|
Re: داعية سعودي يعذب طفلته لشهور حتى الموت (Re: awad okasha)
|
شاهدت قبل فترة من الزمن في اليوتيوب محمد العريفي، وهو رجل يظهر أحيانا على شاشات التلفزيون مسبوقا بلقب (شيخ) وأحيانا (فضيلة الشيخ)، لقب الشيخ أصبح يوزع بسخاء على الناس، فتارة يطلق على الملتحي وتارة أخرى يطلق على المتفقه في الدين وأحيانا يطلق على كبير السن أو على إمام المسجد وأحيانا أخرى يطلق على كل من يعتلي منابر الوعظ والإرشاد، و يطلق أيضا على القاضي، وارتبط اللقب تاريخيا بزعيم القبيلة أو العشيرة، ومؤخرا أصبح لقب شيخ يطلق على كل ذي مال. شاهدت في اليوتيوب محمد العريفي واقفا أمام مجموعة من مشاهديه ومستمعيه وهو يقص عليهم حكاية مسلية. سوداني كان يطوف حول الكعبة المشرفة وهو يردد الدعاء "اللهم أغفر لنا وتجاوز أنّا" استبدل محمد العريفي حرف الميم في كلمة "عنّا" بحرف الألف فأصبحت "أنّا" بدلا من "أنّا" تقليدا لنطق السودانيين للحروف العربية وزيادة منه في جرعات المتعة التي يقدمها لمستمعيه، فأصيب السوداني بضربة شمس أثناء طوافه ونقل لمستشفى جياد القريب من الحرم الشريف، وهناك قدمت له الإسعافات اللازمة فأفاق بعد نحو أربع ساعات من غيبوبته ، فوجد حوله الممرضات الفلبينيات بأزيائهن البيضاء ، وكان اللون الأبيض كذلك هو لون جدران الغرفة وفرش السرير ،تزامن ذلك مع رائحة مطهر الديتول التي كانت تملأ الغرفة، وهي رائحة وإن كانت كريهة لكنها بلا شك أفضل من رائحة المريض السوداني، فأعجب المريض السوداني بالرائحة مثلما أعجب بالممرضات والمكان كله ،للدرجة التي حسب فيها أنه في الجنة، فصاح "الله أكبر.. الله أكبر.. أشهد ان وأد(وعد) الله حق.. الجنة.. الهور الإين (الحور العين)، واجتذب صياحه الممرضات، فتدافعن نحوه لمساعدته ظنا منهن أن الرجل قد أصيب بلوثة في عقله بفعل ضربة الشمس ، فحسب السوداني أن الممرضات هن الحور العين أنفسهن يتسابقن للفوز به ، فصاح فيهن: واهد.. واهد (واحد.. واحد). هكذا حكى (الشيخ). واكتفى (الشيخ) بالوقوف عند هذا الحد ولم يدخل في مزيد من الشرح والتفاصيل. كان (الشيخ) يعمل على إضحاك مشاهديه بمثلما يفعل مقدمو الفقرات الترفيهية المغمورين في مسارح المنوعات، فحوّل (الشيخ) المكان بأكمله إلى "مسرح منوعات"، ومسرح المنوعات هو الاسم الذي يطلقونه في مصر على الكباريه تجميلا للقبح والتفافا مأذونا حول القوانين. نكتة (الشيخ) نكتة قديمة ساقطة تتداول في أكثر من بلد، وفي كل بلد يعاد صياغتها حسب معطيات ومكونات مجتمع البلد ولكنها لا تتداول في العلن لأنها نكتة غير محترمة، ولا أود هنا أن أنقل الصيغة التي كانت تتداول بها في السودان قبل عقود من الزمان. وفي جميع الأحوال ليست منابر الوعظ هي المكان المناسب لمثل هذا النوع من (خفة الدم). قد يكون هناك من يبادر فيقول إن محمد العريفي لا يتعمد الإساءة لأحد ولكنها دعابة بريئة، ويمكن بهذا المنطق أن نقبل تقليده للهجة السودانيين الذين ينطقون الحاء هاءا "اللهم اغفر وتجاوز أنّا" .. "الهور الإين"، وليس في