|
Re: الثورة السودانية القادمة (Re: قاسم المهداوى)
|
السودان لم يرتقي بعد إلى مستوى الدول المتقدمة فهناك جملة اشكالات تتلخص في الآتي , أولاً إذا نظرنا للتعليم الذي هو أساس التقدم لكل الشعوب نجد أنه متردي جداً ولم يطرأ عليه أي تطوير فالخريج الجامعي لا يستطيع أن يتحدث اللغة الإنجليزية نتيجة لحصر الدراسة باللغة العربية وفي اللغة العربية نفسها تجد كثيراً من الخريجين لايجيدونها بالطريقة الصحيحة فمن المعلوم أن معظم المراجع العلمية هي باللغة الإنجليزية فيكون الخريج في أي تخصص هو مجرد شخص يتم تلقينه بعض المعلومات ويكون عاجزاً عن الابداع أو البحث , وظلت المناهج الدراسية كما هي لم تواكب التطور التعليمي في العالم . أما بالنسبة للزراعة فالسودان به أراضي زراعية شاسعة وخصبة وكان السودان في السابق يعتمد اعتماد كلي عليها باعتبارها بترول السودان مثل زراعة القطن الذي كان ينافس في الأسواق العالمية والقمح الذي كان إنتاجه يكفى ويزيد عن حاجات المواطنين فلو عدنا للزراعة واهتممنا بالمشروعات الكبيرة التي تغذي الاقتصاد السوداني لعاد السودان إلى سيرته الأولى كسلة غذاء العالم كما هو معلوم , كما يوجد أيضاً غابات كثيفة بها أشجار الزان والموسكي والصمغ العربي وهي تمثل مورد اقتصادي مهم والحكومة لم تستثمر هذا المجال على الوجه المطلوب بل قامت بتسليمه لأشخاص عديمي الخبرة والمعرفة وأبعدت أصحاب الكفاءات , وكل الأراضي البور إذا تم زراعتها ستعالج مشاكل كثيرة في الاقتصاد . أما بالنسبة للصناعة بما أننا لدينا خبرات وقدرات وموارد كبيرة جدا لكن للأسف هذه القدرات والخبرات لم تلق الاهتمام لتطوير الصناعة ,كمثال نحن نعتبر من أكبر الدول من حيث وفرة الجلود إذا قمنا بإنشاء عدة مصانع لإنتاج الجلود فسيكون لذلك مردود كبير يساهم في تطوير عجلة التنمية . أما بالنسبة للمياه والكهرباء فللأسف حتى الآن الدولة لم تستطع توفير مياه الشرب النقية الصالحة للشرب وهذا في اعتقادي لم يكن بسبب عدم قدرة الدولة لأن عملية تنقية المياه لاتكلف الدولة كثيراً فيوجد الآن أحياء في العاصمة القومية نفسها تعاني من مشكلة المياه الملوثة للآبار من مياه الصرف الصحي والأمطار والدولة تعلم ذلك لكنها لم تقم بأي شيء حيال ذلك , والكهرباء لا يمكن ان نكون دولة بها أكثر من ثلاثة سدود كبيرة لإنتاج الكهرباء لكننا نعد من الدول التي تعاني من نقص شديد في امدادات الكهرباء بشكل كبير جداً , فالمواطن يعاني من نظام الجمرة الخبيثة المطبق من قبل شركة الكهرباء حيث يقوم المواطن بملء العداد الالكتروني بنظام الكرت مثل الموبايل وهو غالي جداً في التعريفة وتعاني منه الأسر الكبيرة , ونجد في المقابل أن سعر فاتورة الكهرباء في مصر حوالي خمسة عشر جنيهاً مصرياً في الشهر بالرغم من ازدياد الكثافة السكانية في مصر والمشاكل السياسية والاقتصادية التي تواجهها وإذا قارنا بين الدولتين فمصر بها عدد سكان يوازي ثلاثة أضاف السكان في السودان لكن حصة الاسرة السودانية من الكهرباء أقل من الأسرة المصرية بكثير فمن المفروض أن تكون أسعار الكهرباء بسعر رمزي ويكون بمتناول الجميع . أما بالنسبة للصحة فالدولة لا تعمل بالمقولة الشائعة بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب فقد يتم تعيين مهندس كهرباء وزيراً للصحة أو مساعد طبي مديراً لمستشفى بسبب المحسوبيات حتماً ذلك يؤدي إلى تدهور الأمر المعني فنجد أن وزارة الصحة ليس لديها إحصاء للأشخاص الذين يحملون أمراضاً خطيرة ومعدية أو حتى إعطاء أرقام تقديرية عنهم , وعنصر التعقيم الذي هو أمر مهم في القطاع الطبي نجد أن الأطباء لا يهتمون به ناهيك عن الأخطاء الطبية التي تحدث باستمرار في المستشفيات في التشخيص والعلاج بسبب عدم توفر المعدات الطبية الازمة للطبيب وضعف الوزارة في التنسيق لإقامة ندوات وبرامج تدريب للأطباء في السودان وخارجه , مما جعل العديد من المواطنين يسافرون للخارج للعلاج. فلا يمكن أن يكون للسودان مستقبل في ظل هذا النظام الذي تسبب في كل هذه المشكلات لكنني متفائل إذا تم إسقاط هذا النظام وحل محله نظام آخر سوف ينعم السودان بمستقبل مشرق وزاهر .
|
|
|
|
|
|
|
|
|