لو فؤادك مره جرب ...كنت تتعلم تجامل

Quote: مد الافق العبقري محمد الامين • قال احدهم إن الفنان محمد الامين لو كان مصريا لفاقت شهرته تلك الشهرة التي حصل عليها العمالقة محمد عبد الوهاب او ام كلثوم او عبد الحليم حافظ, والحق العميق هو مانطق به هذا "الاحد" الذي لابد انه مغبون ومتحسر ومتأسف لعدم قدرتنا الإعلامية على عرض بضاعتنا الفنية عالية التقانة .. ومحمد الامين يمثل قوة التقانة في الأغنية السودانية المعاصرة .. والمدير العام لمشروع تنمية اللحن السوداني الحديث بما يجعله مشبعا بالتطور والنمو وقوة النسيج الداخلي للعمل المقدم من حيث التسلسل النغمي واللزمات المدهشة والاستخدام الأمثل للمقامات والسلالم وتطويع طبقات صوته في الجمل الغنية بالابتكار فضلا عن التوظيف الصحيح لدور الآلة وخصوصا العود الذي به تمكن محمد الامين أن يضيف لعبقريته اللحنية إضافة جديدة تمثلت في مهارته الخارقة في العزف منفردا اومن خلال الاوركسترا التي تتابعه وتتقيد به أكثر من أن يكون أسيرا لها كما هو شان بعض الفنانين مع "جوقاتهم الموسيقية" • لقد كان من القدر أن يكون الفنان محمد الامين "سودانيا" وكان قدرنا أن نتلقى بكل أدب ومفخرة اجتهاداته الضخمة وتجريبه الموسيقي الخطير ولم نكن لنحزن انه لم يكن مصريا ليجد الشهرة التي توازي عمالقة الفن المصري ولكن حزننا اكبر من ناحية ان فنان بهذا الإعجاز وبهذه القدرة الخارقة في التأليف الموسيقي وفي العزف على العود وفي قيادة فريق تطوير الأغنية "كابتنا" حذقا وواعيا بدوره في تمثيلنا بالخارج لم يجد منا مايستحق التكريم بما يتيح له حياة رغدة وتفرغا دائما للعملية الفنية حتى يتشجع أكثر في مواصلة مشواره الجميل في تطوير اللحن السوداني وبما يتيح لنا التوثيق لسيرته الذاتية معرفة دقائق وأسرار هذه الموهبة التي خرجت عن المقاييس والمعايير وذلك لكي تستفيد الأجيال الحالية المتطلعة والأجيال القادمة في الانطلاق من منصة هذا الإرث الموسيقي المقدر والمقبول. • نقول هذا وفي ذهننا أن "مقايسة" تجربة الفنان محمد الامين الموسيقية بتجارب الفنانين الآخرين لهو ظلم حقيقي لأعمال غنائية مثل بتتعلم من الأيام للحلنقي, وزاد الشجون لفضل الله محمد, وهمسة شوق لهاشم صديق, وطائر الأحلام لمعتصم الازيرق, وسوف يأتي لتاج السر كنه, وعويناتك لمبارك بشير وبعض الأعمال الأخرى المضمخة بالطرب وحلاوة الأداء الموسيقي .. ذلك أن الفنان محمد الامين يمثل نهرا جديدا في نيل الأغنية السودانية الحديثة وشق هذا النهر طريقا خاصا له في فيافي ووهاد تربة الاذن السودانية الخصبة فخضر زرع دواخلنا – أكثر – موازيا مع الاخضرارات التي جملنا بها نيل الأغنية العام. ولازال النبع قادرا على تجاوز سوابقه اللحنية باحلى مايكون وباروع ما لم نسمع ومافتئ محمد الامين اخضر العود شابا في دواخله وشابا في جماهيره المتعطشة دوما لنقرشاته الرائعة عبر أنامله الرزينة وحنجرته الصداحة وأدائه المتقن وحيوية مسرحه الغنائي. • من الجائز الا يفهم الآخرون ماتفعل ولكن الله لايضيع اجر من أحسن عملا .. إذن فلنترك العبقري محمد الامين كي تزدان وتحتفي به الأجيال القادمة كما اجلنا الاحتفاء بالكثير من مبدعي هذا البلد الامين ..مهما كانت بعض المراحل غير أمينة !! صلاح شعيب نقلا من صحيفة ظلال أواسط التسعينات