|
|
 رسالة الي عمر البشير
|
أقول لك يا عبدالله "عمر البشير" إن صحت الأخبار بأنك أصبت بمرض عضال وأن أيامك باتت معدودة، فإعلم إنك تنجو من عقاب الدنيا الي حساب مليك مقتدر،،،يعلمُ كل خردلة حبة منذ إنقلابك المشئوم عام 1989،،،
إعلم إنك كنت علي رأس أسوأ حكومة مرت علي البلاد في العصر الحديث،،،كان الظلم-البطش-التنكيل والسرقة هي سماتها الأساسية،،
إنت كنت لا تعلم، فإعلم أنك علي رأس حكومة لا تعرف الرحمة في قلوبها ولا يعرف التسامح طريقاً الي عقولها،،،وكأن تنفيذيك لهم ثأر قديم مع هذا الشعب البسيط الموسوم بالأمية والفقر،،،
فكانت أول جرائم حكومتك هي جريمة إغتيال الشهيد مجدي محجوب دوناً عن عرضه ومال أبيه. كانت جريمة مروعة هزت ضمير العالم أجمع،،وباتت جرحاً نازفاً ونذير فشل وشؤم لحكومتك طيلة سنينها العجاف. قتلتم الشهيد مجدي محجوب في حفنة دولارات ثم فتحتم،من بعد ذلك، تحرير العملة فصارت تداول الدولارات في يد كل من هب ودب. لم تكلف نفسك يا عمر البشير عناء الإعتذار لأسرة الشهيد مجدي ورد إعتبارهم وكرامتهم،،،فأطلقت ضحكتك البلهاء تبتسم لكلمات الإطراء الزائفة من المتملقين والإنتهازيين...
ثم ،من بعد ذلك، كانت مقاومة الطلاب ضد حكومة بدت لهم إنها تسير بالبلاد نحو الهاوية،،فأطلق عسكرك رصاصهم الحي في صدور الطلاب العزل وغرز أنصارك خناجرهم في صدور الطلاب الشرفاء فكان الشهيد بشير،،وكانت الشهيدة التاية، وكان الشهيد طارق إبن كوستي،، وكان الشهيد سليم محمد ابوبكر،،،وإستمرت الحركة الطلابية تنزف دمائها من أجل إيقاف إنتهاكات سلطتك الجائرة...
ثم ،من بعد ذلك، أطلقت حكومة أسوأ حملة مطاردة للسياسيين من الأحزاب الأخري فكانت بيوت الأشباح التي شهدت أقزع وأقذر حملة تعذيب وتصفية بما يذكر بعهد التركية السابقة. وجهت آلات التعذيب نحو الأعضاء التناسلية،،،والأطراف والرأس،،فأعيق من أعيق وقتل ومن قتل من أمثال الشهيد علي فضل، والشهيد أمين بدوي، والشهيد أبوبكر محي الدين راسخ، والشهيد محمد عبدالسلام
لم يجد السياسيين بعد أن ضيقتم عليهم سبل الحرية وإنتهكتم كرامتهم في بيوت الأشباح وطاردتموهم في أرزاقهم عبر حملات الإحالة للصالح العام،،لم يجد المعارضين بداً من السفر والهجرة فكان أن شهدت البلاد أكبر هجرات بشرية في العصر الحديث،،خسرت البلاد كفاءة بثمن الذهب،،،هاجرت كل هذه الحشود البشرية تحمل جراحاتها وعذاباتها هائمة في كل بقاع الدنيا،،تستجدي الإيواء من دول الفرنجة،،،،
ثم،بعد إنقسام الحركة الإسلامية، لجأتم الي خطاب عنصري بغيض أثار نعرات القبلية والتشرذم،،فكانت مأساة دارفور المصنفة كأكبر مأساة إنسانية في العصر الحالي. أطلقتم يد قبائل ضد قبائل أخري،،فكانت أن فقدت الدولة وجودها ومؤسسيتها،،،،فإنداحت الأحقاد بين أبناء الوطن،،ورجعت البلاد الي عهود القبلية والجهوية.
لم تكن سياسة حكومتك الإقتصادية بسياسة رشيدة،،فشهد عهد حكمك أسوأ ظلم للمزارعين،،فقد إستغليتم الإسلام في سن صيغ تمويل تشارك المزارع الربح،،وتسجنه عند الخسارة،،،فطورد المزارعين لمصلحة البنوك الطفيلية والراسمال الطفيلي. فركب طفيليي حكومتك العربات الفارهة وتطاولوا في البنيان علي حساب المزارع البسيط. المزارع في عهد حكومتك أضناه العوز وفتكت به الأمراض،،ولم ترحمه آلة حكومتك فأدخل السجون لإن زرعهم خسر ولم يستطيعوا تسديد سلفيات البنوك النهمة،،فأي ظلم أكبر من هذا.
طارد طفيليي حكومتك الرأسمال الوطني الصناعي بالضرائب والقوانين الظالمة فقفلت آلاف المصانع التي تأوي ملايين الأسر،،،ضرب الراسمال الوطني،،في حين تمدد الرأسمال الطفيلي يأكل من كد وعرق المنتجين،،،دولتك،ياعمر، مات فيها المنتج وكنز الطفيلي المال والبنون والخيل المسومة،،،،
لم تكن أدارة حكومتك للبترول إدارة رشيدة أو وطنية،،فبدلاً من إستخدام البترول في دعم الإنتاج مثل الزراعة والصناعة،،ذهبت أمواله الي جيوب الرأسمال الطفيلي غير المنتج،،،فما أن ذهب مال البترول الي دولة الجنوب،،حتي وقعت البلاد خاوية علي عروشها،،،وكل ذلك وقع علي كاهل الشعب المسكين المغلوب علي أمره.
تعاملت أجهزة أمنك مع الإحتجاجات الشعبية المشروعة ضد الفقر والغلاء الطاحن،،تعاملت معها بكل قهر وظلم،،فأدخل آلاف الشرفاء الي السجون،،ومورس عليهم التعذيب والذل،،،فبلغ بهم الأمر من خسة ودناءة الي حلق رأس الصحفية هندوسة،،،في إنتهاك صارخ لا أظنه قد وقع حتي في زمن هولاكو...
وكانت مذبحة نيالا التي قتل فيها عشرات اليفع من إبناء الشعب،،،وراحت دماءهم دون مساءلة من برلمان حكومتك الهلامي،،أو أنك قد كلفت نفسك عناء تكوين لجنة تحقيق لتلك المأساة الأليمة.
نحن لا نريد شئ سوي وطن حر مدني يتساوي فيه الجميع أمام القانون وتدار شئونه الإقتصاديه والحياتية بقسطاس العدل والحكمة،،ولا أظنك إن أعطيت الصحة والعافية بقادر علي تحقيق تلك الحقوق البسيطة.
نريد وطن لا فضل فيه لشايقي علي فوراوي،،أو جعلي علي هندندوي إلا بقدر إلتزامهم بالقانون وحقوق المواطنة والعمل الصالح.
إن صحت أخبار مرضك العضال،،،فإعتبرها فرصة أخيرة علك تنقص من ذنوبك التي ينوء بها جبل أحد،،،فماذا يضيرك،من بعد ذلك، إن عملت خطاب صغير تعلن فيه حل حكومتك المجرمة وتعتذر للشعب السوداني من ظلمك وظلم حلفاءك من المجرمين –القتالين واللصوص،،
فهل ستستمع الي لغة الحكمة والعقل،،،
أم ستفوت هذه الفرصة أيضاً،،يا عمر البشير؟؟؟!!!
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
mekki
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست