الحزب الشيوعي السوداني يدين اسرائيل لقصفها مصنع اليرموك ( بيان )

Quote: لا إمكانية لتأويل هذا البيان نحو اكثر من فهم و رواية بغرض الدفاع عن أفكاره و منهجه فنصوصه و عباراته تنهل من منهجا" و احدا" و تحمل فهما و احدا" و رواية واحدة .. منهج البيان هو تقديم قضية الدفاع عن السيادة الوطنية على قضية إسقاط النظام ! لا يمكن القول بأن موضوع السيادة الوطنية في البيان هو موضوع محدد و خاص فقط بالإعتداء الإسرائيلي على المصنع ، وان موضوع إسقاط النظام هو معركة مستقلة و قضية قائمة بالاساس و مُعتمدة سلفا" في خط الحزب : هذا التقسيم، و هذا التقديم و التأخير ( الإنتقائي ) لا علاقة له بمنهج ماركس إسقاط النظام و إطلاق الحريات، و إستعادة الديمقراطية و حكم المؤسسات : هو المدخل لحماية السيادة الوطنية و ليس العكس ! إستصراخ الجماهير للدفاع عن السيادة الوطنية و دفع العدوان الإسرائيلي في كامل الغياب للحريات السياسية يعني بالضبط : تسليم الجماهير لقمة سائغة لنافع و عطا و بقية سماسرة حشد الجماهير التابعين للمؤتمر الوطني .. يعني بالضبط تسليم الجماهير لذلك الشعار الديماجوجي الذى يقول : لا صوت يعلو فوق صوت المعركة المركزية لأمة العرب و المسلمين : معركة تحرير القدس من اليهود .. هذا هو شعار المؤتمر الوطني و مدخله الشرعي - الديني لقمع الحريات .. لقد توصل الحزب الشيوعي مبكرا" في وثيقة الماركسية و قضايا الثورة السودانية : بأن لا تحرير للقدس دون حريات و ديمقراطية و تغيير جذري في تركيبة الأنظمة العميلة - القامعة لشعوبها ( حقا" بيان المكتب السياسي هو بيان بلا منهج و بلا ذاكرة) إسرائيل ليست عدو لشعب السودان .. بل، فقد إتضح جليا" بأن إسرائيل و برغم أنها تحتل مرتفعات الجولان، فإن العدو الحقيقي للشعب السوري ليس إسرائيل، بل النظام البعثى - العلوي المجرم الذى قتل في اقل من سنة مئات الأضعاف ممن قتلتهم إسرائيل على مدى اربعين عاما" خلط قضية السيادة الوطنية بهذا المصنع ( الإيراني - الإرهابي) و الذى هو بالاساس ليس مصنع وطنيا، بل إنتهاك لسيادة السودان، و تقديم قضية السيادة على قضية الحريات و إسقاط النظام، هو امر لا يعدو ان يكون سوى ضربا" من المشاعر الوطنية الشوفينية، الشوفينية هي ضمنا" إسترضاء الجماهير .. و نحن لا نتخوف من الجماهير و لا نتملق مشاعرها، بل نناضل امامها بمبدئية و صدق و حزم على اللجنة المركزية : أن تقدح زناد عقلها الجماعي و تراجع امر هذا البيان المُفارق تماما" لمنهج ماركس يجب قطع الطريق امام هذا النوع من التفكير الذى سطع به بيان المكتب السياسي .. يجب ان لا نسمح لهذا النوع من التفكير بأن يتغلغل في جسد و مفاصل و خلايا حزب عبد الخالق و نقد المكتب السياسي ليس (إكليروس) معه الحقيقة المُطلقة .. يجب محاسبة من صاغ هذا البيان و من وافق عليه، فهو يمثل خروج صريح عن الخط الماركسي للحزب