خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 09:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-06-2012, 07:08 PM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات..

    خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات..

    اليوم أكتب في موضوع كففت قلمي عنه ، لزمان ، إذ غلب علي رأي بأن الصمت فيه أولى ، و أجدى .. ألا هو الخلاف بين الأستاذين خالد الحاج ، و عبد الله النعيم .. هذا الخلاف الذي صار معركة امتشق الأستاذ خالد سيفه ، فيها و و يبدو أنه لا ينتوي الكف عنها مهما جرى.. سواء ، أراد الأستاذ عبد الله النعيم الردعليه أم لم يرد .. و من الواضح أن الأستاذ خالد يعيش حالة من الإنسجام ، و الراحة من طرح هذا الخلاف ، في خارج المجتمع الجمهوري ، بغرض الإنتصار للإسلام ، و نبيه ، و الفكرة ، و أستاذها .. و ها هو يتوعّد أخانا ب. النعيم بأنه سيصعد الحوار ، و أن (السودانيين) ، سيفعلون .. و من يقرأ عبارات الأستاذ خالد يجد نفسه أمام صورة غريبة جداً .. الأستاذ خالد ، و المسلمون ، و السودانيون ، في كفة ، و ب. عبد الله في كفة .. و هذا وضع في تقديري يدعو للحزن ، و الأسف ، سواء أكان واقعياً أو مجرد شعور من بنات الأوهام .. أصبح السودانيون (مطلقهم ) ، أقرب لقيادي من الجمهوريون من إخ قيادي آخر ، يتواصى معهم بالتربص به ، و مهاجمته ، و التصعيد تجاهه.. يستنصرهم ، و يستحثهم ، في الثأر لصاحب الطريق ( النبي) ، في وجه أحد أبناء الطريق .. !!!! !!!! .. و من الواضح أن الأستاذ خالد لا يبالي أي الحدود ستؤدي له حملته لنصرة الدين ، و النبي .. التشهير .. تشويه السمعة .. أو القتل .. هي معركة مفتوحة قد اختارها الرجل .. معركة لم يتورع الأستاذ خالد ، فيها، عن وصم أخية بكل شين ، و نسبته إلى كل عيب ، في دينه ، و خلقه ، و ولائه لفكرته ، و أستاذه ، حتى رماه ، في سابقة شاذة بتشويه الفكرة الجمهورية ، و الإسلام ( بوث أوف زم ) - كما جاءت الرواية عن السفير الأمريكي ، متسائلاً و هو يستمع لنشيد راج في زمان اللوثة الإنقاذية الأولى ، يزعم دنو عذاب أمريكا ، و روسيا .. معاً .. و ليته ظن بأخيه الخير ، و التمس له العذر ، حتى و لو كان هو الغفلة ، و الجهل ، و لكنه ظل يردد في غيرما مناسبة أن هذا التشويه هو محض عمد ، و جرم أعانه عليه قوم آخرون .. هنا و هنا فقط شعرت بأن الساكت عن الحق شيطان اخرص .. و أن نصرة الأخوين الأستاذين واجبة .. الظالم ، و المظلوم ..
    أنا ، و بعد تأمل للصورة العامة أرى بأن الأستاذ خالد قد استمرأ دور المدافع عن الإسلام ، في أنظار المسلمين ، و الفكرة ، في أنظار الجمهوريين .. هكذا و بحركة معجزة جمع خالد ( الأستاذية محفوظة) ، بين طرفين لا يوحدهما حتى الآن إلا الصمت عن الخلاف.. هكذا إذا ، و الحمد لله زالت غربتنا كجمهوريين ، و اجتمعنا مع (المسلمين)- سنتهم ، و شيعتهم ، صوفيتهم ، و سلفييهم - و السودانيين بكامل طيفهم ، و لا نستثني أحداً لا و لا ، منبر السلام العادل ، بالطبع ، في معركة واحدة ضد الشيطان الأكبر ( النعيم ) .. (الاستاذية برضو محفوظة) .. شكراً للنعيم .. فقد انحلت مشكلتنا أخيراً بك .. أخيراً جاءت الفرصة ليعلم السودانيون كم نحن حريصون على النبي ، و على الدين ، و على الأخلاق .. و لم يعد ينتظرنا سوى أن يرفعونا على العرش .. و يخرو ساجدين ..
    لحالم أن يحلم .. لا تبتئس يا أخي .. كل ما يحصل الآن مجرد اتفاق بين أخوين محبين .. الأول يكتب ما يمكن أن يثير حفيظة المسلمين المحافظين ، و الآخر يرد عليه بكل عنف ، بما يدلل على مدى غيرتنا نحن كجمهوريين على كل رفيع ، و جليل ..ثم في لحظة درامية خاصة يعلن الأول توبته ، و تراجعه عن أفكاره المنشورة و سنكون نحن الفائزين .. هذا حلم جميل .. و لكن الأحلام دوماً قصيرة العمر .. و كلها يخلي موقعة في لمح البصر للواقع .. المرير..
    هنا الواقع: قياديين جمهوريين .. رفيعي القامة .. الأول يمارس حقه في التعبير عن ما يراه ، بحرية ، عاملاً بقاعدة الحرية الذهبية ( أن تفكر كما تريد .. تقول كما تفكر تعمل كما تقول ) .. يمارس ذلك في إطار تخصصه ، و ضمن ما هو مؤهل له أكاديمياً.. لا يدعي أن ما يقوله هو الصواب المطلق، الذي لايأتيه الباطل ، و لا أنّه هو الصيغة الحصرية المطلقة لما يمكن لجمهوري أن يعبّر به عن نفسه ، في إطار تنزيل الفكرة من كتبها إلى واقع الحياة المتجددة .. فيقابله القيادي الآخر بحملة تكفيرية ، تشهيرية ، ينتوي أن يواصلها إلى آخر مدى ليعلم الناس مدى تشويه هذالقيادي، (عامداً !!!!) للفكر الجمهوري ( الذي لا يأبه له ، بل ينكره ، و يحيله إلى الكفر ، و الزندقة ، السواد الأعظم من السودانيون ، المسلمين) ، و الإساءة للإسلام الذي يعتقد جمهور هذ القيادي المنافح ( السودانيون، المسلمون ) بأنه -أي الإسلام -بريء منه هو و أستاذه ، براءة الله من المشركين ، و رسوله..
    هذا هو الواقع .. واقعُ قفزِ أستاذنا خالد على المشكلة الحقيقة ليخترع جمرة ، يرجمها متوهماً ، أنه بذا سيكون من المقبولين المبررين عند سائر المسلمين .. أفق أيها الحبيب ..ليست مشكلتنا ما يكتب النعيم .. مشكلتنا هي غربتنا ، و كوننا مهددين جسدياً ، لا لشيء سوى اتنمائنا لفكر، يرى فقهاء السلاطين ، و من وراءهم كل مضلل ، ضيق الفكر ، و الصدر بأنها خارجة عن الإسلام ، مباح دم كل من ينتمي إليها .. المشكلة هي أن الجمهوريين يمثلون حالة تعكس مدى ضيق مجتمعنا بالرأي الآخر ، و سيطرة الأحادية ، و النصوصية ، و الكسل الذهني الذي يجعل كل جديد ، عرضة إما إلى الإهمال ، أو الإغتيال .. هذا الوضع الذي لن يجعل من خالد الحاج كاتباً مقدراً عند ( المسلمين ) ، إلا عندما يستل سيفه في وجه أخيه في معركة كل طرفيها مقتول .. أفق يا أخي .. هذه معركة نحن أول خاسريها .. فما سيطرأ ، في أذهان جمهورك المفترض ، هو أن ما تسعى لفضحه باجتهاد في المواقع الاسفيرية مما تظن أنه تشويه للفكرة ( مقصود !!!) - هو التعبير الصريح عن المسكوت عنه في الفكرة ، و أن ما يبديه ( النعيم ) هو عين ما تخفيه أنت (تقية) ، و إن لبست ثوب الشريعة ، و تدرعت بدروع الغيرة على الدين ، و الأخلاق.. إنها معركة خاسرة يا صديق..
    الواقع هو أن ( النعيم ) ، قد صار عند الحاج هو المهدد الأساسي للإسلام ، و للفكرة ، بحيث جرّد خالد عليه سيفه الذي ظل في غمده ، مصونا ، عن أي معركة ، و البلاد تنتهب ، و الوطن يمزّق ، و الإسلام يشوّه على يد زمرة الهوس الديني ..
    حقاً ، فإن الطاقة الإنسانية لا تقبل الفراغ ، و من لم يوظفها ، في المعركة الصحيحة ، أوجد له شيطان الحرب معركة ، تأخذ كل وقته ، و جهده ..( و أحياناً على بكر أخينا) ....
    فالله نسأل أن يوظفنا في الحق ، و يصون منا كل جهد عن معارك الوهم و السراب..

    (عدل بواسطة أحمد الابوابي on 10-06-2012, 08:12 PM)
    (عدل بواسطة أحمد الابوابي on 10-07-2012, 04:45 AM)
    (عدل بواسطة أحمد الابوابي on 10-07-2012, 04:53 AM)

                  

10-07-2012, 08:44 AM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: أحمد الابوابي)

    مقتبس من رد لي على تعليق من الاخ الفاضل الهاشمي بسودان فوراول

    ((فما أراه أن للأستاذ خالد من الطاقات الإيجابية التي أعرفها ، و أقدرها تماماً ما كان يؤهله لطرح فكري لا يتطلّب بالضرورة التصدي للنعيم ، و تخطيئه ، ناهيك عن تجريمه ، و محاولات تشويه سمعته، و الفصل بينه ، و بين الفكر االجمهوري .. و في تقديري أن محاولات إدعاء شخص ما للمرجعية المطلقة التي بها يستطيع ، أن يقرر من هو داخل إطار الفكرة ، و من هو خارجها ستؤدي بنا في النهاية إلى شقاق لا نهاية له ، و نصوصية ، تلحقنا بما ثرنا عليه بالأمس .. فنكون قد استبدلنا العنعنة بالعنعنة ، و الصحاح بالصحاح ، و التكفير بتكفير يوازيه.. ))
                  

10-07-2012, 09:38 AM

عبدالمنعم العوض

تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 399

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: أحمد الابوابي)

    الا توافقني ايها الاخ العزيز ان هذا الامر وهذا الخلاف مرده الى ان هنالك فجوات متسعة جدا في تنظيم الجمهوريين خلفها اعدام الاستاذ محمود وغيابه ،هذا الغياب الذي لم يجد شخص او جماعة منكم لملئه او حتي ولو جزء يسير منه لانني اعي واعلم تماما انه لا يوجد اي فرد او مجموعة بينكم يبلغ شاو الاستاذ صاحب الفكرة ومن قدم روحه من اجلها فعدم تحمل تلامذته لمسئولياتهم التاريخية تجاه ما يعتقدون حنط الفكرة وفتح ابواب الخلاف بين اعضائها ونموذج دكتور عبدالله النعيم واستاذ خالد الحاج خير شاهد على ذلك ولربما سيحدث اكبر من ذلك داخل هذه المجموعة اذا استمر الحال هكذا بلا قيادة ولا تنظيم ولا ضابط ولك كل الشكر والتقدير والاحترام فارجو ان تنفذ الى لب المشكلة وجوهرها وليس الى افرازاتها واعراضها الجانبية ولك ودي.
                  

10-07-2012, 09:38 AM

عبدالمنعم العوض

تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 399

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: أحمد الابوابي)
                  

10-07-2012, 09:54 AM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالمنعم العوض)

    شكراً أخي عبد المنعم ..
    أوافقك تماماً على أن المشكلة تتعدى الشخوص إلى ما هو أعمق منها ، و أوسع .. و تجدني مهموماً بشأن النقد الذاتي للتجربة الجمهورية ، و مراجعة الماضي ، و الحاضر ، للدفع بهذه الفكرة العملاقة إلى آفاق العطاء الخلاق ، بعيداً عن العراكات الصغيرة ، بين ( الكبار) ، و الصغار..
                  

10-07-2012, 05:44 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: أحمد الابوابي)

    Quote: الواقع هو أن ( النعيم ) ، قد صار عند الحاج هو المهدد الأساسي للإسلام ، و للفكرة ، بحيث جرّد خالد عليه سيفه الذي ظل في غمده ، مصونا ، عن أي معركة ، و البلاد تنتهب ، و الوطن يمزّق ، و الإسلام يشوّه على يد زمرة الهوس الديني ..
    شكرا د. الابوابي
                  

10-07-2012, 06:03 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: أحمد الابوابي)

    Quote: لا لمحكمة الردة، ونعم للحوار الموضوعي/عبد الله أحمد النعيم

    03/10/2012


    الاخوة والاخوات الكرام
    بلغني طلب بعض الاخوان الأفاضل ان اكتب في توضيح وجهة نظري في ما يوجهه لي الاستاذ خالد الحاج من اتهامات. ومع تقديري الكبير لهذا الطلب المعقول، إلا اني لا ازال على موقفي المبدئي الذى اعلنته منذ بداية حملة الاستاذ خالد علي.
    فموقفي المبدئي هو ألا أتعرض لما يقوله او يكتبه الاستاذ خالد عني حتى يسحب هو اتهامه لي بتعمد تشويه الاسلام وتشويه الفكرة الجمهورية. فأنا لا أطالبه بالاعتذار عما قاله في ديني وعرضي، كما فهم بعض الإخوة، وانما أطالبه فقط بسحب اتهامه لي بتعمد تشويه الاسلام والفكرة الجمهورية، فى جميع المواقع التي نشر فيها تلك التهم. ذلك لأن تعرضي بالرد او التوضيح لموقفي تجاه ما يقوله الأستاذ خالد، بدون أن يسحب هو تلك التهم، انما هو إقرار مني بحقه فى توجيه تلك التهم لي. وهذا الزعم مرفوض عندي جملة وتفصيلا.
    فتأسيا بموقف سيدي الاستاذ محمود محمد طه في رفضه لمحكمة الردة الاولى والثانية، فانا أرفض محاكمة الاستاذ خالد الحاج لعقيدتي وعرضي.
    ولعله يبدو لبعض القراء ان ما يقوم به الاستاذ خالد الحاج هو مجرد مناقشة لافكاري، ولكني اقول انها محاكمة وليست مناقشة موضوعية. ذلك لأن المحاكمة انما هي ان توجِّه التهمة للمتهم، ثم تقدم البينات في اثباتها، وتعطي الفرصة للمتهم ليقدم دفاعه، وبعد ذلك تتخذ المحكمة قرارها بالبراءة او الادانة.
    وقد بدأ الاستاذ خالد بقرار الادانة ثم قدم تصوره هو للبينات التي يظن أنها تثبت التهمة و لم يعط المتهم فرصة الدفاع عن نفسه. كما قام الأستاذ خالد بتقديم البينات بصورة تعتمد على افتراض صحة زعمه، وبنى حجته على ذلك الافتراض الذى يفتقر لأى أساس في الواقع. ثم أكد مرة أخرى قرار الإدانة بدلا من أن يترك القرارللقارئ والقارئة.
    ففي المرحلة السابقة من حملته زعم الأستاذ خالد أني عضو في شبكة "الإسلام الليبرالى" فى إندونيسيا، ثم ذهب ليبني حجته في عدم تقديسي للقرآن وعدم احترامي للنبي عليه الصلاة والسلام بأن ذلك هو موقف رئيس تلك الشبكة (أولي الأبصار عبد الله)، وبالتالي هو موقفي أنا بالضرورة. وبجانب الخلل المنطقي الكامل لتلك الخلاصة لأنها تحملني المسئولية عن موقف غيري فى أخطر امور الدين، فان أساس الحجة باطل تماما من ناحية الوقائع. فانا لم اكن عضوا فى تلك الشبكة ولا ليوم واحد فى أى وقت من الأوقات. وقد واصل الأستاذ خالد استخدام نفس المنطق فى المرحلة الثانية من حملته.
    ومع هذه المفارقة التامة لقواعد الحوار الموضوعى أو المحاكمة العادلة، يبقى الحق والمسئولية لدى القارئ الكريم أن يتحرى فى الأمر بقدر الإمكان. وهذا قد أصبح أمرا ميسورا والحمد لله. فيمكن مثلا مراجعة المواقع الإكترونة المذكورة فى السياق أو النظر فى أساس المزاعم فيما قلته أنا (عبد الله أحمد ألنعيم) أو أعلنته من مواقف ، كتابة أو شفاهة، فى أى مكان، في أي وقت فى حياتي.
    وتقديرا لحرص بعض الإخوة على الإطلاع على جانبي في الموضوع، فإني أقترح الآتى:
    أرجو أن يتوجه الإخوة والأخوات في أي مكان بتوجيه الأسئلة لي أنا مباشرة وسوف أقوم بالرد عليها بكل أمانة وصراحة، والله على ما أقول شهيد، ثم أنشر ذلك في نفس المواقع التي ينشر فيها الأستاذ خالد إتهاماته لي.
    وحتى أعين الإخوة والأخوات على تقديم كل ما يودون سؤالي عنه، حتى بدون الإفصاح عن أسمائهم إذا أرادوا ذلك توسيعا لمجال الحرية في الطرح، ففي هذه الحالة أقترح إرسال الأسئلة للدكتور ياسر الشريف الذى تكرم بالموافقة على تمرير الأسئلة لى من غير الإفصاح عن أسماء أصحابها أو عناوينهم الإلكترونية التي قد تظهر أسماءهم. وعنوان الدكتور ياسر الإكترونى هو: [email protected]
    لمن أراد أن يبعث بأسئلته لي مباشرة بذكر الإسم أو بدونه، فعنواني هو: [email protected]
    وبما أن نظام الجامعة الإكتروني الذى أتبع له قد يستبعد بعض الرسائل خوفا من العدوى (فايروس)، أرجو إضافة عنوان إبني ميسر في الرسائل الموجهة لي، و هو: [email protected]
    أرجو من جميع الاخوان والاخوات ان يتفهموا حقيقة موقفي، وان يعينوني على الرد بتوجيه الاسئلة التي تنحو في اتجاه الوقائع والنصوص، وتتجنب إثارة تعليقات الأستاذ خالد. وفى جميع الأحوال، فإني أعد بالرد على كل الأسئلة التي تبلغني أو بيان لماذا لا أستطيع الرد عليها لرفضي التام لكل ما يلحق بمنهج محكمة الردة.
    وبما أني لا أزال على مواصلة جهدي في طرح آرائي ومواقفي الحقيقية في جميع المجالات التي تتيسر لي، بجانب أعباء عملي الأكاديمى، فإني لن أتمكن من الإجابة على الأسئلة التي تبلغني مباشرة أو عن طريق دكتور ياسر بعد نهاية شهر أكتوبر الحالي.
    وختاما أطلب من الجميع العفو عني لله والرسول.
    أخوكم بكل الإحترام والتقدير

    عبدالله احمد النعيم


    http://www.sudaneseonline.com/arabic/index.ph...9%85.html[/QUOTE][/B]
                      

10-07-2012, 06:13 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: الفكر والأخلاق في طرح د. النعيم الحلقة الأولى: مدخل/خالد الحاج عبد المحمود
    15/09/2012
    بسم الله الرحمن الرحيم
    (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
    صدق الله العظيم

    القراء الكرام، السلام عليكم ورحمة الله
    نواصل مناقشتنا لطرح د. عبدالله أحمد النعيم.. ولقد اكتشفنا من أقواله المفارقة للدين، ما يجعل كل ما سبق أن أوردناه، لا يكاد يساوي شيئاً!! كما أننا وقفنا على فلسفته الأساسية، التي على ضوئها يحاكم الدين.. ونحن في هذه الحلقات سنبدأ بعرض أساسيات هذه الفلسفة كما هي في الغرب.. ثم نتحدث عن فلسفة النعيم، وتطبيقها في الإسلام بصورة عامة وعلى الفكرة الجمهورية بصورة خاصة، وسينحصر موضوعنا في مجالين، هما: المجال الأول: التفكيك العام والمبدئي للإسلام، والمجال الثاني: تفكيك الأخلاق، خصوصاً في مجال السلوك الجنسي.
    نحن لا نحتاج لتوثيق النصوص التي سبق أن أوردناها موثَّقة، ولذلك، سنركز على توثيق النصوص الجديدة، التي لم يسبق للقارئ الكريم أن اطلع عليها .
    مدخـل:
    يقول د. النعيم أنه اكتشف، أن العلمانية ليست ضد الدين، فاعتنق علمانية الدولة بالكامل.. ويقول أنه متفائل براغماتي.. والقضية، ليست هي، هل العلمانية ضد الدين أم ليست ضده، بهذه الصورة المعممة.. وإنما القضية هي، هل طرح النعيم، كطرح علماني، يقوم على الدين، ولا يخالف أساسياته، أم هو يقوم على العلمانية، ويخالف أساسيات الدين؟! فالأمر الذي يعنينا هو، العلمانية كما يمثلها طرح النعيم، وليس أي علمانية أخرى.
    الأمر الواضح جداً، أن علمانية النعيم، تقوم على أسس (ما بعد حداثية).. وبصورة خاصة تتعامل مع الإسلام وفق منهج التفكيك.. والنعيم يقول صراحة إنه براغماتي.. والبراغماتية الحديثة بعثها، ما بعد الحداثيون، في الولايات المتحدة.. كما أن النعيم يقول أنه نسبوي (نسبي) فهو يتبنى بعض مقولات النقد النسبوي.. وجميع هذه القضايا، متكاملة، ويفسر بعضها البعض، ويشملها مسمى واحد، هو: ما بعد الحداثة.
    ما بعد الحداثة بصورة عامة، هي ثورة ضد الحداثة، وضد البنيوية.. ورغم ذلك، احتفظت ببعض المقولات الحداثية والبنيوية.. والحداثة مرتبطة بفكر حركة التنوير، الذي بلغ أوجه في القرن الثامن عشر.. وينطلق التنوير من أن الإنسان هو مركز الكون وسيده، بعد أن أبعد الله عن هذا المركز وأعلن نيتشة موت الإله.. وعند الحداثيين، الإنسان لا يحتاج إلا لعقله، سواء في دراسة الواقع، أو إدارة المجتمع، والتمييز بين الخير والشر.. وقد أصبح العلم المادي التجريبي هو أساس الفكر، والتكنولوجيا هي الأداة الأساسية في العمل على تسخير الطبيعة، بل وقهرها، من أجل تحقيق سعادة الإنسان ومنفعته.. والعقل هو الآلية الوحيدة للوصول إلى المعرفة.. وقد عرّف البعض الحداثة بأنها: استخدام العقل والعلم والتكنولوجيا.
    والفكرة الأساسية، في فكر الحداثة هي مفهوم التقدم، بوصفه قانوناً طبيعياً عاماً. والحداثة، جعلت النموذج الحضاري الغربي، هو النموذج المعياري الذي ينبغي أن يكون نموذجاً قياسياً للبشرية جمعاء.
    يقول رورتي: "كان التحديث هو مشروع نزع الألوهية عن العالم.. وهو يعني ألا ينسب الإنسان صفة القداسة لأي شيء في الكون، وأنه لا حاجة لتجاوز المعطى المادي.. فالإنسان موجود في العالم المادي، لا يتجاوزه، والعالم المادي (الزماني المكاني) هو مستقَر كل القوانين التي يحتاجها الإنسان.. ويذهب إلى القول: إن الحضارة العلمانية الحديثة لن تكتفي باستبعاد فكرة المقدس أو بإعادة تفسيرها بشكل جذري، وإنما ستهاجم الذات الإنسانية نفسها كمصدر للحقيقة، فهي ستهاجم فكرة (تكريس الذات للحق..[الحقيقة] و(تحقيق الحاجات العميقة للذات، وبيَّن رورتي، أن التقدم ما هو إلا حركة مستمرة لا نهاية لها وتغيُّر دائم، وهو يعني سقوط الثبات".
    ولقد عرَّف البعض العلمانية، بأنها (نزع القداسة من كل شيء).
    نحن معنيون بما بعد الحداثة بصورة خاصة، وبالتفكيك بصورة أخص.. تؤرخ الحرب العالمية الثانية، لفشل الحداثة والتحول عنها إلى البنيوية وما بعد الحداثة، وهما بمعنى واحد.. فالبنيوية هي المصطلح الذي ساد في فرنسا، وما بعد الحداثة هو المصطلح الذي ساد في الولايات المتحدة.. وبعد التحول عن الحداثة، أصبح مصطلح ما بعد البنيوية، هو السائد في فرنسا وأوروبا، وما بعد الحداثة، والتفكيك، هو السائد في الولايات المتحدة.. ونحن، بحسب موضوعنا، يعنينا مصطلح (ما بعد الحداثة)، وبصورة خاصة التفكيك، لعلاقته بموضوعنا.
    لقد أدت الحرب العالمية الثانية إلى دمار شامل في أوربا، وتم استخدام الولايات المتحدة لقنبلتين ذريتين في هيروشيما ونجازاكي باليابان.. وقد أدى هذا إلى شعور بالرعب من نتائج التطبيقات التكنولوجية للاكتشافات العلمية.. وتأكد للعالم الفشل في تحقيق السعادة الموعودة، والفشل في تحقيق الأمان والمعرفة اليقينية.. وعاد عصر الشك، عنيفاً.. الشك في قدرة الإنسان، وقدرة العقل، وقدرة العلم، على تحقيق المعرفة اليقينية.. وأدى رد الفعل إلى ظهور ما بعد البنيوية، وما بعد الحداثة.. وجاءت الدعوة إلى العودة إلى الذات، والارتماء في أحضانها بلا قيود.. ولكن العودة إلى الذات، هذه المرة، ليست عودة للثقة في الذات، أو العقل، على تحقيق المعرفة، وإنما هي عودة للشك الشامل، الشك في كل شيء، وخيَّم شكٌ فلسفي جديد على العالم، وكانت ما بعد الحداثة هي نتاج هذا الشك، والمعبِّر عنه.
    يقول ديفيد هارفي، عن المناخ الذي أدى إلى ما بعد الحداثة: "وجاء القرن العشرين ليمزق ذلك التفاؤل إرباً عبر معسكرات الموت، وفِرَق الموت، وعبر العسكرة، والحربين العالميتين، وخطر الفناء النووي، وتجربته بالفعل في هيروشيما ونجازاكي، بل إنه تضمن، وعلى نحو أسوأ، أن يكون مشروع التنوير، قد حكم عليه أن يتحول إلى عكس ما يعلنه، وأن يحيل مطلب التحرر الإنساني إلى اضطهاد عالمي، باسم تحرير البشر.
    تلك كانت الأطروحة الجريئة التي تقدم بها هوركهايمر وأدورنو في عملهما (ديالكتيك التنوير) الصادر عام 1972م.. لقد حاولا بالبرهنة، وفي الذهن تجربة المانيا هتلر وروسيا ستالين، على أن المنطق الذي يقبع خلف عقلانية التنوير هو منطق هيمنة واضطهاد. والتلهف إلى السيطرة على الطبيعة، جلب معه، السيطرة على البشر، ولم يكن من الممكن أن يوصل ذلك في النهاية (إلا إلى كابوس قهر للذات).. وهكذا جرى تصور تمرد الطبيعة، الذي افترضاه هو الطريق الوحيد للخروج من المأزق، على أنه تمرد الطبيعة البشرية بالذات على سلطة الاضطهاد لدى العقل الأداتي الصرف، ضد الثقافة والشخصية". 2 ص 31
    فقد ظل البعض يدعم مشروع التنوير، وهؤلاء مثل هابرماس، الذي احتفظ بشكوكه القوية في أهداف المشروع، وقلقه حول الصلة بين الوسائل والغايات، مع قدر واضح من التشاؤم في إمكانية تحقيق مثل هذا المشروع في ظل الشروط السياسية والاقتصادية الراهنة.
    أما الأغلبية، فقد أصروا، على أنه، علينا، باسم تحرير الإنسان، إعلان الطلاق كلياً مع مشروع التنوير.
    المهم عندنا، دون الحاجة إلى التفاصيل إدراك أن ما بعد الحداثة، تمثل ثورة ضد التنوير، وعقل التنوير.. وقد اتخذت هذه الثورة عدة وجوه.. يهمنا منها هنا، منهج التفكيك، لما له من علاقة مباشرة ووطيدة، بطرح د. النعيم، مما يلقي الضوء على اتجاهاته التفكيكية، التي تقوم على المدرسة الأمريكية، واتجاهه الخطير جداً، إلى تطبيق التفكيك على الإسلام.. هذا بالإضافة إلى تبنيه لبعض المقولات والفلسفات الأخرى، التي سيرد ذكرها.. ولكننا هنا نركز على التفكيك بصورة خاصة.
    التفكيك:
    شهدت الفترة ما بين 1968م و1972م ميلاد ما بعد الحداثة، من رحم الاحتجاج على الحداثة في الستينات.. لقد كانت البداية للمنهج التفكيكي، بحث دريدا الذي قدمه في جامعة (جونز هوبكنز) عام 1966م ويمثل التفكيك في أمريكا (مدرسة ييل التفكيكية) ((School of Yale التي تضم النقاد (بول دي مان، وهيليس ميللر، وجوفري هارتمان، وهارولد بلوم)، وقد عدَّ هؤلاء -انطلاقا من معطيات جاك دريدا ـ التفكيك ممارسة سياسية في جوهره، ونظاماً فكرياً محدداً، وقوة نظام كامل من البنى السياسية، ولاحظوا ايضاً أن الاستخدام الأمريكي للتفكيك يعمل على الحفاظ على الانغلاق المؤسساتي، الذي يخدم بدوره المصالح السياسية، والاقتصادية، المهيمنة في المجتمع الأمريكي.
    تقول الموسوعة الأمريكية :Encarta "أن ما بعد البنيوية حركة انبثقت من البنيوية، وتدور أسئلتها المركزية حول البنية الاجتماعية واللغة، وامتلاك فضاءات واسعة للتصورات المستقبلية، ولا يرد مصطلح ما بعد البنيوية في هذه الموسوعة إلا في الأدب الفرنسي، أما مصطلح التفكيك فيرد عندها في الأدب، والنقد الأمريكي حصراً" 3 ص 31
    يهمنا، عرض المبادئ والمقولات الأساسية للتفكيك، وبإيجاز، لتكون خلفية لتطبيقات د. النعيم لها على الإسلام.. يلاحظ أن التفكيك، بدأ أساساً، كأمر يتعلق باللغة والنقد، إلا أنه اصبح، فلسفة عامة، وشاملة.. ونحن هنا نورد بعض المقولات الأساسية للتفكيك، باختصار، بقدر الإمكان..
    موت المؤلف:
    مقولة موت المؤلف، من المقولات الأساسية، في منهجية التفكيك، وهي امتداد لمقولة نيتشة عن موت الله.. وتعني مقولة موت المؤلف "(أنا) المؤلف، أو الكاتب لا وجود لها إلا في وعي القارئ.. إن ادراكها من جانب القارئ، ذلك الآخر، يتوقف على قدرته الدائمة على تفكيك النص، بل تفكيك نفسه، هذا ما يعنيه شعار (موت المؤلف) الذي رفعه البنيويون أولا، وأكده التفكيكيون بعد ذلك في إصرار". 1 ص 342
    ويعتبر موت المؤلف هو التحدي الأكبر لفكرة النص المغلق المستقل، كما جسَّدها بطرق مختلفة، ولأهداف مختلفة متباينة، البنيويون، والنقاد الجدد على السواء.
    موت المؤلف، يعني، ضمن ما يعني، انتفاء قصدية المؤلف، فهذا أمر مستبعد عند التفكيكيين.
    كما أن موت المؤلف، يعني غياب المركزية، وهذا من أهم مقولات التفكيك.. فبما "إن المعرفة في حد ذاتها كيان متغير، ودائم التحول، لأن العالم الخارجي، الذي يرتبط به الوجود، في حالة تحول، وتغير، مستمرة. لكن تحقيق المعرفة بهذا العالم المتحول والمتغير يفترض، فلسفياً، وجود مركز ثابت، يرى دريدا أن له اسماء مختلفة، عبر تاريخ المعرفة الإنسانية مثل المركز الثابت.. مركز الوجود، الجوهر، الكينونة، الحقيقة، الوعي، الله، الإنسان.. وهي تسميات تشير في رأي دريدا إلى (المدلولات العليا)، التي تمثل أرضية ثابتة تقف فوقها متغيرات العالم الخارجي الذي يمدنا بالمعرفة.. وهذا المركز الثابت، هو ما يرفض المشروع التفكيكي الاعتراف بوجوده" 1 ص 301..
    غياب المركز الثابت، مبدأ هام جداً، في النظرية التفكيكية، وهو مبدأ يغيِّب المعنى الثابت، ولو ثباتاً نسبياً..
    يقول دريدا: "في عصر خيَّم عليه الشك، تفقد المراكز المرجعية، كالعقل، والإنسان، والوجود، والله، قيمتها التقليدية.. والنتيجة؟ دلالة لانهائية، ومعنى مراوغ، وحضور في غياب وغياب في حضور، وتكسر الوحدة، والتشرذم، والانتشار.. برغم أن اللغة هي محور التحليل في فكر الحداثة كله، في البنيوية، والتفكيك، إلا أن المشكلة في التفكيك ليست كما يتصور البعض، هي مشكلة اللغة وقصورها عن تحقيق الدلالة.. المشكلة معرفية وأنطولوجية بالدرجة الأولى.. وقصور اللغة المتمثل في المراوغة والغموض الناتجين عن اللعب الحر للعلامة، ترجمة لعصر الشك المعرفي".1 ص 345
    "في ظل غياب المركز الثابت الخارجي الذي يمكن أن يحال اليه النص لتحقيق المعنى، عملاً بمبدأ الإحالة التقليدي logocentrism، سواء أن كان ذلك هو الإنسان أو العقل أو الله، أو حتى ذات الكاتب، يكون البديل في استراتيجية التفكيك هو اللعب الحر للمدلولات داخل نسق لغوي مغلق، ولا نقصد بالنسق اللغوي المغلق هنا ذاتية النسق اللغوي البنيوي واستقلاله، بل نقصد الانغلاق الذي يترتب على اختفاء او مراوغة المدلولات للدوال، والذي يجعل الدوال تشير الى مدلولات عائمة متحركة دون مثبتات، مما يحولها في نهاية الأمر الى دوال لمدلولات أخرى، أي تحول اللغة الى دوال فقط تشير الى دوال أخرى" 1 ص 348
    القارئ أو المتلقي:
    السؤال المحوري، الذي يشغل النقد، عبر تاريخه، هو: أين يقع معنى النص؟ وهنا تأتي أهمية القارئ، في التفكيك.. فعملياً، حسب التفكيك، القارئ هو الذي يصنع المعنى، وبطريقته الخاصة!!
    يقول حمودة: "إن أهم محاور التفكيك، يرتكز على الأهمية الجديدة التي يكتسبها القارئ، والدور الأساسي الذي يلعبه في تفسير النص" 1 ص 314 .. ويقول: "لا نكون مبالغين إذا قلنا إن أهم الأدوار، في استراتيجية التفكيك، هو دور القارئ، وليس المؤلف أو العلامة، أو النسق، أو اللغة.. القارئ فقط هو الذي يحدث عنده المعنى، ويحدثه.. ومن دون هذا الدور، لا يوجد نص أو لغة أو علامة أو مؤلف.. من هنا فإن أي مناقشة للتفكيك لابد أن تبدأ بالقارئ، وتجربة التلقي التي لا يوجد قبل حدوثها شئ. ومن هنا ايضا اجلنا حديثنا عن نظرية التلقي reception theory ورد فعل القارئ reader response الى حين مناقشة التفكيك ذاته" 1 ص 321
    ووظيفة القارئ، حسب التفكيك، ليست اكتشاف النص، بل كتابته.. فرونالد بارت، كأحد كبار زعماء التفكيك، يمنح القارئ، سلطات مطلقة، لاكتشاف المعنى أو التفسير للنص، بل لإعادة كتابته دون تحفظات.
    النص حسب التفكيك صفحة بيضاء، لا يقول شيئاً قبل أن يسقط القارئ رغبته عليه!! يقول بارت: "النص لا يقول شيئاً، فهو لا يحمل معنى نهائياً، مغلقاً. وبهذا الإنفتاح، والخلو، يقول كل شيء تسقطه عليه (رغبة) القارئ.. ماذا عن النص؟ وهل هو موجود؟ يرى بارت، أنه غير موجود، وموجود، في نفس الوقت.. فهو موجود باعتباره نصاً ثابتاً لمؤلف معروف.. وهو ليس ثابتاً، والمؤلف توفاه الله بعد كتابته.. إنه يوجد فقط بقدر قابليته لإعادة كتابته من جانب القراء"1 ص 335 ..
    يقول حمودة: "إذا كان المؤلف في استراتيجية التفكيك قد اختفى بموته بمجرد انتاجه للنص، ومن ثم لا يستطيع تحقيق الدلالة في ضوء قصدية لا وجود لها، وإذا كان النص ليس مغلقاً أو نهائياً، بل مفتوح أمام القارئ يدخله من أي زاوية يشاء، فماذا يبقى من النص إذن؟ لم يتبق لنا الكثير، بمعنى، وتبقى لنا كل شيء، بمعنى آخر، وهو اللغة ونظام العلامة على وجه التحديد" 1 ص345
    ولكن هل اللغة تحدد المعنى، عند التفكيكيين؟! الإجابة الواضحة، والمختصرة، لا!! يقول هيليس ميللر Hillis Miller أحد أقطاب التفكيك: "إن فكرة الاستخدام الإحالي الحرفي للغة referential مجرد وهم نشأ عن نسياننا للجذور المجازية للغة. إن اللغة منذ البداية أكذوبة" 1 ص 345
    القارئ، في التفكيك، عندما يقرأ النص، لا يعتمد على ما هو مكتوب فيه فقط، وإنما الى جانب ذلك، يعتمد على ما يعرف بأفق القارئ، ويشمل الأفق التاريخي، والأفق الثقافي، وأوضاعه الذاتية.. فالقارئ، يعيد انتاج النص وفق هذا الأفق.. هذا، بالإضافة الى التناص أو البينصية intertextuality وهي تشمل بالإضافة للنص المكتوب، النصوص التي يملكها القارئ، والتي تتفاعل مع النص الأصلي، وتعطي دلالة، مختلفة عما يقصده المؤلف.
    يقول جادامر: "لا توجد قراءة صحيحة أو نهائية ما دام الأفق متغيرا وغير مغلق تماماً كالثقافة التي تنتجه. فالتاريخ والثقافة والسياق والأفق، كلها في حالة حركة، وفي نفس الوقت، فإن معنى النص، وهو لانهائي مفتوح، يرتبط بالزمن والتاريخ، ولا يمكن وصفه بالثبات Timeless ، لأن تفسير النص، وتحديد المعنى، يقررهما أفق المتلقي، القارئ للنص، الأفق الذي يحدده سياق تاريخي زماني Timely" 1 ص 325.
    في مانفستو فنسنت ليتش للتفكيك جاء عن التناص: "في التناص، النص ليس شيئاً موحداً أو مستقلاً، لكنه مجموعة من العلاقات مع نصوص أخرى. إن نظامه اللغوي، ونحوه، ومعجمه، تجر معها شذرات ـ آثار traces من التاريخ، بحيث يشبه النص مركز توزيع لجيش خلاص ثقافي، يضم مجموعات لا يمكن تفسيرها من الأفكار والعقائد المتنافرة. إن شجرة النص هي بالضرورة شبكة غير مكتملة من مقتطفات واعية، وغير واعية مستعارة... كل نص هو بينص" 1ص 340
    الدوال في التفكيك، تميل الى دلالات، تصبح هي نفسها دوال لدلالات أخرى، وهكذا الى ما لانهاية.. فكل قراءة هي غير صحيحة، وصحيحة في نفس الوقت.. والقارئ يستطيع ان يستخرج من النص معانٍ لا حصر لها، وقد تكون متناقضة.
    من الأفضل، أن نقدم هنا، بعض نقاط ليتش مما يسميه (منفستو متأخر للتفكيك)، فمن هذه النقاط:
    1. "إن كلمة شجرة، ذلك التجمع لأربعة حروف، ليست هي ذلك الشيء الخشبي، إن هذه العلامة تدل على غياب الشيء"
    2. "في المعنى، يمكن جعل معظم النصوص تولد مجموعة لانهائية تقريباً من الأوصاف الراقية للمعنى: لماذا نقصر ثقتنا على المعنى؟ إن المعنى انتاج متأخر. منع للعب"
    3. "ما هي القراءة؟ عندما يكرر الناقد عنصراً في النص، فإنه يغيره. بهذا الشكل، فإن القراءة هي عملية تغيير للحقيقة، وليست نقلاً لها.. إن خلق القراءة، وهو فعل تنبؤي وبلاغي، ينتج عن خطأ. إنه حالة الحافة.
    كل القراءات خطأ قراءات بالضرورة.. النصوص غير قابلة للقراءة.
    إن النقد يصر على القيام بما لا يمكن القيام به.. وهو قراءة النصوص.. لا يمكن أبداً أن تكون هنالك قراءات صحيحة أو (موضوعية)، بل مجرد قراءة، أقل أو اكثر حيوية، وإثارة للاهتمام، وحرصاً، أو ممتعة"
    4. "في التناص، إن النص ليس شيئاً موحداً أو مستقلاً، لكنه مجموعة من العلاقات مع نصوص أخرى".
    ذات القارئ:
    اعطاء التفكيك الأولوية للقارئ، يمكن أن يوهم البعض، بأن هنالك مركز إحالة، هو ذات القارئ، ولكن هذا، في استراتيجية التفكيك، خلاف الحق.. فذات القارئ نفسها، تتعرض للتفكيك!!
    يقول حمودة: "وماذا عن (أنا القارئ)؟ ونحن نقصد القارئ الواحد في تعامله مع نص واحد، ونصوص مختلفة.. هل القول بأن النص لا يوجد إلا في التلقي، وأن الكاتب لا يوجد إلا في وعي ذلك القارئ/ الآخر، يعني أن ذاته هو أكثر ثباتاً وديمومة، وأقل انمحاءاً من ذات المؤلف؟ بالنسبة لبارت، فإن ذات القارئ نفسها لا وجود لها، بمعنى انها لا تملك وجوداً محدداً وثابتاً" 1 ص 342
    ويقول: "فذات القارئ أو المتلقي، ليست أكثر تحديداً، وأقل مراوغة. أنها هي الأخرى، تخضع لعملية تفكيك مستمرة، باعتبارها المجال الأول الذي تعبر فيه البينصية عن نفسها" 1 ص 342
    ويقول حمودة: "إن موقف بارت من المؤلف، لا ينفصل عن موقفه من الذات التي يعتبرها وهماً، سواء كنا نقصد بذلك ذات الشخصية في النص الروائي أو ذات الكاتب، أو ذات الناقد، بل حتى ذات القارئ. والواقع أن بارت في تفكيكه للذات أياً كانت، يبدأ بذات بارت نفسه، ذات الكاتب أو القارئ.. الذات أو (الأنا) في منظوره النقدي الفلسفي، ليس سوى منتج لغوي، يفرزه اللعب الحر للمدلولات.. ذات المؤلف أو الكاتب، تعتبر نصاً طويلاً مفككاً، وهي ليست في حالة تناقض بل تبعثر" 1 ص341
    الخطاب التفكيكي، يقوم على عدم الإنتظام، والتقطيع وعدم الإتصال، ورفض النظرة الكلية، ورفض وجود مركز، ورفض وجود ثابت حتى بالنسبة للمعنى، أفضل تعبير عنه هو قول إمام التفكيك دريدا، أنه كولاج/ مونتاج ـ يعني جبة درويش مرقعة، فيها الرقع مختلفة الأشكال والأحجام، كما أنها مختلفة الألوان، دون تنسيق ـ فدريدا يرى أن الكولاج /مونتاج هو الشكل الأساسي في الخطاب ما بعد الحداثي، "والتنافر الداخلي في ذلك الخطاب (أكان في الرسم التشكيلي، أو في الكتابة، أو في العمارة) يمنحنا، نحن متلقي النص أو الصورة، الحافز (لإنتاج دلالة لا تكون أحادية ولا مستقرة).. ومنتجو النصوص (الأعمال الثقافية)، ومستهلكوها يتشاركون معاً في انتاج الدلالات والمعاني" 2 ص 73
    وهم يحبون أن يعبروا عن وضعهم، تعبيراً إقتصادياً رأسمالياً.. يقولون مثلاً: المنتج الثقافي، إنما ينتج المواد الخام (الأجزاء والعناصر)، تاركاً كل العمل مفتوحاً للمستهلكين لإعادة جمع هذه العناصر وبالطريقة التي يرغبون فيها.. أما تأثير ذلك، فهو كسر سلطة المؤلف في المعاني، وفي تقديم رواية مستمرة.. ففي وسع أي عنصر، في أي موقع، بحسب دريدا، كسر الاستمرارية أو خطية الخطاب، فيقود ذلك، بالتالي الى قراءة مزدوجة، قراءة للجزء مدركاً في علاقته بالنص الأصلي، وقراءة أخرى له وقد خلط في كل جديد ومختلف.. والاستمرارية إنما تظهر فقط (ما تبقى) من الجزء بينما هو يتحرك من الإنتاج الى الإستهلاك.. أما نتيجة ذلك كله، فهي اخضاع أوهام الأنظمة الثابتة كلها للمساءلة والنقد2 ص 75
    مفكرو ما بعد الحداثة عموماً، ضد أي نظرة موحدة للعالم أو أي نظرة كلية، وهنا يجيء التساؤل، "طالما أننا لا نستطيع، كما يشدد مفكرو ما بعد الحداثة، أن نطمح الى أي تمثيل موحد للعالم، ولا تصويره كلاً مشتملاً على روابط وتمايزات وليس مجرد شظايا في حالة تغير مستمر، فكيف يمكننا إذاً أن نطمح الى العمل بصورة متسقة إزاء العالم؟ الإجابة ما بعد الحداثية ببساطة، هي أنه طالما أن كل صورة متجانسة إما قمعية أو وهمية، (ومحكوم عليها بالتالي أن تتبعثر وتنكسر)، فعلينا بالتالي ألا نحاول الإرتباط بأي مشروع له طابع كلي. وهكذا تغدو الذرائعية (كما تمثلها البراغماتية)، هي الفلسفة الوحيدة الممكنة للسلوك" 2 ص 75
    التفكيك والزمن:
    التوجه التفكيكي، ليس له اعتبار للتاريخ، ولا للمستقبل، وإنما اعتباره كله للحاضر ـ الدنيوي، والمنفعة فيه ـ يقول ديفيد هارفي: "إن انهيار النظام الزمني للأشياء هو الذي يدفع كذلك الى التعامل على نحو خاص مع الماضي. فمابعد الحداثة تتجنب فكرة التقدم وتتخلى عن كل حس بالاستمرارية التاريخية والذاكرة" 2 ص 78
    وما بعد الحداثة بصورة عامة، ضد أن يكون لك موقف، كما أنها ضد القيم الثابتة والمعتقدات.. يقول ديفيد هارفي: "هذا الافتقار للاستمرارية التاريخية في القيم والاعتقادات، يضاف اليه اختزال العمل الفني الى مجرد نص رمزي متقطع في الزمن، يفرض على الحكم النقدي والجمالي مشكلات من كل نوع.. فرفض (أو عملياً تدمير) كل المعايير الثابتة للحكم الجمالي باعتبارها معايير سلطوية، لا يبقي للحكم ما بعد الحداثي غير امكانية الحكم على مشهدية المشهد، لا أكثر" 2 ص 80
    من الأفضل أن نختم هنا، كتلخيص، بنقاط عزالدين اسماعيل، التي تشمل البنيوية والتفكيك، في وقت واحد.. هذه النقاط هي:
    1. العلاقة المفترضة بين العمل ومنشئه، تنقطع نهائياً بينهما بمجرد ظهور هذا العمل الى الوجود
    2. منشئ النص ليس له وجود سابق على هذا النص، وإنما هو يولد معه اثناء كتابته
    3. النص بعد ذلك يوجد بقارئه، الذي يحل محل الكاتب في كل قراءة، ويتعدد بتعدد قرائه
    4. هذا النص إما أن يكون قرائياً، تستهلكه القراءة فلا يعاد تحققه معها، وإما أن يكون كتابياً، بمعنى أن القارئ يكتبه مرة أخرى، في كل قراءة
    5. ليس للنص معنىً محدداً، فليست هناك بؤرة مركزية يتمحور حولها هذا المعنى، ولكن هناك دائماً ـ لعب للدوال، واندياح للمعنى نتيجة لذلك الى غير نهاية، وبلا حدود، ومن ثَمَّ تنتفي قابلية التفسير النهائي
    6. انتفاء العلاقة بين هذا التفسير، وقصدية منشئ العمل، والارجاء اللانهائي للدال.
    7. وحدة النص لا تتمثل في مصدره، بل في الغاية التي يتجه اليها ـ (انتهاء المرجعيات) 1 ص 334
    لقد بدأت التفكيكية كنظرية نقدية، ثم أصبحت فلسفة عامة، أخذت مظهرها في جانب الأخلاق، في ما عرف بأخلاق الصيرورة، وهي تنطلق من أن الأخلاق ليست مجموعة من المبادئ الأخلاقية المتجاوزة لرغبات الفرد ومصلحته الذاتية، والتي يلتزم بها الإنسان، وإنما هي مجموعة من الاجراءات التي يتفق عليها أعضاء مجتمع ما.. فلا شئ ثابت سوى الاجراءات، أما الأهداف النهائية للمجتمع والقيم الإنسانية، والأخلاقية الثابتة، فهي أمور نسبية تختلف من ثقافة الى أخرى، ولا يوجد معيار، يجعل قيم ثقافية معينة هي أصح من بقية الثقافات، وإنما الأمر كله يخضع للتفاوض
    لقد انتشرت النظرية التفكيكية انتشاراً كبيراً في الجامعات الأمريكية، وأصبحت هي الموضة السائدة.. وواكبها بعث جديد للبراغماتية، ولكن منذ بعض الوقت أصبحت التفكيكية في انحسار.


