اعتذار الحزب الليبرالي لوزير الخارجية الألماني .. (شحدة) راسا عدييييل

Quote: ..... لقد قمت بالسفر إلي برلين للقاء السيد نوولنج الموظف المسؤول عن العون الإنساني في وزارة الخارجية الألمانية و قمت بشرح المشكلة له و أوضحت له أن أهل دارفور في تونس ليسو طالبي لجوء و إنما هم لاجئين حقيقيين حسب إتفاقية جنيف عام 1951 و أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد إعترفت بهم و كل المطلوب هو بلد يستضيفهم حتى لو كان ذلك إقامة مؤقتة . أجابني الموظف Nein, wir nehmen keine Sudanesen نحن لن نسمح للسودانيين بالقدوم إلي بلادنا حاولت تذكير محدثي بفقرة في القانون الألماني تقول أنه في حالة وجود أطفال في صحبة أي لاجئ فيجب مراعاة مصلحة الأطفال و توفير الحماية لهم و أن الأطفال الدارفوريين في تونس يبلع عددهم أربعة و خمسين من إجمالي كل الدارفوريين المتواجدين في المعسكر و البالغ مئة و ست و عشرين شخصآ. عندها خرج القط من مخبئه كما يقولون عندما أجابني السيد نوولنج بحدة: " أنا أفهمك هير دكتور كنجوم و لكن هل رأيت كيف حرق أهلك في الخرطوم سفارة بلادنا و داسوا بالأقدام علي رموز الشعب الألماني ؟ "أنت تعلم أن الرسمات المسيئة إلي نبيكم هي عمل قبطي أمريكي من أصول مصرية فما دخل دولتنا في هذا الأمر و خاصة أن دولتنا قد ترجت و سائط الإعلام في ألمانيا بألا تنشر هذه الرسمات رغم أن قانون حرية الصحافة يسمح بذلك و كل هذا إحترامآ لمشاعر الثلاثة مليون مسلم في بلادنا" حاولت الرجوع إلي التاريخ و ذكرت السيد بأنه في قمة الحرب العالمية الثانية كانت بريطانيا تعطي اللجوء السياسي لمئات الآلاف من ممثلي الكنيستين الكاثوليكية و البروتستانية الألمانية، الليبراليين، الإشتراكيين الديموقراطيين و حتي الشيوعيين الألمان رغم أن ألمانيا كانت تقصف بريطانيا يوميآ بالطائرات. آخر ما كان لي من حجج فكان هو تذكير الهير بأن دارفور حليفة قديمة لألمانيا و أن سلطنة دارفور قد إختارت جانب تركيا و ألمانيا في الحرب العالمية الأولي الأمر الذي أغضب الإنجليز و دفعهم لإحتلال دارفور في فبراير من عام 1916. يبدو أن الهير لم يكن يعرف هذه الحقيقة لأنه فجأة أصبح أكثر ودآ في نهاية اللقاء أخبرني السيد بصوت حازم : "في الوقت الحالي و إزاء جيشان مشاعر رجل الشارع الألماني ضد السودان لا يمكن لأي سياسي ألماني أن يبدي أي تعاطف مع السودانيين.تعال إلي بعد ستة لثمانية أشهر ربما نجد حلآ. " .............