اعتقالات ضباط وتفلتات بين الإنقاذين!هل تفشل عودة البشير إنقلاب القصر

Quote: تحليل سياسي اعتقالات ضباط وتفلتات بين الإنقاذين..! هل تفشل عودة الرئيس البشير إنقلاب القصر الوشيك..؟ الخرطوم ـ تحليل نفاجكوم نشر موقع إلكتروني مصري الأربعاء 7 نوفمبر الجاري تسريبات تقول إن الرئيس عمر البشير قبيل سفره أجرى "ترتيبات إنتقالية" سلم بموجبها سلطاته لنائبه الأول علي عثمان محمد طه، تحسباً مما قد يقع له في المملكة العربية السعودية. وأورد الموقع إن النائب الأول طه عقد ثلاثة إجتماعات قبيل مغادرة البشير و"بحضوره"، مع القيادات الرئيسة بالدولة، وغاب وزير الدفاع المقرب جداً من الرئيس البشير عن اجتماع طه والبشير بقادة الجيش ورئيس هيئة الأركان ونوابه، ومدير جهاز الأمن اللواء محمد عطا. وشبه الموقع سفر البشير إلى الرياض السعودية بسفرة الرئيس الأسبق جعفر النميري إلى العاصمة الأمريكية واشنطون للإستشفاء مارس 1985م، ولم تكتب له بعدها العودة للبلاد رئيساً، إذ أطيح بنظامه، وسلم نائبه الأول عمر محمد الطيب السلطة للشعب بعد انحياز الجيش للمنتفضين، فيما عرف بانتفاضة "أبريل 1985م. ورغم أن الإجتماعات التي أشار إليها الموقع تعد روتينية في الظروف العادية، إلاّ أنها وفي الوضع السوداني المضطرب والشائعات والتكهنات بتغيير قريب، تثير قلقاً واسعاً في الأوساط الشعبية والسياسية. ويمكن إدراج "المعلومات" هذه ضمن التكهنات والشائعات أو ربما "الأمنيات"، لكن لعلاقة "الموقع المصري" الوثيقة بنافذين حكوميين، وقدرته على "الحصول" على معلومات من أطراف متشابكة داخل الكابينة الحاكمة وتلك التي تنتظر، فإن هذه المعلومات ربما تكون "أجندة" مجموعة ضمن الطاقم الحاكم تريد تمريرها عبر الموقع، لتحقيق عدة أهداف في وقت واحد، ومنها تهيئة المناوئين للرئيس البشير للتغيير المحتمل وإبلاغهم رسالة أن الأمور تسير وفق ما يخطط له، أو إيصال رسالة لمؤيدي الرئيس البشير بأن الأمور وصلت النهاية "انتهى الدرس" لإصابتهم بالإحباط أو شل تفكيرهم. أو ربما كانت معلومات عن حدث "روتيني" رتبه الرئيس لإدارة أمر الدولة في غيبته، لكن "شخص ما" حاول توظيفه لصالح فكرة تغيير الرئيس. ولم يقف الأمر عند تلك المعلومات، إذ وصف الزعيم المعارض الصادق المهدي في مؤتمر صحفي أن النظام "يحتضر"، لكنه رجح أن تطول فترة الإحتضار، بل وانتهز الفرصة قبيل مغادرته البلاد، ليهدد بتنظيم "إعتصامات في ميادين البلاد كافة" في أول تصريحات قوية له بعيد الهبة الشعبية في شهري يونيو ويوليو الماضيي. وكان د. حسن عبدالله الترابي قد ذكر في تصريحات صحافية أن النظام سينهار فجأة، بل ودعا المعارضة للإستعداد لمنع انهيار الدولة. وتدليلاً على احتدام الصراع الداخلي، وربما يكون "تأكيداً مبطناً" لخبر إفريقيا اليوم تداولت معلومات صحافية في الخرطوم، أن الرئيس حين يعود سيعلن قرارات "ترضي الشعب السوداني"، وفسر المراقبون الأمر بأنه ربما يفكر في إقالة مسؤولين مهمين من الجناح المناوئ له، وأنه ربما يقبل بـ"فكرة البديل الوطني" والحوار مع قوى المعارضة مقابل صفقة. وبرز بلوغ الصراع ذروته داخل الطاقم الحاكم وانتقل للعلن، بتفلت مسؤولين حكوميين كبار ونقدهم القاسي للحكومة ولبعض زملائهم، فوزير الخارجية وهو محسوب على مناوئي الرئيس البشير، انتقد سياسة الحكومة في العلاقة مع إيران، وانتقد جهة لم يسمها اتخذت قرار "استقبال البوراج الحربية الإيرانية" دون علم وزارته، بل وأنهم كحكومة حتى لحظة تصريحاته تلك لا يعلمون ماذا ضرب اليرموك صورايخ أم طائرات، في تلميح قوى لفشل الجهات الأمنية والجيش في مواجهة الأزمة. وفي نفس السياق اتهم وزير الزراعة عبدالحليم المتعافي جهة حكومية أسهمت في إفشال الموسم الزراعي، وهو اتهام يذهب مباشرة إلى وزير الكهرباء والمياه أسامة عبدالله المقرب من الرئيس البشير، بما يعني أن الصفوف "تمايزت" داخل الكابينة الحاكمة. بل وأحياناً تتسرب مقولات تنسب إلى نافذين في المؤتمر الوطني تقول أن البلاد أصبحت رهينة للرئيس البشير