    نقد التفكيكية:
    الخطل، والخلل الكبير جداً، في التفكيكية أمر واضح جداً، لكل عقل سليم، ولا يحتاج الى فلسفة، ولذلك، لا نحتاج أن نفصل في النقد.
    النقد الأساسي، جاء من مدرسة فرانكفورت وبعض النقاد الآخرين.. وجاء في مجمله ليركز على الفوضى التي خلقها التفكيك، ودون تقديم بديل.. فكما يقول د. حمودة: لقد جاء التفكيك لينسف كل القواعد والقوانين ويعطي الدوال حرية اللعب الكامل منفصلاً عن الدال، ويصبح للقارئ الحق في أن يفسر العلامات بالمعنى الذي يشاء.
    ويعلق اشتاينر على خطورة الاعتماد على تفسيرات القراء للنص بقوله: "إن ردود أفعالهم تتغير بتغير الثقافة، وكل قراءة جديدة في وسط ثقافي متغير، تنتج رؤية جديدة للعمل، ومن هنا فإن دراسة الأدب من وجهة نظر القارئ سوف تأخذ دارسي الأدب الى نسبية تهدد هوية العمل ذاتها"1 ص 320
    ويقول د. حمودة: لقد كانت نقطة البداية الحقيقية لنظرية التلقي في مرحلتها المتأخرة الناضجة هي استحالة الوصول الى الحقيقة.
    يقول ليتش، في وصفه لما حققه أحد اقطاب مدرسة ييل للتفكيك، وهو هيليس ميللر :Hillis Miller "يقوم ميللر بالتقليل من شأن الأفكار والمعتقدات حول اللغة، والأدب، والحقيقة، والمعنى، والوعي، والتفسير.. ويترتب على ذلك قيامه بدور المخرب، الذي لا يكل ـ دور الساحر العدمي ـ الذي يرقص كالشيطان، فوق أشلاء التقاليد الغربية المتناثرة، وسرعان ما يتحول كل شيء، يمسه الى شيء ممزق. اللا شيء فقط هو ما يلبسه ثوباً نهائياً أو يصوره متماسكاً أو يبرزه باعتباره وهماً سحرياً.. إن ميلر، صانع الشقوق الذي لا يكل، يرفض أي تعليمات واضحة، وينطلق بلا قيود راقصاً، يلقي بتعويذته، مدمراً كل شيء.. إنه يبدو كساحر في ثياب ثور تفكيكي انطلق دون قيد داخل حانوت العاديات للتقاليد الغربية" 1 ص 293
    "التفكيكيون هنا متمردون على كل شيء، متمردين بالمعنى الكامل للكلمة ويكفي أن نشير إلى (مانفستو) .. التفكيك عند دريدا لندرك مدى ذلك التمرد، ثم إنهم، وهذا أمر واضح، يميلون إلى اتخاذ مواقف استعراضية بل استفزازية تلقى هوى من المثقف الأمريكي صاحب المزاج الذاتي الخاص" 1 ص294
    ما بعد الحداثة بصورة عامة، والتفكيكية بصورة خاصة عبارة عن ثورة ضد العقل، وضد القيم.. هي ضد عقل وعقلانية عصر التنوير، ولمصلحة العقل الأداتي المؤسساتي الذي يرى أن المعرفة غير ممكنة!!
    والتفكيكية، متهمة، بأنها نظرية تقوم على أيدولوجية تخدم الرأسمالية في طورها الأخير، الذي يقوم على حرية السوق، ونظرتها للاستهلاك كغاية في ذاته ـ النزعة الاستهلاكية consumerism
    هذا المدخل ضروري جداً، لفهم طرح د.النعيم وما يقوم عليه من تفكيك للإسلام.. فعند النعيم، عملياً، التفكيك، لا ينحصر فقط في مجال النقد والفلسفة، وإنما يطال الدين نفسه. فقد طبق النعيم منهج التفكيك ليفكك عرى الإسلام، عروة عروة.. فهو كثور ميللر المذكور أعلاه انطلق دون قيد، داخل الإسلام، ليهدم كل مبادئه الأساسية، وقيمه الأساسية، وباسم الإسلام نفسه.. علينا أن نصطحب معنا مبادئ التفكيك الأساسية، لنرى كيف أن النعيم، عمل وفق هذه المبادئ التدميرية، ليفكك الإسلام، وقيم الإسلام، ودون تقديم أي بديل، سوى الواقع القائم في الغرب الذي ليس له فيه دور سوى ترديد بعض مقولاته العلمانية بالذات، وتطبيقها بصورة تفكيكية على الإسلام.
    كما أن النعيم، في علمانيته، يطبق بعض مبادئ ما بعد الحداثة مثل: البراغماتية ـ التي هبت من جديد في إطار ما بعد حداثي.. والنسبية في العلم والأخلاق، والذاتية والنقد النسبوي المتطرف، وأخلاق الصيرورة، وغياب المركز، والفردية المتطرفة التي تنكر وجود المجتمع.. وعدم اعتبار التاريخ، والمستقبل، وقبول الواقع كما هو، وجعله معياراً، مع تغييب المعايير الثابتة، وتغييب النظرة الكلية، والتفكير الشمولي.
    الـمـراجـع:
    1. المرايا المحدبة: من البنيوية الى التفكيك، د. عبدالعزيز حمودة
    2. حالة ما بعد الحداثة: بحث في أصول التغيير الثقافي، ديفيد هارفي
    3. الأسس الفلسفية لنقد ما بعد البنيوية، د. محمد سالم سعد الله

    خالد الحاج عبد المحمود
    رفاعة في 15/9/ 2012


    http://www.sudaneseonline.com/arabic/index.ph...8%AF.html[/QUOTE][/B]
                      

10-07-2012, 06:22 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: فكر والأخلاق في طرح د. النعيم
    17/09/2012

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الفكر والأخلاق في طرح د. النعيم
    الحلقة الثانية
    فلسفة النعيم
    "وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ، بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ، وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ!! وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ!! وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"
    صدق الله العظيم ـ آل عمران (78)
    ***
    "أما نحن الجمهوريين، فبفضل الله علينا، وعلى الناس، قد امتد بصرنا حتى رأينا قافلة البشرية الحاضرة، وهي حائرة، عند نهاية طريق العلمانية المسدود." الأستاذ محمود محمد طه
    ***
    نحن في هذه الحلقة، سنكتب عن فلسفة النعيم التي بنى عليها تفكيكه للإسلام بصورة عامة، وتفكيكه للأخلاق بصورة خاصة، وسنرى أن الفلسفة التي يقوم عليها طرح النعيم كافية جداً، لبيان تفكيكه للإسلام وللأخلاق على أسس مبدئية عنده ونهائية.
    د. النعيم يقول أنه اكتشف أن العلمانية، لا تتعارض مع الدين، وهذا الاكتشاف، هو نقطة التحول الأساسية في موقفه من الإسلام، يقول: "النقطة الأولى التي أود أن أدلي بها هي أن هذه كانت بمثابة رحلة تحول شخصي بالنسبة لي".
    ثم ذهب ليتحدث عن سيرته ثم يواصل: "في الواقع فإن الكتاب الأول الذي أصدرته عندما غادرت السودان في الثمانينات كان بعنوان -نحو تطوير التشريع الإسلامي (1990)- وفي هذا الكتاب رفضت بوضوح فكرة الدولة العلمانية أو العلمانية، كطريق يمكن للمسلمين أن ينتهجوه للتقدم إلى الأمام. ولكن بمرور الوقت تبين لي أن فهمي للعلمانية، من حيث أنها ضد الدين، ومعادية للدين، هو الذي كان سلبياً، وأن الوضع ليس بالضرورة كذلك. وبدأت أعيد النظر في موقفي. وتوصلت الآن إلى أن أعتنق فكرة الدولة العلمانية بالكامل." )نشر في دورية " ريليجن" العدد 16 الصفحات 197– 224، 1986(... من جانبي كنت أقدر أن التحول تم بعد ترجمة الكتاب للغة العربية عام 1994م، ولكن بهذا النص، اختلف الوضع.
    وهنالك نص آخر للنعيم، يبين أن تحوله كان في بداية الثمانينيات، وهذا أوكد تاريخ، ونحن سنتعرض لهذا النص لاحقاً.. أما هنا فسنبني على النص المذكور أعلاه.
    النص، لم يوضح ماهي فكرة الدولة العلمانية بالكامل، ولم يوضح الفهم للعلمانية الذي تحول عنه، وأصبح يراه خاطئاً.. ثم أي علمانية هذه، التي يعنيها، ولا تتعارض مع الدين؟! كل هذا كلام معمم، ومبهم.. ما يعنينا هو علمانية د. عبدالله أحمد النعيم بالذات، والتي تحول إليها.
    الواقع أن التحول الذي تم هو تحول من إطار التوجيه الذي يقوم على الإسلام، إلى إطار توجيه مختلف تماماً، ويقوم على العلمانية.. فالكتاب الذي أشار إليه، يقوم على الفكرة الجمهورية، كدعوة إسلامية، وما تقوم عليه من إطار توجيه.. وتحول إلى إطار توجيه يقوم على العلمانية، وهذا تحول جذري.. إطار التوجيه الذي تحول إليه، هو ما أسماه: (المنطق المدني)، وهو إطار توجيه، يُخضِع له كل شيء حتى الإسلام نفسه.. يقول عن المنطق المدني أنه: "يسعى إلى إقناع عامة المخاطبين من غير الاعتماد على المرجعية الدينية العقائدية، بين المسلمين أو غيرهم من اصحاب الأديان أو المذاهب أو الفلسفات".. فمنطقه، لا يقوم على المرجعية الدينية ـ هذا ما تحول عنه ـ المرجعية الدينيةـ ليتحول إلى المرجعية العلمانية: المنطق المدني.
    على ماذا تقوم المرجعية الدينية التي تحول عنها؟! هي تقوم على ميزان التوحيد، الذي تزن به كل شيء، يقول الأستاذ محمود: "ميزاننا ميزان الإسلام (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات، وأنزلنا معهم الكتاب والميزان، ليقوم الناس بالقسط).. هو ميزان القرآن، ميزان (لا إله إلا الله)" .. وفي هذا الميزان، القرآن أنزل مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه، وفي هذا الميزان، لا يوجد باطل مطلق يمكن أن يدخل الوجود، لأن كل ما دخل الوجود، دخل بإرادة الله، ولا يمكن لأي شيء أن يدخل دون هذه الإرادة.. والإرادة لا يمكن أن تكون باطلاً مطلقاً، وما نراه نحن باطلاً، هو باطل حكم، باطل شرع، أما من وجهة نظر الله، ليس هناك إلا الحق.. فكل شيء في التراث البشري فيه جانب حق، حسب حكمة دخوله في الوجود، وفيه جانب باطل، وهو ما تم استنفاد حكمة دخوله.. فالعلمانية، فيها حق، وفيها باطل، وهكذا كل تراث بشري.. وباستخدام الميزان نحدد الحق والباطل، فنطرح الباطل، ونصطحب الحق.. هذا، بإيجاز شديد هو مرجعية الإسلام التي تركها، د. النعيم، وركن إلى مرجعيته هو: المنطق المدني، الذي يعرض عليه كل شيء، بما في ذلك الإسلام.. فهو وحده معيار الصحة والخطأ!! وهو نفسه في أساسه خطأ، لأنه اعتماد على العقل المجرد.. وحتى العقل المجرد، كما سنرى، في طرح النعيم يقوم على مباديء ومقولات، ما بعد الحداثة، خصوصاً التفكيك، البراغماتية، النسبية، وما يسميه المنظور التاريخي.

    البراغماتيـة:
    يقول د. النعيم: "(لا أنا (متفائل براجماتي).. أنا مفتوح العينين، وعارف بمكامن السلطة والجشع في الطبيعة البشرية. إن لم أكن متفائلا، فمعنى ذلك أني أستسلم للجزء المتسفل من الطبيعة البشرية) _6_
    أنه متفائل براغماتي.. وهو فعلاً يتعامل على أسس براغماتية، في الفكر والسلوك، وهذا يقتضي أن نذكر بإيجاز شديد، الاختلاف الجذري بين البراغماتية والإسلام.. فجوهر البراغماتية يتناقض مع جوهر الإسلام.. جوهر الإسلام هو (التوحيد)..وعلى العكس من ذلك، الجوهر الوجودي للبراغماتية هو (التعديد).. بل إن البراغماتية هي أكبر فلسفة تعددية، في الغرب.. يقول وليم جيمس: "التعدد هو ميتافيزيقيا البراغماتية.." وله كتاب اسمه: معضلات الجبريةDilemma of Determination) ) يرفض فيه الجبرية القائمة على المطلق والواحدية.. يقول جيمس، من المرجع المذكور: "إننا قد نسلم بسمو الواحدية العقلية ونظرتها للارتباط بين الظواهر دونما استثناء، حيث تبدو قادرة على تحقيق الاستقرار الديني أو السلام وتلوذ بسلطة التصوف لتأييدها.. ولكن هذه الواحدية تدخل الفلسفة في ألغاز".. ويطرح جيمس السؤال الذي يرى أنه هام: "هل على الفيلسوف أن يفسر الوجود كله دفعة واحدة، أو يفسره جزءاً جزءاً أو مجموعة؟"، ويقر أنه يختار الطريقة الثانية، وهي الطريقة التي تقوم عليها نظريته التجريبية.. الوجود في نظر جيمس كثرة لامتناهية، ينفصل كل شيء فيها عن الآخر، في وجوده وبقائه.. وعنده، لا مانع أن تكون الأهداف متعددة والغايات متباينة.. ويقول النعيم عن التعددية: " لا أفهم ما هي الضرورة لأن يكون هنالك اساس واحد لحقوق الانسان بالنسبة لكافة الناس، في كل مكان، أنا ضد هذا الأساس "
    وترى البراغماتية أن نظام الكون نظاماً غير تام ويتمم نفسه باستمرار من خلال الزمن، وتلعب فيه الصدفة دوراً أساسياً، يقول جيمس: "أنا أريد عالم الصدفة.. قل فيها ما تشاء، لكنني أرى أن الصدفة لا تعني أكثر من التعدد، فالصدفة ضد الجبرية". راجع جيمس كتاب (عالم متعدد)
    Essays in Radical Empiricism
    وهذا كله، عكس ما يقوم عليه الإسلام.
    ومن الناحية السلوكية، معلوم أن البراغماتية، فلسفة عملية تقوم على المصلحة.. وعندها ما هو صحيح هو ما يحقق المصلحة أو المنفعة، وهذا ما يقوم عليه طرح النعيم، فهو مثلاً يقول: "فطبيعة عمليات تحديد الهويات وتفاعلها مع بعضها البعض يقبل احتمالات مختلفة:على سبيل المثال، قد أجد نفسي في موقف أتوقع من الآخرين العداء لهويتي الإسلامية، مما يدفعني إلى إخفاء، أو عدم تأكيد، هذا الجانب عن نفسي. لكني إن أدركت أن هويتي كمسلم لا تهم الآخرين، أو ربما قد تعمل لصالحي، فإني قد أحرص على الإفصاح عنها". المرجع علمانية ص 56 .. فما يحدد ما يقول أو لا يقول هو المصلحة لا الحق.
    أقوال النعيم، التي توضح نسبويته، وبراغماتيته أشار إليها أحد محاوريه بقوله: "أخشى أن أسلوبك في الاعتراض على تعريفات المفاهيم بالمدى الذي يقول إن الكلمات تعطي مدلولات ومعاني مختلفة باختلاف الأفراد يبدو براغماتيا جدا بالنسبة لي. بالطبع هناك خطر كبير في التعامل مع المسلمات الجاهزة لمصطلحات من قبيل (حقوق الإنسان) أو (الإسلام) التي قد تستعصي على التعريف الراسخ والثابت، ولكن أليس الحجج، ما بعد الحداثية، من نوع الحجة التي تطرحها هنا تؤدي إلى إنهيار جسور اللغة والتواصل التفاعلي بين الناس؟".

    النسـبـيـة:
    يقول النعيم عن نفسه أنه نسبوي، وقد اشتهر في الغرب بذلك ـ نحن نفضل كلمة نسبوي على نسبي تفادياً للبس ـ والنسبوية، تقوم على أنه لا يوجد فكر صحيح، وفكر خاطيء.. ولا أخلاق صحيحة وأخلاق خاطئة.. ولا تفسير للنص الواحد صحيح وآخر خاطيء.. فما يكون صحيحاً، بالنسبة لفرد أو جماعة، قد يكون غير صحيح أو خاطيء لفرد او جماعة آخرين، ولا مجال للمفاضلة بينهم.. ونحن هنا نورد بعض أقوال النعيم عن نسبويته ودلالاتها، فهو يقول مثلاً: "ونظرة النسبوية الأخلاقية مهتمة تحديداً بمعالجة وتصحيح اتجاه المركزية الأخلاقية، هذا، وغرس قيم الاحترام المتبادل والتسامح والتعاون عبر تأكيد أهمية تنوع أساليب الحياة والتأكيد على أهمية القيم الثقافية لكل مجتمع." 1.. علينا أن نتذكر أن التفكيك يقوم على عدم المركزية هذا ويقول: "وعليه فإن النسبويين الأخلاقيين يعارضون وجود صنف واحد مطلق من الأخلاق، أي أن هناك قيم أخلاقية مطلقة وثابتة يمكن على هداها الحكم بصحة أو خطأ ممارسات أو قيم بعينها للثقافات المختلفة."1... فالصحيح، عنده، في الفكر، وفي الأخلاق، هو ما يرآه أصحابه صحيحاً، ولا مجال للحكم العام او المعيار الموحد.. ولا توجد أخلاق ثابتة ـ علينا ان نتذكر (أخلاق الصيرورة في التفكيك) ـ يقول النعيم: "النظرة المستبصرة للنسبوية الأخلاقية قد ساهمت مساهمة إيجابية في نشر التفاهم بين الثقافات وتعزيز الاحترام المتبادل وروح التسامح والتعاون بين الناس في العالم. وباختصار فإن النسبوية الأخلاقية تعني أن (الأحكام تنبني على التجربة، والتجربة يفسرها كل شخص حسب تربيته أو تربيتها الثقافية)"1 معنى هذا، أنه عند النعيم لا توجد أحكام مسبقة للحق والخير وما هو أخلاقي، وإنما التجربة هي التي تحدد ذلك.. والتجربة نفسها نسبوية، يفسرها كل شخص حسب ثقافته.. وهذا يعني، ضمن ما يعني أن الوصايا الأخلاقية والتوجيهات والتشريعات، التي يأتي بها الدين ليست صحيحة صحة مسبقة، وكلية، ولذلك هي ليست معياراً عاماً للأخلاق، ولا هي معياراً ثابتاً ـ وهذا ما سنرى أنه يطبق على الإسلام ـ لا توجد فكرة إسلامية، أو شريعة إسلامية واحدة، وإنما كل أصحاب ثقافة إسلامية، لهم إسلامهم الخاص، وقيمهم الإسلامية، الخاصة، التي تختلف مع مسلمين آخرين، وكلها صحيحة بمعايير النسبوية.. فمثلاً، إذا رأى أصحاب ثقافة إسلامية، أن الزنا غير محرم في الإسلام، فهذه رؤية إسلامية صحيحة، ولا يصح أن يقال لهم من قبل المسلمين الآخرين أن موقفكم هذا خطأ ـ وهذا ما يطبقه د.النعيم فعلاً، كما سنرى ـ المهم ان نلاحظ هنا أنه عند د.النعيم، الثقافة العملية هي التي تحكم الإسلام وتحدده، وليس الإسلام هو الذي يوجه الثقافة وفقاً لمبادئه، وهذا هو تطبيق منهج المنطق المدني!! ويؤكد هذا قوله عن النصوص الدينية، الذي جاء فيه: "النصوص الدينية، مثلها مثل النصوص الأخرى، يمكن تفسيرها بعدة طرق. ولذلك ينبغي على دعاة حقوق الإنسان في العالم الإسلامي أن يناضلوا ويكافحوا ليفرضوا تفسيرهم للنصوص ذات الصلة، لكي يتم تبنيها كنصوص إسلامية جديدة ملزمة للعالم المعاصر).." ـ2ـ يفسرها بعدة طرق، تشمل، الطرق التفكيكية، التي تعطي القاريء مطلق السلطة، في تفسير النص، بل كتابته.. ولذلك نرى أن د.النعيم يؤيد أموراً شاذة جداً ومخالفة بداهة للشريعة الإسلامية المحكمة، ويعتبرها الإسلام الصحيح، كما سنوضح لاحقاً.
    وعندما يتحدث د.النعيم عن حقوق الإنسان التي على دعاة حقوق الإنسان في الإسلام أن يفرضوا تفسيرهم لها، هو لا يتحدث عن ما هو مُتفق عليه، أو يمكن أن يُتفق عليه من حقوق إنسان، وإنما يتحدث عن حقوق الإنسان التي يرفضها المسلمون مثل: حق الزواج للمثليين.. وهو فعلاً يؤيد نماذج التفسيرات أو التبريرات الإسلامية، المنحرفة، التي يستخدمها دعاة وممارسوا هذه القاذورات، وسنرى ذلك بوضوح تام ـ ينبغي أن يكون في ذهننا دائماً أن حديث د.النعيم عن حقوق الإنسان يشمل ما هو مختلف حوله، خصوصاً حقوق المثليين ـ. يقول د. النعيم:" التحليل العميق يبين أن المفاهيم المغروسة في التراث الثقافي للمجتمع هي التي تكون لها الفرصة الأفضل في التزام الناس بها. ولذلك، علينا أن نعزز شرعية معايير حقوق الإنسان عن طريق غرسها في مختلف الثقافات في العالم. وهذا، من وجهة نظري، عمل ضروري ليس لأسباب تكتيكية فحسب، من أجل منع منتهكي حقوق الإنسان من الادعاء بأن بعض حقوق الإنسان غير ملزمة لهم، لغرابتها ومعارضتها لقيمهم الثقافية، بل إني أنادي بذلك كمبدأ أساسي عندي" 1.. د.النعيم يعتبر أن الدين ثقافة، مثل أي ثقافة أخرى، وهو مثل الثقافات من صنع البشر!! وسنورد قوله في ذلك.. وهو عندما يتحدث عن حقوق الانسان، يتحدث عنها بالمفهوم الغربي.. وهذا المفهوم، يتضمن قضايا لا تتفق مع الإسلام والمسلمين، مثل حق الإجهاض، وحق المرأة في حرية التصرف في جسدها، وحقوق المثليين.. وهو يرى في النص أعلاه، أن مثل هذه الحقوق ينبغي غرسها في ثقافات من لا يؤمنون بها، من أصحاب الثقافات الأخرى في العالم.. وهذا العمل عنده، هو مبدأ أساسي.. وهو عملياً يعمل على غرس هذه المفاهيم، في المجتمعات الإسلامية، على اعتبار أن الإسلام، حسب تفسيره هو وجماعته، له ـ يقرها ـ وهو في ذلك يقرأ نصوص القرآن، قراءة تفكيكية، تقوم على موت المؤلف، وانعدام قصديته، واعطاء كل السلطة، في تحديد الدلالة للقاريء، بالصورة التي رأيناها، عندما عرضنا أهم مباديء التفكيك.. وفي النص الذي نقلناه عنه، ويقول فيه أن النصوص الدينية مثل بقية النصوص، هو يحرض دعاة حقوق الإنسان في العالم الإسلامي على: "أن يناضلوا ويكافحوا ليفرضوا تفسيرهم للنصوص ذات الصلة، لكي يتم تبنيها كنصوص إسلامية ملزمة للعالم المعاصر".. لاحظ: (يفرضوا تفسيرهم لكي يتم تبنيها كنصوص إسلامية).. فنصوص الشريعة عنده، تُفَسَّر تفكيكياً لتعطي عكس ما تقوم عليه من قيم، وهذا التفسير يُفرَض، ويعتبر ملزماً!! فالقضية ليست قضية إسلام، أو فكر، وإنما هي قضية سلطة.. والنصوص المعنية، بالتحديد، هي النصوص المتعلقة بالسلوك الجنسي، والتي تحرمها الشريعة الإسلامية المحكمة، ويعتبرها الغرب من حقوق الإنسان.. فد.النعيم يعمل على وضع إسلام يقوم على قيم الغرب، وليس قيم الإسلام ـ إسلام أمريكي ـ وهذا ما سنراه بالتفصيل.
    إلى هذا الموضوع تشير الدراسة الصادرة في دورية شيكاغو لو ريفيو (العدد71 عام 2004 ( بعنوان التوجه الجنسي: اختبار عالمية قانون حقوق الإنسان الدولي.
    Sexual Orientation: Testing the Universality of International Human Rights Law, by
    Holning Lau, Fall 2004 issue of the University of Chicago Law Review (Volume 71)
    جاء في هذا المرجع، ما نصه: "بعض المفكرين، من أصحاب الفكر الغربي، أكدوا أن مفاهيم حقوق الإنسان، بالرغم من أصولها في الليبرالية الغربية، إلا أنها متفقة مع المفاهيم السائدة في مجتمعاتهم المحلية، مثلاً المفكر الإسلامي د. عبدالله النعيم يؤكد أن القرآن قد يفسر ليؤيد أجندة الحكومات القمعية، أو ليدعم ويساند المفاهيم العالمية لحقوق الإنسان".
    وعن اشتهار د.النعيم، في الغرب، بالنسبوية، نسوق، قول جمانة شحاتة، من دراستها بعنوان:
    Islam and Human Rights: Revisiting the Debate
    وجمانة هي مراسلة ديلي استار من مصر، وقد ذكرت مصدرها، في قولها عن د.النعيم الذي جاء فيه: "حاشية 7: معروف بصورة عامة على أنه نسبوي تفسيري، ونسبوي معتدل..لمزيد من المعلومات أنظر: كتاب جايسون فوستر (الجوانب التطبيقية للنسبوية التفسيرية المعتدلة: الجيل الثالث للحقوق العالمية للإنسان من منظور إسلامي) إصدار دار نشر جامعة بيركلي، 2004 ص 235 "
    في الواقع، نسبوية د. النعيم، نسبوية متطرفة جداً، لأنها تقوم على الذاتية، وتعطي نفسها الحق في تفسير نصوص القرآن الكريم، المحكمة، في إطار الشريعة، تفسيراً يتناقض معها.. يقول د.النعيم:
    "Having to prove zina to an impossible level is almost to say, 'Sexuality' is none of your business," explains Abdullahi An-Na'im, professor of Islam at Emory University. "That message got lost in the effort to reinforce patriarchy and sexual domination—but the message remains embedded in the Koran".3
    "إن التشدد في إثبات حد الزنا لدرجة الاستحالة، يعني أنه يُراد أن يُقال لنا: (هذه المسائل الجنسية ليست من شأنكم).. ولكن، هذه الرسالة ضاعت في سياق جهود البعض لفرض الهيمنة الذكورية والجنسية – ولكن الرسالة تظل متضمنة، في القرآن".. هذا محض تبرير للزنا في الإسلام.. فالآيات التي تمنع الزنا، والأحاديث عديدة، ومعروفة، بداهة عند كل المسلمين، بصورة لا مجال للخلاف حولها، إلا من منطلقات ذاتية، تبريرية، ممن لا يهمهم أمر دينهم.

    النسبوية والذاتية:
    إن نسبوية د. النعيم تذهب إلى الحد الذي يعتبر فيه، أنه لا يمكن ان يكون هناك توجيه يفهم فهماً مشتركاً، بين كافة أصحاب الدين الواحد.. وإنما كل فهم، عنده، هو فهم ذاتي، ولا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك؟! فهو يذهب إلى درجة من الشطط، تفقد اللغة قيمتها التواصلية، التي تقوم على أن الناس يفهمون مصطلحاتهم اللغوية، فهماً مشتركاً.. فهو يقول مثلاً: "عندما أقول ديني، وهو الإسلام، فإني لا أتحدث عن الإسلام بصورة عامة، أو الإسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين، وإنما أتحدث عن الإسلام الشخصي. ذلك أنه بالنسبة لي الدين يجب أن يكون شخصياً. لا يمكن له أبداً أن يكون غير شخصي. لا يمكن للدين أبدا أن يكون غير التجربة الفردية والشخصية للإنسان"؟ ..هذا فهم منحرف جداً، وخطير جداً، يجعل الدين كله أمراً ذاتياً، يخضع لما يراه الفرد ويقرره.. قول د. النعيم :( لا يمكن للدين أن يكون غير التجربة الفردية الشخصية للإنسان) هذا ينطبق على التدين، وليس على الدين.. التدين يقوم على التجربة الفردية.. ولكن كلمة (تجربة) ترجع إلى ماذا؟! هل ترجع الى أمر شخصي ذاتي، أم أمر خارجي؟! مثلا، هل الإسلام، يقوم على تجربة ذاتية، يحدد فيها الفرد المنهاج الذي يريده، والقيم والمعايير التي يريدها؟! هذا قطعاً لا مجال له، وباطل شديد البطلان.. والصحيح، بداهة، أن التجربة الشخصية تقوم على ما جاء به الإسلام في قرآنه وسنته.. وطالما أن الإنسان قد قبل أن يكون مسلماً، فهو ملزم باتباع ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، لا ما يراه هو.. هو في المنهج ملزم بتقليد محمد صلى الله عليه وسلم، عن إيمان، وثقة وتوقير، وفي بعض جوانب الشريعة، حتى دون السؤال لماذا!! فإذا قال الإسلام إن صلاة الصبح ركعتان مثلاً، فعلى المسلم أن يؤديها ركعتين وبالصورة التي وردت عن المعصوم، دون زيادة، او نقصان.. وعن طريق العمل نفهم الحكمة.. وإذا قال القرآن، وقال النبي الكريم بأن الزنا حرام، فهو حرام لتحريم الله ورسوله له.. هذا هو المبدأ الأساسي، في الإسلام: رد جميع الأمور إلى الله ورسوله، والتسليم لهما.. فالشريعة، أمر مشترك، عند جميع المسلمين، ولا خلاف، إلا في بعض الأمور الفرعية، وإذا حدث خلاف يرد المختلفان الأمر إلى الله ورسوله، وهذا كله بداهة.. أما أن يفعل المسلم، ما يراه هو شخصياً، دون رده إلى الله ورسوله ـ وهذا ما يفعله د.النعيم، ويدعو له ـ فهذا لا علاقة له بالإسلام.. واختلاف المسلمين، فيما بينهم لا يلغي الشريعة، ولا يجعلها أمراً ذاتياً.. وهم لا يختلفون في الشريعة.
    ويقول د.النعيم: "إذن بالنسبة لي، فإن مسألة كون المرء مسلما، وفيما يخصني أنا، ومنذ بدء الإسلام، قد كانت هذه الدعوة إلى الذاتية، في أن أحدد لنفسي، ما هو ديني.."4.. هذا قول، شديد البطلان، فطالما أن الإنسان، اقتنع بأن يكون مسلماً، فلابد أن يقوم إسلامه،على أركان الإيمان، عقيدة وعملاً، وأن يحرم ما حرم الله، ويحلل ما حلل الله.. فلا يحرم، ولا يحلل من عنده، ولا يرى رأياً خلاف ما حدده الله ورسوله.. يمكن بالطبع أن يترك الإسلام كله، ولكن لا يمكن أن يكون مسلماً، ويقول في الإسلام، بصورة ذاتية، ويحدد لنفسه ما هو ديني وما هو غير ديني، وإنما يقبل ماحدده الله ورسوله.. هذه الذاتية مبدأ أساسي عند د.النعيم، وهي هدم تام للإسلام.. هذه الذاتية، خطيرة، ولها نتائج فظيعة، فيجب أن نصطحبها معنا، فهي جوهر طرح د.النعيم، والأساس الذي تقوم عليه كل مفارقاته للإسلام.
    وفق هذه الرؤية الذاتية، يخضع د.النعيم الإسلام كله للعلمانية.. يخضع أمر الله لفكر البشر، وإرادة البشر، ويقيد الله تعالى برؤيته هو.. فهو مثلاً يقول: "ولكن الأمر فيما يخصني هو أن هذا هو موقفي! وهذه بالطبع هي عقيدتي في كيفية حدوث الأشياء في الكون. فأنا لا أعتقد أن الله يفعل الأشياء في هذا الكون بطريقة متجاوزة للوجود المادي أو خارقة للطبيعة البشرية. إن الله يفعل في الوجود عبر الواسطة البشرية.. فالبشر هم الذين يتصرفون ويتخذون المواقف .. إننا نحن البشر من نفعل أو نفشل في الفعل.."!! 4..
    (أنا لا أعتقد أن الله يفعل الأشياء في هذا الكون بطريقة متجاوزة أو خارقة للطبيعة)!! هذه عقيدة في الله، فاسدة جداً.. فحقيقة الأمر، إن الله تعالى، يفعل بذاته ويفعل بالواسطة، وفعله بالواسطة، ليس مغايراً لفعله بذاته، وإنما هو مظهر وتنزل لفعله بذاته.. أساساً لا يوجد أغيار، فالبشر أنفسهم هم تجسيد قدرته، وقدرته تعالى، ليست زائدة عليه.. فما يفعله البشر، هو في الحقيقة، فعل الله، يقول تعالى في القرآن: "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ" ويقول في الحديث القدسي: "يا داؤود إنك تريد وأريد، وإنما يكون ما أريد.. فإن سلمت لما أريد، كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد" .. فلا شيء على الإطلاق يمكن أن يحدث دون إرادة الله.. فالفعل البشري محاطٌ به من قبل الإرادة الالهية، ولا تستطيع الواسطة البشرية أن تفعل شيئاً خلاف ما يريده الله، ولا تملك أن تغيِّر في إرادة الله، في أي صورة من الصور.. ففعل البشر في الشريعة فقط، في الظاهر، أما الفاعل الحقيقي، دائماً، ولكل شيء فهو الله.. وهذه بداية التوحيد وأساسه، وهو معنى لا إله إلا الله ـ وحدة الفاعل ـ فإذا جهلت هذا فأنت لغيره أجهل.. ولا دخول في الإسلام ـ مجرد دخول ـ دون الإيمان، بعقيدة التوحيد هذه.. فقولك (إنما نحن البشر هم الذين يتصرفون ويتخذون المواقف.. إننا نحن البشر من نفعل او نفشل في الفعل)، قول يدل على جهل عظيم، فنحن حين نفعل أو نفشل في الفعل، إنما يحدث ذلك في إطار القضاء والقدر وليس خارجه.. وأنت في قولك هذا، تتصور الله تعالى كأنه يعمل بطريقتنا نحن البشر ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ وتتصوره مقيداً في فعله بما نتقيد به نحن، فلا يعمل بطريقة متجاوزة أو خارقة للطبيعة!!. ثم ما هي الطبيعة؟! واضح من قولك، أنها عندك الوجود المادي، وقوانينه.. ولكن حقيقة الطبيعة هي الإرادة الالهية، متنزلة إلى القدرة الإلهية.. إن هذه الجهالة الجهلاء، لا تعطيك أي حق في الحديث عن الإسلام.. فأنت تجهل الأبجديات، ثم تحكم على الإسلام نفسه، بمعايير جهلك هذه!! وأمر تجاوز الطبيعة، بمفهومك، وخرقها، يحدث حتى للبشر!! قولك هذا يدل على مادية متطرفة، وجاهلة، تجاوزها حتى العلم المادي نفسه.
    إن موضوع الواسطة البشرية، في طرح د.النعيم، يشكل موضوعاً محورياً.. فهو من أهم أخطائه وضلالاته.. فعنده الواسطة البشرية، تغير طبيعة فعل الله نفسه.. فالقرآن عنده، عندما يدخل العقل البشري، يصبح بشرياً، وغير مقدس.. بل الدين كله، عنده، صناعة بشرية.. والشريعة صناعة بشرية ـ سنورد النصوص في موقعها ـ ما يعنينا هنا، هو توضيح أبعاد الذاتية، التي تطال الله نفسه، كما تطال فعله وقوله!! يقول د.النعيم:
    "God may be to you said so, but to me may be he did not or she did not say so. Or may be that person doesn’t believe in God altogether"

    ) ربما يكون الله قال لك هذا، ولكن بالنسبة لي ربما يكون لم يقل أو لم تقل، أو ربما ذلك الانسان أساساً لا يؤمن بالله(.
    الله تعالى، كلامه، في الحقيقة واحد، فحتى الذي لا يؤمن بالله، فعدم إيمانه هذا من الله: "من آمن فقد آمن بقضاء وقدر ومن كفر فقد كفر بقضاء وقدر" .. والله تعالى، في القرآن، كلامه واحد، ولكل الناس.. قد يتفاوت فهم الناس، لكن تفاوت الفهم هذا، لا يجعل خطاب الله تعالى، متعدداً، كما تقول أنت يخاطب كل فرد على حدة ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
    والأمر، عند د.النعيم، ليس هو مجرد غياب التوحيد، وإنما هنالك سوء استخدام للغة.. فهو يستخدم اللغة بصورة تفكيكية.. أنظر الى قوله هذا : " Naming something does not make it so
    A second point of language that I would like to highlight is “naming something does not make it so”. Often we tend to assume that if something is called something, then it must be that thing it is called. Say for example, a secular state: if it is called a secular state it must be secular. Or in my case an Islamic state: if the state is called Islamic, it must be Islamic. Otherwise, why would they call it Islamic? But, as the point I will make in a minute, there is no such thing as an Islamic state. It is totally incoherent. When I say that, people immediately ask: “What do you mean with there is no Islamic state? What about Saudi-Arabia, what about Iran? How can you say that?” The point I’m just trying to emphasize is: let us be cautious about assuming that language has the power to make things happening. It doesn’t. It is only to the extent that we concede or accept a notion that it becomes true to us. Anything that we did not concede is not true to us. It may be true to those who are asserting it, but it is not true to the rest of us unless we concede it.
    (تسمية الأشياء لا تجعلها كذلك
    نقطة ثانية بخصوص اللغة، أود أن ألقي عليها الضوء، وهي أن تسمية شيء، لا يجعله كذلك.. نحن نميل إلى الافتراض، أنه إذا سمي شيء اسماً، فلابد أن يكون هو ذلك الشيء الذي سمي به.. ولنقل مثلاً (دولة علمانية): إذا سميت دولة علمانية لابد أن تكون علمانية..."..
    إلى أن يقول (علينا أن نكون حذرين بخصوص الافتراض أن اللغة لها القوة لجعل الأشياء تحدث.. إنها لا تفعل .. فقط عندما نقبل، مفهوماً، أو نسلم به، يصبح صحيحاً بالنسبة لنا، ربما يكون صحيحا للذين يؤكدونه، لكنه غير صحيح لبقيتنا ما لم نقبل ونسلم به"5..
    لا أحد ـ في الظروف الطبيعية ـ يعتقد أن تسمية الأشياء، تجعلها ما سميت به.. الأشياء دائماً سابقة على الاسم الذي يطلق عليها.. وعندما يطلق الاسم يكون عبارة عن اتفاق بين الجماعة، على أنه يشير الى مسماه، حسب اللغة المعينة.. وبالطبع في كل لغة مختلفة، يسمى اسماً مختلفاً، ولكنه يفيد نفس الشيء.. فإذا قلت شجرة بالعربي أو tree بالانجليزي فهما يفيدان نفس الشيء.. أما إذا قلت دولة دينية فهذا مصطلح مركب، يفيد مفهوماً معيناً، وهو في اللغة العربية، الدولة التي تحكم حكماً، يقوم في مرجعيته على أسس دينية، ونفس الشيء يمكن أن يعبر عنه بالفرنسي أو الروسي.. فالمفهوم لا تحدده اللغة ـ وإنما يحدده الفكر، واللغة تعبر عنه، فمتى كان هنالك اتفاق عالمي، لمفهوم معين، مثل دولة دينية أو دولة علمانية، يمكن لجميع لغات الأرض أن تعبر عنه، بنفس المعنى المتفق عليه.. فالمفهوم لا يعتمد على اللغة، وإنما على الفكر والاصطلاح.. وعندما نقول عن دولة أنها دينية أو علمانية ، وهي ليست كذلك، هذا ليس خطأ في استخدام اللغة، وإنما خطأ، في استخدام المفهوم، ويمكن الحوار حوله، بين مختلف أصحاب اللغات، ليصحح.. قول د. النعيم هذا، هو محاولة لخلق غموض تفكيكي، وهي محاولة فاشلة، وتذكرنا بما أوردناه عن التفكيكي فنسنت ليتش في قوله: "كلمة شجرة هذه الأربعة أحرف، لا تشير الى ذلك الشيء الخشبي".. في الواقع هي تشير!! المهم أن اللغة تعبر عن المعاني، ولا توجدها، وهذه بداهة، يخالفها د.النعيم ليجعل من اللغة تبريراً للنسبوية.. وهو في فعله هذا، يردد مقولات التفكيكيين، دون أي فكر!!
    حديثنا عن النسبوية، سيستمر مع طرح مزيد من الأدلة، من أقوال د.النعيم، ولكننا هنا، سنتحدث عن مبدأ آخر من المباديء الهامة لفلسفة د.النعيم، والتي عليها يقوم بتفكيك الإسلام وتفكيك الأخلاق.




    المنظور التاريخي:
    يرى د.النعيم أن الواقع التاريخي هو الذي يحدد القيم، دون الحاجة لمرجعية أخرى وفقها يتم تقييم هذا الواقع!! فما هو سائد، في مجتمع ما هو الصحيح، ويضرب مثلاً لذلك بالمثلية الجنسية، فهي عند الغرب، قبل عشرين سنة فقط، كانت مرفوضة، وهي الآن مقبولة ومنطقية جداً، حسب قوله!! أسمعه يقول: "النقطة التي أود أن أعلق عليها هي المنظور التاريخي الذي أؤمن به. فالآن الحديث عن حقوق المثليين والمثليات يبدو أمراً مؤسسا جداً ومقبولا جداً، ولكن هذا الأمر ظهر مؤخراً جداً، جداً، في هذا البلد، في هذه الثقافة. كما تعلمون، إذا رجعتم عشرين سنة في الماضي، سوف لن تجدوا نفس القدر من التسامح والتفهم لحقوق المثليين وحقوق المثليات، على النحو الذي تجدونه اليوم. وهنا أيضا تأتي عملية التطور والتفاعل، وهو تطور وتفاعل نحتاج أن ننظر إليه من منظور تاريخي" 4.. فالمنظور التاريخي عنده، يمثله الواقع الفعلي المعاش.. كل القضية هي تفاعل ثقافي، فيه الثقافة التي تتغير وتصبح لها السيادة، هي الصحيحة، حسب المنظور التاريخي، ولا توجد أي حاجة لتقويمها من خارجها.. الأمريكان كانوا إلى وقت قريب يرفضون المثلية.. قبل عشرين عاما فقط، كانوا يرفضونها، أما الآن، فالحديث عن (حقوق المثليين والمثليات يبدو أمراً مؤسساً جداً ومقبولا جدا جدا)، ما الذي جعله كذلك؟! هو المنظور التاريخي!! ما الذي فعله المنظور التاريخي، وبه غيَّر الموقف الثقافي للمجتمع الأمريكي وجعل ما كان مرفوضاً، مقبولاً؟.. هذا القبول الجديد في نظر د.النعيم هو تطور، وفق المنظور التاريخي الذي يؤمن به.. تطور الى أين؟ أنت عندما تتحدث عن التطور، بالضرورة تتحدث عن اتجاه، وعن هدف، سيتم التطور نحوه، ولكن، لا د.النعيم، ولا االعلمانية التي يتبناها يملكون هدفاً كليا للحياة البشرية.. ود.النعيم، لا يرى أن التاريخ محكوم بإرادة، توجهه، وإنما هو الفعل البشري وتفاعل الحضارات.. فما هو لاحق، دائماً تطور على ما هو سابق.. دون أي مرجعية توجه التاريخ، وتحكم مسيرته، ودون غاية ينشدها تطور التاريخ، وهو يرفض المرجعية الدينية بالذات، في إطار التوجيه الذي يتبناه ـ المنطق المدني .. وبعد سطور، من النص الذي نقلناه أعلاه يقول عن المنهجية الدينية: "وهذا هو الموقف الذي أتبناه، وأقدمه في هذا الكتاب، وهو أنني أريد أن أقول أن أي مؤسسة عامة أو تشريع عام لا يمكن تبنيه بالرجوع إلى المرجعية الدينية.. ومعنى ذلك أنك إذا أردت أن تمنع العلاقات الجنسية المثلية، بين الأفراد من الجنس الواحد، لا يمكنك أن تفعل ذلك بسبب انها حرام، وتقول للناس لا يمكنكم ان تفعلوا ذلك لأنها خطيئة من وجهة نظر الدين"!! المرجع السابق.. هذا عكس الواقع، فجميع المسلمين يحرمون المثلية الجنسية، وغيرها من المحرمات، لأن الله حرمها، ويمنعونها لهذا الاعتبار، فقول د. النعيم هذا ليس له أي وجه من الإسلام، فهو قول شديد البطلان، ويهدم المبدأ الأساسي في الإسلام، وهو: رد الأمر إلى الله ورسوله.
    المرجعية المعتمدة عند د.النعيم، بالنسبة للأخلاق، ليست هي الدين وتوجيهاته، وإنما هي المنطق المدني، على الأسس التي رأيناها من تفكيك، ونسبوية ذاتية، وبراغماتية، والآن يضاف إليها المنظور التاريخي، الذي يحق الحق، ويبطل الباطل لمجرد ظهور الأشياء في المجتمع، دون أي اعتبار لتوجيه ديني، أو فلسفي، أو عقلي.. ودون أي اعتبار لهدف نهائي.. ودون أي مرجعية خارجية.. فالأمر كله الغاء المرجعية في الأخلاق، بما يفتح الباب على مصراعيه للتوجهات الغريزية، والشهوانية.. وبما أن التاريخ في حركة صيرورة دائمة، فهنالك دائماً تحول في الأخلاق يحكمه عند د. النعيم المنظور التاريخي، ولا شيء غير هذا المنظور.. فالأمر عنده محسوم تماماً: لا توجد أخلاق ثابتة، ولا معايير أخلاقية ثابتة، حتى بالنسبة للإسلام نفسه، وبالنسبة لجميع الأديان!! لقد تحدثنا، ونحن نتحدث عن (التفكيك) عن (أخلاق الصيرورة)، وعلينا أن نراجعها، فهي ما يتبناه د.النعيم، وباسم الإسلام!! لا توجد مركزية أخلاقية، ولا حد أدنى، ولا ثبات، وإنما هو تحول أخلاقي مستمر، فيه ما هو سائد في الزمن المعين، هو الصحيح دون أي اعتبارات أخرى!!
    فحتى الشريعة الاسلامية، عند د.النعيم، ليس لها موقف ثابت، ولا حد أدنى من الأخلاق، لا تقبل ما هو دونه.. يقول د.النعيم، من نفس النص: "ولكن النقطة الأخرى التي أود أن أدلي بها هي أنني سأظل أعترض على، وأنازع، أي شيء يوصف على أنه موقف الشريعة الثابت والراسخ، حتى في مجال العلاقات الاجتماعية، وليس فقط في المجال القانوني. ووجهة نظري في ذلك هي أن الشريعة وجهة نظر إنسانية.. وبعبارة أخرى، الشريعة علمانية. وأحد المواقف التي أحاول أن أدعمها هو رفع القداسة عن مفهوم الشريعة، واعتبارها نتاجا للتطور التاريخي والتجربة التاريخية. إن الشريعة ليست مقدسة.. إننا نتحدث عن الدين كشيء مقدس، ولكن المقدس عندما يدخل في العقل البشري، ما عاد مقدسا. لذلك، من أجل أن يكون للدين انطباق في حياتنا، يجب أن يكون علماني، نظرا لدخوله في العقل البشري والتجربة البشرية"4..
    يجب الانتباه، إلى إبعاد الله تعالى، عن الصورة تماماً، وإبعاد فاعليته، وحاكمية المنظور التاريخي، بالصورة التي يراها د.النعيم.
    هذه أسس فلسفة د.النعيم، عرضنا مبادئها العامة، لنبني عليها تفكيك د.النعيم للدين ـ الإسلام ـ بصورة عامة، وتفكيكه للأخلاق بصورة خاصة.
    وكل ما ذكرناه، ليس للنعيم فيه دور أكثر من الترديد.. فهو يردد مقولات ما بعد الحداثة الغربية، مثل ما يفعل "الكوراس" في مسرحية (الحلاج) لصلاح عبدالصبور.. الجديد الوحيد هو استخدامها لتفكيك الإسلام.. وهذا نفسه عمل غربي، هو موظف فيه.. مجرد موظف!!
    أعتقد أن تفكيك الإسلام، والأخلاق، منذ الآن واضح، بوضوح الفلسفة التي ينبني عليها عند د. النعيم، ولكننا في الحلقة القادمة سنتناوله بصورة أكثر مباشرة.. وهو بدوره سيلقي مزيداً من الضوء على فلسفة د. النعيم.. أو على الأصح ما يتبناه د. النعيم من الفلسفة الغربية.
    المراجع:
    1. دراسة د. النعيم بعنوان: (الأقليات الدينية في ظل القانون الإسلامي وحدود النسبوية الثقافية) نشرت في دورية (هيومان رايتس كوارترلي) إصدارة فبراير 1987 –العدد الأول المجلد رقم 9، الصادرة عن دار نشر جامعة جونز هوبكنز، وعنوانها بالإنجليزي:
    )Religious Minorities under Islamic Law and the Limits of Cultural Relativism).
    Human Rights Quarterly
    A Comparative and International Journal of the Social Sciences, Humanities and Law
    Vol. 9, No. 1, Feb. 1987

