|
الملحمه الأكتوبريه ...هاشم صديق ومحمد الأمين إبداع خالد ... وشعب عظيم
|
أعزائى البورداب ... هذا أسبوع إستثنائى نحتفى فيه بذكرى ثورة أكتوبر64 المجيده .... وكذلك نحتفل فيه بعيد الأضحى المبارك ... تجئ تهنأتى لكم مغموسة بمحبة سودانية خالصة .... محبة ميزتنا عن بقية الأمم مهما اختلفنا وتباعدنا فسماحة الإنسان السودانى وتسامحه هما أغلى ما تتميز به الشخصية السودانية حتى فى ساعات الضيق والعسرة ... والفرح كذلك ... وهى تهنئة مشربة بعبق تاريخ عظيم وجليل ما نزال نتنسمه وإن خفت أريجه لكن أكتوبر سيظل هو الأعلى شأنا وقامة فى تاريخنا الحديث .... نعم .... تحية وتهنأة واجبتان .... كما رأيت أن اهتبل هذه الفرصة الطيبة وأشرككم معى بإعادة نشر مقالى التحليلى (الطويل شويه) عن الملحمة الأكتوبريه / قصة ثوره التى أبدعها العظيمان هاشم صديق شعرا ومحمد الأمين لحنا .... وقد حفزنى على نشره فى مقام المنبر العام هو أننى سبق وإتفقت مع صحيفة (الجريدة ) على نشره كاملا وبلا تغيير شولة فيه ولكنى فوجئت أمس الأحد21 /أكتوبر ان المقال أجتزئ بلا مسوغ أو مبرر الأمر الذى أفسد التماسك التحليلى بكل معانيه ودلالاته ومن المؤكد أن نشره فى (سودانيزأون لاين) يتيح للمقال براحا لا حد له فى الأسافير ويقدمنى للكثيرين بعد طول توقف عن الكتابه واستعدادى فى العودة للغناء (أرجو ألا يشغلناهذا الآن عن المقال فذاك موضوع آخر نناقشه فى حينه) ولكم أجل التحايا والأمنيات والتهانى وسيرد المفال فى شكل حلقات تنشر تباعا إن شاء الله ... باركك الله فيكم
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الملحمه الأكتوبريه ...هاشم صديق ومحمد الأمين إبداع خالد ... وشعب ع (Re: انس العاقب)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة ثوره : ( الملحمة الأكتوبريه) المقالة الأولى
مقال تحليلى بقلم أنس العاقب
كتبها شعرا : هاشم صديق وضع الحانها : محمد الأمين دونها ووزعها ودوزنها الموسيقارالكبير موسى محمد إبراهيم وقاد الأوركسترا والمغنين والكورال
المغنون : 1 . محمد الأمين 2. خليل إسماعيل 3. أم بلينه السنوسى 4. بهاء الدين عبدالرحمن 5. عثمان مصطفى الإشراف العام : مكى سناده المكان : خشبة المسرح القومى الزمان : أكتوبر1968 ـــ فى الذكرى الرابعة لثورة أكتوبر المجيدة
لو أن هاشم صديق ومحمد الأمين إكتـفيا بالملحمة لكفتهما مجدا برغم محاولات إطفائها ما تزال الملحمة شعلة متقدة هاشم صديق كتب الملحمة بصدق لأنه عاشها وشارك فيها ولايزال يحملها متقدة عفية فى دواخله ومحمد الأمين أكد بالملحمة عبقرية موسيقية فذة تجاوز بها مرحلة الرومانسية التقليدية إلى آفاق جديدة فى التعبير الموسيقى الملحمة هى التاريخ والواقع وستظل تبشرالسودان بمستقبل ديموقراطى وحر
تجاذبتنى مشاعر شتى وأنا أتأهب لكتابة هذه الدراسة التحليلية المتواضعة حول عمل غنائى عظيم أنجبته الأمة السودانية منذ أن تهدج صوت الخليل بحب (عازه) قبل أربعة عقود من بث الملحمة عام 1968 وهويرسل أهة حرى فى حب الوطن ... يلقى عليه نظرة الوداع الأخيرمن على سريره فى مستشفى النهر .... ثم يغادره لدار البقاء عام 1932 .. رحمه الله مشاعرى أرجعتنى إلى زمان قديم ... زمانٍ ما يزال صداه يتردد فى دواخلنا نحن جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية (1939/1945) .. لكم شهد أحداثا كثيرة فى اقل من عقدين .. شهدنا عالما ما أن سكنت فيه اصداء تلك الحرب العالمية ، انفجرت فيه صيحات الحرية فى كل مكان ... كان عالما يضج بثورات وحركات تحرر ونضال ضد الأستعمار فى ثلاث قارات ... فى آسيا وأمريكا اللاتينية .. وإفريقيا السمراء نهضت من سباتها الطويل .... شهدنا عالما يصخب بالمعرفة والأدب والعلوم ... يتغذى بالغناء والسلام .. يتنفس شعرا وإبداعا وطموحا ... وعشقا .. وتمردا ... كان عالما يتأرجح بين اليمين واليسار .. عالما عفيا .... قويا . منتميا ومتناقضا .. كنا نحن ذلك الجيل الأكثر إنفعالا بعالمنا الخارجى وعوالمنا الداخلية وأحلامنا التى لاتنتهى ... شهدنا فى أيام الصبا مهرجانات الفرح العارمة باستقلال وطن إسمه السودان المولود بعد دقيقة واحدة من بعد منتصف ليلة ودعت عام 1955وآخر ثانية من عمر حكم أجنبى جثم ستة عقود إلا قليلا متحكما منفردا بأهله وترابه وثرواته.. (واصبح الصبح) من أول يوم فى يناير 1956 ونحن دولة مستقلة ذات سيادة .. تشمخ راياتها عاليا بين العالمين .. ميلاد أمة ووطن مستقل إسمه جمهورية السودان .. وطن بحجم قارة تمتد من حلفا إلى نيمولى جنوبا ومن كسلا إلى الجنينة غربا ... يعلن ميلاد دولة هى إفريقيا الصغرى وفيها نحن أبناؤها سودانيوها ولا فخر.. شهد جيلنا الميلاد الحقيقى لمعنى السيادة الوطنية فى ظل الحرية والديمقراطبة والتعددية والسلام... وشهدنا كيف كانت تجربة الديمقراطية الأولى قصيرة النفس والعمر معا ... كيف للمرة الأولى هزمت الديمقراطية نفسها بدكتاتورية عسكرية فى نوفمبر 1958 لنكتشف لأول مرة أن الحرية يمكن أن ينتزعها الشعب من بين براثن الأستعمارعبر نضال طويل مرير .. ثم وللأسف كيف أمكن أن تذبح تلك الحرية فى ساعات قلائل ببضع دبابات وبنادق ومارشات عسكرية ..... والبيان الأول ... وكان الله يحب المحسنين ! ! ! كبير الجنرالات (عبود) يتوسط ثلة من جنرالاته فى لقطة تذكارية ــ رحمهم الله ــ وقد قرروا أن يقدموا أنفسهم حكاما لنا ... حكاما لم نختارهم نحن ... ولم نكن لنختارهم أبدا.. لأن الشعوب لا تختار جلاديها .. وها قد وئدت تجربة الديمقراطية الأولى وسقطت فى مهد تجربتها الوليدة بين براثن حكم عسكرى غاشم على مدى ست سنوات حسوما... كان العالم من حولنا وقتذاك منقسما إلى معسكرين ... المعسكر الغربى الرأسمالى (الإمبريالى) الذى تقوده أمريكا ودول الغرب ، والمعسكر الشرقى لأشتراكى (الشيوعى) بزعامة الإتحاد السوفيتى والمنظومة الإشتراكية فى شرق أوروبا لم يكن هناك من مفر لبقية دول العالم إلا بالإنتماء لأحد المعسكرين أو الإكتفاء بالفرجة من منصة منظمة دول عدم الأنحياز التى لم يقو عودها وقتذاك .. هكذا إذن كان مشهد عالمنا الذى يموج بالمتناقصات التى أذكت فينا كثير أشواق نحو المعرفة والتصميم على مبادئ الحرية برغم رومانسيتنا اللذيذة المرهقة .. رجال عظام كانوا يحكمون العالم .... عبدالناصر .. نكروما ... سوكارنو ... تيتو ... نهرو ... ماو .. . بن بيلا .. موديبو كيتا .. وأحمد سيكوتورى (شيخ الطريقه) ... جومو كينياتا .. وجوليوس نايريى ...وباتريس لوممبا شهيد إفريقيا آيزنهور ...خروتشوف ...كينيدى ... بريجنيف ... ويلسون ... جونسون ... دوغول .. أديناور ... سالازارديكتاتور البرتغال ... والجنرال الكوديلو فرانكو حاكم إسبانيا المطلق... والصهيونى العنصرى دافيد بن غوريون ..... ورفيقه العنصرى شارلز سوارت رئيس نظام الفصل العنصرى (الأبارتهيد) فى جنوب إفريقيا .... وهيلاسلاسى عظماء كانوا يعطرون سماء كوكبنا.... شارلى شابلن .. أورسون ويلز .. لورنس أوليفييه .. هيمنغواى .. سارتر .. طاغور .. أينشتاين .. طه حسين .. العقاد .. جبران خليل جبران ... جان كوكتو .. إيليا كازان .. بيكاسو... سيلفادور دالى... مورافيا .. الجواهرى .. أمين نخله وفرانسوا ساجان ... و و و ومبدعون ملأوا الدنيا وشغلوا الناس .. مارلون براندو .. مارلين مونرو..أم كلثوم .. عبدالوهاب .... مريم ماكيبا والبيتلز ونات كينغ كول وجون واين وفاتن حمامه وليلى مراد وعماد حمدى وجينا لولو بريجيدا وصوفيا لورين واليزابيث تيلور وبول روبسون والفيس بريسلى وعبد الحليم حافظ وجنيفر جونز وشاديه و و و ....