الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 10:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-15-2012, 05:24 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت .



    الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت .

    (1)
    من حق الكثيرين أن يتعرفوا على الكاتب الروائي العملاق الأستاذ " إبراهيم إسحق " ، ونعرف قصة حياة العولمة ، التي يتعين أن نُثبِّت فيها مبدعينا الأعلام ، لعلنا في لاحق المسروق من الوقت العام ، نجد برهة للذهاب بمبدعينا إلى الأجيال الحاضرة التي لم تتعرف عليهم كما يجب . فبين مبدعينا وبين الشعوب السودانية بيدٌ دونها بيدُ . فقد غطت على الثقافة والحرية سحابة سوداء من الغلو . شهرت سيوفها والرماح ضد الثقافة والحرية . ومن ذلك البرنامج الإقصائي الذي ساد سنين عدداً ، طامحاً أن تغتسل الأذهان من تراثنا المبدع . وأن يرحل المبدعون إلى المهاجر ، أو يطلِّقون الكتابة الإبداعية طلاقاً بائناً .

    نحن نسمع كل يوم قصة تلك الحرب الضروس ضد الصحافة والكتابة والنشر . بل طال السماوات القارئة ، فنشروا كتائب الكترونية لنسف كل الإبداع الذي لم يجد متنفساً في البيئة المحلية ، فهاجر إلى السماوات . ومن ليس له قدره لشراء الكتب ، فله القدرة أن يطلّ من السماء عبر شُرفات التواصل ، ويتعرف على قامات إبداعية كأستاذنا الروائي المخضرم " إبراهيم إسحق " .

    نعرف أن الروائي " إبراهيم إسحق " لما يزل ينأى بعض الشيء عن منابر التواصل التي انتشرت فجعلت من الكون قرية صغيرة . وكان إبداعه الروائي ثمرة جهد جهيد في بيئة طاردة للمبدعين . دلف الروائي " إبراهيم إسحق " إلى بوابة البحوث في معهد الدراسات الأفريقية والأسيوية باحثاً ، وعثرت عليه جوائز الدولة والجامعات وأفرحها وجوده ، فبه تزينت ورسمت على صدره أوسمتها .

    فله قدرته الروائية الهائلة لانتزاع اللغة المحلية ، وإدخالها بطون حكاياته الروائية . ينثر عليها دفء الحنين ، يتابع المضارب والتخوم البعيدة ، كاشفاً لنا سترها . يقبض هو على نواصي تلك التخوم ، وينطلق مبدعاً ، ليس لأنها مولد نشأته فحسب ، بل انطلق مبدعاً يتناول مادته من كل ربوع السودان . وهطل المطر الموسوعي إلى التوادُد بين العامية الفصحى والعربية الفصحى .

    نأمل أن تكون إطلالتنا ، لعوالم الروائي " إبراهيم إسحق " عبر الفيديو المسجل على اليو تيوب الذي ننقله ، والذي به انتقلت " قناة النيل الأزرق لإفساح وقتها وكادرها لكي يستمتع الجميع بالحلقة التي ضمته مع كوكبة من المبدعين والنقاد . لها الشكر الجزيل ، وها نحن نتمنى لمن لم يسمعوه أو يروه أن يتعرفوا إلى هذا الكنز الحفي بالدرر .

    ألف سلام عليك ، دوماً في موضع الجمال نلقاك .

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-15-2012, 08:55 PM)

                  

10-15-2012, 05:28 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عبدالله الشقليني)



    (2)
    Quote:

    إبراهيم اسحق إبراهيم وهو أديب سوداني، روائي وقاص وكاتب . ولد إبراهيم بقرية "ودَعة" بمحافظة شرق دارفور بغرب السودان في العام 1946 م. تلقى تعليمه الأولي بمدينتي الفاشر وأم درمان، وتخرّج في معهد المعلمين العالي في العام 1969م، ومعهد الدراسات الأفريقية والآسيوية بـجامعة الخرطوم في العام 1984م. أقام منذ مطلع العام 2001م في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية ومكث بها لعدة سنوات إلى أن استقر به الحال في بلده السودان، وهو يقيم حاليا بمدينة أم درمان التي قضى فيها شطرا من حياته متعلما بمدارسها ومعاهدها التعليمية. وما زال إبراهيم إسحق يرفد الصحف السودانية المحلية بالجديد من قصصه القصيرة، وما زال يشارك في لجان تحكيم عدد من الجوائز الأدبية في السودان مثل جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي التي ينظمها سنويا مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي، وجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي التي تقيمها شركة زين للاتصالات.
    تقلد منصب رئيس اتحاد الكتاب السودانيين في العام 2009م.
    وهو عضو في مجلس تطوير وترقية اللغات القومية في السودان.

    محتويات
    مسيرته مع الكتابة:
    • 2 مؤلفاته في الرواية:
    • 3 مؤلفاته في القصة القصيرة:
    • 4 مؤلفاته في الدراسات:
    • 5 المقالات:
    • 6 الجوائز:
    • 7 شهادات قيلت في حقه:
    • 8 المصادر:

    مسيرته مع الكتابة:
    - استقبال القراء لروايته الأولى (حدث في القرية) كان متجاذباً بين الترحاب والرفض، فالمعجبون بها أشادوا ببنائها الفني وآخرون أزعجتهم لغة الحوار بلهجة الأرياف في دارفور. في عام 1970م كتب رواية (أعمال الليل والبلدة) واتصل به الأستاذ البروفيسور محمد ابراهيم الشوش فطلبها للنشر فظهرت في العام 1971م وقد مثّلت الندوة الأدبية في منزل المرحوم عبد الله حامد الأمين منبراً لعرض الآراء المرحبة والمعارضة وحيثيات الدفاع لدى المؤلف.. ولأن معدي الصفحات الثقافية القليلة أيامئذ كانوا يحضرون منتدى عبد الله حامد الأمين فقد عرضوا هذا الجدل ووجد الأدباء الشباب ممن اطلعوا على الآداب العالمية في اللغات الأجنبية مؤازرة من بعض المتفهمين لهذا المنحى مثل شيخ أدباء ذلك الجيل قيلي أحمد عمر وقد كان من موقعه المتقدم في وزارة الإعلام خير معين للتجريب الذي يخرج بالثقافة السودانية من شرنقة التبعية للمناهج المصرية والشامية.. هذه الأجواء ساعدت الروائي إبراهيم إسحق على المضي قدماً فكتب رواية (مهرجان المدرسة القديمة) 1972 ولم تنشر إلا في عام 1976، وبعدها كتب رواية (فضيحة آل نورين) التي لم تنشر إلا في الخارج، وبعدها ضاعت ووجدت عام 2004 وقد لعب المرحوم قيلي أحمد عمر دور الحارس لعمله في هذه الحقبة الحرجة فقد اتخذ التعويق لظهور أعماله في حيز الطبع ملامح لا تخفى على أحد من جانب الأدباء حراس اللغة العربية الصافية، فلم يظهر إبراهيم إسحق في ندواتهم ولا على ملاحقهم في الصحف والمجلات ولا يُذكر اسمه في حديث الوفود السودانية التي تتكلم عن الأدب السوداني، وكان الجو الثقافي حينها ملبدا بـ(صراع مخلص) بين تيارين أدبيين: أحدهما تقليدي يرى أن إنتاج إبراهيم إسحق ينافس لكنه يخرب اللغة.. والتيار الآخر كان يجاري الأساليب الفنية العصرية ولا يرى في عمله خطراً. نشر له قيلي يرحمه الله حوالى ست قصص قصيرة في مجلة (الخرطوم)، ثم نشر رواية (أخبار البنت مياكايا) كاملة في نفس المجلة في عام 1980م، الى جانب نشره لكتابه (الحكاية الشعبية في إفريقيا) على أجزاء في نفس المجلة في عام 1976 وساند المرحوم محمد عبد الحي ويوسف عايدابي عمله فنشرا له في ملحقهما الرائع بجريدة (الصحافة) حوالى ست قصص قصيرة وبعض التنظيرات في فهم دور الرواية السودانية في الثقافتين العربية والإفريقية.في هذه الحقبة ما بين 1976 و1982 توالى نشر قصص إبراهيم إسحق ومحاوراته في ملحق (الأيام) الثقافي بإشراف المبدع السردي عيسى الحلو، ودافع عن رؤيته للصناعة السردية في مجلة الثقافة السودانية كما عرض آراؤه الثقافية في هذه المجلة المذكورة وفي مجلة (الخرطوم) وفي مجلة (الدوحة) القطرية ومجلة (سوداناو) الإنجليزية الصادرة في وزارة الإعلام السودانية وقد تكللت كل هذه المساندة بإيجاد دور بارز في مهرجانات الثقافة على عهد مايو حتى مُنح نوطاً تشجيعياً في عام 1979م.
    مؤلفاته في الرواية:
    - حدْث في القرية، صدرت عن إدارة النشر الثقافي، وزارة الثقافة والإعلام، الخرطوم، عام 1969م.
    - أعمالُ الليلِ والبلدة، عن دار جامعة الخرطوم للنشر، عام 1971م
    - مهرجانُ المدرَسَةِ القديمة، عن إدارة النشر الثقافي، وزارة الثقافة والإعلام، الخرطوم، 1976
    - أخبارُ البنت مياكايا، نشرت كاملة في مجلة الخرطوم عام 1980، قبل أن تصدر أخيراً (مايو 2001) عن مركز الدراسات السودانية – الخرطوم / القاهرة
    - وبال في كليمندو، نشرت في جريدة الخرطوم عام 1999، قبل أن تصدر أخيراً (أكتوبر 2001) عن مركز الدراسات السودانية – الخرطوم / القاهرة
    - فضيحةُ آل نورين، قيد الطبع، نشرت أجزاء منها في مجلة السوداني المغترب 1979م قبل أن تصدر في العام 2004م – الرياض- السعودية
    مؤلفاته في القصة القصيرة:
    - ناس من كافا- مجموعة قصص- مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي- العام 2006م- الخرطوم
    - عرضحالات كباشية- مجموعة قصص- هيئة الخرطوم للصحافة والنشر - العام 2011- الخرطوم
    - حكايات من الحلالات
    مؤلفاته في الدراسات:
    - هجرات الهلاليين من جزيرة العرب إلى شمال أفريقيا وبلاد السودان ( صدرت عام 1996عن مؤسسة الملك فيصل وهي البحث الذي حاز به على درجة الماجستير ).
    - الحكاية الشعبية في افريقيا (صدرت عام 1977 عن إدارة النشر الثقافي، مصلحة الثقافة، وزارة الثقافة والإعلام – الخرطوم)
    - إنجاز الشيخ الدكتور محمد عبدالله دراز
    المقالات:
    نشر العديد من المقالات والدراسات في مجال النقد الأدبي والتراث في صحف ومجلات ودوريات سودانية وعربية، نذكر منها:
    - " نكات السخرية بين المجموعات السكانية "، مجلة الثقافة السودانية، وزارة الثقافة والإعلام أغسطس 1977
    - " حوارية مطولة حول جوانب من قضايا الثقافة السودانية في مطلع الثمانينات " . مجلة الثقافة السودانية، وزارة الثقافة والإعلام، أغسطس 1980 .
    - " كيوبيد السفاح، مقارنات في ظاهرة القتل العشقي " . مجلة الثقافة السودانية، وزارة الثقافة والإعلام، فبراير 1977.
    - " ذئب آل يعقوب " في مجلة الخرطوم وزارة الثقافة والأعلام يناير 1979 .
    - " الأدب الشعبي " ورقة أعدت لفعاليات المهرجان القومي الثاني للآداب والفنون 1979 ونشرت في يونيو 1981 . في مجلة الخرطوم وزارة الثقافة والإعلام .
    - " الرواية السودانية : ناضجة ومجهولة " ورقة أعدت لفعاليات مهرجان الثقافات الأفريقية بلاغوس، نيجيريا، يناير 1977 ونشرت في مجلة سودان ناو بالإنجليزية، وزارة الثقافة والإعلام .
    - " تحقيق خطاب السلطان محمد الفضل إلى محمد علي باشا " مجلة الدراسات السودانية، جامعة الخرطوم 1983.
    - " دار فور جسر إلى قلب أفريقيا " مجلة الدوحة القطرية نوفمبر 1981.
    - " الهلالي أبوزيد " مجلة الدوحة القطرية نوفمبر يناير 1982.
    - " الرواية الشفهية بين مناهج التراثيين الشفهيين والمؤرخين التقليديين"، مجلة المأثورات الشعبية، مركز دراسات التراث الشعبي لدول الخليج، يناير 1989 .
    - " السيرة الهلالية بين التاريخ والأسطورة"، مجلة المأثورات الشعبية، مركز دراسات التراث الشعبي لدول الخليج، أكتوبر 1990 .
    - " مدونات التراث الشعبي : ملاحظات في الانسنة والتوحش "، مجلة المأثورات الشعبية، مركز دراسات التراث الشعبي لدول الخليج، يناير 1992.
    - " الإمتاع والمكاشفة في المسموعات الشعبية لمحمد إبراهيم الشوش"، مجلة المأثورات الشعبية، مركز دراسات التراث الشعبي لدول الخليج، يوليو 1995.
    - " مواقف من الاستشراق الافريقاني "، مجلة عالم الكتب، أبريل 1984.
    - " التبشير في منطقة الخليج العربي "، مجلة عالم الكتب، يوليو 1983.
    - " التوراة واليهود في فكر ابن حزم "، مجلة عالم الكتب، ديسمبر 1986.
    - " ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز في القرن الرابع عشر "، مجلة عالم الكتب، سبتمبر 1985.
    - " محمد حسن عواد شاعراً " مجلة عالم الكتب، ديسمبر 1985.
    الجوائز:
    - نال جائزة الآداب والفنون التشجيعية في مهرجان الثقافة والآداب والفنون الخرطوم 1979 م.
    - مُنِح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الفاشر- السودان- في أبريل 2004م.
    شهادات قيلت في حقه:
    • يقول عنه الأديب العالمي الطيب صالح: " إبراهيم اسحق‏ كاتب كبير حقا‏,‏ رغم أنه لم يعرف بعد على نطاق واسع‏,‏ وقد اكتسب سمعته الأدبية بعدد قليل من الروايات الجميلة مثل روايته حدث في قرية ومهرجان المدرسة القديمة وحكاية البنت مايكايا وهي روايات قدمت لأول مرة في الأدب السوداني‏,‏ صورا فنية بديعة للبيئة في غرب السودان‏,‏ وهو عالم يكاد يكون مجهولا لأهل الوسط والشمال‏.‏صمت إبراهيم اسحاق زمنا طويلا واختفى عن الأنظار‏,‏ وقد لقيته منذ ثلاثة أعوام في الرياض في المملكة العربية السعودية‏,‏ حيث يعمل مدرسا وجدته إنسانا دمثا طيبا مثل كل من لقيت من أهل غرب السودان‏,‏ وواضح من روايته هذه وبال في كليمندو أنه لم يكن خاملا‏,‏ بل كان يفكر ويكتب طوال فترة صمته الممتدة‏.‏إنني لسوء الحظ‏,‏ لم أعرف غرب السودان كما يجب‏,‏ أبعد نقطة وصلت إليها كانت الأبيض عاصمة إقليم كردفان‏,‏ وزرت جبال النوبة منذ أمد بعيد‏.‏ لذلك حين أقرأ روايات إبراهيم اسحق‏,‏ وأيضا القصص القصيرة الجميلة للمرحوم زهاء طاهر‏,‏ أحس بالحسرة لأنني لم أتعرف أكثر علي ذلك العالم البعيد العجيب‏"
    • يقول عنه الناقد السوداني مبارك الصادق:" كان الملمح الواضح في كتابات إبراهيم اسحق ذلك الإصرار على استعمال اللهجة المحلية لإنسان دارفور بغرب السودان، لقد شكلت اللغة الممعنة في المحلية حاجزاً للتواصل بينه وبين أبناء السودان من غير ذلك الإقليم، وكانوا يجدون صعوبة كبيرة في تفهم ماهو مكتوب، على أنه عاد إلى التقليل من ذلك إلى حد ما في روايته الثالثة "مهرجان المدرسة القديمة" ورغم ذلك المأخذ فإن النقاد يرون أن إبراهيم اسحق كقامة روائية له عالمه الخاص وحسه الروائي المتفرد وإن المستقبل العريض بانتظاره"
    • يقول عنه الكاتب والناقد أحمد ضحية:" القامة الابداعية لابراهيم اسحق لا تقل عن قامة الطيب صالح . فاسحق دون المبدعين الاخرين, الذين كتبوا منذ الستينيات. وعاصروا مرحلة التحولات الحداثية , شكلت كتابته نسيجا حداثويا منذ الوهلة الاولى على مستوى استخدامات اللغة والتقنيات، وان اعتناء ابراهيم اسحق بالاسطورة في اعماله الابداعية المختلفة, يعكس الحاجة الملحة لتفسير الحاضر عبر هذا الماضي الذي ينطوي عليه حاضرنا بصورة من الصور"
    • يقول عنه الباحث السوداني والناقد محمد الفاتح أبوعاقلة:"
    - إبراهيم إسحق إبراهيم أديب عميق التَّجارب ومتفرد في قدراته الإبداعية، وموسوعي الاطلاع ، يتداعى في كتاباته بيسر وسهولة مع الاستعداد العلمي والأدبي والتشبُّع بالتُّراث الرِّوائي العالمي. - يمكن وصفه بأنه من المخضرمين في مجال الأدب السُّوداني، قرأ ما يقارب المائة رواية ومجموعة قصصية لكتاب عالميين، قبل أنْ يشرع في بناء هيكل رواياته وقصصه، يرتبط أدبياً وفنياً بالكتاب العالميين: -ويليام فوكنر - جيمس جويس. - ميخائيل بولغاكوف. هؤلاء حفروا عميقاً في بيئاتهم وتمثلوا تلك البيئات. - يثق تماماً في أنّ الروائي قادر على التواصل مع العالم جمالياً وإبداعياً
    -عائلة الكباشي هي الطابع الخاص به الآن ومن خلالها تتخلَّق أعماله.
    - قراءات الأديب ومن يتأثر بهم كثيراً تحدد نوعاً ما اتجاهه الأدبي
    - يعتبر أن دراسة د بابكر الأمين الدرديري عن الرواية السُّودانية دراسة مهمة جداً، لا يمكن أن يتجاوزها الباحث في تاريخ ونشأة الرِّواية السُّودانية!ويعتبر أنّ التجارب الإنسانية تتشابه بين الشعوب، وتنعكس في الآداب وتتضح السمات الخاصة لكل تجربة على حده، وهذا هو الذي يكسب الإبيقرافية أهميتها.
    - نجد في أعماله معايشة عميقة للمجتمع السوداني، ومقدرة متميزة على رصد المشاهد والمواقف والشخوص. وللأمكنة عطرها النفاذ يفوح من التفاصيل الدقيقة المرسومة بمحبة ورواء. فلا تملك إلا وأن تنفعل به.
    - تتسم كتابات إبراهيم إسحق بالدقة والبنائية الصارمة المحكمة للألفاظ التي ينتخبها الكاتب بذائقته اللغوية المتميزة. ومقالاته وبحوثه ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهموم المثقف السوداني، وله نزوع فوار تجاه إعادة قراءة التاريخ السوداني، وبخاصة ما يتصل بدارفور الحبيبة إلى نفسه، والتي اعتلقت بها رؤاه وعوالمه المفتوحة على الأصالة في بيئة آل كباشي".


    المصادر:
    مجلة النقد الأدبي
    صحيفة الرأي العام
    الأهرام العربي
    مدونة محمد الفاتح أبوعاقلة
    ويكيبيديا الموسوعة الحرة
    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%...AA.D8.A7.D8.A8.D8.A9:

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-15-2012, 09:07 PM)

                  

10-15-2012, 08:37 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عبدالله الشقليني)



    (3)

    كانت الحلقة الأخيرة التي ظهر فيها القاص والناقد " أحمد عبد المكرم "
    قبل رحيله .
    *
    باسمك يا وطن
    نتجرّع كأس سم الحزن
    وتدور رءوسنا ولا نسقُط
    باسمك يا وطن ،
    نتحمل وقع سياط الألم على الظهور ،
    ولا أن نسمع الخبر .
    لن يعيد الدهر يوماً بسمة عالقة في كل لمحة ،
    زورقاً من الفأل ، كان يُمطر كل من يلقاه ،
    أُحجية جميلة في ليلٍ حالم بقصص لا تنتهي ..
    ويأتي الصباح ، ويتوقف القلب عن الضخ المُباح

    ألف رحمة ونور عليه
    *
                  

10-15-2012, 08:53 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عبدالله الشقليني)



    (4)
    Quote: أ
    حوال العالم الروائي لإبراهيم إسحق ... أحمد ضحية

    أخبار البنت ميا كايا – نموذجا

    التجربة الإبداعية لإبراهيم إسحق , لهي تجربة غنية . تجعلنا نتوقف عندها طويلا , ونحن نحاول سبر أغوارها , العصية في لغتها وتقنيات سردها وتنوعها الحكائي , الذي يتقاطع فيه الأسطوري مع الواقعي مع السحري ..
    القامة الإبداعية لإبراهيم إسحق لا تقل عن قامة الطيب صالح . فإسحق دون المبدعين الآخرين, الذين كتبوا منذ الستينيات. وعاصروا مرحلة التحولات الحداثية , شكلت كتابته نسيجا حداثويا منذ الوهلة الأولى على مستوى استخدامات اللغة والتقنيات ...

    وربما استخداماته للغة هي ما جعلته يعتني بشرح المفردات الواردة في متن روايته أخبار البنت مياكايا - على سبيل المثال - حتى لا تحول هذه الاستخدامات ومفرداتها في تلقي هذا النص الروائي المدهش .

    والولوج إلى عالم إبراهيم إسحق الروائي, لهو أمر تحفه المغامرة , لذا لا نملك أمام أعماله الشاهقة, سوى أن نأمل في التمكن - فعلا - من الكشف عن بعض القواعد الأساسية , التي ينهض فيها عالم إبراهيم إسحق الروائي, من خلال هذه الرواية البارزة: أخبار البنت مياكايا والتي يقول عنها: "كل الذي فعلته أنني أخذت قصة شعبية صغيرة ووسعتها من خلال الدراسة التاريخية (..) ووضع صورة واقعية لتلك القصة الشعبية , ومواجهة الأسئلة الملحة التي تفرضها أحداث رواية كهذه , في كيفية الاستطاعة على التفاهم وقبول الاختلاف بين العرب والشلك" (1 ) .. ويكشف هذا المجتزأ من كلامه عن مدى إدراكه لتوظيف الأسطوري في العمل السردي , بما ينطوي على أهداف نبيلة تعني بالحراك الاجتماعي , وعمليات التشكيل القومي, من خلال المعرفة الجمالية التي نتحصلها من النص دون تواطؤات أيديولوجية ..

    يحاول إبراهيم إسحق, عبر توظيفه للأسطوره. هدم هذا العالم - المحيط بمياكايا .. بنا - وإعادة بناءه من جديد , محاولا إبراز إسهام البسطاء البدائيين - إذا جازت التسمية - في صناعة هذا العالم الجديد والمعنى الاجتماعي العام لوجودهم ووجود الآخرين فيه . فهم, يمتلكون قدرة تامة على التفكير اللانفعي , إذ يتحركون بدافع الحاجة, أو الرغبة في فهم العالم المحيط بهم .. في فهم طبيعته وفهم مجتمعهم من جهة أخرى , كما نلاحظ - لاحقا - في علاقتهم بالتماسيح وأفراس البحر والأرواح , الخ ..

    وهكذا نجد هؤلاء الذين تخيم عليهم, أجواء الأساطير والوعي الأسطوري.. هؤلاء (العالم ثالثيون) المنسيين , الذين عبرت عنهم أخبار البنت ماياكايا , استطاعوا أن يمضوا في حياتهم, عبر وسائل فكرية ووجدانية , لا تقل أهمية عن وسائل الفيلسوف أو العالم (2)..
    وبهذا الوعي التام من قبل إبراهيم إسحق, لمعنى الأسطورة. وما تحمله من معرفة مختزنة, منذ آلاف السنين , بما يصوغ الإنسان في اللحظة الراهنة. على نحو ما وفقا لما كان عليه أسلافه - بهذا الإسقاط - تعاصر الرواية فضاء البلاد الكبيرة - خاصة أن أحداثها ووقائعها تجري في مساحة واسعة على امتداد النيل الأبيض من قلبه وصعودا إلى ادغال الجنوب فهذه المساحة الواسعة من الوسط والجنوب هي التمازج بين السكان الأصليين والوافدين , ومنبع سؤال الهوية !! - بأساطيرها التي شكلت وجدان إنسانها, وصاغت قوانين استمراريته, وطرق تفكيره وممارسته اليومية ..

