حكى يحيى فضل الله الجميل

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 06:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-13-2012, 12:28 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكى يحيى فضل الله الجميل (Re: نصر الدين عثمان)

    Quote: عنده نص .. سمعته مباشرة منه في منتدي دال الثقافي

    اسم النص ..

    عبدالقادر الما قادر ...


    استأذنك أخي محمد ..

    هذا هو النص يا أحمد:
    تداعيات
    عبد القادر الغير قادر
    يحيي فضل الله
    [email protected]
    العيد علي الأبواب، أي أبواب غير تلك التي شح علي عتباتها الرزق، عبد القادر المحال إلى الصالح العام لأسباب لا يعلمها و لم يستطع في محاولاته العديدة و التي اتسمت باللا جدوى معرفة أسباب هذه الإحالة فاستسلم لهذه الإحالة محاولاً أن يجد مصدر رزق آخر يعول به أسرته، فجرب مهن كثيرة لم تستطع مطلقاً أن تسد احتياجات أسرته المكونة من زوجته وبنتين و ولد، فتراكمت عليه ديون إيجار البيت والدكان، حاول عبد القادر من ضمن محاولاته الكثيرة أن يدخل عالم السماسرة ولكنه في أول عملية سمسرة عرف أن مواهبه لا تؤهله تماماً للولوج في هذا المجال، كان ذلك حين وجد أول عملية سمسرة جهزها له أحد أصدقائه والعملية كانت عبارة عن ثلاثة لواري محملة بصفائح زيت قادمة من معاصر الزيوت بـ - أم روابة - وكان عليه أن يبحث عن مشترٍ لهذه الزيوت وهذا يعني أنه سيقبض أجر سمسرته من البائع و المشتري وهكذا بواسطة صديقه و علاقاته في السوق حصل عبد القادر علي المشتري ولكنه وبحكم عدم خبرته في هذا المجال الشائك التفاصيل قام بفعل خطأ إستراتيجي وذلك حين جمع المشتري و البائع بحسن نية يجب أن لا تتوفر في شخصية سمسار وهكذا اتفق المشتري و البائع وتمت العملية، وذهب المشتري و البائع دون أن يدفع أي منهما أتعاب سمسرة عبد القادر، الأمر الذي جعل صديق عبد القادر ينصحه بعدم الدخول مرة أخرى في مجال السمسرة، فضاعت أحلام منام ويقظة عبد القادر في الثراء وظل يلهث وراء مهن مختلفة دون جدوى.
    ضجة المايكرفونات تدعو المواطنين للمساهمة في مشروع كساء العائدين، العائدين من محرقة الحرب إلى محرقة تتنوع فيها الصعوبات وتنمسخ فيها الحياة العادية البسيطة، مشروع كساء العائدين يشارك فيه وبقصدية متعمدة ومضخمة جهازي التلفزيون و الراديو، كان عبد القادر غير القادر علي مواجهة احتياجات رمضان ومواجه باحتياجات العيد، أطفاله يحلمون و يأملون في أن تكون للعيد فرحة وفي حالة عبد القادر هي فرحة صعبة ومستحيلة المنال.
    يتجول عبد القادر الغير قادر في أسواق لا يملك فيها حتى الفرجة التي هي بعيدة عن فعل الشراء، يتجول وذهنه تضج فيه الاحتمالات، تلك الاحتمالات التي هي أقرب إلى عدم الحصول علي أي شئ يخص عيد أطفاله فالعيد بالنسبة له خارج تصوراته وأحلامه المحصورة تماماً في كيس ملاح اليوم، رهق في الخلايا و إرهاق في الأعصاب، كان عبد القادر غير القادر يتبع خطواته ذات اللا هدف وفي إحدى الشوارع اقترب منه شخص به من البدانة ملامح يرتدي جلابية من قماش زاهي لامع ويضع علي رأسه عمامة ناصعة البياض وعلي كتفه يضع شالاً مخططاً بالأزرق وعلي قدميه مركوب من جلد نمر هاجرت قطعانه إلى الحدود المجاورة بسبب تلك الحروب التي لن ولم تتحالف مع أي انتصار، اقترب ذلك الشخص من عبد القادر غير القادر علي تفاصيل الحياة، اقتحم ذلك الشخص عبد القادر بتحية مفخمة:
    (( إزي الحال ))
    (( أهلاً ))
    (( لو سمحت ممكن تساهم معانا ))
    (( أساهم؟، أساهم في شنو؟ ))
    (( في مشروع كساء العائدين ))
    (( يا ابن العم أنا ..... ما قادر .... ))
    (( أقول ليك حاجة، هي فكرة بسيطة، إنت عندك غير الهدوم اللابسة دي؟ ))
    (( كيف يعني ؟ ))
    (( قصدي، ممكن تتبرع بي هدومك دي زاتا؟ ))
    (( ما فاهم ))
    (( خدمة بسيطة، شايف الكاميرا ديك ))
    (( كاميرا؟ ))
    ((أيوه دي الكاميرا البترصد المتبرعين و الداعمين لمشروع كساء العائدين و ده مشروع وطني و إنساني عظيم))