وسيدنى بواتييه وعالم زاخر بالكتب والمعرفة .. والسينما الأمريكية فى أوجها... والأسطوانات إجتاحت الأسواق وطبعات الكتب الشعبية تغزو العالم .. ومجلات وصحف بلا حصر : الرسالة / الآداب / تايم / نيوزويك/ لايف / البلاى بوى / دير إشبيغل / روز اليوسف / صباح الخير/ المصور الكواكب /آخر ساعه /الشبكه / الصياد.... التايمز / القارديان / الأهرام / الحياة .... ولوموند الفرنسيه وريبوبليكا الإيطاليه... كان السودان فى ذلك الزمان جميلا جدا بخيرات ارضه وأخيار رجالاته وطيبة أهله ... يضمخ أيامه بالمجذوب وعبدالله الطيب وعون الشريف وحسن نجيله والتيجانى الماحى ويعطر لياليه بأحمد المصطفى وحسن عطيه وإبراهيم الكاشف وعثمان حسين وإبراهيم عوض ..ووردى .. والكابلى والقعدات... والدكاكينيات... و ..و وجاء هو وقد تجاوز العشرين بقليل قادما من عاصمة الجمال والخضرة والتصوف... تلك المدينة الظليله مدنى السنى منطلقا إلى عاصمة الغناء والأضواء والتاريخ ... بقعة أم درمان ... شاب تقوده خطاه فى بطئ واثق ..خجول بلا خوف .. طموح بلا تردد .. ولد فى مدينة ود مدنى واسمه محمد الأمين حمد النيل ....... وإلى اللقاء فى الحلقة الثانية إن شاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملحمه الأكتوبريه ...هاشم صديق ومحمد الأمين إبداع خالد ... وشعب ع (Re: Elmosley)
|
المقالة الثانيه
كان السودان فى ذلك الزمان جميلا جدا بخيرات ارضه وأخيار رجالاته وطيبة أهله ... يضمخ أيامه بالمجذوب وعبدالله الطيب وعون الشريف وحسن نجيله والتيجانى الماحى .... ويعطر لياليه بأحمد المصطفى وحسن عطيه وإبراهيم الكاشف وعثمان حسين وإبراهيم عوض ..ووردى .. والكابلى وقعداته... والدكاكينيات... و ..و وجاء هو وقد تجاوز العشرين بقليل قادما من عاصمة الجمال والخضرة والتصوف... تلك المدينة الظليله مدنى السنى منطلقا منها إلى عاصمة الغناء والأضواء والتاريخ ... بقعة أم درمان ... أم در سرور وكرومه والكاشق والفلاتيه ..و..و شاب تقوده خطاه فى بطئ واثق ..خجول بلا خوف .. طموح بلا تردد .. ولد فى مدينة ود مدنى واسمه محمد الأمين حمد النيل ... كان كمن يضع العود فى جيبه لشدة ما أحبه وأجاده عزفا وتمكنا وعشقا لدرجة الأبهار ... فهوقد إعتمد أولا على موهبته الفطرية الواعدة التى حباه بها الخالق عز وجل ثم أخذ أسلوبه عن كل من أجاد العزف على آلة العود من الموسيقيين المشارقة ... القصبجى / السنباطى / وزكريا أحمد .... وألحان سيد درويش تتلمذ على أساليب عزف فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ووديع الصافى فتشرب من المدرسة الشرقية أساليبها عزفا وتطريبا ومزاجا واتباعا وأخذ كذلك عن مدرسة القمتين برعى محمد دفع الله وبشير عباس وغيرهما ممن سبقوه وأجادوا عزف آلة العود على الطريقة السودانية فى ذلك الزمان الرطيب الوثير ... إعتلى محمد الأمين خشبة المسرح القومى فى ليلة شاتية من عام 1962لذى اقيمت على خشبته فعاليات منافسات المديريات .. غنى فأجاد وبهر بغنائه وعزفه ضمن فعاليات مديرية الجزيره التى ضمت رفيقيه فى الغناء محمد مسكين وأبو عركى البخيت .. لفت محمد الأمين الأنظار وجذب إليه الأسماع فقد كان ذلك الفتى الوسيم بشعره الكث ونظارته السوداء يبشر بميلاد شئ ما فى ساحة الغناء... كان زخم الحراك الموسيقى فى ستينات القرن قد بدا يتفجر إبداعا غنائيا يتنافس فيه المتنافسون من المطربين الكبار وقلة من الجيل الثانى المتطلعين لمزاحمة ومكاتفة الكبار والصعود للنجومية المتاح لكل مبدع حقيقى يثبت نفسه وكان محمد الأمين إبن الجزيرة هو الذى تقدم الصفوف فكان أن قرر الرحيل إلى العاصمة أم درمان ... وبعد لأى وعناء اثبت محمد الأمين وجوده إذ قدم نفسه بأسلوب جديد فى كل شئ وذلك باختيار مقامات (سلالم ) لم تكن معروفة ولا كانت مطروقة من قبل وهوالذى تحدى طوباوية السلم الخماسى فاضاف إليه نغمتيه الشاردتين (الممنوعتين) فمنح الخماسية