    إن اعتناء إبراهيم إسحق بالأسطورة في أعماله الإبداعية المختلفة, يعكس الحاجة الملحة لتفسير الحاضر عبر هذا الماضي الذي ينطوي عليه حاضرنا بصورة من الصور , ولذلك نجد الأسطورة في شخصيات مثل الزاكي ود بخيت, الذي اشتهر لدى الأتراك وأعوانهم, باسم راصد القيزان وصار طريدا مطلوبا, من قبل السلطة التركية (3) . فالزاكي نموذج للبطل الخارج من قلب الجماهير الشعبية , والذي لديه القدرة على الإتيان, بضروب من الشجاعة والبسالة الأسطورية التي تستعصي على سواه , والزاكي ببطولته هذه يتبدى عن قانون اجتماعي ونفسي, حول الشخصية السودانية واستجاباتها لموضوعات صراعها الوجودي, قانون حكم مسيرة شعب اللوة العظيم بقيادة نيكانج في هجرته البطولية مصارعا الطبيعة وعابرا البحر الكبير , إلى أن وصل إلى تخوم الجنوب وشكل قبائله المختلفة .. ذات القانون يمكننا ملاحظته في شخصية أسطورية مثل مرين (4) الطفل الصغير الذي اتسم بالشجاعة والجرأة إلى الحد الذي جعله يواجه المفتش الإنجليزي .. هذا القانون الذي يتخذ مظاهره المختلفة يرتبط في أعمال إسحق بصراع الإنسان ضد قوى الطبيعة - الناهضة في قلب الليل بكل ما يحتوي من هيبة المبتدأ ورعب القرون الماضية - وتوسله للماورائيات والأسطورة والسحر..حينا كما في أخبار البنت ماياكايا أو بتصعيد البطولة في الأشخاص العاديين, الذين ينتمون إلى عامة الشعب - كالزاكي ود بخيت ومرين - , وتحويلهم إلى أبطال ..

    ما أشرت إليه أتصور أنه من السمات الأساسية لعالم إبراهيم إسحق الروائي, الغني بالمعرفة بالتاريخ واللغة في بنيته الظاهرية والرؤيا الثرية للعالم في بنيته الباطنية .
    ففي أخبار البنت ميا كايا على المستوى الظاهري للنص , نتعرف على كثير من الألفاظ غير المألوفة لأذننا التي شكلتها ثقافة الوسط , ونتعرف على أسماء العديد من الأماكن, والمواقع الوظيفية في جهاز القيم الهرمي, بل ونكاد نمتلك شجرة نسب , نمضي على هداها مستكشفين أغوار الرواية.. تماما مثلما نكتشف على المستوى الباطني الرغبة في هدم هذا العالم, الناهض في قلب الظلام بسحره وشعوذته , وبناء عالم آخر جديد متحرر من سلطة الظلام على كل شيء حتى قصص الحب الجميلة ..

    هذا الظلام الكثيف الذي يخيم على فضاء الرواية - وهو ما لاحظه أيضا الصديق الناقد المصري أحمد الشريف -, الذي هو مثير الذكريات , ومتكأ الإنسان عندما تهتاجه الانفعالات والأشجان ..هو ملك الزمان , وهو الرحم الذي خرجت منه البشرية إلى فجرها.. وهو رمز الصراع الدائم على قاعدة الأضداد الثنائية : الظلمة / النور .. الخير/ الشر .. ولطالما ارتبط بالسحر والخرافة والأساطير , وظل مكمن خوف الإنسان , ورمزية لا شعوره.. هذا الظلام الذي تكون فيه الإنسان جنينيا بمثابة الرحم , الذي ينطوي على النور , بمثابة الرحم للوجود الإنساني في الصراع الدائم لأجل الاستمرارية والبقاء .. لقد وظف إسحق الليل كثيرا, في هذه الرواية . على هذه القاعدة, التي يقابل فيها الأسود/ الأبيض .. ولقاء الأضداد عموما ظل يشكل محورا للإبداع الإنساني بأجناسه المختلفة ومن هنا يمكننا الزعم - على مستوى التأويل - أن الظلمة أو الليل في أخبار البنت ميا كايا تطرح سؤلا مستمرا : هل هو ليل الإنسان أم الليل الناتج عن الحركة الظاهرية للقمر المضيء حول الأرض .. . أم هي تلك الأفكار التي تنبع ليلا من اللاشعور أشبه بالأساطير فللأساطير ملامح حلمية والليل هو لا شعور السلطة كما الريف أيضا حيال المدينة , وكما بلاد المستعمرات حيال المراكز الاستعمارية .. لكن هل النهار هو مفتاح المعرفة ومعراج الرقي؟ تركيز إسحق على تعاقب الليل والنهار في هذه الرواية لا يتوقف عند الإحالة إلى ليل الأساطير .. ليل مايكايا المطرود في أعماق اللاشعور حيث القدرات العجائبية.. ربما ليل الإنسان الراهن , بعد وقت طويل من فجر ميكايا ..


    أخبار البنت مياكايا:
    أخبار البنت ميا كايا يأتي اختلافها عن أعمال إسحق , الروائية والقصصية الأخرى, في كون مسرحها هو النيل الأبيض , فأحداثها التاريخية, والمستلهمة من وقائع حدثت في القرن السادس عشر, تجري على امتداد واسع, من أطراف الجزيرة ابا إلى مقرن السوباط وبحر العرب - ويمكن الإحالة هنا أيضا, إلى مقرن النيلين الأبيض والأزرق, موطن الشلك الأول "توتي" - . على عكس مسرح الأعمال الأخرى لإبراهيم إسحق: أم درمان اوقري وحلالات غرب السودان..
    عالم هذه الرواية " أخبار البنت مياكايا ", محتشد و متشابك ومكثف . تنساب فيه اللغة بكل شاعريتها ومحتوياتها التاريخية , لتدفق عبرها الأزمنة والحكايات التي لا تخلو من شجن : عن أسلافنا وتاريخنا "الشخصي" - هذه الحكايات الخرافية والتي "ليست خرافية"- والتي كانت جداتنا "تحجينا" بها كل مغرب بعد أن نشرب الحليب استعدادا للنوم. مع إبراهيم إسحق في أخبار البنت ميا كايا تتداعي إلى أذهاننا كل حكايا طفولاتنا , لنخرج من قلب هذه الطفولة إلى اللحظة الراهنة التي أراد أن ينقلنا إليها إسحق , ويتركنا عند مفترق أسئلة عن الأمس واليوم ونحن ..

    إن إبراهيم إسحق يستعيدنا إلى لحظات عزيزة علينا, تعود إلى عهد براءتنا ودهشتنا البكر , فنرقب معه الآن التحولات التي طرأت علينا , فنشعر بالمرارة لاندثار مؤسسة الجدة "الحبوبة" . صحيح أنها رواية قصيرة, لكنها متخمة بالأشياء والعوالم التي تعبر عن البدايات في قلب عالم يمور بالأساطير والخرافات, التي تعطي الحياة لكل شيء في هذه الجغرافيا التي يرتبط فيها الإنسان بالطبيعة البكر حيث تعكس حال الأشجار والنهر , والهمس السري وهمس اللغة , ما يعتمل في النفوس "من جهة النهر هدأ الحال تماما , فلا شجار ولا غزل إلا غرغرة الماء على الجروف , كالأبد يهمهم الدفاق بأسرار كونية كالطلاسم" (5).. يهدأ كل شيء وتبقى الطبيعة/ الإنسان وحدها , متحفزة للتواصل ..

    أخبار البنت مياكايا غنية بنهوضها في اللغة والتاريخ والذاكرة الشعبية , التي عندما نقرأ تقاطعاتنا فيها نكتشف مدى ما فقدناه من حنين .. فهي رواية تستعيد الحنين الهارب منا مرة أخرى إلى داخلنا ؛ ليتخذ شكلا معذبا وملتاعا, في الحكي المشحون بالرموز, والدلالات والأساطير والأقنعة ..
    إذ يوظف إسحق كل ذلك وفقا لآلية التضمين, من خلال اصطناع عدد من الأساليب المحايثة , في السرد , حيث نجد أن آراء طبيعة النفس الإنسانية - إيحاء - والإنسان البدائي, والتمازج بين العرب والسكان الأصليين.. كل ذلك نجده دون تنظير, بقدر ما هو معرفة عميقة بالتاريخ والذاكرة الشعبية, تحملها الرؤيا الباطنية للرواية .. ربما هي الحاجة الملحة عند إسحق, في محاولة تدمير القوالب, والديمومات والرتابة, دعته إلى اقتراح هذا الشكل الروائي أخبار البنت مياكايا (6) .. هذه الرواية المتمردة في شكلها ومضمونها على ما هو سائد , وتشكل بنضجها خط شروع جديد للرواية الاستيهامية , في السودان ..

    من خلال اللغة الإشارية بين غانم العربي, وماياكايا ابنة رث الشلك, يتعرفان على بعضهما- في الليل - وتنشأ العلاقة بينهما لتفضي في نهاية المطاف إلى الزواج . لتنهض في لغتهما الإشارية أسئلة اللغة/ الثقافة/ التنوع .. مثلما تنهض لغة الرواية ذاتها, بتعابيرها غير المألوفة لثقافة وسط السودان التي ينتمي إليها غانم . لتفضي الرواية في التحليل النهائي إلى سؤال الهوية : هؤلاء العرب الوافدون, واختلاطاتهم بالقبائل الأصلية من خلال علاقة غانم بميا كايا . وحول هذا السؤال يخلق إبراهيم إسحق الحوار الداخلي للنص, بين مكونات الأنواع السودانية المختلفة , محيلا عبر لغة السرد الروائي إلى القوانين التي صاغت إنسان هذا المسرح الواسع , الممتد من الجزيرة ابا حتى قلب الجنوب .

    تحتشد أخبار البنت مياكايا ببنى حكائية - صغرى - عديدة تتشكل من الأساطير . مثل أخذ التماسيح لجثة زوج اينابور "يقولون أن جدتهم تمساحة فهي تستلم أولادها من كل جرف .. وأهلها هن أفراس البحر" (7) والوعي الأسطوري يهيمن على فضاءات الرواية, من خلال محاولات الاستفادة, من علاقة القرابة بأفراس البحر , الخ "فرس البحر التي تمرن أولادها على الشط الشرقي اغتاظت لمرورها . ترنمت أمامها وتعذرت لها بكلام حفظته عن أبيها , فما أجدى يقولون أنها وكل القرابات الدنيا تنسى علاقتها أحيانا بالشولو" (8) الخ من أساطير تشكل البنى الحكائية الصغرى إلى جانب البنية الحكائية المركزية (علاقة ميا كايا بغانم) ..

    منذ أول فقرة في الرواية, نلحظ تشابك وتعدد الرواة والشخصيات, وهو ما أشارت إليه دكتورة آسيا محمد وقيع الله, في بحثها القيم عن الأسطورة, في عالم إبراهيم إسحق الروائي (9) كما نلاحظ الروي الذي يتوسل صيغة الراوي/ المتكلم "جليل يغالطني يا حازم, من الذي يعرف هذه الأعاجيب هنا غير عمر وعبد القادر. يقول لي, ولا أجدني أرضى, أقول له يا جليل أقول لك حكاها لي رجل في محطة لواري على الرمال وراء ود عشانة تحت القمر والليل صاف وحله المساعد تكركر فوق اللهيب يحيكها لنا ذلك الحساني القادم من بادية الدويم" (10).. فهذه الرواية حاولت أن تلقي بكل أعباء المواقف والأحداث على شخصياتها , دون سلطة قابضة للراوي أو المؤلف , وقد نجحت في ذلك .

    نلاحظ أيضا أن نتوءات الجغرافيا وتعرجاتها , التي وسمت الإنسان حملتها لغة السرد فاتسمت بها , فجاء السرد معقدا , وانعكس ذلك وظيفيا على التقنيات المستخدمة (أعني بالتفاعل الوظيفي هنا التأثير المتبادل بين السرد والتقنية السردية) والاستخدامات اللغوية غير المألوفة - كما أشار أحمد عبد المكرم في بحثه القيم عن فتح مغاليق عالم إبراهيم إسحق الروائي إلى وعورة السرد في أعمال إبراهيم إسحق , وهي ملاحظة قريبة الشبه من ملاحظتنا - (11) . فأدب إبراهيم إسحق ينزع باستمرار- نحو البحث عن قيمة اكتشاف, أو تحليل شارح لواقع ما: كما يقول عبد المكرم - .. واقع ملتبس غائب أو معزول تسعى النصوص في تكاملها إلى تبيانه أو تجليته..

    أسلوب إبراهيم إسحق شديد الإيجاز والثراء .. ثراء موضوع هذه الرواية , التي تنهض تيمتها في الطبيعة الفسيحة جغرافيا والمعقدة إنسانيا , لكنها رغك كونها شائكة بهذا القدر من زاوية أخرى بسيطة , فهؤلاء الذين ارتبطوا بها "يتصارعون كالجواميس وبشراتهم تجمرت مثل أكباد الإبل ووجوههم عندما تشوه تصبح كالذي تمضغ في أحشائه الأفاعي, وهم حذرون ينسابون على تعاريج الشط كالثعابين, يتحركون عندما تموت الشمس ويهبط الظلام على الكون, يحيط بهم عواء الذئاب والثعالب والصقور التي تداوم على خطف الأرانب والقطى والجديان. عندما ترجع الشمس وتكشف أماكن الأنهر والبحار ومجاري الأودية وغابات السنط والجبال وجذوع الأشجار والبردي في المستنقعات وطين الماء الضحل, يمكثون في قطياتهم حتى يظلم الليل لمثل لون الغراب (12) هذه اللوحة التشكيلية , تشير إلى تقنية محددة لجأ إليها إسحق عبر توظيف الوصف في السرد التشكيلي بهذه الرواية , إذ نرى لوحة كاملة لإنسان بدائي وحياة برية , بطبيعتها الخلابة التي تنطوي على غموض الطبيعة وقوتها ومخاوف الإنسان .. فكل شيء في هذه الرواية يحدث باتفاق مع الطبيعة التي يحيطها الليل في رحمه, وظواهر هذه الطبيعة القابضة على فضاءات الرواية فحتى علاقة الحب بين غانم وماياكايا ترعاها هذه الطبيعة إذ تنشأ في ليلها المدلهم .. حيث يتم كل شيء في الرواية على قاعدة الأضداد الثنائية - على مستوى المضمون - كذلك على مستوى الشكل نجد تزاوج التراثي والحداثي والثقافي والشعبي التاريخي واليومي والعامي والفصيح والإيقاعي والسردي وذلك في ساق التفكك والتشظي وكسر النموذج وزواج غانم من ماياكايا هو الإيحاء بقصة كليلة ودمنة عن الليل والنهار والجرذين الذين يتناوبان قرض الحبل : الحياة والموت (13) فالحياة والموت كليهما مظهر من مظاهر هذه الطبيعة , وسمت به أبناءها فحمله سلوكهم وحياتهم .. ومثلما الشمس تموت لتحيا الدنيا بأسرها تولد من جديد "كأن الدنيا بأسرها ولدت من جديد عندما عوعى الديك" (14).. هذا الثنائي في خروج الحياة من الموت.. والموت من الحياة . وخروجهما كليهما من مصدرهما الأساسي : الطبيعة , يدفعنا إلى المجازفة بزعم أن النص يقيم حوارا مع التفسير الديني للخلق ..

    هوامش :
    (1) كتابات سودانية "كتاب غيردوري". مركز الدراسات السودانية. العدد الثاني والعشرون . ديسمبر 2002 . ص :82
    (2) كلود ليفي شيتراوس. الأسطورة والمعنى . ترجمة صبحي حديدي . دار الحوار طبعة أولى 1985. ص:18
    (3) إبراهيم إسحق . وبال في كلمندو . مركز الدراسات السودانية 2001.
    (4) إبراهيم إسحق . مهرجان المدرسة القديمة . إدارة النشر الثقافي .طبعة أولى 1976 .
    (5) إبراهيم إسحق . أخبار البنت ماياكايا. مركز الدراسات السودانية . 2001.
    (6) السابق . ص 17
    (7) السابق ص :5
    (8) نفسه ص : 6
    (9) كتابات سودانية . مرجع سابق . ص :73
    (10) إبراهيم إسحق ." مرجع سابق " . ص 9
    (11) كتابات سودانية مرجع سابق . ص :95
    (12) إبراهيم إسحق .مرجع سابق .. ص : 63
    (13) مجلة إبداع . العدد العاشر أكتوبر 1997. ص 54
    (14) إبراهيم إسحق مرجع سابق .. ص 13
    أحمد ضحية ، كاتب وناقد سوداني / القاهرة
    [email protected]

    http://ofouq.com/today/modules.php?name=News&...ile=article&sid=2530
                  

10-15-2012, 09:52 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عبدالله الشقليني)



    (5)
    هنالك قضية تطفح إلى السطح دائماً وهي " تهجين اللغة "
    ونورد هنا قطف مما أورده الدكتور " محمد برادة " في كتابه" الرواية العربية ورهان التجديد " ص 54-55 . ربما لها علاقة في انفتاح اللغة العامية إلى اللغة الفصيحة ، واشتباكهما داخل النصوص الروائية لصاحب الملف الأستاذ " إبراهيم إسحق " :
    النص :-
    تهجين اللغة :
    التهجين اللغوي ، بمعنى الإخصاب والتوليد سيرورة ملازمة لحياة المجتمعات ، تلاحق التحولات وتسعى إلى إلى التعبير عنها من خلال ابتداع الكلمات وتلقيحها وتفريغ دلالاتها وتلاوينها . وهو ما يجعل اللغة القومية تنقسم ، بالضرورة كما لاحظ " باختين " " إلى اجتماعية ورطانات مهنية ولغات للأجناس التعبيرية وطرائق كلام بحسب الأجيال .."

    وإذا كان صحيحاً أن اللغة مُعطى سابق على وجودنا داخل مجتمعٍ ما ، فإن المبدع يسعى دوماً إلى تخصيص لغته الإبداعية ضمن اللغة السائدة والموروثة وبصراع مستمر معها . والروائي المشدود إلى تغيرات السلوكات والموروث وبصراع مستمر معها . والروائي المشدود إلى تغيرات السلوكات والفضاءات والأزمنة ، يتخذ من اللغة الرُكن الأساس لتلمُس هذه التغيرات التي تترجمها لغة الخطابات المُؤطِّرة لثقافة المجتمع وصراعاته الاجتماعية والايديولوجية . من ثم لايكون خطاب الفلسفة والفكر والسياسة هو المرصد الوحيد لمتابعة تحولات المجتمع ، بل إن الخطاب الأدبي هو أيضاً مجال اساس لالتقاط التبدلات عبر جدلية الحوارية السارية في مجموع مرافق العلائق البشرية . وهذا ما جعل الاهتمام النقدي يتجه إلى الفكر الروائي للغة ، لا بوصفها أداة تواصل فقط ، وإنما في وصفها وعي الروائي بتاريخ اللغة التي يستعملها واقتناصه للدلالات المتناسلة التي تتفرع عن التهجين والتوليد والنحت والسخرية البارودية .

    من هذه الزاوية ، نجد أن الرواية العربية ، خلال ما ينيف على مئة سنة ، قد اضطلعت بدور كبير في تهجين اللغة تهجيناً مخصباً وطد علائقها بالنثرية الطامحة إلى ملاحقة التحولات المتسارعة على إيقاع التحديث وتحولات المشهد العمراني ، والتصنيفات الطبقية والاصطفافات الإيديولوجية .
    وفي هذا الاتجاه ، يغدو فهمنا للغة الروائية وفكرها عنصراً جوهرياً في محاولة تقييم النصوص ، لأننا نقر ضمنياً بأن اللغة تحيل على العالم الخارجي وتؤشر على دلالة محتملة بينه وبين الكون الروائي الذي ينسجه الكاتب ضمن تصورات وتركيبات فنية معينة .
    والتهجين اللغوي ، بهذا المعنى ، سمة بارزة عند كثير من الروائيين ، منذ الشدياق والمُويلحي وُصولاً إلى جيل الستينات ، ولكنه يتخذ عند الأجيال " الجديدة " طابعاً بارزاً ووظيفة مغايرة ، لا تخلو من التباس ، وتحتاج إلى تحليل مُتأنِّ ، لأن السمة المشتركة في التهجين اللغوي للرواية ، هي أبراز تعدد الأصوات ومستويات الكلام . وإذا كنا نلاحظ أن هذا التهجين ، من قبل ، كان يوظف لغة التراث ولغة الشعر والاستبطان إلى جانب لغة الوصف والسرد ، فإن نصوص الرواية الجديدة تبرز أكثر ، قاموس الكلام المقتبس لألفاظ أجنبية وتعبيرات متصلة بالحياة اليومية والوسائط التكنولوجية المُعوّضة لوسائط الاتصال التقليدية .

    في نصوص مثل " أن تكون عباس العبد " لأحمد العابدي و " سحر اسود " لحمدي الجزار " و " مفاصل الدهشة " لمحمد الفخراني و " وقوف متكرر " لمحمد صلاح العزب ، نجد أن التهجين يطرح نفسه بقوة وينقل غلينا صورة عن لغة الكلام في فضاءات المهمشين وأجواء الشباب المتلهفة على الانخراط في سيرورة التحديث والصراعات الرائجة في سوق العولمة . إنها لغة تتنامى أكثر فأكثر على رغم أن اللغة الفصحى هي المستعملة في الخطابات الرسمية والصحافة والتعليم . ومن هنا تضطلع الروايات المنتبهة إلى فوضى لغات التعبير في الحياة الواقعية لمجتمعاتنا ، بإبراز هذا التناقض المصاحب للتحولات المتسارعة في عصر العولمة ووسائطها الكاسحة ، وفي ظل ارتفاع نسبة الأمية بين المواطنين .

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-15-2012, 10:10 PM)

                  

10-15-2012, 10:23 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عبدالله الشقليني)



    (6)

    الروائي "إبراهيم إسحق" يتحدث عن تجربته:
    صحيفة الرأي العام السودانية 26/9/2007


    (أظن أن الرجلين اللذين أهديت إليهما مجموعتي القصصية الأولى (ناس من كافا) 2006م وهما مايكل قاك كووت الدينكاوي وجار النبي عبد الرحيم المعلاوي لعبا دوراً أساسياً في توجهي ككاتب قصة ورواية. مايكل كان لأربع سنين يعينني في تقليب المؤشرات النقدية في الروايات التي كنا نتبادل قراءتها.. وجار النبي كان يصحح لغوياً ما أعطيه من فصول الرواية الأولى.. ثم إنه أشرف على طباعتها على الآلة الكاتبة.. وهو الذي وجهني لأن أذهب بها إلى المرحوم عبد الله حامد الأمين وعرضها عليه.. ولما كان عبدالله حامد الأمين - لحسن حظي- يومئذ عضواً في لجنة عبد الماجد أبو حسبو لتجميع الإبداع السوداني الذي يستحق النشر، هو وعبد الله علي إبراهيم، وآخرون، فقد قاد ذلك إلى منح روايتي فرصة أكبر في النشر.

    استقبال القراء للرواية الأولى (حدث في القرية) كان متجاذباً بين الترحاب والرفض.. فالمعجبون بها أشادوا ببنائها الفني.. وآخرون أزعجتهم لغة الحوار بلهجة الأرياف في دارفور.. مرة أخرى مقال عالم عباس المذكور يعطي أوضح انطباع لردة فعل المتحمسين لقداسة اللغة الفصحى.. وكما يشرح عالم عباس فقد كان تعلمي على أيدي كتاب عالميين لم ينزعجوا لردود الفعل على أعمالهم وتمسكوا برؤيتهم الفنية والمعنوية لمهمتهم التي ارتضوها، هذا منعني من التخاذل أمام الاحتجاجات على أو التغاضي عما قدمت..

    في عام 1970م كتبت رواية (أعمال الليل والبلدة) واتصل بي أستاذي البروفيسور محمد إبراهيم الشوش - مدّ الله في عمره وعمله المثمر - فطلبها للنشر فظهرت في العام 1971م.. الندوة الأدبية في منزل المرحوم عبد الله حامد الأمين أعطت منبراً لعرض الآراء المرحبة والمعارضة وحيثيات الدفاع لدى المؤلف.. ولأن معدي الصفحات الثقافية القليلة أيامئذ كانوا يحضرون منتدى عبد الله حامد الأمين فقد عرضوا هذا الجدل.. وأعتقد أن الأدباء الشباب ممن اطلعوا على الآداب العالمية في اللغات الأجنبية وجدوا مؤازرة من بعض المتفهمين لهذا المنحى مثل شيخ أدباء ذلك الجيل قيلي أحمد عمر -أحسن الله إليه- وقد كان من موقعه المتقدم في وزارة الإعلام خير معين للتجريب الذي يخرج بالثقافة السودانية من شرنقة التبعية للمناهج المصرية والشَّامية.. هذه الأجواء ساعدتني على المضي قدماً فكتبت رواية (مهرجان المدرسة القديمة) 1972 ولم تنشر إلا في عام 1976، وبعدها كتبت رواية (فضيحة آل نورين) التي لم تنشر إلا في الخارج، وبعدها ضاعت ووجدت عام .2004 وقد لعب المرحوم قيلي أحمد عمر دور الحارس لعملي في هذه الحقبة الحرجة جداً.. فقد اتخذ التعويق لظهور أعمالي في حيِّز الطبع ملامح لا تخفى على أحد من جانب الأدباء حرَّاس اللغة العربية الصَّافية، فلم أظهر في ندواتهم ولا على ملاحقهم في الصُّحف والمجلات ولا يُذكر اسمي في حديث الوفود السودانية التي تتكلم عن الأدب السوداني.. إنني لا أتكلم عن الشعور بعقدة الإضطهاد أو (التهميش) كما يشاع اليوم.. لا والله.. كان صراعاً مخلصاً محضاً بين تيارين أدبيين: أحدهما تقليدي يرى أن إنتاجي ينافس لكنه يخرب اللغة.. والتيار الآخر كان يجاري الأساليب الفنية العصرية ولا يرى في عملي خطراً..

