|
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات (Re: عبدالله عثمان)
|
الرق إسلام قبل وبعد الترابى
إنى من رأى الدكتور الباقر العفيف من نزع الغطاء عن "الأشياء التى لم تقل" فى ثقافتنا مثل الرق والتى تفرقنا شيعا وتؤذينا جميعا، غير أننى أتحفظ على كلمته فى "الفجر" (11/6/1997) وأحذّر من أسلوبها فى إماطة اللثام عن خفايا ثقافتنا. بوجه عام لم يستعن د. العفيف طوال كلمته بواقعة أو خبر تحرى فيها سودانيون (بغير ولاء أو شاغل سياسى ضاغطين مثل فعل الدكتوران بلدو أو عشارى فى كراستهما ذات الصيت الذائع أو البائخ فى عام 1987) ظاهرة عودة الرق فى السودان بإستقلال (وبغير بغضاء بالطبع) عما ورد فى الواعين الأكاديمية والكنسية والإعلامية والسياسية الغربية. فحرفة معرفة أدوائنا الفكرية بأنفسنا هو أصلح المداخل لجدارتنا بتصويب أنفسنا وأرثنا. علاوة على أنه لا يجوز لنا فى زمان سيادة نظريات التفكيك الرحيمة أن نرهن معرفتنا لأنفسنا بالآخرين (أدنى السبل الى الإستشراق الداخلى). ولا يتعلق الأمر هنا بنوايا الآخرين بها، حسنت أو ساءت، بل بالطريقة التى لا مهرب للأخرين من "إفراز" أجندتهم وإستراتيجيتهم فى جسد المعلومات المستقى عنا. ويؤسفنى أن د. العفيف جانب الإنصاف فى المناسبة الوحيدة التى إستعان فيها بواقعة سودانية. فقد رجع الى احكام قضائية صادرة عن مستويات مختلفة فى القضاء الشرعى السودانى فى منتصف السبعينات حول دعوى رفعها أهل فتاة ما ضد زواجها من شاب لخلوه من الكفاءة كونه من أصل رق. وقال أن المحكمة الشرعية العليا، التى رفضت حكم محكمتها الدنيا وقضت بزواج الفتى والفتاة، قد فعلت ذلك مضطرة بحيل فقهية إضطرارا تحت ضغط حركة نسائية نشطة ونظام كان يتبنى أفكارا تقدمية.. أى لم يقع لها الحكم لأن الرق ومشتقاته ومتعلقاته نظام مرذول تتبرأ الشريعة الإسلامية منه. وقولى: إن حكم المحكمة الشرعية العليا لم يكن محض إضطرار للتلاؤم مع ما ذكر د. العفيف من أنشطة وميادىء مايوية أجدنى شديد الحساسية (بل والعصبية) فى قبولها. ودعك من حزازتى هنا. ولكن نبهنى لقاء صحفى مع الأستاذ غازى سليمان (ولا أقول المحامى كما درجنا منذ أيام الحركة الوطنية) فى جريدة "آخر خبر" السودانية بتاريخ 24/7/1995 أن ذلك الحكم إنما يستوحى حكما فى مدينة دنقلا نطق به المرحو العالم القاضى محمد الحضرى فى الدعوى رقم 65 لعام 1902 قال فيه "إن الرق فى السودان ليس رقا شرعيا". ومهما يكن من منطوق الحكم وسداده فالواضح أن حكم الوقت لم يكن العامل الوحيد أو الهام وراء نظر المحكمة الشرعية العليا فى السبعينات. أقول: لا ينتقص حكم المحكمة الشرعية العليا هذا كون أن الرق "قائم فى الأذهان، وكمؤسسة قائم نظريا/ وكقانون موجود فى كتب الفقه". كما ذهب الى ذلك د. العفيف، إذا إعتبرنا الحكم نفسه (والتاريخ الذى أنطوى عليه، أى السابقة، والتاريخ الإجتماعى) لعددنا الحكم ذاته مساهمة ذهنية ونظرية فقهية تفاوض فى عصرها، وبين مطباتها الثقافية والنفسية الخاصة، لتأذن ببراح إجتماعى جديد. فليس يطعن فى سداد حكم (بروان ضد مكتب التعليم) للمحكمة العليا الأمريكية فى 1954، الذى أنهى عصبية المدارس المفردة للبيض والسود، إنه صدر وفى نفس العنصريين البيض وثقافتهم وفقههم (مثل قوانين جم كرو) شىء من حتى. وقد هرب البيض الأثرياء أو العنصريين من وجه الحكم الى الضواحى المنقطعة بمنجاة ليعيدوا تأسيس مدارسهم المفردة بإملاء من "حتى" ذلك الذهن والفقه والنظرية فى شعاب تفاقم العنصرية فى أمريكا، وليست محنة حكم 1954 الحالية سببا الى تتفيهه بوجه من الوجوه. وبناء على ما تقدم وددت لو قرأ د. العفيف حكم المحكمة الشرعية العليا فى السبعينات بذوق وضبط أكاديمى يتعالى عن ضيق الليبراليين واليساريين "بسخائم" الشيخ حسن الترابى فكثيرا ما رددت القول "كان هناك إسلام قبل الترابى وسيظل معنا الإسلام بعده". والحمد لله فبرغم أن المحكمة الشرعية قد لامست وناصرت بعض أجندة الحركة الترابية وبخاصة فى الستينات حول موضوع حل الحزب الشيوعى، الاّ أنها مؤسسة جامعة مانعة يستوجب دراستها فى باطنها وظاهرها وخطابها واختصاصها وفقهها وفقائها ومنشوراتها بصفاء سياسى و"ورع" أكاديمى يلتزم أصول التحليل الأكاديمى، وقد فتحت هذا الباب، ومن زاوية تقدمية إجتماعية شفيفة دقيقة، الدكتورة كارولين فلوهر لوبان (مهيرة كما هى معروفة بين معارفها السودانيين) أستاذة علم الأنثربولوجيا بكلية رود آيلاند الأمريكية فى كتابها "الشريعة الإسلامية والمجتمع فى السودان – لندن 1987" وقد أهدت الكتاب الى الشيخ الجزولى ومولانا نجوى فريد فى باب عرفانها لهما وللتقليد الشرعى والإجتماعى السديد اللذين هما ثمرة منه. واعترف لها بالطريقة الميسرة التى قرأت بها هذا الحكم كما ورد فى كتابى "الديمقراطية والثقافة فى الشودان – القاهرة 1996) ولست أعيده هنا وليطلبه الراغب حيث هو. ------------------- أنتهى – من صفحة 31 الى صفحة 34 ---------- الرق فى السودان – نحو إنثربولجيا الخبر – د.