حضور ذهنى متميز للاخ القراى فى مقاله حول حادثة اليرموك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 07:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-04-2012, 03:00 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حضور ذهنى متميز للاخ القراى فى مقاله حول حادثة اليرموك (Re: طلعت الطيب)

    مفهوم السيادة المفترى عليه

    اصدرت ثلاث جهات كما اوضح المقال وكما شاهدنا وقرأنا فى هذا المنبر ، اصدرت بيانات ادانت فيها الضربة الجوية على مصنع اليرموك بإعتباره اعتداءا على السيادة الوطنية ، مع ان حمم المصنع استخدمت وما زالت تستخدم فى ضرب القرى الامنة وحرق الابرياء من اطفال وونساء ومدنيين وهم احياء فى مناطق مختلفة من جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور ، وبقدر ما تعرضت البيانات التى اصدرتها كل من قوى الاجماع الوطنى وحزبى الامة والشيوعى الى نقد مرير ، كلما ارتكز من دافع عنها على منطق فحواه ان ادانة الضربة الجوية بإعتبارها اعتداء صهيونى على مصنع الموت لا يمنعنا من التضامن مع الجهات التى تعرضت وتتعرض يوميا تقريبا للقصف الجوى والتقتيل من ابناء النوبة والانقسنا ودارفور.

    هنا تقفز الى الذهن التساؤلات المهمة التالية :
    هل يمكن الجمع بين ادانة الضربة الجوية التى قضت على مصنع الموت قضاءا مبرما ، وفى نفس الوقت اعلان التضامن مع الابرياء من ضحايا المصنع؟
    ما ذا تعنى السيادة عند هؤلاء؟
    فى تقديرى ان الاجابة على التساؤل الثانى هى المهمة

    ومن اجل الاحاطة بمفهوم السيادة لا بد من التنويه بحقيقة انه وفى اية دولة يوجد فضاءين سياسييين ، وهما الفضاء السياسى الرسمى الذى يتشكل من المؤسسات مثل البرلمانات المنتخبة والاحزاب السياسية واخرى ، وهى مؤسسات معنية بوضع السياسات والقوانين وتنفيذها ، اى إإتخاذ القرارات فى النهاية. اما الفضاء السياسى الاخر فتمثله المنظمات الطوعية والروابط السياسية والمهنية والاعلام باشكاله المختلفة، وهو فضاء سياسى يتم فيه حوار حول مختلف القضايا الخاصة والعامة ويأخذ طابعا طوعيا حرا وتتم فيه المساومات والتنازلات وصولا الى اجماع ما ، ولانه حوار طوعى حر فأنه يتم من اجل المصلحة العامة، لذلك يعرف هذا الفضاء المعنى بالقدرة على تشكيل الرأى العام فى اى مجتمع من المجتمعات ، بالفضاء السياسى غير الرسمى او الاهلى او الرأى العام( قل ما شئت)، ويكون اكثر نضجا بالطبع فى المجتمعات التى تتبنى الديمقراطية الليبرالية حيث يحد هذا الحوار الحر من تأثير نفوذ القوة والمال ولذلك غالبا ما يكون الاجماع المتراكم نتيجة التواصل والحوار الطوعى والحر هذا هو الاقرب فى طبيعته لتحقيق المصلحة العامة اولا وليس مصلحة افراد بعينهم ..
    فى العادة يكون الفضاء السياسى الرسمى المعنى بصناعة القرار وصياغة القوانين والتشريعات شفافا ومتأثرا بالرأى العام (او الفضاء السياسى الاهلى ) فى الدول التى تطبق الديمقراطية، الامر الذى يجعل قرارتها وسياساتها وقوانينها تحظى بالقبول لدى اغلب الناس وحينها يمكن إعتبار مؤسسات الدولة مؤسسات صحية ومعافاة.
    ظل التناقض بين الحرية الشخصية وحرية المجموع يشكل بؤرة الصراع ايام الحرب الباردة بين دول حلف وارسو سابقا والمجتمع الغربى الرأسمالى بإعتبارهما بدائل نقيضة ، بل كان ما يمثله هذا التناقض بين الحرية الفردية والجماعية هو ما ظل يشغل المفكرين منذ وقت بعيد، وقد ادعت الاحزاب الشيوعية قدرتها على حل التناقض من خلال الانحياز الى المجموع ومصادرة الحريات وتجفيف المجتمع المدنى او الفضاء الاهلى، وقد فشلت . فشلت الشيوعية وانهارت لان التناقض المذكور يمكن ادارته فى المجتمع الديمقراطى التعددى * حيث تتمحور حقوق الافراد حول فكرة الليبرالية ، اى ان الليبرالية تعنى بمفهوم حقوق الانسان وتصطدم مع كل ما من شأنه التعارض مع هذه الحقوق بشكل متسق. اما فيما يخص المجموع فإن فكرة الحقوق تتمحور حول مفهوم السيادة ، لذلك فان المجتمع التعددى يحمل فى احشائه هذه البدائل النقيضة alternatives، والتى تعرف بالديمقراطية الليبرالية فى حالة صيانة حقوق الافراد ، اما فيما يتعلق بالمجموع فأن الفكرة تعرف بالجمهورية المدنية . فى الاولى تكون الليبرالية اعلى واهم من الديمقراطية اما فى الثانية حيث تسود فكرة الجمهورية المدنية (السيادة الوطنية) فإن الليبرالية تكون خاضعة للديمقراطية. الفكرة الليبرالية تقوم على إحاطة حقوق الافراد بسياج منيع مما يوفر لهم حماية فى السعى لتحقيق مصالحهم المادية من خلال القدرة على استغلال الفرص المتوفرة، وهى نظريا يفترض ان تعم جميع الافراد ، وانه بناءا على ذلك فإن حراك الناشطين السياسيين يفهم على انه مجرد وسيلة واداة لانتزاع الحقوق وتوفيرها للجميع . مفهوم السيادة يقوم على إعتقاد مفاده ان الحقوق الديمقراطية لا تقتصر على توفير الفرص المادية للافراد كما يعتقد الجانب الليبرالى ، بل ان قيمة الديمقراطية تتجسد فى ممارسة الحقوق excercise of rights مثل حق التعبير والنشر لان الرأى العام يستطيع التاثير على صياغة قرارات الدولة وسياساتها وقوانينها فى النهاية ، الامر الذى يستطيع ان يحقق الذات الجمعية لكل المشتغلين فى العمل السياسى ، وتكون الدولة فى هذه الحالة هى المعبرة عن القيم والاخلاق والتصورات لمجمل المجتمع السياسى على مختلف وتعدد ميوله مما يجعلها اقرب الى واقع الشعب وثقافته وميوله وتمثيل مصالحه.
    من هنا تأتى ضرورة التوازن الذى يتخلق بين الليبرالية من جهة والديمقراطية من جهة ثانية فى المجتمعات الديمقراطية العريقة التى تتبنى الديمقراطية الليبرالية من خلال بسط الحريات العامة، وقد جاءت كلمة ديمقراطية سابقة لمفردة ليبرالية لان الديمقراطية تتأسس على ممارسة الحقوق والنضال من اجلها بواسطة الحراك السياسى للمشتغلين بالعمل العام ، ذلك ببساطة لانها تجسد المفاهيم العميقة للديمقراطية نفسها ، بحكم انها تقوم على العطاء وزيادة الارصدة المعنوية فى الاساس وتحقق الذات الجمعية للمجتمع السياسى political community، بينما تتأسس الليبرالية على مفهوم العطاء المادى لان الحرية الليبرالية هنا تعنى توفير الفرص المادية opportunity لجميع افراد المجتمع.
    اما فى المجتمعات التى يحكمها نظام شمولى مثل الانقاذ فإن مفهوم السيادة منعدم، بعكس مفهوم اليلبرالية وذلك بحكم سيطرة المال والقوة على الفضاء الاهلى الذى تم تقييده وشله تماما بترسانة القوانين المعروفة ، ولذلك جاءت الفرص المادية (الفكرة الليبرالية) مشوهة لانها محتكرة لبطانة المؤتمر الوطنى لانعدام الحريات العامة خاصة حريات النشر والتعبير واستقلال المؤسسات القضائية وهو الامر الذى ساعد على انتشار الفساد، مما يجعل قرارت الدولة لا تهدف فى حقيقتها الى تحقيق المنفعة العامة بقدر ما تهدف الى حماية المصالح الطفيلية الضيقة لافراد النظام . فالسيادة الوطنية الحقيقية هى التى تحدث التوازن للحريات الليبرالية حتى تعم الغالبية، ولكن يبدو ان الاحزاب التى اصدرت بيانات ادانة للضربة الجوية على مصنع اليرموك بحجة التباكى على السيادة الوطنية ما زالت غارقة فى مفاهيم السيادة التى كانت سائدة ايام الحرب البادرة وهى مفاهيم قد تجاوزها الزمن ..
    لذلك نستطيع ان نلمح المفارقة المضحكة خاصة فى بيان الحزب الشيوعى الذى يبدو واضحا انه قد تقمصته روح هيجيلية نقيضة فصار يتباكى على سيادة المجموعة الطفيلية الحاكمة بدلا عن المعذبين فى الارض !