    نشر لي قيلي يرحمه الله حوالى ست قصص قصيرة في مجلة (الخرطوم)، ثم نشر رواية (أخبار البنت مياكايا) كاملة في نفس المجلة في عام 1980م، هذا الى جانب نشره لكتابي (الحكاية الشعبية في إفريقيا) على أجزاء في نفس المجلة في عام .1976 وسند المرحوم محمد عبد الحي ويوسف عايدابي عملي فنشرا لي في ملحقهما الرَّائع بجريدة (الصحافة) حوالى ست قصص قصيرة وبعض التنظيرات في فهمنا لدور الرِّواية السودانية في الثقافتين العربية والإفريقية.
    في هذه الحقبة ما بين 1976 و1982 توالى نشر قصصي ومحاوراتي في ملحق (الأيام) الثقافي بإشراف المبدع السردي عيسى الحلو، ودافعت عن رؤيتي للصناعة السَّردية في مجلة الثقافة السُّودانية كما عرضت آرائي الثقافية في هذه المجلَّة المذكورة وفي مجلة (الخرطوم) وفي مجلة (الدَّوحة) القطرية ومجلة (سوداناو) الإنجليزية الصادرة في وزارة الإعلام السودانية. وقد تكللت كل هذه المساندة لي بإيجاد دور لي في مهرجانات الثقافة على عهد مايو حتى مُنحت (نوطاً) تشجيعياً في عام 1979م.)


    http://aboaagla.blogspot.com/2011/07/blog-post_11.html
                  

10-15-2012, 11:19 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عبدالله الشقليني)



    (7)
    أما الدكتور عبد السلام المسدي في كتابه " نحو وعي ثقافي جديد " في حديثه عن اللغة نجده يختلف مع رؤى الدكتور " محمد برادة " في رأيه أن ما اصطلح على تسميته اللهجات تنحر في اللغة العربية الفصحى ، وهو رأي يختلف فيه مع آراء كل من دكتور أحمد الصادق ودكتور عز الدين ميرغني والأستاذ أحمد عبد المكرم .
    وهذا هو النص المقتطف ينجلي فيه رأيه واضحاً ، وقد اتفق معه فيه " الشاعر الأستاذ " عالم عباس محمد نور " :
    النص مقتطف من ص 75 1– 79 1:

    ( ولو تسلى أحدنا – على سبيل المرارة الهازئة – بعرض الحقائق المتصلة بالحقائق اللغوية العامة على من بيدهم مصائر شعوبنا ، لما ألفينا بذرة واحدة من الوعي تنبههم إلى الخطر المُحدق باللغة العربية . أما لو حاولت إفهامهم وإفهام فئات عديدة من " النُخب " الفكرية بأن العربية قد تنقرض على المدى المتوسط من أعمار اللغات فسيكيلون لك بصُواع الاستهزاء جزافاً فجزافاً .فإذا جئت معهم إلى المماهاة بين الظواهر والأحداث ز فشرحت لهم أن وحدة القياس في انحلال اللغات وانقراضها لم تعد هي القرون ، وإنما أصبحت الآن هي العقود، استخوا بك وبما ترى ؛ ومن العجب أنهم – في تلك اللحظة وبإجماع رهيب سيقذفونك بالحجارة الملساء أنك واقع في قبضة شيطان المؤامرة ، فيترسخ عندئذٍ يقينك أننا في حاجة تاريخية ماسة وأكيدة لوعي ثقافي جديد .

    إن الناس يميلون إلى الاطمئنان بأن انقراض اللغات في العالم يصيب لغة المجموعات الإثنية المعزولة ، أو المحاصرة بمجموعات أكبر منها حجماً وأثقل وزناً ، وليس الأمر وارداً حسبما يخالون على اللغة العربية ، وهم في ذلك لا يميزون بين الظاهرة العامة التي مدارها انقراض بعض اللغات تحت تأثير لغات اخرى غيرها . والظاهرة النوعية الخاصة ومدارها انقراض اللغة بانفلاق يصيبها من الداخل عند حلول الفروع التي انبثقت منها محلها .
    وليس من اليسير اقناع الناس صغيرهم وكبيرهم بأن للتاريخ أطوار وللقضايا اللغوية محطات ، وهي اليوم غير ما كانت عليه بالأمس . وقد لا يخفى على هؤلاء جميعاً استغرابهم الأقصى إذا كاشفناهم بحقيقة جديدة تخلقت في قلب الأحداث الكونية غير المسبوقة . وهي أن اللغات الأجنبية لم تعد هي العدو الأول للغة العربية ، وإنما الذي حل محله في هذا العداء الشرس النافذ ، والذي في مستطاعه أن يجهز على العربية فيذهب بريحها ، هو اللهجات العامية حين تكتسح المجال الحيوي للفصحى . إننا ما فتئنا نفسح الأبواب للعاميات كي تغزو الحقول التي تحيا بفضلها العربية . غزت العاميات منابرنا الإعلامية السمعية والبصرية وسكتنا . غزت العاميات حواراتنا الثقافية وسكتنا . غزت العاميات مجالسنا الفكرية ، ثم تسللت إلى فصول التدريس ومدارج الجامعات ، وها نحن نصمت متبرمين أو منخذلين .

    إن اللغة هي المعمار الخفي الذي يتشيد به الفكر ويستقيم ، ولولا هذه الأسرار المنكشفة لما فهمنا أسباب تعذر الترجمة المثالية بين اللغات ، فالجميع يسلمون بأن نقل الدلالات والمقاصد من لسان طبيعي للآخر هو على الدوام الفعل المنقوص بالضرورة . ثم متى يسلّم أصحاب الأمر في وطننا العربي بكل أطراف المعادلة : أن السيادة الاقتصادية رمز للسيادة السياسية ، وأن السيادة السياسية مستحيلة بدون سياسة ثقافية لغوية ، وأن امتلاك لغة الآخر سلاح ليس له اعتبار تقديري في السياسة والاقتصاد والثقافة إلا إذا استند إلى مرجعية لغوية قومية تعين الأنا على أن يقف نداً للآخر ، ولكننا كما هو بادٍ على السطح الدولي أمة بلا مشروع لغوي .. نحن مجتمع يريد أن يبني منظومة تنموية وهو يغمض العين عن مأزقه اللغوي المكين .

    إن وضع اللغة العربية في هذه المرحلة التاريخية وضع حرج جداً ، فهنالك حملة واسعة تصاحب حملة الكونية الثقافية تتقصد النيل من كل الثقافات الإنسانية ذات الجذور الحضارية المتأصلة ، وفي مقدمتها الثقافة العربية ، وتتوسل هذه الحملات العدائية دائماً بالعامل اللغوي ، وكثيراً ما تتعلل بأن العربية الفصحى لغة مفارقة للواقع الحي المعيش ، فتحاول أن تبث الوهم بأن لغة الواقع هي التي يجب أن تصبح اللغة الرسمية ، وهذا معناه تحويلها إلى لغة تربوية ، ثم إلى لغة إبداعية حتى يكتب بها الفكر . ومن هنا تتسلل المعاول الناسفة . أما المرمى البعيد المنشود فهو أن تلقى العربية المصير نفسه الذي صادفته اللغة اللاتينية ، بأن تنحل إلى لهجات تتطور إلى لغات قائمة الذات )


    *
                  

10-16-2012, 06:33 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عبدالله الشقليني)



    (8)
    نعود للكاتب الروائي " عبد العزيز بركة ساكن " وهو يدلي برأيه صادحاً حول اشتباك العامية بالفصحى من خلال مقاله في الجزيرة الفضائية :

    كتاب السودان وسؤال العامية والفصحى
    عبد العزيز بركة ساكن


    يجد الروائيون والقصاصون السودانيون أنفسهم في مفترق الطرق عندما يأتون إلى سؤال العامية والفصحى في الحوارات التي تجري بألسنة أبطال رواياتهم وقصصهم القصيرة، فإما أن تتحدث الشخصية بالعامية، وبذلك يفقد النص صلته بالقارئ العربي أو على الأقل يصعب عملية فهمه، للدرجة التي قد تجعل القارئ العربي يلقي بالرواية جانبا أو يبحث عن مترجم إذا شاء أن يستمر في القراءة.
    أو يمكن أن يكتب الحوار باللغة العربية الفصحى فتصبح الشخصية بالتالي مسطحة وغير واقعية وتنمحي صلتها باللغة، وتتساوى لغة الحمال وسائق الكارو وبائع السعف مع لغة البروفيسور والفيلسوف والبشير السهل جمعة، الرجل الذي يتحدث الفصحى في كل معاملاته اليومية منذ أكثر من أربعين عاما.
    الروائي أمير تاج السر احتال فنيا على هذه الإشكالية بتجنبه للحوار ما أمكن، ولكنه يستخدم الفصحى في رواياته عند الحوارات القليلة جدا، فيحتفظ النص بقدرته على التواصل العربي، وقد لا تُلاحظ بصورة صادمة عدم معقولية اللغة بالنسبة للشخصية المتحدثة، ولو أنها لا تمضي دون ملاحظة.
    وربما لأن أمير تاج السر من خلال تجربته في الوسط الثقافي العربي، وهي تجربة طويلة تفوق كل تجارب التواصل الأخرى مقارنة بأبناء جيله من الكتاب، توصل إلى ذلك الحل الوسط واختار طريقه بدقة، حيث إنه وفق بين قرائه المتنوعين، وأراد أن يصل للقارئ العربي وهو الامتداد الطبيعي لكاتب يكتب باللغة العربية، وأظن أنه ما كانت هنالك خيارات كثيرة أمامه، وأنه كان صادقا مع نفسه بصورة جيدة.

    ويمضي في ذات طريق "أمير تاج السر" و" منصور الصويم"، و"حمد الملك"، والقاصة "رانيا مأمون"، والقاص" أحمد أبو حازم"، والروائي" محمد خير عبد الله "وشيخ الروائيين السودانيين "عيسى الحلو "و"الروائي محسن خالد"، والروائي والقاص "مبارك الصادق "والقاص" بشرى الفاضل "والروائي "الحسن البكري"، والروائي "طارق الطيب "وآخرون، وهم يمثلون بذلك أغلبية الروائيين والقصاصين السودانيين.
    المجموعة الأخرى وعلى رأسها الأستاذ الطيب صالح وإبراهيم إسحق إبراهيم، وأبكر آدم إسماعيل وعبد العزيز بركة ساكن، اعتمدوا العامية في الحوار بمستويات مختلفة، فالطيب صالح استخدم عامية الوسط في "موسم الهجرة إلى الشمال"، بينما غاص غوصا عميقا في عامية شمال السودان في "مريود" و"بندرشاه".
    أما إبراهيم إسحاق فبالإضافة إلى جملته المعقدة البنية، التي عرف بها وميزته فنيا، فإنه يستخدم اللغة العامية لشمال دارفور، وهاتان الميزتان صعبتا عملية تلقيه بالنسبة لقراء وسط السودان العجولين منهم، بالتالي لكثير من القراء العرب، وسوف ينال وضعه الرائد، إذا تُرجم إلى لغات أخرى، حيث إن الترجمة تخون لغة الحوار بتحييدها.واستخدم أبكر آدم إسماعيل، اللغة العامية لجنوب كردفان وأحيانا وسط السودان، وفي حالتي مررت بمرحلتين، المرحلة الأولى في "ثلاثية البلاد الكبيرة"، حيث استخدمت لغة وسطا ما بين العامية والفصحى، وهي بسيطة وغير معقدة وبإمكان القارئ العربي التواصل معها.
    أما في رواياتي المتأخرة، فعمدت إلى استخدام اللغة العامية، وفقا لمستويات المتحدثين العلمية والاجتماعية وأصولهم القبلية والإثنية، ولم تكن أمامي خيارات كثيرة، فإما أن يتم تحييد اللغة وإلغاء دورها في بنية الشخصية شديدة المحلية، وإما أن أضع بعض الصعوبات أمام القارئ العربي، واخترت الأخير، مع التقليل من الحوارات واستخدام الجملة غير المباشرة والمنولوغ، بحيث تضيق مساحة الحوارات الدائرة باللهجة العامية بقدر الإمكان.

    ولكن هنالك نقاطا يجب أن توضع في الاعتبار، أولا أن مسألة صعوبة العامية السودانية بالنسبة للقارئ العربي مسألة وقت، لأن اللهجات المحلية وانتشارها يرتبط ارتباطا قويا بالمقدرة الاقتصادية والثقافية للدولة صاحبة اللهجة وموقعها الثقافي المتميز.
    والعامية المصرية على سبيل المثال ليست بالسهلة بالنسبة لغير المصريين من مغاربة ومشارقة، ولكن ما جعلها معتادة للقراء العرب هو إصرار الروائيين المصريين والقصاصين على الكتابة بها، واستخدامها في المسلسلات والسينما والمسرحيات المصرية ذات الشهرة العربية الواسعة، ولا ننسى أيضا الدور السياسي الرائد لمصر، وهو ما يمكن أن ينطبق على دول أخرى.
    في الحسبان تجربة الطيب صالح، الذي استطاع أن يصل للقارئ العربي مستخدما عامية سودانية وسطا في موسم الهجرة إلى الشمال، ولذلك صلة بالقوة التي ظهر بها الطيب صالح في بداياته والاعتراف المبكر الذي حظي به.
    أما الشيء الثاني، فهو ما قام به بعض الناشرين لأعمال الروائي المغربي محمد شكري، حيث إنهم عالجوا الحوارات المكتوبة بالعامية المغربية، بعضهم بوضع الجملة العربية الفصيحة أمام الحوار الذي يدور بالعامية، مباشرة بين قوسين، والبعض الآخر قام بعمل هوامش، والغريب في الأمر أنني سمعت في القاهرة عن ترجمة بعض أعماله للعامية المصرية.
    وذلك يعني أن هنالك معالجات فنية يمكن الركون إليها، وقد عرض عليّ بعض المثقفين المصريين أن أقوم بنشر طبعة لرواية "الجنقو مسامير الأرض" بالعامية المصرية، لم أرفض ذلك، ولكنني أيضا أفكر في الأمر بعمق، ولا أظن أنَّ ذلك يضر بالرواية، بقدر ما تضر بها الترجمة إلى لغات أخرى، وقد أخوض التجربة عندما أحصل على مترجم لهجته العامية الأم هي المصرية، وله معرفة عميقة بثقافات الشعوب السودانية وبالذات منطقة شرق السودان التي تجري فيها الرواية.
    والشيء الأخير هو أن يظل الاختيار للمؤلف في مشكل العامية، وهذا الاختيار يضع المؤلف في مفترق الطرق، هل عليه أن يضحي بالصدق الفني في بناء الشخصية، أي أن يجعل متشردة أمية مثلا تتحدث الفُصحى، كما لو كانت نازك الملائكة، أم يضحي بكثير من القراء العرب، وأحلاهما مُر.
    _______________
    روائي وكاتب سوداني

    المصدر الجزيرة
    http://www.aljazeera.net/news/pages/661eb50f-...7b-848c-a511c9c30a55

    *
                  

10-16-2012, 08:16 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عبدالله الشقليني)



    (9)
    ويكتب عن الروائي المخضرم إبراهيم إسحق " أيضاً الأستاذ " محمد عمر التجاني عمر :

    مع إبراهيم إسحاق من أم درمان إلى كافا .. بقلم: محمد التجاني عمر قش- الرياض
    الإثنين, 27 آب/أغسطس 2012 17:05

    [email protected]

    (كالعادة ينتابك ذلك الشعور المدغدغ، ساعة يهلٌّ بك اللوري، فتترك البقعة وراءك تسبح في حرّها وسمومها، وغبارها اللدود، وتعرف أنك بسبيل الأهل. الكميلابي ذو الأسنان المشتتة التي لا تجمعها شفتان، يوقع عينيه على مجاري اللواري الداخلة إلى البقعة متشابكة كأنها دروب النمل آتية إلى الحفير الأم). " إبراهيم إسحاق- سبحات النهر الرزين"
    جلست ابنتي الصغيرة سُكَينة،(بضم السين وفتح الكاف)،وما لبثت أن سألتني: ما بالي أراك منهمكاً في القراءة حتى كأنك لا تكاد تحس أحداً أو تسمعه؟ فقد ظللت جالسة بجوراك أكثر من نصف ساعة لم تلتفت إلي يا أبي! فقلت لها: عذراً يا حبيبتي فقد شغلني هذا الكتاب. ولكن لماذا يشغلك هذا الكتاب دون سواه ؟ فقلت لها هذا كتاب فوق العادة يا بنية. فسألت من أين اشتريته؟ قلت لها لم أشتره بل أهدانيه أستاذي وصديقي الأديب والروائي الكبير إبراهيم إسحاق صاحب أعمال الليل والبلدة، وحدث في القرية، ووبال في كليمندو، ومهرجان المدرسة القديمة، وأخبار البنت مياكايا، وفضيحة آل نورين، وغيرها من القصص القصيرة، والمقالات التي نشرها في كثير من الصحف، والمجلات الأدبية والثقافية. رجل قارئ، و مثقف، واسع الاطلاع، وملم بكل فنون الأدب والرواية، محليها، وعربيها، وعالميها؛ وقد كتب عنه الكثيرون.قال أحد الكتاب يصف جانباً من إبداع هذا الرجل الفذ (نجد في أعماله معايشة عميقة للمجتمع السوداني،ومقدرة متميزة على رصد المشاهد والمواقف والشخوص.وللأمكنة عطرها النفاذ يفوح من التفاصيل الدقيقة التي يصورها ببراعة ودقة ومحبة ورواء فلا تملك إلا وأن تتفاعل معه).

    سمعت عن إبراهيم إسحاق أول مرة، عندما وصلت إلينا روايته "أعمال الليل والبلدة"، وأنا يومها طالب في مدرسة خورطقت الثانوية، في منتصف سبعينات القرن الماضي؛ فبعد أن تعرفنا على الأديب الراحل الطيب صالح، عبر أستاذنا عثمان محمد الحسن، مدرّس اللغة والأدب الإنجليزي، الذي كثيراً ما كان يمتعنا بالحديث عن ابن الرومي، وأبي العلاء المعري، ويحدثنا عن عرس الزين، وموسم الهجرة إلى الشمال، وعن جمال محمد أحمد، وعلي المك، وصلاح أحمد إبراهيم، وقرأنا مدينة من تراب والأرض الآثمة وغيرها لمحمد عبد الحي، وعرفنا كل تلك الكوكبة من الأدباء والشعراء، وهو يومئذ يدرسنا كتاب " أبكي يا وطني الحبيب للمؤلف ألان باتون" عن التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا، ويذكر من بين هؤلاء إبراهيم إسحاق كأحد الكتاب السودانيين الذين لا يشق لهم غبار في مجال الرواية والقصة القصيرة. ثم جاءنا من بعد ذلك الشاب الثائر، والناقد والكاتب الكبير الآن، الدكتور محمد المهدي بشرى، الذي حبب إلينا قراءة الرواية الإنجليزية، والعربية، فتلقفنا كثيراً من روايات نجيب محفوظ، و جبران خليل جبران، وفي سبيل التاج لمصطفى لطفي المنفلـ وطي، والأرض الطيبة لبيرل بك، وروايات شارلز دكنز، و إمليي برونتي، وغيرها من روائع الأدب العالمي، مثل البؤساء لفكتور هيجو؛ وذهب مع الريح لمارغريت ميشيل، وصرنا نتذوق الأدب بكل ضروبه وأشكاله ومدارسه، وكنا نطلع على المجلات التي كانت تصدر في ذلك الوقت، وعلى رأسها "العربي" و ثم عرفنا قدراً كبيراً من كتابات معاوية نور، وتلك الطليعة من المؤلفين السودانيين. أنا شخصيا شدت إنتباهي رواية أعمال الليل و البلدة، وموسم الهجرة إلى الشمال أكثر من غيرهما، لما وجدت فيهما من واقعية، ودقة تصوير، وحلاوة لغة، وتطويع للمفردة، واستعمالها لخدمة أغراض الرواية، وفكرة الكاتب، وقد استطاع كلا الكاتبين المزج بين العامية والفصحى بدرجة جعلت من كتاباتهما مثار إعجاب لفئات متنوعة من القراء. هذا علاوة على تناولهما قضية التحول الاجتماعي والصراع بين القديم والجديد بقدر عال من الرمزية، والقدرة على السرد، والحبكة الروائية المحببة، لنفس القارئ الحصيف.

    وعندما التحقنا بجامعة الخرطوم، وفتح أمامنا باب الثقافة والاطلاع على مصراعيه، صرنا نتابع ما تنتجه مطابع جامعة الخرطوم، وغيرها من دور النشر في البلاد، بالإضافة إلى ما كان يصل إلينا من كتب تنشر في أرض الكنانة، في مكتبة بولاق، ومصر للكتاب، والحاج الحلبي، ودار الفكر العربي، ودار الإهرام، وبالطبع من بيروت ما كانت تنتجه المطابع اللبنانية في دار العلم للملايين، وبيروت للنشر، والفكر العربي، وغيرها من دور النشر مثل مؤسسة الرسالة. في تلك الآونة ما كان يصدر ملف أدبي في المجلات المتخصصة، أو ملحق في الصفحات الثقافية، في صحيفتي الصحافة والأيام، إلا وكان لإبراهيم أسحاق حضور فيه، فنقرأ له وعنه بكل نهم وشغف. يقول كتابنا عن هذه الفترة ("في الحقبة ما بين 1976 و1982 توالى نشر قصصي ومحاوراتي في ملحق (الأيام) الثقافي بإشراف المبدع السردي عيسى الحلو، ودافعت عن رؤيتي للصناعة السَّردية في مجلة الثقافة السُّودانية كما عرضت آرائي الثقافية في هذه المجلَّة المذكورة وفي مجلة (الخرطوم) وفي مجلة (الدَّوحة) القطرية ومجلة (سوداناو) الإنجليزية الصادرة في وزارة الإعلام السودانية. وقد تكللت كل هذه المساندة لي بإيجاد دور لي في مهرجانات الثقافة على عهد مايو حتى مُنحت (نوطاً) تشجيعياً في عام 1979م).
    ( أوّلَ ما بدأوا مشاغلتي بتلك المساخر الصغيرة أوضحت لهم بهدوء أنّني جئتُ من كافا؛ لا لشيء ٍ غير أن أتقن صنعة القانون الذي يتحدثون عنه) إبراهيم إسحاق- تخريجات على متن الظاهرية.

