مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متابعة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 07:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2012, 05:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    دعوات حقوقية لحماية المواطنين بعد مقتل شاب على ايدي ملتحين لـ'خروجه مع خطيبته'
    مصر: السلفيون يرفضون قبطيا أو امرأة نائبا للرئيس


    الحرية والعدالة‮: ‬لا خلاف علي مادة الشريعة الإسلامية

    السلفيون والجماعة الإسلامية اتفقا علي حذف كلمة مبادئ من المادة

    04/07/2012 10:49:29 م


    نفي حسين ابراهيم عضو الجمعية التأسيسية لوضع الدستور القيادي بحزب الحرية والعدالة ما يثار عن وجود خلافات حول المادة الثانية من الدستور وقال إن أعضاء التأسيسية بمختلف اطيافهم توافقوا علي مرجعية الأزهر،‮ ‬فهل سيختلفون علي المادة الثانية وقال‮ »‬حتي مع وجود آراء مختلفة سواء في الابقاء علي هذه المادة أو المواد الاخري فالحوار كفيل بتقريب وجهات النظر‮«.‬
    وقد اتفق حزبا النور والبناء والتنمية علي ضرورة النص علي الشريعة الاسلامية كمصدر اساسي للتشريع واصرا علي حذف كلمة مبادئ‮ ‬مؤكدين علي ان الامر متروك للجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور وانه لن يتم فرض شيء علي اعضائها‮. ‬واكد المهندس اشرف ثابت وكيل الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور الجديد وعضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي انه لن يكون هناك خلاف علي المادة الثانية من الدستور والخاصة بالشريعة الاسلامية‮ . ‬فيما اكد د‮. ‬يونس مخيون ـ حزب النور ـ نائب رئيس لجنة المقومات الاساسية بالجمعية التأسيسية ان هذه المادة لم يتم مناقشاتها بعد داخل اللجنة وان بعض وسائل الاعلام تحاول اثارة الخلاف داخل الجمعية التأسيسية،‮ ‬مشيرا الي انه كأحد اعضاء حزب النور السلفي يري ضرورة النص علي الشريعة الاسلامية كأساس للتشريع في مصر ولنا مبررات في ذلك في المقابل يطالب البعض بالابقاء علي كلمة‮ "‬مبادئ‮" ‬في المادة‮. ‬وقال مخيون ان هذه العبارة تحصيل حاصل لان الشريعة الاسلامية تكفل لهم هذا الحق كما ان الانبا شنودة الراحل طلب الاحتكام للشريعة الاسلامية في بعض القضايا الخلافية لدي الاقباط،‮ ‬مشيرا الي ان عددا كبيرا من الاقباط‮ ‬غير موافقين علي هذه الاضافة حتي لا يتركوا رهن الكنيسة‮.‬
    اكد د‮. ‬طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الاسلامية ان الجماعة ترفض وجود كلمة مبادئ الشريعة الاسلامية في الدستور الجديد مشددا علي ضرورة الاحتكام الي ان الشريعة الاسلامية هي مصدر التشريع وذلك في الوقت الذي يتم فيه اضافة فقرة للاقباط بالاحتكام لشرائعهم‮.‬


    --------------------

    عارضوا 'مدنية الدولة' وكشفواعن تعهدات من الشاطر ومرسي بشأن الشريعة في الدستور
    2012-07-04




    القاهرة ـ لندن ـ 'القدس العربي': فيما بدت وكأنها بوادر صراع بين 'الاخوان' والسلفيين، وسط مخاوف من اعمال عنف وقمع للمواطنين خارج اطار القانون على ايدي ما يعرف بـ'هيئة الامر بالمعروف'، اعلن السلفيون رفضهم أن يكون نائب الرئيس في البلاد مسيحياً أو امرأة، حسبما تعهد الرئيس الجديد محمد مرسي.
    وعلل نائب رئيس 'الدعوة السلفية' في مصر الشيخ ياسر برهامي ذلك بأنه 'إذا حصل للرئيس شيء سيكون هو (النائب) رئيساً للجمهورية'.
    وكشف برهامي ان مرسي كان وعد المشايخ في لقاء معه اثناء الحملة الانتخابية بعدم تعيينهما، وقال 'كان صريحاً معنا حول أنه سيختار امرأة أو قبطياً كمستشارين وليس ضمن نوابه'، مؤكداً أنه يتمنى أن ينص الدستور المصري على أن يكون الرئيس مسلماً.
    وكذلك كشف برهامي الذي يعد احد اهم شيوخ السلفية في الاسكندرية أنه حصل على وعد من نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر ومن الرئيس مرسي قبل الانتخابات بأن تكون المادة الثانية من الدستور هي أن 'الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع'، معرباً عن أمله في أن يتم وضع دستور جديد لمصر قبل شهر أيلول/سبتمبر المقبل.
    كما رفض برهامي استخدام كلمة 'مدنية' في وصف هوية الدولة المصرية، واعتبر أن مدنية تعني 'العلمانية'، مشيراً الى أن الرئيس المصري محمد مرسي حينما استخدم مصطلح 'مدنية' فقد كان يعني أنها دولة غير عسكرية.
    من جهة اخرى ادانت وزارة الاوقاف الاربعاء جريمة قتل الطالب احمد سعيد بالسويس على ايدي ملتحين، مؤكدة ان 'الاسلام بريء تماما من هذه التصرفات التي لا تتفق مع تعاليمه السمحة'.
    ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن وزير الاوقاف محمد عبد الفضيل القوصي تاكيده ان 'ارتكاب هذه الجرائم باسم الاسلام اساءة بالغة للدين' ودعواه 'الله ان يقي مصر من خطورة الافكار المتطرفة التي لا تمت للاسلام الصحيح بصلة'.
    وشدد القوصي في بيان ان 'نشر القيم والفضائل الاسلامية والدعوة الى مكارم الاخلاق لا يكون بالعنف وسفك الدماء وإثارة الذعر والفزع وترهيب المواطنين وتخويفهم، بل بالرفق واللين والاقناع والمجادلة بالتي هي احسن امتثالا لتعاليم الاسلام'.
    وكان المجلس الوطني لحقوق الانسان في مصر دعا الثلاثاء اجهزة الدولة الى التدخل لحماية المواطنين وفرض القانون وذلك اثر مقتل طالب الهندسة اثناء وقوفه مع خطيبته على ايدي ثلاثة ملتحين.
    وقال المجلس ان 'جريمة قتل احد الطلاب بكلية الهندسة بمحافظة السويس على يد افراد ملتحين يرتدون الجلابيب البيضاء القصيرة وينتمون لجماعة تطلق على نفسها 'الامر بالمعروف والنهي عن المنكر' من شأنها تهديد مبدأ مدنية الدولة'.
    واعتبر المجلس ان 'تنفيذ أي طائفة للقانون بالقوة مهما كانت المبررات يعود بمصر الى مجتمع الغابة ويلغي نهائيا دولة القانون التي يجب أن نحرص عليها جميعا ابتداء من رئيس الدولة وكافة مؤسساتها'، مشيرا الى انه اوفد لجنة لتقصي الحقائق الى محافظة السويس.
    وطعن الشاب احمد حسين (20 عاما) في 25 حزيران/يونيو الماضي وتوفي متأثرا بجروحه الاحد ودفن الثلاثاء في جنازة شعبية.
    واشار شهود الى ان القتيل خرج يوم الحادث والتقى خطيبته امام سينما وشاهد ثلاثة ملتحين يستقلون دراجة نارية ويرتدون جلابيب بيضاء نهروه على وقوفه مع فتاة، ورغم تاكيده لهم انها خطيبته فإنهم طعنوه بسيف في الفخذ وقطعوا شريانه


    ------------------

    مرسي يعتذر لشيخ الأزهر بعد إهانته ببروتوكول الرئاسة.. واتهامات للإخوان بتعمد إهانة الأزهر
    حسنين كروم
    2012-07-04




    القاهرة - 'القدس العربي' بينما تظاهر مئات الصحافيين أمام مقر نقابتهم بالقاهرة احتجاجا على ما اعتبروه محاولة مجلس الشورى الذي يسيطر عليه الإخوان والسلفيون السيطرة على الصحف القومية، واعتزامهم نقل المظاهرة أمام القصر الجمهوري، وهو ما نشرته الصحف - خاصة القومية - أمس الأربعاء، فإن هذه الصحف للأسف الشديد تجاهلت أهم واقعة مما يعني ان تعليمات وصلتها، باستثناء صحيفة 'روزاليوسف' - القومية - وهي الواقعة التي فجرها ضابط شرطة برتبة رائد اسمه محمود كمال قائد الكمين عند بوابة الرسوم في بلبيس بمحافظة الشرقية، فأثناء طلبه فحص رخصة احدى السيارات وكان فيها أربعة اكتشف انها منتهية، وكان أحد الركاب واسمه عمرو السيد عبدالنور رفض إعطاء الرخصة للضابط وهدده، وادعى انه ضابط جيش فاضطر الرائد محمود لاستدعاء الشرطة العسكرية التي حققت وأكدت انه ليس ضابطا بالجيش، فاصطحبهم محمود إلى مكان النقطة وفوجىء به يشتمه ويحاول التعدي عليه، وهدده بالفصل، وقال له انت عارف أنا مين، وأنهم سيعلمونهم الأدب، المهم ان عددا من القنوات الفضائية اتصلت بالضابط الذي روى وقائع مروعة، وكأننا أمام ما كان يحدث أيام النظام السابق، قال انه بعد ان صمم على عمل محضر بما حدث فوجىء بمدير أمن الشرقية يتصل به ويقول له، انت بتضرب فلان ليه، فنفي ذلك وقال له انه يحتجزه ويعد مذكرة بذلك، وأن مدير الأمن كان يتكلم بالهاتف مع شخص آخر ويقول له، أيوه يا أحمد بيه، إشارة الى رئيس مجلس الشورى الإخواني أحمد فهمي، ثم طلب من الضابط أن يتصالح، ولكنه قال انه لن ينفذ أي أمر بالتصالح وسوف يأخذ حقه بالقانون حتى لو تمت إحالته للتقاعد، ففوجىء بأن مدير الأمن أرسل أحد عمداء الشرطة الى مقر الكمين وقام بكتابة محضر صلح وطلب من محمود أن يوقع عليه فرفض، ثم فوجىء بوالده لواء الشرطة على المعاش يأتي إليه ويطلب منه التصالح لأن مدير الأمن توسط لديه، فرفض.
    المهم ان الصحف القومية فيما عدا 'روزاليوسف' لم تشر الى الحادثة، بينما أشارت الصحف ومنها القومية الى جنازة طالب الجامعة بالسويس عيد الذي قتله ثلاثة من السلفيين وتوعد الأهالي بالانتقام منهم، أيضاً نشرت الصحف اتصال الرئيس مرسي بشيخ الأزهر والاعتذار له عما حدث من خطأ البروتوكول.
    وإلى بعض مما عندنا:

    الرئيس وانتهازية السلفيين

    ونبدأ بأبرز ما نشر عن الرئيس حيث لا يزال عدد كبير ممن يكتبون يوجهون إليه رسائل كلها نصائح له، ان أخذ بها فهو من الناجحين، وعدد لا بأس به من هؤلاء من صنف المنافقين بأنواعهم، وأنا هنا لا أقصد الإخوان، لأن من الطبيعي أن يؤيدوا رئيسهم أو ينافقونه ويرون فيه انه الأفضل، وهذا طبيعي، ومن حقهم، ويفعله أعضاء وقيادات أي حزب يصل رئيسه للحكم، وان كانت هناك نوعية تتصف بالانتهازية ولها مصالح تريد تحقيقها، أو ثمن تأخذه مقابل ما بذلته، وأمرها متروك لباقي الأعضاء، كما ان المعارضين لهم يجدونها فرصة لذبح الحزب وإسقاطه في أي انتخابات قادمة، أنا لا اقصد الإخوان، إنما أقصد فريقا من السلفيين الذين هم على درجة عالية من الانتهازية، ويقومون بمدح مرسي وهم في قلوبهم يكرهون الإخوان، وإذا أيدوهم ونجحوا، فعلى طريقة أعطونا مما أعطاكم الله، وهناك فرق أخرى تضم رجال أعمال من نظام مبارك، وهؤلاء ومعهم تجار الإخوان والسلفيين، لا يهمهم شيء إلا مصالحهم، ولذلك وجدناهم في اتحاد الصناعات وجمعيات المستثمرين والغرف التجارية ينافقون الإخوان. وفي الحقيقة فأنا أتفهم مواقفهم وأجد لهم الأعذار، لأنهم يخشون على مصالحهم ويريدون المحافظة عليها، وغالبيتهم ساندوا النظام السابق من هذا المنطلق، لأن من بيده السلطة قادر على إفلاسهم أو إغنائهم، بالقانون أو بغيره، ولذلك لم يكونوا يصدقون حكاية الديمقراطية وسيادة القانون، وأدى ذلك الى تورط عدد منهم في عمليات غير مشروعة، وحتى الآن لم تقتنع غالبيتهم بحكاية سيادة القانون، أو أن مصر أصبحت مثل أمريكا ودول أوروبا لا يستطيع الحاكم فيها المنتمي لحزب ما ان يلحق ضررا برجال أعمال الأحزاب المنافسة، وان كان هذا لا ينفي ان هناك رجال أعمال عبروا أيام مبارك عن عدم رضاهم، ثم أعلنوا صراحة وقوفهم ضد الإخوان والسلفيين.

    الصحافيون ومنافقو الرئيس

    هؤلاء نفهمهم لكن النموذج الأسوأ هو تلك النوعية من الصحافيين والكتاب الذين ارتعشت أياديهم وأرجلهم هلعاً من الإخوان وتحولهم إلى الحكام الجدد، وبدأوا في نفاقهم، دون أن يدركوا أن الإخوان أذكى منهم وهم ليسوا في حاجة الى منافقين أو مؤلفة قلوبهم لأن لديهم الكثير من صحافييهم وكتابهم. هؤلاء يتمتعون بثقل ظل ولزوجة وفقدان لشجاعة القلب والروح، خاصة ان لا الإخوان ولا غيرهم لديهم القدرة الآن على ان ينكلوا بخصومهم ثم بعد البسملة وحمد الله، نبدأ بالإشارة إلى صاحبنا السلفي الشيخ سعد أنور الذي داعب شعر لحيته ثم قال في جريدة الرحمة يوم الجمعة الماضي مخاطباً الرئيس، ومذكراً له بآيات القرآن خوفاً من أن يكون قد نسيها:
    'سيادة الرئيس: أنت مسلم ونحن مسلمون أحكمنا بشريعة الله، أحكمنا بالقرآن بالسنة لا تستورد لنا زبالات الأفكار ونفايات العقول من شرق وغرب، لا تحكمنا بقوانين وضعية وضعها بشر يعملون ويجهلون، يتذكرون وينسون، يمرضون ويموتون، ويتبولون ويتغوطون، لا تحكمنا بقوانين البشر وتلقي بقوانين رب البشر وراء ظهرك، كفانا قوانين وضعية، أحلت الحرام وحرمت الحلال، وجعلت الناس في شقاء وضنك وعذاب، نريد منك ان تحكمنا بقانون رب العالمين، تحكمنا بالنور الذي أنزله ربنا على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، تحكمنا بقوانين الملك الذي لا يخطىء ولا ينسى ولا يجهل ولا يظلم، فليس هناك أعلم من الله وأحكم من الله وأعدل من الله.
    سيادة الرئيس: يوجد بالقرآن خمسمائة آية اسمها آيات الأحكام كما يقول الشيخ محمد خضر حسين 'شيخ الأزهر' ألم تقرأ يا سيادة الرئيس قول الله تعالى 'الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة' النور2 ،أو ليست هذه آية عقوبة ألم تقرأ أبدا قول الله تعالى: 'والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما' المائدة 38 أو ليست هذه آية عقوبة كيف تقولون ان الدين في المساجد فقط، كيف تقولون ان الدين علاقة بين العبد وربه فقط ولا علاقة له بالسياسة ولا بالمعسكرات ولا بالاقتصاد ولا بتنظيم شؤون الناس ولا بالمعاملات أين نذهب بهذه الآيات ماذا نصنع بها هل نشطبها من كتاب الله؟
    أخبرني يا سيادة الرئيس'.

    مولانا المرشد العام سيضع
    العمة فوق المنطقة كلها

    وإلى أن يتلقى رداً من الرئيس فقد أراد زميلنا بجريدة 'روزاليوسف' خفيف الظل محمد الرفاعي، ان يدلي يوم الأحد برأيه، فقال مطمئنا الشيخ سعد: 'حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين يعني الجماعة، والحزب العضلات امتدت بطول مصر وعرضها حتى وصلت بالصلاة على النبي إلى القصر الرئاسي واصبحت بعون الله وحمده المخ والعضلات معاً ولا مانع ايضاً أن تكون الرجلين والذراعين والبطن لمؤسسة الرئاسة تمهيدا للزيارة المقدسة التي سيقوم بها مولانا المرشد العام ليضع العمة فوق المنطقة كلها ويكتب بيده الطاهرة يا داخل هذا المكان صلي على النبي العدنان، وسمي وادخل برجلك اليمين تأمن شر الثورة والمدنيين والعلمانيين وإخوان الشياطين، امتدت الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين لتصفع كل الأعراف والقوانين على قفاها لأن الأعراف والقوانين الوحيدة الشرعية هي ما خرج من دار الخلافة وعليه ختم مولانا المرشد العام ونقحه وزينه وقلوظه مولانا خيرت الشاطر قائمقام الخلافة ويجعل محاولة الدكتور مرسي تشكيل حكومة ائتلاف وطني مجرد صورة ضبابية تختبىء وراء العمم والدقون أو السنج إذا لزم الأمر، نحن لا نخاف من الدكتور مرسي، لكن الخوف والرعب من الجماعة والحزب الذين باعوا الثورة وتركوا العيال يموتون في الشوارع'.

    لماذا الشاطر هو القاسم
    المشترك بأغلب الانشقاقات؟

    وبمناسبة مولانا خيرت الشاطر، فقد قال عنه في نفس اليوم في 'المصريون' زميلنا المنتمي للتيار الإسلامي والقريب جدا، جدا من الإخوان، أحمد إبراهيم: 'هل قرارات الحزب تصدر من خلاله، وما حجم سلطاته وصلاحياته داخل الجماعة، ولماذا 'الشاطر' بالذات هو القاسم المشترك في أغلب حوادث الانشقاق والفصل والإقصاء والتجميد التي شهدتها الجماعة من الداخل في السنوات الأخيرة، بقدر ما كنت أحب هذا الرجل بقدر ما احتفظ بمساحة من التساؤلات حول طبيعة وحجم دوره ورغبة في تبديد الغموض الذي يحيط به ومساحة اخرى من المخاوف والشكوك المنطقية تجاه مسؤوليته عن إدارة جميع ملفات الجماعة الحساسة وما ارتكبته من أخطاء في ملف أبو الفتوح وحبيب من ناحية وملف الحزب وتأسيسية الدستور والرئاسة من ناحية أخرى وملف اللائحة وآليات تصعيد القيادات من ناحية ثالثة.
    التقيت الرجل مرتين أحداهما في حوار صحافي عام 2003 والثانية حينما قمت بزيارته عام 2007 في سجن طرة وبرفقته الكاتب الصحافي أحمد عز الدين وعلى الرغم من تاريخه المشرف وحجم الظلم الذي تعرض له في عهد مبارك فإن هذا لا يعطي مبرراً لأحد لمنحه قداسة، فالشاطر ليس نبياً أو نصف إله وهناك من المقربين منه يحملونه المسؤولية الكاملة عن أخطاء الجماعة في العديد من الملفات لكنهم لا يستطيعون المطالبة بتنحيه، أدرك جيدا ان الاقتراب من هذا الرجل أشبه بمن يقتحم حقل أشواك وأن مجرد طرح التساؤلات السابقة قد يجردني من ثوب الأخوة، لكنني لست مع 'الثقة العمياء' التي يرفعها أفراد الإخوان كأحد أركان بيعتهم دون أن تتوافر آليات الرقابة وضمانات الشفافية والالتزام باحترام النقد والرأي الآخر دون تسفيه أو تخوين'.

    مئة يوم نتخلى فيها
    عن الاعتصامات في الميادين

    وقبل أن أتحول الى جزء آخر من رسالة المرحوم سيد قطب لخالد الذكر، والتي اعترف فيها بشجاعة عن تنظيم 1965، طلب مني زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' أشرف العشري أن أشير إلى قوله يوم الثلاثاء: 'الآن فقط دقت ساعة العمل الحقيقية في مصر بإعطاء أنفسنا فسحة من الوقت لتستمر مائة يوم نتخلى فيها عن الاعتصامات في الميادين والساحات، وأمام قصر الرئاسة ، يعود خلالها الجميع من المعتصمين الى منازلهم وإلى مصانعهم وأعمالهم ولتتوقف منصات التتويج الكيدية في التحرير، ولنصطف خلالها خلف الرئيس الجديد نعطيه الفرصة والوقت، فربما تبدو له مواهب خافية عنا، ولنذكره دوماً أن هذا بلد مأزوم، مشاكله متجذرة لن ينفع معها مائة عام وليس مائة يوم لحلها. السيد الرئيس سمعتك وحكمك على المحك، من الآن كلماتك وتعهداتك في ميدان التحرير وفي احتفالية تنصيبك في جامعة القاهرة شاهد عليك ودليل التزام كامل، وليس أمامك سوى خيارين أما أن تنجح وتكون أهلا للمنصب، ومقعد الرئيس منذ اللحظة الأولى، وإلا سيتكرر سيناريو مبارك عندما تتحول إلى منصة إطلاق واستهداف مباشر بعد المائة يوم الأولى، فأيهما تختار، وهل أنت مستعد لهذه المواجهة من الآن'.

    ممنوع ان نشكك في شرعية الرئيس المنتخب

    أيضاً تعمد زميلنا نبيل عمر، تعطيلي عن مغادرة 'الأهرام'، بأن قال انه سيسمعني بعضاً مما كتبه مثل: 'أول شيء علينا أن نفعله فورا، هو ألا نشكك في شرعية الرئيس المنتخب ومن السعار أن نكتب في الصحف أو نوزع أوراقا أو ندخل في سجالات على شبكة الانترنت بهذا الشأن، فشرعيته بالتصويت الشعبي وثقتها لجنة الانتخابات الرئاسية، فأي كلام بعد ذلك هو سخافة وتعطيل وصناعة فتنة، وجريمة أيضاً، ولا داعي للخيم أمام المنصة في مدينة نصر، ولا اعتصامات، وفي المقابل على الجموع في ميدان التحرير ان يريحونا قليلا من اعتصاماتهم ويدعونا نعمل، وقد يكون هذا أول اعتصام في العالم من نوعه، اعتصام ضد حكم صادر من محكمة دستورية، ولا اعرف جماعة من شعب تتظاهر وتصرخ ضد القانون والدستور في دولة عانت كثيرا من الخروج على القانون'.

    مجموعة من اعضاء الاخوان يريدون
    حضورا محوريا في المرحلة المقبلة

    وما كدت اتخلص من نبيل بصعوبة وأخرج من الباب الرئيسي لـ'الأهرام' الى شارع الجلاء حتى فوجئت بزميلنا جميل عفيفي يظهر فجأة ويقرأ علي ما اعتقد انه سيسعدني ويجعلني أشمت في الإخوان، قال لي سراً : 'هناك مجموعة من أعضاء حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين يريدون ان يظهروا بشكل كامل في الصورة وأن يكون لهم دور واضح في المرحلة المقبلة التي ستشهد تغيرا حقيقيا في مصر وانهم أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة، فهم يتصدرون المشهد السياسي في مصر في الوقت الحالي، رغم صدور بيان من رئاسة الجمهورية فور انتخاب الرئيس. أن الجهة المنوط بها إصدار التصريحات هي رئاسة الجمهورية فقط، يجب ان يضع أعضاء حزب الحرية والعدالة صورة النظام السابق أمام أعينهم ويعلموا ان انهيار النظام، أحد أسبابه احتكار الحزب الوطني لكل مقاليد السلطة، ويجب عليهم أن يرفعوا أيديهم عن رئيس الجمهورية لكي يعمل، فكلما يقترب هو من قلوب المصريين تبعدونه عنها بسبب تصريحاتكم'.
    وفي الحقيقة، فلم أفهم موقف جميل بالضبط، هل هو ضد الإخوان والرئيس، أو معهم وينصحهم بما فيه الخير لهم؟

    الجرائد الصفراء التي تهاجم الاخوان

    وبينما أنا في حيرة من أمر عفيفي فوجئت بأحد نواب مرشد الإخوان ومؤرخهم جمعة أمين عبدالعزيز، بلحيته البيضاء، ويضع يده على كتفي ويؤكد لي أنه يعرفني من اسمي، كروم، وذكرني بعمي الحاج إبراهيم كروم الإخواني - عليه رحمة الله - وأعطاني نسخة من جريدة 'الحرية والعدالة' - وطلب مني قراءة مقاله وفيه عن القوم الفاجرين: 'هل ترغب في رؤية بعض هؤلاء المناوئين الكارهين للمشروع الإسلامي، ويبذلون ما في وسعهم للصد عنه، فإن تعجب، فأعجب للسواد الذي ينشرونه في جرائدهم الصفراء، وقنواتهم الحمراء، لم يعجب هؤلاء صلاة الرجل الفجر في مسجده، فإذا بهم يستنكرون ذلك لأن ليلهم خمر فلا يفيق أحدهم إلا بعد أذان الفجر، فحق لهم ان يسخروا من الطاعة لأنهم أهل المعاصي، ان حاكمنا الطاهر لم يتسلم السلطة بعد، ومع هذا، فكما شوهوا صورة مجلس الشعب، وحدث ما حدث، وبعد أن ظنوا انهم قادرون على صرف الذين لم يناموا في مشارق الأرض ومغاربها فرحا بانتصار الدكتور محمد مرسي، وهذه ليست خافية على كل ذي عينين، مع ان هذا النجاح ليس لشخص هذا الحاكم الطاهر، بل هو نجاح للفكرة، وانتصار للمبادىء، فحاكمنا يقول 'لا نريد منكم جزاء ولا شكورا، انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا - الإنسان - المهم نحن بصدد مشروع واضح في برنامج حزب الحرية والعدالة، نعمل جميعا على تحقيقه ولنترك التفاهات ولا ننشغل بافتراءات المفترين، بل نمضي الى العمل والعمل الجاد، فأمامنا تحديات كبيرة تحتاج الى جهد المخلصين وهم بفضل الله كثر، والأمل الكبير في أن نقدم النموذج الفذ الرباني الذي يفتح الله به قلوب العباد قبل البلاد، فتهوى إلينا وإلى نموذجنا البلاد الأخرى التي ترانا نقيم العدل والإحسان، خاصة العالم الغربي الذي يعيش اليوم مرحلة خواء كامل بعد أن أفرغته حضارته المادية من الروح'.
    وتركني جمعة أحلم بتحول الكفار في أمريكا وأوروبا بالذات الى الإسلام على يد التنظيم الذي كان فيه عمي، وقبل ان يتركني في هذه الحالة من الوجد أوصاني أن لا أشير الى ما يرسمه الفجار، فوعدته خيرا، ورفضت الإشارة الى كاريكاتير لزميلنا بمجلة 'صباح الخير'، خضر، وكان عن مأذون من الإخوان يعقد قران عروسة تمثل السلطة على عريس يمثل المال - ويقول لهما: - بالرفاء والبنين:
    ولكنه نسي ان يقول لهما، وتخلفوا صبيان وبنات رأسماليين.

    سيد قطب يشرح لعبدالناصر
    كيف بدأ تكوين التنظيم داخل السجن

    وإلى رسالة المرحوم سيد قطب إلى خالد الذكر، والتي بدأ يشرح فيها كيفية إعادة تنظيم الإخوان داخل السجن بدءا من إعادة تثقيفهم بحقيقة ان المجتمع المصري الآن يعيش مرحلة الجاهلية قبل الإسلام، وفي الحلقة الثالثة بجريدة المسلمون يوم الاثنين 18 يونيو، قال قطب: 'بدأت الحركة بحضور أفراد من الإخوان المسجونين أكثريتهم من سجن القناطر وأقليتهم من سجن الواحات للعلاج في مستشفى ليمان طرة أو مستشفى سجن مصر كذلك، ثم سجن طرة حسب الامكانيات العلاجية بهما، وان كان الاتصال بهم في فترات الرياضة في فناء المستشفى، وفي كل فرصة تسنح وان كان اتصالا محدوداً وقصيرا من ناحية الزمن اليومي ومن ناحية زمن بقائهم بالمستشفى لعملية أو علاج ينتهي في فترة محدودة ويعودون الى سجونهم ما عدا أفرادا منهم مكثوا فترات طويلة، وسأذكر شأنهم معي تفصيلا، ولكن قبل ذلك لابد من تصوير الظروف التي تمت فيها هذه الاتصالات التي حاولت فيها نقل مفهوماتي لهؤلاء القادمين، المجتمعات في البلاد الإسلامية قد صارت الى حالة مشابهة كثيرا و مماثلة لحالة المجتمعات الجاهلية يوم جاءها الإسلام فبدأها معها من العقيدة والخلق لا من الشريعة والنظام واليوم يجب أن تبدأ الحركة والدعوة من نفس النقطة التي بدأ فيها الإسلام، وأن تسير في خطوات مشابهة مع مراعاة بعض الظروف المغايرة ولم يكن الزمن الذي يقضيه كل منهم يسمح بتكوين فهم كامل وواسع لهذا المنهج ولكن فقط يفتح له نافذة للتفكير من جديد والقراءة في الكتب التي تساعده على هذا التصور والتي كنت اسمي له عددا منها وبعضها كان عندي في الليمان وفيم كتبته فيقرأ منها ما يمكن، ويكمل الباقي بعد عودته الا في صورة فردية، فيما بعد تكونت أسر في سجن القناطر دراسة هذه الكتب بالإضافة الى كتب أخرى اختاروها بأنفسهم هناك.
    كانت أول مجموعة تكلمت معها في هذه المفهومات يتوسع سنة 1962 على ما اذكر وتوالى خلالها هذه الفترة من سنة 1962 الى سنة 1964 مجيء أفراد آخرين أذكر منهم من تعيه ذاكرتي على غير ترتيب زمني ومن السهل معرفة الجميع سواء من أحد الإخوان الذين كانوا في القناطر أو من السجلات هؤلاء الذين حضروا من القناطر وسمعوا مني ما ينبغي ان يكون عليه منهج الحركة الإسلامية، وسمعوا المفهومات العقيدية الصحيحة مما جعل المسؤولين عنهم في القناطر وكانوا يختارون من بينهم مجموعة خمسة أو أقل أو أكثر تشرف على شؤونهم فترة من الزمن حتى تتعب فيختاروا غيرها، تطلب مني اسماء مجموعة من الكتب تكون مراجع لدراسة الإخوان لأن الكتاب ينقل الفكرة نقلا كاملا صحيحاً، فكتبت لهم اسماء نحو أربعين كتابا اختاروا هم من بينها بعضها وأضافوا بعضا آخر وجعلوها برنامجا ثقافيا تدرسه فيما بينها اسر بقدر ما يسمح نظام السجن. وفي خلال الفترة من سنة 1962 الى سنة 1964 انتهى الحال الى ان تكون المجموعة التي في القناطر وعددها حوالى المائة مصنفة كالآتي حوالي خمسة وعشرين اندمجوا في الدراسة وأصبحت لهم مفهومات واضحة في العقيدة الإسلامية وفي منهج الحركة الإسلامية وحوالي ثلاثة وعشرين آخرين يعارضون تماماً هذا الاتجاه ويرفضون مبدأ السماع إلا من قيادة الجماعة في الواحات وحوالي خمسين يدرسون ولكنهم لم يصلوا الى الوضوح الكافي وهم في الطريق إلى أن انتهت مدة سجن الجميع وخرجوا خلال 1965'.

    تنظيم هؤلاء
    الخارجين من السجن

    وذكر سيد أن عددا من الإخوان الذين كانوا يرتبطون بقياداتهم الموجودة في سجن الواحات، رفضوا هذا الكلام لأنه - أي قطب - لم يكن له منصب تنظيمي، ولكنه أضاف: 'المهم ان المجموعة الأولى التي تعتبر داعية للمفهوم الإسلامي الصحيح جعل معظم أفرادها يزوروني بعد خروجهم وان كان قصر الفترة التي قضيتها في القاهرة، وكلها من الخروج الى الاعتقال ثمانية أشهر بالضبط، ولكن لم يقع ان وضعت تنظيما لهؤلاء الخارجين من السجن، ولا حتى للمجموعة الأولى المؤلفة من نحو خمسة وعشرين شابا، لعدة أسباب:
    1- انها معتبرة كبقية الإخوان في حالة سكون عن الحركة في الظروف الحاضرة وليس لها وضع مستقل يربطها بي، إلا نوع التفكير، ولم أكن اريد ان ادخل في أية إشكالات كالتي أثارتها المجموعة المعارضة في القناطر، لذلك كله كنت أؤجل الحديث في مسألة تنظيمهم سواء إذا تحدث فيه أحد منهم، أو إذا سألني أحد من الشبان الخمسة المشرفين على التنظيم الجديد الذي وجد في غيبتي في السجن، والتقيت به بعد خروجي والذي هو الموضوع الأساسي للجزء الثاني من هذا التقرير'.

    إهانة شيخ الأزهر

    وإلى الأزمة التي ثارت - ولا تزال - بسبب الإهانة التي تلقاها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عندما خصصوا له أحد المقاعد في الصفوف الخلفية اثناء الاحتفال يوم السبت في جامعة القاهرة والخطاب الذي ألقاه الرئيس مما دفعه للخروج احتجاجا ومعه بعض أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، وكان من البروتوكول ان يكون مكانه في الصف الأول الذي احتله كل من مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع والمرشد السابق خفيف الظل محمد مهدي عاكف والشيخ يوسف القرضاوي، وفي رأيي أن المسألة لا يمكن أن تكون خطأ، إنما هي مقصودة.
    وهذا رأيي - ولكن ربك أعلم بما تخفيه الصدور.

    ان ما حدث خطأ غير مقصود

    ويوم الثلاثاء اتصل الرئيس بشيخ الأزهر، وأكد له ان ما حدث خطأ غير مقصود، وأن الأزهر له كل الاحترام، ولكن السؤال هو، ولماذا لم يتصل الرئيس يوم السبت بشيخ الأزهر فور علمه بالواقعة ويأمر بإجراء تحقيق فوري، وانتظر مرور أربعة أيام بعد الهجمات الصحافية العنيفة ومنها قول زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' والأديب الكبير جمال الغيطاني يوم الاثنين: 'الجماعة لا تريد الأزهر ولا مكانة الجامعة والجامع لأنهم يريدون مرجعية إسلامية واحدة في مصر هي مرجعية المرشد لذلك كان مرشد الجماعة الحالي في الصف الأول في الصدارة الى جواره المرشد السابق مهدي عاكف وبينهما الشيخ يوسف القرضاوي الذي يعتبر نفسه الأب الروحي لما يسمى بالربيع العربي ما جرى في حفل التنصيب أول امس سابقة خطيرة في تاريخ الدولة وعلى رئيس الجمهورية أن يزور الأزهر ليزيل اثر الوضع الذي أدى الى انسحاب الإمام الأكبر احتجاجا على إهانة الأزهر هذا الموقف العظيم الذي يتسق مع وعي الرجل وثقافته وصلابته الأخلافية يستحق توجيه التحية الى شخصه وإلى المؤسسة المؤتمن عليها حتى الآن'.

    من يهاجمون الأزهر
    يقتلون الوسطية

    وفي نفس اليوم - الاثنين - صاح زميلنا بـ'الوفد' ورئيس التحرير التنفيذي وجدي زين الدين: 'لا يمكن قبول أية أعذار في هذا الصدد فالذين ينسون الأزهر إنما يقصدون ذبح الوسطية الدينية التي تتمتع بها هذه المؤسسة العريقة سواء كانوا يقصدون ذلك أم لا يقصدون، ففي الحالتين الموقف لا يبشر بخير ولا عن نية صافية ممن ارتكبها حتى لو كان هذا غير مقصود. فلماذا لم يتم تدارك الموقف سريعاً و'لملمة' الأمور لمنع التأويلات والتفسيرات، لكن يبدو أن الأمر كان متعمدا لضرب مؤسسة الأزهر في مقتل. الذي فعلته مؤسسة الرئاسة يتعمد إحداث وقيعة بين 'مرسي' و'الأزهر' وبين المؤسسة العسكرية والأزهر فهل هذا يليق، الذي فعلته مؤسسة الرئاسة مع شيخ الأزهر هو نفس التصرف الذي فعلته مع الصحافيين عندما منعتهم من تغطية مراسم حلف اليمين، إننا بذلك نبدأ أولى خطوات صناعة الفرعون. ولا اعتقد ان المصريين سيقبلون مرة أخرى وجود فراعين، فقد انتهى عصرهم وولى الى غير رجعة، وفي هذا الصدد ليس لدي أمل على الإطلاق في أن يقوم السيد ممدوح الولي نقيب الصحافيين الهابط على النقابة بالبراشوت باتخاذ موقف حاسم تجاه ما فعلته الرئاسة بمنع الصحافيين وأتمنى أن يخيب ظني ويقوم بموقف تجاه مهزلة منع الصحافيين لأن سكوته على ذلك يعني بداية ذبح حرية التعبير'.

    مفيش فايدة
    في الإخوان لن يتغيروا

    أما زميلنا بـ'المساء' ورئيس تحريرها السابق خالد إمام، فقد عالج القضية في اليوم التالي - الثلاثاء - بادئاً بمداعبتي بطريقة غير مباشرة، أشكره عليها، قال: 'الزعيم خالد الذكر سعد زغلول أطلق منذ قرابة قرن من الزمان تعبيرا يجري حتى اليوم مجرى الأمثال حين قال - مفيش فايدة - نعم، مفيش فايدة في الإخوان لن يتغيروا، وسيظل طبعهم يغلب تطبعهم مهما قالوا ووعدوا وتعهدوا، الأزهر مرجعية المسلمين السنة منــــذ ألف عام يحاول الإخوان إلغاءها وتقليص دور هذا الصرح العملاق، وأن يكون البديل هو الحل والعقد على غرار ولاية الفقيه الشيعية بإيران، وخلال الاحتفال بتنصيب د. محمد مرسي بجامعة القاهرة عاملوا الإمام الأكبر وكبار العلماء معاملة لا ترقى حتى لسائقي التوك توك، مما دفع الإمام الأكبر ومعظم العلماء الى الانسحاب وعدم حضور خطاب مرسي حفاظاً على كرامتهم وكرامة الأزهر الشريف. أسلوب مرفوض مع قامة وقيمة بحجم د. أحمد الطيب وعلمائنا الأفاضل، لكنها بداية تسونامي ضد الأزهر ومن المؤكد ستتلوها قريباً موجات مد كثيرة لن تخطئها عين'.


    ----------------------

    تقرير: المجلس العسكري لن يسمح للاخوان بالهيمنة على الدستور
    'اهمل نصائح بالغاء الانتخابات تفاديا لفوز الاسلاميين'

    2012-07-04




    لندن - 'القدس العربي': قالت صحيفة 'نيويورك تايمز' ان المجلس العسكري الحاكم في مصر وعلى الرغم من وعده بتسليم السلطة لحكومة منتخبة كان يعمل بكل الطرق للحفاظ على مكتسباته.
    وقالت المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية انها نصحت المجلس العسكري بعدم تسليم السلطة قبل كتابة الدستور، وهو ما ادى الى الغاء مجلس الشعب المنتخب في اول انتخابات نزيهة في تاريخ مصر. وتقول الصحيفة ان ما جرى خلف الاضواء المغلقة يلقي الضوء على ما اسماه البعض بـ 'الانقلاب الدستوري'.
    وقالت الجبالي ان الجنرالات لم تكن لديهم النية للتخلي عن السلطة منذ اللحظة التي انتهى فيها حكم مبارك مضيفة ان خطة الجيش لتسليم السلطة قامت على مفهوم صياغة الدستور حيث سيعرف الجنرالات من سيسلمون السلطة له.
    وتقول الجبالي ان اتصالاتها مع العسكر بدأت في ايار (مايو) العام الماضي عندما طالبت مظاهرة من العلمانيين والليبرالين بصياغة الدستور او مذكرة حقوق قبل الانتخابات حيث قالت ان هذه التظاهرة ادت لتغير رؤية العسكر، واعطتهم رؤية من ان'القوة الشعبية الوحيدة في الشارع هم الاخوان المسلمون'.
    وفي هذه الفترة بدأت تساعد العسكر في صياغة عدد من القوانين الدستورية الملزمة، والتي وان اشتملت على حماية الحريات المدنية لكنها بطريقة غير مباشرة اعطت العسكر الاستقلالية عن السلطة المدنية، ووافقت على اصدار البيان الدستوري، وهو ما اثار شكوك المتظاهرين وادى الى تظاهرات دموية مع المتظاهرين في ميدان التحرير ادت لمقتل 45 متظاهرا.
    وتقول ان الاعلان الدستوري احبط في كل مرة بسب الاصوات العالية والحشد الشعبي والمظاهرات المليونية.
    وقالت الجبالي ان العسكر خططوا لتفخيخ الانتخابات البرلمانية بشكل يجعل البرلمان عرضة للالغاء في اي وقت.
    وقالت الجبالي في ذلك الوقت ان الانتخابات كانت تحمل سما زعافا، فقد كانت تعرف ان الانتخابات ستؤدي الى فوز الاسلاميين.
    وقالت انها ارسلت للجنرالات مذكرة تنصحهم بالغاء الانتخابات واشارت فيها الى ان الديمقراطية ليست عبارة عن التصويت فقط بل هي بناء بنية تحتية للديمقراطية، وعلينا ان لا نضع العربة امام الحصان.
    وتقول ان الجنرالات لم يعترفوا بخطئهم الا متأخرا حيث قالوا انها كانت على حق، وذلك بعد موافقتهم على عقد الانتخابات.
    والصورة التي تقدمها الجبالي تختلف عن الموقف الذي اظهره العسكر اثناء وبعد الثورة حيث قدموا انفسهم على انهم حماتها وحراس الشعب وانهم يقودون مرحلة انتقالية تنتهي بعد الانتخابات حيث سيعودون الى ثكناتهم، وكان موقفهم محل احترام لمتظاهري التحرير، هذا قبل ان ينقلبوا على الجيش ويطالبوا بتسليمه للسلطة، فقد ظهرت ملامح تمسك الجيش بالسلطة من خلال البيان الدستوري المكمل الذي عزز من ميزات الجيش واعطاه سلطات واسعة بشكل يجرد الرئيس المنتخب من صلاحياته الدستورية.
    ويواجه الرئيس المنتخب الان معركة مع العسكر- على الرغم من مديحه الدائم للجنرالات والمؤسسة العسكرية تتعلق بصلاحياته، فمرسي يريد ان يملك الصلاحيات التنفيذية والدستورية بصفته رئيس البلاد وممثل الثورة. وينقل التقرير عن انور السادات ابن اخ الرئيس السابق انور السادات قوله ان الخطوة من العسكر مهمة لانهم يريدون التأكد من ان لا احد سيحتكر الدستور، جماعة او اتجاه.
    واضاف ان العسكر يريدون التأكد من طبيعة الدولة وانها مدنية 'هذا كل ما في الامر'.
    وتقول الصحيفة ان الداعمين لجهود العسكر ونقادهم اتفقوا على ان ما كان الجنرالات يحاولون فعله يشبه ما قام به الجنرالات الاتراك عام 1981 حيث انشأوا مجلس الامن القومي الذي سيطر عليه العسكر، وهو ما ادى الى ظهور دولة داخل دولة ، ولم يتغير الوضع الا بعد انتخاب الحكومة التي يقودها الحزب المعتدل، العدالة والتنمية بزعامة طيب رجب اردوغان.


    ------------------

    علي مزاجي‮!‬



    04/07/2012 09:07:10 م




    بقلم : سعىد إسماعىل


    سعىد إسماعىل



    اتضح أن‮ »‬الأخ‮« ‬صفوت حجازي من ذوي‮ »‬السر الباتع‮«.. ‬فقد شاهدته علي شاشة فضائية‮ »‬النهار‮«‬،‮ ‬وهو يؤكد،‮ ‬بمنتهي الثقة،‮ ‬انه مستعد لإخلاء ميدان التحرير من المعتصمين،‮ ‬إذا حصل علي تعهد من الرئيس محمد مرسي،‮ ‬بالعمل علي تحقيق مطالب الثوار التي تتمثل في إلغاء الاعلان الدستوري المكمل،‮ ‬وإعادة مجلس الشعب،‮ ‬وعدم المساس بالجمعية التأسيسية الجديدة،‮ ‬التي تقوم الآن بالإعداد لوضع الدستور الجديد‮..‬
    بعد يوم واحد فقط،‮ ‬أعلنت جماعة الإخوان،‮ ‬ومعها عدد من الحركات السياسية،‮ ‬والائتلافات الثورية،‮ ‬عن تعليق الاعتصام‮.. ‬وأصدرت حركة ‮٦ ‬أبريل بيانا أكدت فيه أنها ستعود إلي الاعتصام مرة أخري إذا لم يتم إلغاء الاعلان الدستوري،‮ ‬وإعادة مجلس الشعب خلال أسبوعين‮.. ‬بينما أصر انصار الشيخ حازم أبوإسماعيل،‮ ‬وبعض الذين يمارسون التسول والابتزاز باسم الشهداء،‮ ‬علي البقاء داخل عدد محدود من الخيام‮!!‬
    أنا علي يقين الآن من أن‮ »‬الأخ‮« ‬صفوت حجازي من أصحاب‮ »‬السر الباتع‮« ‬والنفوذ أيضا‮!!.. ‬وليس مهما بعد ذلك أن نتساءل كيف؟ ومن الذي أعطاه هذا السلطان؟‮.. ‬لأن الأهم أنه أعلن أنه قادر علي إخلاء الميدان من المعتصمين،‮ ‬واستطاع‮!!.. ‬وفي هذا دليل كاف علي أن في مصر أشخاصا قادرين علي اتخاذ القرارات دون أن يكونوا من ذوي المناصب الرسمية‮..‬
    كان لابد ان أذهب بعد ذلك إلي ميدان التحرير لأري ما يحدث فيه‮.. ‬وياليتني ماذهبت‮.. ‬فقد أحسست بالمرارة والحزن عندما شاهدت ما حل به من مسخرة،‮ ‬وبهدلة،‮ ‬وقذارة،‮ ‬وفوضي بغيضة‮.. ‬رأيت عددا محدودا من الخيام في الحديقة المقابلة لمجمع التحرير،‮ ‬وحولها جمهور من الباعة الجائلين،‮ ‬الذين يوفرون للمعتصمين،‮ ‬الكشري،‮ ‬وحمص الشام،‮ ‬والشاي،‮ ‬والعرقسوس،‮ ‬والسجاير المحشوة بالحشيش والبانجو،‮ ‬والحبوب المخدرة،‮ ‬والفياجرا،‮ ‬والعديد من أنواع المنشطات الجنسية‮!!‬
    عاش‮ »‬الأخ‮« ‬صفوت حجازي،‮ ‬ومن معه من الثوار المناضلين


    ------------------

    آه يا راسي

    لا أصدق ما حدث لطالب السويس

    04/07/2012 10:15:40 م




    بقلم‮:‬محمد‮ ‬ الغىطى‮ [email protected]






    هل فعلا ما حدث للشاب السويسي الطالب أحمد حسين عيد وقع علي أرض مصر؟ هل عادت دعاوي الحسبة وعلي أيدي هؤلاء »المخابيل« المهاويس.. المتطرفين.. المتعصبين.. المرضي. المجاذيب الذين يدعون الانتماء للاسلام زورا وبهتانا والدين الحنيف منهم ومن أمثالهم براء؟! من أي طينة هؤلاء.
    ومن أي جنس وهل ما بين صدورهم قلوب وهل ما في رؤوسهم عقول وهل في شرايينهم دماء مثلنا؟ هل هم بشر فعلا؟ كيف حدث ما حدث وفيما كان يفكر هذا المعتوه البلطجي الاشر عندما استل سكينه أو مديته أو ساطوره ليجز ساق الشاب السويسي ويتركه بعد ان عرف منه ان الفتاة خطيبته وليست زوجته.. هل كان يعتقد قبيل ارتكابه جريمته البشعة مع ذويه أنه وانهم بذلك يتقربون الي الله وانهم بذلك يغيرون بيدهم الملوثة وعقولهم المشوهة المشوشة الخربة منكرا من أين جاء هؤلاء وأين تعلموا وعلي أيدي من تلقوا دروس التحريم والتكفير والحسبة والوصاية علي المسلمين والمجتمع.. هذا الحداث قلب الدنيا وتوالت المكالمات علي محمولي من انحاء العالم تسألني عن الحادث بعد رجوعي بساعات من بلجيكا. سألني كاتب بلجيكي من أبوين مغربيين قائلا: تري هل بدأت دولة الاسلام السياسي تكشف عن وجهها. هل انتم مستعدون لعنف هذا التيار الذي بدأ في انحاء شتي من العالم وشاهدنا جماعة أنصار الدين في مالي وهي تجز رقاب المتبرجات وتقتل الاجانب في شوارع مالي بأفريقيا؟ أين علماء الازهر وأين رموز الاخوان من المعتدلين؟ قلت إنهم ادانوا الحادث والرئيس محمد مرسي كتب علي صفحته أنه سيتعقب المجرمين وهذا حادث فردي جدا فقال هل قرأت ما نشرته الصحفية الانجليزية الشابة من تحرش الاسلاميين بها في ميدان التحرير قلت نعم لكنها اعترفت ان الذين انقذوها شباب مسلم وانها ستعود مرة أخري الي مصر لان الذين انقذوها شباب مصريون شرفاء ايضا. قال: أنت تهون من الحدث الذي التقطته الميديا الصهيونية في الغرب وعادت مرة أخري للعزف والحديث عن ارهاب المسلمين قلت يا عزيزي ان الغرب لا يزال مصابا بالاسلامو فوبيا وعلي أمثالك التأكيد ان الحادث فردي قال يائسا: أنا غير متفائل لقد أفرزت ثورات الربيع العربي أنظمة فاشية وستثبت لكم الايام ان ما حلمتم به سراب وتركته وأنا لا أعلم اذا كنت أهون عليه أم علي نفسي. لذلك لابد ان تتحرك أجهزة الشرطة للقبض علي هؤلاء الجناه ومحاكمتهم فورا وعلي الأزهر ان يخاطب هذه الجماعات المضللة ويكشف ضلالها وتضليلها وقبل الأزهر منظومة التعليم في مصر وأجهزة الاعلام لانه يبدو لي أن مصر نائمة بينما يجوس في عضدها أنياب هذه الخلايا والجماعات السلفية المتطرفة لأنه إذا كانت أحزاب وتنظيمات السلفيين التي يصدع رؤوسنا رموزها بأنهم أبرياء مما حدث فهم أصحاب المسئولية الاولي عن سلوك هؤلاء وتحركاتهم في شوارع المحروسة وترهيبهم للناس علي المقاهي وفي المحال العامة وما حدث في المقطم وضرب أحد الغوغاء المهاويس لصاحب محل بسكين لأنه لم يغلق محله للصلاة ليس حادثا عابرا بل دلالة لما هو قادم من فواجع علي أيدي هؤلاء، تحركوا يا عقلاء الدين والامة قبل ان تغرق في بحر من التيه والدم باسم الدين. تحركوا!
                  

07-08-2012, 04:15 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    تنديد واسع بمحاولات تأليه مرسي.. الأزهر يقاطع السلفيين..


    والاخوان يسعون للهيمنة على مقاعد الحكومة
    حسام عبد البصير
    2012-07-06



    القاهرة - 'القدس العربي'


    خيمت على صحف مصر الجمعة رياح شتى كثير منها يدعو للتشاؤم مما هو قادم من مفاجآت غير سارة، حيث المشاكل الاقتصادية تهدد الرئيس المنتخب بالفشل الكبير.. نفس الرئيس الذي ما زالت بعض الصحف خاصة المنتمية للتيار الاسلامي تضفي عليه صفات النبل والتطهر فيما يشكك الكتاب المنتمون للقوى المعادية لذلك التيار من صعوبة عبور مصر في صحبة مرسي إلى بر الأمان.. الصحف القومية سارت على نفس منوال الزمن القديم حيث تعاملت مع مرسي على طريقة التعامل مع الرئيس المخلوع فقد أفردت تلك الصحف في صدر صفحاتها الأول لقاء الرئيس مع المشير، فيما اهتمت الصحف المستقلة بالمطامع التي تجتاح الاخوان من أجل السيطرة على الحكومة التي يجري تشكيلها في الكواليس، فيما ذهبت صحف اخرى للحديث عن إحكام الاخوان القبضة على الرئيس المنتخب. واهتمت بعض الجرائد بالأزمة بين الأزهر الشريف وبين القوى السلفية من جانب بسبب المادة الثانية من الدستور والأزمة بين السلفيين والأخوان من جانب آخر بسبب اختيار مرشح قبطي وأمرأة لمنصب نائب الرئيس وإلى التفاصيل:

    مرسي حائر بين البحث عن حكومة
    وتوحيد صفوف المصريين

    هل ينجح الرئيس محمد مرسي في ان يجمع كل هذه التيارات نحو هدف واحد هو الخروج بمصر من هذا النفق المظلم؟ هذا التساؤل ورد على لسان فاروق جويدة في 'الأهرام'، والذي قال إن الدكتور مرسي يستطيع الآن في موقعه ان يواجه بعض أخطاء الفترة الانتقالية وسوف يكون ذلك نقطة البداية لأن تستعيد قوى الثورة توحيد إرادتها يستطيع الرئيس ان يفتح ملفات الشهداء والمصابين، وان يعيد لهم كامل حقوقهم.. ويستطيع ان يفتح ملفات التحقيقات في جرائم قتل الشهداء من خلال لجان تحقيق قضائية محايدة تكشف ما حدث من ملابسات وتقدم ما يتاح لها من الأدلة في جرائم قتل الشهداء.. ويستطيع الرئيس ايضا ان يأمر مؤسسات الدولة المتراخية باتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية اللازمة لاسترداد اموال الشعب من الرؤوس الهاربة.. إن ذلك يحتاج الى نشاط أكبر من جهاز الكسب غير المشروع ووزارة الخارجية ووزارة العدل والنائب العام وبجانب هذا شيء من السرعة في تتبع هذه الجرائم داخليا وخارجيا.

    هل يصبح محافظ البنك المركزي رئيسا للوزراء؟

    ونبقى مع 'الأهرام' والكاتب مكرم محمد أحمد الذي اهتم باللقاء الذي جمع بين الرئيس المنتخب ومحافظ البنك المركزي: حسنا ان جلس الرئيس محمد مرسي الى محافظ البنك المركزي فاروق العقدة، وسواء كان هدف اللقاء إقناع المحافظ بأن يكون رئيسا لوزراء مصر رغم إصراره على اعتزال العمل العام والعودة الى قريته، أم أنه كان مجرد لقاء مع مسؤول مهم يعرف جيدا أبعاد مشكلة مصر الإقتصادية، فالأمر المؤكد في كل الأحوال أن فاروق العقدة كان صريحا مع الرئيس لأن تلك هي طبيعته، وصف له بدقة وأمانة المشكلة الحقيقية التي تواجه اقتصاد مصر الكلي، وحاجته الملحة الى جذب حجم غير قليل من الاستثمارات العربية والخارجية يصل الى حدود20 مليار دولار في العام، تساعد على تنفيذ مشروعات التنمية التي يتوقف على نجاحها نجاح الحكم الجديد في معالجة مشكلة البطالة التي تتطلب توليد800 الف فرصة عمل حقيقية كل عام. ورغم أن فاروق العقدة يثق في قدرة مصر على تحقيق هذا الهدف بأسرع مما يتصور كثيرون، إلا أنه يعتقد أيضا أن الوصول الى هذا الهدف يحتاج الى سياسات شفافة تعيد الثقة في الاقتصاد الوطني تسد ثقوب الفساد وتفتح الطريق واسعا أمام الاستثمارات الجادة، الأمر الذي يصعب تحقيقه دون وقف الإنفلات الأمني على نحو كامل وتعزيز فرص الاستقرار، وتحقيق حد أدنى من الوفاق الوطني يضمن انحياز غالبية القوى الوطنية الى مصالح مصر العليا.

    النور يرفض وجود نائب قبطي

    ونبقى مع 'الأهرام' ومقتطفات من حوار أجرته الصحيفة مع الشيخ ياسر برهامي القيادي في الدعوة السلفية بالأسكندرية والذي اشار إلى بعض نقاط الخلاف بين الاخوان والسلفيين: قد نختلف في بعض المسائل المتعلقة ببعض الاحكام الشرعية ولزومها، فمثلا هم يقبلون من ناحية المبدأ تعيين نائب قبطي وامرأة ونحن نرى عدم جواز ذلك شرعيا ولان ذلك يتعلق بالولاية فنرى ان الدولة التي يكون دينها الرسمي هو الاسلام فلا بد أن يتولى ولايتها مسلم، وهذا ينطبق على النائب وهذا عرف سائد مستمر لا ينبغي انكاره ولم يسبق ان تولى نائب قبطي هذا المنصب في مصر وهذه اعراف ومتبعة في كل دول العالم بالرغم من انه لم ينص عليه في القانون، فأمريكا مثلا لا يمكن ان يكون نائب الرئيس مسلما ولا في اي دولة أوروبية، بل يستنكرون مشاركة المسلمين في الحياة السياسية لديهم، ولقد استنكروا وجود المؤذن وارتداء الحجاب عندهم وهذه قضية تمس الحريات الشخصية التي ينادون بها ، وكذلك غالبية الشعب المصري تأبى مثل هذا الامر. بالاضافة الى ذلك هناك اختلافات في كثير من القضايا الشرعية مثل رؤية الاخوان للشيعة أنهم لا فرق كبير بينهم وبين السنة ونحن نرى ان الشيعة فرقة مبتدعة وأشدها ابتداعا ونرى خطرا عظيما من تصدير هذه العقيدة الى بلادنا، و لابد ان نقف بكل شدة لمواجهتها.

    الصراع على تشكيل الحكومة
    بين النور والحرية والعدالة

    أحاديث كثيرة تدور هذه الأيام حول تشكيل الحكومة في مصر، أبرزها كما يشير اسامة الغزالي حرب في 'الأهرام' مصدران: حزبا الحرية والعدالة، والنور السلفي من ناحية والجبهة الوطنية الثورية من ناحية أخرى. بالنسبة للجبهة، فإنها تطرح مقترحاتها حول شخص رئيس الوزراء والوزراء للرأي العام، وتوجه خطابها لرئيس الجمهورية، مقترحة تفضيلاتها. هذا كله أمر منطقي ومشروع في أي مجتمع ديمقراطي، وهو أمر متاح لأي جهة أخرى، ولا غبار عليه. ومن باب أولى، فإن من حق أي حزب سياسي أن يطرح أيضا رؤيته حول التشكيل الوزاري المرتقب غير أنني لم أفهم تلك الإشارات أو التصريحات التي صدرت من حزبي الحرية والعدالة، والنور السلفي حول عدد أو نسبة أو نوعية المقاعد الوزارية المطلوبة أو المقترحة لهذا الحزب أو ذاك! فالحقيقة هي أن طريقة تشكيل الوزارات تختلف وفقا لطبيعة النظام السياسي. ففي النظم البرلمانية، يشكل الحكومة بداهة- الحزب الحائز على أكبر مقاعد في البرلمان، وقد يأتلف ذلك الحزب مع التالي له لتكوين أغلبية تمكنهما من تشكيل الحكومة. ولكن الأمر يختلف في النظم الرئاسية، حيث يختص رئيس الجمهورية بتلك المهمة، وغير ملزم إطلاقا بأن يكون أعضاء الحكومة من هذا الحزب أو ذاك، وإنما هو يختارهم أو يجب أن يختارهم- فقط، وفقا لمؤهلاتهم وقدراتهم وخبراتهم في مجالاتهم.

    حرب تكسير العظام
    بين الصحافيين والشورى

    تواصلت ظهر أمس الوقفات الاحتجاجية التي نظمها الصحافيون العاملون بالمؤسسات القومية احتجاجا على المعايير التي وضعها مجلس الشورى لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية وعبر العشرات من الصحافيين خلال وقفتهم الاحتجاجية أمام نقابة الصحافيين عن رفضهم لمشروع هيمنة الإخوان المسلمين للسيطرة على المؤسسات القومية عن طريق مجلس الشورى مثلما كان يحدث في السابق أيام الحزب الوطني وصفوت الشريف، مطالبين بضرورة تحرير الصحافة القومية من سيطرة مجلس الشورى وتغيير الإطار القانوني الذي يحكم إدارة وملكية المؤسسات الصحافية القومية. من ناحية أخرى نظم العشرات من الصحافيين وقفة احتجاجية تدعو الى إقرار التغييرات التي سوف يقوم بها مجلس الشورى. وأكد الصحافيون المتظاهرون في بيان أصدروه أن مجلس الشورى المنتخب مخول قانونا ودستورا بمباشرة حقوق الملكية للصحف القومية. ومن ناحية أخرى بلغ عدد المتقدمين لشغل منصب رؤساء تحرير الصحف القومية48 متقدما حتى أمس في 5 مؤسسات صحافية.

    الشورى يزرع الفتنة بين الصحافيين

    ونبقى مع ردود الأفعال حول الصراع المحتدم بين مجلس الشورى والصحافيين حيث يرى أسامة داوود في صحيفة 'اليوم السابع' أن مجلس الشورى يحاول اصطناع الأزمات مع الجماعة الصحافية: بصرف النظر عن التصريحات التي انطلقت على مدار الأشهر الماضية من ممثلي حزب الحرية والعدالة والمرشد العام للإخوان المسلمين ضد الصحافيين والإعلام بشكل عام. وهو ما لا نرى فيه أن يكون سببا في تأجيج الصراع بين الجماعة الصحافية من جانب وبين مجلس الشورى إلا أن المجلس يصر على إحداث نوع من الشقاق بين الجماعة الصحافية وبعضها من جانب وبين مجلس النقابة وبعضه من جانب آخر وعلى طريقة فرق تسد، فالشورى يحاول وضع كل من يعارض أسلوبه في قائمة أعدائه والخلاف الذي يقع بيننا كمجلس نقابة الصحافيين وبين مجلس الشورى يرتكز على إخلال المجلس بالتزاماته بالقيام بالتغييرات الصحافية وفقا لمعايير وآليات ترتبط جميعها بالنزاهة والكفاءة المهنية والموهبة والخبرة الصحافية والسن والبعد عن رجال النظام السابق ولم يكن هناك خلاف على ما أضافه مجلس الشورى من معايير.

    مجلس الشورى حل محل الحزب الوطني

    وفي نفس الصحيفة هاجم عادل السنهوري مجلس الشورى بضراوة: المجلس المطعون في دستوريته والمعرض للحل طوال الشهور الماضية لم يجد عملا له يبرر لأعضائه المكافآت والحوافز والبدلات التي يتحصلون عليها - اللهم لا حسد- سوى بالانتفاض والاستقواء على المؤسسات الصحافية المسكينة التي رأى المجلس الحالي بأغلبيته الإخوانية أنها إصبحت إرثا شرعيا بعد وفاة الحزب الوطني وانهيار دولته وقيام دولة الإخوان الجديدة التي تتعجل الاستحواذ والسيطرة على كل شيء بما فيها المؤسسات القومية وإدخالها حظيرة الإخوان السياسية من خلال وضع شروط لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، وهي المهزلة التي تشاهدها تلك الأيام وتواجه بعاصفة احتجاج من المجتمع الصحافي. فهل تخلصنا من طغيان الوطني لنقع في فخ طغيان آخر باسم الأغلبية الجديدة اختارت لجنة رئيسها اسمه فتحي شهاب الدين لاختيار رؤساء التحرير والوقوف أمامه في طابور وفقا للشروط التي وضعتها لجنته.

    صفوت حجازي.. وسره الباتع!

    ونتحول نحو المعارك الصحافية مع صحيفة 'الأخبار'، حيث سخر سعيد إسماعيل من الداعية صفوت حجازي بسبب تصريحاته التي تكشف عن نفوذه بين الثوار: اتضح أن 'الأخ ' صفوت حجازي من ذوي ' السر الباتع '.. فقد شاهدته على شاشة فضائية ' النهار ' ، وهو يؤكد، بمنتهي الثقة، انه مستعد لإخلاء ميدان التحرير من المعتصمين، إذا حصل على تعهد من الرئيس محمد مرسي، بالعمل على تحقيق مطالب الثوار التي تتمثل في إلغاء الاعلان الدستوري المكمل، وإعادة مجلس الشعب، وعدم المساس بالجمعية التأسيسية الجديدة، التي تقوم الآن بالإعداد لوضع الدستور الجديد .. بعد يوم واحد فقط، أعلنت جماعة الإخوان، ومعها عدد من الحركات السياسية، والائتلافات الثورية، عن تعليق الاعتصام .. وأصدرت حركة 6 أبريل بيانا أكدت فيه أنها ستعود الى الاعتصام مرة أخرى إذا لم يتم إلغاء الاعلان الدستوري، وإعادة مجلس الشعب خلال أسبوعين .. بينما أصر انصار الشيخ حازم أبوإسماعيل، وبعض الذين يمارسون التسول والابتزاز باسم الشهداء، على البقاء داخل عدد محدود من الخيام . أنا على يقين الآن من أن ' الأخ ' صفوت حجازي من أصحاب ' السر الباتع ' والنفوذ أيضا وليس مهما بعد ذلك أن نتساءل كيف؟ ومن الذي أعطاه هذا السلطان؟ لأن الأهم أنه أعلن أنه قادر على إخلاء الميدان من المعتصمين وفي هذا دليل كاف على أن في مصر أشخاصا قادرين على اتخاذ القرارات دون أن يكونوا من ذوي المناصب الرسمية. عاش ' الأخ ' صفوت حجازي، ومن معه من الثوار المناضلين !

    مصر رهينة رئيس محتجز
    في قبضة الجماعة

    ونتحول نحو جريدة 'الشروق'، حيث الكاتب والمفكر جلال أمين الذي يبدي تخوفاته الشديدة من تعثر مصر وهي في الطريق نحو المستقبل بعد أن وضعتنا الانتخابات أمام رئيس يبطن أكثر مما يظهر : في انتخابات الإعادة كنا إذن أمام مبارزة بين شخصين يمثلان بكل وضوح المواجهة بين التمسك بالقديم، مع كل ما ينطوي عليه من خطر التزمت والجمود، وبين من يرفع شعار الحداثة والتجديد، مع شبهة قوية في استمرار الفساد والتبعية. كان هذان البديلان هما بالضبط ما تبين لنا بعد أن تعمقنا بعض الشيء في دراسة شروط التنمية والتقدم، إنهما ليسا البديلين الوحيدين، وأن هناك ما هو أفضل من كل منهما، وهو العثور على صيغة تجمع بين احترام التراث (الذي هو نوع من احترام النفس) وبين الأخذ بمتطلبات الحياة الحديثة والعصرية، دون الخضوع لأهواء حفنة فاسدة في الداخل أو قوى مستغلة في الخارج. إن الجولة الأولى للانتخابات كانت تتضمن بعض الشخصيات الوطنية التي تبعث على الأمل في تحقيق هذه الصيغة الأفضل للجميع بين احترام التراث واحترام مقتضيات التحدث. كان فيها رجال مثل عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحي وخالد علي، وكان الثلاثة يمكن أن يضعوا مصر على بداية الطريق الصحيح الذي يجمع بين احترام تراث الأمة وبين تنمية سريعة تحارب الفساد والتبعية للإرادة الأجنبية. جاءت نتيجة الجولة الأولى للأسف باستبعاد هؤلاء الثلاثة جميعا، وتركنا أمام اختيار بين طرفين يثير كل منهما نوعا أو آخر من الخوف. فهل يا ترى يمكن أن يقبل منا الرجل الذي انتصر في هذه الجولة النهائية، رجاء بسيطا؟ نحن لدينا ثقة كبيرة في نزاهته وكراهيته للفساد، ولكننا (بصراحة) لا نعرف بالضبط نوع التعهدات التي قدمتها جماعته للقوى الخارجية. فهل يمكن أن يقبل الإفصاح عن هذه التعهدات (إن وجدت)، وأن يؤكد لنا (ليس فقط بالقول ولكن بالأعمال أيضا) رفضه للتزمت، وحرصه على تحديث المجتمع بالسرعة الواجبة؟

    لماذا لا تهضم أمعاء المصريين البرادعي؟

    ما زال محمد البرادعي الذي يعتبره كثير من الثوار الأب الشرعي للثورة المصرية يواجه الكثير من الهجوم حيث يشكك البعض في إمكانية قيامه بحمل منصب رئيس الحكومة، وهو ما دفع وائل قنديل للدفاع عنه في جريدة 'الشروق': والآن وفي وسط الشبورة الحالية برز اسم الدكتور البرادعي كأفضل الوجوه المرشحة لتشكيل الحكومة الجديدة، وبالطريقة ذاتها يتم استخدام الأساليب القديمة لإحراق هذه الاحتمالية. والثابت في هذه المسألة أن الجبهة الوطنية التي تشكلت قبيل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة وضعت في صدر ترشيحاتها لرئاسة الحكومة الجديدة اسم محمد البرادعي، غير أن قطاع طرق عديدين سربوا مرة أن الرجل رافض، ومرة أخرى أنه التقى أعضاء من الفريق الرئاسي وأبلغهم أنه 'رافض لكنه رفض غير نهائي' بناء على كلام مصادر من حزب الحرية والعدالة، ثم في مرة ثالثة يسرب المسربون على لسان مصادر لا تظهر أبدا وكأنها كائنات فضائية أن الرئيس محمد مرسي استبعد البرادعي بناء على تقارير سيادية تقول إنه لا يتمتع بخبرات تنفيذية وتوصي بتوظيفه في مجالات عمل أخرى، وفي حدود معلوماتي المتواضعة فإن أحدا من رئاسة الجمهورية أو من الحرية والعدالة لم يتحدث مع الدكتور البرادعي في هذا الشأن حتى هذه اللحظة، علما بأن الترشيحات المرفوعة من قبل الجبهة الوطنية التي تم تدشينها بحضور الدكتور محمد مرسي كمشروع شراكة وطنية مكون من ستة بنود أعلن الرئيس المنتخب التزامه بها، وضعت اسم البرادعي رئيسا للحكومة والشيء المؤكد أن شيئا لم يعرض على البرادعي حتى يقال إنه وافق أو رفض، ومن ثم في هذه الحالة تقتضي الشجاعة الأخلاقية أن تكشف المصادر 'المجهلة' في حزب الحرية والعدالة عن نفسها وتعلن الحقيقة احتراما للرأي العام، أما حكاية التقارير السيادية التي تنصح بعدم تولي البرادعي رئاسة الحكومة لقلة الخبرة فهذه نكتة تنتمي إلى زمن 'الإعلام المونولوجيست' أيام المخلوع، مع الوضع في الاعتبار أن الدكتور محمد مرسي نفسه مع الاحترام لمنصبه وشخصه ليست لديه خبرات سابقة في أمور رئاسة الجمهورية. ويبقى أن المعدة المصرية ليست مهيأة بعد لهضم رجل بنظافة واستقامة البرادعي، بعد أن اعتادت طويلا مسرطنات السياسة الملوثة.

    التظاهر أمام قصر
    الرئاسة ليس عاراً

    فيما تكشف الصور المحيطة بقصر الرئاسة عن ان الرئيس محاصر من الخارج بأهالي المعتقلين والفقراء والعاطلين تردد صحف أخرى بأن الرئيس محاصر في داخل القصر برجال خيرت الشاطر رجل الاخوان القوي، وتهتم الصحف بتحول قصر الرئاسة إلى قبلة للفقراء وأصحاب المشاكل وهو ما اسفر عن استياء الكثيرين من الكتاب ليس من بينهم جمال الدين حسين في صحيفة 'الشروق': هذه المظاهرات موجودة أمام كل قصور الرئاسة في معظم البلدان الديمقراطية، ولم يخرج كتاب هذه البلدان للقول إن هذه الاحتجاجات تسيء إلى الرئيس أو منصبه أو هيبته. يمكننا أن نتحدث ونتناقش ونختلف حول الشكل الأمثل للتظاهر والاحتجاج، لكن هذه النعرة في رفض التظاهر أصلا كارثة. قد نتفق أن الصور التي رأيناها لمواطنين يتسلقون جدران القصر أو يحاولون اقتحامه ليست جيدة.ويمكن أن نتفق على ضرورة تطبيق القانون في تنظيم التظاهر وجميع مظاهر الاحتجاج، لكن أن يخرج علينا البعض ليطالب بتجريم التظاهر أمام القصر الجمهوري بحجة أن المصريين لم يكونوا يجرأون على المرور أمام هذا القصر، فهذا معناه أننا لم نتعلم شيئا، وأن مبارك وأجهزته كانوا على حق عندما اتهم الثورة بأنها فعل خارج على القانون. معظم المحتجين أمام القصر الجمهوري أو أمام مجلس الوزراء والبرلمان هم فئات مطحونة ومهمشة وتعيش ليس فقط تحت خط الفقر، بل خارج أي نوع من الحياة الآدمية، هؤلاء لا يملكون إلا صوتهم الذي يحتجون به على هذا التهميش. السؤال هل نسمعهم ونتفهم مطالبهم، أم نتجادل في تفاصيل ########ة مثل هل يسيئون إلى المنظر العام أم لا؟!
    بالطبع هناك حل مثالي وهو أن يدرس الرئيس محمد مرسي ليس فقط أوضاع هؤلاء المحتجين، بل مطالب كل الفئات المهمشة. يمكن للرئيس أو من ينوب عنه الجلوس مع كل فئة تشعر بالظلم ويقول لهم: لقد درست مشكلتكم وسأحلها طبقا لجدول زمني يتناسب مع ظروفنا. لا نريد حلولا فردية على طريقة المتسولين بل عبر مؤسسات تحل المشاكل بصورة جذرية تحفظ كرامة الفقراء.

    الشاطر يزرع رجاله داخل القصر الرئاسي

    وإلى تصريحات خطيرة أدلى بها أخواني سابق لجريدة 'الوطن'، حيث كشف كشف الدكتور ثروت الخرباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، عن أن الشاطر زرع هؤلاء الرجال مع مرسي في القصر من أجل ألا تكون الرئاسة والقرارات التي تتخذ في الدولة بعيدة عن رؤيته الخاصة. وقال الخرباوي لـ'الوطن': 'هذه الشخصيات تدين بالولاء للشاطر، ومن الناحية النظرية لا أحد يستطيع الاعتراض على تعيين هؤلاء الأشخاص، لأن الرئيس هو الذي وافق أن تكون هذه الشخصيات معه؛ فهو الذي يتحمل النتائج كلها سواء فشل أو نجح هؤلاء، ولن يتحملها الشاطر أمام الرأي العام، لأنهم من الناحية النظرية تابعون الآن لمؤسسة الرئاسة، وبالتالي كل النتائج الإيجابية سيحصل عليها الشاطر، أما النتائج السلبية فستقع على الرئيس نفسه'.وأضاف: 'أما من الناحية العملية، فالأمر سيكون في منتهى الخطورة؛ لأنه من المفترض أن تكون مؤسسة الرئاسة متنوعة الرؤى حتى يستطيع الرئيس أن يرى بغير عينه، وبغير عين جماعته، حتى ينظر لمصر من أعين الجميع، لكن وضع هؤلاء الأشخاص بجانبه يجعله لا يرى إلا من خلال أعينهم، وذلك سيؤثر في قراراته واتجاهاته؛ لأنهم كلهم من اتجاه واحد هو جماعة الإخوان وليس حتى من حزب الحرية والعدالة الذي يعد حزبا صوريا'. وأشار إلى أن مؤسسة الرئاسة ستكون من الناحية العملية مصابة بالعور، ولا ترى إلا بعين واحدة، مما سيؤثر في قرارات الرئيس، ولن تخرج عادلة أو محايدة.

    حكاية المحامي الذي هدده
    حرس الرئاسة بالقتل

    'الحمد لله إني شفت الدنيا تاني'، عبارة رددها أحمد يحيى، منسق ائتلاف خريجي الشريعة والقانون، لمدة تزيد على نصف ساعة بقصر الاتحادية، بعد أن قرر أن يغامر متسلقا سور بوابة رقم 3 من القصر، كي يتمكن من مقابلة الرئيس محمد مرسي، ويوصل صوته إليه، ويعرض عليه مطالبه. يحيى خريج شريعة وقانون جامعة الأزهر عام 2007، تبنى مطالب آلاف الخريجين من كلية الشريعة والقانون، وقرر أن يكتب مذكرة بمطالبهم ليعرضها على سكرتارية الرئيس، لكنه لم يجد الباب مفتوحا، فقرر تسلق السور، يقول لـ'التحرير': 'بعدما صدر قرار 393 لسنة 2012 بتعيين 216 عضوا في النيابة الإدارية من دفعة 2008، شعرنا بالظلم لتقليص عديد من السنين الماضية، 216 عضوا رقم لا يكمل عدد دفعة واحدة أيام مبارك (450 عضوا)، ومع ذلك فكر الكثير من الخريجين في التقدم لكنهم فوجئوا بأن 75' من الأعضاء أبناء المستشارين والبقية لأبناء حزب الحرية والعدالة، أما أوائل الخريجين الذين لا ينتمون إلى حركات وائتلافات فيتم استبعادهم. يحيى الذي قضى نصف ساعة كاملا داخل القصر الجمهوري روى ما حدث له بقوله 'لم أكن أنوي التعدي على أحد، لكني أردت أن أعبر عن مطالبنا، وأن أوصل صوتي إلى الرئيس فتسلقت السور، ولكن الحرس الجمهوري أمسكوا بي واعتقلوني لمدة نصف ساعة، واضعين ال######شات في يدي، وعاملوني معاملة قاسية للغاية حتى انهم قالوا لي: لو كررتها مش هتشوف الدنيا تاني'. يحيى، 29 عاما، يعمل محاميا، قال لـ'التحرير' إنه سوف يعتصم أمام قصر الرئاسة، لكنه لن يفكر في تسلق السور مجددا.

    مرسي يحمي الفساد على طريقة مبارك

    ولا يمكن بأي حال ان نغض الطرف عما كتبه زكي سالم في جريدة 'التحرير' والذي يلمح فيه بأن الرئيس الجديد ماض في طريقه لحماية الفساد على طريقة المخلوع: من يصدق أن مرسي يحمي الفساد مثلما كان يفعل مبارك؟! فكلنا نتذكر حديث المصريين عن الفساد الرهيب للوزير محمد إبراهيم سليمان، الذي خرج من الوزارة بعد سنوات طويلة، ومعه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، الذي منحه له رئيس الجمهورية لكي يحميه من غضب الشرفاء، وها هو ذا مرسي يمنح نفس الوسام، أرفع وسام في الدولة إلى عبد المعز إبراهيم الذي لوث سمعة القضاء المصري بفضيحة تهريب الأمريكان، وكما أن سليمان يقضي الآن عقوبة السجن فكذلك سيكون مصير عبد المعز بإذن الله.
    للأسف تورط الرئيس مرسي سريعا، بينما التحقيقات مع عبد المعز ما زالت مستمرة، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى الذي حصل عليه الدكتور طه حسين وغيره من العظماء، مُنح للمجرمين والفاسدين واللصوص، وقد سبق أن كتبت - في 24 مارس- تحت عنوان 'عبد المعز والقضاء!' ما يلي: 'هل يكفي أن يتنحى عبد المعز إبراهيم عن مباشرة مهام منصبه رئيسا لمحكمة استئناف القاهرة؟! وهل هذا عقاب مناسب بالنظر إلى دوره في التدخل الفاضح والمفضوح في عمل القضاة، والضغط عليهم للسماح للمتهمين الأمريكيين في قضية التمويل الأجنبي بالسفر إلى خارج البلاد بعد رفع أسمائهم من قوائم الممنوعين من السفر؟! وهل يصح أن يبقى مثل هذا الشخص عضوا في مجلس القضاء الأعلى؟! وكيف لمثله أن يظل عضوا في اللجنة العليا لانتخابات رئاسة الجمهورية؟لقد أعلن النائب عصام سلطان في مجلس الشعب أن عبد المعز أخفى ملف موقعة الجمل 70 يوما في مكتبه! ثم أكد النائب أن ملف قضية موقعة الجمل بأكمله اختفى من المحكمة! وفي دار القضاء العالي اجتمع أعضاء الجمعية العمومية لقضاة الاستئناف لسحب اختصاصات عبد المعز، وإلغاء التفويض الممنوح له رئيسا لمحكمة الاستئناف، وقد حضر إلى الاجتماع المستشار حسام الغرياني، رئيس مجلس القضاء الأعلى، وتقابل مع القضاة الذين طالبوا بضرورة سحب اختصاصات عبد المعز، والتحقيق معه. وأبلغهم الغرياني أنه يبحث الواقعة، وفي حالة ثبوت التهمة سيحيله إلى المحاكمة.

    اجتماع الأزهر مع السلفيين
    ينتهي بأزمة حادة

    انتهى لقاء شيخ الأزهر د. أحمد الطيب وممثلي السلفيين في الجمعية التأسيسية للدستور إلى صدام وأزمة ربما تكون المسمار الأخير في نعش الجمعية التأسيسية الثانية، حيث رفض الأزهر الشريف كما تشير صحيفة 'الوطن' مطالب الدعوة السلفية بتعديل المادة الثانية في دستور 71 لتصبح 'أحكام الشريعة' هي المصدر الرئيسي للتشريع بدلا من 'مبادئ الشريعة' أو الاكتفاء بكلمة 'الشريعة' فقط، وأصر الأزهر على موقفه، مؤكداً أن أي تغيير يطرأ على نص المادة يثير أزمة داخلية ولا يتماشى مع الصالح الوطني، كما أن المادة بوضعها الحالي لا تتعارض أصلاً مع الشريعة. وكشف يونس مخيون، عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي المقرر المساعد للجنة المقومات في تأسيسية الدستور المسؤولة عن وضع الـ39 مادة الأولى، عن أن حزب النور أكد في لقائه مع شيخ الأزهر أنه ليست لديه مشكلة على الإطلاق في أن يكون هناك نص في الدستور يؤكد على أن يكون الأزهر هو المرجعية الإسلامية الوحيدة والنهائية لكل ما يتعلق بالشؤون الإسلامية. وكشف مخيون عن اختلافات بينهم وبين الأزهر حول نص المادة الثانية من الدستور، مشيراً إلى أن الأزهر يرغب في الإبقاء على نص المادة الثانية من الدستور كما هو في دستور 71، وقال 'أبدينا اعتراضنا على كلمة (المبادئ) لأن المحكمة الدستورية في حكم شهير لها فسرت المبادئ بأنها الأحكام قطعية الثبوت قطعية الدلالة، وهو ما يخرج معظم أحكام الشريعة من حيز التطبيق، لأن غالبية هذه الأحكام ليست قطعية الثبوت قطعية الدلالة'.وفي السياق ذاته كشف مخيون عن لقاءات تمت بينهم وبين خيرت الشاطر قبل فوز الدكتور محمد مرسي بانتخابات الرئاسة ووعدهم الشاطر خلالها بحذف كلمة المبادئ واستبدالها بكلمة 'الشريعة' مباشرة.
    وأوضح مخيون أنهم اعتمدوا الأزهر كمرجعية نهائية لتفسير نصوص الشريعة وما اختلف فيها في حدود المذاهب المعتبرة (الشافعي والمالكي والحنبلي والحنفي).ورهن مخيون بين اعتماد الأزهر كمرجعية نهائية وبين أن تكون الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع يرفض صفقة مع السلفيين بسبب المادة الثانية من الدستور.

    حتى لا يصبح مرسي صنماً يعبد

    المتابع لتقارير الصحف حول الرئيس المنتخب يكتشف أن كثيرا من الكتاب أضفوا على الرجل صفات القداسة والتطهر وهو ما دفع هاشم ربيع في جريدة 'الوطن' للتحذير من المضي قدما في نفاق الرجل: لبعض الصحف خاصة وبعض وسائل الإعلام عامة، دور سلبي في تأليه الرئيس محمد مرسي. والأنكى من ذلك أنها ذاتها لا تسكت عن الصراخ عن أن الرئيس تحول إلى إله أو صنم كبير.
    بعبارة أخرى، نحن الذين نبني الصنم، ونحن الذين لا نكف عن العويل لأنه تحول إلى ذلك الشكل. من يغضب من كلامي هذا من رؤساء تحرير الصحف ومحرري المواقع الإلكترونية ومعدي برامج التوك شو عليه أن يتصفح ما قيل بعناية مذ أسبوع. ماذا قيل؟ خذ، على سبيل المثال لا الحصر، واقعة تعجب من أن الرئيس ينزل من بيته لأداء صلاة الفجر، وكأن الصلاة أصغر من أن يؤديها الرئيس. نعلم أن بعض من كتب في هذا الشأن يكتب لمقارنة الوضع الحالي بالوضع السابق. لكن البعض الآخر يترجم ذلك على أن هذا الأمر تواضع جم من الرئيس. خذ واقعة شراء الرئيس بعض 'البقصمات' من الفرن الذي تعود الشراء منه. خذ واقعة إجراء إحدى الصحف حديثاً مع ابن الرئيس بعد خروجه من أداء امتحان الثانوية العامة، وفصاحة الابن وهو يقول للصحافي: دعوني في حياتي الخاصة.. إلخ. كل هذه الأمور تجعلنا أمام ظاهرة بداية تأليه لرجل يتصرف بطبيعته، نريده أن يعاملنا كنصف إله، وعندما يصل لتلك المرتبة تبدأ الخناجر والحناجر تطاله من كل حدب وصوب. نصنع، نحن الإعلاميين، الصنم ونبكي ونبحث عمن صنعه. والأغرب أننا نتهم الجوقة من حوله بأنها هي التي صنعت ذلك.

    جمال مبارك لا يتذكر حجم ثرواته
    ولا الوظيفة التي كان يشغلها

    تواصل صحيفة 'الوطن' نشر نص التحقيقات في قضية 'التلاعب بالبورصة' والاستيلاء على البنك الوطني المصري، المتهم فيها جمال وعلاء مبارك نجلا الرئيس المخلوع وآخرون.. وتكشف هذه الحلقة من أقوال جمال مبارك أمام المستشار عاشور فرج، قاضي التحقيق المنتدب من وزير العدل للتحقيق في الواقعة، عن عدة مفاجآت، منها أن جمال مبارك قال إنه لا يعرف قيمة مساهمته في شركة 'بوليون' القبرصية، كما قال 'أنا مش متذكر إذا كنت عضوا في مجلس الإدارة أم لا'، ونقتطف مما نشرته 'الوطن' بعض الأسئلة من قبل قاضي التحقيق وإجابات جمال عليها: وضح لنا الفترة التي بدأت فيها ممارسة العمل الحر وتاريخ ذلك؟
    أنا تركت العمل في 'بنك أوف ذا أمريكا' في أوائل التسعينات، ومارست العمل الحرّ في الأسواق المالية الدولية. وما طبيعة العمل تحديداً؟
    ـ عبارة عن إعطاء استشارات للاستثمار في البورصات العالمية.
    وحول مصدر الأموال التي ساهم بها في هذه الشركة قال من عائد عملي الحرّ في الأسواق المالية الدولية.وعن العائد المادي الذي حصل عليه من خلال عمله المشار إليه قال: ده بيختلف على حسب أداء الأسواق بشكل أساسي وسوف أقدمه في إقرار بهذا الشأن. اما عن نشاطه في قبرص أجاب: أنا شاركت في شركة 'بوليون' وهي في قبرص ودي حالياً أمتلك فيها نسبة 50 ' من الأسهم. وما الطبيعة القانونية لشركة 'بوليون'؟
    - أنا مش فاكر الشكل القانوني بالتفصيل وعن القيمة المالية لمساهماته في الشركة المشار إليها سلفاً؟ قال دي شركة إدارة بتتشكل برأس مال اسمي، وأنا مش متذكر قيمة رأس المال الآن، وأعتقد أن رأس مال الشركة مش كبير وأرجو أخذ مهلة للرجوع إلى الأوراق.

    زيارة زيدان لعلاء مبارك ليست جريمة

    ما زالت أصداء زيارة اللاعب محمد زيدان لعلاء وجمال مبارك في سجن طرة مؤخراً تثير الجدل، ومن بين من علقوا على الزيارة حازم الحديدي في صحيفة 'الأخبار': لا أعتقد أن ' محمد زيدان ' أرتكب جريمة بزيارته لعلاء مبارك في سجن طره . زيدان مواطن مصري حر في أن يفعل ما يريد، وليس لأحد الحق في محاكمته أو النيل منه لأنه يلبي نداء مشاعره كأنسان، يرى أن من واجبه زيارة هذا السجين أو ذاك، وإذا كنا نلعن النفاق والمنافقين، فيجب أن نقدر الوفاء والأوفياء، حتى لو لم يكن وفاؤهم على مزاجنا، ومن هنا أحترم شجاعة زيدان وإصراره على السباحة ضد التيار، لمجرد أن هذه هي قناعته التي لا يبتغي من ورائها شيئاً سوى التخفيف عن واحد من عباد الله، بينما نحن لا هم لنا سوى تعليق المشانق لخلق الله، في وقت ندعو فيه للمصالحة وتنقية النفوس والإلتزام بكل القوانين، بما في ذلك قانون الحرية الذي جاء في كل الدساتير الإلهية، وهو قانون لا يتجزأ ولا يجوز الحكم بعدم دستوريته، لمجرد أنه ليس على هوانا '.
    وحول نفس الزيارة كتب محمد عبدالقادر علي في 'الأخبار': حسدت اللاعب الدولي محمد زيدان نجم المنتخب الوطني لكرة القدم على شجاعته عندما نشرت الصحف أنه زار صديقه علاء مبارك في السجن، رغم التداعيات التي ستظهر بعد هذه الزيارة . وعندما نفى الخبر بشدة تصورت انها كانت اشاعة، ولكن إدارة السجن أكدت الخبر، فعاد يقول انه زاره بالفعل بدوافع إنسانية بعد مكالمة تليفونية من عمر ابن علاء، ففقد بذلك الكثير من رصيده لدى الجماهير، ليس لأنه زار علاء، ولكن لأنه توهم أن النفي سيحميه من عاصفة قد تنال من شعبيته . كنت سأحترم زيدان كثيرا إذا أكد الخبر بشجاعة فور نشره، فليس من العيب أو الخطأ أن يقوم الإنسان بواجبه نحو صديقه الإنسان في محنته '.
                  

07-08-2012, 11:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    الجماعة تعلن مساندتها للرئيس في مشروع الـ100‮ ‬يوم

    رفض تولي الشاطر رئاسة الوزراء‮.. ‬وحصة الإخوان في الحگومة‮ ‬30٪

    07/07/2012 08:16:08 م




    كتب محمد الفقى ‮ ‬وأحمد داود‮:‬


    أكد مجلس الشوري العام لجماعة‮ ‬الاخوان المسلمين مساندته للدكتور محمد مرسي في اتمام مشروع الـ100‮ ‬يوم الاولي‮.. ‬اكد د محمود حسين الامين العام للجماعة ان مجلس الشوري العام عقد جلسته الثامنة‮ ‬لتدارس كيفية تفعيل العمل الشعبي لدعم مبادرة المشروعات الخمسة التي أطلقها رئيس الجمهورية ودور جماعة الإخوان المسلمين والقوي السياسية والشعبية،‮ ‬وذلك بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة واشار الي انه تم الاتفاق علي إجراءات لتنفيذ هذه الحملة في جميع قري وأحياء محافظات مصر مع جميع القوي السياسية والشعبية‮. ‬وعلمت‮ "‬الأخبار‮" ‬ان الاجتماع تطرق لمناقشة تشكيل الحكومة الائتلافية والفريق الرئاسي وبحث الاقتراح الذي سيقدمه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة إلي رئيس الجمهورية بصفته عضوا في الجبهة الوطنية التي تضم العديد من القوي السياسية والحزبية وليس بصفته الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس‮.. ‬واتفق الحاضرون علي اعتبار المقياس الرئيسي لنسبة تمثيل الاحزاب في الحكومة الائتلافية هو الانتخابات البرلمانية الماضية‮ ‬كما أيد الحاضرون فكرة تخفيض نسبة حزب الحرية والعدالة في تشكيل الحكومة عن نسبته في البرلمان لتصبح‮

    ‬30٪‮.‬
    وطالب بعض الحاضرين باختيار المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الحكومة مؤكدين ان الدكتور محمد مرسي في فترة دعايته الانتخابية وحتي آخر لحظة لم يقل ان رئيس الحكومة لن يكون اخوانياورفض أغلبية الحاضرين هذا الطرح مؤكدين ان قيادات عديدة اكدت عقب الفوز انه لن يكون رئيس الحكومة اخوانيا‮. ‬وهو ما اعتبره المؤيدون لفكرة الشاطر‮ ‬غير ملزم للرئيس وكل من اصدر تصريحا مسئول عنه‮. ‬وقد شارك في الاجتماع ما يقرب من‮ ‬100‮ ‬عضو بينهم الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل،‮ ‬والدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري‮.‬


    ----------------------

    أگد عودته قريبـا لمصر

    عمر سليمان ينفي لجوءه السياسي إلي إحـــــــــــــدي الدول العربيــــــــــــــة

    07/07/2012 08:17:18 م




    كتب عمرو جلال‮:‬


    ‮ ‬عمر سليمان

    نفي اللواء عمر سليمان نائب رئيس‮ ‬الجمهورية السابق ما تردد عن عزمه اللجوء السياسي لاحدي الدول العربية‮.. ‬وقال انه يقضي اجازة الصيف مع أسرته في الخارج وسيعود إلي القاهرة قريبا‮.. ‬جاء ذلك في بيان‮ ‬نشرته الصفحة الرسمية للواء عمر سليمان علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وأكدته مصادر مقربة منه‮.‬
    كان عدد من وسائل الإعلام قد نقلت اخبارا عن قيام عمر سليمان باللجوء السياسي لاحدي الدول بعد احالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بلاغا ضده إلي نيابة استئناف القاهرة للتحقيق معه في اتهامات بتعمده اخفاء معلومات عن قتل الثوار في جمعة الغضب وموقعة الجمل عندما أدلي بشهادته في قضية الرئيس السابق مبارك‮.. ‬وجاء في البيان الذي نشرته الصفحة الرسمية للواء سليمان انه اشيع في الأيام الأخيرة الكثير من الكلام عن لسانه والكثير من الشائعات وبعد التواصل معه لاستبيان الحقيقة تبين انه انتهز فرصة الإجازة الصيفية ليقضي إجازته في هدوء مع أسرته وانه لم يقم بالادلاء بأي تصريحات لأي شخص أو أي جهة إعلامية منذ آخر حديث له مع جهاد الخازن‮.. ‬وأكد انه سيعود إلي مصر قريبا بعد انتهاء الإجازة وانه يأسف لكل ما يثار من شائعات ويتمني لجميع المصريين الاستمتاع بالإجازة الصيفية في هدوء ويشكرهم علي الاحتفال بعيد ميلاده‮.‬

                  

07-09-2012, 04:40 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    مرسي يقرر عودة مجلس الشعب‏
    والدستورية تدرس الموقف اليوم
    القاهرة ـ أحمد البطريق وإبراهيم البهي ومحمد فؤاد‏:‏
    5759

    أصدر الرئيس محمد مرسي قرارا جمهوريا أمس بعودة مجلس الشعب للعمل‏,‏ وعقد جلساته وممارسة كل اختصاصاته‏.‏

    مرسي يقرر عودة مجلس الشعب‏

    ونص القرار الجمهوري رقم11 لعام 2012 علي سحب القرار رقم 350 لسنة 2012 باعتبار مجلس الشعب منحلا اعتبارا من يوم الجمعة 15 يونيو الماضي.


    كما نص القرار علي ممارسة مجلس الشعب العائد اختصاصاته المنصوص عليها في المادة 33 من الإعلان الدستوري الصادر بتاريخ 30 مارس عام .2011 ووفقا للقرار الجمهوري الصادر أمس, فإن مجلس الشعب لن يكمل مدته القانونية, حيث ستجري انتخابات مبكرة لمجلس الشعب خلال ستين يوما من تاريخ موافقة الشعب علي الدستور الجديد, والانتهاء من قانون مجلس الشعب.

    وعلم الأهرام ان الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب سيدعو المجلس للانعقاد خلال الـ48 ساعة القادمة.


    و من جانبه عقد المجلس الأعلي للقوات المسلحة اجتماعا طارئا مساء أمس برئاسة المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة لبحث ومناقشة تداعيات قرار الرئيس محمد مرسي بعودة مجلس الشعب. وعلم الأهرام أن المحكمة الدستورية العيا ستنعقد اليوم الإثنين بكامل هيئتها لبحث الآثار المترتبة علي قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب رغم صدور حكم من المحكمة بحله.


    يذكر أن الدكتور محمد مرسي كان قد أعلن في خطابه بجامعة القاهرة عقب أدائه اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية أن المؤسسات المنتخبة من الشعب ستعود لممارسة أعمالها ومهامها.
    أكد النائب صبحي صالح وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشعب والقيادي بحزب الحرية والعدالة أن قرار رئيس الجمهورية سوف يتم تنفيذه عقب نشره في الجريدة الرسمية, وذلك بقيام رئيس مجلس الشعب بدعوة النواب لعقد جلسة عامة بالمجلس.


    صبحي صالح قال: إن هذا القرار عالج خطأ قانوني وقع فيه المجلس العسكري والذي سبق وأن أصدر قرار بحل المجلس, مؤكدا أن قرار المجلس العسكري أعدم سلطة من سلطات الدولة بغير أجل, ولا أفق محدد, فجاء القرار الجمهوري لينظم إجراءات تنفيذ الحكم بعدم الدستورية, وذلك بالإبقاء علي المجلس لحين انتخاب البديل, وهو أحد المبادئ الدستورية المتعارف عليها دوليا

    الاهرام
    9/7/2012.


    --------------

    مصر: مرسي يُقرِّر عودة البرلمان المنحل والمجلس العسكري يدعو لاجتماع عاجل

    2012-07-08



    القاهرة ـ أصدر الرئيس المصري محمد مرسي، مساء الأحد، قراراً جمهورياً يقضي بعودة مجلس الشعب (البرلمان) المنتخب لممارسة اختصاصاته.
    وصرح القائم بأعمال الناطق الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية المصرية ياسر علي، للصحافيين مساء اليوم، إن الرئيس محمد مرسي أصدر قراراً جمهورياً يقضي "بعودة مجلس الشعب المنتخب لممارسة اختصاصاته بالمادة رقم /33/ من الإعلان الدستوري".

    وأضاف علي "ان القرار الجمهوري رقم 11 لسنة 2012 ينص على أنه "بعد الاطلاع على الإعلان الدستوري والاتفاقيات الدولية وقانون مباشرة الحقوق السياسية، وعلى حكم الدستورية العليا، وقرار رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمجلس الشعب، قرَّر رئيس الجمهورية سحب القرار رقم /350/ بحل مجلس الشعب، وقرر عودة المجلس المنتخب لممارسة اختصاصاته بالمادة رقم 33 من الإعلان الدستوري".

    وتابع ان مضمون القرار جاء فيه "أن تُجرى انتخابات مجلس الشعب مرة أخرى خلال 60 يوماً من تاريخ موافقة الشعب على الدستور الجديد والانتهاء من قانون مجلس الشعب، على أن ينشر هذا القرار بالجريدة الرسمية".
    وكانت المحكمة الدستورية العُليا، قضت شهر يونيو/حزيران الفائت "ببطلان قانون انتخابات مجلس الشعب، واعتبار المجلس منحلاً".

    الى ذلك ذكر التليفزيون المصري ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية دعا الى عقد اجتماع عاجل عقب قرار الرئيس المصري محمد مرسي الاحد بالغاء قرار حل مجلس الشعب (البرلمان).