    2. الدراسة الصادرة في دورية شيكاغو لو ريفيو (العدد 71) – 2004 بعنوان (التوجه الجنسي: اختبار عالمية قانون حقوق الإنسان الدولي) للكاتب هلوننج لاو:
    Sexual Orientation: Testing the Universality
    of International Human Rights Law
    Holning Lau
    Fall 2004 issue of the University of Chicago Law Review (Volume 71)
    حاشية 42
    3. المرجع: مجلة ذي نيو ربابليك 26 فبراير 2001 العدد: 13
    The New Republic, 26th February 2001
    عنوان المقال:
    Honor Killings v/s Islam: Faith of her Fathers
    المقال بمناسبة إقامة حد الزنا (الجلد) على فتاة نيجيرية..
    4. من خطاب د. النعيم في المؤتمر الذي انعقد في جامعة هارفارد بعنوان (Rethinking the Secular):
    المرجع:
    Ref: www.hds.harvard.edu/cswr/resources/lectures/annaim.html
    Coverage of event also published in the Harvard Gazette.
    Abdullahi Ahmed An-Na'im
    Who Is the Human in "Human Rights"?
    October 4, 2007
    5. الورقة قدمها د. النعيم في مؤتمر عن التعددية (Pluralism) عقده في هولندا معهد (كوزموبوليس)، بالتعاون مع مؤسسات أخرى، عام 2009، ضمن برنامج هايفاس للمعرفة، ونشرت الورقة في ديسمبر 2009
    First published in December 2009 by the Promoting Pluralism Knowledge Program, jointly coordinated by:
    Humanist Institute for Co-operation with Developing Countries
    P.O. Box 85565 | 2508 CG The Hague |The Netherlands
    www.hivos.net
    Kosmopolis Institute (University for Humanistics)
    P.O. Box 797 | 3500 AT Utrecht | The Netherlands
    www.uvh.nl
    6.
    Ref: http://www.thestar.com/News/Ideas/article/438947
    A champion of secular Islam looks to harness 'heresy', Published On Sat Jun 7 2008, Lynda Hurst Feature writer

    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في 17/9/2012م
    http://www.sudaneseonline.com/arabic/index.ph...%85%D9%88%D8%AF.html

                  

10-07-2012, 06:25 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: الحلقة الثالثة د. النعيم وتفكيك الإسلام/ خالد الحاج عبدالمحمود
    21/09/2012

    (1) التفكيك المبدئي الشامل
    "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ*ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ *ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ*وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ" صدق الله العظيم (سورة الحج آيات 8-11)
    صدق الله العظيم
    "والخوض في أصل الدين سير في الوادي المقدس، تخلع فيه النعلان"
    الأستاذ محمود محمد طه

    سنتناول قضية تفكيك الإسلام عند النعيم، حسب طرحه، في حلقتين: الحلقة الأولى عن تفكيك الإسلام بصورة مبدئية وشاملة.. والحلقة الثانية عن تفكيك الأخلاق.
    ونحن هنا إذ نتناول القضية الأولى، نحب أن نذكر بالمباديء الأساسية لفلسفة التفكيك، في فكر ما بعد الحداثة الغربي، والتي تناولناها في الحلقة الأولى، وفلسفة النعيم التي تناولناها في الحلقة الثانية.. فتفكيك النعيم للإسلام، هو تطبيق للمباديء الفلسفية التي وردت، في الحلقتين، وكلها ترجع إلى اتجاهات ما بعد الحداثة، في الفكر الغربي.
    التفكيك عند د. النعيم، بدأ بصورة أساسية، مع إطار التوجيه، أو الإطار المرجعي، الذي أتخذه لنفسه، وأسماه (المنطق المدني).. فهذا المنطق المدني، أبعد منذ البداية، المرجعية الدينية، بصورة مؤكدة.. يقول عن المنطق المدني أنه: "الذي يسعى لإقناع عامة المخاطبين من غير الإعتماد على المرجعية الدينية العقائدية بين المسلمين، أو غيرهم من أصحاب الأديان".. وهو يبعد العقيدة الدينية لأن الدين في نظره يفرق بين الناس، ولأن التفكير الذي يقوم على المرجعية الدينية قاصر، وغير موضوعي.. يقول في هذا الصدد: "في الحقيقة ما في فهم ديني موضوعي، كل فهم ديني فردي.. ما في رأي ديني موضوعي.. أي رأي ديني ذاتي".. ويقول: "وتتطلب طبيعة ودور قانون الدولة، في الدولة الحديثة، تداخل عدد كبير من المشاركين والعوامل المعقدة، التي من غير الممكن احتواؤها بمنطق إسلامي عقيدي".
    وعنده القرآن لا يقرر بوضوح نتائج الإيمان بالدين، بما في ذلك الإيمان بـ (لا إله إلا الله)، أسمعه يقول: "القرآن لا يقرر بوضوح نتائج مسألة معنى الإيمان بالدين نفسه مثلاً، ما معنى تأكيد المسلم للإيمان بأن (لا إله إلا الله)، ماذا يعرف المؤمنون أو ما الذي يفترض بهم أن يعرفوه، عن، الله؟ وما هي النتائج المترتبة على الإيمان بوحدانية الله بالنسبة للممارسة الشخصية للمسلم وسلوكه، سواء على المستوى الشخصي الخاص أو مستوى العلاقات الإجتماعية/ الإقتصادية العامة والمؤسسات والعمليات السياسية؟ من لديه سلطة الفصل في الخلافات التي لا يمكن تجنبها حول هذه القضايا والقضايا الأخرى بعد موت النبيِّ صلى الله عليه وسلم وكيف؟ وبدلاً من توفير الإجابات لمثل هذه الأسئلة، يترك القرآن المسلمين أحراراً ليناضلوا مع القضايا بأنفسهم".. واضح أن هذه قراءة تفكيكية، فالقرآن أجاب على هذه الأسئلة وبصورة مستفيضة، والمصحف لا ينطق وإنما ينطق عنه الرجال، ولكن النعيم ينكر إجابات القرآن، من مبدأ قراءاته الذاتية، ليقرر على ضوء هذا الإنكار (يترك القرآن المسلمين أحراراً ليناضلوا مع القضايا بأنفسهم)!! ليفهم كل فرد بطريقته الخاصة كما هو مبدأ الذاتية، والنسبوية عند النعيم.. سنتناول لاحقاً، إبعاد النبي صلى الله عليه وسلم، في طرح النعيم.
    ما هي العقيدة التي أبعدها النعيم؟ هي عقيدة الإيمان في الإسلام.. أركان الإيمان: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والقدر خيره وشره، واليوم الآخر.. فهو يرى أن الفكر الذي يقوم على أركان الإيمان هذه، يتصف بالنقائص التي ذكرها، ويقدم عليه (المنطق المدني) .. ثم هو، لا يرى شيئاً واضحاً، من الأخذ بهذه العقائد، فحسب قوله (القرآن لا يقرر بوضوح نتائج مسألة معنى الإيمان بالدين نفسه).. فهو يضرب مثلاً لذلك (بلا إله إلا الله) أصل التوحيد!! فيقول: (ما معنى تأكيد المسلم للإيمان بأن (لا إله إلا الله).. وكل هذا هو جوهر الدين، وهو عند د. النعيم، على الأقل موضوع تساؤل لا إجابة عليه!!
    هذا، عن الإيمان، ماذا عن الإسلام؟ يقول النعيم أنه، لا يوجد شيء متماسك اسمه الإسلام!! وأن الإسلام لا يمكن أن يعرّف بصورة محددة وشاملة.. أسمعه يقول: "أعتقد أن صياغة السؤال بهذه الطريقة باطلة من حيث المفهوم، نظراً لأن السؤال يفترض أن هنالك شيء قابل للتعريف، ومتماسك اسمه (الإسلام)، يمكن مقارنته بتعريف ثابت وراسخ لحقوق (الإنسان)".. ويقول:"أصر وأؤكد أنه لا أحد - مسلم أو غير مسلم- يمكنه أن يعرّف بصورة محددة، وشاملة، الإسلام.."!!
    واضح أن النعيم، يعتبر تعريف النبي صلى الله عليه وسلم، الوارد في حديث جبريل الذي يرويه سيدنا عمر بن الخطاب، واضح أنه لا يعتبره تعريفاً تنطبق عليه المواصفات التي ذكرها.
    ثم ماذا عن الشريعة؟! يقول النعيم مثلاً: "كل ما يدركه المسلمون اليوم من تصورات للشريعة، حتى تلك التي ينعقد حولها إجماعهم ما هي إلا نتاج آراء بشرية عن معنى القرآن والسنة".. وقد رأينا أنه ينفي صفة الثبات عن الشريعة.
    وكل جوانب النظرة السلبية للإسلام، يمكن أن ترد، إلى قوله المبدئي: إن الدين صناعة بشرية، وعلماني، وهو بذلك، يبعد المصدر الإلهي للدين، فهو يقول:
    "As a Muslim, I always make the heretical sort of statement that religion is secular, which may appear like a contradiction in terms. But the fact of the matter is that there is no way we can access, we can relate to, we can be influenced and formed by religion, except through human agency. Our human agency is definitive of our religion. In that sense, religion is secular, religion is human-made. The point here is to emphasize this secularity of religion, and as such, to make it political-to make it a political asset. This concept applies equally to culture. When I speak of religion and culture, I speak in the same vein, in the sense that they are both human-made, are both human-remade".

    "كمسلم، فأنا دائما أطلق التقرير (الهرطقي) أن الدين علماني، وهذا القول ربما يبدو متناقضاً، في العبارة. ولكن واقع الأمر هو، أنه ليس لنا من سبيل لأن نعتنق الدين، أو نعقله، ونتأثر به، أو نؤثر فيه، إلا عبر الواسطة البشرية. فواسطتنا، كبشر، هي العامل الحاسم في تحديد، وتعريف، ديننا. وبهذا المعنى فإن الدين علماني.. الدين من صنع البشر.. وموقفي هنا، هو أن أؤكد علمانية الدين، هذه، التي أتحدث عنها، حيث يمكن، من هذا المنطق، إخضاع الدين للسياسة، أي جعله عنصرا، وذخرا، سياسيا.. وهذا المفهوم ينطبق، بنفس المستوى، على الثقافة.. فأنا، عندما أتحدث عن الدين والثقافة، إنما أتحدث عنهما بنفس المعنى، أي بمعنى أن كلاهما من صنع البشر، وأن كلاهما يمكن إعادة صنعهما، من قبل البشر" 1..
    هذا نص واضح، وحاسم.. وهو يلقي الضوء على كل نصوص د. النعيم الأخرى، ذات الصلة، ويمكن تحديد أساسيات هذا النص في النقاط التالية:
    1. حسب النص، الله تعالى، حتى لو كان موجوداً، فإن وجوده لا يؤثر على أحداث الكون، وأفعال الإنسان.. وحتى الدين نفسه، ليس لله فيه دور، إلا ـ في أحسن الأحوال ـ إيجاده الأَوَّلي.. فالدين، من الناحية العملية صناعة بشرية، وهذا يعني أنه يخضع للمعايير والقيم البشرية.
    2. النعيم يقرر في النص بوضوح أن الدين علماني.. والأمر الذي لا خلاف حوله، أن العلمانية دنيوية.. وهذا يعني أن الدين، عند النعيم، دنيوي، وليست له علاقة بالآخرة.. وهذا يلقي الضوء على إبعاد الإيمان عند النعيم، ففي الفهم الصحيح، الإيمان أساساً إيمان بالغيب ـ وهو يعني ما غاب عن إدراكنا وحواسنا ـ ومن ضمن الغيب الآخرة، وما فيها من ثواب وعقاب، حسب ما ورد في الأديان السماوية.. وبالطبع من الغيب الملائكة، والجن، والجنة، والنار.. فهذه جميعها لا وجود لها في إسلام النعيم العلماني، المستبعدة فيه العقيدة.
    3. العلمانية تقوم على العقل المجرد.. والدين، طالما أنه علماني، ومن صنع البشر، فهو يقوم على العقل المجرد.. وبالتحديد العقل كما هو عند النعيم ـ المنطق المدني.
    4. النعيم يقرر بصورة حاسمة، أن الدين لا يختلف عن الثقافة، كلاهما علماني ومن صنع البشر.. وبهذا يبعد النعيم أي محاولة لتأويل قوله هذا لصرفه عن دلالاته الواضحة.

    الله والإلـه:
    لقد رأينا، أن ما بعد الحداثة، ضد وجود أي مركز.. وضد أي فكر كلي.. وأول ما أبعد عن المركز، هو الله.. وهو تعالى أبعد في الفكر الغربي عموماً، فكما يقول والتر استيس: الله في الحضارة الغربية، أبعد الى بداية التاريخ، وهناك نسوه.. فهو بعد أن خلق الخلق، تركه للقوانين الطبيعية، تسيره دون تدخل منه تعالى.. وقد قال، العالم الفرنسي لابلاس لنابليون: الله فرضية، لا حاجة لها!!
    فقد وصل إبعاد الله، في الحضارة االغربية، الى أبعد مداه عند نيتشة، الذي أعلن موت الله!! وقد تم بعث نيتشة في فكر ما بعد الحداثة من جديد، وبني على مقولته: موت المؤلف في النظرية التفكيكية.. ود. النعيم، كمفكر تقدمي، مساير لآخر الموضات الفكرية في الغرب، ومردد لمفاهيمها، هو أبعد الله، باسم الإسلام.. أبعده من يكون الإله.. والإله، يعني الفاعل لكل شيء في الوجود.. الفاعل لكبير الأشياء، وصغيرها.. فعند النعيم (الواسطة البشرية) تولت الأمر عن الله، فجعلت دينه، ديناً، علمانياً ـ دنيوياً ـ صنعته الواسطة البشرية أو أعادت صنعه.. وعليه، لم يعد هنالك وجود لأي مقدس، فما يدخل العقل البشري ـ حسب النعيم ـ لم يعد مقددساً، بما في ذلك القرآن!! والنعيم موكل برفع القداسة، عن كل شيء ـ حسب زعمه.. فالبشر، هم الذين يفعلون، أو يفشلون ـ كما رأينا من أقواله ـ ولا يوجد أي شيء متجاوز لما هو زماني مكاني، فالله تعالى نفسه غير متجاوز، وإنما هو محكوم بالزماني المكاني ـ الطبيعة والوجود المادي ـ ولقد سبق أن أوردنا قوله، الذي جاء فيه: "ولكن الأمر فيما يخصني هو أن هذا هو موقفي وهذه بالطبع هي عقيدتي في كيفية حدوث الأشياء في الكون. فأنا لا أعتقد أن الله يفعل الأشياء في هذا الكون بصورة متجاوزة للوجود المادي أو خارقة للطبيعة إن الله يفعل في الوجود عبر الواسطة البشرية، فالبشر هم الذين يتصرفون ويتخذون المواقف إننا نحن البشر من نفعل أو نفشل في الفعل"_2_.. نقول للنعيم: قبل وجود هذا الكون المادي، كيف كان فعل الله؟! أم لم يكن له فعل؟! إلم تسمع، فمن الخير لك أن تسمع.. حسب نظرية (الانفجار العظيم)، الكون بدأ منذ حوالي سبع عشرة بليون سنة.. وهو قبل الانفجار كان كله محصوراً، في حيز، أقل من جزيء الذرة أسموه (مفردة singular).. وقبل انفجار هذه المفردة لم يكن الزمان موجوداً، ولا المكان، ولذلك يحذرك العلماء عن السؤال عن: أين ومتى؟ لأنه سؤال لا معنى له، طالما أن الزمان والمكان لم يوجدا.. المهم أن النعيم، يرى أن الله، في فعله في الكون ليس متجاوزاً للوجود المادي أو خارقاً للطبيعة!! هل نحتاج أن نقول له، أن الله في ذاته، مطلق الكمال، وأن إرادته هي التي أوجدت الوجود، وهي التي تقيده، ولا تتقيد به.. وإن كل صور القيد في الوجود، هي مجرد مظهر وتجلي للمطلق.. وأن القيد خطاب، في التنزل؟! أعتقد أنه لا معنى لقولي هذا بالنسبة له هو.. فمواعينه، لا تتسع لشيء منه!!

    هذا، الذي نقلناه، عن النعيم، أعلاه، هو أكبر ضلالاته وأخطرها.. وهو قول فيه يبعد الفاعلية عن الله، ويعطيها للطبيعة، وللواسطة البشرية (فالبشر هم الذين يتصرفون ويتخذون المواقف) وليس الله!!
    من المباديء الأساسية، في التوحيد أن: هنالك فاعل حقيقي، لكل شيء في الوجود، هو الله، وهنالك فاعل مباشر، هو نحن والأسباب الظاهرية.. وفعل الفاعل المباشر، هو فعل شريعة، فعل في الظاهر فقط، ومحاط به من قبل الفاعل الحقيقي.. والمطلوب، ديناً، رؤية الفاعلين معاً، مع الاعتبارات المذكورة ـ حتى تقوم الشريعة والحقيقة في آن معاً.. من المؤكد أن النعيم سمع هذا القول، ولكنه لا يؤمن به.. وهو الآن يرى عكسه.. هو يغيب الفاعل الحقيقي، لمصلحة الفاعل المباشر.. وهذا كله، جرياً، وراء تقليد موضة، ما بعد الحداثة، في ابعاد الله عن المركز.. والظاهر أن الله، عند النعيم، أبعد، لمصلحة الإنسان!؟ وسنرى هل هذه فعلاً هي الحقيقة، أم أن النعيم يفكك الإنسان نفسه!!
    ما بعد الحداثة عامة، والتفكيك خاصة، أبعد الله، والإنسان، والعقل، من المركز.. فما هو موقف النعيم من ذلك؟! سنرى.
    عندما يقول النعيم أن الدين علماني، وأنه صناعة بشرية، هو يعني ما نقلناه عنه أعلاه ـ إبعاد الله، حتى عن الدين، وحصر الأمر في الإنسان ـ وهذا هو السر في قوله أنه لو جاء المسيح، فلن يغير منه شيئاً ما لم يغيره هو.. فهو مستغنٍ تماماً، عن الله ـ الله عنده فرضية، لا حاجة لها، كما قال لابلاس ـ ولا يوجد أي أثر، في طرح النعيم، لفعالية الله، إلا في الحالات التي يرى فيها أنه من مصلحته، ذكر هذا الأمر، لإرضاء بعض من يخاطبهم، عملاً بمنهجه البراغماتي.. في خطابه في الغرب، وهو الخطاب الأساسي ـ لا يوجد شيء سوى تغييب الله.
    إبعاد الله تعالى، عن المركز، يقوم على نظرية أساسية عند النعيم، هي (الواسطة) البشرية، التي يُرجع إليها كل شيء، حتى الدين نفسه!! وهذا تفكير عقيم، لا يستقيم عقلاً، إذ كيف تحجب الواسطة من وسَّطَها؟! الأمر الطبيعي هو أن تنفذ الواسطة، توجيهات من وسَّطَها، خصوصاً إذا كان من وسَّطَها على كل شيء قدير، وأنه عزيز، بحيث لا يُعصى إلا بأمره.. والقضية، ليست واسطة، وإنما هو خليفة، هكذا سماه الله تعالى في القرآن.. وقد بعد النعيم تماماً، عن استخدام كلمة خليفة، لأنها تتضمن، طاعة من خلفه، والعمل وفق مرضاة مخلفه.. والنعيم يريد (واسطة) تتمرد على من يوسطها، وتبعده عن الفاعلية.
    في الإسلام، الاختلاف الأساسي بين الخالق والمخلوق هو، أن الخالق مستغنٍ تماماً، وعلى العكس من ذلك، المخلوق في حاجة مطلقة لخالقه، ولا يستطيع أن يستغني ولو للحظة.. وهذا هو معنى القيومية.. أما النعيم، فالصورة عنده معكوسة: المخلوق ـ الإنسان ـ مستغنٍ عن ربه.. والخالق في حاجة (للواسطة البشرية) ، ولا يستطيع أن يتجاوز الطبيعة والوجود المادي!!

    الإنسان:
    عندما أبعد طرح النعيم الله عن المركز، وجاء بالواسطة البشرية، هل يريد أن يجعل الإنسان في المركز؟! الواقع النعيم، كجميع التفكيكيين، يرفض المركز، بصورة مبدئية، وهو كما أبعد الله يبعد الإنسان من المركز.. أسمعه يقول: "القاعدة العالمية والعامة فيما يخص الإنسان هي أنه ليس هناك وجود لإنسان عالمي (كوكبي) وما دام أنه ليس هناك وجود لإنسان عالمي (كوكبي) فإننا نواجَه بمشكلة عندما نحاول إيجاد تعريف مفهومي لحقوق الإنسان العالمي".. واضح أنه يعني، بقوله بعدم وجود إنسان عالمي، عدم وجود إنسانية واحدة مشتركة الخصائص، يمكن تعريفها، تعريفاً تنبني عليه حقوق الإنسان، بصورة عالمية، ترجع إلى ما هو مشترك بين الناس.. بمعنى آخر، هو يعني أنه لا توجد طبيعة إنسانية مشتركة، وإنما البشر، أفراد مختلفون في خصائصهم.. وبالطبع هذه مغالطة فجة .. الأمر البديهي هو أن البشر، جنس واحد، يرجع الى أب واحد، وأم واحدة، وهم جميعاً يشتركون في نفس الخصائص، مع وجود اختلاف الدرجة.. فجميع البشر، لهم خاصية واحدة، تميزهم عن بقبة خلق الله، هي العقل المركب في النفس.. حتى من ناحية انثربولوجية، البشر، هم الإنسان العاقل homo sapiens، ولهم خصائصهم التي تميزهم عن الرئيسيات، التي يتفرعون منها.. فالأمر عكس ما يزعم النعيم، الإنسان كائن كوكبي، بمعنى انه جنس واحد، له خصائص مشتركة.. النعيم في الواقع (يقطع) أي شيء من رأسه، ويجعله حقيقة مطلقة، فمفهومه هذا الخاطيء عن الإنسان، جعله (القاعدة العالمية العامة)!!
    هنالك ملاحظة أساسية، في طرح النعيم، هي أنه دائما يبني على الاختلاف ـ يبني على ما يفرق، لا على ما يجمع.. وهذا في سبيل توكيد نسبويته.. وهو من أهم مباديء ما بعد الحداثة، التي تقوم على التعدد، والاختلاف، والتشظي بصورة مبدئية.. د. النعيم يريد أن يقول: أنه لا يوجد مجتمع بشري، وإنما يوجد أفراد، مختلفون وكل منهم نسبوي.. وقد كرر ذلك كثيراً.. فالنسبوية، عنده، ليست أمراً خاصاً به، وحسب، وإنما هي مبدأ عام، ينطبق على كل الناس، وهو في ذلك يقرر بوضوح: "فيما يتعلق بالمفهوم فالسؤال ببساطة هو: كيف تكون الحقوق عالمية، في حين لا يوجد إنسان عالمي، أم ترى أن هناك إنسان عالمي (كوكبي)؟ ثم من يعرف ذلك الإنسان الكوكبي؟ وهنا تكمن فيما أعتقد صعوبة الحديث عن حقوق الإنسان العالمية، أو عن عالمية حقوق الإنسان.. أعتقد أن ما سأحاول توضيحه هنا هو أن الشيء العالمي والوحيد بخصوص الإنسان هو أنه لا يوجد إنسان عالمي (كوكبي)، وأعني بهذا أن الفرد البشري، له خصوصيته الخاصة، والذاتية، بصورة تجعل من التناقض والمبالغة الزعم بوجود مفهوم لـ (إنسان كوكبي)" _2_
    واضح أن، حديثه هو عن مفهوم الإنسان، وهو يزعم أنه من المبالغة (الزعم بوجود مفهوم [لإنسان عالمي]).. وهو يريد أن يقول بزعمه هذا، ما ذكره في النص بقوله (وأعني بهذا أن الفرد البشري له خصوصيته الخاصة، الذاتية، بصورة تجعل من التناقض والمبالغة الزعم بوجود مفهوم [لإنسان عالمي]..).. يعني هنالك أفراد فقط، لهم ذاتياتهم الخاصة التي تتمايز بالصورة التي تجعل الحديث عنهم كجماعة هو مجرد مبالغة، وتناقض!! حتى هذه المفارقة، النعيم ليس فيها أصيلاً، وإنما هو مجرد ناقل.. فهنالك، في الفكر الغربي، من ينفي وجود المجتمع، فمثلاً، تاتشر، قالت: لا يوجد مجتمع إنما هو الفرد.. ومن ينفي المجتمع بهذه الصورة، لا يحق له أن يتحدث عن حقوق الإنسان، ولا عن الدولة، فإن الحديث في هذه المجالات، يتعلق بالفرد والمجتمع بصورة لا لبس فيها.. وهذا الرأي، الشاذ، وغير الموضوعي، يجعله النعيم الرأي الذي لا رأي غيره!!
    وانطلاقاً، من فهمه، هذا السقيم، يجعل النعيم كل الناس نسبويين، فهو يقول: "أود أن أقول شيئا هنا ربما يمكنكم البناء عليه في النقاش الذي سيتبع.. أنا أعتقد، مثلما بعضنا على علم ، بكل تأكيد، بهذا الشد والجذب حول عالمية ونسبوية حقوق الإنسان، وأحب أن أعلن أن موقفي في ذلك هو أننا كلنا نسبويون.. ليس هناك أناساً عالميين (كوكبيين)"_2_ والنتيجة التي يريد النعيم أن يصل إليها، أنه لا يوجد إسلام عام، يخاطب كل الناس، في وقت واحد، لأنه لا يوجد إنسان عام (إنسان كوكبي)، فإنما هنالك إسلام نسبوي، يفهمه كل فرد، وكل مجموعة، بصورة خاصة تختلف عن الآخرين ـ وقد أوردنا قوله بأنه لا يوجد تعريف للإسلام ـ وعليه لا يوجد إسلام صحيح وإسلام غير صحيح، فالأمر كله، عنده، يتوقف على الرؤية الذاتية.. ولا حتى شريعة واحدة لكل المسلمين.. فإسلام كل فرد هو ما يراه هو إسلام، وقد أوردنا قوله: "عندما أقول ديني، وهو الإسلام، فإني لا أتحدث عن الإسلام بصورة عامة، أو الإسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين، وإنما أتحدث عن الإسلام الشخصي. ذلك أنه بالنسبة لي الدين يجب أن يكون شخصيا. لا يمكن له أبدا أن يكون غير شخصي. لا يمكن للدين أبدا أن يكون غير التجربة الفردية والشخصية للإنسان" .. وقد سبق أن ذكرنا أن هذا يتعلق بالتحقيق، فالتحقيق فردي، ولكن الخطاب بالإسلام، هو خطاب عام لكل الناس.. والشريعة التي يقوم عليها التطبيق والتحقيق هي عامة لكل الناس، ومن المستحيل أن يكون الأمر خلاف ذلك، بداهة.. فالخطاب بالدين لا يكون لكل فرد على حدة.. وفي الشريعة، التي يقوم عليها العمل الفردي والجماعي، الصورة واحدة، ومحددة تماماً.. فالصلاة، والصوم، والحج، لابد أن تؤدى بهيئة واحدة عند الجميع، وكما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.. وكذلك القيم: الصدق، والأمانة، ونقيضهما الكذب والخيانة،هي قيم واحدة، ومخاطب بها كل المسلمين، ومن بعدهم كل الناس، فالأولى مأمور بها، والثانية منهي عنها.. فلا مجال، في الشريعة، لأن يمارس الإنسان الكذب والخيانة، ويقول هذه رؤيتي الذاتية!! وكذلك الأمر في العقيدة، الخطاب لكل المسلمين، فلا أحد يدخل الإسلام إلا بعد الإيمان، بأركان الإيمان جميعها، ولا مجال لأن يؤمن ببعض هذه الأركان، ويترك البعض الآخر، على اعتبار أن هذه رؤيته الذاتية.. فقول النعيم هذا، يلغي الدين تماماً، ويلغي الشريعة، ويلغي الأخلاق.. وسنرى مدى خطورته عندما نتحدث عن الأخلاق.. يقول النعيم: "إذن بالنسبة لي، فإن مسألة كون المرء مسلما، وفيما يخصني أنا، ومنذ بدء الإسلام، قد كانت هذه الدعوة إلى الذاتية في أن أحدد لنفسي، ما هو ديني.. أن أحدد لنفسي كيف يكون التزامي بحقوق الإنسان، وما هي دوافعه.. ولكني لا أقول، بأي صورة من الصور، أن هذا الأمر يجب أن ينطبق على كل شخص آخر.. على كل شخص أن يحدد لنفسه، بنفسه، لماذا يلتزم بهذه الحقوق.."_2 _ عملياً، وبخلاف ما يزعم، هو يحدد لكل الناس!! قوله أن الأمر كله ذاتي، وهذا ينطبق على كل الناس، هو تحديد أمر خطير جداً، ولكل الناس.. فعنده تحصيل الأمر كله لا يمكن أن يكون غير ذاتي، بالمعنى الذي يتحدث به، (لأننا نسبويون كما زعم) .
    هذا إلغاء للدين، وإلغاء للأخلاق، وإلغاء للإنسانية، وإلغاء لكل ما يمكن أن يكون مشتركاً بين البشر.. هذا هو مفهوم النسبوية عند النعيم، ومفهوم الواسطة البشرية عنده، وسنرى نتائجه الخطيرة جداً، عندما نتحدث عن الأخلاق.
    ولكن، إذا كان لا يوجد إنسان بصورة عامة، هل توجد طبيعة بشرية؟ حسب مفهوم النعيم عن الإنسان، يفترض أنه لا توجد طبيعة بشرية، لأن المقصود بطبيعة بشرية الأمر المشترك بين جميع البشر، وثابتاً عندهم، بالصورة التي تسمح بأن يقال عنه طبيعة.. ولنرى بعض أقوال النعيم في هذا الصدد، هو يقول، مثلا: "وقد جُبِل الإنسان كذلك على الاختلاف مع الإنسان الآخر، فلا يتفق اثنان على أمر إلا في حدود ضيقة ولوقت محدد. وبالتالي، فكلما ذهبنا إلى التفصيل في الفهم والاستمرارية والمواصلة في العمل، وكل ذلك ضروري ولازم في أمور الحكم والإدارة والقضاء، زادت احتمالات الاختلاف. وكذلك من طبيعة الإنسان أنه لا يحتمل النقد ولا يصبر على الاختلاف في الرأي، بل بدايات الاختلاف نفسها تبعث على دواعي المزيد من الاختلاف واحتمالات الفجور في الخصومة".. ففي قوله (وقد جُبِل الانسان..)، كلمة (جُبِل) تعني خُلِق مطبوعاً، وهي تفيد أن هنالك طبيعة بشرية، لكن بقية الكلام يفيد أن هذه الطبيعة تقوم على الاختلاف، وهو اختلاف ـ لأنه طبيعة عند النعيم ـ لا يمكن تجاوزه.. أسمعه يقول: "الصراع الإنساني والاختلاف هي الصفة اللازمة للطبيعة البشرية، وستبقى كذلك حتى يوم القيامة.." وهذا يعني أن هنالك طبيعة بشرية، وهذا أمر يناقض الفكرة التي تقوم على عدم وجود انسان كوكبي..على كلٍ الطبيعة البشرية، عند النعيم، طبيعة سلبية، تقوم على الاختلاف والصراع الدائمين، وعنده، هذه سنة الله في البشر، فهو يقول: "الاختلاف هو سنة الله سبحانه وتعالى في البشر، ولن ينتهي بحكم نصوص كثيرة في القرآن"..
    والطبيعة الإنسانية هذه، عنده، غير مقدسة، إلى الحد الذي معه، عندما يدخلها المقدس ـ القرآن ـ يصبح هو نفسه غير مقدس، فهو يقول: "ليس هناك نص مقدس، نحن نتكلم عن القدسية، وعن القرآن منزل، ولكن عندما يدخل القرآن العقل والتجربة البشرية ما عاد نص مقدس".
    والطبيعة البشرية، عند النعيم، على افتراض وجودها، هي طبيعة شريرة، وتستعصي على الإصلاح، بحيث يستحيل معها العدل والمساواة ونصرة المستضعفين.. يقول النعيم: "لا يمكن لأي مؤسسة بشرية أن تحقّق الحياد والمساواة وحقوق المستضعفين، وهذا هو خطأ جوهري في زعم الدولة الدينية.. هنالك من يدّعي أن الدولة الدينية خالية من الفساد والغرض والهوى، وأنا (عبدالله أحمد النعيم) أقولُ من يزعم هذا إما مضللٌ لنفسه، أو مخادعٌ للناس، لا يمكن أن يتم ذلك لبشر، وأنا أصرُّ على الاحتفاظ بالطبيعة البشرية للدولة".. وهذا يعني أن هنالك طبيعة بشرية، لا يمكن تجاوزها، وهذه الطبيعة تقوم: على الفساد والغرض والهوى، بصورة لا يمكن تجاوزها، ويستحيل معها تحقيق الحياد والمساواة وحقوق المستضعفين.. فالمستضعفين، والمظلومين، مكتوب عليهم البقاء على حالهم سرمداً، لأن الطبيعة البشرية ـ هذه الشريرةـ لا تتغير.. وبالطبع هذا انتصار واضح لفرعون وهامان وجنودهما.. وإذا قال الله تعالى: "وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ"، فإن النعيم يحكم على قول الله هذا بالاستحالة، فهو يعرف طبيعة البشر، أكثر من ربهم!! الله تعالى يأمر بالعدل والإحسان والمساواة، ويبشر المستضعفين، بالمنة، بنصرهم وزوال استضعافهم.. ود. النعيم يزعم أن كل هذا الذي يقول به الله تعالى، أمر مستحيل، ومن يقل به إما مضلل لنفسه أو مخادع للناس!! فمن منهما الإله؟!
    في الإسلام الإنسان كائن أخلاقي، وبداية إنسانية الإنسان هي سيطرة العقل على الشهوة، وهذه هي بداية الأخلاق، والحد الفاصل بين الحيوان والإنسان.. فالحيوان تسيره غرائزه وشهواته، والإنسان يسيره عقله.. ثم يتسامى الإنسان في تحقيق إنسانيته، بالتسامي في الأخلاق عن طريق حسن التصرف في الحرية، مستهدفاً الحرية الفردية المطلقة، عن طريق التخلق بأخلاق الله، فهو تعالى، وحده الحر حرية فردية مطلقة، وأخلاقه تعالى، كما وردت في القرآن، هي أفضل الخلق، وسبيل الإنسان للتخلق بهذه الأخلاق، هو اتباع وتقليد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كانت أخلاقه القرآن ـ وكل هذا ما يتنكر له النعيم، وينكره.
    هذا عن إنسان القرآن، أما إنسان د. النعيم، فهو يهبط دون الحد الأدنى للأخلاق، وهو كما قلنا: سيطرة العقل على الشهوة، ولذلك، توجهه هو توجه نحو الحيوانية، وليس نحو الإنسانية، وهذا ما سنراه عندما نتحدث عن الأخلاق.

    الـعــقــل:
    هل فكك طرح النعيم، الإنسان، وأبعده عن المركز، لمصلحة العقل؟! هذا، بالطبع، ما لا يمكن أن يكون، لأن إبعاد الإنسان عن المركز هو إبعاد للعقل.
    العقل في الإسلام، هو أساس الدين، وهو الذي به تميز الإنسان عن الحيوان، وعليه قام التكليف فأصبح للإنسان ذكر، بعد أن لم يكن.. قال صلى الله عليه وسلم: "ما خلق الله خلقاً أكرم عليه من العقل"..وقال لعليٍّ رضي الله عنه: "إذا تقرب الناس إلى الله بأنواع البر، فتقرب أنت بعقلك".. وقال: "إن الأحمق يصيب بجهله أكثر من فجور الفاجر، وإنما يرتفع العباد في الدرجات الزلفى من ربهم على قدر عقولهم".
    والعقل عقلان، عقل معاد، وعقل معاش.. وعقل المعاش هو العقل قبل أن يهذب ويروض..أما عقل المعاد، فهو نفس عقل المعاش، بعد أن تم تهذيبه وترويضه، عن طريق العبادة، والتربية الدينية.. والدين يُفهَم عن طريق عقل المعاد، وليس عن طريق عقل المعاش.. نصيب عقل المعاش من الدين، هو العقيدة فقط، ولا نصيب له في المعرفة، والنعيم أبعد العقيدة!!
    رأينا أن النعيم، منذ البداية اعتمد على ما اسماه المنطق المدني، وأبعد عقل الدين، على اعتبار أنه يقوم على العقيدة.. وهو ضد التفكير الديني، بصورة صارخة، وعنده التفكير الديني بطبيعته تفكير ذاتي وليس موضوعي.. وهو ـ التفكير الديني ـ عاجز عن حل مشكلات الدولة الحديثة، لقصوره، فهو يقول: "وتتطلب طبيعة ودور قانون الدولة، في الدولة الحديثة، تداخل عدد كبير من المشاركين والعوامل المعقدة، التي من غير الممكن احتواؤها بمنطق إسلامي عقيدي".. ويقول: "بعبارة أخرى الدولة العلمانية قادرة على توحيد المجتمعات المتباينة عقائدياً، عملياً، في مجتمع سياسي واحد، لأن متطلباتها الأخلاقية، قليلة، ومحدودة، لذلك هي أقل عرضة لأن تكون مصدر اختلاف رئيسي بين المواطنين".
    وعقل المعاد، بالمعنى الذي ذكرته مستبعداً عند النعيم.. فهل عقل المعاش عنده، يقع في المركز؟! لا.. ولا هذه!! فهو أساساً لا يرى مركزاً.. وطالما أنه أبعد الإنسان من المركز، وفككه، بالصورة التي رأينا، فهو بالضرورة يبعد العقل من المركز، إذ لا يمكن الفصل بين الإنسان وعقله.. فعقلانية النعيم، هي عقلانية ما بعد الحداثة، والعقلانية البراغماتية، وهذه تقوم على العقل الأداتي.. وفي الواقع العقل الأداتي، هو تفكيك للعقل.. وقد تعرض العقل الأداتي، إلى نقد شديد، من أصحاب (النظرية النقدية) أو مدرسة فرانكفورت، ومما جاء في نقدهم، قولهم بأن العقل الأداتي : "هو تحويل مسار العقلانية من الكشف والابتكار، والتفكير في قراءة مستقبلية لحياة أفضل، إلى أداة تكتسب وجودها لغيرها لا لذاتها".. "وقد وجد رواد النظرية النقدية في هذا التحول تعطيلاً متعمدا لآليات الارتقاء العقلاني، وجموداً في النتاج الفكري، لأنه سيكون محكوماً بقالب لا يحيد عنه، وفقاً لرغبات المصالح الكبرى التي تنظمها الشركات الإنتاجية العالمية، طبقاً لما تراه مناسباً.
    وبهذا المنطق تحول العقل الغربي ـ حسب فرانكفورت ــ إلى عقل مؤسساتي بارد، لم يعط الفرصة للعقل الديني للدخول إلى الساحة الاجتماعية العامة، وتعمد فصله عن ميادين السياسة والاقتصاد، وهذا العقل، أي المؤسساتي ـ هو (عقل ـ الثروة) الذي صار يملك السلطة، لأنه يملك اسباب بقائها، وأسباب التأثير على الجماهير" ص 213 ـ (الأسس الفلسفية لنقد ما بعد الحداثة) ـ د. محمد سالم سعد الله
    وموضوع الذاتية والنسبوية، يعطي تصوراً كافياً عن العقل عند د.النعيم.

    القرآن والسنة:
    طالما أن الدين، من حيث هو، عند النعيم، علماني وصناعة بشرية، فمن باب أولى القرآن والسنة.. وقد سبق أن رأينا أنه يقول أن القرآن ليس موحاً به من الله بصورة صرفة!! وأنه عندما يدخل العقل يصير غير مقدس
    وعلينا أن نتذكر حديثه عن الواسطة البشرية، ودورها.. والواسطة البشرية، بالنسبة للإسلام، وللقرآن، هي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عند المسلمين مقدس، وينبغي أن يكون مقدسأ، وقد أمر الله تعالى بالصلاة عليه.. وتقديس النبي صلى الله عليه وسلم، شرط ضروري لسلامة العقيدة، وحسن الاتباع والتقليد.. وبدون هذا التقديس، قد يكون التقليد بغير جدوى.. ومعلوم أن مجرد رفع الصوت فوق صوت النبي، والجهر له بالقول يحبط العمل، ولكن النعيم يرفع القداسة عن كل شيء، فهو قد قال: "أنا بصدد رفع القداسة عن كل فكر أو عمل بشري..".. وبالطبع د.النعيم، كما رأينا، لا يفرق في نقده بين نص ديني أو غير ديني، وهذا أمر طبيعي طالما أنه قد رفع القداسة.. ومن أقواله عن القرآن: "القرآن لا يقرر بوضوح نتائج مسألة معنى الإيمان بالدين نفسه مثلاً، ما معنى تأكيد المسلم للإيمان بأن (لا إله إلا الله)، ماذا يعرف المؤمنون أو ما الذي يفترض بهم أن يعرفوه، عن، الله؟ وما هي النتائج المترتبة على الإيمان بوحدانية الله بالنسبة للممارسة الشخصية للمسلم وسلوكه، سواء على المستوى الشخصي الخاص أو مستوى العلاقات الإجتماعية/ الإقتصادية العامة والمؤسسات والعمليات السياسية؟ من لديه سلطة الفصل في الخلافات التي لا يمكن تجنبها حول هذه القضايا والقضايا الأخرى بعد موت النبيِّ صلى الله عليه وسلم وكيف؟ وبدلاً من توفير الإجابات لمثل هذه الأسئلة، يترك القرآن المسلمين أحراراً ليناضلوا مع القضايا بأنفسهم".. النبي، صلى الله عليه وسلم، بعد موته، ترك لنا سنته.. والنعيم، عضو في جماعة تسمى (القرآنيين) وهؤلاء، يقولون صراحة، أنهم، لا يأخذون بالأحاديث النبوية، وعملياً النعيم لا يرجع للأحاديث..
    في الواقع الاجابات، على كل ما ذكره النعيم، متوفرة، بين القرآن والسنة بصورة واضحة، وعليها يقوم إسلام المسلم، ولكن النعيم يفتعل قضية عدم توفر الإجابات، ليفتح الباب للإجابات الذاتية النسبوية.. ويواصل من نفس النص ليقول: "من الصحيح أن لديهم توجهات عملية إضافية في السنة النبوية أو نموذج النبي، عليه الصلاة والسلام، ولكن هذا أيضاً له إبهاماته وغموضه"!!. في الواقع لا يوجد أي إبهام او غموض فيما يتعلق بالنموذج النبوي.. وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم معروفة عند جميع المسلمين، بصورة مفصلة، وهو في هذا الصدد لا يدانيه أي عظيم في تاريخ الحضارة البشرية.. السيرة النبوية محفوظة في العقول، ويتغنى بها المسلمون شعراً، بصورة فيها كثير من التقديس، كما أنها محفوظة كتابة في كتب الأحاديث الصحاح، وفي كتب السيرة.. فقول النعيم هو مغالطة فجة، يكذبها الواقع.. ويقول عن القرآن: "وبعبارة أخرى، فإن الواسطة البشرية كانت جزءاً لا يتجزأ في وحي وتبيين وتطبيق الإسلام منذ بدئه في القرن السابع".. وعن الفهم النسبوي للقرآن يقول: "ربما يكون الله قال لك هذا، ولكن بالنسبة لي ربما يكون لم يقل أو لم تقل، أو ربما ذلك الإنسان أساساً لا يؤمن بالله".
    النص المنقول أعلاه، نموذج لقراءة النعيم التفكيكية للقرآن، فالأسئلة التي طرحها وزعم أنه لا توجد لها إجابات واضحة، في القرآن، هي أساس الدين كله، والإجابات عليها في القرآن والسنة، وافية، وواضحة ومفصلة.. ومعلوم أن السنة وحي، فالنبي صلى الله عليه وسلم، كما أخبر عنه القرآن (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى)، ولكن النعيم يستبعد السنة بصورة واضحة.. فبالنسبة لـ (لا إله إلا الله) التي ينكر النعيم أن القرآن، توفر على معناها، للأستاذ محمود كتاب اسمه (لا إله إلا الله)، كله عن معنى لا إله إلا الله، وفي كثير من الكتب، يرد حديث مفصل، من القرآن والسنة، عن معنى (لا إله إلا الله)، خصوصاً في كتاب (القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري).. ومن لا يعرف معنى لا إله إلا الله، لا يعرف شيئاً عن الإسلام ولا يمكن أن يعرف. ومثل هذا الشخص لا يحق له أن يتكلم عن الإسلام، فلا إله إلا الله هي الركن الأساسي في الإسلام!!
    النعيم ينكر ما هو وارد في القرآن بوضوح، وببساطة شديدة، ومن أوضح الأمثلة على ذلك، قوله من كتابه (علمانية الدولة): "كما أن القرآن دائما يخاطب الفرد المسلم والجماعة المسلمة، ولا يخاطب مؤسسة أو هيئة يمكن وصفها بأنها الدولة، ولا يستقيم من الناحية المنطقية أن يخاطب القرآن غير الإنسان المكلف شرعا"!!
    من المستبعد جداً أن يكون النعيم لا يعلم أن القرآن يخاطب غير العاقل ـ بمقاييسنا نحن ـ فالأمر بديهي بالنسبة لكل مسلم، ثم إن النعيم قد ترجم كتاب الرسالة الثانية وورد فيه مثلاً، قوله تعالى: "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها، وأشفقن منها، وحملها الإنسان، إنه كان ظلوماً، جهولاً" ..وقوله تعالى لنار ابراهيم: "يا نار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم" قول مشهور جداً.. فالراجح إذن، هو أن النعيم، يقرأ القرآن قراءة تفكيكية تقوم على إطلاق سلطة المتلقي أو القاريء، دون أي اعتبار للكاتب، وقصديته، ولا حتى للغة.. وهذا أمر متكرر عند النعيم، فهو مثلاً يُعرِّف الجهاد، بقوله: "لمصطلح الجهاد معانٍ كثيرة، كما أن هنالك عدة متطلبات لصحة ممارسته.. وأنا هنا استخدمه لأعني به: الاستخدام للقوة من جانب واحد من قبل المسلمين لتحقيق أهداف سياسية خارج الإطار المؤسسي للشرعية الدولية، وخارج حكم القانون بصورة عامة"!! واضح أنه يتحدث عن الجهاد بالسيف في الإسلام.. وتعريفه هذا، لا علاقة له من قريب أو بعيد بالجهاد الإسلامي.. وإنما هو تعريف، يمليه الغرض، في إدانة الإسلام، تقرباً للغربيين.. والتعريف يحاكم الجهاد، في القرن السابع، بمفاهيم عصرية لم تكن موجودة، مثل (الشرعية الدولية).. المهم أن تعريف النعيم يتجاهل تماماً تعريف النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد.
    وفي نفس الاتجاه يجيء قول النعيم عن دولة المدينة انها سياسة وليست دين: "دولة المدينة هي دولة سياسية، وليست دينية..." .. هذه قراءة تفكيكية، تتجاوز مسلمة أساسية، يقوم عليها الإسلام، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم، لا يعمل عملاً هو ليس بدين، خل عنك أن يكون كل عمله في دولة المدينة ليس ديناً!! وهذا الاتهام من الكبائر، لطعنه في المعصوم، وتكذيبه للقرآن، الذي وصف المعصوم بأنه (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى) وما يكون بوحي الله هو دين بالضرورة.. كما أن الله تعالى، يقول عن المعصوم: "قل إن صلاتي، ونسكي ومحياي، ومماتي، لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أول المسلمين".. فكل عمل يعمله النبي صلى الله عليه وسلم هو دين، ومن يقل بخلاف ذلك من المسلمين، هو رجل فاسد العقيدة، يقيم نبيه ويحكم على عمله العام، بأنه ليس ديناً!! وهذا بعيد جداً، عن أوليات أدب الدين.
    الشريـعـة:
    للشريعة أهمية خاصة، لأنها الحد الأدنى من التكليف الديني، ولأنها تقوم على النصوص المحكمة، فلا مجال للاختلاف حولها بين المسلمين، إلا في بعض التفاصيل.. ولأنها الأساس الذي تقوم عليه الأخلاق، والأخلاق هي الدين، وهي إنسانية الإنسان.. ثم لأن النعيم، يزعم أن للشريعة، في طرحه مستقبل مشرق.. ولقد مضى وقت طويل، وأنا أرد على كتابات د. النعيم، وكنت أظن أنه ضد الدولة الإسلامية، ولكنه لا ينكر ولا يتنكر للإسلام في مستوى الشريعة، كعلاقة بين العبد وربه في العبادة والمعاملة، ولا ينكر القيم الأخلاقية في الإسلام.. وكانت فاجعتي كبيرة، حين اكتشفت أنه حتى هذه يتنكر لها، ويشوهها، بصورة لا تقل عن تشويه غيرها، إن لم تزد!!
    تفكيك النعيم للشريعة، هو من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى جهد في إبرازه.. هو يذكر في أقوال كثيرة، أن الشريعة عمل بشري، وليست موحا بها من الله.. وهذا أمر طبيعي طالما أن الدين عنده صناعة بشرية، وعلمانية، فمن باب أولى أن تكون الشريعة كذلك.. ولذلك نحن سنورد القليل من نصوصه حول الشريعة لبيان تفكيكه لها، فهو يقول، مثلاً: "إن الطبيعة الأصيلة للشريعة هي كونها ناتجاً للتأويلات البشرية"..ويقول: "وكل ما يدركه المسلمون اليوم من تصورات للشريعة، حتى تلك التي ينعقد عليها إجماعهم، ما هي إلا آراء بشرية عن معنى القرآن والسنة".. ويقول: " بما أن التفاسير التقليدية للشريعة هي نتاج جهد بشري، وليست وحياً إلهياً، فإنها قابلة للتغيير.."
    والقول الحاسم، في موقف النعيم من الشريعة، هو قوله: "ولكن النقطة الأخرى التي أود أن أدلي بها هي أنني سأظل أعترض على، وأنازع، أي شيء يوصف على أنه موقف الشريعة الثابت والراسخ، حتى في مجال العلاقات الاجتماعية، وليس فقط في المجال القانوني. ووجهة نظري في ذلك هي أن الشريعة وجهة نظر إنسانية.. وبعبارة أخرى، الشريعة علمانية. وأحد المواقف التي أحاول أن أدعمها هو رفع القداسة عن مفهوم الشريعة، واعتبارها نتاجا للتطور التاريخي والتجربة التاريخية. إن الشريعة ليست مقدسة.. إننا نتحدث عن الدين كشيء مقدس، ولكن المقدس عندما يدخل في العقل البشري، ما عاد مقدسا. لذلك، من أجل أن يكون للدين انطباق في حياتنا، يجب أن يكون علمانيا، نظرا لدخوله في العقل البشري والتجربة البشرية "_2_.. هذا كلام واضح جداً.. الملاحظة المبدئية هي أن كل شيء يدخل العقل البشري، والتجربة البشرية، هو عند النعيم علماني، وغير مقدس، وصناعة بشرية.. وبالطبع، لا يمكن أن يكون هنالك دين، لا يدخل العقل البشري والتجربة البشرية.. فالدين، أي دين، وكل دين، هو أساساً خطاب للعقل البشري، بما ينبغي أن تكون عليه التجربة البشرية، ووفق قيم الدين وتوجيهاته.. وعليه، وفق مفهوم النعيم، كل دين، عبر تاريخ البشر، هو علماني، غير مقدس، ومن صنع البشر.. وبالطبع هذا نفي تام، لجميع أديان التوحيد، من آدم وإلى محمد صلى الله عليهم وسلم جميعاً.
    النعيم، يزيف التاريخ، ويجعله، بغير حق، يعبر عن فلسفته.. ففي مقدمةٍ كَتَبَها، لكتاب أصدرته تلميذته ميلودي، جعل النعيم الإسلام، لا يعمل على تغيير التقاليد والعادات الدينية، لتتوافق مع ما جاء به، وإنما هو الذي يتكيف معها!! يقول من تلك المقدمة: "إن النجاح التاريخي المميز للإسلام كدين عالمي يمكن أن يُعزى بصورة كبيرة إلى مقدرة الإسلام على التكيف مع التقاليد والعادات الدينية والثقافية للمجتمعات التي يسعى للانتشار فيها"!! _3_ هذا مجرد كذب مفضوح، فالإسلام عبر التاريخ يفرض على المسلمين نموذجه، ولا يرضى بغيره، وينهى عن التشبه بأصحاب الأديان الأخرى، بما فيها الأديان الكتابية، ولو في الشكل والمظهر، مثل الزي، واللحية والشارب.. والإسلام في القرن السابع فرض شريعته بقوة السلاح، قال صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وأمرهم الى الله " .. والحديث مأخوذ من آية السيف.. ولو كان الإسلام يتكيف مع التقاليد والعادات الدينية والثقافية لما وجد إسلام قائم حتى اليوم.. غرض د.النعيم، من هذا الزعم الباطل، هو القول بعدم وجود إسلام واحد، لا في الفكر ولا في الممارسة، وذلك، بغرض اخضاع الإسلام للقيم والتقاليد الثقافية الأمريكية، حتى في أقبح صور مفارقاتها لقيم الدين.. فالإسلام، حسب زعمه، ليس طريقة واحدة، لا في الفهم ولا في الممارسة، أسمعه يقول، من نفس المصدر (ولدى التحليل النهائي، فإن الرسالة التي ترسلها ميلودي، بفعالية شديدة، عبر أحاديث شخوصها، هي أن هنالك طرق لا حصر لها لفهم وتطبيق الإسلام..)!! ومن هذه الطرق لفهم وتطبيق الإسلام حسب شخصيات ميلودي في كتابها، المشار إليه، ألا يلتزم المسلم فيها، بأي شيء من أوامر ونواهي الإسلام، ولا حتى المحرمات، ومن شخصيات الكتاب المذكور، شخصيات تصرح، بأنها عملياً، تمارس كل صور الجنس، خارج مؤسسة الزواج!! وكل هذا عند النعيم، وتلميذته، من الإسلام!! ونحن لنا عودة لهذا الكتاب، ومقدمة النعيم له.
    عند النعيم، الإسلام دائماً تابع للثقافة والتقاليد التي يوجد فيها، وليس له أي فهم محدد، ولا تطبيق محدد، يطالب به أتباعه.. فكل الطرق، التي يأخذ بها المسلم، من اي دين أو ثقافة، هي إسلام.. وكل هذا ليصل، النعيم، إلى أن هنالك شيء اسمه الإسلام الأمريكي.. وهو ما يدعو له!! ونحن سنرى ذلك في موضعه.
    هكذا يفكك النعيم جميع أسس الدين، بصورة مبدئية ونهائية.. ونحن يعنينا بصورة خاصة تفكيكه للأخلاق.. وأعتقد أنه واضح جداً، مما تقدم، الأسس التفكيكية للأخلاق، عند النعيم.. ولكننا، سنعرض موقفه العملي، وتبريراته النظرية للأخلاق، بصورة أوضح وأوكد.
    المراجع:
    1. المرجع: ذي أميركان لو ريفيو (العدد 44: صفحة 1383)
    The American University Law Review (Volume 44:1383
    الرابط:
    http://digitalcommons.wcl.american.edu/cgi/vi...le=1490&context=aulr

    2. من محاضرة عنوانها (من هو الإنسان في حقوق الإنسان) ألقاها النعيم في المؤتمر الذي انعقد في جامعة هارفارد بعنوان (Rethinking the Secular) في شهر أكتوبر 2007:
    رابط المحاضرة:
    Ref: www.hds.harvard.edu/cswr/resources/lectures/annaim.html

    3. كتاب

    WAR ON ERROR
    Real stories of American Muslims
    Melody Moezzi
    The University of Arkansas Press
    Fayetteville
    2007
    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في 21/9/2012م
    http://www.sudaneseonline.com/arabic/index.ph...8%AF.html[/B][/QUOTE]
                      

10-07-2012, 06:30 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    فموقفي المبدئي هو ألا أتعرض لما يقوله او يكتبه الاستاذ خالد عني حتى يسحب هو اتهامه لي بتعمد تشويه الاسلام وتشويه الفكرة الجمهورية. فأنا لا أطالبه بالاعتذار عما قاله في ديني وعرضي، كما فهم بعض الإخوة، وانما أطالبه فقط بسحب اتهامه لي بتعمد تشويه الاسلام والفكرة الجمهورية، فى جميع المواقع التي نشر فيها تلك التهم. ذلك لأن تعرضي بالرد او التوضيح لموقفي تجاه ما يقوله الأستاذ خالد، بدون أن يسحب هو تلك التهم، انما هو إقرار مني بحقه فى توجيه تلك التهم لي. وهذا الزعم مرفوض عندي جملة وتفصيلا.
                  