    لقد خرج إبراهيم إسحاق، من ودعة –مسقط رأسه في شمال دارفور-لا يلوي على شيء إلا المعرفة والثقافة، مع التزام صارم بمنهج فكري واضح المعالم، لا يحيد عنه تحت كل الظروف، ولذلك استطاع أن يحوز قدراً كبيراً من المعارف، ويختط لنفسه مساراً متفرداً في الرواية والأسلوب لا نكاد نجده عند أيٍ من معاصريه من كتاب الرواية والقصة في السودان. ولذلك كله، صارت كتابات إبراهيم إسحاق تجد الاهتمام و المتابعة، قراءة ونقداً من قبل كل المهتمين بالأدب والرواية على وجه الخصوص، ولا أبالغ إن قلت: إن كاتبنا الكبير قد أصبح من أهم أركان الحركة الروائية وأحد رموزها على مستوى الوطن فما من محلل أدبي أو ناقد إلا وقف على تجربة إبراهيم إسحاق لعدة أسباب: أهمها مقدرته الكبيرة على السرد،واستخدام أدوات الكتابة وفنونها وهو يصور مجتمع القرية في دارفور، الذي لم يسبق لأحد أن تناوله في أسلوب قصصي، حشد له الكاتب كل مقدرته، ومعرفته، وأسلوبه الراقي، وموهبته المتميزة، مستفيداً من لهجته العامية والدارجة في الحوار بين شخوص الرواية، ليعبّر خلالهم عن فكرته، ورؤيته للأحوال، والتحول الذي تحمله عناصر قادمة من البندر في الغالب، فجاءت قصصه في قالب متفرد، يعكس هموم إنسان دارفور،وقضاياه من كل الجوانب الاجتماعية، والثقافية،وربما الأخلاقية، والاقتصادية، حتى لكأنك ترى الأشخاص وهم يقومون بأدوراهم في الرواية رأي العين، فتسمع كلامهم، وتحس بدواخلهم، من خلال المقدرة الإبداعية لإبراهيم إسحاق الذي لم يترك شاردة أو واردة إلا سجلها بكل تفاصيلها، مضفياً على ذلك رونقاً وألقاً بأسلوبه الرائع، الذي يجذب القارئ للمتابعة، فكل مشهد يفضي إلى الآخر دون أن تشعر بالملل أو يضطرب إحساسك بأحداث الرواية وشخوصها وظروفهم. يعود ذلك إلى حقيقة قد لا يعرفها كثير من الناس عن هذا الأديب هي أنه قد أوتي ذاكرة فوتغرافية لا نجدها إلا عند ابن بطوطة الذي كتب عن رحلته بعد مرور ما يقارب ثلاثة عقود من الأسفار والتقلّب في الظروف والمناصب حيث زار معظم بلاد المسلمين، وقابل حكامها وعلماءها،وخالط الناس، وعاش تجارب متنوعة، واختزن كل ذلك في ذاكرته حتى أفرغها في كتابه( رحلات ابن بطوطة) الذي ما زال الناس يقرؤونه ويجدون فيه متعة لا تضاهيها أي متعة، لدقة التصوير والمقدرة على تذكر الأحداث، والأماكن، والأشخاص، وربما الأرقام ورائحة الأطعمة والمشروبات، فيصفها كأنها بين يديه. وكذلك الأمر بالنسبة لإبراهيم إسحاق،الذي عاش طفولته الباكرة في قرى دارفور ووديانها، و سهولها كسائر أبناء القرى في تلك المنطقة الغنية بتنوعها البيئي، والثقافي، واللغوي، والإثني، إن جاز التعبير، وبما أنه صاحب موهبة فقد اختزن تلك التجارب أيضاً، وبعدها شد الرحال إلى العاصمة لتلقي العلم فحدث تحول كبير في بيئته الثقافية، ولكنه لم ينقطع من بيئته الأصلية ولم ينس اللهجة وتلك الممارسات الثقافية والاجتماعية الشعبية التي شكلت وجدانه في سن الطفولة وظلت تأثر على أسلوب كتابته بشكل كبير، أشد ما يكون وضوحاً في فضيحة آل نورين، وحدث في القرية، وبعض قصصه القصيرة التي سجل فيها كل تفاصيل الحياة هناك حتى أسماء الدواب والأطعمة والطيور والهوام والأشجار ناهيك عن الأماكن والأشخاص مما أضفى على أعماله نوعاً من الواقعية يشبه كثيراً ما تميّز به الطيب صالح خاصة في عرس الزين ودومة ود حامد.

    إن ما يزيد كتابات إبراهيم إسحاق عمقاً، هو إلمامه بتأريخ دارفور، وفلكلورها، وثقافتها التي هي في الأساس امتداد طبيعي لما كان سائداً في منطقة شمال إفريقيا والسودان الغربي من امتزاج للأعراق من عربية وغيرها،و من اللهجات والموروث الثقافي، الذي يتخذ مرجعيته من الإسلام وخاصة التصوف الذي اختلط ببعض العادات الإفريقية نظراً لأن الإسلام في هذه المنطقة قد انتشر بأسلوب وطريقة فيها كثير من التسامح بحيث لم يحدث تصادم بين الدين الوافد وما كان سائداً من عادات حتى رسخت العقيدة و قامت سلطنات إسلامية كبيرة مهدت لانتشار الإسلام عن طريق هجرات عربية كبيرة، عبر شمال إفريقي، وشجعت العلماء على الاستقرار والتدريس، خاصة بعد سقوط الدولة الإسلامية في الأندلس، وظهرت مراكز وخلاوى ومكتبات إسلامية كبيرة أنشئت في كثير من مدن الإقليم، فساهمت في نشر القيم الإسلامية واللغة العربية التي لم تسلم من تأثير اللهجات المحلية ولكنها صارت لغة التخاطب والتعامل الرسمي مما أكسبها مكانة متميزة بين المجتمعات المحلية وسادت إثر ذلك ثقافة عربية إسلامية شكلت فكر ووجدان الناس من حكام و محكومين وتعمّقت تلك الثقافة بتواصل أهل دارفور مع مراكز الثقافة الإسلامية في الحجاز الذي كان يصله محمل السلطان وكسوة الكعبة من دارفور وتحديداً من الفاشر أو "تندلتي" إذ يحلو لإبراهيم إسحاق أن يطلق عليها هذا الاسم التاريخي في كتاباته، ومع الأزهر الشريف الذي بني فيه رواق دارفور ومنه تخرج كبار قادة الفقه والعلوم الإسلامية الذي حملوا لواء التنوير والتحضّر حتى وصلت تلك الثقافة العربية الإسلامية إلى جيل المثقفين من أمثال إبراهيم إسحاق وغيره من المعاصرين في تلك البقاع. ومن المؤكد أن ذلك التواصل قد كان له مردود ثقافي بما يحمله العائدون من تلك البقاع من أفكار وملاحظات وربما كتب أو قد يصحبهم علماء في رحلة العودة مثلما فعل محمدبن عمر التونسي، كل هذه العوامل كان لها أثر واضح في ثقافة هذا الكاتب، ولذلك كثيراً ما نراه يشير إليها إشارات واضحة تأتي أحياناً على لسان شخصياته أو سلوكهم،وفي أسماء الكتب التي كانوا يدرسونها مثل مختصر خليل ورسالة ابن أبي زيد القيرواني في الفقه المالكي، فمثلاً يقول الراوي في سبحات النهر الرزين (حفظت فرائض الشعائر عند أبي زيد القيرواني، وعندما كلمني عبد المولى البصير بحثت له عن موطأ الإمام مالك في المدينة)؛ علاوة على ممارسات صوفية واضحة المعالم يعكسها أشخاص روايات إبراهيم إسحاق.هذا التمازج الإثني و التواصل الثقافي بين العناصر العربية والإفريقية هو ما يعالجه إبراهيم في قصته أخبار البنت ماياكايا، بكل براعة، مستفيداً من الموروث القصصي الشعبي الذي بنى عليه أحداث الرواية. ونجد ذات المفهوم الذي تطرحه هذه الرواية عند فرانسيس دينج في راويته " طائر الشؤم" التي تناقش أيضاً مسألة التزاوج بين العرب وغيرهم من القبائل في السودان، أو بمعنى آخر أن الروايتين تعالجان قضية الهوية السودانية ذات الأصول المتعددة من منظور روائي مشوق جداً.

    توثقت صلتي الشخصية بكاتبنا الكبير، إبراهيم إسحاق، بعد أن جمعتنا ظروف الغربة في حي النسيم في شرق مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية. ذلك الحي الذي ضم لفيفاً من السودانيين في ثمانينات القرن الماضي فتكونت بينهم أواصر قوية؛ فقد كان من الذين وضعوا عصا الترحال في ذلك الحي، وعُرف بين الناس بثقافته الثرة ولذلك كان منزله العامر بالعلم، والكتب، والثقافة، ملتقى لكثير من المهتمين بالحراك الثقافي والأدب؛لأنهم كانوا يجدون عند صاحب تلك الدار ما يشفي غليلهم ويمتعهم بحلو الكلام والأدب الرفيع، وما كنت لأحرم نفسي من مجالسة ذلك العالم والأديب ذائع الصيت، فصرت من المداومين على مجلسه بقدر ما تسمح لنا وله ظروف العمل. ذات مرة طلب مني إبراهيم أن أرافقه لمعرض الكتاب الدولي بأرض المعارض في شمال الرياض فذهبنا واشترى عدداً من أمهات الكتب والمجلدات وعندما رجعنا إلى داره قلت له: أساعدك في حمل هذه الكتب إلى الداخل، فقال لي: شكراً، وبارك الله فيك، فإنني لا أستطيع الدخول بكل هذا الكم الهائل منها! قلت لِمَ؟ قال خوفاً من الرقيب! قلت: أي رقيب تعني؟ قال: إنهم يعتقدون أنني أضيع أموالهم وأنفقها في شراء هذه الكتب التي تراها، وعرفت من يقصد فضحكت وضحك ووضعنا الكتب في سيارته حتى يدخلها مجزأة. لقد كان صالون إبراهيم إسحاق عبارة عن خزانة كبيرة للكتب فلا تكاد تجد موطأ قدم إلا وفيه كتاب أو مجلة أو قصاصة من ورق، وكل ذلك موضوع بنظام لا تخطئه العين أبداً وما من صفحة إلا وتجد لإبراهيم تعليقاً أو شرحاً عليها بقلم الرصاص؛ كما إنّ الزائر لصالون إبراهيم إسحاق لا يمكن أن ينسى العصيدة الدارفورية بملاح " التقلية" التي كانت تتفنن فيها السيدة الفاضلة الأستاذة أم محمد التي لا زلنا نتذكر كاساتها وهي تعبق برائحة المستكة. خلال تلك الفترة واصل إبراهيم إسحاق الكتابة وأخرج للناس واحداً من أهم كتبه في غير مجال الرواية، كتاباً يعد إضافة حقيقية للمكتبة السودانية، هو ذلك المرجع التاريخي " هجرات الهلاليين من جزيرة العرب إلى شمال إفريقيا وبلاد السودان"، وهو سفر جامع يسد ثغرة كبيرة في تاريخ الهجرة العربية إلى السودان وكردفان ودارفور خاصة إذا قرئ مقروناً بكتاب محمد بن عمر التونسي " تَشْحِيْذ الأذهان بسِيْرَة "بلاد العَرَب والسُّودَان" الذي يعد أهم مصدر للتعريف بأحوال إقليم "دارفور" من كافة النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك. و"بلاد العرب والسودان" في هذا الكتاب تعني بلاد السودان التي تسكنها القبائل العربية وغيرها،ويخص منها بالذكر إقليم دارفور الذي عُرِفَ باسم أقدم شعب سكنه وهو شعب "الفور" الذي أضحى اسمه علماً عليه وقامت في هذه البلاد سلطنة إسلامية كانت تمثل حلقة في سلسلة الممالك الإسلامية الواقعة بين الصحراء الكبرى ومصر في الشمال وبين الغابات الاستوائية في الجنوب وتمتد من البحر الأحمر شرقاً إلى المحيط الأطلنطي غرباً وتشمل ممالك سنار وكردفان ودارفور ووداي وباجرمي وبرنو أو الكانم ومملكة مالي. ويضاف إلى هذين المرجعين كتاب السير ماكمايكل الموسوم " قبائل شمال كردفان ووسطها" الذي يؤرخ لقبائل كثيرة انتشرت في إقليمي كردفان ودارفور ويعطي فكرة موسعة عن الأوضاع السياسية في تلك المناطق قبيل سقوط مملكتي دارفور وسنّار. علاوة على هذا فإن مما يميز إنتاج إبراهيم إسحاق الأدبي والثقافي في تلك الفترة ما كان يقوم بها من مراجعات للكتب العربية والترجمة خلال تعاونه مع مجلة (عالم الكتب) التي نشر فيها بعضاً من مقالاته الثقافية الراقية.

    كذلك لم يتوقف إبراهيم عن كتابة القصة والرواية حيث نشرت له جريدة الخرطوم إبان فترة اغترابه مجموعة من القصص القصيرة ضمنها في مجموعاته التي صدرت مؤخراً.كما شهدت بلاد المهجر نشاطاً ثقافياً واسعاً شارك فيه هذا الكاتب بعدد من المحاضرات واللقاءات من أشهرها المحاضرة التي قدمها عن الرواية السودانية بين الحاضر والمستقبل ضمن فعاليات دورة الثقافة والتنمية التي تقيمها الهيئة الطوعية لدعم التعليم العالي بالسودان في مقر السفارة السودانية بالرياض عصر الخميس من كل أسبوع ويؤمها عدد كبير من المثقفين وأساتذة الجامعات باالرياض. تحدث إبراهيم في تلك الندوة حديث العالم ببواطن الأمور الملم بكل التفاصيل ولكن لتجرده لم يتحدث عن تجربته الشخصية إلا في سياق رده على مداخلات الحضور_ فأي تواضع هذا!وعندما افتتحت مجموعة من المهتمين بشأن الوطن موقع " نبض السودان" الإسفيري لمناقشة القضايا السودانية صار إسحاق أحد أبرز كتّابه فطرح رؤية واضحة حول مشكلة دارفور من حيث جذورها وسبل معالجتها ولعلي لا أبالغ إن قلت إن وثيقة الدوحة لسلام دارفور قد استلهمت ما كان ينادي به ويتحدث عنه إبراهيم إسحاق من تحليل لأصل الفتنة وكيفية الخروج منها حتى جاءت مطابقة تماماً لما كتبه قي ذلك الموقع. وعندما وقع الاختيار على الخرطوم لتكون عاصمة الثقافة العربية كان من الضروري أن يضم الوفد الذي مثّل الجالية السودانية في فعاليات ذلك المهرجان قامة أدبية سامقة، فكان إبراهيم إسحاق ضمن الوفد فأثرى ليالي الخرطوم وعطّرها بحضوره المتميز دوماً. ودونكم ما قاله الأديب الراحل الطيب صالح عن هذا الأديب العَلَم: (إبراهيم إسحق كاتب كبير حقاً؛ وقد اكتسب سمعته الأدبية بعدد قليل من الروايات الجميلة، مثل روايته «حدث في القرية». وهي روايات قدمت لأول مرة في الأدب السوداني صوراً فنية بديعة للبيئة في غرب السودان وهو عالم يكاد يكون مجهولاً لأهل الوسط والشمال وقد لقيته في الرياض في المملكة العربية السعودية، فوجدته إنساناً دمثاً طيباً مثل كل من لقيت من أهل غرب السودان). وواضح من روايته "وبالُ في كليمندو" أنه لم يكن خاملاً، بل كان يفكر ويكتب طوال فترة صمته الممتد". في هذه الرواية صور الكاتب ما بدأ يطرأ على مجتمع دارفور من صراع مؤسف مرده إلى الأطماع أو كما يقول الطيب صالح أيضاً " كليمندو اسم قرية حقيقية أو خيالية من قرى دارفور في غرب السودان الأقصى حيث اشتعلت في الآونة الاخيرة نيران الأحقاد والمطامع والطموحات و«البلاوي الزُرق!. وكأنما أحس إبراهيم إسحق بالكوارث التي سوف تقع على تلك الرقعة الشاسعة من الأرض التي عاشت على وجه العموم حياة آمنة مطمئنة".

    بالعودة إلى الكتاب الذي بين أيدينا تلزم الإشارة إلى أنه يحوي مجموعة من القصص القصيرة التي اختار لها الكاتب عناوين مثل (ملوك سوق القصب،والطريق إلى أم سدرة، وتخريجات على متن الظاهريّة وبلية العجيج ولدْ عجيجان النّاجري)؛ وكل هذه العناوين لها دلالات مقصودة يدركها القارئ من خلال سير القصة وقد قدم لها المؤلف بمختارات لكثير من الكتّاب أمثال كيركيجارد، ولاوتزو، وسليمان بن حسين الوسطي، ودانتي اليجيري، وأبو العتاهية؛ وهذه إشارة واضحة على سعة اطلاعه وثقافته.هذا الكتاب من إصدارات هيئة الخرطوم للطباعة والنشر ويحمل الرقم ( 38) ضمن سلسة " كتاب الخرطوم الجديدة" وهو بعنوان (عرضحالات كباشية) نسبة لأسرة كباشي وهي أسرة خيالية أراد الكاتب أن يحملها مسئولية كل الأحداث، والأفكار، التي تدور حولها مجموعة القصص، بينما يتولى هو السرد والحبكة القصصية، متخفياً خلف شخصية الراوي الذي جاء من كافا إلى أم درمان، وظل يتنقل بين هذين الموقعين في إشارة واضحة لما يحمله من موروث غرب السودان إلى المدينة، وما يعود به من فكر وحضارة وتنوير إلى قرية كافا، وهي خيالية أيضاً:
    - اللّخوان من وين؟
    - نحن من كافا.
    - كافا دي وين؟
    - في شرق دارفور.
    وسيلة السفر في أغلب هذه القصص هي " اللواري" التي لها رمزية واضحة فهي التي تحمل الحياة بكل جوانبها المادية من بضائع وغيرها، وتحمل مكوناً ثقافياً وافداً على قرى دارفور بنقلها لإنسان المدينة أو من له صلة بها وهذا بدوره يأتي بكل ما هو جديد و مستحدث. يقول الراوي في قصة سبحات النهر الرزين(جئتهم ناس الصِّيوان هذه المرة بإحياء علوم الدين؛ لأن عبد الغفار نصحني بامتلاكه لأجلهم. يقول لي: خلي الشباب ديل يقرو الأسرار كمان). وما يلفت النظر في هذه المجموعة أن مسرح أحداثها يتراوح في مساحة جغرافية ممتدة ومتنوعة البيئات تشمل مناطق كثيرة من السودان تمتد من كافا في دارفور إلى أم درمان وشندي وبور تسودان مما يعني أن إبراهيم إسحاق قد خرج من نطاق المحلية في رواياته ليلج إلى القومية مشيراً بذلك إلى حراك اجتماعي كبير يعود الفضل فيه إلى وسائل المواصلات والاتصالات التي قرّبت مكونات المجتمع السوداني ومناطقه من بعضها البعض. ومن المؤكد أن ثمة حالات من التواصل والتمازج والاختلاط قد نتجت من ذلك كله، وإن كانت لا تزال في طور التفاعل إلا أنها حتماً ستؤدي إلى مزيد من إزالة التفاوت، والتنافر إن جاز لنا أن نقول ذلك.هذه القصص تعالج جملة من القضايا تتراوح بين الصراع بين القديم والحديث؛ كما هو شأن معظم روايات إبراهيم إسحاق، ولكنها أيضاً تلمس بعض المستجدات في المجتمع السوداني مثل تعاطي المخدرات، والصراع الفكري في أوساط طلاب الجامعات (الرأسية الأولى وقع الكناني على ركبتيه، والهواري تراجع حتى اتكأ على ساق الهرازة. الرأسية الثانية وقعت أنا على الركبتين، أتشهد في داخلي ولا أجد نفسي، كأنني بيْن بيْن، في دارين.)هذا بالإضافة إلى ما طرأ على مجتمع دارفور من خلل، وتفكك اجتماعي، نتيجة للحرب التي ولّدت صراعات كثيرة في ذلك الجزء من الوطن، وظهرت على السطح مجموعات لا تشبه سلوك إنسان دارفور المسالم والهادئ ذي الخلفية الإسلامية المتصوفة، ومن تلك المجموعات الجنجويد والتورا بورا، ولذلك عندما سأل الراوي جده القادم من دارفور في قصة " بدائع" ( كيف تركت الأهل في الدكه والحلال يا جدي؟ " طيبين عافين" وكيف صحتكم وأحوالكم؟" رد عليه الجد بقوله ( كويسين بلا مصايب التورا بورا والنهب، والعياذ بالله". ومن جملة ما يناقشه الكاتب في هذه القصص مشاكل الخدم في البيوت و ما يترتب على ذلك من أحداث جنائية مثل ما فعلت الخادمة لولو حيث تآمرت مع إحدى قريباتها فسرقت ذهب صاحبة البيت وجارتها وقطعت أصابعهما. ومن المواضيع التي تحدث عنها إبراهيم إسحاق في "مسطرة القليب" قصة أم شوايل تلك البنت الكباشية التي ألقى بها أبوها في البئر، وهذه إشارة واضحة للعنف الأسري وهو من القضايا التي طرأت على قصص إبراهيم إسحاق مؤخراَ، في دلالة واضحة على مواكبته واهتمامه بدوره كواحد من المعنيين بتشكيل وجدان الإنسان السوداني. وقد عكس إبراهيم إسحاق في هذه القصص كل جوانب النشاط البشري في دارفور من تعليم وتجارة وزراعة ورعي بأدق التفاصيل لهذا الحراك لما له من صلة مباشرة من مفاهيم الناس وسلوكهم، وطريقة حياتهم، وتقاليدهم وموروثوهم، وقيمهم التي جعل منها إبراهيم إسحاق مادة لقصصه ورواياته، فذكر فيها كل شيء يتعلق بإنسان كافا حتى أسماء الكباش مثل ( برد وبرود) والشجر مثل أم دلادل وديك مسعود وبالطبع أسماء سائقي اللواري وممارستهم ومحطاتهم التي يقفون فيها،وموارد المياه مشيراً إلى قضية العطش من طرف خفي.

    هذه القصص يجب ألا تقرأ بمعزل عن روايات إبراهيم إسحاق الأخرى إبتداءً من" حدث في القرية"، و"مهرجان المدرسة القديمة"، و" أعمال الليلة و البلدة" وهي في مجملها تدور حول القديم والجديد في القرية الدارفورية التي رمز إليها الكاتب في هذه السلسلة بكافا التي ربما تكون، مثل ود حامد، تجسيداً للقرى في أنحاء السودان كافة حيث يدور صراع بين موروث القيم القروية العتيقة وما يطرأ على الساحة الاجتماعية من تحول، لأن القرية لم تعد معزولة تماماً عما يدور من تطور في العالم من حولنا، ولذلك نجد ذلك الحراك الذي يمثله " المنصور".عموماً هذه القصص تمثل تحولاً كبيراً في مسيرة إبراهيم إسحاق الروائية من عدة جوانب فهو قد تحول من المحلية الضيقة إلى القومية؛ كما أن لغة الروائي نفسها قد تطورت من الاستخدام المفرط للهجة المحلية إلى أسلوب هو أقرب إلى عامية الوسط وإن كانت هذه القصص لا تخلو من لهجة غرب السودان بشكل عام لأن "المنصور" قد خرج من كافا ووصل حتى أم درمان وشندي وحتى بور تسودان، ولذلك كان من الطبيعي أن يكتسب لهجة مزيجاً من كل لهجات السودان.

    باختصار شديد هذه القصص جديرة بالقراءة والدراسة فهي تعد قمة النضج الروائ لإبراهيم إسحاق فقد كتبها في فترة زمنية طويلة بين الأعوام من 1973 و حتى 2010 وهي الفترة التي عاش فيها إبراهيم شبابه وكهولته وخاض تجارب حياتية كثيرة تراوحت بين الخروج من القرية إلى العاصمة ومرحلة التعليم العام والعالي حتى نال درجة الماجستير واكتسب شهرة أدبية وعمل في كثير من الوظائف من تعليم وغيره في السودان وخارجه، وشارك في كثير من المحافل والأنشطة الأدبية والثقافية وكتب فيها بعض أهم مؤلفاته والتقى خلالها بكثير من الفاعلين في مجال الأدب والثقافة وصار رقماً كبيراً في مسيرة الرواية السودانية والعربية لتفرده وتميزه السردي والقصصي حيث نقل حياة القرى في السودان الغربي إلى كافة المهتمين بفن الرواية بأسلوبه الخاص والممتع.

    عاد إبراهيم إسحاق إلى أحضان الوطن، ليحتل موقعه بين أدباء وكتاب السودان، فتبوأ منصب رئاسة إتحاد الكتاب السودانيين؛ وهو الآن عضو في مجلس تطوير وترقية اللغات القومية في السودان وهو أيضاً عضو بارز في أمانة جائزة الأديب الراحل الطيب صالح. إبراهيم إسحاق الآن يشارك بمقالات أدبية نوعية في الصحف والمجلات السودانية، و يشارك في كثير من الحوارات والبرامج التي تبثها القنوات التلفزيونية الفضايئة وله اسهام ملحوظ في الحراك الثقافي في العاصمة المثلثة، وله عدة مشاريع كتب وإصدارت جديدة هي الآن في المطابع ستضاف إلى أعماله في القريب العاجل؛ ذلك فضلاً عن أنّ إبراهيم إسحاق هو حامل لواء الرواية في السودان الآن بلا منازع لرسوخ قدمه في هذا المجال، وعمق تجربته وروعة أسلوبه، وتنوع موضوعاته، وارتباطها بالبيئة السودانية، وإلمامه بقضايا الأدب العربي والعالمي، خاصة إذا علمنا أن إبراهيم هو أحد الباحثين الأفذاذ في مجال التراث، والثقافة، والتاريخ؛كما أنه في الأساس مدرس للغة الإنجليزية التي كانت إحدى أدوات اطلاعه على آداب العالم بجانب اللغة العربية.هل فهمت يا سكنية لماذا أنا مشغول عنك بهذا الكتاب ؟ فأجابت مجاملة: نعم يا أبي!

    عن مدونة سودانايل على الرابط :
    http://www.sudaneseonline.com/2008-05-19-17-39-36/3...-08-27-16-05-59.html
    *
                  

10-16-2012, 08:19 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عبدالله الشقليني)

    الاخ العزيز الاستاذعبد الله...

    لك التحيات الطيبة
    وبارك الله فيك وفي قلمك الموثق البارع على هذه السياحة الهامة "التامة"
    في عالم ابراهيم اسحق الذي كما قلت وسقت على لسان الشهادات أعلاه... لم
    يعرفه العالم بعد كما يجب..
    ونحن ننتظر المزيد يأتينا عبر هذه السياحة...