شهادة إرهاص ميلاد جديد فتحت الأفق لمدرسة تدافع كثير من الشباب للإنتماء إليها من بينهم كان كاتب هذه السطورفى بداية عهده بالغناء فى مدينة كسلا الخضراء فى منتصف ستينات القرن المنصرم.. أنطلق محمد الأمين بعد رحلة طويلة من المعاناة وشظف العيش وتلك المعاكسات والحواجز التى أحاطه بها نفر من جيل المطربين والموسيقيين الأقدم.. لكن التاريخ يعلمنا دائما أن المبدع الحقيقى لاتهزمه ظروف الفاقة والقهر والإحباط والظلم لأنه يؤمن برسالة يتحتم عليه إيصالها للناس جميعا وللتاريخ... وغير بعيد من مسكن محمد الأمين فى شارع الأربعين مع رفقة من موسيقيى الجزيرة كان يسكن هناك أيضا فى حى بانت شرق شاب يفيض حيوية وطموحا... شاب كان مايميزه عن الآخرين هو ذلك الهدوء والوقار وصمت طويل يحفه وفى دواخله كان يدمدم بركان من التمرد الإبداعى والجيشان العاطفى وتحفز غير مندفع يمور بإبداع فوار متجدد لا يتوقف ولا يتردد ولا يجامل ولا ينافق.. كان هاشم صديق شابا ذا ثقافة عالية عفى فى مقتبل العمر يضج حماسا وتدفقا بمواهب متعدده : شاعرا وممثلا وكاتب نصوص درامية وناقدا وباحثا وقد كان يخفى صوتا غنائيا جميلا جربه فى أيام الصبا ثم نضى عنه ثوب الغناء (لحسن حظنا نحن المغنين) وانطلق هاشم صديق يقود خطاه لمرحلة النضج الفنى المبكر.. بدا منفتحا على عالمه الذى ظل يحلم به دائما منذ أن مارس التمثيل فى ركن الأطفال بالأذاعة وهو بعد طفل لم يتجاوز العاشره .. تعرفت على هاشم صديق عندما ساكنته جوارا فى حى بانت شرق عام 1966 , إلتقينا على محفة المحبة والطموح الفنى والأدبى والإنفتاح على تجارب شباب المبدعين السودانيين من الإدباء والشعراء والمغنين والملحنين وأهل الدراما والتمثيل فقد كانت غرفة هاشم صديق بمثابة ديوان وصالون وملتقى أولئك النجوم الزواهر الأنقياء عمر الطيب الدوش / التيجانى سعيد / ناجى القدسي / صلاح قوله أبو عركى البخيت / صلاح تركاب / خليل إسماعيل / صالح الأمين / كمال حسن بخيت / صلاح عبد الرازق ومحمد الأمين وآخرين كثر نذكرهم ولا يتسع المقام فى لإشارة لكل منهم ونترحم على من غادرونا إلى دار البقاء... صلة الجوارتلك وطدت العلاقة بين هاشم صديق ومحمد الأمين .. كنت أكثر قربا من هاشم صديق وعالمه الساحر ومنتداه الجامع الذى لاتجد مثيلا له فى الوسط الغنائى لكن كلاهما ــ هاشم صديق ومحمد الأمين ــ كان يحمل آمالا وأحلاما وهموما وتطلعا نحو عالم جديد وسودان حر وديموقراطى وكأنهما كانا على موعد مع لحظة من عمر الزمان ستجمعهما فى عمل ملحمى سوف يظل خالدا مع الأيام ...هو قصة ثوره أكتوبر1964المجيدة ...... إن أول ما يلفت النظر لهذا العمل العظيم ليس فقط فى موسيقيته Musicianship وفى مستواه الرفيع بناءً وعزفا وغناءً ولكن فى زحمة الإنبهار بها ربما قد لا يدرك الكثيرون أن الشاعر هاشم صديق لم يكتب النص الشعرى libretto بخيال شاعر فقط بل إسترجع أحداث الثورة التى كانت تعتمل فى دواخله ثم شارك فيها بالفعل فكتبها وصاغها شعرا بحرفية كاتب درامي ذلك لأن البناء الدرامى شعرا يعتبر من أهم عناصر الفعل الملحمى فى كثير من الملاحم التى خلفها لنا التاريخ ... كما فى ملحمة (قلقامش) الآشورية وملحمتى (الإلياذه والأوديسه) الإغريغيتين قبل 800 من الميلاد ومتتاليات ريتشارد فاغنر الأوبرالية الملحمية فى القرن التاسع عشر. ولابد كذلك من التأكيد على الدور الأساس الذى أداه أستاذنا الموسيقار الكبير الرائد موسى محمد إبراهيم الذى قام تدوين هذا العمل الملحمى وقتما كان يعد شعرا ولحنا على دفعات متباعده فكان الرجل يدون اللحن مباشرة من محمد الأمين وفى زمن وجيز كان يوزعه على مختلف الآلات ثم يقوم بالتدريبات والتحفيظ والتأكد من كل صغيرة وكبيرة إلى أن إكتمل العمل وأجريت عليه عدة بروفات وأخيراقدم للجمهور بحضورالقيادات الوطنية والسياسية