عبدالله على إبراهيم رقم الإيداع 10882/2002 الشركة العالمية للطباعة والنشر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-15-04, 03:01 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | Omer Abdalla | 12-15-04, 04:16 AM |
عبد الله | mohmmed said ahmed | 12-15-04, 05:19 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | sharnobi | 12-15-04, 01:01 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | sharnobi | 12-15-04, 01:04 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | sharnobi | 12-15-04, 01:05 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | democracy | 12-15-04, 01:09 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | Yaho_Zato | 12-15-04, 01:13 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-15-04, 10:17 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-16-04, 02:18 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | Yasir Elsharif | 12-16-04, 03:58 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-16-04, 04:13 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-16-04, 10:04 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عدلان أحمد عبدالعزيز | 12-17-04, 07:03 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | Agab Alfaya | 12-17-04, 08:27 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-17-04, 09:57 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | Omer Abdalla | 12-17-04, 09:58 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-18-04, 02:35 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | أنور أدم | 12-18-04, 02:48 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-18-04, 04:10 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-18-04, 04:54 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | democracy | 12-18-04, 11:51 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عدلان أحمد عبدالعزيز | 12-18-04, 01:32 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | democracy | 12-19-04, 05:40 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-19-04, 09:51 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-20-04, 04:39 AM |
عبد الله عثمان | mohmmed said ahmed | 12-20-04, 05:45 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-20-04, 10:20 PM |
عبد الله | mohmmed said ahmed | 12-21-04, 11:08 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-22-04, 04:15 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-23-04, 03:21 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | Omer Abdalla | 12-24-04, 09:28 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-27-04, 10:21 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عشة بت فاطنة | 12-28-04, 02:01 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | Yasir Elsharif | 12-28-04, 03:10 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-28-04, 10:47 PM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-29-04, 03:00 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عشة بت فاطنة | 12-29-04, 11:50 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-30-04, 00:04 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-30-04, 11:12 PM |
Re: الخلاسية كبديل للسفاح | Agab Alfaya | 12-31-04, 00:27 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-31-04, 04:36 AM |
Re: د. عبدالله على إبراهيم و"إنثروبولوجيا خبر" البداليات | عبدالله عثمان | 12-31-04, 05:39 AM |
|
|
|