    وأعجبني حديث بركة ساكن...إذ رأيته أقرب من الآخرين بالنسبة لابراهيم من
    قولة (شهد شاهد من أهله)... إذ انني، كقاريء أقرب الى الجهل منه الى المعرفة،
    أرى بعض الشبه في استخدام بركة واسحق العامية وان اختلفت مواقع أو
    بيئات "الحفر"...
    كل هذا تمهيد لمشكلتي مع بركة ساكن وابراهيم اسحق وبشرى الفاضل في الترجمة...
    لذا لفتت نظري هذه العبارة في حديث بركة ساكن:

    Quote
    أما إبراهيم إسحاق فبالإضافة إلى جملته المعقدة البنية، التي عرف بها وميزته فنيا، فإنه يستخدم اللغة العامية لشمال دارفور، وهاتان الميزتان صعبتا عملية تلقيه بالنسبة لقراء وسط السودان العجولين منهم، بالتالي لكثير من القراء العرب، وسوف ينال وضعه الرائد، إذا تُرجم إلى لغات أخرى، ((حيث إن الترجمة تخون لغة الحوار بتحييدها)).واستخدم أبكر آدم إسماعيل، اللغة العامية...
    ***********
    أحاول..من خلال تعليقك.. أو ربما الاقي بركة ساكن فهم "تحييدها"" هذه لحل مشكلاتي مع
    دخول دهاليز العامية عبر فطاحلتها وإتقان محاولات نقلها الى غُربة اللغة الأخرى..

    لك تحياتي ونتابع معك..
                  

10-16-2012, 08:53 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24695

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عائشة موسي السعيد)

    سلامات شقليني
    الطيب صالح وشهادته في الروائي إبراهيم إسحق
    Quote: اما ابراهيم اسحق، فهو كاتب كبير حقاً، رغم انه لم يعرف بعد على نطاق واسع. وقد اكتسب سمعته الادبية بعدد قليل من الروايات الجميلة، مثل روايته «حدث في قرية». وهي روايات قدمت لاول مرة في الادب السوداني، صوراً فنية بديعة للبيئة في غرب السودان. وهو عالم يكاد يكون مجهولاً لاهل الوسط والشمال.

    صمت ابراهيم اسحق زمناً طويلا واختفى عن الانظار. وقد لقيته منذ ثلاثة اعوام في الرياض في المملكة العربية السعودية، حيث يعمل مدرساً، وجدته انساناً دمثاً طيباً مثل كل من لقيت من اهل غرب السودان. وواضح من روايته هذه «وبالُ في كليمندو» انه لم يكن خاملاً، بل كان يفكر ويكتب طوال فترة صمته الممتدة.

    انني لسوء الحظ، لم اعرف غرب السودان كما يجب ابعد نقطة وصلت اليها كانت «الأُبيض» عاصمة اقليم كردفان. وزرت جبال النوبة منذ أمد بعيد.

    لذلك حين اقرأ روايات ابراهيم اسحق، وايضا القصص القصيرة الجميلة للمرحوم زهاء الطاهر، احس بالحسرة انني لم اتعرّف اكثر على ذلك العالم البعيد العجيب. وهذا كله له حديث في وقفة اخرى ان شاء الله.

    الطيب صالح يمدح ابراهيم اسحق ويشير الي "البلاوي الزرق"
                  

10-16-2012, 09:42 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22928

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: حيدر حسن ميرغني)

    شكرا شكرا شلقلينى
    كنت محتاج اقرا عن ابراهيم اسحاق
    له ولك التقدير
                  

10-16-2012, 09:57 AM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1800

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: بدر الدين الأمير)

    شكرا الاريب الاستاذ الشقليني للسياحة في عالم الروائي الكبير الاستاذ ابراهيم اسحق
    كما عودتنا دائما حين نقرأ لك فكثيرا نراك وفيّا لمُبدعي بلادي
    يعجبني في كاتبنا الروائي الكبير سرده التاريخي في قصصه ورواياته وكأنه يقول:- اعيدوا كتابات التاريخ من جديد....!
    وكاتبنا ابراهيم اسحق غني عن التعريف فقصصه ورواياته تشهد علي انه كاتبا كونيا عظيما هذا الاديب الضَّخم الذي اعاد للسودان وجهه الحقيقي والذي كان قاب قوسين من الطمس والتشويه والزوال انظر اليه حين يكتب عن عصب السودان الحقيقي عن ام سدرة وام كدادة وابيض ام شانق وجبل الحلة وعن دينار ودوسه وهلال ومادبو وعن البدوي والتجاني وحتي عن ملح الارض امثال موسي (العتَّال) وعن اللوح والدواية...وعن الكركدي والسمسم وادام اللوبيا والمرس والمعراب والتبلدي وصمغ الهشاب والخافور والحسكنيت والخشين وعن العمامة والملفحة والرهط والتوب والسُدرانة يا صديقي ان قصص وروايات كاتبنا الكبير ابراهيم اسحق ولغته الراقية ومفردته الرفيعه والموقلة في محليتها هي البلسم الشافي والدواء الناجع لهذا الضلال والتوهان و(الصُّوفان) التخثّر الادبي والشعري والثقافي الذي طوَّق خاصرة الوطن كالافعي ولقد تصاب بالدوار والغثيان حين تقرأ ما يُكتَب اخيرا بالجرائد والمجلات وحين تشاهد ما يعرض بالقنوات ويحزنني اختصار السودان ومروثه كله في اشياء محدَّدة(كالساقية والنخلة والشّتم) ومُدن بعينها دون غيرها حتي كدنا ان ننسي سنار والجنينة وزالنجي وهذا ما قصده ابراهيم اسحق في حواره (كافا دي وين.......!
    مع العلم كل الرحالة الانجليز وعلماء الاجتماع ذكروا تلك المناطق وحتي سلاطين باشا ذكر هذه المناطق في كتاباته
    وهذه أُس المشكلة التي ذكرتها الاديبة الدكتورةعائشة السعيد فصعوبة مفردتنا المحليه لان اعلامنا منذ الخمسينات انحصر في مثلث محدد وتناسا باقي السودان حتي اصبحت لهجاتنا ومفردتنا المحلية كأنها من البنغال او اللغات الاخري ولولا محمد عبد الحي واقرانه من الادباء اصحاب البصيرة لما قرأنا لامثال ابراهيم اسحق حتي الكثيرين من ابناء بلادي لم يعرفوا جبل مرة كمنطقة خلابة الا بعد ان غنا لها خليل اسماعيل (أن زرت مرة جبل مرة) ولم يعرف كثيرا من ابناء السودان السلطان تاج الدين الا بعد شعر الفيتوري...! في حين ان ابنه بحر الدين لايقل عنه عظمة وكان رحمة الله عليه من اهم بوابات السودان ومن اعظم سلاطين عصره والي يومنا هذا لم يعرفه السودان واليك مثالا قبل ايام كتبت يا شقليني مقال رائع وكان عنوانك
    (سيدي الفيتوري : نُم هانئا)
    ولقد اعترض كثير من الاخوة علي العنوان و لكنني انا اري لا غرابة قي ذلك لان عندنا في المحلية اذا احب الجميع انسان مّا نقول له :(أرْقُد قَفا)
    لقد اكرمني الله ان زرت بعض من مدن روايات وقصص كاتبنا ابراهيم وقصته الطريق الي ام سدرة عندما اقرأها كأن ام سدرة امامي بشخوصها عبدالله سبيل والعم حسين سبيل واسماعيل ابوسوط
    .....واخرون (ها وليد ود المره دي جيتي داير..........! وسوق القصب .. والتبون والبطيخ والقلاّب....!
    لك محبتي
                  

10-16-2012, 11:22 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عبيد الطيب)



    (11)
    أخي الأكرم : الأستاذ " عبيد الطيب "
    لقد أغرقتنا أنت في بحر الحديث الشجي عن الروائي " المخضرم : إبراهيم إسحاق "، وعن نظرتك للأمر . وقد صادف ما أدليت به قراءة أخرى من قراءات المختصين في النهل والتروي في تناول ذلك الحفر الصبور في العامية ، التي تجري في شرايينها دماء حارة . فتفتح القراءة من خلال فجواتها كامل المشهد الذي رسمه الروائي ، وهو المتمكن من اللغتين العربية والإنجليزية . وكان مدرساً للإنجليزية . استبطن تقنيات شكل الكتابة ، واللغات التي تنز بعاميتها ، ومن البيئة غزل ذلك النسيج المتفرد ، ومن تصريف اللغة الفصيحة كان تناوله ، بل كان صناعة المصطلح من حفرياته في البيئة .
    إني أرى هنالك في السودان العديد من العاميات ، فالسودان متسع . ولو بسطنا سجادة العاميات السودانية وأجرينا المباحث لعثرنا على التنوع الغزير وليس هنالك مما ليس له من بُد . وأخشى أن نعتب على عاميات بعينها ، وليست تلك هي القضية . لأن للعاميات غزارتها واشتباكها ، فقضيتنا اليوم هي الكتابة العامية والكتابة الفصحى . وقد تحدث البروفيسور عبد الله الطيب عن " العامية الفصحى " أيضاً رغم أنه من حراس اللغة الفصحى المحاربين . وهي قضية أوردنا أصحابها الذين اختلفوا ، وسوف نحاول أن ندلو بدلونا في الأمر من بعد أن نورد المقاربات الخاصة بجميع الآراء .
    محبتي

    .
                  

10-16-2012, 02:17 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: بدر الدين الأمير)

    Quote: شكرا شكرا شقلينى
    كنت محتاج اقرا عن ابراهيم اسحاق
    له ولك التقدير

    لك التحية والشكر أخي الأكرم الأستاذ بدر الدين الأمير
    يبدو أننا في حاجة ماسة للتنوير حول مبدعينا
    لك الشكر مجدداً

    *
                  

10-16-2012, 11:28 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: حيدر حسن ميرغني)



    الحبيب الأستاذ: حيدر حسن ميرغني
    تحية طيبة وود كثير لما تفضلت به ،
    لا يعرف العظام إلا أمثالهم . رجاء المشاركة
    أيضاً بالرأي ، لأن الروائي الذي نحن بصدد الملف حوله " إبراهيم إسحق "
    يستحق أن تصطرع الآراء من حوله ، فقد قدم الكثير الذي هو مادة للمباحث الأكاديمية،
    ويتعين ألا نتواضع في الصراع حول انتاجه ، فقد أورد بعض النقاد الذين هم معه في الفيديو
    الكثير من رؤاهم .


    محبتي
                  

10-16-2012, 10:45 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عائشة موسي السعيد)



    (10)

    Quote: لذا لفتت نظري هذه العبارة في حديث بركة ساكن:
    أما إبراهيم إسحاق فبالإضافة إلى جملته المعقدة البنية، التي عرف بها وميزته فنيا، فإنه يستخدم اللغة العامية لشمال دارفور، وهاتان الميزتان صعبتا عملية تلقيه بالنسبة لقراء وسط السودان العجولين منهم، بالتالي لكثير من القراء العرب، وسوف ينال وضعه الرائد، إذا تُرجم إلى لغات أخرى، ((حيث إن الترجمة تخون لغة الحوار بتحييدها)).واستخدم أبكر آدم إسماعيل، اللغة العامية...
    ***********
    أحاول..من خلال تعليقك.. أو ربما الاقي بركة ساكن فهم "تحييدها"" هذه لحل مشكلاتي مع
    دخول دهاليز العامية عبر فطاحلتها وإتقان محاولات نقلها الى غُربة اللغة الأخرى..

    *
    الدكتورة عائشة السعيد
    تحية واحتراماً
    يطرب المرء كثيراً عندما يجد بنانَكِ الكاتب يشاركنا الحفاوة بالذين يتعين أن ننظر إبداعهم بعين فاحصة ، ومنهم الأستاذ الباحث والروائي " إبراهيم إسحق " . وكتابته وكتابات " بركة ساكن " أنا أراها تحفر في العامية بآلية اللغة العربية في التصريف ، وتختلف ربما في المفردات . مع أن بعض تلك المفردات ربما تشابه المعادل في الألسن العربية التي كانت لبعض قبائل الجزيرة العربية ، وهي لها من اختلاف مع اللغة الفصيحة . ولكن لنترك الحديث لنرتوي من المقاربات :
    ونعود لنص المقابلة الخاصة بالروائي " واسيني الأعرج "الذي ايضاً قال بأن الترجمة خيانة إجبارية قبل أن نتحدث عن الحيادية التي قال بها الروائي " بركة ساكن " :
    تحدث في ندوة بالجزائر
    واسيني الأعرج: الترجمة خيانة إجبارية

    الروائي الجزائري تحدث بمناسبة ترجمة روايته "سيدة المقام" إلى الفرنسية) (الجزيرة نت )
    أميمة أحمد-الجزائر

    أقر الروائي الجزائري "واسيني الأعرج" بأن ترجمة الأدب ضرب من "الخيانة الإجبارية"، لكنه شدد على أن الترجمة في الأساس هي جسر واصل بين لغتين، خصوصا حين يتوافر مترجم قادر على غزل الوشائج بين اللغتين.
    جاء ذلك في أمسية أدبية الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي في إطار "إقامات الإبداع" بدار عبد اللطيف التاريخية بالعاصمة، التي تعود للعهد العثماني، حيث تحدث الروائي الجزائري عن ترجمة روايته "سيدة المقام" إلى اللغة الفرنسية بعنوان "أجنحة الملكة" التي أنجزها المترجم الفرنسي مارسيل بوا الذي كان حاضرا لقاء الأعرج مع الأدباء والمثقفين الجزائريين.
    وتناول واسيني الأعرج في حديثه علاقة التاريخ بالأدب، مشددا على ضرورة "تطهير" التاريخ من القداسة كما فعل في "كتاب الأمير"، حيث أنسن الأمير عبد القادر الجزائري بالحديث عنه كشخص له أخطاؤه وصوابه، مما أثار حفيظة الأميرة بديعة حفيدة الأمير، فقالت إن ما كتبه الأعرج ليس الأمير، فأجابها "كتبت الأمير الإنسان".

    وللتاريخ أهمية في الأدب لا ليعطي درسا في التاريخ، بل ليسلط الضوء على هوية الشعب، فقال واسيني عن روايته "البيت الأندلسي" إنها تناولت هوية الجزائر بكل مكوناتها، لأن الهاربين من الأندلس كانوا من المسلمين واليهود والمسيحيين، استقر بعضهم في الجزائر، حيث نقلوا ثقافتهم، من الحرف والموسيقى وغيرها فأصبحت جزءا من الهوية الثقافية بالجزائر، وأي إغفال لأحد منها هو إنقاص لمكونات الهوية الجزائرية، حسب الروائي.
    حب البلاد
    وأضاف الأعرج " كتبت ذلك بدافع الحب لبلادي، والمعالم التاريخية جزء من تاريخها، وهي بالنهاية جزء من الهوية الجزائرية، عندما نهدم جزءا منها تكون منقوصة في مكوناتها"، في إشارة إلى "دار خداوج العمية " وهو معلم تاريخي في العاصمة دارت الرواية في أجوائه.
    والروائي الأعرج ابن قرية سيدي بوجنان الحدودية بتلمسان في الغرب الجزائري، وتشكل تعليمه الأولي بالفرنسية، ثم درس الأدب العربي في سوريا بالمشرق العربي، لكنه في أدبه يهز يقينيات لغة التعبير سواء كتب بالعربية أو الفرنسية.

    ويقول الأعرج في تصريح للجزيرة نت "أكتب باللغة العربية حبا بهذه اللغة، وهي وصلتنا كميراث، وفي الكتابة الروائية لا أكتفي بالميراث، بل أذهب إلى وسيط لغوي آخر، هو الفرنسية، فتسمح لي الدخول إلى عوالم أخرى، تغني اللغة العربية".
    وأشار إلى تميز اللغة العربية بالإطناب وكثرة النعوت، بينما اللغة الفرنسية لغة عارية ترفض الإطناب، وأنه أخذ مسلكا وسطا بينهما، يعده جزءا من الإغناء اللغوي للغة العربية، غير أن اختلاف التركيب اللغوي بين اللغتين يطرح إشكالا في الترجمة.
    ويوضح بالقول "إن الترجمة هي جسر واصل بين لغتين، ولهذا فإن الجهد الثقافي الذي نبذله أنا ومارسيل بوا جهد ثقافي كبير، فمارسيل يترجم وأنا أراجع الترجمة، ويجري نقاش غايته كيفية إخراج النص بشكل يكون قريبا للنص الأصلي".
    مهارة الخيانة
    وعن خيانة النص بالترجمة، قال واسيني "أكيد هناك خيانة للنص، لأنك تنتظم لنظام لغوي يختلف، ولكنها خيانة إجبارية لعدم امتلاك خيار آخر".

    وأشار إلى مهارة المترجم بأنه "داخل الخيانة يمارس الصدق، لأن الترجمة ليست إعادة إنتاج للنص، وإن كانت بعض النصوص يلعب التأويل فيها دورا بالترجمة ، لكن الترجمة الجيدة هي التي نقرأ فيها النصين ونشعر بالتواشج بينهما".
    ومن جهته قال المترجم مارسيل بوا إن الترجمة "جسر هام بين الثقافات، وأداة حضارية للتثاقف، يجعلها فعلا إنسانيا بالدرجة الأولى" ولفت في حديث للجزيرة نت إلى تجربته مع الأعرج بقوله "إن ترجمة أعمال واسيني فيها الكثير من الألفة لأننا نترجم معا، وهذا ليس متوفرا دائما لمبدعين آخرين أن يشتركوا بالترجمة".

    يذكر أن واسيني الأعرج من مواليد 1954، وهو أستاذ جامعي في جامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، ويعد أحد أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي.
    ومن أشهر أعماله الروائية: وقع الأحذية الخشنة (1981)، ومصرع أحلام مريم الوديعة (1984)، ورمل الماية (1993)، وسيدة المقام (1995)، وشرفات بحر الشمال (2001)، وكتاب الأمير (2005)، وبيت الأندلس (2010).
    المصدر:

    http://www.aljazeera.net/news/pages/f64173b9-...-d92365d3a62a[/green]

    *
                  

10-16-2012, 11:39 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عبدالله الشقليني)



    (12)
    هناك تجربتين أوردهما هنا للتدليل على أن استخدام العامية قد انتشر في بطن الروايات والقص العربي وفي بيئات أخرى . وهو ليس بدعة كاتبنا المخضرم " إبراهيم إسحق" أو الروائي " الطيب صالح " . فجميعهم ينهلون من مورد واحد وإن اختلفت أماكن الحفر اللغوي ودرجات بعده وقربه من الفصحى :
    (أ)
    في رواية " فاصل الدهشة " للروائي " محمد الفخراني " أيضاً :
    بعد منتصف الليل تعرض قهاوي "الوحيد " أفلام سكس في بث مُباشر من الدش ، أو مسجلة على شرائط فيديو . القهاوي أبوابها مفتوحة لآخرها . ممتلئة بجمهور لا يعرفك ولا تعرفه ، مما يريحك ويوفر لك مزيداً من الحماس المطلوب ..طلبة ، شباب ، عمال ، ناس منقطعون عن بلادهم البعيدة ، وصاحب قهوة يقف خلفكم بيده الريموت كنترول يَستَمْني على أرواحكم ، يكتم صوت التلفزيون ، تلتفتون حولكم ، تلهثون : عَلي الصوت يا عم .. أرفع الصوت ، الصوت يا عم . صوت ...ووت ، ووت . يأمركم بدفع جنيه ، يلمه صبي القهوة منكم بسرعة . يرفع الصوت .
    (ب)
    يتخذ الجنس عند " وقوف متكرر" لمحمد صلاح العزب ، وظيفة أخرى عند شابين ينتميان إلى طبقة اجتماعية دون المتوسطة ، ويسعيان إلى تدبير عمل حر من خلال فتح بوتيكات ومشاريع صغيرة . عندهما يغدو الجنس وسيلة للتعلم وتوسيع الخبرة وإثبات الرجولة . إنهما يجمعان بين العاهرات والمتزوجات والسكرتيرات ، هرباً من الوحدة ، ومداراة للشعور بالغربة داخل الأسرة .. ولأن الرواية تستوحي فضاء القاهرة المنغمسة في أجواء الإنترنيت ، والهاتف المحمول ، والتواصل الإلكتروني ، فإن العلائق الجنسية تحمل بصمات تلك الأجواء : في آخر الليل ، أَوصلك إلى أحمد بدوي ، تركك في أول نفق وقال " بكرة مافيش عشان خارج " . " مين الجثة ؟" واحدة جديدة جبتها من ع النت .

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-17-2012, 06:46 AM)

                  

10-16-2012, 12:49 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عبدالله الشقليني)

    فوق.. فوق
    فالأستاذ ابراهيم اسحاق هذا الكاتب الرصين الجادالذي علّى من سيرة (ودعة ) في العالمين منذ (حدث في القرية) و(أعمال الليل والبلدة)إلى ىخر رواياته ودراساته وقصصه؛لا ترفع الخيوط عن سيرته وابداعاته فحسب بل حبذا لو أقيمت له المهرجانات بين ضفتي النيل من (نيمولي؟)إلى حلفا ومن سواكن وبورتسودان إلى الجنينةوكل دارفور.
    ابراهيم اسحقمعلم من معالم بلادنا.اتمنى له ،على الدوام، الصحة والعافية.
    شكراًعلى هذا البوست.
                  

10-16-2012, 02:05 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: Bushra Elfadil)

    أستاذنا الأكرم/ عبدالله الشقليني

    أطيب التحايا، وكتير شكر على البوست (( الروائي إبراهيم إسحق .. صورة وصوت )) ..

    وحقيقي، إنه لمَنْ أكابر مُبدعي السودان، جديرٌ بالاحتفاء

    ها هو المبدع، بُشرى الفاضل، يكتب:

    Quote: فوق.. فوق
    فالأستاذ ابراهيم اسحاق هذا الكاتب الرصين الجادالذي علّى من سيرة (ودعة ) في العالمين منذ (حدث في القرية) و(أعمال الليل والبلدة)إلى ىخر رواياته ودراساته وقصصه؛لا ترفع الخيوط عن سيرته وابداعاته فحسب بل حبذا لو أقيمت له المهرجانات بين ضفتي النيل من (نيمولي؟)إلى حلفا ومن سواكن وبورتسودان إلى الجنينةوكل دارفور.
    ابراهيم اسحقمعلم من معالم بلادنا.اتمنى له ،على الدوام، الصحة والعافية.
    شكراًعلى هذا البوست.


    وأُثنِّي: فوق .. فوق

    والتحايا لكما حتى محين عودة قريبة

    ودمتما
                  

10-18-2012, 04:49 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: محمد أبوجودة)




    تحية لأستاذنا " محمد أبوجودة "
    في إطلالته البهية ، ونحن نأمل مزيداً عن الروائي وأعماله


    محبتي


                  

10-16-2012, 09:06 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: Bushra Elfadil)

    تحية طيبة لصديقنا القاص الدكتور بشرى الفاضل ،
    على هذه الإطلالة ، ونرجو شاكرين لو تفضل بدلوه حول العلاقة المشتبكة بين العامية والفصحى في لغة الأستاذ " إبراهيم إسحق" الروائية . فقد أوردنا عدد من النصوص التي تختلف في نظرتها إلى العامية في الكتابة الروائية .
                  

10-17-2012, 10:29 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عبدالله الشقليني)



    (13)

    لقاء آخر حاور فيه الصحافي : تيسير حسين النور الروائي " إبراهيم إسحق " في الأول من أكتوبر 2012 :

    Quote:
    الروائي إبراهيم إسحق لـ «نجوع »: ..زمن نميري الأنصع ثقافياً!

    نشر بتاريخ الأحد, 07 تشرين1/أكتوير 2012
    حوار: تيسير حسين النور

    قال لي : إن الأدب الجيد ليس شغوفاً للانتشار وهو شغوف لشيء واحد وهو الاعتراف إذا كان هناك عشرة آلاف شخص يعترفون لك بأنك كاتب مجيد ذلك كاف.. وقال: أعتقد أن الانتشار ليس قضية ولا أولوية؛ الأولوية في الاعتراف من قبل المطّلعين المجيدين والنقاد والمراقبين أن يقولوا هذا عمل متفوق..
    وهو من أنصار الكتاب؛ يقول إن قراءة الكتاب لا يعوض عنها الاطلاع على الإنترنت فهي أكثر جدية بينما قراءة النت إما انتفاعية بحتة وإما أنها لقضاء الوقت!!
    أعدت رسالة دكتوراه عن رواياته مقارنة بروايات الطيب صالح ثلاث روايات من كل منهما ورغم ذلك لا تدرّس أعماله في أقسام اللغة العربية في جامعاتنا ولا يكترث بذلك كثيرًا لاعتقاده أن معظم الأكادميين في كليات اللغة العربية متأثرون بالمدرسة المصرية ولن يتعاطوا مع أعماله.

