدانيا مع مبتغى الرسالة, والذي هو في نهاية
    المطاف سياسي مباشر حفي بالعلم والإدراك... والإنتباه.
                  

11-18-2012, 02:24 AM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: HAYDER GASIM)

    الاخ الاكبر حيدر

    تسلم علي المرور وعلي السؤال عن احوال اهلك في السودان................وهم بخير .....لولا الارتباك....والتعجب مما صار اليه حال البلد...

    اذا كانت هناك رصاصة اخيرة تطلق علي نعش الحركة الاسلامية وتجربتها الفاشلة في السودان.....فلتاتي من اقلام الكتاب والمفكرين والفنانين والمبدعين السودانيين.............لتنعي هذا السرطان الي مثواه الاخير................................
    بعير الحركة الاسلامية ناخ بما يحمله من اوزار تفنن في جمعها من دماء الطيبيين من اهل بلادي....وربما مقال واحد او اغنية اوقصيدة.....قد تقصم ظهره....وحتما سيكون .................

    لك كااامل الود يااخي
                  

11-18-2012, 09:31 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: omar altom)



    Quote: نحن مسجونون في عقل الحركة الاسلامية والخروج منه لا يبدأ بسؤال من أين أتى هؤلاء، ولا بسؤال الغابة والصحراء، بل بالشك في هذه الاسئلة وتقويضها للخروج منها إلى اسئلة جديدة تخلق الخيال والعقل الجديد


    هذا المقال تشريح على يد نطاسي بارع لمآلات الوطن تحت سيطرة الحركة الاسلامية الكاملة على الأرض والماء والهواء والشجر والحجر, وإنذار ربما نهائي على تدحرج كل هذه المكونات نحو الهاوية السحيقة التي تقودنا إليها هذه الحركة المتناقضة مع نفسها.

    يجدر بكل سوداني أن يقرأ ما كتبته الاخت نجلاء لا لياخذ منه أي موقف كان بل ليراجعه في هدوء كامل مع نفسـه ليقرأه مرات وكرات ليتدبره تدبر الذكريات العزيزة ولكي يتفقد هذه الكلمات كما يتفقد في ذاكرته اللحظات الفارقة في الحياة,

    ربما لا يهضم المرء هذه المفاهيم عند قراءتها للمرة الأولى بل سيفهمها أعمق كلما أعاد قراءتها مرة وأخرى وهي مع ذلك ليست شائكة بل بالغة العمق ضاربة الجذور في ثقافة الوطن اجتماعاً وتاريخاً وسياسة واقتصاداً وتطوراً دستورياً وفي مناحي أخرى كثيرة,

    هذه الكلمات سفر كامل اختصر العديد من مثاقفاتنا هنا وهو جرعة مركزة من دواء بلسمي لكنها جرعة قاتلة إذا تجرعها كل منكر للحقائق التي تنداح منها لذلك وحرصاً مني على تشافيهم مما أسميه دائماً اللوثة الثقافية التي تمكنت منهم, عليهم أن يتجرعوها معنى معنى رويداً رويداً مع التدارس لعل ذلك يعقب شفاء واستنارة .

    شكراً نجلاء فقد وضعت الحقائق أمامنا في تجسيد لمعاني في صورة عرض حي يكاد يجعلنا نتلمس ونحس بل وحتى نصدم بواقع ماثل أمامنا بكل بجاحة لا منطقيته تماماً كما تصدمنا مواقف رجالاً ونساء كنا نلتمس فيهم الرشاد.


    أحمد الشايقي
                  

11-18-2012, 03:16 PM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: أحمد الشايقي)

    Quote: اننا اذ نخرج إلى الشارع متظاهرين فإننا لا نخرج على انما نخرج في خطاب سياسي حددته الحركة الاسلامية ورسمت أبعاده كلها بما في ذلك احتجاجنا عليه. وعندما ننتخب أو نقاطع فإننا نتحرك بالذات في الاحتمالات التي تركها لنا ذلك السياق الواحد. داخل ذلك الخيال المهيمن تفقد كل ظاهرة معانيها المحتملة لصالح معنى محدد سلفاً (يُعتقل التغيير في حدود رد الفعل وليس في لا حدود الفعل )، لذلك تفشل المذكرات والمظاهرات والحركات والمفاوضات و الانتخابات والغد. لذلك تغرق كل اصوات الاستغاثة في الثقب الأسود لهذا الخيال. نحن مسجونون في عقل الحركة الاسلامية والخروج منه لا يبدأ بسؤال من أين أتى هؤلاء، ولا بسؤال الغابة والصحراء، بل بالشك في هذه الاسئلة وتقويضها للخروج منها إلى اسئلة جديدة تخلق الخيال والعقل الجديد.
                  

11-18-2012, 03:26 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: أحمد الشايقي)

    ياقريبي...........................الشايقي


    شكرا علي المرور




    Quote: هذه الكلمات سفر كامل اختصر العديد من مثاقفاتنا هنا وهو جرعة مركزة من دواء بلسمي لكنها جرعة قاتلة إذا تجرعها كل منكر للحقائق التي تنداح منها لذلك وحرصاً مني على تشافيهم مما أسميه دائماً اللوثة الثقافية التي تمكنت منهم, عليهم أن يتجرعوها معنى معنى رويداً رويداً مع التدارس لعل ذلك يعقب شفاء واستنارة .


    توصيف دقيق للمقال

    اتمني ان يطلع عليه اكبرعدد من القراء لتعم الفائدة

    محبتي الاكيدة
                  

11-20-2012, 05:12 AM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: أحمد الشايقي)

    Quote: يجدر بكل سوداني أن يقرأ ما كتبته الاخت نجلاء لا لياخذ منه أي موقف كان بل ليراجعه في هدوء كامل مع نفسـه ليقرأه مرات وكرات ليتدبره تدبر الذكريات العزيزة ولكي يتفقد هذه الكلمات كما يتفقد في ذاكرته اللحظات الفارقة في الحياة



    شكرا احمد الشايقي فقد اوفيت
                  

11-18-2012, 03:27 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: omar altom)

    العنوان الاصيل للمقال هو

    ماكبث طليق في ضمير السودان: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم


    لحفظ حق الكاتبة
                  

11-18-2012, 08:59 PM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: omar altom)

    Quote: العنوان الاصيل للمقال هو

    ماكبث طليق في ضمير السودان: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم


    لحفظ حق الكاتبة


    عمر ... تسلم,

    هل عندك فكرة عما إذا نشر هذا المقال
    في صحيفة أو منبر إلكتروني ... بدءا؟

    ثم أشكرك على الرد ... والمجد لكل مبدع
    ينحاز لوطنه وشعبه, وأكيد كما قلت حا يعملوا
    فرق ... فالملهم غير السيار, والمبدع غير
    المعتاد.
                  

11-18-2012, 09:51 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: HAYDER GASIM)

    *

    (عدل بواسطة omar altom on 11-21-2012, 07:34 PM)

                  

11-18-2012, 09:55 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: HAYDER GASIM)

    الاخ حيدر المقال نشر في سودانايل في باسم نجلاء التوم ثم نقلته أنا الي المنبر العام في نفس اليوم
                  

11-19-2012, 05:18 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: omar altom)

    سقطت بعض الهوامش من المقال اثناء نقلي له من الايميل ....وهي علي النحو التالي:-

    1/(نحن اليوم في الحركة الاسلامية اشبه ما نكون بالمؤمن الذي قطع شهر رمضان صياماً وقياماً، وقد دخل في العشر الأواخر، يتحرى ليلة القدر، لقد قطعت الحركة الاسلامية في السودان غالب اشواطها وهي تتقدم اليوم حثيثاً لتشهد ليلة القدر)".
    المحبوب عبد السلام ، الحركة الاسلامية السودانية: دائرة الضوء خيوط الظلام، ص 14

    2/" تساوي ثلاثًا و ثمانين سنة وأربعة أشهر، أي أن هذه الليلة الواحدة أفضل من عمر طويل يعيشه إنسان عمره ما يقارب مائة سنة ."

