|
الاسلامويون و كرسي الرئاسة الامريكية
|
المتتبع لاجواء الانتخابات الامريكية المنصرمة و التي احتدم فيها الصراع بين اوباما و رومني, يلحظ بوضوح ان تيار الاسلام السياسي لم يعد متناميا داخل منطقة الربيع العربي فقط, بل ان هذا التيار بات يخطط لان يكون قوة دولية و عالمية كبيرة, اذ لم يعد يحد طموحه اي حد و اصابه الشره السياسي للتحكم في كل مفاصل العالم, وذلك اما بازاحة انظمة قائمة والقفز علي السلطة , واما بالوكالة كما هو الحال مع تركيا والولايات المتحدة. فلقد بات واضحا ان الدولتين الكبيرتين اصبحتا من ابرز الداعمين لتيار الاسلام السياسي علي الرغم من تعارض مناهج الحكم بين هذا التيار الذي يستند الي اساس ديني و تلك الدولتين ذواتا المنطلقات العلمانية فيما يتعلق بنظام الحكم.. وما يهم هنا هو رصد التحولات التي طرات علي فعاليات الانتخابات الامريكية جراء دخول تيار الاسلام السياسي كعنصر في المعادلة في داخل امريكا و ما تبع ذلك من خلق لوبي تابع لجماعات الاخوان المسلمين.. فمن المرجح ان هنالك دورا امريكيا بارزا في تمكين الاخوان المسلمين من انظمة الحكم فيما عرف بدول الربيع العربي , وهذا التمكين بالضرورة لم يكن وليد الصدفة او اللحظة التاريخية, ولكن تم التخطيط لذلك بين الاخوان والادارة الامريكية منذ سنوات, وقد عضد هذه العلاقة الاخوانية الامريكية مجئ اوباما رئيسا للولايات المتحدة, اذ يتهمه بعض النافذين داخل امريكا بالتعاطف مع المشروع الاخواني السياسي..ايا كان الامر, فالثابت ان اعين اوباما تتجه لخلق حليف اسلامي سني قوي في الشرق الاوسط , يوقف التعاظم الشيعي الايراني والذي بات مهددا قويا للمصالح الامريكية في المنطقة, فوجد في الاخوان ضالته المنشودة, فاوباما اذن يريد استغلال الاخوان اقليميا و محليا, بينما يري فيه الاخوان العربة التي سوف تصل بهم وبسرعة قصوي الي مشروعهم الكبير. ولكن كان لابد من تغيير قواعد اللعبة , فبعض القيادات الاخوانية المتزمتة تريد التعامل مع اوباما كند وليس كراعي رسمي لمشروعهم ومن هنا بدت دوائر اخوانية في خلق لوبي اخواني داخل الولايات المتحدة ليحفظ توازن العلاقة بينهم والادارة الامريكية وذلك عبر وسائل ضغط متدرجة وناعمة وغير صدامية ولقد عمل هذا اللوبي عبر ثلاثة محاور رئيسية:
|
|
|
|
|
|