    = أنت «شاهد عصر» على مراحل مختلفة للحركة الأدبية والثقافية في السودان.. كيف ترى مسار تلك الحركة؟ نظرة عامة ومامرت به الثقافة؟

    الحركة الثقافية بدأت تأخذ شكلها الأدبي كإنتاج أدبي وفنّي منذ الثلاثينيات.. وعندما جئت أمدرمان سنة 1962م وجدت المكتبات كثيرة جداً في أمدرمان والخرطوم وبحري مكتبات بيع واشتراك ثم كانت هناك الندوة الأدبية في بيت «عبد الله حامد الأمين» في كل «جمعة» بجانب منتديات في بيوت بعض الأشخاص المعروفين في الحقل الأدبي مثل فراج الطيب وعبد الله الشيخ البشير.. وكل ذلك مع وجود الصحف السودانية والمجلات التي تأتينا من الخارج والكتب وعدم انشغال الناس بالتلفزيون والإنترنت الأمر الذي جعل الناس في ذاك الوقت يبحثون عن الفن وعطائه إما في السينما أو في المجلات والكتب لذلك كنا نشعر أن الحياة الثقافية ثرية جدًا ورغم إمكاناتها الضئيلة فى ذلك الزمن الا انها ــ الحركة الثقافية ــ انعكست في الحركة الادبية واستطاعت الوصول لمسافات بعيدة والى مصر والشام، وكان الناس يتحدثون عن الشعراء والنقاد والكتاب والقصاصين؛ «خليل عبد الله الحاج» نشر روايته فى مصر «ابوبكر خالد» نشر ثلاث روايات فى مصر. وما نشر لـ«التجانى يوسف بشير» نُشر فى مصر. ومع امكانات البلد في ذلك الزمن اعتقد ان العطاء الثقافي كان له صدى لا يقارن مع المستوى والكمية للسكان حاليًا والعطاء الأدبي والفنى في ذلك الزمان.

    = ما يحدث من ركود وإخفاقات في مشوار الثقافة فى البلاد ما سببه؟

    أعزو الإخفاق أولاً: أن السياسة السودانية في جميع حقبها لم تهتم بالعمل الأدبي والفني ممكن يهتمون بالكرة أو الفن الغنائي وفي زمن نميري كان الاهتمام بالمسرح جيدًا جدًا لكن نسبيًا اعتقد ان الحكومات السودانية لم تنفق على الحركة الثقافية من أدب وفن بالحجم الذي كان مرجوًا منها. ثانياً: إننا من 1956م وإلى 1996م كنا دولة فقيرة وهذا معناه ان الإمكانات المادية الموجودة غالبًا تذهب لتوفير المعيشة وليس الى الأدب والفن الذي يكاد يعتبره الحكام كماليات. ثالثاً: الحرب الأهلية التى أخذت كثيرًا جدًا من نصيب التنمية بما فيها التنمية الأدبية والثقافية؛ لذلك اعتقد أننا يمكن أن نعزو أسباب التراجع المستمر إضافة إلى العولمة والانشغال بها الأسباب التي ذكرت.. المؤسسية للإنتاج الثقافي الأدبي والفني غير موجودة..

    = هل تعتقد أن كل المؤسسات الثقافية لم تقم بدورها كما يجب؟ وإلى أي درجة يمكن للماديات أن تعطل تقدم الإبداع والفن والحركة الثقافية؟

    اي انسان اذا لم يجد حوافز تساعده على الإنتاج وان يدفع بانتاجه الى الظهور لن ينتج او يقوم بدوره ؛ اعتقد انه من البداية لو كان وضعنا شيئًا من الاهتمام فى العمل الثقافي كنا سنأخذ ذات الصيت الذى حصل فى لبنان وسوريا ومصر ان تكون هناك سوق رائجة في المجال، وعند المستثمرين يضخون عائدًا للمنتج وبدوره يجد الحافز للعمل.. وهذا ما يحدث فى اوروبا وأمريكا والدول المتقدمة وفى بعض الدول العربية.. الدول الخليجية اختصرت المشوار بأن ضخت اموال البترول لأجهزة حكومية وللقطاع الخاص لكي تقوم بهذا الدور.. ومثال «المؤسسة العامة للآداب والفنون» فى الكويت.. نحن خرجنا من الاثنين لا استطعنا ان نؤسس للقطاع الخاص بالتدرج ولا استطعنا توفير اموال نضخها لهذه العملية والمحصلة اصبح المنتج بلا حافز للانتاج. والى حدٍ ما القطاع الغنائي مختلف.. نحن فى السبعينيات اطلقنا على أدبنا «أدب الأضابير» لأننا نكتب ونحفظ فى الادراج! لديّ رواية من 1973م نُشرت فى 2004م ! اى بعد مرور اكثر من واحد وثلاثين عامًا !!.. لا نستطيع لوم الإذاعة والتلفزيون والمؤسسات الحكومية المعنية بالثقافة لأنها قصرت؛ قد تكون قصرت في انها تهتم بالشكليات فقط لكني اكيد انه لم تكن هناك توجيهات كافية من الحكومات لها بالعمل على تطوير العمل الثقافى ولم يكن هناك ميزانيات كافية لذلك..

    = فى رأيك متى كانت «أنصع» فترات الثقافة فى بلادنا؟!

    زمن نميري..

    = ما الذي ميّز الفترة ؟

    عندما استلم «اسماعيل الحاج موسى» الثقافة ــ وهو كان وزير دولة مع «بونا ملوال» ثم صار وزيرًا للثقافة ــ كل الانجازات الثقافية الضخمة كانت فى تلك الفترة ــ اواخر زمن نميرى ــ «1976م ــ 1979م».. وفى زمن اسماعيل الحاج موسى. فهو الذى خطط ونفذ : وجه الاذاعة والتلفزيون للقيام بدورهما. وكان همه ان يجد العمل الثقافى والفني مجالاً.. أنشأ مصلحة الثقافة ووضع فيها «محمد عبد الحي» وأنشأ « قسم الفلكلور» في وزارة الاعلام وقدم الميزانيات لذلك، ووفر كوادر ومالاً للمسرح وانشأ معهد الموسيقا.. اعتقد انه غير هذه الفترة فى تاريخ السودان ليس هناك انجاز يُذكر..!

    = اين يكمن السر فى نهضة الحركة الثقافية في الأشخاص ام السياسات؟ هل الشخص المناسب هو من يحدث التغيير؟

    أكيد.. واقول انه يلزم ان يكون هناك اما مجموعة من الأشخاص المستنيرين لوضع سياسات مستنيرة او شخص واحد مستنير لكن لديه امكانية اقناع القيادة العليا بذلك التغيير، اما لو تركنا كلاً ومبادرته لن نجني الكثير. مع العلم ان النهضة الاقتصادية القليلة التى حدثت من «1999م» ــ «2005م».. لم تُستغل لوضع البنية التحتية للثقافة فى البلد للاسف ــ توجهت لأشياء لم تعمل دورة عائد ولم تعمل تنويرًا ثقافيًا!! ودومًا الضحية المبدع..

    = ما الذي ينصف المبدع؟

    ليست هى قضية انصاف بقدر ما نحتاج إلى أن نلملم اطراف الموضوع من جديد.. واقول لأول مرة وفى الخمس سنوات الماضية لاحظت ان القطاع المدني يريد اخذ زمام المبادرة؛ المنتديات المنتشرة فى الخرطوم؛ القطاع المدني فى منتدياته يعطى فرصة لنشر الإنتاج فى الصحف. دخل القطاع رجال اعمال وشركات.. مركز عبد الكريم ميرغنى لديه اكثر من مائتي عنوان كذلك شركة دال نشرت لميرغني ديشاب فى الأيام الماضية شركة زين عملت مسابقة الطيب صالح واول مطبوعاتها عشرة كتب فى اقل من شهرين وتواصل النشر.. اعتقد انه بدل الناس ينتظروا ويشتموا الحكومة نناشد ان القطاع الخاص والمجتمع المدني يتضافروا. ان المسؤولية اعطاء الثقافة والإبداع حقهم لأنهم الصورة الوجدانية لشعبنا وهويتنا وذاتنا التي ننافس بها الآخرين..

    =السوداني لا يجيد تسويق نفسه! ومن يوجد بالخارج تتاح له الفرصة اكبر ليسوِّق عن نفسه او يسوَّق له مارأيك؟

    صحيح، نحن لا نسوق لأنفسنا ولكن هذا لا يمنع ان هناك من يسوِّق لنفسه لكن للاسف الشديد من يسوقون لأنفسهم ــ دائمًا ــ مؤهلاتهم الإبداعية ضعيفة ويعطون صورة للخارج ان هذا هو مستوى السودانيين، لو انتبهنا وانجزنا خطة نغربل بها الإبداع من خلال النقد الداخلى مع امتلاكنا الجرأة لنبتعد عن الجهوية والمحسوبية في مجال النقد ولنقول بعدها ان شعراء الصف الأول فى السودان هم فلان وفلان ونطلب من الناشرين طباعة اعمالهم بطريقة كاملة او مفرقة وترجمة ما يصلح للترجمة ذات الشىء فى مجال القصة. واذا استطعنا عمل ذلك نكسر حاجزًا ــ تسويق المبدع لنفسه ــ ويتولى البلد ذلك ويرفع من شأنه. انما السياسات الحكومية لم تكترث لهذا الجانب.. «المبدع الفرد» لا يستطيع عمل شيء و«دُور النشر» الموجودة لا تستطيع.. ! ونكرر ان القطاع الخاص والمجتمع المدني عليهم ان يقوموا بذات الدور بالتعاون مع الجامعات، ان يكونوا وحدة مناصحة مع الجامعات يمدهم الأساتذة بالنقد القيِّم وجيد الإنتاج ليذهب للنشر والترجمة..

    = ختامًا، ماحجم وجود المرأة في ذلك الزمان؟

    لم نقابل اي امرأة دخلت المجال القصصي فى ذلك الزمن، كان هناك «شعر غنائي»، وحتى شاعرات «الفصحى» قليلات، اذكر ان المنبر الذي عايشته ــ كان منبر عبد الله حامد الأمين، لم تكن هناك امرأة تحضرالندوة اوتشارك.. وكنت مواظبًا فيها منذ 1968م الى ان توفي في «1976م».. وكان يحضر المنتدى كل الناس: عبد الله الشيخ البشير وفراج الطيب ومحمد عبد الحي والنور عثمان أبكرحسن عباس صبحي ومصطفى سند.. كل هؤلاء العمالقة صحيح لم اقابل فى الندوة صلاح احمد ابراهيم لأنه دبلوماسي ويسافر كثيرًا كذلك محمد المكى ابراهيم، لكن الشعراء المستوطنين في البلد محمد المهدى مجذوب وغيره الكل يحضر المنتدى الذي يكاد يكون غرفة عادية لرجل «مُقْعد «لاتزيد عن اربعة في اربعة فى حي البوستة فى امدرمان ورغم ذلك تسع كل هؤلاء الناس ويجلسون من التاسعة صباحًا يصلون ويواصلون الى الساعة الثانية كل جمعة.. اعتقد ان الندوة الأدبية عبد الله حامد الأمين تحتاج لتوثيق في دراسة لوحدها.. لا يوجد من جيلنا من لم تقم «أرياشه» من هذه الندوة.
    http://www.alintibaha.net/portal/قلوب-رحيمة/2...لأنصع-ثقافياً[/QUOTE]
                      

10-17-2012, 01:40 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت . (Re: عبدالله الشقليني)



    (14)
    بعض المفردات العامية التي استخدمها الروائي " إبراهيم إسحق " ومقارنة مرجعيتها باللغة الفصحى ، مستوحاة من السيرة الهلالية التي عبرت من الجزيرة لمصر وشمال إفريقيا ودخلت السودان عن طريق دارفور :
    - أولاد أم درمان المهابيش
    - أمرت نفسي أن تنقرِع
    - فقفقة ضحكاتهم على التل

    كما تحدث الدكتور" أحمد الصادق " أن اللفظ لا يخرج من البناء السردي ،والراوئي يتم قراءة النصوص المحلية يخضعها لتجويده باللغة العربية ، وحتى النبر والتنغيم هو اللهجة العربية الملفوظة في دارفور .
    نعود للمعجم الوسيط :
    (أ)
    (هَبَش ) الضَّرع – هَبْشاً : حَلَبه بالكفّ كلها . و – المال ونحوه . ويقال: هو يَهبِش لعياله : يحتال لهم في الكسب من ها هنا . هَبَش فلاناً : أوجعه ضرباً . هَبِشَ الشيء : هبشه ويقال : هو يُهَبِّشُ لعياله وفلانٌ يُهبِّش كلاماً : يأخذه أخلاطاً .
    من هذا النص يمكنك أن تتعرف على جنوح أولاد أم درمان من وصف كلمة " مهابيش " وهي في جمع التكسير .
    *
    (ب)
    (قَرَعَ) الشيء قرعاً : ضربه . يقال قَرَعَ الباب : طرقه . وقرع راحلته بالسّوط . قرع المسيء بالعصا وبالمقرعة . وقرع الدلو البئر : ضربها لنفاد مائها . وقرع الدّهر بقوارعه : أصاب بها . وقرع فلان أمرٌ : أتاه فجأة . وقرع فلان بالرُمح : قرعه . وقرع الدابة بلجامها : كفّها وكَبَحَها . وقرع فلانٌ بالحق : رماه . وقرع ساقه للأمر : جدّ فيه وعَزَمَ وقرع له العصا : نبّهه وفي المثل : "إن العصا قُرِعتْ لذِي الحلمِ " ، ويضرب لمن إذا نبهته انتبه .وقرع سنّه : صكّها نَدَماً .
    - ومن هنا يبدو المعنى المشابه للطرد والكف والكبح ، من هنا تجد تصوراً للتعبير (أمرت نفسي أن تنقرِع ) .
    هذا أنموذج تشريحي لعلاقة العامية في المنطقة بالعربية الفصحى ، تلحظ أن المفردات لها علاقة مع الأصول العربية الفصيحة .

    *
                  

10-17-2012, 03:50 PM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1800

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: عبدالله الشقليني)

    فوق.......فوق

    (وقد لعب المرحوم قيلي أحمد عمر دور الحارس لعملي في هذه الحقبة الحرجة جداً.. فقد اتخذ التعويق لظهور أعمالي في حيِّز الطبع ملامح لا تخفى على أحد من جانب الأدباء حرَّاس اللغة العربية الصَّافية، فلم أظهر في ندواتهم ولا على ملاحقهم في الصُّحف والمجلات ولا يُذكر اسمي في حديث الوفود السودانية التي تتكلم عن الأدب السوداني.. إنني لا أتكلم عن الشعور بعقدة الإضطهاد أو (التهميش) كما يشاع اليوم.. لا والله.. كان صراعاً مخلصاً محضاً بين تيارين أدبيين: أحدهما تقليدي يرى أن إنتاجي ينافس لكنه يخرب اللغة.. والتيار الآخر كان يجاري الأساليب الفنية العصرية ولا يرى في عملي خطراً انتهي كلام الاستاذ ابراهيم اسحق)
    !…. ما اجملك ويا لروعتك
    اري ان المداخلة رغم (4) التي اوردها الاستاذ شقليني للاستاذ احمد ضحية هامة جدا و تستحق القراءة بتأني...!
    ويا ليت ان الاستاذ ضحية عندما اكثر من ذكر الليل عند ابراهيم تطرق للّيل في حياة البادية والارياف لان البدو الليل يعني لهم الكثير........! او الي الليل في حياة ابراهيم اسحق المتصوف الملتزم والتِّجَانيّ مسلكاً.....!
    في نظري المتواضع ان الكتابة بالعامية والحفر فيها يحتاج لدربة ومهارة وتقنية عالية واظن ابراهيم اسحق وفق في ذلك وحتي العلامة النحرير الراحل البروفسير عبد الله الطيب عندما كتب( فاطمة السمحة) واخواتها واراد تحويلها الي فصحي اظن الصنعة افسدتها وافقدتها طعمها وروحها وشخصي يُفضل ان يسمعها من جدته....! حتي كاتبنا العالمي الراحل الطيب صالح حسب افادات النقّاد والمختصين لم يحفر في العامية السودانية عميقا كحفر الاستاذ ابراهيم اسحق واليكم مثالا اورد الاديب الطيب( الطيب الصالح) في استهلال روايته (ضو البيت)
    الدَّرب إنْشَحَط واللُّوس جبالو إتْناطَن
    والبندر فوانيسو البِيوقْدَن ماتَن
    علي بنوت هضاليم الخلا البِنجَاطَن
    اجدع قودع امسيت والمواعيد فاتَن
    المقطع الثالث(بنوت هضاليم الخلا البِنجاطن) لم اجد في كل الدوبيت الذي اعرفه او سمعت به ان احدا وصّف النساء بأضاليم النِِّعام لانها قبيحة وهو الذكر اسمه بالعامية الاضليم او الهضليم واحيانا يوصف به شعر المرأة لسواده وكثيرا ما يوصف به الجمال السريعة وهو المتداول في كل بوادي السودان واظن البيت هكذا
    يا ديك أضاليم الخلا البنجاطن
    اجدع قودع أمسيت والمواعيد فاتن
    او
    يا فروج هضاليم الخلا البنجاطن
    أجدع قودع أمسيت والمواعيد فاتِن
    او
    يا طير هضاليم الخلا البنجاطن
    وكثيرا ما نجدها في شعر الدوبيت (إضليم النعام الخبتك مملوكة لعاب الصُّفاق البارَج الدلوكة)
    (البِت أُم ضميرا يدَرْدِق الكُبَّاية عليها خُب خبّة الطّير طالب المُداحية)

    نحتاج لإ فادات من مُختصين امثال د . بُشري الفاضل اما نحن فمتلقيين فقط ورأينا لا يؤخذ به اي كالبرق الخُلَّب

    اظن كلمة مهابيش متداولة في السودان والمرادِف لها أروَش أو مسانيح ونقول فلان دي مَهَبوش او مَطموس او مَسنوح اوحتي مَمْسُوخ عند المتصوفة ولقد ذُكرت كلمة مهبوش او هبّاش كثيرا في مديح المتصوفة السودانيين وخاصة الشيخ الراحل عبدالرحيم محمد وقيع الله البرعي ودونك مدحة (الصلحو الهبّاش – ناس الكباَش)
    ولكن هل قال الاستاذ ابراهيم اسحق (اولاد ام درمان المهابيش ديل)
    أم قال (اولاد أم درمان المطاميس ديل)!؟ وفي ظني ابراهيم اسحق مزج العامية بالفصحي لانه قال (اولاد ام درمان المهابيش ديل) واذا ارادها عامية صرفاً لقال (بَنَاجيس ام درمان المهابيش ديل) او (بناجيس أم درمان المطاميس ديل)
    أو (درافين ام درمان المهابيش) او (بزُّور ام درمان المطاميس ديل)
    لان كلمة بنجوس عند قبائل درافور وبعض قبائل كردفان تعني الولد الشاب او (الدرفون) أو البزُّور وهذا المزج او التوظيف للعامية هو الابداع......!
    اما يقرع مع انها كلمة عربية فصحي ولكنها متداولة في قبائل دارفور وكردفان ووسط السودان انظر لهذا الشاعر وهو يخاطب الابل:
    ما بتنقرعي يا شرمة بلا الاتنين
    وكمَّلتي المراديخ والمترك زين
    الجبل المدقّق قالو مَمْحُمول شين
    وفِكْرِك يا ام قِرادِيف ننجدِع بي وين
    شرمة الناقة- والاتنين هما الانقيب والبعير القوي – اي لايمكن ان تُقرع الابل الا بالانقيب وهو الشاب الصغير وهو علي ظهر البعير القوي
    ولكم محبتي
                  

10-17-2012, 07:45 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: عبيد الطيب)



    (15)

    الأستاذ والشاعر الأكرم " عبيد الطيب "
    لك الشكر الجزيل على هذا النثير والشعر الحلو .
    لقد جعلت للملف طعماً مميزاً .

    Quote: كتب الأستاذ عبيد الطيب :
    الدَّرب إنْشَحَط واللُّوس جبالو إتْناطَن
    والبندر فوانيسو البِيوقْدَن ماتَن
    علي بنوت هضاليم الخلا البِنجَاطَن
    اجدع قودع امسيت والمواعيد فاتَن
    المقطع الثالث(بنوت هضاليم الخلا البِنجاطن) لم اجد في كل الدوبيت الذي اعرفه او سمعت به ان احدا وصّف النساء بأضاليم النِّعام لأنها قبيحة وهو الذكر اسمه بالعامية الاضليم او الهضليم واحيانا يوصف به شعر المرأة لسواده وكثيرا ما يوصف به الجمال السريعة وهو المتداول في كل بوادي السودان واظن البيت هكذا.
    الشكر الجزيل للمداخلة الثرية التي رفدت بها ملف الروائي " إبراهيم إسحق " . وأراك عرجت في مداخلة أكثر ثراء حول أبيات الشعر التي أوردها الطيب صالح .
    أرجع للنص للتدقيق :
    بالرجوع للنص ، فهو يتحدث عن ( بنوت الهضاليم ) . ووصفهنّ بأنهن "بنات ذكور النعام " ، ولا أرى أن هناك وصفاً للنساء بأنهنَّ هضاليم من واقع النص ، ويمكننا أن نقول " بنات الكباشي " أو " بنات الفحيل " بنات الفراش " أو " بنات الأسود " ، أي بنات " الذكور " ، وليس هنَّ الذكور . هذا ما أحسبه وربما كان هو الصواب . فالطيب صالح مشهود له بأن كان له برامج إذاعية في إذاعة قطر في الثمانينات كل يوم عن أشعار البطانة ، وكان يقارن بينها وبين الشعر العربي القديم ،ويقدم دراسة نقدية مقارنة . ولديه في تلك صولات وجولات .
    الشكر الجزيل للنماذج الثرية ، والمجادعة التي تفضلت بها .
    *
    في مجلس في منتدى سودانيات حول محاكاة الشعر القومي ، وكانت لنا سجالات مع دكتور" توفيق الطيب " قبل سنوات ، ونهديك المقطع :

    يا توفيق أخُوي أرجَاهَا مويةً فَاترَة
    الشَاي السَمِح بِدور رُجَال السَاترَة
    الطَيب كِبِر ما بسَاعدُو غير الفَاردَة
    أُمك مَعاو تَحَلِف تَصُد الشَاردَة


    تقبل محبتي

    *
                  

10-18-2012, 06:35 AM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1800

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: عبدالله الشقليني)

    الشكر الجزيل للمداخلة الثرية التي رفدت بها ملف الروائي " إبراهيم إسحق " . وأراك عرجت في مداخلة أكثر ثراء حول أبيات الشعر التي أوردها الطيب صالح .
    أرجع للنص للتدقيق :
    بالرجوع للنص ، فهو يتحدث عن ( بنوت الهضاليم ) . ووصفهنّ بأنهن "بنات ذكور النعام " ، ولا أرى أن هناك وصفاً للنساء بأنهنَّ هضاليم من واقع النص



    الاستاذ الشقليني لك الود والتجلة لا اريد ان آخذ الملف بعيدا عن مُبتغاه ولكنني مازلت اقول ان المقطع لا يقصد بنات الهضاليم فهذه غنوة قديمة جدا ولكنني اري في النص وصف للنساء بانهن هضاليم وارجع معي للسّياق حيث اخر الغنوة
    (أجدع كودع امسيت والمواعيد فاتن)
    لا يمكن لا نسان ان يضرب موعدا مع النعام حتي وان كانت رحلة قنص
    الدرب انشحط واللوس جبالو إتناطن
    والبندر فوانيسو البيوقدن ماتن
    الشاعر بلغة البادية(مِشويم) مثله ومثل( الحاردلو وودشوراني....الخ في مساديرهم الشهيرة) اي في طريقه الي فرقان المحبوبةاظنه سار من مسافات بعيدة (الدرب إنشحط ) اي بُعدت المسافة ووجهتنا بعيدة وعندما رأي الجبال في سيره تتناطا اي رأي ذروتها وهذا كناية علي بعدها (اللوس جبالو إتناطن) ثم ادلج ليلا حتي إنطفت فوانيس البندر(والبندر فوانيسو البيوقدن ماتن) وهذا تعبير علي صبره وتحمله للمكوث في السّرُج وقوة بعيره وتحمله للخبب اوالارقال
    وهنا اراد ان يوصف بعيره بالسرعة والقوة فوصفه بذكر النعام(يا فروج هضاليم الخلا البنجاطن) ثم اراد ان يحثه علي السير
    ((اجدع قودع امسيت والمواعيد فاتن) وهذا هو المقطع الذي يُُظهر لك المعني وهوعلي موعد مع المحبوبة . فكيف يُضرب الانسان موعدا مع بنات النعام او الاسود او.......الخ
    والله يا شقليني لقد استمعت لجزء من مقارنات او مقاربات الاستاذ الطيب صالح عن الشعر والدوبيت بل تعلمت منه الكثير الكثير وعندما بدأ الاستاذ في شرح شعر المتنبي في محاضرته اشتريت ديوانه للمتابعة فو الله لا اصحاب الشاعر الطموح ولا غيرهم فهم شعر المتنبي كالراحل الاستاذ الطيب صالح ولكن طبيعة عملي لم تمكنني من المتابعة ثم يا شقليني هذا الراحل الاستاذ الطيب يعرف ويفهم الشعر (النبطي) بصورة مدهشة ومهولة فحين اقرأ له كتاب (الجنادرية) واتابعه يتكلم عن فحول شعراءه كنايف صقر والاميرخالد الفيصل واخرون كانه يتكلم عن الصادق ود الحلال او الحاردلو او دو شوراني...! وحين اقرأ كتاب (منسي) ويتجسّد لي تواضع الطيب وجماله وسماحته اوقن تماما ان هذا الرجل ظاهرة كونية لا يتكرر في الدنيا او العالم مرة اخري شكرا لمجادعاتك انت ود كتور توفيق الطيب
    وناسف لالحاحي او ان كنت ضيفا (ثقيلا) بربابته او ان كنت(مهبوشا) احيانا
    لك ولضيوفك محبتي

    (عدل بواسطة عبيد الطيب on 10-18-2012, 07:27 AM)

                  

10-18-2012, 08:03 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: عبيد الطيب)


    صديقي الشقليني.. حبابك
    و كل سنة و انت طيب..و كتر خيرك على هذه الإطلالة المدهشة..فالنوادر النادرة ، و الدرر الغالية تأتي بغتة و تداهمنا في وسط العجلة من امر ما (هذا الأمر سأحكيه لك ان ربنا حيانا)..!