بسبب مذكرة القبض الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية. وفي المقابل فإن قيادي بحجم نائب الأمين العام للحركة الإسلامية حسن رزق خرج من مؤتمر الحركة ولاية الخرطوم ليقول أن الإنتخابات "مزورة" وأن "الأمن الشعبي" تدخل لتغيير النتيجة ضده، ولصالح مجموعة "عبدالقادر محمد زين". وقبلها كان رئيس مجلس الشورى إبراهيم أحمد عمر قد حذر من قيام جهات معينة بالتأثير على المؤتمرين لصالح مجموعات أخرى، ومن الملاحظ أن كل هذه التفتلتات محسوبة على المجموعة المقربة من النائب الأول علي عثمان محمد طه، أو على الأقل ليست مجموعة الرئيس. ويقابلها، فإن قيادي بقامة د. قطبي المهدي قد قال في مقابلة نشرتها "الشرق الأوسط" أن نظام الإنقاذ "دواءً فقد صلاحيته"، وأن الرئيس إذا كان سيترك منصبه، فإن على نائبه الأول على عثمان أن يفعل الشئ ذاته، ومعه كل الحرس القديم، وأن وجود "الحركة الإسلامية" كهياكل ومؤسسات يعيق أكثر مما ينفع. هذا على مستوى المعلن من الصراع "أو قمة جبل الجليد"، أما ما يحدث تحت الماء فإن أحاديث كثيرة تدور عن اعتقالات وضربات تحت الحزام، وأبعاد قياديين ومحاولات إبعاد آخرين، أو في الحد الأدني تهميشهم. وآخر الأخبار التي تتداولها مجالس الخرطوم، وأحاديث مجالس الخرطوم كانت "صادقة" في معظم ما تداولته، فإن السلطات الأمنية ألقت القبض على مدير هيئة العمليات بجهاز الأمن الوطني "صلاح سيد أحمد" وعدد من الضباط، وربطت اعتقاله بأنه نشر قوات تابعه له على حدود ولاية الخرطوم، ما عد محاولة انقلاب داخلية. خلاصة الأمر فإن الأيام القليلة القادمة تحمل الكثير المثير، لأن سقوف التوقعات والتكهنات ارتفعت كثيراً، وبلغت حد القول أن قيادات إنقاذية "ضخمة" يمكن أن يتم إعتقالها أو تصفيتها قريباً. والصراع كما هو معروف منحصر بين المجموعتين، لكن مجموعة الرئيس والعسكريين الموالين له، نفسها تعيش انقساماً، بسبب موقف من وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين، بلغ حد تهديد قائد سلاح المدرعات السابق "الفريق صديق"، باعتقاله إذا دخل سلاح المدرعات، وبتدخل الرئيس، تم تلافي الأمر، وتراجع الفريق صديق، لكنه أعفى في وقت قريب لاحق. ومثلما لا تثق هذه المجموعة في وزير الدفاع، فإن ثقتها في المجموعة الموالية للنائب الأول تكاد تكون معدومة، بل وتنسب الفشل السياسي والعسكري الذي تعيشه البلاد إليها، ما يجعل احتمال قيام مجموعة في الجيش بالترتيب لإنقلاب واحدة من التكهنات القوية التي تتحدث عنها الخرطوم. وتتضمن القائمة المحسوبة على الرئيس وزير الكهرباء أسامة عبد الله وزير الكهرباء ووزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين ومساعد الرئيس نافع على نافع ورئيس جهاز الأمن محمد عطا، ويرشح أن يتم اعتقالها دفعة واحدة إذا سيطرت المجموعة الثانية، لكن هذا التصنيف أغفل أحد أكبر من مؤيدي الرئيس البشير وزير الرئاسة الفريق بكري حسن صالح، ولم يشر إليه من بعيد أو قريب، ما جعل المحللون يظنون أن الرجل، ربما غير مواقفه، وربما ينتظر الجناح الرابح ليلعب لعبته معه. وبسبب من هذا "التوتر" الكبير فإن الجهات الموالية للرئيس تحاول بإصرار نفي أن مرض الرئيس "خبيث" ونقلت صحف الخرطوم الصادرة اليوم على لسان شقيقة "عبدالله" تقول أن التحليل أثبت أن الورم الذي يعانيه "حميد"، ونشرت الإنتباهة المملوكة لخاله "الطيب مصطفى" أنه بخير وسيعود غداً ليمارس مهامه بشكل عادي، وغداً لناظره قريب. وفي البرلمان فإن يوم الإثنين سيكون مشهوداً، إذ يتوقع أن يمثل فيه وزير الدفاع ليقدم تقريره للنواب عن ضرب مصنع اليرموك، وقد يكشف ما يحدث في قبة البرلمان بعض رؤى ما يمكن أن يحدث قريباً، وفي ذات الوقت هو يوم عودة الرئيس، ساعات فقط تفصل بين هذه الأحداث الكبيرة. عموماً نظام الإنقاذ يعيش أيامه الأخيرة، قد تطول أو تقصر لكنها الأخيرة دون شك، قد تقصر حال إصرار الأطراف المتحاربة داخله على مواقفها، وقد تطول قليلاً حال تدخل مجموعات المصالح والمخاوف لتأجيل الصراع قليلاً.