ذلك ما يسوء أحدا، فأهل السودان في معظمهم لا تمت جذورهم للعرب ولا للعربية بشيء أو أنهم يتحدثون لغاتهم القبلية وهي لغة الأم لديهم بجانب العربية، فليس غريبا وليس مسيئا في شيء أن يبدل العين الفا والحاء هاءا، والدم العربي والعربية ليست بأي حال من الأحوال سدرة المنتهى رغم ادعاءات بعضهم، لكن المسيء فعلا هو قول (الشيخ) أن رائحة مطهر الديتول، رغم أنها رائحة كريهة،إلا أنها أفضل من رائحة ذلك السوداني. هذا هو السقوط الذي لا يمكن تبريره. اعتدنا مثل هذا السقوط في الأفلام والمسلسلات المصرية التي تسخر من اللون الاسمر والرائحة الكريهة التي هي ماركة مسجلة باسم السودانيين مثل فيلم "عيال حبيبة"،ورغم ذلك لا يمكننا أن نحمل كل المصريين وزر سقوط بعضهم ونظرتهم العنصرية المتعالية للسوداني. كانت آخر هذه الأعمال الفنية المصرية الساقطة مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" لصاحبه عادل إمام وأولاده،الذي عرض في شهر رمضان الماضي، وفي مشاهد من هذا المسلسل في نفق من أنفاق سيناء الموصلة إلى غزة يتبادل عادل إمام مع ابنه محمد الممثل في نفس مسلسل والده، السخرية من بشرة السودانيين ومن نادي الهلال بألفاظ ساقطة ورثها الإبن عن الأب، وكانت تلك المشاهد مستفزة لي كسوداني أعتز بوطني وبلون بشرتي وأعتز بنادي الهلال كرمز من رموز ذلك الوطن رغم عشقي للمريخ.نأمل أن نتناول هذه الرؤي المصرية الساقطة في مرة قادمة مع الوقوف بضع لحظات عند "لعنة الجغرافيا"،على حد تعبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، التي جلبت لنا كل هذا الضرر. لم أجد تشخيصا لحالة محمد العريفي سوى أنه ساقط غارق في التعالي العنصري العفوي ويحمل شهادة الدكتوراة. لكأن الرجل لم يقرأ قول الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"،صدق الله العظيم، ولكأنه لم يسمع قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام " ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء". زرت قبل بضعة أيام موقعه الخاص على الانترنيت فعلمت أنه كان في زيارة للسودان في أواخر شهر سبتمبر 2012م بدعوة من قناة طيبة الفضائية واستغرقت هذه الزيارة عدة أيام ألقى فيها أكثر من محاضرة في أكثر من موقع في الخرطوم ولقي في السودان ما يلقاه كل زائر من حفاوة متوارثة، فكتب عن ذلك في موقعه:"ما أسعدني.. أنا اليوم على موعد مع الكرم والطيبة والأمانة والبشاشة وسلامة الصدر إنها زيارة للسودان.. كم أحب السودان وأهله". سبحان الله!. وكان العريفي يكرر كثيرا في كل مكان زاره في السودان قوله: "أحببت أهل السودان وأنا بعيد عنهم، فلما لمست حبهم زاد في قلبي حبي لهم" ، بعد كل ما قاله عن "الهور الإين" ورائحة الديتول، فاستفزني (فضيلة الشيخ الداعية الدكتور) مرة أخرى بتناقضه ودفعني لكتابة هذه السطور. يبدو أننا قد صرنا "ملطشة" لمن يسوى ومن لا يسوى في أزمنة محمد العريفي. (عبدالله علقم) مقال لعبد الله علقم نقلا عن سودانايل
برضو دا داعية اسلامى
|
|
|
|
|
|
|
|
|