    يوما ما كتب صديقنا الجميل ابكر ادم اسماعيل.. في منبر سودان فور أوول.. انه لم يسمع أو يقرأ لإبراهيم اسحق الإ بعد ان وصل قاهرة المعز في اوخر تسعينات القرن الماضي (بيني بينك عقدت حواجب الدهشة و حتيت الخمسة في الإتنين من بدعة ابكر تلك)..و هذا الإقرار.. ابكر رمى به من باب الشفافية..و لكن عتاة الصعلكة الثقافية (و هم ناس شوافيين شديد و عندهم ابتكارتهم و عداواتهم المحببة المفيدة ن صعاليك لأنهم فقراء..و سيموتون فقراء..و سيبعثون فقراء..!!!) من ناس اهل السودان العظيم.. مسكوها لسيدنا ابكر هذا رضى الله عنه دنيا و اخرى.. فابتدر صديقنا و استاذنا حسن موسى (ياخي حسن ده حكاية نخاطبو بالدكتور دي ح تسقط حجرنا..عشان كده بنقول ليهو صديقنا كن يرضى كان يابا)..سكك تفاكير تمشي و تجي..و هو يطعن بالبارد (الطعن بالبارد ثقافة اهلنا حمر بكان حسن موسى نشأ)..في عيال الزمن الجديد الما قراوا أو عرفوا استاذنا ابراهيم اسحق..و كاني بحسن موسى يعقد حواجب الدهشة.. يكج عين و يفتح عين ، يومها..!!!

    يومها اتصل على ابكر ادم..ونحن نتحدث قرابة الثلاثة ساعات في شأن ابراهيم اسحق..و قال ابكر: هل قرأت للرجل؟.. قلت ببرود انجليزي صاموطي.. بالحيل.. قرأت له اول مرة في سنة 1983 و انا طالب بالمرحلة الثانوية و في مدرسة كادقلي..و كنا نتسامر مع حكاياته المشهورة (مهرجان المدرسة القديمة)..و (حدث في القرية)..و حينما اشتد الطوق منا..و نحن يفع على اعتاب الجامعة تسامرنا كثيرا مع (فجوة في حوش كلتومة ،و هي ، بالمناسبة ، ذات اجمل ساق على ظهر الوجود..!!)و التي انتقاها الجميل العظيم على المك في سفره اليقين (مختارات من الأدب السوداني)..يومها عبس ابكر و ازبد..و قلت لما يا صديقي؟.. فقال ارجوك أن تعلن عن هذا عشان نوقف حسن موسى من النضمى الحارق..!!..و قلت له: ابيت يا ابكر.. عشان ندي حسن موسى احساس بالفسحة البريئة..خلي الراجل يتفسح ياخ..!!!

    بيد اني لم اكن اتوقع يوما ما ان اقف موقف ابكر ذاك من ابراهيم اسحق..فاحمد المكرم (عليه شآبيب الرحمة و الغفران طرا) قرأته..و كنت اعجب بتياره النقدي و مفاكراته ( بالمناسبة أنا ادعي ان مفردة تفاكير بتاعة حسن موسى هي اجتراح لمفردة مفاكرات هذي..و الحساب بيني و بين حسن موسى.. ناكل اخوان و نتحاسب تجار.. أو كما قال.. و مش مهم.. المهم بنات و عيال الشعب السوداني ده يعرفوا حاجة و يتكيفوا في ثقافتهم ذاتا..!)..و لكني لم أرى له حتى و لو صورة ساكت..و كما تعلم يا الشقليني يا صديقي. مرات الصور بتدى الذات رحمن على قول صديقتي الشاعرة اقبال الياس (هي من نواحي سنار القديمة..و ما ح اقول عنها ..مش يدفعوا بياض.. لو جابوا خروف ضحية عدييل.. ابيت ياخ)..و سعيد ان شفتا احمد هذا و ان كان بعد ذهابه العميق..و كلنا سنذهب..و لكن اجملنا من يترك ذكرى على جدار الزمان الزنيم..!

    أما ابراهيم اسحق.. فكنت اظن ان الروائيين لابد ان يلبسوا لبس الفرنجة.. بنطال..بدلة..والذي منو..لكن روائي بعمة فيها عزب انصار..فهذه لم نراها من قبل في ابائنا الروائيين..و نقرأها ، نحن اهل التلمذة المتأخرة ، انها رمز امين و امين للغاية.. فمؤكد من يكتب عن المعلة (بالمناسبة جدي الرابع اسمو معلة ابو ام مخيان..!!!).؟..و عن آل الكباشي.. لابد ان يكون منهم .. في لبسه.. في مظهره.. في لغته..و في كل ذلك امانة احسد عليها استاذنا ابراهيم اسحق..!
    سعيد بي شوفة استاذنا ابرهيم اسحاق..و سعيد بي شوفة الجميل احمد عبد المكرم ( الذي تعجل و لم ينتظر رأي تلامذته فيه)..و سعيد بي شوفة صديقنا دكتور احمد الصادق..و استاذنا الكبير عبد القادر سالم..!
    و ان كان المقام هو مقام احتفاء بالجميل ابراهيم اسحق.. فسوف نلحق ما قلناه عنه..و ماقال عما قلناه عنه..!

    و كما نجمة الضيف ، في ثقافتنا و اساطيرنا ، هي نجمة براها.. فانت كذلك يا ابراهيم.. كن ترضى وكن تابا.. لكن ما بتدي حريف.. عشان نقول الفي جوانا عنك يا صديقي..!

    كبر

                  

10-18-2012, 08:08 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: Kabar)

    في سنة 2004 ، كتب صديقنا الشاعر السوداني عصام عيسى رجب ، يقول:

    Quote: الحبيب كبر،

    شكراً على جميلِ قولك فيما جنته يداي من الحرفِ / الـ ....

    وشكراً على فضاءات الإنترنت وسودانيز أون لاين أن أتاحت لنا طي المسافات .... من كان يصدق، حفنةً من السنين إلى الوراء، أن أنادي عليك من الصحراء "المسماة مجازاً أو ... الرياض !!!" وتجيبني أنت من "بلاد تموتُ من البردِ حيتانها" أو كما قال أحمد شوقي .....

    أكتب لك وقد وضعت توي سماعة التلفون .... تخيَّل من كان معي على الخط ...؟! إبراهيم أسحق بكل جماله ....!!! ما قولك إن زودتك برقم هاتفه، فقد كلمته عنك وعما كتبت، وكم سعد بذا، مثلما سعد عندما خبرته عن رسالة الدكتوراه لشاعرنا / فضيلي جمَّاع، صاحبِ الديوان البديع / الغناء زمن الخوف، والذي أفكر الآن كيف أوصِلُ إليه ما سأل


    و كان ذلك هنا في هذا الخيط..

    أخبــار البنت ميــاكايا: اٍحتــواء الأخر

    و ليس ذلك مهم ..و لكن ..هنا فرصة للإطلاع عن بعض الأراء عن تجربة ابراهيم اسحق الثرة..

    و دمت..
    كبر
                  

10-18-2012, 12:02 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: Kabar)



    (16)

    حبيبنا الأستاذ / محمد النور كبر
    تحية تقدير لما تفضلت به ، وإطلالة أخرى على الملف الثري عام 2004 ( أخبــار البنت ميــاكايا: اٍحتــواء الأخر ). وإنها لسانحة الوفاء لمبدعينا أن نعيد رفع كافة الملفات التي حاولت الإبحار في تجاربهم العظيمة . والنزول إلى قاع تلك الكائنات التي صنع فيها الروائي الباهر الأستاذ " إبراهيم إسحق " سجادته الروائية ، وجلس للنول يرصف الخيوط الملونة في واقع الذين كادت حياة المُدن أن تنساهم ، رغم أنهم حاضرون في الاقتصاد دعماً . يترحلون في الأصقاع . كلما كتبوا سيرتهم ، هبت النسائم تلقي بالأتربة في اثرهم فينطوي . إلى أن جاء " السامري " ، ذاك المتمكن الحصيف . ابتنى أرضية وسمّدها من آداب اللغتين العربية والإنكليزية ، وعبر إلى آداب هنا وهناك . اتخذ الروائي " إبراهيم إسحق " من تجربة القراءة أن يألف شكل الكتابة المتطورة ، ومنهاج الولوج من سطح الحياة إلى عمق إنسانها : حياته بكل ضجيجها وصراعاته ومشاعره ، والأفق الذي ينتهي به ، والأحلام التي تتراقص بين عينيه .
    وقد كان كتابك وفياً بالمادة القصصية وبكاتبها ، وقد أعملت تفكيكاً لبنياتها التحتية ، ليتعرف القارئ ليس على الطريق الممهد المرصوف ، بل يُطلّ على المجاري والأنفاق والأخاديد المختفية في ظواهر الحياة .
    لك الشكر الجزيل ، وأستأذنك في إعادة نقل المادة ليكون الملف بقدر المستطاع إطلالة على وجه مُبدع من بلادي . له يده التي تحفر في الواقع الذي كادت أو تذروه الرياح . ففي حضن الحياة الشفهية تنام التواريخ في الصدور دون أن تتكشف كنوزها .

    وتقبل محبتي

    *
                  

10-18-2012, 04:43 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: عبدالله الشقليني)



    (17)
    Quote:


    أخبــار البنت ميــاكايا: اٍحتــواء الأخر
    بقلم : محمد النور كبر

    تقــديم:

    قد تكون القراءة متعة خصوصية، و لكنها أحيانا تفيض و تشكل حضورا طاغيا في حاجة للمشاركة.. و هذه قراءة لرواية ابراهيم اسحق " أخبار البنت مياكايا" .. تحتوي هذه العجالة على اضاءتين: الأولى ، اشارة الى الريف كموضوعة روائية ، و الثانية ، اشارة الى ملامح كتابة ابراهيم اسحق الروائية .. ثم قدمنا مجمل لفكرة الرواية في " بهو الأخبار" .. و لأنها رواية تأريخية ، حاولنا التساؤل عن " لماذا العودة الى التأريخ" .. و لما كانت الرواية تعامل غير برئ مع التأريخ ، فلقد ميزنا بين مفهومين : أيدولوجيا الرواية و رواية الأيدولوجيا..ثم خلصنا الى كونها رواية أيدولوجيا ..و في تبيان ذلك ، قدمنا تدليل على ميكانيزم " احتواء الآخر " و كانت تلك هي الخاتمة ..

    إضــاءة (1)

    ثمة عدة منجزات في مشهد الرواية السودانية ، اتخذت من الريف موضوعا لأحداثها.. و على سبيل المثال لا الحصر ، أتخذ منجز الطيب صالح مجتمع ود حامد مسرحا لبعض أحداث رواياته .. و ابراهيم اسحق في معظم منجزاته الروائية ، و أبكر ادم اسماعيل في " أحلام في بلاد الشمس" ، و يحي فضل الله حماد في " زواج زقندي " و التي هي سيرورة تنقل ما بين مجتمع الهبانية في دار فور و المدينة " مدني " .. و ابراهيم سلوم في رواية " الدية " عن مجتمع المسيرية في غرب السودان و شرق تشاد..

    و ما يميز هؤلاء الأخيرين ، اسحق ، ابكر ، يحي ، و سلوم .. انهم اهتموا كثيرا بكتابة تفاصيل مجتمع كردفان و دارفور ، و الذي يشكل حقلا اسطوريا للكتابة الروائية بمختلف تلاوينها..
    موضوع قراءتنا هنا ، يقتصر على ابراهيم اسحق في روايته " اخبار البنت مياكايا /نياكايا " و التي نشرت أول مرة منجمة في الصحف السودانية في سنة 1980 ، ثم جمعت بهيئتها الحالية وفق منشورات مركز الدراسات السودانية سنة 2001 .. و لأسحق ايضا ، " حدث في القرية" 1969 ..و " اعمال الليل و البلدة " 1971 ..و " مهرجان المدرسة القديمة" 1976 .. اضافة لمجموعة قصص قصيرة .. أشهرها قصة " فجوة في حوش كلتومة" المنشورة ضمن كتاب على المك " مختارات من الأدب السوداني " الصادر ضمن منشورات دار النشر جامعة الخرطوم ..

    إضــاءة (2)

    تحتفي كتابة ابراهيم اسحق ، و هي مجمل مشروعه الروائي ، بكتابة حياة حيلة الريف أو القرية أو الهامش ، كواقع اجتماعي و انساني و جمالي غني بتساؤلاته و تنويعاته المتعددة .. و هي بذلك محاولة مستميتة لنفض الرماد عن جذوة الإنفعال الإنساني في ذاك الريف ، و بهذا فهي كتابة يعنيها في المقام الأول استكشاف و تقديم و قول ملامح العادي الريفي ، غير الحضري ، في هدوئه..أحزانه..أفراحه..طموحاته .. مخاوفه .. و ابتداعه للجمال اليومي ..
    و في فعل ذلك ، يستخدم ابرايهم اسحق لغة المعيش اليومي لذلك الهامش بصورة اسطورية ، مما جعلها ، في وجهة نظر البعض ، لغة غريبة تحتاج الى كثير من الهوامش و الإضاءات القاموسية لإدراك معانيها و التواصل معها ..
    و في رأينا ، كانت تلك اللغة – بالرغم من جمالها و سطوته – عقبة ساهمت كثيرا في تكثيف التجاهل لمشروع ابراهيم اسحق الروائي بجمله و الإكتفاء بالإشارة اليه فقط من باب المواجبة و " زح اللوم" ..

    في بهــو الأخبــار:

    محور الرواية في " أخبار البنت مياكايا" هو علاقة انسانية - علاقة حب مثلا – بين الأميرة نياكايا " التي صارت متحورة لغويا مياكايا ، اميرة الشولو ( الشلك) ، و غانم سليل المعلة ..
    تخللت الرواية مغامرات جمة ، ابتدأت باٍختفاء غانم ولد جمعان عن الحي " شمال كردفان و دارفور وقتها" ..ثم ارسال فريق للبحث عنه " أونالا/عون الله" و الموفى ولد غانم .. و تمكنا من العثور على غانم في جزيرة زينوبة " كوستي / الجزيرة أبا" .. و في لحظة الرجوع ، رأى غانم الأميرة مياكايا وقرر أن يتبعها الى ديارها في عمق الجنوب .. ثم الإختباء في قريتها بغرض مشاهدتها .. و حدثت المشاهدة .. ثم بعد ذلك تتالت الأحداث .. الى أن التقى الحبيبان .ز ثم قررا الرحيل و العودة الى رهط غانم ..و عاد بها زوجة ..
    الرواية تعتمد على تكنينك الحكاية المعنعنة .. و يحكيها لنا حازم الذي سمعها عن الحساني في موقف اللواري.. و هذه واقعة لها دلالتها القصوى حول أن تأريخ السودان ، و في أهم جزئياته ، لازال تأريخا شــفاهيا .. و أن سلطة حكايته لازالت غنيمة يستأثر بها المركز الثقافي و الأيدولوجي ..
    أثارت الرواية أسئلتها الخاصة ، و اهمها سؤال الهوية و محاولة تكييفه.. و هي مسائل سنحاول معالجتها في السطور القادمة ..
    لماذا العودة الى التأريخ ؟:

    بصورة عامة ، تعني الرواية التأريخية ، جنس الكتابة الروائية التي يختار منجزها " الكاتب " مسرح أحداث يتعاطى مع وقائع الماضي ، سواءا كان ذلك باٍعتماد التسلسل الزمني لأحداث التأريخ أو الكتابة عن واقعة تأريخية بعينها أو شخصية تأريخية حقيقية .. أو حتى تقديم تصور بديل للتأريخ..
    فقد تكون الرواية عن شخصيات تأريخية حقيقية أو مختلقة ، ضمن سياق أحداث تأريخية .. أو قد تكون في مجملها عبارة عن رؤية معاصرة (لاحقة) لواقع تأريخي معين أخذ حيزه من الزمان و أنقضى..
    و بهذا الفهم الأخير ، فان " أخبار البنت مياكايا " أعلنت عن هويتها كرواية تأريخية باٍمتياز..
    فابراهيم اسحق ، أختار التأريخ السوداني البعيد كزمن و مسرح لأحداث روايته .. و في ذلك غرض بيّن من استخدام التأريخ .. و ذلك في محاولة الإجابة على بعض أسئلة الهوية السودانية .. و محاولة تقديم تصورات لتكييفها ، انجرافا في دوامة المشغلة الكبرى التي يدور في رحاها غالبية مثقفي و مثقفات السودان..

    و بالطبع " أخبار البنت مياكايا" .. ليست تعامل برئ مع التأريخ و انما تميل لكي تكون اسقاطا ايدولوجيا على احداث التأريخ .. و ذلك كما سنبين بعد قليل..
    يلاحظ القارئ أن زمن أحداث الرواية هو القرن السادس عشر الميلادي ، كما في الإشارة الواردة في صدر الرواية .. و كان ذلك عهد ازدها مملكتي الفونج و الفور في السودان الشرقي " السوداني الحالي" .. و في هذا التقييد الزمني ايحاءات كثيرة ، خاصة فيما يرتبط بسؤال الهوية .. اذ يشكل ذلك الزمن في وجهة نظر البعض ، بداية ما يسمى بالتزاوج بين الثقافة العربية الإسلامية و الثقافات الأفريقية " Aboriginals' Cultures " ..
    و ايضا فيه اشارة ضمنية ، او ربما صريحة ، الى نهج الآفروعروبية و الذي اتخذ من تحالف الفونج و العبدلاب نموذجا لتكييف مشروع الهوية السودانية .. و يمكن أن نوسم كتابة ابراهيم اسحق في " أخبار البنت مياكايا" بالعودة الثانية الى سنار .. مع ملاحظة أن عودة محمد عبد الحي تماثلت مع المدينة ، و عودة اسحق تماثلت مع الفضاء ماوراء المدينة، أي مجتمع الريف .. أضف الى ذلك الإشارة الى المكان " النيل الأبيض " .. و حتى في ذلك الزمان البعيد ، لم يكن النيل الأبيض هامشا ، سواءا بالمعنى الجغرافي او المفاهيمي .. و بالتالي تكون احداث الرواية هي محاولة اختبار لحظة تشكل المركز (مفهوما) في مواجهة الهامش (مفهوما ايضا) و سيرورة الصراع الحالي..

    فاٍذا اتفقنا بأن الرواية هي محاولة لتأسيس تلك اللحظة البكر ، أي لحظة التقاء الثقافة العربية الإسلامية بالثقافات الأفريقية ، فان الرواية تكون قد وضعت نفسها في محك الأسئلة الشرسة .. فهل كانت تلك اللحظة هي لحظة سلام و امان تخللها حوار ثقافات حقيقي ؟ أم هي كانت لحظة صراع عنيف (مادي و معنوي) استخدمت فيه وسائل الإزاحة القسرية ، و ذلك بسيادة ثقافة على حساب الثقافات الأخرى؟

    و لأن رواية " أخبار البنت مياكايا " في ذات نفسها لم تكن تأريخا ، و انما تعامل مع التأريخ ، فلقد احازت للإيجاب في اجابة الشق الأول من التساؤل عالية .. و أقترحت أن ما تم في تلك اللحظة البكر من تداخل أو تزاوج بين الثقافات تم عن طريق السلم و علاقات المصاهرة .. الخ
    و في ذاك منحى مقبول في خيارات الرواية و خيارات اسحق الفكرية و الأيدولوجية بحسب كونه منجز للرواية .. و لكن يصعب قبوله من قبل من جانب القارئ العادي .. فهو لا يعدو ان يكون مجرد محاولة لتجميل الوجه القبيح من التأريخ .. أو على الأقل محاولة تناسي ذلك القبح التأريخي و انتهاج منهج التبرير التلفيقي.. و هذا ما دعانا لوصفها بأنها رواية أيدولوجيا صريحة ..

    أيدولوجيا الرواية .. و رواية الأيدولوجيا:

    يقتضي التفريق بين هذين المفهومين ، الإشارة الى أن أيدولوجيا الرواية ، غاية لذاتها .. بمعنى التقيد بمنظومة قيم و معتقدات تصب في تكييف وضع الرواية كجنس من اجناس الكتابة الأدبية ..
    أما رواية الأيدولوجيا ، فهي وسيلة ، و بالتالي هي اسقاط على الرواية أو خلق وظيفة من خلالها تتم الإجابة على سؤال وجودي - كسؤال الهوية مثلا – بطريقة أو بأخرى.. و منها أيضا الترويج لمنظومة قيم باعتبارها الأصح .. و في هذا المنحى تكون أشبه بألية الدعاية المكثفة ..
    فاذا افترضنا ان محور " أخبار البنت مياكايا" هو العلاقة الإنسانية ، علاقة الحب بين الأميرة مياكايا و غانم سليل المعلة ، فالسؤال هو هل كان فعلا حبا اختياريا هادئا؟و ما هي الدلالات المحيطة بمجمل مغزى الرواية؟

    مثلما ما ذكرنا سابقا ، يصعب جدا قراءة " اخبار البنت مياكايا" خارج سياق سؤال الهوية السودانية.. و يرجع ذلك الى أن الرواية في حد ذاتها هي عبارة عن مساهمة في سؤال الهوية.. وذلك لإدعائها بأن العلاقة بين الثقافتين العربية الإسلامية و الأفريقية ، هي علاقة تزاوج ، و أن هذا التزاوج تم بالتراضي "كما هي لغة التبادل و الإستثمار في هذه الأيام " .. و هو مجهود داعم لأيدولوجيا المركز.. خاصة في عهد مايو (ظهور الرواية اولا أو زمن انجازها الحقيقي) و ما صاحبه مما يسمى بمشروع بوتقة افنصهار كاطار فكري للإجابة على سؤال الهوية.. و هو المشروع الذي ينتمي له اسحق ، سواءا بقصد أو غير قصد ..