    -----------------------

    طنطاوي عقد اجتماعا طارئا للمجلس العسكري.. والجماعة اشادت بالقرار.. وليبراليون دعوا الى عزل مرسي
    'انقلاب اخواني' على المحكمة الدستورية باعادة 'البرلمان المنحل' يؤجج صراع السلطات

    2012-07-08




    لندن 'القدس العربي' - من خالد الشامي: عرف المشهد السياسي المصري امس تصعيدا دراميا جديدا، باتخاذ الرئيس المصري الجديد، محمد مرسي قرارا بدعوة مجلس الشعب المنحل الى الانعقاد، واجراء انتخابات جديدة خلال ستين يوما من اقرار االدستور الجديد وقانون انتخاب مجلس الشعب.
    وجاء الاعلان عن هذا القرار بعد مقابلة اجراها مرسي مع وليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الامريكية، وغداة اجتماع لمجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين.
    ويسيطر حزب الحرية والعدالة (المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين) بالتحالف مع حزب النور السلفي على نحو 70 بالمئة من مقاعد مجلس الشعب الذي كان تم حله.
    وقرر المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة دعوة المجلس الى اجتماع عاجل مساء امس لبحث الرد على قرار مرسي، وسط تكهنات متنوعة حول امكانية حدوث صدام مباشر مع الرئيس ومن ورائه جماعة 'الاخوان'.
    وانتقد الدكتور محمد البرادعي القرار معتبرا أنه 'إهدار للسلطة القضائية'.
    وقال البرادعي في (تويتر) مساء الأحد، 'إن قرار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بعودة البرلمان يعني إهدارا للسلطة القضائية، ودخول مصر في غيبوبة دستورية، وصراع بين السلطات.. لكِ الله يا مصر'.
    وأكد الدكتور محمد الذهبي أستاذ القانون الدستوري، أن قرار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بعودة البرلمان المنحل للانعقاد يمثل كارثة قانونية ويشكل مخالفة للمبادئ والأصول الدستورية والقانونية. وأضاف الذهبي أن هذا القرار قرار مخالف لمبدأ المشروعية ويخالف نصوص القانون ويخالف مفهوم الدولة القانونية القائمة على عنصر سيادة القانون واحترام أحكام القضاء وهو دعوة للفوضى.
    من جانبه أكد الدكتور محمد نور فرحات الفقيه الدستوري أن قرار الدكتور مرسي مخالف لحكم المحكمة الدستورية العليا، وانه في هذه الحالة لو تم رفع دعوى في محكمة القضاء الإداري ستقبل على الفور.
    لكن عصام العريان القائم بمهام رئيس حزب الحرية والعدالة، رأى أن قرار الرئيس محمد مرسي بعودة مجلس الشعب للانعقاد يعد تأكيداً لإرادة الشعب واحتراما لحكم الدستورية، حيث سيبدأ المجلس بتعديل تشريعي لقانون انتخابات تنفيذا لحكم الدستورية. وأضاف العريان عبر صفحته الشخصية على موقع 'تويتر' أن السيادة للشعب وحده وعلى المضللين احترام عقول الناس، الحكم لم يحل المجلس وإنما عدم دستورية نصوص بالقانون، وقرار الرئيس ألغى قرار المشير أيها العقلاء.
    ووصف الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، الأحد، قرار رئيس الجمهورية، الدكتور محمد مرسي، بإلغاء حل مجلس الشعب بـ'الصادم'. وقال نور في حسابه الشخصي على 'تويتر': 'قرار إلغاء حل البرلمان صادم، ويحتاج لتوضيح لأسانيده وحدوده، (ثلثي أم كل)'. وطالب نور الرئيس مرسي، الالتزام الصارم بتنفيذ أحكام القضاء ودولة القانون.
    ومن جهته طالب المهندس الاستشاري ممدوح حمزة، القوات المسلحة بـ'عزل الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، وتقديمه للمحاكمة فورا، لتعديه على السلطة القضائية'. وكتب 'حمزة' على حسابه الشخصي على موقع 'تويتر': 'أطالب فورا القوات المسلحة (قائدي الجيوش والأسلحة) بعزل الرئيس محمد مرسي فورا، وتقديمه للمحاكمة لتعديه على السلطة القضائية ومنعه من دخول قصر الرئاسة، إذا أرادوا لمصر أن تبقى دولة'.
    وقال الدكتور محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، إن 'القرار الجمهوري الذي أصدره الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، بعودة مجلس الشعب، هو قرار طبيعي يتواءم مع قيادة مصر الجديدة، التي تحترم الدستور والقانون وترفض التعسف'. وأشاد بالقرار، مؤكدا أن 'القرار هو خطوة لتصحيح أخطاء الماضي، وخطوة جيدة أيضا نحو تعزيز دولة القانون والمؤسسات'.
    واعتبر مراقبون ان قرار مرسي، يمثل انقلابا على المحكمة الدستورية، التي اقسم امامها قبل اسبوع باحترام القانون والدستور، والدليل الابرز حتى الان على النفوذ المباشر لجماعة 'الاخوان' في مؤسسة الرئاسة، رغم اعلان مرسي استقالته منها بعد توليه الرئاسة.
    ويفتح القرار المفاجئ الذي اصدره مرسي الابواب على مصراعيها، امام صراع سياسي وقانوني قد يدخل البلاد في نفق مظلم، تصعب معرفة نهايته. اذ ان القرار ينزع السلطة التشريعية من المجلس العسكري، وهذه منصوص عليها في الاعلان الدستوري المكمل، وينزع منها حقه في تعيين جمعية لكتابة الدستور، ما يعني ان 'الاخوان' سيهيمنون على الجمعية مجددا، وبالتالي على كتابة الدستور، وهو ما يحتاجون اليه للوفاء بتعهدات انتخابية قطعوها للسلفيين بشأن مادة تطبيق الشريعة، حسبما كشف الشيخ ياسر برهامي في تصريحات قبل يومين. وقالت تكهنات ان الجماعة تسعى الى ادخال نصوص استثنائية تضمن لمرسي البقاء في الرئاسة لثلاث فترات بدلا من اثنتين.
    وتتعدد السيناريوهات التي يمكن ان يشهدها الصراع خلال الايام المقبلة، ومن بينها:
    اولا: قد يتفادى المجلس العسكري الدخول في مواجهة مباشرة مع الرئيس، اذ من الممكن تحدي القرار الجمهوري باستصدار حكم عاجل من القضاء الاداري ببطلانه، باعتبار انه يلغي حكم المحكمة الدستورية التي قالت في الاسباب الرسمية لحكمها انه يعني حل البرلمان بسبب عدم دستورية قانون انتخابه، الا ان الرئيس يستطيع اللجوء الى عمل 'استشكال قانوني' يوقف تنفيذ الحكم، وهو الاسلوب الذي كان نظام حسني مبارك يلجأ اليه في مواجهة احكام القضاء الاداري التي لا تناسبه، مثل الحكم بوقف تنفيذ تصدير الغاز الى اسرائيل. ومن شأن هذا السيناريو ان يعمق مأزق 'الاخوان' في مواجهة الانتقادات بتقويض دولة القانون.
    ثانيا: ان السلطة القضائية التي سيشعر كثير من اركانها بالمهانة بعد صدور قرار مرسي، قد ترد بالفصل في دعاوى منظورة امام المحكمة بالفعل تطالب بحل جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة، ما سيشكل ضربة لسلطة مرسي، بوضعه في مواجهة مباشرة مع القضاء.
    ثالثا: ان المجلس العسكري الذي مازال يتولى السلطة التشريعية بموجب الاعلان الدستوري المكمل، يستطيع الرد سياسيا بعدم التعاون مع مرسي، وجعله 'بطة عرجاء' ما لن يمكنه من تحقيق تعهداته الانتخابية، مع التأكيد على اجراء انتخابات رئاسية جديدة بمجرد الانتهاء من كتابة الدستور، ما قد يجعل ولاية مرسي الرئاسية الاقصر في تاريخ مصر.


    -------------------


    الاخبار


    مرسي يعيد مجلس الشعب‮.. ‬والعسكري يجتمع للرد

    الأحزاب الاسلامية ترحب بالقرار والليبرالية تصفه بالمصيبة

    08/07/2012 10:33:04 م



    في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل أصدر الرئيس محمد مرسي قرارا بسحب قرار حل مجلس الشعب وعودة البرلمان لعقد جلساته وممارسة اختصاصاته وإجراء انتخابات مبكرة لمجلس الشعب خلال ‮٠٦ ‬يوما من تاريخ موافقة الشعب علي الدستور الجديد والانتهاء من قانون مجلس الشعب‮. ‬ودعا الرئيس مرسي في تغريدة له علي حسابه الشخصي تويتر‮ ‬مجلس الشعب للإنعقاد اليوم مرة اخري لحين الانتهاء من اعداد الدستور لتبدأ بعد ذلك انتخابات مجلس شعب جديد عقب الاستفتاء علي الدستور بالموافقة‮. ‬وقد عقد المجلس الاعلي للقوات المسلحة اجتماعا طارئا امس برئاسة المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة لبحث ومناقشة تداعيات قرار الرئيس محمد مرسي بعودة مجلس الشعب‮. ‬وقد اكدت مصادر قضائية بالمحكمة الدستورية العليا أن الجمعية العمومية للمحكمة ستعقد اجتماعا طارئا اليوم لبحث قرارات الرئيس محمد مرسي بعودة مجلس الشعب وما يترتب عليه من اهدار للقانون والدستور وأحكام القضاء‮.‬
    وقد توالت ردود أفعال الأوساط السياسية والشعبية حيث رحب نواب الأحزاب الإسلامية بالقرار وقال نواب حزب الحرية والعدالة ان قرار الرئيس يؤكد سيادة الشعب وأشار أشرف ثابت وكيل مجلس الشعب إلي ان القرار يلغي قرار المجلس العسكري ولم يلغ‮ ‬حكم الدستورية وأكد أحمد خليل المتحدث باسم الهيئة البرلمانية لحزب النور السلفي انه الآن نستطيع القول ان المصريين أصبح لهم رئيس فعلي قادر علي ممارسة مهامه بصلاحيات كاملة ووصفت الجماعة الإسلامية القرار بانه لم يخالف القانون وان الرئيس يحاول استعادة صلاحياته‮. ‬وهاجم عدد من النواب المستقلين والممثلين للأحزاب الليبرالية القرار وأكد عاطف مغاوري النائب عن حزب التجمع ان القرار سابقة خطيرة ضد حكم الدستورية وقال النائب باسل عادل‮: ‬لا يصح ان يعود البرلمان علي جثة القانون والدستور‮.‬
    ووصف النائب محمد أبوحامد القرار بانه اسقاط الدولة لدولة الدستور وتحد سافر للسلطة القضائية‮.‬
    وفي أول رد فعل للمحكمة الدستورية العليا أكد المستشار د.عبدالعزيز سليمان رئيس هيئة المفوضين بالمحكمة إلي ان القرار باطل ولن يؤدي إلي شيء لان ما بني علي باطل فهو باطل وشن المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة السابق هجوما شديدا علي القرار وقال انه باطل ومخالف للأعراف القانونية والدستورية‮.‬
    وأبدي فقهاء القانون الدستوري دهشتهم من القرار وتساءلت د.فوزية عبدالستار‮: ‬علي أي أساس من القانون يصدر مثل هذا القرار الذي يهدر حكم الدستورية العليا؟ ووصف المستشار أحمد مدحت المراغي رئيس مجلس القضاء الأعلي الأسبق القرار بانه‮ ‬غريب ومدهش وليس له أي سند قانوني وأكد فؤاد عبدالنبي استاذ القانون الدستوري ان الرئيس مرسي ليس له الحق في اصدار قرار بعودة البرلمان مرة أخري وطالب المجلس العسكري بالوقوف في وجه هذا الانتهاك الصارخ وقال الفقيه الدستوري د.صلاح فوزي ان القرار مصيبة ويعد بداية لانهيار دولة القانون‮. ‬وصرح د.أشرف رمضان الفقيه الدستوري ان قرار مرسي يضعه تحت طائلة القانون‮.‬
    ومن ناحيتهم أبدي عدد من رؤساء الأحزاب اعتراضهم علي القرار وقال الدكتور أيمن نور رئيس حزب‮ ‬غد الثورة ان القرار صادم ويجب ان‮ ‬يحترم الرئيس احكام القضاء وقال د.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع ان القرار يعد تحديا للقضاء وطالب الناشط السياسي ممدوح حمزة القوات المسلحة بالانقلاب علي الرئيس وعزله وتقديمه للمحاكمة‮.‬
    ومن جهة اخري اعلن اتحاد حماة الثورة رفضه للقرار وصرح محمد رمضان الامين لعام للاتحاد اننا نرفض مثل هذه القرارات التي تعد تعديا علي دولة القانون وعدم احترام للقضاء المصري واعلن أن الاتحاد يعتبر نفسه في حالة انعقاد دائم للخروج من الازمة وجاهز لثورة جديدة من اجل الحرية التي نطالب بها‮.‬


    ----------------

    مجلس شورى الإخوان يقرر تشكيل لجان لتطبيق برنامج الرئيس بدلا من أجهزة الدولة
    حسنين كروم
    2012-07-08




    القاهرة - 'القدس العربي' أبرز أخبار وموضوعات الصحف المصرية يومي السبت والأحد كانت عن استقبال الرئيس محمد مرسي سفير السعودية أحمد قطان، وبحث ترتيبات زيارته للسعودية لتكون أول بلد يزوره، وكان الرئيس أثناء معركة انتخابات الرئاسة في مرحلتها الأولى قد قام بزيارة السفير في مكتبه، وألقت الشرطة القبض على السلفيين الثلاثة الذين قتلوا طالب الجامعة بالسويس احمد عيد، وعقد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم يوسف - مؤتمرا صحافيا مفاجئاً ليؤكد أن الثلاثة لا ينتمون إلى أي جماعة دينية أو حزب، أي لا ينتمون لجمعيات سلفية أو لأحزاب الحرية والعدالة والنور والبناء والتنمية والأصالة، وإنما هم مواطنون ملتزمون دينياً، وأكد الوزير انهم نصحوا الشاب الذي كان مع خطيبته، ويقف في مكان متطرف، ولو انه لم يشتبك معهم لما حدث شيء، وقد فوجئت بكلام الوزير وتوقعت ان يوجه الشكر للقتلة، ولا أعرف لماذا تطوع بقول ذلك قبل انتهاء النيابة من تحقيقاتها، ولكنه في نفس المؤتمر اكد انه لن ينفذ أي حكم قضائي لصالح أي ضابط او فرد شرطة في إطلاق لحيته، في إشارة غير مباشرة لحكم محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية، كما وقعت حادثة طريفة وهي قرار المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة إحالة الدعوى المرفوعة بحل مجلس الشورى الى المحكمة الدستورية للحكم في دستورية القانون، الذي أجريت الانتخابات على أساسه، وكانت المحكمة قد حلت مجلس الشعب لنفس الأسباب التي تمت على أساسها انتخابات الشورى، والغريب أن المجلس يواصل جهوده المحمومة للسيطرة على المؤسسات الصحافية القومية، أو تسليمها للإخوان كما يقول مهاجموه، وهو ما كشفه لنا زميلنا الرسام في 'أخبار اليوم' هاني شمس يوم السبت، لأن رسمه كان عنوانه - الأخونة - والرسم لامرأة جميلة وكبيرة تقول لإخواني ضئيل: - أخون بعيد يا شاطر.
    وإذا صدر حكم الدستورية بحل الشورى فسيكون الأمر مدعاة للسخرية ومنتهى المسخرة فعلا، أيضا نشبت أزمة عنيفة بين المحامين والشرطة بسبب اعتداء ضباط وجنود شرطة قسم أول مدينة نصر على عدد من المحامين كما قالوا، وحصار المحامين للقسم.
    ومن اغرب ما حدث هو اجتماع مجلس شورى جماعة الإخوان لبحث تشكيل لجان لمساعدة مرسي في تنفيذ برنامجه في مشكلة القمامة وضبط المرور وتحسين رغيف العيش وتوفير الوقود، ولا اعرف لماذا لم يعلنوا إلغاء الوزارات، وأجهزة الدولة، وتشكيل لجان شعبية لضبط الأمن ومكافحة التجسس والدفاع عن الحدود بدلا من الشرطة والمخابرات العامة والجيش.
    وإلى شيء من أشياء عديدة لدينا:

    الرئيس سيندم على اليوم
    الذي رشح نفسه فيه للانتخابات

    ونبدأ بالرئيس حيث لاحظت امتلاء الصحف والمجلات بالمقالات والتعليقات التي يوجه أصحابها النصح له، ان اعمل كذا، وكذا، ولا تفعل هذا وذاك، وكأنه مستقل لا حزب وجماعة له ولها برنامج تريد تطبيقه، أو كأن السلطات كلها في يديه، بحيث نعود إلى عهد بناء على تعليمات الرئيس، ان الرئيس، استمع إلى المواطن فلان وأمر بحل مشكلته من دون أن يدري ثقيلو الظل الذين يكتبون ذلك أن مصر لم تعد كما كانت، وان رئيسها الآن ولعشرات قادمة من السنين سوف يعيش لحظات، بينه وبين نفسه، يندم فيها على اليوم الذي رشح نفسه فيه للانتخابات، وسيدعو على الأغلبية التي انتخبته وجاءت به، لأنها أول من سينقلب عليه، وتسبب له المشاكل والمتاعب، ولن تقبل منه أي طلب بالتقشف لمواجهة وضع اقتصادي على شفا كارثة حقيقية، لن ينفع فيه توزيع الإخوان والسلفيين والجيش، شنط رمضان وفيها أرز وسمن ومكرونة وسكر، ولن تنفع فيها إغراق الأسواق بلحوم رخيصة يتم استيرادها ودعمها من الميزانية، أو زيادة في العلاوة الاجتماعية، لأن الميزانية فيها عجز متزايد، وسيتم تعويض الزيادة من رفع للأسعار ولن تنفع فيها حملات الدجل التي يقوم بها تجار الإخوان والسلفيين بأن الاقتصاد الإسلامي كفيل بحل هذه المشاكل، وأن مشروع النهضة مقدمته لأنه لا مشروع لديهم، يختلف عن كل الأفكار والخطط المطروحة من جمال مبارك ومجموعته والنصابين من رجال أعماله، لأن هناك مجموعة أخرى من النصابين تريد أن تشاركهم أو تحل محلهم متناسية أن أحلامها سوف تتبخر في تسخير امكانيات الدولة لها، أو السطو على مصانعها وشركاتها، وكل ما ستنجح فيه هو إنشاء مشروعات جديدة تنجح أو تفلس شأنهم شأن أي رجل أعمال سيعمل الآن تحت رقابة شعبية حساسة وعلى ضوء قوانين لا تفرق بين رأسمالي وآخر، وكل أجهزة الأمن والرقابة الشعبية ستكون عيونها مفتوحة على آخرها، لأي مشاركات بين الإخوان والسلفيين ورجال أعمال أجانب، وحتى إذا بدأوا في إنشاء مشروعات أو جلب استثمارات، فسيحتاج كل مشروع إلى عدة سنوات لبنائه حتى يبدأ في الانتاج للداخل أو للتصدير، وقد ينجح أو يفلس كما قلنا شأنه في ذلك شأن المصانع المملوكة لرأسماليين في العالم كله.

    هل سيفرض على البنوك إنشاء هيئة شرعية؟

    وكل ما يخططون له للسطو على البنوك الوطنية المملوكة للدولة بحجة انها ربوية، فبشر الذين يسيل لعابهم عليها، أو لإجبار هذه البنوك على إنشاء هيئة شرعية في كل بنك منهم طبعا لتفتي أولا ان كانت هذه المعاملة أو القرض شرعيا أم فيه - والعياذ بالله - شبهة ربا، وان يحصل كل منهم على مكافأة شهرية هائلة - كما طالبوا فعلا في مجلس الشعب قبل حله - بشرهم بأن شيئاً من هذا لن يمر، وإذا كانت خطط لصوص نظام مبارك في تصفية البنوك الوطنية فشلت بعد أن نجحوا في بيع بنك الإسكندرية، فلن ينجحوا هم. والغريب في الأمر، اننا لم نسمع لهم صوتا يحتج على عملية الربا التي قام بها البنك الدولي الإسلامي بواسطة المؤسسة الدولية الإسلامية للتمويل، مع وزيرة التعاون الدولي الدكتورة فايزة أبو النجا بالتوقيع على قرض لمصر مقداره مليار ومئتان وخمسون مليون دولار، بفائدة سنوية قدرها ثلاثة وخمسة وعشرون في المائة من المائة، أي ربا صريح وأعلى ربا بنوك الكفار الفجار كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبعض الدول الأوروبية التي لا تتجاوز واحدا او اثنين في المائة، أهذا هو اقتصادهم وبنوكهم الإسلامية؟
    باختصار، كل النصائح للرئيس لا فائدة منها، ومهما وعد فلن يحل عجز الميزانية وقلة الموارد، صحيح هناك مشاكل يمكن حلها ولا تحتاج إلا فرض سلطة القانون، ولكن أتحدث عن اقتصاد، أي أرقام، دخول ومصروفات، فهل اقتصاد مصر أقوى من اقتصاديات ايطاليا واليونان وإسبانيا والبرتغال وفرنسا، وبريطانيا التي تواصل تخفيض نفقاتها بما فيها تسريح موظفين.

    ازهري يطالب مرسي بعدم الاعتماد
    على الديمقراطية لأنها مثل الفياغرا
    تقتل ولا يتحملها قلب العجوز

    فماذا سيفعل الرئيس؟ في الحقيقة هناك نصيحة غير مباشرة له بأن لا يعتمد كثيرا على حكاية الديمقراطية لأنها خطرة مثل الفياغرا على صحة المرضى، وصاحب النصيحة هو الأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور عبدالله النجار وقوله في 'اللواء الإسلامي': 'لكلمة الديمقراطية سحر عجيب في الدول التي عانت طويلا من الأنظمة المستبدة الظالمة ويظن أهلها أن في تلك الكلمة علاجاً خارقاً لمشكلاتهم ووسيلة حاسمة لاسترداد كرامتهم من الحكام الذين ظلموهم وأهدوا حياتهم ووجودهم.
    وقد يسرح بهم الأمل ويطيش معهم الخيال إلى المشاكل السياسية العادلة في بلاد أمريكا أو دول أوروبا، ويظنون أن أهلها ما وصلوا إلى ذلك الازدهار الذي يعيشون فيه وتلك الحياة الرغيدة التي يرفلون فيها إلا بسبب تلك الكلمة الساحرة 'الديمقراطية'، وحتى يتحقق الربط بين الغاية والوسيلة في الديمقراطية لابد من توافر أمور تؤدي في مجملها إلى أن تكون البنية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في الدولة التي تتجه إلى الديمقراطية قوية قادرة على تحمل ذلك العلاج السياسي الساحر وإلا فإن تلك البنية الوطنية إذا كانت ضعيفة فإنها لن تؤدي المطلوب منها، وستكون تلك الديمقراطية أداة لإساءة استعمال الحرية، مثل قرص الفياغرا الذي يبتلعه كهل عجوز ليقوي فحولته، ويضاعف باءته، فلا يكاد يبتلع القرص حتى يتوقف قلبه ويخر صريعاً، لأن بنية بدنه غير قادرة على استيعاب آثار القوة التي يحدثها ذلك العلاج فيه، ان الديمقراطية مثل أقراص الفياغرا تحتاج الى كيان وطني يستفيد بها ولا يتطاير عند اللجوء إليها، وذلك ما يبدو أن الديمقراطية تريد أن تفعله بمصر'.
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ ما هذا الكلام يا مسكين؟ أي لا حرية رأي ولا تمتع بمباهج الفياغرا؟
    نسيت أن أقول ان صاحبنا كان من أشد دعاة النظام السابق، وبعد الإطاحة به كتب في 'اللواء الإسلامي' يطالب بمنع أي منوفي من الترشح لرئاسة الجمهورية لمدة دورتين، عقابا للمحافظة التي أنجبت مبارك، كما كتب مقالا مروعا شبه فيه السيدة سوزان مبارك بأنها مثل أنثى العنكبوت تقتل الذكر وتأكله بعد أن يمارس معها - والعياذ بالله - الجنس، ونفس التشبيه للسيدة سوزان استخدمه في حديث له، زميلنا الكاتب الراحل أنيس منصور.
    ما هذا المستوى المتدني في الهجوم؟ وممن؟ ممن كانوا يمدحون النظام، أي أن ذكر العنكبوت مات بدون أن يتعاطى فياغرا.

    حكاية الانجاز في مئة يوم
    ابتكارات خالد الذكر لا مرسي

    أما زميلنا الإخواني المبتسم دائماً، قطب العربي، فكان شديد الخوف من المشاكل التي يواجهها الرئيس، وقال عنها يوم الخميس في 'الحرية والعدالة': 'خطة حرق الرئيس وان كانت تبرز كثيرا في بعض وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية إلا أنها تبرز أيضاً، في حياء حركة الاحتجاجات الفئوية ونقلها هذه المرة الى القصر الجمهوري، ووصل الأمر ببعضهم لمحاولة تسلق سور القصر للدخول عنوة، ولو ان هذا المتسلق تعرض لمكروه من رجال الحرس لعده الإعلام أول شهيد على باب الرئيس، ولكن الله سلم، ومن المؤكد ان بعض المحتجين حسنو النية والطوية وانهم ذهبوا الى القصر ربما استثمارا لوعد الرئيس بأن أبوابه ستكون مفتوحة أمام المواطنين، لكن من المؤكد ايضا ان بعض المحتجين الآخرين مدفوعين من جهات، أو أفراد لديهم خطة واضحة لحرق الرئيس وتصدير المشاكل إليه بهدف شل حركته وتعجيزه عن الوفاء بوعوده للمئة يوم الأولى'.
    وعلى فكرة، فان حكاية الانجاز في مئة يوم، هي من ابتكارات خالد الذكر، لا مرسي، وأول مرة نسمع فيها عن هذا كانت عندما ظهرت مشكلة الصرف الصحي في القاهرة نتيجة الزيادة في عدد سكانها وتهالك شبكة الصرف وكانت من بداية القرن العشرين، وبدأت تنفجر، فطلب عبدالناصر - آسف - قصدي خالد الذكر من الحكومة حل هذه المشكلة في ظرف مئة يوم - وتم وضع خطة لمد مواسير جديدة وضخمة ربطت بين شرق النيل وغربه.
    إييه، إييه، وهكذا ذكرت نفسي بالستينيات، وما أدراك ما الستينيات ولذلك سنتجه إليها فوراً.

    هل يزور مرسي رئيس
    الجمهورية قبر عبدالناصر؟

    وإلى استمرار المعركة التي تسببت فيها عبارة رئيس الجمهورية وهو يهاجم بطريقة غير مباشرة خالد الذكر، الستينيات، وما أدراك ما الستينيات، وقد ضايقت ردود الأفعال هذه ضد الرئيس زميلنا الإخواني خفيف الظل سليمان قناوي، فصاح يوم الثلاثاء في 'الحرية والعدالة' قائلا ومتوعدا: 'هل حللنا جميع مشاكل إقامة دولة مدنية ديمقراطية وطنية دستورية حديثه، حتى يكون شغلنا الشاغل في قادم الأيام هو هل يزور الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، قبر الرئيس عبدالناصر في ذكرى ثورة 23 يوليو أم لا؟ هي في الأول وفي الآخر مسألة بروتوكولية لن تقدم أو تؤخر، ولو اجهد مثير هذه الفتنة أو الأزمة، أو في أضعف الإيمان المشكلة، نفسه وتابع ردود أفعال الإخوان المسلمين، منذ أن خرجوا من سجون عبدالناصر خلال حكم السادات، سوف يجد انه لم يصدر عنهم تصريح واحد يدعو للانتقام من نظام قتلهم وسحلهم ومارس عليهم أبشع أنواع التعذيب، تعالوا نتخيل لو فعل الإخوان العكس وتفرغوا لتصفية الحسابات والانتقام والثأر من رموز وأشخاص الحقبة الناصرية الذين ساموهم، سوء العذاب، خاصة أن جميع مسؤولي هذا العصر كانوا مهيضي الجناح حين خرج الإخوان من السجن، بل كان أكثرهم في السجون، إلا أن الإخوان الذين تربوا على يد الإمام البنا على أن شيمة الأكرمين العفو عند المقدرة، عزفوا تماما عن الانتقام، ولولا هذه التربية وهذا العزوف عن الانتقام والتشفي لدخلنا دائرة العنف الجهنمية التي ما ان تبدأ لا تتوقف حتى تهلك الأخضر واليابس لذلك نسي الإخوان المسلمون تماما ان لهم ثأرا مع الناصرية والناصريين، على الرغم من أن دخول المرشح الناصري حمدين صباحي حلبة الانتخابات الرئاسية، وعدم توفيقه فيها أعاد فتح صفحة هذه الثارات التي أغلقها الإخوان بالضبة والمفتاح، من هنا لا اعتقد ان مسألة زيارة قبر الرئيس جمال عبدالناصر وقراءة الفاتحة على روحه لن تكون كرة النار التي يدحرجها كثيرون يتمنون ان تعترض طريق الدكتور محمد مرسي، الرئيس عبدالناصر هو اليوم عند ربه وحسابه عنده وحده سبحانه وتعالى، ولا دخل لعبد مهما علا وارتفع في ذلك ولا يستطيع أحد أن يزيد في حسنات عبدالناصر أو ينتقص من سيئاته بعد أن انقطع عمله، إلا الله وحده، فضوها سيرة وحياة أبوكم'.
    ما شاء الله، ما شاء الله، عبدالناصر هكذا غير مسبوق بخالد الذكر؟

    الاخوان ثأروا بعد الافراج عنهم

    وفي الحقيقة، فانه يؤسفني ان يمتلئ الكلام كله بالمغالطات المتعمدة، ولم أكن أظن انه وهو من العناصر المستنيرة ومتعدد القراءات والاطلاع على المعلومات المجردة، يرتكب هذا الكم منها، ذلك ان من بقي في السجون عند وفاة خالد الذكر من الإخوان كان عددهم قليلا وكلهم صدرت ضدهم أحكام قضائية، سواء من محاولة اغتيال عام 1954، أو تنظيم المرحوم سيد قطب عام 1965 وكان منهم في عهده، وزراء ودعاة ورؤساء إدارات، وفي القضاء وفي الجيش والشرطة كان هناك أبناء لهم واقارب من الدرجة الأولى والثانية والثالثة.
    ويكفي أن أذكره بأن المرشد السادس المرحوم محمد المأمون الهضيبي، كان قاضياً ورئيساً لمحكمة قطاع غزة ووالده المرحوم أحمد حسن الهضيبي المرشد الثاني في السجن، والمرشد السابع خفيف الظل محمد مهدي عاكف، وكان محكوماً عليه بالإعدام في 54 وتم تخفيفه إلى المؤبد كان في السجن وشقيقه لواء في الجيش والدكتور خالد ابن المرحوم عبدالقادر عودة الذي أعدم في قضية 54، لقي رعاية خاصة من خالد الذكر والتدخل لإرساله في منحة دراسية، ولا أريد أن أعدد له مئات النماذج، والأمر الثاني والمؤسف انه يتحدث وكأن الإخوان لم يقدموا على الثأر بعد الإفراج عنهم، عام 1974 ناسياً انهم لم يجرأوا على مهاجمة الرئيس السادات ويحاولون الثأر منه، لأنه الوحيد الباقي من النظام الذي كان في أحد المحاكم التي حاكمت الإخوان، وهو سجن عددا من قادة النظام، فيما سماه مؤامرة مراكز القوى، ولم يكن لأي أحد منهم دخل بقضايا الإخوان، فمن هو الذي تنازلوا عن الانتقام منهم باستثناء شمس بدران الموجود في لندن، والذي تولى التحقيق في قضية سيد قطب، بعد أن ضبطتها المباحث الجنائية العسكرية صدفة ولم يكن لمباحث أمن الدولة أو المخابرات العامة دخل فيها، رغم أكاذيب الإخوان، وسليمان يحاول تصوير الإخوان بعد خروجهم من السجن عام 1974، وكأنهم ملائكة قاموا بالعفو عمن قتلهم وعدم الثأر منهم، وكأنهم كانوا قادرين على ذلك، بينما انشغلوا فعلا بتصفية حساباتهم سياسيا مع خالد الذكر وعهده، وكانوا تحت قبضة السادات الى ان اعتقل قادتهم، وعلى رأسهم المرشد العام عمر التلمساني - عليه رحمة الله - في سبتمبر عام 1981، ووجد نفسه من دون موعد مع عدد من قادة نظام عبدالناصر، وهنا تم التعارف والتحاور وتغيرت نظرة كل منهم للآخر، واكتشفوا ان الصورة التي في أذهانهم عن بعضهم ليست حقيقية، وأن هناك أخطاء من الإخوان في حق ثورة يوليو وقائدها، وأخطاء من الثورة نحو الإخوان، ونفس الأمر حدث بين الإخوان، والشيوعيين والناصريين والوفديين والإخوان، واتفق الجميع عند خروجهم من السجن على التعاون في قضية الديمقراطية، وهو ما حدث فعلا، وبدأت روح التسامح، وقد حضرت لقاء في مقر الحزب العربي الديمقراطي بشارع طلعت حرب وخطب فيه المرحوم محمد المأمون الهضيبي وجاء كرسيه تحت صورة بالحجم الطبيعي لخالد الذكر، وبعد انتهاء الندوة قلت له:
    - عارف مين كان وراض هرك، وأنت بتتكلم، فابتسم وقال لي وهو يضغط على ذراعي: - اسكت يا كروم، اسكت.
    فأي ثأر تنازل عنه الإخوان وكان في مقدورهم، فلا هم فكروا فيه أيام التلمساني وهو ما انتهوا إليه وهم في السجون، بالإضافة الى انهم من الناحية العملية لم يكونوا ليفلتوا من ردة الفعل عليهم، لكن اللافت في المقال عبارة أفلتت من سليمان، وهي ان دخول المرشح الناصري حمدين صباحي حلبة الانتخابات الرئاسية وعدم توفيقه فيها، أعاد فتح صفحة هذه الثارات.


    الاخوان يحملون ثارات كثيرة

    يا ألطاف الله! لا يريدون أحدا من الناصريين يتقدم للترشح أمام مرشحهم، وإلا فاللجوء إلى السيف على طريقة، إلى النجدة هيا يا رجال؟ ترى، ما هي كمية الحقد والغل التي في قلوبهم على عبدالمنعم أبو الفتوح، وهو منهم منذ كان طالبا الى عضوية مكتب الإرشاد، هل سيقومون باغتياله والثأر من حزب النور الذي أيده؟ ولماذا لم يوجهوا هذه السهام والأحقاد إلى الشيخ يوسف القرضاوي الذي تزعم الدعوة لانتخاب أبو الفتوح ومطالبة الإخوان بسحب مرشحهم، ومع ذلك دعاه رئيس الجمهورية للجلوس في الصف الأول اثناء كلمته في جامعة القاهرة وتعمدوا إهانة شيخ الأزهر - وأكرر - تعمدوا، فانسحب الرجل ومعه عدد من العلماء، بينما بقي المفتي الدكتور الشيخ علي جمعة في الصف الأخير راضياً مرضياً لإحساسه بأن على رأسه بطحة بعد زيارته للقدس وممارسته والعياذ بالله - التطبيع مع إسرائيل - والغريب أن سليمان وهنا فوجئت بأن الشاعر احمد فؤاد نجم يضع يده على فمي، ويصيح: كفاياك كلام، ودعه لي، لا لنغص عليه عيشته.

    زيارة لضريح عبدالناصر

    فقلت يللا، وريني، فأشار إلى قصيدة له في 'الوفد' عنوانها - زيارة لضريح عبدالناصر، ومن أبياتها:
    السكة مفروشة
    تيجان الفل والنرجس
    والقبة صهوة فرص
    عليها الخضر بيبرجس
    والمشربية عرايس بتبكي
    والبكا مشروع
    مين اللي نايم وساكت
    والسكات ممنوع
    سيدنا الحسن
    ولا صلاح الدين؟
    ولا النبي؟
    ولا الإمام؟
    دستور يا حراس المقام
    طول ما الكلام بالشكل دا
    ممنوع.
    أبوه صعيدي وفهم
    قام طلعه ضابط
    ضبط على قدنا
    وع المزاج ضابط
    فاجو من جنسنا
    مالوش مرا شابت
    فلاح قليل الحيا
    إذا الكلاب عاوت
    ولا يطاطيش للعدا
    مهما السهام صابت
    عمل حاجات معجزة
    وحاجات كتير خابت
    وعاش ومات وسطنا
    على طبعنا ثابت
    وان كان جرح قلبنا
    كل الجراح طابت
    ولا يطلوه العدا
    مهما الأمور جابت
    بقى أن أذكر بأن فؤاد نجم اعتقل في عهد عبدالناصر.
    - آسف قصدي خالد الذكر.
    وغداً، عندنا المزيد، فاللهم اكثر من مهاجمي رئيس جمهوريتنا، مادام هو الذي بدأ.

    وزير الداخلية يحاول تبرئة السلفيين من قتل شاب السويس

    وإلى الجرائم المروعة التي ارتكبها سلفيون، وأحدثت ضجة هائلة لا تزال أثارها تتفاعل بشدة، خاصة عمليات القتل التي تمت لاثنين من الموسيقيين الأشقاء، وقتل الطالب احمد عيد، الذي كان في كورنيش السويس، لتوصيل خطيبته لتركب الميكروباص، فقالت زميلتنا الجميلة بمجلة 'آخر ساعة' سلمى قاسم جودة: 'العوام سيلهثون لمزايدة من أجل التشدد الدموي الذي لا علاقة له بالدين وسيجعلون من أنفسهم أوصياء على الجميع وها هي البدايات الوحشية والثمار الدامية قتل اثنين من المطربين في ريف مصر بحجة أن الغناء حرام! لقد استقبل الرسول عليه الصلاة والسلام بالغناء 'طلع البدر علينا' ولكن هذا هو التكفير وكل من يشتهي اقتراف جريمة يضفي عليها الطابع العقائدي لتبرير الغريزة الشريدة، واتعجب من النخبة الصامتة الساجدة إزاء هذه الجريمة البشعة وأتساءل لو أن الذي قتل كان لا قدر الله محمد منير أو عمرو دياب أي مغنيا مشهورا هل كانت النخبة ذات الأغلبية المتلونة المتحولة ستعتنق هذا الصمت المخزي، أم هي مسألة شهرة وصخب لا حقوق إنسان وخطر داهم يهدد المجتمع بأسره، فرياح التكفير التدميري آتية، وللأسف إن بعضاً من الدهماء والذين يتاجرون بالدين سيترجمون انتخاب د. مرسي بشكل خاطئ ومفزع، ومن ثم يجب ان يكون العقاب القانوني رادعاً وناجزا وسريعاً، إن كل ما سيحاول فعله الرئيس الجديد لن يجدي لو اندلعت تلك الفوضى الإجرامية باسم الدين'.
    وقد أحزنتني سلمى كثيرا برقتها وهي تتحدث عن المأساة، بينما قال زميلنا بمجلة 'الكواكب' أحمد سعيد، في تحقيق له عن الحادث ومقتل الشقيقين عثمان مصطفى وحسن مصطفى: 'وعقب الحادث هاجم الأهالي جمعية مفاتيح الخير بأبو فضل التي ينتمي إليها الجناة، واستولوا على ما بها، وأشعلوا النيران بعدد من الموتوسيكلات اثناء تشييع الجنازة من مسجد الصاوي'. 'كان استشهاد خالد سعيد على يد مخبري الشرطة بالإسكندرية هو أيقونة ثورة 25 يناير أمام استشهاد أحمد حسين طالب الهندسة اثناء توصيله لخطيبته في حي الأربعين بالسويس على يد ملتحين، فقد مر مرور الكرام، ليه معرفش، أحد الخبثاء رداً على سؤالي قال: يا أستاذ الغربال الجديد له شدة'.

    قتلة يتخفون تحت جلباب
    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

    وفي نفس اليوم - الأربعاء - قال الطبيب خالد منتصر، في فقرة وسط عموده اليومي في 'الوطن' - خارج النص - محرجاً الرئيس: 'هل سيقابل د. مرسي أم طالب هندسة السويس كما قابل أم خالد سعيد؟ هل سيستشعر خطر هؤلاء القتلة الذين يتخفون تحت جلباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويتحرك ويحرك معه الجميع للوقوف صفاً واحداً امام الترويع وإرهاب المجتمع باسم الدين؟ أم سيشعر بالحرج لأنهم يستظلون براية جماعات كانت قد قدمت الدعم الانتخابي في مقابل تطبيق الشريعة من وجهة نظرهم بالطبع، الشريعة التي تسمح لهم بدس أنوفهم في كل تفاصيل حياتنا والوصاية علينا حتى في التنفس'.

    رأي الرئيس في الجماعات
    التي تهدد المجتمع

    ونترك 'الوطن' الى 'اليوم السابع' وزميلنا عادل السنهوري وقوله: 'الصدام مع هؤلاء هو صدام مجتمعي في الأساس، أما الصدام مع السلطة فيرجع إلى موقف، ورأي الرئيس مرسي في مثل تلك الجماعات التي لا تهدد المجتمع وحده، ولكن تهدد فترة حكمه في حالة انتشارها، لأنها تستقوى به وبانتمائه وتعمل تحت شعار، ان الدولة، اصبحت ملكاً لهم، مادام هناك مرسي، الذي عليه أن يحدد موقفه الصريح والقاطع من هذه الجماعات وممن يدعمها، خالد سعيد ابن الإسكندرية قتل على أيدي زبانية الداخلية وكان بداية الثورة، وأحمد حسين ابن السويس قتل غدرا باسم الإسلام، فمن يثور من أجله'.

    محاولات فرض الحجاب
    تتصاعد في الشوارع

    أما زميلنا صلاح قبضايا رئيس تحرير 'المسلمون' الأسبوعية المستقلة، فقال عما يحدث من السلفيين والسلفيات: 'تلقيت رسالة خطية من سيدة فاضلة تشغل منصب استاذ مساعد في جامعة الزقازيق تحذر فيها من فتنة جديدة تضاف الى فتن أخرى تهدد أمن وسلامة ووحدة مصر، وقالت صاحبة الرسالة انها لا تخشى من نشر اسمها لكن ذلك قد يتسبب في تصعيد خلافات قائمة بينها وبين عدد من زميلاتها بسبب عدم التزامها بالحجاب الشرعي، وتقول صاحبة الرسالة إن محاولات فرض الحجاب تتصاعد في الشوارع وبدأت تأخذ شكلا عنيفا في بعض شوارع الزقازيق وفي القاهرة، حيث تقيم أسرتها، وأن هذه المحاولات لم تعد مقصورة على غير المحجبات وانما امتدت الى صاحبات الحجاب غير المتقن بدعوى ظهور جزء من الرقبة أو خصلة من الشعر وجماعة النصيحة من المنتقبات اللاتي ظهرن في الشوارع لا يكتفين بالنصيحة بل يتهمن غير المحجبات بالكفر، ومنهن من يستخدمن الأيدي في مواجهة غير المحجبات أو صاحبات الحجاب غير المتقن وتقول صاحبة الرسالة: ان بعض العاملات في الجامعة من المسيحيات يضعن الحجاب عند خروجهن من مقر العمل تجنباً للصدام مع صاحبات النقاب ومع بعض المحجبات، خاصة داخل المواصلات العامة، وبعد ان يبلغن مأمنهم يخلعن الحجاب ويكتفين بالتحذير من فتنة لم تعد نائمة'.


    -----------------

    مرسي يتحدى العسكر مجددا
    رأي القدس
    2012-07-08




    بعد اسبوع من حلف الرئيس محمد مرسي اليمين امام المحكمة الدستورية، وحفل التكريم الذي حظي به من قبل المجلس العسكري، يبدو ان حالة التوتر التي سادت مرحلة ما قبل المرحلة الثانية من انتخابات الرئاسة بين المجلس العسكري وحركة الاخوان المسلمين، التي ينتمي اليها الرئيس الجديد، بدأت تعود بقوة.
    الرئيس مرسي فاجأ الجميع يوم امس عندما اصدر مرسوما بعودة مجلس الشعب (البرلمان) الى الانعقاد اعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل في تحد واضح للمجلس العسكري والمحكمة الدستورية التي افتت بحل المجلس.
    قرار الرئيس مرسي هذا جاء بعد اجتماع لمجلس شورى الاخوان المسلمين مساء امس الاول، مما يعني ان الحركة التي تسيطر على اكثر من ثلاثة ارباع مقاعد مجلس الشعب بالتحالف مع الحركة السلفية، قررت نقض قرار المحكمة الدستورية، وتفعيل البرلمان المنحل.
    المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية عقد مساء امس اجتماعا طارئا لبحث كيفية التعاطي مع مرسوم الرئيس الجديد بعودة البرلمان، وحتى كتابة هذه السطور لم يصدر اي قرار عن هذا الاجتماع، لكن المؤكد ان المجلس العسكري الذي تولى السلطة التشريعية بعد حل البرلمان لن يقبل بمرسوم الرئيس.
    هناك معسكران رئيسيان تبلورا بشكل سريع مساء يوم امس كرد فعل على مرسوم الرئيس مرسي:
    ' الاول: يرى ان حل البرلمان كان قرارا غير دستوري، لان التجاوزات التي دفعت المحكمة الدستورية لاتخاذ قرار الحل كانت محصورة في بضع عشرات من المقاعد ولذلك يجب ان تجرى انتخابات اعادة فيها فقط وليس التشكيك في شرعية البرلمان ككل وبالتالي اتخاذ قرار حله.
    ' الثاني: يرى ان رئيس الجمهورية لا يملك صلاحية نقض قرار محكمة دستورية حلف اليمين امام قضاتها، واشاد بنزاهة المؤسسة القانونية المصرية في خطاب القسم، ولهذا فقد كان لزاما عليه ان يحافظ على القانون ويحترم نصوصه، بما في ذلك القبول بقرار حل البرلمان.
    من الصعب التكهن في هذه العجالة بما سيترتب من ردود فعل على مرسوم الرئيس مرسي، فالامر كله يتوقف على موقف المجلس الاعلى للقوات المسلحة وكيفية تعاطيه مع هذا المرسوم المفاجئ.
    فرفض المرسوم لكونه غير دستوري قد يفسر على انه تعد على الرئيس وتقليص صلاحياته بل عدم الاعتراف بمعظمها، مما يؤدي الى عودة الاضطرابات وحالة عدم الاستقرار، اي عودة الاحتجاجات والمظاهرات في مختلف انحاء البلاد.
    النقطة الاخرى التي لا يمكن تجاهلها تتمثل فيما يمكن ان يحدثه هذا المرسوم من خلق حالة انقسام في اوساط الشعب، وبين الليبراليين من جهة والاسلاميين من جهة اخرى.
    فماذا لو قاطع غير الاسلاميين جلسات البرلمان في حال عودته للانعقاد في ظل غياب نواب اليسار والتيار الليبرالي؟ ففي هذه الحالة سيكون البرلمان او معظمه من لون واحد.
    قرار المحكمة الدستورية بحل البرلمان قرار غير دستوري في نظر قطاع عريض من القانونيين داخل مصر وخارجها، مضافا الى ذلك ان قضاة المحكمة الدستورية جرى تعيينهم من قبل نظام الرئيس السابق حسني مبارك، ولكن تمنى الكثيرون داخل مصر وخارجها ايضا، لو ان الرئيس مرسي تريث قليلا، وتحلى بالحكمة والصبر، ولم يتسرع بالتالي باستعجال الصدام مع المجلس العسكري من خلال اصدار هذا المرسوم.
    تريث الرئيس مرسي ريثما يعرف او يتعرف على مفاصل الحكم، وكيفية ادارة الدولة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم مختلف الاحزاب والتيارات، ربما كان نوعا من الحكمة والدهاء السياسي، ولكن الآن وبعد ان اتخذ قراره يجب علينا نحن ان نتريث قبل اصدار اي احكام وننتظر ما يمكن ان تتطور اليه التداعيات المترتبة على خطوة الرئيس مرسي الجريئة والمفاجئة.
    Twitter: @abdelbariatwan



    -----------------

    نهار



    08/07/2012 09:42:00 م




    عبلة الروىنى

    هل يصبح المهندس،‮ ‬أو رجل الأعمال،‮ ‬أو التاجر خيرت الشاطر‮ (‬نائب المرشد العام للإخوان المسلمين‮ ) ‬رئيس وزراء مصر القادم ؟‮!!‬
    ليس سؤالا ولكن‮ (‬كارثة‮) ‬أعد وخطط ورتب لها مكتب الإرشاد،‮ ‬واجتمع أول أمس،‮ ‬في مقر الجماعة بالمقطم،‮ ‬لمناقشة الأمر،‮ ‬وإعلان ترشيحهم وتزكيتهم للشاطر رئيسا للوزراء‮ !! ‬وأشار حزب‮ (‬الحرية والعدالة‮) ‬الي أن الحكومة القادمة ائتلافية،‮ ‬نصيب الحزب فيها هو الثلث‮ !! ‬وذكر البعض أن‮ ‬16‮ ‬حقيبة وزارية في انتظار الإخوان قال البعض بل ‮٠٣ ‬حقيبة وزارية،‮ ‬منها‮ (‬الصحة،‮ ‬الصناعة،‮ ‬التجارة،‮ ‬التعاون الدولي،‮ ‬التعليم العالي،‮ ‬التخطيط،‮ ‬التضامن الإجتماعي،‮ ‬الإسكان،‮ ‬البحث العلمي،‮ ‬البترول،‮ ‬المالية‮...) ‬
    ‮ ‬ولا أعرف كيف قفز الإخوان باقتراح الشاطر،‮ ‬علي المأزق القانوني،‮ ‬الذي كان سببا في استبعاد خيرت الشاطر،‮ ‬من الترشح للرئاسة،‮ ‬حين أقرت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية استبعاده،‮ ‬لعدم حصوله علي رد الاعتبار في الأحكام العسكرية الصادرة ضده،‮ ‬وهو ما يمنعه من ممارسة حقوقه السياسية،‮ ‬فما لايجوز قانونا للرئيس،‮ ‬لا‮ ‬يجوز قانونا أيضا لرئيس الوزراء‮..‬لكن تحركات الإخوان في الدفع بخيرت الشاطر ورجاله الي السلطة التنفيذية،‮ ‬تجعلنا نتحسب،‮ ‬ونواصل التكرار،‮ ‬والمطالبة بتحرير الرئيس من جماعة الإخوان المسلمين،‮ ‬من أطماعهم،‮ ‬ورغبتهم النهمة في الاستحواذ والسيطرة علي كل شيء في مصر‮..‬
    الدفع بخيرت الشاطر تحديدا،‮ ‬الي رئاسة الوزراء،‮ ‬إضافة الي سيطرة الإخوان‮.. ‬هو إعادة إنتاج لسياسات مبارك الاقتصادية،‮ ‬وعودة للتزاوج بين الثروة والسلطة،‮ ‬والاعتماد علي رجال الأعمال،‮ ‬والاحتكارات،‮ ‬والامتيازات،‮ ‬لكن هذه المرة تحت شعار مختلف،‮ ‬ظاهرة الحق والخير،‮ ‬وباطنة السطوة والجبروت‮.‬



    ------------------

    ربما يمكن‮..‬

    السلطة الرابعة وتناقض تصرفات الإخوان مع برنامجهم‮!‬

    08/07/2012 08:57:30 م




    بقلم‮:‬ جمال الشرقاوى [email protected]


    جمال الشرقاوى

    عجيب موقف وتصرفات ممثلي الإخوان في مجلس الشوري‮. ‬ففي أكثر من حوار أقر الدكتور أحمد فهمي رئيسهم،‮ ‬وعلي فتح الباب‮ »‬زعيم‮« ‬أغلبيتهم‮.‬
    أن برنامجهم نص علي أن تكون الصحافة كيانا مستقلا،‮ ‬لا يتبع مجلس الشوري،‮ ‬ومع ذلك،‮ ‬فإنهم يصرون علي سلوك يعاكس ذلك علي طول الخط‮. ‬فرئيس لجنتهم للثقافة والسياحة والاعلام‮.. ‬المهندس فتحي شهاب الدين يصر علي هيمنة مجلسه علي الصحافة،‮ ‬وتعيين رؤساء تحرير صحف المؤسسات القومية‮.. ‬مستندا هو وزملاؤه إلي أن القانون يقول إن الشوري هو مالك هذه المؤسسات وهو المسئول عن إدارتها‮.. ‬وأنهم ملتزمون بتنفيذ القانون‮.‬
    يا سلام علي الالتزام بالقانون‮!.. ‬وأي قانون؟‮.. ‬الذي وضعه السادات،‮ ‬بل واصطنع مجلس الشوري نفسه،‮ ‬من أجل السيطرة علي الصحافة‮.. ‬وهو ما رفضه الصحفيون،‮ ‬وكل قوي المعارضة،‮ ‬منذ البداية ودائما‮..‬
    المدهش أن الإخوان المسلمين،‮ ‬وحزبهم،‮ ‬ومرشحهم للرئاسة،‮ ‬وضعوا في برنامجهم الذي انتخبوا علي أساسه،‮ ‬نصا حول الصحافة،‮ ‬يتفق مع ما ينادي به الصحفيون،‮ ‬والقوي الوطنية الديمقراطية،‮ ‬أن تكون للصحافة هيئة قومية مستقلة لا تتبع أي جهات أخري‮.‬
    ومع ذلك فإنهم عندما أصبحوا في السلطة،‮ ‬استهوتهم‮ ‬غواية الهيمنة‮.. ‬فراحوا يسلكون نفس سلوك الحزب الوطني‮ »‬الديمقراطي‮«. ‬متجاهلين إرادة جموع الصحفيين،‮ ‬أصحاب الشأن،‮ ‬ونقابتهم‮.. ‬بل ومشجعين للانقسام في صفوف الصحفيين لمكسب ########،‮ ‬لن‮ ‬يتحقق‮.. ‬هذه الوحدة التي مكنت الصحفيين في كل العصور من صون حرية الصحافة،‮ ‬والدفاع عن الحريات العامة‮.‬
    ناهيك عن أنهم بتصرفهم المناقض لما أعلنوه في برنامجهم،‮ ‬ينقضون عهدهم مع ناخبيهم،‮ ‬وخيانة العهد أظنها من كبري الكبائر‮!‬
    وما الحجة التي يسوقها المهندس فتحي شهاب الدين؟
    تنفيذ القانون،‮ ‬طالما أنه هو الموجود‮.. ‬يا سلام‮!‬
    قانون يعادي حرية الصحافة‮.. ‬مرفوض من كل القوي الديمقراطية‮.. ‬ومن ثورة ‮٥٢ ‬يناير‮.. ‬بل ومن الإخوان أنفسهم‮.. ‬وبديله الديمقراطي معلوم للجميع‮.. ‬بما فيهم الإخوان‮.. ‬يكون السيد المهندس وزملاؤه‮.. ‬وأغلبيتهم التي تتيح لهم‮. ‬إن أرادوا تصحيح الوضع‮.. ‬أو علي الأقل فتح حوار حوله‮.. ‬ما المنطق في التمسك به؟‮!‬
    اللجنة ورئيسها يقولون إنهم اجتهدوا،‮ ‬وبحثوا،‮ ‬واستمعوا لمدة ثلاثة أشهر لكي يخرجوا علينا،‮ ‬ليس بحلول لمشاكل المؤسسات الصحفية القومية‮ - ‬التي‮ ‬يعرفها جيدا العاملون فيها وهم الأقدر علي وضع حلولها ـ وإنها بطريقة مهينة لتعيين رؤساء تحرير صحف هذه المؤسسات‮..‬
    طبعا لتكون لهم اليد العليا علي من يعينونهم‮!‬
    أما كان الأفضل‮ -‬لو كانت النية طيبة‮ - ‬أن تستهلك هذه الشهور الثلاثة في حوار جماعي جدي،‮ ‬لإنهاء هيمنة مجلس الشوري علي الصحافة،‮ ‬كعنصر رئيسي من ترسانة النظام الساقط لتقييد الحريات‮..‬؟
    الغريب أن كل الصحفيين الكبار الذين استمعوا اليهم نبهوهم الي ذلك‮.. ‬لكن دون جدوي‮.. ‬لأن‮ »‬الغرض‮« ‬واضح‮: ‬الهيمنة علي الصحافة‮.. ‬وطظ في الوعود والعهود‮.. ‬والبرنامج الانتخابي كمان‮!‬
    ويا زملائي الاعزاء‮.. ‬يا أبطال معارك الحريات وحماية حرية الصحافة في كل العهود‮.. ‬لا تنازل عن‮:‬
    < ‬رفض ما تقوم به لجنة المهندس شهاب الدين بأي تشكيل‮.‬
    < ‬النص صراحة في الدستور الجديد علي‮:‬
    ‮»‬الصحافة هي السلطة الرابعة مع سلطات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية‮. ‬وهي مستقلة لا تتبع أيا من السلطات،‮ ‬ولا سلطان عليها إلا ضمير الصحفيين‮. ‬وينظم القانون كل شئونها‮. ‬ويضعه الصحفيون من خلال نقابتهم‮«.‬
    ‮»‬وحرية الصحافة مقدسة،‮ ‬والانتقاص منها جريمة،‮ ‬تضمنها القوانين وتدافع عنها جميع سلطات الدولة‮«.‬
    < ‬أرجو قراءة نصف كلمة لأستاذنا وضميرنا أحمد رجب في أخبار اليوم،‮ ‬والمقال بالغ‮ ‬الأهمية للزميلة القديرة مها عبدالفتاح في نفس العدد‮.‬


                  

07-09-2012, 05:11 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    ردود الأفعال تتوالى بعد قرار "مرسى" بعودة مجلس الشعب.. موسى: القرار دعوة للمبارزة السياسية.. الوسط: ضمان لعلاج الفراغ التشريعى.. حمزاوى: يهدر الأحكام القضائية.. الزمر: يعيد الاعتبار للإرادة الشعبية
    الإثنين، 9 يوليو 2012 - 00:49


    الرئيس محمد مرسى

    ما بين مؤيد ومعارض، توالت ردود الأفعال على قرار الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية الصادر الأحد، بعودة مجلس الشعب المنحل بقرار من المحكمة الدستورية العليا لممارسة اختصاصاته إلى حين انتخاب مجلس جديد فى مدة لا تتجاوز الـ60 يوما، حيث انقسمت القوى السياسية بين مؤيد ومعارض، فهناك من رآها قرار جريئا من الدكتور مرسى، والبعض الآخر أبدى تخوفه من عدم احترام الرئيس لأحكام القضاة، وخشيتم من أن يتحول لدكتاتور جديد.

    وفى رد فعل سريع أعلن حزب الوسط تأييده لقرار الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، بعودة البرلمان للانعقاد، مشيراً إلى أن قرار حل مجلس الشعب كان مفتقداً للأساس الدستورى السليم بما يتعين سحبه، وبعودة البرلمان يتعين تنفيذ حكم المحكمة الدستورية العليا الصادر بعدم دستورية بعض مواد قانون انتخابات مجلس الشعب، ابتداءً من الانتخابات القادمة، التى دعا الرئيس لإجرائها بعد الاستفتاء على الدستور الجديد.

    وأكد الحزب أن هذا هو التنفيذ الصحيح لحكم الدستورية، والضمان الحقيقى لعلاج الفراغ التشريعى الذى تسبب فيه المجلس العسكرى بقراره المسحوب، فلا توجد دولة فى العالم تمر عليها ساعة واحدة بغير مجلس تشريعى.

    ودعا الوسط فى بيان له كافة سلطات ومؤسسات الدولة، ومنها المحكمة الدستورية العليا، للنأى بنفسها عن الدخول فى صراعٍ سياسى لمصلحة طرف ضد آخر، حرصاً على مكانتها ومصداقية أحكامها، ومنعاً وقطعاً لما أُثير من شبهات حول دور بعض أعضائها الموقرين فى حالة الارتجال والارتباك، بل والانتقام القانونى خلال الفترة الانتقالية الماضية.

    كما دعا الحزب أعضاء المجلس العسكرى إلى ضرورة الالتزام بالشرعية، وقطع الطريق على مستشارى السوء المنتمين للنظام البائد، الذين كانوا ومازالوا وسوف يظلون يعملون ويحرضون ضد إرادة الشعب.

    بينما اعترض الدكتور عمرو حمزاوى عضو مجلس الشعب على قرار الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب، ووصف حمزاوى القرار بأنه يهدر الأحكام القضائية وينتهك سيادة القانون.

    وقال حمزاوى عبر تغريدة على موقع تويتر "لم أكن يوما من المهللين لعودة سلطة التشريع للعسكرى، ورفضت منذ اللحظة الأولى الإعلان الدستورى المكمل وطالبت بإسقاطه، إلا أن قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب، وإن شكل مخرجا من سلطة تشريع يسيطر عليه العسكرى، يهدر الأحكام القضائية وينتهك سيادة القانون".

    يأتى ذلك فيما جاء بيان السيد عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية فى تعقيبه على قرار الرئيس محمد مرسى محايداً، حيث وصفه "موسى" بأنه دعوة للمبارزة السياسية والدستورية من شأنها أن تؤدى إلى أزمة كبيرة نحن فى غنىً عنها.

    وأضاف موسى فى بيان أصدره مساء اليوم الأحد، أن اللحظة تتطلب تجمع مختلف القوى السياسية نحو تأكيد الاستقرار وإعادة البناء وإقامة التوافق الوطنى لعلاج المشاكل الضخمة التى تواجه مصر، وإن الفرقة والانقسام والاستقطاب والصدام هى أخطر ما يواجه مصر الآن، مضيفاً أنه من المؤكد أننا لا نحتاج إلى الدخول فى أزمة دستورية، كما يجب تجنب أى تعبئة سياسية فى اتجاهات متضادة.

    ودعا موسى الجميع إلى عدم التعجل فى اتخاذ أى خطوات سياسية أو عملية تزيد الأمر اضطراباً، أو تستثير قطاعات مختلفة من الرأى العام، أو تؤدى إلى التحدى والصدام بين الرئاسة والمجلس العسكرى والمحكمة الدستورية.

    وطالب موسى باحترام توازن السلطات بين السلطتين التنفيذية والقضائية، وعدم تغول إحداهما على الأخرى، لأن الصدام بين مؤسسات الدولة ليس فى مصلحة استقرار الأوضاع أو بدء إعادة البناء.

    وقال المهندس سعد الحسينى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب، إنه يجب على المجلس العسكرى احترام قرارات رئاسة الجمهورية، بخصوص عودة مجلس الشعب، لأنه حكم بين السلطات لإحياء العدالة وتطبيق القانون، مؤكداً أن الرئيس ألغى قرار المشير بصفته قراراً صادراً عن رئيس الجمهورية آنذاك، ودعا لانتخابات برلمانية احتراما لأحكام القضاء.

    وأضاف الحسينى، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامى والكاتب الصحفى خالد صلاح ببرنامج "آخر النهار" على قناة النهار، أن اللغط الموجود فى الشارع يجب أن يكون على قرار العسكرى المعين من قبل الظالم حسنى مبارك بحل مجلس الشعب وليس رئيس الجمهورية، موضحاً أن قرار العسكرى ظالم وباطش، وتجاوز حق المحكمة فى حل سلطة منتخبة من قبل الشعب، متسائلا: "ما هى سلطة العسكرى لحل مجلس الشعب، وهو ليس دستوريا؟"، موضحاً أن قرار عودة مجلس الشعب للانعقاد قرار صحيح، لأنه لم يصدر قرار بحله من الجهة المختصة.

    وأشار الحسينى إلى أن المحكمة الدستورية العليا غير معنية بجهات التشريع، أو بحل مجلس الشعب من عدمه، مضيفا أن سحب الرئيس محمد مرسى لقرار المجلس العسكرى بحل مجلس الشعب وعودة البرلمان هو حق للرئيس، وهو الفاصل بين السلطات الثلاث، وبالتالى قرار الرئيس ليس موجها للمحكمة الدستورية، وإنما موجه ضد المجلس العسكرى الذى تجاوز السلطة التشريعية.

    وعلق الدكتور طارق الزمر، عضو المكتب السياسى لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، قائلا: "إننا نرحب بقرار الدكتور محمد مرسى بعودة البرلمان، كما نرحب بأى قرار يعيد الاعتبار للإرادة الشعبية، خاصة أن مجلس الشعب الذى حل بحكم المحكمة الدستورية تم انتخابه من أكثر من 30 مليون ناخب مصرى، فضلا عن أنها كانت أنزه انتخابات برلمانية".

    وأضاف "الزمر" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع": "نأمل أن يعقب هذا القرار حوار بين الرئيس محمد مرسى والمجلس العسكرى لإنهاء العمل بالإعلان الدستورى المكمل، والذى اغتصب سلطات الرئيس المنتخب".

    ووجه المهندس مايكل منير رئيس حزب الحياة فى تعقيبه على قرار رئيس الجمهورية، انتقادا شديدا، قائلا "إنه من المؤسف أن يصدر هذا القرار من رئيس الجمهورية، والذى يتخطى فيه السلطات القضائية، وهى السلطة التى حلف الرئيس أمامها القسم الجمهورى ليكون رئيسا للبلاد".

    وأضاف منير فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "أن الرئيس من خلال إصداره لهذا القرار يؤكد للشعب عدم احترامه للسلطات القضائية"، متسائلا: "إن كنا نعيب تدخل الولايات المتحدة فى القضاء المصرى، فماذا نقول لرئيس الدولة الذى يضيع هيبة القضاء بهذا القرار، ويدفع كل معترض على الأحكام القضائية لعدم تنفيذها؟!".

    ووصف "منير" القرار بالخطير فى الوقت الذى تعيش فيه الدولة عدم استقرار سياسى، لافتا إلى أنه ينتظر إلى حدوث تصادمات فى الفترة المقبلة بين الجيش والشعب والرئيس، لافتا إلى أن الرئيس ليس لديه صلاحيات بإعادة مجلس الشعب.


    -------------------

    قيادى سابق بالإخوان: قرار مرسى بعودة البرلمان باطل وسيلغى
    الأحد، 8 يوليو 2012 - 17:30


    المحامى مختار نوح
    كتب كامل كامل


    وصف المحامى مختار نوح، القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين قرار الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب بأنه باطل.

    وأضاف "نوح" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن هذا القرار سوف يلغى بعد الطعن عليه لأنه قرار غير دستورى، لافتا إلى أن الدكتور محمد مرسى ليس له الحق أن يصدر مثل هذا القرار لأنه ليس له سيادة فى ذلك.



    -----------------

    نادى قضاة إسكندرية: قرار عودة البرلمان انهيار للدولة
    الأحد، 8 يوليو 2012 - 20:08


    كتب محمود حسين


    وصف المستشار عزت عجوة، رئيس نادى القضاة بالإسكندرية، قرار الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب المنحل، بأنه بمثابة انهيار كامل للدولة وانهيار لشرعية الرئيس ويعد من أول بشائر بطانة السوء.

    وقال عجوة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن مجلس إدارة نادى قضاة إسكندرية سيعقد اجتماعا عاجلا مساء اليوم الأحد لبحث اتخاذ القرارات اللازمة تجاه قرار الرئيس بعودة مجلس الشعب المنحل، مضيفا أن النادى سيقوم بالتنسيق مع جميع الهيئات القضائية الأخرى ودعوتهم لاتخاذ موقف موحد من قرار الرئيس، لأنه ليس اعتداء على القضاة فقط، ولكنه اعتداء على شرعية الدستور وعزة الدولة والقانون، مشيرا إلى أن صياغة القرار غير مدروسة وأنه يجب على الرئيس أن يعدل عن القرار ويراجع نفسه.

    وأشار رئيس نادى قضاة الإسكندرية إلى أن قرار مرسى يمس مصداقيته ويخالف اليمين الدستورى الذى حلفه ثلاث مرات مقسما بأنه سيحترم القانون والدستور، كما يخالف قسمه بأنه سيحترم المحكمة الدستورية العليا لافتا إلى أن الدستورية ستكون فى انعقاد كامل غدا لمناقشة قرار الرئيس والموقف منه


    ---------------------

    عكاشة يطالب بانقلاب عسكري على الرئيس مرسي
    الإثنين, 09 يوليو 2012 01:45

    توفيق عكاشة
    كتب : عبدالرحمن سيد طالب الإعلامي توفيق عكاشة، صاحب قناة الفراعين، بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي، بعد قرار عودة البرلمان المنحل، واصفا إياه بأنه تعدى على السلطه القضائية والقوات المسلحة.

    وقام عكاشة خلال مداخلة هاتفية مع برنامح "حق الشعب" الذى يذاع على قناة الفراعين بتوجيه رساله للمجلس العسكرى، مفادها أنه أمام مرحلة فاصلة ولابد من الإطاحة بمرسي.

    وقال عكاشة: إأن قرار الدكتور محمد مرسي بعودة مجلس الشعب باطل لأنه تعدى على حكم المحكمة الدستورية العليا التى أقرت ببطلانه من قبل استنادًا إلى قوانين المحكمة الدستورية.
    وأضاف عكاشة، أن قرار مرسي جعله فوق أي سلطة بالدولة، وألغى 70% من الاعلان الدستورى المكمل، معتبرا أن ما حدث هي مقدمه لكى يطيح بالمجلس العسكرى وينقلب عليه


    -----------------

    صباحي: عودة البرلمان المنحل تعدٍ على أحكام القضاء
    الأحد, 08 يوليو 2012 22:47

    كتب : أحمد علام وصف حمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية قرار عودة مجلس الشعب للانعقاد بقرار من رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي بأنه تعدٍ على أحكام القضاء وإهدار لدولة القانون.

    وقال صباحي على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "نرفض سعي أي طرف للسيطرة على سلطة التشريع، كما رفضنا سيطرة المجلس العسكري



    ------------------

    اللواء شاهين: الرئيس تعجل الصدام مع الجيش والقضاء
    الإثنين, 09 يوليو 2012 01:57

    كتب: سيداحمد صرح اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس العسكري، ممثل القوات المسلحة فى الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، بأن الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي تسرع في الصدام مع الجيش والقضاء وذلك من خلال قرار عودة مجلس الشعب المنحل للانعقاد بالمخالفة للأحكام القضائية، مشيرا إلى أنهم على يتوقعون ذلك.

    وقال اللواء شاهين في تصريحات لبرنامج "فى الميدان" الذى يذاع على قناة التحرير: "كنا نتوقع الصدام بين الرئيس المنتخب وبين الجيش وسلطته التشريعية والقضاء؛ ولكنه جاء مبكراً على غير المتوقع".
    وتعتبر تصريحات شاهين أول رد فعل من أعضاء المجلس العسكرى على قرار عودة البرلمان، في الوقت الذي يتوقع فيه الخبراء صدامًا حتميًّا بين الرئيس المنتخب والمؤسسة العسكرية ممثلة في المجلس العسكري، وقد يكون هذا القرار أحد أسبابه.
    وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد عقد اجتماعًا طارئًا مساء اليوم الأحد برئاسة المشير حسين طنطاوي، لبحث ومناقشة تداعيات قرار الرئيس محمد مرسى بعودة مجلس الشعب، في ظل دعوات من بعض السياسيين الذين تربطهم علاقات بالمجلس العسكري للانقلاب على رئيس الجمهورية، ومنع النواب من دخول البرلمان وعصيان القرار الجمهوري الصادر



    ------------------




    6 ابريل الجبهة الديمقراطية تؤيد قرار مرسي بعودة البرلمان..وتصف "العسكري" بـ"الكيان الطُفيلي"
    رامى خلف
    7/9/2012 4:36 AM


    قالت حركة شباب 6 ابريل "الجبهة الديمقراطية"، تعليقاَ على قرار رئيس الجمهورية محمد مرسي بعودة البرلمان بأنه قصف مستمر، وضربة تتلوها الضربة على قلاع الفساد وفلول النظام السابق، معربة عن تفاجُئها من قرار مرسي بقراره بإلغاء قرار مجلس مبارك العسكري - حسب قولها - بحل البرلمان.

    وأعربت الحركة - في بيان لها، اليوم، عن تأييدها لقرار مرسي، معتبرة أنه بداية لسلسلة اخري من القرارات الثورية لتدمير قلاع الظلم ومعسكرات الفساد، والتي سيكون أولها هو الأفراج عن عن المعتقلين بأحكام عسكرية.

    وأضافت الحركة في بيانها : "بعد هذا القرار أصبح الشعب المصري قد اختار رئيسيه وممثليه المُنتخبين الشرعيين في إنتخابات حرة ونزيهة، وأصبح وجود مجلس مبارك العسكري لا يُمثل إلا كيان "طُفيلي"، وتكريساً للإنقسام والفتنة، ولذلك يجب إزالته وحله، وسيكون ذلك برجعوهم إلى ثكناتهم رغماً عنهم إن لم يكن بإرادتهم، ولذلك يجب علي المجلس تسليم السلطة الآن دون تردد، قبل ان يوضعوا في مواجهة خاسرة ضد الرئيس المنتخب، وستكون هي المعركة الأخيرة لأصدقاء المخلوع.



    -------------------------


    حـمودة: الإعلان الدستوري المُكمل اخر حائط صد للدفاع عن الدولة المدنية
    حسام حربى
    7/9/2012 3:40 AM




    أكد الكاتب الصحفي عادل حمودة ان كل من هاجم نظام مبارك هم الأن يهاجمون و يصفونهم الأن بالفلول والكفرة ويبدوا انه كتب علينا الاختلاف اى ان كان النظام وتظل الصحافة هي الباحثة دائماً عن الصورة الأفضل مهما كان الواقع جيد مشيراً انه في الوقت الذي كنا نتحدث فيه عن قضية حسين سالم وقضايا الفساد التى تحدث في مصر كان الاخوان يعقدون الصفقات مع امن الدولة.

    هذا ويرى حمودة ان بعض المصطلحات السياسية اما عن تضليل او جهل من بعض اساتذة السياسة متسائلاً من يعطي فرصة لمن "انا اعطي فرصة للحاكم ام الحاكم يعطي فرصة لي؟"

    وأكد عادل حمودة لـ برنامج " القاهرة اليوم " على ان خطابات مرسي لم تحمل اي جديداً عن الخطابات الأولى للرؤساء السابقين مستشهداً بالخطابات الأولى لمبارك التى قال فيها " الكفن مالوش جيوب " ولكن حتى نقيس مبارك على ما قاله احتاجنا ما يقارب من 15 عاماً ولقد احتاجنا اكثر من 20 عاما كى نسمع عن ابناء مبارك جمال وعلاء اما اولاد مرسي فلم يحتاج الأمر اكثر من 20 دقيقة.

    وتسائل رئيس تحرير جريدة الفجر " ما معني ان يقسم الرئيس مرسي اليمين الدستوري امام اكثر من جهة ويأتي امام اليمين الرسمي امام الدستورية ويرفض تصويره تليفزيونياً ؟ مؤكداً انه اذا وجه سؤال لمرسي من المجلس العسكري لا يجاوب حتى يعود للجماعة وانه لا يرى ان الرئيس مرسي يتمتع بالزعامة ولا بـ "كاريزما الرئيس ولا يتمتع بخبرة الرئيس وليس لديه من الخبرات التي تجعله يدير الدولة خاصة وان الدولة مفككة وتحتاج الى صفات معينة.

    واشار الصحفي عادل حمودة انه من غير المقبول ان يجلس الرئيس مع رؤساء الأحياء متسائلاً " اذن ماذا يفعل المحافظ ؟" وتسائل ايضاً " ماهي مستقبل العلاقة بين خيرت الشاطر ومحمد مرسي في المرحلة المقبلة ؟"..هذا ولايرى حمودة ان انتخابات البرلمان أدت للإستقرار ولا حتى انتخابات الرئاسة ستعيد الاستقرار بسهولة وحتى لو تناسينا الأمر قليلاً ان هناك صراعات حقيقة بين القوة السياسية فهناك صراع بين طرفين اخرين الأخوان المسلمين والمؤسسة العسكرية.

    وقد وجه عادل حمودة سؤلاً لجماعة الأخوان المسلمين قائلاً " انتم من قبل طالبتم بإقالة الجنزوري فمعنى ذلك انكم تملكون ثلاثة او اربع اسماء تستطيع تولي حقبة الوزارة عقب وزارة الجنزوري؟فأين هم الأن ؟

    وفجر الاعلامي عادل حمودة مفاجاءة من العيار الثقيل بتأكيده على تسليح مرسي للأمن المركزي لفض التظاهرات بالقوة قائلاً " اننى املك معلومة مؤكدة ان الرئيس محمد مرسي اعطي اوامره بزيادة تسليح الأمن المركزي وذلك لفض المظاهرات بالقوة والقمع لافتاً ان ديوان المظالم يجب ان يحقق مطالبه للناس متسائلاً "هل يستطيع مرسي تحقيق مطالب الشعب المطالب الفئوية الغير طبيعية؟"

    واشار حمودة الى انه مع ضرورة حصول الناس على علاوة 15 و 30 % لافتاً ان هناك سؤلاً هاماً كيف سيطبق هذا اقتصادياً وهل الوضع الاقتصادي يسمح بذلك نعم ام لا ؟

    وعن حرية الرأي والاعلام والصحافة قال حمودة ان لقد اخطأ عبد الناصر عندما اعدم سيد قطب فتحول سيد قطب الى رمز كبير ، فأي اعتداء على كاتب او مفكر في رأيه هذا لصالح المجتمع ولكن الخطر الذي اشعره هو "بلبلة " دماغ الناس بالشعارات الدينية .

    وعن عدد الفجر الأخير سأل اديب حمودة بأن العدد ليس به اي حسنات لمحمد مرسي ذكرت في العدد الأخير ؟ ورد حمودة قائلاً بأن هناك كل يوم 12 طن تأييد للرئيس مرسي ومن الإشادة فهل من الكثير ان يترك خمسة جرامات فقط لا تشيد بالرئيس ؟ مؤكداً انه لابد انا يملك الرئيس مرسي مؤسسة صحفية يرد من خلالها.

    وتحدث عادل حمودة عن برنامج المئة يوم الأولى من برنامج مرسي وبدأ حمودة حديثه عن واقعة مدينة نصر الأخيرة وتسائل " كيف يتحقق الأمن وهناك توترات اجتماعية حادة جداً؟ سؤال اخر " من يجرأ على ان يقترب من بائع جائل ؟ هل السكوت على هذا الأمر معناه اعادة الأمن في مصر ؟

    واعرب حمودة عن اندهاشة من ان يأتى رئيس الدولة بلجان شعبية " ميليشيات" لمساعدة رجال وعساكر الشرطة قائلاً "لا اصدق في ان يكون رئيس مصر الذي اقسم يمين على ان يحافظ على امان البلد ومؤسسات الوطن ويدعوا في نفس الوقت لتكوين لجان شعبية لمساعدة عساكر الشرطة في القيان بعملها وهذا شبيه لما يحدث في حماس وفي ايران" .

    هذا ويرى عادل حمودة ان الاعلان الدستوري المكمل هو اخر حائط صد للدفاع عن الدولة المدنية مشيراً ان حماس لم تنجح ولا ايران نجحت ولا تجربة اسلامية نجحت إلا عندما اخُترقت المؤسسة العسكرية ولربما فى هذه النقطة لدى المجلس العسكري حق هنا للدفاع عن الدولة المدنية .
    وحول ما تناقلته وسائل الاعلام شأن فوز شفيق ولكن نظراً لحدوث صفقة بين الاخوان والمجلس العسكري وفاز اثرها مرسي قال حمودة "انا بعتقد ان محمد مرسي قد فاز من بداية الأمر ولكن يبدوا انه تم عمل سيناريو للحد من فرحة المنتصرون وايضاح ان المسألة ليست صندوق انتخابات فقط وانما المسألة اكبر من ذلك وبالفعل خرجت تعليمات للحرس الجمهوري للتحرك تجاه منزل احمد شفيق وخروج الموظفين مبكراً من اعمالهم فضلاً عن اشاعات حظر التجوال .

    ويرى حمودة صلاحيات الرئيس محمد مرسي انه طبقاً للإعلان الأول والثاني ليس لمحمد مرسي صلاحيات والمجلس العسكري ترك مرسي يعمل حكومة ولكن حسب قوله " اذا جت العقدة في المنشار " المجلس العسكري سيقول لأ وسيحدث هذا الصدام عندما يبدأ تطبيق المادة الاخيرة من الاعلان الدستوري .

    ورداً على سؤال عمرو اديب "هل المجلس العسكري تركنا ولن يحافظ على الدولة المدنية ؟" قال حمودة والذي ابدى قلقه من هذا السؤال فضلاً عن قلقه من المجلس العسكري مشيراً الى ان المجلس العسكري لا يريد ان يدخل في صدام مع الاخوان ولا يريد المجلس العسكري في ان يستخدم القوى البدنية والتي قد تحول الصدام إلى صدام دموي ولكن ذلك لا يعني ان يُشل المجلس العسكري ، ورغم اعتقادي بأنه من الصعب ان يحدث صدام دموي خاصة وان المجلس العسكري فض اعتصام وزارة الدفاع بالقوة دون دم في ربع ساعة و لا بد ان نعترف ان هناك ضغوط خارجية وقعت على المجلس العسكري والمجلس العسكري ينتظر قانون من رئاسة الجمهورية وهو " ما الدور الذي ستقوم به القوات المسلحة اذا طلب الرئيس التدخل ؟"

    ورداً على سؤال من الذي يحكم مصر الأن ؟ اجاب حمودة انه ليست من صلاحيات الرئيس التشريع الأن وليس من صلاحيات رئيس الجمهورية ان يستغرق تماماً في كثير من القرارات التى يمكن ان تتجاوز حدود بعض المؤسسات مشيراً الى ان المؤسسة العسكرية سلطة منفصلة و الدستورية سلطة قائمة بذاتها فضلاً عن ان الأمن القومي سلطة منفصلة ايضاً .. اما بخصوص خيرت الشاطر فالشاطر لدى عدد كبير من جماعة الاخوان المسلمين هو مشكلة الجماعة ،واصفاً الشاطر بإنه شخص ذكي جداً ولديه قدرات التحكم في التنظيم مضيفاً ان الاخوان المسلمين هو تنظيم مغلق وعدد اعضائه حسب كلام بعض الاعضاء الذين خرجوا منه العدد لايتعدى مائة الف ،و خيرت الشاطر استطاع ان يعمل استثمارات وشركات كثيرة جلبت ثروات الاخوان . وقد سمعته في غرفة العمليات الأمريكية وبكل امانة لم اجد جديد عن حوارات احمد عز وجمال مبارك .

    و وصف رئيس تحرير جريدة الفجر علاقة الاخولان بالسلفيين بإنها قد تسبب صراعات بينهما في المستقبل حيث يرى ان هناك عدد كبير من فصائل السلفيين الذي أكد على مسئوليته ان هناك 28 جماعة سلفية ، فمن من هؤلاء الفصائل جلست مع خيرت الشاطر مضيفاً انه كان هناك جزء من السلفيين كان موافق على أحمد شفيق وهناك من اعطي صوته منهم لأحمد شفيق ، لافتاً ان الاخطر في هذا الامر هو شعور كثير من جماعات الاسلام السياسي بأن الفرصة قد جاءتهم للحكم حتى وصل الأمر انهم قتلوا شاب السويس مؤكداً على ان هناك خلافات حادة بين الاخوان والسلفيين وهي ليس وليدة اللحظة وانما هي خلافات قديمة وماسيحدث في الفترة القادمة هو نوع من تصفية هذا الصراع

                  

07-10-2012, 04:50 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)





    ‮٠٢ ‬طعناً‮ ‬امام القضاء الإداري‮.. ‬ومنازعات في المحكمة الدستورية

    الرئاسة‮: ‬د‮. ‬مرسي يحترم الدستور والقانون‮.. ‬وعودة البرلمان شرعية
    المحگمة الدستورية‮:‬‮ ‬أحگامنا نهائية وملزمة لجميع السلطات
    الإخوان يدعون لمليونية دعم الرئيس اليوم

    09/07/2012 08:16:57 م


    في رد فعل سريع لحالة الجدل والغليان في الشارع السياسي المصري بين مؤيد ورافض لقرار د‮. ‬محمد مرسي رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب لاستئناف جلساته أكدت رئاسة الجمهورية احترام الرئيس للدستور وسيادة القانون والقضاء وحكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية بعض مواد قانون انتخابات مجلس الشعب،‮ ‬وأكدت الرئاسة ان اعمال السيادة التي دعت لصدور قرار المجلس العسكري بحل مجلس الشعب لا تمنع سحب ذلك القرار واصدار قرار جديد لا يخالف او يناقض الحكم وتنفيذه خلال اجل محدود يسمح به القضاء الدستوري والإداري مع وجود سوابق لحالات مماثلة‮.

    ونفي د‮. ‬ياسر علي القائم بأعمال المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية في مؤتمر صحفي مخاوف عودة مؤسسة الرئاسة لممارسات عدم احترام احكام القضاء وقال‮: ‬الرئيس المنتخب يحترم مدنية الدولة التي تقضي باحترام السلطات وسيادة احكام القانون والقضاء علي الجميع في الدولة‮.

    يأتي ذلك في الوقت الذي استجمعت العديد من القوي السياسية والحقوقية اضافة إلي مؤسسة القضاء قواها في مواجهة القرار حيث انهالت الطعون علي مجلس الدولة ضد قرار عودة مجلس الشعب وقررت محكمة القضاء الاداري تحديد جلسة عاجلة اليوم لنظر ‮٠٢ ‬طعنا ضد القرار تقدم بها عدد كبير من المحامين والنشطاء السياسيين بينهم د‮. ‬ممدوح حمزة وابوالعز الحريري ونبيل‮ ‬غبريال وطالبت جميعها بالغاء القرار وتنفيذ الحكم بالمسودة ودون اعلان باعتباره‮ ‬غير مشروع ومخالفا للقانون والاعلان الدستوري ومنعدماً‮ ‬وباطلاً‮ ‬ومشوباً‮ ‬باساءة استعمال السلطة والانحراف بها لمخالفته حكم الدستورية العليا‮.‬


    وفي نفس السياق اكدت الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا في اجتماع طارئ لها أمس برئاسة المستشار ماهر البحيري انها ليست طرفاً‮ ‬في أي صراع سياسي وتعمل في اطار مهمتها المقدسة بحسب تعبيرها لحماية نصوص الدستور من أي عدوان او انتهاك،‮ ‬كما شددت في بيان لها ان حكمها بعدم دستورية مواد قانون انتخابات مجلس الشعب اضافة إلي قرارها بالتفسير ببطلان وانعدام المجلس بأكمله ملزم لجميع سلطات الدولة،‮ ‬ومن المقرر ان تنظر المحكمة اليوم منازعات التنفيذ التي طلب مقيموها بصفة الاستعجال بوقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية‮ .. ‬وفي المقابل أعلن د‮. ‬سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب ان جدول أعمال جلسة المجلس التي دعا إلي عقدها اليوم ستقتصر علي موضوع واحد يتناول كيفية تطبيق حكم المحكمة الدستورية الخاص بعدم دستورية المواد المتعلقة بمزاحمة الاحزاب للمستقلين علي المقاعد الفردية‮ .‬
    ووسط مناخ سياسي محموم وحالة من الجدل السياسي حول قرار عودة المجلس أعلن عدد من القوي السياسية والاحزاب الممثلة في المجلس رفض قرار رئيس الجمهورية وعدم حضور نوابها جلسة مجلس الشعب،‮ ‬فيما قررت جماعة الاخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة المشاركة في مليونية اليوم بميدان التحرير لدعم الرئيس محمد مرسي خاصة في قراراته الأخيرة‮. ‬



    ---------------------



    المجلس العسكري‮:‬‮ ‬ندعو لاحترام القانون والدستور

    لم نعقد صفقات‮ .. ‬وسنظل منحازون للشعب

    09/07/2012 08:17:20 م


    أصدر المجلس الأعلي للقوات المسلحة بيانا أمس أكد فيه أهمية سيادة الدستور والقانون للحفاظ علي مكانة الدولة واحتراما للشعب‮.. ‬وجدد المجلس التزامه بالانحياز للشرعية والدستور وصالح الشعب‮.. ‬وفيما يلي نص البيان‮:‬
    في اطار التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة الداخلية يؤكد المجلس الأعلي للقوات المسلحة ما يلي‮:‬
    ‮١- ‬ان المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومنذ تحمله للمسئولية انحاز ولا يزال لارادة الشعب ولم يلجأ إلي أي اجراءات استثنائية وقد أعلي قيمة العمل المؤسسي لجميع مؤسسات الدولة مؤكدا علي أهمية سيادة القانون والدستور حفاظا علي مكانة الدولة المصرية واحتراما لشعبها العظيم‮.


    ‮٢- ‬ان القرار رقم ‮٠٥ ‬لسنة ‮٢١٠٢ ‬الصادر من المجلس الأعلي للقوات المسلحة وفقا لصلاحياته قرار تنفيذي لحكم المحكمة الدستورية العليا القاضي ببطلان مجلس الشعب منذ انتخابه‮.‬
    ‮٣- ‬ان الاعلان الدستوري الصادر في ‮٧١ ‬يونيو ‮٢١٠٢ ‬فرضته الضرورة والظروف السياسية والقانونية والدستورية التي كانت تمر بالبلاد،‮ ‬وتضمن تحديد مهام واختصاصات لمؤسسات الدولة وللمجلس الأعلي للقوات المسلحة حتي اقرار الدستور الجديد،‮ ‬ونحن علي ثقة من ان جميع مؤسسات الدولة ستحترم كافة ما ورد من الاعلانات الدستورية‮.‬
    ‮٤- ‬عدم صحة الادعاءات الكاذبة والشائعات المغرضة التي تسيء للمجلس الأعلي واتهامه بابرام الصفقات يعد امرا خطيرا يمس الثوابت الوطنية التي طالما حرصنا ونحرص علي التمسك بها واحترامها‮.‬
    ان القوات المسلحة هي ملك لشعب مصر العظيم وستظل دائما وفية لعهدها بالانحياز الدائم للشرعية والدستور والقانون ولصالح هذا الشعب‮.‬
    حفظ الله مصر من كل سوء



    --------------------



    مواجهة مفتوحة بين المحكمة الدستورية ومرسي غداة قراره إعادة مجلس الشعب

    2012-07-09





    القاهرة- (ا ف ب):

    دخلت المحكمة الدستورية العليا في مواجهة مفتوحة مع الرئيس المصري محمد مرسي غداة قراره استعادة مجلس الشعب لصلاحياته واكدت أن قرارها ببطلان الانتخابات التشريعية وباعتبار المجلس منحلا "ملزم لكافة جهات الدولة".
    وفيما دعا رئيس مجلس الشعب، الذي يهيمن عليه الاسلاميون، سعد الكتاتني المجلس إلى استئناف جلساته الثلاثاء، اكدت المحكمة الدستورية انها ستنظر على نحو عاجل دعاوى قدمت اليها تطالب "بوقف تنفيذ" قرار الرئيس المصري بالغاء قرار المجلس العسكري بحل مجلس الشعب واستعادة الاخير سلطاته التشريعية.

    وقالت المحكمة في بيان اصدرته عقب اجتماع طارئ عقدته لدراسة قرار مرسي ان "عددا من ذوى الشأن وأصحاب الصفة اقاموا الاثنين منازعات" أمامها لوقف تنفيذ قرار مرسي باستعادة مجلس الشعب لسلطاته التشريعية وانها "ستفصل" في هذه المنازعات تطبيقا للقانون.

    وشددت المحكمة في بيانها على ان "أحكامها وكافة قراراتها نهائية وغير قابلة للطعن بحكم القانون وأن هذه الأحكام فى الدعاوى الدستورية وقراراتها بالتفسير ملزمة لجميع سلطات الدولة وللكافة".

    واضافت "انها ماضية فى مباشرة اختصاصاتها التى عقدها الدستور لها وفى مقدمتها أنها تتولى ـ دون غيرها ـ الرقابة القضائية على دستورية القوانين واللوائح".

    وقالت المحكمة في بيانها انها "كما سبق أن فعلت مرارا، ليست طرفا فى أى صراع سياسى مما عساه أن يثور بين القوى السياسية، ولا شأن لها بما تتخذه هذه القوى من مواقف أو تتبناه من آراء، وإنما تظل حدود نطاق مهمتها المقدسة هى حماية نصوص الدستور ودرء أى عدوان عليها أو انتهاك لها".

    واوضحت المحكمة ان عددا من الشخصيات السياسية تقدمت لها الاثنين بدعاوى طالبت فيها "بصفة مستعجلة بوقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية (باستعادة ابرلمان لصلاحياته) وفى الموضوع بالاستمرار فى تنفيذ حكم المحكمة الدستورية العليا" بحل مجلس الشعب.

    واكدت المحكمة "انه إعمالا لحكم المادة (50) من قانون المحكمة الدستورية العليا تفصل المحكمة دون غيرها فى كافة المنازعات المتعلقة بتنفيذ الأحكام والقرارات الصادرة منها، وانه نفاذا للقانون ستنظر المحكمة منازعات التنفيذ المقامة أمامها على النحو المقرر قانونا".

    وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان المحكمة ستنظر في هذه الدعاوى الثلاثاء.

    واعتبرت الصحف المصرية الاثنين ان الرئيس محمد مرسي تحدى الجيش بقراره اعادة البرلمان الذي يهيمن عليه الاسلاميون والذي حله المجلس العسكري منتصف الشهر الماضي ليستعيد سلطة التشريع في البلاد.

    واصدر مرسي بشكل مفاجئ الاحد، بعد اسبوع من قيام المجلس العسكري بتسليمه السلطة التنفيذية، مرسوما يقضي بالغاء قرار الجيش بحل مجلس الشعب ودعا مجلس الشعب الى ممارسة صلاحياته التشريعية مجددا.

    ويقضي قرار مرسي بتنظيم انتخابات بعد 60 يوما من الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد الذي لم تتم صياغته بعد ووضع قانون جديد للانتخابات التشريعية.

    وعقد المجلس العسكري اجتماعا طارئا مساء الاحد لبحث تداعيات قرار اعادة البرلمان ولكنه لم يصدر عنه اي موقف بعده.

    وكتبت صحيفة الوطن المستقلة الاثنين في عنوانها الرئيسي (مرسي للعسكري: كش ملك). اما صحيفة التحرير فقالت "مرسي يعزم العسكري" واعتبرت ان الرئيس يتحدى المحكمة الدستورية العليا.

    واعتبرت صحيفة الوفد الناطقة باسم حزب الوفد الليبرالي أن "الرئيس يغتال دولة القانون". ورأت بعدض الصحف في قرار مرسي "زلزالا سياسيا".

    واثار قرار مرسي جدلا واسعا بين القوى السياسية ورجال القانون. وقال رئيس حزب التجمع اليساري رفعت السعيد "في بلد ديموقراطي، الرئيس لا يمكن الا يحترم القضاء".

    وتابع السعيد في تصريحات للتفزيون المصري "سواء اراد ام لا يتعين على مرسي احترام احكام القضاء" مؤكدا ان عدة احزاب "ستقاطع جلسات المجلس".

    وكان مجلس الشعب تم حله تنفيذا لحكم المحكمة الدستورية التي اعتبرت ان قانون الانتخابات غير دستوري وهو ما احتج عليه الاخوان المسلمون القوة السياسية الاكثر تنظيما في مصر.

    وكانت اول انتخابات تشريعية بعد اسقاط حسني مبارك في شباط/فبراير 2011 جرت في نهاية العام نفسه ومطلع العام 2011 وانتهت بفوز الاسلاميين بقرابة 70% من مقاعد مجلس الشعب.

    ويعقد ممثلو الاحزاب الليبرالية واليسارية اجتماعا مساء الاثنين لبحث كيفية مواجهة هذا القرار الذي يرون فيه اهدارا لدولة القانون.


    ---------------
    هل سيصدر مرسي قرارات أخرى بتعيين مدير جديد للمخابرات العامة؟
    حسنين كروم
    2012-07-09




    القاهرة - 'القدس العربي' استحوذ قرار الرئيس محمد مرسي بإعادة مجلس الشعب المنحل على اهتمامات الصحف المصرية الصادرة امس وردود الأفعال عليه، ونص القرار على ان يتم حل المجلس مرة أخرى وإجراء انتخابات جديدة، بعد شهرين من موافقته على الدستور الجديد الذي تعده اللجنة الدستورية، رغم أن حكم المحكمة الدستورية العليا أكد بطلان المجلس، وبناء عليه أصدر المشير طنطاوي باعتباره رئيساً للجمهورية قبل انتخاب مرسي قراره بحل المجلس، وأنا لا دخل لي بالمعركة القانونية التي سرعان ما اندلعت، بين عدد من القضاة الذين أيدوا القرار واعتبروه لا ينال من سلطة المحكمة الدستورية أو فيه اعتداء على القضاء، لكن الملاحظ انهم فريقان، الأول، لهم ميول دينية وإخوانية واضحة جدا، والثاني ينطلق من كراهية لما يعتبره حكماً عسكرياً يريد إنهاءه، وبعضهم يكرهون في نفس الوقت الإخوان ولا أريد ذكر اسماء، وللأسف فأن بعضهم أصبح يعاني في الفترة الأخيرة من تشويش واضح في أفكارهم.
    أما الأغلبية من رجال القانون والقضاة، وأساتذة القانون الدستوري فقد نددوا بالقرار واعتبروه هدما للقضاء والقضاء على سلطة القانون وادخال البلاد الى مرحلة خطيرة، يحاول الإخوان فيها السيطرة على مفاصل الدولة. وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

    السلفي المتهم بفعل فاضح ابرز
    المستفيدين من عودة مجلس الشعب

    وطبعاً سارع رئيس مجلس الشعب الدكتور سعد الكتاتني للدعوة لعقد اجتماع عاجل للمجلس، أما أبرز المستفيدين من عودة المجلس فهو العضو السلفي الشيخ علي ونيس، المتهم في قضية ممارسة فعل فاضح داخل سيارة في الطريق العام، والذي طلبت النيابة رفع الحصانة عنه للتحقيق معه، وتأخرت الموافقة ومع حل المجلس أصدرت النيابة قرارها بضبطه وإحضاره فهرب واختفى وكأنه - كما يقولون - فص ملح وداب - ونشرت أخبار عن هروبه خارج البلاد لكن الأمن نفى، وبدأت محكمة جنح طوخ بمحافظة القليوبية شمال القاهرة أول جلسة يوم الأحد - أول امس - وأجلتها للأحد القادم ولم يحضرها ونيس، والغريب أن مدير أمن المحافظة صرح بأنهم نصبوا للشيخ ونيس خمسة عشر كميناً للقبض عليه، ولم يجدوه، والآن، وقد أصبح متمتعاً بالحصانة فهل سيعود للظهور ويعتبر عودة المجلس تبرئة له، وستجدد النيابة طلبها السابق برفع الحصانة عنه، أم سيظل مختفياًَ، وسيواصل السلفيون اتهام الإعلام بتشويه صورتهم، وكما أخبرنا زميلنا الرسام نجم الدين، امس في 'الوطن'، بأنه اثناء سيره في الشارع شاهد سلفيا جميل الشكل ولا مهند التركي، أو حسين فهمي المصري، وهو يقول:
    - الإعلام بيحاول يشوه صورة الإسلاميين عشان يبقى شكلهم وحش قدام الناس.
    المهم ان قرار الرئيس أدى الى دعوات للتجمع في ميدان التحرير لتأييده، وأخرى لمحاصرة القصر الجمهوري وبدأت الدعاوى القضائية في مجلس الدولة بإلغاء القرار.

    قرار عودة مجلس الشعب مخالف
    لانه جاء استباقا لحكم المحكمة

    والملاحظة الأخرى على القرار انه جاء استباقا لحكم من المحكمة الدستورية كان سيصدر بحل مجلس الشورى بعد أن أحالت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة القضية إليه - أسوة بحكمها حل مجلس الشعب، كما انه كان هناك حكم منتظر بحل اللجنة الأولى.
    وملاحظة ثالثة وهي أن الرئيس وقع في خطأ فادح في تحديد توقيت إصداره القرار وهو في نفس يوم اجتماعه مع مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليم بيرنز، وتلقيه دعوة من الريس أوباما لزيارة أمريكا في شهر ايلول /سبتمبر القادم، وكان على مستشاريه أو عليه تأجيل القرار عدة أيام، حتى لا يرتبط بالحديث عن دعم أمريكي له - خاصة أن الجميلة هيلاري كلينتون كانت قد هاجمت حكم المحكمة الدستورية العليا بحل المجلس عند صدوره وأكدت أن القضاء ليس حراً، كما أن الرئيس نفسه في خطابه بجامعة القاهرة اشار الى عودة مجلس الشعب المنحل، وان كان المتحدث باسم الرئاسة فسره على انه لا يقصد المجلس السابق - بالإضافة الى انه لوحظ وجود رئيس المجلس المنحل الدكتور سعد الكتاتني في الصف الأول.

    تلقي الإخوان دعماً وتشجيعاً أمريكيا

    المهم ان هذا سوف يعزز الاتهامات بتلقي الإخوان دعماً وتشجيعاً أمريكيا، لتحدي المجلس العسكري واستعادة سلطاته منه بعدم الاعتراف بالإعلان الدستوري المكمل، الذي يعطي المجلس سلطة التشريع طالما لا يوجد هناك دستور أو مجلس شعب، وتخليه عنها بعد سبعة أشهر بعد إعداد الدستور وانتخاب مجلس الشعب، وكذلك احتفاظ المجلس بسلطة تعيين قادة الأسلحة والأفرع، وكان الهدف منها هو منع الإخوان من تعيين أنصار لهم والسيطرة على الجيش، والسؤال الآن هو: هل سيقوم الرئيس بمواصلة هجومه بالإعلان عن عزل وزير الدفاع المشير طنطاوي ورئيس هيئة أركان الحرب الفريق سامي عنان، ومدير المخابرات العامة اللواء مراد موافي وتعيين غيرهم، وكذلك تعيين قادة جدد للقوات البرية والبحرية والجوية، وقادة الجيوش وخاصة قائد المنطقة المركزية والحرس الجمهوري، أما سيتخوف من ذلك لأن الجيش لن يتقبلها ولكن لنفرض انه حدث، فما هو رد فعل الجيش، والأمريكان، على أساس ان مرسي سيقلد النموذج التركي في إبعاد سلطة العسكريين؟ اعتمادا على دعم أمريكا والاتحاد الأوروبي؟ لكن مشكلة الإخوان هي أن مصر ليست عضوا في حلف الأطلنطي ولا تقدم طلبا للانضمام للاتحاد الأوروبي مثل تركيا، بالإضافة الى أن الإسلاميين الأتراك يعلنون تمسكهم بعلمانية الدولة، والإخوان يريدون خلافة إسلامية، أي استئناف الخلافة العثمانية التي ألغاها كمال أتاتورك عام 1924، ومرشدهم العام أعلن ان حلم حسن البنا في إعادة الخلافة بدأ تحقيقه، بالإضافة الى انهم شنوا هجوما عنيفاً ضد رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان عند زيارته للقاهرة ونصحهم باتباع العلمانية.
    ربكم الأعلم، لكن الأهم ان الباب انفتح امام تطورات جديدة، فإذا صدر حكم قضائي ببطلان قرار الرئيس، فهل سيتراجع عنه، وينفذه مع باقي الأحكام التي ستصدر بحل مجلس الشورى واللجنة التأسيسية للدستور، وإذا صدر حكم بعزله بتهمة الاعتداء على الدستور؟

    القرار كان يتم إعداده فعلا قبل إصداره بأيام

    وعلى كل حال فإن القرار كان يتم إعداده فعلا قبل إصداره بأيام، في إطار سياسة تصدي المجلس العسكري اعتمادا على انه لن يرد بانقلاب خوفا من رد فعل أمريكا والاتحاد الأوروبي، واندلاع مظاهرات للإخوان والسلفيين، وقد نشرت جريدة الإخوان - الحرية والعدالة - يوم الأحد مقالا لصاحبنا الإخواني محمد كمال الذي قال فيه: 'الرئيس قادر على ان يرفع السيف ليضعه على رقبة العسكري'.
    وفي اليوم التالي امس، نشرت الجريدة مقالا كتبه الدكتور سيد عيسى محمد مدير مركز رصد الأحداث برئاسة الجمهورية قال فيه: 'على الإخوان المسلمين والقوى الثورية الأخرى مثلما سبق في رفضهم الإعلان الدستوري المكمل، أن يتصدوا لأي محاولات من هذا النوع، ولكن من الممكن أن تعطى ضمانات في الدستور للجيش دون أن ينفرد بسلطة على سلطة الرئيس، إلا اننا نرى بأن المجلس سيقدم تنازلات في هذا المجال بعد ان سلم بانتصار مرسي'.

