نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: من أجمل ما قرأت عن الترابي (Re: الفاضل يسن عثمان)
|
ولكما التحية أيها الأميران الفاضلان! وكل عام وأنتم بخير! والتحايا عبركما للوالدة ووالإخوان والأهل!
أما الترابي فإنه يخيفني أن أقول فيه كلمة، رجل رفعه الله عز وجل إلى أعلى المنازل والدرجات، وما يوم الساحة الخضراء ببعيد، لما تداعى محبوه من جميع أنحاء الوطن، بعد عودته من كندا، عند نجاته من الموت بعد ضربات هاشم بدر الدين بطل الكاراتي العالمي، التي قيل إنها مُصيبتُه في مقتل، لكنه نجا منها، فصلى محبّوه ركعتي شكر لله في الساحة الخضراء، على أن كتب له النجاة، وركعتا الشكر(1) لا أصل لهما في الكتاب والسنة، ولذلك يغمرني شعور بأن تلكما الركعتين قد وُجهتا إلى الترابي شخصيّاً، ليرتقي مقاماً عالياً من مقامات الألوهية! ثمّ إذا به، من تلك القمة الشاهقة، يسقط يسقط ويسقط! يسقط في وحل خيانة المبادئ، أبسط المبادئ الإنسانية، التي انتُهكت في ظله، في ظل عهد الإنقاذ، ويسقط في نهر الدماء البريئة التي أُهدرت، دماء شبابنا الأبرياء، طلاب الخدمة الإلزامية، وغيرهم! يسقط في وحل التناقض! ولا زال صدى كلماته يرن في أُذني: ده ما جهاد، ده ما جهاد، ده ما جهاد!
كتبتُ هذا وما يزال الخوف يرفّ على قلبي، فهذا الترابي رجل آتاه الله بسطةً في العلم والذكاء، فلم يُفلح في توظيفهما بما يُرضي الله (2)، فكان السقوط المريع، فماذا عنّا نحن؟ ما الذي يُنجينا من تصاريف القدر الإلهي المحيط بنا!؟
فلطفَك يا ربّ، قد احتجبت بحجاب عظمتك، فظنك البعض غائباً، وأنت الحيّ القيّوم:
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)} [آل عمران: 26]
ولكني أجد في نفسي ما يدعوني إلى ختم هذه الخاطرة بالدعاء له: اللهم لُمّ شعثه، ورُده إليك ردّاً جميلاً، واغفر له ولنا جميعاً!
اللهم اجعل زفرات الحقد في صدور الموتورين، شعلاتٍ ومناراتٍ إنسانية، تضيء طريقنا، وتُجنبنا السير في طريق الأفغنة والصوملة!
واجعل من زفرات هذا الحقد المكنون قوة فكريّة، نسمو بها على جراحنا، ونسير في طريق التسامح و(العدالة الانتقالية)، ورحم الله الدكتور فاروق إبراهيم، لم تمنعه سطوة التعذيب الذي لقيه، من أن يرفع شعار (العدالة الانتقالية)!
هوامش: (1) الوارد في السنة، سجدة شكر لله، لدى سماع بشارة، أو عند تحقق أمر، طبعاً لا يُشترط فيها الطهارة، لأنها أصلاً فعل عفوي تلقائي، وليس واجباً! (2) حاول الأخ المحبوب عبد السلام، تلميذ الترابي، ويده اليمنى، (أو هكذا كان كان، لست أدرى كيف تصرّفت به الأقدار) حاول أن يرفع الترابي، فقال: إنه في ليلة الثلاثين من يونيو 1989م، كان يود أن يعلنها ديمقراطية، لكن الجماعة ما وافقوا! نبقى في والله كنت عاوز أعمل كدة، لاكين، لكن الآخرون والظروف! والمهم، كما يقول عزيزنا تبارك!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من أجمل ما قرأت عن الترابي | أمير قناوي | 11-04-12, 07:40 AM |
Re: من أجمل ما قرأت عن الترابي | الفاضل يسن عثمان | 11-04-12, 08:27 AM |
Re: من أجمل ما قرأت عن الترابي | صلاح عباس فقير | 11-04-12, 09:25 AM |
Re: من أجمل ما قرأت عن الترابي | أمير قناوي | 11-04-12, 10:12 AM |
Re: من أجمل ما قرأت عن الترابي | أمير قناوي | 11-04-12, 10:30 AM |
Re: من أجمل ما قرأت عن الترابي | الشيخ سيد أحمد | 11-04-12, 11:08 AM |
Re: من أجمل ما قرأت عن الترابي | أمير قناوي | 11-04-12, 11:47 AM |
Re: من أجمل ما قرأت عن الترابي | كمال ادريس | 11-04-12, 07:12 PM |
Re: من أجمل ما قرأت عن الترابي | أمير قناوي | 11-05-12, 06:40 AM |
Re: من أجمل ما قرأت عن الترابي | عبدالله عثمان | 11-05-12, 08:16 AM |
|
|
|