اليـوم الـعالـمى لمـكافـحة الـفـقر...............

Quote: حديث المدينة وسط البلد..!! عثمان ميرغني كُتب في: 2007-10-17 [email protected] البروفيسور الجراح المعروف خالد ياجي.. وخلال شهر رمضان.. كان يستقل سيارته الخاصة في الشارع الضيق المزدحم جوار مستشفى الخرطوم.. فجأة إذا بعصابة تعترضه جهاراً وأمام مرأى الناس وتأخذ عنوة ممتلكاته التي كانت معه.. ولا تكتفي العصابة بالنهب بل تمارس تكتيكاً منظماً للإنسحاب.. فتنسحب بكل هدوء تاركة أحد أفرادها لتغطية الإنسحاب شاهراً في يده سلاحاً يهدد به كل من يحاول التدخل أو القبض على زملائه.. ولم يستطع التدخل أيٌّ من المارة الذين كانوا يتابعون المشهد وكأنه فيلم بوليسي في قناة (ام بي سي اكشن).. وكادت الجريمة تكتمل لولا تدخل فريق من الشرطة وصل سريعاً إلى موقع الحدث واستطاع القبض على المجرمين.. قصة البروفيسور خالد ياجي، هي واحدة من سيل من القصص تعرض له آخرون في ذات المنطقة داخل السوق العربي وحوله وتخومه من الشوارع التي ترتبط به.. وكانت تصلنا شكاوى مستمرة من الجمهور أن الانفلات وصل في هذه المنطقة إلى مرحلة سافرة.. وأن اللصوص صاروا أكثر تنظيماً وقدرة على الحركة السهلة في الكر والفر.. ولم يعد وحده الليل وأستاره الموعد المناسب لنشاطهم.. بل كل ساعات اليوم و(على عينك يا تاجر!!). هذا ما وصلت إليه الحال في منطقة وسط الخرطوم.. منطقة حرة لمن استطاع إليها سبيلاً بإجرامه وعضله وجرأته.. ولم يعد ممكن الانتظار أو التلكؤ في التعامل مع هذا المهدد.. فأخذت محلية الخرطوم قرارها بتنفيس المركز.. وإفراغه من كل المزايا التي كان يوفرها للإجرام. الأستاذ مبارك الكودة معتمد محلية الخرطوم.. وأركان حربه ظلوا عاكفين كل أيام عطلة عيد الفطر في مكاتبهم.. تنازلوا عن عطلة العيد تماماً.. وتفرغوا للمتابعة والإشراف على أعمال نقل مواقع تجمع خطوط المواصلات من مكانها القديم في ميدان (أبوجنزير) وسط الخرطوم إلى مواقع بديلة خارج دائرة المركز.. الفكرة مسنودة بحيثيات قوية.. فدائرة المركز وسط الخرطوم وصلت إلى منتهى الفوضى.. حشود من الكتل البشرية تتحرَّك في رقعة أرض ضيقة تعاني من فقر الخدمات.. وأسهم ذلك في جعلها منطقة ملائمة (جداً) للصوص ومحترفي النشل والخطف الذين وصلت بهم الجرأة في زخم هذه الفوضى إلى خطف أجهزة الموبايل من الأيدي عنوة واقتداراً.. وربما يعكّر صفو هذا الانتقال حالياً، أنه لا يمثل العلاج الشامل.. فوجود مراكز تجميع كبيرة لخطوط المواصلات هو لب المشكلة.. إذ يُفترض أن خطوط النقل والمواصلات شبكة لا تبدأ ولا تنتهي في نقطة معينة.. حيث تدور حافلات النقل العام في خطوط متقاطعة ودائرية تسمح بالحركة المرنة لكل الركاب.. ودون أن تتجمع في نقطة مركزية واحدة حتى لا تكتظ بالناس وسائل النقل.. ويفاقم من الأمر أن وسائل المواصلات العامة في العاصمة الخرطوم بدائية متخلّفة.. غالبها حافلات صغيرة سعة 6 ركاب (أمجاد) أو 14 راكباً (هايس) أو 25 راكباً.. وهي وسائل تشغل حيّزاً في الشارع أكبر كثيراً من سعتها التشغيلية.. فتتسبب في زحام الشوارع مع إبطاء تدفق الحركة بصورة عامة.. ويفترض الحل الشامل استبدالها ببصات كبيرة تحمل عدداً أكبر وتتوقف في محطات محددة حتى لا تضيّع زمن الركاب بالتوقف المستمر في الطريق.. وتتحرك في خطوط شبكية مرسومة بعناية حتى توفر انتقالاً مرناً سهلاً من أي مكان إلى أي مكان.. محلية الخرطوم فضّلت ان تخطو الى الأمام بدلاً عن انتظار بقية المطلوبات.. وهذا إجراء حميد ولو كان مرحلياً.. في انتظار بقية المطلوبات ليتحقق للخرطوم مظهر ووسائط نقل عصرية..