    الإخوان يستميتون للسيطرة
    على الصحف القومية

    ونبدأ تقريرنا اليوم بالأزمة التي تسبب فيها مجلس الشورى ورئيسه الإخواني أحمد فهمي للسيطرة على المؤسسات الصحافية القومية، بحجج مختلفة، انكشفت للجميع، فلا هي بهدف الإصلاح كما يدعون، ولا الارتقاء بها، إنما لسيطرتهم عليها في إطار خطة شاملة للسيطرة على كل مؤسسات الدولة.
    ويعتبر الإخواني والأستاذ بكلية الهندسة الدكتور صلاح عز، الأكثر صراحة ووضوحاً، عندما يطالب بعبارات واضحة بضرورة سيطرة الإخوان على الصحف القومية، لأن هذا حقهم هم والإسلاميون، رغم أن 'الأهرام' تنشر له مقالاً ثابتاً كل أسبوعين، وفي مقاله يوم السبت بجريدة الإخوان - الحرية والعدالة - قال: 'هؤلاء هم الذين يسلطون أعوانهم من المنتفعين والآفاقين لتدبيج المقالات وتنظيم المظاهرات في محاولة لإعاقة عملية التطهير، هؤلاء هم الذين خرجوا من جحورهم بعد أن اختبأوا بداخلها مع انطلاق الثورة رعباً منها وبعد أن اطمأنوا إلى حماية العسكر لهم، خرجوا ليلدغوا الثورة بأحمد شفيق، إلا أن الشعب خيب مسعاهم الشيطاني، هؤلاء هم الذين يكتبون عن مشاكل الصحافة القومية بطريقة توحي وكأن المشكلة معقدة إلى درجة لا تسمح لغير الصحافيين بالاقتراب منها، في مصر تتكرر المأساة حيث أصبحت الصحافة والإعلام تحت السيطرة الكاملة للصهاينة المصريين الذين يمارسون نفس الأساليب الإعلامية القذرة لصهاينة الغرب والتي لا تمت بصلة إلى دين أو خلق.
    لقد شاهدت جمال فهمي وكيل نقابة الصحافيين يستنجد بالمجلس العسكري لاستخدام سلطته التشريعية التي اغتصبها من البرلمان المنتخب من أجل إجهاض قرار مجلس الشورى بتطهير الصحف القومية، إنه عار على نقابة الصحافيين أن يستقوي وكيلها بالعسكر على مجلس منتخب، وعار على النقابة أن تسكت على هذا السلوك الأرعن لوكيلها صاحب المقالات البذيئة والألفاظ السوقية في جريدة 'التحرير'، وعار على النقابة أن يتمرد مجلسها على القانون ويمارس البلطجة ضد مجلس منتخب وهي النقابة التي لم تعترض يوماً على حظر وإقصاء الإسلاميين عن صفحات الفكر والرأي. إنني أرى أن أبلغ رد على هذه البلطجة يكون بتعيين صحافيين إسلاميين على رأس أكبر ثلاث صحف قومية على الأقل، لا بد من ردع البلطجة الصحافية التي ترفض أن يكون للثورة تأثير على الصحف القومية والتي تتعهد بأن ما جرى مع محمد مرسي لن يتكرر في الصحف القومية وليذهب الشعب، مالك هذه الصحف الى الجحيم، إن كان يعتقد أن تفويضه لمجلس الشورى بتطهير هذه الصحف وتحريرها من قبضة غوغاء العلمانية وآفاقيها يمكن أن ينجز شيئاً، يوم جمعة الغضب 28 لما ارتقت الانتفاضة الى مستوى الثورة ولولا أسلمة الثورة يوم موقعة الجمل لما كتبت لها الحياة، وكذلك فإن أسلمة الصحف القومية حق للشعب الذي انتخب مجلس الشورى من أجل هذا الهدف تحديدا، إن رئيس التحرير الإسلامي هو تجربة لابد منها غير أن العلمانيين يخشونها لأنها ستظهر التباين الشاسع بين النمطين مع أسلمة الصحف القومية لن يكون هناك إحصاء للمخالفين ولا نفاق للرئيس ولا شيطنة ولا فساد ونهب ولا أخبار كاذبة أو تعليقات مضللة'.

    البحث عن رؤساء تحرير
    اخوان للصحف القومية

    إذن هدف مجلس الشورى الإخواني واضح وهو تطهير الصحافة القومية، واستلام الإخوان لها، بدءاً بـ'الأهرام' و'الأخبار' و'الجمهورية' - على الأقل - الى ان يتم البحث عن رؤساء إخوان لـ'روزاليوسف' ودار الهلال وأكتوبر، لكن تهديدات عز أضحكت زميلنا وصديقنا بمجلة 'روز' والساخر الكبير عصام حنفي فخصص ثلاث فقرات من خمس في بابه - التنكيت والتبكيت، والتي يرسم شخصياتها زميلنا عماد عبدالمقصود، هي 'مطلوب من 'روزا' في هذه المرحلة الجديدة أن تطبطب على الإخوان ولا يكفي أبداً أن تقدم صحافة محترمة ومواقف وسطية، وخطاً سياسياً معتدلا بل كان من الواجب عليها أن تقف في معسكر الإخوان صراحة، كما فعل بعض نجوم الفضائيات، وقديما قالوا إذا عرف السبب بطل العجب.
    - هم يتعاملون مع مؤسسات الدولة كالزوج الحمش الذي ذبح القطة للصحافة، على اعتبار أنها بداية الجهاد نحو دولة الخلافة، وغداً ينقضون على مؤسسة الأزهر وبعد الغد على القضاء، ثم الشرطة والجيش. الخطة واضحة وليست سراً، والأخوة واضحون في مسعاهم من أجل الأسس التي تقوم عليها الدولة ولو سقطت الصحافة غداً سوف تسقط باقي المؤسسات تباعاً، والصحافة لن تسقط وأقطع ذراعي.
    - ولماذا يغضب الصحافيون من الأصول، ثم إنه ليس على رأسهم ريشة، ومجلس الشورى وضع عدة معايير إخوانية لاختيار قيادات الصحف القومية أو المعايير ألا يكون الصحافي مدخناً، ثانيها أن يحتفظ بسجادة الصلاة في مكان بارز بمكتبه، ثالثها أن يطبل ويزمر للإخوان، رابعها أن يكتب مقالة عصماء تشيد بحكمة رئيس الشورى الذي لا أعرف اسمه لكنه قريب لإحدى القيادات الإخوانية، إنها معايير سهلة، فلماذا يغضب الصحافيون'.
    وهو يقصد أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى وهو إخواني، وله صلة قرابة مع الرئيس محمد مرسي وهذا الكلام كان قد نشر علنا عندما كان مرسي رئيساً لحزب الحرية والعدالة.

    الصحف القومية ملك
    للنظام والحزب الحاكم

    وعلى كل حال، فإن صاحبنا الإخواني حمزة زوبع، أعاد يوم الأحد في 'الحرية والعدالة'، ما سبق وقاله صلاح عز بقوله: 'الصحف القومية على مدار نصف قرن كانت ملكاً للنظام والحزب الحاكم، والمعايير الجديدة في عصر الرئيس مرسي تعيد ملكيتها للدولة، للشعب دافع الضرائب الذي لم يجد نفسه في يوم من الأيام على صدر تلك الصحف، وكل ما كان يراه هو صورة الرئيس وزوجته وابنيه وحفيده، ومقال على اليسار يكتبه رئيس التحرير ممجدا في الزعيم، أما الشعب، فله رب يحميه، وأصحاب الستين في المائة مرتجع، عليهم ان يتواروا عن الأنظار، وأتمنى ألا أرى وجوههم مرة ثانية على الشاشة، لأنهم وبصراحة يصيبونني بالغثيان'.
    لا، لا ونحن لا نرضى لزوبع أن يتقيأ إذا رأى وجه من الوجوه التي تصيبه بالغثيان ونؤيد منعهم من الظهور.

    حقائق حول ضعف توزيع الصحف الدينية

    لكن الحقيقة أن عليه أن يجيب عن سؤال - ما دام يريد الخوض في قضية الصحافة والتوزيع والمرتجع، وهو: - كم يبلغ توزيع صحيفة 'الحرية والعدالة' اليومية المملوكة للإخوان؟ وكم كان يبلغ توزيع صحيفة 'آفاق' عربية الأسبوعية التي كان الإخوان يسيطرون عليها وكانت مملوكة لحزب الأحرار وأغلقها النظام لهم؟ وكم كانت توزع مجلة 'الدعوة' التي أعادوا إصدارها من عام 1974 وحتى أغلقها السادات في سبتمبر عام 1981، وكذلك مجلة 'الاعتصام' المعبرة عن الجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة والتي كانت تصدر حتى أثناء نظام خالد الذكر؟
    ولا أريد التوسع في المزيد من الأمثلة وإنما المهم مقارنتها بتوزيع جريدة دينية هي 'اللواء الإسلامي' تصدر عن مؤسسة دار 'أخبار اليوم' القومية، ولماذا لم ينجح الإسلاميون حتى الآن في تقديم تجربة ناجحة في التوزيع، رغم ان الصفحات الدينية في الصحف القومية وهي موجودة منذ تأميمها تلقى رواجاً كبيراً، ورغم أن مجلة شهرية دينية - هي الأمة - كانت تصدرها قطر كان توزيعها هائلا داخل مصر، فلماذا فشل الإسلاميون في مصر في مشروعاتهم الصحافية؟
    الحقيقة، أن هناك عدة أسباب، أولها أن الصحف والمجلات التي تعبر عن توزيع واسع بقدر ما تسعى إلى المرتبطين بالاتجاه، وقد يكون هذا أحد الأسباب في ضعف التوزيع، لكن معظم هذه الصحف والمجلات الدينية، استعانت بصحافيين محترفين، ومع ذلك، فشلت في التوزيع، رغم أن القارىء في مصر يتجه الى الكتب الدينية اكثر من اتجاهه الى غيرها.

    سيطرة الاسلاميين
    على الصحف سيقضي عليها

    المهم انه إذا كانوا قد فشلوا في صحفهم الخاصة الخاضعة لهم، فهل تمكينهم من السيطرة على الصحف والمجلات القومية، سينقلها الى النجاح وزيادة التوزيع؟
    وأود أن أوضح هنا عدة أشياء لأنني لا أنوي العودة لهذا الموضوع مرة أخرى بتوسع، وهي:
    1- أن الصحف والمجلات قبل ثورة يوليو 1952 كانت مملوكة لأفراد لا للأحزاب السياسية وكانوا يعبرون عن هذه الأحزاب بحكم انتماءاتهم.
    2- ان بعض هذه الصحف كانت تتلقى دعما من القصر الملكي للهجوم على حزب الوفد وزعيمه خالد الذكر مصطفى النحاس وكان القصر الملكي يصرف مخصصات مالية وكذلك وزارة الداخلية، وقد تم نشر هذه القائمة بعد الثورة.
    3- وجود سلسلة من القوانين كانت تجيز إغلاق الصحف ومحاكمة الصحافيين وسجنهم، ويكفي تذكر حبس عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد بتهمة العيب في الذات الملكية أيام الملك فؤاد رغم ان ما قاله وهو عضو مجلس نواب داخل المجلس، سنحطم رأس أكبر رأس في الدولة إذا اعتدى على الدستور.
    4- ان هناك صحفاً ومحلات كانت تصدر وتغلق لأسباب مالية، وبأوامر إدارية من سلطة الاحتلال أو الحكومة المصرية.
    5- ان عضوية نقابة الصحافيين كانت للصحافيين وملاك الصحف، ولم تكن هناك ضمانات للصحافيين بعدم الفصل التعسفي أو حد أدنى للمرتبات أو التأمينات والمعاشات، وبعد الثورة تغير الوضع، ولم يعد ممكنا عضوية ملاك الصحف في النقابة، ثم تعدل الوضع مرة ثانية عام 1970 عندما كان استاذنا الراحل أحمد بهاء الدين نقيباً للصحافيين بعدم التقدم لعضوية النقابة إلا للحاصلين على مؤهلات عليا، وأن تكون العضوية تحت التمرين سنتين، أما خريجي كليات الإعلام فتكون سنة قبل الحصول على العضوية الكاملة، وبشرط التعيين وتطبيق التأمينات الاجتماعية على طالب العضوية، ويعمل في مؤسسة أو جهة لها صفة الاستمرارية، ومنع نقل الصحف الى عمل غير صحافي.
    6- ان المؤسسات الصحافية حتى وفاة خالد الذكر لم تكن تواجه مشكلة تضخم العمالة والديون المتراكمة.
    7- أما بالنسبة لما يقال عن أن تأميم الصحافة كان هدفه منعها من نقد النظام، فهو غير صحيح، لسببين، الأول انه مع افتراض استمرار الملكية الفردية للمؤسسات الصحافية، فان إلغاء نظام التعددية الحزبية، وإنشاء تنظيم سياسي واحد، كان أول هيئة التحرير ثم الاتحاد القومي وبعده الاتحاد الاشتراكي، واختياراته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كان من شأنه عدم قدرة هذه الصحف على الخروج عن هذه الخطوط، والدليل انه في دول الخليج لا توجد صحف حكومية، ولكن هل تستطيع الصحف المملوكة للأفراد والمستقلة - باستثناء الكويت - مهاجمة الأنظمة والأسر الحاكمة؟
    وأما السبب الثاني، فهو ان النظام اعلن انه لا يوافق على سيطرة رأس المال على وسائل الإعلام، بالإضافة الى ان الإذاعة المصرية قبل الثورة كانت مملوكة للدولة، ونحن لا نوافق على ملكية الدولة للصحافة ولكن هذا ما حدث، والمشكلة، ان المحظورة - آسف - قصدي الإخوان، يريدون السيطرة الكاملة على هذه المؤسسات والكلام واضح، ووقتها سيختفي من إصداراتها التنوع الموجود فيها في الآراء.
    8- ان كل ذلك لا يمنع من مناقشة النزيف المالي لهذه المؤسسات، لا تحميلها بتعيينات جديدة للإخوان، هذا والله الموفق والمستعان.

    انجازات ناصر هل
    يحقق مرسي جزءا منها

    وإلى توالي ردود الأفعال على الهجوم الذي شنه رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي بطريقة غير مباشرة ضد خالد الذكر مستغلا فرصة أول خطبة له في ميدان التحرير والعالم كله يشاهده ويسمعه ليقول، والستينيات، وما أدراك ما الستينيات، وفي حقيقة الأمر فقد اندهشت من كلامه، لأنه لم يتحكم في عواطفه وما في قلبه ويخرجه هكذا علنا دون ان يقدر انه لم يعد رئيس حزب سياسي له مؤيدون وخصوم ويخوض معارك معهم، وإنما رئيس للبلاد ولم يقدر انه سيعرض نفسه الى معركة لم يشأ أن يفتحها وهو رئيس حزب قبل ان يتقدم بالترشح للرئاسة، مما يعني بداهة، انه وقد أصبحت السلطة في يده، سيصفي حساباته مع الستينيات، دون أن يقدره خطورة المعركة التي سيعرض نفسه لها، بحيث لن تنفعه فيها أغلبية حزبه ولا تحالفه مع السلفيين الذين لا يقلون عنهم غلا على ثورة يوليو، صحيح أن لهم قوة التنظيم والأغلبية الآن وهم بذلوا الكثير للحصول عليها، وصحيح ان لنا التفوق عليهم في الكلام، لا في العمل، لكن خطأهم الجسيم انهم لا يعرفون أغلبية الشعب واتجاهاته، فغالبية من اختاروهم يحبون خالد الذكر، لأنهم الذين استفادوا من انحيازه إليهم، وما تبقى من انجازاته هي التي ستكسر جنون تجارهم في السيطرة على الاقتصاد، ولا الدولة العربية التي حققوا فيها تفوقا، فإن من أعطوهم أصواتهم لن يغفروا لهم هجومهم على خالد الذكر، لأنهم يعتبرونه بطلهم القومي العربي، سواء في المغرب أو تونس أو الأردن او السودان أو ليبيا، أو سورية إذا حكموها، ولن يكون حسن البنا - رغم تقديرنا له - بديل ناصر لهذه الشعوب، لأن ما يطرحه الإخوان والسلفيون ضد حلم الشعوب العربية في إقامة وحدتها على أساس قومي لا خلافة إسلامية، ولأن مشروعهم سيشعل الفتن الطائفية بين السنة والشيعة العرب، وبين المسلمين والمسيحيين العرب أبناء القومية العربية الواحدة، ولذلك استفز كلام مرسي الكثيرين.

    خطوات الرئيس الاولى المتعثرة

    ولم يتركوه يفلت به، مثل زميلنا وصديقنا بمجلة 'صباح الخير' أكرم ابننا وابن عمنا وصديقنا وزميلنا الراحل محمود السعدني، وقوله في 'الأخبار' يوم الثلاثاء: 'لأن الدكتور محمد مرسي محدث رئاسة فهو يخطو خطواته الأولى وهي ولابد وأن تكون متعثرة أو متخبطة أو غير محسوبة بدقة، وهذا أمر بالتأكيد لا يعيب الرجل فهو لم يحترف العمل السياسي، ولم يمارس الخطابة من قبل فما بالك بخطاب رئاسي يواجه الأمة بأكملها، لقد قال السيد الرئيس المنتخب أصلح الله حاله وسدد على طريق الحق والخير خطاه، فيما قال، وما أدراك وما الستينيات، وبالطبع هناك أجيال بيننا لم تحضر الستينيات ولم تقرأ عنها.
    وربما استقت كل معلوماتها عن هذه المرحلة من خلال الأفلام التي انتجت في السبعينيات والثمانينيات والتي مولتها جهات خارجية، وكان القصد منها تشويه صورة الرجل الذي صار من بين البسطاء وكان من المهمشين ولم يعرف حياة الترف ولم ينهب أموال الغلابة والبسطاء، ولم يفتح خزائن مصر ليلهف منها رجال الأعمال كما يحلو لهم، هذا الرجل الذي ارتبطت فترة الستينيات باسمه كان الرئيس الذي لم يخش أحد، ولم يرتد أي واق من الرصاص، ولم يشرب في حياته سوى ماء النيل، هذا الرجل الذي حكم مصر وانحاز للبسطاء وبنى لهم المصانع والمساكن والمدارس ووفر لهم حياة كريمة ورعاية اجتماعية وصحية كان الحاكم العادل الذي حكم، فعدل فخرج إلى الناس في سيارة مكشوفة فالتف حوله أهل مصر جميعاً، وارتفعت في فترة 'ما أدراك الستينيات' قامة مصر ومعها قامة كل مصري وبفضل ثقل مصر في عالمها للعروبة أصبح تأثيرها الإقليمي والدولي يحسب له ألف حساب وفي مرحلة 'ما أدراك الستينيات' تحولت مصر ويوغوسلافيا والهند بزعامة تيتو ونهرو وعبدالناصر الى قوة عالمية ثالثة تقف على مسافة واحدة من القوتين الأعظم في ذلك الوقت، وتحولت فكرة عدم الانحياز الى حقيقة مزعجة للقوى العظمى، وفي 'ما أدراك الستينيات' تحولة مصر إلى قائدة لمسيرة التحرر في القارة السمراء، وأصبحت مقرا وممراً للثوار والمجاهدين ومن الأزهر الشريف ومن جامعات مصر تخرج العديد من القادة الذين تولوا أرفع المناصب في بلاد عربية وافريقية بفضل احتضان مصر وزعامتها لحركات التحرر في كل مكان، وفي 'ما أدراك الستينيات' وقعت تجاوزات وحدث للإخوان المسلمين أهوال وتعرضوا الى تعذيب وقد نال الشيوعيون من هذا نصيباً حتى الذين هم على باب الله، ذهبوا في الرجلين، ولكن حتى هؤلاء الذين عذبهم ناصر وسجنهم وأذلهم شهدوا له ولعصره وكان من بينهم الولد الشقي السعدني الكبير عاشق تراب هذا الوطن طيب الله ثراه'.

    ما يعرفه الدكتور
    مرسي عن فترة الستينات

    وفي اليوم التالي-الأربعاء- سمعت من يقول لي، أنا ناصر، وعندي كلمة لمرسي ومعلومة عنه، فاقشعر بدني ووقف ما تبقى من شعر في رأسي وسألت: خالد الذكر عاد؟ فضحك، وقال، لا، أنا اسمي ناصر فرغلي، وسأسمعك في جريدة 'التحرير' ما يبهجك من نوع: 'حين لمز الستينيات كانت الجماعة هي التي تتحدث عن عذاباتها المقدسة، أما محمد مرسي الشخص فلو تحدث عن الستينيات كما عرفها هو لتحدث عن لمبة الكهرباء التي استذكر عليها دروسه وعن المدارس المجانية التي انهاها بتفوق عام 69 ليقبل في اكثر كليات الجيش أناقة وحظوة وهي الفنية العسكرية قبل أن يحول وجهته الى اكثر الكليات المدنية مكانة أي الهندسة، كان حدثنا عن فدادين الأرض التي ردها عبدالناصر لوالد الرئيس مرسي معتبرا إياه وأقرانه بسطاء الفلاحين أصحابها الحقيقيين، ولا تزال تلك الفدادين تشكل كل رأسمال الرئيس وعائلته حسب ما نشر في الإعلام عن ذمته المالية وبنص حديث أخيه الأصغر لقناة 'الحياة'.
    كان حدثنا - كمهندس على الأقل - عن اختيار السد العالي أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين وقائمة ما يعرفه الدكتور مرسي وغالبية شعب مصر عن اقتصاديات الستينيات وفائض الموازنة وانعدام البطالة، وعن نهضة المسرح والسينما والآداب وعن المكانة السياسية الدولية كل هذا أكثر كثيرا من أن يستوعبه مقال في صحيفة، لكن تلقين الجماعة أقوى من أن يفلت منه السواد الأعظم من أعضائها، ولا يمكن أن نتصور أن نموذجا مثل زياد عبدالقادر عودة نجل الشهيد عبدالقادر عودة الذي كان ناشطاً مرموقاً في حركة الطلاب السبعينية وناصرياً '!' كما تقول مذكرات أبو الفتوح في غير موضع يمكن أن يتكرر كثيرا'.
    لا، لا، هذا إحراج ما بعــــده إحراج، صحيح، ما رأي الرئيس وهو استاذ هندسة في السد العالي وما أدراك ما السد؟ أهو مشروع كافر وأفضل منه سد مأرب، أم السد الذي سيقيمه الإخوان في مشروع النهضة؟ ولماذا لا يردون فدادين الإصلاح الزراعي لأنها والعياذ بالله مسروقة من أصحابها الإقطاعيين؟



    --------------------

    فقيه:قرار مرسى بإعادة البرلمان جريمة جنائية وسياسية
    الإثنين, 09 يوليو 2012 13:14

    كتب : صلاح عامر أكد الدكتور" شوقى السيد" الفقيه الدستورى فى تصريحات خاصة للدستور أن قرار الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بإعادة مجلس الشعب للانعقاد مرة اخرى خلال 60 يوما من تاريخ موافقة الشعب على الدستور الجديد هو جريمة جنائية وسياسية يعاقب عليها القانون, فاذا كان الامتناع عن تنفيذ الاحكام القضائية توقع عليه عقوبة الحبس والعزل ولكن ما فعله مرسى هو خروج عن الأحكام القضائية وتحدى لدولة القانون فى البلاد من الرئيس المنتخب .

    وتسائل كيف يطالب المواطنين بتطبيق القانون وهو لا ينفذ القانون رغم انه اقسم قسم اليمين ثلاث مرات بأن يحترم القانون والدستور , ولكن فى خطابه امام ميدان التحرير ذكر بعودة المؤسسات المنتخبة قاصدا البرلمان المنحل والصادر حكم المحكمة الدستورية العليا ببطلان الانتخابات مجلس الشعب واصفا بانه تحدى بهذا القرار الجمهورى بالصادم للسلطات القضائية ويتناقض مع الاعلان الدستورى فى 13 فبراير 2011 و 30 مارس 2012 و 17 يونيه 2012 للاعلان الدستورى المكمل مما يؤكد بعدم احترامه للسلطة القضائية وكافة السلطات فى البلاد وتعدى على الاعلان الدستورى المكمل وانحياذه للاحزاب ويهدر قيمة الاحكام القضائية ويعلن الفوضى فى البلاد وعدم احترام الجميع للقانون .
    وطالب السلطة القضائية بتوحيد صفوفها وتعليق جلساتها فى المحاكم وعقد مؤتمر دولى للكشف عن اهدار سيادة القانون والتعدى على السلطة القضائية فى قرار لايملكه ولااختصاص او صلاحياته .
    وطالب السيد المجلس الاعلى للقوات المسلحه بمحاصرة قصر الرئاسة لحماية الشرعية القانونية والدستورية التى انتهكها رئيس الجمهورية ومحاصرة مجلس الشعب ومنع النواب من دخوله لفقدانهم الصفة النيابية بمجرد صدور الاحكام.
    وطالب ايضا بمحاكمة رئيس الجمهورية بتهمة الخيانة العظمى بكونه اقسم على احترام الدستور والقانون الذى ضرب به عرض الحائط .
    ومن جهته اكد الدكتور محمد ابراهيم مدير مركز الدراسات السياسية المستقبلية جامعة اسيوط ان الرئيس بقراره عودة مجلس الشعب للانعقاد قد دخل فى صراعات كاملة مع السلطات القضائية والتنفيذية وإعلان الحرب على القضاء وهذا كنا لانتوقعه فى بدايات توليه السلطة رئيس الجمهورية وقبل قيامه بتشكيل الحكومة مما يعد تحديات صعبة ومعارك نحن فى غنى عنها الان ويرجع البلاد الى الوراء ولسنا فى حاجة اليه حاليا
    واشار ابراهيم انه كان من الاجدى انتقال السلطة انتقال سلمى وليس الصدام واعلان المعركة على السلطة القضائية التى حمت الانتخابات الرلمانية واتت به رئيسا للبلاد شهدت انتخابات شهد العالم بهذا العرس الديمقراطى ثم بعد ذلك يرد الجميل اليهم بالانقلاب عليهم واعلان الحرب
    وأضاف انه من المطالب الملحة الاهتمام بضايا اهم من ذللك ولسنا فى عجالة للاقرار تشريعات او قوانين جديدة ولكن الاهتمام ببناء الدولة وليس لارضاء جماعة الاخوان واصفا ان القرار غير مدروس وغير واضح ولم يكن صادق النية واقترح الانتظار الى انتخابات برلمانية جديدة خلال 60يوما وليس عودة مجلس الشعب المنحل وتجنب البلاد لهذه المعارك

    -----------------

    الجلاد : بدأت حرب الاستنزاف بين الإخوان والعسكري
    الثلاثاء, 10 يوليو 2012 02:14

    مجدي الجلاد
    كتب : سيد احمد قال مجدى الجلاد، رئيس تحرير جريدة الوطن: إن البعض يتهم الإعلام بأنه الذي يسخن الأجواء مع أننا لا نصدر القرارات"، موضحًا أن مصر أمام صراع حقيقي سيصل إلى وجود دولة من عدمه، موضحا أن الصراع بين الإخوان والمجلس العسكرى انعكس على سلطات الدولة، وأصبح القضاء طرفا مباشرا فيه.

    وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "مصر تقرر" الذى يذاع على قناة الحياة2:"لن يحدث أى صراع مباشر بين الإخوان والمجلس العسكرى؛ لأن كلا منهما يستخدم البراجماتية النفعية فى وصول البلد إلى الهوية".
    وأوضح أنه بدأ حرب الاستنزاف بين الإخوان والمجلس العسكرى، خاصة أن هناك تفاهمات حدثت بين الإخوان والمجلس العسكرى ومن يقول إنهما أبرياء فهو فاشل سياسيا، مشيرا إلى أن كل شيء لو كان فى النور ما كانت مصر وصلت إلى هذه المرحلة.
    واشار الجلاد ان مرسى حصل على استشارات قانونية من المستشار طارق البشرى، وثروت بدوى، قبل صدور قراره، بعودة الثلثين فقط لكنه أخطاء بعودة البرلمان كاملا، مؤكدا أن مجلس شورى الإخوان هو الذى مهد لقرار "مرسى" بعودة البرلمان خاصة للرد على تصريحات ممدوح شاهين، عضو المجلس العسكرى حول بأن بقاء الجمعية التأسيسية للدستور يعنى الاعتراف بالإعلان الدستورى المكمل

    -----------------

    مقالات


    في الصميم

    باطل‮..!!‬

    09/07/2012 08:29:18 م




    [email protected] - بقلم : جلال عارف




    لم يفاجئني قرار رئيس الجمهورية بإعادة مجلس الشعب الباطل‮. ‬الساذجون فقط هم من تصوروا أن القسم باحترام القانون والدستور ثلاث مرات في اليوم،‮ ‬سوف يمنع العدوان علي الدستور وإهدار سلطة القضاء‮!! ‬والغافلون فقط هم الذين تصوروا أن الحديث عن المصالحة الوطنية سوف يوقف الصراع أو يمنع الثأر،‮ ‬أو يمنع مخطط وراثه مصر والهيمنة علي كل مؤسساتها‮!!‬
    مع كل الاحترام لأساتذة القانون وفقهاء الدستور،‮ ‬فنحن لسنا أمام خلاف دستوري أو نزاع علي الاختصاصات‮.. ‬بل نحن أمام صراع حاسم علي مستقبل مصر المهددة الآن‮- ‬وكما لم يحدث من قبل‮- ‬بالدخول في نفق مظلم نعيد فيه انتاج أزهي عصور التخلف والاستبداد في ثوب جديد‮!!‬
    لم يفاجئني قرار الرئيس مرسي‮.. ‬فالرجل ليس قادما من جمعية خيرية،‮ ‬بل هو قادم ومعه مشروع لتغيير هوية الدولة بصورة كاملة والقضاء علي طابعها المدني‮. ‬وهو قادم بإدراك تام بأن السيطرة علي كل مؤسسات الدولة هي الطريق لتحقيق هذا المشروع‮.. ‬ولا ذنب له إذا لم يدرك الآخرون ذلك،‮ ‬أو إذا أدركوا ثم وقفوا عاجزين‮!!‬
    لم يفاجئني قرار الرئيس مرسي الذي يمثل عدوانا‮ ‬غير مسبوق علي سلطة القضاء‮. ‬ربما كانت المفاجأة فقط في الاستهانة بباقي مؤسسات الدولة وبالقوي السياسية الأخري وبالرأي العام،‮ ‬فلو كان هناك حساب لهؤلاء لما اتخذ مرسي قراره بعد ساعات فقط من اجتماع مكتب الارشاد،‮ ‬ولما أصدر القرار في نفس اليوم الذي التقي فيها المبعوث الأمريكي الذي جاء ليجدد دعم واشنطون له ووقوفها بجانبه‮!!‬
    يعرف الرئيس مرسي أن البرلمان باطل،‮ ‬وأن قراره بإعادة مجلس الشعب باطل،‮ ‬وأن إهدار أحكام القضاء والاستهانة بالدستور باطل في باطل‮!! ‬وتعرف القوي الوطنية أن عليها ان تقاوم هذا الباطل حتي النهاية وقبل اكتمال الكارثة،‮ ‬ولكننا ونحن نقاوم هذا الباطل‮- ‬لابد‮ ‬ان نسأل المجلس الأعلي للقوات المسلحة‮: ‬ماذا فعلتم بنا أيها السادة؟‮!.. ‬تسلمتم دولة مدنية،‮ ‬وها أنتم تسلمونها والشارع في يد عصابات الأمر بالمعروف،‮ ‬والحكم في يد من يهينون أحكام القضاء ويدوسون علي الدستور،‮ ‬والدولة تسير إلي نفق مظلم في ظل الهيمنة علي مقدراتها والاستحواذ علي مؤسساتها‮.. ‬ماذا فعلتم بنا أيها السادة؟‮! ‬ماذا فعلتم بمصر؟‮!‬



    ----------------------

    مقالات


    عبور

    الدولة البديلة

    09/07/2012 08:31:30 م




    بقلم : جمال الغىطانى




    بدأت ميلشيات الإخوان في الظهور،‮ ‬وتلك بداية تأسيس الدولة البديلة،‮ ‬الموجود بعض عناصرها بالفعل منذ سنوات،‮ ‬والتي تطمح إلي إحكام قبضتها علي مؤسسات الدولة‮. ‬لقد أرتكب خطأ فادح خلال العام الأخير،‮ ‬هو السماح بقيام أحزاب ذات هوية دينية،‮ ‬ويتحمل المسئولية في ذلك القيادة الحالية للجيش،‮ ‬وكان يجب الحفاظ علي هذا المبدأ الذي صان الوطن من خطر الانقسام وتضمنه الدستور،‮ ‬إلا أن الجماعة التي تعمل منذ ثمانين عاما بدأب وتنظيم متقن استغلت كل الظروف الممكنة‮. ‬بما فيها القفز علي ثورة الشعب والاتجاه بالطاقة الناتجة عنها الي مسار مغاير ضد حركة التاريخ‮. ‬من كان يتصور أن ثورة عظمي في تاريخ الانسانية ضحي فيها الشعب المصري تنتهي بحكم ديني؟ بعد الوصول الي المواقع المؤثرة ورأس الدولة‮. ‬يجري استنساخ تجربة حماس في‮ ‬غزة التي أحكمت قبضتها علي القطاع باجراءات دموية أفقدت القضية الفلسطينية قوة دفعها،‮ ‬فالمهم في فكر هذه الجماعات العاملة باسم الدين هو الأهداف المحددة لها،‮ ‬ولا وجود للوطن‮. ‬أو أهدافه في مناهجهم الفكرية‮. ‬بحجة ضبط الشارع يجري تشكيل لجان لضبط الأمن الآن ولضبط الاخلاق والنظافة‮. ‬ليس ذلك إلا بداية للدولة البديلة،‮ ‬خلال الايام الماضية تعاملت وسائل الاعلام في الداخل والخارج مع الاجتماع الخامس لمجلس شوري الجماعة باهتمام يفوق متابعة مجلس الوزراء الحالي‮. ‬وأي مؤسسة أخري،‮ ‬وصدرت عن مجلس الشوري هذا تصريحات بخصوص اختيار رئيس الوزراء،‮ ‬ما بين تلميح ونفي‮. ‬وتأكيد،‮ ‬يحار الانسان،‮ ‬فبأي صفة يتحدث مجلس شوري الجماعة عن شغل مناصب رئيسية في الدولة؟ ما موقعه بالضبط؟ وكيف ستعمل اللجان الإخوانية في الشارع؟ هل ستعارض الناس كما حدث في السويس؟‮. ‬وفي كل يوم تؤكد الأحداث ومجريات الأمور ما قلته بعد تمكن الجماعة‮: ‬وداعا لمصر التي نعرفها‮.‬



    --------------------

    مقالات


    نهار



    09/07/2012 08:32:35 م




    ‮ ‬عبلة الروىنى[email protected]

    ما فعله تيار الإسلام السياسي في الواقع المصري خلال هذا العام فقط،‮ ‬كاف وحده لإفساد صورة المسلمين،‮ ‬وتعميق الفجوة بين رجل الدين والمواطن العادي،‮ ‬يفسدون أكثر مما يصلحون،‮ ‬ويكذبون أكثر مما يقولون الحق،‮ ‬لتتأكد بذلك كلمات الإمام الغزالي‮ »‬أن انتشار الكفر في العالم،‮ ‬يحمل نصف أوزاره المتدينون،‮ ‬بغضوا الله الي خلقه،‮ ‬بسوء طبعهم‮ ‬،وسوء خلقهم‮« ‬كلمات الإمام الغزالي،‮ ‬رغم أنه قالها قبل سنوات بعيدة،‮ ‬فهي تكاد تتطابق مع ما يحدث حولنا من‮ ‬تجاوزات،‮ ‬ومخالفات،‮ ‬وتعديات سلوكية وخلقية،‮ ‬نشهدها يوما بعد الآخر،‮ ‬بصورة نفرت الناس من الدين،‮ ‬وخلقت الكثير من العداوة والجفوة مع المتاجرين والمتكسبين باسم الدين‮.. ‬من أكاذيب الشيخ حازم أبو إسماعيل،‮ ‬والبلكيمي الذي يكذب ويتجمل،‮ ‬الي الشيخ ونيس المتهم بالفعل الفاضح في الطريق العام،‮ ‬والأكثر سوءا كذبه المتواصل،‮ ‬وتركه للفتاة تتحمل وزر الجرم وحدها،‮ ‬أوعلي الأقل بصورة أكبر‮.. ‬تصريحات عبدالمنعم الشحات حول الحضارة الفرعونية‮ »‬العفنة‮«‬،‮ ‬و»الديمقراطية‮« ‬الكافرة،‮ ‬وتصريحات الشيخ برهامي،‮ ‬وصفوت حجازي،‮ ‬والبلتاجي‮ »‬الاستفزازية‮«!!‬
    في اجتماعات مجلس الشعب قبل أشهر،‮ ‬رفض بعض النواب السلفيين الوقوف دقيقة حدادا علي وفاة‮ »‬البابا شنودة‮« ‬الثالثّّ‮!! ‬بينما رفض سلفيون آخرون‮ ‬،‮ ‬الوقوف احتراما للسلام الجمهوري،‮ ‬في احتفال جامعة القاهرة بحلف الرئيس لليمين الدستوري،‮ ‬باعتبار أنها بدعة وضلال‮!! ‬الغريب أن سلفيين آخرين،‮ ‬شاركوا في احتفالات السفارة الأمريكية بعيد الاستقلال،‮ ‬ووقفوا احتراما للسلام الأمريكي‮!!‬
    المتهمون الثلاثة بقتل طالب الهندسة بالسويس،‮ ‬هم للأسف حفظة للقرآن،‮ ‬ودعاة،‮ ‬ومن الجماعة السلفية،‮ ‬وجميعهم أيضا بلطجية،‮ ‬ومسجلين خطر في أقسام الشرطة‮..‬
    ‮»‬بغضوا الله إلي خلقه،‮ ‬بسوء طبعهم،‮ ‬وسوء خلقهم‮«.‬




    ------------------------

    مقالات


    بـ‮ .. ‬حرية‮!‬

    الرئيس قتل العدالة

    09/07/2012 09:10:52 م




    [email protected] - بقلم:- محمد عبدالحافظ




    الله يرحم القانون في مصر،‮ ‬والبقاء لله في العدالة،‮ ‬وأسكن الله القضاء فسيح جناته‮.‬
    قتل الرئيس محمد مرسي القضاء،‮ ‬ومثل بجثة احكامه عندما اعاد مجلس الشعب للعمل رغم حله ضاربا عرض الحائط بحكم المحكمة الدستورية العليا الذي نص صراحة علي بطلان مجلس الشعب وأن تكوينه بكامله باطل منذ انتخابه،‮ ‬بما يترتب عليه زوال وجوده بقوة القانون منذ أولي جلساته‮.‬
    وقالت الجمعية العامة للمحكمة الدستورية ان احكامها ملزمة لجميع السلطات والاشخاص بما فيها رئيس الجمهورية وانها‮ ‬غير قابلة للطعن‮!‬
    لم يستمع الرئيس مرسي لصوت العقل والعدل واستمع لصوت المرشد ودفع الفاتورة للجماعة التي اوصلته لعرش مصر ولم يلتزم بالقسم الذي اداه امام المحكمة الدستورية العليا باحترام الدستور والقانون،‮ ‬فخالف القانون عندما اهدر حكم المحكمة الدستورية،‮ ‬واهدر الدستور عندما خالف أحكام الإعلان الدستوري المكمل الذي أدي اليمين واصبح رئيسا لمصر بمقتضاه‮.‬
    لن يستثمر رجال الاعمال الاجانب والعرب والمصريون بلدا يهدر رئيسها الاحكام‮..‬
    كل ما سيصدره المجلس‮ »‬المحلول‮« ‬باطل وغير دستوري ومحكوم عليه بالزوال‮.‬
    هذه أول قرارات الرئيس،‮ ‬والدور علي المؤسسة العسكرية وجهاز الشرطة‮.‬
    اقرأوا الفاتحة علي العدالة‮.‬



    ------------------

    أراء حرة


    هايد بارك

    الصحــــافة‮.. ‬والرئيـــــــس‮!‬

    09/07/2012 08:47:13 م




    بقلم‮:‬‮ ‬خالد ميرى - [email protected]



    صدقنا رئيس الجمهورية عندما قال أنه يمد يده للجميع وعندما أقسم علي احترام أحكام القضاء والدستور أمام المحكمة الدستورية العليا‮.. ‬لكن مستشاري السوء لم يتركوا الرجل يعمل‮.. ‬أفتوه بما يخدم مصالحهم الضيقة لندخل جميعا في مواجهة مبكرة حول برلمان باطل ومنعدم بحكم نهائي للمحكمة العليا‮..‬
    ما حدث ويحدث عبث يعيدنا لدائرة الشقاق والصدام ولا يمكن ان نخرج منها بهذه الطريقة في التفكير‮.. ‬الرئيس مطالب باعلاء مصلحة الوطن‮.. ‬ولا يمكن لدولة أن تستقر وأحكام القضاء بها مهددة‮.. ‬ولا يمكن لدولة أهدرت حكم المحكمة العليا أن تطالبنا بعد ذلك باحترام أي قانون أو قرار‮.‬
    وما حدث مع مجلس الشعب ليس بعيدا عما يحدث مع مجلس الشوري‮.. ‬المجلس الذي ينتظر حكما بالبطلان يصر علي الإسراع في تغيير كل قيادات الصحافة القومية عن طريق لجنة إدارية لا علاقة لها بالصحافة‮.. ‬مجلس النقابة حرصا علي الاجماع والتوافق لم يغلق باب الحوار‮.. ‬ولكن علي أساس تعليق عمل هذه اللجنة وتشكيل لجنة جديدة‮ ‬غالبيتها من الصحفيين ويكون قرارها ملزما لمجلس الشوري كما طلب عمنا النقابي المحترم محمد عبدالقدوس‮.. ‬إذا خلصت النيات ستنتهي الأزمة بما يحقق مصلحة المؤسسات التي يبدو أن الشوري لا يفكر فيها‮.. ‬فالمؤكد ان اصلاح أحوال المؤسسات لن يتحقق بتغيير سياساتها التحريرية‮.. ‬عندما تكون المصلحة العليا هي الفيصل سيزول الخلاف بعيدا عن التفتيش في النيات والنوايا‮.‬
    < < ‬محكمة‮:‬
    في أمريكا نفسها لا يستطيع رئيس أو مرؤوس ان يضرب عرض الحائط بحكم المحكمة العليا‮.. ‬وفي تركيا ضرب أردوغان وحزبه المثل في احترام أحكام القضاء وتنفيذها فورا‮.. ‬الدول تتقدم بالعمل وحده مع احترام القانون والأحكام


    ---------------

    ورقة وقلم

    الجيــش‮.. ‬والرئيــس‮..‬والمشير

    07/07/2012 09:07:16 م




    بقلم : ياسر رزق


    ياسر رزق

    استقرار القوات المسلحة واستتباب أوضاعها‮..‬ أساس استقرار الوطن واستتباب سلطة الحگم

    في أجواء الشارع السياسي،‮ ‬كانت تحوم تكهنات مستقاة من شائعات،‮ ‬بأن الجيش باق في السلطة ولن يتركها،‮ ‬وإذا تركها فلن يكون إلا لعسكري سابق،‮ ‬وإذا اضطر لمدني،‮ ‬فلن يكون هذا المدني إخوانيا‮.‬
    ظلت تلك التكهنات تكبر وتنمو وتتحول إلي توقعات عند البعض،‮ ‬ومسلمات عند البعض الآخر،‮ ‬حتي توارت يوم إعلان نتيجة الفائز في جولة الاعادة لانتخابات الرئاسة،‮ ‬ثم اختفت لحظة تسليم السلطة في احتفال الهايكستب من المجلس الأعلي للقوات المسلحة إلي الرئيس محمد مرسي بعد أدائه اليمين أمام قضاة المحكمة الدستورية العليا منذ ثمانية أيام‮.‬
    القصد أن المجلس الأعلي التزم حرفياً‮ ‬بتعهده للشعب بأن يجري انتخابات رئاسية ديمقراطية نزيهة،‮ ‬فوقف علي نفس المسافة بين المرشحين،‮ ‬دون انحياز لأحد أو ضد أحد،‮ ‬وأوفي دون مراوغة بوعده للجماهير بأن يسلم الحكم إلي الرئيس الذي يختاره الشعب‮.‬
    وبعدما تسلم الرئيس الجديد محمد مرسي السلطة،‮ ‬ظهرت تساؤلات تدور حول مدي تقبل القوات المسلحة للرئيس الجديد حين يصبح قائداً‮ ‬أعلي لها،‮ ‬وأطلت تكهنات جديدة عن عمر شهر العسل بين الرئيس مرسي والجيش‮.‬
    الحق أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة خطا منذ لحظة تسليم السلطة وإلي الآن خطوات لا يمكن إغفالها تجاه الرئيس الجديد،‮ ‬قوبلت منه بإشارات تقدير لا يمكن تجاهلها‮.‬
    فحين طلب الرئيس مرسي في كلمته خلال احتفال الهايكستب من القوات المسلحة الاستمرار في البقاء بمواقعها في الشارع بعد الثلاثين من يونيو لحفظ الأمن حتي تستعيد الشرطة عافيتها،‮ ‬لم يتمسك المجلس الأعلي للقوات المسلحة بحرفية الإعلان الدستوري المكمل الذي ينص علي أن قرار رئيس الجمهورية باشتراك القوات المسلحة في مهام حفظ الأمن،‮ ‬مشروط بموافقة المجلس الأعلي،‮ ‬وبإصدار قانون يبين سلطات القوات المسلحة ومهامها في هذه الحالة،‮ ‬وحالات استخدام القوة والقبض والاحتجاز والاختصاص القضائي وحالات انتفاء المسئولية‮.‬
    استجاب المجلس الأعلي لتكليف الرئيس دون تحجج بنصوص الإعلان،‮ ‬في بادرة تقدير لرأس الدولة،‮ ‬وتقدير أيضا لأمانة المسئولية تجاه أمن واستقرار الوطن‮.‬
    ومن جانبه‮.. ‬لم يدخر الرئيس في كلمته خلال الاحتفال أي عبارة تؤكد عرفانه بمكانة القوات المسلحة ودعمه لدورها ولقياداتها ولرجالها،‮ ‬وتعهد بتكريم قادتها من أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة في احتفال كبير‮.‬
    غير أن أهم الخطوات الودية التي أبدتها القوات المسلحة ومجلسها الأعلي تجاه الرئيس،‮ ‬ظهرت في احتفالي الكلية البحرية وكلية الدفاع الجوي يوم الخميس الماضي بتخريج دفعتين جديدتين من الضباط،‮ ‬ولعل كثيرين لم يلحظوا أمرين كان لهما مغزي كبير في مراسم الاحتفال‮:‬
    ‮ > ‬الأمر الأول‮: ‬أن الضباط الجدد أدوا يمين الولاء للوطن،‮ ‬دون أن تحذف من القسم عبارة‮ »‬مخلصا لرئيس الجمهورية‮«‬،‮ ‬رغم أن الغاءها كان مطلباً‮ ‬لضباط الجيش ولطلبة الكليات العسكرية وكذلك للمعلقين السياسيين وأصحاب الرأي منذ تنحية الرئيس السابق تحت ضغط قيادة القوات المسلحة‮. ‬ولعل القيادة العامة أرادت من الابقاء علي هذه العبارة في يمين الولاء،‮ ‬ابداء لحسن النوايا تجاه من اختارته الجماهير لرئاسة البلاد والتعبير عن اخلاص الجيش لرئيس الجمهورية ما دام مخلصا للوطن والشعب‮.‬
    ‮ > ‬الأمر الثاني:أن قرار تعيين خريجي الكليتين ومن بعدهم باقي خريجي الكليات العسكرية،‮ ‬لم يصدر بتوقيع رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة،‮ ‬برغم ان المادة ‮٣٥ ‬مكرر من الإعلان الدستوري المكمل تعطي للمجلس الأعلي وحده سلطة تقرير كل ما يتعلق بشئون القوات المسلحة لحين إقرار الدستور الجديد‮. ‬إنما صدر القرار بتوقيع الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية،‮ ‬ولعل القصد كان تدعيم مركز الرئيس داخل القوات المسلحة حتي من قبل أن يتولي منصب القائد الأعلي لها بعد إقرار الدستور الجديد،‮ ‬اهتداء بكل الدساتير المعمول بها في دول العالم ومن بينها الدساتير المصرية المتعاقبة‮.‬
    وأتصور أن تلك الخطوات سيكون صداها عند الرئيس مرسي هو الإسراع بتكريم قادة القوات المسلحة علي حمايتها للثورة ورعايتها للانتقال الديمقراطي السلس لسلطة الحكم،‮ ‬وربما يكون التكريم كما اقترحت في مقال الأسبوع الماضي باستحداث وسام‮ »‬نجمة مصر‮« ‬معادلاً‮ ‬لوسام‮ »‬نجمة سيناء‮« ‬ومنحه لكبار القادة،‮ ‬وكذلك‮ ‬تكريم علم القوات المسلحة‮ ‬بمنحه وسام الجمهورية العسكري عرفانا لكل جهد بذله رجالها في الفترة الانتقالية،‮ ‬ومنح كل أفرادها نوط‮ »‬ثورة يناير‮«.‬
    ولعلي أظن أن الرئيس مرسي سيكون أحرص الناس عند وضع الدستور الجديد ومن بعده،‮ ‬علي عدم الانتقاص من دور القوات المسلحة ولا مهامها،‮ ‬أو فرض قادة لها علي‮ ‬غير رغبة ضباطها وقياداتها،‮ ‬لأنه لابد يدرك أن استقرار الجيش هو أساس استقرار الوطن واستتباب سلطة الحكم‮.‬
    وهنا لا مفر من التطرق إلي مسألة مفصلية في تحديد مستقبل القوات المسلحة وإلي أمر بالغ‮ ‬الحساسية والتعقيد لكن يتعين تناوله بأقصي قدر من الصراحة والمكاشفة‮.‬
    لست أدعي أنني حادثت البطل الوطني المشير حسين طنطاوي في الشأن الذي سأتكلم عنه حالاً،‮ ‬لكني أزعم أنه لابد ساوره شعوران لحظة تسليم السلطة إلي الرئيس المنتخب‮.‬
    شعور له باعث شخصي بأنه آن للمقاتل الذي أمضي ‮٦٥ ‬عاما في خدمة علم مصر أن يترجل،‮ ‬وأن يترك المسئولية وهو علي رأس قمة السلطة،‮ ‬راضيا بما أداه في سبيل الوطن مقاتلاً‮ ‬وقائداً‮ ‬ثم حاكماً‮ ‬مؤقتاً‮ ‬في ظروف بالغة الصعوبة‮.‬
    وشعور له اعتبار عام،‮ ‬بأنه لابد أن يتريث قليلاً‮ ‬ولو علي حساب وهج اللحظة المثلي للترجل،‮ ‬وأن يرجيء موعد الراحة إلي وقت لاحق،‮ ‬لكي ينجز مهام لابد من انجازها في وجوده‮.‬
    أظن المشير طنطاوي رغم زهده في السلطة الذي لا يستطيع أحد أن يماري فيه،‮ ‬ليس زاهداً‮ ‬في أداء واجب يحس أنه مسئول عن القيام به‮.‬
    واعتقادي أنه يجد في مسألة اصدار دستور لائق بمصر يعبر عن توافق الأمة،‮ ‬واجبا والتزاما تعهد به للشعب،‮ ‬وربما لهذا حرص علي أن يعطي الإعلان الدستوري المكمل لرئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة ـ ضمن من يعطي ـ الحق في طلب إعادة النظر في نص أو أكثر من نصوص مشروع الدستور الجديد،‮ ‬إذا رأي أنها تتعارض مع أهداف الثورة ومبادئها الأساسية أو مع ما تواتر من مباديء في الدساتير المصرية السابقة‮. ‬ولعلنا نذكر تأكيدات المشير طنطاوي لقيادات الأحزاب والقوي السياسية في أكثر من لقاء علي وجوب أن تعبر مواد الدستور عن اتفاق طوائف الشعب دون اقصاء،‮ ‬ولعلنا أيضا نذكر العبارة القاطعة التي قالها الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الأعلي ورئيس الأركان لممثلي القوي السياسية بأن‮ »‬مدنية الدولة خط أحمر وقضية أمن قومي‮«.‬
    إذا تغلب النازع الشخصي علي قرار المشير طنطاوي فقد تكون لحظة ترجله من صهوة جواد المسئولية الأولي عن القوات المسلحة،‮ ‬هي مناسبة تخرج الدفعة الجديدة في الكلية الحربية،‮ ‬أو مناسبة تكريمه وأعضاء المجلس الأعلي علي عطائهم من أجل الوطن وثورة الشعب‮.‬
    أما إذا تغلب عليه اعتبار الواجب،‮ ‬فقد يرجيء قراره إلي حين وضع الدستور الجديد،‮ ‬أو تسليم سلطة التشريع إلي البرلمان الجديد بعد انتخابه‮.‬
    في الحالتين‮.. ‬لا أظن المشير طنطاوي سينزوي عن المشهد السياسي والعسكري،‮ ‬بل أظنه سيكون حاضراً‮ ‬ومؤثراً‮ ‬بقوة كحضور الزعيم الأفريقي مانديلا وتأثيره في بلاده بعد تركه باختياره مقعد الرئاسة‮.‬
    وفي الحالتين أيضا‮.. ‬تظل مسئولية المشير طنطاوي تجاه مستقبل القيادة في القوات المسلحة أكبر وأخطر من أن يتركها لغيره ودون أن يحسمها في وجوده‮.‬
    فالقائد العام وكذلك رئيس الأركان اللذان سيقع عليهما اختيار المشير طنطاوي بالتشاور مع أعضاء المجلس الأعلي وباستلهام رغبة قيادات القوات المسلحة سيوضع علي عاتقهما أعباء جسام تتعلق بإعادة اصطفاف الجيش خلف مهمة أصلية هي الدفاع عن حدود البلاد وردع من تسول له نفسه المساس بالتراب الوطني،‮ ‬وتتعلق أيضا بتأمين الجيش أو بالأحري تحصينه ضد العدوي بفيروسات السياسة وميكروبات الانتماءات الحزبية،‮ ‬وضمان احتفاظ رجاله بانتماء وحيد لا يتزعزع هو الوطنية المصرية‮.‬
    وأحسب أن اختيار قائد عام ورئيس أركان جديدين سيتبعه بحكم تسلسل القيادة في أي جيش،‮ ‬عملية تجديد لشباب القوات المسلحة في مستوياتها القيادية علي أساس الكفاءة والمقدرة والعلم العسكري‮.‬
    إنني علي يقين من أن تسليم وتسلم قيادة القوات المسلحة عندما يحين أوانه من المشير حسين طنطاوي إلي القائد العام الجديد،‮ ‬سيكون انتقالا سلساً‮ ‬للمسئولية من رمز بارز للعسكرية المصرية العريقة،‮ ‬إلي قائد جديد يحظي باحترام وتقدير مرءوسيه وضباطه،‮ ‬وقادر علي أن يحفظ للقوات المسلحة تماسكها وهيبتها ونقاء انتمائها الوطني‮.‬
    وسيبقي المشير طنطاوي في الحياة المصرية هو مانديلا المصري،‮ ‬وسيظل اسمه قرين معاني الشرف والإخلاص والصدق مع الله والوطن والنفس‮.‬
    ‮.. ‬قلت وأذكِّر بأن استقرار القوات المسلحة واستتباب أوضاعها،‮ ‬هما أساس استقرار الوطن واستتباب سلطة الحكم‮.‬


                  

07-11-2012, 04:32 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)






    وقف قرار مرسى بعودة مجلس الشعب الدستورية العليا تامر باستمرار حكمها بحل البرلمان

    قضت المحكمة الدستورية برئاسة المستشار ماهر البحيري مساء أمس بوقف تنفيذ قرار عودة مجلس الشعب المنحل للانعقاد والصادر من الرئيس محمد مرسي‏,‏ وأمرت بتنفيذ الحكم بمسودته. وجاء في حيثيات الحكم أن قانون المحكمة الدستورية ينص علي أن تختص المحكمة الدستورية العليا دون غيرها بالرقابة القضائية علي دستورية القوانين واللوائح, كما تنص علي أن أحكامها في الدعاوي الدستورية, وقراراتها بالتفسير ملزمة لجميع سلطات الدولة وللكافة, ويترتب علي الحكم بعدم دستورية نص في قانون أو لائحة عدم جواز تطبيقه من اليوم الثاني لنشر الحكم.
    وأوضحت المحكمة أن انتخابات مجلس الشعب قد أجريت بناء علي نصوص ثبت عدم دستوريتها, مما ترتب عليه بطلان المجلس بكامله منذ انتخابه, وزوال وجوده بقوة القانون دون الحاجة لاتخاذ إجراء آخر وحيث إن قرار رئيس الجمهورية رقم11 لسنة2012بعودة مجلس الشعب المنتخب لعقد جلساته, يعد عقبة مادية تحول دون تنفيذ الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا, فبناء عليه أصدرت حكمها.


    الازهر يجدد تمسكه بالمادة الثانية من الدستور

    جدد الازهر الشريف تمسكه بموقفهالنهائى و الحاسم و عدم المساس بالمادة الثانية حيث قال الإمام الدكتور أحمد الطيب‏,‏ شيخ الأزهر الشريف‏,‏ أن الجدل المثار حاليا حول المادة الثانية من الدستور‏,‏ وجري الحديث عنها في وسائل الإعلام مسموعة ومقروءة ومرئية‏,‏ يعد خروجا علي رأي الأزهر وماتم الاتفاق عليه في وثيقة الأزهر, التي سبق أن وقع عليها جميع ألوان الطيف السياسي في مصر من أحزاب وتيارات وجماعات. وقال إن الأزهر الشريف يري من موقع مسئوليته الشرعية والوطنية والتاريخية, ضرورة إبقاء المادة الثانية علي صياغتها التي وردت في الدستور المصري وهي: الإسلام دين الدولة الرسمي واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع. وأكد الدكتور أحمد الطيب ـ خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بمشيخة الأزهر ـ ان هذه المادة بصياغتها الحالية هي عنوان توافق بين جميع القوي السياسية في مصر التي اجتمعت في رحاب الأزهر الشريف حول وثيقة الأزهر, وأن المادة الثانية بصياغتها الحالية توجه خطابا إلي المشرع المصري للعمل علي صناعة القوانين المصرية في كل فروع القانون, علي أن تكون مستمدة من الشريعة الإسلامية بمذاهبها المعتبرة أو مستفيدة من التراث القانوني العالمي شريطة ألا يتعارض مع الشريعة وبما يحقق مصالح الناس.


    -مظاهرات تأييد لعودة مجلس الشعب‏..‏وأخري معارضة
    نظم عشرات المتظاهرين وقفة أمس أمام مجلس الشعب لتأييد قرار الرئيس محمد مرسي بعودة مجلس الشعب مرة أخري‏,‏ بعد قرار بطلانه من قبل المحكمة الدستورية العليا‏.‏وأكد المشاركون في الوقفة تضامنهم الكامل مع قرار رئيس الجمهورية, وحملوا لافتات كتب عليها مصر بلدنا ومرسي رئيسنا والشعب مجلسنا, مرددين هتافات عدة من بينها الشعب يؤيد قرار الرئيس وعلي النقيض من ذلك, تجمع علي الرصيف المقابل أمام مدخل مجلس الشعب عدد من المتظاهرين الذين يرفضون القرار, معربين عن استيائهم من تجاهله حكم المحكمة الدستورية العليا, في الوقت الذي يسعي فيه الجميع إلي إرساء دولة القانون واتهم أحد معارضي قرار عودة مجلس الشعب رئيس الجمهورية بما سماه محاولة تعزيز سلطة التيار الإسلامي علي حساب التيارات السياسية الأخري.


    وعلي صعيد آخر, شهد ميدان التحرير توافد أعداد متزايدة من المتظاهرين, الذين ينتمون في معظمهم للتيار الإسلامي مع اقتراب ساعات غروب الشمس أمس لتأييد قرار رئيس الجمهورية الخاص بعودة مجلس الشعب, وتدفق عدد من الحافلات القادمة من عدة محافظات بالقرب من مداخل ميدان التحرير.
    -معركة البرلمان تدفع السيولة في البورصة لأدني مستوي
    لا تزال أزمة عودة البرلمان تسيطر علي أداء البورصة لليوم الثاني علي التوالي‏,‏ وسط عمليات بيع مكثفة من جانب المستثمرين الأجانب نتيجة حالة الضبابية‏,‏ التي تسيطر علي التعاملات‏.‏وقد عززت مشتريات المستثمرين المصريين الأفراد من تماسك مؤشرات السوق, مما أدي إلي ارتفاع رأس المال السوقي للبورصة بنحو1.2 مليار جنيه وسجلت السيولة في السوق أدني مستوياتها في أسبوعين, نتيجة تصاعد مخاوف المستثمرين لحين الفصل في معركة البرلمان


    ----------------


    الكتاتنى لـ«الوطن»: مصير مجلس الشعب فى يد «النقض»

    قال الدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب، إن الحكم الذى صدر عن المحكمة الدستورية العليا بحل المجلس، يحمل العديد من التفسيرات فى حيثياته، ومصير المجلس أصبح الآن فى يد محكمة النقض.
    واقترح الكتاتنى فى جلسة استمرت أقل من 20 دقيقة أمس إحالة حكم الدستورية العليا إلى محكمة النقض للنظر فيه والإفادة، طبقاً للمادة 40 من الإعلان الدستورى الذى اختص محكمة النقض بالفصل فى صحة عضوية أعضاء مجلسى الشعب والشورى، وهو ما وافق عليه النواب.
    وأوضح رئيس المجلس فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن عقد جلسة أمس لم يأتِ من باب الرد السياسى على قرار الحل وإنما لإثبات حسن النوايا والتأكيد على احترامنا لأحكام القضاء، وأضاف أن محكمة النقض أمامها الآن مصير مجلس الشعب، وسنرسل لها أسماء النواب وصفتهم النيابية، للفصل فى صحة عضويتهم، وقال «إنه من حق محكمة النقض إذا أقرت عدم صحة عضوية جميع الأعضاء أن نلتزم بحكمها، موضحاً أن الجلسات لن تنعقد إلا بعد صدور حكم محكمة النقض.


    -شباب «الإخوان»يعتدون على الفخرانى والبرعى امام مجلس الدولة
    انضم عدد من أعضاء حركة 6 أبريل وائتلاف شباب الأزهر إلى شباب جماعة الإخوان والسلفيين والتيارات الإسلامية الذين احتشدوا لليوم الثانى على التوالى، أمام محكمة القضاء الإدارى، أمس، لمناصرة قرار الرئيس محمد مرسى بعودة البرلمان.
    وتعرض عدد من المحامين وأعضاء مجلس الشعب الرافضين لقرار «مرسى» لمحاولات اعتداء من قِبل بعض المتظاهرين، منهم المهندس حمدى الفخرانى، عضو مجلس الشعب، «العائد» بعد أن أثار حفيظة المتظاهرين بقوله: «غصب عنكم مجلس الشعب هينحل»، ما دفعهم لمحاولة منعه من دخول المجلس ورشقه بزجاجات المياه، وهتفوا ضده: «الفلول يخرج بره»، إلا أن الأمن تدخل وأخرجه من البوابة الخلفية لمبنى المجلس.


    -والدة شيماء عادل صحفية "الوطن" تعلق إضرابها 24 ساعة في مهلة للخارجية
    علقت والدة الزميلة شيماء عادل، صحفية "الوطن" المحتجزة من قبل السلطات السودانية، إضرابها عن الطعام لمدة 24 ساعة، لتعطي مهلة لوزارة الخارجية لحل الأزمة.
    وكانت والدة شيماء قد أعلنت دخولها في إضراب مفتوح عن الطعام، لحين عودة ابنتها، كما بدأ الصحفيون اعتصاما مفتوحا أمام بوابة وزارة الخارجية، تضامنا مع زميلتهم المحتجزة، لكنهم قرروا تعليق الاعتصام لإعطاء مهلة للوزارة.
    ومن المقرر أن تخرج مسيرة أخرى من نقابة الصحفيين إلى وزارة الخارجية غدا احتجاجا على احتجاز شيماء.


    -----------------
    نادي القضاة يهدد بوقف العمل في جميع المحاكم..
    وتكهنات بحل المجلس العسكري وتعيين وزير جديد للدفاع
    مصر: حكم جديد للمحكمة الدستورية يلغي قرار مرسي باعادة البرلمان المنحل

    2012-07-10

    لندن ـ'القدس العربي' ـ من خالد الشامي:


    قررت المحكمة الدستورية مساء امس وقف تنفيذ القرار الجمهوري الذي اصدره الرئيس محمد مرسي، والخاص بعودة مجلس الشعب، واستمرار حكم المحكمة القاضي بحل مجلس الشعب وعدم دستوريته.
    وقالت تقارير انه بمجرد النطق بالحكم هتف الحاضرون في المحكمة ضد المرشد وجماعة الإخوان المسلمين، كما قاموا بغناء النشيد الوطني، وكان من بين الحضور المخرج خالد يوسف، والكاتبة شاهندة مقلد، وأبو العز الحريري وعدد آخر من القوى السياسية، التي وقفت ضد القرار بعودة مجلس الشعب. وهاجم عدد من المتظاهرين المشاركين في مليونية دعم مرسي، النائب أبو العز الحريري، حيث قاموا برشقه بالحجارة مطالبين إياه بالخروج من ميدان التحرير. كما قام متظاهرون من جماعة الاخوان امام المحكمة في وقت سابق بالاعتداء على النائب حمدي الفخراني المعروف بدوره في ابطال عقد (مدينتي) لرجل الاعمال هشام طلعت مصطفى.
    وقال المستشار فاروق سلطان الرئيس السابق للمحكمة الدستورية ان الحكم الجديد للمحكمة يعد بمثابة حل جديد للبرلمان. ونقلت تقارير عن الدكتور محمود كبيش، عميد كلية الحقوق بجامعة القاهرة، إنه يتحفظ على قرار المحكمة الدستورية، الصادر بوقف قرار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب، لأن المحكمة الدستورية تحكم باستمرار حكمها السابق، وليس لها شأن بقرار الرئيس، لأنه قرار إداري، مؤكدا في الوقت نفسه أن قرار الرئيس بعودة مجلس الشعب منعدم أساسا، وأن الانعدام أقوى من البطلان.
    وكان الدكتورسعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل اعاد إجراءات مسألة الفصل في صحة عضوية النواب إلى محكمة النقض، للفصل في صحة عضوية نواب مجلسي الشعب والشورى، وذلك في أولى جلساته بعد قرار الرئيس محمد مرسي بالغاء قرار الحل والتي عقدت صباح الثلاثاء.
    وقال الكتاتني: تختص محكمة النقض في الفصل في صحة عضوية أعضاء الشعب والشورى طبقا للمادة 40 من الإعلان الدستوري الصادر في 30 مارس 2012، مضيفا أن المجلس سيناقش آلية تنفيذ حكم المحكمة الدستورية العليا، وانهم لا يعترضون على أحكام القضاء.
    وفي بداية الجلسة، تلا الكتاتني حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون مجلس الشعب الذي جرت على اساسه الانتخابات البرلمانية المتعلقة بمزاحمة الحزبيين للمستقلين علي المقاعد الفردية.
    ووصل الي المجلس عدد كبير من النواب أغلبهم من التيار الإسلامي، خاصة من أحزاب الحرية والعدالة والنور السلفي والبناء والتنمية والأصالة والوسط، فيما بدا واضحا غياب عدد كبير من النواب المستقلين والليبراليين.
    الا ان عددا من أعضاء مجلس الشعب عن حزب الوفد في مقدمتهم محمد عبدالعليم داوود وكيل المجلس حضروا جلسة مجلس الشعب الثلاثاء رافضين قرار الهيئة العليا للحزب بعدم حضور أي من أعضاء الهيئة البرلمانية للوفد الجلسة وذلك بعد قرار رئيس الجمهورية بإلغاء قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بحل البرلمان.
    وقال داوود في تصريح له قبل الجلسة انه حضر رغم الحملات التي تعرض لها من الإخوان المسلمين أثناء الانتخابات البرلمانية ...وأكد أنه لن ينصاع لقرار الوفد الذي تم إتخاذه دون أن يتشاور مع نواب المجلس وعدم دعوتهم لحضور الاجتماع الذي قرر فيه اتخاذ هذا الموقف.
    وأشار إلى إنه فوجىء بقرار الوفد من خلال اتصال تليفوني، وقال ' لقد جئنا بانتخابات حرة نزيهة وبإرادة شعبية، وقد سبق وتم فصلي من الحزب والجريدة بسبب مواقفي ضد النظام السابق '.
    وأيد إبراهيم عماشة نائب حزب الوفد داوود في كلامه ووصف حكم الدستورية العليا بالسياسي قائلا : إن الرئيس المخلوع لم يجرؤ على حل مجلس الشعب بعد صدور حكم بعدم دستورية المجلس إلا بعد عرض الامر على استفتاء شعبي .. مؤكدا ان المجالس المنتخبة لايمكن أن تحل إلا بعد استفتاء الشعب الذي جاء بها.
    واعتبر مراقبون ان الحكم الجديد للمحكمة الدستورية افرغ قرار الكتاتني بإحالة حكم المحكمة الدستورية بحل المجلس الى محكمة النقض، اذ ان وقف قرار رئيس الجمهورية بإعادة البرلمان يعني ان جلسة الامس غير قانونية.
    والى ذلك قال المستشار احمد الزند رئيس نادي القضاة ان قضاة مصر سيقررون وقف العمل في جميع المحاكم اما بشكل كامل او محدود اذا لم يقرر مرسي سحب قراره بإعادة البرلمان بانتهاء المهلة التي منحوه اياها وتنتهي اليوم. كما طالبه بان يقدم اعتذارا للشعب المصري والاسرة القضائية عما اعتبره انتهاكه لسيادة القانون.
    والى ذلك قالت تكهنات اعلامية ان الرئيس محمد مرسي قد يصدر قرارا بحل المجلس العسكري وتعيين وزير جديد للدفاع هو اللواء عباس مخيمر، الذي كان اختاره 'الاخوان' رئيسا للجنة الامن والدفاع القومي بمجلس الشعب. واستغرب مراقبون هذه التكهنات خاصة بعد صدور بيان من المجلس العسكري امس اعتبر موافقة ضمنيا على قرار مرسي باعادة البرلمان المنحل.


    -----------------------


    دعاوى قضائية تطالب بعزل وحبس مرسي.. ورئيس نادي القضاة يمهله يوما ونصف اليوم للتراجع
    حسنين كروم
    2012-07-10




    القاهرة - 'القدس العربي' سيطرت الأزمة التي نتجت عن قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب الذي أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكمها بحله على اهتمامات كل الصحف المصرية القومية والحزبية والمعارضة، وأدت الى انقسام حاد حتى بين رجال القضاء والقانون، والأقلية منهم أيدت القرار وبحثت له عن أسانيد، والغالبية أدانته واعتبرته اعتداء من الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين على القانون وانهيار مؤسسات الدولة وصممت على إجباره على التراجع عنه، واجتمع القضاة والمحامون وأصدر رئيس نادي القضاة المستشار أحمد الزند بيانا أمهل فيه الرئيس ستا وثلاثين ساعة، أي يوم ونصف يوم للتراجع عن قراره ووصفه بأنه أسوأ من هزيمة يونيو 1967، كما أدانته أحزاب وقوى سياسية، وأيدته قوى وأحزاب مثل حركة السادس من ابريل وحزب الوسط بالإضافة الى الحرية والعدالة، وتم رفع دعاوى قضائية تطالب بعزل وحبس الرئيس لامتناعه عن تنفيذ حكم قضائي، بل وتحديه وأصدرت المحكمة الدستورية العليا بيانا أكدت فيه ضرورة تنفيذ حكمها الذي جاء فيه ضرورة تنفيذ حكمها الذي جاء فيه انه يعني حل المجلس كله لا الثلث فقط، والمجلس العسكري بدوره أصدر بيانا أكد فيه ضرورة الالتزام بالقانون والإعلانات الدستورية ومنها الإعلان المكمل، بينما رئاسة الجمهورية أصدرت بيانا أكدت فيه أن قرار الرئيس صحيح، وأنه استخدم سلطاته بإلغاء قرار إداري بحل المجلس ولم يكن ضد حكم المحكمة الدستورية، أي اننا بصراحة أمام عملية تلاعب خطيرة بالأحكام القضائية النهائية والملزمة.
    كما سارع رئيس مجلس الشعب الدكتور سعد الكتاتني بالدعوة إلى عقد جلسة، وقد أخبرني زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب عمرو سليم بنبأ لم أصدقه، وطلبت منه رسمه في 'الشروق' حتى أنقله للقارىء، وكان عن وجود فرقة أوركسترا سيمفوني من أعضاء مجلس الشعب من الإخوان والسلفيين، استقبلوا الأعضاء بأغنية قالوا فيها، 'أول ضربة جوية قضائية فتحت باب الحرية، اديها كمان ملوخية'.
    أيضاً ابرزت الصحف حضور الرئيس حفل تخريج دفعتين من القوات المسلحة، من الكلية الفنية - والمعهد الفني ولوحظ أن شيخ الأزهر جلس في الصف الأول على يسار الفريق سامي عنان، كما ينص البروتوكول، الذي خالفته رئاسة الجمهورية بوضعها له في الصفوف الخلفية، مما أدى الى انسحابه في مؤتمر يوم الجمعة قبل الماضي الذي ألقى فيه الرئيس كلمته وكان في الصف الأول مرشد الإخوان الحالي والسابق والشيخ القرضاوي، كما نشرت الصحف عن تعرض القاهرة والدلتا إلى زلزال بقوة 5.8 درجة، واعتقد جازماً أن مركزه جبل المقطم، وبالذات مقر جماعة الإخوان.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة لدينا، وغدا سنفسح مجالا واسعاً لردود الأفعال على قرار الرئيس إعادة مجلس الشعب.

    جرائم السلفيين الذين
    يريدون التغطية عليها

    ونبدأ تقريرنا اليوم عن هذا الفريق من السلفيين الذين ينطبق عليهم قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: 'إنما هلك بنو إسرائيل لأنهم كانوا إذا سرق منهم الشريف تركوه وإذا سرق منهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها'.
    ذلك انه ما أن تكشفت فضيحة عضو مجلس الشعب عن حزب النور أنور البلكيمي، ورغم أن الحزب بادر بفصله، فإنهم ظلوا يؤكدون انها مؤامرة لتشويه الإسلام وحركاته، وهو نفسه ردد ذلك، وعندما انفجرت فضيحة عضو المجلس السلفي الشيخ علي ونيس بضبطه في وضع مخل في السيارة مع الفتاة الفقيرة المسكينة اتهموا الأمن بتدبيرها لتشويه الإسلام ودعاته، وطالبوا - لو كانت الواقعة صحيحة، ان تتم محاسبته على أساس شرعي - باعتبارها زنا، وهو ما يحتاج إلى أربعة شهود، غير الضابط وأمناء الشرطة، ثم تمرير خيط فإذا اصطدم بعضوه التناسلي وهو في فرجها، فهذا زنا مؤكد، وإذا لم يحدث فإنه ليس زنا، وبالتالي فهو ملفق، بينما الشرطة لم تدع انه كان يمارس معها الجنس، وإنما فعل خادش، يخضع للقانون وبما انه قانون وضعي فلا يمكن الاعتراف به، وهكذا حتى يفلت زميلهم بفعلته بدلا من المطالبة بانزال اشد العقاب به، وهذا الفريق وبمساندة غير أخلاقية من كتاب وصحافيين يدعون انهم إسلاميون، ومعهم عدد آخر، ومنهم إخوان مسلمون، شنوا حملات عنيفة ضد الفتاة التي سحلها وعراها فريق من جنود الجيش في ميدان التحرير، وضربوها بالأقدام، ولم تتحرك فيهم ذرة من نخوة الرجال والإنسانية ليطالبوا بانزال العقاب بالجناة، ومن أمر الجنود بذلك، بل وتحولوا للتشنيع على الفتاة المسكينة بالقول بأنها لبست عباءة بكباسين حتى تتعرى، ذلك لأنهم كانوا في هذه الفترة متحالفين مع المجلس العسكري، وشاركت في عملية التشهير قنوات دينية.

    السقوط الديني والأخلاقي
    للذين يدعون التدين

    ونفس السقوط الديني والأخلاقي في ممارسة هؤلاء الذين يدعون التدين، بعد وقوع جريمة قتل الشاب أحمد حسين عيد في السويس وهو مع خطيبته في الكورنيش لتوصيلها لركوب الميكروباص بواسطة ثلاثة من الملتحين السلفيين من دعاة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسمعنا في القنوات الدينية اتهامات للشاب بأنه كان في مكان منعزل مع الفتاة، ويمارس عملا استفز الشبان الثلاثة المؤمنين، وارتكب هؤلاء الدعاة ذلك الفعل الشائن، لتبرير الجريمة، وعلى كل فهذا ليس غريباً على هذه النوعية، ومن يتوقع منهم غير ذلك، يتحمل نتيجة سذاجته، لكن الصدمة الحقيقية جاءت من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم يوسف الذي سارع بمحاولة تبرير الجريمة، بأن وصف القتلة الثلاثة بأنهم متدينون منضبطون، وأن الشاب كان في مكان منعزل واستمات حتى ينفي عن القتلة عضويتهم في أحزاب أو جمعيات دينية، قبل أن تبدأ النيابة التحقيق، هذا في الوقت الذي لم يتخذ فيه أي موقف ضد مدير أمن محافظة الشرقية الذي تواطأ للتغطية على الإهانة التي تعرض لها الرائد محمود كمال على يد قريب أحد قيادات الإخوان المسلمين في المحافظة وبعد اتصال من رئيس مجلس الشورى الإخواني أحمد فهمي به ، وقام بالضغط على الضابط الشجاع للتصالح.

    الصحافيون الاسلاميون التزموا الصمت التام

    والملفت للأمر أن جريدة الإخوان 'الحرية والعدالة' وجريدة 'المصريون' ذات التوجه الإسلامي وكل الصحافيين والكتاب والسياسيين الذين يصفون أنفسهم بالإسلاميين التزموا الصمت التام، بينما تعرض الوزير الى هجمات يستحق أكثر منها، خاصة إذا جاءت من جميلة جدا، وهي زميلتنا فريدة الشوباشي التي قالت يوم الأحد في 'الوطن' اليومية المستقلة: 'أفزعتني تصريحات وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الذي استبق نتائج التحقيق مع قتلة الشهيد أحمد حسين عيد وفاض حنانه على القتلة الملتزمين والتمس لهم العذر في القتل حين لم يبادر الشهيد بإعلان 'التوبة؟!' عن الجلوس في الشارع العمومي الذي كان يتوهم أنه آمن و'يتأسف' للملتزمين! انحياز الوزير كان واضحاً لا يقبل اللبس، فقد وجد الأعذار للقتلة وحمل وزر الجريمة للضحية!! ولكن أخطر ما في الأمر أن السيد وزير الداخلية تركنا في العراء، كما أن الوزير نفي أن يكون هؤلاء أعضاء في أي تيار ديني بينما طل علينا شيوخ ودعاة يؤكدون تنفيذ مخطط جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل إن بعض هذه الجماعات نفى انتماء القتلة إليها مما يعني أنها موجودة وأن الإعلام لا يهول عندما يتحدث عن خطورة هذه التشكيلات الغريبة على مصر وأخطر ما أخشاه - بعد وصف الوزير لهم بالالتزام - أن يبدأ فرز المصريين إلى ملتزمين وغير ملتزمين وإلى أقباط ومسلمين وهو ما اعتبره دعوة صريحة للتدخل الخارجي'.

    شبهة التستر على القتلة
    ومحاولة إبعاد التهمة عنهم

    وطبعا، كان الوزير يتمنى أن يكون كل مهاجميه من النساء الجميلات، لكن حظه الأغبر أن هاجمه رجال أشداء، مثل زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' والأديب الكبير جمال الغيطاني وقوله في نفس اليوم - الأحد -'التصريحات مفزعة لأنها تحمل شبهة التستر على القتلة ومحاولة إبعاد التهمة عنهم وهذا هو الجنون نفسه في الواقع إذا صح مجرد الشك في المعاني الواضحة والخفية التي وردت في التصريحات التي لم يوضحها ولم ينفها الوزير حتى الآن كيف يقول ببساطة أن الجماعة لا وجود لها، ويكفي لأي إنسان كتابة اسمها على الانترنت ليظهر العديد من البيانات الصادرة عنها.
    ومن البديهيات تذكيره بأنه ليس من حقه إبداء رأي في جريمة وقعت لم يبدأ التحقيق فيها بعد، حتى لو أراد مجاملة التيار الحاكم الآن فثمة وسائل أخرى غير إطلاق التصريحات تعطي انطباعا بأنها محاولة لتحسين صورة القتلة أو الدفاع بشكل ما عنهم.
    وهذا يعني تشجيع زملائهم الآخرين المنتمين الى نفس التيار بممارسة القتل للأسباب ذاتها، هذه التصريحات الغريبة تثير علامات استفهام مؤلمة وخطيرة من المسؤول الأول عن الأمن في مصر الذي يجب أن يوضح فوراً ما قصده'.

    الجناة ملتزمون دينياً
    ويطبقون قانونهم بأيديهم

    وفي نفس العدد طلب مني زميلنا سعيد إسماعيل منحه فرصة للتنكيل بالوزير، فأذنت له بالقول: 'عندما قال ان الجناة ملتزمون دينياً ومتدينون قد أعطى ترخيصاً لكل من هب ودب من مدعي الالتزام بالدين لضرب، وقتل الناس في الشوارع بحجة أنهم يخالفون الدين من وجهة نظرهم المتطرفة.
    ان قيام متطرفين دينياً بقتل طالب كلية الهندسة على مرأى ومسمع من المارة في كورنيش مدينة السويس ومحاولة وزير الداخلية لملمة القضية سيؤدي حتماً إلى مزيد من عربدة الذين يتسترون خلف ستار الدين لفرض سطوتهم على عباد الله المسالمين'.

    الاهالي ربما يبدأون الانتقام من السلفيين

    ويخيل إلي - والله أعلم - أن الوزير أراد أن يحاصر الأخطار التي اعتقد أن الأمن سوف يتعرض لها، بقيام الشعب بمهاجمة السلفيين في الشوارع أو قتلهم، انتقاما منهم، وما يحمله ذلك من تطورات مفزعة يمكن أن تؤدي إلى انفلات أمني خطير وشبه حرب أهلية، خاصة وأنه كانت هناك تجربة بعد الثورة عندما أزداد نشاط العناصر الإجرامية وأعمال البلطجة، خاصة من الذين هربوا من السجون، ووقف الأمن عاجزا رغم شكاوى الأهالي، وبعدها قام الأهالي في أكثر من مكان بمهاجمة البلطجية وقتلهم والتمثيل بجثثهم، وأخذوا بتطبيق القانون بأيديهم.
    وبالتالي، فإذا كان السلفيون يقومون بتطبيق قانون خاص بهم، ويلغون وجود الدولة والقانون والشرطة، فإن الأهالي قد يكررون معهم ما فعلوه مع البلطجية، خاصة انهم هاجموا مقر الجمعية الدينية التي ينتمي إليها القتلة بعد تشييع جنازة أحمد والصلاة عليه في المسجد المجاور، هذا ما اعتقد انه كان دافع الوزير، لكن اعتقد أن تقديره غير سليم، لأن سلطة القانون لابد أن تكون فوق الجميع.

    رسالة سيد قطب
    وارسال الاسلحة من الخارج

    ونظل مع رسالة سيد قطب - عليه رحمة الله - إلى خالد الذكر التي كان يشرح فيها بالتفصيل حكاية التنظيم السري الذي تم كشفه بالصدفة، وتنشرها جريدة 'المسلمون' الأسبوعية المستقلة، قال قطب - عدد الاثنين قبل الماضي، عن الأسلحة التي كان علي عشماوي متفقاً مع الإخوان في الخارج لإرسالها إليهم في مصر: 'مضى أكثر من شهر - على ما أتذكر - حتى وصل للأخ علي عشماوي رد مضمونه الباقي في ذاكرتي أن هذه الأسلحة بأموال إخوانية من خاصة حالهم وأنهم دفعوا فيها ما هم في حاجة إليه لحياتهم تلبية للرغبة التي سبق إبداؤها من هنا، أنها اشتريت وشحنت بوسائل مأمونة، ولا أتذكر إن كان هذا الرد أو رد تال جاء بعده قد تضمن أن الشحنة أرسلت فعلاً ولا يمكن وقف وصولها وأنهم يفكرون في طريق ليبيا إلى جانب طريق السودان، أو لأنه قد يكون أيسر من طريق السودان، لا أتذكر النص بالضبط، والأرجح انه رد واحد، وعند ذكر ليبيا قلت انهم إذا فكروا في طريق ليبيا فإني أعرف من يستطيعون مساعدتنا في نقل مثل هذه الأشياء، وكنت أفكر وقتها في اثنين من إخوان ليبيا عرفتهما بعد خروجي من السجن، أحدهما 'الطيب الشين' وكان يدرس في مركز التعليم الأساسي بسرس الليان، وله علاقة بسائقي عربات النقل بخط الصحراء بين ليبيا ومصر والآخر 'المبروك' ولا أذكر إن كان اسمه الأول 'محمد' أم لا، لأني أعرفه باسم واحد، وكان في مناسبة ذكر لي أن بعض أقاربه يشتغلون بالقوافل بين مصر وليبيا، أما مسألة المال فقد جاء ذكرها مرات في اجتماعاتنا أو في أحاديثهم متفرقين معي وعرفت أن لدى الشيخ عبدالفتاح مبلغاً ولكنه كان يقول لهم دائماً أنه هو مؤتمن عليه وهم وديعة عنده لينفق في أغراض معينة، ولذلك فهو لا يملك أن ينفق منه في إعانات البيوت مثلا ولا يمكن التصرف في شيء إلا بإذنه. وقد قال لي الشيخ عبدالفتاح مثل هذا الكلام ولكن لما عرضت مسألة الانفاق على الصناعة المحلية للمتفجرات، وعلى الانفاق لتسلم شحنة الأسلحة التي أرسلت بعدما تبين أنه لا يمكن وقفها ولا يمكن تركها كذلك.
    قال ان أي مبلغ تحت تصرفكم واستأذني في هذا فأذنت له، وفهمت أنه كان يعتبر المبلغ أمانة لا يتصرف فيه إلا بإذن قيادة شرعية ولكنني لم أعلم بالضبط مصدر هذا المبلغ ولا مقداره كل ما كان واضحاً أنه من إخوان في الخارج وليس من أية جهة أخرى، فهذا ما كنت أحب أن اتأكد منه في علاقاتهم السابقة لأني كما قلت لهم لا أجيز للحركة الإسلامية أن تستعين بأجنبي عنها، لا في مال ولا في سلاح ولا في حركة كذلك'.

    مبدأ رد الاعتداء
    على الحركة الإسلامية

    كما تقدم كنا قد اتفقنا على مبدأ عدم استخدام القوة لقلب نظام الحكم وفرض النظام الإسلامي من أعلى واتفقنا في الوقت ذاته على مبدأ رد الاعتداء على الحركة الإسلامية التي هي منهجها إذا وقع الاعتداء عليها بالقوة، وكان أمامنا المبدأ الذي يقرره الله سبحانه 'فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم'، وكان الاعتداء قد وقع علينا بالفعل في سنة 1954 وفي سنة 1957 بالاعتقال والتعذيب وإهدار كل كرامة آدمية في أثناء التعذيب ثم بالقتل وتخريب البيوت وتشريد الأطفال والنساء ولكننا كنا قررنا أن هذا الماضي قد انتهى أمره فلا نفكر في رد الاعتداء الذي وقع علينا فيه إنما المسألة هي مسألة الاعتداء علينا الآن وهذا هو الذي نقرر الرد عليه إذا وقع'.
    أي أنه إذا بدأت اعتقالات، فسيقوم التنظيم بعملية عسكرية، وكلام المرحوم سيد قطب واضح تمام الوضوح.
    وغداً إن شاء الله، جزء آخر.

    نصائح يوجهها سلفيون
    وإخوان إلى الرئيس مرسي

    وإلى نوعية متميزة من النصائح التي يوجهها سلفيون وإخوان إلى الرئيس مرسي، ليضمن النجاح في الدنيا والآخرة وأولها من صاحبنا السلفي الشيخ مسعد أنور الذي قال في 'الرحمة' يوم الجمعة: 'سيادة الرئيس، نريد منك أن تطهر البلاد من المنكرات من صالات القمار والخمور، عار عليك يا سيادة الرئيس ان تحارب الحجاب ثم تأذن بالعري والسفور، عار عليك أن تحكم بلداً فيه قوانين تبيح الخمور والقمار والزنا، ستسأل عن هذا يوم القيامة بين يدي الله وأنت وحدك، ولم ينفعك أحد سوى الله، ابتعد عن الفتاوى ذات البلاوي عندك علماء لا يداهنون ولا ينافقون فاقترب منهم وشاورهم في الأمر، ماذا عليك لو أصدرت أمراً بإنشاء هيئة من كبار العلماء من الأزهر ومن غير الأزهر؟ فالعلم ليس حكراً على الأزهر فقط، ويكون اختيار هذه الهيئة بالانتخاب فلا نريد مفتياً ولا وزيراً للأوقاف معيناً ولو حدث هذا لا تصلح حال البلاد والعباد بمشيئة الله، ولما وجدنا تضارباً في الفتوى، جرب أن تركب مرة قطارا مثلا وانظر أحوال الناس جرب، أن تنام مرة في زنزانة، جرب أن تقف في طابور العيش وأنزل إلى الشارع متخفياً وعش هموم شعبك لا تعتمد على بطانة السوء ولا تجعل بيننا وبينك طبقة من حديد، لا تأكل الطيب واللذيذ والناس يبيعون أعضاءهم من شدة الجوع، عش كأقل واحد من رعيتك فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام الرمادة حرم على نفسه أن يأكل السمن واللحم وكان بطنه رضي الله عنه يقرقر من شدة الجوع فينقر على بطنه ويقول 'قرقر أو لا تقرقر فليس لك عندنا إلا الملح والزيت'، عش هموم الناس وتفقد أحوالهم واسمع الى ما ذكره الجوزي في مناقب عمر بن الخطاب، سيادة الرئيس أوصيك ألا تغفل عن ذكر الموت لا تغفل عن يوم الحساب، سيدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم يقول: 'أكثروا من ذكر هادم اللذات'.
    اذكر الموت لأنك والله العظيم ستموت ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك، كرسي الحكم عليه الألوف قبلك اين هم الآن؟ تحت التراب أكلهم الدود افضوا الى ما قدموا وهناء أعمالهم زالت عنهم الدنيا، زال عنهم الملك، إياك أن تنسى أنك ستموت'.
    وهذه هي المرة الأولى التي اسمع أو اقرأ فيها أن رئيس الجمهورية يحارب الحجاب، اللهم إلا إذا كان الشيخ مسعد يقصد تصريحات مرسي التي أكد فيها حرية ارتداء الملابس، لكني أحسست فعلا ان مسعد يتمنى في قرارة نفسه أن يرى مرسي في السجن بنصيحته له بالنص: 'جرب أن تنام مرة في زنزانة'.

    هل اصيب الاخوان
    بقصور في الرؤية؟

    طبعاً إذا دخل الرئيس الى زنزانة وطلب من الحراس أن يغلقوها عليه لأنه سينام ليلته فيها من باب التجربة فلن يخرج منها أبدا، لأن السلفيين سيقولون انه يحارب الحجاب ويشجع الزنا والقمار، وبالتالي لا يصلح لخلافة المسلمين أو يكون أمامهم، والتهم واردة في المقال، والذي يعزز ظني هذا، ان الشيخ مسعد يعرف أن مرسي كان مسجونا فعلا قبل الثورة، وخرج من السجن أثناء الثورة مع غيره، أي انه جرب النوم في الزنزانة، فلماذا يريد هذا السلفي منه ان يحبس نفسه فيها مرة ثانية بعد ان أصبح رئيساً اللهم إلا إذا كانوا يدبرون له شيئاً؟
    لكن سلفيا آخر هو زميلنا خيري فهمي بجريدة 'الفتح' لسان حال جمعية الدعوة السلفية، لم يتمن على مرسي كما تمنى الشيخ مسعد، لكنه فضل أن ينصح الإخوان، بقوله: 'إن أصيبت الجماعة بقصور في الرؤية فسوف تراها حريصة على تقوية هيكل الجماعة فقط واستغلال كل طاقات البلد في تقوية بناء الإخوان من إعلام وسلطات تشريعية وتنفيذية ومحليات ويقربون كل من أقربهم وعمل من خلالهم، ويهمشون حقوق الآخرين كلياً أو جزئياً، فإن حرصوا على أنفسهم فقط عجل ذلك في دمارهم وسرعة زوالهم، ومنها عدم المبالغة في توظيف كل وسائل الدعاية لتزيين صورة الإخوان في أعين الناس والإلحاح في تمجيد تاريخهم وعطائهم ورموزهم، وهذا لا محالة سيجور على كل المناهج الأخرى، ووجب على أصحاب التيارات الأخرى أن تبذل قصارى جهدها لإثبات كيانها في الساحة وبذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على التوازن في القوى، ففي ذلك مصلحة عميقة للمجتمع عموماً ومنها منع الإخوان المسلمين من لي أعناق الحقائق والتسربل بسربال النقاء والملائكية وإلقاء التهم سواء اتهامات عريضة للتكتلات الوطنية، بالعمالة وإرادة السوء وخراب البلاد ورمي الفصائل الإسلامية مرة بالتطرف ومرة بالتشدد ومرة بالانغلاق ومرة بجهل الواقع وفنون السياسة ومرة بالسلبية وهكذا، وان لم تعدل الإخوان في ذلك فدور التيارات الوطنية والفصائل الإسلامية أن تسارع بامتلاك وسائل إعلامية حرة لتعريف الجماهير بهويتها ورؤيتها، ومنها وجود قوة إسلامية ووطنية بطرق معنوية أو حسية لكي لا تسمح لجماعة الإخوان بأن تلين أو تخضع للضغوط الداخلية أو الخارجية فتداهن وتهادن دون حاجة أو ضرورة'. واعتقد انه يقصد التيارات السلفية أساساً ويعكس مخاوفها من الإخوان وشكوكها فيهم، وعملهم على احتوائها تحت رايتهم.

    معارك الساخرين ودعوة الرئيس الى 'تورتة'

    وإلى الساخرين ومعاركهم السياسية، ونبدأ من 'الأخبار' يوم الثلاثاء الماضي مع خفيف الظل والشاعر والمهندس ياسر قطامش، الذي روى لنا رواية غريبة تحتاج إلى تأكيد أو نفي لها من المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، لأنها حملت مجموعة أخبار عن الرئيس، وبسبب حساسية الموضوع فسنترك ياسر يروي دون اعتراض أو تساؤل، قال: 'حدثنا العائش على الهامش، قال: دعوت الدكتور مرسي لحفلة تورتة وبيبسي بمناسبة عيد ميلاد ابنتي سلمى فوجدته بدعوتي مهتما وفي الموعد المحدد وكان الخميس وقف أمام بيتي اتوبيس ونزل منه مرسي الرئيس بدون حراسة أو تشريفة ومعه حاشية بذقون لطيفة فقلت: البيت نور بصراحة لم أكن اتصور أن تلبي دعوتي وتأتي وتزورني في بيتي وخرجت زوجتي من الأوضة لتستطلع الأمر وهي مخضوضة ثم فقعت زغرودة وحصوة في عين الحسود والحسودة ثم دندننا وأنشدنا د. مرسي نور بيتنا شرفنا وطول رقبتنا باركولنا يا أولاد حتتنا وإذا بأحد رجال الحاشية ينظر لي نظرة متعالية وقال: هل أنت معتاد على حفلات عيد الميلاد؟
    والله إنها لبدعة بطالة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. فقالت زوجتي: استر يا ستار وقال مرسي: اسكت يا حندس فقال: حاضر يا ريس وفوجئت بشخص آخر جلبابه من نوع فاخر وقال: كيف تأكل التورتة وتلبيس الجرافتة وتشرب الكولا، هل صرت تابعاً ودلدولا وتقلد الفرنجة والله لأضربنك بالطبنجة فقال مرسي: عيب يا بوبوس وبلاش تهيس فقال: حاضر يا ريس وقال آخر أشعر يا إخوان بوجود الشيطان لأن البيت مليء بالصور والدين بذلك ما أمركما توجد تماثيل صغيرة للزينة والتماثيل كما تعلمون ملعونة فقال مرسي: أقعد يا دعبس فقال: حاضر يا ريس ثم نظر أحدهم للمكتبة بنظرة ثاقبة وضرب بوزا عندما رأى كتب نجيب محفوظ ونظر لي من خلف النظارة وقال: انها تحرض على الفسق والدعارة فقلت: إن كلامك كله عك وكأنه 'حديث الإفك' فقال: وأنت عديم الخير والبركة وشكلك مثل 'كفار مكة' فقال مرسي: أخرس يا بسبس فقال: حاضر يا ريس ووجد أحدهم لعبة مصغرة لدبابة وأخرى لطائرة فقال: وهو يسخر ووجهه من الغضب أحمر هل أنت من اتباع العسكر أجب وإياك من الكذب والخيانة أنت مع المشير وللا معانا، فقال آخر: بل هو مع الفلول هاتوا سيفي المسلول لأقطع رقبته واسلخ فروته فقلت: استر يا رب وفرج الكرب لماذا هذه الزوبعة /يا ابن بلتعة؟ فقال: ألا ترى الشهادات المعلقة على الحائط؟ فقلت: وماذا في هذا؟ جتك خابط أنها شهادة تقديرية من الجامعات المصرية فقال: ولكنك حصلت عليها في العهد البائد وكرموك بالأوسمة والقلائد، إذن فأنت فل وبدا على وجهه الغل وهاجت الحاشية وأحاطوني من كل ناحية وكادوا يسفكون دمائي واختبأ أبنائي ورائي فصرخت زوجتي الحقنا يا مرسي وابعدهم عنا إحنا ما لحقناش بتشريفك ننتهي دول عاوزين يودون في طوكر، فتذكرت مسرحية الجوكر وقلت مثل عم أيوب: لم الثعابين أنت وهو اللي بره واللي جوه، كلكم عليا واللا إيه ما تقول حاجة يا مرسي بيه ولا تدع هؤلاء يتكلمون باسمك فلابد من ردعك وحسمك حتى لا تعم البلبلة والفوضى ويأكل الناس بعضهم بعضاً قل شيئاً أرجوك فقال: لا فض فوك أوعدك انهم لم يضروك ولن أخذلك ولن بهدلك. فقلت: الأيام بيننا وأتمنى ألا تخلف ظننا'.