10-07-2012, 07:00 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: الفكر والأخلاق في طرح د. النعيم الحلقة الرابعة/خالد الحاج عبد المحمود
    24/09/2012 03:01:00
    حجم الخط:


    النعيم
    SudaneseOnline: سودانيزاونلاين
    بسم الله الرحمن الرحيم

    د. النعيم وتفكيك الإسلام
    (2) تفكيك الأخلاق
    "كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ"
    صدق الله العظيم
    "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"..حديث شريف
    "بداية الأخلاق ضبط الغرائز الذي كانت تطلبه المجموعة من الفرد، ليكون اجتماعياً.. ونهاية الأخلاق هي حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة. فالأخلاق مرتبطة بالفكر دائماً، ومرتبطة بالجماعة"..
    الأستاذ محمود محمد طه
    الإنسان كائن أخلاقي، وهذه هي ميزته على بقية خلق الله، وهي الميزة التي جعلت ربه يخصه بالخلافة "إني جاعل في الأرض خليفة".. وهذه الخلافة، هي أعلى قيمة في الوجود الحادث.. وهي إنسانية الإنسان.. وهي لا تكون إلا عن طريق الأخلاق.. بل هي الأخلاق ـ أخلاق الله التي أمر الإنسان أن يتخلق بها، والتي يقوم عليها القرآن.. ميّزَ، الإنسان على جميع خلق الله، بالعقل الذي يخطيء ويصيب، ويتطور في المراقي، من خلال تجربة الخطأ والصواب.. وتجربة الخطأ والصواب، منذ البداية، تقوم على الأخلاق.. والأخلاق في حدها الأدنى، هي سيطرة العقل على الشهوة.. يقول الأستاذ محمود: "بداية الأخلاق ضبط الغرائز الذي كانت تطلبه المجموعة من الفرد، ليكون اجتماعياً.. ونهاية الأخلاق هي حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة. فالأخلاق مرتبطة بالفكر دائماً، ومرتبطة بالجماعة.. وهي ليست غاية في ذاتها وإنما وسيلة لخدمة الجماعة أولاً، ولإذكاء الفكر ثانياً.. وعملها في إذكاء الفكر، وفي تحريره هو عملها الأساسي، لأنه يؤدي إلى إنجاب الفرد الكامل".. ويقول: "فالأخلاق في الإسلام ليست هي الصدق، والأمانة، ومعاملة الناس بما تحب أن يعاملوك به إلى آخر هذه الفضائل السلوكية المحمودة.. وإنما هذه نتائج الأخلاق، وثمرتها، ولكن، الأخلاق هي: حسن التصرف في الحرية المطلقة، وحسن التصرف هذا يكون بإزاء الخالق أولاً، والخلق ثانياً، وفي نفس الوقت.. وإذا اتضح أن الأخلاق هي حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة، أتضح أن الأخلاق مسئولية واضحة، وأمام من؟! أمام الناس، وأمام نفسك، وأمام الله الذي يرى خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وفي آن معاً، وفي غير تسلسل زمني".
    فالأخلاق هي المعيار الوحيد لتحقيق إنسانية الإنسان.. فالعقل، الذي هو ميزة الإنسان الأساسية، هو ليس بعقل إذا كان يخضع لشهوة النفس.. فهذا هو خط الحيوان، في الإنسان.. فالعقل الذي به عبرة في الإسلام هو عقل الدين ـ عقل المعاد ـ العقل المروض والمؤدب بأدب القرآن.. وأدب القرآن هو الأخلاق.. فعقل الدين والأخلاق لا ينفصلان.. ووظيفة العقل الأساسية، هي تسيير النفس في اتجاه الأخلاق.. وهذه هي الحياة العليا، حياة الإنسان.. هنالك الحياة الدنيا وهي حياة الحيوان في الإنسان، وهذه، لها عقلها، وهو عقل المعاش ـ العقل الأداتي ـ وإنما تكون الحياة العليا ـ حياة الإنسان ـ بالسير وفق قوانين الحياة العليا، المبنية على الأخلاق.. والقاعدة هي: الإنسان طالما سيطرت عليه النوازع الحيوانية، خضع لها أو قاومها، فهو في الحياة الدنيا، ولا تبدأ الحياة العليا ـ حياة الإنسان ـ إلا بعد التخلص من النوازع الحيوانية فينا ـ فكل خطوة نخطوها في البعد عن صفات الحيوان، هي خطوة تقربنا من إنسانيتنا.
    لأن الأخلاق إلتزام، فهي لا تتحقق بصورة تلقائية، فلابد فيها، خصوصاً في البدايات، من حافز الثواب والعقاب.. في إجابة على السؤال: هل تصلح نظرية الثواب والعقاب في يوم الحساب أساسأً للأخلاق؟ جاءت إجابة الأستاذ محمود بقوله: "أساساً للأخلاق تصلح.. ولكن ليست لقمة الأخلاق.. بل إنه، في الحق، ليس هناك أساس للأخلاق غيرها، لأن الإنسان بطبعه لا يفعل أمراً، ولا يترك، إلا بحوافز الكسب، والخسارة.
    ولكن عندنا يتسامى الإنسان فإنه يجد حافز فعل الخير في الخير نفسه، ولا يكون التسامي إلا عن بداية أساسها حافز الثواب، والعقاب.. وبخاصة في يوم الحساب.. لأن ذلك يحمل معنى المراقبة الدقيقة على فعل الخير، وفعل الشر، حتى حين يكون الفاعل في مأمن من رؤية السلطة الزمنية، لأن الذي يثيب، ويعاقب، يوم الحساب، هو المطلع على الضمير المغيب ـ ((يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور))".
    هذا المستوى، الذي يتجاوز فيه الفرد حافز الثواب والعقاب، ويجد حافز فعل الخير في الخير نفسه، هو مستوى إنسانية الإنسان.. الإنسان المتخلص من صفات الحيوان، وهو المطلوب تحقيقه عن طريق الأخلاق.
    الأخلاق هي حركة في التحول من الأنانية السفلى، التي تكون ضد الآخرين، نحو الأنانية العليا، التي تكون مع مصلحة الاخرين، ومصلحة الفرد.. فالأخلاق هي تحول من النفس السفلى، الحيوانية، نحو النفس العليا الإنسانية.. وهي لا تتم إلا وفق منهاج تربوي سليم، وقد توفر الإسلام في منهاجه (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم، على هذا المنهاج، الذي يحقق الأخلاق في جميع درجاتها، مستهدفاً التخلق بأخلاق الله، الواردة في القرآن الكريم، والتي جسَّدها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته.
    الأخلاق بين الذاتية والموضوعية:
    تحقيق الأخلاق، عند البشر، يقتضي ردها الى أصل واحد مشترك بينهم جميعاً، يكون هو الاساس الذي تقوم عليه الأخلاق، على أن يكون هذا الأصل الواحد قائماً على طبائع الأشياء.. ووحدة الأخلاق، عند جميع البشر أمر يفرضه الواقع الحضاري السائد، الذي توحَّد فيه الكوكب الأرضي، جغرافياً، وتشابكت مشكلاته وتداخلت بصورة جعلت من المستحيل حل مشكلة اي بلد، بمعزل عن بقية بلدان العالم.. وزاد هذا الأمر توكيداً، خطر التلوث البيئي، الذي أصبح يهدد حياة الناس على الأرض، وهو خطر لا يمكن مواجهته إلا بالتعاون التام بين جميع دول لعالم، بوعي، وبمسئولية.. وقد أدرك الناس ذلك بصورة جلية، وأصبح البحث عن أساس مشترك لأخلاق عالمية، أو حد أدنى مشترك من الأخلاق، قضية أساسية متداولة في الفكر العالمي، تعقد المؤتمرات العالمية من أجلها.
    فأزمة الإنسان المعاصر، الأساسية، هي أزمة أخلاق، وهذا، لا يكاد، يوجد خلاف حوله.. ولكن الخلاف الأساسي حول اطار التوجيه، الذي يمكن أن يحقق الأخلاق المنشودة.
    لقد عالج موضوع اطار التوجيه، وما ينبني عليه، المفكر الأمريكي والتر تي استيس Walter T. Stace ، في كتابه (الدين والعقل).. ومن أهم ما أثاره، قضية الأخلاق بين الموضوعية والذاتية.. وهو يقول: "أن العلاقة بين مفهوم القيمة ومفهوم الغرض، يجب أن تكون واضحة.. فالقيمة لا تكون إلا لغرض ما، ولشخص ما..". وهو يقول: "إذا قلنا عن شيء أنه ذو قيمة، فمن الطبيعي أن نسأل: قيمة لأي غرض؟ وقيمة لمن؟.. وأهم من ذلك من الذي يحدد القيمة؟! وعلى أي أساس؟! فإذا كانت هنالك غائية كونية، فالقيمة بالطبع، تحددها طبائع الأشياء في الكون، ولا تخضع فقط لإرادة البشر ورغباتهم واغراضهم الذاتية".
    في جميع الحالات، القيمة تقوم على الإرادة والفكر البشري، في تحديدها وممارستها.. ولكن عندما تقوم القيمة على الإرادة والفكر البشري وحدهما، تكون ذاتية، وليس لها أساس موضوعي خارجها.. أما إذا كانت إرادة البشر تعمل وفق موجهات خارجها يقتنع بها العقل ويعمل على الالتزام بها، فهنا تكون القيمة موضوعية وهذا هو الاختلاف الأساسي بين الأخلاق الذاتية والأخلاق الموضوعية..
    يقول والتر استيس عن ارتباط الأخلاق بتصور الكون: "فإذا كانت القيم الأخلاقية موضوعية، فهي مستقلة عن معتقدات الناس وأرائهم.. فلا يكون الشيء خيراً لأن بعض الناس، أو بعض الثقافات، يعتقد أنه خيرٌ.. وإذا كان ما هو خير وما هو شر، يقرره غرض كوني من نوع ما، أو تحدده طبيعة الكون نفسه، فسوف يكون مستقلاً تماماً عن أي خصوصيات معينة لأي مجتمع جزئي، فما هو صواب سوف يكون، ما هو في انسجام مع النظام الكوني، ومعنى ذلك أن أي نوع من الموضوعية الأخلاقية، ينطوي على القول بأخلاق كلية واحدة".
    ويقول عن تعريف الأخلاق الموضوعية: "هي النظرة إلى القيم الأخلاقية على أنها لا تعتمد على رغبات البشر، ومشاعرهم وآرائهم أو أية حالة ذهنية أخرى".. وعلى العكس من ذلك الذاتية الأخلاقية هي: "تعتمد على رغبات البشر..." وكلاهما مرتبط بصور مبدئية، بتصور الكون.. فالأخلاق الذاتية، تقوم على أن الكون لا يقوم على غائية، تحكم مسيرته، وتوجهها نحو غائية كونية.. أما الأخلاق الموضوعية فمرتبطة بالغائية الكونية ـ يقول استيس :"الذاتية الأخلاقية سمة من سمات العقل الحديث، وكانت غائبة ـ بصفة عامة ـ عن العقل في العصر الوسيط" والسبب الأساسي في ظهور الذاتية الأخلاقية، هو العلم الحديث، الذي صور العالم كآلة، تعمل وفقاً للسببية، لا علاقة لها بالغائية.. يقول استيس: "أي تفسير من منظور القوانين الطبيعية، لا يدخل تصور (الغرض) يسمى تفسيراً آلياً. فلا يحلم أحد من علماء الطبيعة بالتفسيرات الغائية للظواهر. وذلك أساساً بسبب إنكارهم لوجود أغراض للأحداث.. هذه الأغراض تقع خارج إطارالعلم. فمهمة العالم أن يقدم تفسيرات سببية أولية".. "ولقد أظهر عصرنا الحديث، لتأثير العلم، ميلاً لرفض الاتجاه الغائي وتحيز للآلي" .."فالذاتية الأخلاقية سمة من سمات العقل الحديث، وكانت غائبة ـ بصورة عامة ـ عن العقل في العصور الوسطى..".. ويرى استيس أن العلم الحديث هو السبب الأساسي والنهائي للتغيير الجذري من الموضوعية الأخلاقية إلى الذاتية الأخلاقية ـ بالطبع المنظور العلمي كله تغير تماماً، ولكن النظرة الآلية للكون، وغياب الغائية، لا زالت هي السائدة ـ يلخص استيس القضية في نقاط هي:
    1. إذا تاسست الأخلاق على الغرضية، إلهية كانت أو كونية، فهي موضوعية، والعالم يمثل نظاماً أخلاقياً.
    2. تسبب علم الطبيعة عند نيوتن في فقدان الناس للإيمان الحقيقي بالغرض سواء أكان إلهياً أو كونياً.
    3. ومن ثم فلم تعد الأخلاق تتأسس على غرضية إلهية كانت أو كونية.
    4. غير أن القيم لابد أن ترتبط بغرض ما وتعرف من زاويته.
    5. إذا ما استبعدنا الأغراض ـ الإلهية والكونية ـ فإن السبيل الذي يبقي هو الغرض البشري.
    6. فمن ثم فلابد أن تكون القيم البشرية معتمدة على أغراض البشر.
    7. غير أن ذلك هو ـ حسب التعريف ـ المذهب الذاتي، وهو وجهة نظر عن العالم ترفض أن يكون اخلاقياً.
    والأخلاق التي يقوم عليها طرح د. النعيم، كما رأينا، تقوم على الذاتية، والنسبوية، وهي أخلاق علمانية ـ دنيوية ـ مرتبطة بالبراغماتية ـ ولذلك هي من كل الوجوه أخلاق ذاتية.. وهذا ما رأينا أن د. النعيم يقوله صراحة، ويؤكده ـ راجع فلسفته ـ أكثر من ذلك، هو لا يرى وجوداً لإنسان عام، إنسان كوكبي، مما يؤكد أن الأخلاق عنده بالضرورة، ذاتية، ولا يمكن أن تكون أخلاقاً عامة، طالما أنه لا يوجد إنسان كوكبي.
    نذكر هنا ببعض أقوال د. النعيم عن نسبويته، وقد سبق أن أوردناه، فهو يقول: "النسبوية الأخلاقية تعني أن (الأحكام تنبني على التجربة، والتجربة يفسرها كل شخص حسب تربيته أو تربيتها الثقافية".. يلاحظ أنه يتحدث عن التربية الثقافية وليس الدينية، رغم أنه يرى عدم وجود اختلاف بين الثقافة والدين، فعنده كلاهما علماني ومن صنع البشر، ولكنه يركز على الثقافة، ويرى فيها انها هي التي تحدد للجماعات، طبيعة دينها، وأن الدين يخضع للثقافة السائدة.. ويقول: "وعليه فإن النسبويين الأخلاقيين يعارضون ادعاءات وجود صنف واحد مطلق من الأخلاق، أي أن هناك قيم أخلاقية مطلقة وثابتة يمكن على هداها الحكم بصحة أو خطأ ممارسات أو قيم بعينها للثقافات المختلفة".. ويقول عن عموم النسبوية: "إن موقفي في ذلك هو أننا كلنا نسبويون"..وهذا يعني أن النسبوية عنده سمة لكل البشر.. ويقول: "عندما أقول ديني، وهو الإسلام، فإني لا أتحدث عن الإسلام بصورة عامة، أو الإسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين، وإنما أتحدث عن الإسلام الشخصي. ذلك أنه بالنسبة لي الدين يجب أن يكون ذاتيا. لا يمكن له أبدا أن يكون غير ذاتي".. ويقول عن الشريعة: " النقطة الأخرى التي أود أن أدلي بها هي أنني سأظل أعترض على، وأنازع، أي شيء يوصف بأنه موقف الشريعة الثابت والراسخ، حتى في مجال العلاقات الاجتماعية، وليس فقط في مجال القانون..."
    من الواضح جداً، أنه لا أمل على الإطلاق، لوجود أخلاق، في إطار طرح د. النعيم.. فالأخلاق عنده هي، ما يراه صاحبها أنها أخلاق، ولا مجال لخلاف ذلك!! وهذا أمر لا علاقة له بالأخلاق، خصوصاً أخلاق الإسلام، فهي محددة تحديداً واضحاً من قبل الله تعالى ورسوله خصوصاً في قاعدتها التي تقوم على شريعة الحلال والحرام، وهي شريعة محددة، وواضحة لجميع المسلمين، ولا يمكن لمسلم أن ينكر تحديدها ووضوحها، ثم يكون على دين!!
    إنسان النعيم، حسب طرحه، إنسان شرير بطبعه، وهو إنسان لا أخلاقي بطبعه.. هو شرير بالصورة، التي يستعصي معها إصلاحه، فعنده البشر "مجبولون على الخطأ والهوى والاختلاف فيما بينهم...".."الصراع الإنساني والاختلاف هو الصفة اللازمة للطبيعة البشرية وستبقى كذلك حتى يوم القيامة" .. و "الاختلاف هو سنة الله تعالى، في البشر ولن ينتهي..".. فبسبب من فساد الطبيعة البشرية، عند د. النعيم، لا يمكن تحقيق العدل والمساواة، وحقوق المستضعفين.. وهذا يعني، أن الظلم، وعدم المساواة، واستضعاف المستضعفين، أمور لا مجال، لتجاوزها.. كما أنه من المستحيل، عند د. النعيم التخلص من الفساد والغرض والهوى.. ومن يقول بخلاف ذلك، عنده، إما مضلل لنفسه أو مخادع للناس ـ ونعيد قوله الذي سبق أن أوردناه، وفيه يقول: "وأنا (عبدالله أحمد النعيم) أقولُ من يزعم هذا إما مضللٌ لنفسه، أو مخادعٌ للناس، لا يمكن أن يتم ذلك لبشر، وأنا أصرُّ على الاحتفاظ بالطبيعة البشرية للدولة"!! وبالطبع الإسلام في جوهره، دعوة للعدل، والمساواة، ونصرة المستضعفين..يقول تعالى: "إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ".. والله تعالى لا يأمر بما لا يستطاع ـ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ـ وهو قد وعد بنصرة المستضعفين.. ولكن لد. النعيم رأي خلاف ذلك، فهو مصر على الطبيعة البشرية، الشريرة، وعنده، القرآن، عندما يدخل العقل البشري، والتجربة البشرية، يصبح غير مقدس.. فدخول القرآن العقل البشري، والتجربة البشرية، بدل أن يغير الإنسان، في اتجاه ما يريده الله له، ويريده، منه، وهو قيم الخير، يتغير القرآن نفسه، فيصبح غير مقدس، بعد أن كان مقدساً!! وهذا يعني أن الشر متأصل في الإنسان، بالصورة التي يعجز معها الله تعالى، وما أنزله من دين، ومن قرآن ومنهج، على تغييره.. فالدين، بسبب من الواسطة البشرية، الشريرة، يصبح علمانية، وصناعة بشرية، وتنتفي صفته الإلهية، حسب زعم د. النعيم.
    وعند د. النعيم، كما رأينا، لا يوجد إنسان كوكبي عام، ولا يوجد تعريف متماسك محدد للإسلام.. وكل الذي هو موجود هو الفرد، الذاتي، النسبوي، الذي يفهم الإسلام، فهماً ذاتياً نسبوياً.. فقد رأينا ان النعيم يرى أن جميع البشر نسبويين.. وهو يرفض المرجعية الدينية، حتى في مجال الحلال والحرام، فهو يقول: "أريد أن اقول أن أي سياسة عامة أوتشريع عام لا يمكن تبنيه بالرجوع الى المرجعية الدينية .. ومعنى ذلك أنك إذا اردت أن تمنع العلاقات الجنسية المثلية، بين الأفراد من الجنس الواحد، لا يمكنك أن تفعل ذلك بسبب أنها حرام، وتقول للناس لا يمكنكم أن تفعلوا ذلك لأنها خطيئة من وجهة نظر الدين"!! _1_ هذا بالضبط، عكس الدين.. ففي الدين، من يحرم، ويحلل، هو الله تعالى وحده.. والمسلم، يجتنب المحرمات، طاعة لله.. وجوهر الدين كله هو طاعة الله، في مرضاته، التي جاء بها شرعه.. وطاعة الرسول، من طاعة الله "مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ...".. والمعصية، كلها، هي عدم طاعة الله.. ونحن ينبغي أن نطيع الله ورسوله، ولو لم نعرف الحكمة من الفعل، لأن الله يعلم، ونحن لا نعلم.. فمتى ثبتت صحة أمر الله، وجبت طاعته، خصوصاً، في شريعة الحلال والحرام الظاهرين، لأنها الحد الأدنى.. نحن لا نبني على عقولنا وحدها، في التحليل والتحريم، ولا نطيع عقولنا، وإنما نجعل عقولنا تطيع الله ورسوله.. فبقدر هذه الطاعة، نكون مسلمين، وبقدر المفارقة لها، يكون البعد عن الإسلام.. والطاعة يجب أن تكون في خلوص نية.. فالمحك، ليس مجرد العمل، وإنما هو أن يكون العمل مراد به وجه الله.. وأي عمل لا يراد به وجه الله هو باطل.. وهذا كله، من البداهة، في الدين.. سئل الأستاذ محمود محمد طه: "إذا انتهيت عن اتيان الذنب لأنه يشقيني لا لأنه حرام هل يكفي؟
    الجواب:لا؟؟ لأنك قد تجعل من نفسك حكماً على الأمور.. فما يشقيك تترك اتيانه، وما يسعدك تأتيه.. وقد يسعدك عمل هو، عند الله، من موجبات الشقاء.. الفيصل في هذا الباب قولة المعصوم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)
    المهم في أمرك أن تأخذ سلوكك من الشريعة حتى يجد عقلك التوجيه السليم من أمر خارج عنه، حين تلتبس المسالك، وتختلط السبل".
    ولكن إسلام د. النعيم، الخاص هذا، هو عكس الإسلام الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. يقول المعصوم: "الناس هلكى إلا العالمون، والعالمون هلكى إلا العاملون، والعاملون هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم".
    وقد سبق لنا أن تحدثنا عن مفهوم (المنظور التاريخي) عند النعيم، فبمجرد كون أن الأمر انتشر ولاقى القبول في وقت ما، فهذا دليل صحته.. وهو قد ضرب مثلاً بالمثلية، التي كانت قبل عشرين عاماً، لا تلقى التسامح الذي تلقاه اليوم في الغرب، أما اليوم فإن الحديث (عن حقوق المثايين والمثليات يبدو أمراً مؤسساً جداً، ومقبولاً جداً) حسب تعبيره.. فالزمن عنده، يجعل أي شيء حلالاً، دون الحاجة للرجوع إلى الله ورسوله، وهذا عنده هو الإسلام نفسه!!
    خلاصة الأمر، أنه عند د. النعيم، لا توجد قيم إسلامية عامة وثابتة.. فالقيم عنده ذاتية، ونسبوية، فيها يقرر الفرد بنفسه لنفسه، ما هو حلال، وما هو حرام، دون الرجوع إلى الله ورسوله، في هذا الأمر.. أو قراءة ما قال الله ورسوله قراءة تفكيكية، تقوم على موت المؤلف، وانتهاء قصديته، وإطلاق يد المتلقي، يفهم النصوص كما يشاء!!
    ونحن سنتناول الأخلاق، عند د. النعيم، كما هي في طرحه، من خلال موضوعين أساسيين فقط.. الموضوع الأول هو المصداقية.. أما الموضوع الثاني فهو السلوك الجنسي.
    المراجع:
    1. من محاضرة عنوانها (من هو الإنسان في حقوق الإنسان) ألقاها النعيم في المؤتمر الذي انعقد في جامعة هارفارد بعنوان (Rethinking the Secular) في شهر أكتوبر 2007:
    رابط المحاضرة:
    Ref: www.hds.harvard.edu/cswr/resources/lectures/annaim.html

    خالد الحاج عبد المحمود
    رفاعة في 23/9/2012

    http://www.sudaneseonline.com/arabic/index.ph...8%AF.html[/B][/QUOTE]
                      

10-07-2012, 07:06 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: الفكر والأخلاق في طرح د. النعيم د. النعيم وتفكيك الإسلام الحلقة الخامسة/
    25/09/2012 09:40:00
    حجم الخط:


    د. النعيم
    SudaneseOnline: سودانيزاونلاين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مواصلة موضوع تفكيك الأخلاق
    "فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"
    صدق الله العظيم
    "وإنما من أجل وحدة هذا الثالوث المهم جاء قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ؟؟ * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).. هذه وحدة ثالوث (الفكر) ـ وهو الفكر، والقول، والعمل ـ وهي وسيلة واسلة للوحدة الكبرى ـ لوحدة ثالوث (الحياة) ـ وهو العقل، والقلب، والجسد ـ وهذا هو نهاية المطاف (وليس للمطاف نهاية ) ولكنه غاية الغايات، ونهاية النهايات"
    المصداقـية:
    لا يمكن أن تكون هنالك أخلاق، دون مصداقية.. فالكذب، والأخلاق لا يلتقيان، وكذلك الإيمان.. وقد سئل المعصوم: هل يزني المؤمن؟ فقال: قد يزني.. هل يسرق؟ قال: قد يسرق!! هل يكذب؟ قال لا يكذب!! .. وطرح النعيم، يقوم على مبالغة في الكذب.. مثلاً، رأينا، أن د.النعيم، ينفي وجود شريعة إلهية، ويزعم أن الشريعة ليست وحياً إلهياً، وإنما هي من صنع البشر، كما زعم أنه لا يوجد أي موقف ثابت للشريعة.. وهذا، ليس فقط كذب، وإنما هو كذب على الله نفسه، وفي أمر لا يمكن الخلاف حوله بين المسلمين، فموقف الشريعة الثابت، من تحليل الحلال، وتحريم الحرام أمر بداهة في الإسلام.. والله تعالى يقول: "وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ .." .. والمعصوم يقول: "الحلال بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه ولعرضه".
    فالشريعة، ليست فقط ثابتة، وإنما هي ثابتة ومفصَّلة، وحلالها من حرامها بيِّن.. ومن المستحيل أن يكلف الله تعالى، عبده، بأمر، لا يبيِّنه له!! أو يكلفهم بتكليف غير ثابت.. ود. النعيم، يعلم تماماً، أن قوله بأن الشريعة، ليست من الله، قول شديد البطلان، فهو نفسه في كتابه (نحو تطوير التشريع الإسلامي) يقول: "إن الاجتهاد في إطار الشريعة غير كافٍ لأن معظم مباديء وقواعد الشريعة محل الخلاف والمتعلقة بالقانون الدستوري والعدالة الجنائية والقانون الدولي وحقوق الإنسان تقوم على نصوص واضحة قاطعة من القرآن والسنة". ص 82 .. هذه حقيقة موضوعية، فإذا غيَّر هو رأيه، فالحقيقة لا تتغير، بتغيير مواقفه.. لكن د.النعيم (لأمر) ما، بدَّل ما يعلم أنه غير قابل للتبديل.. قال تعالى، لنبيه، وصفيه: "قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ، إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ"، ولكن النعيم يبدله من تلقاء نفسه، ولا يخاف العذاب!!
    قول النعيم، عن الشريعة، هو ليس مجرد كذب، وإنما هو كذب على الله، وتكذيب بآياته، والله تعالى، يقول في هذا: "فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ، إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ"!!
    ومثل هذا كثير، عند د. النعيم، فهو يقول مثلاً عن دولة المدينة: "دولة المدينة هي دولة سياسية، وليست دينية.. هي معادلة سياسية بين قطاعات وقوى سياسية واجتماعية في واقع معين...".. وهو نفسه قد قال: "لقد كان عليه الصلاة والسلام ـ وفق المعيار الدستوري ـ هو الحاكم البشر الأصل ومؤسس الدولة الاسلامية" فهو يعلم أنه غير صادق، عندما يقول عن دولة المدينة أنها سياسة وليست دين.. ثم هو بهذا الزعم، يجعل عملاً هاماً من أعمال النبي صلى الله عليه وسلم (ليس ديناً) ـ عملاً علمانياً ـ وهو يعلم تماماً أن كل أعمال النبي دين، وهو لا يعمل عملاً، علمانياً، إذ كل ما يعمله بوحي من الله تعالى.. وقد قال النعيم نفسه ذلك نقلاً عن فضل الرحمن، وتأييداً له، فقد قال: "فكما قال فضل الرحمن (بحق) الصعوبة أمام العلماني الحقيقي في (العالم الإسلامي) هي اضطراره الى إثبات المستحيل، وهو أن محمداً حين يسلك مسلك المشرّع أو الزعيم السياسي، إنما يسلك مسلكاً علمانياً خارج نطاق الدين".. وهذا الذي يراه د. النعيم نفسه مستحيلاً، أصبح عنده حقيقة ثابتة!! الأمر الذي يؤكد أنه يكذب، عن علم بأنه يكذب، وعن قصد، وفي حق النبي صلى الله عليه وسلم.. ولا ينفع هنا أن يقول أنه غيَّر رأيه، فالموضوع ليس موضوع رأي، وإنما هو موضوع خبر، أو حقيقة، إما صادقة أو كاذبة.
    والنعيم يقول إن القرآن لا يخاطب غير العاقل، وهذا خبر، إما صادق أو كاذب.. فإذا ثبت من القرآن، أنه يخاطب غير العاقل ـ بمقاييسنا نحن ـ يكون قوله كاذباً ـ وكون القرآن، يخاطب غير العاقل، أمر بديهي، يعلمه كل مسلم طبيعي، وقد سبق أن تناولنا القضية، ونعيدها هنا، في إطار التدليل على أن النعيم يكذب على الله عن علم .
    في الواقع النعيم حسب أقواله، الكذب عنده مبدأ، فما يحكمه ليس قول الحق، وإنما القول الذي له فيه مصلحة، ويتوافق مع رغبة المخاطبين، وقد سبق أن أوردنا النص، ونحن لنا إليه عودة.
    فمن يكذب على الله، ورسوله، من الطبيعي أن يكذب على بقية خلق الله.. والأمثلة على ذلك من أقوال النعيم كثيرة، ولأننا سبق أن أوردنا بعضها نكتفي هنا ببعض النماذج، ويمكن لمن يشاء أن يرجع إلى حلقة التناقض ضمن الحلقات التي كتبتها عن د. النعيم.. من الأمثلة، قول د. النعيم، عن سيدنا أبي بكر: "الحادثة التي أثارت كثيراً من الجدل في ذلك الوقت كان أمر أبي بكر لخالد بن الوليد بقتل مالك بن نويرة.."
    وهذا تزييف للتاريخ، ومحض كذب، إذ لا خلاف حول أن سيدنا أبوبكر، لم يعلم بقتل مالك إلا بعد أن تم القتل بفترة!! ولكن د. النعيم لغرض عنده، زيَّف التاريخ بهذه الصورة، ولم يحاول، مجرد محاولة إيراد دليل على قوله، وهو لم يحاول لأنه، أصلاً لا يوجد دليل.. بل كل الأدلة تدحضه.
    وقال د. النعيم عن الفكرة الجمهورية، أنها، لا تدعو لدولة إسلامية، ولا لتشريع جماعي، في إطار الدولة، وهذا كذب وهو يعلم أنه كذب.
    هذه مجرد أمثلة، وإلا فإن الطرح كله يقوم على الكذب على الله وعلى رسوله، وفي أخطر الأمور، وأدقها.
    عدم المصداقية فلسفة:
    لقد سبق أن أوردنا نص د. النعيم، الذي يقول فيه أنه يخفي ويظهر، حسب مصلحته، ونحن نتناول النص هنا من زاوية الأخلاق.. فهو، في هذا النص، يجعل عدم المصداقية مبدأً فلسفياً، عنده، وهذا ليس ببعيد عن فلسفته التي رأيناها.. يقول د. النعيم، من كتابه (الإسلام وعلمانية الدولة) ما نصه: "أحد جوانب عملية تكوين الهوية وتحولها هو الحاجة إلى قبول تلك الهوية المفترضة أو الاعتراف بها. فمع أهمية التوحد الذاتي، إلا أن النجاح، حتى على المستوى الشخصي والخاص، يعتمد على استجابة الآخرين...".. قوله (فمع أهمية التوحد الذاتي)، يعني مع أهمية الصدق، بأن يكون الفرد متوحداً ظاهراً وباطناً.. مع هذه الأهمية للصدق والتوحد، هو يرى أن هنالك اسباب تدفع للتخلي عنها، وتتلخص هذه الأسباب في النجاح الذي يعتمد على قبول الآخرين، فبعد حديثه عن أهمية التوحد الذاتي مباشرة، يقول: (إلا أن النجاح، حتى على المستوى الشخصي والخاص، يعتمد على استجابة الآخرين...)!! ففي سبيل هذا النجاح، هو مستعد للتخلي عن الصدق (التوحد الذاتي)، حتى يلقى قبول الآخرين.. وهو يوضح الأمر بصورة أكبر بقوله: "قد أجد نفسي في موقف أتوقع من الآخرين العداء لهويتي الإسلامية، مما يدفعني إلى إخفاء، أو عدم تأكيد، هذا الجانب عن نفسي..."!! فهو لمجرد توقع العداء، يخفي هويته، طلباً لاستجابة الآخرين!! وهو عملياً، في كتابه هذا، يخفي هويته الاسلامية.. هذه الهوية، كما هو واضح وسيتضح أكثر لاحقاً، لا تقوم على الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما على (إسلام أمريكي)!! متى يظهر النعيم هويته؟! يقول، مواصلاً النص أعلاه: "لكني إن أدركت أن هويتي كمسلم لا تهم الآخرين، أو ربما قد تعمل لصالحي، فإني قد أحرص على الإفصاح عنها"!! فما يحدد الإفصاح أو عدم الإفصاح، عند د. النعيم، هو توقعه لقبول الآخرين أو عدم قبولهم، وما يحقق المصالح!!
    فحسب هذا النص:
    1. د. النعيم لا يقول الحق ويلتزم الصدق في كل الأحوال وإنما قوله رهين باعتبارات غيره
    2. ما يحدد ما يقوله د. النعيم او لا يقوله هو توقعه لقبول الآخرين لقوله، أو عدم قبولهم له.. وهل القول سيكون في صالحه أم لا!!
    3. هو، حسب النص، مقيَّدٌ فيما يقول، أو لا يقول، بالمصلحة.. فإذا القول يحقق له مصلحة قاله، وإلا فلا!!
    وهذا، تطبيق متطرف للبراغماتية التي يعتنقها. وبالطبع هذا الصنيع حسب معايير الإسلام، أبعد من مجرد عدم المصداقية.. وبالطبع هو منذ البداية أبعد المرجعية الدينية!!
    ويقول د. النعيم: "هناك مستوى من الغموض في اللغة يكون مفيداً!! لأنه أحياناً يساعدنا على أن نتحدث حول أشياء نجد صعوبة في التحدث عنها بصورة واضحة"!! الغموض المتعمد، هو عدم مصداقية، وتضليل.. فالواثق من أمره، لا يحاول أن يخفي شيئاً عن الناس.. يقول المعصوم : "الحرام ما حاك في نفسك وخشيت أن يطلع عليه الناس" .. يقول تعالى: "يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ، وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ، إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ، وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا"
    بصورة مبدئية عامة، النسبوية، عند د. النعيم، لا تتقيد بالصدق، فلذلك عدم المصداقية عنده هو فلسفة من عدة وجوه.
    وفي هذا الإطار يجيء تحول د. النعيم الذي قال عنه: "في وقت كان الحراك الفكري والسياسي الإسلامي قد أخذ يشتد ويتصاعد بصورة أكثر. وبذلك أطلت مسائل مثل: ما هو الإسلام، وما الذي ينبغي على المسلمين فعله، وما هو نمط الحياة الذي يجب أن يعيشوها، على المستوى الفردي والجماعي، وأصبحت تمثل تحديا. وبالنسبة لي، كان لدي أيضا إحساس بالصراع والتناقض الداخلي، بين انتمائي كمسلم، وبين رغبتي في تحقيق أشياء أخرى في حياتي، كأن أكون ناشطا وداعية حقوق إنسان. وقد قادتني محاولة التوفيق في هذا الصراع إلى دراسة حقوق الإنسان، حيث كنت في البداية أفكر في كيفية تحقيق التوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان. وفي مطلع الثمانينات من القرن الماضي انحزت إلى جانب حقوق الإنسان كمبدأ أولي، وثابت، ومسلم به. (كما ترون فإني أغيّر رأيي فعلا، وأعتقد أن هذا شيء صحي جدا لأن يفعله المرء).
    إن حقوق الإنسان هي نظام أخلاقي/سلوكي شامل ومتكامل، إضافة إلى أنها موضوع قانوني، بينما الشريعة في الواقع ليست سوى تفسير وفهم تاريخي للإسلام في سياق معين. إنها لا تمثل الإسلام في مجمله".
    ورقة للنعيم نشرت في دورية بارك، ماكسويل للمواطنة والعلاقات العامة، جامعة سيراكيوز، سبتمبر 2000، الصفحات 9 – 14 ، 1 – 32، بعنوان:
    حقوق الإنسان، والدين، وشرط مشاريع دعاة العالمية).

    "Human Rights, Religion, and the Contingency of Universalist Projects." Occasional Paper, no. 2. PARC, Maxwell School of Citizenship and Public Affairs, Syracuse University, September 2000, pp. ix-xiv, 1-32.

    ونحن نبدي الملاحظات التالية:
    1. هذا التحول، حسب النص، كان في مطلع الثمانينات، ود. النعيم يقول عن نفسه أنه جمهوري منذ أواخر الستينات، وهو إلى اليوم يقول أنه جمهوري!!
    2. هو يقول (وبالنسبة لي، كان لدي أيضا إحساس بالصراع والتناقض الداخلي، بين انتمائي كمسلم، وبين رغبتي في تحقيق أشياء أخرى في حياتي، كأن أكون ناشطا وداعية حقوق إنسان).. لاحظ عبارة (صراع وتناقض)، بين انتمائه للإسلام، وبين رغبته في أن يكون ناشطاً في مجال حقوق الإنسان!! من أين يأتي هذا التناقض؟!
    من المؤكد، أن الإسلام، لا يتناقض مع حقوق الإنسان.. بل هو السبيل الوحيد لتحقيق هذه الحقوق، وهذا أمر بديهي، عند كل جمهوري، إذا من أين جاء التناقض المزعوم، عند د. عبدالله؟! هو جاء من تصور الغرب لبعض المجالات التي يعتبرها حقوق إنسان، ويرفضها الإسلام، وهذه مثل: المثلية الجنسية، وحرية المرأة في التصرف في جسدها.. فهذه في نظر الإسلام، إرتداد، إلى الحيوانية.. فد. النعيم يريد أن يكون ناشطاً في هذه المجالات بالذات، وهذا ما تم بالفعل، كما سنرى!!
    3. د. النعيم، حسب ما أسماه (الصراع والتناقض الداخلي) بين انتمائه للإسلام، ورغبته في أن يكون ناشطاً في مجال حقوق الإنسان، إنحاز لمصلحة رغبته ـ لاحظ أنها (رغبة) وبذلك غيَّر انتماءه الإسلامي، وقد عبَّر عن ذلك بقوله: (كما ترون فإني أغيّر رأيي فعلا، وأعتقد أن هذا شيء صحي جدا لأن يفعله المرء).. يجب ملاحظة أن المفاضلة بين الانتماء للإسلام، والرغبة في أن يكون ناشطاً في مجال حقوق الإنسان، وقد اختار هو الخيار الثاني.
    4. في مكان آخر قال أنه لو خُيِّر بين الإسلام وحقوق الإنسان فإنه يختار الإسلام.. فإلى جانب ازدواجية الخطاب، هنالك خدعة لمن لم يلم بفلسفته، فالإسلام الذي يتحدث عنه ليس هو إسلام عامة المسلمين، وإنما إسلامه هو ـ وقد نقلنا نصه في ذلك ـ وإسلامه هذا، إسلام نسبوي قابل لأن يضم كل شيء، وهو فعلاً يشمل كل صور الشذوذ الجنسي، كما سنبين لاحقاً.
    5. لاحظ أنه جعل من حقوق الإنسان ديناً!! فهو يقول (حقوق الإنسان نظام أخلاقي، سلوكي..).. وهي كما هي في الميثاق ليست أخلاقية بمعايير الدين، ولا علاقة لها لا من بعيد أو قريب بموضوع السلوك، فالسلوك لا يكون إلا وفق منهج.
    6. بالطبع من حقه أن يختار ما يشاء، خصوصاً في إطار الإنتماء للفكرة الجمهورية.. فليس للجمهوريين سِجِل عضوية، وكل فرد حر في أن يخرج من الانتماء للفكرة، بإبداء سبب، أو بدون إبداء سبب.. القضية هي أن د. النعيم غيَّر رأيه ـ بأي معنى لتغيير الرأي ـ ومنذ ذلك التاريخ المبكر، وإلى اليوم، يُظهِر للجمهوريين، ولغيرهم بأنه لم يغيِّر رأيه!!
    7. في مطلع الثمانينات، كان الأستاذ محمود موجوداً بيننا، وكان التقليد عندنا كجمهوريين، أن أي صاحب رأي أو تساؤل، يطرح قضيته للأستاذ محمود، وقد يطرحها الأستاذ للجماعة، أو تكون قضية خاصة، يناقشها الأستاذ مع صاحبها.. ود. النعيم لم يفعل شيئاً من هذا، وكان منخرطاً في النشاط، وكأن شيئاً من تغيير الرأي لم يحدث.. وإلى اليوم، د. النعيم، لا يقول للجمهوريين أنه غيَّر رأيه، بل أسوأ من ذلك بكثير جداً، هو قال: "أنا تلميذ للأستاذ محمود محمد طه في جميع أحوالي، وفي كل ما أدعو إليه في أمور الحياة العامة"!! قال هذا في 5 مارس 2011م، وكرره لاحقاً!!
    ففي الوقت الذي فارق فيه الفكرة الجمهورية، والإسلام بصورة عامة، في جميع الأساسيات، خصوصاً في مجال الأخلاق، لا يزال يزعم إنه تلميذ للأستاذ في جميع أحواله، وفي كل ما يدعو إليه في أمور الحياة العامة؟!
    ومما يدعو له من أمور الحياة، وله فيه نشاط واسع جداً، الحرية الجنسية، وحقوق المثليين!! فد. النعيم يحتفظ بانتمائه الاسمي، للفكرة، لا لشيء، إلا ليشوهها، وينسب لها انحرافاته الخطيرة جداً .. وكل ذلك لمصلحة المانحين الأمريكيين، فهو يقول صراحة: "أما في حالتي أنا فقد حرصت على مواصلة البحث في الأمور التي تهمني كمسلم وتلميذ للأستاذ محمود محمد طه، وأرى أن واجبي المباشر هو الإستفادة للدرجة القصوى الممكنة من الإمكانيات المتاحة في التمويل والدعم للبحث العلمي"!! فهو مُصر على تشويه الإسلام، من داخله، لمصلحة المانحين، وهذا سبب اصراره على الانتماء الاسمي للفكرة الجمهورية، بعد أن فارق كل مفاهيمها الأساسية، وقيمها الأساسية.. كما سبق أن ذكرت، هو في طرحه هذا، مجرد موظف، يهمه استقطاب أكبر قدر من الدعم المالي، لخدمة الذين يوظفونه.. إسلام النعيم، ليس هو الإسلام الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو نقيضه، في معظم الأساسيات.. إسلامه هو صناعة بشرية، كما يقول، بالتحديد هو صناعة أمريكية.. ود. النعيم نفسه كمفكر (صناعة أمريكية) وسنرى أنه يتحدث عن إسلام أمريكي، يقوم على الثقافة الأمريكية!!
    إن نسبة أفكار النعيم الخاصة، للأستاذ محمود، هو منتهى الخيانة والكيد، وانحطاط الأخلاق، أما أن يتلقى أموالاً في سبيل نشر ذلك، فأمر يخرج عن إمكانية الوصف.. ومع ذلك يقول د. النعيم أن تغيير رأيه دليل صحة!!
    إن موضوع د. النعيم هو موضوع سياسة، وليس فكر ولا دين ـ هو سياسة أمريكية بالتحديد ـ وسيتضح هذا بصورة جلية، في نهاية هذه الحلقات.. يكفي أن نعلم أن منظمة فورد التي تموله، هي منظمة مرتبطة بالمخابرات الأمريكية (C.I.A) وهذا ما سنبينه في موضعه.
    إن الكثيرين جداً، في العالم، ممن يعرفون أفكار د. النعيم، وليس لهم إلمام بالفكرة الجمهورية، ينسبون هذه الأفكار للأستاذ محمود، على اعتبار أن د. النعيم تلميذٌ له، كما يقول.. وهذا ما يجري بالفعل. فمثلاً بروفيسر جون اسبوزيتو يقول: "من الناحية الفكرية، النعيم متأثر ويستند بشدة على أفكار علي عبدالرازق (1888 – 1966) إضافة إلى أستاذ النعيم محمود محمد طه (1909 – 1985)، وكلاهما يدعوان إلى تطوير الشريعة وإلى دولة
    علمانية لا تفرض فهما محددا للتشريع الإسلامي كقانون للدولة" ..
    نحن، في المجتمع الجمهوري، استطاع د. النعيم أن يخدعنا، لوقت طويل.. ولم نلم ببعض تشويهه للفكرة إلا بعد عام 2009م، الوقت الذي بدأ يتكشف فيه لبعضنا.. في جلسة بمنزلنا، كان هنالك حوار بين د. النعيم، وأخ اسمه أحمد عبد الرحمن العجب، وكانت مفارقات د. النعيم قد بدأت تظهر للبعض.. وقد تدخلت أنا في هذا الحوار وسألت د. عبدالله: ما الذي تريد ان تقوله؟ فرد عليّ بقوله: أريد أن اقول أن الدستور العلماني أفضل من الدستور الإسلامي المزيف!! فقلت لأحمد العجب: هذا ما نقول به في الفكرة، يا أحمد.. ولم يدر بخلدي أن د. النعيم يخدعني، وأن هنالك ازدواجية في خطابه، وأنه يقول للجمهوريين، ما لا يصادم فكرتهم، وإلى اليوم هنالك، بعض الجمهوريين، الذين لا يتصورون ما يدعو إليه، لأنه يقول لهم خلافه!!
    أكاد أجزم، أن جميع الجمهوريين، داخل السودان، وخارجه ـ إلا ربما واحد أو اثنين، من المقربين للنعيم ـ لا يعلمون أن النعيم يؤيد الإباحية الجنسية، وأنه من أكبر المدافعين عن المثليين الجنسيين في العالم!!
    وهذا يقودنا الى الحديث عن السلوك الجنسي في طرح د. النعيم.