    و هي نفس الخلاصة التي يذهب اليها كل من عبد الله بولا و محمد جلال و ابكر ادم ، في سؤالهم المستمر لعنف ايدولوجيا المركز و محاولاتها الماكرة في اعادة انتاج الهامش و تدجينه في محور ثقافة احادية الإتجاه و غير معتادة على الحوار و الإعتراف بالآخر ، و لو على سبيل المجاملة ..
    و على ذكر مبدأ الإنصهار ذلك ، فاننا نود التنبيه الى عدم دقة هذا المصطلح في توصيف تكوين الهوية السودانية.. خصوصا بأننا ، كسودانيين ، لا زلنا في مرحلة تأسيس و تكييف المصطلحات ، هذه واحدة ، و الثانية ، شرحه و الإشارة الى تبريريته و تبريرية من يركنون اليه استعمالا..
    فالإنصهار مصطلح مستلف من حقول علم الكيمياء ، و يعني أن مصهور معدن معين حينما يضاف الى مصهور معدن أو معادن أخرى ، يكون الناتج سبيكة .. و السبيكة تتميز بخصائص تختلف عن خصائص العناصر الأساسية المكونة لها.. و يعتمد فعل الإنصهار الكيميائي على مبدأ التذويب الكامل للعناصر..
    و لكن هل يصح استلاف هذا المصطلح ، و بهذه الكيفية ، لتوصيف شكل العلاقة بين الثقافات الأفريقية و الثقافة العربية الإسلامية ؟

    روّج لهذا المصطلح بعض من مثقفي و مثقفات السودان لتكييف مفهوم الهوية السودانية ، تجاوزا لبعض الحقائق قفزا كالعادة .. و هي أن الإنصهار يقتضي وجود عنصرين أو أكثر بتناسب ثابت .. و لكن تناسى دعاته هذه الواقعة البسيطة و استكانوا الى حقيقة واحدة و هي أن الثقافة العربية الإسلامية الوافدة لها من الفرادة و القوة مما يمكنها من مواجهة كافة العناصر الأخرى و التفوق عليها و بالتالي التأثير عليها بشدة .. و هو كلام ضد مبدأ التناسب..
    ففي الموقف النظري ، يعترف اولئك الناس بمبدأ الإنصهار على علته ، و لكن في الجانب العملي يمارسون ، كما الثقافة العربية بمجملها ، نوع من الإزاحة ، و هو أيضا مفهوم فيزياء/كيميائي ..
    و الوجه الأخر للكلام ، هو ان الإنصهار غالبا ما يأتي بناتج جديد و مغاير ، و لكن دعاة الإنصهار دوما يخافون منطق العلم و بالتالي يناقضون أنفسهم ، وذلك باصرارهم من مصهور الأفريقية و العروبة الإسلامية ، يتميز بالعروبية الإسلامية فقط.. و أنه لم يأخذ من العناصر الأخرى سوى اللون و المظاهر الجسمانية الأخرى .. يعني الإعتراف عندهم يتوقف في الشكلاني ، مع الإنكار التام للجوهري .. وطبعا في ذلك تبريرية واضحة ..
    و اذا كانت مسألة استلاف و تداول المصطلحات ممكنة ، فاننا نرى ، وفقا لمنطق الكيمياء ، بأن ما حدث في تلك اللحظة البكر ، أشبه بالتفاعل ، و الذي يسمح للعناصر الأساسية بالإحتفاظ ببعض من خصائصها الجوهرية..
    و لكن ماذا عن " أخبار البنت مياكايا" ؟

    اٍحتــواء الآخـــر :

    Quote: غريب ، يفكر عون ، ما أكملنا الشهر حتى و هانذا قد اصبحت من الشولو و سأرجع الى الحي فأصبح اعرابيا ، أتكلم بلسانهم و أتزوج منهم و أفكر مثلهم
    .. ص 61

    و نقصد بالآخر هنا ، الثقافي الأفريقي ، و تخبر عن احتوائه استراتيجية بناء العلاقات بين الوافد و المواطن ..
    فمثلا ، حالة أونالا ، الذي صار فيما بعد عون الله ، و الذي صارت سلالته العوناب ، هي اشارة لمكانيزم الإحتواء ، و ذلك بخلق نموذج يحمل ملامح الثقافة العربية الإسلامية ، و هو الشلكاوي القح ، و بالتالي قطع الصلة مع الماضي في محاولة لتأكيد أفضلية الثقافة الوافدة و أن ما عداها من ثقافات لا وزن له..
    بل أكثر من ذلك ، السعي الى تدجينه و خلق رصيد منه ، في المستقبل يكون مدافعا و منافحا عن الثقافة العربية الإسلامية ..
    و لكن ، لم يفكر المثقف السوداني ، و اسحق هنا نموذجا له ، بمحاولة عكس المعادلة ، و ذلك في موقفين:
    الأول : ماذا يحدث لو كان عون اللـه ( أونالا الشلكاوي ) عربي مسلم و ذهب ليعيش وسط مجتمعات السكان الأصليين ( الشولو/الشلك) او ما معاقل الثقافة الأفريقية ؟ هل سيجبر – مثلا – على تغيير اسمه و هويته و قطع صلته بماضيه؟
    الثاني : ماذا يحدث لو أن المرأة مركز الرواية ، الأميرة نياكايا و التي تعرب اسمها الى مياكايا، كانت امرأة من الظعائن " مجتمع القبائل العربية المسلمة "؟ هل سيأفرق أو يزّنج اسمها؟ هل ستجبر على قطع الصلة بماضيها؟
    و لكن تظل مثل تلك الفرضيات من المسلمات غير القابلة للنقاش ، ولازلنا نحن نشهد رحاها الى الآن ..

    مســألة أخرى من مظاهر الاحتواء ، و هي أن الثقافة الوافدة و بكل تجلياتها الذكورية ، يسيطر عليها وعي تناسلي قوي ، وفقا لمفهوم الوعي التناسلي كما قال به محمد الشيخ .. لذلك ، في وعيها الباطن تكمن قمة قهر الأخر عن طريق "خرط انثاه " .. و هي الأسطورة التي وقع فيها بعض المثقفين السودانيين ، بأن ثقافة الأخر بالنسبة لهم حقل يتم غزوه عن طريق المرأة .. و بالتالي تكون أقصى درجات الهزيمة و كسر العين هي سبى امرأة الآخر..

    و مثل تلك الديناميكية تنفي القول بحدوث حوار مثمر بين الثقافة الوافدة و الثقافات الوطنية .. و هي في نفس الوقت عملية مستمرة لنفي الأخر/الرجل و تهميشه أو محاولة ، كما هي حالة أونالا ( عون الله)
    و اخيرا ، تتجلى ميكانيزم الأحتواء تلك ، كاسقاط ايدولوجي ، في محاولة التهرب من اثارة الأسئلة الحقيقة أو مجابهتها .. و نقصد هنا سؤال الهوية نفسه ..
    و في ضاك المنحى ، تلجأ الرواية الى استخدام نظرية المؤامرة ((Conspiracy Theory و ذلك القاء اللوم على طرف اخر.. بمعني ثاني ، محاولة تقديم تفسير بديل لتأريخ الصراع ، أي صراع الهوية ، بأن ما حدث و ما يحدث الآن ، يعود سببه للمستعمر ..
    Quote: تلك يقولون حقبة كلها بركة ، و كما قولهم يا عثمان ، قبلما يأتي الترك الضالين المضلين ، ينافحهم فقيه الجزيرة أبا الذي استنهض الناس عليهم و من تبعهم ، خربوا البلد و فاصلوا بين خلق الله
    .. ص 75

    و هي حيلة يتبعها كثير من أهل السودان و مثقفيه ، و هي قفز ارجوزي على الوقائع .. لأن من يقول بنفس القول ، يتقاضى تماما عن مساءلة الحال قبل حضور الترك .. وانما يستخدم مبدأ التبريرية التلفيقية و يقول بأن الحال كان بركة و سلم و طمأنينة و اتفاق .. دون حتى محاولة تذكر لحظات الإلتقاء البكر و التي تخللتها عمليات السبي و النهب و التدجين ..

    كبــّر
    أخبــار البنت ميــاكايا: اٍحتــواء الأخر

                  

10-18-2012, 07:16 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: عبدالله الشقليني)

    الحبيب ابن امى
    الشقلينى
    ازيك
    اهدانى صديقى احمد الطيب عبد المكرم احد مجموعاته القصصية
    واشهد انى "شرقت بها "
    واشرقت بها شمس قراءة جديدة
    كتبت عنها وظللت ابحث عن المقال الكان نشرته فى اجراس الحرية ذات يوم
    لكنى ما عثرت عليه
    اعدك ان اظل باحثة عنه حتى القاه
    لك محبتى ولشيخى واستاذى ابراهيم اسحق كل المحبة
                  

10-19-2012, 09:56 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: سلمى الشيخ سلامة)




    29783_imgcache-Copy.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    (17)
    شقيقتي الكريمة الفاضلة ،سيدة القص الأستاذة " سلمى بنت الشيخ سلامة
    أهلاً بكِ وسط هذا الدُنيا ، ونحن ننهل من عجائبها وأقدارها ترسم لنا كيف يمكن أن نشاهد من ذهب قبل ايام إلى الغيبة الكُبرى وهو يتحدث بملء النضار والقوة والمعرفة عن النقد ، ويمزج التتلمُذ كيف يتحول إلى صداقة بينه ( ابن عبد المكرم ) وبين الرواؤئي والباحث الأستاذ ( إبراهيم إسحق ) .
    بدأ الماضي والحاضر يشتبكان و الصحافي القاص الأستاذ "أحمد عبد المكرم " يتحدث عن النقد . اشتبكت في نفسي مشاعر حزن الفراق مع مشاعر المحبة والشجن وهو يسرد النقد ، مع التواضع الذي لا يُخل بتناغم الأجيال حين يتسارعون إلى الإبداع وهو يتوسل إمكاناتهم ويستحث طاقاتهم ، فتلتقي الأرواح في سجال وانسجام . فترتج النفس وتغرورق العينان .
    في ظل تلك الغمامات ، تلتبس الرؤى ، بفرح أن نتحدث عن روائي متفرد ، وبين أن يتملكنا حزن بفراق قاص ومبدع . وصدق من قال المبدعون لا يموتون .
    لك الشكر الجزيل أن كنتِ بيننا في هذا الملف .
    تحية مجدداً للشقيقة التي لم تلدها أمي : سلمى

    *
                  

10-20-2012, 09:27 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

10-20-2012, 11:33 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: عبدالله الشقليني)

    الشقلينى سلام من الله عليك وعلى جميع أهلك فى العالمين

    فقد كتب الله لك الفوز بأن تحصى بدائع إبراهيم إسحاق
    وعجائب قصه ونقده وبحوثه الأكاديميه المتميزه وكتاباته
    الصحفيه الأدبيه الناقده ذلك الرجل الذى تسلح لما نذر
    بكل أسباب المعارف وجميع التقنيات المطلوبه وجاء بخراجه
    الكثيف للناس مرفوع الهامة والقامه بأن إقرأوه فيا له
    من إبداع ويا لها من تصورات جسدها فى ذاك
    القص وساقها كعرائس البحر لنا فى سرده مخبرا بدقائق أولاد
    كباشى ومعرفا لهم من كل جانب فاتحا كل باب أغلق فى وجهنا
    ببعد المكان وتحوصله على ما فيه من تراث وآداب وفنون
    فرفع بذلك مكانا ضخما فى الآفاق ورفعهم فوق هامة قصه
    الشامخه لسائر الكون ليراهم وحتما سيقع ذلك المكان والحيز
    الذى شغله آل كباشى فى كل عين وإن أصابها العمى وسيسمع
    أذن الكون بصوته ذلك السارد الداوى وسيصنع لنا مكانا
    آخر أرفع مـكانة من ذلك الذى وضعنا فيه الطيب صالح
    فيا أيها الشقلينى إن تلك الحلقه التى جمعت إبراهيم إسحاق
    بخيرة ما نملك من نقاد من الذين تمكنوا بالوقوف على دقائق
    أعمال إسحاق فزادوا وعينا به وشرحوا لنا طلاسم قصه
    وفكوا لنا رموز هروغلوفية لغته العصيه وسقونا بذلك
    عصيرا من منقه مركزه وحاليه لله درهم وكذا كان خيار
    التطريب رائعا فكان جودة العزف على العود وجمال الشجو
    التراثى والنغم الطروب بذلك العبدالقادر سالم - فقد تحدث
    الأكاديمى أحمد صادق بمعرفة عن إسحاق وعن المدارس الكتابيه
    التى تأثر بها والكتاب العماليق الذين أخذ عنهم طرائقا
    فى السرد وتميز عليهم بخصوصيته فى صناعة آل كباشى كما
    تحدث تلميذه وصديقه أحمد الطيب عبدالمكرم حديث هامان
    بفرعونه وحاشى كلاهما تطابق التوصيف ولكن لتأكيد عمق
    معرفة عبدالمكرم عليه من اللطيف الرحمه بأستاذه وأستاذى
    إبراهيم إسحاق الكاتب القاص المتفرد كما أبان عزالدين
    ميرغنى الكثير الجميل المفيد لا بل لم يبخل علينا إسحاق ذات
    نفسه ليقول الكثير حتى عن بحثه عن رحلة بنى هلال التى أعاد
    نشرها بعد أن تأكد له ما وقع فيه من خلل - فيا أستاذى
    الشقلينى هذا البوست وذاك التسجيل أعده من أميز ما
    وثق لذاك الأديب القامه وأتمنى أن تصبر على متابعة كل
    حراكه لتكون المرجعيه الحاويه لكل ما يخص ذلك الأديب الفريد
    - ولك عميق ودى وسلام وكذا لأستاذى إبراهيم إسحاق
    وللأساتذه ةالأخت المذيعه ولكل زوار هذا البوست.




    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 10-20-2012, 11:39 PM)

                  

10-21-2012, 07:57 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: munswor almophtah)

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan135.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    إطلالة على البيئة

    *
                  

10-21-2012, 08:19 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: عبدالله الشقليني)

    أسمح لي من خلال هذا الباب الرحب يا عبدالله أن أعزي الأخ الأستاذ ابراهيم اسحق
    في وفاة والده الذي رحل الى رحمة مولاه الأسبوع الماضي
    ولم نلاقيه بعد لسفره الى ودعة
    لتقبل العزاء في الوالد.

    ألا رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
    في زمرة الصالحين
    وآجر ابراهيم والأهل وأحسن عزاءهم
    وإنا لله واليه راجعون.
                  

10-21-2012, 01:54 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: عائشة موسي السعيد)



    Quote: أسمح لي من خلال هذا الباب الرحب يا عبدالله أن أعزي الأخ الأستاذ ابراهيم اسحق
    في وفاة والده الذي رحل الى رحمة مولاه الأسبوع الماضي
    ولم نلاقيه بعد لسفره الى ودعة
    لتقبل العزاء في الوالد.

    ألا رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
    في زمرة الصالحين
    وآجر ابراهيم والأهل وأحسن عزاءهم
    وإنا لله واليه راجعون.


    لك الشكر الجزيل دكتورة عائشة موسى

    ألف رحمة ونور عليه ، اللهم أرحمه واسكنه مسكن الصديقين
    وجمّل أهله ومحبيه وأصحابه وشاعرنا إبراهيم وأسرته بالصبر الجميل


    .
                  

10-21-2012, 08:25 AM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1800

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: عبدالله الشقليني)

    عُربان عبلة نزلو الدَّو جِمالُهن دلَّت
    ونيران عبلة فوق قلب المتيّم تَلَّت
    قصة ريدنا قولو إتْعَقَّدت ما إنْحَلَّت
    واخر طلقة من هذف البريريب جلَّت (حسن دياب)

    عنقك باهي ضامر هافِك
    وديسك كابي مو شَنشُون مغطي أكتافك
    الغيم البفك بعد الهِجوع عضسَّافِك
    قطر اسنا البشيل ألبِل رحيل عطافِك (كباشي)


    شالو الليلة من دار الدّمر وإنقَلُّو
    وحازمة ضعينتم منصمة ما بِنفلُّو
    سقَّد ما يقي نومة الغفلة مابِتطلُّو
    وقلبي مع الجِراسة البِنقُرن قام كلُّو (ودالشلهمة) وهو والله كجرير في جزالة الشعر

    الاستاذ الشقليني لك الود والمحبة لجلب هذا النعيم وعالم ابراهيم اسحق
                  

11-01-2012, 10:28 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: munswor almophtah)

    Quote:

    الشقلينى سلام من الله عليك وعلى جميع أهلك فى العالمين

    فقد كتب الله لك الفوز بأن تحصى بدائع إبراهيم إسحاق
    وعجائب قصه ونقده وبحوثه الأكاديميه المتميزه وكتاباته
    الصحفيه الأدبيه الناقده ذلك الرجل الذى تسلح لما نذر
    بكل أسباب المعارف وجميع التقنيات المطلوبه وجاء بخراجه
    الكثيف للناس مرفوع الهامة والقامه بأن إقرأوه فيا له
    من إبداع ويا لها من تصورات جسدها فى ذاك
    القص وساقها كعرائس البحر لنا فى سرده مخبرا بدقائق أولاد
    كباشى ومعرفا لهم من كل جانب فاتحا كل باب أغلق فى وجهنا
    ببعد المكان وتحوصله على ما فيه من تراث وآداب وفنون
    فرفع بذلك مكانا ضخما فى الآفاق ورفعهم فوق هامة قصه
    الشامخه لسائر الكون ليراهم وحتما سيقع ذلك المكان والحيز
    الذى شغله آل كباشى فى كل عين وإن أصابها العمى وسيسمع
    أذن الكون بصوته ذلك السارد الداوى وسيصنع لنا مكانا
    آخر أرفع مـكانة من ذلك الذى وضعنا فيه الطيب صالح
    فيا أيها الشقلينى إن تلك الحلقه التى جمعت إبراهيم إسحاق
    بخيرة ما نملك من نقاد من الذين تمكنوا بالوقوف على دقائق
    أعمال إسحاق فزادوا وعينا به وشرحوا لنا طلاسم قصه
    وفكوا لنا رموز هروغلوفية لغته العصيه وسقونا بذلك
    عصيرا من منقه مركزه وحاليه لله درهم وكذا كان خيار
    التطريب رائعا فكان جودة العزف على العود وجمال الشجو
    التراثى والنغم الطروب بذلك العبدالقادر سالم - فقد تحدث
    الأكاديمى أحمد صادق بمعرفة عن إسحاق وعن المدارس الكتابيه
    التى تأثر بها والكتاب العماليق الذين أخذ عنهم طرائقا
    فى السرد وتميز عليهم بخصوصيته فى صناعة آل كباشى كما
    تحدث تلميذه وصديقه أحمد الطيب عبدالمكرم حديث هامان
    بفرعونه وحاشى كلاهما تطابق التوصيف ولكن لتأكيد عمق
    معرفة عبدالمكرم عليه من اللطيف الرحمه بأستاذه وأستاذى
    إبراهيم إسحاق الكاتب القاص المتفرد كما أبان عزالدين
    ميرغنى الكثير الجميل المفيد لا بل لم يبخل علينا إسحاق ذات
    نفسه ليقول الكثير حتى عن بحثه عن رحلة بنى هلال التى أعاد
    نشرها بعد أن تأكد له ما وقع فيه من خلل - فيا أستاذى
    الشقلينى هذا البوست وذاك التسجيل أعده من أميز ما
    وثق لذاك الأديب القامه وأتمنى أن تصبر على متابعة كل
    حراكه لتكون المرجعيه الحاويه لكل ما يخص ذلك الأديب الفريد
    - ولك عميق ودى وسلام وكذا لأستاذى إبراهيم إسحاق
    وللأساتذه ةالأخت المذيعه ولكل زوار هذا البوست.




    منصور


    سعيد أن نكون برفقة المنصور
    حبيبنا في السماء الدنيا :
    عطر الكلام ، وحفاوة العُناب في الشفاة الراجفة

    ...سكت النغم سكت الكلام

    لك الشكر الجزيل
    *
                  

11-03-2012, 03:43 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: عبدالله الشقليني)

                  

11-03-2012, 07:15 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: munswor almophtah)



    حبيبنا المنصور
    لك المحبة ، كنت أبحث عن هذا الملف وقد حدثني به صديقنا الأستاذ " أمير أبو قناية " شريكنا في مظلة منتدى السودان الفكري ، وبحثت عنه ولم أجده .
    وها أنت أحضرت المائدة الدسمة . واكتملت الصورة .
    ها أنت يا صديقي شريك معنا في نقل روائيينا إلى منابر الحضور . كم منا شهِد تلك الحلقة ، في ظروف المعايدة ؟ . ترى القيمة الكبرى التي نقل بها صديقنا " سامباتيك " إلى " اليوتيوب " ، فلحقنا بالحدث كاملاً ، وهو ما تم بشأن اللقاء الأول الذي بنينا عليه الملف .
    ألمت بي فرحة كبيرة بهذه الاضافة . لك من الشكر أجزله .
    .

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-04-2012, 08:55 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-04-2012, 08:55 PM)

                  

11-04-2012, 01:17 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ الباشمهندس الشقلينى سلام من الله يرعاك ويحميك
    من كل سؤ وإلى يوم نبعث.

    ولأننا نتصيد أستاذى إبراهيم إسحاق والذى سينفذ إلى فضاءات
    الكون بأعماله تلك والتى أولاها إهتمامات خاصه ليرسل من خلالها
    رسائله التعريفيه بودعه وما حولها كمكان جامع لثقافات شرق
    دارفور وغرب كردفان فى حزام التداخل الوميق بين البقاره
    والأباله والزراع أوبين الرعاة والزراع وأهل الحرف الأخر فى
    مجتمعاتهم الريفيه أو الحضريه وسيكون ذلك بمركب تفوق ما لناسا
    من مراكب نفاذة لأحشاء الكون.

    أولا كما يقولون (إبن الوز عوام) فكانت نبراس الحسين خوجلى
    والتى ولدت بعد كل ذلك الإنتاج وفى بئة متمدنة تحورت لغتها
    إلى راندوك لا يستوعبه إلا أهله ولا يستوعبون غيره إلا أن نبراس
    كانت ذكية وفية للأتيان بقدرات والدها لا بل إظهار ذاتيتها
    فى ذلك الحوار العصرى المفيد عن قامة من قامات الكتابة بالعربيه
    وشخص له نبوغه وتفوقه وخصوصية لغته وتميز شخوصه وتفرد أمكنته
    فماكيا رواية تحكى عن حقائق تراث شعبى يتطابق المثال فيه بالواقع

    كان الناقد الحصيف العارف لكل تفاصيل كتابات إسحاق مصطفى الصاوى
    حاضرا بكل وسائل النقد وطرائق الفحص والكشف والتلخيص المفيد عن
    كتابات إسحاق وكان قوله الحق فى تلك الروايات والقص القصير وسائر
    كتابات إبراهيم ودعه وذلك لمعرفته التامه بالكاتب وبإلمامه الكبير
    بخلفياته المعرفيه وإطلاعاته المتعدده ومعرفته لأطوار نشأته ومكونات
    بيئته لذا كان قوله دائما يجد القبول فى ذهن المتلقى بعفوية

    أما كاتبنا إبراهيم إسحاق كعهدنا به دوما وأبدا بأدبه وتواضعه
    وإظهاره لفضل من أعانوه على النشر وما يفعلون الآن حافظا لحق الغير
    كالطيب صالح ولكنه معتد بفرادته وبتميز رسائله المبثوثه فى رواياته
    تلك أو كتب قصه الشيق فرجل مثله بتلك السعه من الإطلاع والمعرفه
    بأحوال الناس فإنه لا يقدم إلا ما يرضيهم وما يشبع قوهم من
    فكر جذاب وكشفه لخبايا المكنون فى ثقافات الغير وفرض لغته على الغير
    لتكون مألوفة مقبوله لأنه إستطاع أن يشحن فيها العجائب من نوادر
    التراث وقيم مجتمعه الذى هو به فخور وله وفى مخلص.

    فيا الشقلينى ليس هنالك مانع يحول دون أن أجلب ذلك اللقاء
    والذى سيضيف إلى ما ظللت تبذله أنت عن عماليق هذه الأمه وبسخاء
    نادر مدونا موثقا وشارحا حصيف ومضيفا للمفيد من خلال قراءتك
    الناقده لتلك الأعمال الرائعه فلك الشكر أبدا ودوما ومثل هذه
    البوستات ستظل فائدتها إلى ما شاء الله ولم لا ومازال كل شئ عندنا
    بكرا وخصب.






    ولك السلام




    منصور
                  

11-04-2012, 09:26 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: munswor almophtah)



    حبيبنا المنصور
    كنت ولم تزل تمجد ما نكتب وتكيل علينا بالثناء ، وليتني كنت كما توصف .
    أذكر في مرة في مدونة سودانيات أو سودان رأي ، لا أتذكر ، وكانت قد استضافت الشاعر الفخم النبيل " محمد المكي إبراهيم " ، وكنت قد كتبت عن قصيدته " مدينتك الهدى والنور " ، وكانت تلك عند زيارة الأراضي المقدسة في رفقة شقيقته وكانت تنتظر شهورها قبل الرحيل ، فرأت أن تزور قبر النبي ، وكان في معيتها ، فكتب قصيدته تلك .
    واقتربت من القصيدة اقتراب الشهوة للكلمات المرصوفة المنتقاة ، فذُهِلتْ من تلك الصور ، وكتبت في قراءة للقصيدة ، فكتب لي ممتناً ، وقال لي ، أريدك أن تذهب إلى من لهم سهم وبيل مثل الكتيابي ، فتمطرنا بالتوثيق .
    ومنذ تلك المحاورة القصيرة مع الشاعر " محمد المكي إبراهيم " كانت لديّ نشوة عند تناول بعض مبدعينا بالوفاء .
    وتأخذ النشوة بي ، عندما يتصيد صديقنا " عبد الوهاب سمباتيك " تلك القطائف فيرفدها بسينما العصر " اليوتيوب " ...
    فكتبت عن : بشرى الفاضل ، عالم عباس ، محمد المكي ، الشريف حسين الهندي ، التجاني الماحي ، حسين بازرعه ، ود الفراش ، عثمان حسين ، محمد العشري الصديق ، عبد الله الطيب المجذوب ، محمد المهدي المجذوب ، مصطفى سند ، الهادي آدم ، النور عثمان ابكر ، جمال محمد إبراهيم ، محمد أحمد أبوسن ، كباشي عبد الرحمن الوسيلة المك ، ...
    ومنهم الروائي إبراهيم إسحق أطال المولى عمره ليهبنا تلك الجسارة في أن يغرف من ينبوع الأرياف ، فتظل في ذهنه الوثاب ، رغم ما مشت عليها من قوارض كارهة الأرض والبشر ....
    دمت سيدي بألف خير ، وما يحفز الواحد منا سوى عذب الكلام ، وصداقة متقدة بالمحبة .
    قبل أيام وخلال العيد ، تلفن لي " كباشي عبد الرحمن الوسيلة " من هاتف ابنه الذي اسماه عبد الرحمن على اسم أبيه " المك عبد الرحمن الوسيلة " ، وذكرت مقالتك عنه في ملف " بنت الحسن ود طلحة " . وفرح فرحاً كثيراً بما كتبت عنه ، وعرفت أن أهلنا الطيبين ، لا المال يفرحهم ، ولكن تفرحهم كلمة طيبة من رجل خلوق ، صادق يقول الصدق ، برأي صراح
    لك الشكر سيدي
    وأنت تنير المدونة بملفاتك الممتلئة بالخير
    محبيي

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-04-2012, 09:33 PM)

                  

11-05-2012, 10:47 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي ابراهيم اسحق9 صورة وصوت (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de