    بدأت عملية أخونة الدولة
    وسلفنتها وتلبيسها العمة

    أما خفيف الظل والساخر الثاني فهو زميلنا بمجلة 'روزاليوسف' محمد الرفاعي الذي حذرنا من الإخوان والسلفيين بقوله يوم الأحد: 'وبدأت عملية أخونة الدولة وسلفنتها ووضع العمة والسيف على مداخل الوطن وطرد الكفار والزنادقة والنسوان اللي ماشية في الشوارع على حل شعرها الى حدود السودان، وختمهم على قفاهم عشان ما يعرفوش يرجعوا تاني، وسوف تقوم ميليشيات أدني بوسة يا مزة، قبل ما يلطشوا الحصانة والمعزة، المسلحة بالسنج والمطاوي بحملات تفتيش واسعة فوق الجمال والبغال والحمير عن أي كافر لا يرتدي الجلابية والشبشب ولا يلعب في صوابع رجله، ثم يرقع الفتة باللحمة الضاني وطخه رصاصة في نافوخه أو يولعوا في جتته ويشوا عليه ذرة. بدأت عملية أخونة وسلفنة الدولة سواء بعمليات القتل العلني أو بخروج المشايخ للشوارع ولم النسوان اللي مش لابسة نقاب من عربيات تكريم الإنسان، تعددت عمليات القتل الوحشي وما بين اتهام المشايخ استنادا الى تاريخهم الطويل الناصع والمشرف في القتل والسحل وبين اتهام اللهو الخفي من باب توريط المشايخ والريس مرسي تظل كل الاحتمالات مفتوحة، وان كانت تميل أكثر، وللأسف الشديد باتجاه المشايخ، فحادثة قتل الطالب أحمد حسين في السويس لأنه يمشي مع خطيبته في الشارع من غير محرم هو نفس نمط عمليات أسيوط الذي كانت تمارسه الجماعة وتمنع أي طالب من الوقوف مع زميلته داخل الجامعة، ثم تأتي عملية قتل الشابين الموسيقيين على يد السلفيين في أبو كبير تأكيد لسلسال الدم الذي ينتهجونه، ولا أحد ينسى حادثة قطع أذن مواطن قبطي في الصعيد على يد مشايخ مناخيره بين، وبدلا من محاكمتهم قالك، الصلح خير قوم نصالح ويا بخت من نام مقطوع ودنه ولا بات غالب، تميل إلى استبعاد حكاية اللهو الخفي خاصة ان المشايخ قد بدأوا مرحلة الأخونة بتقسيم الإعلام والتعليم بينهم وربط الدستور قدام دار الخلافة لحد ما يبان له صاحب، وأهه العيال المشايخ يلعبوا بيه بدل ما يلعبوا في الطين، كما بدأ الحاج فهمي رئيس مجلس الشورى المطعون في شرعيته ونسيب الريس مرسي في تطهير الصحافة من الكفرة الأنجاس'.
                  

07-12-2012, 04:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    مرسي يؤكد التزامه بتنفيذ حكم الدستورية

    الرئاسة‮: ‬الرئيس يحترم الدستور والقانون والقضاء‮.. ‬ويحرص علي منع الصدام بين السلطات
    النائب العام يأمر بالتحقيق في بلاغ‮ ‬اتهام‮ »‬الدستورية‮« ‬بالتزوير

    11/07/2012 08:26:04 م




    كتب خالد مىرى وأحمد مجدى‮:‬


    الرئيس محمد مرسى خلال استقباله المستشار حسام الغريانى

    أكد الرئيس محمد مرسي التزامه بحكم المحكمة‮ ‬الدستورية العليا بوقف تنفيذ القرار الجمهوري رقم ‮١١ ‬لسنة ‮٢١٠٢ ‬الخاص بسحب قرار حل مجلس الشعب وعودته لاداء عمله وإجراء انتخابات مبكرة خلال ‮٠٦ ‬يوما من وضع الدستور الجديد وقانون انتخاب مجلس الشعب‮. ‬وذكر بيان صدر عن رئاسة الجمهورية أمس أن الرئيس مرسي أكد احترامه البالغ‮ ‬للدستور والقانون وتقديره للسلطة القضائية،‮ ‬ولقضاة مصر الشرفاء والالتزام بالاحكام التي تصدر من القضاء المصري والحرص البالغ‮ ‬علي إدارة العلاقة بين سلطات الدولة ومنع أي صدام بينهما‮. ‬وأشار البيان إلي ان القرار الجمهوري بسحب قرار حل مجلس الشعب،‮ ‬كان الهدف منه هو احترام القضاء وحكم المحكمة الدستورية وفي ذات الوقت اختيار الوقت المناسب لتنفيذه،‮ ‬بما يحقق مصلحة الشعب وصالح الوطن ويحافظ علي استمرار سلطات الدولة وخاصة مجلس الشعب المنتخب في القيام بمهامه حتي لا يحدث فراغ‮ ‬في سلطة التشريع والرقابة‮. ‬وأوضح البيان انه إذا كان حكم المحكمة الدستورية قد حال دون استكمال المجلس مهامه،‮ ‬فسنحترم هذا الحكم لاننا دولة قانون يحكمها سيادة القانون واحترام المؤسسات وسوف يتم التشاور مع كل القوي والمؤسسات والمجلس الأعلي للهيئات القضائية لوضع الطريق الأمثل للخروج من هذا المشهد وتجاوز هذه المرحلة‮. ‬وقد التقي الرئيس محمد مرسي مساء أمس قبيل مغادرته إلي المملكة العربية السعودية مع المستشار حسام الغرياني الرئيس السابق للمجلس الأعلي للقضاء،‮ ‬ود‮. ‬أيمن الصياد الكاتب والمفكر السياسي في إطار مشاوراته للخروج من الأزمة الحالية‮.‬
    وقد أحالت المحكمة الدستورية العليا برئاسة المستشار ماهر البحيري محضر جلستها إلي النيابة العامة للتحقيق مع المحامي ناصر الحافي في الاتهام الذي وجهه للمحكمة بتزوير حكم البطلان وحل مجلس الشعب‮. ‬وصرح المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد المتحدث باسم النيابة العامة بان المستشار د‮. ‬عبدالمجيد محمود النائب العام تلقي بلاغا من المستشار ماهر البحيري رئيس المحكمة الدستورية العليا ضد المحامي ناصر الحافي،‮ ‬وأمر النائب العام بندب نيابة استئناف القاهرة للتحقيق في البلاغ‮. ‬وأكد المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستوية العليا السابق لـ»الأخبار‮« ‬انه يقطع بأن كل الاتهامات التي وجهها المحامي ناصر الحافي للمحكمة العليا‮ ‬غير صحيحه‮.‬
    ‮ ‬وكانت الأمانة العامة بمجلس الشعب قد شهدت حالة من التخبط بعد صدور حكم المحكمة الدستورية العليا بإلغاء قرار الرئيس‮ ‬بالغاء حل مجلس الشعب ودعوته للانعقاد‮. ‬وصرح مصدر مسئول بأن حكم الدستورية‮ ‬لم يصل للأمانة وبالتالي فالمجلس يتعامل مع النواب علي ان المجلس قائم‮. ‬وقال مصدر أمني بالمجلس انه لم تصدر أوامر بمنع النواب من دخول المجلس‮.

    --------------------

    المستشار سامي‮:‬‮ ‬حگم الدستورية بحل مجلس الشعب نافذ بذاته ولا يحتاج لإجراء آخر‮ ‬



    11/07/2012 08:26:24 م





    نفي المستشار ماهر سامي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا والمتحدث الرسمي لها،‮ ‬صحة ما تناقلته بعض وسائل الاعلام من تصريحات نسبتها له ومفادها‮ »‬ان رئيس الجمهورية‮« ‬لا يملك إجراء استفتاء شعبي في شأن حكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب‮.‬
    وأكد المستشار سامي‮- ‬في تصريح له‮- ‬انه لم يصدر عنه مثل هذا التصريح مطلقا‮.. ‬مشيرا إلي انه قال بصورة واضحة وجلية خلال اجتماعه بالصحفيين مساء أمس الأول‮ »‬الثلاثاء‮« ‬في أعقاب الحكم الصادر في دعوي منازعة التنفيذ المتعلقة بحكم حل مجلس الشعب‮. ‬ان حكم المحكمة الدستورية العليا في شأن حل مجلس الشعب نافذ بذاته كما ورد في أسبابه دون الحاجة إلي اتخاذ أي إجراء آخر،‮ ‬وأن أحكام القضاء لا يستفتي عليها‮.‬
    وأضاف المتحدث الرسمي للمحكمة الدستورية ان استفتاء الشعب في أي شأن يراه رئيس الجمهورية هو من إطلاقات أعماله السيادية التي لا دخل للمحكمة الدستورية العليا بها‮.‬



    ------------------

    دعوى قضائية تطالب بعزله.. والبرادعي يدعو الى 'اعلان دستوري مكمل'
    مرسي يتراجع امام 'الدستورية' بعد تحذيرات من 'الوقوع تحت طائلة القانون'

    2012-07-11

    القاهرة ـ لندن ـ 'القدس العربي':


    أعلنت الرئاسة المصرية امس احترامها للدستور والقانون والتزامها بالأحكام التي تصدر عن القضاء المصري.
    وأعربت رئاسة الجمهورية المصرية، في بيان مساء امس عن 'احترامها للدستور والقانون، والتزامها بالأحكام التي تصدر عن القضاء المصري وتقديرها للسلطة القضائية ولقضاة مصر الشرفاء'، مؤكدة 'التزامها بالأحكام التي تصدر عن القضاء المصري وحرصها البالغ على إدارة العلاقة بين سلطات الدولة ومنع أي صدام'

    .
    وأوضحت ان قرار سحب قرار حل مجلس الشعب (البرلمان) وعودته لأداء عمله وإجراء انتخابات مبكرة خلال 60 يوماً من وضع الدستور الجديد وقانون انتخابات مجلس الشعب' كان الهدف منه هو احترام أحكام القضاء وحُكم المحكمة الدستورية'.
    وتابعت الرئاسة المصرية أن الهدف أيضاً كان في ذات الوقت اختيار 'الوقت المناسب لتنفيذ الحكم، بما يحقق مصلحة الشعب وصالح الوطن ويحافظ على استمرار سلطات الدولة، خصوصاً مجلس الشعب المنتخب في القيام بمهامه حتى لا يحدث فراغ في سلطة التشريع والرقابة'.

    واعتبرت الرئاسة 'إذا كان حُكم المحكمة الدستورية العُليا الصادر أمس قد حال دون استكمال المجلس مهامه فسنحترم ذلك، لأننا دولة قانون يحكمها سيادة القانون واحترام المؤسسات'.
    وأضافت' سيتم التشاور مع القوى والمؤسسات والمجلس الأعلى للهيئات القانونية، لوضع الطريق الأمثل للخروج من هذا المشهد من أجل أن نتجاوز معاً هذه المرحلة التي تمر بها البلاد ونعالج كل القضايا المطروحة، وما قد يستجد خلال المرحلة المقبلة ولحين الانتهاء من إقرار الدستور الجديد'
    .
    وكان الرئيس المصري محمد مرسي أصدر الأحد الماضي قرارا ينص على 'عودة مجلس الشعب المنتخب لممارسة صلاحياته'.
    وقضت المحكمة مساء الثلاثاء، بـ'وقف تنفيذ القرار الجمهوري بعودة مجلس الشعب للانعقاد'. وكانت المحكمة الدستورية العليا حذرت من ان 'مخالفة حكمها ستؤدي للوقوع تحت طائلة القانون'، ما اعتبر اشارة الى مادة في قانون العقوبات تقضي بحبس اي مسؤول يمتنع عن تنفيذ احكام القضاء.
    من جهة اخرى أقام أحد المحامين دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة طالب فيها بعزل الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية من منصبه وإحالته للمحكمة الجنائية لأنه خالف القسم الذي أخذه على نفسه باحترام الدستور والقانون بإصدار قراره بعودة مجلس الشعب المنحل بحكم من الدستورية العليا، مما رآه المدعي يمثل هدما لأركان الدولة وتحديا صارخا للقضاء المصري، بالإضافة إلى امتناعه عن تنفيذ حكم قضائي. وأوضح مقيم الدعوى التي حملت رقم 50558 لسنة 66 قضائية أن الشعب المصري فوجىء بصدور القرار رقم 11 لسنة 2012 بعودة مجلس الشعب المنحل بحكم صادر من أعلى محكمة قضائية في مصر وهي المحكمة الدستورية العليا، ضاربا بحكم المحكمة عرض الحائط ، وأنه كان يتعين على الدكتور محمد مرسي أن يعرف أن هناك قاضيا اصدر حكما قضائيا في انكلترا أثناء الحرب العالمية الثانية بالأ تقلع الطائرات أو تهبط من المطار الحربي القريب من مبنى المحكمة أثناء انعقاد جلساتها لأن صوت محركات الطائرات يعوقه عن أداء عمله، وعندما عرض قائد المطار الحربي هذا الحكم على رئيس الوزراء الإنكليزي ' ونستون تشرشل ' أصدر أوامره بتنفيذ الحكم قائلا أولى أن يكتب في تاريخ إنكلترا أنها خسرت حربا عن أن يكتب في تاريخها أن هناك حكما لقضاتها لم ينفذ.


    ومن جهته اقترح الدكتور محمد البرادعي مؤسس حزب الدستور إجراء حوار وطني بين الرئيس والقوى المدنية والمجلس العسكري وبمشاركة السلطة القضائية للتوافق على إعلان دستوري مكمل جديد يحفظ كيان الدولة لعبور المرحلة الانتقالية بسلام وذلك بعيدا عن الغضب وانعدام الثقة، وان الصدام سيؤدي إلى 'تفكيك الدولة'. وقال البرادعي عبر حسابه على تويتر ان أهم ملامح الإعلان هي لجنة تأسيسية متوازنة لإعداد دستور ديمقراطىييضمن الحقوق والحريات وان يتم نقل السلطة التشريعية إلى اللجنة التأسيسية. واكد البرادعي على ضرورة الاتفاق على تشكيل مجلس الدفاع الوطني برئاسة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.


    --------------------

    تراجع مرسي جنب مصر كارثة
    رأي القدس
    2012-07-11


    خيرا فعل الرئيس محمد مرسي باعلانه احترام حكم المحكمة الدستورية الصادر يوم امس الاول بوقف تنفيذ قراره بعودة مجلس الشعب (البرلمان) الى الانعقاد، لانه بهذا القرار اثبت حرصا على تجنيب البلاد صداما سياسيا ربما يتطور الى صدام عسكري يزعزع استقرار مصر لاشهر وربما لسنوات قادمة.
    احترام حكم المحكمة الدستورية من قبل الرئيس المصري قد ينظر اليه على انه تراجع من قبله، وقد يكون الحال كذلك، فلا يعيبه ان يتراجع من اجل مصلحة مصر وشعبها وامنها واستقرارها ووحدتها الوطنية.
    الرئيس مرسي انتقل، بعد انتخابه رئيسا شرعيا للبلاد من كونه عضوا قياديا في حركة سياسية دينية الى شخصية سياسية تتربع على قمة السلطة التنفيذية المصرية، الامر الذي يحتم عليه ان يتصرف بطريقة براغماتية مرنة مثل جميع السياسيين من امثاله.
    نحن لا نبرر للرجل تراجعه، ولكننا نظهر محاسنه ونبرز اهميته بالنسبة الى مصر والمنطقة، ونوضح مخاطر العناد في الموقف الخطأ، ونحذر من تبعاته، اي العناد، وعلينا ان نضع في اعتبارنا ان الرجل وحركته الاسلامية، يعتبران، وبعد اكثر من تسعين عاما في المعارضة والسجون، بانهما لا يملكان الخبرة والدهاء السياسي في كيفية ادارة دولة في حجم مصر.
    كنا من بين القلائل الذين وصفنا خطوة الدكتور مرسي في اعادة العمل البرلماني تحديا للمؤسسة العسكرية والمحكمة الدستورية بانها خطوة متسرعة ايا كانت دوافعها، وقلنا في هذا المكان انه كان واجبا عليه التحلي بالصبر وكظم الغيظ، واعطاء اولوية لتشكيل الحكومة، ومعرفة مفاصل الدولة، وكيفية ادائها، وتعزيز تحالفاته مع مختلف الجبهات السياسية ثم بعد ذلك يمكن الانتقال الى اتخاذ مواقف يراها حتمية مثل اعادة عمل البرلمان.
    الدكتور مرسي، ومعظم المنتسبين الى التيار الاسلامي، يشعرون، وهذا حقهم، انهم سلبوا (بضم السين) حقا شرعيا دستوريا بالغاء البرلمان الذي يسيطرون على ثلاثة ارباع مقاعده، واعتمدوا على فتاوى قانونية ودستورية من خبراء يؤيدون هذا الموقف، ولذلك ارادوا ان يصححوا ما يعتقدون انه خطأ في حقهم، وسلب لانجازهم.
    المجلس العسكري الاعلى للقوات المسلحة الذي استحوذ على السلطة التشريعية بعد حل مجلس الشعب، تعاطى بدهاء يحسب له عندما لم يقدم على اي رد فعل غير محسوب على تحدي الدكتور مرسي بالغاء قرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب، وحول المسألة الى قضية دستورية، ومعركة قانونية بين الرئيس الجديد والمؤسسة القضائية، وادعى انه ليس طرفا، واكد على احترامه للدستور وهوية الدولة المصرية كدولة مؤسسات.
    وربما يجادل البعض في اوساط حركة الاخوان بان الرئيس مرسي بخطوته هذه بالتشكيك في دستورية حكم المحكمة الدستورية في حل مجلس الشعب، اراد اختبار قوة المجلس العسكري، ومحاولة انتزاع المزيد من الصلاحيات، وتأكيد هيبته كرئيس قوي، وهذا جدل ينطوي على الكثير من الصحة، ولكن مشكلة الرئيس مرسي، ان الطرف الآخر متربص ويملك رصيدا كبيرا في التعاطي مع التحديات الصعبة، اكتسبها على مدى اربعين عاما من العمل في قلب السلطة وليس دهاليزها فقط.
    المنتصر في جولة التحدي الاولى هذه هو الشعب المصري الذي يتطلع الى الامن والاستقرار، ويريد من نخبته السياسية التعايش والتآلف، وليس التصارع، في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة من تاريخ البلاد.
    مصر تحتاج الحكمة والتبصر في هذه المرحلة وتراجع الرئيس مرسي عن قراره هو تجسيد لذلك، والمأمول ان يتم استيعاب جوانب تجربة الايام الاربعة الماضية المرعبة التي اقتربت فيها مصر من حافة هاوية صدام مرعب ومدمر بين رئيس جديد ومؤسسة عسكرية قوية متهيئة لتعزيز سيطرتها على سلطة ما زالت متشبثة فيها من خلف ستار.
    Twier: @abdelbariatwan


    ---------------------




    الرئيس يغادر للسعودية..
    وهويدي يطالبه بعدم زيارة دول الخليج حفاظا على كرامة مصر
    حسنين كروم
    2012-07-11




    القاهرة - 'القدس العربي'

    الضربة المعتادة التي وجهتها المحكمة الدستورية العليا للرئيس محمد مرسي بالغاء قراره دعوة مجلس الشعب للانعقاد وتأكيد حكمها السابق بحله وانعقاد المجلس مع غياب كثيرمن ممثلي الاحزاب لمدة ثلاث عشرة دقيقة فقط اعلن خلالها رئيسه الدكتور سعد الكتاتني احترامه لحكم المحكمة الدستورية وان الخلاف في آلية التنفيذ لا في الحكم وتعليق اعمال المجلس واللجوء الى محكمة النقض رغم معرفته بأن لا فائدة من هذه الخطوة، لان حكم المحكمة الدستورية يعلو على الجميع، ولا علاقة لمحاكم اخرى بالامر، ووضع الرئيس نفسه في مأزق لا يحسد عليه خاصة وان الهجمات العنيفة من معظم الجهات والمؤسسات تتوالى ضده وبعضها يطالب بعزله ومحاكمته لانه حنث بقسمه الذي اقسمه منذ ثمانية ايام فقط، ولكن زميلنا بـ'الاخبار' والرسام الموهوب مصطفى حسين انفرد بمشاهدة الرئيس يقول في حديث تليفزيوني لا نعرف مع اي فتاه عن قراره:
    - سدقني ياحبيبي انا مش فاكر قلت كلام غير كده جل من لا يسهو يابني.
    وبدا واضحا من ردود الافعال على الرئيس ان اي خطوة قادمة منه للرد على ما حدث ستكون لها عواقب غير مأمونة مما استدعى تدخل الامريكيين لطلب التهدئه بين الجميع وتمرير ما حدث ونسيانه.
    كما حضر الرئيس احتفال القوات الجوية بتخريج دفعة جديدة، كما سافر للسعودية في اول زيارة له خارج مصر، وقد عارضها زميلنا والكاتب الاسلامي الكبير فهمي هويدي امس في مقاله بـ'الشروق' وقال: 'انها ما دامت تمت فلا يجب ان يزور الرئيس دول الخليج'. وقال عن تصريحات ضاحي خلفان قائد شرطة دبي: 'الم يعد سرا ان البعض اساء فهم هذا الموقف وهو ما تجلى في اشارة المسؤول الخليجي الى ان الرئيس المصري سيأتي الى الخليج حبوا وهو تعليق سيبقى في الذاكرة طويلا حتى اذا كان تعبيرا عن رأي شخصي. وقد ذكرت قبلا ان مصر اهانت نفسها في عهد مبارك الامر الذي شجع البعض على التطاول عليها واهانتها'.
    اما جريدة 'روزاليوسف' القومية قكان موضوعها الرئيسي بصفحتها الاولى لزميلنا احمد عطا قال فيه: 'انتهت جماعة الاخوان من اعداد وثيقة تحت اسم الوثيقة الخضراء والتي حصلت على اجماع من مكتب الارشاد وتتضمن ان الملك عبد الله هو اعلى سلطة اسلامية وحارس لبيت الله الحرام والمسؤول الاول عن الدول الاسلامية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ودعم هذه الدول والنهوض بها، وسيحمل الرئيس معه مطالب الجماعة اعادة بناء مصر تحت اشراف خادم الحرمين وان تكون الاولوية للعمل للعمالة المصرية في جميع المجالات مقابل الدفاع عن السعودية ضد اي تهديدات واعداد جيش اسلامي قوي من عدة دول اسلامية وتنصيب خادم الحرمين خليفة للمسلمين وتعيين خيرت الشاطر كمنسق للعلاقات المصرية - السعودية للقيام بتفعيل الوثيقة الخضراء'. كما لوحظ انه بدءا من الساعة السابعة مساء الثلاثاء عرضت عدة قنوات تليفزيونية خاصة فيلما تسجيليا اعدته المخابرات العامة بمناسبة مرور سبع وخمسين سنة على قيامها عرضت فيه انجازاتها في جميع المجالات مركزة على دور خالد الذكر والرئيس السادات وما فعلته اثناء ثورة يناير ولم يعرضه التليفزيون الرسمي. والملاحظ ان هناك تركيزا من مده من الاخوان على مهاجمة المخابرات واتهامها بتدبير الحملات ضدالجماعة.
    والى بعض مما عندنا وهو كثير ومتنوع:

    احكام المحكمة الدستورية
    العليا ملزمة لجميع السلطات

    ونبدأ بردود الافعال على قرار الرئيس مرسي اعادة مجلس الشعب الذي تم حله، وأنا لا أريد ارباك القارئ بإدخاله في متاهة التفسيرات القانونية بين مؤيدي القرار من رجال القضاء والقانون وهم اقلية ومعارضيه وهم الاغلبية لأن القضية واضحة لا تحتاج الى كل هذه الحجج والمساجلات، ذلك ان احكام المحكمة الدستورية العليا في جميع بلاد العالم ملزمة لجميع السلطات، وكذلك احكام القضاء العادي النهائية- اي محكمة النقض - واحكام مجلس الدولة النهائية اي الصادرة عن المحكمة الادارية العليا.. والمفروض ان الاحكام تصدر استنادا الى القوانين المعمول بها وقد تكون القوانين تكريسا لديكتاتورية او تضييقا على الحريات أو ناقصة والحل هو تغييرها اما بثورة تطيح بالنظام أو قيامه هو بتغييرها حتى تصدر الاحكام بناء عليها لا أن يكون الموقف رفض تنفيذها سواء من الافراد او من الدولة، وكان النظام السابق يعتدي في بعض الاحيان على احكام القضاء بطرق متعددة.. أما بعدم تنفيذها أو التسويف بتكليف هيئة قضايا الدولة بالطعن عليها امام محاكم غير مختصة أو تنفيذها ثم ادخال تعديلات لتمنع تكرار ما حدث.. لكن لم يحدث ابدا الاعتراض على حكم نهائي صدر.. وقد نفذ النظام السابق احكاما كثيرة ضده التزم بحكمين للمحكمة الدستورية العليا ببطلان مجلس الشعب فى1984، 1987 وحلهما والتزم بأحكام مجلس الدولة في قضايا تصدير الغاز لاسرائيل، فيما يختص بالسعر وفي الحكم في قضية 'مدينتي' ثم ادخال تعديلات على شروط التعاقد والمزاد.

    حكم المحكمة واضح
    وضوح الشمس ببطلان المجلس

    ولا يمكن أن نأتي الآن ويتم الغاء حكم اعلى محكمة في البلاد ذلك ان حكمها واضح وضوح الشمس ببطلان المجلس كله لا الثلث، ومن غير اللائق بالمرة ايجاد تبريرات وتخريجات لضرب الحكم من رجال قضاء وقانون تابعين للنظام السابق.. هناك دستور قادم ومجلس شعب قادم ومن الممكن أن يضع قوانين تعطي رئيس الجمهورية الحق في الـــغاء احكام المحكمة الدســتورية العليا او محكمة النقض، أو الادارية العليا اذا لم تعجبه او لم ترض عنها جماعة ما أو تظاهر ضدها مواطنون.
    ومن المؤسف ان نشاهد اساتذة جامعات وسياسيين وكتابا خاضوا معارك باسلة ضد النظام السابق ودفعوا ثمنا لنضالهم ثم يبررون ما حدث بحجج شاهدت علامات الخجل على وجوههم وهم يبررونها ولا أريد أن اذكر اسماء لاننا رأينا كثيرين مثلهم انتقلوا الى صف السادات بعد انقلابه على خط خالد الذكر، واخرين انتقلوا الى صف مبارك وكان من بينهم ناصريون وشــيوعيون وليبراليون، واليوم يكرر البعض عملية القفز في مراكب الاخوان، رغم كراهيتهم لهم وشكوكهم فيهم، ورغم أن مراكب الاخوان مليئة برجالهم وليسوا في حاجة اليهم، ولابد أن اشير هنا الى ان اول اثنين بادرا بالهجوم على قرار الرئيس كانا في 'اخبار' الاثنين- الاولى زميلتنا اماني درغام وقولها: 'لن اناقش أول قرار جمهوري والخاص بعودة البرلمان الباطل ولكني اطلب من نواب الشعب الحقيقيين الذين وقفنا بالساعات امام الطوابير من اجل ان يمثلونا بأن يستقيلوا فورا ويرفضوا العودة لبرلمان باطل.. فمن العجيب أن تقوم الثورة لأن في مصر برلمانا باطلا ثم بعدما نبدأ في الشعور بالاستقرار يضع أول مسمار في نعش الديمقراطية ونعود مرة اخرى لبرلمان باطل وكأنه كتب علينا ان نعيش بين خيارين البرلمان الباطل أو الثورة'.

    مرسي أعاد البسمة لوجوه
    508 برلمانيين اعياهم النكد

    والثاني كان زميلنا خفيف الظل عبد القادر محمد على وقوله: 'مبروك لأعضاء مجلس الشعب عودته للانعقاد ومباشرة اختصاصاته من جديد بأمر الرئيس، ومن واجبهم الآن أن يتوجهوا بالشكر الى الدكتور محمد مرسي الذي أعاد البسمة الى وجوه 508 اعضاء اعياهم النكد على ضياع تحويشة العمر في الدعاية للوصول الى المقعد الذهبي والتمتع بعز الحصانة تحت احلى قبة، ولكن قرار الرئيس أنهى احزانهم وبدلها سعادة غامرة، أرجو من الاخوة النواب أن يتعظوا من المحنة التي مروا بها في الفترة ما بين حل المجلس وعودته والا يسرفوا في الاستفادة من مميزات الحصانة لأنها احيانا تكون فاتحة خير على صاحبها واحيانا اخرى تقوده الى محكمة الجنح'.

    مرسي صدم
    جموع المصريين

    ثم توالت الهجمات في اليوم التالي - الثلاثاء - ففي 'الاهرام' قال زميلنا جميل عفيفي: 'صدم الرئيس محمد مرسي جموع المصريين بمختلف اطيافهم وجماعاتهم - عدا جماعة واحدة - بقراره اعادة عمل مجلس الشعب مرة اخرى ضاربا عرض الحائط بحكم المحكمة الدستورية العليا ببطلانه، وكأنه يؤكد في قراره أنه لا سلطة قبله ولا بعده وأنه الوحيد القادر على المنح والمنع وليعود بنا الى سنوات من الظلام مرة اخرى، وكل يوم يؤكد لنا أنه رئيس لفئة معينة من الشعب المصري يعمل على تحقيق استراتجيتهم على حساب باقي الشعب'.
    أما زميلنا وصديقنا اشرف العشري فضرب كفا على كف ثم قال: 'صدمني اداء الرئيس مرسي في الايام العشرة الاولى منذ وصوله الى قصر الاتحادية وحتى الآن واخشى ان أقول خدعني الرجل مثل ملايين المصريين'.
    أما زميله نبيل عمر فساهم ببعض ما هو آت: 'الدكتور محمد مرسي لا يريد ان يعطي نفسه مهلة للتقكير وتدبر الامور او يمنح المجتمع المصري فرصة التقاط الانفاس من صراعات سياسية طاحنة افسدت حياته بقدر لا يقل عما حدث في الثلاثين سنة الاخيرة او يثبت انه فعلا رئيس لكل المصريين ولا يعمل فقط من اجل مصلحة الجماعة التي خرج منها'.
    العدوان على الدستور
    واهدار سلطة القضاء

    والى جولة اخرى في 'اخبار' الثلاثاء وزميلنا وصديقنا جلال عارف وقوله: 'لم يفاجئني قرار رئيس الجمهورية. الساذجون فقط هم من تصوروا ان القسم باحترام القانون والدستور ثلاث مرات في اليوم سوف يمنع العدوان على الدستور واهدار سلطة القضاء.. والغافلون فقط هم الذين تصوروا ان الحديث عن المصالحة الوطنية سوف يوقف الصراع أو يمنع الثأر أو يمنع مخطط وراثة مصر والهيمنة على كل مؤسساتها..وربما كانت المفاجأة أنه أصدر القرار في نفس اليوم الذي التقى فيه المبعوث الامريكي الذي جاء ليجدد دعم واشنطن له ووقوفها بجانبه'.
    ايضا فإن زميلنا شريف رياض اندهش اولا ثم قال ثانيا: 'لا اعرف كيف اقسم الرئيس على احترام الدستور والقانون ثم يأتي بعد ثمانية ايام ليغتال الدستور والقانون ويفجر اخطر مواجهة يمكن ان تشهدها مصر بين رئيس الجمهورية والمجلس الاعلى للقوات المسلحة والسلطة القضائية والقوى والاحزاب السياسية'. أما ثريا درويش فقالت: 'هو بمثابة اعلان حرب ضد الشرعية والمجلس العسكري وسلطاته التشريعية وخروج فج على الاعلان الدستوري'.

    تقاسم 'العسكري' السلطة مع الرئيس

    وآخر زبون في 'الاخبار' هي زميلتنا نهاد عرفة وقولها: 'هذا القرار بداية غير طيبة لقرارات اخرى لا يعلمها الا هو وجماعة الاخوان..هل يريد ان يعيد ديكتاتورية الحزب الوطني بقرارات المحبوس حاليا احمد عز والهارب بطرس غالي ام ماذا؟'.
    لا..لا.. المسألة لا فيها ماذا ولا حتى ظاظا انما هي كما قال زميلنا الاخواني محمد جمال عرفة في 'الحرية والعدالة': 'قرار الرئيس هدفه الرئيسي لمن فهم دوافعه الحقيقية هو انهاء الوضع العجيب الذي خلقه الاعلان الدستوري المكمل بتقاسم العسكري السلطة مع الرئيس واستهدف ضمنا الغاء هذا المكمل لأن عودة البرلمان معناه انقضاء الاعلان الدستوري وسحب التشريع من المجلس العسكري واعادته للبرلمان..قرار الرئيس بعودة البرلمان ازاح الاقنعة الزائفة ايضا عن الوجوه المتقلبة ممن اوهموا الشعب بأنهم من الثوار وانهم ضد الحكم العسكري'.

    قرار المحكمة تعليمات من العسكر

    أما زميله هاني مكاوي فقد سحبني من الصفحة الخامسة الى صفحة الاقتصاد الثامنة وقال لي سرا في اذني وطلب مني ان اقسم بعدم نشره في التقرير فوعدته على طريقة الاخوان قال: 'القاضي فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق كان الاجدى ان يعترف ان حيثيات حل البرلمان كاملا كان قرارا سياسيا بتعليمات من الامن والمجلس العسكري.. والقاعدة الفقهية المعروفة تقول'اذا حضر الماء بطل التيمم' يعني اذا حضر مرسي بطل المجلس العسكري'.
    وهذه اول مرة اعرف فيها ان هناك من كان يتيمم بتراب المجلس العسكري قبل الصلاة، وهذه احدى بدع العسكر.. والى اخواني آخر واسمه هاني ايضا واسمه الثاني صلاح الدين لا مكاوي وهو مدير تحرير الموقع الالكتروني لليوم السابع، قال في الصحيفة: 'اثبت مرسي بقراره أنه رئيس من العيار الثقيل لأن قوته تكمن في تأييد شعب مصر العظيم له.. لقد اعاد لمنصب الرئيس هيبته ويضيف لرصيده كل يوم ويستحوذ على حب واعجاب شعبه'.

    مرسي رئيسا لقوى الاسلام السياسي

    لكن زميله وأحد مديري التحرير وهو سعيد شعيب طلب مني ان لا اصدقه وقال: 'لم يعد الرئيس مرسي رئيسا لكل المصريين وانما رئيسا لقوى الاسلام السياسي ومن يدور في فلكهم، اما القول عن ان قراره يعبر عن مطالب القوى الثورية فهو عبث حتى لو ايده بعض نشطاء الثورة خاصة ان هناك رموزا ثورية محترمة رفضت هذا القرار مثل الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي والدكتور حسام عيسى والدكتور ايمن نور وهؤلاء لا يستطيع احد ان يشكك في ثوريتهم'.
    والى وفد نفس اليوم- الثلاثاء - وقول زميلنا وجدي زين الدين رئيس التحرير التنفيذي: ' ما فعله الرئيس يعد بحق جريمة في حق الوطن لا يمكن ان يغفر له التاريخ واقل عقوبة له ان نهتف بسقوطه وتخليه عن عرش مصر فورا ،فالذي فعله لم يجرؤ على فعله عتاة القهر والبغي'.

    'الوفد': هذا قرار امريكاني!

    وآخر زبون من 'الوفد' في هذا اليوم سيكون زميلنا مصطفى شفيق وقوله: 'قرار امريكاني، فالرئيس استقبل مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ..تصوروا قبل القرار بساعات واوباما اتصل به تليفونيا وهيلاري اعلنت دعمها له وللتحول الديمقراطي في مصر ولا اظن الرئيس يستدعي هذا الصراع قبل سفره لاول مرة خارج البلاد دون اتفاق مع احدهم على حماية الكرسي وضمان حق العودة، اما الامريكان او الاخوان او المجلس العسكري نفسه..فالرئيس ضمن حق العودة للبرلمان، فمن يضمن له حق العودة من السعودية'.
    ونفس الملاحظة لفتت انتباه الاب رفيق جريس فقال عنها في ذات اليوم في عموده 'ترنيمة'بجريدة 'روزاليوسف': 'غريب ان يأتي توقيت قرار الرئيس متزامنا مع زيارة وليام بيرز المعروف بصداقته لجماعة الاخوان المسلمين وللمجلس العسكري ايضا'.

    مصر بحاجة الى الطريق الثالث

    والى المعارك والردود ونبدأها من جريدة 'وطني' يوم الاحد مع زميلنا سليمان شفيق وقوله: 'رغم انني كنت وما زلت مع الطريق الثالث الذي عارض الرئيس محمد مرسي ومنافسه الفريق احمد شفيق، والديمقراطية تقتضي تهنئة الرئيس مرسي وتحية الفريق احمد شفيق، وعلى الجانب الآخر هرولت معظم القيادات الدينية التي كانت تدعم شفيق لتهنئة الرئيس مرسي وبالطبع لسنا ضد ذلك ولكن الاخلاق واللياقة كانت تقتضي من تلك القيادات ان تهنئ مرسي وتشكر شفيق، ولكنهم ضربوا اعظم الامثلة على التحول من النقيض الى النقيض، فقد كانوا يخيفون انصارهم مؤكدين لهم بانه اذا نجح د. مرسي فالاخوان سيخربون البلد، وبعد فوز مرسي دعوا مريديهم للصلاة شكرا لله لأنه لولا فوز مرسي لخربت البلد؛يا الهي كيف تكون هذه القيادات قدوة لمريديهم الذين يصلون خلفهم؟أما أنت أيها الفريق شفيق فلك الله حيث لم يشكرك سوى الفقراء من مؤيديك والرئيس اوباما الذي قدمك قربانا للديمقراطية؟'.

    هويدي: الخلافة الاسلامية
    ليست واردة في زماننا

    واما ثاني المعارك فستكون من نصيب زميلنا الكاتب الاسلامي الكبير فهمي هويدي وقوله في نفس اليوم في 'الشروق' ضاربا في اكثر من اتجاه: 'البعض في مصر يتصورون اننا بصدد تأسيس دولة الخلافة الاسلامية، وبيننا آخرون يصرون على ان تكون دولة علمانية نافرة من الدين ومخاصمة له، والأولون غير قادرين على استيعاب حقيقة ان الخلافة تجربة تاريخية ليست واردة في زماننا. الآخرون غير مستعدين للاقتناع باستحالة تطبيق مشروعهم في بلد يغلب عليه التدين كمصر بالتالي، فلا معنى للتجاذب الحاصل بين الطرفين سوى انه عراك يمثل عبثا يستهدف اهدار الوقت واستهلاك الطاقات وتبديدها ومن ثم تعطيل التقدم باتجاه اقامة الدولة الوطنية الديمقراطية، لا اتحدث عن تمسك بعض السلفيين باعادة صياغة المادة الثانية من الدستور بحيث تنص على مرجعية احكام الشريعة وليس مبادئها فقط كما هو حاصل الآن'.
    والحقيقة أ ن أول من صاح مؤكدا ان مشروع احياء الخلافة سيبدأ كان المرشد العام للاخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، وتلاه المتحدث باسم الجماعة الدكتور محمود غزلان ثم عدد من اقطابها ولم نسمع عن دعوة حزب التحرير تحت التأسيس الا منذ ايام عندما دعا الى مؤتمر في ذكرى سقوط الخلافة العثمانية عام 1924.

    مطالبة بالتصريح بثروات المسؤولين

    وثالث وآخر معارك اليوم ستكون من نصيب زميلنا بـ'الاهرام' سمير الشحات الذي اراد يوم الاثنين احراج الاخوان بقوله: ' كنا وكان غيرنا قبل ان تقوم الثورة، قد طالبنا كبار رجال الاعمال والحزب الوطني ومن لف لفهم وسار في ركابهم بنشر بيان مفصل عن دخولهم وثرواتهم، وكم من ضرائب يدفعون ان كانوا اصلا يدفعون وطبعا كانوا آذانا من طين والاخرى من عجين، وهذا هو المتوقع من نظام كان يجب ان يسقط، وها هو سقط.واليوم نكرر الطلب نفسه من الحكام الجدد- الاخوان المسلمين يعني - كم يا سادة مالكم؟من اين اكتسبتموه وفيما تنفقونه؟وهل من ضرائب قد دفعتم؟ كم؟ ومتى؟ وقد يكون التخصيص احيانا مفيدا ومن ثم فنحن نخص بالذكر السيدين خيرت الشاطر وحسن مالك . وصار منكم والحمد لله الرئيس فلا بد ان تقدموا لنا هذا الذي يسمونه - اقرار ذمة مالية - اليسوا يفعلون ذلك في الغرب مع حكامهم؟هل لديكم - والعياذ بالله - نية اولا سمح الله نزوة لزواج جديد بين المال والسلطة على غرار ذلك الزواج الحرام الذي كان قائما في النظام السابق؟ بطبيعة الحال قد يبادر السادة اثرياء الاخوان بسؤالنا ومن اعطاكم اصلا الحق في سؤالنا؟ لا يا حبيبي انت وهو.. الكلام ده كان زمان، اما الآن فالعام عام الثورة والناس جياع ولن يمنعهم ابدا احد من الخروج على المترفين شاهرين سيوفهم..ثم من قال ان المال مالكم؟انه مال الله وهو رزق هؤلاء الجياع فلا تضيعوه'.
    لا..لا..هذا حقد على اثرياء ملائكة الاخوان ..من حاقد له من اسمه نصيب' الشحات'.

    عقدة مرسي بقرارات الاخوان

    وعملا بمبدأ الاقربون اولى بالمعروف طلب مني زوج شقيقتي والاستاذ بجامعة طنطا والاخواني الدكتور حلمي القاعود ان اوزع عليه مساحة من زكاة التقرير فأعطيتها له وقال فيها من مقال له بـ'أهرام' الثلاثاء: 'من سوء حظ الرئيس مرسي انه ينتمي الى الحركة الاسلامية وهي حركة تكرهها المجموعة التي تصوغ العقل الجمعي وتحكمه كراهية شديدة ليس لأنها حركة في ذاتها ولكن لأنها تستمد اسمها من الاسلام وهو قرين الارهاب والتخلف والظلام في ادبيات هذه المجموعة، ومن تدين له بالولاء في الغرب الاستعماري، وهذا الولاء هو الذي يحدد الموقف عادة من الاسلام والمنتمين اليه، وكان محمد حسنين هيكل حين يريد ان يوجه انتقادا الى مؤسسة الرئاسة وليس شخص الرئيس يحرص دائما ان يصوغ عباراته بلغة مهذبة ملفوفة في بروتوكول الاحترام لمقام الرئاسة والاحتزار، مما قد يفهم منه انه ازدراء او سخرية او انتقاص من الجالس على كرسي الرئيس الذي يمثل الشعب كله. ان مطالعة عناوين بعض الصحف على سبيل المثال وما تصف به الرئيس من اوصاف غير لائقة يصيب المرء بالغثيان، وهذا بالطبع لا يدخل فيما يسمى التشويق الصحفي او الاثارة الصحافية المقبولة ولكنه عمل يجرمه القانون سواء كان ضد الرئيس او اي شخص آخر'.
    أما الغريب في أمر زوج شقيقتي هو اصراره على ان مهاجمي الاسلام يدينون بالولاء للغرب الاستعماري، بينما هذا الغرب كله وبدون استثناء يساند الاخوان ورئيس الجمهورية الجديد وهوما يعني ان اوروبا وامريكا اصبحتا تؤمنان بالاسلام.. ولم يتبق الا ان تضع في اعلامها المصحف والسيفين. والاغرب انه طلب مني أن امنح زكاة التقرير لاحد الاخوان المستحقين لها وهو الدكتور عبد الله هلال الاستاذ بهيئة الطاقة الذرية الذي قال في نفس اليوم في الحرية والعدالة.: 'ان مخاطر استمرار تحالف الاعلام مع اعداء الثورة بدأت تطل برأسها مع تسلم الرئيس محمد مرسي للرئاسة، فهؤلاء المحرمون مستعدون للتضحية بمصر نفسها حتى لا ينسب للاسلاميين اي فضل في انقاذ الوطن'.

    رسالة سيد قطب

    والى الجزء الثاني من رسالة سيد قطب- عليه رحمة الله- الى خالد الذكر والمنشور في 'المسلمون'- يوم الاثنين - قبل الماضي قال 'الذي قلته لهم اننا اذا قمنا برد الاعتداء عند وقوعه فيجب ان يكون ذلك في ضربة رادعة توقف الاعتداء وتكفل سلامة اكبر عدد من الشباب المسلم، ووفقا لهذا جاءوا في اللقاء التالي ومع احمد عبد المجيد قائمة باقتراحات تتناول الاعمال التي تكفي لشل الجهاز الحكومي عن متابعة الاخوان في حالة ما اذا وقع الاعتداء عليهم كما وقع في المرات السابقة لأي سبب، وهذه الاعمال هي الرد فور وقوع اعتقالات لاعضاء التنظيم بازالة رؤوس في مقدمتها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومدير مكتب المشير ومدير المخابرات ومدير البوليس الحربي ثم نسف لبعض المنشآت التي تشل حركة مواصلات القاهرة لضمان عدم تتبع بقية الاخوان فيها وفي خارجها كمحطة الكهرباء والكباري، وقد استبعدت فيما بعد نسف الكباري كما سيجيء وقلت له هذا اذا امكن يكون كافيا كضربة رادعة ردا على الاعتداء على الحركة وهو الاعتداء الذي يتمثل في الاعتقال والتعذيب والقتل والتشريد كما حدث من قبل، ولكن ما هي الامكانيات العملية عندكم للتنفيذ وظهر من كلامهم انه ليس لديهم الامكانيات اللازمة وان بعض الشخصيات كرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء فيما يذكر وربما غيرهما كذلك عليهم حراسة قوية لا تجعل التنفيذ ممكنا فضلا على ان ما لديهم من الرجال المدربين والاسلحة اللازمة غير كاف لمثل هذه العمليات، وبناء على ذلك اتفق على الاسراع في التدريب بعدما كنت من قبل ارى تأجيله ولا اتحمس له باعتباره الخطوة الاخيرة في خط الحركة وليس الخطوة الاولى. كذلك كان الاستاذ منير الدلة قد قال لي في اثناء تحذيره وتخوفه من شبان متهورين يقومون بتنظيم انه يعتقد انهم دسيسة على الاخوان بمعرفة قلم مخابرات امريكي عن طريق الحاجة زينب الغزالي وان المخابرات 'كاشفاهم'وانهم يفكرون في مكتب المشير في التعجيل بضربهم او في تركهم فترة كما قال لي من قبل قريبا من هذا الكلام الحاج عبد الرازق هويدي نقلا عن الاستاذ مراد الزيات صهر الاستاذ فريد عبد الخالق والاستاذ منير وبينهما توافق في التفكير والاتجاه.

    اختراق الامريكان

    وكان الحاج عبد الرازق هويدي قد ذكر لي كذلك ان هؤلاء الشبان متصلون بالاستاذ عبد العزيز علي الوزير السابق او اتصلوا به وانه يقال انه متصل بالامريكان ومدسوس عليهم وكنت قد عرفت من الشبان انهم فعلا التقوا مع الاستاذ عبد العزيز علي والاستاذ فريد في بيت الحاجة زينب الغزالي في اثناء بحثهم عن قيادة ولكنهم لم يستريحوا له فلم يكاشفوه بأسرار تنظيمهم. وفي كلام الاستاذ فريد معي اشار الى اتصالهم بأشخاص مشكوك فيهم. وكنت اعرف انه يشير الى اتصالهم بالاستاذ عبد العزيز وبالحاجة زينب ورأيه من رأي الاستاذ منير انهما مدسوسان لعمل مذبحة للاخوان. وكان قد جرى في اثناء المناقشات الاولية عن الاجراءات التي تتخذ للرد على الاعتداء اذا وقع على الاخوان اعتداء حديث غير تدمير القناطر الخيرية الجديدة وبعض الجسور والكباري كعملية تعويق، ولكن هذا التفكير استبعد لأنه تدمير لمنشآت ضرورية لحياة الشعب وتؤثر في اقتصاده.. ولكن الامر في هذا كله سواء في القضاء على اشخاص او منشآت لم يتعد التفكير النظري كما تقدم.. ذلك انه الى آخر لحظة قبل اعتقالنا لم تكن لديهم امكانيات فعلية للعمل.و كما اخبروني من قبل وكانت تعليماتي لهم الا يقدموا على شيء الا اذا كانت لديهم الامكانيات الواسعة.. وكانت هذه هي صورة الموقف الى يوم اعتقالي ولا اعلم بطبيعة الحال ماذا حدث بعد ذلك الا انه واضح انه لم يقع شيء اصلا.. وقد كانت لديهم فرصة ثلاثة اسابيع على الاقل لو كانوا يريدون القيام بأي عمل'.

    الصراع المصري في اليمن

    هذا ما جاء في عدد الاثنين قبل الماضي واود ان انبه الى ان الحاج عبد الرازق هويدي هو عم زميلنا والكاتب الاسلامي الكبير فهمي هويدي وشقيق صديقنا المرحوم امين هويدي عضو تنظيم الضباط الاحرار وسفير مصر في العراق ايام المرحوم عبد السلام عارف ومدير المخابرات العامة بعد هزيمة 1967.
    كما اود ان انبه الى الظروف السياسية التي نشأ فيها هذا التنظيم المسلح وهي وجود القوات المصرية في اليمن لمساندة ثورته التي قامت في السادس والعشرين من شهر سبتمبر سنة 1962 وعمل اجهزة المخابرات الامريكية والايرانية والسعودية والاردنية لدعم القوات الملكية بقيادة الامام البدر حميد الدين.. وكانت في السعودية مجموعة من الاخوان المسلمين تعمل ضد مصر تحت اشراف مدير المباحث وقتها ووزير الداخلية فيما بعد ثم ولي العهد الامير نايف بن عبد العزيز -عليه رحمة الله - وانضم الى هذه المجموعة الشيخ يوسف القرضاوي الذي كان يعمل في قطر مرسلا من الحكومة المصرية، كما ذكر في مذكراته المنشورة في مصر، وكان الامير نايف من عدة سنوات قد شن حملة عنيفة ضد الاخوان واتهمهم بالتنكر لأفضال بلاده عليهم.


    -----------------------

    فيسك: انسوا حكاية زيادة التوتر فهناك تفاهم بين الرئيس والجنرالات الاثرياء
    تقرير: استراتيجية مرسي لاستعادة سلطاته من العسكر تقوم على تجنب الصدام

    2012-07-11




    لندن 'القدس العربي': اظهرت الضربة الاولى التي وجهتها المحكمة الدستورية للرئيس المصري محمد مرسي طبيعة المعركة واثارها بين الرئيس والعسكر، كما ان قرار المحكمة الدستورية التأكيد على دستورية القرارات التي اتخذتها فيما يتعلق بحل البرلمان دستورية وسعت من خطوط المعركة بين الرئيس والجنرالات. ويخشى ان تؤدي المواجهة بين الطرفين لتعقيد عملية التحول الديمقراطي في البلاد بعد عام من الاضطرابات.
    وتقول صحيفة 'واشنطن بوست' ان الخلافات الدائرة بين الطرفين ستلقي بظلالها على زيارة وزيرة الخارجية الامريكية للقاهرة يوم السبت المقبل ، حيث دعت وهي في زيارة لفيتنام للتحاور بين الطرفين حتى لا تخرج عملية التحول الديمقراطي عن مسارها. وزيارة كلينتون مهمة لانها محاولة لاعادة تكييف العلاقة بين البلدين ومساعدة الرئيس على دفع عجلة الاقتصاد الذي يترنح، وفتح الباب امام عودة الدعم الامريكي والحصول على قروض لجذب المستثمرين الاجانب لمصر.
    وتقول الصحيفة ان مرسي يقف امام العسكر والقضاة الذين عنفوه على قراره بدعوة البرلمان المنحل اضافة الى نواب يعتقدون انه تجاوز الحدود.
    وتعتقد ان الخطوة التي اتخذها مرسي تعتبر مقامرة جريئة منه ومن الجماعة الذي اوصلته عجلة الاخوان المسلمين القوية للسلطة والتي يسيطر حزبها- العدالة والحرية على نصف مقاعد البرلمان تقريبا.
    وتشير الى الشرك الذي يقيد حركة مرسي الذي يحاول تأكيد سلطته كرئيس للدولة ولكن صلاحياته محدودة فيما يشوب التوتر علاقته مع العسكر والهيئة القضائية العلمانية والتي عينها سلفه حسني مبارك قبل ثلاثة عقود.
    وقالت ان قرار مرسي بدعوة البرلمان للانعقاد وان اثار الحماس والفرحة في صفوف مؤيديه من الاخوان المسلمين الا ان الخطوة قد تلطخ صورته التي حاول التأكيد عليها اثناء الحملة الانتخابية وبعد ان ادى القسم امام المحكمة الدستورية انه رئيس لكل المصريين وليس لفئة معينة.
    من يملك السلطة
    ومن هنا فان الكثير من المصريين الان يتساءلون عن من يملك السلطة ان كان المجلس العسكري ام الاخوان وبالنسبة لهم يعتبر الامر 'حزورة'.
    وعليه فقد اعتبر الكثير من الليبراليين في مصر قرار مرسي لفتح المعركة مع العسكر مفاجئا وان انعقاد البرلمان ولو لمدة قصيرة كان محاولة من الاخوان حفظ ماء وجهها امام عناصرها، وادى الى نزع فتيل معركة اكثر شرا مع العسكر والقضاة.
    وترى صحيفة 'لوس انجليس تايمز' ان ما جرى يعتبر انتصارا رمزيا. وقالت ان شرعية البرلمان تظل قائمة لكن دعوة مرسي له للانعقاد ما هو الا جزء من استراتيجية مرسي لاستعادة سلطاته كرئيس والتي جرده منها المجلس العسكري في الشهر الماضي.
    وتضيف ان المعركة الكبيرة نابعة من تاريخ طويل من عدم الثقة بين الجنرالات والاخوان المسملين الذين وصلوا للحكم بعد اكثر من ثمانين عاما من القمع والمواجهة ويحاول والحالة هذه الحفاظ على منجزهم التاريخي فيما يناور العسكر لمنع الاخوان من تطبيق اجندتهم.
    وتقول الصحيفة ان المعركة هذه لن يتم حسمها في شهر او اشهر لكنها تحتاج الى سنوات طويلة.
    ولكن هذه المواجهة تحمل مخاطر لكل جانب خاصة ان الاقتصاد المصري يترنح فيما يشعر الكثير من المصريين بالاحباط من ثورة لم تجلب اليهم سوى الاضطراب، ولم تحقق ما كان يطمحون اليه من بناء الثقة مع السلطة الحاكمة وتأكيد موقع مصر الاقليمي.
    حماية المصالح
    وتشير 'لوس انجليس تايمز' في تقريرها الى ان الجنرالات والاسلاميين كل يسعى الى حماية مصالحه والتاثير على اللجنة المكونة من 100 عضو لصياغة الدستور الذي سيحدد كما يقول الخبراء موقع الاسلام ودوره في الحياة السياسية وما سيترتب على هذا من اثار على الحريات المدنية ووضع المرأة ووضع الاقليات وما الى ذلك.
    وتقول انه في حالة فشل مرسي في معركة الدستور وظل عمله مقيدا بقرارات من المحكمة وقيود من العسكر فموقعه وجماعة الاخوان المسلمين سيتأثر بشكل كبير. ويقول باحثون ان الرئيس مرسي يحاول استعادة سلطاته، ' نحن امام معركة دستورية' حسبما قال مصطفى اللباد مدير مركز الشرق للدراسات الاقليمية، مشيرا ان مصر تعيش مشكلة سياسية وهي تشارك السلطة بين الرئيس المنتخب والعسكر. ويقول ان العسكر لم يلجأوا للقوة ولهذا السبب استطاع الاخوان تحقيق اهداف.
    وفي تقييم للجولة الاولى من الصراع على السلطات ينظر الى الهجوم السريع الذي شنه مرسي ضد الجيش وصلاحياته انه رئيس مستعد للنزال، ولكنه وحلفاءه الاخوان اظهروا نوعا من ضبط النفس ومحاولة لتجنب المواجهة خاصة في مرحلة تمر فيها مصر بمرحلة انتقالية حساسة. مما يعني ان مصر تشهد الان معركة سياسية بقواعد غامضة من الاشتباك وتتسم احيانا بالخطابات والتصريحات النارية، واطلاق تصريحات متضاربة والدفع نحو شد الغطاء دون تمزيقه.
    ويقول تقرير في مجلة 'تايم' ان مرسي اظهر حتى الان قدرة على القيام بارسال رسائل سياسية متعددة لينتهي في الوسط. فمثلا قام مرسي اثناء حملته الانتخابية باظهار نزعة اسلامية متشددة كي يحصل على دعم المطالبين بالشريعة واظهر ولاءه الشديد للاخوان المسلمين الذين رشحوه وفي الوقت نفسه قدم نفسه على انه ابن الثورة.
    وعليه فان الجلسة القصيرة للبرلمان اظهر الوجهين لمرسي نزعة التحدي والحذر. وتظل مواجهة مرسي مع الجيش مواجهة مع مؤسسة قوية متجذرة في الحياة السياسية والاقتصادية المصرية ولها حلفاء اقوياء في الاعلام.
    ويرى خبراء ان احسن طريقة لمرسي هي ان يتجنب المواجهة مع الجيش والعمل على بناء قاعدة له في داخل الدوائر السياسية المصرية. وفي حالة استمرار المواجهة فانها قد تؤدي الى تعطيل عملية التحول السياسي وبالتالي تنحية مرسي عن السلطة. وتشير المجلة الى مرسي بحاجة الى توسعة دائرة حلفائه خارج المؤيدين التقليديين له من الاخوان ان اراد ان يؤكد ارادة الشارع.
    ضجة مفتعلة
    وفي تقييمه للاحداث الاخيرة دعا روبرت فيسك في مقال له في صحيفة 'اندبندنت' قارئه لان ينسى 'تزايد التوتر' بين الرئيس مرسي والقوى المظلمة في البلاد، الجنرالات الاثرياء. وقال ان عقد البرلمان يوم الثلاثاء كان جزءا من 'تفاهم' بين العسكر ومرسي يعني انه يجب ان لا يتم الدفع بتوسيع دائرة العداء بينهما. وهذا التفاهم ظهر واضحا من كلام سعد الكتاتني في الجلسة القصيرة حيث قال انهم اجتمعوا لمراجعة قوانين المحكمة الدستورية وانه كان يتحدث ضمن حدود الشرعية. والدليل على التفاهم كما قال فيسك جاء يوم الاثنين عندما وضح رئيس المجلس العسكري، محمد حسين طنطاوي اسباب حل البرلمان بانه قرار تنفيذي اصدرته المحكمة الدستورية'، وبعد كلام طنطاوي تحدث مرسي بنفس النبرة وبكلام مشابه عندما قال انه كان يصدر امرا تنفيذيا لانعقاد البرلمان المنحل.
    ويفهم فيسك من هذين التصريحين ان كل طرف من اطراف المواجهة كان 'يرفع راية الهدنة'. ويضيف ان الاخبار السارة هي ان رئيس المحكمة الدستورية الذي عين الاسبوع الماضي رجل معروف بمواقفه المعادية للنخبوية، مما يعني ان هناك منفذ للخروج من الازمة.
    واضاف ان كل هذه العروض المسرحية من الدعوة لالاف الالاف من الذين تعرضوا لقمع مبارك في المحاكم والذين سيعتمد عليهم مرسي للمطالبة بحقوقه، قد يفهم منها البعض انها صورة عن توازن السلطة لكن هناك ظلال قاتمة حولها، مشيرا الى ان مقاطعة عدد من النواب الليبيراليين لجلسة البرلمان، وبتغيبهم عن الجلسة فقد وقفوا الى جانب 'المباركيون' والذين وقفوا ضدهم وقاتلوهم من اجل انهاء حكم الديكتاتورية، مشيرا الى انه اذا خسر الثوريون البرلمان وهو بالتأكيد ما حصل فلماذا يعارضون الديمقراطية التي قاتلوا من اجلها فقط لان المصريين فضلوا انتخاب الاسلاميين على غير الاسلاميين.
    وايا كان الحال كما يقول فيسك فقدعاد البرلمان للعمل وان كان بطريقة رمزية، كما ان الايام العشرة من حكم مرسي مرت بدون مشاكل كبيرة، مما يعني ان الثورات المضادة ليس بالضرورة ان تكون ناجحة مما يعني ان درجة التوتر قد انخفضت على الاقل في الوقت الحالي


    ----------------------

    مصر: احالة اعضاء 'هيئة الامر بالمعروف' في السويس لمحكمة الجنايات بتهمتي قتل الطالب وتشكيل جماعة غير قانونية

    2012-07-11




    القاهرة 'القدس العربي': وافق المستشار الدكتور عبد المجيد محمود النائب العام على إحالة ثلاثة متهمين فى واقعة مقتل طالب الهندسة بمحافظة السويس الى محكمة الجنايات المختصة وصرح المستشار عادل السعيد المتحدث الرسمى باسم النيابة العامة بان النيابة العامة اسندت للمتهمين إرتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار وتشكيل وإدارة جماعة على خلاف أحكام القانون لفرض أرائهم الدينية المتطرفة بإستخدام القوة والعنف والبلطجة وتعريض حياة الأشخاص للخطر.
    وقد أمر النائب العام بإحالة المتهمين محبوسين إلى محكمة الجنايات المختصة وجارى إرسال ملف القضية لمحكمة إستئناف الإسماعيلية لتحديد جلسة عاجلة لمحاكمتهم وتعود احداث تلك الواقعة الى يوم 20 من الشهر الماضى بورود اخطار للنيابة العامة من مستشفى التأمين الصحى بالسويس يفيد وصول المجنى عليه مصابا بطعنة قاتلة أدت الى قطع الوريد والشريان الرئيسى فى فخذه الايسر نتيجة تعدى ثلاث اشخاص ملتحين عليه بالضرب بواسطة اداة حادة بسبب تواجده بصحبة فتاة باحدى الحدائق العامة وفرارهم بعد ارتكاب الحادث.
    وأجرت نيابة استئناف الإسماعيلية بإشراف المحامي العام الأول تحقيقات موسعة في الحادث تضمنت إجراء معاينة لمسرح الجريمة ورفع البصمات والآثار وندب الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة والاستماع لأقوال ذوي المجني عليه و 24 شاهدا وأقوال جميع الأطباء المختصين في مستشفيات السويس والإسماعيلية الذين حاولوا إنقاذ حياة المجني عليه وقررت الفتاة التي كانت بصحبة المجني عليه أنهما كانا يجلسان سويا في مكان منظور للمارة في حديقة عامة وفوجئت بتعدي الجناة عليهما وقتل المجني
    عليه.
    وأكد الطبيب الشرعي أن سبب وفاة المجني عليه إصابته التي أدت لنزيف دموي وصدمة حادة أثرت على مراكز المخ الحيوية وقرر بصحة الإجراءات التي اتخذها الأطباء المعالجون لمحاولة أنقاذ المجني عليه وكان لها الفضل في بقائه على قيد الحياة لمدة سبعة أيام بعد الحادث.
    وكشفت التحقيقات عن أن المتهمين من حملة المؤهلات المتوسطة وسبق اتهام أحدهم بالسرقة من أحد المساجد وأن المتهم الأول ( لحام كهربائي) والثاني موظف بهيئة التجميل والنظافة والثالث عامل بالترسانة البحرية .
    كما كشفت التحقيقات إعتناق المتهمين فكرا دينيا متشددا وأنهم كونوا عصبة تدعو لفرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من وجهة آرائهم الدينية المتطرفة وأن المتهمين اتخذوا من العنف والإرهاب والقوة والترويع وسيلة لتحقيق أفكارهم المتطرفة .
    كما تبين ان المتهمين تلقوا موافق المستشار الدكتور عبد المجيد محمود النائب العام على إحالة ثلاثة متهمين فى واقعة مقتل طالب الهندسة بمحافظة السويس الى محكمة الجنايات المختصة.
    وصرح المستشار عادل السعيد المتحدث الرسمى باسم النيابة العامة بان النيابة العامة اسندت للمتهمين إرتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار وتشكيل وإدارة جماعة على خلاف أحكام القانون لفرض أرائهم الدينية المتطرفة بإستخدام القوة والعنف والبلطجة وتعريض حياة الأشخاص للخطر.
    وقد أمر النائب العام بإحالة المتهمين محبوسين إلى محكمة الجنايات المختصة وجارى إرسال ملف القضية لمحكمة إستئناف الإسماعيلية لتحديد جلسة عاجلة لمحاكمتهم وتعود احداث تلك الواقعة الى يوم 20 من الشهر الماضى بورود اخطار للنيابة العامة من مستشفى التأمين الصحى بالسويس يفيد وصول المجنى عليه مصابا بطعنة قاتلة أدت الى قطع الوريد والشريان الرئيسى فى فخذه الايسر نتيجة تعدى ثلاث اشخاص ملتحين عليه بالضرب بواسطة اداة حادة بسبب تواجده بصحبة فتاة باحدى الحدائق العامة وفرارهم بعد ارتكاب الحادث.
    وأجرت نيابة استئناف الإسماعيلية بإشراف المحامي العام الأول تحقيقات موسعة في الحادث تضمنت إجراء معاينة لمسرح الجريمة ورفع البصمات والآثار وندب الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة والاستماع لأقوال ذوي المجني عليه و 24 شاهدا وأقوال جميع الأطباء المختصين في مستشفيات السويس والإسماعيلية الذين حاولوا إنقاذ حياة المجني عليه، وقررت الفتاة التي كانت بصحبة المجني عليه أنهما كانا يجلسان سويا في مكان منظور للمارة في حديقة عامة وفوجئت بتعدي الجناة عليهما وقتل المجني
    عليه .
    وأكد الطبيب الشرعي أن سبب وفاة المجني عليه إصابته التي أدت لنزيف دموي وصدمة حادة أثرت على مراكز المخ الحيوية وقرر بصحة الإجراءات التي اتخذها الأطباء المعالجون لمحاولة أنقاذ المجني عليه وكان لها الفضل في بقائه على قيد الحياة لمدة سبعة أيام بعد الحادث .
    وكشفت التحقيقات عن أن المتهمين من حملة المؤهلات المتوسطة وسبق اتهام أحدهم بالسرقة من أحد المساجد وأن المتهم الأول ( لحام كهربائي) والثاني موظف بهيئة التجميل والنظافة والثالث عامل بالترسانة البحرية .
    كما كشفت التحقيقات إعتناق المتهمين فكرا دينيا متشددا وأنهم كونوا عصبة تدعو لفرض الأمر المعروف والنهي عن المنكر من وجهة آرائهم الدينية المتطرفة وأن المتهمين اتخذوا من العنف والإرهاب والقوة والترويع وسيلة لتحقيق أفكارهم المتطرفة .
    كما تبين ان المتهمين تلقوا معلوماتهم الدينية فى بعض الزوايا والمساجد وإعترفوا بإنتهاجهم للمنهج السلفى وإعتيادهم على توجيه النصح والإرشاد للمواطنين لنشر تعليمات الدين وفقا لرؤيتهم ومعلوماتهم الدينية فى بعض الزوايا والمساجد وإعترفوا بإنتهاجهم للمنهج السلفى، وإعتيادهم على توجيه النصح والإرشاد للمواطنين لنشر تعليمات الدين وفقا لرؤيتهم


    ---------------------

    مقالات


    عبور

    إرهاب القضاء

    11/07/2012 09:29:36 م




    جمال الغيطانى






    صباح الأربعاء أول أمس امام مجلس الدولة امتلأ الشارع الرئيسي بحشدين من المواطنين الأول علي سلالم المبني الرئيسي لمجلس الدولة، وحوله، وكان واضحا وقوفهم وفق خطة وتنظيم، حتي هتافاتهم منغمة، محددة، كان هؤلاء يعلنون تأييدهم لقرار الرئيس مرسي بعودة البرلمان المنحل. ويحملون اللافتات التي كتب عليها شعارات مؤيدة، علي الرصيف الآخر من الطريق وقف مواطنون آخرون أقل صخبا وعلي مسافة من المبني يحملون لافتات عليها شعارات ترفض قرار الحل، كانوا يقفون في صمت ولا يهتفون، غير أنني تخيلت امكانية لحظة ربما يشتبك فيها الحشدان، تسيل الدماء، ويكون ذلك بداية اقتتال أبناء الشعب الواحد، غير ان الحشد المنظم امام مجلس الدولة، وأمام المحكمة الدستورية، والهتاف بأصوات تبلغ حد الهدير، الهدف إرهاب القضاء الذي كان منعقدا في نفس اللحظة لنظر القضايا، هذا ما لجأ إليه أنصار حازم أبوإسماعيل عندما اقتحموا مجلس الدولة، إنه الارهاب بالحرية، الارهاب باستخدام الظروف التي تبيح التظاهر، وقد توسعت جماعة الإخوان في هذه الظاهرة الجديدة، وكانت ذروة يوم اعلان نتيجة الانتخابات عندما فاض التحرير بحشد إخواني منظم وكان الدكتور محمد البلتاجي الذي لعب دورا غامضا في الثورة كما تكشف الوقائع ذلك الآن يتحرك صاعدا هابطا المنصات. مهددا، منذرا، مكشرا عن شاربه بما يتناقض تماما مع الصورة التي حرص أن يبدو فيها، الثائر، السمح، الطيب، حتي ان ثواراً أحترمهم لا يذكرون اسمه إلا بالصديق، ولكن البلتاجي الان شخص مغاير تماما، رأينا تسجيلا يمارس فيه التعذيب بنفسه، وينظم الحشد لحظة نظر القضايا، وعند اعلان النتيجة الرئاسية. وتدعيما للحشد الذي يجري الزج به إلي الميدان والمواقع المؤثرة يجري ترويج الاشاعات بوجود حشود جاهزة، معدة للهجوم علي بيت المشير، وبيت الفريق شفيق، والأماكن الحساسة، كل هذه الخطوات تمت إلي التراث الفاشي، حشد الجماهير كالقطيع للوصول إلي أهداف محددة، تماما كما فعل هتلر وموسوليني، بل إن المفارقة كانت مصاحبة لاسماء الأحزاب، حزب النازي كان اسمه الحزب الاشتراكي، تماما مثل الحرية والعدالة وهو قناع جماعة الإخوان التي تبرع في استخدام الجماهير للضغط وفرض ما تهدف إليه، لكن أخطر ما أقدمت عليه حصار القضاء المنظم لحظة نظر القضايا، والانحدار بميدان التحرير ليصبح ميدانا للقمع والارهاب بدلا من كونه ميدانا للتحرير


    --------------------

    مقالات


    نهار



    11/07/2012 09:31:01 م




    [email protected] - بقلم:- عبلة الروىنى




    قرار المحكمة الدستورية العليا بوقف قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب، صفعة لمؤسسة الرئاسة ، كان د. مرسي في غني عنها، وعن اللغة الحادة الي تعاملت بها المحكمة معه، من التهديد، إلي الأنذار، والأمهال مدة 36 ساعة لالغاء القرار، ثم مطالبته بالاعتذار.. لكن ذلك ما فعله بنفسه، فالقانون ليس مجالا للعب، والاستخدام كأداة من أدوات الصراع بين القوي السياسية المختلفة، الاصرار علي ادخال المحكمة الدستورية الحرب، واشراكها في القتال، خطأ وتجاوز أحترام القضاء، وأحترام القانون، والمحكمة الدستورية التي اقسم اليمين أمامها، أقسم علي أحترام الدولة والقانون، لا مجال فيها للصراعات السياسية، ولا المناورات، والضغوط.. كانت عبارة تشرشل رئيس وزراء بريطانيا (خير لنا أن تخسر بريطانيا الحرب، ولا أوقف تنفيذ حكم قضائي).
    ما فعله مرسي، درس قاسي، وانذار بخطوط حمراء ، ليس له أن يتجاوزها ، اولها القضاء واستقلاله وهي درس آخر عليه أن يؤكد هو الآخر استقلاليته، أنه رئيس لكل المصريين، لا لفصيل واحد منهم، وأن بفك ارتباطه بجماعته من الأخوان المسلمين، وأطماعهم وأغراضهم، فما حدث من انتهاك للقانون، هو هديهم ومشورتهم، فما هي صفة مكتب الارشاد ليجتمع لبحث حكم المحكمة الدستورية؟
    لم يتبع د. مرسي بالضبط؟
    ومن هم مرجعيته في الحكم؟..
    المختلف عليه ليس سياسات مرسي ولا تصريحاته (والتي يحاول أن يبدو فيها معتدلا) ولكن سياسات الجماعة وتصريحات أعضائها، والتي تسببت في ان تسقط كلمة مرسي علي الأرض مرات ومرات.



                  

07-15-2012, 04:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    النقض تعلن عدم اختصاصها بتفسير حكم الدستورية بحل مجلس الشعب

    الدستورية وحدها تفسر أحكامها‮.. ‬والحيثيات تؤكد حل المجلس بالكامل

    14/07/2012 09:39:34 م




    كتبت هناء بكرى‮:‬


    ‮ ‬المستشار محمد ممتاز



    قرر رؤساء دوائر محكمة النقض في‮ ‬اجتماعهم أمس برئاسة المستشار محمد ممتاز متولي رئيس المحكمة ورئيس المجلس الأعلي للقضاء والذي استمر‮ ‬4‮ ‬ساعات متواصلة من المداولة والمناقشة بعدم اختصاص المحكمة بتفسير أو نظر حكم الدستورية العليا أو حيثياتها المرتبطة بمنطوق حكمها بحل مجلس الشعب‮. ‬أكدت المحكمة أن الدستورية العليا هي المختصة وحدها بتفسير احكامها وقراراتها طبقا لقانون انشائها ولا اختصاص لمحكمة النقض في هذا الشأن وانما هي مختصة فقط في الفصل في عضوية أعضاء مجلسي الشعب والشوري‮.‬
    وأضافت المحكمة بأن حيثيات حكم الدستورية جاء بها أن مجلس الشعب برمته يعتبر منعدما من تاريخ انتخابه بالإضافة إلي ان الحيثيات اشارت إلي أن الحكم يشمل حل المجلس بكامله وليس الثلث فقط‮. ‬وسوف ترسل محكمة النقض صباح اليوم خطابا لرئيسه الكتاتني بمنطوق حكمها بعدم اختصاصها بذلك الموضوع وانها مختصة بصحة عضوية المجلس فقط‮.‬
    كان المستشار محمد ممتاز رئيس محكمة النقض قد تلقي خطابا من رئيس مجلس الشعب د.سعد الكتاتني بتاريخ‮ ‬10‮ ‬يوليو الحالي تحت رقم‮ ‬01787‮ ‬يتضمن نص قرار مجلس الشعب في جلسته المنعقدة يوم‮ ‬10‮ ‬يوليو‮ ‬2012‮ ‬باحالة موضوع تطبيق منطوق حكم الدستورية العليا في القضية رقم‮ ‬20‮ ‬لسنة‮ ‬34‮ ‬قضائية وكذلك الحيثيات المرتبطة بالمنطوق إلي محكمة النقض وكذا طلب الفصل في صحة عضوية اعضاء مجلس الشعب فحدد ممتاز رئيس النقض جلسة عاجلة ودعا فيها كل رؤساء دوائر المحكمة الـ46‮ ‬مستشارا ونواب رئيس المحكمة‮ »‬سواء دوائر جنائية ومدنية وايجارات وضرائب وعمال واحوال شخصية‮« ‬صباح اليوم وعلي مدي‮ ‬4‮ ‬ساعات من المداولة والفحص والمناقشة قرر رؤساء الدوائر وباجماع الآراء عدم اختصاص محكمة النقض بنظر هذا الموضوع أو الملف برمته‮.‬

    -------------------

    الحرية والعدالة‮: ‬قرار‮ "‬النقض‮" ‬أعاد القضية‮ ‬للبرلمان وسنستطلع رأي الفتوي والتشريع



    14/07/2012 09:50:01 م






    أكد صبحي صالح‮ -‬وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشعب المنحل‮- ‬أن قرار محكمة النقض بعدم اختصاصها في نظر الطلب الوارد إليها من مجلس الشعب حول كيفية تطبيق حكم المحكمة الدستورية العليا،‮ ‬الخاص بحل مجلس الشعب،‮ ‬لم يضف جديدًا وكان متوقعًا‮. ‬وقال صالح‮ "‬إن الخطوة القادمة للبرلمان هي استطلاع رأي الجهات القضائية الأخري مثل هيئة الفتوي والتشريع بمجلس الدولة،‮ ‬أو طلب تفسير لمنطوق الحكم من المحكمة الدستورية نفسها‮". ‬وأكد ناصر الحافي عضو اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة‮- ‬أن القرار‮ ‬أعاد الأمر مرة أخري إلي البرلمان‮.. ‬وقال الحافي‮ ‬إن مجلس الشعب هو الجهة الوحيدة المنوط بها تنفيذ حكم المحكمة الدستورية،‮ ‬واصفًا إحالة الموضوع لمحكمة النقض بأنه كان خطأ من البداية‮. ‬وطالب الحافي الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بدعوة مجلس الشعب للانعقاد؛ لبحث تنفيذ حكم الدستورية،‮ ‬لافتًا إلي أن اللجنة التشريعية بالمجلس قادرة علي تنفيذ حكم الدستورية علي أفضل وجه‮.‬



    -----------------


    الإخوان‮« ‬تبحث إسقاط الإعلان الدستوري المكمل‮.. ‬وترفض‮ »‬تأسيسية العسكري‮« ‬



    14/07/2012 09:50:21 م




    كتب محمد الفقى وأحمد داود‮:‬




    بحث مكتب ارشاد جماعة الاخوان المسلمين في‮ ‬اجتماعه امس برئاسة د محمد بديع المرشد العام للجماعة كافة السبل القانونية والمشروعة لمواجهة الاعلان الدستوري المكمل‮..‬و اكد د محمود‮ ‬غزلان المتحدث الرسمي باسمك الجماعة ان الاجتماع قرر مواجهة الاعلان الدستوري من خلال كل الوسائل المشروعة لاسيما استمرار الاعتصام بميدان التحرير و نفي في تصريح خاص ل"الاخبار"ما تردد عن ان‮ ‬الاجتماع تطرق إلي‮ ‬مناقشة التشكيل الوزاري الجديد،‮ ‬وقال ان الرئيس محمد مرسي لديه مستشارين وهو المسئول عن اختيار رئيس الحكومة واعضاء الفريق الرئاسي‮ ‬ولا دخل لنا في ذلك‮. ‬وأكد الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ان قرارات الرئيس بيده وحده ويتلقي مشورة الجميع‮. ‬وقال في تغريدة عبر موقع‮ »‬تويتر‮« ‬ان نواب الرئيس سياسيون،‮ ‬ومساعديه بيدهم ملفات تنفيذية،‮ ‬ومستشاريه خبراء،‮ ‬مضيفا‮: »‬قلت ما التزم به الرئيس ان تكون مؤسسة الرئاسة‮ ‬متنوعة،‮ ‬بها مكونات المجتمع المصري،‮ ‬كالنساء والأقباط،‮ ‬وليس شرطا أن يكون الجميع نوابا،‮ ‬ولنا حق المشورة‮«. ‬وشدد العريان إلي أنه لا يوجد خلاف بالتأسيسية حول خصوصية الجيش وضرورة الحفاظ علي وحدة وقوة قواتنا المسلحة وانها ليست دولة داخل الدولة وليست فوق الدستور وتحترم الشعب،‮ ‬مشيرا إلي أن تصريحات اللواء ممدوح شاهين لاحدي الصحف تهدد بحل تأسيسية الدستور رغم نجاحها في التوافق حول أهم النقاط الحرجة والروح الطيبة التي تهمين علي اعضائها،‮ ‬موضحا ان تسييس القضاء تم في عهد مبارك ولا يجوز أن يتم اعادة النظام مرة اخري وانه كما اعلن قبل ذلك عن ان حكم حل مجلس الشعب كان في درج الدستورية فإن اللواء ممدوح شاهين يلوح بأن حكم حل التأسيسية جاهز والبديل في درج العسكري‮. ‬واوضح العريان ان هناك دستورا اعدته نخبة مبارك وسليمان وشفيق في درج العسكري وانه ليس هناك دستور في أي درج آخر وان ذلك يجعل الشعب قادرا علي اكتشاف كذب النخبة والمضللين‮. ‬واشار العريان إلي أنه اذا كان الاحتكام إلي الشعب يرضي كل الأطراف فلينتخب الشعب جمعية تأسيسية جديدة ولا يتم فرض جمعية بتعيين العسكري ضد إرادة الشعب‮. ‬ودعا العريان القوي الوطنية إلي ادراك ان معركتها مع الثورة المضادة ونظام مبارك واركانه البائدة وليس مع الرئيس أو الإخوان أو أي حزب أو تيار وانه ليس هناك‮ ‬غنائم توزع‮.‬

    ------------------

    الرئيس يتعرض لقصف عنيف من خصومه ودعاء من أتباعه.. المشير يؤكد على حق الجيش باختيار قياداته
    حسام عبد البصير
    2012-07-13




    القاهرة - 'القدس العربي' تركت الدموع التي سالت من عيون الرئيس المنتخب محمد مرسي في بيت الله الحرام ظلالها على أتباعه فقد اعتبرها هؤلاء دليلاً دامغاً على ان الرجل من أولياء الله الصالحين وأن أنهاراً من النفط سوف تنفجر تحت قدميه لامحالة كرامة لطهره وزهده، غير أن الصحافيين كانوا مشغولين في ما بينهم بالبكاء على دمهم المستباح على أيدي أعضاء مجلس الشورى الذين يعدون لمذبحة لهم، كما بكوا فقيد الصحافة المصرية سلامة أحمد سلامة الذي توفي امس الأول. وما بين دموع مرسي وانصاره ودموع صاحبة الجلالة تنوعت الموضوعات التي تناقلتها الصحف امس الجمعة..'الأهرام' تناولت زيارة الرئيس التونسي لمصر وزيارة الرئيس محمد مرسي لأثيوبيا الأحد القادم لحضور القمة الأفريقية. ربيعا مصر وتونس يلتقيان على أرض القاهرة بعد ثورة الياسمين واللوتس.. اما 'الأخبار' فأشارت إلى رحلة الرئيس التونسي: مرسي والمرزوقي يتبادلان وجهات النظر حول قيادة المرحلة الصعبة للبلدين.. لجان مشتركة للتعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات ملفات مطروحة.. فيما اهتمت صحيفة 'الأخبار' بالموضوعات التالية: طنطاوي: مصر قادرة على الدفاع عن حدودها.. الأزهر يطالب وسائل الإعلام بالحذر.. ليس كل من ارتدى الزي أزهريا.. رئيس هيئة الاستثمار: لم نتلق طلبا من أبو العينين لتصفية أعماله.. الإنذار الأخير من محافظ القاهرة لشركات النظافة.

    الرئيس يبكي في الحرم لسماع آية قرآنية

    أما صحيفة 'اليوم السابع' فعنونت: الرئيس يبكي في الحرم لسماع آية قرآنية.. بلاغ للنائب العام يتهم الكتاتني والنواب بإهدار المال العام في الجلسة الأخيرة.. الكنيسة ترحب بالتوافق على المادة الثانية.. الداخلية' تكثف حملاتها المرورية وتضبط 8663 مخالفة في يوم واحد.. 'المحامين' توقف قيد ضباط الشرطة بجداولها ..تأجيل إعلان الحكومة الجديدة إلى ما بعد عودة مرسي من أثيوبيا، أما 'المصري اليوم' فاهتمت بالموضوعات التالية: الرئاسة': الحكومة الجديدة خلال أيام.. قصر العيني يغلق الطوارئ بعد اعتداء البلطجية على العمال والمرضى.. لجنة التحقيق في وفاة عرفات تؤكد أدلة تثبت موته مسموما.

    هل تشتري حماس سيناء وتطرد المصريين منها؟

    البداية مع تلك الحرب التي تنتشر في عدد من الصحف والفضائيات والتي يروجها عدد من ذيول النظام السابق أبرزهم توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين واخرون روجوا لشائعات مفادها أن حماس المستفيد الأكبر من وصول محمد مرسي لسدة الرئاسة،وذلك لأنه سيسمح لها بشراء جزء كبير من أراضي سيناء وطرد المصريين منها ثم التسلل لباقي المدن المصرية وشراء الجامعات والمدارس الخاصة وتشييد القصور وتحويل المصريين لخدم للفلسطينيين. ومن المؤسف أن تلك الأكاذيب تتردد في العديد من الصحف التابعة لرموز ورجال أعمال النظام السابق، ومن المؤسف أيضاً أن المجلس العسكري ظل يحمي توفيق عكاشة وهو ينشر تلك الاكاذيب التي تجد لها مناخاً خصباً بين البسطاء، وهو ما يؤرق العديد من الكتاب من بينهم فاروق جويدة في 'الأهرام': هناك ايضا حرب الإشاعات وللأسف الشديد ان الإعلام المصري بكل وسائله يشارك في هذه المعارك.. بعض الإشاعات ينطلق من حقيقة صغيرة إلى كذبة كبرى وتبدأ هذه المعارك بالسياسة ثم تنطلق إلى الدين ولا مانع من ان يحملها برنامج شهير.. وقد تخصص بعض الأشخاص في نشر هذه الأكاذيب. والشيء الغريب انه لا يوجد أحد يراجع أو يحاسب أو حتى يسأل.. ولم يكن غريبا ان تنطلق إشاعات خطيرة تمس الأمن القومي المصري كأن يقال ان حماس سوف تحصل على جزء من اراضي سيناء أو ان قطر سوف تشتري قناة السويس.. مثل هذا الكلام لا يتماشى مع فكر سليم بأي صورة من الصور لأن هذا الشعب الذي اطاح بالنظام المستبد لن يقبل مثل هذه الأوهام والأكاذيب.. إن أسوأ ما في الأمر ان الإشاعات لا يكذبها أحد وان هناك فريق عمل مستأجرا لكي يقوم بهذه المهمة في إشعال الفتن والمؤامرات.. ونودع 'الأهرام' مؤقتاً ونتجه لصحيفة 'الأخبار' التي انفردت بخبر عن نفس الموضوع حيث نفت مصادر مسؤولة بمحافظة شمال سيناء ما يتردد عن قيام فلسطينيين بشراء اراض في سيناء.. وأكدت المصادر ان الفلسطينيين ليس لهم الحق في شراء او تسجيل الأراضي والعقارات باعتبارهم غير مصريين.. وقالت: إن نشر مثل هذه الأخبار يهدف إلى تفجير قضايا لا وجود لها على الأرض ولا يوجد دليل على صحتها. وتزامن مع هذا النفي تحذير الناشط السياسي مسعد أبوفجر من اغفال ظاهرة عمليات شراء الأراضي برفح والشيخ زويد وحتى العريش لفلسطينيين ولكن بأسماء مصرية، مشيرا إلى أن عمليات البيع والشراء تتم بحجج عرفية. بينما أكد شهود عيان ان شراء الأراضي شرق العريش يتم عن طريق أشخاص مصريين ولكنها حالات فردية لا ترقى إلى الظاهرة، وأن الهدف منها إقامة المزارع للاستثمار.

    الاخوان والرئيس والاستقواء
    بالحرس الحديدي

    ونبقى مع 'الأهرام' والهجوم على جماعة الاخوان المسلمين بسبب رغبتها في الخروج على شرعية المؤسسات الدستورية لمنع حل البرلمان، وهو ما يزعج الكاتب مكرم محمد احمد: إذا كانت الجماعة تستقوي بتنظيمها الحديدي كي تفرض إرادتها على كل المصريين وتنشر العصيان المدني في كل المحافظات، فإن على الجماعة أن تعرف جيدا ان هذه المقامرة يمكن أن تنتهي بخسارتها لما تبقى من شعبيتها ومصداقيتها، لأنه لن يكون في وسع فصيل سياسي واحد مهما كبر حجمه ان يسيطر وحده على مقادير هذا الوطن، أو يفرض عليه خيارا آخر سوى الدولة المدنية القانونية الديمقراطية التي يريدها الجميع.. ويرى مكرم أن هذا الخيار يفتح الأبواب على مصاريعها لأزمة كارثية لا تبقي ولا تذر، ويضع مصر على شفا صراع خطير يمكن أن يدمر الدولة ويهدد السلم الأهلي، وبدلا من المسار الديمقراطي الذي كنا ننشده، نجد أنفسنا أمام حكم أوتوقراطي ديني يفرض إرادة الجماعة عنوة على كل فئات الشعب المصري. وحول نفس الموضوع وفي ذات الصحيفة قال أسامة الغزالي حرب: وإذا افترضنا أن الرئيس كان قد ألزم نفسه أمام جهة ما بعودة مجلس الشعب بمجرد توليه الرئاسة، وهو ما بدا واضحا في بعض خطبه الأولى، أما كان بإمكانه التمهيد لذلك الأمر، بتشكيل لجنة لبحث الموضوع، أو أيه بدائل أخرى غير صدامية، أعتقد أن الأمر الآن ـ وقد تعددت البدائل والاجتهادات والانفعالات ـ يستلزم نوعا من التوافق. وأرى أن الاقتراح الذي طرحه د. محمد البرادعي بعقد اجتماع يجمع كلا من الرئيس وقيادات المحكمة الدستورية العليا والسلطة القضائية، وقادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، يمكن أن يكون بداية ووسيلة لتهدئة الأمور.. وننتقل إلى صحيفة 'المصري اليوم' لمتابعة الهجوم على الاخوان والرئيس حيث كتب محمد سلماوي: تنفسنا الصعداء، متصورين أننا انتهينا أخيراً من المرحلة الانتقالية المتخبطة وسنبدأ الآن عملية البناء التي طال انتظارها، فإذا بالرئيس الجديد بدلاً من أن يبدأ بتشكيل لجنة جديدة لكتابة الدستور على قواعد سليمة تضع الأساس الذي سيقوم عليه بناء الدولة المأمولة التي نادت بها الثورة، الدولة المدنية، دولة الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، إذا به يولي وجهه شطر جماعته وعشيرته فيكون أول قراراته هو إعادتهم إلى المجلس النيابي الباطل الذي كان أضحوكة المجالس النيابية المصرية، التي لم تشهد من قبل نواباً يغيرون في قسمهم ويرفعون الأذان ويتقدمون بمشاريع قوانين تسمح بمضاجعة الموتى وبختان الإناث وبالسماح بزواج الفتيات في سن الـ12، بالإضافة لقانون الحرابة الذي يقضي بتقطيع الأيدي والأرجل.

    لماذ لا يقتبس صناع السينما
    أفكارهم من الاخوان

    ونبقى مع هجوم على الاخوان بسبب مواقفهم التي تربك من حولهم وهو ما دفع جلال عارف في صحيفة 'الأخبار' ليشمت بهم: أسعد الناس باستخراج شهادة وفاة 'المرحوم' مجلس الشعب، هم منتجو المسلسلات التليفزيونية الذين كانوا ينتظرون موسم رمضان وأيديهم على قلوبهم خوفا من المنافسة غير المتكافئة مع جلسات مجلس الشعب المذاعة على الهواء، بكل ما فيها من هزل جعل نجوم الكوميديا عندنا يتجهون للاعتزال!! وهدد منتجو المسلسلات التليفزيونية بالإفلاس..غير أن جلال دويدار وفي نفس الصحيفة يهنئ الرئيس المنتخب على اعترافه بالخطأ: علينا ان نقدر للرئيس محمد مرسي ومن وراءه اقدامه على التخلي عن الاعتقاد الذي سيطر عليهم بأن الدنيا قد دانت لهم. لقد زينت لهم الانتصارات ــ التي يمكن اعتبارها وقتية في ظل الظروف الصعبة غير المستقرة في هذا الوطن ـ أنهم قد يستطيعون فرض الهيمنة والسيطرة والأمر الواقع في أمور كان يجب التعامل معها بالحرص والالتزام بمتطلبات التوازن والفصل بين السلطات. دفعهم الاحساس الوهمي القائم على غير اساس إلى تصور ان في امكانهم مد سلطانهم إلى القانون والقضاء وتطويعهما لخدمة مصالح أيديولوجياتهم وتوجهاتهم. لم يضعوا في اعتبارهم وعلي ضوء ما سبق لهم من تعاملات مع هذا القضاء انه انتصر لهم في كثير من ازماتهم - بالقانون والعدالة - لم يدركوا ان افتئاتهم على هذه الهيئة سوف يحرمهم مستقبلا من الاستنجاد بحياديتها واستقلالها.
    هنا اقول ان المشكلة لم تكن في القرار الذي صدر عن د.محمد مرسي والذي تعدى به ظلما وعدوانا على حرمة أحكام القضاء. لقد حاول اعادة مجلس الشعب الذي تم اعلان وفاته بسكتة عدم الدستورية. ان المشكلة الحقيقية لما حدث كانت تكمن فيمن تمت استشارتهم والذين اثبتوا انهم من اصحاب الاهواء الذين انساقوا وراء تصفية الحسابات ويمكن نعتهم بالموتورين اصحاب الاهواء!! ان هذه الفئة واذا كانت من رجال القانون فلا شك ان هناك شكوكا في علمهم وكذلك في اخلاصهم لكرامة ما قد يكونون قد تعلموه.

    هل يتعلم أوباما من حكمة الاخوان

    وإلى أحد الكتاب الساخرين في صحيفة 'الأخبار' هشام مبارك والذي يسخر من رفض الاخوان المسلمين لأحكام المحكمة الدستورية: شخط الرئيس الأمريكي في مستشاريه قائلاً:إزاي يبقى عندنا أقدم محكمة دستورية ومانعرفش نستفيد منها زي محكمة مصرإللي عاملة زي المنشار طالعة تلغي قوانين نازلة تحل مجالس شعب.. ليه عمرمحكمتنا دي بسلامتها ماعملت معانا أي واجب لما ألاضيش الحزب الجمهوري يشتغلونا..فين أفكاركم يامستشار الغبرة منك ليه؟ فقال كبيرهم:حاولنا معاهم كذا مرة يافندم لكن بيقولوا إنهم لازم يقفوا على مسافة واحدة من الجميع فإذا باوباما يثورقائلا:يبقى ماتعلمتوش حاجة من إللي بيحصل في مصر..هم يقفوا آه على مسافة واحدة لكن الشاطر يتحرك ناحيتهم شوية وكله بالقانون.. فأومأ المستشارون: نعم الرأي أبا إيزابيلا.. وبعد دقائق فتح اوباما قناة الجزيرة مباشرمن واشنطن ليجدعلى شاشتها:عاجل وهام: الدستورية العليا الأمريكية تقضي بحل الكونغرس.. غير أن أماني درغام زميلة هشام مبارك ترد عليه بقوة في سخريته من الجماعة ورئيسها: كان بيني وبين الرئيس مرسي أمتار قليلة على أبواب بيت الله الحرام فجر أمس.. شاهدته بعد ذلك على شاشات التليفزيون يدعو الله أمام الكعبة المشرفة، وتمنيت لو كان من بين أدعيته أن يقيه الله شر بطانة السوء وترزية القوانين ودعاة الصدام والمواجهة.. وأسأل المولى عز وجل أن يوفقه ويهديه من أمره رشدا.

    الفاشية تتسلل للميدان

    يؤرق الكثير من الكتاب الاعتداء الذي وقع مؤخراً على ثلاثة من رموز القوى الوطنية بسبب موقفهم الرافض للخروج على الشرعية الدستورية، وهو ما دفع خالد السرجاني في 'المصري اليوم' ليندد بالأمر: عندما يمتد العنف اللفظي إلى الاعتداء البدني على شركاء الميدان والنضال ضد الاستبداد الذين اختلفوا في الرأي حول موقف ما، مثلما حدث الثلاثاء الماضي من اعتداء على كل من حمدي الفخراني وأبوالعز الحريري ونجاد البرعي، سواء في مقر محكمة القضاء الإداري أو في ميدان التحرير، حيث تم الاعتداء عليهم لفظياً وبدنياً وتم اتهامهم بأنهم من فلول النظام السابق، علينا أن نراجع أنفسنا، ونخشى أن تتحول الحوادث الفردية إلى ظاهرة مرضية يعاني منها المجتمع، وإذا كانت الاعتداءات الأخيرة قام بها منتسبون إلى جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، فإن هناك التزاماً أخلاقياً وسياسياً على قيادات الجماعة والحزب، ليس فقط بالاعتذار للذين تم الاعتداء عليهم، وإنما دعوة عناصرهم إلى احترام الخلاف في الرأي، وبالطبع فإن الجماعة إن كانت تتهم من قبل خصومها بالفاشية الدينية، فإنني أعلم أن دخولها العملية الديمقراطية يعني في النهاية الالتزام بقواعدها وعلى رأسها احترام الخلاف في الرأي، لكن سلوك المنتسبين إليها جعل كثيرين من خصومها يستخدمون هذه الأحداث للنيل منها والتشكيك في احترامها لقواعد الديمقراطية، وفي كل من الجماعة والحزب قيادات ديمقراطية حقيقية، عانت من الظلم والاستبداد والقمع، وبالتالي فإنها لن تستبدل استبداداً بآخر، ولا قمعاً بمثله، وهذه القيادات قادرة على أن تعلم العناصر المندفعة من الشباب عديمي الخبرة ، قواعد التسامح والاختلاف والعمل السياسي السلمي البعيد عن العنف، وهذه في النهاية مبادئ الإسلام التي يعلن كل من الحزب والجماعة أنه المرجعية الرئيسية لهما.

    العمل السري آفة الاخوان

    ولا يمكننا أن نغادر 'المصري اليوم' قبل أن نرصد شهادة نجاد البرعي حول المأزق الذي يواجه الاخوان حينما تحولوا من العمل السري للعمل العلني: التنظيمات السرية لا تعترف بوجود حلفاء وأصدقاء يجب التشاور المسبق معهم، بل الجميع بالنسبة لها أعداء، قد تتعامل معهم بعض الوقت لداعي الضرورة، لكنها في النهاية تنقلب عليهم وفقاً لمصلحة التنظيم، أهدافه ودواعيه، لا تعترف التنظيمات السرية بمؤسسات الدولة، وهي دائماً تسعى إلى هدمها، فالتنظيم السري مطارَد من تلك الأجهزة، وهو لا يثق فيها، هي عدو يجب إزالته وتشويهه، وبناء أجهزة أخرى من أتباع التنظيم، التنظيم السري لا يحترم القضاء ولا أحكامه، ليس فقط لشعوره بأن القضاء جزء من مؤسسات الدولة الظالمة، وفق رؤيته، لكن لأن القضاة يطبقون قوانين تعوقه عن الوصول إلى ما يبتغيه، التنظيمات السرية لا تعترف بأنها أخطأت، لكنها تؤمن بأنها تملك الحقيقة المطلقة، وأن كل من ينتقد ما تقوم به من قرارات هو عميل لابد من اغتياله معنوياً إن عز عليها إيذاؤه نفسياً وبدنياً. لم يستطع رئيس الجمهورية أن يتخلص من عضويته الممتدة في أكبر تنظيم سري في مصر واجتمعت في قراره الباطل بإعادة البرلمان المنحل كل خصائص العمل السري.. لكننا لا يمكن بأي حال ان نقبل بهذا الوصف الذي أطلقه نبيل فاروق في جريدة 'لتحرير' على الرئيس المنتخب: على الرغم من نجاح نيرون العصر الحديث محمد مرسي بمقعد الرئاسة، فإن النسبة التي حصل عليها مع كل التجاوزات والعبث الانتخابي، والإرهاب ورشوة الناخبين، جعلت الاخوان المسلمين يدركون كم تراجعت شعبيتهم في الشارع المصري، مما جعلهم يشعرون أنه لو أعيدت انتخابات مجلس الشعب، فلن يحصلوا أبدا على ما حصلوا عليه من مقاعد الأغلبية، في الانتخابات السابقة. ولهذا كان القرار الديكتاتوري رقما واحدا، برفض أحكام القضاء، وإسقاطها، وإعادة مجلس الشعب المنحل بالقوة. ولأن قرار الفرعون لا سند له من الشرعية، التي جاءت به إلى السلطة، فقد حاول اللعب على وتر الشعبية والثورية. تماما كما فعلت النظم الديكتاتورية القمعية عبر التاريخ.. كلام أنيق، وفعل إنسان رخيص.. ولست أدري الآن كيف يشعر الأبطال، الذين أبطلوا أصواتهم، وامتنعوا عن التصويت في انتخابات الإعادة الرئاسية؟ هل يشعرون الآن أنهم كانوا يعملون حقا من أجل الوطن واستقراره ومستقبله، أم أنهم بسلبيتهم وغضبهم الأعمى قد أضاعوا الوطن، وهدّدوا استقراره ومستقبله؟! ما من شخص عاقل أيها السادة، يشعل النار في نفسه، لأنه غاضب من خصمه.. ولكنه الانفعال، والاندفاع، وغياب الرؤية المستقبلية، والغل والغضب، وليس العقل والحكمة.

    الرئيس الموازي والمتحدثون عنه بالعافية

    يؤمن كثير من الكتاب بأن الخطر الأكبر الذي يهدد مسيرة الرئيس محمد مرسي هو في حالة الوصاية التي يخضع لها من قبل جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها. وكما يشير أكرم القصاص في صحيفة 'اليوم السابع' مازال من بين أعضاء مكتب الإرشاد من يوسوس للرئيس بالقضاء على القضاء وتصفيته، واختيار قضاة مناسبين للمرحلة، ممن لمعوا مؤخرا على سطح التوك شو. ولو استمع الرئيس لوسوسة الإرشاد فقد ذهب في طريق معروف سلفا. كل هذا يكشف أيضا أننا أمام عدد كبير من الزعماء والرؤساء الموازين الذين ظهروا في الأجواء بعد نجاح مرسي، وعينوا أنفسهم رؤساء رغما عن الرئيس، ومتحدثين بالعافية باسم الرئاسة، ومازالوا يعلنون أنهم هم من يقرر ومن يتحدث، وهو أمر يصور الرئيس على أنه لم يستطع إقناع أحد أنه يختلف عن الجماعة. ومؤشرات تقول إن لدينا رئيسا منتخبا وعشرات الرؤساء الموازين، الذين يملأون الدنيا تصريحات وقرارات، ويصرون على إطلاق تصريحات تتنافى مع ما تعلنه الرئاسة. لدينا العريان وصبحي والبرنس والبلتاجي والحافي وغيرهم كثير. يتحدثون باسم الرئيس، ويقررون باسمه، ويختلفون في تصريحاتهم مع وعوده، ومنهم من يزين له التراجع عن وعود قدمها وتعهدات التزم بها...العريان مثلا يواصل تصريحاته نيابة - أو رغما عن الرئيس - فيقول إن مرسي مازال في 'حزبنا'، ويتحدث عن تشكيل الحكومة، ويحدد موعد إعلان اسم رئيسها، بينما الرئاسة لم تعلن شيئا عن الحكومة. يقول، سنفعل كذا أو الرئيس سيفعل كذا. يتحدث عن الرئاسة بلسان العالم ببواطن الأمور، يشكل الحكومة ويرشح للرئيس أسماء من الجماعة أو من حلفائها.