والإجتماهية ولفيف من جمهور العاصمة الذواق الحريص وفى إعتقادى أن الملحمة بصورتها النهائية خرجت من نظام العزف السماعى (ا لجقلره) وأضحت اول عمل بهذا الحجم يؤدى بحرفية وعلمية لأول مرة فى تاريخ السودان الحديث والسـبب هو إجتماع كل عناصر النجاح المتمثلة فى الصدق الفنى الذى كان هو السمة الأساسية الدافعة لإنجاز الملحمة ثم يجئ النص الشعرى مع النص اللحنى متوائمان فى فهم عميق لأدواتهما لتصوير ثورة أكتوبر يكل الصدق والإبداع ومنطق الأحداث وتسلسلها. وأما الفرق بين المسرحية الشعرية والعمل الملحمى هوأن لابد فى الملحمة من ضرورة إكتمال وتجانس وتسلسل عناصر الربط التاريخى والخيال فى بناء التفاصيل الدقيقة لتسلسل الأحداث شريطة الإعتماد على الزخم البطولى Heroic Impulse فى صراعه الإنسانى ضد قوى الشر وشـراستها لينتهى الصراع المرير إلى حتمية إنتصار الخير فى النهاية مهما طال أمده كما فى ملحمة (الإلياذة Iliad ) وحروب (طرواده) أو فى رحلات يوليسيس البحرية فى ملحمة (الأوديسا Odessa ) .. وأما المسرحية الشعريه فى تاريخ المسرح العربى فهى قد تناولت أنماطا مختلفة من المشاهد التاريخية القديمة والحديثة وما تميزت بها فى المسائل المتعلقة بالتنوع البنائي وتأثيره على الفعل الدرامى من ناحية وفى عدم إرتباط النص بالغنائية والأكتفاء بتحول الشعر إلى حوار ذى طابع إلقلئى خاص من الناحية الأخرى.... كما فى مسرحية ( الحسين شهيدا) للشاعر عبدالرحمن الشرقاوى أو فى مسرحية ( الأميره تنتظر) للشاعر صلاح عبد الصبور وكلتاهما تختلفان تماما عن الأسلوب الذى إتبعه الشاعر أحمد شوقى فى مسرحياته ومثلا مسرحيته ( مجنون ليلى) هناك مسرحيات كثيرة جدا جمعت بين الشعر والغناء والحوارتجسدت فى مسرحيتى (أحلام الزمان و نبته حبيبتى) لشاعر الملحمه هاشم صديق ، وهذا يقودنا إلى أن التاريخ الحديث للمسرح السودانى شهد عددا قليلا من المسرحيات الشعرية كمسرحية (بامسيكا 1974)التى كتبها عثمان حميده ومسرحية و(خراب سوبا 1966) لخالد أبو الروس ومسرحية (المك نمر 1968)التى كتبها إبراهيم العبادى ومسرحية (المهدى فى ضواحى الخرطوم 1979) التى صاغها الشاعر فضيلى جماع وكلها عرضت على خشبة المسرح القومى بأم درمان وقد تناولت أحداثا وحكايات من التاريخ والتراث ... وإلى الملحمه ... قصة ثوره أكتوبر1964 القصيدة الملحمية صاغها الأستاذ هاشم صديق ولحنها بإقتدارالفنان محمد الأمين وقام بتدوينها وتوزيعها وقيادة الأوركسترا والكورال الأستاذ الموسيقار موسى محمد إبراهيم وشارك بالغناء مع محمد الأمين الفنانون عثمان مصطفى وخليل إسماعيل وبهاء الدين عبدالرحمن والفنانة أم بلينه لسنوسى..وكورال مهيب من الجنسين .. وجدير بالذكر أن الملحمة بقدر ما جاءت عملا فنيا مكتمل النضج لكن الحق يقال أن وزارة الثقافة والإعلام بقيادة وزيرها وقتذاك الأستاذ عبد الماجد أبو حسبو رحمه الله قد أسهمت برعاية الملحمة ماليا وإداريا لتنفيذها وإخراجها وأسندت للأستاذ مكى سنادة مهمة الإشراف والمتابعة إلى أن قدم العمل من على خشبة المسرح القومى كما سبق وأشرنا .وبنجاح ساحق. وقبل الدخول فى محاولتنا لقراءة وتحليل وسبر أغوار جماليات ذلك العمل التاريخى الرائع يتعين أن نتوجه كلنا بالتوثيق للمبدعين إكراما وتكريما للأمة التى أنجبتهم تماما كما درجت الدول على تولى ذلك الأمر ليس فقط بالمبادرات المتناثرة فى الزمن ولكن بقوانين ملزمة لنا شعبيا ورسميا وذلك حفظا لتراث وتاريخ الوطن ولتتعرف الأجيال على رموزها الوطنية حتى لا تشب الأجيال وهى بلا تاريخ ومن ثم يجد نفسها إما خارج التاريخ أو على هامشه.. كما أننى سعدت وسأظل سعيدا أيما سعادة بتناول الملحمة بالكتابة والتحليل وعن العظيمين الذين سبقا عصرهما ووثقا لتاريخ أمتنا النضالى من عصر تهارقا إلى عصر خليل فرح .. فلنبدأ إذن ..
