الكنيسة القبطية تخطف طالبة مسلمة في الخرطوم وتعمدها

Quote: الكاتب Administrator on الخميس, 01 نوفمبر 2012 08:37 السودان يستحق جائزة عالمية للتعايش الديني.. ببساطته، وخفة ظله المعهودتين، يلتقيك القمص فليوثاوس فرج، وكأنه يعرفك منذ زمن بعيد.. انفتاحه الواسع على المجتمع، وتداخله غير المحدود مع الجميع، ومكانته الكبيرة داخل طائفة الأقباط الأرثوذكس في السودان، جعلت منه رقماً مهماً، على أكثر من صعيد، وعنصراً فاعلاً في عدة اتجاهات.. (الخرطوم الجديدة) جلست إليه متلمسة جوانب من حياته، مستصحبة أيضاً قضايا، وموضوعات ذات صلة بالأقباط، وكنيستهم، ومناطق أخرى في هذا الخصوص. > أجراه : محمد محمد نور > من أنت؟ - أنا مواطن من مواطني وادي النيل، ولدت في منطقة جميلة، اسمها (سمالوط) في صعيد مصر، وتعني المدينة الجميلة، وعشت هناك وسط جو روحي عالي المستوى، وكنا أطفالاً عاديين وكانت لديّ اهتمامات خاصة، ونتنافس على قراءة الكتب والمجلات، وقرأنا البؤساء، والمنف########، وكان الجو الذي حولنا مناخاً طبيعياً ومسالماً. > هل ظهر توجهك الديني في تلك المرحلة؟ - أنا ومنذ صغري لم أكن أتوقع أن أكون رجل دين، بل كنت أرفض ذلك بشدة، مع أنني كنت في مرحلة مبكرة من عمري متديناً، وأحب الكنيسة، وقمت بإلقاء المحاضرات الدينية وأنا في سن الرابعة عشرة، بسبب تفوقي في هذا المجال. > وبماذا كنت تفكر في ذاك العمر؟ - كان عشقي الصحافة، وفي تلك الفترة كان مصطفى أمين وعلي أمين يناديان بإنشاء كلية خاصة بالصحافة، أو قسم خاص بها بكلية الآداب، وبعد أن أكملت المرحلة الثانوية، حصلت على معدل ممتاز في امتحان الثانوية العامة، وكان أمامي الالتحاق بكلية التجارة أو الآداب، وكان كل تفكيري منصباً نحو الالتحاق بكلية الآداب قسم الصحافة. > هل كانت لديك محاولات صحفية في تلك الفترة؟ - فقط كانت صحافة الحائط بالمدرسة العامة ومدرسة الكنيسة، وكنت مميزاً جداً في الإلقاء بالمدرسة الثانوية، وفي إحدى المرات جاءني أستاذي في اللغة العربية وكان من جماعة الإخوان المسلمين، الذين كنا نحبهم جداً.... > (مقاطعاً).. لماذا الإخوان المسلمون بالذات؟ - لأننا نحب كل الناس، كما إن الإخوان المسلمين في بداياتهم لم تكن لهم أي إرهاصات ضد فئة أو مجموعة بعينها، ولم يكن وقتها قد دخلوا إلى عالم الإسلام السياسي، وكان البعض منهم يقوم بإلقاء المحاضرات علينا وكنا معجبين جداً بهم.. طلب مني هذا الأستاذ أن أحضر معه حصة التربية الإسلامية، وبكل أدب قلت له إنني أحضر حصة الدين المسيحي، وهناك تسجيل للغياب والحضور. قال لي: أنا أعرف أنك مسيحي، ولكن ليس لديّ طالب بالفصل يعرف القراءة مثلما تفعل أنت. وقال لي أيضاً أن أدخل كلية الآداب، وبعد تخرجي سيقوم بمساعدتي للالتحاق بالعمل في الإذاعة. > وماذا حدث بعد ذلك؟ - جمعت أوراقي وذهبت إلى القاهرة للتقديم في الجامعة، وقبل ذلك ذهبت إلى البابا كرلس الثاني من أجل البركة، ومساعدتي في اختيار الكلية المناسبة، وكان ذلك بطلب من والدي، وحين وقفت أمامه سألني عن الكلية التي أرغب بالدراسة فيها، قلت له: كلية الآداب. إلا أنه اقترح عليّ دخول الكلية الإكليريكية. فرفضت، ولكن بعد إصرار البابا عليّ، قررت أن أذهب إلى هذه الكلية، وأسعى بكل جهدي أن يأتي الرفض من قبل لجنة القبول، وكان أول ما لفت نظري بلوحة الإعلانات أنه لا تقبل إلا الشهادات الأصلية، وحين سألتني اللجنة عنها رفضت تسليمها وقلت لهم إنني ذاهب بها للتقديم بكلية الآداب، إلا أنهم خيبوا ظني، واكتفوا بقبول صورة الشهادة فقط، وأضاعوا مني فرصة الهروب من القبول بالكلية الإكليريكية، والمفارقة الطريفة، تم إخضاعي للمعاينة التي احتوت على أسئلة عامة عن الصحافة، والفنانين والمطربين، وأجبت عليها بصورة ظننت أنها كفيلة باستبعادي من قائمة الطلبة المقبولين، ولكن العكس حدث تماماً، حيث أنني علمت لاحقاً بحصولي على الدرجة الكاملة في تلك المعاينة، وتم قبولي من ضمن عشرين من بين أكثر من مائة طالب تقدموا للالتحاق بالكلية الإكليريكية في تلك الدفعة. > وماذا تم بشأن الجامعة؟ - أيضاً تم قبولي بها، وهنا كانت الربكة، لذلك لم ألتحق بأي من الكلية الإكليريكية أو الجامعة، وبقيت في البيت، وفي تلك الفترة كنت أطالع كثيراً، لأشغل نفسي، بعد فترة جاءني ثلاثة من زملائي بالكلية، واقترحوا عليّ أن أبدأ الدراسة معهم وبعد التخرج يمكنني مواصلة دراستي بالجامعة، وبالفعل تم ذلك، وساعدوني في تجهيز المحاضرات، واستطعت النجاح في الفترة الأولى في زمن وجيز وفي نهاية العام كنت الأول على الدفعة، واستمر بي الحال هكذا حتى تخرجت، وعملت في ما كان يعرف وقتها بالخدمة القروية، وقضيت عاماً كاملاً في هذه الوظيفة، وكانت فترة ممتعة للغاية. > وماذا حدث بعد ذلك؟ - وقتها كان لا بد أن ألتحق بالخدمة الوطنية في الجيش، في عام 1963م، ويتم اختيار أعداد قليلة، وسألني أحد الضباط عن أهمية خريج الكلية للجيش، وقلت له إنني أكثر واحد يمكن الاستفادة منه، لبث الروح والحماس بالمجندين المسيحيين، إلا أنه لم يتم استيعابي بالجيش. > ما قصة حضورك إلى السودان؟ - في حوار لي وقتها مع أحد الأساتذة بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، يدعى حليم إسكندر، كان له نشاط في الكنيسة، عرض عليّ الذهاب معه إلى الخرطوم، ورغم رفضي للفكرة إلا أنه ظل يكرر المحاولة معي مرة تلو الأخرى، ووعدني بالمساعدة للالتحاق بالجامعة، وكان يعلم برغبتي في مواصلة الدراسة الجامعية، وبالفعل حضرت إلى السودان في تاريخ 15/12/1964م، وذهبت إلى كنيسة بحري ثم اصطحبني بروفيسور حليم إلى الجامعة وتقدمت بأوراقي وتم قبولي بكلية الآداب قسم الاجتماع، وفي الوقت نفسه كنت أقوم بالتدريس بمدرسة الخرطوم بحري. > ماذا علق بذاكرتك من أيام الدراسة بالجامعة؟ - من الأشياء الطريفة التي ما زلت أحتفظ بها في ذاكرتي أن جامعة القاهرة بالخرطوم، كان يطلق عليها تندراً جامعة (فلة)، والسبب في ذلك أن الدراسة بها كانت مجانية، وجاءت هذه التسمية تشبيهاً للجامعة براهبة كانت تسمى (فلة) اشتهرت بزيها الأبيض، وكانت تطوف على البيوت والأحياء لتعلم الناس الكتابة والقراءة مجاناً ومن هنا كانت المقارنة. > هل واجهتك أي صعوبات في الدراسة؟ - بالعكس، أكملت الدراسة بالكلية، ونلت المركز الأول عند تخرجي، وكان يفترض استيعابي كمعيد بالجامعة. وأذكر أن شهادات التخرج قمنا بتسلمها في حفل كبير حضره الرئيس نميري، ومحيي الدين صابر وزير التعليم، ووزير التعليم العالي بمصر، ورئيس مجلس الشورى، وكانت حاضرة أيضاً عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، التي صافحتني حينها وقالت لي إنها فخورة جداً بي، وسعيدة برؤية رجل دين متعلم ومثقف مثلي، يتخرج في جامعة القاهرة. > كيف كان دخولك في خدمة الكنيسة؟ - أذكر أن الأنبا دانيال كاهن كنيسة الخرطوم اعترض وقتها على عملي بالكلية رغم رغبتي الشديدة في ذلك، وقال لي إنه يريدني أن أشغل وظيفة بالكنيسة، وكان ذلك في 1969م وتسلمت الشهادة الجامعية وأنا بزي رجل الدين، وأذكر وقتها قام الأنبا دانيال بنشر إعلان في الصحف يعلن فيه ترسيمي كاهناً بالكنيسة، ودعا كل من له اعتراض على ذلك بالتقدم إليه، وكانت تلك المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر من قبل الكنيسة، وبالفعل تم تنصيبي كاهناً بصورة رسمية، في يوم 22/8/1969م وكان إكمالي الجامعة في شهر مايو من العام ذاته. > هل تمكنت من مواصلة الدراسة العليا بعد ترسيمك كاهناً بالكنيسة؟ - نعم استطعت الحصول على درجة الماجستير، وكانت لذلك قصة طريفة، حيث كان يشرف على الامتحانات بالجامعة ثلاثة من أشد الأساتذة هم: د. كمال دسوقي متخصص في علم النفس، والثاني هو صمويل باتريوس، بروفيسور في علم الاجتماع، والأخير كان د. فاروق الفاروق زكي يونس أستاذ مناهج البحث، ومن بين 39 دارساً نجح سبعة طلاب على يد دكتور كمال دسوقي وحين وصلت النتيجة إلى د. صمويل تقلص عدد الناجحين إلى ثلاثة، ولما انتهى الأمر إلى د. فاروق الفاروق كان الناجح طالب واحد، ولحسن الطالع كان هذا الطالب هو سمير فيلوثاوس فرج، ومع أنني كنت يائساً جداً من النجاح، وحين قابلت د. فاروق -وكان إسلامياً ولكنه ليس متشدداً- قلت له إنني غير مصدق، وكنت أتوقع أن لا أحقق هذه النتيجة على يدك، وقال لي بالحرف الواحد إنني قدمت أداء مقنعاً لايمكن لأي أستاذ أن يتجاوزه.