    حمدين لن ينجح بمفرده
    والتيار الثالث يبحث عن حل

    ما زال حمدين صباحي الذي أبلى بلاءً حسناً في الانتخابات الرئاسية يثير غضب الكثيرين بسبب اختفائه عن الساحة وهو ما دفع شاعرنا جمال بخيت ليرسل له برساله عبر صحيفة 'الوطن' يقول للصديق العزيز حمدين صباحي.. أكتبها وأنا مستقر الضمير.. إن أي حركة فكرية تبحث لنفسها عن موقع قدم في دوائر صنع القرار ستكون حصيلتها (صفر) إن لم تستطع بناء تنظيم فعال.. أعتقد أن تنظيما تقوده القدرات التنظيمية للبرادعي وقدرات التواصل الجماهيري لحمدين يستطيع أن يختصر من عمر مصر الكثير، لتصل أسرع إلى محطة الإنجاز.. كما أنني لا أستبعد انضمام عمرو موسى لهذا التنظيم بخبرته وجماهيره.. دون أن يصرخ أحد في وجه أحد 'امسك فلول'، يجب أن نبني 'التنظيم' لا أن نمزق الوطن ..كما ينصح بخيت حمدين وسائر التيارات بأن نتعلم كقوى سياسية وكتيار الطريق الثالث الذي يرفض حكم الأحزاب الدينية بنفس قدر رفضه للحكم العسكري.. علينا فورا أن نشرع في بناء تنظيم واحد.. كبير.. شامل.. متفق على عنوانين لا أكثر:
    أولهما: الدولة المدنية كنقيض مزدوج للدولة الدينية والدولة العسكرية، وثانيهما: تحقيق شعار ثورة يناير عيش - حرية - عدالة اجتماعية. ونبقى مع جريدة 'الوطن' حيث للكاتب عمرو هاشم ربيع ملاحظات يجب ألا تهمل فيما يسمى بالتيار الثالث: بداية، لا يضم هذا التيار الثالث كل التيارات المدنية، فهو مقصور على أحزاب مثل: التجمع ومصر الحرية والمصري الديمقراطي والمصريين الأحرار والجبهة الديمقراطية. والمعروف أن بمصر نحو 65 حزباً منها نحو 15 حزباً ذات مرجعية إسلامية. هنا نصبح بالتأكيد أمام تيار يضم جزءاً بسيطاً من التيار المدني. الأمر الثاني، لماذا نشأ هذا التيار اليوم، في هذا الشأن يربط الكثيرون بين تلك النشأة وبين قيام بعض القوى المدنية بالوقوف إلى جانب الرئيس محمد مرسي قبل ساعات من إعلان نتيجة الانتخاب. أي أننا قد نصبح أمام إنتاج المشهد نفسه؛ قوى تسعى إلى أن تبرز على الساحة لمجرد وجود قوى من الفصيل نفسه برزت في اتجاه آخر هنا نصبح أمام مشكلة أكبر تخص التيار المدني ككل. وفي هذا الصدد تبرز عدة أمور تتعلق بمشكلات هذا التيار،أولا، أنها قوى متشرذمة بين عشرات الفصائل، يسعى كل منها لمواجهة الفصيل الآخر، ولا تقوى على التحالف فيما بينها.. ثانياً، قوى متنازعة على الصعيد الشخصاني فيما بينها، يسعى كل منها للعب دور قيادي على الساحة السياسية، ويستعد كل طرف أن يقاتل لمواجهة خصمه.. ثالثاً، قوى متباينة فكرياً وسياسياً، بعضها يساري وبعضها ليبرالي، وبعضها يتعاطف مع الثورة وبعضها - ولو قليلاً- كان جزءاً من نظام مبارك، ومن ثم لا يربطها رابط أيديولوجي أو سياسي.

    اقباط يرفضون تأسيس جماعة الاخوان المسيحيين

    وإلى جماعة الاخوان المسيحيين التي أعلن عن تأسيسها مؤخراً وهو ما أثار رفض الكثيرين من بينهم اقباط بينهم الأنبا يوحنا قلتة، نائب بطريرك الكاثوليك الذي قال لصحيفة 'الأهرام' حول فكرة إنشاء جماعة الاخوان المسيحيين: نحن في مصر ولسنا في لبنان أو العراق، وبالنسبة لجماعة الاخوان المسلمين فقد قامت أولا بسبب مقاومة الاحتلال البريطاني وهو سبب وطني جميل لكنها تحولت بعد ذلك لأهداف دعوية وسياسية، وهنا نؤكد أن قيام جماعة الاخوان المسيحيين يعد تقسيما مذهبيا وطائفيا لم تعرفه مصر طوال تاريخها، فالمسلمون والمسيحيون شركاء في الوطن ولا بد من إعلاء قيم المواطنة ووضع مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار، لكن قيام جماعة الاخوان المسيحيين في ظل وجود جماعة الاخوان المسلمين سنجد أنفسنا وكأننا في حلبة صراع وتنافس وهذا يجب ألا يكون لأن مصر فوق الجميع..ويرى الدكتور نبيل صمويل، مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية السابق ان وجود جماعة الاخوان المسيحيين وجماعة الاخوان المسلمين يعد تقسيما للدولة وهذا مرفوض لأننا نعيش في وطن واحد ونطالب بالدولة المدنية التي تعلي من قيمة المواطنة، كما أننا في تلك الفترة الحاسمة من تاريخ مصر نؤكد الوحدة الوطنية وقيم التسامح والتعاون المشترك بين أبناء مصر مسلمين ومسيحيين، مشيرا إلى أن أي تجمع سياسي تكون له أهداف مدنية ويقبل في عضويته كل المواطنين بغض النظر عن الدين أو الجنس، لكن هذه الجماعات تقوم على أساس ديني ولن تقبل في عضويتها مسلمين، وهنا نؤكد أن إقامة أي كيان سياسي على أساس ديني مرفوضة تماما.. الدكتور أندريه زكي، مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية، يرفض فكرة إنشاء جماعة الاخوان المسيحيين ويقول: إن هذه الجماعة لا تساعد على تقدم المجتمع بل سيكون لها الكثير من السلبيات وهي تعمق الطائفية والمذهبية وليست لها أهداف واضحة نحو خدمة المجتمع بل إنها لا تتناسب مع الرؤية المسيحية، مشيرا إلى أن مصر حاليا تتطلب وحدة الصف والكلمة وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وتأكيد بناء الدولة المدنية التي تعلي من قيم المواطنة.

    المشير يذكر مرسي بأن
    اختيار قادة الجيوش ليس من مهامه

    ولا يمكن بأي حال أن نغفل تلك التصريحات الهامة التي أطلقها المشير طنطاوي واهتمت بها الصحف والتي حرص خلالها على التأكيد بأن قيادات الألوية والجيوش من مهام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمفرده مما يعد رسالة واضحة للرئيس المنتخب: أكد المشير حسين طنطاوي، القائد العام، رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة، ان احدا لا يستطيع ان يجعل مصر تنحني.. وان مصر ستعود أقوى مما كانت.. وان كل افراد القوات المسلحة هم الجنود المخلصون دائما لمصر. وأضاف أن اختيار القيادات هي مهمة إحدى المهمات الكبار للقيادة العامة للقوات المسلحة، وأن القيادة هي للقادرين على الوفاء بتعهداتها والتزاماتها واستمرار التدريبات لثقل الأفراد، بما يسهم في استيعابهم للتطورات التقنية والتكنولوجية والمهارات القتالية الحديثة، بما يحفظ للقوات المسلحة كفاءتها القتالية العالية وقدرتها على أداء مهامها والقدرة على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب في الأوقات المختلفة في كل الاتجاهات. وقال المشير - في كلمة له خلال حفل تسليم وتسلم قيادة المنطقة المركزية العسكرية من اللواء أركان حرب حسن الرويني إلى اللواء أركان حرب توحيد توفيق عبدالسميع - إن رجال المنطقة المركزية اكدوا بتحمل مسؤولياتهم خلال المرحلة الانتقالية انهم الأوفياء وأنهم حماة الوطن والشعب. وأشار إلى أن مصر تحتاج إلى الاخلاص والمخلصين من أبنائها لتجتاز تلك المرحلة بسلام. كما طالب القادة برعاية المقاتلين والاهتمام بهم معيشيا وقتاليا، باعتبارهم الركيزة الاساسية للقوات المسلحة، فالمقاتلون من أبناء حرب أكتوبر هم صناع النصر بما لقوه من اهتمام وحسن إعداد وتأهيل، مشيدا بدورهم الكبير في نصر أكتوبر. ووجه المشير التحية للواء حسن الرويني (الذي يهاجمه الكثير من الثوار) على قيادته للمنطقة المركزية العسكرية خلال الفترة الماضية والجهد الكبير الذي بذله ورجاله في تأمين العاصمة والحفاظ على سلامتها وسلامة المنشآت والملكيات العامة والخاصة، عقب أحداث ثورة25 يناير.

    قصف مكثف على أردوغان ومرسي

    انتقدت قيادات سياسية وحزبية تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، التي قال فيها إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمحكمة الدستورية لا يحترمان إرادة الشعب المصري. وأكد الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، أن هذه التصريحات تدخل في شؤون مصر الداخلية وأنها تستهدف حماية المصالح التركية في مصر. وقال عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن رئيس الوزراء التركي لا يجوز له التعليق على حكم أصدره القضاء المصري. ووصف عفت السادات رئيس حزب مصر القومي هذه التصريحات بأنها محاولة لدعم حزب الحرية والعدالة. وأعرب أحمد خيري عضو المكتب التنفيذي لحزب المصريين الأحرار، عن رفضه لهذه التصريحات مؤكدا أن مصر لم تتدخل حين عزل أردوغان رئيس الأركان التركي. وكان رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان قد انتقد خلال لقائه مع قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم، قرار المجلس العسكري في مصر بحل مجلس الشعب، مؤكدا أن هذا القرار الخطير يتعارض مع ارادة الشعب المصري، وعبر عن أسفه للأحكام الجديدة التي أصدرتها المحكمة الدستورية العليا.

    بيان مرسي منحه قبلة الحياة

    رحب سياسيون وحزبيون باستجابة رئيس الجمهورية واحترامه لحكم المحكمة الدستورية العليا، الذي قضى بوقف قراره بعودة مجلس الشعب مرة أخرى، واصفين ما جاء في بيان رئاسة الجمهورية بأنه عودة إلى صوت العقل واحترام لمؤسسة القضاء الشامخ، فيما تباينت ردود أفعال السياسيين حول مصير سلطة التشريع بعد تأكيد حل البرلمان للمرة الثانية بعد حكم المحكمة الدستورية العليا. وأكد الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة، أن بيان الرئيس عودة للحق وخطوة جيدة وايجابية وينظر إليه بعين الاحترام والتقدير. وقال نور إنه فيما يتعلق بتشاور الرئيس مع القوى الوطنية أو المجلس الأعلى للقضاء فهو أمر سابق لأوانه، ولا يجوز الحديث عنه قبل الانتهاء من وضع الدستور.
    ومن جانبه، أوضح حسين عبدالرازق نائب رئيس حزب التجمع، أن قبول رئيس الجمهورية للحكم صحح الخطأ الذي ارتكبه بناء على توريطات جماعة الاخوان المسلمين بدعوته البرلمان للانعقاد، رغم حكــــم المحكــــمة الدستورية العليا، مؤكدا أن استجابته لحكم المحكمة في المرة الثانية تصحيح للموقف وازالة للاحتقان الذي حدث بين الرئيس والسلطة القضائية. وأشار ناجي الشهابي عن رئيس حزب الجيل، إلى أن الرئيس أوفى بوعده باحترامه لحكم المحكمة الدستورية العليا، مؤكدا أن الرئيس قد أكد احترامه لدولة القانون وسيادته وذلك في اجتماعه مع اللجنة العامة مع مجلس الشورى.
    وقال الدكتور محمد أبوالغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، اننا لا نريد التشريع في الوقت الحالي والمطلوب الآن هو قانون للانتخابات، وليس هناك معضلة في وضعه، وأيضا انجاز عمل اللجنة التأسيسية. ورأى الدكتور عفت السادات رئيس حزب مصر القومي، أن البيان عودة إلى صوت العقل واحترام لاحكام القضاء والقانون، وهذا ما طالبنا به، وأكد السادات أن سلطة التشريع قد عادت إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة

    سلامة أحمد سلامة وداعاً

    وإلى رحيل الكاتب سلامة أحمد سلامة الذي أسفر عن حالة من الحزن خيمت على الكثيرين من الكتاب.. وقد شيعه وائل قنديل بالكلمات في الصحيفة التي كان الراحل يرأس مجلس تحريرها 'الشروق':سيقول لنا التاريخ عن سلامة أحمد سلامة أن رجلا مر في حياتنا لم يطأطئ جبهته لسلطان أو منصب أو مغنم قط، وبقي وفيا لما يكتب قابضا على جمر مبادئه، مكرسا حياته للكلمة النظيفة المتجردة من كل غرض وهوى، المتمردة على عصا السلطة وجزرتها، ومن هنا يمثل الأستاذ سلامة في تاريخ مهنة الصحافة ظاهرة فريدة وعجيبة، جعلته كاتبا صحافيا أكبر حجما من المؤسسة وأعلى مرتبة من المناصب العليا في مهنة الصحافة.. وفي وقت بدت فيه صحيفة 'الأهرام' في حالة تقزم، ارتبطت بتقزم الدور الحضاري والسياسي للدولة المصرية في أزهى عصور انحطاطها، كان عمود سلامة 'من قريب' كيانا صحفيا عملاقا يلامس السماء، على الرغم من أن ارتفاعه لم يكن يزيد على 25 سنتيمترا في صفحة داخلية، وكان من المتاح للأستاذ سلامة أن يكون رئيسا لتحرير 'الأهرام' وإمبراطورا وحيدا على عرش كبرى المؤسسات، لو أنه تنازل قليلا ومنح ضميره المهني إغفاءة خاطفة، غير أن الرجل بقي صامدا، عصيا على الإغواء.
    وممن رثوا سلامة أيضاً جمال الدين حسين: لم يكن الرجل مختلفا فقط في أسلوب كتابته، بل أيضا في أسلوب اختياره لحياته، بدءا من حرصه على الابتعاد بولديه عن ميدان عمله، حتى لا يكون هناك مجال لأي مزايا تفضيلية لأبناء 'الكاتب الكبير' في المؤسسة 'الكبيرة'. وليس نهاية بما فاجأني به يوما بعد أن شرفت بعده بتولي رئاسة تحرير 'وجهات نظر' ــ فإذا به يرسل لي بقيمة اشتراك في المجلة كان يريده لشقيقه الأستاذ الجامعي، في وقت لم نكن نتردد في إرسال نسخ منها مجانا لأكاديميين مثل شقيقه يطلبونها أو يحتاجونها.. ولكنه سلامة أحمد سلامة.


    --------------------------

    زيارة مرسي للسعودية هل هي المسمار الاخير في نعش الثورة؟
    محمد عبد الحكم دياب
    2012-07-13



    أعرض في هذه السطور لثلاث صور قد تساعد في التعرف على ما يجري في مصر.. الصورة الأولى هي حفل القوات المسلحة لتسليم السلطة للرئيس الجديد. والصورة الثانية لجلسة مجلس الشعب العائد بقرار الرئيس الجديد. والصورة الثالثة عن أول زيارة للرئيس الجديد إلى الخارج مفتتحا بالمملكة العربية السعودية.
    الصورة الأولى.. لخصتها مشاهد وكلمات عبرت عن مسلك متحضر للقوات المسلحة المصرية، وهي تسلم في حفل عسكري رسمي السلطة إلى الرئيس الجديد، وبدت المشاهد والكلمات باعثة على التفاؤل. فها هو جيش مصر العظيم يعلن الولاء للرئيس الجديد، ويسلم بحقه الكامل ومكانته اللائقة به كرئيس لكل المصريين، وكان على القوى المتنافسة والمتصارعة أن تستوعب الرسالة، وتدرك دلالة استقبال القادة والجنود كأفضل ما يكون الاستقبال، يؤدون التحية العسكرية للرئيس بكل التقدير والاحترام، وإذا كان قد نال ثقة الناخب بصناديق الاقتراع فإن الجيش منحه إياها مباشرة بلا صندوق أو وسيط.


    وكم كنت مخطئا عندما عبرت عن تفاؤلي الشديد على الهواء مباشرة في قناة عربية غير مصرية يوم السبت الماضي. وبنيت تفاؤلي على صورة جيش مصر التي تقول بأن مرحلة من الشراكة والتعاون قد بدأت بين الرئيس والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهذا التفاؤل عززته تصريحات للرئيس عن بداية مرحلة انتقالية جديدة؛ تتيح لمصر بناء مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية بعد إعداد الدستور واستفتاء الشعب عليه، وكان ممكنا لتلك الصورة إذا ما ترسخت أن تبعد مصر عن حالة الاستقطاب التي تعيشها مصر، وتسمح بالتقاط الأنفاس، وإعلان هدنة الكل في أمس الحاجة إليها.
    ومثل هذه الصورة لن تعجب من تعمدوا الخلط بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبين عموم 'العسكر'، وتحميلهم جميعا أخطاء وخطايا المرحلة الانتقالية، وفي ذلك ظُلم لجيش مصر الوطني، الذي علينا أن ننأى به عن الصراعات والحروب السياسية والطائفية والمذهبية التي تستنزف الجميع.


    ولم تمر سوى ساعات على الصورة الأولى لتحل مكانها صورة لافتة للنظر عقب صدور قرار الرئيس بإعادة مجلس الشعب المنحل، وكان حله قد تم بحكم المحكمة الدستورية العليا، وليس بقرار رئيس المجلس العسكري كما يوحي البعض. ولم أتوقف كثيرا أمام جلسة الانعقاد بذاتها إنما توقفت أمام تصرفات نواب الأغلبية من حزب الحرية والعدالة والأحزاب السلفية، ويلزم التنويه هنا إلى أن عدد من حضروا الجلسة كان 347 عضوا، وهو يقل عن النصاب المطلوب لصحة الانعقاد، المقدر بـ350 عضوا، وغاب 161 عضوا ينتمون لأحزاب غير دينية ومستقلين؛ أي أن الصورة جمعت الأعضاء الإسلاميين وحدهم. ليخوضوا معركة ولنقل غزوة على غرار 'غزوة الصناديق' يمكن وصفها بـ'غزوة المنافع' بحثا عن امتيازات وتلبية شبق الحصول على أكبر قدر من المنافع في أقصر وقت ممكن.
    تزاحم النواب 'الموقرين' على إدارة العلاقات العامة، لاستخراج جوازات سفر لهم ولعائلاتهم وتقديم طلبات للعمرة، وتغيير الوظيفة في بطاقة الرقم القومي، واثبات عضويتهم البرلمانية واختاروا الخدمة الأسرع التي يوفرها المجلس لأعضائه، وتقاطر 'النواب' على خزينة المجلس طلبا لمستحقات مالية، دون أن يبادر أي منهم برد ما عليه من قروض من صندوق خدمات المجلس ومن المصارف التجارية.
    وكان مئة وخمسون عضوا قد حصلوا على قروض فور أداء القسم بلغت نصف مليون جنيه في أسابيع قليلة، بالإضافة إلى امتيازات أخرى تكلف الحكومة المفلسة مئات الملايين من الجنيهات، ولو حدث بعض هذا في بلد ديمقراطي حقيقي لحوسب فاعله، ولتم تجريسه، ومنع من دخول الانتخابات مرة أخرى، وهذا يحتم إعلان قوائم امتيازات وقروض النواب على الملأ قبل الانتخابات القادمة، تصديا للفساد المحصن بالدين في مهده، ومن المتوقع أن تنبري الفرق الألكترونية للإخوان والسلفيين لإنكار ذلك الفساد الوليد، ووصف المعلومات المؤكدة عنها بأنها 'ضد شرع الله'!!.


    وما أريد قوله هو أن الخطايا ليست حكرا على المجلس العسكري وحده. ألم يكن جدول أعمال المرحلة الانتقالية خطيئة اقترفتها معه لجنة تعديل الدستور، التي رأسها طارق البشري، وكان فيها صبحي صالح. والإثنان ينتسبان للإسلام السياسي، وإن كان الأول مستقلا فإن الثاني قيادي في حزب الحرية والعدالة الإخواني، وما كان لهذه اللجنة أن تدخل 'الغيتو' الأيديولوجي، وتتجاوز وظيفتها الفنية والمهنية، وتكون عنوانا لعصر 'الغزوات' الكارثية من 'غزوة الصناديق' حتى 'غزوة المنافع'!. ومن شارك في اقتراف هذه الخطيئة تملص من مسؤوليتها وأنكرها كعادته، وشتائمه تبرز عجزه عن الرد والتعالي على مناقشة الرأي المخالف، والكل لديه إما جزء من مؤامرة دولية تحاك ضد الإسلام، أو ناكري جميل 'أصحاب الفضل'، الذين تجب طاعتهم حتى لو سرقوك ونهبوا مالك أو جلدوك وأزهقوا روحك وأحلوا دمك!!


    وفرقهم الألكترونية تلجأ للسباب والشتائم والمن والمعايرة والخوض في الأعراض، والنموذج الفاضح هو يقومون به من اغتيال سياسي وشخصي لممدوح حمزة؛ لأنهم يعلمون أنه أبرز رموز الثورة وأكثرهم تضحية من أجلها. ووجوده يذكرهم بخطاياهم في حق الثورة والثوار. كان لحلفائهم من رموز 'العروبة السياسية'، إذا جاز التعبير؛ نصيب كبير من الشتائم والمن والمعايرة. فينسبون لأنفسهم فضل ما حصلوا عليه من أصوات. وكأن لديهم فائضا يوزعونه صدقة على هذا أو ذاك، والحقيقة تقول أن أولئك العروبيين من أقوى الشخصيات الوطنية وألمعها، ويتمتعون بشعبية كاسحة في مصر وخارجها، وعلى سبيل المثال هل كان الزعيم العمالي الناصري كمال أبو عيطة رئيس اتحاد النقابات المستقلة، ومؤسس أول نقابة مستقلة لمأموري الضرائب العقارية، أو محمد السعيد إدريس الباحث المتميز بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، وعضو المؤتمر القومي الإسلامي، أو أمين اسكندر عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي والقيادي بحزب الكرامة، أو محمد منيب المحامي المتمكن وصاحب التاريخ النقابي العريق، وكان ضمن فريق الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وسعد عبود المحامي والبرلماني المعروف الذي تحدى مبارك في ذروة تجبره؛ هل كان أولئك العظام في حاجة لهذا التحالف؛ كان الإخوان في حاجة إليه بعد انسحاب أغلب الشركاء، وكان وسيلتهم للتغلب على عجزهم عن الاندماج في الجماعة الوطنية على مستوى الداخل أو الجماعة القومية على المستوى العربي.
    وأضحت الثورة لدى الإسلام السياسي بمثابة 'قميص عثمان'، يرفع في وجه الخصوم والمخالفين إذا لم يكن جالبا للمنافع، وفور انتهاء الانتخابات التشريعية قال بـ'شرعية البرلمان' ضد 'شرعية الميدان'، وانقلب على الثورة 180 درجة وبدلا من المواءمة بين الشرعيتين جعلوا الأولى تجُب الثانية، وتراجعت الثورة، فتفاقمت صراعات السلطة وتنازع الاختصاصات، وزاد التكالب على المناصب والحصص والامتيازات، ومصر الآن رهينة إسلام سياسي لم يقنع بامتلاك ناصية التشريع، فاتجه نحو الحكومة، التي رفضها الثوار، وانحاز لها في البدء، حتى وصف الثوار الذين احتجوا ضد تعيين الجنزوري رئيسا للوزارة بالبلطجية، ثم سعى لسحب الثقة منه بالمخالفة للإعلان الدستوري، الذي شارك في وضعه وتعصب له على أسس طائفية ومذهبية وعنصرية، وإعلانه الدستوري لم يغير من سلطات رئيس الجمهورية، ويأتي التمسك بسحب الثقة مع معرفة بعدم إمكانية ذلك دستوريا. استعراض للقوة و'جر شكل' كما نقول في مصر.


    ووضحت النية في إحداث صدام بين السلطتين التشريعية والتنفيذية؛ وبعضها موكول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. واستدارت الأغلبية على السلطة القضائية، في محاولة إعادة تشكيلها بما يتفق مع توجهاتها الأيديولوجية. واتخذت موقفا صداميا مبكرا من المحكمة الدستورية؛ متهمة إياها بأنها معينة من قِبَل حسني مبارك ، وهذا ليس دقيقا. ورُفع قميص الثورة في وجه القضاة متناسين أن للمحكمة الدستورية سوابق في حل مجلس الشعب مرتين؛ في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، ورضخ مبارك لأحكامه، ومثل هذا الاتهام ينسينا دور القضاة في 2005 وكشفهم للتزوير الفاضح في الانتخابات، والثمن الذي دفعوه، وسحلهم في الشوارع على أيدي الزبانية، ووقفتهم الاحتجاجية الشجاعة أمام دار القضاء العالي.


    وتبقى صورة ثالثة مثيرة للجدل عن أول زيارة خارجية يقوم بها رئيس الجمهورية إلى المملكة العربية السعودية، وقد كان المرشح الرئاسي الوحيد الذي زار السفير السعودي بمكتبه بالقاهرة أثناء حملته الانتخابية، في تقليد لم يحدث من قبل. وهذه الزيارة تطرح عدة أسئلة؛ هل تمت بعد التأكد من تنازل المملكة عن شروطها وشروط دول الخليج بالنسبة للعفو عن حسني مبارك وإطلاق سراح أولاده؟، وهل سقطت تهديدات وقف الاستثمارات وطرد العمالة المصرية من هناك؟، ومعروف أن تلك الشروط أتت أكلها وأبقت حسني مبارك مستمتعا بمنتجعه بشرم الشيخ حتى خرجت المليونيات احتجاجا على عدم المحاكمة. وفي الفترة من من 11 شباط/فبراير حتى 3 آب/أغسطس 2011 السابقة على المحاكمة تمكن زكريا عزمي من العمل ليلا ونهارا بمقر الرئاسة للتخلص من الأوراق وإعدام الوثائق التي تدينه وتدين أسرته ومعاونيه، وبعدها قدم للمحاكمة بتهم التربح والحصول على قُصَيْر (فيلا) من شريكه حسين سالم. وهل تمت الزيارة بعد أن استأنفت مصر ضغوطها من أجل محاكمة عادلة لأحمد الجيزاوي؟، وهل سيكون العفو عن مبارك وعائلته مقابل الاستثمارات والعفو عن الجيزاوي؟


    وعلينا العودة إلى ما صرح به الرئيس مرسي حول أمن الخليج كخط أحمر، وهذا يعني الانحياز إلى الموقف الخليجي السعودي ضد إيران وهو صدى لموقف الإدارتين الأمريكية في واشنطن والصهيونية في تل أبيب، وكان الأفضل أن تعمل مصر على تهدئة الأوضاع ونزع فتيل التوتر المذهبي والطائفي الذي يحرق المنطقة ويشتعل على أكثر من جبهة!!
    كان الأولى أن تبدأ مصر الاعتماد على نفسها، وتستعيد ثرواتها وأموالها المنهوبة من لصوص الداخل أولا، وتعيد إحياء وبناء منظومة الانتاج والتصنيع، التي كان للسعودية ضلع كبير في تصفيتها، ويبدو أن قوام مشروع 'نهضة مرسي' الذي تصدعت به رؤوسنا هو استئناف نهج التسول وسؤال أهل البترودولار، الوكلاء المعتمدون للإدارة الأمريكية في المنطقة، ويبدو أن مرسي يريد أن تبقى مصر مقاولا من الباطن لحساب الوكيل السعودي المعتمد، وفي هذا طلاق بائن بين الثورة والرئيس مرسي.
    لماذا قامت الثورة إذن؟ وقد تدق هذه الزيارة المسمار الأخير في نعشها؟. ولا نملك إلا الدعاء بـ'اللهم احمني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم'.

    ' كاتب من مصر يقيم في لندن

                  

07-16-2012, 04:31 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)


    المشير لرجال الجيش الثاني من علي أرض سيناء‮:‬

    لن نسمح لأي قوة خارجية بأن تعوق دورنا الوطني
    أرضنا ستظل موحدة وجيشنا لن يفرط في حبة رمل من سيناء إلي أسوان
    قواتنا المسلحة لم ترق دم أي مصري ولن نسمح لخونة مدفوعين من الخارج بأن يثنونا عن مبدئنا

    15/07/2012 09:07:34 م




    سيناء ـ عمرو جلال‮:‬


    ‮ ‬المشير طنطاوى‮ ‬يصافح القائدين السابق والحالى للجيش الثانى



    أكد المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس‮ ‬المجلس الاعلي للقوات المسلحة ان مصر ستظل موحدة وان جيشها العظيم لن يسمح ابدا بالتفريط في حبة رمل واحدة من ارضها في سيناء او اسوان او‮ ‬غيرها‮. ‬وقال ان مصر ستظل لكل امصريين وليست لجماعة واحدة وان القوات المسلحة لن تسمح بذلك ابدا‮. ‬وشدد المشير طنطاوي علي ان القوات المسلحة لم ترق دماء المصريين وانه من بواعث فخر الجيش المصري انه يعتنق عقيدة عدم اراقة دم اي مصري‮. ‬
    وقال ان هناك اناسا مدفوعين من الخارج حاولوا ان يثنونا عن هذا المبدأ وهذه العقيدة،‮ ‬وسبوا القوات المسلحة وقادتها بأقزع الشتائم لكننا تحملنا ولن نسمح لهؤلاء الخونة ان يقودونا الي ذلك‮. ‬جاء هذا في كلمة القاها المشير حسين طنطاوي عقب الاحتفال الذي اقيم شرق القناة في سيناء لتسليم قيادة الجيش الثاني الميداني من اللواء اركان حرب محمد فريد حجازي الذي عين مساعدا لوزير الدفاع الي اللواء اركان حرب احمد وصفي القائد الجديد للجيش الثاني‮.‬
    واضاف المشير طنطاوي ان القوات المسلحة قادرة علي حماية امن مصر وشعبها وان القيادة العامة تواصل تحديث وتطوير قواتنا المسلحة لتظل قادرة علي الوفاء بمسئولياتها،‮ ‬واداء مهامها،‮ ‬حامية للشعب ومقدراته وأرضه ومدافعة عن كرامته وعزته،‮ ‬ولتبقي صمام أمن وأمان للوطن وحصنا لشعب مصر العظيم‮.‬
    وقال اننا منذ قيام الثورة في يناير من العام الماضي،‮ ‬دخلت القوات المسلحة في معترك جديد عليها حيث كانت كل امكاناتها ومهامها مركزة علي الدفاع عن الوطن ضد اي عدائيات لكن كتب علينا في شهر يناير عام ‮١١٠٢ ‬ان نتولي امر هذا الوطن العظيم واضاف ان رجال القوات المسلحة كانوا ابطالا وتحملوا الكثير،‮ ‬مؤكدا ان حرب اكتوبر كانت اسهل مما نحن فيه فقد كان امامنا عدو ظاهر اما ان نهزمه او يهزمنا وقد هزمناه وكانت مصر كلها خلف قواتها المسلحة‮ ‬واشار الي ان هناك قوي واجهزة خارجية تحاول ان تثنينا عن دورنا الوطني لكننا لن نسمح بذلك ان شاء الله،‮ ‬وستصبح مصر في حال افضل مما عليه الان‮. ‬
    ووجه المشير حديثه الي رجال القوات المسلحة قائلا‮: ‬لا تسمحوا لاحد بأن يبث في انفسكم الفرقة ولا تسمحوا بأي اختلاف ولا لأي احد ان يخون وخذوا حذركم ممن يدسون السموم بينكم‮. ‬واكد المشير طنطاوي احترامه للسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وقال اننا التزمنا بخارطة الطريق التي جاءت برئيس الجمهورية عن طريق الانتخاب وسنمضي في طريقنا لوضع الدستور ثم اجراء انتخابات مجلس الشعب واضاف اننا لن نفقد معنوياتنا وستظل روحنا المعنوية في السماء،‮ ‬مشيرا الي ان المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة‮. ‬وقال اننا انتصرنا في حرب اكتوبر وسنحقق‮ ‬النجاح في مهمتنا رغم تعثر الاوضاع وسنصل ببلادنا الي بر الامان‮.‬



    ----------------------

    الكنيسة ترفض لقاء كلينتون وأقباط يتهمونها بمحاولة تقسيم مصر

    متظاهرون في الإسكندرية رفعوا الأحذية خلال زيارتها للقنصلية

    15/07/2012 09:10:06 م




    كتب حسنى مىلاد ‬- أحمد عبدالحمىد‮:‬




    رفضت الكنيستان الارثوذكسية‮ ‬والكاثوليكية وعدد كبير من النشطاء الأقباط المصريين مقابلة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس وذلك اعتراضا علي تدخل أمريكا في الشئون الداخلية لمصر‮.‬
    ووصف ائتلاف أقباط مصر وسياسيون أقباط زيارة كلينتون بانها مخادعة هدفها تقسيم مصر طائفيا وهذا ما يرفضه الشعب المصري عامة والأقباط بصفة خاصة‮. ‬وأشاروا إلي أن هذا التقسيم بدأ عندما تم لقاء شخصيات إسلامية إخوانية وسلفية اتبعها طلب لقاء شخصيات مسيحية،‮ ‬وقع علي بيان الرفض جورجيت قليني وعماد جاد ومايكل منير ونجيب ساويرس،‮ ‬والنشطاء المستشار نجيب جبرائيل وكميل صدقي رئيس المجلس الملي العام والنائب عماد جاد‮. ‬وفي نفس الوقت حضر لقاء كلينتون د‮. ‬صفوت البياض رئيس الطائفة الانجيلين ود‮. ‬منير حنا مطران الكنيسة الاسقفية والانبا نيكولا عن الروم الارثوذكس‮. ‬ونظم عدد من المواطنين وقفة احتجاجية ضد كلينتون خلال زيارتها لقنصلية بلادها في الاسكندرية ورفعوا الأحذية في وجهها‮.‬


    ----------------

    بكري: الإخوان لا يحترمون أحدًا
    الأحد, 15 يوليو 2012 21:52

    كتب: أحمد نبيل خضر أكد مصطفي بكري النائب السابق بمجلس الشعب، أن مصر لكل المصريين، وليست البلاد متروكة لمجموعة معينة يأخذون القرارات المصيرية وحدهم، دون الرجوع لأحد غيرهم.

    كما أكد "بكري" -في مداخلة هاتفية له ببرنامج "آخر النهار"- أنه لن يسمح بذلك أبدًا، وقد حذر من ترك السلطة في يد الإخوان المسلمين، قائلًا: لن يهدأ الإخوان المسلمين حتي يسيطروا على مصر، حيث اعتبر أنهم أكثر التيارات التي تتحدث عن احترام الآخر، ولكنهم أول من ينقض ذلك، على حد تعبيره.

    -------------------
    ناجح إبراهيم: تطبيق الحدود يأتى وفق سعة المجتمع وغير ملائم الآن بمصر
    الإثنين، 16 يوليو 2012 - 01:39


    ناجح إبراهيم القيادى بالجماعة الإسلامية
    كتب أحمد عبد الراضى وإسلام جمال


    قال ناجح إبراهيم، القيادى بالجماعة الإسلامية، إن تطبيق الحدود يتحدد حسب طبيعة كل مجتمع، وأرى أن المجتمع المصرى لا يتلاءم مع تطبيق الحدود الآن، وأن الشعب المصرى فى الوقت الحالى يحتاج إلى العدل، وإرساء مبادئ العدل السياسى والعدالة الاجتماعية والحريات العامة، ثم البدء فى إقرار القانون المدنى ومعالجة حالات الفقر، وما إلى ذلك، مضيفا أن الإسلام جاء فوجد واقعا فيه خير وفيه شر فأقر الخير وعالج الشر ولم يأت النبى صلى الله عليه وسلم ليهدم الدولة ثم يعيد بناءها ولكن وجهها إلى الخير ليزيل اللبنة الفاسدة، ويضع اللبنة الصالحة، مؤكدا أن تطبيق الحدود فى الإسلام يأتى وفقا للسعة المجتمعية لتحمل هذه الحدود.

    وأضاف إبراهيم، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامى والكاتب الصحفى خالد صلاح ببرنامج آخر النهار، ويذاع على قناة النهار، أن كل أحكام الشريعة الإسلامية مرتبطة بالوسع الاجتماعى على قواعد صحيحة، ولكن لا يغير شكل العقوبة المحددة كما ورد فى القرآن الكريم كقطع اليد الذى يختلف فيه الكثير من الفقهاء، وبالتالى أحكام الشريعة الإسلامية جاءت متدرجة مثل الخمر والسرقة جاء تحريمها على عدة مراحل قبل الأمر بالعقوبة من خلال القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وهذا هو التركيب الطبيعى للأمم.


    --------------------

    دكتور يطالب الرئيس بالاستخارة قبل اتخاذ أي قرار..
    وشبح عبدالناصر يواجه مرسي في اثيوبيا
    حسنين كروم:
    2012-07-15




    القاهرة - 'القدس العربي'

    اكثر من موضوع وخير مهم في صحف يومي السبت والأحد، منها زيارة الجميلة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ومحادثاتها مع الرئيس محمد مرسي، ثم عقدها مؤتمرا صحافيا مع وزير الخارجية محمد كامل عمرو، أعادت فيه ما أعلنه من قبل مساعدها وليم بيرنز الذي مهد الاسبوع الماضي لزيارتها، لكن أبرز ما قالته أنها ستناقش مع المشير طنطاوي ضرورة عودة القوات المسلحة الى دورها في الأمن القومي المصري، وهو ما يؤكد أن الأزمة بين جماعة الإخوان المسلمين، والمجلس العسكري مستمرة وتنذر بصدام، ويرتبط بزيارتها الاجتماع الذي عقده مكتب إرشادها برئاسة المرشد الدكتور محمد بديع، وأصدر بيانا اكد فيه ان الجماعة ستعمل بكافة السبل القانونية والمشروعة لمواجهة الإعلان الدستوري المكمل، ومنها استمرار الاعتصام في ميدان التحرير، وللأسف، فهذا يعطي الانطباع بأن الجماعة تحتمي بأمريكا لمواجهة المجلس العسكري - لتقنعها انها تريد حكماً مدنيا ديمقراطيا ضد سيطرة العسكريين، وهو نفس التكنيك الذي اتبعته عندما دفعت الرئيس إلى الإعلان عن دعوة مجلس الشعب المنحل للانعقاد يوم اجتماعه مع مساعدها وليم بيرنز.
    كما رفضت محكمة النقض رسالة رئيس مجلس الشعب المنحل اليها بنظر حكم المحكمة الدستورية العليا حل المجلس، لأن هذا ليس من اختصاصاتها، وهناك محاولة جديدة لدفع الرئيس للإعلان عن إجراء استفتاء على حكم المحكمة الدستورية، وأشارت الصحف الى سفر الرئيس الى أديس أبابا عاصمة اثيوبيا لحضور اجتماعات منظمة الوحدة الأفريقية وسط تهليل الإخواني بأنه سيعمل على استعادة دور مصر القيادي الذي ضاع منها، ولا شك أن مرسي سيجد في استقباله شبح خالد الذكر الذكر في القاعة، ليطلب منه أن يحدث الأفارقة عن مصائب وكوارث الستينيات، وما أدراك ما الستينيات ولا اعرف كيف سيرد على الإشادات بمصر في عهد ما أدراك.
    وغدا الثلاثاء ستصدر محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، حكمها في دعوى حل اللجنة التأسيسية للدستور، ومظاهرة في ميدان التحرير للإخوان والسلفيين ضد المجلس العسكري والمحكمة الدستورية، وأخرى أمام المنصة في شارع النصر بحي مدينة نصر، وثالثة بالقرب من السفارة الأمريكية ضد زيارة كلينتون ورابعة أمام فندق الفورسيزون، الذي تنزل فيه واستعدادات الشهر الكريم، واستمرار المشاورات لتشكيل الحكومة، واجتماعات القوى السياسية لتشكيل تكتل سياسي يواجه الإخوان والسلفيين، وحضور الرئيس حفلين لتخريج دفعة من ضباط الشرطة وثانية من الجيش، وانهيار مبنى مكون من احد عشر طابقاً، تحت الإنشاء في منطقة الجمرك بالإسكندرية وسقوطه على عدد من المساكن المجاورة، وأظن أنه لابد أن مالكه أما إخواني أو سلفي، والمنازل التي تهدمت يسكنها معارضون لهما، وسوف تثبت التحقيقات صحة ما أقول، والله الموفق والمستعان.

    استاذ جامعي يذكر الرئيس بحسن التدبير

    ونبدأ بالمعارك العنيفة الدائرة حول رئيس الجمهورية، معه أو ضده، هجوما عليه أو دفاعا عنه، وتوجيه نصائح إليه، ومن الذين يواصلون تسديد النصائح، الإخواني والاستاذ بجامعة الأزهر الدكتور صلاح الدين، الذي قال يوم الأربعاء في 'الحرية والعدالة' بعد أن مسح بيده اليمنى على لحيته ومقدما للرئيس كتاب الإمام السيوطي ليقرأه: 'أورد السيوطي في الجامع الصغير بسند حسن عن أبي ذر الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'لا عقل كالتدبير'.
    وقد تساءل الكثير عن سر إبطاء فخامة الرئيس محمد مرسي في الإعلان عن موقفه من مجلس الشعب والمجلس الرئاسي ومجلس الوزراء، وهي ملفات في أعلى درجات السخونة والأهمية أيضاً، ومن حسن التدبير التأني في البحث والدراسة والاستشارة والاستخارة وتقييم الأمر على وجهه من ناحية الايجابيات والسلبيات، والمصالح والمفاسد والمنافع والمضار، فإن فخامة الرئيس من حسن تدبيره وقوة شخصيته أنه انحاز إلى الشعب الذي طالبه قبل أن يقسم اليمين أمامهم كرئيس ثوري جاءت به الثورة ودماء الشهداء والجرحى، ولم يأت به العسكر ولا المحكمة الدستورية ولا نادي القضاة، ومن ثم فقد كانت المطالب أمامه هتافاً وخلفه كتابه فأقسم اليمين ودرس القوانين واستشار المخلصين والخبراء الحقيقيين لا الملونين، فخرج بهذا القرار الحكيم بإبطال قرار المجلس العسكري، وليس حكم المحكمة الدستورية فامض فخامة الرئيس إلى العدل والحق والرحمة والحكمة، والاستشارة والاستخارة وحسن التدبير في اتخاذ القرارات ولا تصغ إلى أصحاب عش الدبابير الذين غرقوا قديماً في التزوير وخرجوا اليوم للتشهير من دون وازع من أدب أو ضمير'.
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ وهكذا كانت نتيجة نصائحه، رئيس الجمهورية قبل أن يتخذ قرارا يقوم بعمل استخارة، واتخاذ قرار دعوة البرلمان المنحل، فهل أنشأ داخل ديوان الرئاسة، مكتب استخارات، أم مكتب الرشاد قام بعمل الاستخارة وارسل إليه نتيجتها؟ ولماذا لا نختصر الطريق ونعود إلى تقاليدنا المصرية، ونلجأ إلى طريقة مجربة ومضمونة، وهي حادي بادي، ما اخدش إلا دي؟ أهذه نوعيات تخطط لبلد كمصر هي أمي؟

    الوليد المشوه الذي سموه البيان الدستوري

    وفي اليوم التالي مباشرة نشرت 'الحرية والعدالة' نصيحة أخرى للرئيس من الأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور عبدالحي الفرماوي هي: 'سر يا أيها الرئيس المفدى على بركة الله!! استرد اختصاصاتك التي انتزعوها - ليس منك - بل من الشعب الذي أحبك وتوسم الخير فيك واختارك لقيادة البلاد وأهلها، وإلا فما هذا الوليد المشوه الذي سموه البيان الدستوري المكبل - أقصد المكمل؟ الذي ولد بليل وعلى عجل ولم يستفت عليه الذين استفتوهم في بيان مارس 2011، كن قوياً كما عهدناك، حيث أن الله معك ومن كان مع الله - كما نعرف عنك ولا نزكيك على الله - كان الله معه ومن كان الله معه كان أقوى من كان يعادي، صارح شعبك باستمرار - فهو الذي أقسمت اليمين أمام طوفان حبه لك في ميدان الشهداء والكرامة 'ميدان التحرير' ولا تبخل عليه أبداً بمعرفة كل صغيرة وكبيرة من الأمور التي تسعدك في إدارة البلاد، ومن الأمور التي - لا قدر الله - قد تسوؤك من بعض العباد حتى يشعر بك وبما تعانيه ويعرف ما تفكر لخيرهم فيه، فيزداد، ثقة في حبك له وارتباطاًَ بك والتفافاً حولك، سيدي الرئيس - سامحني لقد أطلت عليك ولكن هذا واجبي نحوك، كما أن واجبك نحوي أن تستمع إلى ما أقوله لك باعتباري واحدا ممن يحبونك من رعيتك، كما أني واحد من كبار علماء الأزهر الشريف الذين يرضون الله تعالى بإخلاص النصيحة لإمامهم رئيس الدولة'.

    ما الفرق بين ممتدحي مبارك ومرسي؟

    والآن، ما هو الفرق بين من كانوا يمدحون مبارك بنفس العبارات، وبين هؤلاء؟ وكيف لأستاذ بالأزهر يعرف أن إمامه هو شيخ الأزهر، ثم يوزع المنصب مناصفة بينه وبين الرئيس، بحيث يجمع بين الرئاسة والإمامة، وإذا منصب الإمامة معروف في الإسلام، فماذا يقول عن منصب المرشد العام للإخوان والرئيس الإمام منهم وكانت له بيعة للمرشد، اعتقه منها من دون أن يعرف أحد، ان كان العتق خاصا بالرئاسة أو بالإمامة؟
    كيف يمكن لبلد كمصر هي أمي، ونيلها هو دمي، وشمسها في سماري، حتى لوني قمحي، كما تقول الأغنية، رغم اني ابيض اللون، كيف لبلد كهذا أن تديرها مثل هذه العقليات، فاللهم أخرجني من هذه الدنيا على خير، ولكن بعد عمر طويل إن شاء الله.

    برنامج زمني لعملية الانتقال الأخلاقي

    لكن رئيس تحرير 'الحرية والعدالة' زميلنا عادل الأنصاري، سحبني من يدي بعيدا عن الدكتور عبدالحي - وقال لي لا شأن له بنا، أما موقفنا نحن الجماعة والحزب فهو: 'نحن نرفض الحاكم الفرعون المستبد ونرفض النفاق الذي ينقل الحاكم أو المسؤول من مصاف البشر الذين يصيبون ويخطئون الى درجة المعبود من دون الله الذي لا يسأل عما يفعل، فإذا ما اختص البعض الحاكم المستبد بالتقدير والإذعان والصمت على الأخطاء والقبول بالجرائم والآثام وتمرير الخطايا والكوارث، ثم بعدما اختصوا الحاكم المتواضع بالنقد الخارج والتطاول الجامح، فأنت أمام معادلة مقلوبة تدل على فطرة منكوسة، كما أن هناك مرحلة انتقالية في مجال العمل السياسي، فنحن أمام مرحلة انتقالية على المستوى الأخلاقي يحتاجها الكثيرون الى الانتقال من صيغة التعامل مع الحاكم المستبد إلى صيغة التعامل مع الحاكم العادل والمتواضع.
    ومع هذا فإن الشعوب الناضجة لها أن تضع برنامجاً زمنياً واضحاً لعملية الانتقال الأخلاقي لدى هذه الفئة لتتيح لها فرصة التعرف على مقتضيات وخصائص المرحلة الجديدة، هذه الفئة تسعى إلى تفويض دعائم الحاكم العادل وتبذل الجهد للعودة إلى العيش في ظل الحاكم الغاشم وفي كنف الاستبداد، لأنها أدمنت النفاق وكونت على هامشه عددا من المصالح الخاصة التي لا يمكن أن تحصل عليها بين يدي حاكم عادل.
    ما يبعث على قلق البعض وتخوفه من مخاطر هذه الفئة وضرورة السعي الى تحجيم خطرها أنها باتت جزءا من منظومة رسمية في هياكل الدولة تداخلت مع مكوناتها وتشابكت مع تفاصيلها، إلا أن التغيير الحقيقي لن يكون إلا في ظل وعي شعبي متزايد ومتنام بضرورة الانتقال من الواقع القديم الى الواقع الجديد، حينها ستتلاشى هذه الفقاعات وتنزوي الى غير رجعة مؤذنة بميلاد عيد جديد'.
    أي بطريقة غير مباشرة، لا يجب مهاجمة الحاكم العادل المتواضع، ومن يفعلون ذلك في حاجة الى عملية انتقال أخلاقي، أي تربيتهم، وهو يذكرنا هنا بأقوال للرئيس الراحل أنور السادات عندما كان يصف مهاجميه، مثل، الأراذل، لقد عودتكم على الصراحة ولم أعودكم على الوقاحة، وعبارة، دي قلة حيا.

    ناصري يذكر مرسي بحصول
    والده على أرض من عبدالناصر

    وإلى ردود الأفعال التي لا تريد أن تهدأ ضد رئيس الجمهورية لهجومه على فترة حكم خالد الذكر، ومنها قول زميلنا محمود عابدين، يوم الخميس قبل الماضي في 'الدستور' عن خالد الذكر: 'سأكتفي في حديثي بذكر بعض المواقف الوطنية للزعيم الخالد ومنها إصداره قانون الإصلاح الزراعي، وقلت في نفسي ان مرسي مواطن بسيط من محافظة الشرقية، وتحديدا من قرية ريفية مثلي ومثل الكثيرين من فلاحي هذا الوطن الغالي.
    وعلمت من دون تأكيد أن والده حصل على فداني أرض نتيجة هذا القانون وأن هذه المساحة الزراعية ساعدت والد الرئيس الجديد في مواجهة أعباء الحياة وتعليم أبنائه، موقف آخر للزعيم الخالد، وهو إصراره على مجانية التعليم، ولولا هذا القرار أيضاً لما كان أمثالي ود. مرسي قد حصلوا على تعليم يؤهلهم لما وصلوا إليه، أي أن قانون الإصلاح الزراعي ومجانية التعليم ساهما في اعتلاء الرئيس الجديد نفس المنصب الذي شغله عبدالناصر، وهذا يجعلني انصح د. مرسي بأن يذكر محاسن الزعيم الذي أمم قناة السويس، وما أدراك ما قناة السويس، وشيد السد العالي وكان له الفضل بعد الله ورسوله ثم الجماعة في أن نعرف د. مرسي، لقد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة، فاليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل، فهل يا دكتور مرسي لديك المقدرة على استعادة أراضي الدولة، من لصوص المال العام الى الشعب؟
    وهل تستطيع أن تأخذ قرارات لها نفس قوة قرارات عبدالناصر برجوع الأموال المهربة في دبي وأبو ظبي وسويسرا وغيرها من بلدان العالم؟ وهل تستطيع أن تضع مصر في مكانتها الصحيحة عالمياً وإقليمياً مثلما فعل عبدالناصر؟
    وهل تستطيع تحرير إرادة البلاد من الإملاءات الأمريكية؟'.

    إخواني يصف الناصريين بالأشد عداء

    وطبعاً هذا الكلام وما سبقه اثار اعصاب زميلنا الإخواني لطفي عبداللطيف، فصرخ في نفس اليوم - الخميس - قبل الماضي في جريدة 'الحرية والعدالة'، بصوت جهوري حتى يسمعه المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد في مقرهم بجبل المقطم، ويبتسمون، كما ينال رضى بعض الناصريين: 'انبرى 'بعض' دراويش الناصرية لشن هجوم على الرئيس محمد مرسي والإخوان والتيارات الإسلامية، واعتبروا الكلمات التي جاءت على لسان الرئيس 'الستينيات وما أدراك ما الستينيات' مساساً بمقدساتهم وتصفية حسابات من الإخوان مع الحقبة الناصرية، واستمروا في عزف شعارات المرحلة التي لا يعرف كثير من الأجيال الجديدة حلوها ومرها، وحاولوا إهالة التراب كعادة - 'حنجورية الناصريين'- على كل من يعارضهم أو ينتقد الناصرية بكلمة أو حرف، على الرغم من أن كثيراً من هؤلاء الدراويش وضعوا أنفسهم لخدمة السادات ومبارك وكانوا اكثر المستفيدين منهما، وإذا كان الرئيس محمد مرسي قد نكأ جرحاً حدث في مرحلة الستينيات وأصاب الوطن كله، بل الأمة بأسرها، فقد جاء في سياق حديثه عن مراحل كفاح الشعب المصري ضد الظلم والقهر والاستبداد، فالخمسينيات والستينيات - مرحلة التحرر الوطني - ليس في مصر وحدها بل في العالم الثالث كانت لها ايجابياتها وسلبياتها، فلا أحد ينكر إقرار قوانين الإصلاح الزراعي ومجانية التعليم وتأميم قناة السويس والانحياز للطبقة الفقيرة، ولكن لا أحد ينكر على الإطلاق أن إهدار قيمة الإنسان وتجريده من إنسانيته كانت على أيدي زبانية الناصرية، بل بعلم من عبدالناصر وهو يتحمل باعتباره رئيس الدولة في هذه المرحلة المسؤولية الكاملة لما حدث في السجون والمعتقلات للإخوان واليساريين، والشيوعيين والوفديين وكافة الرموز الوطنية.
    وبالطبع لا يتذكر 'دراويش الناصرية' الانكسار الذي اصاب الأمة بأسرها في 5 يونيو 1967 بالهزيمة التي لحقت لا بجيشنا أو شعبنا بل بكل الإصرار في العالم، لقد اعترف الكثيرون من الناصريين الوطنيين الشرفاء - وما اكثرهم - بمرارة هذه التجربة وما حدث للإنسان المصري، واعتذروا عنها ونسي المعذبون ما حل بهم وبأهليهم، وتوافق هذا الفصيل الناصري الوطني مع الإخوان وغيرهم من القوى الوطنية الشريفة لمواجهة مبارك ونظامه، أخطأ عبدالناصر في حق الانسان المصري، ولكن قاد عبدالناصر حركة تحرر وطني وانحاز للفقراء'.
    طبعا، طبعاً، ولكن كان ينقصه ان يوجه هذا الكلام للرئيس محمد مرسي، ويقول له، هذا ما حدث يا رئيسنا في الستينيات، وما أدراك ما الستينيات، وعلى كل حال، ما اعترف به لطفي شجاعة أدبية في مواجهة طوفان من نكران الحق والحقيقة من الذين يتزعمون الجماعة، خاصة تجارها، ويزعجهم جدا أن يعترف إخواني بانحياز خالد الذكر إلى الفقراء.

    سيد قطب يؤكد لعبدالناصر اتصالات سفارة
    مصر بإخوان الأردن وتعاونها معهم

    وإلى جزء آخر من رسالة المرحوم سيد قطب الى خالد الذكر والمنشورة في صحيفة 'المسلمون' الاسبوعية الخاصة في عددها الصادر يوم الاثنين التاسع من يوليو، واخترنا الفقرات الخاصة بالإخوان في الأردن، قال قطب: 'في مايو الماضي زارني بمفرده أحد إخوان الأردن، وهو طبيب اسمه عبدالرحمن أما بقية اسمه فلا أتذكرها، ومن السهل معرفة اسمه من الأستاذ فريد عبدالخالق.
    وذكر لي أنه منتدب من إخوان الأردن لمقابلة الإخوان هنا، وأنه حضر إليَّ لتهنئتي بالخروج من السجن باسم إخوان الأردن.
    وأبلغني تحيات مراقبهم العام الاستاذ عبدالرحمن خليفة، ثم تحدث حديثا طويلا عن المسألة التي يريد أخذ تعليمات فيها أو توجيهات وهي مسألة علاقتهم بمنظمة التحرير وبالشقيري، وهي سرد طويل لعلاقتهم بالشقيري منذ بدأ التمهيد لتشكيل منظمة فلسطين وأحاديثهم معه وأحاديثه معهم، لا تسعفني ذاكرتي الآن باستحضاره لأنني لم أكن اتتبعه باهتمام إلا في النقطة الأساسية فيه، وهي تتلخص في أن الشقيري طلب مساعدتهم في الدعوة للمنظمة، وأنهم فهموا منه أنه جاء في قضية فلسطين فبذلوا له كل مساعدة، ولكن عند تشكيل الهيئة التنفيذية، أو ما يشبه هذا، وجدوا أنه استبعد الإخوان المسلمين منها، وأن أغلبية منها من المعروفين بميولهم الشيوعية وأنهم راجعوه في هذا وكشفوا له عن حقيقة هؤلاء فوعد بالاهتمام بهذه المسألة وإعادة النظر في الموضوع، وأن المسألة بينهم وبينه عند هذا الحد.
    وشكا من أن القيادة في مصر لا تتصل بهم ولا تعطيهم أي توجيهات، في حين انهم يعتبرون أنفسهم مرتبطين بالقاهرة - وذكر لي أن السفير المصري في وقت من الأوقات سأل الأستاذ عبدالرحمن خليفة عما إذا كان يلبي دعوة لو جاءته من القاهرة؟ فرد الاستاذ عبدالرحمن عليه قائلا: إن لك قيادة وأنت تتبعها وتطيع أوامرها فأنا كذلك لي قيادة وسألبي الدعوة لو جاءت لي من الاستاذ المرشد أو بموافقته. وأن السفير قال له: يجب ألا تعلقوا مصيركم ولا علاقاتكم بمصير الإخوان في مصر، فقال له: إننا مرتبطون بمصر باعتبارها قطاعا من قطاعات الإخوان، ثم طلب مني توجيهات في الموقف فقلت له: إنني لا أملك أن أعطيكم توجيهات محددة في موقف داخلي أولا: لأنني لست المرشد. وثانيا لأنكم أنتم أعرف بظروفكم وأقرب إلى القضية الفلسطينية وأقرب الى المنظمة وأخبر بكل ما يحيط بها، فطلب مقابلة المرشد فقلت له كذلك انني لا أملك أن أوصله بالمرشد لأنني أعرف أن حالته الصحية لم تعد تمكنه من بذل جهد في مثل هذه المشاغل والمشاكل، ولأنني أعرف كذلك عدم رغبته في مثل هذه المقابلات، وكنت سمعت هذا فعلا نقلا عن أهل بيته فقال لي إنه سيقابل الاستاذ مزيد فماذا أنصح له هل يقابله أم يكتفي بمقابلتي؟ فقلت له: انه يستطيع أن يقابل الأستاذ مزيد بلا أي مانع، وكان قد سألني قبل ذلك عن توجيهاتي العامة قبل سؤالي عن التوجيهات بخصوص منظمة فلسطين فذكرت له آرائي في منهج الحركة الإسلامية على انها مجرد آراء لي لا على أنها توجيهات لهم لأني أعرف منذ سنة 1953 عندما كنت في الأردن ان إخوان الأردن منغمسون في الحركات السياسية المحلية، فلا يمكن أن أنصح لهم بالانسحاب منها وهم لا يستجيبون لهذا بحسب ظروفهم وتاريخهم في الحركة، وقد علمت من الاستاذ فريد في المقابلة التي كانت بيني وبينه بعد ذلك، وهي المقابلة الوحيدة باستثناء حضوره لتهنئتي بعد خروجي في العام الماضي، والتي اقتصرت على التهنئة، علمت أن الأخ الأردني زاره وأنه قابل الأستاذ المرشد كذلك وأنه لم يأخذ منهما أية توجيهات في مسألة المنظمة، وأن المرشد ابدى رغبته في عدم الحديث في مثل هذه المسائل، وكذلك عرفت هذا من المرشد عندما زرته للسؤال عنه في مرضه وللعزاء في ابن عمه'.
    أي انه قبل اكتشاف تنظيم 65 بالصدفة، كانت هناك دعوة للمراقب العام للإخوان في الأردن لزيارة مصر، وأن طبيبا من الإخوان جاء الى القاهرة من الأردن من دون اعتراف وقابل سيد قطب بعد خروجه من السجن وقابل الاستاذ فريد عبدالخالق، وقابل المرشد العام الثاني المرحوم المستشار أحمد حسن الهضيبي، ولم يحدث أي شيء للجميع، أي حسن النية والتسامح كان متوافرا، ولم يتغير الموقف إلا بعد اكتشاف أمر التنظيم المسلح.

    خزعبلات المدعو عكاشة

    وإلى المعارك السريعة والخاطفة، ونبدأ اليوم مع زميلنا الإخواني، عامر شماخ من 'الحرية والعدالة' يوم الأربعاء، حيث اخترنا خمسة من بين خمس عشرة فقرة، هي:
    1- إذا أردتم معرفة حجم الانحدار الأخلاقي والتجريف الثقافي بعد ستين سنة من حكم العسكر والعلمانيين فاحصوا عدد من يجلسون أمام الشاشة ليشاهدوا خزعبلات المدعو عكاشة.
    2- أثبت الناصريون خلال الفترة الماضية أنهم أشد الناس عداوة للإخوان المسلمين، وهذه العداوة - في اعتقادي - ليست عن غيرة سياسية إنما هي عقيدة لدى هؤلاء الناس، لا تنسوا أنهم أبناء عمومة رفعت السعيد ورفاقه.
    3- بعدما فشل الداخل والخارج في الحيلولة دون وصول الإخوان الى الحكم، العسكر بالسلطة والتيارات السياسية والطائفية، بالإعلام وبث الأكاذيب والشائعات، كان لابد من اتحادهم جميعا لتدشين 'تيار ثالث' لإفشال من انتخبهم الشعب وجاءت بهم الديمقراطية.
    4- بقدر فرحتي باختيار الدكتور محمد مرسي لرئاسة مصر بقدر حزني وغمي لحصول وحيد حامد في الاسبوع ذاته على جائزة 'النيل في الفنون' من المجلس الأعلى للثقافة، لأني أرى أن هذا الرجل لابد أن يحاسب لا أن يكافأ، وأرى أن هذا المجلس لابد أن يحل لا أن يعطي الجوائز لأعداء الثورة والمثقفين إياهم.
    13- سعوديون يبنون مسجدا تحت الماء في منطقة تبوك كلف أرقاما ملكية وقد أقاموا الصلوات فيه، بينما يتشرد في شوارع مصر ما يقرب من عشرة ملايين طفل لا يجدون طعاماً ولا مأوى، وبينما يموت أطفال الصومال من المجاعة.
    وهكذا حسبما جاء في فقرته، فقد تجرأ عامر على القرآن الكريم، كلام الله وغير منه ليكون لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، فوضع الإخوان مكان الذين آمنوا، ووضع الناصريين مكان المشركين بجوار اليهود.

    أمر مؤسف حقاً أن نراك تقبل يد الرئيس

    وأما في الفقرة الثالثة فلا اعرف لماذا استعان بسورة يوسف في الإشارة الى مرسي، رغم انه استخدمها من قبل لوصف خيرت الشاطر عندما كان مرشحا، بينما مرشده وصف مرسي بأنه أبو بكر - رضي الله عنه، ومرسي نفسه وصف نفسه بأنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسرعان ما جاءه الرد سريعا في اليوم التالي - الخميس من زميلنا بـ'الأهرام' أشرف العبد، حيث اخترنا أربعة من بين ثلاثة عشر:
    - البرادعي، كنا نتمنى أن تشغل هذا المنصب، هل رفضته أم انه لم يعرض عليك، عموما عدم شغلك له خسارة جسيمة للرئاسة وليس لك.
    - أحمد فهمي، ليتك كنت حاصلا على بكالوريوس الإعلام بدرجة جيد بدلا من شهادة الصيدلة التي خبراتك دوائية فقط، نراك تعلن تأييدك لاستقلال الصحف بينما الواقع أمامنا على النقيض.
    - محمد البلتاجي، انها شائعات مسمومة، ومكائد يطلقها الشياطين، وإعلام الفلول لإظهار الرئيس المنتخب عاجزا مكشوف الأيدي، ليكون آخرها القتل باسم الدين.
    - صفوت حجازي، أمر مؤسف حقاً أن نراك تقبل يد الرئيس، لا تفعلها مرة ثانية ولتكتف بالهتاف.

    الداعية وجدي غنيم وألفاظه غير المقبولة

    وإلى معارك الإسلاميين وأولها ستكون لزميلنا في 'الأخبار' علاء عبدالوهاب وكانت يوم الاثنين ضد الداعية وجدي غنيم وألفاظه غير المقبولة التي يستخدمها، ودعواته الدموية، فقال عنه: 'أحدث تعريف للنخبة قدمه الداعية المعروف وجدي غنيم - النخبة ليست سوى فئران وصراصير يعيشون في النجاسة وأضاف لا فض فوه أنهم 'مثل الكلاب التي تنبح!!'.
    لا أعرف إلى أي قاموس تنتمي كلمات الداعية وإلى أي إسلام ينتسب؟ ثم أين آداب الاختلاف التي خصنا بل أمرنا بها ديننا الحنيف، الأكثر غرابة أن 'الداعية' يتهم معارضي الرئيس مرسي بأنهم لا يعرفون قيمة الديمقراطية ثم يطلب منه أن يستخير الله في كل قراراته ولا يلتفت لمعارض'.

    مسلمون يموتون جوعا
    واشقاؤهم متخمون بطرا

    ويوم الأربعاء أخبرتنا زميلتنا الرسامة سحر، بأنها رأت مشهدا لم تصدقه عيناها وأبلغتنا به في رسم بجريدة 'الأهالي' لسان حال حزب التجمع اليساري المعارض يوم الأربعاء، وكان عن شيخ سلفي من أصحاب وجدي غنيم يقف شامخا أمام يافطة مكتوب فيها.
    - هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اتصل بنا نقتلك أينما كنت'.
    واثنان يفران، أي انهم أنشأوا إدارة ديلفري، للتخفيف عن عباد الله من المسلمين، والغريب في أمر هؤلاء الناس ان احدهم وهو زميلنا في 'اللواء الإسلامي'، محمد الشندويلي، حاول في اليوم التالي - الخميس - تكذيب إعلان الديلفري هذا بأن قال:
    'لا تخافوا الإسلام ولكن خافوا مما أنتم فيه، فالناس يموتون من الجوع وجارهم عنده تخمة من المأكل والمشرب والترف، هذا هو الإسلام عندما يقول ليس بمسلم من بات شبعان وجاره جائع والقرآن يدعو الإنسانية إلى الوحدة التي هي أساس التقوى من ذكر وأنثى 'يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا'، اتركوا الفرصة برهة وجربوها لعلنا ننقذ بلادنا بهذا الفهم الإسلامي وتجردها من الأنانية وتطبيق مذهبكم المستورد الذي ظل سنوات طويلة يحرق البلاد، فانتشرت الفوضى باسم العلم وانتشر الفساد بهذا الاسم، تعالوا بنا نطبق الإسلام لا نتخوف منه فهو يعمل على صياغة جديدة لعقل الأمة والفرد، تعالوا نغير من حياتنا برؤية إسلامية وهذا لا يتأتي الا بوجهتنا نحو ديننا بالتطبيق، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؟ النصر قادم بإذن الله وراية الإسلام بدأت ترفرف بالنور والضياء بإذن الله'.

                  

07-17-2012, 04:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)


    العريان:"الأهرام" تُمهِّد لحكم ضد التأسيسية
    الإثنين, 16 يوليو 2012 18:58


    كتب- بسام المهراني : أكد الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، أن مصر وطن لكل المصريين، واﻷمة هي مصدر السلطات، ولن تكون هناك إرادة فوق إرادة الشعب، أو سلطة أعلى من سلطة اﻷمة، قائلاً: "حجم التوافق بيننا أكبر مما يظن البعض".

    وأشار -في تغريدةٍ عبر موقع تويتر- إلى أن استقلال القرار المصري هدف كل مصري، ومنع التدخل الخارجي متفق عليه بين الجميع، مضيفًا: "أنعم الله علينا بثورة عظيمة، وشكر نعمته أن نحافظ على استقلالنا مع اختلافنا".
    وأعرب العريان عن استنكاره لما مارسته صحيفة (الأهرام) من تمهيدٍ لحكم ضد الجمعية التأسيسية للدستور باستطلاعٍ للرأي حول تشكيلها، يعيدُ للأذهان سابق اﻻستطلاعات على غير الحقيقة.

    -----------------------






    مصريون يرشقون موكب كلينتون بالطماطم والاحذية ويتهمونها بدعم تولي 'الاخوان' رئاسة الجمهورية

    2012-07-16




    الاسكندرية - من ارشد محمد: رشق محتجون موكب وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بالطماطم (البندورة) والاحذية الاحد في أول زيارة تقوم بها لمصر منذ انتخاب الرئيس الجديد محمد مرسي. وأصابت إحدى ثمار الطماطم مسؤولا مصريا في وجهه وسقطت أحذية وزجاجة مياه قرب السيارات المصفحة التي تقل وفد كلينتون بمدينة الاسكندرية بعدما القت كلمة عن الحقوق الديمقراطية. وقال مسؤول امريكي كبير انه لم تسقط اي مقذوفات على كلينتون وسيارتها التي كانت على مقربة من الحادث.
    وهتف المتظاهرون 'مونيكا .. مونيكا' في إشارة إلى علاقة الرئيس الاسبق بيل كلينتون بمونيكا لوينسكي عندما كان في البيت الابيض. وقال مسؤول أمني مصري إن البعض رددوا في وقت سابق هتافات تطالب كلينتون بمغادرة البلاد. ولم تتضح بعد الانتماءات السياسية لهؤلاء المتظاهرين ولا انتماءاتهم السياسية. واصبحت المظاهرات شيئا عاديا في مصر منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك الذي كان حليفا لامريكا لفترة طويلة باحتجاجات ضخمة في الشارع العام الماضي.
    وتسيطر على مصر حالة من عدم اليقين السياسي حيث تنخرط قوتان ضخمتان هما الجيش والاخوان المسلمين في صراع على السلطة في المستقبل على البلد الذي يظل بدون دستور دائم او برلمان او حكومة. وردد محتجون خارج الفندق الذي كانت تقيم به كلينتون مساء يوم السبت هتافات مناهضة للاسلاميين متهمين الولايات المتحدة بدعم صعود الاخوان المسلمين الى السلطة.
    وفي كلمة بالقنصلية الامريكية التي أعيد افتتاحها بالإسكندرية رفضت كلينتون تلميحات بان الولايات المتحدة التي ظلت لفترة طويلة تدعم مبارك تدعم فصيلا معينا أو آخر في مصر بعد الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي.
    وقالت كلينتون 'أريد أن أقول بوضوح إن الولايات المتحدة ليست معنية باختيار فائزين وخاسرين في مصر حتى لو كنا نستطيع.. ونحن لا نستطيع بالطبع'. واضافت 'نحن على استعداد للعمل معكم حسبما تخططون مساركم وحسبما تقيمون ديمقراطيتكم ... نحن نريد الوقوف الى جانب المبادىء والقيم وليس الاشخاص والاحزاب.'
    كما اجتمعت كلينتون مع رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي في وقت سابق يوم الاحد لمناقشة عملية التحول الديمقراطي المضطربة في مصر حيث يحاول الجيش الحفاظ على نفوذه بعد انتخاب الرئيس الجديد.
    وجاء الاجتماع بعد يوم من اجتماعها مع الرئيس محمد مرسي الذي قلص الجيش سلطاته قبل ايام من توليه المنصب.
    ورد مرسي على تقليص الجيش لسلطاته بإصدار قرار بإعادة البرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميون والذي حله المجلس العسكري بعد صدور حكم قضائي ببطلانه مما عمق الأزمة قبل ان يتاح حتى للرئيس الجديد الوقت لتشكيل حكومة.
    وقال مسؤول أمريكي يرافق كلينتون في افادة بالبريد الالكتروني انها تحدثت خلال اجتماعها مع طنطاوي الذي استغرق ساعة واحدة عن التحول السياسي في مصر 'والحوار المستمر للمجلس العسكري مع الرئيس مرسي' ومشكلات الدولة الاقتصادية.
    وقال المسؤول الأمريكي 'أكد طنطاوي أن أكثر ما يحتاجه المصريون في الوقت الراهن هو المساعدة في إعادة الاقتصاد إلى مساره.' كما تطرقت المحادثات الى الوضع في سيناء وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
    وبعد اجتماعه مع كلينتون قال طنطاوي ان الجيش يحترم الرئاسة لكنه سيواصل دوره في 'حماية' مصر. وقال في تصريحات له خلال الاحتفال بمراسم تسليم وتسلم قيادة الجيش الثاني الميداني في الاسماعيلية إن 'القوات المسلحة ومجلسها الاعلى تحترم كافة السلطات التشريعية والتنفيذية.' واضاف 'القوات المسلحة لن تسمح لأحد خاصة من المدفوعين من الخارج أن يثنيها عن دورها في حماية مصر وشعبها.'
    وتوترت العلاقات بين القاهرة وواشنطن هذا العام عندما داهمت الشرطة المصرية مكاتب عدد من منظمات المجتمع المدني التي تدعمها الولايات المتحدة للاشتباه في حصولها على تمويل من الخارج بشكل غير مشروع وإحالة عدة أمريكيين للمحاكمة نتيجة لذلك. وتقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار لمصر سنويا.
    وانتهت الازمة عندما سمحت السلطات المصرية للمواطنين الأمريكيين وعمال اجانب اخرين بمغادرة البلاد. وقالت كلينتون ان واشنطن ترغب في دعم 'ديمقراطية حقيقية لا تفرض فيها اي جماعة او فصيل او زعيم ارادته او ايديولوجيته او دينه او رغباته عل اي شخص اخر.'
    ومن المرجح ان تكون قد كررت هذه الرسالة في اجتماعاتها في وقت سابق يوم الاحد مع ممثلي المرأة والمسيحيين وهما مجموعتان تشعران بالخوف من احتمال تقليص حقوقهم في ظل حكومة يسيطر عليها الاخوان المسلمون.
    وقالت 'سأكون صريحة واقول ان البعض لديه مخاوف شرعية بشأن مستقبلهم ... اقول لهم ... يجب الا يتعرض اي مصري او اي شخص في اي مكان للاضطهاد بسبب معتقداتهم او افتقارهم للمعتقدات..'
    وقالت 'الديمقراطية لا تتعلق فقط بانعكاس ارادة الغالبية. فهي ايضا عن حماية حقوق الاقلية.'
    وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة عانت من 'الطريق الصعب' مشيرة الى ان الدستور الامريكي في الاصل لا يحمي حقوق المرأة او العبيد.


    ---------------------


    مرسي يواجه 'العسكري' أثناء وجود هيلاري.. وطنطاوي لن يسمح لفصيل بالسيطرة على مصر
    حسنين كروم
    2012-07-16



    القاهرة - 'القدس العربي' حفلت الصحف المصرية الصادرة امس بالكثير من الأخبار والقضايا المثيرة، فقد استمرت المشاورات والتكهنات حول رئيس الوزراء القادم، هذا وقد أخبرنا زميلنا الرسام الموهوب بـ'الأخبار' مصطفى حسين يوم الأحد انه كان على موعد مع الرئيس واستغل فرصة قيام مدير مكتبه بالدخول إليه، فقام ونظر من فتحة الباب فسمعه يقول لمرسي: ما هو يافندم الوزارات كلها مشاكل فلازم يكون رئيس الوزراء غاوي مشاكل.
    كما تواصلت الاضرابات والاعتصامات الفئوية والعمالية، ورفضت وزارة الداخلية عودة دوري كرة القدم لأسباب أمنية، ولوحظ ان جريدة 'المساء' القومية نشرت على يمين صفحتها الأولى خبرا بدون إسناد لمحرره نصه: 'شهدت الإسكندرية زيارة خاصة من السيدة أم أحمد حرم الرئيس د. محمد مرسي، حيث قامت رئاسة الجمهورية بتأمين حديقة المنتزه حيث تقيم زوجة الرئيس في مصر الحرملك، والذي سبق وأن قامت سوزان مبارك، زوجة المخلوع بترميمه ولم تقم فيه، زوجة الرئيس قامت بزيارة لإحدى صديقاتها بشارع خالد بن الوليد بالمنتزه'. وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

    مرسي يصدر قراراً بتحصين اللجنة التأسيسية
    للدستور من الحل من جانب القضاء

    قبل سفره الى اثيوبيا لحضور مؤتمر الاتحاد الأفريقي، عاد الرئيس محمد مرسي لتجديد الأزمة بينه وبين كل من القضاء والمجلس العسكري، بأن أصدر قرارا بالتصديق على تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور قبل ثمان وأربعين ساعة فقط من إصدار محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في حكمها في قانونية تشكيلها من عدمه، اعتقادا منه أن قراره يضفي شرعية عليها ويقطع الطريق على المحكمة، وسارع أعضاء اللجنة من أعضاء مجلس الشورى، من الإخوان والسلفيين بتقديم استقالاتهم منها اعتقادا أيضا ان هذا سينزع من المحكمة حجة الحكم بالبطلان، وصدرت تصريحات عن رجال قانون وصحافيين بأن قرار الرئيس يحصن اللجنة أمام القضاء، بينما قضاة آخرون أكدوا أن القرار باطل ولا قيمة له - واللافت ان القرار صدر قبل أن يغادر الرئيس مصر الى اثيوبيا، وقبل أن تغادرها الوزيرة الأمريكية هيلاري كلينتون، أي اننا أمام سيناريو من الإخوان والسلفيين وهو - للاسف الشديد - تهديد المجلس العسكري بأمريكا.
    من جهة اخرى حشدوا أنصارهم في الميادين، ولكن الرد جاءهم بسرعة شديدة، ذلك أن عددا من أعضاء مجلس الشعب المنحل من الإخوان تعرضوا للاعتداء من متظاهرين ضد أمريكا أحاطوا بقنصليتها في الإسكندرية أثناء زيارة هيلاري لها وهتفوا بسقوط حكم المرشد، وأنا ألاحظ أن هناك استعدادات من جانب قوى سياسية عديدة لانزال عناصرها إلى الشوارع والميادين، ومهاجمة الإخوان والسلفيين، والاشتباك معهم ليثبتوا لهم انهم ليسوا الوحيدين القادرين على ممارسة العنف أو تخويف الآخرين، ورأى أن هذه الموجة ستمتد لتهاجم مقرات حزب الحرية والعدالة وأحزاب السلفيين، وسنعود إلى ما حدث عام 1946 أثناء وزارة إسماعيل صدقي باشا عميل القصر الملكي عندما تحالف حسن البنا معه ضد حزب الوفد وزعيمه خالد الذكر مصطفى النحاس باشا، وبدأت كشافة الجماعة وعناصرها في الاعتداء على الوفديين، فصدرت التعليمات لشباب الوفد بمهاجمة الإخوان وضربهم، وهو ما لا نتمناه، لبلادنا أو لأحد من أبنائها.

    المجلس العسكري يرد على الإخوان بحسم واضح

    ايضا، فقد لوحظ ان المجلس العسكري رد على الإخوان بحسم واضح، وان كان ناعماً، فبعد استقبال المشير طنطاوي الوزيرة الأمريكية، حضر حفل تسليم وتسلم قيادة الجيش الثاني الميداني، من اللواء أركان حرب محمد فريد حجازي الى اللواء أركان حرب أحمد وصفي، الذي كان رئيس أركان حرب الجيش الثاني، وحضر الحفل الفريق سامي عنان رئيس هيئة أركان حرب الجيش وقال في كلمته: ان مصر ستكون للمصريين جميعاً وليست لفئة معينة، ولن نسمح بذلك، كما قال المجلس العسكري في صفحته على الفيس بوك - ادمن - عن مهاجميه: 'لقد صبرنا وثابرنا طويلا على مثل هؤلاء المتسلقين والمتحولين الذين ظهروا فجأة، ولكن لكل شيء نهاية'.

    مفتي الاخوان يطالب مرسي بتقليد الخليفة
    الخامس عمر بن عبدالعزيز في اللين

    والى المعارك التي لا تزال دائرة بسبب الرئيس، معه أو ضده، حيث قام مشكوراً، مأجوراً الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان الدكتور عبدالرحمن البر، وهو مفتيها أيضاً يوم السبت في 'الحرية والعدالة'، بنصح الرئيس أن لا يتخذ إجراءات ضد مهاجميه، وأن يقلد الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز في اللين، ويترك أمر مهاجميه لأهل الخير ليرفعوا ضدهم دعاوى قضائية، قال:
    'مصر في عهدها الجديد مع الدكتور مرسي ترجو أن يسير على هدى عمر بن عبدالعزيز، وأن تنعقد المحبة بين الرئيس وحكومته من جهة، وبينه وبين شعبه من جهة اخرى، وأن تتحقق الهيبة للرئيس ودولته من خلال رد المظالم، ويبسط العدل والترفق بالناس. ولست مع أولئك الذين يدعون الرئيس لاستخدام ما قد يكون له من صلاحيات في معاقبة المسيئين إليه خارج إطار القانون ولا أتصور أن الرئيس يمكن أن يفعل ذلك، خصوصا بعد أن رأيناه وقد اهتزت مشاعره وقلبه وغلبه البكاء وهو يسمع قارئ الحرم الشريف يتلو في صلاة الفجر 'أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال، وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال'، بل أتصور أن الرئيس في طوافه حول الكعبة جعل جل دعائه لشعبه مثلما أن الشعب كثير الدعاء له، وهذا بشير خير، ولئن كان البعض تغلبه نفسه فيستغل سماحة الرئيس وسعة صدره وحسن خلقه في التطاول عليه بغير حق واستخدام ألفاظ وعبارات غير لائقة، فإن ذلك لا ينبغي أن يغير صدره، فجموع الشعب الذين تلقاهم في كل مكان تلهج ألسنتهم بالدعاء والثناء وتخفق قلوبهم بالحب والرجاء أن يعين الله الرئيس على أداء رسالته وتحقيق الخير لأمته.
    وأني لأنصح أولئك الذين يدعون الرئيس للشدة مع المبطلين أن يقوموا هم - لا أن تقوم مؤسسة الرئاسة - برفع القضايا على من يهين الرئيس ويتعرض له بسوء وبغير أدب حتى يبقى الرئيس ومؤسسة الرئاسة بعيدة عن الدخول في خصومات مع من يريدون تعويق المسيرة، وتعطيل قطار النهضة الذي انطلق. وأتصور أن مئات القضايا التي يمكن أن يرفعها مواطنون مخلصون في أرجاء مصر على كل المتطاولين على الرئيس بغير حق قد تشكل ردعاً ورداً شعبياً مؤثراً أكبر بكثير مما لو قامت بذلك مؤسسة الرئاسة والله أعلم'.
    اللافت هنا أن الرئيس شبه نفسه بسيدنا عمر بن الخطاب لا عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنهما ولا أعرف هنا مبرر تدخل البر هذا، وأنت مالك.

    الصراع بين مصر 'المنصة' ومصر 'التحرير'

    ومع ذلك، فقد استمرت الهجمات ضد الرئيس، وفي نفس اليوم أيضا، ففي 'الأهرام' هاجم أحد مديري تحريرها زميلنا وصديقنا عبدالعظيم درويش، بقوله: وهو يستخدم لإغاظته عبارات رددها الزعيم خالد الذكر، مثل تصون ولا تبدد: 'سيادة الرئيس، على مدى ثلاثة أسابيع ناشدتك وأقلام كثيرة أن تستهدف سياساتك وممارساتك أن تصون ولا تبدد، أن تجمع ولا تفرق، أن تحمي ولا تهدد، أن تقترب ولا تهجر، أن تلم ولا تنتقي، أن تبدأ عهداً جديدا من المصالحة ولا تستغرقك روح الثأر، أن تنشد التوافق ولا تستهدف المغالبة أو المواجهة، غير أنه يبدو أن تلك المناشدات ذهبت في الوبا مع هنادي في دعاء 'الكروان'.
    سيادة الرئيس، نحن أصبحنا أمام واقع يكشف لنا عن مدى الانقسام الحاصل فمصر أصبحت أكثر من واحدة، والصراع بدأ يدور بين مصر 'المنصة' ومصر 'التحرير'، مصر مليونية التأييد، ومصر مليونية الرفض، مصر مؤسسة 'الأمن والانضباط'، ومصر مؤسسة ضباط اللحى، مصر نادي القضاة، ومصر قضاة من أجل مصر، كما لو كانوا الأول قضاة من أجل 'سيبيريا' ومصر 'الشورى' ومصر الجماعة الصحافية، وباختصار جاء قرارك سيادة الرئيس ليصعد بمصر إلى هاوية الخلاف والصراع.
    سيادة الرئيس، هذا هو حالنا وهذا هو ما أصبحنا عليه، فهل تعتقد أنها كانت ناقصة قرارك؟!'.
    وهنادي هنا هي الفنانة زهرة العلا، ودورها في الفيلم السينمائي دعاء الكروان المأخوذ عن قصة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وبطولة فاتن حمامة وأمينة رزق وأحمد مظهر وزميلنا إبراهيم عبدالغني وقوله هو الآخر: 'إذا كان ترزية القوانين وبطانة السوء في عهد مبارك يعملون في العلن وكانوا معروفين في الفضائيات والصحافة ومجلسي الشعب والشورى ومؤسسة الرئاسة والأحاديث الخاصة والعامة، وكانوا يبحثون عن المنفعة الشخصية من دون أدنى اعتبار لمصلحة الوطن فإن المستشارين وترزية القوانين الذين يتمسحون في د. مرسي الآن قد طفوا على السطح وانطلقوا بسرعة الصاروخ وبدأوا يتكلمون في السر والعلن في الصحافة والفضائيات في المؤسسات والهيئات يدافعون عنه بالحق والباطل في الشوارع والميادين'.

    خضر يجهش بالبكاء تأثرا ببكاء الرئيس

    لا، لا نفاق ولا يحزنون، انما هي كلمة الحق، تأثرا بما أبداه الرئيس من إيمان عميق عندما بكى في السعودية وهو يستمع لآي الذكر الحكيم، وهو ما دفع زميلنا محمد خضر الشريف لأن يبكي تأثراً ويقول يوم الأحد في 'المصريون': 'الصورة تهزك، والسورة ايضا تهزك فالصورة هي رئيس مصر الدولة العربية الإسلامية، وقد كشفت دموعه عن لين قلبه وتأثره بكلام ربه الذي يحفظه في قلبه، هنا حال الحاكم الذي يخشى الله ويتقيه ويؤثر كلام ربه فيه، وهو مؤمل أن يكون مصدر خير وبركة على شعبه الذي يشتاق للعدل ويحلم به، والحمد لله لم يجعل الله العدل قاصراً على الصديق وذي النورين والإمام علي والعمرين وصلاح الدين الأيوبي، بل جعله أمراً عاماً للناس جميعاً، ووعد الله من يعمل به لينصره، وقال أئمة الدين، ان الله لينصر الدولة الكافرة العادلة، ولا ينصر الدولة المسلمة الظالمة'.

    المتاجرة بصور الرئيس الباكي

    ثم أجهش خضر بالبكاء تأثرا ببكاء الرئيس، لكني سمعت من يطلب، مني الحضور سريعا إليه في الصفحة السابعة من 'الوطن'، وكان استاذ الإعلام بجامعة القاهرة ومستشار الجريدة، الدكتور محمود خليل، واطلعني على بعض مما قاله في عموده، وطنطن - عن واقعة بكاء الرئيس وهو ينظر نظرة غريبة كما تكشف صورته الملحقة بعموده، وهو: 'رئيس الجمهورية رجل كثير البكاء عندما يدخل في الصلاة، أو يسمع آيات القرآن الكريم، وذلك خشوع المؤمن حين يحسن التعبد لله، وهو شيء طيب نسأل الله تعالى أن يثيبه عليه بما يعلم في نيته لكنني أعيب على بعض الإخوان المتاجرة بصور الرئيس الباكي في مواضع مختلفة لكي يخلقوا له نوعاً من الشعبية، فلا ينبغي استثمار أمور كهذه في الدعاية السياسية، ونحن نريد من الدكتور مرسي أن يلتفت اكثر لمن يبكي من الجوع أو المرض أو العوز، لقد كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أكثر الناس خوفا من الله وأشدهم تعبداً له، ولم يؤثر عنه انه كان يبكي في عبادته، وما كان أسهل أن يرتج كيانه المهيب لصرخة طفل يبكي، على الرئيس أن يتوقف قليلا عن بكائه، ويلتفت الى العيون الدامعة من الفقر، والإحساس بالظلم، ولينصح خوته بالتوقف عن الاحتفاء بصوره الباكية، وليعلم أن كثرة البكاء يمكن أن تصبح حائلا بين المسلم والتصدي لأمانة الناس، ولعله يذكر ان السيدة عائشة - رضي الله عنها - عندما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يأمر أبا بكر الصديق بإمامة المسلمين في الصلاة - خلال مرضه، قالت له، ان أبا بكر رجل اسيف - أي كثير البكاء - فإذا صلى بالناس بكى وحشرج صوته، فلا يستطيع أحد سماعه.
    وهذا كلام خطير، لأن السيدة عائشة رضي الله عنها، هي ابنة سيدنا أبو بكر - رضي الله عنه - ونضع الرئيس في موقف حرج، ذلك انه يشبه أبو بكر كما وصفه المرشد العام، ولذلك يبكي، ولكن هو وصف نفسه بأنه عمر بن الخطاب، ولذا فان بكاءه مثير للحيرة، خاصة انه كان في السعودية وهو ما يدفعنا الى زيارته لها.

    تحذير مرسي من الاساءة للإسلام الوسطي السني

    وإلى زيارة الرئيس للسعودية وهي الأولى له خارج البلاد، وكان زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي قد أبدى اعتراضه عليها، وطلب من الرئيس ألا يزور أيا من دول الخليج حفاظاً على كرامة مصر، هي أمه وأمي، وعاد يوم الأحد، ليشن هجوما عليه، قال فيه: 'شيء مؤسف أن تكون زلة لسان، وشيء مقلق أن تكون متعمدة ومقصودة تلك العبارة التي نقلت عن الرئيس محمد مرسي في ختام زيارته لجدة التي قال فيها: 'ان مصر والسعودية حاميتان للإسلام الوسطي السني'.
    وجدتها نشازا على ما ألفنا في البيانات والتصريحات التي تخص علاقات البلدين، حيث لم يسبق لهما الحديث عن دورهما المشترك في حماية الإسلام السني، ومن ناحية فان الإشارة تعطي انطباعا بأن مصر بصدد الدخول في استقطاب مذهبي تتجمع فيه دول أهل السنة في مواجهة الشيعة، وإذا كان قد سمعنا قبل سنوات قليلة عن هلال شيعي يضم إيران والعراق وسورية وحزب الله في لبنان، فان ما ذكره الدكتور مرسي قد يحمل باعتباره تمهيدا لتأسيس تحالف سني مقابل، من ناحية ثالثة فانني أخشى أن يكون كلام الرئيس المصري مقدمة للانخراط في مخططات ومواجهة إيران وحصارها، وأرجو ألا يكون للضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلد دور في إغواء الرجل للانضمام الى ذلك المسار، وأتمنى ألا يكون ذلك الانطباع صحيحاًَ، إلا أن ثمة سابقة وقعت بعد الثورة لا تستبعده، وحسب معلوماتي، فان المسؤولين الأمريكيين قدموا الى مصر طلبات معينة بعد الثورة، وأبلغوا المسؤولين فيها بأن الاستجابة لتلك الطلبات سيترتب عليها أن تفتح خزائن دول الخليج لإخراج مصر من أزمتها الاقتصادية، ان حديث الدكتور محمد مرسي عن حماية مصر للوسطية السنية دون غيرها، يعد نكوصا عن الموقف التقليدي للأزهر وتفريطاً في تاريخه الثري في ذلك المضمار، الأمر الذي يعني ان ما قاله الرئيس بذلك الخصوص يعد خطوة الى الوراء، وليس خطوة إلى الأمام، وهو ما يخيفني لأنه يفتح الباب لاستدراج مصر إلى مواجهة أبعد وأخطر من التي تورط فيها النظام السابق، الذي اشتبك مع السياسة الإيرانية وليس المذهب الشيعي، وإذا صح ذلك، فانني اضيف الى ما عبرت عنه في البداية، السؤال التالي، هل وقع الرئيس مرسي في الفخ برضاه أم رغماً عنه'.

    إثارة مشاكل الشيعة والسنة
    يؤثر على استقرار المنطقة

    وفي حقيقة الأمر، فإن القضية الأساسية التي كان على هويدي مناقشتها، ليست تشكيل تحالف سني مع السعودية، أو تورط مصري في مخططات ضد إيران، لأن تقديري الخاص، ان السعودية غير راغبة في ذلك، لأن مصالحها الاستراتيجية السياسية، سواء في لبنان أو غيرها، وهي ضد تمدد نفوذ إيران السياسي، سواء كان مستنداً إلى قوى سياسية شيعية أو سنية، والدليل ان النظام السوري أيام حافظ الأسد، وكان متهماً بأنه علوي شيعي، وساند إيران في حربها مع صدام حسين، كان أكبر حليف لدول الخليج، بالإضافة الى ان إثارة مشاكل الشيعة والسنة يؤثر على استقرار هذه الدول، إضافة الى ان عرض مرسي التدخل يثير سخرية هذه الدول لأنها أولا لا تريد حرباً مع إيران، أو بين إيران وأمريكا خوفا من تدمير آبار البترول، وثانياً لأنها لو تعرضت الى عدوان من إيران، فالقوة الأمريكية الرادعة موجودة، وقادرة على تدمير امكانيات إيران وبسرعة خاطفة، إنما الخطير في الأمر، هو كيف يتورط رئيس الجمهورية، وهو لا يستند إلى دستور يحدد صلاحياته، ولا مجلس شعب يعرض عليه الأمر، ولا على مجلس عسكري هو الذي عليه الآن وحتى إعداد الدستور عليه مسؤولية اتخاذ قرار الحرب، أي اننا من الممكن أن نفاجأ به باتخاذ قرار بدخول حرب ضد دولة جنوب السودان إذا وقع بينها وبين الشمال قتال كالذي حدث مؤخرا بحجة انه بين دولة مسلمة وأخرى مسيحية، بعد أن يتسلم سلطاته كاملة من المجلس العسكري.

    الغيطاني شامت باحراج السعوديين
    للاخوان بنشر صورة مرشدهم يقبل يد الملك

    المهم، انني اعتقد انه تطوع من تلقاء نفسه بذلك لأنه يتوافق مع ما يؤمن به، أو لأنه أراد إرضاء السعودية، والدليل انها ترفض عرضه، والدليل انها ردت عليه بطريقة غير مباشرة عندما نشرت جريدة 'الشرق الأوسط' في يوم زيارته صورة قديمة للشيخ حسن البنا عندما كان في السعودية وهو يقبل يد الملك عبدالعزيز آل سعود، وكانت سعادة زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' والأديب الكبير جمال الغيطاني لا حدود لها، فقال يوم الأحد: 'ردت المملكة التحية بشكل يعكس ان الزيارة لم تكن مرحباً بها، على الأقل عند قطاع من العائلة الحاكمة وذلك لتعقيد العلاقة بين الإخوان والمملكة'.
    وأثار جمال قضية مالية، عندما قال: 'هنا سؤال: لا أطرحه من باب المزايدة، ولكن من أجل إرساء أسس جديدة في تصرفات الرؤساء على نفقة من أدى سيادته العمرة، هل كان ذلك جزءا من البرنامج الرسمي للزيارة، هل كان ذلك على نفقة الرئاسة المصرية، أذكر هنا ان شيخ الأزهر الحالي تلقى يوما دعوة للحج فاعتذر قائلاً: انه إذا قرر الحج فسيكون ذلك على نفقته الخاصة وفي هذا درس للكافة'.
    أما 'روزاليوسف' فقد سارعت في نفس اليوم بنشر صورة البنا وهو يقبل يد الملك عبدالعزيز.

    ناصر ومرسي: تنقية الميدان
    من كل مظاهر الاحتقان

    وإلى استمرار المعارك حول هجوم الرئيس على عهد خالد الذكر في عبارته، الستينيات وما أدراك، ما الستينيات، حيث قال عنها يوم السبت قبل الماضي زميلنا بـ'الأهرام' كمال جاب الله: 'فوجئت كما فوجئ الكثيرون 'بالرئيس المنتخب وهو يوجه أول خطاب له من فوق منصة ميدان التحرير ويكشف عن غضب تجاه الثورة الأم وزعيمها الخالد جمال عبدالناصر، شأنه في ذلك شأن العديد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، كنت أتمنى على الرئيس ان يتعهد بإزالة كل ما علق في نفوس المصريين من شوائب تجاه المواقف الانتهازية للجماعة، والتعهد كذلك بتنقية الميدان من كل مظاهر الاحتقان والتشويه والتسفيه التي لحقت به من جانب برلمان الإخوان والسلفيين، وبالذات أثناء الأحداث الدامية بشارع محمد محمود ثم مجلس الوزراء ووزارة الداخلية وفي ميدان العباسية ومجزرة بورسعيد'.

    لماذا يصرون على تمجيد فترة عبدالناصر؟

    ولكن كان في انتظاره يوم الاثنين في 'المصريون' صاحبنا شاهين فوزي ليقول عن نظام خالد الذكر: 'ما أثار العجب في الهجوم الشديد الذي شنه المثقفون على الرئيس لتأكيده في خطاب التحرير على تضحيات الشعب المصري في سبيل الحرية منذ العشرينيات وتأكيده بعبارة 'الستينيات وما أدراك ما الستينيات' إذ يتشدق هؤلاء بأن الستينيات شهدت مشروعاً وطنياً له أخطاؤه ولا يجب التعريض به بعد ثورة 25 يناير!
    فالسادة مازالوا مصريين على بيع الأوهام للشعب وتمجيد الزعيم ابو خالد الذي أسس الديكتاتورية المصرية، صحيح ان الرجل قد أفضى إلى ما قدم إلا أن التحذير من مشروع الحكم الفردي الاستبدادي واجب كل وقت وربما أصر الرئيس على التنبيه إليه لأسباب عديدة منها:
    1- التأكيد ان استبداد الفرد لا يأتي بخير أبدا مهما لمعته أبواق الإعلام، فقد استلم ناصر السلطة ومصر دائنة لبريطانيا وتركها والاقتصاد المصري ضعيف ومدين. رفع شعار الحرية والكرامة ثم امتلأت معتقلاته بالإسلاميين والسياسيين المعارضين الذين لاقوا ألوان البطش والتعذيب أي حرية وكرامة تلك؟
    2- تذكر الستينيات دلالة أكيدة على معادلة حكم العسكر وأنه سبب تدهور مصر بين الأمم، فمن المعروف أن تسييس الجيش والمخابرات واستخدامهما في إدارة كل المؤسسات واعتقال المعارضين وتضخم 'عبدالحكيم عامر، شمس بدران، صلاح نصر' قد أفسد السياسة ودمر العسكرية، مما أدى للهزيمة المروعة، فالرئيس إذن يؤكد حتمية عدم تدخل العسكري في السياسة حاضرا ومستقبلا.
    5- ان النخبة الناصرية مازالت تسيطر على مقاليد الصحافة والإعلام في مصر وهم بطبيعتهم معادون للهوية الإسلامية وحلفاء الحكم العسكري الشمولي، وهم يشتركون الآن مع صبيانهم من فلول الإعلاميين في الدعاية الموجهة ضد الرئيس بطرقهم غير المهنية ساعين لإفشال مشروعه الرئاسي وتشويهه إعلامياً لدى الجماهير'.

    حقائق حول استدانة بريطانيا من مصر

    لا حول ولا قوة إلا بالله من هذا الإخواني المسكين، مصر المحتلة من جانب بريطانيا كانت دائنة لها؟! الحقيقة ان الذين رددوا هذه العبارة، وهي قديمة كانوا يستندون إلى خلافات نشبت بين بريطانيا ومصر في بعض الأحيان بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1945، بأن الحكومة المصرية قدمت تسهيلات طوال سنوات الحرب خاصة من عام 1940 وحتى معركة العلمين عام 1944 التي انتصر فيها البريطانيون بقيادة الفيلد مارشال مونتجومري على قوات المحور - المانيا وايطاليا بقيادة الجنرال الألماني اروين روميل، ولكن بريطانيا انكرت والدليل انه في كل المفاوضات التي دارت بين حكومات احزاب الأقليات وحزب الأغلبية - الوفد - منذ انتــــهاء الحرب وحتى يناير عام 1952، لم تكن من مطالب مصر المطالبة بديونها على بريطانيا، ونفس الأمر تكرر أثناء مفاوضات الجلاء عام 1954 مع ثورة يوليو، ولم تطالب بها مصر اثناء مفاوضاتها لتعويض حملة اسهم شركة قناة السويس بعد تأميمها عام 1956، كما لم يطالب بها الرئيس الراحل انور السادات ثم مبارك، رغم العلاقات الأكثر من جيدة مع بريطانيا، بل وتقديمها مساعدات لمصر، فهل كل هؤلاء تنازلوا عن حقوق مصر المالية وتبرعوا بها لفقراء الانكليز؟ وعلى العموم، فالفرصة موجودة امام الإخوان والرئيس مرسي لتجديد المطالبة بالدين والمبلغ الوهمي الذي يتحدثون عنه هو أربعمئة مليون جنيه استرليني، وعلى الإخوان المطالبة به الآن مع فوائده التي سوف ترفعه لأكثر من ملياري جنيه استرليني، وإذا كانت الفائدة حراما، فليأخذوها تحت بند المرابحة، مثلما فعل البنك الإسلامي منذ أيام عندما اقرض مصر مبلغاً بفائدة سنوية ثابتة قدرها ثلاثة وربع في المئة، تحت بند مرابحة لأن عدم ذكر كلمة مرابحة والاكتفاء بكلمة فائدة ربا والعياذ بالله.