ولعلنا هنا نحاول أن نستذكر قصة ثورة أكتوبر1964من خلال السرد الملحمى الدقيق ، ولنتخيل أن التذكر لا يعنى إنقطاع الثورة بالمستقبل فهى ــ الملحمة ــ تترجم لنا وبصدق نبض التاريخ والواقع وهى فى ذات الوقت تبشر بالمستقبل وإن إرتد أو تلكأ ...... كيف؟ ولسه بـنقسم يـا أكتـوبـر لما يطل فى فجـرنا ظـالم نحمى شعار الثوره نقاوم ......................................................... تحياتى وإلى اللقاء فى الحلقة الثالثة إن شاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملحمه الأكتوبريه ...هاشم صديق ومحمد الأمين إبداع خالد ... وشعب ع (Re: انس العاقب)
|
المقالة الثالثه
ولعلنا هنا نحاول أن نستذكر قصة ثورة أكتوبر1964من خلال السرد الملحمى الدقيق ، ولنتخيل أن التذكر لا يعنى إنقطاع الثورة بالمستقبل فهى ــ الملحمة ــ تترجم لنا وبصدق نبض التاريخ والواقع وفى ذات الوقت تبشر بالمستقبل وإن إرتد أو تلكأ ...... كيف؟ ولسه بـنقسم يـا أكتـوبـر لما يطل فى فجـرنا ظـالم نحمى شعار الثوره نقاوم ولنعد إلى البداية ... تفتتح الطبول رزيما قويا مصحوبا بنداء آلة الترمبيته فيما يسمى البروجى أو(fanfare فانفير) المأخوذة من الكلمة العربية (النفير) وفى الخلفية نسمع طنينا Drone كأنه دمدمة أو همهمة صادرة عن بقية آلات الأوركسترا تعبيرا عن توقع حدث ما فهى تحاول أن تستجمع قواها وتتجمع منادية الجميع تعالوا تعالوا نحكى قصة الثوره .... قصة الشعب .. تدخل الأوركستر متباطئة بفكرة لجنية إيقاعية متقطعة ثلاث مرات : ت ت تم ت ت تم ت ت تم ثم تستعيدها مسرعة : تـتـتـم تـتـتـم تـتـتـم تـتـتـتـتم تـتـتم تـتـتـم تـتـتـم وتكررها حتى تكاد أن تنقطع أنفاسها وقد تجمع الناس من كل حدب وصوب لينفجر صوتهم نساء ورجالا بركانا هادرا : لما الليل الظـالم طــول فجر النور من عينا اتحول قـلنـا نعـيد الماضى الأول اللحن يقدم نفسه لنا فى خطوات إيقاعية سريعة وقوية أما الغناء فقد جاء فى جملة لحنية مكونة من عبارتين تمثلت العبارة الأولى التى تكررها المقاطع الشعرية الثلاثة السابقة ولكن صوت كورال الرجال ينفجر قويا بالعبارة الثانية ليكمل الجملة اللحنية فى قمة السرد الدرامى الغنائى : ماضى جدودنا الهزمو الباغى وهـدو قـلاع الـظـلـم الطـاغى تتدافع الجملة اللحنية الإيقاعية مندفعة بالجماهير إلى أتون معارك التاريخ التى خاضها أسلافنا العظام منذ مملكة نبته قبل 3600 عام ناريخ طويل ممتد بالنضال الذى تجسد فى بغانخى وتهراقا مرورا بمملكة مروى والملك أرجمينس والملكة الكنداكه .... وملوك الفونج من عماره دونقس إلى بادى بن طمبل .. نعم هزموا الباغى .... وانتصروا للسودان فى مملكة الفور بقيادة السلطان سليمان الأول إلى السلطان على دينار نعم هدوا فلاع الظلم الطاغى ... قادوا مسيرات الكفاح والنضال والمقاومة ملوك الشايقية صبير وجاويش وعمر... وأميرة المناضلات والمناضلين مهيره بت عبود ومن بعدها بنونه بت المك والشريفه بت بلال ورابحه الكنانيه ومندى بت السلطان عجبنا.. والمك نمر..ملك الجعليين السعداب ..ومحمد أحمد المهدى ... والخليفه عبد الله التعايشى ومحمود ود أحمد وعثمان دفنه وود ضحويه وعلى عبداللطيف وعبد الفضيل الماظ .. والسيدان على الميرغنى وعبدالرحمن المهدى .... وإسماعيل الأزهرى والصديق المهدى ....وأحمد خيرالمحامى وإسماعيل عبد المعين ....وعى نور شاعر المؤتمر ومحمد أحمد محجوب ومبارك زروق وعبد الخالق محجوب وحسن الترابى وحسن الطاهر زروق....