    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في 25/9/2012م
    http://www.sudaneseonline.com/arabic/index.ph...%D8%B3%D8%A9.html[/B]
                  

10-07-2012, 07:09 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: الفكر والأخلاق في طرح د. النعيم د. النعيم وتفكيك الإسلام الحلقة السادسة/خالد الحاج عبدالمحمود
    27/09/2012 09:21:00
    حجم الخط:


    SudaneseOnline: سودانيزاونلاين
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مواصلة موضوع تفكيك الأخلاق ـ السلوك الجنسي
    "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"
    صدق الله العظيم
    ((يا أمة محمد!! والله ما أحد أغير من الله، أن يزني عبده، أو تزني أمته .. يا أمة محمد!! والله لو تعلمون ما أعلم، لبكيتم كثيرا، ولضحكتم قليلا..)) ..

    حديث شريف
    وصيتي للرجال والنساء معا ..

    اعلموا أن الوحدة ((الاجتماعية)) ليست الفرد، من رجل أو امرأة، وإنما هي الزوج من رجل وامرأة .. فإنه لا مفاوز الحياة، ولا مراحل السلوك، تقطع بخير من التعاون، والتساند، والحب المتبادل، بين شطري هذه الوحدة .. وفي هذا، فإن المرأة لهي جماع آيات الآفاق للرجل .. وإن الرجل لهو جماع آيات الآفاق للمرأة .. والله تعالى يقول، في آيات الآفاق: ((سنريهم آياتنا، في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق .. أو لم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد؟؟)) ..

    الأستاذ محمود محمد طه
    المحرمات في السلوك الجنسي، هي أوكد المحرمات وأوضحها في الإسلام.. وبالطبع أنا أعني إسلام عموم المسلمين، وليس إسلام د. النعيم الذاتي.. ولا خلاف بين عامة المسلمين، الذين يردّون الأمر إلى الله، ورسوله، حول المحرمات في السلوك الجنسي، فهي من الحرام البيّن.. فالله تعالى يقول: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَاتَّقُوا اللَّهَ، إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"، دون الحاجة لفلسفة، وتنطع، وتبرير.. فالشريعة دائما، واضحة ومحددة، وتقوم على الآيات المحكمات، ولذلك، فيها (الحلال بين والحرام بين..)، كما أخبر المعصوم.
    وبالطبع، لد. النعيم، رأي خلاف هذا الذي ذكرناه، فهو يحلل ويحرم، بناءاً على فلسفته الخاصة، في الذاتية والنسبوية، والمنظور التاريخي، وليس بناءاً على ما ورد عن الله ورسوله.. بل هو يخضع ما ورد عن الله ورسوله لهذه الفلسفة، ويجعل فلسفته الذاتية، المناقضة للدين وللشريعة، هي الدين نفسه، والشريعة نفسها، فكلاهما، عنده، صناعة بشرية وعلمانية!!
    كنتُ، إلى وقت قريب، أستبعد أن يجد د. النعيم الجرأة، لتأييد المثلية الجنسية، رغم أن منطقه يقود إليها، وقد كنت في الحلقة السادسة، من ردي عليه _حلقة الموقف المبدئي من الإسلام والتي كانت بتاريخ 2/أكتوبر/2011م_ أقول: ((ليس من المستبعد أن يكون زواج المثليين، عندك، دين!! طالما أنك تقول: "جدليتي تحديداً هي أنه ليس هنالك شيء (غير إسلامي) فيما يتعلق بمفهوم الدولة المدنية".. وطالما أن هنالك عدد من الدول الغربية التي تقوم على مفهوم الدولة المدنية، قد أقرت فعلاً، زواج المثليين، وأنت تقرر أن الدول التي تقوم على هذا المفهوم، ليس فيها شيء غير إسلامي، يصبح، بالضرورة، أن الذي أقرته هذه الدول إسلامي، عندك!! هل هذا هو السبب في أنك رفضت أن تجيب، عن السؤال الخاص بزواج المثليين؟! لا أتصور أنك تستطيع أن تذهب إلى هذا المدى، ولكن منطقك يعطيه، بالضرورة"!!)).. هذا ما قلته وقتها، وخاب ظني، ووجدته لاحقاً يذهب إلى أبعد من المدى الذي كنت أظن أنه لن يذهب إليه!! كل ما هنالك، أن إجاباته، تراعي مصلحته، حسب نوعية المخاطبين كما قال.. فدكتور النعيم، ليس فقط، يؤيد المثلية الجنسية، وإنما هو يؤيد كل صور الشذوذ الجنسي، وممارسة الجنس، خارج علاقة الزواج الشرعي.. وهو يدافع عنها، ويبررها، ويعمل بنشاط وفعالية لحمايتها، وكل ذلك، يتم باسم الإسلام!! وهذا ما سنعمل هنا على بيانه بصورة وافية.
    علاقة د. النعيم بالمثليين ومنظماتهم:
    د. النعيم، على علاقة واسعة جداً بالمثليين، ومنظماتهم، وهي علاقة عمل، نشط جداً، يقوم على رعاية المثليين، وغيرهم من الشواذ، وحمايتهم، بالتقنين لنشاطهم، وممارساتهم، بالصورة التي تكسبها الشرعية، ومحاربة القوانين التي تقوم على تحريم ممارساتهم، والعمل على إجبار الدول التي تقوم فيها مثل هذه القوانين، على التخلي عنها، واستبدالها بقوانين لا تحرم، فعل الشذوذ الجنسي، ولا تضايق أصحابه.. أكثر من ذلك، وأخطر، هو يبرر السلوك الجنسي، المنحرف، تبريراً إسلامياً، ويعمل على إعطاء أصحابه الحجج الدينية والقانونية التي تبرر ممارساتهم.. ود. النعيم يحضر مؤتمراتهم، وتجمعاتهم، ويشارك في مواقعهم، ويرعى كتاباتهم الخاصة بمجال سلوكهم الشاذ، ويؤيدها، ويشجعها، مع التقديم لها كعمل مجيد، يجد الإشادة منه.. وكل هذا تحت غطاء، حقوق الإنسان، والمفهوم الغربي للحرية الفردية، واعتبار كل ذلك من الإسلام..
    ولأن النشاط واسع، وجرى في فترة زمنية طويلة، فنحن سنكتفي بعرض نماذج محدودة، لكنها كافية جداً، لبيان موقفه، من القضية، وكافية جداً لإعطاء تصور لاستغلال الإسلام، والزج به في هذا المجال القذر..
    1. منظمة سسترز إن إسلامSisters in Islam ـ 1 ـ
    ورد في بحث عن نشأة المنظمة، أعدته طالبة الدكتوراه ياسمين مول، من جامعة نيويورك، عن علاقة د. النعيم بهذه المنظمة ما يلي: "سسترز إن إسلام، منظمة حقوق نسوية غير حكومية، بدأت نشاطها في الثمانينات كجمعية دراسات قرآنية، تقودها أمينة ودود (تعتبر من قبل الكثيرين من الشخصيات العامة المشهورة في ماليزيا)، عندما كانت تدرس في الجامعة الإسلامية بماليزيا وقد تأثرت، وتشكلت أفكار ودود، إلى حد كبير بالنظرة التفسيرية ـ والتأويلية، للحداثيين الإسلاميين، مثل: فضل الرحمن، وعبدالله أحمد النعيم، ونصر حامد أبوزيد، وقد أدى هذا التأثير بدوره، إلى تحديد مسار سسترز إن إسلام.."..
    المنظمة تقوم بدراسات، وورش عمل، عن حقوق المرأة، تدافع فيها عن حق المرأة في التصرف في جسدها كما تشاء، وحقها في ممارسة الجنس قبل الزواج.. كما أنها تعارض الدول والقوانين، التي تحرم مثل هذا النشاط، وتمنعه.
    والمنظمة عضو في برنامج د. النعيم (عملاء التغيير الاجتماعي rights at Home)، وتشارك مندوباتها في اجتماعات المنظمة.. ويقول د. النعيم أن المنظمة تعمل على الترويج لحقوق المرأة، ومساندتها، من منظور إسلامي.
    في ورقة قدمتها زينا انور، المدير التنفيذي للمنظمة في منتدى الإسلام الليبرالي 25 أبريل 2005م نقلت زينة عن د. النعيم قوله: "أنا واحد من الأخوات الآن - " 1’m one of the sisters now"..


    2.منظمة مسلمز فور بروقريسيف فاليوز _2_
    (MPV) Muslims for Progressive Values
    هي منظمة للمسلمين الليبراليين، وتدعو لحقوق المثليين في الإسلام، وتبرر ذلك بالنصوص الدينية التي تفسرها، أو تؤولها، بالصورة التفكيكية.. والمنظمة تعمل على تعيين أئمة للمساجد من المثليين، من الرجال والنساء.
    د. النعيم عضو في مجلس مفكري المنظمة.. وقد ذكر موقع المنظمة أن د. النعيم من ضمن المفكرين الذين سمحوا باستخدام كتاباتهم وأقوالهم بغرض الاستدلال.
    وللمنظمة اتفاق استراتيجي مع منظمة سسترز إن إسلام.. وبموقع المنظمة هنالك مجلة، يصدرها سكوت كوجل - وهو مثلي مسلم.. وهي مجلة تبرر المثلية الجنسية، من منطلق إسلامي ـ رابط المجلة هو:
    http://www.mpvusa.org/sexuality_02.html
    ونذكر هنا نماذج من أسئلة اسكوت كوجل، وإجاباته، التي يقدمها بغرض تسليح المثليين بالحجج الدينية..
    فهو مثلا يسأل: هل ذكر القرآن أي شيء عن المثلية الجنسية؟ ويجيب: لا.. القرآن لم يذكر "المثلية الجنسية"، بالرغم من أنه أشار إلى اللواطhomosexuality .
    س: هل الإسلام تحدث عن التنوع الجنسي؟
    ج: نعم.. في سورة النور ذكر القرآن (غير أولي الإربة من الرجال) وهؤلاء يمكن أن يكونوا مثليين أو عديمي الجنس، ولكنهم بالتأكيد ليسوا من ممارسي الجنس مع النساء. والقرآن لم يُدنْهم أبدا.
    س: هل يمكن أن يقبل الإسلام المثلية الجنسية؟
    ج: نعم.. في الإسلام هناك أساس متين لاحترام وقبول التنوع -بما في ذلك التنوع الجنسي.. بالرغم من أنه تاريخيا المقننين المسلمين منعوا الممارسات المثلية، ولكن من الضروري أن نتذكر أن القانون الإسلامي ليس منزلا من الله..
    وعن قوم لوط يقول: القرآن لم يدن الممارسة المثلية الجنسية ولم يذكرها، ولم يقل إنها ممارسة غير طبيعية.. قوم لوط عوقبوا لأنهم حاولوا الممارسة دون موافقة الطرف الآخر وليس لأنهم كانوا يمارسون المثلية الجنسية.. كما يقول إن علماء المسلمين جلبوا عبارة المثلية الجنسية من الغرب إلى الإسلام، وإن القرآن لم يتحدث عن المثلية، بل تحدث فقط عن محرمات في السلوك، وصفها بعبارات محددة مثل: (الفاحشة) وهي قد تكون فعلاً جنسيا أو غير جنسي، و(الفسق) و(الفسوق) وتعني الحالة الذهنية للفاسق، ولا تعني ممارسة محددة. ويقول أن الممارسة المحددة الموصوفة في القرآن هي (الزنا) ـ 2 ـ
    3. موقع مجلة ريليجن ديسباتشز (Religion Dispatches) ـ 3 ـ
    هذا موقع إلكتروني، يخصص العديد من صفحاته للكتابات التي تدافع عن حقوق المثليين والمثليات، خصوصاً تلك الكتابات، التي تدافع عن المثليين من منطلقات إسلامية، وتستخدم النصوص القرآنية، في تبرير السلوك المثلي.. وقد جاء عن تعريف الموقع لنفسه، قولهم: "ريليجن ديسباتشز مجلة إلكترونية يومية تنشر تشكيلة من آراء الخبراء والتقارير المتعمقة والأخبار المحفزة للفكر من منظورات دينية وسياسية وثقافية. وهي تمثل منتدى للصحفيين والمفكرين والدعاة يساهمون فيه بالآراء والحوار في المسائل التي تؤثر على حياتنا ونظامنا الديمقراطي. ونظرا لأننا مراقبون (ولسنا بالضرورة رقباء) ونعتمد الاحترام، وليس التقديس، فإننا نتناول مواضيع لا يستطيع الآخرون إيرادها أو تناولها، أو هم لا يجرؤون على ذلك..".
    ود. النعيم عضو في المجلس الاستشاري للمجلة والموقع (advisory council member)
    وكمثال للمواضيع التي ينشرها الموقع، نذكر المقابلة التي تمت مع المثلي اسكوت كوجل ـ سبق ذكره ـ وهو صاحب كتاب: (المثلية الجنسية في الإسلام: نظرة إسلامية حول المثليين والمثليات ومتعددي الميول الجنسية المسلمين)
    Homosexuality in Islam: Islamic Reflection on Gay, Lesbian and Transgender Muslims

    4. المفوضية العالمية للقانونيين ICJ : ـ4ـ
    هذه هي أهم، وأكبر مؤسسة عالمية، تعمل على حماية المثلية الجنسية. مقر المنظمة في جنيف، سويسرا.. وهي تجمع شبكة من القانونيين، والمؤسسات القانونية المستقلة (82 مؤسسة)، تتوزع على 62 دولة في العالم، وتعمل هذه المؤسسات بتنسيق تام مع سكرتارية المنظمة في جنيف.. المنظمة معنية بصورة خاصة بالدفاع عن حقوق المثليين، بكافة شرائحهم، وهي تدرب المحامين، في البلدان المختلفة عبر العالم، على أساليب الدفاع عنهم، وتزود المحامين بالحجج التي تسند مهمتهم.. والمنظمة مهتمة بصورة خاصة بالدول الإسلامية.. كما أن المنظمة تتمتع بوضع استشاري في اليونسكو، والمجلس الأوربي، والإتحاد الأفريقي.
    ود. النعيم أحد الأعضاء المفوضين في المنظمة.. وقد جاء عن المفوضين، في موقع المنظمة ما يلي: "كافة المفوضين، كنشطاء في مجال حقوق الإنسان يروجون ويساندون، ويقدمون النصائح القيمة للمنظمة، ويتضمن عمل المفوضين ما يلي: المشاركة في لجان رصد الحقائق، التي تشكلها المنظمة، ومراقبة المحاكمات، وتمثيل المنظمة في المنتديات العالمية.. كما يدعم المفوضون أيضاً، ويسندون نشاطات المنظمة من مواقع عملهم المختلفة كمحامين، أو قضاة ومستشارين وأكاديميين"..
    رغم إعلان المنظمة أنها غير حكومية، إلا أن اكثر من نصف تمويلها يأتي مباشرة من الحكومات، وبعض المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، كما يساهم المفوضون أيضاً، في دعم المنظمة عبر ندب أنفسهم في مهمات المراقبة، أو عبر توظيف خبراتهم القانونية في خدمة المنظمة.. ومن الحكومات الداعمة بريطانيا، هولندا، الدنمارك، بلجيكا، سويسرا، النرويج، أسبانيا، السويد، ألمانيا، فنلندا، فرنسا... الخ..
    ومن المنظمات الداعمة للمنظمة مؤسسة فورد.
    وجاء عن عمل المنظمة، ما يلي: "المنظمة تعمل بشدة على عدم تجريم ممارسات الشواذ (من ممارسة زواج وخلافه)، حيث تقول المنظمة أن قوانين 76 بلداً حول العالم تجرم ممارسات المثليين، خصوصاً اللواط بين الرجال، على أساس أنها أعمال منافية للأخلاق، وذلك بوحي من التقاليد والثقافات المحلية. ولكن المنظمة تقول أن أي ممارسة جنسية بين شخصين راشدين بصرف النظر عن جنسهما، تتم عن رضا واتفاق فيما بينهما، هي ممارسة قانونية، ويعتبر أي تجريم لها إنتهاك لخصوصية الممارسين!! والمنظمة ترسل رسائل إلى العديد من الدول تشجب فيها القوانين التي تجرم هذه الممارسات. وتقول إن المملكة المتحدة مثلاً استجابت لتوصياتها، وعدلت قانون الجنح الجنسية لعام 1967م وكذلك الحال في الولايات المتحدة، حيث أزيلت ممارسات المثليين من قائمة الجرائم في القانون الجنائي نتيجة لضغوط المنظمة. والمنظمة تصدر تقارير سنوية مطولة ترصد فيها جهودها وإنجازاتها، في هذا الصدد.
    عقدت المنظمة أول اجتماع لحماية حقوق المثليين في جاكرتا عام 2006م، وأصدر الاجتماع ميثاق مباديء عرف باسم (ميثاق مباديء جاكرتا) كما أصدرت الدليل رقم 4 عام 2009م للمحامين والمدافعين عن حقوق جماعات المثليين، بناءاً على مباديء ميثاق جاكرتا، تزودهم بالحجج القانونية"..
    ومما جاء عن الإسلام، من كتابات نشطاء المنظمة ما يلي: "الإسلام تاريخياً، من أكثر الديانات الإبراهيمية تسامحاً تجاه الشهوة والممارسة المثلية. وعلى عكس النظرة اليهودية والمسيحية للانجذاب المثلي، اللتين تصوران الممارسة المثلية، واللواط، على أنها (ممارسة غير طبيعية)، فإن الإسلام ينظر إلى الممارسة المثلية على أساس أنها استسلام للاغراء الطبيعي. 12 (المرجع في الحاشية: مايكل جوديش: المسكوت عنه: المثلية في أواخر العصور الوسطى.. الناشر: روس اريكسون للنشر ـ 1979م الصفحة 11).. على أن نظرة الإسلام إلى ممارسة اللواط فيها بعض التناقض. فالحديث يقول أن نسيب النبي وساعده الأيمن أعدم (من يعملون عمل قوم لوط).. (الحاشية تشير الى موقع المشكاة)، بينما نجد القرآن يقرر أن شهداء المسلمين في الجنة يحاطون بولدان يصفهم القرآن (كأنهم لؤلؤ مكنون).."..
    عرف ميثاق جاكرتا التوجه الجنسي، بقوله: "التوجه الجنسي هو مقدرة كل شخص على أن يشعر شعوراً عاطفياً عميقاً، بالإعجاب والانجذاب الجنسي، ويمارس ممارسات جنسية حميمة مع أشخاص من الجنس الآخر او من نفس الجنس، أو مع أشخاص من أكثر من جنس" -5-
    أكتفي بهذا القدر، في مجال دور دكتور النعيم النشط في المؤسسات والمنظمات، التي تدعم الشذوذ الجنسي وتدافع عنه، لنذهب إلى علاقته بالأفراد النشطاء في مجال، الترويج للشذوذ الجنسي، وحمايته، والكثير من هؤلاء مثليين، ومثليات، يجاهرون بمثليتهم.
    5. علاقته بالنشطاء من الأفراد:
    (أ) ميلودي معزي Melody Moezzi
    ناشطة أسست منظمة أسمها In sha’Allah، وهي منظمة معنية بحقوق المثليين، وبالسلام، وبالمساواة.. وميلودي هي المدير التنفيذي لمنظمة أخرى تدعى interfaith
    ميلودي هذه، تلميذة لد. النعيم، تخرجت من كلية القانون بجامعة ايموري، التي يعمل بها د. النعيم.. وهي شديدة الاعجاب ـ بد. النعيم، وتعبر عن ذلك كثيراً.. وقد نشر لها مقال بموقع (العربية نت) بعنوان: (لماذا الدول الإسلامية غير راغبة في الاعتراف بحقوق المثليين، ومتعددي الميول الجنسية) بتاريخ 11 يوليو 2011م..
    وقد شاركت ميلودي في المؤتمر الذي أقامه د. النعيم بأطلانطا بالولايات المتحدة عام 2008م باسم الهرطقة _وهو مؤتمر شارك فيه عدد من المثليين المسلمين ممن يجاهرون بمثليتهم، منهم الناشطة ارشاد منجي..
    (ب) ارشاد منجي Irshad Manji
    كندية الجنسية، مولودة في أوغندا لأب هندي وأم مصرية.. هاجرت أسرتها إلى كندا وهي طفلة.. وهي مثلية، وتجاهر بذلك.. وهي تدافع عن المثلية من منطلق إسلامي.. ومن الأمثلة على ذلك قولها: (كما تعلم فأنا مثلية، وأجاهر بذلك. وأنا بالتأكيد لا أطلب من المسلمين قبول توجهي الجنسي. بل الجهتان الوحيدتان اللتان أطلب منهما القبول هما خالقي، وضميري. فإذا أقررنا بذلك يكون الموضوع هو مدى توافق الإسلام مع المثلية الجنسية. فالقرآن يحتوي عمليا على آيات تدافع عن التنوع والتعددية أكثر من الآيات التي تدين المثلية. والقرآن يخبرنا أن كل ما خلقه الله "ممتاز" وأنه ليس هناك شيء خلقه الله "عبثا" وأن الله "يخلق ما يشاء")._6_
    ولارشاد موقع الكتروني، ولها برنامج تلفزيوني يسمى الشجاعة الأخلاقية The moral courage تبثه من جامعة نيويورك.
    وقد شارك د. النعيم في أول حلقة لهذا البرنامج بثت بتاريخ 11 مارس 2008.. وقد شاركت هي في برنامج د. النعيم عن الهرطقة.. وبرنامج ارشاد يهدف إلى الترويج لحقوق المثليين المسلمين.. وفي الحلقة الأولى للبرنامج وضع في خلفية الشاشة بوستر كبير، يعلن عن كتاب د. النعيم (علمانية الدولة)..
    ومما قالته، في برنامجها: "نظرا لما نراه من عدم الأمانة في كل مكان فإن برنامج (الشجاعة الأخلاقية) يهدف إلى تعليم ورعاية واستضافة المهرطقين من كل مكان. إن حلقاتنا القادمة ستستضيف المسيحيين المنشقين، والناشطات النسويات المحظورات سياسيا، واليهود المتحررين المارقين، والمثليين (أعني اللواطيين والسحاقيات الذين يغردون خارج سرب الإجماع الحميمي لمجموعاتهم) والأمريكان من أصل أفريقي الذين يمارسون النقد الذاتي، والهسبانيك"..
    وقد أوردت في ذلك البرنامج، العديد من أقوال د. النعيم، مثلا: (الدين تجربة ذاتية) القول بالإنجليزي: (Religion is a personal experience) و قوله: (الهرطقة تجديد للشباب، ومصدر للخلق والإبداع)! (Heresy is rejuvenation, a source of innovation).. وأقوال أخرى وصلت في مجموعها إلى خمسة عشر (15) مقتطفا". _7_
    وقد ورد في مقال آخر حول نفس الموضوع أن النعيم قال في البرنامج: "إن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان بالمفهوم الغربي ليست متفقة مع الإسلام فحسب، بل يجب على المسلمين تبنيها إن كانوا يريدون أن تقوم للإسلام قائمة" _8_
    بموقع ارشاد منجي، تلخيص لمقابلة معها، أجراها سوداني اسمه أمير احمد نصر، ويكتب بالاسم الحركي (دريمة).. وقد أجرى المقابلة أثناء مؤتمر د. النعيم عن الهرطقة.. وقد ذكر هذا الكاتب أنه سعيد بأن ارشاد تعمل بتنسيق وثيق، من خلف الكواليس، مع شبكة من المفكرين تضم النعيم: "أنا سعيد أن أعلم أنها تعمل بتنسيق وثيق، من خلف الكواليس، مع شبكة من كبار المفكرين في مجال القانون الإسلامي من أمثال السوداني عبدالله النعيم. إننا نحتاج إلى مزيد من التعاون والحوار، بدلا من النقد اللاذع الذي لا فائدة منه" _9_
    استخدام النصوص:
    يستخدم، دعاة الفوضى الجنسية، ممن ينتمون للإسلام، النصوص الدينية، لتبرير دعوتهم، وأفعالهم.. وعلى الرغم من أن د. النعيم، يبرر عدم استخدامه للنصوص، إلا أنه، في بعض الحالات، يستخدم الآيات القرآنية ويستنطقها بما يريده هو أن تنطق به، مهما كان ذلك مخالفاً لطبيعتها.. ولكن، يلاحظ أنه يبتعد عن استخدام الأحاديث النبوية، بصورة تكاد تكون تامة.. وهذه ظاهرة عامة عند أصحابه، وهي تدل على موقف مبدئي من الرسول صلى الله عليه وسلم..
    وكمثال لهذه الظاهرة، نسوق موقع (المصلحين المسلمين)، بالإنجليزي: Islamic reformers.. وموقع 19 دوت اورغ. (19.org).. ود. النعيم عضو في هذه الجماعة (المصلحين المسلمين)، وهذا ما ذكره أديب يوكسل في كتابه عن الرابطة ـ وهو كتاب ألفه بمناسبة (مؤتمر الهرطقة) الذي دعا له النعيم، وأقيم في أطلانطا.. ود. النعيم موضوع في قائمة العضوية، لكل من الموقعين المذكورين.
    بموقع 19دوت اورغ، نسخة من ترجمة القرآن قامت بها الجماعة، أسموها (القرآن ـ ترجمة اصلاحية).. والمترجمان الرئيسيان، ينكران الأحاديث النبوية، وهذا أمر ظاهر عند النعيم.. وإنكار الأحاديث هو إنكار للرسالة.. فالشريعة، جاءت في القرآن مجملة، والتفاصيل جاء بها الرسول.. وهذا ينطبق على كل التشريع، خصوصاً، شريعة العبادات.. فالصلاة، مثلاً، لا يمكن أن تجد تفاصيلها في القرآن، وكذلك الصوم والحج والزكاة.. ومن رأي بعض أعضاء الجماعة، أن الصلوات ثلاث!! هذا ما فهموه من القرآن.. حتى هذه الثلاث، من أين يأتوا بهيئتها، من ركوع وسجود وقيام، وقرآن؟! أما د. النعيم، فقد رأينا أنه يرى أن الدين كله، صناعة بشرية، وعلماني.
    في ترجمتهم هذه، يقولون أن القرآن لم يحدد أبداً عقوبة الرجم للزاني!! وتصل بهم المغالطة إلى حد زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرجم أبداً!! وحتى معنى كلمة رجم، حاولوا أن يصرفوها عن معناها المحدد في الشريعة، وأوردوا آيات، مثل قوله تعالى: "رجماً بالغيب" في التدليل على ذلك.. ولأن الحجة القاطعة، هي السنة، والممارسة العملية، هم أبعدوهما ابتداءاً ليقولوا ما يحلوا لهم بغير حق.. وعن قوم لوط، قالوا إن العقاب، لم يكن بسبب الممارسة نفسها، وإنما بسبب محاولة الإكراه على الممارسة.. وقد وضعوا في ترجمتهم الملحوظة التي تقول: "يلاحظ أن هذه الآيات لا تعني الأشخاص الذين يمارسون الخطيئة ـ في حياتهم الخاصة.. بل هي تعني اللواطيين العدوانيين في سلوكهم، ويميلون إلى التحرش بالرجال من حولهم"!! يمكن الرجوع إلى المواقع المذكورة.
    أما د. النعيم نفسه، فقد أوردت له إليزا كريزوالد قوله، عن موقف القرآن من الزنا، والذي جاء فيه: "إن التشدد في إثبات حد الزنا لدرجة الاستحالة، يعني أنه يُراد أن يُقال لنا: (هذه الأمور الجنسية ليست من شأنكم).. ولكن، هذه الرسالة ضاعت في سياق جهود البعض لفرض الهيمنة الذكورية والجنسية – ولكن الرسالة تظل متضمنة، في القرآن" _10_ هذا محض بهتان لله تعالى وتقوّل عليه.. فما يريد الله تعالى أن يقوله، قاله بالفعل، ولم يتركه لتخرصات د. النعيم.. وهذا ما يعرفه كل مسلم.. فمثلاً، الله تعالى قال: "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا، إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ".. وقال: "الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ، وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِين"..
    يقول تعالى: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ".. ويقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا"..
    فإلغاء دور الرسول، هو الغاء تام للدين، خصوصاً الشريعة المحكمة، وبصورة أخص، شريعة الحلال والحرام، وهذا ما يريده، هؤلاء النفر، حتى يجعلوا القرآن في خدمة أغراضهم وأهوائهم، ويحرفوه عن مواضعه، وعن مراميه.
    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في 27/9/2012م
    __________________________
    المراجع:
    1- موقع المنظمة على الرابط أدناه:
    Ref: http://www.sistersinislam.org.my/page.php?35

    2- موقع صحيفة هفنجتون بوست، على الرابط أدناه:
    http://www.huffingtonpost.com/2012/03/29/prog...sques_n_1368460.html
    وموقع المنظمة على الرابط: http://www.mpvusa.org

    3- موقع الصحيفة الإلكتروني على الرابط أدناه:
    http://www.religiondispatches.org/archive/sex..._and_gender_in_islam

    4- المرجع: موقع المنظمة:
    http://www.icj.org/default.asp?nodeID=413&lan...liated_Organizations


    5- أنظر دليل المنظمة، على موقعها، بالعنوان التالي:
    التوجه الجنسي، والهوية الجنسية وقانون حقوق الإنسان
    دليل المحامين والناشطين رقم 4، الصفحات 1، 5، 6 تحديدا.. الدليل يحوي المزيد حول الموضوع.
    Sexual Orientation, Gender Identity and International Human Rights Law
    Practitioner’s Guide No. 4, Pages 1, 5 & 6..

    6- مقابلة منشورة على موقع منتدى الإسلام الليبرالي بتاريخ 1/07/2008 على الرابط التالي:
    http://islamlib.com/en/article/irshad-manji-i...t-of-the-problem-ins

    7- موقع ارشاد مانجي على الرابط التالي:
    https://www.irshadmanji.com/Moral-Courage-Project-launch


    8- موقع صحيفة نيويورك تايمز على الرابط التالي:
    http://artsbeat.blogs.nytimes.com/2008/05/28/...lam-from-the-inside/
    Changing Islam From the Inside, By BARRY GEWEN
    May 28th, 2008, 2:29pm

    9- موقع إرشاد مانجي على الرابط التالي:
    http://www.sudanesethinker.com/2007/11/02/my-...erstood-irshad-manji

    10- المرجع: مجلة ذي نيو ربابليك 26 فبراير 2001 العدد: 13
    The New Republic, 26th February 2001 : 13
    عنوان المقال:
    Honor Killings v/s Islam: Faith of her Fathers
    ويمكن تنزيل الملف لقراءة المقال من الرابط التالي:
    http://www.arts.ualberta.ca/~amcdouga/MEAS200...faith_of_fathers.pdf

    شارك على:
    http://www.sudaneseonline.com/arabic/index.ph...8%AF.html[/B][/QUOTE]
                      

10-07-2012, 08:45 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)



    حول خالد الحاج والنعيم


    (1)
    الشكر الجزيل للأستاذ " أحمد الأبوابي " صاحب الملف . وقد حاولنا اجتهاد نقل النصوص من " سودانيزأونلاين " وبدأنا القراءة . وهو أمر فكري بامتياز . فما تعودنا جرعة فكرية مكثفة . وهو هنا يرفض فكرة التأويل المتعدد . ويؤمن بوحدانية النص وصمديته ، مثله ومثل أهل السلف . وهنا نحاول الرجوع لمصادر كتب الأستاذ " محمود محمد طه " وكيف أن له تفسيراً أو تأويلاً يختلف عن تأويل " الجلالين " ، وهنا تنتفي صمدية المعنى والتأويل . وينفتح النص نحو القراءة وإعادة القراءة واستنباط التأويل :
    نقطف من المقال الأول للأستاذ " خالد الحاج "
    موت المؤلف:
    مقولة موت المؤلف، من المقولات الأساسية، في منهجية التفكيك، وهي امتداد لمقولة نيتشة عن موت الله.. وتعني مقولة موت المؤلف "(أنا) المؤلف، أو الكاتب لا وجود لها إلا في وعي القارئ.. إن ادراكها من جانب القارئ، ذلك الآخر، يتوقف على قدرته الدائمة على تفكيك النص، بل تفكيك نفسه، هذا ما يعنيه شعار (موت المؤلف) الذي رفعه البنيويون أولا، وأكده التفكيكيون بعد ذلك في إصرار". 1 ص 342
    ويعتبر موت المؤلف هو التحدي الأكبر لفكرة النص المغلق المستقل، كما جسَّدها بطرق مختلفة، ولأهداف مختلفة متباينة، البنيويون، والنقاد الجدد على السواء.

    (2)
    نثمن كثيراً على الحوار الثقافي للأستاذ / خالد الحاج
    قرأت النص ( الأول ) وفيه قطفنا النص أعلاه ، لا أعتقد أن موت المؤلف هو موته الطبيعي ، أو موت نصوصه ، ولكنه يطرح الفكرة المناهضة لصمدية التفسير أو صمدية التأويل . وهو أمر يختلف عن موت الله أو موت المؤلف الذي يدعونا الأستاذ خالد الحاج أن نتصوره . وهو يجهد النص ليحيلنا لتأويل آخر هو التأويل الذي أورده الأستاذ محمود محمد طه في المقتطفات أدناه ، وجميعها تفصح في تأويل الآية {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ }الانشقاق6 . وهو في تأويله أو تفسيره يختلف عن تفسير ( الجلالين ) . وهنا يكون الطرح حول قدرة النصوص على تعدد التأويل ، وهو الفكرة التي يناهضها الأستاذ " خالد الحاج " :
    (3)
    المقتطفات من كتب الأستاذ " محمود محمد طه "
    مقتطلفات :
    من الرسالة الثانية من الإسلام :
    فإن كمال الشريعة الإسلامية إنما هو في كونها جسما حيا ، ناميا ، متطورا ، يواكب تطور الحياة الحية ، النامية ، المتطورة ، ويوجه خطاها ، ويرسم خط سيرها في منازل القرب من الله ، منزلة ، منزلة .. ولن تنفك الحياة سائرة إلى الله في طريق رجعاها ، فما من ذلك بد .. (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه )).. وإنما تتم الملاقاة بفضل الله ، ثم بفضل إرشاد الشريعة الإسلامية في مستوياتها الثلاث : الشريعة ، والطريقة ، والحقيقة .. وتطور الشريعة ، كما أسلفنا القول ، إنما هو انتقال من نص إلى نص .. من نص كان هو صاحب الوقت في القرن السابع فأحكم إلى نص اعتبر يومئذ أكبر من الوقت فنسخ .. قال تعالى : (( ما ننسخ من آية ، أو ننسئها نأت بخير منها ، أو مثلها .. ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير
    ومن شريعة الأحوال الشخصية :
    وقال جل من قائل: ((واستشهدوا شهيدين من رجالكم.. فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان، ممن ترضون من الشهـداء، أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى)).. وليس هذا ظلما، وإنما هو عدل، ولكنه العدل الذي يناسب القاصر.. هو العدل الذي يبرره حكم الوقت.. فقد كانت المرأة في القرن السابـع قاصرة عن شأو الرجل، وليس القصور ضربة لازب عليها، وإنما هو مرحلة تقطع مع الزمن والصيرورة إلى الرشـد حتم، مقضي، بحتمية ملاقاة الله: ((يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا، فملاقيه)) وليست ملاقاة الله بقطع المسافات، وإنما هي بتقريب صفات العبد من صفات الرب.. وليس الإنسان الوارد ذكره هنا هو الرجل وحده، وإنما هو الرجل أو المرأة.. والصيرورة المحتومة من القصور إلى الرشد إنما تنفذ في الزمن، وبنفاذها يقـع ما يسمى بحكم الوقت.. فللقـرن السابـع ((حكم وقت)) هو الذي جعل العدل بين الرجال والنساء على الصورة التي جاءت بها شريعة الله، وللقرن العشرين ((حكم وقت)) يجعل صورة العدل في القرن السابع ظلما يبرأ الله منه.. وتنتقل صورة العدل إلى المستوى الجديد الذي ضمنـه دين الله، حين قصرت عنه شريعة الله للقرن السابـع، نزولا على مقتضى الحكمة التي أقام الله عليها ((حكم الوقت))..
    من الفرد والجماعة في الإسلام
    من الرسالة الثانية من الإسلام :
    نقطف :
    وليس السير إلى الله بقطع المسافات ، كما قلنا آنفا ، وإنما هو بتخلق العبد بأخلاق الرب ، والله تعالى يقول (( يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه )) أردت أو لم ترد لقاءه ، وأين يكون لقاؤه ؟ أفي أرضه أم سمائه ؟ لقد قال جل من قائل (( ما وسعني أرضي ولا سمائي ، وإنما وسعني قلب عبدي المؤمن .)) فأنت إذن إنما تلقاه فيك ، وبه لا بك .

    ومن ثقافة العقل واليد
    تعلموا كيف تصلون :
    نقطف :
    ويقول تعالى في ذلك ، أيضاً : ((يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً ، فملاقيه)).. قال: ((الإنسان)) ، ولم يقل ((المؤمن)).. لا!! ولا حتى ((المسلم)).. وإنما قال ((الإنسان)).. فعلم أن مطلق إنسان يلاقي الله.. وما له من ذلك بد ، وليس له فيه إختيار.. وليست ملاقاة الله بالسير في المسافات ، وإنما هي بتقريب الصفات من الصفات ـ هي بتقريب صفات العبد من صفات الرب ـ وبهذا تكمل الحياة.. وليس لكمال الحياة نهاية فيبلغها الحي ، وإنما هو السير السرمدي في مراقي القرب من الله.. وهذا السير هو ((ثورة فكرية)) و ((ثورة ثقافية)).. وهذه الثورة لا تنتهي ، لا في الدنيا ، ولا في الآخرة.. لأن السير إلى الله لن ينفك ، ولن يقف.. فأهل الدنيا ، في الدنيا ، سائرون.. وأهل البرزخ ، في البرزخ ، سائرون..و أهل النار ، في النار، سائرون: و أهل الجنة ، في الجنة ، سائرون.. فالسير في ((السرمد)) ، بعد نهاية ((الأبد)).. ومن أجل ذلك قلنا : إن الثورة الثقافية لها بداية ، وليست لها نهاية.. لأنها ((تطور)) سرمدي في مراقي الكمال المطلق..

    القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري
    النظرة الدينية
    ونقطف :

    ومعلوم أيضا، عند أهل التمكين، أن الإنسان إنما هو تنزل الذات إلى مقام التجسيد .. والإنسان الكامل هو أول قابل لتجلي الذات الإلهية المطلقة .. هو قيد الذات المطلقة .. وهو، لما كان في صيرورة مستمرة، وتكوين مستمر، يطلب الذات المطلقة، أصبح صاحب نصيب في الإطلاق بما يؤول إليه أمره، ولكنها أيلولة في السرمد .. فهو، إذن، ساير إلى المطلق، ولن يبلغه، وذلك لسبب واحد بسيط هو أن المطلق لا يبلغ، وإلا لما كان مطلقا .. وكل ما هناك أن الإنسان كلما ترقى نحو الإطلاق أدخل طرفا من الإطلاق في القيد، وظل الإطلاق في إطلاقه ..
    والإنسان الكامل في الملكوت .. ونحن نحاول أن نحققه في الأرض، وذلك مقدر لنا، لأن فينا (جرثومته) .. فنحن نسعى، سعيا حثيثا، للوصول إليه: (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا، فملاقيه) .. والإنسان الكامل ليس مطلقا، وإنما هو منفتح على الإطلاق .. وهو، إنما لم يكن مطلقا، لأنه محتاج إلى المطلق، وذلك معنى انفتاحه على الإطلاق .. فإذا كان الإنسان الكامل، في كماله، في ملكوته، لم يعتقه الله من كل القيود، فما ظنك بالإنسان في الأرض، وهو لم يشم شميم الحرية إلا لأن فيه (جرثومة) الإنسان الكامل؟؟
    القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري

    لقاء الإنسان ربه
    نقطف :
    وأمثال: (يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه) .. ثم تقول: (وهو لقاء لا يمكن أن يتم والإنسان في صورته البشرية)، وهو قول لن تجد له من الصحة سندا .. والحق، أن الصورة البشرية هي أكمل الصور، وأصلحها لملاقاة الله .. وذلك لأن ملاقاته إنما تكون بتقريب صفات الإنسان من صفات الرب .. وقد أسلفنا القول إلى أن فعل التوحيد في البنية البشرية إنما هو بعث القوى المودعة فيها، وشحذها، وتوحيدها .. فإذا كان الإنسان يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، ثم هو، في جميع أولئك، إنما يسوق الخير، ويهب البر، لجميع الأحياء، والأشياء، فقد توحد توحيدا به يتم لقاؤه لربه ..
    (4)
    المقتطف من تفسير الجلالين :
    {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ }الانشقاق6
    موجز تفسير الجلالين :
    6 - (يا أيها الإنسان إنك كادح) جاهد في عملك (إلى) لقاء (ربك) وهو الموت (كدحا فملاقيه) أي ملاق عملك المذكور من خير أو شر يوم القيامة

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-07-2012, 09:18 PM)

                  

10-07-2012, 09:11 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    الشكر الجزيل لصاحب الملف والمشاركين والأستاذ " خالد الحاج "
    والدكتور " عبد الله النعيم "

    وأنا أعتقد أن الحوار يمكنه أن يكون صحياً ، لولا بعض الغلظة .
    وقد ذكر الأستاذ " محمود محمد طه " كثيراً :
    ( إننا نحتفي بالراي المُعارض )

    وهي ميزة للآخرين ، فما بال صدورنا لا تتسع للرأي
    المخالف بين مفكرين من الجمهوريين

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-07-2012, 09:18 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-08-2012, 06:39 AM)

                  

10-07-2012, 10:14 PM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    الشكر لك أخي عادل عبد العاطي على الحضور الجميل..
                  

10-07-2012, 10:27 PM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: أحمد الابوابي)

    الشكر للشقليني على إثراء الخيط بنقل وجهات النظر المختلفة ..
    و لكن دعني أقولها صريحة .. بأن هذه المقالات ، المنتفخة بالمعلومات الجمة ، تفتقد إلى شيء أساسي ، هو روح الحياد العلمي .. فما لا يحتاج لدليل هو أن أخانا خالد الحاج قد قرر منذ زمن تجريم النعيم ، و استقر ذهنه على السعي لتبيين مدى بعده عن الفكرة الجمهوري.. هذا القرار هو الذي جعل كل جهد يبذله الحاج ، و إن حفل بزخرف من المعرفة النظرية ، و تبدت فيه سعة الإطلاع التي يتمتع بها -بالفعل- خالد الحاج ، إلا أنها ، تبقى ، لكل ناظر حصيف ، مادة تنضح بالغرض ، و تنأى عن الحياد ، و النصف ..
    إن ما يبدو لي ، و ليتني أكون مخطئاً ، هو أن الدافع الأساسي لخالد الحاج منذ مدة ، هو الإغتيال الفكري ، و الشخصي للنعيم ، و إزالته من طريق الفكرة الجمهورية ، و هو بذلك لا يتخذه إلا عبرة ، لكل من تسوّل نفسه بأن يبدى رأياً مختلفاً ، أ و يبرز شخصيته الفكرية المنمازة .. ذلك لأن هذا النوع من القيادات الفكرية ، لا يستمد سلطانه الفكري إلا من التوكيد على نمط واحد للفهم ، و الـتأويل للفكرة الأم ، ليس من العسير أن يكتشف القاريء الفاحص ، أنه ليس سوى فهمه ، هو ، وتأويله .. هذا ، و إن اختبأ وراء تعظيم المنتج الأساسي للفكرة ، (أستاذها) و ضرب على الفكرة ، ونصوصها كل سياج ..
    و على فكرة فأنا لا أرى فرقاً جوهرية بين نصوصية ، و نصوصية .. هنا يستوي عندي النصوصي الماركسي ، و السلفي ، و الجمهوري .. كل أولاء في عبادة النصوص سواء ..
    و جلية الأمر أن عابد النص ، ما هو إلا عابد لذاته ، بالأساس ، و إن اختبأ وراء النص ، و صاحب النص ..إن الإتجاه الأحادي في فهم أي فكرة ، ما هو إلا نزعة ، عرفها الناس منذ قائل من قال ( لا أريكم إلا ما أرى) ، كما روى عنه القرآن ..
    لكل ذا فستجدني غير معني بتفاصيل هذه المقالات ، و لا بنقاشها.. و لكن لك كل الحرية ، في أن تواصل ، أنت ما بدأته من نقاش.. و ربما أفاد من بعض قراء هذا الخيط..

    (عدل بواسطة أحمد الابوابي on 10-07-2012, 11:05 PM)

                  

10-07-2012, 10:53 PM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: أحمد الابوابي)

    لعاطف عمر كل الشكر على المرور ، و الإشادة .. و مرحباً بك ..
                  

10-09-2012, 05:07 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: الفكر والأخلاق في طرح د. النعيم د. النعيم وتفكيك الإسلام الحلقة السابعة (أ)/خالد الحاج عبدالمحمود

    2012-09-29 12:04150أضـف تـعليـق

    النعيم

    SudaneseOnline:
    سودانيزاونلاين

    بسم الله الرحمن الرحيم


    مواصلة موضوع تفكيك الأخلاق ـ السلوك الجنسي



    كتابة مقدمات لكتب الإنحلال الجنسي



    “قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ..”



    صدق الله العظيم



    العلاقة الجنسية: “هي علاقة عظيمة الشرف لأنها، حين تقع بشريعتها بين الأطهار الرفعاء، العارفين بالله، تكون ثمرتها، المباشرة تعميق الحياة، وإخصابها، ووصلها بالله، بغير حجاب .. وهذه هي ذروة اللذة .. وتكون ثمرتها، شبه المباشرة، المعارف اللدنية، التي تفاض والتي تغمر الذكر، والأنثى، اللذين تقع بينهما هذه المشاركة النظيفة الرفيعة .. ثم تكون ثمرتها، غير المباشرة، الذرية الصالحة من بنين وبنات: ((وبث منهما رجالا كثيرا، ونساء ..))”



    الأستاذ محمود محمد طه



    إلى النساء كافة..



    والسودانيات منهن خاصة..



    أعلمن أنه: ما من مخلوق أكرم عند الله من المرأة العفيفة، إلا أن تكون إمراة أعف!!