    سنة الله مع أصحاب الدعوات

    وإلى الإخوان المسلمين، ومعاركهم، ونبدأ من 'الحرية والعدالة' يوم الثلاثاء مع أحد نواب المرشد العام ومؤرخ الجماعة جمعة أمين عبدالعزيز، وقوله عن مهاجمي الجماعة: 'لكي نحقق رسالتنا ويكون القرآن دستورنا والرسول 'صلى الله عليه وسلم' قدوتنا لابد أن نتخلق بأخلاق القرآن ونسير على نهجه وتكون صورة صادقة لما ندعو إليه فنقيم دولة الإسلام في قلوبنا أولاً قبل أن تقام على أرضنا، فيستجيب الناس لما يرونه من صدق ما ندعوهم إليه، ولذلك فان قريشاً وصفت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة بالصادق الأمين، فلما ارسل إليهم قالوا: ساحر مجنون يريد أن يفرق بين المرء وزوجه وعشيرته، وهذه سنة الله مع أصحاب الدعوات، وهؤلاء المجرمون لا يطيقون مجرد رؤية الداعي الذي استقام على نهج الله، فهم يرمونه بكل نقيصة، فلا تعجب مما تراه اليوم من بعض وسائل الإعلام المقروءة أو المرئية، وما يكتبه الإعلام الأسود، خاصة بعض الكتاب المعروفين بعدائهم للمشروع الإسلامي وهم يظنون بتضليلهم الناس وتشويه صورة الأطهار أن باطلهم سيسود وينتشر، ويعلو بنيانهم بأموال ينفقونها، وهم لا يعلمون أن قذائفهم التي يلقونها على أصحاب الحق ومنهاجهم تقابلها قذائف الحق التي تزيلهم، اننا نستطيع أن نحدد معالم الشخصية الإسلامية التي لا تهزها مثل هذه الرياح العاتية، انها شخصية ربانية تعرف ربها حق المعرفة وتعرف حقيقة ذاتها ورسالتها في الوجود، انها تتلقى منهج حياتها من خالقها رب العالمين، وتتعهد نفسها بالتربية والتزكية، وذلك لتحقيق استخلاف الله لها في الأرض ودعوة غيرها بالحكمة والموعظة الحسنة، وتصبر وتحتسب مما يصيبها من شتى أنواع الإيذاء.

    الإعلام الفاسد الذي ينشر الدعاوى
    الكاذبة والقصص المفتراة

    وعلى الرغم من هذه الحرب الضروس المتنوعة والتي تستغل في هذه الأيام الإعلام الفاسد الذي ينشر الدعاوى الكاذبة والقصص المفتراة والشائعات المغرضة، فما أن ينبثق فجر يوم جديد إلا وينادي من قبل هذه الفئة الفاسدة المفسدة مناد يقوم بإشاعة كذبة وقصة مختلفة يريد نشرها بين الناس ليفقدوا ثقتهم في الحكم الجديد، وما قصة الإفك منا ببعيد ونزل القرآن ليحذر المسلمين من السماع للافاكين والمفترين، وليمحصوا مصدر تلقى أخبارهم، إن إسلامنا على الرغم من هذا دين سلام وعلاقة حب ونظام وجدة وجهاد قيم، ورسالة أخلاق وشمول يحقق الظلال الوارفة التي يستظل العالم كله بظلها ويقم فيه منهجه ويجمع الناس جميعا تحت لواء الإخوة الإنسانية، وهذه الأهداف ليس لها من عائق لتحقيقها إلا عدوان أعدائها عليها وعلى أهلها بكل أنواع الأسلحة، فإن سالموا فليس الإسلام براغب في الخصومة ولا متطوع بها، فإن دفع الى المواجهة فهي كي لا تستذل فيها الرقاب ولا يشتد فيها الباطل ولا ينال من المسلمين عدو وحتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله'.
    والجملة الأخيرة عن المواجهة وضرورتها حتى لا تستذل الرقاب لا يمكن ان تكون إشارة إلى أمريكا والدول الأوروبية لأنها كلها رحبت بوصول الإخوان والرئيس مرسي إلى السلطة، وحذرت المجلس العسكري من أي تحرك ضده، وبالتالي فان المواجهة ستكون مع كفار مصر، او هكذا فهمت، وإلا، فهل هناك تفسير آخر؟
                  

07-18-2012, 06:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    مشادات في محكمة القضاء الاداري اثناء النظر في بطلان جمعية لصياغة الدستور الجديد

    2012-07-17




    القاهرة من دينا زايد: اندلعت مشادات في محكمة مصرية بينما كان القضاة ينظرون دعوى الثلاثاء بشأن بطلان الجمعية التأسيسية التي تصيغ الدستور الجديد للبلاد بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.
    وفي يوم تصفه جماعة الاخوان المسلمين التي تدعم الرئيس الجديد محمد مرسي بأنه 'حاسم' في عملية التحول الديمقراطي في البلاد تجمع المئات من أنصار مرسي للاحتجاج أمام المحكمة متهمين قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى شؤون البلاد منذ تنحي مبارك باستغلال السلطة القضائية لتقويض سلطته .
    وتصاعدت التوترات مع وجود مشادات وتدافع بين المحامين والمحتجين والمواطنين العاديين في الوقت الذي انقسمت فيه الآراء حول كيفية فصل مجلس الدولة بالقاهرة في هذه الدعوى.
    وقال انصار جماعة الاخوان 'يسقط يسقط حكم العسكر' مما أثار رد فعل غاضبا من معارضيهم.
    وردت امرأة قائلة داخل قاعة المحكمة التي تحولت لفوضى 'يسقط يسقط حكم المرشد' في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين. وقال المحامي خالد فؤاد إنه لم ير محكمة مثل هذه في أي مكان في العالم وإن هذه ليست طريقة صالحة للعمل.
    ووصل القاضي عبد السلام النجار وقال للحشود إن وجودهم هنا لن يخيف هيئة المحكمة. وعلق الجلسة لتهدئة الأجواء. وتحول الصراع على السلطة من الشوارع إلى صناديق الاقتراع والآن إلى المحاكم مع سعي الإسلاميين لزيادة نفوذهم في مواجهة خصومهم الأبديين في مؤسسة يقودها الجيش.
    وفي جلسة اليوم سيحدد القضاة ما إذا كانت الجمعية التأسيسية باطلة. كما سينظرون في دعاوى ضد أمر أصدره الجيش وآخر لمرسي لإعادة مجلس الشعب الذي أمر المجلس العسكري بحله.
    وقال عصام العريان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين لصحيفة الأهرام 'فليعلم الجميع أن التآمر على مجلس الشعب سينتهي إلى بوار وكذا التآمر على الجمعية التأسيسية وعلى الدستور وعلى الرئيس نفسه.'
    وحذر انصار جماعة الاخوان المسلمين الجيش من تقويض المؤسسات الجديدة المنتخبة في البلاد.
    وقال أحمد محمد السيد وهو طالب يبلغ من العمر 20 عاما وعضو في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للاخوان المسلمين 'من الذي انتخب الجمعية التأسيسية؟ مجلس الشعب. ومن الذي انتخب مجلس الشعب؟ الشعب. نحن من يحدد مصيرنا.'
    وفي صفحة حزب الحرية والعدالة على الفيسبوك قال إن حكم مجلس الدولة اليوم حاسم للبلاد.
    ونصب المجلس العسكري نفسه حاميا للشعب المصري وأبطل بالفعل المحاولة الأولى من مجلس الشعب لتشكيل الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور والتي اعتبرها البعض أن الإسلاميين يهيمنون عليها بشكل مبالغ.
    كما تحكم المجلس العسكري بشكل أكثر في الطريقة التي يجري بها وضع الدستور مما أغضب جماعة الاخوان لكنه كان يمثل راحة لدى بعض الليبراليين الذين يخشون من هيمنة الإسلاميين على الدولة لفرض أهدافهم.
    وقال بعض خبراء القانون إن الجيش كان محقا في حل مجلس الشعب لأنه تصرف بناء على حكم المحكمة الدستورية العليا التي أبطلت القواعد التي بموجبها انتخب ثلث أعضاء مجلس الشعب.
    وقال سامح عاشور رئيس نقابة المحامين لصحيفة الشروق 'نحن نجادل في أحكام قضائية دستورية غير قابلة للنقاش.'
    ومع عدم تشكيل مرسي بعد الحكومة الجديدة فليست هناك حكومة تعمل بشكل كامل أو برلمان او دستور في مصر مما يزيد من الشعور بوجود اضطرابات دفعت الاقتصاد إلى شفا أزمة في ميزان المدفوعات.
    ويتجنب الرئيس مواجهة كبرى مع المجلس العسكري بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي.
    وفي حفل لتخريج دفعة جديدة من الكلية الحربية جلس مرسي جنبا إلى جنب طنطاوي وغيره من كبار الضباط وألقى كلمة أشاد فيها بقادة القوات المسلحة خلال الانتفاضة ضد مبارك.
    وقال مرسي في تناوله فيما يبدو للاضطرابات السياسية والقانونية في مصر إنه يجري 'كافة المشاورات مع كافة القوى السياسية لإدارة مصر في الفترة المستقبلية برلمانيا ودستوريا وما زالت المشاورات مستمرة لاختيار أفضل البدائل وستبذل الحكومة الجديدة كل جهدها.'
    وقال أيضا إن الحكومة الجديدة ستعلن في أقرب وقت ممكن

    ----------------

    وجه مرسي يشبه وجه مبارك اذا حلق لحيته.. مطالبة الرئيس بمصالحة هدى عبد الناصر لارضاء الناصريين
    حسنين كروم
    2012-07-17




    القاهرة ـ 'القدس العربي' أبرز ما في صحف امس الثلاثاء 17 يوليو كان قرار النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بإعادة مبارك الى سجن مزرعة طرة والى غرفة العناية المركزة المجهزة في مستشفى السجن، وذلك بعد ان أكدت اللجنة الطبية التي قامت بفحصه استقرار حالته، وشدد النائب العام على سرعة تنفيذ القرار، وعلمت 'القدس العربي' أن النائب العام اتخذ القرار فور ورود التقرير الى مكتبه من دون أي تشاور مع أي جهة كانت ليؤكد استقلال النيابة، وكان قراره بنقله الى مستشفى المعادي العسكري بناء على تقارير طبية ايضا، وأشارت الصحف الى اجتماع الرئيس محمد مرسي مع رؤساء الهيئات القضائية، ولوحظ ان اجتماعه يسبق جلسة محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، التي تنظر في دعوى بطلان اللجنة التأسيسية للدستور، والتي تسرع في إعداد مواد الدستور الجديد.
    وأعلنت انها سوف تلتزم بحكم القضاء، وحضر الإخوان أمام مبنى المجلس المجاور للسفارة الروسية ومتحف محمود خليل وفندق شيراتون القاهرة للضغط على المحكمة لعدم إصدار حكم بالبطلان، كما أبرزت الصحف عودة الصحافية المصرية بجريدة 'الوطن' اليومية المستقلة على طائرة الرئاسة مع الرئيس، بعد ان توسط لدى الرئيس السوداني عمر البشير للإفراج عنها، ورغم تهليل الإخوان لهذا الحدث، فان زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم، اسمعني في أذني خبرا لم أصدقه فطلب مني رؤيته كلاما ورسما في 'الشروق' وكان عن الرئيس وهو يقول لشيماء ويكاد أن يأخذ عليها تعهدا...
    'بس أوعي يا شيماء المرشد ياخد خبر، اني جبتك معايا على طيارة الرياسة، أحسن بيقول عليكم انكم سحرة فرعون'.
    ونشرت الصحف عن أوائل الثانوية العامة وتوافر سلع رمضان ورفض اتحاد كرة القدم قرار وزارة الداخلية استمرار منع إقامة مباريات كرة القدم وتعهده بإقامتها والتكفل بحراستها بشرط أن تكون بدون جمهور، كما واصل عمال شركة غزل المحلة إضرابهم عن العمل، ونشرت بعض الصحف انهم رفضوا عرض وساطة من جانب الإخوان المسلمين وحركة السادس من ابريل.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا، وغدا ان شاء الله حلقة جديدة من رسالة المرحوم سيد قطب الى خالد الذكر، التي اعترف فيها باستقباله في منزله بعد الإفراج عنه وفودا من الإخوان من العراق والجزائر وسورية والأردن، لتهنئته، وشكوى إخوان سورية والأردن من تصرفات سعيد رمضان.

    الاثيوبيون استقبلوا مرسي بصور عبدالناصر

    ونبدأ تقريرنا اليوم بالمعارك الدائرة بسبب الإخوان والسلفيين، وكثرة أعداد الغاضبين منهم وقد أرادت 'الأهرام' يوم الأحد في تعليقها مضايقة الرئيس بقولها عن حضوره مؤتمر الاتحاد الافريقي:
    'في قلب العاصمة الاثيوبية أديس أبابا ترتفع الآن صور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر إلى جانب هيلا سيلاسي ونيلسون مانديلا وباتريس لومومبا وغيرهم من الأبناء المؤسسين لمنظمة الوحدة الافريقية، شاهدة على الدور الكبير الذي لعبته مصر في دعم وتنمية هذه القارة، من قيادة حركة التحرر في الستينيات إلى تأسيس منظمة الوحدة الافريقية، وحتى إقامة الاتحاد الافريقي، كانت مصر تمد جذورها في افريقيا من خلال دور إقليمي فعال يكرس المصالح المشتركة ويحتضن كل عشاق الحرية ويقدم للأصدقاء المعونة والخبرة التي يفتقدونها في التعليم والصحة والري والصناعة والتجارة وكل شيء. واليوم تعود مصر الرسمية على أعلى مستوى إلى الجذور بمشاركة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في القمة الافريقية التاسعة عشرة لتؤسس لمسار جديد يضعها في قلب القارة السمراء كما كانت في الستينيات'.
    وكلمة الستينيات غمزة في قول مرسي، وما أدراك ما الستينيات.

    الاخوان والاحزاب السلفية
    المعبر عن الارادة الشعبية

    لكن زميلنا في 'الأهرام' وأحد مديري تحريرها ومن دعاة والعياذ بالله التطبيع مع إسرائيل، حازم عبدالرحمن، قال في نفس العدد تقربا للإخوان:
    'التغيير الجوهري الذي طرأ على السياسة المصرية الداخلية منذ ثورة يناير وحتى الآن يتمثل في انكشاف حقيقة أن تيار الإخوان المسلمين والأحزاب السلفية هو المعبر الرئيسي عن الإرادة الشعبية المدنية في البلاد، ظهر ذلك بوضوح وصراحة في انتخابات مجلسي الشعب والشورى، وأخيرا في الانتخابات الرئاسية وكانت باكورة الكشف عن هذه الحقيقة هي الاستفتاء الذي جرى في شهر مارس 2011 على التعديلات الدستورية، وعلى الرغم من الضجيج والصوت العالي والصراخ الذي تحدثه الأحزاب الليبرالية، إلا أن هذا لم يغير حقيقة الموقف وهو أن هذه الأحزاب ضعيفة محدودة التأثير في الشارع ووزنها ضئيل، والغالب ان هذا الواقع صدم المجلس الأعلى للقوات المسلحة إذ يبدو أنه لم يكن يتوقع هذه الدرجة من الضعف. ان محمد مرسي بالواقع يوضح أنه الرجل الوحيد في قمة السلطة الآن في مصر الذي يحوز الإرادة الشعبية، وبالتالي هو الذي يمثل الشرعية وكل الدساتير والقوانين والإجراءات واللوائح تقف معه'.

    اصوات قومية وليبرالية رجحت كفة مرسي

    ولم يكن حازم يدري انه سيغضب الكثيرين، في نفس اليوم، ومنهم زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل رئيس تحرير 'صوت الأمة' الأسبوعية المستقلة الذي لكز حازم في ظهره وقال له وللإخوان:
    'لم يكن بوسع جماعة الإخوان أن تنجح مرسي ولا بوسع الجماعات السلفية، بل كان بوسعهم فقط ان يدعموه لا أن ينجحوه ولم يكتب له النجاح إلا بأصوات متأثرة برموز قومية ويسارية وليبرالية وطنية أرادت بدعم مرسي تجنب كارثة ذهاب الرئاسة الى شفيق، ومن دون تصور مزايا بعينها في حالة مرسي اللهم إلا استمرار المعركة، ومواصلة رحلة الثورة والانتهاء سريعاً من 'شربة زيت الخروع' التي تمثلها قيادة الإخوان وكشف خداعها بالتجربة المباشرة.
    وحتى يتطور حس المجتمع في الدفاع عن الثورة وتأتي اللحظة المناسبة لإسقاط طغاة الإخوان ومليارديراتهم والذين يكررون مأساة مبارك ذاتها ويضاربون ببضاعة الإسلام في بورصة الطغيان، وربما لو حلقنا ذقن مرسي لوجدنا تحتها وجه مبارك. صحيح أن مرسي يبدو أكثر ذكاء بقليل من غباوة مبارك لكنه يكرر السياسات ذاتها ويكرر التصريحات ولا يقدم بديلا من أي نوع، بل يمثل 'حكم القرين' لا البديل ورأسمالية المحاسيب التي نهبت البلد والتي كانت تلتصق بعائلة مبارك، هي ذاتها رأسمالية المحاسيب التي تلتصق بجماعة مرسي الإخوانية الآن حتى وإن تغيرت الوجوه وتبدلت الأدوار وصار عندنا نفوذ خيرت الشاطر، الذي حل محل نفوذ أحمد عز. ومرسي يبدو أسيراً للعنة ذاتها، حتى إن كانت طاقته العقلية والوجدانية أفضل قليلا من مبارك، لكنه يظل بحساب القدرات أضعف بكثير من المنصب الذي ساقته إليه الأقدار'.

    ثأر الاخوان مع الصحافة القومية

    وبعده تقدم زميلنا وصديقنا محسن حسنين رئيس تحرير مجلة 'أكتوبر' القومية لينال حظه في الهجوم قائلا:
    'الأسبوع الماضي بالتحديد كان أسبوع الصدامات، فبعد الصدام مع القضاء والمجلس العسكري، قام الإخوان بالصدام مع الصحافة القومية ونفذوا مخططهم الرامي الى إقصاء رؤساء التحرير الحاليين وتعيين آخرين ممن يلتزمون بفكر ورؤية وسياسة الجماعة، والغريب أنهم في سبيل تحقيق هذا المخطط يكذبون ويخلطون الأمور ببعضها، فمثلا يبرر الإخوان تغيير رؤساء التحرير الحاليين للصحف القومية بأسباب واهية إن لم تكن 'عبيطة' فيؤكدون مثلا على أن مثل هذا التغيير هدفه هو إنقاذ المؤسسات الصحافية من الخسائر وتراكم الديون مع أن أي طفل في كي جي ون يعلم ان رؤساء التحرير لا علاقة لهم بالخسائر ولا بالأرقام وكل مسؤوليتهم تنحصر في السياسة التحريرية ورفع مستوى مطبوعاتهم ولا علاقة لهم بأي أرقام أو أموال، فأي رئيس تحرير لا يستطيع أن ينفق مليماً واحداً إلا بعد موافقة رئيس مجلس الإدارة'.

    الرئيس محمد مرسي: الطبع يغلب التطبع

    وسمعت من ينادينا من 'الأخبار'، وكان منهم زميلنا وصديقنا أحمد طه النقر وقوله ساخراً:
    'يقولون من عاشر قوما أربعين يوماً صار منهم، ويقولون أيضاً إن الطبع يغلب التطبع، هذا الكلام ينطبق تماماً على الرئيس محمد مرسي لأنه لم يعاشر الإخوان المسلمين لمدة أربعين يوما فقط بل إنه أيضاً تربى بينهم وتطبع بطباعهم وتشرب أفكارهم وسياساتهم لمدة أربعين عاماً أو يزيد، ومن هنا نظلمه كثيرا إذا طلبنا منه أن يخلع عباءة الإخوان ويتنكر لتاريخه وانتماءاته مرة واحدة وإلى الأبد، وربما أذهب الى حد الزعم أن أحداً منا لا يطلب منه ذلك، لأن هذا شأنه وحده وهو حر تماماً في اختيار آرائه وأفكاره ومعتقداته، ولكن الدكتور محمد مرسي صار رئيساً لجمهورية مصر أم الدنيا وصانعة الحضارة وفجر الضمير لكل الإنسانية، ثم ما أدراك ما رئاسة مصر بعد ثورة وصفت بأنها الأعظم في تاريخ البشرية وجاءت بأول رئيس مدني أقسم اليمين الدستورية على بعد أمتار من مستشفى يرقد فيه آخر فرعون على سرير سجنه'.

    ذهب احمد عز وجاء زمن خيرت الشاطر

    أيضاً، قال زميله محمد سلطان المحرر الفني في صفحة راديو وتلفزيون:
    'سيادة د. مرسي رئيس الجمهورية سمعت في معظم البرامج مقولة مصر دولة سيادة القانون، التي تحولت بعد قرارك بعودة مجلس الشعب لمجرد تكية، فشر البلية ما يضحك وجاء الفرج مع بيانات باحترام حكم الدستورية بوقف قرارك وعادت لهذه الجملة قيمتها كمبدأ وعقيدة نحتاجها لنبني مصر التي نحلم بها، أدعو الله أن يبعد عنك كل إخوان السوء وبطانة الضلال وأن يدفعك الى ما فيه الخير لكل المصريين ونحن على أعتاب شهر مفترج، اللهم آمين'.
    وقبل الانتقال لموضوع آخر، سمعت أصوات احتجاجات تتهمني بمجاملة البعض على حساب آخرين، ومنهم زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' نصر القفاص، الذي قال لي، كيف تتجاهل قولي يوم السبت:
    'ذهب أحمد عز وجاء زمن خيرت الشاطر والفارق بينهما أن مبارك عاش يحكم مصر ثلاثين عاما وانتهى ترهله إلى ثورة ضده، أما ما يسمى جماعة الإخوان المسلمين فقد حاولت أن تحكم مصر منذ أكثر من ثمانين عاماً وقررت دفع ثمن ترهلها على يد 'الشاطر' الذي يعتمد منهج هدم مؤسسات الدولة، يقاتل على جبهة هدم القضاء، يقاتل على جبهة هدم الإعلام، يقاتل على جبهة هدم جهاز الشرطة، يقاتل على جبهة هدم المؤسسات العسكرية، فهو ينتهج ما لم تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية ولسخرية القدر أنه لا يعرف عن مصر غير أنها أرض تسمح له بالاستثمار في 37 شرطة أعطته أرباحاً بالمليارات قبل أن تأتيه السلطة من خلال ثورة لا يعرف عنها شيئاً'.

    الديمقراطية في انتقاد رئيس الدولة

    كما احتج زميلنا في 'أكتوبر' أسامة أيوب وقال، وكيف تتجاهل قولي: 'الهجوم الذي يشنه بقايا النظام السابق والمنتفعين بفساده ضد قرار رئيس الجمهورية، والذين انضم إليهم بكل أسف كثير من القوى السياسية على خلفية المنافسة الانتخابية والخصومة السياسية مع جماعة الإخوان التي ينتمي إليها الرئيس، هذا الهجوم ورغم افتقاده للموضوعية يتعين النظر إليه باعتباره تجسيدا حقيقياً وعمليا للديمقراطية التي لم تعرفها مصر عبر تاريخها والتي أتاحتها ثورة 25 يناير.
    وكانت في مقدمة أهدافها ومتطلباتها وصارت في مقدمة مكتسباتها، غير أنه من المؤسف أن يجري استغلال الديمقراطية في التضليل السياسي والإعلامي لعموم المصريين، الذين التبس عليهم كل ما يجرى في المشهد السياسي، وهو التضليل المغرض الذي تمارسه كثير من القنوات التلفزيونية الفضائية بشأن قرار الرئيس بعودة مجلس الشعب وتصويره على انه إهدار لأحكام القضاء وعلى النحو الذي يشعل الفتنة السياسية والوطنية بهدف إفشال التجربة الديمقراطية الوليدة وإفشال الرئيس المنتخب، ثم إسقاط الدولة، يبقى أن أؤكد أن السطور السابقة ليست دفاعا عن شخص الرئيس الذي اختلف معه في انتمائه السياسي بقدر ما كانت دفاعاً عن منصب الرئيس وشرعيته وصلاحياته السيادية، خاصة أنه أول رئيس مدني منتخب انتخابا حراً نزيهاً'.

    ناصر ومرسي: وما ادراك ما الستينيات

    وإلى المعارك التي لا تزال مستمرة وإن كان بدرجة أقل مما كانت عليه من قبل بسبب الهجوم الذي شنه الرئيس مرسي بطريق غير مباشر، ضد خالد الذكر عندما صاح في ميدان التحرير ـ الستينيات وما أدراك ما الستينيات، معتقدا انه سيفلت بفعلته من دون أن يدرك، انه استفز مشاعر وطنية، خاصة انه هاجم بطريق غير مباشر ايضا ثورة 1919 بزعامة خالد الذكر سعد زغلول ونضاله هو وخليفته خالد الذكر مصطفى النحاس في سبيل الاستقلال والديمقراطية ضد تسلط القصر الملكي وتحالفه مع أحزاب الأقليات والإخوان المسلمين بقيادة حسن البنا، وهي ملحمة صراع حزب الوفد ضد كل هذه القوى متحالفة، وذلك عندما قصر بدء النضال الوطني ابتداء من الفترة التي تشكلت فيها الجماعة ـ وكان كلامه إشارة لنار ثأر تاريخي تتوارثها بعض قيادات الجماعة، ورغبة منها في محاولة تزييف التاريخ الحديث ليبدأ بها، وكأنها التي حكمت مصر الحديثة.

    لماذا يتباكى الناصريون
    والليبراليون على احكام القضاء؟

    وقد حاول بعض المساكين من الإخوان الرد على هذه الهجمات وركزوا على عبدالناصر ـ آسف قصدي خالد الذكر وصمتوا عن الهجمات اليومية المتتالية للوفد ضدهم، وأحدث مسكينان، ضايقاننا يوم الأحد، وكان الجو حاراً ورطباً، أولهما رضا حمودة بقوله في 'المصريون':
    'الذي تعج بهم الساحة الإعلامية والسياسية الآن ممن يسمون بالتيار المدني برعاية فلول مبارك ينتمون في أغلبهم إلى مدرسة عبدالناصر في الصوت العالي والشعارات الرنانة الزائفة وادعاء البطولات الوهمية، يتباكى الناصريون ومعهم الليبراليون بطبيعة الحال إهدار أحكام القضاء وعدم الانصياع لدولة القانون وتناسوا أن زعيمهم الملهم عبدالناصر كان أول من داس على القانون بحذائه، حينما حل الأحزاب السياسية واختصر الوطن كله في شخصه، وعندما اختار الرئيس محمد نجيب الديمقراطية فيما يسمى بأزمة مارس 1954 عزله وأهانه بل قام بتجييش عمال النقل للقيام بإضراب يشل حركة البلاد والخروج في مظاهرات تطالب بسقوط الديمقراطية والحرية اللتين وعد الشعب بالالتزام بهما في أول بيان لانقلاب يوليو وحينما طالبه الفقيه القانوني والدستوري عبدالرازق السنهوري باشا رئيس مجلس الدولة بإرساء الديمقراطية وضرورة عودة الجيش إلى ثكناته منحازاً إلى الرئيس محمد نجيب وإلى المبدأ السادس الذي وضعه وهو إقامة حياة ديمقراطية سليمة، فكان جزاؤه الضرب بالأحذية في مقره بمجلس الدولة وفرض الإقامة الجبرية حتى وفاته 1971.

    حمدين صباحي الصحافي
    الذي يتكلم اكثر مما يكتب

    يبدو أن السيد حمدين صباحي الصحافي الذي يتكلم أكثر مما يكتب المرشح الخاسر والذي جاء ثالثاً في السباق الرئاسي، لم يكن يحلم أن يحل في هذا المركز فأصابه الغرور وسط حشد من أنصاره من الناصريين والعلمانيين واليساريين رافعاً لنفسه شعارات سيده عبدالناصر التي عفا عليها الزمن وداعياً إلى تشكيل تيار ثالث 'يتوافق بالطبع مع المركز الثالث الذي حصل عليه في انتخابات الرئاسة' بين العسكري والديني، عبدالناصر هو من أضاع السودان القريبة بفصلها عن مصر 1956 بدعوى حق تقرير المصير بعد أن كانت مصر والسودان وطناً واحدا ثم أقام وحدة فاشلة مع سورية الشقيقة البعيدة جغرافيا، من دون دراسة متأنية من 1958 حتى 1961 ثم دخل اليمن 1962 في مغامرة غير محسوبة خرج منها مهزوماً، ثم النكسة الكبرى في 5 يونيو 1967 والذي أضاع فيها سيناء والقدس وغزة والضفة والجولان، هذا هو جمال عبدالناصر الذي لم يمت، كما قال الرئيس الراحل السادات ولذي مازال يحكم على يد تلاميذه من العسكر الذين يتحكمون في الجيش والشرطة والقضاء وتلاميذه من الليبراليين والقوميين الذين يديرون الإعلام، لقد سئمناكم وجربناكم بالفعل فدعونا نحيا كراما أعزاء في بلد اختطفت عشرات السنين لصالح العسكر ومن دار في فلكهم'.
    أي باختصار، دعونا نحن الإخوان نحكم بدون إثارة متاعب لنا لننعم بالحكم كما تنعم به مبارك ورجال أعمال ابنه ـ بالتحديد.

    الجهل بعلوم التاريخ

    لكن اللافت في أمر هذا الإخواني المسكين، شأنه في ذلك شأن باقي زملائه، ممن يتصدون للاستناد إلى الوقائع التاريخية، هو جهلهم بها، وجرأتهم غير المسبوقة على ادعاء العلم، ذلك ان عزل محمد نجيب لم يكن بعد أزمة مارس، بل انه عاد بعدها أكثر قوة وأصر أن تكون له رئاسة الوزارة، بالإضافة إلى رئاسة الجمهورية، وعبدالرازق السنهوري لم يتم ضربه بالأحذية كما يدعون وإنما كانت المظاهرة امام مجلس الدولة، والتي دبرها مجلس قيادة الثورة اعتقادا بأنه ينحاز لنجيب ضد ناصر في تقسيم السلطة، بينما كان المجلس يناقش قضية أخرى، ولم يحدث ان تم فرض الإقامة الجبرية عليه، وإنما تم عزله من رئاسة المجلس بعد صدور قانون بعزل الوزراء الذين عملوا في العهد الملكي، وكان السنهوري وزيرا للمعارف في حكومة محمود فهمي النقراشي رئيس حزب الهيئة السعدية المنشق عن الوفد والموالي للملك، ومن هنا كان عداؤه الشديد للوفد وهو الذي أفتى لثورة يوليو 1952 بما سماه فقه الثورة، بعدم استدعاء البرلمان الذي تم حله بعد حريق القاهرة في يناير 1952 وكانت أغلبية مجلسي النواب والشيوخ فيه من الوفديين للاجتماع بعد تنازل الملك فاروق عن العرش في السادس والعشرين من يوليو لابنه الطفل احمد فؤاد ولي العهد.
    وكان القانون في هذه الحالة ينص على ان يعين البرلمان مجلس وصاية على ولي العهد من ثلاثة حتى يصل الى السن القانونية لتسلمه العرش ـ الثامنة عشرة، وهو ما حدث مع الملك فاروق نفسه، بعد وفاة والده فؤاد عام 1936 إذ تشكل مجلس وصاية الى ان بلغ السن في العام التالي، ومع ذلك، فقد تم تعيين المستشار علي السيد رئيساً لمجلس الدولة، وأما عبدالرازق السنهوري فتم تعيينه في جامعة الدول العربية ولقي تكريما كبيرا من الدولة، وساهمت هذه العقلية القانونية الفذة، في وضع الدستور العراقي بعد ذلك والكويتي، والمثير في أمر هؤلاء الناس، انهم يكررون الآن ما حدث أمام مجلس الدولة بتظاهرهم امامه لمنع صدور احكام ضد جماعتهم والاعتداء على الناس، مثلما اعتدوا مؤخرا بالضرب على حمدي الفخراني وصديقنا المحامي نجاد البرعي، وعلى كل مادام هذا هو مستوى هذا المسكين في معلوماته التاريخية فيكفي هذا، وأما جهله بحكاية السودان فحدث عنها ولا حرج، ولست مستعدا لإضاعة الوقت والمساحة معه.

    الحقبة الاروع في تاريخنا الحديث

    أما المسكين الثاني في نفس العدد فكان صاحبنا هشام الحمامي، الذي صاح قائلا عن فترة ما قبل ثورة يوليو.
    'كل ثمار الستينيات التي جناها نظام يوليو تم غرسها في هذه الحقبة الأروع في تاريخنا الحديث وأن كل ما غرسه النظام في الستينيات هو ما نجنيه من فظائع اليوم، ليس فقط في 'السياسة' قاطرة الإصلاح والتقدم في كل المجتمعات، ولكن الأدهى والأخطر في 'الأخلاق' فما عرف المصريون تردي في خصائصهم الأخلاقية العظيمة قدر ما عرفوه بدءا من هذه الفترة النكدة التي تمتد حتى يومنا هذا، وما كان العقاد رحمه الله موفقاً حين تحدث أمام رئيس الجمهورية آنذاك عن جمهورية 'الفكر' التي تكرمها جمهورية 'الحكم' ذلك ان التأسيس كان على قدمين وساقين لجمهورية 'الخوف' التي لم يلحظ قواعدها مفكرنا الكبير حيث الاستبداد الأشرس، وما تبعه من ضعف المؤسسات وشخصنة السلطة وعسكرة السياسة وضعف الكفاءات واغتيال المواهب وانعدام المشاركة، ووأد المبادرات الفردية والقمع والعنف وضعف الخيال وبطء الإدراك بحركة التاريخ والانتهاكات الممنهجة لحريات وحقوق الإنسان، تلك 'الجمهورية' التي انتشرت سمومها في كل مكان في اللغة ومفرداتها في علاقات الناس ببعضهم في نجوى الذات لذاتها، في الهمس والسكون والحركة في أخلاق القيادات السياسية والإدارية وخوفها من الإزاحة والفضيحة'.

    عن تشبيه حسن
    البنا بـ'راسبوتين'

    وهكذا، لم يعد باقياً إلا أن يستكمل كلمته، في الهمس، بباقي أغنية عبدالحليم حافظ، في الهمس، في الآهات، في النهدات، ليكمل معلوماته، وأما غيظه من عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد، فلأنه كان قد وصف الإخوان المسلمين، بأنهم إخوان الشياطين، وشبه حسن البنا بـ'راسبوتين' بعد اغتيالهم رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في ديسمبر عام 1948.
    ولم يذكر أي نموذج واحد، عن قيام ثورة يوليو بمحاربة عمالقة الأدب والفن والشعر في العهد الملكي، ومنهم من كانوا من الأحزاب السياسية وأنصار الملك، بل ازدادوا تألقا وانتشارا في الستينيات، وما أدراك، ما الستينيات، ومنهم الإخوان المسلمون.أما غلبان صحيح، لكنه الجهل عندما يختلط بالحقد ـ والعياذ بالله ـ وهذان المسكينان يختلفان عن زميلنا وصديقنا الإخواني وعضو مجلس نقابة الصحافيين محمد عبدالقدوس الذي دعا الرئيس الى تصحيح خطئه بطريقة غير مباشرة بقوله في نفس اليوم في الوفد بمناسبة ذكرى ثورة يوليو:
    'تصور معي أن الرئيس محمد مرسي استقبل بهذه المناسبة هدى عبدالناصر الابنة البكر للزعيم الراحل، وأكد لها أنه رئيس لكل المصريين بمن فيهم أنصار عبدالناصر، وفي يقيني أن تلك المقابلة ضربة معلم وبمثابة دواء مهم ومطلوب للانقسام الذي نعانيه وستكون محل تقدير من الناصريين الذين يختلفون مع الرئيس مرسي أشد الاختلاف، لدرجة دفعت بعضهم الى الوقوف من دون خجل مع عدو الثورة أحمد شفيق، وبهذا السلوك الراقي سيؤكد الرئيس المدني المنتخب أنه بالفعل يعبرعن كل المصريين وليس عن الإخوان المسلمين وحدهم، فهل يفعلها الريس لتكون مفاجأة الموسم، أحلم بذلك وأتمناه'.
    لا، لا، هذا ان تم لا يكفينا، بل لابد له أن يعتذر، ويشارك معنا في أغنية أم كلثوم، يا جمال يامثال الوطنية، أجمل أعيادنا الوطنية، في نجاتك يوم المنشية، ردوا علي، فان رد فقد وضعت الحرب الكلامية اوزارها، وان رفض، فسوف تستمر، فنحن ملوك الكلام وتركنا لهم العمل والتآمر.
    ويبدو أن قول الشاعر سينطبق علينا:
    زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً
    فابشر بطول بقاء يا مربع.

    الفريق شفيق نوى
    ان يتمتع في ابو ظبي

    وإلى الساخرين ومعاركهم، ونبدأ مع زميلنا الإخواني خفيف الظل سليمان قناوي وقوله يوم الأحد في بابه اليومي المتميز بجريدة 'الحرية والعدالة' أفكار متقاطعة:
    'الفريق شفيق 'نوى' أن يتمتع في أبو ظبي من العمرة إلى الحج وحتى لا يسيء أحد الظن بالشفيق فقد تراجع عن فكرة شد الرحال من الإمارات الى السعودية مستقلا جملا مستخدما الطريق البري ـ ورانا إيه؟ واستبدل به حمارا موت يا حمار على بال ما يرجع شفيق الى مصر يا يكون النائب العام نسي، يا ورق البلاغات اتحرق، يا الحمار مات!
    أعانه الله على قضاء العشر الأواخر من رمضان في مولات دبي، ممكن كمان تروحها مشي 'فركة كعب'.
    إذا كان المفتي بيؤدي التحية العسكرية يبقى المشير بيشوف الهلال.
    لو كنت مكان أبو الليف وأيمن بهجت قمر لقمت بتوزيع جديد لكلمات أحد أشهر أغانيه لتصبح مستهون بالفلول ياخويا، دولاه خطرينو دول كربونا وحياة أبونا، دولاه خطرين، لكني ترددت كثيرا ان الثورية تكبر في دماغ أبو الليف ويخرج علينا ليقول أغنية 'أنا مش خرونج، أنا كنج كونج' تنبأت بالثورة بعد تزوير انتخابات 2010'.
    وسليمان من 'الأخبار' أساساً، ولذلك كان في انتظاره زميله وصديقه سعيد إسماعيل ليسخر من رئيس مجلس الشعب المنحل الإخواني في نفس اليوم.
    'عدد السيارات التي يخصصها مجلس الشعب لـ'الأخ' سعد الكتاتني اثنتى عشرة سيارة أهمها السيارة البي أم دبليو المصفحة المصنعة بمواصفات خاصة في المانيا، بالإضافة الى السيارة المرسيدس الفخمة وثلاث 'سيارات فورد' وسبع 'سيارات 'بيجو'، حاجة 'تمخول' وتخبل 'وله كل الحق في أن يتشبث بهذه الأملة'.

    خصوم الاخوان من الصحافيين

    والمشكلة ان الإخوان ليس لديهم في الصحافة إلا خفيف ظل واحد، هو سليمان، بينما خصومهم ومن يكرهونهم عندهم وفرة من هذا الصنف، منهم زميلنا بمجلة 'أكتوبر' القومية مصطفى علي محمود الذي خصص فقرتين في صفحته كلام جرايد لمهاجمة الرئيس هما:
    بعد أسبوع واحد من قيامه بحلف اليمين مقسماً على احترام الدستور والقانون، داس الرئيس مرسي بحذاء مرشد جماعة الإخوان على حكم المحكمة الدستورية العليا التي قضت ببطلان مجلس الشعب وقرر إعادة البرلمان المنحل للانعقاد مرة أخرى!!
    والشعب أرادها دولة سيادة القانون، والإخوان يريدونها عزبة فضيلة المرشد!'.
    الرئيس محمد مرسي ألقى اليمين على الشعب ثلاث مرات، يعني لو حلف مرة رابعة يبقى مصر محتاجة محلل'.

    حفلة للسخرية
    من الاخوان والرئيس

    أما زميلنا بـ 'روزاليوسف' محمد الرفاعي فقد اعتقد ان هناك حفلة للسخرية من الإخوان والرئيس، فجاء يشارك فيها محاطا بزفة عظيمة وصاح وهو يبحث عن سليمان قناوي الذي هرب بجلده ليلحق بشفيق يا راجل في دبي':
    'الدكتور الحاج محمد مرسي رئيس جمهورية الإخوان المتحدة الأولى، لصاحبها مولانا وسيدنا الحاج محمد بديع، نسي أو تناسى في أول طلعة رئاسية لبست مصر الجلابية أنه نجح بعد العذاب والضنا بربع أصوات الناخبين فقط، يعني اللي قالوا نعم يا حبيبي نعم ثلاثة عشر مليونا في عين العدو في حين أن سبعة وثلاثين مليون ناخب وقفوا يغنون في الشوارع وفوق الكنب، حكم إيه اللي أنت جاي تقول عليه أنت عارف قبله معنى الحكم إيه يا عم الحاج، يعني يا دوب مجموع سيادته يدخله معهد فني متوسط أو يؤهله لحكم محافظة مطروح ويحولها براحته هو ومشايخ تراعيني قيراط أراعيك قيراطين، الى ولاية مطروح الإسلامية المستقلة وعاصمتها قندهار وممكن بعد كده ربنا يفتحها عليهم ويحرروا السلوك ويحولها منطقة تجارية إسلامية حرة لتجارة لجلاليب والسبح والسواك وحبة لبركة واليانسون والشيح والسياحة العلاجية لمشايخ البترول، نسي الدكتور مرسي أو تناسى أو عمل نفسه مش واخد باله والشيطان ابن حرام بيلعب في دماغ البني آدم من دول لحد ما يخرمه زي التعريفة، والدنيا تلاهي يا مشايخ، نسي الدكتور مرسي أنه رئيس لكل المصريين، كما أعلن فور ظهور النتيجة وبدأ يتعامل على أنه رئيس دولة المشايخ وأن المرشد فوق الجماعة والجماعة فوق الوطن وبدأ سيادته في إصدار القرارات التي تتخذها الجماعة من أجل تكسير عظم الوطن لحد ما يتكوم ويفطس، ويقدروا يسحبوه براحتهم حتى لو سرحوا بيه في الموالد يشحتوا عليه، ويا سيادة الرئيس مصر العظيمة لن يحكمها أبداً مولاناً المرشد ولا مشايخ تقبيل الأيدي'


    ------------------

    مقالات


    عبور

    إرهاب

    17/07/2012 09:30:48 م




    بقلم :- جمال الغىطانى


    جمال الغىطانى



    بالأمس تكرر المشهد نفسه،‮ ‬مجموعات من المواطنين،‮ ‬تم استيرادهم من محافظات شتي،‮ ‬مزودين بالماء وما يواجه الحر ومالا يعلمه إلا الله،‮ ‬هؤلاء يفترشون الطريق والشوارع المحيطة بمجلس الدولة في الجيزة‮. ‬الهدف هو الضغط علي القضاة أثناء نظر القضية المتعلقة باللجنة التأسيسية للدستور‮. ‬هؤلاء ينتمون إلي حزب الحرية والعدالة الذي يوجد الآن في قمة السلطة التنفيذية ممثلا في رئيس الجمهورية،‮ ‬ويسيطر علي مجلس الشوري الذي يرأسه أحد اقطاب الحزب وصهر الرئيس،‮ ‬أي ان أولئك المحتشدين والذين تم دفعهم إلي هذا المكان في يوم شديد الحر للضغط علي أعصاب القضاة وتوصيل هدير هتافاتهم إلي داخل قاعات العدالة،‮

    ‬هؤلاء لا يمتون إلي حزب معارض‮. ‬إنما يوجد الحزب الذي مولهم وأتي بهم في السلطة،‮ ‬بل في قمتها،‮ ‬ظاهرة تتكرر كثيرا منذ أن بدأها‮ »‬حازم لازم‮« ‬عندما اقتحم أنصاره مبني المجلس‮. ‬هذا إرهاب من نوع جديد تمارسه سلطة تحكم بالفعل ضد مؤسسات الدولة التي تم احتلالها والسطو عليها،‮ ‬لنتخيل الحالة النفسية للقضاة الذين ينظرون القضية،‮ ‬بالتأكيد رأي كل منهم عند دخوله المبني ذلك الحشد‮. ‬ليس من الضروري ممارسة الارهاب حتي يقع الضرر،‮ ‬ثمة وسائل أخري أخطر من الارهاب المادي،‮ ‬ذلك الحشد من الوسائل المستجدة في مصر،‮ ‬إنه يحوي تهديد القضاء وإنذاره أن يحكم كما تريد الجماعة وإلا‮.... ‬الرسالة واضحة،‮


    ‬وهذا ما تم استخدامه في الانتخابات الرئاسية عندما‮ ‬غص ميدان التحرير بالمحتشدين وتردد الأقاويل بوجود مجموعات سوف تهاجم منازل المسئولين عن الدولة في حالة فوز الفريق شفيق،‮ ‬سوف تكشف الأيام عن أسرار ماتزال دفينة،‮ ‬لكن ما جري أمس يجب‮ ‬من كافة القوي السياسية إدانته والتصدي له معنويا وماديا إن أمكن‮.. ‬وعلي أجهزة الدولة المستهدفة من‮ ‬غزو الجماعة حماية نفسها وحماية القضاء،‮ ‬خاصة أثناء نظر القضايا،‮ ‬ولنبدأ بانشاء حرم خاص يمنع الاقتراب خلاله من مقر المحكمة وتوفير الحراسة المشددة التي تزيل أثر الإرهاب المعنوي الذي تستعرضه الجماعة،‮ ‬والارهاب المادي عند وقوعه في حالة صدور حكم لا يعجب الإخوان‮.‬



    -------------------

    علي مزاجي‮!‬



    17/07/2012 09:33:00 م




    بقلم :- سعىد إسماعىل


    سعىد إسماعىل



    الكل يعرف أن هناك أزمة حقيقية بين مؤسسة الأزهر الشريف وجماعة الإخوان،‮ ‬ورغم حرص الجانبين علي عدم الافصاح عن هذه الأزمة بوضوح وصراحة‮.. ‬إلا أنها تأكدت واتضحت بعد عدة وقائع،‮ ‬تعرض خلالها فضيلة الإمام الأكبر إلي الإساءة المتعمدة،‮ ‬التي حرصت رئاسة الجمهورية،‮ ‬علي توجيهها إليه،‮ ‬دون مراعاة للمكانة الرفيعة،‮ ‬التي يتمتع بها الأزهر الشريف وشيخه في قلوب المصريين كافة،‮ ‬والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أيضا‮..‬
    كانت أولي الوقائع عدم تخصيص مقعد لفضيلة الإمام في الصف الأول في الحفل الذي أقيم في جامعة القاهرة بمناسبة تنصيب الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية،‮ ‬مما اضطر فضيلة الإمام إلي الانسحاب ومغادرة الحفل‮.. ‬وكانت الواقعة الثانية عندما صافح الرئيس مرسي جميع القيادات التي حضرت الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من الكلية الفنية العسكرية،‮ ‬واستثني فضيلة الإمام،‮ ‬ومر به دون أن يصافحه‮ »!!« ‬وكان الاحتفال منقولا بالأقمار الصناعية‮!!


    وأسباب الأزمة التي تفتعلها جماعة الإخوان مع فضيلة الإمام الأكبر،‮ ‬ترجع إلي عام ‮٧٠٠٢‬،‮ ‬عندما رفض الدكتور أحمد الطيب،‮ ‬الذي كان يرأس جامعة الأزهر في ذلك الوقت،‮ ‬قيام عدد من طلاب الجامعة التابعين للإخوان باستعراض عسكري،‮ ‬وهم يرتدون زيا موحدا أسود اللون،‮ ‬ويغطون وجوههم بأقنعة سوداء،‮ ‬علي طريقة مقاتلي حزب الله اللبناني‮- ‬وأعلن انه لن يسمح بأن تتحول جامعة الأزهر إلي ساحة للإخوان‮.. ‬مما دفع الطلاب الذين كان يشرف ويمول تنظيمهم الأخ خيرت الشاطر،‮ ‬إلي محاصرة مكتب الدكتور الطيب‮.. ‬وقد ترتب علي ذلك الحادث إلقاء القبض علي عدد كبير منهم،‮ ‬وإجراء تحقيقات مع خيرت الشاطر في قضية‮ ‬غسيل الأموال الشهيرة التي دخل بسببها إلي السجن‮.‬


    هي معركة ثأر يخوضها‮ »‬الأخ‮« ‬الشاطر ضد مؤسسة الأزهر الشريف التي يرأسها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب‮.. ‬وكل الدلائل تشير إلي انها سوف تزداد تفاقما،‮ ‬لأن الجماعة قررت بمنتهي الاصرار ان يكون لها وحدها حق السيطرة علي قيادة المرجعية الدينية‮!!‬
                  

07-19-2012, 04:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    27qpt1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com







    الرئيس يحذر مهاجميه باللجوء للقضاء.. ومطالب بالكشف عن ثروته والهدايا التي تلقاها مساعدوه بالسعودية
    حسنين كروم
    2012-07-18




    القاهرة - 'القدس العربي' أبرز ما في صحف امس كانت كلمة الرئيس في حفل تخريج دفعات جديدة من الكلية الحربية وتأجيل محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة الحكم في دعوى بطلان اللجنة التأسيسية للدستور اليوم الخميس وسط قيام آلاف من الإخوان بمحاصرتها، لإجبار القضاة على عدم إصدار حكم ببطلانها، وتحدي رئيس المحكمة لهذا الضغط وقوله ان أحدا لن يتمكن من إرهاب القضاء وتواصل إضراب عمال شركة غزل المحلة وانتشار الاعتصامات والإضرابات، والاستعداد لرؤية هلال رمضان.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

    مذبحة جديدة للقضاء

    ونبدأ بالمذبحة التي يدعو إليها الآن علناً الإخوان المسلمون والسلفيون للقضاء، بعد حكم المحكمة الدستورية العليا حل مجلس الشعب، ثم إعادة الرئيس له، وعودتها للتأكيد على بطلانه وإلغاء القرار، والثورة العارمة لجميع الهيئات القضائية ضد التدخل في شؤونه فبدأنا نقرأ لهم مطالب محددة بتطهير القضاء لأنه مُسيس ضدهم، ولأن الفساد يعشش فيه، وأنه لا ضرورة للالتزام بأحكامه لو تعارضت مع ما يريدونه بحجة اننا في ثورة، والمؤسف أن ينضم إليهم عدد من القوى غير الدينية، بل ورجال قضاء، كانوا من قادة حركة استقلال القضاء، ناضلوا ببسالة ضد نظام مبارك، وتحملوا الكثير من التشويه والإساءات من مؤيديه، لاعتراضهم على عدم احترام القانون والدستور واستخدام قضاة ووزير عدل لتنفيذ سياساته وحماية فساد نظامه، ثم رأيناهم فجأة، يشجعون عدم تنفيذ أحكام القضاء إذا تعارضت مع ما يرونه، والترحيب بها إذا وافقتهم، عندما جاءت نتائج انتخابات مجلسي الشعب والشورى بأغلبية للإخوان والسلفيين وأحزاب وقوى وأفراد مستقلين مع الثورة وسقوط ساحق لأنصار النظام السابق، صاحوا فرحين بنزاهة القضاء، وعندما أعلنت نتيجة فوز مرسي بالرئاسة، فعلوا نفس الشيء، أما عندما صدر الحكم بعدم دستورية مجلس الشعب، انقلب الحال وطالبوا بحلها وعدم الالتزام بالحكم، بل وعدم الالتزام بأي حكم يتعارض مع ما يرونه، وقدموا دفوعاً غريبة مما اضطر حركة استقلال القضاء تصدر بيانا تدين فيه موقف أعضائها الذين أيدوا الخروج على القانون، وللأسف، كان عدد منه من الذين نالتهم إجراءات مذبحة القضاء الأولى عام 1969 في عهد خالد الذكر، ويهاجمونها حتى الآن، تحولوا بقدرة قادر الى أعلى الأصوات في المطالبة بعدم تنفيذ الأحكام، ويقدمون تفسيرات معينة لتبرير خروج جماعة الإخوان والرئيس على القانون
    وعلى القسم الذي أداه باحترامه، ولن أذكر أسماء، لأني مذهول من حجم التغيير في المواقف المبدئية التي لا تقبل أنصاف الحلول، إذا تعلق الأمر بالقانون والأحكام واحترامها، لأن من الممكن تغيير القوانين ومواد الدستور أما لتعطي سلطات للرئيس كما كان الحال من قبل ويتحول الى اله أو نصف اله، وتقيده، ولكن إذا صدرت أحكام نهائية فلا بد من الانصياع لها، لا أنزل مظاهرات ومحاصرة المحاكم والقضاة، لإجبارهم على إصدار أحكام معينة، لأن ذلك تدمير سلطة القانون وإحلال سلطة الغاب مكانها، وهو ما قام ويقوم به الإخوان والسلفيون حاليا، وخطورته تكمن في أنهم ومعهم الجيش والأمن، لم يعودوا يخيفون أحداً الآن، ومنعه من التظاهر والتجمع والاشتباك، والموت، ومن السهل على غيرهم أن يفعلوا مثلما يفعلون وتنتهي سلطة الدولة.

    أين نخوة الصحافيين والدعاة؟

    والمثير في الأمر أيضاً، أن نجد صحافيين ومهندسين يكتبون المقالات والأعمدة، عن آرائهم القانونية والدستورية وكذلك رجال دين ودعاة، بينما لم يتحرك ضمير واحد منهم ليطالب بإلقاء القبض على الشيخ السلفي وعضو مجلس الشعب المنحل علي ونيس الذي يطلبه القضاء ويحاكم في جريمة فعل فاضح ولا يزال هاربا من وجه العدالة، بينما الفتاة المسكينة نسرين تحت حكم القانون، ونفس الجريمة ارتكبوها عندما أشادوا باعتداء همجي من جنود للجيش في ميدان التحرير على الفتاة غادة وسحلوها وتعرى جسمها وأخذوا يتهكمون عليها بأنها كانت ترتدي عباءة بكباسين، ولم تتحرك نخوتهم ورجولتهم عندما تعرضت فتيات أخريات لكشف العذرية، والغريب أن النساء والفتيات من الإخوان والسلفيين لم يحتجوا، وكل ما قالوه، هم إيه اللي خرجهم من بيوتهم، بينما نزلن بالآلاف في المظاهرات التي نظمها الإخوان والسلفيون، نفس الانحطاط الأخلاقي هو ما حدث من النظام السابق في مايو عام 2005 أمام مبنى نقابة الصحافيين، عندما تحرش أنصاره بالزميلة الصحافية بوكالة أنباء الشرق الأوسط المرحومة نوال علي، وامتدت أياديهم القذرة إلى أجزاء من جسدها، وسحبوها على الأرض لخلع بنطلونها، ورغم ذلك لم تحتج نساء وفتيات المجلس القومي للمرأة الذي تترأسه سوزان مبارك، لكن هذا النظام الفاسد والفاجر، كان فيه من يحسون بالخجل والعار، واستنكروا ما حدث، وسارعت بعض الأجهزة الأمنية بالاتصال بصحافيين لتنفي مسؤوليتها عما حدث، الآن لم يعد لدى أدعياء الدين وحملة توكيل الإسلام، أدنى حياء، كل شيء مباح إذا كان لهم.

    محاولات العسكر دفع مصر الى المربع صفر

    فمثلا زميلنا الإخواني بـ'اليوم السابع' هاني صلاح الدين قال يوم الثلاثاء: 'ان محاولات العسكر في دفع مصر الى مربع صفر من خلال هدم كل المؤسسات التشريعية بأحكام قضائية يحيط بها كثير من علامات الاستفهام يزيد كل المصريين تصميما على الوقوف خلف الرئيس بكل قوة، ولن يسمح الشعب أن يكون هناك أكثر من قبطان لسفينة الوطن، فإنها معركة حياة أو موت لمصر الثورة، ولن يقبل أحد لمراكز القوى الجديدة ان تغتال حلم تسعين مليون مصري في تكوين جمهورية مصر الثانية الحديثة، وعلى قوى الشر أن تعي درس التاريخ، فعصر السادات بدأ بنفس المهاترات من مراكز قوى استخدمت نفس الأساليب الفاسدة، ولكن في النهاية كان النصر للشرعية، ولا ننكر اننا بحاجة لثورة تصحيح حقيقية لتتخلص من كل جذور الدولة العميقة.

    خطأ في المنظومة القضائية المصرية

    كما تورط في الهجوم على الأحكام القضائية في نفس اليوم زميلنا جمال سلطان رئيس تحرير 'المصريون' - اليومية المستقلة - بقوله: 'هناك شيء خطأ في المنظومة القضائية المصرية جعل من بعض أدواتها وأجنحتها عناصر تهديد لاستقرار الدولة وتهديدا لأمن الوطن وجزءا من صراع سياسي مفتوح، وهو ما سوف ينعكس بشكل سلبي وخطير على مكانة مؤسسة القضاء في مصر وقناعة ملايين المواطنين بأنهم أمام العدالة العمياء، ونحن لسنا أمام آلهة أو أنبياء وانما بشر لهم أهواء وأغراض، ولا يملكون استقلالية حقيقية، وقد ثبت من الممارسة والسلوك انهم ينحرفون عن جوهر العدالة، ويتورطون في صراعات سياسية تؤثر بوضوح كامل على توجهاتهم عند النظر في القضايا المعروضة عليهم، وهي كلها قضايا متصلة بصراعات سياسية وقضايا رأي عام'.
    وما ذكره جمال صحيح، ولكنه لم يسأل نفسه سؤالا بسيطاً، وهو، ألا يوجد قضاة ايضا مع التيار الإسلامي؟ وتتأثر أحكامهم به، أم أنهم من صنف الملائكة؟ وهل يريد أن نعدد له أسماء العشرات منهم؟

    لماذا اتخذ القضاء موقفا ضد الثورة؟

    أما زميلنا بـ'الجمهورية' فراج إسماعيل، والذي يكتب في الجريدة عمودا يوميا هو - خارج السرب - فقد أراد المزايدة على جمال بأن قال: 'لماذا اتخذ القضاء موقفا ضد الثورة مع انه ينبغي ان يكون العدالة والضمير وحائط الدفاع في مواجهة الفساد والسرقات والظلم، القضاء في حاجة الى منظومة جديدة وصارمة لكي ينصلح، ثورة من داخله تقيم اعوجاجه حتى نطمئن لضمير القاضي ونزاهته، ولا يشعرنا بأنه ضمير متصل بأسلاك غير مرئية بقصر الحاكم يتلقى منه التعليمات. تحولت المحكمة الدستورية العليا إلى أداة للمجلس العسكري وكذلك محكمة القضاء الإداري التي صارت كسابقتها، فهل يخرج شباب القضاة ليطيحوا بتلك القيادات والهيئات المعنية حتى يدركوا المتر الأخير من نزاهة سلطتهم واحترامها'.
    والمحكمة الإدارية بمجلس الدولة التي يوجه إليها مثل هذه الاتهامات والإهانات هي التي أصدرت في عهد مبارك الكثير من الأحكام ضد سياسات حكوماته وأبطلت له ولابنه جمال ورجال أعماله كثيرا من الصفقات، وتعرضت لنفس الهجمات، لكن لا أحد جرؤ على تحديها.
    وتصدى مجلس الدولة لسوزان مبارك ورفض ضغوطها العلنية لإجباره على قبول دفعة من البنات في وظيفة مندوب وهي أول درجة في سلم القضاء في المجلس، رغم المظاهرات التي قادتها وزيرة القوى العاملة وقتها عائشة عبدالهادي والمتهمة الآن في موقعة الجمل ووقفت بها على سلالم المجلس، كما يفعل الإخوان والسلفيون الآن، في أمر زميلنا مسألتان، انه كان الأكثر سعادة بتعرية الفتاة في ميدان التحرير وكتب التعليقات المشينة عنها والثانية التي يحيرني انه يضع صورته مع العمود وفي مقاله الاسبوعي بالجمهورية، ويشبه فيها مبارك الى حد بعيد جدا.

    الشعب لن يسمح لرجال
    قضاء مسيسين بذبح الثورة

    وإلى إخواني مسكين هو زميلنا بـ'الحرية والعدالة'، هاني المكاوي حيث صرخ في نفس اليوم قائلا والشرر يتطاير من عينيه، نحو القضاة وأنصار خالد الذكر: 'الشعب الذي اسقط نظام مبارك في عز جبروته لن يسمح لرجال قضاء مسيسين بذبح الثورة، وإسقاط الثوار، وإذا كان السياسيون والناصريون الذين يسيطرون على وسائل الإعلام الحكومية والخاصة قد أقاموا الدنيا ضد قرار الرئيس محمد مرسي الذي حاول من خلاله رد الاعتبار لبرلمان انتخبه ثلاثون مليون مصري، بدعوى تحديه للقضاء، نجدهم لم يحركوا ساكنا عندما حول مبارك المخلوع المحكمة الدستورية لقسم للشؤون القانونية برئاسة الجمهورية تأتمر بأمر مبارك، وتنفذ رغباته وتحقق طموحاته، كما ان رموز الناصريين الذين عاصروا عبدالناصر لم يعلقوا على مذبحة القضاة التي قام بها زعيمهم عندما فصل ثلاثمائة قاض من أنزه القضاة بعد الاعتداء على كبيرهم بالأحذية من جانب بعض العسكريين.
    أي انه يريد للإخوان ان يقوموا بمذبحة للقضاة على طريقة، اشمعنى خالد الذكر يعملها واحنا لأ؟

    مذبحة القضاة حدثت عام 1969

    ومشكلة هاني المسكين في معلوماته، ذلك ان مذبحة القضاة حدثت عام 1969، وأما إشارته الى كبير القضاة فانه يقصد رئيس مجلس الدولة وقتها المرحوم عبدالرازق السنهوري وحادثة مارس عام 1954، وقضاء مجلس الدولة يختلف عن القضاء العادي، ومذبحة القضاة كانت في العادي - ولم تكن فصلا وانما قرار بحل الهيئة القضائية وفتح الباب لإعادة القيد وصدرت القرارات بالابعاد لحوالى مائتين وأربعين وتمت إعادة الكثير منهم، ومن لم يعودوا كان من بينهم عدد من دعاة الاستقلال الحقيقي، مثل يحيى الرفاعي وممتاز نصار - عليهما رحمة الله - وآخرين وبعضهم رفض العودة وفضل العمل في المحاماة، والبعض كانوا قد اصدروا أحكاما قضائية لصالح ملاك أراض وغيرهم واتضح انهم ينتمون لأسر تضررت من قوانين الإصلاح الزراعي، والبعض كانت عليه مآخذ في التفتيش القضائي، وعلى كل فالقرار خاطىء ولا يمكن قبوله تحت أي مبرر، وتعرض في حينه للانتقاد.

    التطاول على المجلس الأعلى
    للقوات المسلحة والقضاء

    ولمعلوماته رئيس اللجنة التي قامت بذلك كان الرئيس الراحل أنور السادات - عليه رحمة الله - لكن المهم ان النظام كان شفافا وواضحا في سلوكه حتى وان كان خاطئا، لا يراوغ باسم الدين والثورة لتحقيق أهداف خاصة، ولقد ضايقني زميلنا الإخواني بسبب قلة معلوماته، لكن، ولله الحمد، فقد حزن على حالي ومصيبتي وأنا أتابع هؤلاء، زميلنا بـ'الأخبار' سعيد إسماعيل، وربت على كتفي وقال، لا تحزن يا أخ الإسلام والعروبة، دعهم لي لأؤدبهم، واتقرب الى الله مع قرب حلول شهر رمضان وأنشد يقول في نفس اليوم: 'أشعر بالقلق ويسيطر علي إحساس بالتشاؤم عندما أتابع تلك الحفنة من المدعين المتحذلقين الذين خرجوا إلينا فجأة من وراء الجواميس ليتقافزوا على الساحة، ويتفلسفوا ويتباروا في تزييف الحقائق وتحطيم الثوابت، ويتطاولوا على المجلس الأعلى للقوات المسلحة والقضاء المصري الشامخ، الذي لولاهما لضاعت مصر كلها وانهارت دولتها العريقة، والمؤسف أن يكون في مقدمة أولئك مستشارون وقضاة سابقون ومحامون، يتسابقون لتحقيق مصالحهم الخاصة جدا، ويسعون الى اغتصاب مناصب لا يستحقونها والفوز بزعامات ليسوا أهلاً لها، ويتفنون في توريط رئيس الجمهورية في اتخاذ قرارات تتصادم مع أحكام القضاء'.
    وللعلم، كان تعبير، ده جاي من ورا الجاموسة هو تعبير عامي مصري يتم استخدامه للسذج من أهل الأرياف، وقد ضحكت عندما قرأت كلمة الجاموسة، لأنني تذكرت أغنية في مسرحية مدرسة المشاغبين حيث قال الناظر حسن مصطفى للطلبة، يالا يا شلة جاموس، وردوا عليه، بأغنية، يمسكوك في الضلــــمة فانوس ويلففوك المدرسة، فرد بأغنية مضادة، خالة خالتكم خنفسة.

    اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي

    والآن ما الذي يمكن أن نقوله للشيخ الأزهري وعضو مكتب الإرشاد السابق والداعية عبدالله الخطيب، وهو يتهم قادة الجماعة وعلى رأسهم المرحوم سيد قطب بالكذب، وهم يعترفون بما فعلوه وتعرضوا بسببه لما تعرضوا له، بل وبما اعترف به الشيخ حسن البنا - عليه رحمة الله - قبل اغتياله في الثاني عشر من شهر فبراير سنة 1949 باغتيال أحد أفراد الجماعة بدون أي أوامر منه باغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في ديسمبر عام 1948، وقبل ذلك اغتيالهم القاضي أحمد الخازندار، اثناء خروجه من منزله في حلوان وقال عنهم قولته الشهيرة، ليسوا اخوانا - وليسوا مسلمين، هل البنا كان يكذب ايضا؟ ما هؤلاء الناس، وكيف يمكن التعامل معهم أو مناقشتهم إذا كان أئمتهم ومن يعلمون شبابهم اصول دينهم وشرحه لهم يرتكبون علنا مثل هذه الأفعال، بحجة، سمعت، على طريقة المحامي خلف خليف خلف الله في مسرحية شاهد ما شافش حاجة، بطولة صديقنا نجم النجوم عادل إمام، عندما سأله قول يا مواطن، فقال، قالوا لي، فصاح خلف لهيئة المحكمة وكأنه وضع يده على الحقيقة.
    - قالوا له..
    وهكذا، أمسك بكلمة سمعت، وأنا اسأل ضميره الديني، ألم تقرأ أنت؟

    رسالة سيد قطب لعبد الناصر

    وإلى رسالة المرحوم سيد قطب إلى خالد الذكر بعد إعادة القبض عليه عام 1965، عند اكتشاف أمر التنظيم المسلح بالصدفة، والتي فصل فيها مراحل إنشاء التنظيم، منذ عام 1955، داخل السجن، وإعداده لكتاب معالم في الطريق، والتي ننقل أبرز ما فيها وتنشره على حلقات صحيفة 'المسلمون'، الاسبوعية المستقلة، والغريب انه بعد هذا كله يأتي الشيخ الإخواني عبدالله الخطيب ليقول يوم الخميس الماضي في جريدة 'الحرية والعدالة': 'سمعت على قناة الإخوان أحد المتحدثين يقسم بالله أن جميع قضايا الإخوان المسلمين لفقت لهم، وكان ذلك في شهادة للتاريخ، وكان هذا الرجل أحد المسؤولين عن السجون ولذلك يجب أن نطالب الجهات المختصة بالتحقيق النزيه في قضية الشهيد الإمام البنا - رضي الله عنه - ثم في قضايا جميع الشهداء، ما الذي جنوه وما الجريمة التي ارتكبوها؟
    إنها قصة الغدر والخيانة والافتراء والظلم على عباد الله، إنها فترة الغدر والبغض على جماعة الإخوان المسلمين - فترة العدوان الذي لم يوجد له نظير في التاريخ ولم تعرف جماعة من الجماعات الإسلامية قديما او حديثا محنة أساسها الافتراء على عباد الله وتلفيق التهم للذين يقولون 'ربنا الله' بمثل ما حدث للإخوان في هذا العصر، إنها محنة طالت ونسأل عن مبرر واحد لهذا الايغال بالاضطهاد فلا تجد، لقد لقي الإخوان المسلمون من ألوان البلاء أقصى ما وصلت إليه العقول الشيطانية على وجه الأرض، والآن وبعد مضي هذا التاريخ يتساءل القارىء والمراقب للأحداث هل نجح البطش والقسوة في إطفاء نور الدعوة؟
    وهل تحققت أمنيات الشهداء أم دفنت معهم؟
    وليطمئن القارىء الكريم فإن لدعوة الإسلام أيديولوجية مستمرة ما بقيت الحياة على ظهر الأرض وحتى نهاية العالم فدعوتنا هي الإسلام نفسه'.

    وفود الإخوان المسلمين من الدول العربية

    والآن الى 'المسلمون' يوم الاثنين الماضي، والحلقة السابعة من الرسالة، وفيها يحكي سيد قطب لخالد الذكر مقابلاته بعد قرار الإفراج عنه عام 1964، مع وفود الإخوان المسلمين من الدول العربية الذين وصلوا القاهرة لتهنئتهم، وما دار بينه وبينهم، قال: 'هناك زيارة من أحد إخوان سورية كانت بعد خروجي من السجن بقليل في العام الماضي ولم يبق في ذاكرتي عنها إلا صورة باهتة جدا، وقد تعبت في تذكرها، لكن لعلني ذكرت عنها شيئاً فيما بعد للأخ علي عشماوي، ولعله يتذكر اسم الزائر، فأظن أنه يعرفه، ولكني غير متأكد من شيء عن هذا، والذي استطعت أن استجمعه في ذاكرتي الآن عنها، أن هذا الآخ كان قادما من سورية في طريقه الى انجلترا لاستكمال دراسته بها، وأنه من قبل كان يدرس في مصر وأتم دراسته، وقد أبلغني تحيات الاستاذ عصام العطار رئيس الإخوان المسلمين في سورية وتهنئته لي بالخروج من السجن وذكر لي شيئاً عن موقف الإخوان في سورية، وتوقعهم لضربة لهم من البعثيين عما إذا كان لدي أية توجيهات.

    الذين يتطاولون على الرئيس

    وإلى الرئيس والهجمات التي يتعرض لها، ودفعته الى ان يقول في نهاية كلمته التي ألقاها أول امس - الثلاثاء في حفل تخريج دفعات جديدة من الكلية الحربية: 'أقول للذين يتطاولون أو يجرحون الناس وهم عدد قليل جدا ومن أبناء مصر ولهم كل الحقوق اقول لهم، لا يغرنكم حلم الحليم، لا يغرنكم حلم الحليم اننا يمكن بالقانون، وبالقانون وحده ان نردع ولكنني، وبكل الحب افضل على ذلك وقبل ذلك، الحب والألفة والعودة الكريمة الى الحق'.

    تحذير الرئيس من انه قد لا يكمل مدته

    وكان الرئيس في نفس يوم كلمته قد تعرض لعدة هجمات، الأولى في 'الأهرام' من زميلنا وصديقنا اشرف العشري، فقد حذر الرئيس من انه قد لا يكمل مدته، وأن يتوقف هو والإخوان عن استفزاز المجلس العسكري، قال: 'بعد إخفاق الرئيس محمد مرسي في الجولة الأولى مع القضاء والمجلس العسكري بشأن قرار عودة البرلمان المنحل ثم التراجع عنه وقبول أحكام المحكمة الدستورية والرضوخ واحترام القضاء والقول ضمنا في بيان الرئاسة انه نادم على ما فعله وقام به، بات على الرئيس أن يفكر جلياً وبعد المائة من الآن قبل الإقدام على أي قرار جمهوري أو خطوة يتخذها بشأن مصر الوطن وتسيير أوضاعه.
    وأولى المهام التي يجب عليه ان يقوم بها من الآن وليس غداً أن يقطع الصلة مع مجموعة المحركين والمحرضين من جماعته وحزبه الذين زينوا له طيلة الوقت ودفعوه لإصدار هذا القرار، فهو وحده الذي سيوفر الغطاء والضمانة للرئيس إذا أراد أن يستمر لفترة من الوقت وألا يغادر القصر الرئاسي سريعا حيث يتنبأ له فريق عريض من المصريين'.

    الإخوان القادمون من سورية والأردن

    حدثني عنه الاستاذ سعيد رمضان وأن الإخوان في سورية وفي الأردن كذلك غير مستريحين لتصرفاته لأنه لا يستشيرهم فيها ويتصرف بمفرده حتى عندما يكون بينهم فينزل في فنادق ويزور شخصيات لا يرغبون هم أن ينزل فيها، أو أن يزورها باعتبارهم أدرى ببلدهم وما فيها ومن فيها، ولكنه هو لا يستمع لتوجيههم وفق تقاليد الإخوان في أن الزائر يكون في عهدة أهل البلد وقيادتهم المحلية، وأنهم كلما أخذوا عليه أشياء في تصرفاته قال لهم: إن عنده إذنا بالتصرف من الجماعة، وسألني عما إذا كان هناك تفويض فعلا للاستاذ سعيد بأن يتصرف من نفسه؟ وقد أجبته بأنه لا علم لي كلية بمثل هذه الشؤون، وهذا هو الواقع فعلا، وأنني خارج حديثا من السجن وانني بطبيعتي لا أحب الدخول في هذه المسائل، وبهذه المناسبة أذكر ان الأخ الأردني الدكتور عبدالرحمن، الذي ذكرت زيارته من قبل تحدث معي بمثل هذا عن الاستاذ سعيد رمضان وأنني أجبته نفس الاجابة، وعقب خروجي من السجن في العام الماضي حضرت الى السيدة خيرية الزهاوي بنت أخي الاستاذ الشيخ الزهاوي كبير علماء العراق للاستشفاء واستشارة الأطباء، وقد حضرت عندنا تحمل إلي تحيات وتهنئة فضيلة عمها الاستاذ أمجد وفرحه بخروجي بعد قلقه عما كان يترامى إليه من أخبار بسوء صحتي في السجن وإشاعات موتي أحيانا، وأنه تحدث بشأني مع سيادة الرئيس عبدالسلام عارف ووجد عنده كل استعداد للتوسط لدى سيادة الرئيس جمال عبدالناصر، بل انه فكر في ذلك من نفسه فقد كان كتابي 'في ظلال القرآن' هو أنيسه في فترة اعتقاله، وبالفعل قام بهذه الوساطة ونجحت والحمد لله.
    وأنه بعد عودته من القاهرة كلف من يذهب الى فضيلة الشيخ أمجد ليبشره بنجاح وساطته فور نزوله من الطائرة في المطار'.
    لاحظ أن كل هذه المقابلات كانت تتم بحرية كاملة، ودون التعرض لقطب بعد الإفراج عنه ولا للإخوان القادمين من سورية والأردن، ولاحظ ايضا، ان كتاب في ظلال القرآن كتبه قطب وهو في السجن على أجزاء، وكلما انتهى من جزء أرسله الى المطبعة في القاهرة لتنشره في مصر وتقوم الصحف وإذاعة القرآن الكريم بعرضه ولم يعرف العالم العربي والإسلامي شيئاً عنه إلا بعد طباعته في عهد النظام الذي كان يحارب الإسلام والمسلمين وينشر الكفر. ما الذي نفعله مع أمانة وتدين هؤلاء الناس؟
    لا نملك إلا نرفع أيدينا للسماء، ونقول لهم، بحق الشهر الكريم القادم، منكم لله يا كذبة.

    مطالبة بمعرفة
    على حساب من أدى الرئيس العمرة؟

    أما 'الأخبار' فقد حفلت بعدة هجمات أولها لزميلنا والأديب الكبير جمال الغيطاني الذي طالب بمعرفة على حساب من أدى الرئيس العمرة، قال وهو ينظر بخبث من تحت زجاج نظارته: 'لم يتغير شيء حتى الآن ميزانية الرئاسة ما تزال سراً، ذمة الرئيس المنتخب لم تعرف بالتفاصيل وباستثناء المرشح الرئاسي حمدين صباحي لم يعلن أحد عن ممتلكاته بالتفصيل، أما تكلفة الرحلات الرئاسية فما زالت ايضا غامضة مبهمة لم يتغير شيء، إلا ظهور بعض الملتحين في المقر الرئاسي، وتزايدهم تدريجياً. في جميع الدول الديمقراطية يحق أن يتم الإعلان عن الهدايا التي يتلقاها الرئيس ومن يعاونه، في الولايات المتحدة محظور قبول هدية تزيد قيمتها على خمسين دولارا إذا تجاوزت ذلك فلابد من تسليمها الى الدولة.
    اما في مصر فإن الهدايا تعد سراً منذ بداية حكم الرئيس السادات وحتى الآن، إن الزيارات الرسمية تغطي أهدافاً أخرى لا عـــلاقة لها بالدولة ومصالحها، إنما يتصل الأمر بعلاقات البيزنس خاصة الذي يمارسه الافراد من ذوي القربى أو الجماعة، إن الشفافية في كل ما يتصل بالزيارات مطلوبة سواء عن حقيقة الأهداف وما نتج عنها وما تسلمه الجميع من هدايا بدءا من الرئيس إلى أصغر مسؤول مرافق وله مكان على الطائرة الرئاسية وتلك في حاجة الى وقفة'.

    علاقة الإخوان
    وانهيار عمارات إسكندرية

    والهجوم الثاني جاء من زميله خفيف الظل هشام مبارك بقوله عن حوار تليفزيوني سمعه: المذيعة فتيس الحريري: هل هناك علاقة بين الإخوان وانهيار عمارات إسكندرية؟ احنا بس بنسأل ومش بنتهم حد لا سمح الله، ومستنية مشاركاتكم، آلو؟
    - الخبير العرقسوسي عمر الجيزاوي: يا ست فتيس، أنا من خلال برنامجك الناجح باتهم الإخوان عشان كانوا دايماً بيقولوا، يا نفوز يا نجيب عاليها واطيها.
    - بس الإخوان فازوا فعلا وحرام نتهم من غير دليل.
    - يا فندم العمارات دي حساسة جدا واتصدعت بسبب التصريحات قبل النتيجة كونها تنهار دلوقتي ده ما يعفيش الإخوان من المسؤولية، وبعدين سيادتك انا كنت بابيع عرقسوس في نفس المنطقة ساعة الانهيار.
    - طب وحياة والدك تبعتلنا في الاستديو طقم عرقسوس لحسن الدنيا مولعة نار وواضح ان مرسي فشل في مواجهة الحر، قطيعة، عمال يأجل تشكيل الحكومة ومش عارف يأجلنا رمضان للشتا'.
    وإزاء هذا الهجوم كان رسم زميلنا عمرو طلعت امس في التحرير، عنوانه تسع وخمسون دعوى ببطلان التأسيسية والبرلمان والرسم للرئيس وهو يشكو قائلا:
    - كلكم عليا ولا إيه.

    الدولة الدينية فاشية
    يجب النضال ضدها

    وهي عبارة كان يرددها الفنان محمد صبحي في مسرحية الجوكر، لكن الرئيس وجد زميلا في 'الوفد' يدافع عنه هو محمود الشربيني وقوله يوم الثلاثاء: 'الإخوان شيطان رجيم نعم، والدولة الدينية فاشية يجب النضال ضدها وفضحها وأهدافها، هذا فكر جماعة عمرها ثمانية عقود، وهي لن تتغير ولن تتنازل عن مكاسبها إلا بآليات نفسها التي جعلتها تتصدر المشهد، لكن هذا الرئيس الجديد لم يقض بضع ايام في الحكم، وعملية تشويهه واغتياله تتم على قدم وساق، تحاصره المطالب والمظالم، تلاحقه الدسائس والمؤامرات والفتن، تحرك ضده الآلة الإعلامية الجهنمية كل لحظة، فإذا تأنى في اختيار رئيس وزرائه قالوا انه تأخر وتباطأ أو انه ينتظر الأوامر من بديع والشاطر، وفي قول آخر خائف وربما مذعور من 'الإخوة العسكر'، إذا تحرك للعمل حاصروا موكبه وقطعوا عليه الطريق، إذا فاضل بين مرشحين لرئاسة الحكومة أدلى بعضهم بتصريحات وردية وتحدثوا عن انجازات رهيبة لرئيس الحكومة الجنزورية الحالية، التي لم يخجل بعضهم من أن يكتب عن تجاهل رئيسها لمقام رئيس الجمهورية؟ الجنزوري يتجاهل 'مرسي'، والعسكري يهدد مرسي وشيخ الأزهر 'زعلان' من مرسي، والأقباط يتوجسون من 'مرسي' والفقراء والجياع والمحرومون والمخدوعون والمطرودون من جنة مبارك أصبحوا الآن ساخطين على 'مرسي'؟! كما لو أن هناك مخططاً تآمرياً محكماً يديره جهاز ضخم يمتلك امكانيات هائلة لإسقاط الرئيس 'مرسي' يبدأ بغل يده ويشل إرادته مروراً بكسر هيبته وإهانته وانتهاء بقيام الثورة العظمى ضده وخلعه، وبدء اللعبة من أول وجديد، وفتش عن المستفيد؟'.


    ----------------

    جبهة مدنية مصرية تدين محاولة الاسلاميين إقتحام مبنى مجلس الدولة

    2012-07-18




    القاهرة - يو بي اي: أدانت جبهة مدنية مصرية الأربعاء، محاصرة أعضاء تيار الإسلام السياسي وأنصاره مبنى مجلس الدولة المصري ومحاولتهم إقتحامه، مطالبة النائب العام بفتح تحقيق حول الحادث.
    وقالت 'الجبهة الشعبية لدعم الدولة المدنية'، في بيان أصدرته امس إن قيام أعضاء تيار الإسلام السياسي وأنصاره وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين بمحاولة اقتحام مبنى مجلس الدولة أمس بالتزامن مع قيام محكمة القضاء الإداري في المجلس بنظر طعون ضد الجمعية التأسيسية للدستور التي يهيمن عليها التيار الديني، تمثِّل إرهاباً وعدواناً على هيبة القضاء.
    ودعت الجبهة، النائب العام إلى فتح تحقيق في محاولة إقتحام مجلس الدولة، مؤكدة أن ما فعله أنصار جماعة الاخوان يعكس سعياً لإجهاض وقفات القوى المدنية، ومحاولة لإرهاب المحكمة بحشود تحاصرها حول وداخل مجلس الدولة وتهتف بهتافات مسيئة للقضاة والتضييق على وسائل الإعلام التى تنقل وجهة نظر مخالفة لتوجهاتهم.
    واتهم المنسق العام للجبهة محمود عبد الرحيم، تيار الإسلام السياسي بـ 'ممارسة البلطجة السياسية واستعراض القوة إستقواءً برجلهم في الرئاسة'، في إشارة الى الرئيس محمد مرسي، مشيراً إلى استخدام العنف اللفظي إلى جانب المشادات بالأيدي، والتحرش بوسائل الإعلام خاصة الأجنبية لإسكات كل الأصوات المعارضة لبلطجتهم.
    وحمَّل عبد الرحيم، القوى المدنية جانباً من المسؤولية حيال ما يحدث جرّاء تقاعسها عن خوض معركة الدستور التي تمثِّل أهم معارك الثورة والوطن ومواجهة هذه القوى الرجعية القمعية يجعلهم يغترّون بقوتهم النسبية التى لن يكن لها أثر لو توحّد أنصار الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
    وأعرب عن إستغرابه من أن 'القوى الدينية التي تحالفت مع المجلس العسكري والأميركان لإجهاض الثورة مقابل إقتسام تركة مبارك مع العسكر، لا تخجل من إدعاء أنها تمثل الثورة وتهتف ضد حليفها العسكري في إطار نهجها المستمر في التضليل والخداع وانتهازيتها السياسية المعتادة وتزييف الحقائق'.
    وكانت مجموعة من الأحزاب والحركات المصرية أهمها الحزب 'الإشتراكي المصري' و'الحركة الديمقراطية الشعبية' و'حركة ثقافة من أجل الحرية' و'حركة بهية يا مصر' و'جبهة الدفاع عن الإبداع' و'اللجنة الشعبية للدستور المصري' و'تحالف المصريين في أوروبا'، فضلاً عن شخصيات عامة وأكاديمية شكَّلت 'الجبهة الشعبية لدعم الدولة المدنية' بهدف الوقوف في وجه محاولة هيمنة تيار الإسلام السياسي على صناعة القرار في البلاد.


    ----------------

    كل‮ ‬يوم

    جمع شمل الامة‮!!‬

    18/07/2012 09:58:46 م




    بقلم :- على شلبى




    السياسة التي اتبعها حزب الحرية والعدالة ادت الي انقسام الشعب الي نصفين‮.. ‬قسم ينظم المظاهرات والاعتصامات في ميدان التحرير‮.. ‬وقسم آخر يرد عليه امام المنصة وقصر الرئاسة‮.. ‬وضاعت وعود الرئيس الدكتور محمد مرسي عقب تسلمه منصب الرئاسة بانه سيجمع شمل الامة وانه سيكون رئيسا لكل المصريين الذين صوتوا له والذين عارضوه وانه سيتفرغ‮ ‬بعد ذلك لبناء الدولة التي اوشكت علي الانهيار اقتصاديا وقانونيا وظهرت فئة لاتحترم اي دستور او قانون وتحاول بالحشد والمظاهرات ان تفرض رأيها علي الغالبية من افراد الشعب المصري‮.‬
    هذا المشهد العبثي طال لدرجة الملل‮.. ‬وضجت الشكوي من توقف حركة البناء والقضاء علي كل السلبيات التي كان لدينا امل كبير في بداية طيبة للقضاء عليها بمشاركة كل ابناء الشعب‮.. ‬وخرجت جماعات وافراد من جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة ليس لهم صفة رسمية يدلون بتصريحات تقضي علي هذا الامل يوما بعد يوم‮.. ‬واغلب هؤلاء ليس لديهم اية خبرة او دراية بما يقولون ويرغبون في فرض رأيهم سواء كان خطأ او صحيحا او ينطبق مع القانون والدستور‮.. ‬اغلب هؤلاء يلوون القانون والحقائق ويماطلون في تنفيذ الاحكام القضائية ويحاولون الالتفاف حولها وضياع الوقت الذي نحن في اشد الحاجة اليه للاتجاه للاصلاح والبناء‮.‬
    اقول‮.. ‬هذا المشهد العبثي لابد ان يوضع له حد وان يتوقف وفورا،‮ ‬فالوقت ليس في صالحنا‮.. ‬والاعداء في الداخل والخارج يتربصون بنا ويلعبون في الدولة ووسط الجماهير ضد مصلحة الشعب وتحقيق اغراضهم التي تضر ابلغ‮ ‬الضرر بنا وبشعبنا‮.‬


    ------------------

    الإخوان: لم نقترح إصدار إعلان دستوري جديد
    الأربعاء, 18 يوليو 2012 17:19

    كتب- بسام المهراني :

    نفى د. محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين كل ما يتردد عن محاولة الجماعة اقتراح إصدار إعلان دستوري جديد، مؤكدًا أن هذا شأن رئاسي خالص، وغير منوط بأحد التدخل في أعمال الرئاسة.

    وأضاف غزلان في تصريحات نشرت على – صفحة الحرية والعدالة - ، أن الجماعة شأنها شأن أي فصيل سياسي تعترض على الإعلان الدستوري المكمل، وتسعى لإسقاطه عبر الطرق القانونية تارة وبمشاركة المعترضين عليه في التحرير تارة أخرى، إلا أن تباحثها في هذا الشأن لا يتعدى حق أي فرد في النظر في الشأن العام فقط.
    في ذات السياق أكد غزلان أن اجتماع مكتب الإرشاد اليوم كان لبحث عدد من قضايا الشارع المصري، وكيفية مشاركة الجماعة في إيجاد حلول عاجلة لها، كما تطرق الاجتماع إلى الحكم المنتظر من مجلس الدولة غدًا، وأكد أنه سيحدد موقف الجماعة من اعتصام التحرير، غير أنه توقع أن تقبل المحكمة الاستشكال المقدم من محامي الإخوان برد هيئة المحكمة.
    كان مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين قد عقد اجتماعًا مغلقًا اليوم الأربعاء، بمقر المركز العام بالمقطم؛ لمناقشة آخر مستجدات الساحة السياسية، ومصير الجمعية التأسيسية لوضع الدستور.
                  

07-19-2012, 11:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    وفاة عمرسليمان نائب رئيس الجمهورية السابق
    الخميس, 19 يوليو 2012 10:52

    أ ش أ توفي في ساعة مبكرة من صباح اليوم اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق بأحد المستشفيات بأمريكا.



    يذكر ان عمر محمود سليمان ولد في 2 يوليو 1936، متزوج ولديه 3 بنات هن عبير وداليا ورانيا ، تلقى تعليمه في الكلية الحربية في القاهرة، وفي عام 1954 انضم للقوات المسلحة المصر ثم تلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتي.

    وحصل سليمان على شهادة بكالوريوس العلوم السياسية بجامعة عين شمس وذلك في الثمانينات , كما حصل على ماجستير العلوم السياسية من جامعة القاهرة، بالاضافة الى الماجستير بالعلوم العسكرية.

    وفي عملة بالقوات المسلحة ترقى بالوظائف حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم تولى منصب مدير المخابرات العسكرية وفي 22 يناير 1993 عين رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية.

    أثناء فترة عملة كرئيس للمخابرات العامة تولى أيضًا ملف القضية الفلسطينية وذلك بتكليف من الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ومنها توليه مهمة الوساطة حول صفقة الإفراج عن العسكري الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس جلعاد شاليط والهدنة بين الحركة وإسرائيل والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أنه يقوم بمهام دبلوماسية في عدد من الدول منها عدد من المهمات في السودان.

    في 29 يناير2011 عينه الرئيس السابق محمد حسني مبارك نائبًا لرئيس الجمهورية

    وفي 6 أبريل 2012 أهلن سليمان ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية وذلك قبل يومين من غلق باب الترشيح ولكن اللجنة العليا رفضت اوراق ترشحه بعدما استبعدت أكثر من 3 آلاف من نماذج التأييد التي قدمها.

    يذكر ان سليمان كان قد تعرض إلى محاولة إغتيال بعد تعيينه نائبا للرئيس ادت الى وفاة اثنين من طقم حراسته الخاصة

    وقد حصل سليمان على العديد من الأوسمة والأنواط منها وسام الجمهورية من الطبقة الثانية.، نَوْط الواجب من الطبقة الثانية.، ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة.، نوط الواجب من الطبقة الأولى
                  

07-20-2012, 01:52 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    www.alquds.co.uk




    حملة عنيفة على مرسي بسبب دعوته لتحالف سني مع السعودية.. ومطالبة بعدم الخضوع للمرشد

    حسنين كروم
    القاهرة ـ 'القدس العربي'



    أهم الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس كان اجتماع الرئيس محمد مرسي مع رئيس الوزراء والوزراء لبحث توفير احتياجات شهر رمضان، ورؤية دار الافتاء للهلال وتوقعات أن يكون الجمعة أول أيام الشهر الكريم، وأعلنت الأرصاد الجوية أن الموجة الحارة ستنكسر اليوم ـ الخميس ـ ليعتدل الجو يوم الجمعة، وأتوقع أن يسارع الإخوان المسلمون كعادتهم، بأن هذا الاعتدال في الحرارة نتيجة وساطاتهم، وجهودهم، وسيرد السلفيون بأن الفضل لهم ولأدعيتهم، وأشارت الأخبار الى رفض الرئيس السابق مبارك، تناول الدواء بعد نقله إلى سجن مزرعة طرة، وإصابته بحالة اكتئاب وتحسن صحته بعد نقل علاء وجمال الى غرفته، وعودة الشرطة العسكرية للانتشار أمام المستشفيات والمنشآت العامة لحمايتها بعد تعرضها لهجمات من البلطجية، واستمرار الإخوان المسلمين في التظاهر أمام مبنى مجلس الدولة للضغط على محكمة القضاء الإداري لعدم إصدار حكم ببطلان الجمعية التأسيسية للدستور، واستمرار عمال شرطة غزل المحلة الكبرى في إضرابهم عن العمل ورفضهم أي وساطة للإخوان في حل مشكلتهم وتواصل الإضرابات والاعتصامات الفئوية المطالبة بمطالب اقتصادية واجتماعية، والتركيز على أخبار المسلسلات التليفزيونية في القنوات الخاصة والعامة.
    كما أفردت الصحف مساحات كبيرة للعملية الانتحارية في العاصمة السورية، دمشق، ضد مقر الأمن القومي والتي أدت إلى مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والأمنيين، والإعلان عن قبول جميع الناجحين في الثانوية العامة في الجامعات والمعاهد العليا.
    وإلى بعض مما عندنا:

    لماذا تراجع مرسي عن اعلان %
                  

07-20-2012, 01:53 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    www.alquds.co.uk




    حملة عنيفة على مرسي بسبب دعوته لتحالف سني مع السعودية.. ومطالبة بعدم الخضوع للمرشد

    حسنين كروم
    القاهرة ـ 'القدس العربي'



    أهم الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس كان اجتماع الرئيس محمد مرسي مع رئيس الوزراء والوزراء لبحث توفير احتياجات شهر رمضان، ورؤية دار الافتاء للهلال وتوقعات أن يكون الجمعة أول أيام الشهر الكريم، وأعلنت الأرصاد الجوية أن الموجة الحارة ستنكسر
                  

07-20-2012, 01:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    www.alquds.co.uk




    حملة عنيفة على مرسي بسبب دعوته لتحالف سني مع السعودية.. ومطالبة بعدم الخضوع للمرشد

    حسنين كروم
    القاهرة ـ 'القدس العربي'



    أهم الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس كان اجتماع الرئيس محمد مرسي مع رئيس الوزراء والوزراء لبحث توفير احتياجات شهر رمضان، ورؤية دار الافتاء للهلال وتوقعات أن يكون الجمعة أول أيام الشهر الكريم، وأعلنت الأرصاد الجوية أن الموجة الحارة ستنكسر اليوم ـ الخميس ـ ليعتدل الجو يوم الجمعة، وأتوقع أن يسارع الإخوان المسلمون كعادتهم، بأن هذا الاعتدال في الحرارة نتيجة وساطاتهم، وجهودهم، وسيرد السلفيون بأن الفضل لهم ولأدعيتهم، وأشارت الأخبار الى رفض الرئيس السابق مبارك، تناول الدواء بعد نقله إلى سجن مزرعة طرة، وإصابته بحالة اكتئاب وتحسن صحته بعد نقل علاء وجمال الى غرفته، وعودة الشرطة العسكرية للانتشار أمام المستشفيات والمنشآت العامة لحمايتها بعد تعرضها لهجمات من البلطجية، واستمرار الإخوان المسلمين في التظاهر أمام مبنى مجلس الدولة للضغط على محكمة القضاء الإداري لعدم إصدار حكم ببطلان الجمعية التأسيسية للدستور، واستمرار عمال شرطة غزل المحلة الكبرى في إضرابهم عن العمل ورفضهم أي وساطة للإخوان في حل مشكلتهم وتواصل الإضرابات والاعتصامات الفئوية المطالبة بمطالب اقتصادية واجتماعية، والتركيز على أخبار المسلسلات التليفزيونية في القنوات الخاصة والعامة.
    كما أفردت الصحف مساحات كبيرة للعملية الانتحارية في العاصمة السورية، دمشق، ضد مقر الأمن القومي والتي أدت إلى مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والأمنيين، والإعلان عن قبول جميع الناجحين في الثانوية العامة في الجامعات والمعاهد العليا.
    وإلى بعض مما عندنا:

    لماذا تراجع مرسي عن اعلان اسم رئيس الحكومة؟

    ونبدأ بالساخرين ومعاركهم، حيث تحول الرئيس محمد مرسي إلى مادة لعدد متزايد منهم، وهدف يصوبون عليه سهامهم، وعلى جماعة الإخوان، مثل زميلنا في 'الوفد' محمد زكي الذي خصص يوم الأحد ثماني فقرات من بين ست عشرة لهذا الغرض، وهي:
    ' ـ الرئيس محمد مرسي وعد الشعب بإعلان اسم رئيس حكومته الجديدة عقب زيارته للسعودية وسرعان ما تراجع معلناً اسم رئيس الوزراء عقب زيارته لأثيوبيا، يعني من أولها كدب في كدب!
    - اقسم بالله العظيم أن أحافظ على أبواب ومفاتيح بوابة جمهوريتي، ولا أحترم الشعب ولا أكسر الكالون، هذا هو قسم مصر الآن!
    - على خشبة المسرح السياسي مسرحية 'جمهورية المشاغبين' مرسي الزناتي انهزم يا رجالة!
    - الرئيس الإسرائيلي شقته في 'تل أبيب' بثلاثة آلاف وخمسة وخمسين شيكل بينما تنازل الرئيس 'مرسي' عن مصر للإخوان وضع يد!
    - بصراحة لا يوجد فرق بين 'مرسي' و'مبارك' فكلاهما يتخذ القرارات العنترية ثم يترك الاجتهاد الشخصي للشعب الذي يدخل بنفسه مغارة 'حيص بيص'!
    - يوسف البدري النائب المستقل في البرلمان المنحل طالب الرئيس 'محمد مرسي' بدفع كفارة اليمين التي خالفها، ونحن من جانبنا نقوله 'كفاااارة يا ريس' والحدق يهرب من السجن ويت######ش!
    - المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة مصر أثبت أن الحديد لا يفله إلا الحديد في 36 ساعة!
    - إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب رئيس جمهورية الإخوان للقدر!

    أم ترتر تهاجم مرسي وتبحث عن محلل لتتزوجه من جديد

    وسمعت من يناديني باسمي من داخل الصفحة الثانية عشرة من 'التحرير'، ففوجئت بأنه ابننا وزميلنا بـ'الأهرام' وابن زميلنا وصديقنا والأديب الكبير الراحل خيري شلبي، زين العابدين خيري يخبرني بتفاصيل مقابلة مع أم ترتر، جاء فيها: 'هما يا أخويا متعصبين ليه كده ومش طايقين نفسهم؟ فاجأتني أم ترتر بسؤالها فسألتها بدوري من تقصد فقالت: بكل صراحة الإخوان يا أخويا، روحهم كده في مناخيرهم ومش طايقين لي كلمة لا أنا ولا أي حد غيري وكل ما أجيب سيرة الريس وأقول أصلنا عايزينه يعمل كذا ومحتاجينه يعمل أبصر إيه يطلع فيا ميت واحد يأكلوني، لا مؤاخذة المثل الشعبي بتاعنا بيقول بالبلدي كده 'اللي يحب الدح ما يقولش أح'. والراجل دخل الانتخابات وهو عارف اللي فيها وعارف أنهم مش هيهنوه على الكرسي بالساهل وناس كتير قوي هتطلع عينه يعني هو رايح للكرسي بمزاجه وأخوانه أصلا كانوا قايلين انهم مش عايزين الكرسي قبل ما يحلى في عينهم تاني فما يجوش دلوقتي ويقولوا أصل الحكاية والرواية والفلول والطعمية وواقفين لهم في الزور، عشان كل ده مالناش فيه وبعدين ما حدش قاله يقعد يقول ميت يوم ومش ميت يوم وتحاسبوني وبتاع، وطالما هو اللي قال يبقى إحنا كمان من حقنا نعد وراه، أنا كل اللي يهمني دلوقتي إني أعرفهم كلهم إن عندي ريس واحد بس اسمه محمد مرسي وأي حد تاني من أصحابه هالاقيه بيتكلم بالنيابة عنه ولا بيشخط فينا عشان ما نروحش للريس هانط ف كرشه، ومالوش عندي إلا الشبشب، غير كده زيهم زينا وزي ماهما بيتكلموا أنا هاتكلم وأخلع عين التخين ودلوقتي بقى عندنا ريس هيحمينا ويخلي باله من الغلابة ومش هيسمع للي حواليه وبس، مش كدة برضه يا ريس؟'.
    إييه، إييه، وهكذا ذكرني ابننا العزيز زين العابدين وصاحبته أم ترتر، بالمثل الذي كنا نسمعه ونردده في حوارينا اللي يحب الدح، ما يقولش أح، وغيره كثير من الأمثال.