    (( طيب ، يعني ... أنا ما فاهم أي حاجة ))
    (( أنا أفهمك ))
    (( كويس ))
    (( كل المطلوب إنك تقلع هدومك دي قدام الكاميرا ))
    (( يعني بعد داك أمشي عريان يعني؟ ))
    (( لا، بس اقلع هدومك ونحن حنصور الفعل ده و بعد داك بنرجع ليك هدومك ))
    (( يا ابن العم عليك الله خلينا في حالنا ))
    وحاول عبد القادر غير القادر أن يتملص من تلك المهمة الغرائبية ولكن ذلك الشخص البدين و الفاخر الثياب ألح عليه و خاصة أن المخرج وجد في ملامح عبد القادر ضالته من حيث أنها ملامح ترمز إلى الإنسان البسيط، وبين رفض عبد القادر غير القادر وإلحاح ذلك الشخص وهو إلحاح مدرب و خبير بانكسار النوايا لوح ذلك الشخص بمبلغ 200 ألف جنيه، آسف 20 ألف دينار في وجه عبد القادر فكان أن لمعت من عبد القادر غير القادر العيون ولم يملك إلا أن ينفذ ذلك السيناريو.
    وقف عبد القادر غير القادر أمام الكاميرا وقبل أن يخلع ملابسه صاح بدون حماس (( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر )) منفذاً تعليمات ذلك الشخص، إلا أن المخرج المسئول عن هذه اللقطات المفتعلة أوقف عبد القادر و طالبه بحماس أكثر و هو يهتف، وهنا تدخل ذلك الشخص البدين مرة أخرى و أوعز إلى عبد القادر غير القادر أن صياحه بالتكبير يساوي أكثر من نصف المبلغ الذي يجب أن يدفع له، فما كان من عبد القادر غير القادر إلا أن يستدعي حماساً كثيفاً إلى درجة التشنج حتى لا يفقد ما هو أكثر من نصف المبلغ من النقود الموعود بها منفذاً تفاصيل ذلك المشهد، صرخ بكل ذلك الحماس المستدعى بفعل الحاجة و الضرورة الملحة و خلع ملابسه أمام الكاميرا و من ثم تسلم ذلك المبلغ بعد أن أعيدت إليه ملابسه و هرول عبد القادر غير القادر نحو السوق.
    عرض التلفزيون لقطات متنوعة توضح تفاعل المواطن مع فكرة مشروع كساء العائدين ومن ضمن تلك اللقطات ظهر عبد القادر غير القادر على الشاشة البلورية و هو يخلع ملابسه متبرعا بها للعائدين من الحرب، عبد القادر غير القادر لم يشاهد نفسه في التلفزيون لأنه و بفعل الفقر لا يدخل ضمن أولئك المستمتعين بتجليات التواصل الإعلامي ولكن لاحظ عبد القادر غير القادر أن علاقاته بجيرانه و وأصدقائه قد أصيبت بالجفوة، بل أن أحد أصدقائه صرخ فيه مستهتراً به مستعيناً بذلك المثل (أقرع و نزهي)، كتم عبد القادر غير القادر تلك الحادثة في نفسه و لكنه كان فرحاً بعض الشيء وهو يعرف إنه لم يساهم في مشروع كساء العائدين و لكنه ساهم حقيقة في كساء أطفاله في العيد واستطاع أن يرسم علي وجهه ابتسامة و هو يري أطفاله وهم فرحين بملابس العيد.
    بعد فترة زمنية ليست بالطويلة بعد حادثة التبرع بملابسه للعائدين من الحرب وبعد أن صور عبد القادر للتلفزيون عدة مشاهد مختلفات باختلاف المناسبات ومختلقات باختلاف الاختلاقات الإعلامية، هاهو عبد القادر القادر الآن يتكئ على أريكة وثيرة بعد عشاء فاخر وهو يشاهد نفسه علي الشاشة البلورية وهو متنكراً بفضل فنان مكياج محترف استطاع أن يغير كثيراً في ملامحه، كان عبد القادر الذي أصبح قادراً الآن يشاهد نفسه في التلفزيون وهو يحكي عن التعامل النبيل و الإنساني الذي عومل به كأسير.
                  

العنوان الكاتب Date
حكى يحيى فضل الله الجميل mohmmed said ahmed11-11-12, 05:47 AM
  Re: حكى يحيى فضل الله الجميل aydaroos11-11-12, 05:57 AM
    Re: حكى يحيى فضل الله الجميل mohmmed said ahmed11-11-12, 09:11 AM
      Re: حكى يحيى فضل الله الجميل ahmed haneen11-11-12, 10:30 AM
        Re: حكى يحيى فضل الله الجميل mohmmed said ahmed11-13-12, 06:36 AM
          Re: حكى يحيى فضل الله الجميل ايهاب11-13-12, 08:42 AM
            Re: حكى يحيى فضل الله الجميل نصر الدين عثمان11-13-12, 10:40 AM
              Re: حكى يحيى فضل الله الجميل نصر الدين عثمان11-13-12, 12:28 PM
                Re: حكى يحيى فضل الله الجميل نصر الدين عثمان11-13-12, 01:03 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de