السودان الدولة الوحيدة التي لم تقدم شهداء للاستقلال

Quote: ولاً : سلامٌ من الله عليك ورحمة منه وبركاته ،،، ثم ثانياً : شُكراً يا دكتورة لإيرادك تلك التحركات النبيلة ولعلي أوقن ان جميعها كانت في سبيل الهدف الأسمى وهو إستقلال الدولة السودانية وإن اختلفت زواياها المطلبية ... في موضوع تضحيات الشعب السوداني وشهدائنا عليهم رحمة الله جميعاً أجد نفسي في حيرةً من أمري وأتسائل أهل يُعقل ؟ أفي هذا الشعب من ينكر مُجاهدات الأوائل وصانعي الوطن لكنني عبرك أقول للأخ أحمد الأمين : أين ذهبت مُجاهدات رجالات الثورة المهدية ذلكم العهد الجميل في صفحات تاريخ بلادي ولعله لبنة أساسية من لبنات الوطنية في الدولة السودانية الحديثة ففي سبتمبر 1898م كانت معركة كرري والتي استشهد فيها 11.000 ألف سوداني من الرجال الوطنيين من بينهم محمد ابن زعيم الثورة المهدية وبعض أُمراء الثورة فمنهم الشهيد الأمير يعقوب والأمير ابراهيم الخليل والأمير عثمان أزرق وبعدها أعاد خليفة المهدي جنوده ورتب صفوفهم لكنها لم تكن ترتيبات كافية لمنازلة عدو بحجم الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ( حينها ) عدو يمتلك التقنية الحديثة والجيش النظامي المدرب فوقعت نكبة الشكابة في أغسطس 1899م فستشهد في هذه المعركة الخليفة شريف وابنا المهدي : الفاضل والبشرى وقد تم أسر عبد الله والطاهر ونصر الدين وقد توفاهم الله وهُم في الأسر (أصابهم مرض السل وقد توفوا ثلاثتهم جراء هذا المرض اللعين في رشيد بمصر) وقد جرح في صدره في هذه الكارثة اليافع حينها عبدالرحمن المهدي. وفي نوفمبر1899م كانت أم دبيكرات قاصمة ظهر دولة الثورة وموحدة الوطن الاول باستشهاد الخليفة ومعه قيادات الثورة علي ود حلو والصديق ابن المهدي وأحمد فضيل وأب جكة . كيف عليك بالله يا دكتورة ولنا كُل هذا التاريخ الجميل ان يأتي أحدنا مُنكراً علينا شُهدائنا وأسي شهيد نحن قدمناه ولعمري الغُزاة الطامعين ما تسائلوا مثل هذه الأسئلة وقد ذكُر المؤرخ أبو سليم في إحدى الوثائق أن أحد ضباط الجيش الغازي تسائل مستغربا التحية العسكرية التي أداها ونجت باشا لجثمان الخليفة فأجابه ونجت:" أنت لا تعرف يا فتى عظمة من دفناه ومهما كان رأينا فيه ورجاله فإنهم ماتوا ميتة الأبطال وقد تفضلتي مشكورةً بإيراد تلكم الشواهد من تاريخنا . أما زعامة الإستقلال او كما يُسميها البعض منا أُبوة الإستقلال فالزعيم الراحل صاحب التاريخ الناصع الرجل الشريف رافع علم الإستقلال طيب الله ثراه الزعيم السيد إسماعيل الأزهري ليس هو أبو الإستقلال ولعلك تعلمين يا دكتورة وإلى عهد قريب كانت أحزاب الوطني الإتحادي والشعب ( الإتحادي الديمقراطي حالياً ) كان شعارهم : السودان تحت مظلة التاج المصري حتى عهد حكومة الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري وما تسليم عبدالله خليل حكومته المنتخبة إلى الجيش بقيادة الراحل عبود ببعيدة عن الاذهان وهي خير شاهد فكانت بعثات الوطني الإتحادي تنشط في أوساط الشعب لأخذ توقيعاتهم علي برنامجهم القاضي بحكم السودان تحت المظلة المصرية وللأغلبية الميكانيكية للزعيم الراحل علي قبة البرلمان وخوف عبدالله بك خليل من تمرير هذا البرنامج وخوفاً منه " لتقديراته الشخصية " لأن حزب الأمة بقياداته رفض عرض الحكومة وموضوع تسليمها للجيش وفقاً لما مُسجل في مضابط إجتماعاتهم وأذكُر قد تم نشرها مُنتصف التسعينات حينما آثرت الحركة الإسلامية ( وأعلم أنك لها تنتمين ) وفي سبيل تبريرها للإنقلاب العسكري آثرت المكابرة وأنها لم تبتدع الإنقلابات العسكرية وما أدراكما ما هي فقد نُشرمادار في ذلكم الإجتماع فكان الرفض القاطع وبالأغلبية فقيادة الدولة متمثلة في عبد الله خليل أصر علي قراره وقد كان ما كان هذا للأمانة والتاريخ . وفي موضوع أبو الإسقلال فأن الأستاذ المهندس الراحل عليه الرحمة محمود محمد طه ليس هو أبو الإستقلال كما يرى أخواننا الجمهوريين وإن كان أول سجين سياسي دونته مضابط الوطنية لكنه لم يكُن أبو الإستقلال في تعريف الأبوه ومعنى الإحتضان للفُرقاء وللتاريخ وأعتقد أنك تعلمين أن برنامج حزب الامة برعاية السيد عبد الرحمن المهدي رحمة الله تعالى تغشاه وبزعامة الأديب محمد أحمد المحجوب وعبد الله بك خليل إختلفنا معهم أو اتفقنا فإن وشعار حزبهم حينها : أن السودان للسودانيين فكان السودان للسودانيين ..... تحياتي يا دكتورة ونأسف للإطالة ... تحياتي إبراهيم محبوب