لو فؤادك مره جرب ...كنت تتعلم تجامل

Quote: تصور روعة المشهد .. بقلم د. عبد اللطيف البوني • بينما كنت أسير في أحد شوارع السوق العربي الطويلة والمزدحمة جدا بالسيارات والبشر لدرجة تتساوى فيها سرعة الراكب والراحل استرعى انتباهي شاب في حوالي العشرين من العمر يتابع سيارة مرسيدس بيضاء يقترب منها ينظر بداخلها ثم تضطره ظروف الحركة للابتعاد عنها قليلا فيسير في موازاتها ثم يقترب منها مرة أخرى ويصوب بصره للشخص الجالس بجوار السائق ثم يبتعد مرة أخرى وهكذا استمر المشهد حوالي السبعة دقائق او يزيد قليلا ومع مسافة تقرب المائة متر, دفعني الفضول لسبر غور تفاصيل ذلك المشهد فاقتربت من السيارة فاكتشفت ان الجالس بجوار السائق كان الفنان الكبير محمد الامين ولكن روعة المشهد جعلتني اتابع المنظر وصلت السيارة احد الشوارع العريضة الرئيسية " شارع صينية القندول " خفت على الشاب من ان يحدث له حادث اذا حاول متابعة السيارة التي تاهبت للإنطلاق فجذبته من قميصه وقلت له ( ياهو ود اللمين وكفاك خلاص شبعت شوف ارجع ماتضربك عربية) لم يقاومني الشاب ولكنه كان وكانه في حلم واستيقظ فجأة فرمقني بنظرة لم اعرف كنهها حتى الان ورجع من حيث أتى. • اشهدكم اني لم ألم الشاب ولم استغرب فعلته واجد له كل العذر فالشاب اغلب الظن انه قروي ومن معجبي الفنان محمد الامين وهو يعرف صورته من التلفزيون او غيره ومن المؤكد انه كانت تلك المرة الاولى التي يراه فيها بعظمه ولحمه " ولانقول شحمه " لذلك استبد به الانفعال وكانى به يشاهد زاد الشجون وبتتعلم من الايام وحروف اسمك ووحياة ابتسامتك وعيال ابو جويلي واشوفك بكرة في الموعد كاني به يشاهد ذلك الوتر المشدود الذي يسمو بالسامع الى حيث لا أمنيات تخيب ولاكائنات تمر كاني به وهو يبصر تلك الحنجرة الذهبية التي يعجز الصدى ان يجد له مكانا فيها باختصار كان الشاب يشاهد بعينيه كل تلك المسموعات الراقية وهذا مايمكن ان نطلق عليه الاستماع عن طريق العين عكس مايقوله صلاح الدين الفاضل " الرؤية عن طريق الأذن" فكم انت محظوظ ايها العملاق ابو اللمين وانت تتمتع بكل هذا الحب ولاشك انك اهل له فحفظك الله ورعاك. (عمود أحيانا للدكتور عبد اللطيف البوني نقلا من صحيفة ظلال أواسط التسعينات)