    الأستاذ محمود محمد طه



    الحالة الوحيدة التي رأيت فيها الأستاذ محمود، يكاد يطرد إنساناً من منزله، هي حالة رجل كان في زيارة للأستاذ بمنزله.. وقد حضر الزيارة مجموعة من الاخوان والأخوات.. في المجلس ذكر الرجل إشاعة كانت رائجة تطعن في نسب أحد الزعماء السياسيين.. فغضب الأستاذ، وزجره بشدة: لا يا أخي، ما تقول كده!! قال الرجل: أنا لم اقل ذلك، وإنما هو أمر رائج في المجتمع!! قال الأستاذ: ما تقولو عندنا!! وإذا داير تقولو، تاني ما تجينا!!



    خالد الحاج



    كتابة مقدمات لكتب الانحلال الجنسي:



    إن من أقبح ما يقوم به النعيم، تشجيع الشبان والشابات من المنحرفين جنسياً، على ممارسة انحرافاتهم، والإشادة بهم كأبطال!! وقد جرى هذا، مثلاً، في تعليقه على كتاب



    Islam Sexual Ethics and


    لكاتبته Kecia Ali..


    وكتابته مقدمة إشادة، لكتاب



    WAR ON ERROR



    Real stories of American Muslims



    Melody Moezzi



    The University of Arkansas Press



    Fayetteville



    2007



    Ref: http://www.uapress.com/titles/fa07/moezzi.html



    War on Error



    Real Stories of American Muslims



    Melody Moezzi



    Foreword by Abdullahi Ahmed An-Na’im



    ونحن سنكتفي بالتعليق على كتاب ميلودي، بإيجاز شديد، ولكنه كافٍ جداً، لتوضيح موقف النعيم، من الانحرافات السلوكية العملية.. والكتاب تقول صاحبته، في العنوان الجانبي، يتناول قصص حقيقية لمسلمين أمريكيين.. الكاتبة، أجرت مقابلات مع اثني عشر شخصاً، من المسلمين والمسلمات، من أصول مختلفة، وأوردت قصصهم.



    وغرض الكتاب الأساسي، هو الدفاع عن الممارسات الجنسية بصورها المختلفة، خارج رباط الزوجية.. بل وجعل هذه الممارسات إسلاماً!! وتقوم على قيم رفيعة، مثل الصدق والشجاعة!!



    فالنعيم، في تقديمه للكتاب، يؤيد كل ما ورد فيه ويمجده، دون أي تحفظ.. ولم يعترض على قضية واحدة مما ورد في الكتاب.. ولم ير فيما ورد في الكتاب، أي شيء يحتاج لتصحيح، مما يؤكد أنه مؤيد لكل ما ورد فيه، ومشجع له.



    وهو قد بدأ مقدمته، بقوله: “أحتفل بهذا الكتاب وأمجّده كجهد فكري عميق، ومؤثر، باتجاه التصالح مع هويتي كمسلم أمريكي، وأنطلق في ذلك من منطلقٍ إيجابي، ومؤيِّد له..”.. ونحن سنرجع للمقدمة، في نهاية كتابتنا هذه، عن الكتاب.



    ومن المهم جداً، أن نعرف أن ميلودي، مؤلفة الكتاب تلميذة للنعيم، في القانون، وفي أفكاره الخاصة.. وهي شديدة الإعجاب بآرائه.



    أوردت ميلودي، في كتابها قصة اثني عشر شاباً وشابة، يكاد يكون جميعهم طلاب جامعات، أو من الخريجين الجدد.. وجميعهم من الأمريكيين، من أصول مختلفة.. ونحن سنأخذ من هؤلاء، ثلاثة نماذج فقط، وحتى هذه النماذج، لن نتحدث عنها بالتفصيل، وإنما فقط نكتفي بإيراد بعض القضايا الهامة، المتعلقة بسلوكهم ومواقفهم، مما يلقي المزيد من الضوء، على تأييد النعيم للانحرافات الجنسية، والترويج لها، وباسم الإسلام نفسه..



    أسرا:Asra



    نبدأ النماذج بأسرا.. وهي من أصول هندية، ولدت في مدينة بومباي عام 1965م.. وقد هاجرت أسرتها إلى الولايات المتحدة، وهي في سن الرابعة.



    ولكي توضح الكاتبة، جرأة أسرا، ذكرت أنها وجدتها تجلس في المسجد في القسم الخاص بالرجال، وسط بحر منهم.. وجلست معها.. وقالت أسرا أنها لم تختر الجلوس في هذا الوضع، لأنها تستمتع به، أو لأنها تشعر أن وجودها مرغوب فيه، أو مرحب به، ولكنها تأمل أن يعكس المسجد في المستقبل، روح الإسلام الحقيقية.. ولقد بدى لميلودي أن خطبة الإمام كلها موجهة لأسرا بصورة مباشرة، تعبيراً عن حنقه على جلوسها، وسط الرجال، وفي القسم الخاص بهم.. وقد ذكر الإمام، أنه لا مكان للحداثة في الإسلام، وأن الصراط المستقيم واحد.. ثم تحدث عن ضرورة تنبيه، من لا يتبع السنة بصورة صحيحة.. عند هذا، قالت له ميلودي، بصوت مسموع ـ وكانت تظن أنها تحدثت بصوت منخفض ـ :كيف تعرف أن طريقتك هي الصحيحة؟! فرد عليها الإمام، بقوله: يا أخت هذا ليس وقت الجدال!! وكان عدد من المصلين في الصفوف الأمامية، قد التفتوا لأسرا وميلودي.



    تعترض أسرا على الفصل بين الرجال والنساء في المسجد، وتراه أمراً غير صحيح ديناً. تقول أسرا أنها أنجبت ابنا، غير شرعي دون زواج ـ .. وهي فخورة بإنجابها هذا الابن.. وقد قررت أن تحج إلى بيت الله الحرام، ومعها ابنها، الذي أسمته شبلي، وكان وقتها، لم يكمل عامه الأول.. وقد دارت في ذهنها، بعض الخواطر، حول اصطحاب ابنها ـ فهي تعلم أن قوانين السعودية، تجرمها وتعاقب من هم أمثالها.. ولكنها قررت ألا تشعر بالعار من أمر هو أكثر ما تفخر به في حياتها.. وقررت أن تعيش حياتها، مهما كلفها الأمر، بصدق، ووضوح، ومسؤولية.



    قالت ميلودي عن أسرا: إنني لا أجد نموذجاً نرفعه لكل أطفالنا، وهو نموذج يشجعنا على أن نحذو حذوه، مثل أسرا!!



    عندما ورد الحديث عن زمزم، في قصة حج أسرا، تم التعرض لسيدنا إبراهيم، وهاجر، بصورة تقدم هاجر على أنها مثل أسرا في إنجابها لسيدنا إسماعيل، وقيلت كلمة قبيحة في حق سيدنا إسماعيل.. وبذلك اتهم أبو الأنبياء، بما لا يُتَّهَمُ به المؤمن العادي، وتم الطعن في نسب سيدنا إسماعيل، وكل سلالته، بمن فيهم سيد المرسلين!! وقَبلَ النعيم كل هذا القول، بما فيه من بهتان، وإفك عظيم، بل شجعه، وأثنى عليه بما كتب من إشادة لكل ما ورد في الكتاب، دون أن يستثني شيئاً واحداً!!.



    تقول أسرا، أن أمنا هاجر هي مثلها الأعلى!! معلوم، أن الآثمين يحبون أن يكون الجميع مثلهم، ويكرهون الأطهار.. وقديماً قال قوم لوط، ما حكاه القرآن عنهم، في قوله تعالى: “فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ”!!.



    فيصل Faisal



    فيصل هذا هو الشخصية الأخيرة، التي تناولتها ميلودي في كتابها.. والكاتبة شديدة الاعجاب به لدوره الكبير في نصرة المنحرفين جنسياً ـ بالطبع منحرفين هذه عبارتي أنا ـ وذلك، من خلال انشائه لمنظمة (الفاتحة) Al –Fatihae وقد أسس فيصل منظمة الفاتحة عام 1998م، وكان وقتها في سن التاسعة عشر.. وقد عرض نفسه للقتل بسبب تأسيس هذه المنظمة.. وعمل المنظمة في الأساس، هو جمع الشاذين جنسياً، بمختلف أشكالهم، والدفاع عنهم، عبر إقامة المؤتمرات الخاصة بهم، والعمل على نشر مبادئهم، وتدريبهم على الدفاع عن (قيمهم)!! حسب تعبير الكتاب، المنظمة مكرسة للشواذ من الجنسين المختلفين، وهي مؤسسة غير ربحية.



    Al –Fatihae foundation is a nonprofit organization devoted to GLBTIQ muslims, with chapters all over the world.



    وحسب الكتاب



    (GLBTIQ) refers to gay, lesbian, bisexual, twins gender and intersex individuals, as well as individual questioning sex



    المهم كل أنواع الشذوذ الجنسي دون الحاجة للتفصيل.



    وقد عرفت ميلودي عن المنظمة، وعن فيصل، من أسرا، التي قدمت كلمة في مؤتمر من مؤتمرات المنظمة.. وقد حضرت ميلودي هذا المؤتمر وتحدثت عن تجربة حضورها.. وقالت عن فيصل يبدو أنه يدير كل شيء في المنظمة.. ولأسباب أمنية، لم تتمكن ميلودي من مقابلة فيصل في البداية، ولكن لما عُرفت علاقتها بأسرا، سمح لها بمقابلته.



    تقول ميلودي عن فيصل، أنه شخص فريد، وشخصية إنسانية معقدة، ولكن بإنشائه لهذه المنظمة، قام بعمل عظيم.. وهي أكبر منظمة إسلامية، في العالم، للمذكورين.. وبإنشائه لمنظمة الفاتحة، تقول ميلودي حرفياً: أنقذ مئات الأرواح، إذ أن المنحرفين جنسياً كثيراً ما كانوا ينتحرون.. تقول ميلودي أنها اليوم عندما تسمع، من يدينون المثلية الجنسية، بأقوال مثل: الإسلام يمنع الشذوذ الجنسي.. الشاذ جنسياً لا يمكن أن يكون مسلماً، أقول في نفسي: كم من الأرواح أنقذ هؤلاء؟! وهي تستشهد بقوله تعالى: “من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً”.



    يقول فيصل عن نفسه، أنه كان على علاقة جنسية شاذة لفترة عام أو عامين، عندما كان في حوالي السادسة عشر، أو السابعة عشر.. ولذلك كان على مصالحة مع ميوله الجنسية، عندما كان يدعى ليتحدث عن الإسلام، وهو في المرحلة الثانوية.. وخليله أمريكي أبيض يكبره بعشرة أعوام.. وقد كان هذا الخليل، قبل أن يتعرف بفيصل، يتساءل، إذا كان فيصل شاذاً جنسياً أم لا.. وكانت الإجابة تأتيه: لا فيصل ليس شاذاً جنسياً gay إنه متدين، إلى أن اتضح أن فيصل gay ومتدين في نفس الوقت!!















    سارة: Sarah



    سارة نموذج صارخ لضحايا الاغتراب في الغرب، ولمأساة إنسان الحضارة الغربية، بصورة عامة.. شابة صغيرة، في عمر طالبات الجامعة، مسلمة، تعيش كل صور الرذيلة والفسق، وتتباهى بذلك، وتعتبر كل انحرافاتها، من قيم الإسلام.. وتجد في كل ذلك، الإشادة والتشجيع من النعيم وصحبه، ممن ماتت ضمائرهم، وخمد فيهم الحس الإنساني، فأصبحوا يضحون، بكل إنسان، وبكل قيمة، في سبيل مجد زائف وعرض زائل.



    سارة سودانية.. أمها سودانية، وأبوها سوداني-مصري.. هاجرت أسرتها إلى اليمن، ثم إلى الولايات المتحدة.



    تتحدث عنها المؤلفة –ميلودي – بصورة شاعرية.. وتتغزل بكل ما يتعلق بها، حتى غليونها، الذي تدخن به المارجوانا Marijuana، وهي مخدر معروف في الولايات المتحدة.. كانت ميلودي تحاورها، وحجرة نومها – مكان الحوار ـ تسبح في دخان المارجوانا.. وقد شاركتها ميلودي، في تدخينها.



    تقول سارة عن نفسها: أعتبر نفسي مسلمة، وقد وجدت الإسلام دين جميل، له رسالة أساسية، هي تحقيق إنسانية الإنسان، عبر الصلاة والصوم، والأعياد، وعبر قبول الحب والجنس.. إنه أحد الأديان الكتابية التي تذكر الجنس بوضوح.. لا يوجد ضرر من الجنس بين المتزوجين ـ تقصد بما فيهم المثليين، مثلها ـ لا يطلب منا أي شيء فوق قدرتنا كبشر.. ربما يكون صعباً، لكنه منسجم مع الطبيعة البشرية ولا يتعارض معها.



    تقول: من المؤكد أنا مسلمة.. ولكنني في الواقع لا أتبع أي من قوانين الإسلام.. أعتقد أن الناس يحولون الدين إلى قوانين، لأنهم لا يفكرون، ولا يريدون أن يفكروا؟! أعني أنني أحب الجنس.. أعتقد أننا عندما نحقق قمة اللذة الجنسية orgasm ، نكون أقرب ما نكون إلى القداسة.. ولكن معظم الناس، لا يستمتعون بذلك، دون الشعور بالذنب أو القذارة، أو العار ـ أنا لا أقول القوانين ليست مهمة.. إنها في الواقع مهمة، ولها معنى.. أنا فقط أقول أنها يجب ألا تحد من فكرك أو أفكارك.



    وتقول: حين يقوم بعض المسلمين بإدانة المثلية الجنسية أو السحاق، هذا لا يمثل التفسير الوحيد.. زواج المرأة والرجل، ليس من أركان الإسلام.. وميول الفرد الجنسية لا علاقة لها بإسلامك.. فالإسلام هو الإسلام لله، وهذه هي حقيقة تعريف الإسلام.



    أنا أعتقد أنه لا يمكن الوصول إلى إجماع عبر العمل الأكاديمي، أو المناظرات حول إذا ما كان الشذوذ الجنسي مسموح به في الإسلام أم لا.. هنالك على الأقل، أمر مؤسس، وحوله إجماع، “إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ، يَقُصُّ الْحَقَّ، وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ” أعتقد أنه سوف لن تكون هنالك خلافات، وسيكون هنالك تسامح كبير، إذا قبل المسلمون في العالم الإسلامي أن الله هو القاضي الحقيقي، والنهائي، والوحيد، وأمسكوا عن أحكامهم الفانية، والتي لا قيمة لها، خصوصاً بالنسبة للقضايا، والمشاعر، التي ليست لهم فيها تجربة شخصية.



    سارة لا ترى أي ضرورة لموافقة الآخرين على ميولها الجنسية، وليست لها رغبة في هذه الموافقة.. وهي تقول: إننا قد نختلف في مفاهيمنا، ولكنني لا أحلم بأن أقول لفرد ما الذي عليه أن يمارسه.. وأتوقع من الآخرين نفس الاحترام، وأطالب به.



    واضح، في منطق سارة، الفهم الليبرالي للفردية والحرية الفردية.. وهو ما يعمل النعيم، وصحبه، على إشاعته، في المجتمعات الإسلامية، وإلباسه لبوس الإسلام.



    كما أن الانحراف الفكري، في تفكيرها الديني، هو جوهر، ما عليه النعيم وصحبه.. هم جميعاً يبنون على الحقيقة، وعلى الواقع، ويتجاوزون تماماً الشريعة.. علماً بأن موضوع الحلال والحرام، هو موضوع شريعة، وهو مفصل في القرآن والسنة، بصورة لا مجال معها للالتباس، ولكنهم يبعدون السنة تماماً، ويؤولون بعض آيات القرآن وفق أهوائهم.



    تقول ميلودي عن سارة، هنالك شيء صوفي في شخصيتها، وهو لا يتعلق بتعاطيها المخدرات!!



    بعد المقابلة الأولي لميلودي مع سارة، تخرجت سارة من الجامعة وتزوجت .. وقبل هذا الزواج، كانت تعيش مع عشيقة لها، بنت، تمارس معها الجنس، وعندما تزوجت سارة وانتقلت إلى مدينة أخرى أرسلت خطاباً إلى ميلودي عبر بريدها الإلكتروني، تخبرها فيه بخبرها.. قالت لها: إنني الآن أعيش في نيويورك، وقد حظيت بعدد من الرحلات هذا العام.. ثم أخبرتها بزواجها.. ولأنها كانت عشيقة لبنت، خشيت ألا تصدقها ميلودي، فقالت لها:



    I got married (to a boy- yes I’m not joking)



    لقد تزوجت، من ولد، (أنا لا أهزر إنه ولد)!!



    لقد تزوجت سارة، من شاب سوداني، يعمل في صناعة الأفلام يدعى أمير.. وقد أوردت ميلودي لأمير قوله: إن جمال العقيدة أكبر بكثير من الدوقما.



    تميل ميلودي إلى التعبير الإنشائي الأدبي، وكذلك سارة، وكلاهما يحب اللغة الشاعرية.. ومما قالته سارة:



    I practice love in all its forms… my God is made of joy, and I worship through love in all its forms!!



    أنا أمارس الحب (الجنس) في كل أشكاله.. وإلهي مصنوع من المتعة، وأنا أعبد من خلال الجنس في كل أشكاله!!



    ختمت ميلودي حديثها بقولها عن سارة: إنها نوع من الأشخاص، الذين لا يمكن نسيانهم، ليس فقط بسبب وجهها المرح، أو بسبب صوتها المميز، وإنما بصورة خاصة، بسبب روحها الطاغية الغامرة!!.



    خالد الحاج عبدالمحمود



    رفاعة في 29/9/2012م
                  

10-09-2012, 05:16 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: الفكر والأخلاق في طرح د. النعيم د. النعيم وتفكيك الإسلام الحلقة السابعة (ب)/خالد الحاج عبد المحمود
    02/10/2012 18:10:00
    حجم الخط:


    SudaneseOnline: سودانيزاونلاين
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مواصلة موضوع تفكيك الأخلاق ـ موقف د. النعيم من كتاب ميلودي
    "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ"
    صدق الله العظيم
    "أعينوا النساء على الخروج من مرحلة القصور، ليستأهلن حقهن الكامل في المسئولية، حتى تنهض المرأة، وتتصرف كإنسان، لا كأنثى ..
    غاروا على النساء .. ولا يكن مصدر غيرتكم الشعور بالامتلاك، كما هي الحالة الحاضرة .. ولكن غاروا على الطهر، وعلى العفة، وعلى التصون، لدى جميع النساء .. وسيكون من دوافع مثل هذه الغيرة أن تعفوا، أنتم أنفسكم، فإنه وارد في الحديث: ((عفوا تعف نساؤكم)) "..

    الأستاذ محمود محمد طه

    موقف النعيم من الكتاب، يتضح من المقدمة التي كتبها له.. بحسب هذه المقدمة، النعيم مؤيد لكل ما ورد في الكتاب من مفاهيم، ومن ممارسات، ولم يبد أي تحفظ، ولو على نقطة واحدة..وتأييد النعيم، تأييد مبدئي، فالكتاب يعبر عن أفكاره، والكاتبة نفسها تلميذته، ليس فقط في دراستها، وإنما في أفكارها.. وقد جاء تأييد د.النعيم للكتاب واضحاً، من أول جملة كتبها في مقدمته، فهو قد قال: "أنا احتفل بهذا الكتاب، وأمجده كجهد فكري عميق، ومؤثر، باتجاه التصالح مع هويتي كمسلم أمريكي، وأنطلق في ذلك من منطلق ايجابي، ومؤيد له.."..كلمات واضحة: أحتفل بهذا الكتاب.. وأمجده.. وانطلق من منطلق ايجابي ومؤيد له.
    ولو لم يرد في الكتاب أي شيء، يأخذه المسلم عليه، سوى الطعن في أخلاق أبو الأنبياء، سيدنا ابراهيم عليه السلام، والطعن في هاجر.. والطعن في نسب سيدنا اسماعيل، وبالتالي الطعن في نسب سيد الخلق أجمعين، وأشرف من ولدت الأمهات.. لو لم يرد، سوى هذا البهتان العظيم، لأستحق الكتاب أن يوصف بأنه، أسوأ وأحقر، ما كتبه بشر.. أما أن يكون الكاتب منتمياً للإسلام، والمقدم له كذلك، فهذا يجعل العمل خارج امكانيات أي وصف.
    ومع هذا السوء، الكتاب، كما رأينا، من النماذج القليلة التي عرضناها، لم يترك شيئاً من الكبائر، إلا وقد توفر عليه، ومجده، ونسبه للإسلام، في عدم حياء منقطع النظير.
    يقول د. النعيم، في مواصلة تمجيده للكتاب: "كما أحتفل أيضاً بهذا الكتاب، وأمجده، بصفتي مواطناً عالمياً، وداعية حقوق إنسان، نظراً لأن مبادرة ميلودي في هذا الكتاب إنما هي بسبيل استكشاف واستلهام الامكانيات الابداعية للتنوع والتعدد داخل، وفيما بين المجتمعات، في كل مكان.. إن الغرض المحدد لهذه المقدمة المختصرة هو أن أقدم بعضاً من الخلفية والسياق لهذا التوفيق والمصالحة فيما يخص الهوية، من واقع التنوع السكاني، لأخلص لتأكيد القيمة العليا للتعددية ـ ليس فقط بالنسبة للمجتمعات المهاجرة ـ والمستضيفة في الولايات المتحدة الأمريكية، بل عل نطاق كوني".
    أولا، لا يوجد في الإسلام تعددية بالمعنى الذي يتحدث عنه د. النعيم.. لا توجد أي تعددية حول أركان الإسلام، وإنما هي الوحدة، فكل مسلم ملزم بأركان الإسلام، كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.. فمن لا يؤمن بلا إله إلا الله ـ الركن الأول ـ ليس مسلماً.. ولا توجد أي تعددية في الإسلام، حول الحرام البين، خصوصاً بالنسبة للكبائر، مثل الزنا.. والأمر كله، ليس متروكاً للأفراد من المسلمين، ليقرروا فيه، وإنما هو محدد بصورة قاطعة من قبل الله ورسوله.. فالحلال هو ما حلل الله ورسوله، والحرام ما حرم الله ورسوله، وليس لأي فرد، أو جماعة الحق في تغيير ما ورد عن الله ورسوله، من حلال وحرام.. وهذا أمر بداهة، ولا يغيب عن أي مسلم، يهمه دينه.. فالتنوع بالصورة التي وردت عن شخصيات الكتاب، من أشكال السلوك الجنسي، خارج الزواج الشرعي، هو خروج على الإسلام، وليس تنوعاً داخله، كما يزعم النعيم ـ الإسلام، في شريعته، بداهة، لا يدعو للفاحشة، يقول تعالى: "وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا، قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ، أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" .. فد. النعيم، وصحبه، يزعمون نفس زعم هؤلاء الأقدمين، الذين نفاه القرآن.. ولا أحد، طبيعي، من المسلمين، لا يعلم أن الزنا، والمثلية الجنسية، من كبائر الفواحش، المنهي عنها.. قال تعالى: "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا، إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا".. لم يقل: لا تزنوا، وإنما قال: (ولا تقربوا الزنا..).. ويقول عن قوم لوط: "إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ؟!".. ويقول تعالى: "قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" ..ويقول: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ". ..ود. النعيم وصحبه، يعملون عملاً واسعاً، ومنظماً، وممولاً، في تبرير الفاحشة، ونشرها، وجعلها هي نفسها دين ـ إسلام.. وهم يجدون التمويل والدعم والتمجيد، كأبطال، ويمجدون بعضهم البعض.
    ود. النعيم، يعمل على تزييف الإسلام، وتزييف التاريخ، في سبيل نشر الفاحشة بين المؤمنين ـ فهو يزعم أن الإسلام يتكيف مع التقاليد والعادات الدينية والثقافية!! أسمعه يقول، من مقدمته: "بل إن النجاح التاريخي المميز للإسلام كدين عالمي، يمكن أن يعزى بصورة كبيرة الى مقدرة الإسلام على التكيف مع التقاليد والعادات الدينية والثقافية للمجتمعات التي يسعى، للانتشار فيها على مكث وتدرج"!!
    هذا محض كذب، وافتراء عل الله ورسوله، وعلى التاريخ.. فالإسلام لا يتكيف مع غيره، وإنما يطلب من غيره أن يتكيف معه.. الإسلام لا يخضع للواقع، كيفما كان، وإنما يعمل على تغيير الواقع ليتوافق مع تعاليمه وقيمه.. هو أحدث تغييراً جذرياً، في الجزيرة العربية، وفي كل منطقة انتشر فيها.. وهو لا يساوم، في أساسياته، والمحرمات من أساسياته.. هو في شريعته في القرن السابع، وما تلاه، يغيِّر بالقوة.. فهو قد حطم الأصنام، ولم يقر أي منكر، وفق معاييره، ويطالب المسلمين أن يغيروا المنكر.. وهو ينهى، نهياً قاطعاً، عن التشبه، ولو في المظهر، بأصحاب الأديان والثقافات الأخرى.. ولو كان الإسلام، كما يزعم د. النعيم، لذاب في الأديان، والثقافات الأخرى، وهذا ما يريده له د. النعيم، بل هو النتيجة الحتمية لطرح د. النعيم، ولكن الله غالب على أمره.. قول النعيم هذا، الذي أوردناه أعلاه، هو بالضبط نقيض قول الأستاذ محمود الذي جاء فيه: " إن القرآن لا يتلاءم مع الأوضاع، وإنما يعرضها على الوضع الذي لا يرضى به بديلاً، ثم يشذبها، ويهذبها، حتى تسلس له، وتنسجم معه.. ومن المألوف أن الأوضاع تحتوي على أخلاط شتى من الصالح، والطالح، ووظيفة القرآن وظيفة الميزان الذي يعطي كلاً قيمته، ووزنه، وينبذ ما لا قيمة له، ولا وزن"
    يقول د النعيم :"واهتداء بالنموذج التأسيسى لرسالة النبى محمد فى غرب الجزيرة العربية فى مطلع القرن السابع، يسعى المسلمون دائما للتكيف مع الظروف الاجتماعية والثقافية التى يجدونها سائدة فى المجتمعات التى يقدمون إليها، دون ان يفرضوا آراءهم الدينية أو السياسية وأساليب حياتهم على المجتمعات إلا فى أدنى مستوى .. وبالتالى فان صفة مسلم أو إسلامى قد تطورت دائما فى الزمن .."
    هكذا، جعل د. النعيم، رسالة النبي هي التكيف مع الظروف الاجتماعية.. كما جعل هذا هو مسعى المسلمين من بعده!! هذا حقاً أمر غير طبيعي!! التكيف مع الظروف الثقافية والاجتماعية السائدة، لا يحتاج إلى رسالة، ولا حتى الى فكر.. والرسالة، أي رسالة، هي أساساً تاتي لتغيير الظروف الاجتماعية والثقافية السائدة، وهكذا فعلت جميع الرسالات.. لا أحد عدا النعيم ـ حتى ألد خصوم الإسلام، لا يعترف بالتغيير الجذري، الذي أحدثته رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، في الجزيرة العربية، وفي كل الأماكن التي وصلت إليها.. لا يمكن لعاقل، أن يقول، أن الآراء الدينية والسياسية وأساليب الحياة في الجزيرة العربية، بعد انتشار الإسلام، هي نفس تلك الآراء الدينية والسياسية وأساليب الحياة، السابقة على الإسلام.. والمسلمون بعد، النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكونوا يسعون إلى التكيف، وإنما إلى التغيير، بما يتفق مع مباديء وقيم الإسلام، وقد أحدثوا فعلاً تغييراً جذرياً.. الم أقل لكم أن د. النعيم (يقطع) أي شيء من رأسه، ويعتبره حقيقة نهائية، مهما كان بطلانه، ثم يبني عليه؟! ويقول: "علماً بأن كافة العناصر والتفاعلات التي شكلت الهوية الإسلامية في أي وقت من الأوقات، وفي أي مكان من الأمكنة، قد كانت أيضاً نتاج للتفاعل والتعاطي المستمر مع المجتمعات غير الإسلامية، داخل البلد الواحد وخارجه، بدءاً من دول شبه الصحراء الأفريقية إلى القارة الهندية، ومن دول أوربا الشرقية ووسط آسيا إلى دول جنوب شرق آسيا".
    كل هذا باطل بداهة، ومخالف للواقع.. الهوية الإسلامية، ليست نتاج تفاعل، وإنما هي تقوم بصورة جوهرية على مباديء وقيم الإسلام الواضحة.. وعبر التاريخ، لم يكن المسلمون مجرد متأثرين بغيرهم، وإنما كانوا دائماً هم من يؤثر، خصوصاً في وقت سيادة الإسلام، في الأماكن التي ساد فيها.. وحتى، عندما يكون المسلمون أقلية، مستضعفة لا يتخلون عن هويتهم، إلا القلة القليلة جداً.
    ما يريد د. النعيم أن يقوله، أو هو قاله بالفعل، هو: على المسلمين في أمريكا أن يتكيفوا مع الدين الأمريكي والثقافة الأمريكية، وطريقة الحياة الأمريكية، بكل ما فيها، كما فعل أبطال الكتاب الذي يقدم له، دون أي مرجعية من دينهم، حتى في مجال الحلال والحرام.. فإذا كانت الثقافة الأمريكية، تسمح بالزنا، وأنواع الشذوذ الجنسي المختلفة، فعليهم أن يتقبلوا ذلك، كما فعل أبطاله ويعتبروا أن هذا هو الإسلام نفسه..وهم في ذلك يهتدون بالنموذج التأسيسي لرسالة النبي، كما زعم!! هذا هو جوهر رسالة د. النعيم بصورة عامة، وفي هذه المقدمة، بصورة خاصة.. هو يدعو المسلمين لترك معاييرهم، وقيمهم، واتباع المعايير والقيم الغربية، حتى تلك التي تتناقض تناقضاً حاداً، مع الإسلام.. وغياب الحياء عند د. النعيم، جعله يزعم أن هذا ما فعله المعصوم، وفعله المسلمون اهتداء بهديه!!
    هو يقول: "كما أنه يتعين أيضا على مجتمعات المهاجرين والأقليات المسلمة التواكب مع التوترات المماثلة في علاقاتهم مع المجتمعات المضيفة أو الثقافات المهيمنة".
    إذن هي دعوة للخضوع للثقافة المهيمنة، والتسليم لها!! حتى أطفال المسلمين، يريد د. النعيم أن يتركوا على هينتهم، ليتشربوا ثقافة الغرب، أسمعه يقول: "من المهم جداً قبول واحترام توجهات وتجارب المولودين والمنشئين في هذه البيئة الاجتماعية والثقافية الجديدة.. إن تجربة أن يكون الشخص مولوداً لأبوين مسلمين، ومنشأ في بيت مهاجرين مسلمين، يجب فهمها في إطارها وشروطها الخاصة بها، بدل أن يفترض الأبوان المسلمان، المهاجران، أن تجارب أبنائهم ستكون نسخة مبسطة من تجاربهم.."!! فيا أيها المهاجر المسلم، في الولايات المتحدة إذا جاءتك ابنتك، التي هي في المرحلة الثانوية، مع صديقها (boy friend) ـ فالنعيم ينصحك، أن تقبل هذا الأمر بسعة أفق، وتعد لهم حجرة خاصة ليمارسا فيها الجنس، فهذا ما تمليه الشروط الخاصة بمجتمعهم.. ولا توجد أي مشكلة، فالنعيم يخبرك أن هذا هو الإسلام نفسه، والاهتداء بالنموذج التأسيسي!!
    يقول د. النعيم، كالعهد به دائماً: "كون المرء مسلماً فإن هذا يعني بالضرورة أن تلك التجربة شخصية وفردية لا يمكن تفويضها أو التنازل عنها" !!
    التجربة الشخصية، في الإسلام الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تقوم على توجيهات الإسلام، وعلى تقليد المعصوم، في عبادته، وفيما يطاق من عاداته، وليس على اتباع نمط الثقافة القائمة، كما يزعم د. النعيم.. لا إسلام دون اتباع النبي، والإمتثال لأوامره ونواهيه.. أما الإمتثال لأوامر ونواهي، الحياة الأمريكية، الذي يريده د. النعيم، فلا علاقة له بإسلام رسول الإسلام.. ولا يوجد شيء اسمه الإسلام الأمريكي، بالصورة التي يدعو لها د. النعيم.. لا إسلام إلا ما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والخطاب فيه واحد، لكل الناس.. وفي الإسلام، الطريق واحد، هو (طريق محمد) على خلاف ما يزعم د. النعيم، حيث يقول، من مقدمته العجيبة: "ولدى التحليل النهائي، فإن الرسالة التي ترسلها ميلودي، بفعالية شديدة، عبر أحاديث شخوصها، هي أن هنالك طرق لا حصر لها لفهم وتطبيق الإسلام. وبقبولهم لهذا التفاوت الكبير في الفهم والتطبيق، يمكن للمسلمين وغير المسلمين، على حد سواء، أن يتعلموا الكثير من بعضهم البعض، وأن يحققوا مستويات أكبر من الفهم المتبادل والقبول لأفكار ومعتقدات بعضهم البعض"!! هذا توكيد آخر، من النعيم، على أن ما يجري من ممارسة، عند شخصيات الكتاب، هو إسلام.. فعنده، لا فرق بين من يحقق العفة، ومن يمارس الجنس بكل صوره، خارج الزواج الشرعي، فهذه طريقة في الإسلام، وتلك طريقة أخرى.. الكل إسلام!! وهذا بالطبع يعني أنه لا وجود للإسلام، أو حسب تعبير د. النعيم (لا يوجد شيء متماسك اسمه الإسلام)!!
    الإسلام، لا يقاس، ولا يحاكم، بواقع المسلمين ـ فالمسلمون قد ينصلوا عن دينهم.. وهذا ما حدث بالفعل اليوم، فقد تقسم المسلمون إلى ما أخبر به المعصوم: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلّها في الهاوية إلاّ واحدة وهي الناجية ، وافترقت النصارى اثنتين وسبعين فرقة كلّها في الهاوية إلاّ واحدة ، وتفترق أُمّتي على ثلاث وسبعين فرقة كلّها في الهاوية إلاّ واحدة قالوا: مَن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي..)
    مرجعية الإسلام، هي القرآن والسنة، وليس له مرجعية من خارجه، كما يريد د. النعيم.. فاختلاف المسلمين، ينبغي أن يتم الحوار حوله، من داخل مرجعية الإسلام: (القرآن والسنة).. أما مرجعية المنطق المدني، والبراغماتية، والمنظور التاريخي، والذاتية والنسبوية، التي يعتمدها د. النعيم، ويحاكم بها الإسلام، فلا علاقة لها بالإسلام، وهي منذ البداية خروج مبدئي عليه، وتحول عن مرجعيته، التي ترد الأشياء الى الله ورسوله، يقول تعالى: "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا".. وكل هذا ، مما يعلمه النعيم، ولكنه ينفذ رغبة الممول!!
    الإسلام، ليس صناعة بشرية، ولا علمانية، كما يزعم د. النعيم، وهو زعم متهافت شديد التهافت، ليس فيه شيء من عقل.. ما هو صناعة بشرية هو إسلام د. النعيم، الذي يسميه (إسلام أمريكي)، ويسمي نفسه في إطاره (مسلم أمريكي)، ويعتبر هذه هويته، ويحدد مواصفات هذا المسلم، بما هو سائد في المجتمع الأمريكي.
    على عكس إسلام النبي صلى الله عليه وسلم، إسلام النعيم يقوم على التنوع والاختلاف بصورة أساسية، ويدعو له..إما إسلام المعصوم، فيقوم على الوحدة ـ التوحيد ـ ويعمل على توحيد الإنسانية، جمعاء.. والتنوع فيه، يكون داخل إطار الوحدة، وهو يكون في مستوى تحقيق كل فرد لخصائصه الذاتية، التي تميزه عن الآخرين.. وأمر الوحدة هذا، بالنسبة للنعيم أمر غير مفهوم، أسمعه يقول: "لا أفهم ما هي الضرورة لأن يكون هناك أساس واحد لحقوق الإنسان..." !! ببساطة، ألا يكون هنالك أساس واحد، لن تكون هنالك حقوق إنسان يشترك فيها كل الناس.. والأساس الواحد يأتي من أن الحقيقة واحدة بالضرورة، والوجود في أصله واحد، كما أن الإنسانية في أصلها واحدة.. فجميع البشر، من نفس واحدة، حسب القرآن.. ثم أن البشرية الآن، قد توحدت جغرافياً على مستوى الكوكب الأرضي، فلابد لها أن تتوحد أخلاقياً.. وهذا يستحيل إذا لم ترد الأخلاق الى أصل واحد.. ثم أنك، وفي هذه المقدمة، تزعم أنك مواطن عالمي!! فأنت تقول: "كما أحتفل بهذا الكتاب وأمجده بصفتي مواطناً عالمياً، وداعية حقوق إنسان...".. وكيف يكون هنالك مواطن عالمي، ولا يوجد انسان عالمي (كوكبي) حسب زعمك؟! بهذه العبارة، أنت هدمت، كل فلسفتك، التي تقوم على الذاتية والنسبوية.
    رأينا أن د. النعيم يقول: أنه متفائل براغماتي.. متفائل بماذا؟ التفاؤل والبراغماتية، لا يجتمعان، لأن البراغماتية لا تنشغل بالمستقبل، وإنما شغلها الشاغل هو المشكلات العملية الواقعية.. لا يمكن أن يكون تفاؤله يقوم على أن تجتمع الإنسانية في وحدة تقوم على السلام والعدل والمساواة، ونصرة المستضعفين.. فكل هذا عنده من الأمور المستحيلة.. فلا مجال لتفاؤله هذا، إلا أن يكون متفائلاَ بسيادة (الإسلام الأمريكي)، وسيادة القيم الواردة في الكتاب الذي قدم له.. وهذا، هو أسوأ صور التشاؤم.
    على كل المعايير عندك قد اختلت بصورة اساسية، وكذلك القيم.. وحتى الكلمات فقدت دلالاتها.. فأنت وتلميذتك ميلودي، تصفون أسوأ أنواع السلوك، بأنها شجاعة.. ما يسميه الإسلام عدم حياء، ومجاهرة بالمعصية، وينهى عنه، تسميه أنت وتلميذتك صدق وشجاعة.
    يقول المعصوم: "إنَّ لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء".. ويَقُولُ: "كُلُّ أَمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ المَجَانَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ".
    ويقول: "إذا قارف أحدكم هذه القاذورات وستره الله، فلا يكشف ستر الله عنه".. فهي عند المعصوم، وعند الله قاذورات، ولكنها عند د. النعيم، وتلميذته فضائل إسلامية!! وهم بالطبع، كما أوردنا عنهم ـ لا يأخذون بأقوال الرسول.
    ويقول: "إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فحاشٍ بذيء، قليل الحياء، لا يبالي ما قالَ، ولا ما قيل له. فإنّك إن فتّشته لم تجده إلا لغية أو شرك شيطان. فقيل: يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما تقرأ قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ﴾"
    ويقول: (إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا، ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا، ويصبح كافرا، يبيع فيها أقوام أخلاقهم بعرض من الدنيا)..
    هل النعيم، يقبل لأهله السلوك الذي يمجده، عند أبطال الكتاب، أمثال سارة وفيصل؟! هذا السؤال يجب أن يواجه به، خصوصاً في النشاط المباشر.. ولا مكان للشعور بالحرج هنا، فالأمر دين، وهو مجاهر بموضوعه، بصورة واسعة.. أعلم أن هنالك، من يقول أن المواجهة بالسؤال، أو مناقشة أمره فيها حرج لأهله!! وهذا قول شديد التهافت..فإذا كان هنالك حرج، هو أولى من غيره بمراعاة هذا الحرج.. وأهله هم مثل بقية خلق الله من المسلمين. وهم، إما على قناعة بدعوته هذه فيتبنونها، ويقفوا معه.. وإما أنهم يرون أقوالي عنه، غير صحيحة، وواجبهم التصدي لي، وتصحيح الأمر.. أو أنهم يرون أن ما يقوله، ويدعو له، هو باطل، وانحراف عن الحق، وعن قيم الدين، وهم في هذه الحالة بين أمرين: إما أن ينصحوه، أو على الأقل يدعوا الله له، أن يخرجه مما هو فيه.. ففي الإسلام، قرابة الدم ليست أولى من الدين، يقول تعالى: " قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ، وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ". التوبة.
    هل د. النعيم يقبل ـ هذا الفسق الوارد عند شخصيات الكتاب الذي يقدم له، لأهله؟! أعتقد أن الإجابة ستفاجيء الكثيرين، مثلما فاجأتني!!
    هو في الواقع، في مقدمته، قدَّم الكتاب لأسرته، واعتبره هاماً لها!! فهو قد قال: "هذا الكتاب هام بالنسبة لي شخصياً، وبالنسبة لزوجتي، ولأطفالنا، ولحفيدتي"!! بئس ما قدمت لأهلك!!
    لم أسمع، أن د. النعيم قدَّم رؤيته هذه، عن موقف الإسلام من الانحرافات في مجال السلوك الجنسي بالسودان.
    وأنا هنا أدعوه لكي يقدمها هنا كمحاضرة عامة بالخرطوم
    ويا حبذا لو كانت بالمغاوير، حتى يدعو عشيرته الأقربين لما اعتبره هاماً لأسرته.
    رحم الله الحرائر، من بنات جعل فقد فضلن الموت على العار.. وبالطبع لم يكن يرد في ذهنهن أنه سيأتي ـ من ذويهن، من يجعل العار الذي رفضنه، بل أسوأ منه فضيلة، ودين!! معروف عن الجعليين أنه إذا ظهر بينهم من يتورط في أفعال مثل أبطال النعيم، هم (يشلخونه) ليبعدوه عن الانتساب للقبيلة.
    بالطبع لا يخفى عني، أن النعيم يخفي عن قرائه ومستمعيه ما لا يرضونه، من افكاره، ويظهر لهم الوجه الذي يرضيهم، فهو براغماتي كما قال.. وقد سبق أن أوردت له قوله، الذي جاء فيه: "قد أجد نفسي في موقف أتوقع من الآخرين العداء لهويتي الإسلامية، مما يدفعني إلى إخفاء، أو عدم تأكيد، هذا الجانب عن نفسي، لكني إن أدركت أن هويتي كمسلم لا تهم الآخرين، أو ربما قد تعمل لصالحي، فإني قد أحرص على الإفصاح عنها" الإسلام وعلمانية الدولة ص 55.. عندما نقلت عنه هذا النص أول مرة، كنت أظن أن هويته الإسلامية هذه، هي الإسلام بصورة عامة، أو ربما الفكرة الجمهورية، إلى أن تبين لي أنه يقصد (الإسلام الأمريكي)، بكل أبعاده التي ذكرت..
    قد تتخفى من بعض الناس لبعض الوقت، ولكن من المستحيل أن تتخفى عمَّن يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور.. وهو سيكشفك، إن آجلاً أو عاجلاً، وقد فعل.. القاعدة (من خان في السر أفتضح في العلن)، قاعدة لا تتخلف.. ونحن نرجو لك الله، أن تتدارك نفسك قبل الفضيحة الكبرى.. نرجو أن تعتذر لربك وتتوب، قبل أن يأتي اليوم الذي قال تعالى عنه: "هذا يوم لا ينطقون* ولا يؤذن لهم فيعتذرون" المرسلات 36 .
    بمناسبة الهوية، هل يعتبر النعيم الجعلية ضمن هويته؟ يا له من سؤال غبي، هو (خفّس) التقدمية، حتى أصبح رقماً عالمياً، يشار له بالبنان، في الدفاع عن المثليين، وأنت تسأل عن هويته القبلية!؟ ماذا عن الهوية السودانية؟ أيضاً السؤال لا معنى له، من تقدم كل هذا التقدم، لا يسأل عن ما خلفه وراءه.. وهوقد قال كلمته عن السودان، وقيم أهله، ومن ذلك قوله: "القيم والعلاقات الاجتماعية لذلك المجتمع (يعني المجتمع السوداني)، لم تكن، إلا بالكاد متسقة مع الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان".
    والهوية الإسلامية؟ رأينا تفكيكه للإسلام، فهو لا يؤمن إلا بالإسلام الذاتي النسبوي.. وهويته الوحيدة هي (الإسلام الأمريكي) .. وهو لا شيء سوى واقع الحياة الأمريكية، كما هي، مضاف إليها كلمة إسلام.
    النعيم، ليس داعية تغيير، وإنما هو داعية توافق مع الواقع الاجتماعي، والثقافي، كما هو، فقط على أن يكون هذا الواقع، هو الواقع الأمريكي.. ونظريته عن (المنظور التاريخي) تقوم على هذا الأساس.. ولكن لماذا الواقع الأمريكي، وليس الواقع السوداني، أو أي واقع آخر؟! الإجابة لابد أن تقوم على معايير عامة، ولا تقوم على مجرد الواقع.. والنعيم قطعاً، يعرف الفرق بين الإرادة والرضا، كمفاهيم دينية، ولكنه بنى على غيرهما.
    واضح أن النعيم يتبنى فكرة: نهاية التاريخ، بعد أن تخلى عنها صاحبها فوكوياما.. هل حقق المجتمع الأمريكي، السعادة الإنسانية، المنشودة؟! عامة الشعب، وكبار مفكريه يقولون: لا .. يمكن الرجوع إلى كتابة اريك فروم عن فشل الوعد العظيم ـ بالتحديد، هل الثورة الجنسية في الغرب ـ إطلاق الغرائز ـ حققت المتعة لأصحابها؟!
    لقد تناولت، إخفاق الوعد العظيم، في كتاب (الإسلام ديمقراطي اشتراكي) أما فشل إطلاق الغرائز، فقد تم تناوله في كتاب (الإسلام والسلام).. وفي الكتاب الأول تناولت السلوك الجنسي بين الإسلام والحضارة الغربية، من منظور الدستورية.. الكتاب متوفر بدار النهضة العربية، 32 ش عبدالقادر ثروت ـ القاهرة
    لقد جاءت دعوة النعيم لإطلاق الغرائز، متأخرة جداً، وبعد أن ثبت عملياً فشلها.
    والجانب الذي يتعلق بالفهم الليبرالي للحرية الفردية، الذي انعكس على حقوق الانسان، خرج بها عن أن تكون حقوق إنسان، إلى مجال الغرائز الحيوانية، وهبط، عن الحد الأدنى من إنسانية الإنسان، وهو سيطرة العقل على الغرائز.
    ماذا عن أشواق الإنسان، وأسئلته الوجودية؟! النعيم يهمل الموضوع تماماً، ومنهجه من المستحيل أن يجيب عليها.. ثم هي أهم شيء في الوجود الإنساني.. وهي الحاجة الأولى والأساسية، بالنسية للإنسان، ولا يمكن إشباع اي حاجة أخرى، ما لم تشبع هي.. وهذا ما تفطن له مفكروا العلمانية، الأصلاء ـ تم تناول الموضوع، في مقدمة كتاب (العصر الذهبي للإسلام أمامنا) ـ وهو متوفر بالمكتبة المذكورة ـ ما هي الغاية من الحياة، وما هو الهدف النهائي، حسب العلمانية، والحضارة الغربية عموماً؟ لنسمع إجابة أحد أبنائها من المفكرين الجادين.. يقول اريك فروم: "بينما خلقنا أشياء رائعة، أخفقنا في أن نجعل أنفسنا جديرين بهذا الجهد الخارق، وحياتنا حياة لا يسودها الإخاء والسعادة، والقناعة، بل تجتاحها الفوضى الروحية والضياع الذي يقترب اقتراباً خطراً من حالة الجنون، وهو جنون لا يشبه الجنون الهستيري الذي وجد في العصر الوسيط، بل جنون شبيه بانفصام الشخصية، ينعدم فيه الاتصال بالواقع الباطني، وينشق فيه الفكر على الوجدان" .. وعن غياب المعنى والهدف، يقول:"ولكن هل سيسمع أطفالنا صوتا يرشدهم إلى أين يتجهون وما الهدف الذي يعيشون من أجله؟ إنهم يشعرون على نحو ما - كما يشعر الناس جميعا - أنه لابد للحياة من معنى، ولكن ما هو؟ هل يجدونه في التناقضات، وفي الكلام المزدوج الدلالة، وفي الاستسلام الساخر الذي يلتقون به عند كل منعطف؟ إنهم مشوقون إلى السعادة والعدالة والحب، والى موضوع للعبادة، فهل نحن قادرون على إشباع شوقهم؟. عاجزون نحن مثلهم. بل إننا لا نعرف الإجابة لأننا نسينا حتى أن نسأل السؤال.. ونزعم أن حياتنا قائمة على أساس متين ونتجاهل ظلال القلق، والهم، والحيرة، التي تغشانا فلا تريم".. ويقول فروم: "ولأن الحاجة إلى مذهب للتوجيه وللعبادة، جزء جوهري من الوجود الإنساني، يمكننا أن نفهم عرامة هذه الحاجة. والحق أنه لا وجود في الإنسان لمصدر للطاقة أقوى من هذا المصدر. فليس الإنسان حراً في اختيار أن تكون له (مثل عليا) أو لا تكون له، ولكنه حر في الاختيار بين ضروب المثل العليا المختلفة: بين أن يكرس نفسه لعبادة القوة والتدمير، أو العقل والحب. والناس جميعا (مثاليون)، وهم يتطلعون إلى شيء وراء الحصول على الإشباع الجسدي. ولكنهم يختلفون في أنواع المثل العليا التي يؤمنون بها.." ـ راجع مقدمة كتاب (العصر الذهبي للإسلام أمامنا).. اريك فروم رجل علماني، ولكنه مفكر!! وهو من أكبر علماء التحليل النفسي في الغرب، وأكثرهم عمقاً، وقد وفرت له جديته العلمية، رؤية واضحة، لعيوب الحضارة الغربية الأساسية، والتي لا يمكن معالجتها، في إطار الحضارة نفسها، خصوصاً في مجال: غياب المعنى والهدف، وأزمة الأخلاق.. وهذه أمور يتفق عليها معظم مفكري الغرب الجادين ولكن النعيم، مجرد سياسي، ينفذ توجيهات ساسة محدودي الأفق، ليست لهم رؤية أبعد من خدمة النظام الرأسمالي السائد.