والشريف حسين وفاطمه زاهروحاجه كاشف وفاطمه أحمد إبراهيم .... وسعاد الفاتح ... وحواء الطقطاقه وأرتال من الجدود والرجال والنساء والشباب .... فهم جميعا يمثلون تاريخا سودانيا مشرق ومشرفا لنا وللأمم الأخرى لأنه ماض كتب بالدم والدموع والتضحيات والإنتصارات لأجل أن تنتصر إرادة غلابة فى أكتوبر العظيم الجليل ... ماضى جدودنا الهزمو الباغى وهـدو قـلاع الـظـلـم الـطاغى وبغنائية شجية مستوحاة من الحنين لأيام الثورة ينسرب صوت محمد الأمين يتذكر.. ويستجلى ماض أمة مشرق وبلحن هادئ رومانسى السمات والأداء يردد بكثير من الشجن والرهافة مترجما هفو هاشم صديق لتلك الأيام التى عاشها وشارك فيها مع عشرات الآلاف التى خرجت حشودها فى ليلة 21 أكتوبر: وُفْ ليـله وكنـا حـشـود بتصارع عهد الظلم الشب حوجز شب موانع ومع الأداء كان غنائيا شجيا لكنه م يخف ذلك الإصرار والتحدى فقد ظل محمد الأمين يتذكر مرددا المقطع (7 مرات) إلى أن إنفجر (هتاف الشارع) فى قوة وعزم لا يلين : قـسـمـاً قـسـمـاً لـن نـنهـار طريق الثـوره هدى الأحـرار ثم ماذا حدث يا بهاء الدين عبدالرحمن قل وبصوتك الندى : والشارع ثار وغضب الأمه إتفجر نـار والشارع ثار واكل يا وطنى حشود ثوار إذن فقد ثارالشارع السودانى أمواجا مندفعة متلاطمة وقد إرتفع ه########ا بشعارات الثورة إلى عنان السماء ثم انداح إلى كل أرجاء الوطن ووصل إلى كل أركان الدنيا معلنا إنتصار شعب قرر أن يتحرر من إسار حكم عسكرى طاغ إلى رحاب الحرية وأقباس نورها الطلى الجلى ، وهنا تتجلى الفرحة العارمة وتردد بكل الأصوات وكل الناس وبنفس واحد تردد : وهزمنا الليل هزمنا الليل والنور فى الآخر طل الدار وهزمنا الليل هزمنا الليل والعـزه إخضرت بالأحرار لا أدرى هل كان ذلك اللحن السريع الجميل الأخاذ معبرا عن فرح مهرجانى بالنصر أم هوحالة فرح صوفى فى حلقة ذكر بلا عدد ذابت فيها المشاعر وتبتلت فغشيتها موجة من الألق والعنفوان بل حتى محمد الأمين نفسه وهو فى وسط الحلقة الجماهيرية إنطلق بصوته محلقا فى مقام الإنجذاب الصوفى اللطيف وقد إنهزم ليل كثيف الظلم والظلام بإنبلاج ااشمس تسطع بنور الحرية والعدل والسلام . ومن الملاحظ أن كلمتى (النور) و(الليل) تترددان كثيرا فى شعر الملحمة تحملان دلالات ومعانى متباينه فكلمة (النور) ترمزللحرية والصدق والأمل والعدل والمقاومة والخلاص والحب ... وهى إشارة واضحة إلى المستقبل وتدعو له ، (النور) عند هاشم صديق هوكل فعل إنسانى إيجابى صادق وثائر وحر بل هى النقاء والطهر والإشراق .. وعلى عكس ذلك كله تماما يدل (الليل) على لكل أنواع الظلم والقهـرواليأس والخوف..... والعذاب ... وكل ما هو ضد الخير والإنسانيه والحريه والأمان.. وفى عملية البناء اللحنى للملحمة إنتبه المؤلف محمد الأمين إلى ضرورة ربط الألحان بالبعد الدرامى متسقة مع المعانى ( الجوانية) للقصيدة كما فى كل أغنياته الفريدة ، فجاءت المعالجة الموسيقية الآلية معبرة عن فهم واع وعميق ومنطقى فقط لأن محمد الأمين كان مدركا لأهمية التحكم فى الخيوط اللحنية ــ إن جاز لى التعبير ــ فى نسيج محكم ومن هنا فإن الجملة اللحية الإيقاعية التى أعقبت ذلك المهرجان الصوفى الثائر كانت فى تقديرى نواة لفكرة لحنية جديدة مهدت لمحمد الأمين أن يقف بصوته الشامخ القوى مقرا ومناديا : وطنى أنحنا سيوف أمجادك ونحنا مواكب تفـدى تـرابك فمنذ واقعة الشايقية عام 1820م وإلى مواكب الجامعة فى أكتوبر 1964 إنصرم قرن ونصف تقريبا من النضال ، ولكن .....ماذا كان يقصد هاشم صديق وكيف ترجم محمد الأمين المقطع الحوارى بينه والكورال الذى ابتدره بهذا المقطع : ولـسـه الـشـارع يـشهـد لـيـنـا فى يوم الغضبه حصاد ماضينا صحيح جاء صوت محمد الأمين قويا كعادته لكنى أفسر هذين المقطعين إن جوزلى الشاعر ذلك وهو أن المعنى هنا يتجاوز أكتوبر الذى كان يلمح للنضال الذى لن يتوقف بينماالحوار المتبادل بين محمد الأمين والمجاميع يتواصل مؤكدا العزم الراسخ بإندلاع الثوره وتصاعدها الجارف الذى لن يتوقف :: الــكــــورال ..... مشيـنا نعـطر حـقـل الثـوره بالدم نفديـبـو بلادنا الحـره محمد الأمين ..... وكـان أكـتوبر فـجر الغـضبه الــكــــورال ..... كسرنا قيود الماضى الصعبه محمد الأمين ..... لما مشينا مـواكب صـامـده تهدر وتغلى وتهتف راعده تاريخنا القديم والحديث كله يشهد بذلك ويؤكد إن غضبت الأمه فسيكون غضبها كاسحا فى كل مكان فإذا كانت المواكب إنطلقت تعطر حقل الثورة بالدماء ، وإذا كان أكتوبر1964 هو فجر الثورة وغضبها ، فمتى يشرق شمسها ومتى يكون ضحاها ومتى يكون نهارها ... حتى إذا إنكسرت القيود وانهارت الحواجز تحديا للرصاص بصدور مفتوحة ينطلق صوت عثمان مصطفى الصادح الندى القوى ليعلن فى بسالة : وسال الدم فى أرض الوادى فدينا النور بالروح يا بلادى وادى النيل طبعا ... مهد الحضارات وساحات ممتده ضجت بالثورات والنضالات التى فديناها بأرواحنا وهزمنا الليل الظالم فترددت أصداء هتافنا فى كل الآفاق ورددتها معنا كل الإنسانية التى بهرتها ثورة أكتوبر العظيمة: وكانت صفحه حكاها العالم فجـــر أكتـوبـر طل وسالم هاشم صديق لم يكن يقصد بأكتوبر الإشارة إلى ثورة أخرى ولكنه أراد أن يقول لنا إن السودان لن يظل مسجونا فى ظلمات القهر وسيثور مثلما ثار من قبل عبر تاريخه الطويل وقد شهد لنا العالم بإنتصار الثورة فى أكتوبر الفجر الجديد المبشر بالحرية والسلام ... وينطلق الفرح الكبير .... تحياتى وإلى اللقاء فى الحلقة الرابعه إن شاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملحمه الأكتوبريه ...هاشم صديق ومحمد الأمين إبداع خالد ... وشعب ع (Re: انس العاقب)
|
استاذي الذي علمنا سحر الموسيقى يا جماعة حينما اقول استاذي لانه فعلا درسنا في المعهد العالي للموسيقى والمسرح مادة الاستماع والتذوق والتحليل الموسيقى ـ مادة كانت تدرس لقسم الدراما تخصص اخراج وتمثيل وهي مادة مهمة للغاية تفتح لنا ابواب المعرفة الموسيقية لاختيار موسيقانا لأعمالنا الدرامية وانس العاقب ممثل ومخرج موسيقي درامي لهذا له هذه الموهبة والمعرفة الموسوعية بالدراما والموسيقى تحليل يفتح ابواب وضع سيناريو درامي لعمل هذه الملحمة بصورة جديدة وفي نفس الوقت يجعلنا نتذوقها بعين حصيفة وعقل منفتح لرؤية درامية شاملة بها نستوعب باستمتاع هذا العمل الجماعي المذهل وكان قاعدته الصدق الفني لهذا ظهر لنا بمثل هذا التماسك لك المحبة والتقدير والاحترام استاذنا بروف انس عيدك مبارك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الملحمه الأكتوبريه ...هاشم صديق ومحمد الأمين إبداع خالد ... وشعب ع (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)
|
لم أستمتع بقراءة مقال/بوست منذ مدة طويلة مثلما كان الحال مع ما سطره الأستاذ أنس العاقب.
لا تملك إلاَّ أنْ تقـرأ بقدسية الحدث والتضحيات والابداعات التي سطرها ذلك الجيل الأكتوبري.
شكراً لك أيها الأستاذ المبدع، أنس العاقب. وشكراً لكل من جعل من 21 أكتوبر نبراسـاً في قاموس ذاكـرتنا الوطنية.
Quote: إن السودان لن يظل مسجونا فى ظلمات القهر وسيثور مثلما ثار من قبل عبر تاريخه الطويل |
صدقت يا دكتور أنس.
تقديري وتحياتي.
| |
|
|
|
|
|
|
|