    *نظرية التواصل العقلانى ليورعن هابرماس المجلد الاول والثانى

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 11-04-2012, 03:19 PM)
    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 11-04-2012, 03:40 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
حضور ذهنى متميز للاخ القراى فى مقاله حول حادثة اليرموك طلعت الطيب11-02-12, 11:30 AM
  Re: حضور ذهنى متميز للاخ القراى فى مقاله حول حادثة اليرموك Adil Osman11-02-12, 12:27 PM
    Re: حضور ذهنى متميز للاخ القراى فى مقاله حول حادثة اليرموك الشفيع وراق عبد الرحمن11-02-12, 12:41 PM
      Re: حضور ذهنى متميز للاخ القراى فى مقاله حول حادثة اليرموك طلعت الطيب11-02-12, 01:09 PM
        Re: حضور ذهنى متميز للاخ القراى فى مقاله حول حادثة اليرموك حيدر حسن ميرغني11-02-12, 01:22 PM
          Re: حضور ذهنى متميز للاخ القراى فى مقاله حول حادثة اليرموك طلعت الطيب11-03-12, 04:52 PM
            Re: حضور ذهنى متميز للاخ القراى فى مقاله حول حادثة اليرموك طلعت الطيب11-04-12, 03:00 PM
              Re: حضور ذهنى متميز للاخ القراى فى مقاله حول حادثة اليرموك طلعت الطيب11-05-12, 00:24 AM
                Re: حضور ذهنى متميز للاخ القراى فى مقاله حول حادثة اليرموك طلعت الطيب11-05-12, 00:26 AM
                  Re: حضور ذهنى متميز للاخ القراى فى مقاله حول حادثة اليرموك طلعت الطيب11-05-12, 00:38 AM
                    Re: حضور ذهنى متميز للاخ القراى فى مقاله حول حادثة اليرموك HAYDER GASIM11-05-12, 02:37 AM
                      Re: حضور ذهنى متميز للاخ القراى فى مقاله حول حادثة اليرموك طلعت الطيب11-05-12, 02:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de