    وجهي الحضارة الغربية:
    دعوة النعيم، دعوة ظلمانية، تركز على الجانب الحيواني في الإنسان، وتدعمه، على حساب الجانب الإنساني.. هي تقوم على سيطرة الشهوة على الفكر.. ويبني على أسوأ جوانب الحضارة الغربية ، في مجال الفكر: ما بعد الحداثة ـ التفكيك ـ البراغماتية ـ النسبوية.. وهي موضات ثقافية، انتشرت في الغرب، وهي الآن في انحسار.. وهي في جملتها، تعبير عن اليأس، وعن خيبة الأمل التي أعقبت فشل عقلانية عصر التنوير ووعودها.
    والحضارة الغربية، ليست كلها ظلام، وإنما فيها جوانب مشرقة جداً.. ولكن لأمر ما، النعيم لم ير هذه الجوانب المشرقة، وحصر نفسه في الجوانب المظلمة، فقط.. يقول الأستاذ محمود: "إن المدنية الغربية الآلية الحاضرة عملة ذات وجهين: وجه حسن مشرق الحسن، ووجه دميم".. وعن الوجه الدميم، جاء قوله: "وأما وجهها الدميم، فهو عجزها عن السعي الرشيد إلى تحقيق السلام، وقد جعلها هذا العجز تعمل للحرب، وتنفق على وسايل الدمار أضعاف ما تعمل للسلام، وأضعاف ما تنفق على مرافق التعمير..

    فالوجه الدميم من المدنية الغربية الآلية الحاضرة هو فكرتها الاجتماعية، وقصور هذه الفكرة عن التوفيق بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة..".. وقد أخذ النعيم، الوجه الدميم من هذه الحضارة، وفي أكثر الجوانب فيه دمامة.. فهو بدل التوفيق بين الفرد والجماعة، تنكر للجماعة تماماً، وركز على الفرد، وجعل النسبوية الذاتية هي اساس تفكيره، فتنكر لكل ما هو مشترك بين البشر، سواءاً في الفكر أو الدين، أو القيم.. وحتى في هذا المستوى، ركز على الجانب المظلم، إلى الحد الذي جعل معه اطلاق الغرائز الحيوانية، في السلوك الجنسي، هو الإسلام نفسه (الإسلام الأمريكي)؟!
    لنفترض جدلاً، أنه قد تم قبول عام، على مستوى العالم لدعوة د.النعيم ـ ما الذي يحدث؟! هل تكون آمال وتطلعات البشرية قد تحققت؟! لا قدر الله، لو تم هذا، ستكون البشرية، قد انتكست، وهبطت في سلم التطور الى مرحلة الحيوانية.. هذه بالضبط النتيجة العملية لدعوة د. النعيم.. فمجرد، سيادة التفكير النسبوي بين البشر، مع غياب معايير مشتركة للفكر والقيم، فإن النتيجة الحتمية، هي فوضى شاملة في الفكر والأخلاق، وبذلك، تكون البشرية، قد ضحت بكل ما هو حق وجميل، وإنساني، في سبيل لا شيء!!
    مرة أخرى، إن دعوة د. النعيم، دعوة عدمية، تقوم على هدم أجمل ما في الوجود الإنساني، لمصلحة سيادة أقبح ما فيه ـ الوجه الدميم للحضارة ـ وتصوير هذا الوجه، بأنه دين، وأنه حرية!! هذا الظلام هو ما يراه النعيم استنارة!! (فإذا كان النور الذي فيك ظلام، فالظلام كم يكون)!!
    يقول المعصوم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. فالأخلاق هي جوهر الإسلام، وهي جوهر إنسانية الإنسان.. ولكن د. النعيم حول (مكارم) من الحديث، إلى (مفاسد)، وذلك ليس باقراره، وتشجيعه للانحرافات السلوكية المحددة، باسم الإسلام، وإنما أخطر من ذلك، بجعله الشريعة والأخلاق مسائل ذاتية، لا تأتي للفرد من خارجه، وإنما هو الذي يحددها.. وهذا إلغاء تام للشريعة وللأخلاق، خصوصاً، عندما يصل الأمر كما هو عند د.النعيم، إلى المدى الذي يصبح فيه الحلال والحرام لا يخضعان، لأوامر الله ونواهيه، الواردة في الدين، وإنما يخضعان للرغبة الفردية، التي تحول انتهاك أوكد المحرمات الدينية، الى فضيلة ـ حق من حقوق الإنسان، وحرية فردية.
    هل يجهل د. النعيم هذا الذي أقوله؟! من المؤكد إنه يعلم جل ما أقوله، بدليل أنه، على الأقل، ترجم كتاب (الرسالة الثانية)، ولا يمكن أن يكون قد ترجمه دون أن يعرف ما فيه.. وبدليل أنه كتب كتاب (نحو تطوير التشريع الاسلامي)، والذي قال عنه، أنه غير رأيه فيما ورد فيه من موقف من العلمانية ـ بالمناسبة، الكتاب معروض حتى 6/7/2012 ـ بمعرض الكتاب بدار الشرطة، هو وكتاب العلمانية ـ .. والسؤال: كيف يعرض الانسان كتاباً، غير رأيه فيما ورد فيه؟! وكيف يعرض كتابين كل منهما يناقض الآخر؟! هذا يؤكد أن الموضوع ليس أكثر من تجارة.. ولا استبعد أن يكون قد باع الكتاب للناشر!!
    دعوة د. النعيم، هي محاولة لإحياء (مذهب اللذة) الأبيقوري، والذي يقوم على طلب اللذة، بكل سبيل، على اعتبار أن اللذة هي الشيء الوحيد المطلوب لذاته.. وأن اللذة وتفادي الألم هما الدافع الحقيقي للسلوك.. الاضافة الوحيدة ، هي أن يتم التوصل الى اللذة، عن طريق التراضي، دون عنف أو اجبار.. وهذا ما يسمى، في مصطلحات الفكرة الجمهورية ب(الأنا) السفلى.. والسلوك الديني كله، يقوم على تجاوز الأنا السفلى، نحو الأنا العليا.. ولكن د. النعيم ـ يحصر الأمر كله في الأنا السفلى.. وهي بطبيعتها حيوانية..
    المهم، أن د. النعيم، يعطي مبدأ اللذة، غطاء ومبرراً فلسفياً، بل ودينياً!!
    من المؤكد، أن أمر د. النعيم غير طبيعي، ومحير جداً.. وأنا كثيرا ما تدور برأسي خواطر، سرعان ما أصرفها.. هل يمكن أن يكون هذا الرجل قد أصيب بنوع من الجنون ـ هنالك نوع من الجنون، خاص بمنطقة معينة في الحياة، وبقية الحياة تكون طبيعية ـ هل يمكن أن يكون قد حدث له سيطرة عقلية Mind control؟! وهذا أمر معروف في الولايات المتحدة، وقد سبق أن أشرت له.. والمسيطر عليه عقلياً، ينفذ توجيهات المسيطر كما هي، ويعتقد ـ كالمنوم مغنطيسياً، أنها صادرة من ارادته الحرة.. ولكن سرعان ما أصرف هذه الخواطر، وأرى فيها محاولة عاطفية لتغطية عجزي في أن أعينه على التوبة والرجوع الى ربه.. وهي محاولة، لجعله غير مسئول روحياً وأخلاقياً، عن أخطائه الجسيمة، بمعايير الدين، ولكنها محاولة تقوم على العاطفة الفجة.. والله أعلم!!


    بطولة د. النعيم:
    قلنا أن الكلمات، عند د. النعيم وصحبه، فقدت دلالتها.. وكل أعمال الشذوذ الجنسي الواردة في كتاب ميلودي، توصف بأنها شجاعة وصدق.. فما يسميه الدين، فجور، ومجاهرة بالمعصية، وينهى عنه ـ يسميه د. النعيم وصحبه شجاعة أخلاقية، ويمجدونه، ويدعون له.. وطبيعي جداً أن يكون د. النعيم في نظر هؤلاء الشجعان، هو أبو البطولة، والشجاعة، فهم يمجدونه بهذه الصفات، فها هي، مثلاً، ارشاد منجي، تقول عنه: "ولكني لا أتخيل بطلا هو أجدر بصفة (الشجاعة الأخلاقية) من بروفيسور عبدالله أحمد النعيم لأدشن به أول حلقة من مشروع هذا البرنامج"!! الحلقة المشار اليها، هي الحلقة الأولى في برنامجها التلفزيوني (الشجاعة الأخلاقية the moral courage ) بتاريخ 11 مارس 2008م والبرنامج، حسب ما هو معلن عنه، يروج لحقوق المثليين المسلمين.. وكان د. النعيم أول متحدث.. ود. النعيم بدوره دعاها لمؤتمره عن الهرطقة.
    شجاعة د. النعيم، في تبني قضايا، الشواذ جنسياً، والدفاع الحار عنهم، على مستوى العالم، وايجاد تبريرات لسلوكهم من الاسلام.. بل اعتبار هذا السلوك المنحرف، هو نفسه اسلام.. كل هذا واضح جداً.. فد. النعيم بطل، لكن فقط، في مناصرة (البطالين).. أما في مناصرة المستضعفين، والمضطهدين، سياسياً، واقتصادياً فهو بطل في مناصرة جلاديهم، ومستغليهم، فهو في مناصرة هؤلاء، يحكم بصورة قاطعة باستحالة العدل والمساواة ونصرة المستضعفين، وبذلك يعمل على تكريس الظلم والاضطهاد بصورة دائمة.. في الواقع، كل نشاطه، هو في الانتصار للقوة العظمى، والتمكين لها، وحماية الثقافة الأمريكية، والحياة الأمريكية، التي أصبحت على يد د. النعيم ، هي الاسلام نفسه، ونشرها في العالم
    ولكن أوضح، وأخطر، بطولة وشجاعة للنعيم، تتمثل في جرأته وتحديه الواضح لله تعالى، ولرسوله، والعمل الواسع والشامل على تفكيك دين الاسلام، خصوصاً في جانب الأخلاق، بالصورة التي رأينا!!
    د. النعيم، بطل، لا يخاف من الله!! وأنا من شدة جبني، شجاعته هذه تخيفني، وأستعيذ بالله، لي، وله، ولجميع المسلمين منها!! من (يتراجل) على الله، هو أخطر انسان على نفسه، وعلى غيره.
    ولأن د. النعيم شجاع، في مجال تحدي الله، بالذات، فقد أقام المؤتمر الذي أسماه (مؤتمر الهرطقة)، وقد حاول زملاؤه تغيير الاسم ولكنه رفض وأصر عليه!! لماذا؟ لنورد الاجابة التي سبق أن أوردناها، يقول:
    "I deliberately wanted to shock people into seeing `heresy' as a creative force," he laughs.
    لقد اردت عن قصد ان اصدم الناس بجعلهم يرون الهرطقة كقوة خلاقة.. ثم ضحك!! منتهى الاستهتار!! لماذا تريد أن تصدم الناس؟! ولماذا الذي لا يصدم الناس لا يصدمك انت؟!

    المرجع.
    (رائد الإسلام العلماني يسعى لاستغلال الهرطقة)
    Ref: http://www.thestar.com/News/Ideas/article/438947
    A champion of secular Islam looks to harness 'heresy'
    Published On Sat Jun 7 2008
    Lynda Hurst Feature writer


    الذين، نظموا مؤتمر الهرطقة هذا هم: د. عبدالله أحمد النعيم ـ أديب يوكسل ـ فريدون تسلمي ـ ميلودي معزي ـ د.عائشة موسى

    أديب وفريدون، يعرفون باسم القرآنيين Quranists وهما ممن يرفضون الأحاديث النبوية.. وكذلك عائشة، فهي لها كتاب في التشكيك في صدقية الأحاديث.. وشجاعة النعيم، تتجلى ايضاً، في الدفاع عن (حرية التعبير) فهو قد وقع ضمن آخرين على بيان، يدافع عن حرية من حرقوا المصحف، وقاموا برسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم.
    والبيان اعتبر الرسوم الكاريكاتيرية ، وحرق المصاحف عمل يقع في اطار حرية التعبير حتى لو كان (مؤذياً ومستحقاً للشجب)!! وهم لم يشجبوه!!
    والبيان يدعو للتسامح، ويدين التخويف والتهديد، ويذكر ببعض القيم القرآنية، ومنها عدم الالتفات لمن يسيئون للاسلام، ومقابلة الاساءة بالاحسان.
    كل هذا جميل، والعنف مدان، ولابد أن يدان.. ولكن حرق المصاحف، والرسوم، اليست عنفاً!! هل يمكن أن يتم حوار عن طريقهما؟! هل حرق الفكر، أي فكر، يمكن أن يكون حواراً، أو سبيلاً الى الحوار؟! لم يقل البيان أي شيء عن إدانة اسلوب الحرق، والاساءات.. فحسب أصحاب البيان المسلمون وحدهم، من يكونون ضد (حرية التعبير)، ولكن عمل خصومهم، مهما كان، فهو في إطار حرية التعبير، وينبغي الدفاع عنه، وإدانة من يعترض عليه!!
    هذه هي شجاعة النعيم.. شجاعة دائماً في نصرة الأقوياء ضد المستضعفين.. وشجاعة في حماية الانحلال الخلقي، وتشجيعه.. وفوق ذلك كله، شجاعة، في الجرأة على الله ورسوله!!

    إنها سياسة
    لماذا تصرف مؤسسة فورد الخيرية، بسخاء، على مشاريع، يفترض فيها أنها لنشر الاسلام؟! لا يمكن أن يكون هذا الصرف لوجه الله، أو حباً في الاسلام، ورغبة في انتشاره.. هذا ما تعطيه البداهة.. وحتى لو كنا لا نعرف طبيعة المشاريع التي تصرف عليها، نستطيع أن نقرر، بكل التأكيد، أن هذه المشاريع التي تصرف عليها، لابد، أنها تخدم غرضاً من أغراضها.. فمن المستحيل أن تصرف مؤسسة رأسمالية، غربية، على عمل يخدم الاسلام والمسلمين، دون مقابل.
    أعتقد، أن الاجابة أصبحت الآن، واضحة تماما.. ففورد لا تصرف على نشر الاسلام، وإنما تصرف على نشر اسلام امريكي!! وهذا الاسلام الأمريكي، يخضع الاسلام العام، كله، للفلسفة الأمريكية، والقيم والثقافة، وأسلوب الحياة الأمريكية!! هو يحول الاسلام، ويحوره، ليخضعه لنمط الحياة، والثقافة الأمريكية.. ويمكن أن تتصور العائد الهائل الذي يحققه هذا المشروع، في مجال السياسة والاقتصاد والهيمنة، لأمريكا لو قدر له أن ينجح.. فالموضوع، يقع في إطار هيمنة الدولة العظمى، على كل شيء، ويستحق أن يصرف عليه بسخاء، فهو من المشاريع السياسية الاستراتيجية، التي تقع تحت مسمى (دعم الاسلام المعتدل) والاسلام المعتدل، ببساطة، هو الاسلام الذي يخدم أمريكا، ومصالحها.
    لذلك، فإن دعم الاسلام المعتدل، مثل اسلام النعيم من أهم مشاريع الولايات المتحدة، السياسية، في الوقت الحاضر، بعد الانتهاء من خطر الكتلة الاشتراكية.. وهدف المشروع هو التخلص من خطر الاسلام ـ حسب تصور أصحاب المشروع ـ بصورة نهائية.. والوسائل، أهمها توظيف مسلمين، للعمل من داخل الاسلام، وباسمه، لتحقيق الغرض والتخطيط لذلك، وإعداد الميزانيات الكافية، ودراسة أساليب الترويج، مع الاستفادة من تجربة محاربة الشيوعية، والحرب الباردة، مع ملاحظة الاختلافات، وهذا ما تقوله مؤسسة راند..
    ولكن مؤسسة فورد مؤسسة خيرية، وليست سياسية!! لا توجد، مؤسسة في الولايات المتحدة، غير سياسية، وفي خدمة الدولة.. والعمل عند الأمريكيين، عمل مؤسسات، وهذا العمل بالذات وظفت له معظم الوزارات، والجامعات والمؤسسات الاقتصادية، والأجهزة المخابراتيةـ راجع كتاب راند ـ ومؤسسة فورد تعمل مع المخابرات الأمريكية.. وفي هذا الصدد يمكن الرجوع الى الدراسة التوثيقية، التي صدرت بعنوان: (مؤسسة فورد، وال سي. آي إيه:دراسة توثيقية عن علاقة التعاون بين السي أي أيه ومؤسسات التمويل الخيرية) إعداد جيمس بتراس.. نشر بتاريخ 15/12 /2001م في الموقع التالي:
    Ref: http://www.ratical.org/ratville/CAH/FordFandCIA.html
    The following is reprinted with permission of the author
    and mirrored from its source at: http://www.rebelion.org/petras/english/ford010102.htm
    وقد جاء في المقدمة من هذه الدراسة
    “The CIA uses philanthropic foundations as the most effective conduit to channel large sums of money to Agency projects without alerting the recipients to their source. From the early 1950s to the present the CIA's intrusion into the foundation field was and is huge..”.
    "وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (السي اي ايه) تستخدم المؤسسات الخيرية كوسيط فعال جدا لتمرير مبالغ ضخمة من الأموال لتمويل مشاريع الوكالة دون أن تثير ريبة وشك مستقبلي هذه الأموال حول مصدرها. واعتبارا منذ مطلع الخمسينات إلى وقتنا الراهن فإن تدخل السي اي ايه في مجال مؤسسات التمويل كان ولا يزال كبيرا.."
    هنالك دراسة أخرى عن علاقة مؤسسة فورد بالسي اي ايه فيما يخص تمويل المشاريع في إندونيسيا. الدراسة بعنوان: (إقليم فورد: بناء النخبة لإندونيسيا) أعدها: ديفيد رانسوم، مستندا إلى دراسة بعنوان: حصان طراودة: دراسة حول العون الأجنبي، صادرة عن رامبارتس بريس عام 1975 (طبعة منقحة) صفحات 93 – 116، إعداد ستيف ويسمان وأعضاء مركز دراسات الباسيفيك وأمريكا الشمالية تقول الدراسة:
    Ford launched its effort to make Indonesia a "modernizing country" in 1954 with field projects from MIT and Cornell. The scholars produced by these two projects -- one in economics, the other in political development -- have effectively dominated the field of Indonesian studies in the United States ever since. Compared to what they eventually produced in Indonesia, however, this was a fairly modest achievement. Working through the Center for International Studies (the CIA-sponsored brainchild of Max Millikan and Walt W. Rostow), Ford sent out a team from MIT to discover "the causes of economic stagnation in Indonesia." An interesting example of the effort was Guy Pauker's study of "political obstacles" to economic development, obstacles such as armed insurgency
    "دشنت مؤسسة فورد أول جهودها لجعل إندونيسيا (بلد حداثي) عام 1954 عبر مشروعين ميدانيين من ام اي تي و كورنيل. والمفكرين الذين تم تدريبهم وتخرجوا في هذين المشروعين – إحدهما في الاقتصاد والآخر في التنمية السياسية – قد هيمنوا على مجال الدراسات المتعلقة بإندونيسيا في الولايات المتحدة منذ ذلك الوقت. إلا أنه ومقارنة بما استطاعت فورد إنجازه في إندونيسيا في الآونة الأخيرة فإن هذا الإنجاز يعتبر متواضعا جدا. وقد استطاعت مؤسسة فورد من خلال عملها عبر مركز الدراسات العالمية (وهو مركز تشرف عليه المخابرات المركزية الأمريكية ويعتبر من بنات أفكار ماكس ميليكان و والت دبليو روستو) أن ترسل فريقا من ام اي تي لاستكشاف (أسباب الركود الاقتصادي في إندونيسيا). ومن الأمثلة الجيدة على جهود فورد في هذا المجال هي الدراسة التي أجراها جاي بوكر حول (المعوقات السياسية) في سبيل النمو الاقتصادي، مثل عمل الجماعات المسلحة"
    المرجع والعنوان أدناه:

    Ref: http://www.cia-on-campus.org/internat/indo.html
    From Steve Weissman, ed., with members of the Pacific Studies Center and the North American Congress on Latin America, The Trojan Horse: A Radical Look at Foreign Aid (Palo Alto CA: Ramparts Press, 1975 revised edition), pp. 93-116.
    Ford Country: Building an Elite for Indonesia
    by David Ransom
    وهنالك دراسة ثالثة، بعنوان (مؤسسة فورد: الواجهة الخيرية لـ: السي آى إيه) نشرت بتاريخ 5 ابريل 2001
    Ford Foundation, a philanthropic facade for the CIA
    Between 1947 and 1966 the Ford Foundation played a key role in the network of US interference in Europe through the subvention of magazines, scientific programs and non-communist left-wing organizations. The largest philanthropic organization in the world was in fact providing a respectful facade for CIA financial and contact operations. This role was even more possible by the fact that the same persons designed and directed both organizations. Below you will find the first part of our research on the cultural aspects of the Atlantic interventionism.
    Voltaire Network | 5 April 2004
    المرجع والعنوان:
    Ref: http://www.voltairenet.org/Ford-Foundation-a-philanthropic
    Good taste, American style
    Ford Foundation, a philanthropic facade for the CIA
    وهي تؤكد، نفس ما أكدته الدراسات السابقة
    كما أن د. النعيم يعلم مفارقة أقواله للإسلام، هو يعلم أيضاً أن نشاطه، في حقيقته، ليس نشاطاً دينياً، ولا أكاديمياً، وإنما هو نشاط سياسي، وما المظهر الديني ـ مع كل المفارقة، والمظهر الأكاديمي إلا تغطية.. والدليل القاطع، هو أقوال د. النعيم بخصوص مشروعه المقترح، والذي قدمه في 7/ يناير 1908م باسم برنامج القانون والأديان بجامعة ايموري الى مؤسسة فورد.. طالباً تمويل بحث له بعنوان: قانون الأحوال الشخصية في الاسلام: امكانية الاصلاح عبر المبادرات الدولية).. وقد حدد د. النعيم فترة انجاز المشروع بأربع الى خمس سنوات، على أن ينفذ على مرحلتين.. فقال أنه سيجند للمشروع عددا من الباحثين القانونيين والناشطين في مجال حقوق الانسان، وسيكون هو المنسق العام لمشروع البحث، على المستوى العالمي، يساعده باحثان أو ثلاثة. المرجع موقع جامعة ايموري
    Ref: http://www.law.emory.edu/ifl/proposal.html
    وقد جاء من أقوال د. النعيم، التي تؤكد أن عمله، إنما هو عمل سياسي، قوله: "مع كل الاعتبار والاحترام للمعايير المهنية والعلمية، فإن الهدف من المشروع هو التأثير على حركة الاصلاح السياسي والقانوني، في الدول والمجتمعات الاسلامية، فيما يتصل بوضع وحقوق النساء والأطفال" عبارة (التأثير على حركة الاصلاح السياسي، والقانوني)، تؤكد بأن البحث يتعلق (بالتأثير على حركة الاصلاح السياسي)
    يقول د. النعيم: " في أحد نقاطه، وهي النقطة الثالثة:
    (نظراً للدرجة العالية من الحساسية السياسية فيما يخص المسائل ذات الصلة بقانون الأحوال الشخصية في المجتمعات الاسلامية، سواء كانت مجتمعات أقلية أو أغلبية مسلمة، فمن الحكمة أن يكون المنسق العام للمشروع مقيماً خارج منطقة البحث. كما أن تطبيق مشروع البحث من قبل جامعة خارج الاقليم، سوف يكون اقل اثارة للشكوك حول الأجندة السياسية الخفية للمشروع، بشرط أن يتم فهم وتنفيذ الجوانب العملية والفنية لمشروع البحث من قبل باحثين مسلمين يعملون من داخل مجتمعاتهم على النحو الموضح في هذا المقترح).
    فهو يعلم ان المشروع على (درجة عالية من الحساسية السياسية) لأنه تدخل في أخص مسائل المجتمعات الاسلامية ـ قانون الأحوال الشخصية، وهو تدخل من خارج الدول الاسلامية، ومن دولة هي أساساً غير مسلمة.
    وحتى، يجوز المشروع على المسلمين، دون أن يشعروا، هو يقترح:
    1. أن يكون المنسق العام للمشروع، مقيماً خارج منطقة البحث
    2. ان يتم تطبيق مشروع البحث من قبل جامعة خارج الاقليم
    3. على ان يتم جانب العمليات العملية والفنية لمشروع البحث من قبل باحثين مسلمين يعملون داخل مجتمعهم
    كل هذه التحوطات، حتى يظهر المشروع بمظهر البحث الأكاديمي البريء، وتتم تغطية الأجندة السياسية، التي هي الموضوع الأساسي.. ويعبر د. النعيم عن ذلك بأنه إذا تم الأخذ بالمقترحات المذكورة، فإن ذلك يجعل المشروع (أقل) إثارة للشكوك حول الأجندة السياسية!!
    البحث العلمي الأكاديمي، لا تكون له أجندة سياسية، تحتاج أن تخفى.. والذي يقوم ببحث علمي، من أهم مواصفاته الموضوعية والحياد، وألا يكون موجهاً لتحقيق غرض سياسي محدد، خصوصاً إذا كان هذا الغرض، يتعلق بالشؤون الداخلية لدولة أو دول خلاف الدولة التي يتم فيها البحث.. وبصورة خاصة لا تكون له اجندة، غير معلنة تستهدف التغيير في دين وقوانين، مجتمعات دول أخرى، في مجال مثل الأحوال الشخصية.
    ما هي علاقة الولايات المتحدة، بقانون الأحوال الشخصية، عند المسلمين؟!
    واضح أن هدف د. النعيم، هو قيام قانون الأحوال الشخصية، في الدول الاسلامية، على أسس من الاسلام الأمريكي، الذي يدعو له.. وذلك من أجل سيادة حقوق الانسان، في الجوانب المتعلقة في العلاقة بين الرجل والمرأة، في العالم الاسلامي، خدمة لأغراض الولايات المتحدة.
    المهم أن د. النعيم يعلم تماماً، أن نشاطه، في المجالات التي يسميها بحثاً، وتجد التمويل والترويج، هو نشاط سياسي، يستهدف الاسلام، لمصلحة السياسة الأمريكية.

    النص الانجليزي:
    3.In view of the high degree of political sensitivity around issues of IFL in Islamic societies, whether in majority or minority situations, it probably wiser that the primary coordinator of the project as a whole be based outside the region. Implementation of the project by a university located outside the region will probably provoke less suspicions of ulterior political motives, provided that the empirical and technical work is conceived and performed by Muslim scholars working on their own societies as envisaged by this proposal).

    لاحظ قوله:
    Will probably provoke less suspicions of
    فهنالك دوافع سياسية خفية، يعمل د. النعيم منذ البداية، على إخفائها، بالصورة التي تجعلها تجوز على المجتمعات الاسلامية.
    حتى الاستعمار القديم، لم يكن يتدخل في قانون الأحوال الشخصية للمسلمين، لكن الاستعمار المعاصر، وأعوانه، يفعلون، ويحتاطون بالأساليب التي يظنون أنها ستجعل الموضوع ـ يجوز على المسلمين.
    د. النعيم ومخافة الله:
    لقد ظللت حزيناً مهموماً، تؤرقني المسئولية الروحية التي تترتب على مفارقات د. النعيم.. وكان همي الأساسي وأنا اكتب، أن أعينه على الرجوع الى ربه، وأخوفه من عاقبة الابطاء في هذا الأمر، ولم يدر بخلدي أن د. النعيم ربما لا يكون من الذين يؤمنون بالعقاب والثواب في الآخرة!! وقد ظللت أستغرب بشدة للجرأة المخيفة، وعدم الخشية من الله.. وبعد الاطلاع على بعض أقواله الجديدة عليّ، والتي أوردتها في هذه الكتابة، أصبحت اشك كثيراً بأن النعيم يؤمن بالثواب والعقاب في الآخرة، وذلك للاعتبارات التالية:
    1. هو لا يرى وجود اسلام عام لكل المسلمين وهذا من مباديء النسبوية عنده.. فاسلامه هو اسلامه الشخصي : "عندما اقول ديني وهو الاسلام فإني لا اتحدث عن الاسلام بصورة عامة، أو الاسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين، وإنما أتحدث عن اسلامي الشخصي".. وهذا الاسلام الشخصي لا يقوم على مرجعية دينية.
    2. الثواب والعقاب لا يقومان إلا على تكليف محدد، ود. النعيم لا يرى وجود أي شريعة محددة في الاسلام، يقوم عليها ما به مأمور، وما عنه منهي ـ وقد أوردنا نصه في ذلك، ومجرد النسبوية، تعني ما ذكره
    3. هو يقول ان الدين صناعة بشرية، وأنه علماني، وهذا يعني بالضرورة أنه يتعلق بالحياة الدنيا، فالعلمانية تتعلق بالحياة الدنيا، ولا علاقة لها بالآخرة
    4. يقول النعيم: "أحد الطرق التي يلجأ اليها الناس لتعزيز ايمانهم في نظامهم العقائدي، هي المبالغة في نوعية أو كمية الامتيازات التي يحصلون عليها، أو سوف يحصلون عليها، وفداحة الخسارة التي سيتكبدونها، إن لم يلتزموا بالمذهب العقائدي المحدد" .. واضح من النص أنه يعتبر الثواب والعقاب، أمر يقوم على المبالغة، لتعزيز العقيدة.. وبالطبع الدين عنده من صنع البشر، وعلى ذلك نعيم الجنة، وعذاب النار، بالصورة المذكورة في القرآن هو مجرد مبالغة!!
    إنك تخدع نفسك في أمر خطير جداً.. واللهِ الحساب في الآخرة حق.. والثواب والعقاب حق، وكما جاء في القرآن حرفياً.. فمن الخير لك ألا تعول على أوهامك هذه، لأن التعويل عليها يجعل الخطاب في حقك يتحول من خطاب للعقل، إلى خطاب للنفس!!
    رغم ارائه هذه، أنا لا أتعامل معه بعقيدته هو الفاسدة، وإنما اتعامل معه بعقيدتي، وأحذره بشدة من هذه المكابرة، وهذا الغلو، وبطولة الأطفال هذه الجوفاء، فلو امتحن، هنا، في هذه الدنيا ـ لا قدر الله ـ فسنرى (الجرسة)، وسيضل عنه من يدعوه، غير الله.. لا مجال هنا للمكابرة، والمزايدة، فالمدعي في هذا المجال، يمتحن، ويفضح امره بسرعة.. فمن الخير لك أن ترجع عن هذا الجهل، والغرور القاتل، وبسرعة، فالموت نفسه ليس ببعيد، إلا عند الغافل!! ولن تنفعك وقتها الولايات المتحدة، ولو وظفت من أجلك كل هيلمانها.. كفى مكابرة.. كفى غروراً.. إنك فعلاً تلعب بالنار!! أمر الدين كله جد، ولا مجال فيه للهزل.. ولا يوجد أي شيء جاد في طرحك!! مرة أخرى، نستعير كلام الأستاذ محمود عن الوطن، لنستخدمه في مجال الدين، وهو فيه اوكد: "لا تحسبن أن الكيد لهذا (الدين) مأمون العواقب.. كلا، فلتشهدن يوماً تجف لبهتة سؤاله أسلّات الألسن، يوماً يرجف كل قلب ويرعب كل فريصة".
    إن طرح النعيم هذا من علامات الساعة، وقد ورد عن الشيخ فرح ود تكتوك قوله: آخر الزمن الحرة تعيب!! وأضافوا والشايب لعيبها يمجد، ولأفعال قوم لوط يؤيد، وبيها يهيب.. وكان حصل المذكور، أعلم أن أمر الساعة قريب.
    خالد الحاج عبد المحمود
    رفاعة في 2/ 10/2012م


                  

10-07-2012, 07:13 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: أحمد الابوابي)

    بوست من العيار الثقيل
    موضوعاً
    أطرافاً
    معداً
    ومتداخلين

    يحتاج لأكثر من قراءة
    ونرى بعد ذلك إن فتح الله علينا بكلمة نقولها

    جزيل الشكر د. أحمد الأبوابي
    جزيل الشكر أستاذنا عبدالله الشقليني
                  

10-07-2012, 11:15 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عاطف عمر)

    مقال للأستاذ قصي همرور في الرد على تهجمات الاستاذ خالد الحاج :

    Quote: هل من سبيل أفضل؟/قصي همرور

    الهدف من هذا المقال هو توثيق وإبانة نموذج من نماذج التشويه الذي جرى في سلسلة مقالات الاستاذ خالد الحاج عبدالمحمود، الاخيرة، بعنوان "الفكر والأخلاق في طرح د. النعيم"، والتي نشرها في موقع "سودانيزأونلاين" في الفترة ما بين منتصف سبتمبر وأول أكتوبر، من العام 2012، والتي اتهم فيها الاستاذ عبدالله أحمد النعيم بأمور كثيرة، تسير جميعها في اتجاه تأكيد زعم الأستاذ خالد الحاج أن الأستاذ النعيم لا يقوم فقط بتشويه الفكرة الجمهورية والإسلام من خلال آرائه التي يعبر عنها في كتاباته ونشاطاته، الاكاديمية والفكرية العامة، وإنما هو يقوم بذلك "عمدا"، أي بوعي وقصد منه، وليس لمجرد سوء فهم، مثلا، يكتنف آراء وطروحات النعيم.

    بهذا الزعم فإن الاستاذ خالد الحاج انتقل من مجال النقاش إلى مجال المحاكمة، لأنه لا يتعامل مع النصوص والوقائع كمادة للنقد، وإنما كحيثيات لإثبات التهمة، وشتان بين الموقفين، إذ أن الموقف الأول (النقدي) - مهما كان مشتطا - فإنه يعرض نفسه للحوار، والنقد المضاد، واحتمال المقارنة والتصويب في وجهات النظر، أما الموقف الثاني (الاتهامي) فهو يصدر عن اقتناع حتمي بخصوص نوايا الشخص المعني، ومن ثم يقدم الحيثيات كدلائل على صدق التهمة (أي كدلائل على "سبق الإصرار والترصد"، مع الرغبة الأكيدة في إلحاق الضرر، وليس الأمر فقط ضعف حجة أو سوء فهم وتخريج)..

    في هذه الحالة الاتهامية فإن الشخص محل النقد ليس مطالبا بالدفاع عن وجهات نظره أو التنازل عنها بالاقتناع، وإنما مطالب بأن يدفع عن نفسه تهمة في نواياه، فإما دافع عن نفسه كـ"بريء" من هذه التهمة أو لم يدافع عن نفسه لِتثبت التهمة، وفي الحالتين فإن هناك علاقة تم رسمها سلفا في الميدان، وهي علاقة "المحاكمة" وليست علاقة "النقاش".. ليس من الضروري أن تكون المحاكمة صادرة عن سلطة تستطيع أن تلحق أضرارا محسوسة بالشخص المحاكم، في السياق الحالي، ذلك لأن افتراض السلطة المعنوية لمحاكمة ضمائر الآخرين، وتصنيفهم وفق تلك المحاكمات، هو في حد ذاته أمر بالغ الخطورة حين يدعيه أي شخص، خصوصا في هذا الزمان، زمان حرية الفكر وتأكيد المسؤولية الدينية الفردية.

    . علاوة على أن هذا الافتراض مقدمة طبيعية، ومشهودة، لمزاعم السلطة المادية في محاكمة ضمائر الآخرين، لأن افتراض وجود سلطة معنوية كهذه، وفي إطار كهذا، ينافي حرية الضمير بصورة أساسية - حرية الضمير كقيمة مبدئية، لا استثنائية - لأن الفرق بين هاتين السلطتين إنما يكمن فقط في المقدرة على "تنفيذ نتائج الحكم"، سواء بصورة "شرعية" أم غير شرعية، وبغض النظر عما تكون هذه النتائج.
                  

10-07-2012, 11:16 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: Abdel Aati)

    Quote: على هذا فإن الشخص "المتهم" لو اتجه للدفع عن نفسه في هذا المناخ، بدون اعتراض على هذه العلاقة المرسومة، فإن ذلك يكون إقرارا ضمنيا منه بشرعية هذه العلاقة "المحاكمة"، وهي محاكمة في الرأي والضمير، وبهذا تكون قد وُجهت صفعة قوية لمبدأ حرية الضمير، وهو مبدأ دستوري، بالمعنى الإنساني الواسع لما هو "دستوري".. عليه فإن الأستاذ عبدالله النعيم لم ينطلق من فراغ حين أعلن رفضه مكاتبة الاستاذ خالد الحاج ضمن هذا الإطار.

    لكن، قد يقول البعض - وقد قالوا - إن كل ما قيل أعلاه حديث عن "أسلوب النقد" فقط، فمهما تحدثنا عن مدى سوء الأسلوب الذي اتخذه الأستاذ خالد الحاج، يبقى هناك فرق بين هذا وبين "محتوى النقد".. ما يقوله هؤلاء هو أن الأستاذ خالد قد قدم نقده بناء على نصوص ووقائع زعم أنها صحيحة ومحققة عن الأستاذ النعيم، فإن كان زعمه هذا صحيحا فعلا فهذا لا يعفي النعيم من خلاصة الأستاذ خالد من ناحية الرأي العام، ويبقى طرح النعيم في وضع نقدي ضعيف وحرج.

    الهدف من هذا المقال هو بذل نموذج للتدليل على أن "محتوى النقد" نفسه سيء، في مقالات الأستاذ خالد الحاج، بالمعنى الموضوعي لكلمة "سيء"، أي أنه محتوى شائه، ومليء بسوء النقل وسوء التخريج، وأيضا سوء الترجمة.. وأحب أن أؤكد، قبل الاستمرار في هذا المكتوب، واستباقا لما عهدناه من التهم، أن كاتب هذه السطور ينطلق من مسؤولية فردية عن كتاباته، وعن استقلالية في قراراته ومواقفه.

    النموذج الذي سنبذله هنا هو اتهام الأستاذ خالد الحاج للأستاذ عبدالله النعيم بأنه من مروجي "الإباحية الجنسية" في الدوائر التي يعمل فيها.. أحد المصادر الأساسية التي استند عليها الأستاذ خالد في قوله هذا، حسب زعمه، هو نص "مقدمة" كتبها الأستاذ النعيم لكتاب السيدة "ميلودي معزي" (Melody Moezzi) الذي صدر عام 2007 بعنوان "الحرب على الخطأ: قصص حقيقية لمسلمين أمريكان" (War on Error: Real Stories of American Muslims)..

    اتخذ الأستاذ خالد من تلك "المقدمة"، ومن محتوى الكتاب، دليلا كبيرا على اتهامه للنعيم هذه التهمة الغليظة، الخطيرة، أعلاه.. أما الكتاب، فهو عموما عبارة عن قصص مجمعة من حيوات شخصيات "مواطنين أمريكيين مسلمين" - حسب تعريفهم لأنفسهم - توردها الكاتبة في شكل فصول، وهي نماذج على تنوع شخصيات وانماط حياة "المسلمين الأمريكان" وسط المجتمع الأمريكي، في جميع جبهاته ومستوياته..

    الكتاب عموما هدفه المعلن هو تسليط الضوء على دراسة وضع المسلمين الأمريكان كجزء من نسيج المجتمع الأمريكي نفسه، وليس كجسد غريب على هذا المجتمع، كما حاول الإعلام الحانق على الإسلام أن يقول بعد أحداث سبتمبر 2011.. هذا هدف الكتاب المعلن من كاتبته، وهنا كما ترون جرى أول تشويه من الأستاذ خالد، حين قال: "وغرض الكتاب الأساسي، هو الدفاع عن الممارسات الجنسية بصورها المختلفة، خارج رباط الزوجية."
                  

10-07-2012, 11:18 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: Abdel Aati)

    Quote: نماذج الشخصيات المعروضة في الكتاب متنوعة جدا، لدرجة أن القاسم الوحيد المشترك بينها هو أنها جميعا تصرح بأنها شخصيات منتمية لدين الإسلام وللمواطنة الأمريكية، إضافة لقاسم آخر، وضحته الكاتبة، وهو "الصراحة" أو أمانتهم في التعبير عن آرائهم، مهما كانت..

    ضمن هذه الشخصيات نماذج ملتزمة جدا دينيا (حسب التعريف النمطي للالتزام الديني)، وهناك شخصيات ملتزمة عموما بأساسيات تعاليم الدين الإسلامي لكن تتماهى أكثر مع الثقافة الأمريكية العامة، كما أن هنالك شخصيات تنقلت من أسلوب حياة لآخر عبر تجاربها، وهناك شخصيات تحولت للدين الإسلامي واعتنقته بعد أن وُلدت وترعرعت ضمن ثقافات وأديان أخرى، كما أن هنالك شخصيات مثيرة للجدل (وهي التي ركز عليها الأستاذ خالد) تعيش أساليب حياة تتبنى صورا من العلاقات الجنسية غير المقبولة في الشرع الإسلامي العام، كما يفهمه ويطبقه أغلبية المسلمين، لكن هذه الشخصيات، مثار الجدل، ترى أنها ما تزال متشبثة بهويتها "الإسلامية" - حسب فهمها - وتقول إنها متصالحة مع أسلوب حياتها ودينها بهذه الصورة..

    الجدير بالذكر أن الكتاب لا يمكن أن يقال عنه إنه - في عمومه - يروّج لأي أسلوب حياة معيّن من هذه الحيوات، وإنما يعرضها كنماذج موضوعية للتدليل على تنوع الهوية "المسلمة الأمريكية" في هذا السياق الاجتماعي المعني.. بل إن كاتبة الكتاب نفسها تصرح بوضوح أن هذه الشخصيات لا تمثل بالضرورة سوى آراءها الشخصية في الدين، كما أنها توضح إن هذه الشخصيات أيضا لا يمثل أيا منها "الإسلام" بمعناه الشامل، وأن كل شخصية مسؤولة عن فهمها ومواقفها الخاصة بها.

    أدناه، وعن طريق التحقيق المباشر من النص (محتوى التصدير -وليس المقدمة- الذي كتبه الأستاذ النعيم، ومحتوى الكتاب نفسه، وموقف كاتبته) سنبذل الدلائل على أن حجم التشويه الذي تم لهذا المصدر، في كتابات الأستاذ خالد، قد تم على ثلاثة محاور:

    1- تشويه في الترجمة، عن طريق إضافة كلمات غير موجودة في النص الانقليزي، وأخطاء أخرى في الترجمة.
    2- تشويه في المعنى، عن طريق ما يسمى بلي أعناق النصوص، لتقويلها ما لم تقله.
    3- تشويه في الموقف، عن طريق تجاهل المناطق من النص التي تشير مباشرة إلى أن عبدالله النعيم لا يؤيد أو يوافق بالضرورة على محتوى القصص المبذولة في الكتاب، أو يروج لها (ولا ميلودي، الكاتبة، نفسها).

    في البداية أبذل القراء وصلة فيها معظم نص الكتاب، من مجموعة كتب قوقل (Google Books)، وفي هذه الوصلة تجدون نص التصدير الذي كتبه النعيم كاملا (ثلاث صفحات)، ونص مقدمة الكاتبة، إضافة لثلاثة فصول يتناول كل واحد منها شخصية مختلفة (أولهم الكاتبة نفسها).. قراءة هذا النص مهمة للقراء ممن يجيدون الانقليزية حتى يتابعوا معنا حجم التشويه الذي زعمناه، وحتى يمحصوا زعمنا هذا.

    هنا وصلة الكتاب:
    http://books.google.ca/books?hl=en&lr=&id=6uo...#v=onepage&q&f=false
                  

10-07-2012, 11:19 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: Abdel Aati)

    Quote: (1) التشويه في الترجمة:

    في البداية نورد ترجمات الأستاذ خالد الحاج للمقاطع من نص تصدير النعيم.. يقول الأستاذ خالد، عن الاستاذ النعيم، في المقال السابع (أ) الآتي: "وهو [يقصد د. النعيم] قد بدأ مقدمته، بقوله: "أحتفل بهذا الكتاب وأمجّده كجهد فكري عميق، ومؤثر، باتجاه التصالح مع هويتي كمسلم أمريكي، وأنطلق في ذلك من منطلقٍ إيجابي، ومؤيِّد له..".. ثم في المقال السابع (ب) قال الأستاذ خالد: "وقد جاء تأييد د.النعيم للكتاب واضحاً، من أول جملة كتبها في مقدمته، فهو قد قال: "أنا احتفل بهذا الكتاب، وأمجده كجهد فكري عميق، ومؤثر، باتجاه التصالح مع هويتي كمسلم أمريكي، وأنطلق في ذلك من منطلق إيجابي، ومؤيد له.."..كلمات واضحة: أحتفل بهذا الكتاب.. وأمجده.. وانطلق من منطلق إيجابي ومؤيد له."..

    أيضا، في نفس المقال، قال الأستاذ خالد: "يقول د. النعيم، في مواصلة تمجيده للكتاب: "كما أحتفل أيضاً بهذا الكتاب، وأمجده، بصفتي مواطناً عالمياً، وداعية حقوق إنسان، نظراً لأن مبادرة ميلودي في هذا الكتاب إنما هي بسبيل استكشاف واستلهام الامكانيات الابداعية للتنوع والتعدد داخل، وفيما بين المجتمعات، في كل مكان.. إن الغرض المحدد لهذه المقدمة المختصرة هو أن أقدم بعضاً من الخلفية والسياق لهذا التوفيق والمصالحة فيما يخص الهوية، من واقع التنوع السكاني، لأخلص لتأكيد القيمة العليا للتعددية ـ ليس فقط بالنسبة للمجتمعات المهاجرة ـ والمستضيفة في الولايات المتحدة الأمريكية، بل على نطاق كوني".

    بعد ذلك، ذكر الأستاذ خالد أيضا الآتي: "هو في الواقع، في مقدمته، قدَّم الكتاب لأسرته، واعتبره هاماً لها!! فهو قد قال: "هذا الكتاب هام بالنسبة لي شخصياً، وبالنسبة لزوجتي، ولأطفالنا، ولحفيدتي"!! بئس ما قدمت لأهلك!!".. وقد اقتبس الأستاذ خالد الحاج اقتباسات أخرى كثيرة من تلك "المقدمة"، تلت كل واحدة منها نقدا فيه الكثير من سوء التخريج، ولكن بترجمة مقبولة عموما، مما سنتعرض لبعضه لاحقا.. لكن دعونا الآن مع مشاكل الترجمة التي جرت في النصوص أعلاه.

    بداية سأورد النصوص الانقليزية الخاصة بهذه المقتطفات أعلاه، ثم سأقوم بترجمتها، حتى يقارن القراء ترجمة الأستاذ خالد وترجمتي مع النص الأصل.. لن أنقل النص بالكامل (فهو مبذول للقارئ في الوصلة أعلاه)، لكني سأنقل المقاطع التي سأترجمها:

    “I celebrate this book by Melody Moezzi as a thoughtful and moving effort to come to terms with being an American Muslim from a positive and proactive perspective. This is important to me personally, to my wife and to our children and granddaughter, as we all seek to negotiate and mediate our overlapping identities as American Muslims from Sudan. Melody’s gift as a facilitator or free-flowing and intimate conversation is in her ability to bring the warm and spontaneous voices of her subjects to the reader, diminishing her intermediacy and bringing those she interviews into direct conversation and shared reflection with the reader. I also celebrate this book as a global citizen and human rights advocate, because Melody’s initiative is about the creative possibilities of diversity and pluralism within and among communities everywhere. The limited purpose of this brief forward is to provide some background and context for this mediation of identity, from the demographic realities of diversity to an affirmation of the supreme value of pluralism—not only for immigrant and host communities in the United States but also on a global scale.

    […..] “The experiences of American Muslims defy simplistic generalizations or categorization. Being Muslim is necessarily a matter of personal experience and individual responsibility that cannot be abdicated. It is therefore appropriate neither to reduce being an American Muslim to a narrow and negative stereotype nor to attribute the actions of Muslims to Islam as such. Islam, or any religion, is not an entity that can act or fail to act. All people are themselves responsible for their own actions and omissions, and that responsibility cannot be transferred to the community of believers. Given the fact that there has always been so much diversity in views and interpretations among Muslims, it is misleading to take one view as definitive or representative of Islam itself. Melody is therefore right to acknowledge that her subjects herein speak for themselves as Muslim Americans, and not for the whole of the Islamic tradition or for all Muslims. Such an acknowledgement can be liberating, because it provides for plurality and diversity within religious communities, but it can also be problematic when believers abuse their autonomy and freedom of choice."

    والآن إلى الترجمة (مع بعض التركيز على بعض النقاط، للمقارنة):
    "أنا أحتفل بهذا الكتاب، لميلودي معزي، كجهد متدبر ومؤثر، من أجل التصالح مع كون المرء مسلما أمريكيا بمنظور إيجابي وسبّاق. هذا مهم بالنسبة لي شخصيا، ولزوجتي ولأطفالي وحفيدتي، إذ أننا جميعا نسعى لمفاوضة هوياتنا المتداخلة، والتوفيق بينها، بصفتنا مسلمين أمريكان من السودان. موهبة ميلودي كمديرة للحوار المؤثر والسلس تكمن في قدرتها على جلب التجارب الحية والعفوية من الشخصيات، مواضيع الكتاب، إلى القارئ، بحيث تقلل [ميلودي] من وجودها كوسيط وتجلب تلك الشخصيات التي حاورتها إلى تخاطب مباشر وحيوي مع القارئ في مجلس مشترك. أيضا أحتفل بهذا الكتاب بصفتي مواطنا عالميا، وداعية لحقوق الإنسان، لأن مبادرة ميلودي إنما هي عن الإمكانيات الخلاقة للتنوع والتعددية داخل المجتمعات، وفيما بينها، في كل مكان. الهدف المحدود من هذا التصدير الصغير هو تقديم بعض الخلفية والسياق من أجل مصالحة الهوية هذه، من الوقائع الديمغرافية للتنوع، للخلوص لتأكيد القيمة العليا للتعددية – ليس بالنسبة للمجتمعات المهاجرة والمُضيفة في الولايات المتحدة فحسب، وإنما على نطاق عالمي أيضا."

