ليلة اعتقال الطيب شيقوق

Quote: رصـاصـةُ الرحمـة .. (مقال للرئيس الأسبق لنادي الهلال السوداني .. عمر علي حسن)! رصـاصةُ الرحمة عمر علي حسن ================ طالت الألسُنْ زماناً خلته لا ينتهي ، وما توقف عاقل عند ما نرى من بساطة الحقيقة ووضوح أبعادها. ومن يقرأ الحقيقة لا يصُّمُ أُذنيه الضجيج والهتر ولا يتسلل إلى قلبه الوجل والتوجس. قال ربك: ( ما كذب الفؤاد ما رأى). إعتمد الصفوَّة فِكراً مُتهوراً أساسهُ "الغايَّة تُبررُ الوسيلة" لإدارة مُعسكرهم لبطولة الأنديَّة وإستخدموا وسائل لا تخلو من تطرُّفٍ وغلو في الحقد على الهلال ، فلجأوا للإشاعة والتلفيق والشكاوي المُفبركة ، وأبدعوا في إخراج المُبررات بعد كل هزيمة يتلقاها المريخ لشغل قواعده عن الحقيقة وصرفهم إلى سفاسف الإمور ، وتجريح الهلال وإدخاله في كل ما يتعرض له المريخ حتى أصبح الهلال هدفهم الأول وليس المريخ. ولم يتوقف الأمر عند القول باللسان والقلم بل ذهب غُلاتهم إلى تزييف الرسائل وملاحقة الشكاوي ، وتحريض المُنافسين على الشكوى ، وربما وعْدهم بإنجاحها بوسائلهم .. وعندما انبلج الصبح في ليلة الهزيمة الكبرى وإستبانت جماهيرهم الحقيقة وهتفت بمطالبها الثلاثة ضد إدارة المريخ وجهازه الفني ولاعبيه ، هرعوا بليلٍ ليُدبرِّو أمر إعتقال رئيس الهلال لشغل القاعدة عن الهزيمة ومحو كل أثرٍ لها. أيُّ فِكرٍ شيطانيٌ هذا الذي يُدير به أدعياء الوصاية على المريخ العظيم معركتهم ضد الهلال – ومن قال لهم أنَّ بين الهلال والمريخ معركةٌ إلاًّ في داخل المُستطيل الأخضر حتى جعلوا رئيس المريخ يلحس مقاله بالحق بأنَّ المريخ لا يستحق التواجد في البطولة الأفريقيِّة ليعود في اليوم التالي ويقول أنه ما يزال في البطولة ثم يهجم هجمة شرسة على رئيس الهلال ويقول في صلفٍ تحسده عليه أجهزة البذاءة الإسرائيليِّة عندما ترد على العرب ولو قالوا خيراً. لقد عشنا زماناً يخرج فيه طلعت فريد من الهلال ليدعم المريخ حتى يعود قوياً منافساً للهلال ثم يعود للهلال .. عشنا زماناً ذهبتُ فيه وأنا رئيسٌ للهلال بدعوة من الراحل بشير حسن بشير إلى تمرين المريخ لأُحفِّزَ لاعبيه للفوز على فاطيما التشادي .. وعشنا زماناً يحضر فيه لاعبو المريخ أو الهلال بزي ناديهم ليُشجعوا النادي الآخر في مبارياته الخارجيِّة. ثم وهبنا الله العُمر لنرى جيلاً من الكذابين وناشري العُقَدِ النفسيِّة يبحثون في التراب ليكشفوا عورات أخيهم وماهي بعورات لو كانوا يعلمون .. فلو كان الهلال فقيراً ، فإنَّ هذا لا يعيبه وقد سبقهم من قال إنَّ الله فقير .. وإذا كان الهلال لوكاندة زرقان وإستاده زريبة عيش أو مقبرة فإنَّ هذا لا يعيبه. نعود إلى الحقيقة التي سعى مرجفو أخر الزمان إلى طمسها وشرخ بهائها وهي أنَّ ما بين الهلال والمريخ تنافسٌ رياضي للتفوق وليس عداءً عرقياً ، فالمريخ لا يكون عظيماً ولا زعيماً إلاَّ إذا كان الهلال عظيماً وزعيماً – ارأيتم إنْ زال أحدهما فإنَّ الآخر سيزول حتماً ويأتي الله بقومٍ أخرين .. لقد ظللنا نرى هذه الحقيقة ونحفظ خطاً فاصلاً بين التنافس والحقد فإنشغلنا بأنفسنا بينما شغل المرجفون أنفسهم بالهلال فلا هم أدركوه ولا امتدت أيديهم لتستر عوراتهم ، وخلقوا للحقد والغل قاعدة تنطق بالحجارة والأذى فشوهوا وجه السودان الطيب وبصقوا على وجهه بكل رؤاهم المريضة وتفننوا في إقناع قواعد المريخ بأنها مُستهدَّفة لكونها صفوة وأنه سبق لها قبل عشرين عاماً نيل بطولةٍ قاريِّة .. ثم ماذا؟ إلى 11 سبتمبر وما سيأتي بعده. أفلا يخجلُ محترفو الدجل والإفك من قولهم أنَّ الحَكَم الجنوب أفريقي قد هزم المريخ وأخرج الباشا وساعد الهلال على إحراز ثلاثة أهداف هي أقل ما كان يمكن أن يخرج به المريخ في ليلة الزهو الأبلج الذي ألجم الألسُنْ وحبس الأنفاس من خوف المزيد؟ .. ألا يخجل الذين لم يروا في المريخ شيئاً جميلاً في صراعه مع الهلال بما لم يقدِّمه مع زيسكو ولا كانو بيلارز؟ .. اولم يروا في الهلال إلاَّ وجه الحَكَمْ الذي سطَّر إسمه مع حُكَّام السودان الصارمين من عبيد إبراهيم ، وشاكر النحاس ، وأبارو، وعثمان أحمد البشير وغيرهم من العمالقة الذين لم يجرؤ كُتَّاب المريخ ول ا جماهيره بوصم أيٍ منهم بالرشوة التي أصبحت بكل البساطة صفةٌ تُطلق على أيّ حَكَمٍ في مباراةٍ يخسرها المريخ؟ .. سبحان الله فالذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلا ...! جاء 11 سبتمبر وكنَّا في شوقٍ إليه .. وكنَّا نعلم أنه يحملُ رصاصة الرحمة التي قد تفتح عيون البُسطاء لِمَا زرع المُبطلون في نفوسهم من حقد لا مبرر له ، وتكشف لهم وجه الحقيقة الصبوح ووجه المريخ الجميل الذي تلطَّخ زماناً بالأوحال التي كانت تُلقى على وجه الهلال الأجمل ، فعرفوا أنَّ هذه كُرةْ قدم تفرح بالفوز وتشحذ الهمَّة بالهزيمة فجأروا بمطالبهم لإصلاح الإدارة والجهاز الفني والفريق. جاء 11 سبتمبر ليُسجِّل التاريخ نصراً كاسحاً للهلال ، والمريخ يلعب كما لم يلعب من قَبْل ، فقط كان في جُعبته ذكرياتٌ صدئة عن كأس مانديلا ، والمحمولة جواً ، فكان مثل الأسد العجوز الذي قال لعياله كنتُ أفترس الوعول والجواميس وحمير الوحش فقالوا له إنك لم تعد تستطيع أنْ تقتل نملة. وجاء الهلال مُتسلحاً بأبيات عنترة: وأسمر كلما رَفَعتهُ كفيَّ ْxxx يلوح سنانه مثل الهلال تراهُ إذا تلوى في يميني xxx تسابقه المنيَّةُ في شمالي ضمنت لك الضمان ضمان صدقٍ xxx وأتبعتُ المقالة بالفعال ليفرح الهلال وأهله ، فالصيد ليس حماماً ميتاً ، وإنما أسدٌ هصورٌ .. ليفرح أهلي فقد صدقوا الضمان ، وأتبعوا المقالة بالفعال ، وتركوا للغير ليت وعسى ولعل ، والحَكَم الأفريقي .. وليفرح أهل الهلال بمعسكراتهم الضعيفة ولخويا ، وكابوندي ، وسادومبا ، وليتركوا التلمُظ بالمحمولة جواً والمحمولة على "عنقريب" إلى المقبرة .. إذهبوا فأنتم الطلقـاء ..!