    الرئيس حنث باليمين ولم ينفذ حكما قضائيا

    إييه، يا أيام الدح الجميلة، التي عاد بعد سنوات ليذكرنا بها المطرب الشعبي محمد عدوية في أغنية، السح الدح، وأضاف إليها امبو، ادي الواد لابوه، ياعيني الواد بيعيط.
    وما أن سمعني زميلنا محمد الرفاعي كاتب 'صوت الأمة' الساخر وأنا أغني، حتى أسرع ليساهم في الهجوم على الرئيس والإخوان قائلا: 'قام سيادته بالحنث بالقسم الذي أقسمه أمام المحكمة الدستورية باحترام الدستور والقانون وبالتالي أصبح قسمه باطلا وفق شرعيته، يعني سيادته دلوقتي قاعد في القصر الجمهوري بوضع اليد، ولو الراجل اللي كان بيلعب في مناخيره زمانه رفع عليه قضية طرد، هايطرده ويقف يغنيله، كنت فين وأنا فين، جتلي منين، وحملة وانزاحت، صلي على النبي، ولم يتوقف الأمر عند حدود الحنث بالقسم ولكنه رفض تنفيذ حكم قضائي واجب النفاذ، يعني ممكن يدخل السجن أو على الأقل عشان صحة سعادته بعافية شوية يحجز و له جناح جنب أخوه اللي ردت فيه الروح فجأة وقاعد هو والحاجة أم جمال يرقعوا مانجة ويتفرج على التليفزيون خصوصا، فيلم 'إسماعيل ياسين في الطيران'، وبالطبع، لن توافق جماعة المشايخ بتاعة اسعى وصلي على النبي أن تخرج من قصر الرئاسة خرجة الهكسوس هما يادوب لسه شاريين مفارش سفرة جديدة وكان ملاية سرير من عمر أفندي لأن الحاج مرسي لا يحكم وحده، الجماعة كلها بتحكم مصر بدليل أن كل الذين ذهبوا إلى قصر الرئاسة لتقديم المظالم قابلهم الدكتور محمد البلتاجي والدكتور عصام العريان!
    بأمارة إيه، ما تعرفش جايز مولانا المرشد قالهم أخوكم مزنوق، شيلوا معاه قفة الوطن شوية يا مشايخ، ثم إن قرار الدكتور مرسي الذي يهدم دولة القانون ويقيم مكانه دولة المرشد العام كان بفرمان من المندوب السامي الأمريكي الولية كلينتون اللي سايبه جوزها وطايحة في الدنيا وبوثيقة مقدسة من مكتب شورى الجماعة لمولانا محمد بديع لأن فيه تار بايت بينهم وبين المحكمة الدستورية التي رفضت أن تضع العمة على دماغها، وأن تعلن توبتها أمام مولانا آية الله، نفس أساليب الراجل اللي بيلعب في مناخيره لحد ما اتخرمت ونفس عنجهية وجبروت الحزب الوطني الحرامي ونفس اللوع الذي كانت تدمنه لجنة السياسات ولأن العظيم صلاح جاهين قال: 'علم اللوع، اكبر كتاب في الأرض، بس اللي يغلط فيه، يجيبه الأرض، فإن قرار الحاج مرسي الذي قام من النوم مفزوعا بعد أن رأى مولانا آية الله في المنام لابس أبيض في أبيض وبيقوله: الخلافة بين أيديك يا حاج، أوعى المشايخ يقعوا من قعر القفة، فاستعاذ بالله وبدلا من أن يصدر عفوا عن العيال المحبوسين في سجون العسكر، أو يشيل وزير الداخلية اللي لبس العمة وقالك صلي على النبي يشفع فيك يا مؤمن، العيال اللي قتلوا أحمد حسين ملتزمين وزي الفل بس هو اللي مرضاش يسمع الكلام ويأخذ المزة ويمشي، أصدر قرارا يهدم الدولة على دماغ الجميع ولا الحاج شمشون، ويعيدنا الى عصر التكفير والهجرة، دون أن يدرك أن محاولة تيار واحد الاستيلاء على الوطن باعتباره غنيمة حرب ليس في صالح الجماعة، ولا الحاج مرسي نفسه، والحمد لله، بأن المحكمة الدستورية العليا ألغت هذا القرار في أول هزيمة لسيادته، واللهم أحمني من المشايخ، أما العسكر، فأنا كفيل بهم'.

    الله أم نوح ومرسي

    وإلى الرئيس محمد مرسي، ومحاولات بعض الإخوان والسلفيين إضفاء صفات القداسة عليه وتشبيهه بالأنبياء والصحابة، بل وتورط أحدهم بتشبيهه بالله، واستنكار البعض لمحاولته عقد تحالف مع السعودية وأمريكا لمحاربة إيران والشيعة، حيث فوجئت يوم الثلاثاء في 'المصريون' بشخص لا أعرف ان كان سلفيا أو إخوانيا اسمه سيد شكل، يقول: 'كانت لحظة تاريخية حينما اختار الشعب المصري قيادته وامتلك إرادته وكتب تاريخه بنفسه وكان نجاحه في اختيار قائده خطوة أولى في طريق تصحيح المسار نحو مستقبل أزهى وأرقى!! لقد كانت لحظة القسم في ميدان الثورة لحظة تاريخية وكانت ومضة روح خيرة وضميراً حياًَ واعياً عند القائد وشعبه العظيم، حر%D
                  

07-20-2012, 02:04 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    www.alquds.co.uk

    www.alquds.co.uk




    حملة عنيفة على مرسي بسبب دعوته لتحالف سني مع السعودية.. ومطالبة بعدم الخضوع للمرشد

    حسنين كروم
    القاهرة ـ 'القدس العربي' أهم الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس كان اجتماع الرئيس محمد مرسي مع رئيس الوزراء والوزراء لبحث توفير احتياجات شهر رمضان، ورؤية دار الافتاء للهلال وتوقعات أن يكون الجمعة أول أيام الشهر الكريم، وأعلنت الأرصاد الجوية أن الموجة الحارة ستنكسر اليوم ـ الخميس ـ ليعتدل الجو يوم الجمعة، وأتوقع أن يسارع الإخوان المسلمون كعادتهم، بأن هذا الاعتدال في الحرارة نتيجة وساطاتهم، وجهودهم، وسيرد السلفيون بأن الفضل لهم ولأدعيتهم، وأشارت الأخبار الى رفض الرئيس السابق مبارك، تناول الدواء بعد نقله إلى سجن مزرعة طرة، وإصابته بحالة اكتئاب وتحسن صحته بعد نقل علاء وجمال الى غرفته، وعودة الشرطة العسكرية للانتشار أمام المستشفيات والمنشآت العامة لحمايتها بعد تعرضها لهجمات من البلطجية، واستمرار الإخوان المسلمين في التظاهر أمام مبنى مجلس الدولة للضغط على محكمة القضاء الإداري لعدم إصدار حكم ببطلان الجمعية التأسيسية للدستور، واستمرار عمال شرطة غزل المحلة الكبرى في إضرابهم عن العمل ورفضهم أي وساطة للإ%

    (عدل بواسطة الكيك on 07-20-2012, 02:08 PM)

                  

07-22-2012, 05:59 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    في قضية ‮ ‬الفعل الفاضح‮

    الحبس سنة ونصف مع إيقاف التنفيذ لعلي ونيس‮.. ‬و‮٦ ‬شهور للفتاة

    21/07/2012 09:07:52 م


    القلىوبىة ـ‮ ‬احمد عبدالكرىم‮




    قضت محكمة جنح طوخ‮ ‬غيابيا بمعاقبة علي ونيس عضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور والمعروف بنائب الفعل الفاضح بالحبس سنة مع الشغل وكفالة ‮٠٠٠١ ‬جنيه لوقف التنفيذ في تهمة الفعل الفاضح كما قضت بمعاقبته بالحبس ‮٦ ‬اشهر وكفالة ‮٠٠٥ ‬جنيه في تهمة التعدي علي افراد القوة‮.. ‬وقضت المحكمة بمعاقبة الفتاة نسرين رمضان عبدالعاطي حضوريا بالحبس ‮٦ ‬اشهر وغرامة ‮٠٠٥ ‬جنيه لوقف التنفيذ والزمتهما بالمصاريف وقررت المحكمة احالة الدعوي المدنية للمحكمة المختصة‮.‬
    اصدر الحكم المستشار محمود السعيد رئيس المحكمة وبحضور احمد لطفي الديب رئيس النيابة الكلية ببنها ومحمد يوسف وكيل نيابة طوخ‮.‬
    حضرت الفتاة المتهمة من محبسها بسجن القناطر وسط اجراءات امنية مشددة اشرف عليها اللواء احمد سالم جاد مدير امن القليوبية وفرض العقيدان محمد شرباش ومجدي راشد مفتشا المباحث كردونا امنيا حول المحكمة تحسبا لوقوع اي اعمال شغب‮.‬
    يذكر ان الفتاة قضت في الحبس قرابة الشهرين بعدما امرت النيابة بحبسها وقررت المحكمة باستمرار الحبس خلال تداول القضية علي مدار جلستين خلال اسبوعين متتاليين‮.. ‬ومازال النائب السابق علي ونيس هاربا وتكثف الاجهزة الامنية بجهودها لضبطه

    -----------------


    إنذار للرئيس‮ ‬علي يد محضر‮ ‬



    21/07/2012 09:09:09 م




    كتب عزت مصطفى‮:‬



    ارسل د‮. ‬السيد عتيق رئيس قسم القانون الجنائي بكلية الحقوق جامعة حلوان والمحامي انذارا قانونيا علي يد محضر للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية مطالبا بتنفيذ حكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب بأكمله‮.. ‬وذلك تمهيدا لاقامة جنحة مباشرة ضد الرئيس للامتناع عن تنفيذ حكم قضائي في حالة التأخر في تنفيذ الحكم‮. ‬واشار د‮. ‬السيد عتيق في انذاره ان احكام المحكمة الدستورية العليا واجبة التنفيذ ولا تحتاج الي صدور قرار لتنفيذها‮.. ‬وان العقوبة في تلك الجرائم تصل الي الحبس والعزل من الوظيفة العمومية‮.. ‬وان هناك مهلة قانونية‮ »٨ ‬ايام‮« ‬لتنفيذ الرئيس حكم الدستورية بعد انذاره قانونا علي يد محضر‮.‬



    ------------------

    مرسي يهدد والصحافيون يتوعدون.. حملة تشويه للرئيس برعاية مخابراتية

    حسام عبد البصير
    القاهرة - 'القدس العربي' كشرت صحف مصر الجمعة أمس عن انيابها وواصلت الهجوم ضد الرئيس محمد مرسي ولم تخل صحيفة من الهجوم الواسع وهو ما يعزز الأنباء التي تتردد عن أن الحملة ضد الرئيس وراءها جهاز مخابراتي، وبدأت تزداد وتيرتها عقب خطاب المشير طنطاوي الأخير الذي اشار فيه إلى أن مصر لن تكون حكراً لجماعة واحدة.
    صحيفة 'الأخبار' عنونت مرسي: اشعر بكل محروم ومظلوم وأعمل من أجلهم .. أطالب جميع المريين بالتكاتف والانتاج وأدعو لحملة قومية من أجل وطن نظيف الجمعة القادمة.. الرئيس يعزي عائلة عمر سليمان في وفاته.. محكمة القضاء الإداري الاعلان المكمل صحيح ولا يحتاج لاستفتاء.. إحالة قرار عودة مجلس الشعب للدستورية.. 'الأهرام' جاء مانشيتها الرئيسي عن الأوضاع في سورية ولقاء الرئيس مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. ومن الموضوعات الأخرى التي نشرتها الصحيفة المجلس الأعلى للصحافة يدين هجوم الشورى على الصحافيين، فيما اهتمت صحيفتا 'الشروق' و'التحرير' برحيل عمرو سليمان والدور الذي لعبه والغموض الذي احاط برحلته الأخيرة، وهو الأمر الذي أولته جريدة 'الأهرام' إهتماماً خاصاً وبه نبدأ الرحلة:

    الرجل الغامض الذي كان يحلم بالرئاسة مات غريباً

    الدور السياسي الذي لعبه عمر سليمان كان السبب الأكبر في شهرته، هكذا تشير صحيفة 'الأهرام' حيث كلف بالملف الفلسطيني الإسرائيلي، ورحلاته المكوكية في إنهاء الخلافات بين الفرقاء الفلسطينيين، خاصة حركتي فتح وحماس، ووساطته في إنهاء أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. واتهمه البعض بممارسة دور ضد معتقلين إسلاميين واستجوابهم بعد إرسالهم من الولايات المتحدة الأمريكية غير أن المحطة المهمة الحاسمة في مشوار حياة عمر سليمان هي قرار مبارك في29 يناير2011 بتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية في اليوم الخامس لاندلاع ثورة25 يناير، قبلها عهد إليه بمهمة التحاور مع الأحزاب والقوى السياسية، وهي المحاولة التي كان يهدف من خلالها للإبقاء على النظام، غير أن تصاعد وتيرة الأحداث وإصرار الثوار على رحيل مبارك سارع بإعلانه قرار تنحي مبارك، لتنتهي حقبة نظامه، بعدها توارى الرجل إلى الظل إلى أن ظهر فجأة على المسرح السياسي الساخن في مصر بعدما حسم أمره في الترشح ثم استبعد و نشبت معركة حامية بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين ثم سافر الرجل للعلاج إلى ألمانيا، وقيل إنه استقر في دبي، إلى أن طيرت وكالات الأنباء خبر وفاته في أحد مستشفيات أمريكا، ليرحل رجل الأمن الذي ذاع صيته على غير عادة رجال الأمن، لكن مهام السياسة ومستنقعها نالا منه وأوجدا خصوما كثيرين له.لكن الرجل أو الصندوق الأسود حسبما أطلق عليه البعض، رحل ومعه كل أسرار حقبة مبارك، واللحظات الحاسمة قبل سقوط النظام.

    بعضهم ترحم عليه وآخرون رفضوا الكلام عنه

    عبرعدد من السياسيين والحزبيين عن أسفهم لرحيل اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية على الرغم من اختلاف مواقفهم السياسية والثورية معه، وكشف اللواء حسين كمال مساعد اللواء عمر سليمان عن أن الجنازة ستنطلق من مسجد آل رشدان السبت المقبل بعد صلاة الظهر ويتبعها العزاء مساء بمسجد القوات المسلحة بمنطقة هليوبوليس بمصر الجديدة بعد صلاة العشاء وأكد في تصريحات خاصة لـ'الأهرام' أن اللواء عمر سليمان مات حزنا على مصر حيث أصيب بضعف في عضلة القلب وضيق تنفس حاد بعد عزوفه الكامل عن تناول أية أطعمة في أيامه الأخيرة مما استدعى سفره العاجل إلى الولايات المتحدة، نافيا تماما أن يكون قد توفي بسبب مرض في الدم، كما أشاعت بعض وكالات الأنباء وأسندت ذلك لمصدر في المخابرات المصرية، موضحا أن المخابرات المصرية لم يصدر عنها هذا التصريح مطلقا.
    وقال سامح عاشور نقيب المحامين كان رئيسا لجهاز مخابرات بكفاءة عالية لكن تدخله في المشهد السياسي اساء له، مضيفا: لا يجوز إلا ذكر محاسن موتانا.ورفض الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع التعليق على خبر وفاة سليمان، مؤكدا ان هذا ليس الوقت المناسب للحديث عنه قبل دفنه، ولابد ان نحترم وفاته.

    جهاز مخابراتي يقف خلف الحملة على الرئيس

    ونتجه إلى الحملة الشرسة على الرئيس المنتخب بسبب تلويحه مؤخراً باللجوء للقضاء بسبب سخرية بعض الاعلاميين منه وتطاولهم عليه حيث يعترف الدكتور محمد الجوادي استاذ العلوم السياسية بأحقية الرئيس: أرى أن تصريحات الدكتور مرسي بتحذير المتطاولين كانت في محلها تماما بل كانت أقل مما ينبغي وذلك لان التطاول على رئيس الجمهورية زاد بشكل كبير يرفضه معارضوه قبل أنصاره' والذين يقصدهم بهذه التحذيرات هم بعض الإعلاميين و مستشارة بالمحكمة الدستورية العليا واثنين من النقباء، فكيف أن نرى مستشارة بالمحكمة الدستورية تقول سنؤدب رئيس الجمهورية؟! كيف نسمع سبابا وإهانة رئيس الجمهورية في الفضائيات؟! كيف يتهكم اعلامي على رئيس جمهورية ونرى مؤتمرات صحفية تعقد لقضاة يهدد فيها رئيس جمهورية؟! ورفض الدكتور الجوادي التصريحات غير اللائقة التي شملت رئيس الجمهورية مؤكدا أن ابشعها كان عنوان جريدة 'الفجر': بلطجة مرسي. وقال ان عادل حمودة لا يملك أن يقول هذا على متهم فكيف يقوله على رئيس جمهوريتنا؟! وأكد الدكتور الجوادي أن هؤلاء الذين يهاجمون الرئيس صرحوا لمقربين لهم أن هجومهم هذا تنفيذا لتعليمات الدولة العميقة وبالتحديد المخابرات العامة، وانهم يفعلون ذلك وفق بيان مطبوع وموزع عليهم ويتقاضون المقابل المادي والمعنوي للتطاول في حق الرئيس، ويفعلون ذلك وهم مطمئنون أن موقفهم سليم وأن مرسي لن يستمر كثيرا في الحكم. وما يؤكد رأي محمد الجوادي حول وجود تعليمات من جهاز المخابرات العامة للصحف بالهجوم على الرئيس هو حالة السعار المنتشرة في الكثير من الجرائد خاصة المستقلة والمعارضة بغرض النيل من محمد مرسي وتشويهه.

    مرسي ما بين الفاشية والعجز

    ونبقى مع الحرب الشرسة على الرئيس والتي يرى الكاتب الصحافي عبد الله السناوي انه ينبغي عليه ان يكون واسع الصدر: أعتقد أن الرئيس لم يكن موفقاً بهذا التصريح الذي تعهد فيه بملاحقة الاعلاميين ولم يعهد لأي رئيس تولى هذا المنصب أن يهدد خصومه السياسيين، وغالباً هذا التصريح ينم عن أزمة يعيشها الرئيس، ولم أكن أتوقع أن يضيق صدره مبكراً هكذا خاصة ونحن نعيش أياماً بعد ثورة عظيمة جاءت فرفعت سقف طموحات الشعب بشكل كبير فيما يخص الحرية والديمقراطية، فجاء هذا التصريح مخيبا للآمال، ومع ذلك أنا ارفض أي تجاوز ضد رئيس الجمهورية أو ضد أي مواطن مصري، فالتجاوز غير مقبول نهائيا وكرامة رئيس الجمهورية من كرامة هذا الشعب، ولكن كان على الدكتور مرسي الذي يرفض ويحذر التطاول على شخصه وأن يرفض أيضا ما يحدث من تجاوزات وتطاولات حقيقية من معسكره، وهو ما يعتبره عبد الرحمن سعد في صحيفة 'الأهرام' مؤشرا خطيراً : منذ إعلان فوزه، تركزت الأضواء الإعلامية على كل هفوة تصدر عن الرئيس، وبلغ الأمر حد ارتكاب جنايتي السب والقذف بحقه، وإلا بماذا نسمي الأوصاف التي أصبغتها صحيفة بعينها على الرئيس الجديد، ومنها: 'الفاشي'، و'العاجز'، ومن قبل اتهمته بعدم اللياقة الطبية، ومن بعد ربطت بينه وبين ما ادعت أنه 'البلطجة السياسية'؟ وبماذا نسمي صدور صحيفة أسبوعية أخرى بعنوان يقول: 'خيانة الرئيس' في صدر صفحتها الأولى؟

    نصيحة للرئيس: حطم المرآه إذا لم تعجبك صورتك

    ونبقى مع 'الأهرام' ونصيحة يوجهها الكاتب محمد صابرين للرئيس محمد مرسي: نصيحة للرئيس محمد مرسي: الاعلام مثل المرآة إذا لم تعجبك صورتك بها فلا تكسر المرآة بل غيّر الصورة. والأمر الآخر هو أن الاعلام في الغرب والشرق مزعج لأنه يبحث عن الحقيقة، إلا أن الشيء المؤكد أن لا أحد دخل معركة ضد الاعلام وكسبها. لقد رحل بوش وبلير ومبارك وبقي الكتاب الصادقون. سيدي لا أحد يخنق الحقيقة، لأنها لا تموت! ولعل نفس المناخ الفاسد الذي يخيم على الاعلام المرئي والمسموع هو ما دفع الكاتب المرموق حسن نافعة للحصول على إجازة لمدة شهر عن الكتابه وقد يعتزل نهائياً وقد ودع قراءه في 'المصري اليوم': وأرجو أن يلتمس لي قرائي الأعزاء بعض العذر على صراحتي المفرطة- فلست سعيدا بالمناخ الذي تشيعه وتساهم في صنعه وسائل الإعلام المختلفة هذه الأيام، ثم تحاول أن تتحدث عنه وكأنها مجرد مرآة عاكسة له. فقد امتلأت وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، خصوصا في الآونة الأخيرة، بكل أنواع الأكاذيب والافتراءات والتضليل المتعمد. ولأنني لا أريد أن أكون جزءاً من مسرحية سخيفة وممجوجة تكتبها مجموعات متنافسة من 'رجال الأعمال'، أصبحت تسيطر على الفضاء الإعلامي برمته، فقد فكرت أكثر من مرة في أن أمتنع- ليس فقط عن الكتابة في 'المصري اليوم'- لكن أيضا عن الظهور في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة كافة. غير أن شيئا ما كان يثنيني دائما في اللحظة الأخيرة، ولم يكن هذا الشيء يتعلق بمصلحة شخصية بقدر ما كان يتعلق بوجهة نظر مختلفة لأصدقاء أقدرهم وأحترم آراءهم.

    مطلوب رأي الأزهر: هل حنث مرسي باليمين؟

    وإلى ورطة وضع فيها الرئيس المنتخب نفسه حينما اقسم على احترام احكام الدستور ثم سرعان ما قرر إعادة البرلمان للانعقاد وهو مادفع الدكتور حازم عبد العظيم في صحيفة 'المصري اليوم' ليناقش بتجرد: هل احترم الرئيس قسمه أم لا بصرف النظر عن المدلول السياسى للنص؟! حتى لو كان التغيير فقط في الستين يوما بدلا من الثلاثين يوما، هذا يعد عدم احترام للقسم وحنثاً في اليمين. وبالرجوع لبعض المراجع الفقهية هناك ثلاثة أنواع من اليمين، الأولى: اليمين المحققة 'المنعقدة' وهي: أن يحلف على أمر في المستقبل أن يفعله أو لا يفعله، فإذا حنث وجبت عليه الكفارة، والثانية هي يمين اللغو 'غير مقصود' ولا كفارة فيه، والثالثة هى اليمين الغموس: وسميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في الإثم، وتعريفها عند جمهور العلماء أنها اليمين التي يحلفها على أمر ما كاذباً عالماً. وبما أن قسم الرئيس بالتأكيد ليس لغوا فحنثه اليمين يندرج تحت النوع الأول أو الثالث. الأول كفارته: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، وإن لم يستطع فصوم 3 أيام، أما الثالث وهو يمين الغموس فقد اختلف العلماء، فقال البعض إنها من الكبائر لأنها تغمس صاحبها في الإثم وقيل في نار جهنم، والبعض الآخر قال إنها تستوجب التوبة! السؤال يا عزيزي القارئ.. ما هي كفارة الرئيس إذن؟ هل الأولى أنه أقسم أن يفعل شيئاً ولم يعلم وقتها أنه لن يفعله؟ وهي كفارة بسيطة وسهلة، أم الثالثة وهي الـ'غموس' بمعنى أنه يعلم مسبقا أنه لن يفعله وحلف اليمين؟ أم ترى أنه لم يحنث اليمين من أساسه؟ السؤال للجنة الفتوى بالأزهر الشريف؟

    وجه الشبه بين حزب مبارك وحزب الاخوان

    ونبقى مع 'المصري اليوم' وهجوم الكاتب محمد سلماوي على الاخوان المسلمين وحزبهم: لقد أثبت حزب الحرية والعدالة، منذ خرج على سطح الأرض وفي فترة وجيزة جداً، أنه قادر على تحمل المسؤولية، حيث اتبع أسلوب الحزب الحاكم نفسه الذي انحل بعد أن أحرقت الجماهير مقره الرئيسي بميدان التحرير، فبرهن حزب الحرية والعدالة أنه قادر على حكم البلاد، كما حكمها الحزب المنحل وبالأسلوب نفسه لأنه لا يقل رغبة عن سابقه في الاستحواذ على كل المقاعد الانتخابية مثل مجلسي الشعب والشورى، وعلى كل المواقع القيادية مثل رؤساء تحرير الصحف ورؤساء مجالس إدارتها، التي فتحوا باب الترشح لها ليقوم نوابهم بمجلس الشورى باختيار من يريدونه لإدارة الصحف القومية على وجه السرعة، وقبل أن يصدر قرار حل مجلس الشورى ليلحق بمجلس الشعب الذي حكمت المحكمة ببطلانه كل هذا لا يدعو إلى القلق بأي شكل من الأشكال، بل يبعث على الثقة في أننا إذا كنا قد فقدنا الحزب الوطني في أحداث ميدان التحرير، التي لم تفرق بين الصالح والطالح، فإن القدر قد حبانا بدلاً منه بحزب الحرية والعدالة الذي لا يقل عنه كفاءة ولا حرصاً على مصلحة البلاد التي تستلزم استحواذ الحزب وأعضائه على كل شيء من حولهم.

    اتهام الاخوان بتجنيد مساعدة كلينتون

    وإلى خبر انفردت بنشره صحيفة 'المصري اليوم' عن مصادر صحافية امريكية ورد فيه: أرسل خمسة نواب بالكونغرس خطابات إلى خمس جهات حكومية أمريكية، من بينها هيئات الأمن الوطني ووزارتا العدل والخارجية الأمريكيتان، يعبرون فيها عن 'مخاوف أمنية جدية' إثر وجود ما سموه 'اختراقاً عميقاً في أروقة واشنطن من قبل جماعة الإخوان المسلمين'، مطالبين بالتحقيق مع 'همة عابدين'، مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، فوراً واتهم النواب، بقيادة ميشيل باكمان، عضوة مجلس النواب الجمهورية، المساعدة 'همة' بامتلاكها 'صلات قريبة' مع جماعة الإخوان المسلمين، مطالبة السلطات المعنية بواشنطن بالتحقيق في الأمر،فيما دافع السيناتور الجمهوري جون ماكين عن 'همة'، في جلسة بمجلس الشيوخ، محاولاً دحض الاتهامات الموجهة إليها، ووصف ماكين الاتهامات بأنها'غير منطقية ولا أساس لها ويجب التوقف عنها على الفور'، مؤكداً أن 'همة' تعد 'سيدة محترمة وأمريكية مخلصة وموظفة تتمتع بالولاء لبلادها'.
    ونفى 'ماكين' الاتهامات التي تشير إلى أن عمل 'همة' جزء من 'مؤامرة بقيادة الإخوان المسلمين للتأثير على السياسة الخارجية لواشنطن لتلبية مصالح الإسلاميين'.

    الأمام الأكبر يهنئ الأمة بشهر الصوم

    وجه الإمام الأكبر د . أحمد الطيب شيخ الأزهر التهنئة إلى الأمة الإسلامية والشعب المصري بحلول شهر رمضان المعظَّم، شهر الصوم عن المعاصي، والارتفاع عن نوازع النفس، والجهاد في سبيل مصلحة الوطن ووحدة كلمته . أكد الامام الاكبر ان من أوجب الواجبات في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرُّ بها وطننا العزيز أنْ نستمسك جميعا بما يُوحِّد الصف ويُنحِّي أسباب الفرقة والخلاف، ومن هنا فإنَّ الأزهر الشريف ومن موقع المسؤولية الشرعية والوطنية، يُناشد أبناء الوطن جميعا أن يبتعدوا .. ويتساءل متى يتحول التدين الظاهري إلى إيمان حقيقي في القلب؟ زمان لم تكن هناك قنوات وبرامج دينية ومع ذلك كنا نحرص على القيم الدينية والأخلاقية، ولم نعرف أبدا الاختلاف في الدين، وكان موت جار أيا كانت ديانته تصمت معه أغاني الراديو في الشارع وتؤجل الأفراح، ولأن التدين غير حقيقي في زمن الجرعات الدينية والمتطرفة، فقد أسفرت النتيجة عن رواج الكذب والنفاق وانحطاط سلوك الشارع والتعصب وأصبحت معاشرة الناس كلها متاعب، واقتصر النشاط الديني على إشعال الخلافات بين السني والشيعي والمسلم والمسيحي والبهائي، ووكسة كبرى لوطن عاش أهله آلاف السنين في حب وسلام.

    متى يتخلى الاخوان عن الانتهازية

    ونستمر مع الهجوم ضد الاخوان ورئيسهم ونختار مما كتبه جلال دويدار في صحيفة 'الأخبار': استطاعت تيارات التربص والعمل السري أن تركب موجة هذه الثورة بعد نجاحها في إسقاط النظام السابق . تمكنت من خلال تنظيماتها التسلل إليها واختطافها وعملوا على الجنوح بأهدافها إلي غير الطريق الذي أراده أصحابها لها تم استغلال أخطاء الذين أوكل إليهم إدارة شؤون الوطن في هذه الفترة الانتقالية لتوجيه البوصلة في الاتجاه الذي تريده ويضمن لها الوصول إلى أهدافها .. وجاءت الطامة الكبرى لعملية سلق البيض التي تجسدت في تمرير الإعلان الدستوري الذي تولت كوادرها المدسوسة إعداده . ولم يكن إقرار هذا الإعلان بالاستفتاء الذي جندت له هذه القوى كل أسلحة الخداع والتدليس سوى بداية لمسلسل من الكوارث المدمرة للدولة المصرية . كانت البداية إجراء انتخابات مجلس الشعب قبل إعداد الدستور وقبل انتخابات الرئاسة . هذه الاخطاء والوقوع في سقطات دستورية أدت الى تدخل المحكمة الدستورية العليا من أجل اصلاح المسار كان من الطبيعي أن تصيب هذه الاحكام جماعة الإخوان بصدمة كبرى لارتباط تحطيم الاحلام والآمال كان من بين هذه الاحكام حل مجلس الشعب والذي تم قبل انتخابات رئاسة الجمهورية التي قررت الجماعة أن يكون لها مرشح فيها رغم سابق إعلانها بأنها لا تنوي ذلك . ان صدور هذا الحكم وفي هذا التوقيت كان لصالح المرشح الإخواني لمنصب الرئاسة بدعوى سقوط واقع سعيها إلى الهيمنة والتكويش على كل سلطات الدولة .
    ورغم استحواذهم على منصب رئيــــس الجمهورية فإنهم لم يتمكنوا من التخلي عن نزعة التكويش التي سيطرت عليهم . كان هذا دافعا للدخول في العديد من المعارك خاصة مع القضاء والاستمرار في ارتكاب الاخطاء التي يدفع ثمنها الوطن .

    هل ينجح مرسي في مشروع النهضة

    هل سيستطيع الدكتور محمد مرسى تنفيذ مشروع النهضة أو أي مشروع اقتصادي في تظل هذه الظروف التي غاب فيها القانون؟ هل تستطيع وزارة الداخلية أن تقوم بدورها بشكل قوي في ظل التجرؤ المدعوم إعلاميا وسياسيا على كل أجهزة الدولة؟ وهل سنرى سائحين في بلد لا يعرف الإعلام عنها سوى قطع الطرق السريعة والاعتصام على طريق القطار؟ وهل سيغامر أي مستثمر بضخ ملايين الدولارات في مصر في بلد لا يحترم شعبه حتى مقر الرئيس تحت مسمى أن الثورة أزالت كل شيء.. دون أن يدروا أنهم يزيلون حتى الأدب من النفوس.. هذه الأسئلة طرحها مجدي دربالة في 'اليوم السابع' بينما تساءل زميله محمد الدسوقي رشدي: لا أعرف بالضبط ماهو إحساس الرئيس محمد مرسى بعد أن تحولت جملته التهديدية التي وجهها للمتطاولين على شخصه قائلا: (لا يغرنكم حلم الحليم فإني قادر وبالقانون أن أردعكم ولكني أفضل أن يكون الرد كريماً) إلى أداة للسخرية؟ لا أعرف وأتمنى فعلا أن أعرف شعور الرئيس بتهديده وهو يتحول إلى نكتة ويرتد إلى صدره بتهديدات أخرى تؤكد أنه تعجل التكشير عن أنيابه، أو أن زمن ما بعد الثورة لا يعترف أصلاً بإمكانية نمو أنياب للرئيس أو غيره من أصحاب السلطة؟

    الطماطم التي قذفت بها كلينتون فاسدة

    تعليقاً على رد وزيرة الخارجية الأمريكية على قذفها بالطماطم عند وجودها بالأسكندرية حيث اعربت عن حزنها على الطماطم، همس كرم جبر بجريدة 'اليوم السابع' في أذنيها: أود أن أطمئن وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، التي لم تنزعج من المظاهرات الرافضة لزيارتها لمصر، بأن الطماطم التي قذفها بها المتظاهرون كانت فاسدة وغير صالحة للأكل، حتى لا تحزن لإلقائها على الأرض وكان يمكن استخدامها في الطعام على حد قولها، وهي دعابة ثقيلة الظل والمعنى، واستظراف في غير موضع لأن سفيرتها في القاهرة خدعتها وضللتها ولم تقل لها الحقيقة وأن أعداداً غفيرة من المصريين يرون أنها جاءت لتدس أنفها في ملفات الشأن الداخلي، وهي خط أحمر، خصوصا أن الرئيس مرسي لم يلتقط بعد أنفاسه، ولم يبدأ في إجراءات ترتيب البيت من الداخل، علاوة على أجواء الصراع السياسي، الذي تحركه قوى داخلية وخارجية كثيرة، وهو ما أثار الريب والشكوك حول توقيت الزيارة وأسبابها ودوافعها.

    ماسبيرو يغازل الاخوان على حساب الفنانين

    تواجه الوسط الفني حالة من الترقب على إثر الأنباء التي تتحدث عن رغبة التيار الإسلامي بتصفية النشاط الفني خاصة ذلك الذي ينتقد الإسلاميين، وقد كان اول الضحايا في هذا الشأن المنتج عادل حسني الذي قام بنشر إعلان تحت عنوان ( استغاثة عاجلة لرئيس الجمهورية ) على العديد من الصحف كما تشير الكاتبة عبلة الرويني في 'الأخبار'، ويطالب المنتج الرئيس بالتدخل، بسبب منع مسلسل ( البحر والعطشانة ) من انتاج الشركة، من العرض خلال شهر رمضان على التليفزيون المصري، بزعم مساس المسلسل بجماعة الاخوان المسلمين، من خلال شخصية شيخ فاسد يحاول أن يفوز في انتخابات مجلس الشعب. لجنة مشاهدة الأعمال الدرامية بالتليفزيون أكدت أنه لا صحة لما يقوله القائمون على المسلسل، فلم تمارس أي أشكال رقابية على العمل، وأن عمل لجنة المشاهدة، هو عمل فني بحت .. اللافت في الحكاية، هو اللجوء الى الاعلان في الصحف، وتقديم استغاثة الى رئيس الجمهورية، لحل المشكلات الفنية، والفصل في عرض مسلسل درامي في رمضان، شيء أشبه بالمطالب الفئوية أمام القصر الجمهوري !! ربما صعود تيار الاسلام السياسي، ضاعف الإحساس بالخوف، والتوجس من تأثير ذلك على الأعمال الفنية بالمنع والمصادرة، والتشدد في أعمال الرقابة .. أشار بعض النقاد بالفعل الى حذف بعض الجمل الحوارية من مسلسل ' الجماعة ' ( المعروض حاليا على أحدى القنوات التليفزيونية ) التي رأى القائمون في القناة، أنها تمس جماعة ' الإخوان المسلمين'! في حالة من ( الجبن ) و(النفاق ) ومغازلة صعود التيار الاسلامي !

    حتى لا ينسى الرئيس المعتقلين في رمضان

    وإلى جريدة 'الشروق' حيث تنتاب الكاتب وائل قنديل حالة من الأسى بسبب المعتقلين الذين لم يطلق سراحهم: وأنت تجلس على مائدة أول إفطار رئاسي في حياتك، تذكر هؤلاء القابعين في الزنازين من معتقلي الثورة، الذين كانوا من أهم الأسباب التي أوصلتك لهذا المكان.. وتذكر أيضا أنك وعدت بأنه مع دخول رمضان لن يكون هناك أحد من معتقلي الثورة في ظلام السجون. إن الأخبار الآتية من اللجنة التي تشكلت بمعرفة رئاسة الجمهورية للتعامل مع ملف معتقلي الثورة تبدو دون الحد الأدنى لمطالب القوى الوطنية التي قررت دعما لانتصار الثورة، ودعما لإحداث تغيير حقيقي، ذلك أن الحديث يدور الآن حول أن معتقلي أحداث ماسبيرو ومحمد محمود بجزأيها - ومجلس الوزراء لن يكونوا مشمولين بقرار العفو الرئاسي بحجة أن قضاياهم لا تزال منظورة أمام النيابة والقضاء حتى الآن.
    ونتحول نحو جريدة 'التحرير' حيث الكاتب أحمد عبد التواب ينتقد الرئيس بسبب وعوده التي لا تتحقق: كان من الممكن منذ يوم ولايته الأول أن يُنَفّذ وعداً قطعه على نفسه طواعية بأن يُعيّن نواب الرئيس الثلاثة: إمرأة وسلفي وقبطي، وكان إعلان تعيينهم سيرضي قطاعات عريضة من الرأي العام، ويُفتَرض أن قراره بهذا الخصوص لم يكن يُكلِّفه شيئاً، ولو كان فعلها لزادت قوة الدفع التي بدأ بها! ولكنه لسبب غامض لم يفعل حتى الآن ولم يُصرِّح بالأسباب التي لو عرفها الناس واقتنعوا بها لربما برروا تأخره وكذلك كان يمكن أن يتخذ خطوات عملية في موضوع أكثر أهمية ويمسّ حياة الناس اليومية، وهو أيضا من المتاح إنجازه، بإعلانه عن الشخصية المستقلة التي تحظى باحترام عام لتتولى مهمة رئاسة مجلس الوزراء وتشكيل الحكومة، ولكنه بدلاً من إنجاز ما هو متاح قرَّر أن تكون معركته الأولى مغامرة ضد المحكمة الدستورية العليا بمناهضة حكمها القاضي بحل مجلس الشعب، واستصداره قراراً مناقضاً بعودة المجلس! ولو كان انتصر في هذه المعركة التي اختارها بنفسه، أو أعلنها بنفسه، وحدَّد ميدانها وتوقيتها، لقلنا إنه أحسن الحساب، ولكنه خسرها بسرعة الضوء! ثم، ودون فترة استراحة، أعقب ذلك بقرار يصنع مشكلة تؤجج الخلاف والتوتر العام، باعتماده قانون معايير اختيار الجمعية التأسيسية للدستور، من باب تحصينها من حُكم متوقع بإبطالها، وجاء تصرفه غريباً لأن هذه الجمعية كانت بدأت بالفعل تمارس عملها قبل ذلك بأسابيع! فهل من برنامج الرئيس أن يتصارع مع القضاء؟!

    أذكروا محاسن موتاكم

    وإلى وفاة عمر سليمان التي اهتمت بها الصحف ويعلق وائل عبد الفتاح في جريدة 'التحرير' على الذين يسعون لتكريم الرجل: عمر سليمان هو صانع الأقفاص ومروّض شعوب يأتـــي بعد أن تمرد الشعب وخرج من القمقم.لماذا يعود؟
    لأنه يريد الدفاع عن نفسه وعن نظامه الذي فشلت محاولات ترميمه ويلعب الآن لعبة 'الموت والحياة' بلاعب عجوز.. كان من المفروض أن تتم محاكمته بعد الثورة؟ عمر سليمان ليس أقل من مجرم تستعين به ليحمي بيتك من لص عابر فيطردك أو يحولك إلى خادم لدى أسياده، هذا هو العبث الذي يتحول إلى واقع فعلى من كان يتخيل أن عمر سليمان سيظهر بعد أن أصبح 'الراجل اللي واقف وراه' أشهر منه؟ من كان يتخيل عودة رمز عهد الاستبداد ليكون أول رئيس بعد الثورة؟
    ظهر عمر سليمان بعدما تحول الإسلاميون إلى فزّاعة فعلا.. لم تحتج الأجهزة الأمنية شيئا إضافيا لتؤكد لكل فرد عادي أن البلد سيخطفها قطاع طرق يرفعون راية 'شرع الله'.. يكذبون.. ويكذبون.. ويقولون إنهم أنبياء جدد.. أو هم مبعوثو الخلافة الإسلامية، هناك طبعا قطاعات في المجتمع ستقول لنفسها ما دمت سأخطف تحت حكم قاطع طريق، لماذا أجرب الجديد والقديم حي يرزق وفيه الروح؟
    قطاعات أخرى ستضمن عودة مصالحها.. ودوران عجلة الفساد من جديد بعد تشحيمها بكل ما لدى عمر سليمان من وصفات قديمة.. وتجمع اللاعبين الذين اختفوا من الواجهة بعدالثورة لكنهم يلعبون بأموالهم لتحويلها إلى 'سلعة' متداولة بين الجميع.لهذا تعامل عمر سليمان على أن الثورة يتيمة في سوق الذئاب، وأعلن أن ترشيحه هو استكمال للثورة أو انتصار لها.. وهذا ما يثير الغثيان لأن هذا يعني أنه ما زال يتصور أن الشعب ساذج ويمكن الضحك عليه.

    ثالث طلاق بين مصطفى ورانيا

    أكد الفنان مصطفى فهمي خبر انفصاله عن النجمة رانيا فريد شوقي في سرية تامة بعيدا عن الاعلام، وذلك بعد زواج استمر 6 سنوات، وتعد هذه هي المرة الثالثة للانفصال بينهما مما يعني انه طلاق نهائي. وكانت جلسة صلح جمعتهما في الانفصال السابق، في فيلا الفنانة نهال عنبر وبواسطة عدد من الفنانين منهم الهام شاهين وسميرة احمد وبوسي وعادت المياه لمجاريها ليستأنفا حياتهما الزوجية بعد فترة انفصال لم تطول، وقد اكد كل منهما وقتها انه كان ضائعا في فترة الانفصال وان كلا منهما يحب الآخر، وكانت رانيا لم تدل بأي حديث صحافي خلال سنوات زواجها، إلا وكانت تؤكد فيه حبها لزوجها، الى ان تفاجأ المحيطون بهم بخبر الانفصال النهائي.
    جدير بالذكر أن الفنان مصطفى فهمي كان متزوجا من ايطاليه تعيش بمصر مع عائلتها وله منها ولد وبنت يدرسان في الخارج قبل زواجه من رانيا.
    يذكر أن الأيام الماضية شهدت انفصال المطربة شيرين عبد الوهاب بعد زواج دام لمدة 5 سنوات من الموزع الموسيقى محمد مصطفى'، وبعد أن أنجبت من زوجها إبنتيها ، ولم تصرح عن أسباب طلاقها من مصطفى ولكن يتردد بين المقربين منهما بعض الاحتمالات التي أدت إلى الانفصال أن مصطفى منذ خروجه من الأزمة الصحية التي مر بها، أصبح مصاباً بتوتر شديد، وتغيرت ردود أفعاله مع شيرين وأصبح دائم الغضب والعصبية ويبدو أن هذا الأمر لم تستوعبه المطربة المصرية مما اعتبرته إهانة لكرامتها وحبها الشديد له، فلم تتحمله طويلا، ولهذا طلبت الطلاق. شيرين كانت قد صرحت بأن علاقتها بمصطفى ستظل جيدة ودائمة التواصل معه من أجل رعاية طفلتيهما لتنشآ في بيئة صحية.

    ----------------------

    الرئيس المصري يحاول دون جدوى الاستقواء بالخارج لتعزيز مكانته في مواجهة المؤسسة العسكرية بالداخل

    2012-07-20




    القاهرة - من توم فايفر:


    بادر الرئيس المصري محمد مرسي بحملة دبلوماسية في مستهل فترته الرئاسية جعلت من الصعب على المؤسسة التي يقودها الجيش تصويره على الساحة الدولية على أنه خطر على القوى الخارجية.
    ومع هذا فقد لا يكون لهذه الحملة الدبلوماسية تأثير يذكر في الحد من نفوذ القيادة العسكرية وفي مساعدة مرسي الذي كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين على ترسيخ صورته كزعيم دولة. ولا ترغب المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية حليفتا مصر في تحدي دور الجيش كحاكم للبلاد وهو دور تتذرع به القيادة العسكرية لمواصلة الإمساك بزمام الأمن القومي والدستور الجديد.


    وفي حين أن مرسي يتمتع بأول تفويض شعبي حقيقي في تاريخ مصر يحتفظ المجلس العسكري بسلطة نقض أي قوانين يجيزها الرئيس بعد حل مجلس الشعب الذي كان يهيمن عليه الإخوان المسلمون وذلك استنادا لحكم قضائي. وفي إشارة قوية موجهة فيما يبدو للإخوان المسلمين قال المشير حسين طنطاوي القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس العسكري خلال زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لمصر إن القيادة العسكرية لن تسمح لجماعة ما بالهيمنة على شؤون مصر.
    ودعت كلينتون إلى الإسراع بتنصيب حكومة خاضعة للمحاسبة بعد أن التقت بمرسي وقالت إن بلادها تؤيد عودة الجيش 'لدوره الأمني المحض'. وأكثرت قنوات التلفزيون من بث لقطات لها وهي تتحدث مع مرسي.
    لكن كلينتون اجتمعت خلال زيارتها أيضا مع ممثلات للمرأة ومجموعات قبطية تخشى على حقوقها إن بسط الإسلاميون سيطرة كاملة من خلال صناديق الاقتراع.


    كما اجتمعت وزيرة الخارجية الأمريكية مع المشير طنطاوي لكن الأضواء لم تسلط على هذا الاجتماع بقدر ما سلطت على الاجتماع الذي كانت قد عقدته مع مرسي. غير أن ترتيب المراسم ربما يتعلق بالبروتوكول الرسمي أكثر منه بحدوث تغير فعلي في ترتيب مواعيد الاجتماعات حسب مستوى مناصب الشخصيات المعنية.
    وقال كمران بخاري نائب رئيس قسم الشرق الأوسط وجنوب آسيا بمؤسسة ستراتفور 'يحاول مرسي الاستفادة لأقصى حد من التأييد الخارجي للانتقال إلى سياسة أكثر ديمقراطية في تعزيز سلطاته وسلطات الإخوان المسلمين.' لكنه قال إن العالم الخارجي مازال يعتبر القيادة العسكرية شريكا 'بسبب العلاقات القائمة منذ فترة طويلة من جانب والشكوك الأمريكية المحيطة بتولي الإخوان السلطة من جانب آخر.'
    وخلال زيارة قام بها مرسي الأسبوع الماضي للمملكة العربية السعودية بدا أن الرئيس يبذل جهده لتبديد شكوك المملكة التي نظرت بعدم ارتياح العام الماضي للانتفاضات الشعبية التي انتشرت بالمنطقة.
    ورغم أن الإخوان المسلمين ينتهجون نفس أيديولوجية الأسرة الحاكمة في المملكة فإنهم يحظون بدعم شعبي يراه البعض خطرا على سلطة الحكومة السعودية.
    كان مرسي حريصا بالقطع على الحفاظ على تدفق المساعدات المالية السعودية على خزانة الدولة المصرية الخاوية وسعى جاهدا لإصلاح علاقة الإخوان المسلمين بالمملكة.
    وقال الرئيس المصري في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية 'المملكة العربية السعودية حاضنة الحرمين الشريفين وراعية مشروع الإسلام الوسطي السني ومصر هي الحامية لهذا المشروع. وما بين الراعي والحامي أنساب وصهر.'
    وأوحت الحفاوة التي قوبل بها مرسي بأن السعوديين يحاولون أيضا تهدئة التوترات القديمة.
    وأبدت الحكومة المصرية المدعومة من الجيش استعدادا أكبر مما أبداه الإخوان المسلمون للحيد عن سياسة خارجية ترجع لعهد الرئيس السابق حسني مبارك وتمخضت عن روابط قوية مع الرياض وواشنطن.
    ففي أواخر ديسمبر كانون الأول الماضي قامت الشرطة بحملة على المنظمات غير الحكومية التي تتلقى تمويلا أمريكيا وتعمل على الترويج للديمقراطية مما أثار أسوأ خلاف بين مصر والولايات المتحدة منذ سنوات.
    واستمرت الأزمة لأسابيع إلى أن سمح للعاملين الأمريكيين وغيرهم من الأجانب في المنظمات الأهلية والذين اتهموا بتمويل جماعات محلية لحقوق الإنسان بصورة غير مشروعة بمغادرة مصر. ولم تغلق قضيتهم.
    وبعد رحيل مبارك أشارت الحكومة أيضا إلى اهتمامها باستئناف العلاقات مع إيران والتي انقطعت منذ أكثر من 30 عاما.
    لكن مرسي قال الشهر الماضي إنه سيقاضي وكالة أنباء إيرانية بعد أن نسبت إليه قوله إنه مهتم باستئناف العلاقات مع طهران. وقال مساعدو مرسي إن الرئيس لم يدل بأي حديث لهذه الوكالة.
    وتظهر قضية المنظمات غير الحكومية واللفتات تجاه إيران أن الجيش الذي يتلقى معونات أمريكية بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا يشعر أنه يملك من النفوذ ما يجنبه تملق الحكومات الأجنبية.
    والورقة التي يلوح بها الجيش هي ورقة الأمن القومي التي تعد أساس معاهدة السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل عام 1979.
    وقد تعهد مرسي باحترام اتفاقات مصر الدولية لكن الإخوان المسلمين لهم تاريخ طويل من العداء تجاه إسرائيل يجعل من السهل على معارضيهم تصوير صعود الجماعة إلى السلطة على أنه تهديد للسلام.
    وقبيل إعلان فوز مرسي بالرئاسة قال المجلس العسكري إنه لن يكون بمقدور الرئيس إعلان حرب دون موافقة المجلس.
    وقالت ليلة خليلي المحاضرة بجامعة لندن 'نعلم بالفعل أن كلينتون أجازت أن يكون الجيش هو المسؤول الأساسي عن الأمن... ونظرا لزيادة عزلة إسرائيل دوليا أشك جدا في أن الإدارة الأمريكية سترغب في تعريض اتفاق كامب ديفيد للخطر... في هذه المرحلة.' وهناك تواصل بين الولايات المتحدة والإخوان المسلمين منذ الإطاحة بمبارك وتم استقبال وفود من الجماعة في واشنطن والاحتفاء بها على الساحات السياسية.
    ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرئيس المصري هذا الشهر للقائه بمقر الأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر أيلول. ويلزم على مرسي الآن أن يشكل حكومة قادرة على البقاء ويتعامل مع جهاز بيروقراطي لايزال يعج بأشخاص عملوا خلال عقود حكم مبارك الثلاثة ويرتاب الإخوان المسلمون في أمرهم.
    وقال المحلل السياسي حسن نافعة 'إذا استمرت الولايات المتحدة في دعم الديمقراطية الحقيقية في مصر فستكون الرسالة واضحة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة... لكني لست موقنا بأن هذا سيساعد مرسي بأي حال.


    -------------------

    علي مزاجي‮ !‬



    21/07/2012 10:25:59 م




    سعىد اسماعىل



    المصريون يعرفون أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية،‮ ‬استبعدت‮ »‬الأخ‮« ‬حازم صلاح أبو اسماعيل،‮ ‬من بين المرشحين لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية،‮ ‬بسبب قيامه بارتكاب جريمة التزوير،‮ ‬عندما أقر بأنه من أبوين مصريين،‮ ‬ثم اتضح أن السيدة والدته تحمل الجنسية الامريكية منذ أكثر من ست سنوات‮. ‬وأن السلطات الأمريكية ذاتها أفادت بصحة ذلك،‮ ‬وبأنها تحمل جواز سفر امريكيا،‮ ‬وشاركت في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي فاز فيها باراك أوباما‮.. ‬وأن السلطات السعودية أعلنت أن هذه السيدة دخلت الي الأراضي السعودية بجواز سفر أمريكي،‮ ‬لأداء فريضة الحج،‮ ‬وغادرتها بنفس الجواز‮!!‬
    ورغم أن كل ذلك كان معلنا،‮ ‬في وسائل الاعلام المختلفة،‮ ‬فإن‮ »‬الأخ‮« ‬حازم لا يزال مصرا،‮ ‬حتي الآن،‮ ‬علي أن السيدة والدته ليست امريكية،‮ ‬وأن المسئولية في مصر وامريكا،‮ ‬والمملكة العربية السعودية يكذبون‮.. ‬وهو فقط الصادق‮!!‬
    و»الأخ‮« ‬حازم أبو اسماعيل من الشخصيات الغامضة النادرة‮.. ‬التي صادفتها في حياتي‮.. ‬وهو رغم ما قيل عنه بأنه إخواني سابق،‮ ‬وما قاله هو عن نفسه بأنه سلفي،‮ ‬وما قاله عنه السلفيون بأنه ليس منهم ولا يمثلهم‮.. ‬فإنه يمكن اعتباره من البالونات المعبأة بالهواء،‮ ‬التي ارتفعت في أجواء مصر،‮ ‬أثناء هوجة الفوضي التي عمت شوارع المدن،‮ ‬واختلط فيها الحابل بالنابل‮»!!«‬
    ورغم أنه بلا تاريخ سياسي،‮ ‬أو نضالي،‮ ‬فإنه استطاع خلال فترة قصيرة،‮ ‬أنفق خلالها عدة ملايين من الجنيهات،‮ ‬بمنتهي البذخ،‮ ‬أن يضع اسمه علي كل لسان،‮ ‬وصوره الكبيرة الملونة علي كل الحيطان‮.. ‬وأن يكون له أتباع يهتفون باسمه،‮ ‬ويأتمرون بأوامره لكنه لن يكون إلا مجرد بالونة إما أن تفرقع،‮ ‬وأما أن يرميها الهواء بعيدا‮.. ‬ومع ذلك لابد لنا أن نتساءل‮:‬
    من هو بالضبط الأخ حازم صلاح أبو اسماعيل؟‮... ‬ومن الذي أدخل في روعه أنه زعيم؟‮.. ‬وماذا يريد؟‮.. ‬ومن الذي يموله،‮ ‬وينفق علي أتباعه الذين يتلونون بألف لون ولون‮.. ‬ويحترفون النوم في الشوارع والميادين؟‮!‬


    -------------------

    جزيرة قطر والفوضي الإعلامية الخلاقة



    21/07/2012 09:25:41 م




    بقلم‮:‬ محمد إمام خلف الله


    محمد إمام خلف الله

    منذ انتخاب محمد مرسي رئيساً‮ ‬لجمهورية مصر والرأي العام يتعرض لحملات إعلامية مغرضة ارادت ان تفسد علي المصريين فرحتهم بجني أهم ثمرة من ثمار ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير‮.. ‬وتقود تلك الحملات من التشكيك والتخوين قناة الجزيرة التي تملكها دولة قطر وتبث برامجها علي مدي‮ ‬24‮ ‬ساعة بدون‮ ‬الحصول علي التصاريح اللازمة والمنظمة لعمل القنوات الفضائية الأجنبية في مصر‮.‬
    والتساؤل الذي يطرح نفسه في هذا الخصوص ـ كيف تعمل القناة علي أرض مصر تحت سمع وبصر المسئولين بدون موافقة صريحة؟‮.. ‬ولماذا السكوت علي استمرارها الباطل؟ وتماديها في استغلال اتساع مساحة الحرية الإعلامية لعمل المراسلين الاجانب عقب الثورة وتنفيذها لسياسات إعلامية ممنهجة أثناء تغطيتها للأحداث المصرية أدت إلي عدم الاستقرار واثارة الرأي العام‮.‬
    لقد كشفت القناة في الاونة الأخيرة عن سوء نوايها تجاه مصر وما تحمله من حقد وغيرة بعد النجاح في انتخابات أول رئيس مدني في تاريخها الطويل كما أكدت انها الوسيلة الإعلامية الوحيدة والمناسبة لتنفيذ الفوضي السياسية الخلاقة التي تبنتها كونداليزا رايس في العالم العربي وذلك من خلال اعداد البرامج التي تضع فيها كميات ونوعيات هائلة من السم في العسل مستعينة في ذلك بضيوف يخدمون الغرض وقد ظهر ذلك واضحا اثناء تغطيتها الإعلامية لقرار الرئيس في عودة مجلس الشعب وقرار الدستورية العليا بوقفه وتشكيل الجمعية التأسيسية للدستور وتشكيل الحكومة الجديدة ومحاولات الوقيعة بين الرئيس والجيش وباقي مؤسسات الدولة الرسمية وزرع الفتنة بين الإخوان المسلمين وبقية الأحزاب وبثها للبرامج التي تهدف إلي اثارة الرأي العام مثل الانتفاضة المصرية مستمرة وان الشعب مازال ينتفض حتي اننا شاهدنا كل محافظات مصر تشتعل اعتصامات وقطع طرق وتظاهرات عمال علي بطال وعلي الفاضي والمليان ولم يسلم قصر الرئاسة من ذلك العبث الذي تزرعه وتجنيه الجزيرة مباشر‮.‬
    أما عن موقف القناة القانوني فقد سبق وأن أكد وزير الإعلام السابق ان القناة تدعي بأنها تعمل من خلال تصاريح وبحكم من القضاء الإداري من خلال اذاعة ذلك يوميا في الشريط الاخباري‮.. ‬والصحيح ان قناة الجزيرة الرئيسية هي التي تعمل من خلال تصاريح عمل إعلامية معتمدة لدي وزارة الإعلام وليس الجزيرة مباشر‮.. ‬وحتي تحافظ مصر علي سمعتها الإعلامية المتميزة التي احتلت بها مكانة عالمية بين دول العالم حيث‮ ‬يفضل المراسلون الاجانب الاقامة بها واختيارها مقرا اقليميا لتغطية الأحداث في العالم العربي والإسلامي والشرق الأوسط والذين وصل عددهم إلي‮ ‬1200‮ ‬مراسل اجنبي لديهم اقامة دائمة في مصر ومكاتبهم لديها التصاريح اللازمة للعمل كما تستقبل مصر مئات المراسلين الاجانب الزائرين لتغطية الأحداث المصرية‮.‬
    والتأكيد علي أن لولا الحرية الإعلامية والديمقراطية الحقيقية التي تعيشها مصر ما اقبلت عليها كل هذه الاعداد من المراسلين الأجانب والذين يفهمون ان امن مصر واستقرارها خطوط حمراء اكدت عليها ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير التي يعتبر ربيعها مختلفا عن ربيع كل الثورات العربية‮.‬

                  

07-23-2012, 06:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    23072012125217.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    تقرير المفوضين عن حل الشوري‮ ‬22‮ ‬أغسطس

    5‮ ‬أغسطس نظر‮ ‬42‮ ‬دعوي تطالب ببطلان قرار عودة مجلس الشعب المنحل

    22/07/2012 09:16:09 م




    كتب خالد مىرى‮:‬


    اكدت مصادر قضائية ان المحكمة الدستورية‮ ‬العليا تسلمت دعوي الطعن علي دستورية مجلس الشوري‮.. ‬وذلك بعد استكمال كل الاوراق والمستندات بالمحكمة الادارية العليا‮.‬
    وكانت المحكمة الادارية قد احالت للمحكمة الدستورية العليا الدعوي التي تطالب بعدم دستورية مواد الانتخابات التي جرت انتخابات مجلس الشوري استنادا اليها،‮ ‬حيث انها نفس المواد التي قضت المحكمة بعدم دستوريتها في‮ ‬دعوي حل مجلس الشعب‮.. ‬كما تطالب الدعوي ببطلان وانعدام مجلس الشوري وحله تطبيقا لحكم حل مجلس الشعب‮.‬
    واكدت المصادر ان المحكمة الدستورية العليا اخطرت الخصوم مقيمي الدعوي وهيئة قضايا الدولة لتقديم المذكرات والمستندات في الدعوي التي احيلت اليها يوم‮ ‬7‮ ‬يوليو الحالي‮.. ‬والتي من المنتظر اعداد تقرير هيئة المفوضين حولها يوم‮ ‬22‮ ‬اغسطس الحالي فور انتهاء اجازة عيد الفطر ليتم بعدها نظر الدعوي امام المحكمة الدستورية العليا برئاسة المستشار ماهر البحيري‮.‬
    ومن ناحية اخري تسلمت المحكمة الدستورية العليا‮ ‬39‮ ‬منازعة تنفيذ محالة اليها من محكمة القضاء الاداري‮.. ‬وتطالب ببطلان قرار رئيس الجمهورية بدعوة مجلس الشعب المنحل للانعقاد ومن المنتظر نظر الدعاوي مع‮ ‬3‮ ‬منازعات تنفيذ اخري مؤجلة بجلسة‮ ‬5‮ ‬اغسطس القادم‮.‬
    وكانت المحكمة الدستورية العليا قد قضت في الشق المستعجل بوقف تنفيذ قرار الرئيس بدعوة مجلس الشعب المنحل للانعقاد‮.. ‬ليستمر تنفيذ حكم المحكمة العليا بحل وبطلان وانعدام مجلس الشعب منذ لحظة انتخابه لعدم دستورية‮ ‬4‮ ‬مواد بقانون مجلس الشعب اجريت علي‮ ‬اساسها انتخابات مجلسي الشعب‮ ‬والشوري‮.‬

    ----------------------

    المجلس العسكري‮ ‬: الهجوم علي ثورة‮ ‬يوليو‮.. ‬ضلال لا مستقبل لأمة تمحو تاريخها‮ ‬



    22/07/2012 10:22:10 م




    كتب عمرو جلال‮:‬


    اكد المجلس الأعلي للقوات المسلحة امس‮ ‬،‮ ‬إن محاولات الهجوم علي ثورة‮ ‬23‮ ‬يوليو،‮ ‬والتشويه المتعمد لها هو ضلال،‮ ‬وقلب للحقائق ولامستقبل لامة تمحو تاريخها‮.. ‬وقال إلي كل من سولت له نفسه الهجوم علي الثورة وذكراها،‮ ‬فلينظر حوله ليري الماء والكهرباء والتعليم وغيرها،‮ ‬ومن أراد أن يُقّيمها فليُقّيمها في زمانها‮. ‬وأشار إلي أن القوات المسلحة كما قامت بثورة‮ ‬23‮ ‬يوليو‮ ‬1952‭.‬‮. ‬إنحازت إلي إرادة الشعب في ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬لتصبح ثورة الشعب والجيش،‮ ‬ومازالت رغم كل حملات الهدم والتشكيك التي تتطاول عليها وعلي قادتها‮ ..‬والتاريخ كفيل بإظهار الدور المجيد والحاسم الذي لعبته القوات المسلحة في الحفاظ علي الدولة المصرية في أشد اللحظات وأخطرها والتي مازالت هذه الحملات تواصل محاولاتها الحثيثة لاستكمال الدور المنوط به‮ ..‬جاء ذلك في رسالة نشرها امس ادمن الصفحة الرسمية للمجلس الاعلي للقوات المسلحة‮ ‬علي موقع‮ " ‬فيس بوك‮" ‬وذلك بعد توجيه بعض الحركات الثورية دعوات الي الغاء الاحتفال بثورة‮ ‬23‮ ‬يوليو‮.

    ‮ ‬واضاف الأدمن في رسالته‮ ‬قائلاً‮: " ‬ثورة‮ ‬23‮ ‬يوليو مازالت تساهم في استقرار وأمن وأمان مصر حتي الآن رغم كل ما تعرضت له من محاولات العبث بها‮ .. ‬فبسببها‮ ‬تم جلاء الإنجليز عن مصر‮ .. ‬وتأميم قناة السويس‮ .. ‬وبناء السد العالي الذي قامت عليه أكبر شبكة كهرباء في تاريخ مصر أنارت مُدُنها وقراها حتي الآن ومازالت تُنير ما يتم بناؤه حتي هذه اللحظة‮ .. ‬وضعت قوانين الإصلاح الزراعي‮ .. ‬أنشأت المستشفيات والوحدات الصحية في القري‮ .. ‬مجانية التعليم والتي لولاها ما كنا جميعاً‮ ‬قد نلنا حظنا من التعليم والثقافة‮ ‬،‮ ‬ومن يتشكك في هذا الكلام فليسأل الآباء والأجداد وسيعرف الحقيقة كاملة‮ .. ‬هذا احد أهم انجازات ثورة يوليو علي الإطلاق‮ .. ‬لم نغفل تأميم القناة أحد أهم أركان الاقتصاد المصري الحالي‮ .. ‬قامت الثورة ببناء أهم وأكبر قاعدة صناعية عرفها العالم والشرق الأوسط من مصانع الحديد والصلب والغزل والنسيج والتي نالت شهرة عالمية‮ ‬،‮ ‬وكذلك العديد من القواعد الصناعية التي تم بيع جزء منها خلال الفترة الماضية ومازال هناك الكثير منها يقف شامخاً‮ ‬وشاهداً‮ ‬علي العصر‮ .. ‬ويكاد المريب أن يقول خذوني‮.. ‬واوضح الادمن في رسالته ان هذه‮ ‬الثورة التي كادت أن تحقق نهضة مصر الثانية بعد نهضة محمد علي،‮ ‬والتي لم يسمح لها الغرب وحلفاؤه بأن تكتمل،‮ ‬لأنهم يدركون معني نهضة مصر،‮ ‬فكانت حرب‮ ‬1967‮ ‬ضد مصر وضد ناصر‮"‬
    ‮ ‬ووجه أدمن المجلس العسكري التحية إلي الرئيس الراحل،‮ ‬جمال عبد الناصر،‮ ‬في ذكري ثورة‮ ‬23‮ ‬يوليو،‮ ‬قائلا‮: "‬تحية عطرة من القلب للزعيم الراحل جمال عبد الناصر ورفاقه،‮ ‬الضباط الأحرار،‮ ‬في ذكري ثورتهم الغالية،‮ ‬التي لم تكن ثورة مصر فقط،‮ ‬وإنما كانت ثورة التحرر للعالم العربي والأفريقي والآسيوي‮.. ‬شعلة أضاءت قلوب كثير من الشعوب تخلصوا بفضلها من المستعمر،‮ ‬ونالوا استقلالهم وتحررت شعوبهم‮.‬
    وتابع قائلا في رسالته‮ ‬أن الضباط الأحرار في‮ ‬23‮ ‬يوليو قاموا بالثورة علي الفساد في مصر،‮ ‬والتف الشعب المصري كله حول قواته المسلحة يؤيدها في كل خطواتها من أجل نهضة مصر،‮ ‬وبدأت ثمار الثورة،‮ ‬التي ما زالت تساهم في استقرار وأمن وأمان مصر حتي الآن،‮ ‬رغم كل ما تعرضت له من محاولات العبث بها‮.. ‬‮ ‬واختتم الأدمن بيانه قائلاً‮: ‬نحن نحتاج للتصالح مع أنفسنا في هذا الشهر الكريم،‮ ‬ونحتاج إلي توجيه طاقاتنا،‮ ‬وأفكارنا لنهضة مصر،‮ ‬أما‮ ‬غير ذلك فلن يجلب علينا إلا زيادة الحقد والكره بيننا،‮ ‬فتتسع الهوة بيننا ويزداد الانقسام،‮ ‬وهو ما يريده أعداء هذا الوطن،‮ ‬لتحقيق الأهداف التي يسعون إليها منذ عشرات السنين وتحديدًا منذ نصر أكتوبر‮ ‬1973‭.‬





    عبارة مرسي 'لا يغرنكم حلم الحليم' تثير معارك عنيفة... والمجلس الأعلى للصحافة يرفض محاولات الإخوان السيطرة على الصحف القومية
    حسنين كروم
    2012-07-22




    القاهرة ـ 'القدس العربي' أبرز ما نشرته الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد، كان عن وفاة اللواء عمر سليمان الذي تولى رئاسة المخابرات الحربية والعامة لسنين طويلة، ونائب رئيس الجمهورية عدة أيام، والمرض النادر الذي توفي به في أمريكا واتهام البعض لواشنطن بقتله على طريقة قتل إسرائيل للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وإعداد جنازة عسكرية، حضرها مندوب عن رئيس الجمهورية والمشير طنطاوي وقادة الجيش، وترددت خلالها هتافات بسقوط حكم المرشد ورئيس الجمهورية، واستياء واسع من فتوى صدرت عن المتحدث باسم الجبهة السلفية خالد سعيد بتكفير عمر سليمان وتحريم الصلاة على جثمانه مما دفع زميلنا بـ'الأخبار' عبدالقادر محمد علي لأن يقول عنه امس: 'انه زمن العجائب الذي يغتصب فيه البشر سلطة الله عز وجل ويستغلون الدين في السياسة وتصفية الحسابات ويشوهون الإسلام بممارسات شاذة لا تعبر إلا عن الحقد والغل والجهل، اللواء عمر سليمان جندي مصري شجاع خدم بلاده اكثر من خمسين عاما بإخلاص وتفان ويستحق ان ندعو له بالرحمة والمغفرة وبأن يكون مثواه جنة الخلد بإذن الله الآمر الناهي الذي يملك وحده سبحانه وتعالى أن يدخل عباده الجنة والنار'.
    ولا يزال الرئيس يجري المشاورات حول التشكيل الوزاري الجديد، كما تتواصل الإضرابات والاعتصامات الفئوية وانقطاع الكهرباء المستمر بسبب زيادة الأحمال على المحطات بسبب موجة الحر، وأيام وليالي رمضان ومسلسلاته، وقد أخبرنا زميلنا الرسام إسلام يوم الجمعة في 'الوطن'، بأنه سمع الرئيس يلقي كلمة قال فيها:
    'أهلي وعشيرتي حكاية المائة يوم ما طلعتش سهلة اديكو شايفين الظروف، ما نخليها ألف ليلة وليلة حتى احنا في رمضان وكل سنة وانتم طيبين'.
    وفي الحقيقة، فانني لم أشاهد وأسمع هذه الخطبة ولكنني قرأت عن استقبال الرئيس طنطاوي والفريق سامي عنان رئيس الأركان، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، واعتبار اليوم إجازة رسمية بمناسبة عيد ثورة يوليو، ولا شك انها مناسبة تصيب الإخوان والسلفيين بالهم والغم، أحسن..وإصدار محكمة جنح طوخ حكماً غيابياً بالحبس سنة على الشيخ السلفي علي ونيس في ارتكابه الفعل الفاحش، وستة اشهر لاعتدائه على قوة الأمن، وعلى الفتاة المسكينة نسرين سنة، ودفع كفالة ولا يزال الداعية الذي كان عضوا في مجلس الشعب المنحل هارباً ويبدو أنه معتكف للعبادة ولا يريد لأحد أن يخرجه منها، ونشرت الصحف عن البيان الذي أصدره المجلس الأعلى للصحافة بإجماع أعضائه، برفض خطط مجلس الشورى السيطرة على الصحف القومية والوحيد الذي تحفظ عليه كان رئيس المجلس ورئيس مجلس الشورى الإخواني أحمد فهمي، كما أدان البيان رئيس لجنة السياحة والثقافة والإعلام بمجلس الشورى المهندس فتحي شهاب بسبب إهاناته للصحافيين.
    وإلى بعض مما عندنا:

    الهجوم على الرئيس مرسي والدفاع عنه

    ونبدأ بالمعارك الدائرة حول رئيس الجمهورية، من هجمات ضده ودفاع عنه أغلبه من الإخوان، خاصة بعد تهديده باستخدام القانون ضد من قال انهم يتطاولون عليه، وحذر، لا يغرنكم حلم الحليم، وفي جريدة 'الإخوان'، 'الحرية والعدالة'، قال زميلنا عامر شماخ يوم الأربعاء: 'ليس أمام الإسلاميين إزاء ما يجري لهم من تشويه ويحاك لهم من حوادث إفك سوى جرجرة من يفعل ذلك إلى ساحات القضاء والقصاص من هؤلاء المساخيط أنصاف الرجال رموز الجبن والنفاق، نعم، أمرنا بالتسامح والعفو وبغض الطرف ونقول 'سلاماً' للجاهلين، كما أمرنا بألا نلجأ للقضاء إلا مضطرين غير أن السكوت عما يقع من هؤلاء الصغار يغريهم بالتمادي في جهلهم وتطاولهم على أهل الحق والصلاح، لقد فاض الكيل من هؤلاء الناس الذين وصل تجريحهم الى مناطق محظورة ما كان يتصور أن يخوضوا فيها ولا يفعل ذلك سوى أناس فقدوا النخوة والرجولة وتجردوا من المشاعر والأحاسيس وهؤلاء لن يصلحهم إلا السجن فهم قد اغتروا بسكوت الضحايا فخاضوا في أعراضهم ولو تركوا وما يفعلون للجوا في طغيانهم يعمهون، فعلى كل من وقع عليه ضرر من الإخوان أو غيرهم من هؤلاء العابثين أن يتقدم ببلاغ للنائب العام، وألا يتنازل عن حقه وأن يستقدم أمهر المحامين لتغريم هؤلاء الشياطين وتوقيع عقوبة السجن عليهم وألا يقر له قرار حتى يؤلمهم كما آلموه ويؤذيهم كما آذوه وأن يدرك أن طريق 'الطيبة' والعفو لا يصلح هؤلاء الدمى إنما تصلحهم المحاكم وأقسام الشرطة ويكويهم القرش والغرامة ويلطخ سمعتهم السوابق التي سوف توضع في صحائفهم الجنائية'.
    والملفت هنا قول عامر، ليس أمام الإسلاميين، وكأن من يهاجمون الإخوان وقادتهم من الكفار، وليسوا بمسلمين مثلهم، ايضا، فإنه نسي أن هناك عشرات القضايا المرفوعة فعلا أمام القضاء، من قادة الجماعة وأولهم الرئيس والمرشد العام، وإذا كانوا يلجأون للقضاء، فلماذا يطالبون بعدم تنفيذ أحكامه إذا تصادمت مع رغباتهم.
    وفي اليوم التالي ـ الخميس، قال زميلنا محمد مصطفى أحد مديري تحرير 'الحرية والعدالة':
    'فارق كبير بين حق الرئيس، وحق الرئاسة، الأول يمكن أن يقبل الحلم والتسامح والغفران لأنه مرتبط بشخص الآخر فلا يجب التعامل معه إلا وفقاً للدستور والقانون لأنه مرتبط بمؤسسة. آن للرئيس أن يضرب بيد القانون على أيدي مروجي الفتن وأن يبدأ تحريك دعاوى قضائية ضد ناشري الأكاذيب وأن يتخذ قرارات حاسمة لتطهير الإعلام الرسمي الحكومي من دنس الفلول، ذكرت من قبل في هذه المساحة أن التطاول سيزيد والانحطاط سيزداد والإسفاف سيشهد أزهى عصوره لاعتماد هذه الحفنة من سليطي اللسان على أن الرئيس لن يغلق صحيفة ولن يمنع قناة ولن يصادر كتابا، ولسان حالهم جميعاً 'ما تقدرش'.
    وناشدت الدكتور مرسي قائلا: 'أثبت لهم يا سيادة الرئيس أنك تقدر' ربما يكون تلويح الرئيس أول أمس 'لا يغرنكم حلم الحليم' بداية، لكنه لا يكفي أريد تفعيل دولة القانون، مع الاحترام لدولة الحلم'.
    وفي نفس عدد 'الحرية والعدالة'، قال زميلنا قطب العربي: 'في تاريخنا الإسلامي وجدنا من ينتقد الخلفاء الراشدين وفي مقدمتهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، وصولا الى عصر المماليك الذين أفتى سلطان العلماء العزب بن عبدالسلام بعدم شرعيته ولا يتهم حتى يحرروا أنفسهم من الرق، وهو ما حدث فعلا، لذا فلن يكون الدكتور مرسي اكبر من هؤلاء على النقد، لكننا حين نرى أشخاصا استمرأوا التطاول على الرئيس ـ بمناسبة وبغير مناسبة ـ في محاولة لادعاء بطولة زائفة وهم الذين لم يشمل قاموسهم السياسي من قبل كلمة لا، بل كانوا يقبلون الأيادي والأقدام حتى ينالوا مقعدا نيابيا، أو مركزا وظيفياً أو إعفاء ضريبيا، يتصور المتطاولون أن الرئيس ضعيف وأنه لا يستطيع ان يحاسبهم على تطاولهم ولا أدري من أين آتوا بهذا التصور الخاطىء، فالدكتور مرسي معروف بين القريبين منه أنه شخص ودود ولكنه في الوقت نفسه قوي الشكيمة، هو مستمع جيد لكل الآراء ومنفتح على كل الأطروحات لكنه صارم عند التنفيذ، ولذلك فقد كان الرجل محقاً حين قال 'لا يغرنك حلم الحليم' وربما قصد الرئيس عدم ذكر المثل القائل 'اتق شر الحليم إذا غضب' فهو لا يريد أن يغضب ولا يريد أن ينتقم لنفسه، والكثيرون لم يعتادوا ممارسة النقد من قبل ويريدون ممارسة هذا الحق الآن بعد أن فتحت لهم ثورة 25 يناير الباب واسعا والتجربة تصحح نفسها بنفسها'.وهو يقصد بتقبيل الأيادي، الإعلامي وصاحب قناة 'الفراعين' توفيق عكاشة.

    عكاشة ومرسي وامريكا

    وإذا تركنا 'الحرية والعدالة' وانتقلنا بسرعة الى الصحف القومية وردود أفعالها في هذا اليوم الخميس ـ سنجد في 'الأهرام' أن زميلنا أيمن المهدي كان في صف الرئيس وذكر اسم عكاشة صراحة وقال:'السيد عكاشة ومن على شاكلته يرون أن أمريكا وهي ربيبتهم السابقة والتي كانوا يسبحون بحمدها صباح مساء بوصفها راعية المخلوع ونظامه قد تخلت عنهم بعد أن طالبت المجلس العسكري باحترام الشرعية والعودة إلى الثكنات ليؤدي دوره الوطني بعيدا عن السياسة، ولكن هل يرضى الفلول؟ بالطبع لا، 'ليه'؟ لأنهم لم يصدقوا حتى الآن أنهم خسروا منصب الرئاسة، وأن من كان يمنيهم بتزوير الانتخابات لصالح شفيق مازال يمنيهم بأن الدستور الجديد سيكون به نص لإعادة انتخابات الرئاسة؟.
    وهو ما يدعوني الى مطالبة الرئيس بألا يتهاون مع زارعي الفتنة وبث الشائعات وإصدار الأوامر للأجهزة الأمنية بإيقاف ذلك بالقانون، وإذا فشلت فلا أقل إلا بتغيير قياداتها فورا، كما أطالبك بالالتزام بما وعدت به حرفياً لغلق الباب أمام بذاءاتهم سواء عند تشكيل الحكومة أو الفريق الرئاسي، وأشفق عليك سيدي الرئيس فهم لا يريدونك أن تنفذ برنامجك خلال المائة يوم الأولى ويشعلون الفتن في كل شبر، فأضرب يا 'ريس' أركان الفساد والشعب معك ومن قبله الله.
    يبقى سؤال، يهاجمون رئيساً حاصلا على درجة الدكتوراة ومنتخبنا من الشعب بينما غيره لم يصل الى هذه الدرجة، 'ليه'؟ قولوا أنتم بقه!!'.
    صحيح، قولوا انتم بقه؟ لكنني لم أفهم مطالبة أيمن الرئيس بإصدار أوامره للأجهزة الأمنية بايقاف ذلك بالقانون، بينما ذلك يتطلب أولا صدور حكم قضائي نهائي تنفذه الأجهزة، أما تأكيده أن الله سيكون مع الرئيس أو مع أي إنسان، فقد تجاوز أيمن سلطاته هنا وأصبح يتكلم باسم الله؟
    وكما تقول أم كلثوم، للصبر حدود، فإن للتأييد والحب حدودا ايضاً، ولا يمكن ان يستغل أيمن الفرصة لينتزع لنفسه منصب المتحدث باسم الله.
    ومن 'الأهرام' الى 'الجمهورية'، ورئيس تحريرها زميلنا محمود نافع الذي لفت بهدوء شديد انتباه الرئيس إلى ما قام به الإخوان المسلمون أمام مجلس الدولة، قال:
    'على سبيل المثال لا الحصر أود أن أعرض شيئاً مما حدث في مجلس الدولة قبل يومين اثناء نظر الحكم في التأسيسية والإعلان المكمل وحل مجلس الشورى وإبقاء مجلس الشعب، كان هناك أكثر من عشرة آلاف متظاهر خارج المحكمة من أجل الضغط على هيئة المحكمة إيجابا أو سلباً، أما داخل المحكمة فقد حدثت اشتباكات عديدة من الحاضرين مع تبادل السب والقذف وكأننا في موقعة، ولابد أن تحسم النتائج وتكون الغلبة لصالح الفريق الأعلى صوتا والأكثر تهديدا والأشد ضرراً'، والتشويش على هيئة المحكمة أكثر وأكثر وبدأوا مرحلة الغناء على أنغام الدي جي حيث وضعت السماعات الضخمة التي تصم الآذان على عربة نصف نقل عليها شعار حملة الرئيس محمد مرسي، في الانتخابات، وهذا بالطبع ما لا يوافق عليه الدكتور مرسي أو يرضى عنه الحكماء من المسؤولين عنه'.
    ثم تقدم المستشار الدكتور محمد الدمرداش، وكيل مجلس الدولة، وابن صديقنا السياسي والمستشار والإخواني السابق الدمرداش العقالي، في نفس اليوم بجريدة 'روزاليوسف': 'حين كان الرئيس يصدح بغضبة الحليم في الكلية الحربية كانت عيون المصريين مصوبة قبل مجلس الدولة ليس إهمالا لاحتفال يشهده السيد لرئيس، بل لكون ما يحدث في مجلس الدولة كان غريباً يستحق التوقف والتدبر ضمن منظومة الغرائب التي يعاني منها قضاؤنا وقضاته.
    ففي الوقت الذي كان الرئيس مرسي يعلن غضبه وضيقه من التطاول على مقامه، وهذا حقه لا مراء، كان رئيس محكمة القضاء الإداري المستشار عبدالسلام النجار يجأر بالشكوى من التطاول والإرهاب الذي تتعرض له المحكمة وهي بصدد مباشرة مهمتها المقدسة في نظر دعاوى حل التأسيسية والشعب والشورى والإعلان الدستوري المكمل، فالمحكمة يتحقق حولها الآلاف يرعدون ويزبدون مهددين بالويل والثبور وعظائم الأمور ان لم يوافق قضاء المحكمة مرادهم. قضاة مصر يتعرضون مثلما تتعرض فخامتك لحملة تشويه ممنهجة، فحق عليك أن تنتصر لهم أولا حتى إذا ما احتكمت إليهم يوماً وجدتهم قضاة عدل مطمئنين في قضائهم لا يخافون في الله لومة لائم'.

    طائرة الرئاسة وعبد الناصر

    ومن 'روزاليوسف' الى أخبار نفس اليوم ـ الخميس ـ وزميلنا شريف رياض وقوله: 'ما كنت أتمناه من الرئيس د. محمد مرسي أن يوجه رسالة مماثلة للذين كان يتطاولون على القضاء من أعضاء وأنصار الإخوان في نفس الوقت الذي كان يتحدث فيه في الكلية الحربية، حاصروا مجلس الدولة وهتفوا ضد القضاء في محاولة لترهيب القضاة أثناء نظر طعون حل الجمعية التأسيسية وبطلان مجلس الشورى وإلغاء حل مجلس الشعب وظلت هيئة محكمة القضاء الإداري تبحث عن مكان آمن تعقد فيه الجلسة، فلم تجد، واضطرت لعقدها في قاعة مكتظة بالإخوان ووسط هتافات تجاوزت كل الحدود مما اضطر رئيس المحكمة للتأكيد في بداية الجلسة أنه لم يولد بعد من يجبر قاضياً على إصدار حكم بذاته أو لصالحه. رسالة الدكتور مرسي يجب أن تكون للإخوان أولاً'.
    أما زميلنا وصديقنا والأديب الكبير جمال الغيطاني، فقد ترك ذلك ونظر الى السماء ورأى طائرة رئاسة الجمهورية، وقبل أن تنزل في مطار القاهرة الدولي بالرئيس صاح في نفس العدد: 'لم يكن لجمال عبدالناصر طائرة رئاسية، كان يتم تجهيز طائرة من مصر للطيران تستأجرها الرئاسة لرحلاته التي لم تكن كثيرة، ولكنها كانت تترك علامات في التاريخ مثل رحلته الى باندونغ وإلى جزيرة بريوني وإلى الأمم المتحدة وإلى موسكو بعد هزيمة يونيو، كنا ننتظر بعد ثورة كبرى أن تتغير أمور حتى لو في الشكل لكن لم يبدل الرئيس المستجد أي شيء، نفس القاعات الفاخرة، نفس الطقوس، نفس الجلسة، والوضع المستوحى من جلسة مبارك أمام الضيوف، كنت انتظر قرارا بإهداء الطائرة الرئاسية والطائرات الأخرى الأصغر الى الشركة الوطنية لاستخدامها على خطوطها، وعند سفر سيادته يتم إعداد طائرة له كما كان الحال في زمن عبدالناصر، لماذا تقف طائرة ضخمة لأكثر من عام ونصف العام في انتظار راكب واحد؟
    كم تكلفت في إقامتها بالمطار وصيانتها وطلعاتها التجريبية حتى لا تتلف أجهزتها، هذه الطائرة كان ركوبها للبعض أمنية فلم يكن بداخلها إلا من اقترب ونال الرضا لكنها الآن فقدت دلالتها الرمزية والأجدى ان تنضم الى اسطول مصر للطيران، اما الرئيس فلينتقل برحلات مستأجرة بالتأكيد لم يعد لنا حاجة بهذا الترف وتلك المظاهر'.

    الرئيس الفرعون

    وخرجت من 'الأخبار' وأنا أحس بالإرهاق من هذه الجولة، وأنا العجوز المريض، لولا انني نسيت الإشارة إلى صحف أخرى، ففي 'الوفد' قال ياسين تاج الدين، مساعد رئيس الوفد في حديث أجرته معه زميلتنا الجميلة أماني سلامة: 'أننا إزاء فرعون، لا رئيس' وأضاف:'نحن أمام ما هو أكثر من ذلك، نحن أمام صناعة إله!!
    والغريب أن كل الأصوات العالية والخارجة من ميدان التحرير تحاول تركيز كافة السلطات في يد رئيس الجمهورية وتمنحه التدخل في اختيار اللجنة التأسيسية للدستور وهو ما لم نره في أي دولة في العالم لأن القواعد الدستورية أساسها تنظيم العلاقة بين السلطات حتى لا تطغى سلطة على أخرى، وبحيث تقيد كل سلطة الأخرى لصالح الشعب، وبناء على الضوابط الدستورية وتحت رقابة القضاء سواء دستوريا على ما يصدر من السلطة التشريعية من أعمال أو القضاء العادي عندما يتعلق الأمر بأعمال السلطة التنفيذية، فالقضاء هو حامي الشعب في مواجهة كافة السلطات'.
    وفي 'الوطن' طلب مني الأستاذ بكلية إعلام القاهرة ومستشار الجريدة الدكتور محمود خليل الإشارة إلى قوله المبتكر:
    'بصوت يشبه الزئير وجه الدكتور مرسي رسالته إلى المتطاولين، ومن اللافت ان يبعث الرئيس بهذه الرسالة في حضرة قيادات وأعضاء المجلس العسكري الذين يمطرهم شباب الإخوان بوابل من الهتافات الرافضة كل يوم جمعة في التحرير، وأنا شخصيا معهم في ذلك، فأنا مثلهم أرفض الحكم العسكري ولا يؤذيني ما يهتف به الشباب ضد حكم العسكر، لكن من الواضح ان الرئيس له وجهة نظر أخرى، فهو رجل يرفض التطاول ويزأر كما السبع في وجه من يوجه له أي تجريح لكن يبدو أنه لا يعبأ كثيراً ان كان التجريح موجهاً إلى غيره.
    أتصور ان صبر الرئيس ينفد سريعا، ولست أدري أي حلم وأي حليم هذا الذي يتحدث عنه، وهو الذي بدأ يهدد ويتوعد بعد أيام معدودات من توليه أمانة الرئاسة'.
    وتحت عنوان ـ ورينا غضبك يا مرسي ـ قالت زميلتنا الجميلة منال لاشين، أحد نائبي رئيس تحرير 'الفجر' الاسبوعية المستقلة، وهي تتحدى الرئيس:
    'من المؤسف ان الرئيس مرسي لم يعلن ثورة غضبه لأن شاباً في بداية حياته قتل غدراً في السويس على يد متطرفين، ودفع حياته ثمناً لغياب الأمن والانضباط في أول أيام عهد الرئيس، ولم يفقد حلمه لأن طالب الهندسة بدلا ما يدخل دنيا في عهده دخل القبر، ومن المخجل ألا يفقد الرئيس مرسي أعصابه ويثور غضباً لأن عشرات من المصريين قتلوا تحت أنقاض عمارات الإسكندرية، ومن المثير للغثيان ألا يفقد الرجل حلمه عندما تعرضت فتيات ونساء للسحل والإهانة في الشوارع بيد متطرفين وألا يحنو حنو الخليفة المعتصم الذي انتفض غضباً لحادثة واحدة، امرأة من رعاياه تعرضت للإهانة في السوق فصرخت وا معتصماه.
    ويبدو أن الرئيس الذي جاء لحكم مصر بأول انتخــــابات ديمقــــراطية ملّ سريعاً من قواعـــد الديمقـــــراطية وبدأ يستخدم تعبــــيرات من قــــاموس النظــــام القديم فلم نســـــمع عن رئيس في دولــــة ديمقــــراطية يحذر من التطاول، عمرك سمعــــت الرئيــــس الأمريكــــي أوباما أو أحد رؤساء فرنسا ميتران أو ساركوزي مثلا يحذر المتطـــــاولين ويلوح باستخدام القانون'.

    'الاخوان' وثورة يوليو والضباط الاحرار

    أما آخر من رد على الإخوان، فهــــو المحامي الإخواني السابق والكاتب خفيف الظل ثروت الخرباوي وقوله في مجلة 'المصور' عن الإخوان وثورة يوليو:
    'سأفترض أن الإخوان نجحوا مع محمد نجيب عام 1954 في الإطاحة بجمال عبدالناصر والاستيلاء على الحكم ثم أجبروا نجيب على التقاعد، وأصبح مرشدهم حسن الهضيبي هو رئيس الجمهورية، ثم تخيل أن الرئيس حسن الهضيبي قام بكل ما قام به عبدالناصر في كل المواقف من تحديد للملكية الزراعية ومواجهة الاعتداء الثلاثي وتأميم قناة السويس وبناء السد العالي، وفي ذات الوقت مارس استبدادا وحبس المعارضين للإخوان، وفي السجون تم تعذيب هؤلاء المعارضين وصولا الى هزيمة 1967 ثم حرب الاستنزاف، فماذا سيكتب الإخوان وقتها عن ثورة يوليو؟، سيكتب مؤرخو الإخوان أن ثورة يوليو هي ثورة الإخوان العظيمة، أعظم الثورات في تاريخ البشرية، بعد ثورة الرسول صلى الله عليه وسلم على الكفر والشرك في مكة، وستكون هي الثورة التي حاول التنظيم الفاسد 'الضباط الأحرار' الاستيلاء عليها ولكن الله وفق الرئيس الحكيم حسن الهضيبي في القضاء على هذه المؤامرة، وستكون هي الثورة التي تآمرت عليها الشيطانة أمريكا عدوة الله فساعدت إسرائيل الصهيونية على هزيمة مصر عام 1967، إلا أن مصر الإسلامية تحت قيادة حسن الهضيبي قادت حرب الاستنزاف وفجرت ميناء إيلات وكبدت العدو الإسرائيلي خسائر فادحة، أما انجازات ثورة يوليو الإخوانية فستكون هي اعظم انجازات في تاريخ مصر ويكفي انها انحازت للفقراء وحولت مصر الى قلعة صناعية، وأممت قناة السويس ووقعت اتفاقية جلاء الانجليز عن مصر وأنشأت إذاعة القرآن الكريم ومدينة البعوث الإسلامية، وقامت بتحديث الأزهر وتحويله إلى جامعة حديثة وقامت ايضا بترجمة القرآن ثم أنشأت مجموعة دول الحياد الايجابي وعدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي وسعت للوحدة مع سوريا، لكن أعداء الإسلام وقفوا ضد هذه الوحدة، أما التعذيب الذي حدث في السجون فهو أمر يتفق مع الإسلام لأن المعارضين كانوا إخوان الشياطين، وهم أعداء الإسلام الذين يحاربون الله ورسوله، ويسعون في الأرض فسادا، وجزاؤهم أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، ولأن هذا الافتراض لم يحدث وهو مجرد افتراض فإننا سنطرح السؤال المنطقي الذي يبحث عن إجابة منطقية، ما هو سبب عداء الإخوان لثورة يوليو'.
    لم يكن خلاف الإخوان مع الضباط الأحرار أو مع جمال عبدالناصر أو بمعنى أدق مع ثورة يوليو خلافاً حول العقيدة أو الإسلام أو حتى الحريات، لم يكن خلافا مع الفكرة ولكنه كان خلافا حول الحكم، حول السيطرة والرغبة في الاستحواذ والهيمنة، فالإخوان مثلا لا تعنيهم قضايا الحريات إلا حريتهم ، ففي بداية ثورة يوليو كتب الاستاذ سيد قطب مقالا يطالب فيه جمال عبدالناصر بهجر الديمقراطية وتحويل الحكم الى حكم ديكتاتوري، طالب قطب بإقصاء كل المعارضين للثورة ولم تكن مطالبات سيد قطب لعبدالناصر في هذا الشأن هي مجرد رأي لواحد من الإخوان ولكنه كان اتجاها في الجماعة'.

    رسالة سيد قطب لعبد الناصر

    وإلى جزء آخر من رسالة المرحوم سيد قطب الى خالد الذكر والتي تواصل جريدة 'المسلمون' الاسبوعية المستقلة نشرها، وكنا قد نشرنا جزءا مما نشر يوم الاثنين الماضي، واليوم ننشر جزءا آخر، عن استقبال قطب لزائريه بعد الإفراج عنه عام 1964، قال:'كذلك زارني عقب خروجي سيادة سفير العراق في الجمهورية العربية المتحدة، وأبلغني تحيات سيادة الرئيس عبدالسلام عارف، كما أخبرني السفير أن الرئيس سعيد بنجاح وساطته لدى سيادة الرئيس جمال عبدالناصر، وهو يسأل عن صحتي وعما إذا كانت لي أية طلبات يملك إجاباتها، وذكر لي كذلك ان كتاب 'في ظلال القرآن' كان أنيسه في فترة اعتقاله أيام عبدالكريم قاسم وقد شكرته على زيارته وطلبت إليه تبليغ شكري لسيادة الرئيس العراقي وأنه ليس لي طلبات سوى انه إذا رأى سيادته أن يواصل مساعيه الحميدة لإنهاء قضية الإخوان بجملتها فلعل الله أن يوفقه إلى ذلك، ووعد السفير بحمل هذه الرغبة الى الرئيس العراقي.
    وعندما حضر الرئيس عبدالسلام عارف الى مؤتمر القمة أرسلت له برقية شكر وتحية، وقد رد عليَّ برسالة لم تصلني ولكني عرفت فيما بعد بخبرها، فقد حضر السفير لزيارتي مرة أخرى في هذا العام، وكان قد صار وزيرا للتربية والتعليم، قبيل ان يكون وزيراً في المجلس المشترك للوحدة مع الجمهورية العربية ومعه هدية لي من الرئيس عارف معها بطاقته، كذلك زارني بعد خروجي السيد ضياء شيت خطاب المستشار بمحكمة التمييز العراقية للتهنئة، وأخبرني كذلك بوساطة الرئيس عبدالسلام عارف في شأني وفرحة أصدقائي الكثيرين في العراق الذين لا أعرفهم من رجال الدين والفكر والعلم بنبأ خروجي الذي نشر في صحف العراق كلها، وتحدث عن الرئيس عبدالسلام عارف بأنه رجل متدين ووالده قبله وعائلته كلها، ثم زارني ابن اخته واسمه فيما اذكر 'حازم' وأبلغني تحيات خاله الثاني اللواء محمود شيت خطاب ومعه كتاب له بعنوان 'محمد القائد' هدية منه لي وقد طلبت منه أن يشكره عني وأهديت له بعض كتبي.
    'ومن نحو ستة أشهر وردت إليَّ رسالة مسجلة من دار الإذاعة السعودية مرفق بها تحويل بمبلغ 'مائة وثلاثة وأربعين جنيها' على بنك بورسعيد وذكر في الرسالة ان هذا المبلغ هو قيمة ما أذاعته الإذاعة السعودية، من أحاديث مقتبسة من كتابي 'في ظلال القرآن' في شهري شعبان ورمضان سنة 1385، وكنت قد علمت أن الإذاعة السعودية تذيع أحاديث منتظمة مقتبسة من كتابي منذ سنوات وأنها مستمرة في إذاعتها فلما قررت هي مكافأة معينة عبر فترة معينة رأيت أن أطالبها بقيمة السابق واللاحق من الإذاعات، وهذا حقي الطبيعي كمؤلف، ولكني قبل تسلم المبلغ وقبل المطالبة ببقية المستحقات رأيت إطلاع المباحث العامة على الموضوع حتى لا يساء تأويله في وقت من الأوقات وبالفعل قابلت السيد المقدم محمود الغمراوي وأطلعته على الرسالة والتحويل وعلى نيتي في المطالبة بمستحقاتي، فرأى أن اكتب مذكرة بالموضوع لتحفظ في سجلاتهم بدل الحديث الشفوي الذي لا يمكن الرجوع إليه عند اللزوم، فكتبت له هذه المذكرة وتركتها له مع موافقته على ان أتسلم المبلغ وأن أطالب بالباقي، وقد تسلمت المبلغ وكتبت رسالة الى السيد وزير الإعلام السعودي فصلت له فيها موضوع الأحاديث وطالبت بصرف بقية المستحقات ما دامت الإذاعة هي التي قررت مبدأ دفع مكافأة عن فترة ليس هناك ما يميزها عن بقية الفترات، وصورة الرسالة قد أطلعت عليها المباحث العامة كذلك، ولكني لم أتسلم رداً رسمياً من وزارة الإعلام السعودية ولا من محطة الإذاعة غير أني عرفت من الآخر عبدالفتاح إسماعيل ومن الحاجة زينب الغزالي نقلا عن بعض العائدين من الحج في هذا العام ولا أعرف من هم أنه تقرر هناك تخصيص مكافأة عن هذه الإذاعات السابقة تودع تحت تصرفي مع الاستمرار في إرسال المكافآت التي تستجد بالطريقة التي أرسل بها المبلغ السابق إلا أن شيئاً من هذا لم يتحقق'.
    وهكذا، يتضح مدى تطرف النظام في محاربة الإسلام والمسلمين، كل ذلك يحدث وسيد قطب يبلغ المباحث العامة عن أموال الإذاعة السعودية، ويتم السماح له بتلقيها، بل ومطالبته بكتابة خطاب وتسليم نسخة منه للمباحث لحمايته، بينما هو كان لا يزال منهمكا في بحث شحنة الأسلحة القادمة من الخليج وبحث عمليات الاغتيالات والتفجيرات والتنظيم الجديد الذي بدأه في السجن، قبل أن يفرج عنه وأثناء فترة سجنه كتب ونشر في مصر 'في ظلال القرآن'، و'معالم في الطريق'، ويتم السماح له بتلقي حقوقه من السعودية، في وقت كانت الحرب معها دائرة في اليمن، وكان الإخوان في السعودية يتآمرون على مصر؟
    هل نفرق بين موقفه ونواياه، وموقف خالد الذكر ونظامه ونواياه؟ وهل هكذا يكون رد الجميل؟ وما جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
    اللهم أني صائم، وسأقول رأيي إن شاء الله بعد الإفطار.

                  

07-24-2012, 05:59 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)


    طنطاوي: حاكم مصر الحقيقي
    صف عبرية
    2012-07-23




    ما هو معنى حقيقة ان محمد مرسي هو الآن رئيس مصر؟ هل، كما زُعم في 'وول ستريت جورنال' 'مصر ضائعة'؟. نحن سنزعم العكس: فانتصاره ليس فقط رمزيا، بل زائفا ايضا، وذلك لأن القيادة العسكرية رسمت السيناريو له.
    مرسي ليس السياسي الأقوى في مصر أو مفكرها الاستراتيجي. يمكن الادعاء بأنه حتى لا يُدير الاخوان المسلمين، منصبه ليس محددا. والاقنلاب العسكري من شأنه ان يطرده الى الخارج. لأول مرة منذ 1954 يكون الرئيس المصري شخصية ثانوية تؤدي دورا وظيفيا وثانويا.
    الحاكم الحقيقي لمصر هو محمد طنطاوي. بصفته رئيس المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة، المشير ووزير الدفاع، فانه لا يشكل فقط المفكر الاستراتيجي بل وايضا رئيس كل فروع الحكم الثلاثة في مصر. طنطاوي هو حاكم فردي مع قوة شبه مطلقة. بصفته الممثل الرئيس للطغمة العسكرية التي تحكم مصر منذ شباط 2011، فان مهمته هي إطالة عمر حكمه لزمن غير محدود.
    يستغل المجلس الأعلى الاخوان المسلمين وملحقاتهم، ويستخدمهم بصفتهم ممثليه المدنيين. وهو يسمح للاسلاميين بأن يجترفوا نسبة عالية جدا في الانتخابات ويحظون بالرئاسة. وسندعي بأنه في اثناء التأخير المشبوه لاسبوع قبل الاعلان عن نتائج الانتخابات للرئاسة، التقى المجلس الأعلى بالزعيم الحقيقي للاخوان المسلمين، خيرت الشاطر، وتوصل الى اتفاق، بموجبه يصبح مرسي رئيسا، ولكن المجلس الأعلى يواصل الحكم.
    لفهم قوة المجلس الأعلى، هاكم ثلاثة أمثلة من فترة الانتخابات للرئاسة:
    فرض الحكم العسكري: وزير العدل صادق لاجهزة الاستخبارات العامة والشرطة العسكرية على اعتقال المدنيين كما يروق لها واحتجازهم على مدى ستة اشهر، اذا ما أعربوا عن أي شكل كان من المعارضة المكتوبة أو الفنية للمجلس الأعلى، الشرطة أو ملحقاتها الاسلامية؛ الاحتجاج ضد هذه المؤسسات في الشوارع قد يؤدي الى المؤبد.
    حل البرلمان: على أساس الادعاء بأن الانتخابات للبرلمان تعارضت مع الدستور (الذي يحظر على المرشحين من أي حزب التنافس على مقاعد 'المستقلين')، فقد تقرر بأنها غير دستورية. المحكمة الدستورية العليا، التي يسيطر عليها المجلس الأعلى، صادقت على القرار وحلت البرلمان.
    وضع أسس الانقلاب: المجلس الأعلى نشر اعلانا دستوريا جعل نيته تمديد الحكم العسكري الذي يمتد الى ستين سنة رسميا. 'الرئيس يمكنه ان يقرر التوجه الى القوات المسلحة بعد موافقة المجلس الأعلى للحفاظ على الأمن وحماية الملك العام'. الأساس للانقلاب العسكري لا يمكنه ان يُصاغ بشكل أكثر فظاظة من هذا.
    بينما من حيث الخارج يبدو نشاط المجلس الأعلى كانقلاب عسكري، فان المصريين يُشخصون هذا الواقع. الصحفية زينب أبو المجد احتجت على ان 'الانقلابات العسكرية اليوم تتم عبر 'الانتخابات النزيهة''. زياد عبد التواب، نائب مدير معهد بحوث حقوق الانسان في القاهرة، يُسمي حل البرلمان بـ 'الانقلاب العسكري الفظ'. وأسمت صحيفة مصرية مرسي بأنه 'رئيس بلا قوة'، بينما شبهه أحد الاسلاميين بالملكة البريطانية اليزابيث الثانية.
    يصارع المجلس العسكري كي يُخلد الوضع القائم، الذي يتمتع فيه الضباط بالحياة الرغيدة، بينما تخدم كل الدولة احتياجاتهم. وتحويل مرسي الى رئيس صوري لمصر هو خطوة حكيمة، تُبقيه مسؤولا اذا ما أدت المشاكل الاقتصادية في الدولة الى المجاعة. ولكن تآمر المجلس الأعلى ينطوي ايضا على مخاطر كبيرة، حين تجري ضد سكان ملوا الطغيان والاستغلال ويجدون أنفسهم يحصلون مرة اخرى على الأمر نفسه. 'الانفجار' التالي قد يجعل انتفاضة بداية 2011 تبدو كاحتجاج هاديء.
    لمنع 'الانفجار' التالي، على حكومات الغرب ان تتبنى سياسة ممارسة ضغط متدرج على المجلس الأعلى كي يسمح بنشاط سياسي حقيقي.