    [.....] "التجارب الحياتية للمسلمين الأمريكان ترفض التعميمات والتصنيفات التبسيطية. أن يكون المرء مسلما هي بالضرورة قضية تجربة شخصية ومسؤولية فردية لا يمكن التنازل عنها للغير. عليه فليس من الملائم أن نختزل الهوية المسلمة الأمريكية في صورة نمطية ضيقة وسالبة، ولا أن ننسب أفعال المسلمين للإسلام بنفس الصورة. الإسلام، أو أي دين، ليس كيانا قائما بذاته ليفعل شيئا ما أو يفشل في فعله. جميع الناس مسؤولون بأنفسهم تجاه أفعالهم أو ما يمتنعون عن فعله، وهذه المسؤولية لا يمكن حوالتها على مجتمع المؤمنين [أو أتباع الدين]. باعتبار حقيقة أنه قد كان هناك دوما تنوع في وجهات النظر والتفسيرات بين المسلمين، يصبح من المُضلـِّل أن نأخذ وجهة نظر واحدة على أنها هي الممثل الشرعي للإسلام كله. عليه فإن ميلودي محقة في الإقرار بأن شخصياتها هنا [في فصول الكتاب] إنما يتحدثون عن أنفسهم كمسلمين أمريكان، ولا يتحدثون كممثلين لعموم التراث الإسلامي أو نيابة عن جميع المسلمين. هذا الإقرار قد يكون مُعينا على التحرر، لأنه يمهد للتعدد والتنوع داخل المجتمعات، لكنه أيضا قد يسبب إشكالية حين يسيء المؤمنون التصرف في استقلاليتهم وحرية اختيارهم."
                  

10-07-2012, 11:20 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: Abdel Aati)

    Quote: بناء على النص الأصل أعلاه، والترجمة بعده (وهي معروضة للتصحيح)، نخلص للآتي:

    - كلمات "أمجده" و"مؤيد له" في الترجمة التي بذلها الأستاذ خالد، لا مكان لها في النص الأصل.. هي مضافة بصورة واضحة.. لو كان الأستاذ خالد يقصد أن "أحتفل به" هي التي تعني "أمجده" (وذلك يكون ترجمة خاطئة جدا، في أقل تقدير) فما كان له إذن أن يقول "أحتفل به" ثم يقول "أمجده" أيضا.. "التمجيد" في حد ذاته من العجيب أن يُذكر في سياق كهذا، علاوة على أن عبارة "أحتفل" (celebrate) لا تفيد في اللغة الانقليزية "التمجيد" أو "التأييد"، بل تفيد تقدير المجهود، أو الحادث، أو الشخص، والاهتمام الصادق به، حتى لو كانت هناك خلافات في الرأي..

    أما عبارة "مؤيد له" فلو افترضنا، بأكبر حسن ظن ممكن، أنها ترجمة متصرفة لكلمة (proactive)، فهذه تكون شطحة ترجمية غريبة، ونموذجا عظيما على إسقاطات المترجم على النص بعيونه غير الموضوعية.. لاحظوا أيضا أن الاستاذ خالد استخدم هاتين الكلمتين بالذات ("أمجده" و"مؤيد له")، وكررهما، كدليل قاطع على زعمه بأن النعيم يؤيد أسلوب حياة الشخصيات الواردة في الكتاب (خصوصا الشخصيات التي اختارها الأستاذ خالد كنماذج، وهي لا تعبّر عن بقية شخصيات الكتاب بأي حال من الأحوال).

    - الأستاذ خالد يقول إن النعيم يقول "هذا الكتاب هام بالنسبة ليس شخصيا"، وهذه ترجمة شائهة، في أقل تقدير، لأن النعيم كان يتكلم في الجملة السابقة عن الموضوع عموما وليس الكتاب بالتحديد، حين قال: "أنا أحتفل بهذا الكتاب، لميلودي معزي، كجهد متدبر ومؤثر، من أجل التصالح مع كون المرء مسلما أمريكيا بمنظور إيجابي واستباقي. هذا هام بالنسبة لي شخصيا.."..

    لا بد من ملاحظة أنه لم يقل "هذا الكتاب هام"، وإنما قال فقط "هذا هام" والأستاذ خالد وضع "هذا الكتاب" من عنده، أي أنه فرض فهمه للنص على النص نفسه، بينما السياق عموما يفيد أكثر أن كاتب الجملة حين يقول "هذا" في بدايتها فإنه في العادة يشير إلى آخر شيء ذكره في الجملة السابقة، وهو هنا الموضوع العام ("التصالح مع كون المرء مسلما أمريكيا بمنظور إيجابي وسبّاق").

    - النتيجة الأخرى لسوء الترجمة هي زعم الأستاذ خالد أن النعيم يقدم هذا الكتاب لزوجته وأطفاله وحفيدته، في حين أن النعيم يقول إن موضوع تصالح الهوية هذا "هام" بالنسبة له ولزوجته وأطفاله، لأنهم جميعا يسعون للتوفيق بين هوياتهم المتداخلة كمسلمين أمريكان من السودان..

    "الموضوع" هو الهام بالنسبة لهم، لأنهم يعيشونه، وليس "الكتاب" تخصيصا.. ولو كان هذا مجرد خطأ ترجمي آخر لما كانت هناك إشكالية كبيرة، لكن الأستاذ خالد استعمله مباشرة ليقول قولا مسيئا للنعيم: "بئس ما قدمت لأهلك!!"، وهي لغة غريبة جدا في إساءتها وفي نبرة وصايتها، وهي تخاطب رب أسرة مسؤول، يتحدث عن زوجته وأطفاله وحفيدته بما لا يدخل في شأن خالد الحاج أو غيره.
                  

10-07-2012, 11:21 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: Abdel Aati)

    Quote:
    (2) التشوية في المعنى:

    تصدير الأستاذ النعيم عبارة عن ثلاث صفحات، فهو مختصر جدا عموما، ثم تليه "مقدمة" الكتاب من الكاتبة، ثم إن النعيم وضّح، وبشكل مباشر، أن هدفه في هذا التصدير هو تناول نقطة واحدة من النقاط التي يتمحور حولها الكتاب، حين قال: " الهدف المحدود من هذا التصدير الصغير هو تقديم بعض الخلفية والسياق من أجل مصالحة الهوية هذا، من الوقائع الديمغرافية للتنوع، من أجل تأكيد القيمة العليا للتعددية – ليس بالنسبة للمجتمعات المهاجرة والمُضيفة في الولايات المتحدة فحسب، وإنما على نطاق عالمي أيضا."

    في أدب التصديرات، من المتعارف عليه أن كاتب التصدير نادرا ما يكتب في عرض الكتاب ككل، إنما عادة ما يختار محورا واحدا، أو اثنين، من محاور الكتاب ليعطي خلفية عامة عنه، سواء بالمعلومات أم الرأي التحليلي، ليهيّء القارئ، شيئا ما، لعملية استقبال محتوى الكتاب بتصور عام لمحتواه (أو بعض محتواه).. عليه فمن النادر أن يصبح كاتب التصدير مسؤولا، في عيون القارئ، عن محتوى الكتاب نفسه، لأن البداهة هي أن كاتب الكتاب هو المسؤول عنه، وهو جهده، ولهذا صدر باسمه.. أكثر من ذلك، فمن المعتاد أيضا أن يكون كاتب التصدير يختلف بصورة واضحة مع مؤلف الكتاب في الرأي، وهناك مثال يمكن أخذه من كتاب الأستاذ عبدالله النعيم نفسه (Towards Islamic Reformation) الذي صدر عام 1990، (وتمت ترجمته فيما بعد بعنوان "نحو تطوير التشريع الإسلامي").. كاتب التصدير لهذا الكتاب هو جون فول، وهو لا يمكن أن يكون متفقا مع محتوى كتاب النعيم ذلك ببساطة لأنه لا ينتمي أيدولوجيا للمدرسة التي ينتمي لها الأستاذ النعيم، علاوة على أنه - أي جون فول - ليس مسلما أصلا، لكنه باحث أكاديمي معروف في الدراسات الإسلامية، الأمر الذي يؤهله لكتابة التصدير بغض النظر عن مدى اتفاقه الفكري مع محتوى الكتاب.

    هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن طبيعة كتاب ميلودي هذا هو أنه دراسة وصفية في عمومه، أي أنه ليس أطروحة فكرية مهيكلة، وإنما استطلاع ووصف لقضية، لا يضع الكاتب فيها بالضرورة فقط ما يتفق مع رأيه.. موضوع الكتاب هو قصص شخصيات أميركية متنوعة، في مشاربها ورؤاها وتجاربها، تشترك جميعا في أنها تصف نفسها بأنها مسلمة، والكتاب عموما يعرض قضية أن المسلمين الأمريكان جزء لا يتجزأ مع نسيج المجتمع الأمريكي، بشتى تنوعاته وحتى تناقضاته.

    كان هذا يكفي الأستاذ خالد الحاج لئلا يصر على اتهام النعيم تهمة منكرة، كالتي ألقاها، من خلال تصديره هذا، خصوصا وأن النعيم لا يتكلم بأي صورة من الصور عن "الإباحية الجنسية" في هذا التصدير.. لكن، ولأن الأستاذ خالد قد قرر مسبقا أن هذه "المقدمة" دليل أساسي على اتهامه هذا، صار يستبيح لنفسه لي أعناق النصوص، وإخراجها من سياقها..

    كمثال واحد، انظروا له يترجم هذا النص من تصدير النعيم: "من المهم جداً قبول واحترام توجهات وتجارب المولودين والمنشئين في هذه البيئة الاجتماعية والثقافية الجديدة. إن تجربة أن يكون الشخص مولوداً لأبوين مسلمين، ومنشأ في بيت مهاجرين مسلمين، يجب فهمها في إطارها وشروطها الخاصة بها، بدل أن يفترض الأبوان المسلمان، المهاجران، أن تجارب أبنائهم ستكون نسخة مبسطة من تجاربهم."..

    هذا هو نص النعيم المترجم، بواسطة الأستاذ خالد، فماذا يقول الأستاذ خالد بعده مباشرة؟ اسمعوه يقول: "فيا أيها المهاجر المسلم، في الولايات المتحدة إذا جاءتك ابنتك، التي هي في المرحلة الثانوية، مع صديقها (boy friend) ـ فالنعيم ينصحك، أن تقبل هذا الأمر بسعة أفق، وتعد لهم حجرة خاصة ليمارسا فيها الجنس، فهذا ما تمليه الشروط الخاصة بمجتمعهم.. ولا توجد أي مشكلة، فالنعيم يخبرك أن هذا هو الإسلام نفسه، والاهتداء بالنموذج التأسيسي!!"..

    يصعب على المرء أن يقرأ هذا القول الكثيف أكثر من مرة، لأنه، إضافة لبعده عن أبسط مقومات اللغة المهذبة، فهو يصل لمصاف الجريمة ومساس عرض الأستاذ النعيم.. الأستاذ خالد لم يقم هنا فقط بتشويه قول النعيم، أبلغ تشويه، بل استباح لنفسه، وبدون أي شبهة حق، أن ينتهك أخص خصوصيات الناس.
                  

10-07-2012, 11:22 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: Abdel Aati)

    Quote: (3) التشويه في الموقف:

    لو كان الأستاذ خالد حريصا حقا على الموضوعية والإنصاف، لكفاه هذا النص من تصدير النعيم: "عليه فإن ميلودي محقة في الإقرار بأن شخصياتها هنا [في فصول الكتاب] إنما يتحدثون عن أنفسهم كمسلمين أمريكان، ولا يتحدثون كممثلين لعموم التراث الإسلامي أو نيابة عن جميع المسلمين. هذا الإقرار قد يكون مُعينا على التحرر، لأنه يمهد للتعدد والتنوع داخل المجتمعات، لكنه أيضا قد يسبب إشكالية حين يسيء المؤمنون التصرف في استقلاليتهم وحرية اختيارهم.".. لا أتصور أن يكون هناك موقف أوضح من هذا، من كاتب تصدير، بخصوص محتوى فصول الكتاب.. لكن الأستاذ خالد لم يأت على هذه الفقرة طبعا من تصدير النعيم، ولأسباب أظن أنها صارت واضحة.

    لكن الأستاذ خالد، إضافة لذلك، لم يكتف بتشويه موقف الأستاذ النعيم وإشانة سمعته، وإنما تجاوز لتشويه موقف السيدة الكاتبة نفسها، ميلودي، وإشانة سمعتها، حين قال: "وغرض الكتاب الأساسي، هو الدفاع عن الممارسات الجنسية بصورها المختلفة، خارج رباط الزوجية."..

    الأقوال المنكرة في مقالات الأستاذ خالد في حق النعيم كثيرة، لكنه هنا أيضا لا يتوقف عند النعيم، بل يستبيح لنفسه أن يتعرض لسيدة لا يعرفها ولا تعرفه، ويقوّلها ما لم تقل في كتابها، لدرجة تصل لأحط الدرجات، وتبلغ أيضا مبلغ التعرض لأعراض الناس، للأسف الشديد..

    يقول الأستاذ خالد هذا، وبوثوقية غريبة، فقد درج على استخدام عبارة "الغرض الأساسي من هذا" في عدد من كتاباته الأخيرة، وحين يقرأ المرء هذا القول يظن أن الأستاذ خالد يملك دليلا قاطعا ومباشرا على هذا التقرير، لكن سرعان ما يتضح أن الأمر ليس كذلك.

    أنا أتساءل، صراحة، وبما أمكنني الإبقاء عليه من حسن الظن، هل قرأ الأستاذ خالد هذا الكتاب حقا، أم أنه بلغه من مصدر ثالث؟ فإن كان قرأه، هل قرأ الفصل الذي تتحدث فيه الكاتبة عن حياتها نفسها، كمسلمة أمريكية، وتجربتها مع دينها منذ بيئة الأسرة وحتى الشبّ عن الطوق، وعلاقتها المتنامية بدينها وبتجربتها الشخصية من خلاله، ثم بعد ذلك وجد في نفسه القدرة على كتابة ما كتب عن هذا الكتاب، وكاتبته، وكاتب التصدير؟ وإن كان لم يقرأه، ولكن بلغه من مصدر ثالث، أفلم يجد عبرة في قوله تعالى: ((...فتبينوا، ان تصيبوا قوما بجهالة، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين))؟
                  

10-07-2012, 11:24 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: Abdel Aati)

    Quote: خاتمة:

    من المؤسف حقا، وعموما، وفي هذه الظروف المحلية والعالمية خصوصا، أن ينشغل الجمهوريون بالكتابة المضادة فيما بينهم وعلى الملأ.. هذا وضع أفضل منه الصمت..

    الجمهوريون كانوا منذ بدايتهم، وما زالوا، فئة صغيرة العدد والإمكانيات (المادية)، يواجهون خضما من الأعداء والمتربصين، أكثر عددا وعتادا منهم بما لا يقاس، وكان ديدنهم في الثبات أمام هذا الخضم هو استنصارهم بإيمانهم وببعضهم بعضا، يستلهمون من علاقاتهم الإنسانية الرفيعة فيما بينهم، ومع أستاذهم، القوة النفسية والفكرية التي تثبت أقدامهم في طريق أهداف إنسانية نبيلة، تحفه الكثير من المكارِه.

    وبينما على الصعيد المحلي، في السودان، الذي هو أحد الغايتين الشريفتين اللتين وظف الجمهوريون أنفسهم حرصا عليهما وصونا لهما، تفيد كل الدلائل بالحاجة لظهور الجمهوريين بفكرهم ونماذجهم في الميدان العام، يراهم الناس اليوم في انشغال، بين عدد يستخدمون لغة التكفير في حق اخوانهم، وبين عدد آخر يكتبون ردا عليهم..

    أما على الصعيد العالمي، فحين تشير كل الدلائل إلى الحاجة لأفكار ومبادرات مستنيرة، تدعم حرية الضمير وتقدم نماذج أخلاقية مغرية، يلتف حولها الحيارى من المسلمين، المسالمين المتمدينين، في أرجاء العالم، ليجيرهم من غلواء الهوس الديني، الناشئ والمتصاعد بينهم، ويهدد حيواتهم وحيوات غيرهم، نرى الجمهوريين مشغولين في التناوش فيما بينهم.

    ومن المؤسف لي شخصيا، أن الشخص الذي أكتب اليوم في نقده، على الملأ، هو نفس الشخص الذي لديه مساهمات فكرية، قديمة وراهنة، أعجبتني ونفعتني وأمتعتني، مثل كتابه "المعرفة وطبيعة الوجود"، وكتاباته حول النظرية النقدية في الإسلام، ثم أراه مع ذلك يكتب كتابات من نماذج ما أوردنا أعلاه، في مستوى لا يشبه، من بعيد أو قريب، في محتواه أو في أسلوبه، ذلك الجانب الآخر من كتاباته..

    إن إنتاج المفكرين دائما يؤخذ كله، وتؤخذ معه مواقفهم، حين تقييمهم وسط رصفائهم وفي عيون التاريخ، وقد كنت أحب للأستاذ خالد مقاما آخر في هذا الميزان، غير هذا الذي أراه الآن.. ما زلت أرى أن أي نقص من نموذج الأستاذ خالد الحاج، كمفكر جمهوري، هو في النهاية خسارة لعموم الجمهوريين، يصعب جبرها.. لكن الحق أحق أن يقال.

    مع ذلك، فإن الأمل ما زال أكبر في أن "نمسك هذا الأمر ما استمسك"، كما جرت العبارة الجامعة المانعة للإمام علي بن أبي طالب.. هنا أنا لا أشير بالضرورة إلى نهاية الاختلاف بين الأستاذ خالد والأستاذ النعيم، أو بين عموم الجمهوريين، في شتى القضايا، فالاختلاف في حد ذاته ليس بالضرورة أمرا سيئا، لأنه قد يكون خلّاقا وبنّاءً، ومحفزا على المزيد من التجويد لكل طرف..

    لكن، إن كان لا مناص من الاختلاف، حتى لو كان كبيرا وجوهريا، أليست هناك وسائل أفضل لريادة هذا الخلاف بصورة متمدينة، تكون في ذاتها نموذجا طيبا ومثمرا؟... هل من سبيل أفضل؟

    قصي همرور
    7 أكتوبر 2012


    انتهى مقال الاستاذ قصي همرور


    المرجع: http://www.sudaneseonline.com/arabic/index.ph...%B1%D9%88%D8%B1.html
                  

10-07-2012, 11:52 PM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: Abdel Aati)

    نسبة لبعض الواجبات الأكاديمية ، فستكون هذه آخر مساهمة لي في هذا الخيط ، في الوقت الحاضر ، و ربما أرجع بعد الفراغ منها ، و عسى أن يكون قريبا..
    فالشكر لكن من شارك ، وأو سيشارك في إحياء الحوار فيه ..
    أحمد الأبوابي

    (عدل بواسطة أحمد الابوابي on 10-07-2012, 11:59 PM)

                  

10-08-2012, 04:34 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: أحمد الابوابي)



    الشكر الجزيل للأستاذ بكري أبوبكر
    إذ قام بالتعديلات اللازمة لعودة الملف ناضراً كما كان

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-08-2012, 06:34 AM)

                  

10-08-2012, 08:46 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    ملف يتعين أن يكون عالياً بما يحوي من حوار نأمله فكرياً

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-10-2012, 07:59 AM)

                  

10-08-2012, 09:36 PM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    الشكر الجزيل للأستاذ بكري أبوبكر
    إذ قام بالتعديلات اللازمة لعودة الملف ناضراً كما كان
    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
    و لك ايها الصديق..
                  

10-09-2012, 05:54 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: أحمد الابوابي)



    حول خالد الحاج والنعيم (2)



    (1)
    نورد هنا أولاً قضية حرية التأويل التي أوردها الدكتور عبد السلام المسدي في كتابه " المثقف والسلطة " . ونوردها هنا لوجود علاقة بينها وبين القضية المطروحة من قبل الأستاذ " خالد الحاج " من تمترسه في تأويل واحد ، يجر معه عربة القضية من حوار الفكر إلى دعوة صريحة للتكفير ! . ونحن نعجب أشد العجب ، إذ كان الأستاذ محمود يحتفي بالرأي المعارض . وقد انتهج منهاج التأويل للنصوص ، التي تبرز القدرة على القراءة الجديدة للنصوص . وهو ما يثبت الدور الكبير الذي يلعبه القارئ في الفهم والتأويل .
    النص

    ( حرية الرأي صرح لا يقوم بنفسه ، وإنما هو كالبناء لا يستقيم إلا بعماد مركزي متين : إن حرية الرأي معمار قائم بغيره ، هذا الغير هو ببساطة متناهية " الأمن النفسي " . فما لم يرسخ في وعي المثقف وفي لاوعيه أنه متمتع بطمأنينة روحية وأنه مكفول بسكينة نفسية ، وأنه محاط بتوازن شعوري ، وأنه كذلك محروس بوئام حميمي وإكرام عاطفي ، فإن آلياته الذهنية ترتبك . وخوالجه الفكرية تضطرم ، وحوافزه التأملية تتعثر فتتعاضل وتنتكس . هذه الحقيقة هي أم الحقائق الشاملة على مسرح الكون الجديد .
    *
    قبل حرية الرأي وبعد حرية الرأي ، المثقف في اوطاننا في أمسّ الحاجة وأشدها إلى أن نكفل له براءة التأويل ، ومنتهى مرماه أن نكف عن تصيده بشباك الظاهر والباطن . وأن نقفل بالأقفال الحديدية وإلى الأبد ، محاكم المقاضاة بالنوايا ومحاكم التفتيش بالمقاصد . ولماذا لا يكون بين المثقفين والحاكمين عهد صريح جلي ؛ فعلى افتراض أن الكلام قد يحتمل ظاهراً وقد يحتمل باطناً ، ليكن احتكامنا إلى الدستور الإنساني المطلق ، وهذا نصه : دلالة النص ملزمة لصاحب النص ، ودلالة التأويل ملزمة لمن قام بالتأويل : أنا حر فأنا أتكلم ، وأنت حر فأنت تتأول . وكلامي غير ملزم إياك ، وتأويلك غير ملزم إياي .)

    (2)
    بالرجوع لملفات الأستاذ " خالد الحاج " في مقالاته في الخلاف بينه وبين دكتور عبد الله النعيم ، يجد المرء قضية فكرية بامتياز . كتب الدكتور محمد محمود سفراً باللغة الإنجليزية ابدى فيه خلافاً حول الفكر الجمهوري ، وهو رأي من خارج الفكرة .ولكننا ومن خلال المقالات المتتابعة للأستاذ " خالد الحاج " في خلافه الحاد مع أفكار الدكتور عبد الله النعيم ، قد تحول تحولاً كبيراً من ناقد لأفكار الدكتور النعيم ، إلى وصفه بالخروج عن الدين الإسلامي . وتلك قضية كبرى ، فيها اتبع منهاج التكفيريين في تناول الأفكار الإسلامية المتقدمة التي جاء بها الأستاذ " محمود محمد طه " في قفزته الكبرى نحو التنوير ، متبعاً " التأويل " في قراءته للنصوص الدينية بمستويين ، مستوى دولة المدينة ، ومستوى صلاحية الدين في " القرن العشرين " . وتلك قضية ربطت القرن العشرين بتأويل الأستاذ محمود ، والذي رآه الناقد " أسامة الخواض " في الملف الدراسي " محمود محمد طه في رؤى الأحلام " أنه قصر الفكرة ونبوها بقرن زماني ، فكيف نحن الآن وقد تجاوزنا القرن العشرين .
    (3)
    هنالك أسئلة تعيد مسار القضية الفكرية المطروحة حول الإسلام وصلاحيته للزمان المكان في قدرتها بالفعل على النهوض بتلك الصلاحية ، إن كانت التحديات الفكرية التي عصفت بالعصر ، وليست هي الماركسية والاشتراكية والرأسمالية وشريعة دولة مدينة الرسول أيام حياته وأحكام وأنظمة تلك الدولة . بل القضية في قدرة منهاج الأستاذ " محمود محمد طه " أن يقود تلامذته من اتخاذ ذات المنهاج في مواجهة الفلسفات المعاصرة وتطور مناهجها : من بنيوية وتفكيكية وحداثيات وغيرها من إعادة النظر في المسلمات التي كنا نمر عليها مرور الكرام دون أن نعيد الأسئلة الكبرى حول موقف العقائد الإسلامية وأطيافها المتعددة من ذلك الحفر المتقدم في مجال اللغويات واللسانيات ، وإعادة قراءة النصوص بمناهج متقدمة . منها إشراك القارئ ، بل واكتشاف أن القارئ بدأ ينهض بدوره القليدي القديم من متلقٍ سالب ليس له في الفعل من شيء ، إلى متلقٍ مشارك في صناعة خيارات الفهم .

    ونواصل


    *
                  

10-09-2012, 08:17 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    السادة الكرام
    تحياتي وسلامات

    لم أنته بعد من قراءة كل البوست فهو يحتوي على جرعات تتطلب تركيزاً كبيراً ووقتاً ماهلاً وهو ما أفتقده حالياً.. وأحاول تدبيره
    لكنني في عجالة أرى لو تم قراءة هذه البوست مع ذلك الخلاف والتخاطب ( الحاد ) الذي رد به الأستاذ خالد الحاج على الأستاذ النور حمد عندما كتب الأستاذ النور عما وصفه بـ ( براغماتية الأستاذ محمود ) .
    أظن أن الصورة سوف تكون أكثر إتضاحاً
                  

10-10-2012, 07:56 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عاطف عمر)




    حول خالد الحاج والنعيم (3)


    {... قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }يوسف18
    (1)
    تعجبت من مقالات الأستاذ " خالد الحاج " إذ أنه بدأ مقالاته في الإنترنيت بتصويب سهام الغضب لشخص الدكتور عبد الله النعيم . وكنتُ منتظراً الكثير الذي يكتنزه الإخوة الأجلاء الجمهوريون من رصيد فكري ، هو ميراث الصبر الجميل الذي صبره الأستاذ " محمود محمد طه " مدى حياته لنهج جديد في التأويل ، فكيف بأحد تلامذته وأحد زملائه الذي كتبوا أسفار عديدة ، كيف يكون مدخله للسماء المفتوح لا أن يختار الحوار ، بل أن يترصد الدكتور عبد الله النعيم ، ليس طلباً لمنازلة فكرية ، ولا ليتشكك في نهج الفكرة الجمهورية لدى الدكتور النعيم التي ترحب بالحوار ،والتي حمل أهلها الجمار بسبب صبرهم على غلظة الآخرين ، إلى أن لبس الأستاذ " خالد الحاج " لباس الحرب التكفيرية ، وركب فرسه وامتشق سيفه ، لا ليستكمل الفكرة ويستدل بالمنهاج الذي اكتشفه الأستاذ " محمود " ، ولا لينتقل بالفكرة الكبرى ، ونزع غلظة " العقوبات " عن هذا العصر ، وأن يعيدها بصندوقها تامة لدولة المدينة التي لم تستطع أن تستقبل رسالة التسامُح . وجاء سيدنا " خالد " بالدولة الإسلامية بغلظتها ، لينته الحوار منذ مبتدأه !.
    لقد ذهب القرن العشرين الذي ابتنى به الأستاذ منهاجه في مواجهة مُعضلات زمانه . كانت الاشتراكية ، والماركسية والرأسمالية والوجودية تتصارع ، وقد أخذ الأستاذ " محمود " من اكتشافات العلم والمعرفة سبيلاً في تنضيد الفكرة . وكان للأستاذ منهاجاً بدأ فيه ذلك الحوار ، وأقام له الطفرة الكبرى ، فهاجمه النَقَلة من أهل السلف ،وأقاموا له كل مرصدٍ ، لم يستطيعوا دحض الفكرة لقصر مواعينهم الفكرية ، واتخذوا أيسر السبل ، وهي التكفير. بل استعجلوا من أن الاستتابة لا يستحقها لأن تكفيره كان منذ 1968 ، ظناً منهم أن الشهيد البطل " محمود " كان سيستجدي و يبحث عن مخرج !! .
    ولبس سيدنا " خالد الحاج " لبوس سدنة بيلاطس ( المهلاوي والكباشي ...وثلة المتجبرين بوهج السلطان ) ، ليعيد هو ذات سلاح التكفير ، ولكن برصيد من الاستعراض بالتجول عبر مراجع بعينها ، لينثر غباراً من حول الفكرة التكفيرية ، التي رغب أن يكون سهمها مسموماً قاتلاً ، لا يترك لمحاوره كثير شيء ، فقد وضعه في كفة العارف الذي اختار الكفر سبيلاً !!

    ونواصل
                  

10-10-2012, 01:52 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)



    حول خالد الحاج والنعيم (4)


    لعل البروفيسور" عبد الله علي إبراهيم " عندما يتيسر له الوقت ، وننزعه من مشاغله التي يُحب ، ليقرأ هذا الملف . الذي أظنه وجه آخر من وجوه حوارات الصفوة . ولكنه الجانب المعتم أو المظلم من النفوس البشرية التي تتخذ من عقول الصفوة مسكناً . هذا صراع يرغب مُبتدره أن يكسب بالضربة القاضية لخصمه . أن يغلق كل الأبواب ومنافذ الهروب والتراجع . فمن السهل أن تقوم بتركيب ماكينة " الظواهري " وجهازه المفهومي حول الكون والبشر والأرض والدولة و"الشهادة " التي استرخصها التكفيريون لتكون أسيرة في الزمان ومملوكة لهم ملك اليمين .

    ونواصل
                  

10-10-2012, 02:51 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)




    حول خالد الحاج والنعيم (5)


    ورد في المقال السابع (ب) للأستاذ " خالد الحاج " الآتي :

    (هذا محض كذب، وافتراء على الله ورسوله، وعلى التاريخ.. فالإسلام لا يتكيف مع غيره، وإنما يطلب من غيره أن يتكيف معه.)

    أنا استعجب هذا النص الذي أورده الأستاذ " خالد الحاج " ، فمن المقولات الأساسية في نهضة الرسالة الثانية من الإسلام أن المجتمع المدينة أيام قنديها النبي الأكرم ،لم يستطع أن يواكب الرسالة المتسامحة ، ومن ثم احتجبت .وسادت الرسالة الأولى الغليظة . ولم يكن الأمر كذلك إن لم يتكيف الإسلام مع المجتمع .
    ولكي ندلل على ما أوردنا

    ونقطف من : كتاب " الرسالة الثانية من الإسلام " – الباب الخامس – الرسالة الأولى :

    ( والاختلاف بين المكي والمدني ليس اختلاف مكان النزول ، ولا اختلاف زمن النزول ، وإنما هو اختلاف مستوى المخاطبين . فيأيها الذين آمنوا خاصة بأمة معينة . ويأيها الناس فيها شمول لكل الناس.)
    ونواصل

    *
                  

10-10-2012, 03:01 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)


    نرجو أن يكون الملف عالياً

    *
                  

10-10-2012, 03:29 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)



    حول خالد الحاج والنعيم (6)



    يقول عنوان الملف :
    خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات..
    فهل سألنا أنفسنا أهو بالفعل كاتب بلا جمهور ؟
    نعرف في وطننا مصائر الصفوة ، فإنهم في وطنهم بلا جمهور . فالجمهور الذي يعرف القراءة قليل في وطننا . ولخالد الحاج كتب وأسفار عديدة . وهو الذي هجر عادة أهل موطنه وغادر الأدب الشفهي لدوحة الكتابة .
    كلنا كُتاب بلا جمهور .
    ولا أعتقد أن ذلك ينتقص من الأستاذ " خالد الحاج " كثير شيء ,

    ونواصل

    *
                  

10-10-2012, 09:37 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

10-10-2012, 11:23 PM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    الشكر للأخ الاستاذ الشقليني ، على المجهود المقدر في إثراء الخيط ، و إحيائه ..
    و لقد قلت في مداخلة سابقة بأنها سوف تكون آخر مداخلة في الوقت الحالي ، نسبة لظروفي ، و لكن استوقفني تعليق للأخ الشقليني ، شعرت بأنه من اللازم الرد عليه لأنه يتناول الفكرة الأساسية للخيط كما يبديه عنوانه ..

    Quote: يقول عنوان الملف :
    خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات..
    فهل سألنا أنفسنا أهو بالفعل كاتب بلا جمهور ؟
    نعرف في وطننا مصائر الصفوة ، فإنهم في وطنهم بلا جمهور . فالجمهور الذي يعرف القراءة قليل في وطننا . ولخالد الحاج كتب وأسفار عديدة . وهو الذي هجر عادة أهل موطنه وغادر الأدب الشفهي لدوحة الكتابة .
    كلنا كُتاب بلا جمهور .
    ولا أعتقد أن ذلك ينتقص من الأستاذ " خالد الحاج " كثير شيء ,



    و أنا أشكر الشقليني ثانية ، لأنه قد أتاح فرصة للتحدث عن العنوان ، و ما هدفت لإيصاله عبره ..
    فأن أرى بأن الأستاذ خالد يكتب ، خطاباً ، ليس في تقديري من جمهور يمكن أن يفيد منه ، أو ( يبتاعه) .. فلا هو بالخطاب الذي يمكن أن يبتاعه المثقف المهموم بقضايا الحرية ، و حقوق الإنسان ، و المكتوي ، بنيران القمع ، و تكميم الأفواه .. فهو خطاب ، ( تكفيري) ، ( سطحي) ، حظ النفس فيه أكبر بكثير من حظ العقل الحر .. هو خطاب سلفي ، تكفيري ، يتوكأ ، و يا للغرابة، على مفردات جمهورية ، في أغلب أحواله .. و لكن في الجانب الآخر ، فليس هذا الخطاب ، بالذي يرضي طموح (السلفيين ) ، و إن جارى موجتهم ، في الكثير من المواقع ، فهؤلاء لن يرضو عن (خالد الحاج ) ، حتى يتبع ملتهم ، بعد أن يترك (كفره الجمهوري) ، و ينفض يده من ( الهالك ) محمود محمد طه ، كما ، دون شك يصفون . إن معرفتي بالإخوة السلفيين ، تجعلني أعلم بأنهم ، سيكتفون بالفرجة الشامته ، على ( هذين الزدنديقين) ، و هما يصطرعان ، و يستمتعون بأنه قد سلط الله ، بعضهم على بعض .. و لا أدري حقيقة ، هل يكون رد فعلهم تجاه هذا التبني الكامل للخطاب السلفي التكفيري ، من أحد الجمهوريين ، قائماً على الفرح ، و الرضى أم على الدهشة ، و الغيرة ، على ( الملكية الفكرية) ..
    من ناحية أخرى فليس ما يكتبه الأستاذ خالد بالذي يمكن أن يقرأه ( باسترخاء) ، و تصالح كبير ، السواد الأعظم من الجمهوريين الذين أعرفهم ، و الذين في تقديري ، لا يستحسنون، لاعتبارات شتى ، أن تخرج خلافاتهم الفكرية ، و الحركية ، إلى الحيز العام ، ناهيك إن تكون على هذا القدر من الحدة ، و الشخصنة ، و التجني ..
    لهذا فإن الأستاذ خالد كما أراه كاتب بلا جمهور ، و لن يتم تصحيح هذا الوضع الغريب ، إلا بأن يحدث مراجعة في أمره تجعله يسترد بعض الاتساق ، و ( الأصالة) ، التي ستجعل لكتابته (لون ) ، و (طعم ) ، و رائحة) ، سيتداعى استجابة لها من يروق لهم هذا اللون ، و حتى ، و لو كانوا حفنة من القراء ..
    إن وضع خالد الحاج الحالي ، هو ليس وضع كاتب الصفوة الذي استعصى خطابه السامق على العقول الاعتياديه ، فعدم القاري ، و عازه الجمهور ، و لكنه وضع كاتب تنكر لبدهيات فكره الذي يؤمن به ، كالحرية ، والفردية ، و ترك العنان لعواطفه ، و ضيق صدره ليتنزى حبراً يكتب خطاباً ، يبز التكقيريين في تكفيريتهم ، و النصوصيين ، في نصوصيتهم ، و الظاهريين ، في حرفيتهم ، و ( السفسطائيين ) في لجاجتهم ، و السلفيين في انغلاقهم ، و الشموليين في آحاديتهم ، ثم لا يكون من فرط (لاتجانسية) ، الخليط الناتج ، في النهاية ، أهلاً لأن يتشرّف به أحد هؤلاء ..
    لذا فهو بحق ، ( كاتب بلا جمهور) ..
    مع الشكر ، و التقدير مجدداً ..

    (عدل بواسطة أحمد الابوابي on 10-10-2012, 11:34 PM)

                  

10-11-2012, 06:42 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: أحمد الابوابي)



    حول خالد الحاج والنعيم (7)


    العزيز الأكرم : الأستاذ أحمد الأبوابي
    تحية طيبة وكثير ودٍ لما تفضلت به ،

    وأن مؤامرة جرك رغم مشاغلك إلى الملف قد أتت أكلها .
    لربما كان لي حق تأويل العنوان وفق ما أشاء ، وإذ أنت تُصحح لماذا اخترت أنت أنه كاتب بلا جمهور .
    رأيت من حديثك الأخير غلظة في حق الأستاذ " خالد الحاج " . ربما نتفق في أنه كال لدكتور النعيم بكيل التكفيريين ، ولكن له حق أن يبدي رأيه كاملاً . وهنالك قضية طالما كتبنا كثيراً في ملفنا الدراسي ( محمود محمد طه في رؤى الأحلام ) من أن السادة والجمهوريين قد اكتفوا بتجميع مكتبتهم ، ونقلوها لمدونة " الفكرة " ولم يلقوا بالاً إلى قضية منهاج الأستاذ محمود محمد طه ، وهي التأويل . وهو فضاء كبير ، ولولا هذا الفضاء لما أمكن للأستاذ " محمود " أن يتقدم الجميع بإكتشاف إسلام المدينة وإسلام القرن العشرين .
    لكني أرى الأستاذ " خالد الحاج " صاحب جمهور ، فهو من الأرثوذكسيين من حملة شعلة التنوير الجمهوري ، وله كتب وله أسفار متعددة . وله قراء ، فما أعرفه عن الجمهوريين أنهم قراء بامتياز . يتابعون ما ينشر متابعة لصيقة . فعندما ابتدرنا الملف الدراسي المذكور أعلاه بواسطتي والأستاذ الناقد " أسامة الخواض " ودكتور "الشريف " كان الإخوة الجمهوريون يتابعون الملف بدقة دون أن يتداخلوا . ربما لأنه ليس لهم حساب في مدونة سودانيزأزنلاين ، ولكنهم دائماً يتداولون ما يُكتب عنهم وعن الفكر الجمهوري .
    التقيت بأحد أصدقائي الجمهوريين على عجل في مناسبة . وذكرت له الأمر . وقال أنه اطلع على كتابات الأستاذ " خالد الحاج " وقدم وجهة نظر عجولة حول أن الدكتور عبد الله النعيم ، بحكم وجوده في الولايات المتحدة فترة من الزمان ، فقد خرج عن كثير من ركائز الفكر الجمهوري . ولا يرى من بأس بأن يكون للدكتور آراء جريئة مخالفة ، ولكن الاعتراض على نسبتها للفكر الجمهوري . فلو خرج من اصل الفكرة ، فيمكنه أن يكون مفكراً حراً ، دون أن تنتسب أفكاره إلى الفكرة الجمهورية .كانت العجالة أصغر من بدء الحوار . وأرسلت لصديقي رابط هذا الملف ، وذكرت بأن لي آراء حول الموضوع .

    تحية لك أخي الأكرم : الأستاذ أحمد الأبوابي ، على هذا النثير . وقد انطلت عليك حيلتنا في جرك للكتابة ، فلك العذر سيدي .

    ونواصل
    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-11-2012, 06:58 AM)

                  

10-11-2012, 01:45 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)


    ونعود بالملف إلى الصفحة الأولى ، ونعلم أن القراء كُثر .
    فمن أحبابنا كنا نشترك معهم زاد الثقافة عند العسرة .
    فما بالنا اليوم ، وقد فتحوا نافذة جديدة للحوار ،
    ربما غريبة الأطوار ....


                  

10-11-2012, 01:59 PM

omer almahi
<aomer almahi
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 1507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    .
                  

10-11-2012, 10:57 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: omer almahi)

    حقٌ علينا أن يكون الملف عالياً
                  

10-15-2012, 06:38 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ الكريم عبدالله الشقلينى ،

    تحية وسلام لك ولدكتور الأبوابى مفترع البوست ،

    أود التعليق على بعض ما جاء فى افادتك التالية:

    Quote: التقيت بأحد أصدقائي الجمهوريين على عجل في مناسبة . وذكرت له الأمر .
    وقال أنه اطلع على كتابات الأستاذ " خالد الحاج " وقدم وجهة نظر عجولة حول أن الدكتور عبد الله النعيم ، بحكم وجوده في الولايات المتحدة فترة من الزمان ، فقد خرج عن كثير من ركائز الفكر الجمهوري .
    ولا يرى من بأس بأن يكون للدكتور آراء جريئة مخالفة ، ولكن الاعتراض على نسبتها للفكر الجمهوري .
    فلو خرج من اصل الفكرة ، فيمكنه أن يكون مفكراً حراً ، دون أن تنتسب أفكاره إلى الفكرة الجمهورية .كانت العجالة أصغر من بدء الحوار .
    وأرسلت لصديقي رابط هذا الملف ، وذكرت بأن لي آراء حول الموضوع .


    فملاحظة صديقك الجمهورى، اخى عبد الله ، هى خلاصة رأينا حول الفكرة الجمهورية ذاتها بمعنى:
    أن اعتراض أحد الجمهوريين على آراء د. عبالله النعيم الجريئة ، هو نسبتها للفكرة الجمهورية ،

    وهو ذات مأخذنا على الاستاذ منشىء الفكرة الجمهورية الذى ربطها بالدين الاسلامى تحديدا و منطلقا الى فضاءات الفكر الحر، مخالفا بذلك الكثير من ثوابت الدين الاسلامى وركائزه التى يقوم عليها

    فلو لم يربط الأستاذ محمود فكرته بالدين الاسلامى لكان مفكرا حرا ولما اعترض سبيله علماء الدين .

    ولاوضح مقالى اكثر : اضرب مثلا بالطبيب الذى يكتب بحوثا طبية ولا يتقيد بضوابط وشروط البحث العلمى والطبى ، فترفض نشرها الدوريات الطبية المعتمدة مهنيا وعلميا

    ولكنها لا تحجر على ذات الطبيب نشر مقالات وقصص أدبية من وحى مهنته ومجاله كنوع من انواع الادب الرفيع والفكر الحر ، بل وينال على ذلك الجوائز العالمية

    تحياتى

    (عدل بواسطة مهيرة on 10-15-2012, 06:57 PM)

                  

10-18-2012, 08:46 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: مهيرة)
                  

10-18-2012, 08:52 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: Kostawi)



    المفكر عبدالله النعيم: لا ضير اطلاقا في اختيار بعض الناس الإلحاد أو اعتناق بعض المسلمين للمسيحية




    واشنطن ـ آفاق

    2008/29/4
    قال المفكر السوداني عبدالله النعيم إنه لا ضير اطلاقا في اختيار بعض الناس الإلحاد أو أعتناق بعض المسلمين للمسيحية، مضيفا أن "ضمان حرية الاعتقاد هي من أهم الحقوق الاساسية لأنها تضمن لي حرية التدين كمسلم كما تضمن لغيري حق التدين بأي دين" وقال النعيم إن الضرر الاكبر ليس من حرية الملحد أو المرتد وإنما من إكراه الناس على الدين.."


    وقال النعيم في حوار لجريدة الصحافة السودانية ينشر الاسبوع القادم "إن مبدأ لا أكراه في الدين هو أساس إمكانية أن يكون المرء مسلما، فالايمان يقتضي بالضرورة المنطقية إمكانية الكفر. لذلك لا بد أن يكون اعتناق الاسلام كدين عن طواعية وحرية كاملة في الاختيار وقبول الاسلام أو رفضه. من عقيدتي كمسلم أن الله سبحانه وتعالى هو القادر الاوحد على محاسبة البشر على معتقداتهم الدينية، وذلك بالنص الصريح والقاطع لعشرات الآيات في القرآن. كما أن القرآن يفترض امكانية الاسلام ثم الارتداد ومع ذلك يقول بأن الله هو الذي يحاسب المرتد وهذا يعني أنه لا يصح دينا محاسبة المرء على الردة في هذه الحياة الدنيا.."


    واضاف النعيم وهو أستاذ القانون بجامعة إيموري بالولايات المتحدة "من هذا المنظور الاسلامي فإني أقول أولا بأن من حق أي شخص أن يسلم عن حرية كاملة وطواعية بدون أدنى قدر من الخوف أو الطمع. ولذلك لا ضير اطلاقا في اختيار بعض الناس للالحاد أو اعتناق بعض المسلمين للمسيحية أو غيرها من الأديان. في رأيي الشخصي أن الإلحاد أو اعتناق غير الإسلام هو اختيار خاطئ، لكني أحترم تماما حق أي انسان في أن يفعل ذلك في أي زمان ومكان، وأضيف كذلك أن ضمان حرية الاعتقاد هي من أهم الحقوق الاساسية لأنها تضمن لي حرية التدين كمسلم كما تضمن لغيري حق التدين بأي دين أو اعتناق الإلحاد، فكيف أطالب بهذا الحق لنفسي إذا كنت أمنعه عن الآخرين".


    وأوضح " لكني أيضا أرى في ظاهرة الخروج على الاسلام دعوة للمسلمين في النظر إلى الأسباب. فإذا كنا نقدم الإسلام بصورة مغرية وجذابة كدين للسماحة والعدالة والسلام، فسوف يعتنق الناس الاسلام بحرية وقناعة وليس خوفا من عقوبة الردة أو العنف الفردي ممن ينصبون أنفسهم أوصياء على معتقدات الناس على عكس مقتضى المنطق وصريح نص القرآن.."


    وقال الدكتور عبد الله النعيم " من يقول إن المجتمع قد يتضرر من حرية الملحد أو المرتد وأنا أقول إن الضرر الأكبر هو في إكراه الناس على الدين وهو ما يخالف صريح نص القرآن، علينا كمجتمع أن نقنع الناس بالدخول في الإسلام والبقاء عليه عن طواعية ولكن لا يحق ولا يمكن أن نكرههم على الايمان، ومحاولة الإكراه إنما تؤدي إلى النفاق حيث يعلن المرء الايمان خوفا من العقوبة أو العنف من البشر وليس عن قناعة ذاتية. ومصلحة المجتمع هي في إشاعة نموذج الإسلام الحق في العدل والسلام والمحبة حتى نغري الناس بذلك وليس بالإكراه في الدين والمعتقد.."

    وردا على سؤال عن كيفية تقييمه لتجربة طالبان ـ تنظيم القاعدة والتحولات التي خلقتها على مستوى العالم، قال النعيم وهو أحد تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه، مؤسس الفكر الجمهوري والذي أعدمه الرئيس السوداني الاسبق جعفر النميري عام 1983 "إن الفشل الحتمي لتجارب الدولة الاسلامية في السودان ينسحب على تجربة الطالبان في افغانستان ومزاعم تنظيم القاعدة الجهادي المتخلف، كما ينسحب على المملكة العربية السعودية.. "


    وقال النعيم "وأعيد هنا القول بأن مفهوم الدولة الاسلامية هو مغالطة ووهم لم يتحقق تاريخيا ولن يتحقق في المستقبل وأعيد القول كذلك إن العنف لا يخدم أي قضية، وصحيح أن حق تقرير المصير ومناهضة الاستعمار والتسلط الاجنبي من المبادئ العامة المقررة الآن بصورة لا تقبل المغالطة ولا التسويف إلا أن هذه الغايات المشروطة لا تحقق من خلال كبت الحريات وانتهاك كرامة الافراد والشعوب أو العنف الاهوج الذي نراه الآن في أعمال الجماعات الارهابية في فلسطين وانحاء أخرى من العالم الاسلامي أو على مستوى العالم قاطبة..."
                  

10-19-2012, 08:51 AM

الشفيع وراق عبد الرحمن
<aالشفيع وراق عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 11406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الحاج .. كاتب بلا جمهور ، و سيف في وجه الذات.. (Re: Kostawi)

    سلام وتحية
    وجمعة مباركة طيبة في العشر المباركات

    شكرا ابوابي على البوست الدسم جدا

    الاخ عبد الله الشقليني
    لك الشكر لاثرائك للبوست بمقالات الاستاذ خالد الحاج
    المقالات حوت ردود واقتنباسات نصية لـ د.النعيمي
    كان يكون من الافضل "لو امكن" جلب مقالات د. النعيمي (ذات الصلة) كاملة، البتر، حتى ولو كان بحسن نية، قد يخل بالمعنى، و بالذات لمن كان خال الذهن عن الخلفيات التي احتوت على الكثير من الامور الفلسفية المعقدة التي لا يسهل هضمها اذا اجتزأت

    قراءة سريعة، يتبعها بعض التأني والتمحيص

    شكرا لكم

    (عدل بواسطة الشفيع وراق عبد الرحمن on 10-19-2012, 04:53 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de