    الشيخ القرضاوي، في فضل ليلة القدر، الموقع الالكتروني الرسمي للشيخ القرضاوي http://www.qaradawi.net/fatawaahkam/30/6079-2...-08-06-22-29-14.html

    3/متى كان الصراع بين الاسلام والمسيحية سؤالاً رئيسياً لشرق السودان؟

    انظر مقال د. عبدالله علي ابراهيم " إن الدين عند الله الاسلام"، 25 ابريل 2012. صحيفة سودنايل الالكترونية




    لذا لزم التوضيح
                  

11-20-2012, 03:52 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: omar altom)

    up
                  

12-28-2012, 08:56 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: omar altom)

    *
    *
    *
                  

11-21-2012, 07:33 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: omar altom)

    Quote: نحن مسجونون في عقل الحركة الاسلامية والخروج منه لا يبدأ بسؤال من أين أتى هؤلاء، ولا بسؤال الغابة والصحراء، بل بالشك في هذه الاسئلة وتقويضها للخروج منها إلى اسئلة جديدة تخلق الخيال والعقل الجديد.
                  

12-09-2012, 03:33 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: omar altom)

    up
                  

12-09-2012, 03:42 PM

أيمن التوم حسن
<aأيمن التوم حسن
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 1067

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: omar altom)

    Quote: ختارت الحركة الاسلامية اعدائها بنفسها بعد إفراغ الساحة السياسية والفكرية من كل منظور، والعدو الرئيسي لها هو هذا الفراغ العجائبي الذي تقف حياله وحدها.
                  

12-09-2012, 03:50 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: أيمن التوم حسن)

    Quote: سمحت المركزية الموغلة في النظر إلى الهوية في اطار العربي والمستعرب بتمرير جرائم كبيرة مثل تضييع اللغة النوبية و قمع اللغة البجاوية واهمال اللغات واللهجات الأخرى في جبال النوبة والانقسنا، ناهيك عن وقوع معظم القبائل النيلية والزنجية خارج حدودها. إن التفريط في أي لغة يعني خسارة وجهة نظر كاملة حول العالم و خسارة طريقة ناجحة في تحليل المعطيات وفهمها واعادة انتاجها، وخسارة امكانات غير محدودة في بناء البشر.
                  

12-28-2012, 09:29 PM

مازن صلاح الأمير
<aمازن صلاح الأمير
تاريخ التسجيل: 02-03-2012
مجموع المشاركات: 263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: omar altom)

    سلام
    إنتحار الحركة الإسلامية يكمن فيما ذكر المقال أنه الرجوع من الحالة المنتحلة إلى البراغماتية الأصيلة في تكوينها ، و هنا مربط الفرس فحالة إلتباس الأشياء على الحركيين من فرط جلاءها يخلقها العبث المنهجي و منهج العبث ، المدهون بأحلام الإمبراطورية المترامية و الشاملة ، فسعة رقعة أحلامهم و ضيقها في نفس الوقت هو الذي يخلق الفراغ المنتوج كحالة مسببة من الجذب الطرفي لعقلها ، الإسلامويون مع دولتهم الحلم تنفذ بهم النصوص إلى ما لا ضمن إختصاصهم ، و هذه المزاوجة السمجة تخلق حالة الفغر الفاهي للجميع لا لها وحدها

    تحياتي للاستاذة نجلاء
                  

12-28-2012, 09:42 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: مازن صلاح الأمير)

    قرأت للأستاذ نجلاء من قبل قصائد مختلفة
    واستمعت جدا بلغتها وبنائية شعرها
    وهي بهذه الورقة الرصينة التي مظهرت
    انتحارات الاسلاميين تقدم أدبا سياسيا رفيعا
    التحية لها وآمل أن تواصل في مثل هذه الكتابات
    وشكرا الزميل عمر
                  

12-29-2012, 11:32 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحارات الحركة الإسلامية السودانية .. بقلم: نجلاء التوم (Re: omar altom)

    UP
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de