    دانييل بايبس وسنتيا برهات
    ' بايبس رئيس منتدى الشرق الاوسط
    وبرهات عضو في المنتدى اسرائيل اليوم - 23/7/2012



    ----------------

    الاخوان يدفعون المئات من شبابهم للالتحاق بالكلية الحربية..
    اتهام السلفيين بالاصابة بالسعار الجنسي
    حسنين كروم
    2012-07-23


    القاهرة - 'القدس العربي'

    ابرز ما في الصحف المصرية امس كان كلمة الرئيس مرسي التي وجهها الى الشعب بمناسبة الذكرى السنوية لثورة يوليو ولم تنشرها صحيفة حزبه 'الحرية والعدالة'، ولا اعرف ان كان ذلك في كل طبعاتها ام الطبعة الاولى فقط التي بين يدي لأنها طبعت قبل القائه الخطاب، وان كان من المفترض ارسال الرئاسة الكلمة اليها لأن الرئيس قرأها مكتوبة. وقد حرصت على تركيز نظري على ملامح وجهه لرؤية تعبيراته وما قد يظهر عليها من انفعالات داخلية او اخرى يحاول كبتها في هذا الموقف العصيب بالنسبة اليه.. خاصة وان عاصفة الهجوم ضده لا تزال مستمرة بسبب عبارته التي جاءت في كلمته بميدان التحرير وهو يهاجم عهد خالد الذكر بقوله'والستينيات وما ادراك ما الستينيات' انتابني احساس عميق انه كان- بكلمته- يحاول الاعتذار، ويريد ان يقول ان ما ردده عن الستينيات لم يكن نتيجة اقتناع داخلي وانما نتيجة جو يعيشه في الجماعة، خاصة بعد ان كثر عدد من ذكروه بأنه لولا ما حصل عليه والده من ارض الاصلاح الزراعي ولولا مجانية التعليم ما عاشت اسرته حياة معقولة وتعلم هو، كما انه تراجع عن نكتة أن تضحيات الشهداء بدأت مع تكوين الاخوان في العشرينيات متجاهلا ثورات ونضال الشعب من قبلها، وعرض نفسه لهجمات ضارية خاصة من الوفد فتراجع في خطابه واشاد بالنضال منذ مئات السنين.
    واشارت الصحف الى انقطاع مستمر للكهرباء وحرمان قرى بأكملها منها واسنقبال الرئيس وفدا من عمال شركة غزل المحلة المضربين عن العمل، واستنكار واسع لفتوى الشيخ خالد سعيد المتحدث باسم الجبهه السلفية بتحريم الصلاة على جثمان عمر سليمان، وكذلك التصريحات المستفزة التي ادلى بها الداعية المتعصب وجدي غنيم المشهور باستخدام الفاظ غير لائقة. وبدأ عمل مكاتب تنسيق القبول بالجامعات.
    واشارت بعض الصحف الى قيام جماعة الاخوان المسلمين بدفع المئات من طلبتها الناجحين في الثانوية العامة للتقدم للالتحاق بالكلية الحربية وواصلت الصحف عرض المسلسلات التليفزيونية والاشارة الى الاضرابات والاعتصامات في اماكن كثيرة واحداث سورية، والطلبات التي قدمها جمال مبارك لنقل والده من سجن مزرعة طرة واعادته الى مستشفى المعادي العسكري. والى بعض مما عندنا:

    اشادة مفاجئة من الرئيس
    بعهد عبدالناصر والجيش

    قال الرئيس: 'ان ثورة 23 يوليو كانت لحظة فارقة في تاريخ مصر المعاصر.. أسست الثورة الجمهورية الاولى التي دعمها الشعب والتف حول قادتها وحول اهدافها الستة والتي لخصت رغبة الشعب المصري في تأسيس حياة ديمقراطية سليمة وفي استقلال القرار الوطني ودعم عدالة اجتماعية للخروج من الفقر والجهل والمرض ومن استغلال رأس المال والاقطاع.. كانت ثورة 23 يوليو بأهدافها الوطنية بداية لتمكين الشعب المصري من تقرير مصيره ودعم تحرره، وليكون هو بحق مصدر السلطة وصاحب الشرعية.. وخاضت الثورة المصرية معركة الجلاء ومعركة الاستقلال وحاولت ان تقجم نموذجا في دعم حركات التحرر في العالم العربي ةالاسلامي وان ترسي مفهوما للعدالة الاجتماعية والتنمية المخططه وحشد الموارد من اجل مشروع وطني متكامل ونجحت الثورة في بعض هذه الاهداف وتعثرت في اهداف اخرى وخصوصا في ملف الديمقراطية والحريات والتي تضاءلت مساحتها عبر الانظمة المختلفة وفشلت في الثلاثين سنة الاخيرة التجربة الديمقراطية بفعل التزوير والاستبداد الذي انتج في نهاية المطاف فسادا استنزف كثيرا من موارد مصر وامكانياتها وكان لابد للشعب المصري من تصحيح المسار وتصويب الاخطاء فثار ثورته الثانية'.
    والذي لا شك فيه ان من كتبوا له الخطاب يتمتعون بقدر لا بأس من الذكاء لأنهم أخرجوه بذلك من ورطة وضع نفسه فيها وليحاولوا وقف موجات الهجمات التي تضربه وجماعته بعد أن لمسوا بالتجربة أن من اعطوه اصواتهم في غالبيتهم الساحقة هم من محبي ثورة يوليو وخالد الذكر ، ولن يقبلوا منه ومنهم اي هجوم عليه او تعريض به وادركوا ان جذورها ضاربة في الروح الوطنية للمصريين، مثلها مثل الثورة الفرنسية وجذورها في روح الفرنسيين حتى الآن وفوجئ المساكين من الاخوان والسلفيين بالاهتمام الهائل من وسائل الاعلام بالثورة وقائدها، ######رية من خصومها وكان رسم زميلنا عصام حنفي في صحيفة 'المشهد'، معبرا بدقة عن هؤلاء المساكين، فقد كان صورة ضخمة لخالد الذكر وتحتها كلمة 23 يوليو وصرصار يقترب منها. وبالتأكيد سوف يعود الصرصار من حيث خرج الى البالوعة طبعا. وخصصت 'الاهرام' ملحقا للمناسبة وامتلأت 'الاخبار' بالدراسات والمقالات، كذلك الصحف المستقلة. وتعرض الرئيس مرسي والاخوان الى هجمات عنيفة انهالت عليهم من كل فج عميق. وسنشير الى ابرزها غدا ان شاء الله لتفرح بها نفوس المؤمنين من مسلمين ومسيحين عرب.

    مطالب للاحزاب بتكوين ميليشيات
    لمواجهة اعتداءات الاخوان والاشتباك معهم

    والى المعارك التي اشعلها الاخوان وتكاد تتحول من معارك بالكلمات الى معارك حقيقية في الشوارع بينهم ومعهم حلفائهم السلفيين وبين غيرهم من القوى السياسية الرافضة لمحاولاتهم استعراض عضلاتهم وارهاب القضاء والاعتداء على بعض خصومهم وكذلك تهديدات الرئيس مرسي من غضب الحليم، وكنا قد حذرنا من مدة بأن هناك اتجاها ينمو بين قوى سياسية بضرورة النزول للشوارع للتصدى لعناصرالاخوان والاشتباك معهم، وقد يتطور الامر الى مهاجمة مقراتهم هم والسلفيين لوقفهم عند حدهم. ويوم الخميس قال زميلنا بجريدة 'الوفد'علاء عريبي مناشدا كل القوى الاشتباك مع الاخوان بقوله عن حصار مجلس الدولة: 'ظننت ان الرئيس الدكتور محمد مرسي سوف يأمر وزير الداخلية بالانتقال وحماية هيئة المحكمة او أنه يتصل بمرشد جماعة الاخوان ويطالبه بسحب هذه الميليشيات، لكن للاسف الدكتور مرسي لم يتحرك مثل سائر القوى السياسية وترك هيئة المحكمة تواجه بلطجة هذه الميليشيات وحدها. ومما يؤسف له ان قيادات الاحزاب والقوى السياسية لم يهتموا حتى باصدار بيان يدينون فيه الاحداث التي جرت في ساحة المحكمة الادارية كما أنهم لم يدفعوا حتى بمساعديهم للتصريح بهذه الادانة، لهذا اطالب الشرفاء في هذا الوطن بأن يتكاتفوا ويتوحدوا بعيدا عن القوى السياسية ويتصدوا لميليشيات جماعة الاخوان المسلمين والعمل على منعهم من استخدام القوة في ارهاب معارضيهم على ان نضع في الاعتبار ان عملية التصدي قد تتطور الى اشتباكات وقد يصاب بها البعض وقد تزهق ارواح بها، لكن في النهاية هذه الدماء ستراق لحماية الشرعية وهيبة واحكام القضاء.. فقد قمنا بثورة ضد الظلم والقهر وسيطرة الحزب الوطني وفساده وابتزازه ولم نقم بثورة لكي يأتي من يهدم مؤسسات الدولة او من يهدر احكام القضاء، مصر اكبر بكثير من جماعة الاخوان ولن تخضع لفكر جماعة الاخوان سواء استخدمت الجماعة القوة والعنف الجسدي او العنف اللفظي ضد معارضيها.. ما قامت به جماعة الاخوان في قاعة المحكمة امس الاول هو جريمة وبلطجة وتعد على هيئة واحكام القضاء ويجب أن يحاسبوا على ما قاموا به ويجب أن يحاسب وزير الداخلية على سكوته وعدم تحركه'.

    المواطن الذي انتهت صلاحيته وظيفيا

    وفي جريدة 'روزاليوسف' بنفس اليوم شن زميلنا وصديقنا بـ'الاهرام' نصر القفاص هجوما مختلفا على الاخوان ورئيس مجلس الشعب المنحل الاخواني الدكتور سعد الكتاتني بقوله: 'ابحث عن سر مواطن مصري اسمه 'سامي الدين مهران علي' ويشغل منصب الامين العام لمجلس الشعب.. المواطن انتهت صلاحيته - وظيفيا- منذ اثر من 17 عاما لكنه يحتفظ بقدرة فائقة عل البقاء في موقعه، كان يدا يضرب بها الدكتور 'فتحي سرور' رئيس مجلس الشعب السابق كل من يريد داخل البرلمان وخارجه.. ثم اصبح يدا يضرب بها الدكتور سعد الكتاتني'من يريد ان يؤذيه، هو عنوان هدم ثورة25 يناير وتأكيد لحقيقة ناصعة احد وجهيها الحزب الوطني الساقط.. وعلى الوجه الآخر ما يسمى بجماعة الاخوان المسلمين.. وتلك ليست مبالغة او سخرية . كان المواطن'سامي مهران'لغزا في زمن المخلوع واستمر لغزا في زمن المرشد العام لما يسمى'بجماعة الاخوان المسلمين.. كان يد 'فتحي سرور' الباطشة وتحول الى يد'سعد سرور'الرهيبة تلك ليست مجرد مزاعم او محاولة للتشهير لكنها حقائق تفرض عليه الصمت، وتفرض على الدكتور سعد الكتاتني التصبب عرقا من الخجل لاحتفاظه به رغم انه يعلم بوضوح حجم فساده وعمق فساده، بل يعلم قدراته في افساد كل من يقترب منه. نجح سامي مهران في ان يكون عنوانا للثورة المضادة. فهو ابن فتحي الكتاتني وشقيق سعد الكتاتني وكلاهما يحرص عليه باعتباره الباب الملكي لعبور محيط الفساد'.

    تحريض الرئيس على منتقديه

    وهجوم آخر تعرض له في 'الجمهورية' في نفس اليوم صديقنا ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان من زميلنا علي الصفتي قال عنه: 'يكفي ان نشير الى ما ذكره الدكتور عصام تعقيبا على زيارة الرئيس لاثيوبيا حيث قال: كلما نجح مرسي خارجيا واثبت ريادة مصر ومكانتها، زاد التطاول عليه من نخبة مبارك لأنه يظهر مدى ما افسده مبارك وادى الى انهيار كرامة المصريين.
    واتصور ان ذكر العريان للفظ التطاول فيه نوع من التحريض للرئيس على بعض منتقديه ربما جعل الدكتور مرسي يخرج عن دبلوماسيته موجها تحذيرا لهؤلاء المنتقدين قائلا: لا يغرنكم حلم الحليم. ايضا حديث نائب الحرية والعدالة عن زيارة اثيوبيا جاء مبالغا فيه ولا يتفق مع الواقع الذي نعيشه حاليا ويتطلب الى جانب تفعيل دور مصر في الخارج العمل على تماسك البلاد وتقدمها. والابتعاد عن لغة التقسيم التي يتحدث بها العريان وتدفع شباب الاخوان الى سلوكيات مرفوضة بحجة التصدي للفلول'.

    هجوم على الأديب علاء الاسواني
    لنصرته لمرسي

    كما تسبب الاخوان في تعرض الاديب الكبير علاء الاسواني الى هجوم عنيف لزميلنا في مجلة 'اكتوبر' عاطف عبد الغني بسبب ما اعتبره انحيازا من علاء للرئيس الاخواني وقال عنه في العدد قبل الماضي: 'لم يحيرني مساندة الاسواني وتحريضه ضد المجلس العسكري في ما يبدو انها مساندة لقرار الرئيس مرسي او كما يقول في احد مقالاته ان الصراع الآن بين طرفين.. رئيس منتخب بإرادة الشعب ومجلس عسكري يفرض ارادته عليه بقوة الدبابة، صراع ايه ودبابة ايه يامستر علاء، المجلس العسكري سلم السلطة للرئيس المنتخب فمن اين اتى خيالك بهذه الدراما التي لابد ان تفضي في حال حدوثها لا قدر الله الى المأساة الكبرى، ام تراها امنية شخصية اوحت بها اليك ادبيات الربيع العربي الصادرة عن مراكز ابحاث المحافظين الجدد والصهاينة التي تعمل بجد منذ سنوات خلت الى اسقاط الجيش المصري او على الاقل ابعاده عن العملية السياسية حتى لا يعطل لعبة تداول السلطة على طريقة الغرب الرأسمالي والتي تتيح فقط لمن يختاره اصحاب المصالح المرتبطين بهم للوصول للسلطة ممن يطلق عليه الغرب المنشقين واحيانا الاصلاحيين او الليبراليين، وايا ما كانت التسمية فجوهر هؤلاء انهم التابعون المخلصون الجاهزون دوما للدفاع عن خطط الغرب والترويج لها'.

    كيف سيحتفل مرسي
    بالعيد الستين لثورة يوليو؟

    والى المزيد من المعارك وتنوعها بسبب الاخوان وهذه المرة بمناسبة الذكرى السنوية لثورة يوليو وكيف سيتعاملون معها خاصة الرئيس مرسي فقال عنه يوم الاحد زميلنا وصديقنا بـ'الاخبار' جلال عارف: 'لا اعرف ماذا ستفعل مصر الرسمية ولا كيف سيحتفل رئيس الجمهورية بالعيد الستين لثورة يوليو ولكن وجود الدكتور مرسي في موقعه هو في حد ذاته شهادة ليوليو، لها ولمجانية التعليم التي اتاحتها ولفدادين من الاصلاح الزراعي فضل لا يمكن انكاره وشهادة على ان الطريق صحيح رغم كل الصعاب، بوركت يوليو وبورك قائدها عبد الناصر ولا عزاء لمن حاربوها كل هذه السنوات وبكل هذه الضراوة ثم فاجأهم هذا الحضور الطاغي ليوليو ولعبد الناصر في ميادين التحرير'.
    واشارة جلال الى الفدادين تذكير الرئيس بالفدانين اللذين حصل عليهما والده من خالد الذكر في الاصلاح الزراعي، ومكناه من الصرف على اسرته ومن بينهم مرسي الذي تمتع ايضا بمجانية التعليم.. وهكذا كانت الستينيات 'وما ادراك ما الستينيات'.

    ثورة يوليو لن يزيدها
    احتفال مرسي شرفا

    لكن زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير 'صوت الامة' عبد الحليم قنديل صرخ معاتبا جلال: 'يحتفل الرئيس محمد مرسي او لا يحتفل بالعيد الستين لثورة يوليو 1952 لا يبدو ذلك مهما، فثورة يوليو لن يزيدها احتفال مرسي شرفا ولن ينتقص غيابه من قدر الثورة الام مثقال ذرة وبالطبع لا ينتسب مرسي الى معنى ثورة 1952 ولا الى عظمة ثورة 25 يناير والعروة الوثقى ظاهرة بين الثورتين. بل بين ثورات مصر كلها وبين الزعماء الوطنيين المصريين جميعا من عمر مكرم الى احمد عرابي الى مصطفى كامل الى مصطفى النحاس الى جمال عبد الناصر، وقد جرى الانقلاب بالكامل على ثورة جمال عبد الناصر بعد حرب اكتوبر1973 والى ان قامت ثورة يناير ومثلت انقلابا شعبيا على انقلاب السادات ومبارك، ولم تظهر في مشاهد ثورة يناير سوى صورة زعيم تاريخي واحد هو عبد الناصر.. فقد ادركت الاجيال الجديدة بطبائع الوجدان كثافة الوشائج بين الثورتين رغم اختلاف الاسلوب.. وبالطبع لن يكتشف مرسي شيئا رغم ان مرسي شخصيا ابن اسرة متواضعة كفلت لها ثورة عبد الناصر حق الحياة بكرامة وكفلت لمرسي وجيله حق التعليم المجاني.. ولولا ثورة يوليو وتغيراتها الاقتصادية والاجتماعية الهائلة لكان مرسي اليوم يلعب في الطين او يرعى الغنم.. لن يكتشف مرسي شيئا لانه ابن جماعة في غيبوبة اسكرتها نشوة فوز انتخابي عابر وجعلتها تقرأ التاريخ بالمقلوب وتتصرف كقبيلة لا جماعة سياسيه وتخاف من عبد الناصر حيا وميتا وترتعب من مجرد تذكر اسمه او رسمه'.
    ثم سأل عبد الحليم زميله نجاح الصاوي ان كان يريد ان يقول شيئا عن خالد الذكر فأنشد بصوت جميل ولو اني لم اسمعه: 'مازال الناس يحبون عبد الناصر رغم مرور اثنين واربعين عاما على وفاته.. وانا واحد من هؤلاء الناس البسطاء الذين يحبون عبد الناصر بل ويعشقونه والناس فيما يعشقون مذاهب وحبي وحب غيري لعبد الناصر لم يأت من فراغ، كنا نشعر كطبقة متوسطة وما دون ذلك ان عبد الناصر واحد مننا مهموم بهمومنا ويعمل من اجلنا، كنا اطفالا عندما امم قناة السويس وعندما كبرنا وبدأنا نعي وندرك ما يدور حولنا عرفنا انه اقدم على تأميمها لكي يبني السد العالي ولولا السد العالي لغرقت الارض من الفيضان، ولولاه ايضا لماتت من الجفاف ولولا السد العالي ما عرفت قرى مصر ونجوعها الكهرباء. وعرفنا ان عبد الناصر لم يكن من اصحاب القصور او من هواة امتلاكها وذمته انظف من الصيني بعد غسيله. وعرفنا ان عبد الناصر عندما اراد تجهيز ابنته للزواج استبدل معاشه مثل اصغر موظف في الحكومة، لم يكن ملاكا اوقديسا ولم يكن شيطانا وانما كان بشرا يصيب ويخطئ.. ولكنه كان في كل الاحوال يعمل من اجل الناس'.
    صحيح لم يكن ملاكا لأن الملائكة بيننا هم الاخوان والسلفيون، ولكن كيف يحبه كل هذا الحب ولا يقول عنه خالد الذكر؟

    مقارنة بين عمر سليمان وخيرت الشاطر

    ولو توجهنا الى 'التحرير' سنجد ان زميلنا وائل عبد الفتاح ترك كل هذه القضايا واخذ يقارن بين اللواء عمر سليمان وبين خيرت الشاطر بقوله: 'الانحطاط هو المتاح الذي يجعل حكم العصابة طبيعيا وجرائمهم حكمة وضيق افقهم ذكاء ومدير مخابراتهم بطلا ومجرد افتتاح سلسلة محلات بقالة هو بشائر عصر النهضة الاخواني.. هناك من يرى في مدير مخابرات بطلا وعلى الطرف الآخر من ينتظر الانقاذ على يد خيرت الشاطر.. عمر سليمان رحل في امريكا بمرض نادر او مؤامرة اقليمية على رجال مخابرات هذه المنطقة من العالم بينما كان خيرت الشاطر يتجول متباهيا بافتتاح سلسلة سوبر ماركت جديدة. فكلاهما عبوس متجهم. عمر سليمان مات بينما مازال هناك من كان ينتظره وخيرت الشاطر يتجول في متاجره بينما تنتظره جماعة كاملة، خيرت هو قناص شعوب تستهلك ولا تنتج'.

    اسرار رسالة سيد قطب الى عبدالناصر

    والى جزء ثالث واخير من رسالة المرحوم سيد قطب الى خالد الذكر التي كتبها له اثناء التحقيقات معه عام 1965 بعد اكتشاف التنظيم المسلح بالصدفة ونشرتها 'المسلمون' يوم الاثنين قبل الماضي، قال قطب عن مقالاته بعد الافراج عنه عام 1964: ' وفي اثناء انعقاد مؤتمر علماء المسلمين في القاهرة في هذا العام زارني مندوب الجزائر في المؤتمر واسمه الشيخ'لا اتذكر' الاسم ولكن الحاجة زينب الغزالي تعرفه لأنه كلمني تليفونيا من عندها للاتفاق على موعد الزيارة وقد تحدث معي عن الاخوان والاوضاع في الجزائر من ناحية التيارات العقيدية وأن قاعدة الثورة اسلامية لاشك في ذلك واتجاه الشعب كله الى الاسلام وان كان البعض لا يعرف حقيقته، لن الاستعمار الفرنسي الطويل حرص على تجهيل الشعب بدينه غير انه توجد الآن عند القمة تيارات شيوعية فكرية منظمة تعمل على نشر الافكار الشيوعية تحت اسم الاشتراكية وتحت ستار الثقافة الاجتماعية والاقتصادية، وليس هناك ما يقابلها من ناحية الفكر الاسلامي.. لان المشايخ والوعاظ يتجهون اتجاها تقليديا لا يكافئ هذه التيارات ولذلك فالخوف شديد من تضليل الشعب بهذه الوسيلة، وكان هذا قبل الانقلاب الجزائري الاخير. ثم طلب مني ان اكتب له بيانا مختصرا عن النظام الاجتماعي الاسلامي ووسائله في تحقيق العدالة الاجتماعية ليساعده هو واخوانه هناك على مقابلة التيارات الشيوعية فقلت له:ان لي ثلاثة كتب في هذا الموضوع.. هي 'العدالة الاجتماعية في الاسلام'، و'السلام العالمي والاسلام'، و'معركة الاسلام والرأسمالية'، وان للاستاذ المودودي كذلك كتبا في الموضوع سميتها له فقال:ان هذا ليس ما يطلبه انه يطلب مختصرا يستطيع ان يقرأه من يستطيعون قراءة العربية ثم يترجم الى الفرنسية، اما هذه الكتب فلا يستطيع قراءتها الا المثقفين ثقافة عربية كاملة وهم قليلون جدا ووعدته ان اكتب هذا المختصر ولكني علمت انه سافر سريعا قبل ان اكتب له شيئا في الموضوع الذي يريده.
    وزارني مفتي طرابلس بلبنان ولا اتذكر اسمه بصحبة اللواء سعد'واظنه السكرتير المساعد للمؤتمر الاسلامي'والاستاذ جمال السنهوري وتحدث معي في ضرورة العمل على احياء المؤتمر الاسلامي بكامل نشاطه والبعد به عن تيارات الخلافات السياسية بين البلاد العربية وانهم جاءوا الى لأنهم في حاجة الى جهدي ورأيي في هذا الموضوع، وكان معهم مشروع انشاء مجلة للمؤتمر مطبوع ومبين فيه اهدافهم وابوابها فأطلعت عليه وابديت ما عندي من ملاحظات واقتراحات وافقوا عليها وانصرفوا على انهم عند اتمام الاجراءات لاصدار المجلة ولاستئناف النشاط الفعلي للمؤتمر سيعودون الى وكان هذا آخر ما هنالك'.
    هذا هو النظام الكافر الذي كان يحارب الاسلام والمسلمين ومؤتمراته الاسلامية الداعية للكفر والشيوعية- والعياذ بالله- وهذه هي تحركات الداعية المرحومة زينب الغزالي بحرية تامة رغم انخراطها مثل سيد قطب في التنظيم المسلح.
    والمهم ان قوله قبل التغيير في الجزائر كان اشارة الى قيام الرئيس الراحل هواري بومدين بالاطاحة عام1965 بالرئيس احمد بن بلا رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة ثم تعيين عبد العزيز بوتفليقة- رئيس الجمهورية الآن- وزيرا للخارجية فيها وكان وقتها اصغر وزير خارجية في العالم.. اييه.. اييه.. ايام وذكريات.

    فتاوى الصوم يوم احتياط كفارة

    والى الفتاوى ونبدأها من جريدة 'النور' لسان حال حزب النور السلفي وهي للشيخ ياسر برهامي احد نواب جمعية الدعوة السلفية والتي يعتبر الحزب ذراعها السياسية وهي عن رمضان والصيام.. كان سبق وافتى فيها لأن فيها سؤالا يقول: في شهر رمضان افطرنا على توقيت القاهرة مع اذاعة القرآن الكريم جهلا بفرق التوقيت؟ فرد قائلا: احتياطيا صم يوما مكانه ولا يلزمك شيء طالما لم ترتكب اثما، لحديث اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها 'افطرنا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- يوم غيم ثم طلعت الشمس '.. رواه البخاري لم يرد انهم امروا بالقضاء.
    لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، اهذه فتوى؟ يطلب منه ان يصوم يوم احتياط كفارة وكأنه من احتياطي فريق لكرة القدم لأنه افطر وهو في الاسكندرية عندما سمع أذان المغرب من اذاعتها ومعروف ان توقيت القاهرة يسبق توقيت الاسكندرية بحوالي دقيقتين اي من باب الخطأ، ثم يؤكد ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر بصيام يوم احتياطي وكان عليه ان يتبع الرسول ايضا.. ان كل الفتاوى تبيح الاستمرار في الصيام اذا تناول الصائم عن طريق الخطأ او النسيان.
    كما قال الشيخ برهامي عن سؤال عن وضع النقط في الانف تفطر ام لا؟
    اذا وجد طعمه في الحلق افطر لأن الانف يعتبر كمدخل طبيعي. اذ قال النبى- صلى الله عليه وسلم - 'وبالغ في الاستنشاق الا ان تكون ضائقا'رواه ابو داود وصححه الالباني.. فدل ذلك على ان الانف مدخل للجوف فإذا وضع نقط الانف في انفه فوجد طعمها في حلقه فقد دخلت فعند ذلك يكون افطر والعين في الحقيقة ثبت طبيا انها مدخل للانف فهل تفطر القطرة في العين.. عاد تفطر في الانف، فإذا وجد الطعم او اللون في الحلق فقد افطر.. اما اذا كان محتاجا ولا يريد ان يفطر انا انصح ان يضع الدواء على قطنه ثم يضعها في انفه فهذا لن يفطره لان بهذا الوضع القائم لن يصل الدواء الى الحلق ولكن سيمتص الغشاء المخاطي المبطن لجدار الانف فينتفع بالدواء دون حاجة الى التقطير في الانف.. اما استعمال ادوية ضيق التنفس البخاخة ففيها قولان للعلماء والصحيح عندي انها تفطر لأنها رذاذ يدخل الحلق وهو من الجوف'.
    اهذه فتوى؟ وهل اذا تسربت رشحات من قطرة الانف او العين الى المعدة تعتبر تناولا لمشروب تروي ظمأ الصائم او تشبع جوعه؟ اذا كنت مصابا بزكام يضايقني او الم في عيني يحتاج اي منهما الى قطرة.. هل اعاند وامرض واواصل الصوم او اضعها واصوم وانا مرتاح اتنفس بحرية وارى جيدا واتمتع بصيامي او اسمع كلامه واضع نقط الانف على قطنة وادخلها في فتحتي انفي لاختنق واموت حتى يستريح الشيخ برهامي؟ وحتى لو اخذنا بفتواه فأن القطنة سوف تمتص وتجفف النقط، الغريب في الامر ان هذه النوعية من الفتاوى انتهت من عشرات السنين واصبح مباحا الآن غسل الاسنان اثناء الصيام بالمعجون للقضاء على اي رائحة غير مستحبة ووضع الروائح واخذ حقن الفيتامينات وغيرها.. ثم يأتي الشيخ برهامي بعد كل هذا ويقول قطنة؟ واين يسروا ولا تعسروا.. قطنة؟ بقى دي فتوى؟
    المهم انه اطلق فتوى اخرى في صورة تصريح وهي: 'اذا كان مسلم يركب سيارته وفوجئ بقسيس يطلب منه توصيله الى الكنيسة، فماذا يفعل؟وكان الرأي هو.. لا توصله الى الكنيسة ومن الممكن توصيله الى مكان آخر'.

    مطالبة المسيحيين بدفع الجزية

    اما الفتوى الثانية عن اشقائنا المسيحيين فأطلقها محمد الظواهري الشقيق الاصغر لايمن الظواهري وهو من جماعة الجهاد.. بأن أكد ضرورة دفع المسيحيين - او الكفار- كما وصفهم بدفع الجزية أو ترك مصر واذا رفضوا وجب قتالهم. فقد نشرت له يوم السبت جريدة 'الوطن' حديثا اجراه معه زميلنا مجدي ابو الليل قال فيه: 'احكام الذمة تطبق على غير المسلمين وعلى هؤلاء أن يقروا بالذمة وان يدفعوا الجزية ولكن المشكلة في اننا نأتي في وضع غير اسلامي ونريد تطبيق احكام الاسلام فنحن لا نحكم بما انزل الله وبالتالي لا يمكن ان نقول ان هؤلاء اهل ذمة في دار لا يعلوها حكم الاسلام.. اتفقنا أن ندعو الكفار الى دين الله ثم ان يعيشوا في وسط المجتمع الاسلامي واذا ارادوا أن يرحلوا أو تصادموا معنا وقالوا لن نترككم تدعون الناس او تعلمونهم ولن ندفع الجزية او يسلموا او يقروا لنا بحكم البلاد وهذه الدعوة التي علمنا الرسول اياها ولكن متى تكون هذه القدرة والاستطاعة وان تكون المنافع اكبر من المفاسد، وكل هذه شروط شرعية ونحن نقول سوف نطبق دين الله وشرعه كما امر الله وليس كما نحب نحن'.
    وحكاية رحيل المسحيين عن مصر اذا رفضوا دفع الجزية كانت قد وردت في مناسبتين سابقتين بطرق مختلفة ذلك ان مرشد الاخوان الخامس المرحوم مصطفى مشهور طالب في حديث منشور له في جريدة 'الاهرام ويكلي' بفرض الجزية على الاقباط مقابل عدم تجنيدهم في الجيش، وقال ان هذا لمصلحتهم لأنهم وهم صباط وجنود في الجيش قد يجدون مصر في حالة حرب مع دولة مسيحية ويجدون حرجا في قتال ابناء دينهم.. وبالتالي فقيامهم بدفع الجزية مقابل عدم تجنيدهم يرفع عنهم الحرج. والمناسبة الثانية اثناء الاستفتاء في التاسع عشر من شهر مارس من العام الماضي على المبادئ التسعة للدستور. وخطبة الداعية السلفي الشيخ حسنين يعقوب التي طالب فيها المعارضين لغزوة الصناديق ان يهاجروا الى امريكا وكندا واستراليا ولما تعرض للهجوم قال: 'الله ده انا كنت باهزر'.

    اقبال على الدنيا بأشهى
    الاطعمة وسعار جنسي

    وعلى كل حال فهؤلاء الناس لاينفع معهم هم والاخوان المسلمين الا فتوى استاذ الشريعة بجامعة الازهر الدكتور احمد محمد كريمة يوم الثلاثاء في جريدة 'عقيدتي' التي قال فيها: 'الايمان بالله عز وجل - في العقيدة الاسلامية لنزعات فلسفية تعقدت وتبدلت وتغيرت الى 'اله' له صفاته ورب له 'اوصافه' بما يعرف عند الوهابية المتسلقة بالتوحيد الثلاثي بجانب'اله' له الفاظ موهمة للتشبيه بالمخلوق من 'يد' و'عين'اقرارا وتثنية وجمعا حسب النصوص - وساق وحفر'وسط' ووجه واصابع وأنامل وضحك ومشى وهرولة وكيد وفكر على حسب الدلالة اللغوية واهدار الدلالة الشرعية خلافا للقاعدة 'الاصولية' مقدمة على الحقيقة اللغوية مع لحى كثيفة لا تطولها ايدي التهذيب و ملابس قصيرة وحياة عابسة مقطبة وصدور نافرة وعيون نارية ومشية متجبرة متكبرة واحتقار لاولياء الله - عز وجل- وضيق من آل سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وكراهة للعلماء الراسخين وبعض لمن سواهم.. واقبال على الدنيا بأشهى المطعومات وسعار جنسي لا يرتوي وبعث غرائب وعجائب من مرويات معلولة وتعصب لفروع الخلاف اصلا فيها يسير 'وهوى متبع وعجاب كل ذي رأي' وكذب فاضح وفضائح وقبائح سارت بذكرها الركبان وانتج هذا جيل 'الغثاء' وعما قريب 'عزبة الاسلام'وترتكب حماقات باسم'السنة والسلف'وابتداع'بيعة' جديدة مشابهه للبيعة الدينية لله- سبحانه وتعالى- ولرسوله سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وللبيعة السياسية لولي الامر.. هذه البيعة بما يصاحبها من اهانة المصحف القرآني الشريف بوضع 'مسدس ناري'عليه واهداف هذه البيعة المبتدعة لآحاد الناس من دون الله ورسوله وولي الامر- من السمع والطاعة (بنودها عشرة تفوق ما اعد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- في بيعات العقبة الاولى والثانية والرضوان) سمع وطاعة لامثيل ولا نظير ولا شبيه مما ادى الى الغاء الشخصية الآدمية والكرامة الانسانية فالملك المتبع صار'أالة' تدار وكالبهيمة التي تجر مع نهج 'الاستحواذ'و'الهيمنة' واقصاء الغير، نتج عن هذا عنف فكري يبرر مساوئ الاخلاق من كذب وخداع وتضليل ومراوغات وتسويفات مما هو مشاهد لا يحتاج لبرهان ولا يفتقر لدليل ولعب بعواطف عوام ومشاعر أميين بما هو حاصل وواقع، يرتكب هذا باسم 'خلافة'و'قدس ومسجد اقصى' واسلمة المجتمع الجاهلي حسب رؤية 'صاحب الظلال 'غفر الله - تعالى- له'.
    صحيح كيف يرفع الاخوان مرشدهم العام الى مرتبة الرسول صلى الله عليه وسلم.


    -------------------

    الإخوان وأصول الحكم.. كيف سيحكم الإخوان مصر؟
    فرانسوا باسيلي
    2012-07-23




    هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه على الساحة السياسية اليوم. ولكي نستشرف الإجابة عليه ونتعرف أكثر على القوى الفكرية التي تتنازع جماعة الإخوان اليوم علينا الرجوع إلى الظرف التاريخي الذي قام فيه الشيخ حسن البنا بتأسيس الجماعة عام 1928 في الاسماعيلية بمصر فقبل أربع سنوات من هذا التاريخ أي في 1924 قام كمال اتاتورك بإعلان إلغاء الخلافة وإلغاء منصب خليفة المسلمين قائلا أن نظام الخلافة أدى إلى خراب تركيا، ثم قام بسلسلة من الإجراءات السياسية والاجتماعية الجذرية لتخليص تركيا التي كانت قد أصبحت 'رجل أوروبا المريض' من آثار نظام الخلافة وتسلطه على أسلوب الحياة والفكر وبإجبار الاتراك على دخول العصر من بوابة العصرية الأوروبية وهو ما دفع بتركيا إلى ما وصلت إليه اليوم من مكانة وقوة داخلية وخارجية، ورغم أن النخبة المثقفة قد رأت في إعلان وفاة الخلافة حدثا تأخر عن موعده الطبيعي كثيرا إلا أن آخرين ممن كانت لهم رؤية تقليدية للأمور أصيبوا بالفزع ورأوا في هذا انهيارا للأمة الأسلامية رغم أنها كانت منهارة فعلا لأكثر من خمسمائة سنة.


    جاء تأسيس حسن البنا لجماعة الإخوان المسلمين ردا على إلغاءالخلافة من ناحية ورد فعل لتواجد الانجليز بأسلوب حياتهم المختلف في مصر وفي الاسماعيلية بالذات من ناحية أخرى. ومن المهم أيضا ملاحظة أن قبل تأسيس الجماعة بثلاث سنوات أي في عام 1925 أصدر الشيخ علي عبد الرازق شقيق الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الازهر كتابه 'الاسلام وأصول الحكم' يقول فيه أن القرآن الكريم وصحيح الحديث لم يتعرضا لموضوع الخلافة وقال ان نظام الخلافة كان ضارا بالاسلام ومصدرا للفساد والطغيان وتوصل إلى أن منصب الخليفة غير ضروري ولا يعتبر جزءا من الدين الاسلامي أى أنه أيد موقف أتاتورك.
    أغضب هذا الملك فؤاد الذي كان يطمع في أن يرث منصب خليفة المسلمين بعد تخلي تركيا عنه، وضغط على علماء الأزهر لكي يعلنوا إخراج الشيخ علي عبد الرازق من زمرة علماء المسلمين ففعلوا.


    كان الصراع الفكري والسياسي والديني على أشده إذن في مصر بعد سقوط الخلافة بين مؤيد فرح بسقوطها ومعارض حزين وجزع لهذا، وفي هذا المناخ أسس حسن البنا جماعته عام 28 بعد اشتراكه في عدة جمعيات سابقة منها 'جمعية الاخلاق الأدبية' و'جمعية منع المحرمات' التي كانت مهتمة بمقاومة المحرمات والمنكرات وكانت ترسل الرسائل إلى الناس تخبرهم فيها بأنهم يرتكبون المعاصي والآثام ولا يتعبدون عبادة صحيحة وسنجد أن فكرة اقتحام حياة الآخرين ووصمهم بأنهم يرتكبون الآثام والمعاصي كانت أصيلة لدى مؤسس الإخوان حتى قبل تأسيس الجماعة، أي منذ 'جمعية منع المحرمات' السابقة عليها، وهي الفكرة الأم التي أفرخت بعد هذا فكرة جاهلية المجتمع والحكام وتكفيرهم لدى سيد قطب في الستينات ثم لدى جماعة التكفير والهجرة في الثمانيتات والتسعينات وسأرجع لهذا بعد قليل.


    الجذور الأساسية لفكر مؤسس الجماعة كانت قائمة على معارضة سقوط الخلافة والمناداة بعودتها في صورة ما من ناحية ومنع المحرمات والمعاصي من المجتمع بكل الوسائل من ناحية أخرى كرد فعل لما كان موجودا في سلوكيات الانجليز وعائلاتهم بالاسماعيلية من إحتلاط بين الجنسين وشرب الخمر والرقص وغيرها من عادات إجتماعية رأى فيها الشاب المسلم المتحمس ممارسة علنية للمعاصي والفجور دون وعي بأبعادها الاجتماعية وعلاقتها بالبيئة الثقافية لمن نشأ عليها إذ رآها بمعزل عن مجتمعها وخارج بيئتها فلم يكن في مقدوره أن يدخل إلى جوهرها ومن اللافت هنا أن هؤلاء الاوربيين بنفس عاداتهم هذه هم أنفسهم من رأهم الشيخ محمد عبده الذي سافر إلى باريس عام 1885 وعاد منها قائلا عبارته الشهيرة : لقد وجدت فى فرنسا مسلمين بلا اسلام وعدت إلى مصر لأجد إسلاما بلا مسلمين'. هو إذن اختلاف كبير في القدرة على الرؤية ومن المهم هنا أن نلاحظ أن فكر الشيخ محمد عبده كان متوفرا أمام حسن البنا فقد ولد البنا بعد عام واحد من وفاة محمد عبده، ولابد أنه قد أطلع على مؤلفاته وأفكاره التي وصفت بأنها قد أحدثت ثورة فكرية أدت إلى تحرير العقل العربي من الجمود وعملت على أن تواكب التشريعات حركة وتطور المجتمع والحياة وتواءم العصر، ومع ذلك فإن حسن البنا لم يتأثر بفكر محمد عبده ولم يحاول أن يبني عليه ويكمل مسيرته كما فعل محمد عبده نفسه مع فكر أستاذه رفاعة الطهطاوى فهذه السلسلة التي بدأت بالطهطاوي مرورا بمحمد عبده كان يمكن أن تستمر في مسيرتها وتطورها وتحديثها للفهم الديني لو أن حسن البنا كان قد أختار أن يكون هو المكمل لها الحامل لشعلتها، وكان مؤهلا لذلك بسبب مواهبه التنظيمة وقدرته القيادية، ولو كان فعل ذلك لكانت مصر اليوم أكثر تقدما من تركيا، لكنه أختار الطريق المضاد لمسيرة الطهطاوي عبده، فعاد إلى الوراء إلى ما قبلهما من فكر وثقافة ورؤية دينية متشددة منغلقة على ذاتها وعلى العالم، فأجهضت مسيرة النهضة.


    ومن المدهش والمحزن فعلا أن الكثير من الاشكاليات الفكرية والمجتمعية التي يواجهها الاخوان اليوم مثل إشكالية مفهوم المواطنة وعلاقته بمفهوم الامة الاسلامية كان الطهطاوي وتلميذه محمد عبده قد وضعا لها حلولا منذ اكثر من قرن أو قرن ونصف فالطهطاوي هو أول من قدم مفهوم المواطنة لأول مرة وكذلك مفاهيم أخرى مثل الحرية لدى الفرد والمجتمع والثقافة العصرية فيقول في المواطنة 'فجميع ما يجب على المؤمن لأخيه المؤمن يجب على أعضاء الوطن من حقوق بعضهم على بعض لما بينهم من الاخوة الوطنية'. والطهطاوي الذي عاصر محمد علي قام تلاميذه بإصدار ألفي كتاب ما بين مؤلف ومترجم في خلال أربعين عاما فقط وهو عمل هائل بمقياس ذلك الزمان، كما كان هو مؤسس مدرسة الألسن لتعليم اللغات ومن أوائل من سافروا إلى فرنسا (1826) ليوصف بعد ذلك بأنه كان 'أصيلا ومعاصرا' في نفس الوقت بلا قضية هوية ولا إشكالية أو خصومة بين الدين والعصر، وهي أشكالية نجدها بشكل واضح ومزعج اليوم داخل فكر الإخوان وبشكل أكبر داخل الحركات السلفية الوهابية التي إخترقت مصر في الإربعين عاما الأخيرة.


    الرافد الأخر الذي صب في فكر جماعة الاخوان المسلمين كان هو فكر سيد قطب الذى بدأ حياته أدبيا مبدعا في مدرسة العقاد الأدبية، لكن سفره في بعثة إلى الولايات المتحدة عام 1948 أحدث في نفسه أثرا كبيرا، فقد كتب عن الشعب الامريكي يقول ' شعب يبلغ في عالم العلم والمعرفة قمة النمو والارتقاء بينما هو في عالم الشعور والسلوك بدائي لم يفارق مدارج البشرية الأولى. بل أقل من بدائي في بعض نواحى الشعور والسلوك'، ويبدو أن ما يقصده هي عادات التحرر الاجتماعي واختلاط وتقيبل الرجال للنساء ببساطة قبلات التحية وربما التعري على الشواطئ وشرب الخمور، فقد كانت هذه المظاهر التي هي في جوهرها عادات اجتماعية بيئية صرف لا علاقة لها بالاخلاق وماتزال هي مشكلة وشغل الفكر الاخواني الشاغل، ورأى فيها سيد قطب نوعا من الهمجية البدائية، وهو ما يعني عدم خوضه إلى عمق أسلوب وثقافة الحياة الامريكية وإنما أكتفى بالحكم على ظواهرها من الخارج، ومازال معظم المفكرين الاسلاميين ينظرون إلى الحضارة الغربية بشكل عام بهذا المنظار شديد السطحية بما فيهم الدكتور عمارة والراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري رغم أن نظرة الاخير هي أكثر عمقا من الرؤية الدينية لدى المفكرين الاسلاميين إلا أنه يقع في نفس خلل الرؤية الذي يرى في الحضارة الغربية إزدواجية بين الروحي والمادي وانتصارا للمادي على حساب الروحي دون قدرة على فهم أعمق لمفاهيم 'الروح' و 'المادة' ولكن هذه قضية أخرى.


    عاد سيد قطب إلى مصر يحمل عداوة وكراهية للحضارة الغربية التي رآها بمنظور ديني بحت لا يختلف كثيرا عن رؤية حسن البنا لسلوكيات العائلات الانجليزية في الاسماعيلية. ولا غرابة أن سيد قطب قد تأثر كثيرا بمؤسس الجماعة فقد كان في الولايات المتحدة عندما ذاع خبر اغتيال حسن البنا وهلل له الاعلام الأمريكي (فبراير 1949) فاستاء لذلك قطب وقرر أن يعرف أكثر عن البنا عند عودته لمصر وكان قطب مفكرا واديبا موهوبا ولكنه رفض أن يستمد التصور الاسلامي للحياة والكون والألوهية من المفكرين الإسلاميين الكبار إبن سينا وابن رشد والفارابي، رغم أهليته لذلك، فخذل مسيرة الفكر الإسلامي المتحرر المستنير كما رفض أن يتأثر برواد التنوير وتجديد الفكر والفهم الديني في مصر- الطهطاوي ومحمد عبده لأنهما كان معجبين بالحضارة الغربية واختار أن يتأثر ويعجب بحسن البنا الذي كان قائدا ومنظما وداعية لكنه لم يكن مفكرا- فانخرط في جماعة الاخوان المسلمين وكتب مئات المقالات وعدة كتب أهمها 'معالم على الطريق' و'في ظلال القرآن' ومن أشد أفكاره تأثيرا في اتباعه ومريديه فكرة جاهلية المجتمع والحكام، التي جاءت ردا على تساؤل الجماعة عن أسباب انسياق المجتمع المصري بأسره وراء زعامة عبد الناصر وعدم التفافهم حول جماعة الاخوان التي كانت تعذب في السجون دفاعا عن العقيدة، فكان الرد أن المجتمع لابد إذن أن يكون مازال في جاهلية ما قبل الإسلام هو وكافة قياداته وحكامه، وهي فكرة تكفير المجتمع التي التقطها بعد ذلك تنظيم التكفير والهجرة والجماعات الاخرى التي قامت باغتيالات لشخصيات سياسية وأمنية ودينية وفكرية كثيرة في مصر، ثم أعلنت تراجعها الفكري والسلوكي عن هذا بعد زمن.


    هذه هي المصادر الفكرية التي أسست لفكرجماعة الإخوان المسلمين منذ بدايتها إلى اليوم سارت كلها في مسار مستقيم واحد لم يكن مكملا بل كان معاديا ومناقضا لمسيرة حركة التنوير والتجديد الديني لمسيرة الطهطاوي محمد عبده، وأحيانا أنساق للخيال وتداعبني فكرة أنه لو كان لحسن البنا عقل شقيقه الأصغر جمال الأكثر تفتحا فكريا لكان أستطاع بقدراته التنظيمية ومواهبه القيادية الكاريزمية أن يأخذ مسيرة الطهطاوي ومحمد عبده إلى أفاق أبعد وأرحب، وربما كان تأثيره مختلفا على تلميذه سيد قطب الذي كان في مقدوره - في نفس الرؤية الخيالية -'أن يلعب في عهد'عبد الناصرالدور الذي لعبه رفاعه الطهطاوي في عهد محمد علي.


    سنجد أيضا أن مأساة الشاب الذي قتله ثلاثة من المتشددين في السويس بينما كان يجلس مع خطيبته لأنهم رأوا في هذا ممارسة علنية للمعصية هي نتيجة طبيعية لتزايد جرعة التشدد والحمية الدينية في مصر بعد أربعين عاما من انتشار وتسيد فكر التيار الديني في الشارع المصري في غياب مفجع لفكر التجديد والتنوير للرواد الطهطاوي ومحمد عبده والذي لم يعد يمثله في مصر اليوم بعد رحيل نصر حامد أبو زيد سوى وياللمفارقة- الأستاذ جمال البنا الشقيق الأصغر لحسن البنا الذي ما يزال يكتب ويتحدث ويملآ الدنيا ويشغل الناس.
    فكرة أن من حق المؤمن الغيور على دينه أن يقتحم حياة الآخرين ويتعدى على مجال وجودهم الشخصي متهما إياهم بارتكاب المعاصي هي جزء أصيل من الفكر الاخواني السلفي وهي ما يؤدي إلى التعدي على حقوق الآخرين في التفكير والتعبير والابداع، والتحريم والمصادرة للمبدعين وأعمالهم بدءا بمحاولة حجب رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ إلى محاولة أغتياله بعد أغتيال المفكر فرج فودة،وبعد محاولات التحريم والمصادرة لأعمال روائية وشعريه أخرى كثيرة وصولا إلى الحكم على الفنان عادل أمام بتهمة إزدراء الدين الاسلامي لأشتراكه في أفلام تحارب الفكر الارهابي وممارساته الدموية.
    هذا الاجتراء على حقوق الآخرين الذي يمنحه 'المؤمن' الإخواني والسلفي لنفسه سيكون هو مجال المعركة الكبرى المتوقعة تحت حكم الإخوان وهي معركة الحرية في أساسها وفي أسمى معانيها وممارساتها، فحرية ممارسة التفكير والتعبير والابداع والتذوق والاختيارات الشخصية في الملبس والمأكل والمسلك هي المبتغى النهائي للحرية السياسية التي تتطلع إليها كافة الشعوب، والتي لم تحصل عليها الشعوب العربية بعد، وهو وعد ثورة مصر في 25 يناير، فبدون الحرية الفردية لا توجد أية حرية أخرى ولا تقوم نهضة أو تتحقق عدالة إجتماعية أو كرامة إنسانية.


    كنت في العشر سنوات الاخيرة في كتاباتي ضد نظام الرئيس المخلوع وضد فكر الاخوان أرى فيهما معا أسباب التردي الحضاري الهائل الذي أصاب مصر في ثلث القرن الاخير، ولكني كنت في نفس الوقت أقول أن المعالجة الأمنية ليست هي الصحيحة في مواجهة الفكر الاخواني وأن السجون لا تحل شيئا وإنما المطلوب هو رؤية فكرية مغايرة تدخل مع الفكر الاخواني في معركة ثقافية كبرى من أجل روح مصر، وكنت ومازلت أعتقد أن الديموقراطية والحرية السياسية والفكرية هي أساس أى تقدم، وأن لا بديل عنها لكي يرى الناس بوضوح وبشكل عملي مدى تردي فكر هذا التيار ومعاداته للعصر،وهذا ما حدث حين تراجعت شعبية التيار الأخواني السلفي بشكل كبير بعد أربعة أشهر فقط من ممارساتهم البائسة في مجلس الشعب وخارجه كأصحاب الأغلبية، فقد رأى الناس كيف أن رؤيتهم الدينية المنغلقة لا تنشغل سوى بالنوافل من الأمور، وكيف تغيب عنهم الرؤية السياسية والاجتماعية بل والوطنية للبلد الذي يقيمون فيه.


    المتشددون في رؤيتهم الدينية الضيقة للحياة والمجتمع لايبنون حضارة ولايقدرون على نهضة وصعب على الاخوان التحرر من هذه الرؤية- فهم يطردون من داخلهم كل من يحاول التجديد ولو بقدر ضئيل كما فعلوا مع أعضاء حزب الوسط ومع قيادي مثل عبد المنعم أبو الفتوح. لذلك سيفشل مرسي إذا حاول أن يحكم مصر بعقلية الإخوان مستمرا في مسيرة البنا قطب. في نفس الوقت فإن أمام الأخوان فرصة تاريخية لن تتكرر أن يقوموا بالمراجعة الفكرية الصارمة لأفكارهم المتزمتة المخاصمة للعصر وللحرية وللعلم وللإبداع مستلهمين فكر رفاعه الطهطاوي ومحمد عبده منفتحين على مفاهيم الزمن الذي يقيمون فيه وليس زمن السلف الذي يتوهمون أن العودة للاقامة فيه هي التجلي الأعظم للتدين والتقوى، وفي الحالتين علينا أن نخوض معركة تحرير العقل العربي التى تأخرت كثيرا.

    ' كاتب مصري يقيم في نيويورك


    -----------------
                  

07-25-2012, 05:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    مرسي‮ ‬يكلف هشام قنديل وزير الري بتشكيل الحكومة الجديدة

    قنديل‮: ‬الوزارة الجديدة تكنوقراط ائتلافية تعتمد علي التوازنات

    24/07/2012 09:29:16 م




    كتب محمد هنداوى‮:‬



    كلف الرئيس محمد مرسي د‮. ‬هشام قنديل وزير الري‮ ‬والموارد المائية في حكومة د‮. ‬الجنزوري،‮ ‬بتشكيل الحكومة الجديدة وكان الرئيس مرسي قد عقد اجتماعا مع قنديل مساء أمس‮.. ‬وقال د‮. ‬ياسر علي القائم بأعمال المتحدث باسم رئيس الجمهورية ان هذا التكليف لهذه الشخصية الوطنية المستقلة تم بعد دراسات ومشاورات لاختيار شخصية قادرة علي ادارة المشهد الراهن بكفاءة واقتدار،‮ ‬وأضاف أن التشكيل الكامل سيعلن في وقت قريب‮.. ‬وأكد د‮. ‬ياسر علي ان د‮. ‬قنديل لا ينتمي لاي حزب سياسي قبل الثورة أو بعدها مشددا علي أن تشكيل الحكومة بالكامل من اختصاص رئيس الوزراء بعد التشاور مع رئيس الجمهورية‮.‬
    وفي أول مؤتمر صحفي يعقده عقب تكليفه بمقر الرئاسة أكد د‮. ‬هشام قنديل انه بدأ بالفعل اجراء مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة في اقرب وقت خلال الأيام القليلة القادمة‮. ‬وقال انها ستكون حكومة تكنوقراط وسيكون المعيار الأساسي لاختيار الوزراء هو الكفاءة،‮ ‬مشيرا الي ان تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين سيكون علي رأس اولويات الحكومة الجديدة وتحقيق برنامج الرئيس وأهداف الثورة‮. ‬وأكد قنديل خلال المؤتمر الصحفي انه لا مجال للتهاون مع أي فساد أو تقصير‮.‬



    ----------------


    مرسي يكلف هشام قنديل وزير الري في حكومة تصريف الاعمال بتشكيل حكومة جديدة

    2012-07-2


    القاهرة - ا ف ب:

    كلف الرئيس المصري محمد مرسي الثلاثاء هشام قنديل، وزير الري والموارد المائية في حكومة تصريف الاعمال الحالية برئاسة كمال الجنزوري، بتشكيل حكومة جديدة، كما اعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي. ويتولى هشام قنديل (50 عاما) حقيبة الري منذ اكثر من عام اذ عين في هذا المنصب في حكومة عصام شرف التي شكلت العام الماضي واستمر في موقعه في حكومة الجنزوري التي انتهت ولايتها بعد تولى الرئيس المصري الجديد مهام منصبه في 30 حزيران/يونيو الماضي الذي كلفها تسيير الاعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.


    وستكون حكومة قنديل الاولى في عهد الرئيس محمد مرسي المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين والذي يعد أول رئيس مدني منتخب لمصر بعد ان اطاحت ثورة شعبية بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في 11 شباط/فبراير 2011.
    وتعهد مرسي خلال الاسابيع الاخيرة بان يكون رئيس وزرائه من الشخصيات 'الوطنية التكنوقراطية' غير المنتمية لتيار سياسي بعينه.
    وأعلن ياسر علي للصحفيين ان مرسي 'كلف صباح الثلاثاء الدكتور هشام قنديل وزير الري والموارد المائية السابق بتشكيل الحكومة الجديدة والعمل علي الانتهاء من التشكيل الوزاري لممارسة دوره الوطني في القريب العاجل'.
    واضاف ان 'هذا التكليف جاء لشخصية وطنية مستقلة بعد دراسات ومشاورات لاختيار شخصية قادرة علي ادارة المشهد الراهن بكفاءة واقتدار' موضحا ان 'التشكيل الكامل للحكومة سيعلن في وقت قريب وهو من اختصاص رئيس الوزراء بعد التشاور مع رئيس الجمهورية'.
    واكد علي ان قنديل 'لم ينتم لاي حزب سياسي قبل الثورة أو بعدها'.
    وهشام قنديل من مواليد العام 1962 وتخرج من كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1984 وحصل علي الماجستير والدكتوراة من جامعة نورث كارولاينا الاميركية التي درس فيها بين عامي 1988 و1993 قبل ان يلتحق بالمجلس القومي لبحوث المياة ويحصل علي درجة الأستاذية عام 2002. عمل قنديل على الاثر مديرا لمكتب وزير الري منذ العام 1999 وحتي العام 2005 كما شغل العديد من المناصب آخرها منصب رئيس قطاع النيل في البنك الافريقي للتنمية.
    وكان محمد مرسي تعهد فور توليه مهام منصبه بأن يختار رئيسا للوزراء غير منتم الى اي حزب سياسي وان يكون من التكنوقراط بعد ان وجهت لجماعة الاخوان اتهامات كثيرة بالسعي للهيمنة على كل السلطات في البلاد.
    غير ان بعض الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي المصرية قالوا فور اعلان تكليفه تشكيل الحكومة ان قنيل من المتعاطفين مع جماعة الاخوان مشيرين بصفة خاصة الى كونه ملتحيا.
    الا انه قنديل اكد في حوار اجرته معه العام الماضي قناة الجزيرة مباشر مصر، انه من 'التكنوقراط ولم ينتم في اي مرحلة من مراحل عمره الى اي جماعة سياسية او دينية' مضيفا 'اطلقت لحيتي سنة عن رسول الله'.
    وفي اول مؤتمر صحفي له بعد تكليفه، قال قنديل اثر مقابلة مع الرئيس المصري ان الحكومة الجديدة ستشكل من 'تكنوقراط وليست حسب التوجهات والتيارات، وشدد علي ان الكفاءة هي اساس اختيار الوزراء'.
    واكد ان 'رئيس الحكومة مخول باختيار جميع الوزراء' مشيرا الى ان 'الاعتماد الاخير لاختيار الوزراء من سلطة الرئيس لأن نظام مصر رئاسي وسنعمل معا بروح الفريق'.
    وكشف قنديل ان 'الرئيس مرسي علي تواصل مستمر مع المجلس الاعلي للقوات المسلحة بخصوص اختيار وزير الدفاع وما اذا كان المشير طنطاوي سيستمر في منصبه ام سيتم اختيار قيادة أخري'.
    ودعا رئيس الوزراء المكلف 'جميع القوى السياسية والشعب المصري لمساندتنا في هذه المهمة الصعبة' موضحا انه سيبدأ المشاورات 'فورا لإختيار الوزراء حتي يتسنى اعلان تشكيل الحكومة خلال ايام قليلة'.
    وردا على سؤال حول توجهات الحكومة، قال قنديل إنها تتركز علي 'تحسين الطاقة والمرور والنظافة والخبز والامن وتحسين الخدمات'.
    إجراءات مشددة حول مسجدين أثريين
    بمصر بعد تعرض مقبرة فاروق للسرقة
    القاهرة - رويترز: قالت وزارة الدولة لشؤون الآثار بمصر إنها اتخذت إجراءات أمنية مشددة حول مسجدي السلطان حسن والرفاعي الأثريين بالقاهرة بعد سرقة محتويات من مقبرة ملك مصر السابق فاروق الموجودة بمسجد الرفاعي الشهر الماضي.
    وتعرضت مساجد مصرية في السنوات الأخيرة لسرقة بعض محتوياتها ومنها منبر قانباي الرماح الذي سرق من مسجد السلطان حسن في نوفمبر تشرين الثاني 2010 .
    وفي فبراير شباط الماضي حاول لصوص سرقة أربع مشكاوات أثرية من داخل المسجد الرفاعي وقاموا بفكها وتعبئتها في أجولة ولكن رجال الأمن طاردوهم خارج المسجد فهربوا تاركين المشكاوات. وفي مايو ايار الماضي سرقت المطرقة النحاسية من باب مسجد ألجاي اليوسفي بالقاهرة الفاطمية.
    ومسجد السلطان حسن من التحف المعمارية أما مسجد الرفاعي فيضم قبور عدد من حكام مصر من أسرة محمد علي ومنهم الملك فؤاد الأول وابنه الملك فاروق إضافة إلى شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي. ويطل المسجدان على قلعة صلاح الدين الأثرية.
    وقال محمد إبراهيم وزير الدولة لشؤون الآثار اليوم الثلاثاء في بيان إن المسجدين أصبحا 'منطقة آثار إسلامية مستقلة' مضيفا أنه 'تقرر تشديد الإجراءات الأمنية وتكثيف أعداد الحراسة التابعة لوزارة الآثار بالتنسيق مع شرطة السياحة والآثار ومنع إقامة عقود القران التي كانت تتم داخلهما.'
    وتابع البيان أن العمل جار للبحث عن اللصوص الذين سرقوا بعض الزخارف النحاسية من مقبرة الملك فاروق.





    الاخوان يتهمون الوزراء والمسؤولين بمحاولة افشال برنامج المائة يوم للرئيس مرسي
    حسنين كروم
    2012-07-24


    القاهرة - ' القدس العربي'

    أبرز الأخبار والموضوعات في الصحف المصرية الصادرة امس كان عن الاحتفالات بثورة يوليو، وتجمعات في ميدان التحرير وعند المنصة في حي مدينة نصر، وسط هجمات عنيفة ضد الإخوان المسلمين ورئيس الجمهورية لمحاولتهم الإساءة للثورة ولخالد الذكر. وقد أصابت ردود الأفعال الإخوان والسلفيين بالذهول، من استمرار التأييد الشعبي الكبير للثورة وقائدها، وتسرب إليهم إحساس بالهزيمة والضآلة وعدم فهم تركيبة الشعب الذي أعطتهم أغلبيته أصواتها ورفضوا هجومهم على الثورة وزعيمها، وهناك فريق من الإخوان يحس بالشماتة في التيار الذي تقوده قيادة الجماعة الآن، والتي قادت الحملة ضد الثورة وخالد الذكر، وكان ملفتاً للانتباه ان يتحدث صديقنا ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان عن الثورة مثلما يتحدث مؤيدوها.
    كما أشارت الصحف الى استمرار مشاورات الرئيس للانتهاء من تشكيل الوزارة التي ستعلن بعد ساعات كما نشر، والإفراج عن فتاة الجامعة نسرين بكفالة والتي حكم عليها بالسجن سنة في قضية الفعل الفاضح مع الشيخ علي ونيس عضو مجلس الشعب المنحل السلفي، والمحكوم عليه بسنة ونصف سجنا، والإفراج تمهيدا لقيامها باستئناف الحكم، ويبدو لي - والله أعلم - ان الشيخ ونيس لا يريد تسليم نفسه، حتى يتم صيام رمضان ويعتكف في العشر الأواخر بهدوء. وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

    الإخوان والسلفيون مصدومون
    من الاحتفاء الكبير بذكرى ثورة يوليو

    ونبدأ بالصدمة التي تلقاها الإخوان المسلمون وحلفاؤهم من السلفيين وبعض التجمعات الأخرى الكارهة لثورة يوليو، وهم يشاهدون ويقرأون عن الاحتفالات بالذكرى الستين لها والحفاوة بذلك، وشن الحملات ضد المحظورة سابقا، وصاحبه الأغلبية حاليا، الإخوان، وكان لأنصار يوليو مذاهب وطرق وحيل متعددة في التعبير عن آرائهم، فمثلا زميلنا وصديقنا حمدي رزق رئيس تحرير مجلة 'المصور' القومية، كان عنوان مقاله في 'المصري اليوم' يوم الاثنين هو - خالد الذكر - وفيه قال مخاطباً روح عبدالناصر: 'وان ناصبوك العداء حياً وميتاً، وان هاجموك ورموك بكل نقيصة، وان خطب رئيسهم في التحرير وفتح قميصه متلبساً حالتك في المنشية، وغمز ولمز في الستينيات، وما أدراك ما الستينيات، وان رفض رئيسهم زيارة القبر وقراءة الفاتحة، سيفعلها حتماً كما فعلها الشيخ الشعراوي من قبل ولو أعادوا كتابة التاريخ وحذفوا الستينيات، وألفوا المسلسلات وانتجوا الأفلام، لن تخلو قصصهم وما يروون عن جمال عبدالناصر، في شخص جمال'.

    زعيم الفقراء جمال عبدالناصر

    ونتحول الى 'أخبار' نفس اليوم لنكون مع زميلنا وإمام الساخرين أحمد رجب، وقوله وهو في قمة الجد هذه المرة: 'ستون سنة مضت اليوم على ثورة يوليو بقيادة زعيم الفقراء جمال عبدالناصر، وهي تعد علامة تحول بارزة في تاريخ مصر، وجاء الجزء الثاني منها في 25 يناير 2011 ليكملها، فتؤكد على العدالة الاجتماعية وتأتي بالديمقراطية والحريات، وقد يكون من مزايا ثورة يناير أن ليس لها زعيم، وقد يكون من مساوئها ايضا غياب القائد الذي يحميها من الفشل والسرقة، لكن ميزتها المبهرة انها تظل ثورة شعب بأسره اقتلع الفساد والاستبداد ولن يسمح لأي تجار بانتاج نظام استبدادي تحت أي مسميات كاذبة'.

    مرسي والتلسين السياسي على فترة حكم عبدالناصر

    أما زميلتنا الجميلة والناقدة ورئيسة تحرير جريدة 'أخبار الأدب'، عبلة الرويني، فقد أرادت تقديم مساهمة متواضعة في هذا الموضوع بقولها في نفس العدد في عمودها اليومي - نهار - عن الرئيس مرسي: 'رئيس ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين وقد كان حريصاً في خطابه الرئاسي الأول على التلسين السياسي على فترة حكم عبدالناصر، عندما قال - وما أدراك ما الستينيات ـ خاصة وان عبدالناصر هو الخصم اللدود لجماعة الإخوان، لكن الاحتفال بيوليو عموما، سواء راق ذلك للرئيس وجماعته أو لم يرق، تحتفل به مصر كلها، وهو العيد القومي والرسمي للدولة تحتفل به كل الهيئات والمؤسسات، وتحتفل السفارات، وأظنها رسالة ذات مغزى، برقية أوباما لمرسي للتهنئة بثورة يوليو، وقد أعلن رسمياً عن قيام السيد الرئيس مرسي بإلقاء خطاب بمناسبة عيد الثورة، مصر تحتفل بيوليو رغم أنف الجميع'.
    وكلمة التلسين، معناها اطلق لسانه في الهجوم.

    أليس هؤلاء هم حصاد يوليو؟

    أما زميلنا وصديقنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي فكانت مساهمته في نفس اليوم - الاثنين - في 'التحرير'، هي قوله: 'انظر إلى الملايين الذين صنعوا وفجروا ثورة يناير وصاغوا شعاراتها الأساسية التي هي نفسها أهداف الثورة الأم، أليس هؤلاء هم حصاد يوليو؟ حصاد مجتمعها الناهض المتحرر من التخلف والاستغلال، حصاد مدارسها وجامعاتها ومصانعها وأراضي الإصلاح الزراعي التي وزعت على جماهيرها ومنهم أسرة الدكتور محمد مرسي الذي تعلم وترقى وأضحى رئيساً للبلاد بفضل السياسات والخطط والمشروعات اليوليوية في خمسينيات القرن الماضي وستينياته، تلك التي استنكرها وأنكرها سيادته علناً، فلم ينتقص من قيمتها خردلة واحدة، وإنما فقط تبرع بالدليل رقم ألف على انه وجماعته مازالوا يقاومون بعناد، ليس فقط التحلي بفضيلة الاعتراف بالحقائق بل يجاهدون جهاد الأبطال لأن لا يعرفوا أو يتعلموا شيئاً، أي شيء'.

    الجيش المصري مدرسة الوطنية المصرية

    ثم قادتني قدماي إلى 'اليوم السابع'، حيث وجدت فيها هجومين ضد بعض شباب حركة السادس من ابريل خاصة أحمد ماهر، الذي دعا للاحتفال بسقوط حكم العسكر، لأنهم امتداد لثورة يوليو، فقال عنه زميلنا عادل السنهوري: 'هذه النغمة التي بدأ البعض يرددها من ثوار الفضائيات وأصحاب البطولات الزائفة والوهمية، والتي تطالب بإلغاء الاحتفال بالعيد الوطني للمصريين بمناسبة ثورة 23 يوليو المجيدة، هي نوع من العبث والمراهقة الثورية من شباب لا يدرك ولا يعي قيمة وعظمة ثورة مثل ثورة 23 يوليو وما حققته من انجازات عملاقة، ليس في مصر فقط، بل في دول العالم الثالث، ولا يرى فيها سوى انها ثورة عسكر فقط، على أساس انهم اعتبروا الجيش المصري مدرسة الوطنية المصرية، بعد 25 يناير هو عدوهم الأول والوحيد الذي يريدون هدمه وإلغاءه وشطب كل بطولاته وانتصاراته على مر التاريخ، وربما تكون مثل هذه الدعوات التي أطلقها أحد الشباب المنتمي لحركة 6 ابريل دون وعي بخطورة دعوته تحقق أغراض جماعة الإخوان المسلمين في التخلص من يوليو وذكراها، والاحتفال بها كمقدمة لحملة هجوم شعواء على ثورة يوليو وقائدها، كما حدث في السبعينيات بالتوافق بين السادات والجماعة التي خرجت من السجون لتنتقم من 23 يوليو وزعيمها جمال عبدالناصر بافتراءات وأكاذيب وقصص وروايات ملفقة'.

    لن نبني المستقبل بالمراهقات الفكرية والسياسية

    والهجوم الثاني على هذه الدعوة جاء من زميلنا سعيد الشحات، وقوله: 'لن نبني المستقبل بالمراهقات الفكرية والسياسية، ولا بمن لا يفهمون حركة التاريخ ومساره، ومحاولات التقليل من عطاء الحركة الوطنية المصرية وفي القلب منها ثورة يوليو وزعيمها الخالد جمال عبدالناصر، المراهقات الفكرية بدأت بعد تنحي مبارك باطلاق البعض دعاوى مريضة تقلل من قيمة ثورة يوليو، والقول بأن الثورة الوحيدة التي شهدتها مصر هي ثورة يناير، وتطرف البعض في مطلبه بإلغاء الاحتفالات بثورة يوليو وبرروا ذلك بوجهة نظر عقيمة تتمثل في انها كرست لحكم العسكر، ويأتي عقم هذه النظرة من ان التمسك بالثوابت الوطنية المصرية والعمل من أجل تطبيق العدالة الاجتماعية والسعي الى ديمقراطية سليمة لا يتوقف عند ما إذا كان الذين ينفذون ذلك هم مدنيون أو عسكريون، فكم من مدني خان هذه الشعارات وكم من عسكري حافظ عليها، والعكس صحيح وهو ما يقودنا الى القول بأن رمي العسكر باتهامات تمس وطنيتهم هو خلل في التفكير وضيق أفق كبير'.

    مرسي والجبة والقفطان 'الكاكولا' والعمة

    وإلى الرئيس واستمرار المعارك من حوله وبسببه، حيث واصل زميلنا في 'الوفد' علاء عريبي هجومه العنيف ضده، بقوله عنه يوم الأحد: 'أظن والله أعلم أن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية كان يخطط لحياته بعيدا عن دراسة الهندسة وبمنأى عن السياسة وأعتقد أنه كان يحلم بأن يكون خطيباً بأحد المساجد يرتدي الجبة والقفطان 'الكاكولا' ويلف العمة ويذهب الى المسجد يؤذن للصلاة أو يؤم الناس ويخطب فيهم في أيام الجمعة والأعياد، وأظن أن مجموعه المرتفع في الثانوية العامة جعل والده يستخسره في دراسة الشريعة والفقه في جامعة الأزهر، وقام بالضغط عليه لكي يلتحق بكلية الهندسة. الدكتور محمد مرسي كلما ذهب للصلاة في المسجد يتجه نحو المنبر ويجلس بجوار القبلة، المكان المخصص لإمام المسجد، عندما تقام الصلاة ينهض بسرعة ويتقدم لإمامة المصلين وبعد أن تنتهي الصلاة يمسك بالميكروفون ويخطب في المصلين والمصلون يضطرون للجلوس والاستماع لخطبته خجلاً أو من باب الفضول أو نفاقاًً، أو لكي يعود إلى المنزل بحكاية جمعته ورئيس الجمهورية. اندهشت جدا، لماذا يسعى الرئيس لإمامة المصلين؟ ولماذا يخطب فيهم بعد الصلاة في شرع الله؟ هل يمارس وظيفته كداعية داخل جماعة الإخوان؟ وهل سيجمع د. مرسي بين وظيفة الداعية الإخواني وبين وظيفته كرئيس جمهورية؟ ما الذي يدفعه الى هذا وهو يمتلك الظهور يوميا بالقنوات الفضائية والحكومية؟
    ما الذي دفعه الى ميكروفون المسجد وهو يمتلك ميكروفونات ماسبيرو يستطيع أن يمارس فيها هوايته في الخطابة؟
    هذه الصورة تحيلنا الى إسماعيل هنية رئيس حكومة غزة الذي يرتدي ثوب عمر بن الخطاب، وتحيلنا كذلك الى صورة إمامة الفقيه المتبعة في فكر الشيعة، وهذه الصور تدخل البلاد في تعقيدات سياسية ودينية نحن والبلاد في غنى عنها ولا جمل لنا بها، لهذا ننبه الدكتور محمد مرسي إلى خطورة الجمع بين وظيفة إمامة المساجد وبين وظيفة رئاسة الجمهورية، ونطالبه بأن يختار بين أن يكون رئيساً للبلاد او أن يكون خطيبا وإماما في المساجد؟'.

    لم نر حتى الآن بادرة واحدة للتغيير

    وبمجرد انتهاء علاء من هجومه العنيف تقدمت في نفس اليوم زميلتنا والأديبة الجميلة سحر الموجي لتقول في 'المصري اليوم' عن الرئيس: 'لم نر حتى الآن بادرة واحدة للتغيير ولم نر مشروعاً يتم التأسيس له، ولم نسمع كلاماً شفافاً وحقيقيا له علاقة بمشكلاتنا، بينما الرئيس مشغول يا ولدي بتخريج أجيال وراء أجيال من الكليات الحربية والشرطية كأننا قد قمنا بثورة كي نأتي برئيس مراسم وبروتوكولات تنحصر مسؤوليته في الاحتفالات والليالي الملاح، لم يحدث تغيير بينما قرارات الرئيس تؤكد تآكل الدولة، فديوان المظالم المزعوم بلا قيمة ولا سلطة، وقراره أن تؤمن الشرطة العسكرية المستشفيات ضد البلطجة يعني اعترافه إما بانعدام كفاءة الداخلية أو تواطئها، نحن لا نريد رئيساً كي يفتتح كوبري أو يخرج دفعة طلاب، نحن نريد رئيساً يدير ومعه المئات من الرؤساء، مؤسسات دولة قادرة على تربيط مفاصل هذه الدولة. طلب أخير، حياة الغاليين، يا ريت ترحمنا الرئاسة من روائعها المسرحية، يكفينا انفجار بالوعة مسلسلات رمضان في موعدها المعتاد'.

    أول فلاح حقيقي يأتي من القرية إلى قصر الرئاسة

    وبعد ان قرأ زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' احمد طه النقر، ما كتبه علاء وسحر، حتى قال لي ان هناك ما هو أهم مما كتباه، وهو: 'الدكتور مرسي هو أول فلاح حقيقي يأتي من القرية إلى قصر الرئاسة وتاريخه المعروف كرجل متدين وعضو بارز في جماعة الإخوان المسلمين يرجح تحليه بالنزاهة ونظافة اليد، وذلك يعني أن أمامه فرصة تاريخية أن يحقق انجازات غير مسبوقة فيما يتعلق بالشفافية، ويكون قدوة في هذا المجال وعليه فإنني أطالب الرئيس مرسي بالإفصاح عن ذمته المالية وجميع ممتلكاته، كما أرجو أن يستن الرئيس سنة حميدة بأن يعلن عن مفردات مرتبه وميزانية الرئاسة وأوجه صرف الميزانية، ويكشف للناس وهذا حقهم أوجه البذخ الذي كان وكم المبالغ التي وفرها بعد تخلصه من هذا البذخ، وذلك ما ننتظره، وأرجو أن يكتفي الرئيس بقصر واحد في القاهرة واستراحة في الإسكندرية أو برج العرب ويقرر تحويل القصور والاستراحات الرئاسية الأخرى إلى مقاصد سياحية يزورها المصريون والأجانب نظير رسوم معلومة'.

    الرئيس يتعرض إلى مؤامرة يقوم بها الفلول

    وفي اليوم التالي - الاثنين - أراد زميلنا الإخواني محمد مصطفى، أحد مديري تحرير 'الحرية والعدالة' ان يلفت انتباهي الى ان الرئيس يتعرض إلى مؤامرة يقوم بها الفلول داخل أجهزة الدولة لإفشال خطة برنامج المائة يوم، بافتعال أزمات في الكهرباء والزبالة والإضرابات والاعتصامات، وقال بثقة شديدة: 'هل هذه الانقطاعات المتكررة للكهرباء جزء من عملية 'تأديب' الشعب المصري الذي 'أجرم' وقام بالثورة على الدولة 'العميقة السبيكة' و'أخطأ' بخلع مبارك و'تمادى' فأختار رئيساً مدنياً في انتخابات حرة مباشرة نزيهة لأول مرة في تاريخ مصر؟! هل كان يجب على الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أن يضم 'الكهرباء' الى الملفات الخمسة التي بدأ بها برنامجه في المائة يوم الأولى ليضمها إلى الأمن والنظافة والوقود والخبز والمرور؟! هل هذا 'التيار الثالث' الذي يعبث بـ'الأمن الكهربائي المصري' يهدف الى تكفير الناس بالثورة وتعذيب المصريين وإفساد مخططات النظام الجديد لرفع مستوى المعيشة والارتقاء بأحوال المواطن وتوفير حقه في حياة نظيفة آمنة كريمة 'مكهربة'؟

    هؤلاء من يعيقون تطبيق برنامج المائة يوم

    ولما رأى محمد مصطفى انني لم أقتنع بكلامه، طلب ان اقرأ في الصفحة الأخيرة ما كتبه المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان الدكتور محمود غزلان لأن لديه أدلة دامغة عن هذه المؤامرة التي يتعرض لها الرئيس والإخوان رغم معرفته انني لا أصدقه، ومع ذلك قرأت له قوله: 'هناك من تدفعه كراهيته لتيار معين الى محاولة إفشاله في الوصول للحكم وإذا أوصله الشعب لذلك تنكر لإرادة الشعب وسعى للإفساد في الأرض لإسقاط التيار الذي يكرهه، وهذا الإفساد يشمل المادي والمعنوي من اجل ذلك نرى عديدا من المسؤولين الرسميين والموظفين الحكوميين إضافة لبقايا النظام السابق يعوقون برنامج المائة يوم الذي وضعه السيد الرئيس لإقرار الأمن، وتحقيق النظافة وتوفير الخبز والوقود، فيعمدون إلى زعزعة الأمن في بعض المحافظات بإطلاق البلطجية، وقطع الطرق، وإلى نشر القمامة في كل مكان حتى في الأحياء الراقية من القاهرة وإلى قطع المياه والكهرباء وإلى افتعال أزمات البنزين والسولار، فهل هذا كله من الوطنية، وهل تخريب الوطن وإيذاء الناس من مكارم الأخلاق؟ وهل هذا من شرف الخصومة السياسية؟ وهل مبدأ الديمقراطية يبيح هذه الجرائم؟ ألم يعلم هؤلاء ان إماطة الأذى عن الطريق صدقة؟ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وأن رجلا وجد غصن سوك في طريق الناس فأزاله، فشكر الله فغفر له!
    أما الإفساد المعنوي فيتمثل في الدعاية الإعلامية التي يروجها بعض الإعلاميين عن السيد الرئيس والهجوم الظالم وافتراء الأكاذيب والأسلوب المسف الذي وصل إلى حد السب والقذف، فهل نشر الأكاذيب - ولو كان حول الخصم السياسي - من الوطنية أو من المبادىء والأخلاق أم من الأهواء والأحقاد؟ ألم يقرأوا قول الله تعالى 'وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد' '18' 'ق'.

    مصر بين ثورتين

    يا سبحان الله! من الذي يتكلم ويعظ عن شرف الخصومة ومكارم الأخلاق؟ غزلان الذي قام من أشهر بشن حملة افتراءات وأكاذيب في مقالات بـ'الأهرام' وغيرها ضد نظام عبدالناصر، آسف، نسيت والله، وما أنساني إلا غزلان، أقصد خالد الذكر، اتهمه فيه بمحاربة الإسلام والمسلمين، وأخذ يورد مقتطفات من كتاب مصر بين ثورتين للمرحوم الدكتور أحمد شلبي، وهو يعلم قبل غيره انها أكاذيب وعبارات انشائية، ولأنه - أي غزلان - هذه هي حصيلته في القراءة، غزلان الآن يصرخ مما يعتبره مؤامرات لإفشال برنامج المائة ويكشف عن حقيقة إيمانه هو وجماعته بالديمقراطية حينما يعتبر الاعتصامات والإضرابات وانقطاع الكهرباء وأزمات الوقود والحملات في الإعلام ضد الرئيس، إفسادا في الأرض، وعقوبة الإفساد في الأرض من الناحية الشرعية، تطبيق حد الحرابة، أي قطع الأيدي والأرجل من خلاف، وبناء على اتهاماته فإن المسؤولين بدءا من رئيس الوزراء الى وزير الكهرباء، والصحافيين والكتاب لابد من قطع أياديهم وأرجلهم من خلاف، وأنا لا أعرف ان كان المسؤولون ومن لم ينتخب الرئيس مرسي والإخوان ينزلون ليلا إلى الشوارع ويلقون الزبالة، أم غيرهم، لكن الذي يعرفه غزلان قبل غيره، ان هذه المشاكل كانت متفجرة وبعنف أشد في عهد مبارك، هي ذاتها، ولا جديد، ولم يتهم النظام وقتها المحظورة او الناصريين أو محمد البرادعي بأنهم الذين يفعلون ذلك لإفشال برنامج جمال مبارك'.
    إفساد في الأرض؟ أهؤلاء هم الذين سيحافظون على الديمقراطية وتداول السلطة؟! ألم يكن من الأولى أن يرسل مكتب الارشاد الى الرئيس بهذه المعلومات ويطلب منه إقالة حكومة الإفساد في الأرض؟

    معارك الصحافيين حول
    منع وراثة الاخوان الحزب الوطني

    وإلى زملائنا ومعاركهم المشتعلة لعدة أسباب، وهي المحاولات المستميتة التي يبذلها الإخوان المسلمون بواسطة مجلس الشورى ورئيسه الإخواني الدكتور احمد فهمي للسيطرة على المؤسسات القومية بعدة حيل أحدثت انقساما في الوسط الصحافي واستنفار الأغلبية الساحقة من الصحافيين فيها ضد محاولة الجماعة وراثة الحزب الوطني في السيطرة، بدلا من وضع نظام يضمن استقلال هذه المؤسسات العامة، عن الدولة وعن أي حكومة، بحيث تكون عاكسة لكل التيارات، وتخليصها من مشاكلها المالية العويصة، وإعادة دراسة الاقتراحات السابقة والمقدمة من سنوات طويلة مضت باستلهام تجربة هيئة الإذاعة البريطانية بالنسبة للإذاعة والتليفزيون الحكومي وتجربة صحيفة 'لوموند' الفرنسية بالنسبة للصحف القومية.

    تكذيب السفارة الأمريكية للإخوان

    ولكن الإخوان يريدون وراثة كل شيء وكأنهم يظنون أنفسهم حزباً وطنياً جديدا، وللأسف - فان زملاء عديدين ارتموا تحت أقدامهم عارضين خدماتهم عليهم، وبدأوا حملات نفاق غير لائقة وكأن رئيس الجمهورية الحالي غير معرض لخسارة منصبه في أي انتخابات قادمة، وكأن أكثرية الإخوان دائمة ولن تقذف بهم أي انتخابات قادمة الى صفوف المعارضة، بالإضافة الى ان عددا من قادة الجماعة ارتكبوا أفعالا قال عنها يوم الأحد زميلنا في 'اليوم السابع' وائل السمري بعد أن ضحك لمدة خمس دقائق فقط لا غير: 'حالة من الضحك انتابتني وأنا أقرأ الخبر الذي كذبت فيه السفارة الأمريكية نفي الإخوان واقعة زيارة وفد أمريكي لمقر مكتب الارشاد بالمقطم، مؤكدة ان الزيارة صحيحة، والواقعة حدثت بالفعل والوفد زار مكتب الإخوان لمناقشة بعض الجوانب الاقتصادية في برنامج مرسي'.
    وقال وائل: 'ما ذنب جريدة نشرت تصريحاً لواحد مثل الدكتور محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين ينفي زيارة الوفد الأمريكي في ان يتهمها القارىء بالكذب في حين ان مصدر الخبر هو الكاذب، نعم نريد أن نطهر الإعلام من الإعلاميين الذين لا يراعون ضمائرهم، لكن قبل ان نظهر الإعلام علينا ان نطهر الوسط السياسي من السياسيين الكذابين الأفاكين الذين يستسهلون الكذب لينجيهم من فضائحهم الأخلاقية والسياسية، ولنبدأ مثلا بالدكتور محمود حسين الذي ثبت كذبه ببيان السفارة، أو فلنبدأ بالشيخ علي ونيس الذي حكمت المحكمة بإدانته لأنه كان يكذب ويكذب الإعلاميين الذي هجموه بعد فضيحته'.

    تطهير الإعلام من الذيول

    ولم يكتف وائل بذلك، وانما قال بعد ان فاض وزاد غيظه من الإخوان وإدعاءاتهم ضد الإعلام: 'العجيب أن يتهم الإخوان كل وسائل الإعلام العاملة منذ سنوات بالكذب والتضليل وهي التي استضافتهم وعرضت آراءهم وصنعت رموزهم قبل الثورة، وان صدقت النية وصح العزم على تطهير الإعلام من الفلول فيجب أيضا ان نطهره من الذيول الذين اصطنعتهم الجماعة وتأخذ على عاتقها شن الحرب على وسائل الإعلام او الأحزاب والتيارات السياسية التي تختلف مع الإخوان مرددة شائعات ومفبركة الأكاذيب عن العاملين بالعمل العام والمهتمين بالحراك السياسي داخل البلد'.

    صحافي يطالب الرئيس بضرب
    وتعذيب مهاجميه كما فعل مبارك

    ولم يكد وائل ينتهي من كلامه وتعهده بنشر أسماء بعض من يهاجمون من يختلف مع الإخوان، حتى صاح زميلنا في 'الأهرام' شريف العبد قائلا في نفس اليوم والشرر يتطاير من عينيه نحو وائل: 'هؤلاء المتطاولون لا هدف لهم سوى إجهاض الثورة، لقد أصيبوا بالإحباط والصدمة بمجرد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، كان كل أملهم ان تلحق الهزيمة بالرئيس مرسي فإذا به يحقق الفوز، وإذا بهم منذ ذلك الحين لا شاغل لهم سوى ان يهدموا المعبد على رؤوس من فيه، امثال هؤلاء لا يجدي معهم التسامح، ويبدو أن الاسلوب الذي كان يتبعه مبارك هو الامثل، انهم لا يهاجمون مرسي، لا لشيء سوى التباهي بشجاعتهم الزائفة وإقدامهم وجسارتهم المزعومة وهم جميعاً الذين لم نسمع لهم صوتاً طوال سنوات مبارك السوداء، ويحسب له انه استخدم معهم الاسلوب العملي الملائم ليظلوا صامتين على مدى ثلاثين عاما بالتمام والكمال، فلم نجد أحدا منهم يجرؤ ان يوجه انتقادا الى مبارك، ولو فعل فالنتيجة معروفة مسبقا، لن يذهب الى بيته، ولن يرى أبناءه، ولن تقم له قائمة ويغيب ولا أحد يعرف عنه شيئاً، تماما مثلما حدث مع زميلنا رضا هلال - وحينما يأتي إلينا حاكم عادل يؤمن بالديمقراطية ويحرص على سماع الرأي الآخر ويفتح ذراعيه لكل نقد، ولا هدف له سوى إصلاح ما أفسده الدهر، حينما يأتي هذا الحاكم يتسابق هؤلاء المتطاولون دون مبرر بفتح نيرانهم عليه بحثا عن الشهرة والانتشار'.
    أي ان زميلنا شريف العبد يحرض الرئيس على تعذيب واضطهاد زملائه الصحافيين مقلدا مبارك، والحقيقة ان كل كلامه غير صحيح، ذلك ان هناك كثيرا من الصحافيين هاجموا مبارك وابنيه وزوجته وأركان حكمه ونظامه في صحف عديدة، خاصة 'صوت الأمة' و'الوفد' و'الأهالي'، و'العربي' و'المصري اليوم'، وبألفاظ عنيفة، وقنوات خاصة، دريم استضافت خصومة وتلقى صاحبها احمد بهجت تهديدات عديدة ومنهم استاذنا الكبير محمد حسنين هيكل، كما ان مقدمة البرامج منى الشاذلي استضافت مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع بعد انتخابه وتعرضت لهجمات ومطالبات بعزلها، وزملاء تعرضوا للضرب والسحل، مثل أصدقائنا الإخواني محمد عبدالقدوس وحمدين صباحي وعبدالحليم قنديل وهو أول من طالب بمظاهرة ضخمة تسقط مبارك، وتعرض لاعتداء إنسان رخيص، اما اختفاء رضا هلال فلا اعرف لماذا لا يطالب الرئيس بفتح ملفه، مع ملاحظة انه لم يكن من خصوم النظام.

    مهاجمة المجلس العسكري تأييدا للرئيس

    وكان داعية إلى - والعياذ بالله - التطبيع مع إسرائيل، وكل ما تسرب انه تحدث في جلسة عن أسرة مبارك، وأقوال أخرى عن علاقة مع زميله، وبمناسبة الدعاة الى والعياذ بالله فقد واصل احد دعاته في 'الأهرام' وهو زميلنا حازم عبدالرحمن أحد مديري تحريرها، تأييده للرئيس ومهاجمة المجلس العسكري بقوله عن المشير طنطاوي دون ذكر اسمه: 'قال القائد الكبير ان القوات المسلحة لن تسمح لجماعة معينة أو فصيل بأن يسيطر على البلاد، والأرجح ان المقصود هي جماعة الإخوان المسلمين، وفي الحقيقة فإن الوجه الوحيد الذي يمكن على أساسه فهم هذا القول وقبوله ان تكون الجماعة مسلحة تسعى لهذه السيطرة بقوة وعنف القتال، ففي هذه الجماعة تنتفي الصفة السياسية لهذه الجماعة، ويصبح قتالها واجبا، أو أن تكون هذه الجماعة مما يطلق عليه في أوروبا والولايات المتحدة بالجماعات النازية والفاشية والعنصرية، فالتجربة التاريخية لهذه البلاد تقول ان النازيين ونظراءهم ما ان يتولوا السلطة حتى يشعلوا الحروب والصراعات الدامية التي تدفع ثمنها الشعوب الآمنة المغلوبة على أمرها، والواقع ان كل هذا لا ينطبق على جماعة الإخوان المسلمين أو الأحزاب السلفية'.
    وعلى العموم فقد كان في انتظار شريف وحازم زميلنا الرسام بمجلة 'صباح الخير'، خضر، يرسم عن مندوب للتليفزيون، يسأل بعض السيدات:
    - ايه الانتقادات اللي تحبوا توجهوها للريس، فقلن جميعا في صوت واحد:
    - دمه تقيل كدا، ودقنه بيشووووك.

    الأزهر طلب مصادرة كتاب
    سيد قطب وناصر رفض

    ونتوقف مؤقتا عن سرد اعترافات المرحوم سيد قطب لخالد الذكر، عن قصة التنظيم، وهي حقائق دامغة اعتقد ان الإخوان وغيرهم الذين قبلت ضمائرهم الكذب والترويج لأكاذيب ان النظام كان يحارب الإسلام في أشخاصهم ويضطهدهم، لتمسكهم بالإسلام وحوّل مصر الى معتقل أو سجن كبير سجن فيه الشعب، عليهم الاعتراف بما فعلوه، لأن الحقائق ثابتة، ثم بعد ذلك فليقولوا ما شاء لهم من آراء، فهذا حقهم، ولكن ما ليس من حقهم ان يكذبوا ويحتموا بالإسلام والله، وان الحقائق المجردة ملك للناس جميعا، والاعتراف بها احترام للنفس وللغير، ونتوقف لنفسح لشهادة أخرى لصديقنا وسكرتير عبدالناصر للمعلومات، سامي شرف عن كيفية كشف تنظيم 1965، قال في مقال له بمجلة المصور: 'كانت نقطة البداية في الكشف عن التنظيم الإخواني هي رصد بعض مجموعات التنظيم الطليعي في محافظة الدقهلية نشاطاً لعناصر من الإخوان أخذ شكل جمع تبرعات قيل انها لعائلات غير القادرين منهم، لكن اتضح ان هذه التبرعات بعد متابعة هذا النشاط كانت تستهدف تجنيد عناصر جديدة ليس لها تاريخ سابق في جماعة الإخوان، أو في سجلات أجهزة الأمن، وتبين بعد ذلك ان هذا النشاط لا يقتصر على محافظة الدقهلية وحدها بل تبعه عدد من المحافظات الأخرى.
    والحقيقة ان الرئيس عبدالناصر عندما تلقى معلومات التنظيم الطليعي طلب تأكيدها عن طريق أجهزة الأمن التي لم يكن لديها بعد مؤشرات عن هذا النشاط، وبناء على ذلك شكلت مجموعة عمل خاصة من شعراوي جمعة وسامي شرف وحسن طلعت لتلقي المعلومات وتحليلها، كما تم التنسيق مع شمس بدران فيما يتعلق بالقوات المسلحة، وبعد اجراءات التنسيق التي تولت المتابعة بشكل جدي ودقيق ورصد كل تفصيلاته، وكان كتاب سيد قطب 'معالم على الطريق' قد صدر لكن مشيخة الأزهر الشريف طلبت مصادرة الكتاب لما يحويه من أفكار جديدة مستوردة ومستوحاة من تعاليم أبو الأعلى المودودي الباكستاني، وبعبارات مختصرة فقد قام فكره على تكفير الحاكم والمجتمع وتغريبه بما يشمل استباحة التخلص من الأنظمة التي لا تتماشى في الحكم مع هذه التعاليم والمبادىء، وبعد إطللاع الرئيس عبدالناصر على الكتاب طلب السماح بطبعه وتداوله في سوق الكتاب مع المتابعة بالنسبة لتوزيعه، وقد ثبت ان الكتاب قد أعيد طبعه في أربع طبعات على مدى قصير وبدون إعلان أو دعاية للكتاب، وعندما قدم التقرير الى الرئيس كان قراره وتحليله انه مع تزايد التوزيع وإعادة الطباعة فهذا يعني شيئاً واحدا فقط هو ان هناك تنظيما وراء هذا العمل.

    الشخص الذي يحمل مسدسا في الازهر

    وبدأت أجهزة الأمن تتابع هذا النشاط بالنسبة للمشترين والموزعين ومن يحصلون على الكتاب، وكان هناك أيضا وفي الوقت نفسه تكليفات للتنظيم الطليعي بمتابعة هذا الموضوع جماهيريا وسياسيا، وكانت كل البيانات تجمع وتعرض على اللجنة الخاصة التي تولت تحليلها، وحدث انه أثناء قيام الرئيس جمال عبدالناصر بزيارة الجامع الأزهر في شهر أغسطس 1965 اكتشف وجود شخص يحمل مسدساً ويندس بين صفوف المصلين وكان ذلك قبل وصول الرئيس فقبض عليه وبدأ التحقيق معه'. هذا جزء مما كتبه سامي، واللجنة الخاصة المشكلة منه ومن المرحوم شعراوي جمعة وكان وزيرا للداخلية وأمينا للتنظيم داخل تنظيم الاتحاد الاشتراكي، والمرحوم حسن طلعت كان مديرا لمباحث امن الدولة، وفي حقيقة الأمر، فلا علم لي بحكاية الإحساس بالنشاط الإخواني من جانب التنظيم الطليعي داخل الاتحاد الاشتراكي، خاصة في محافظة الدقهلية، وعدم وجود المعلومات لدى أمن الدولة لكن الملاحظة هنا ان كتاب المعالم صدر في مصر وسيد قطب في السجن وأفرج عنه بعدها.
    وتم عرض الكتاب في بعض الصحف وفي إذاعة القرآن الكريم، وأشار إليه صديقنا الكاتب الإخواني الراحل محمد عبدالله السمان، وهو نفسه الذي كتب عن ذلك، كما ان سيد قطب وكما حكي بنفسه في رسالته لعبدالناصر، تمتع بعد خروجه بحرية حركة، أي لم تكن هناك شكوك جدية في وجود التنظيم، أو اتضحت معالمه بشكل دقيق.
    وغدا الجزء الأخير مما قاله سامي شرف.


    ------------------

    اسلامي مصري يطالب الرئيس محمد مرسي بالوفاء بوعده بإغلاق ملف السجناء السياسيين

    2012-07-24



    لندن ـ 'القدس العربي': أرسل الإسلامي المصري ياسر السري والصادر ضده ثلاثة أحكام غيابية من محاكم عسكرية تتراوح بين السجن والإعدام رسالة إلى الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي هنأه فيها بانتخابه رئيساً وبمناسبة شهر رمضان وأهاب به أن يفي بوعده بإغلاق ملف السجناء السياسيين ضحايا مبارك ونظامه
    وناشد السري الرئيس مرسيس سرعة الوفاء بالوعد وإصدار قرار عفو عام شامل، وكان الرئيس المصري محمد مرسي قد تعهد في خطابه الذي ألقاه بميدان التحرير، وأدى فيه اليمين أمام مئات الآلاف من المتظاهرين في ميدان التحرير، بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن، المعتقل بالولايات المتحدة، وكذلك الإفراج عن معتقلي الثورة، والمدنيين أمام المحاكم العسكرية.
    وعرض السري في رسالته على الرئيس مرسي أن يفطر في مدينة السويس معه والسجناء على شرف الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس إذا لم يحظى بالإفطار مع مرسي حيث قال 'فهل أحظى وإخواني السجناء بالإفطار في هذا الشهر المبارك معكم أو مع الأهل في مصر أو أدعوك للإفطار معنا وفضيلة الشيخ المجاهد الوالد الحاج / حافظ سلامة بالسويس؟'.
    وأضاف 'فلا يصح أن يسقط النظام الفاسد ويظل ضحاياه السياسيين في السجون' .
    وذكر 'أعلم حجم المسئوليات الملقاة على عاتقكم - أسأل الله أن يعينكم عليها ويقويكم ويسدد خطاكم- ولكن من الأولويات أن تبادروا بإصلاح ما أفسده مبارك ونظامه البائد لتجدوا رجالاً مخلصين بجواركم يعينوكم ويشدوا من أزركم لمواجهة قوى الشر التي ما زالت متغلغلة في مؤسسات الدولة العميقة'.
    وفيما يلي نص الرسالة التي حصلت شبكة المرصد الإخبراية عهلى نسخة منها :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سعادة الدكتور / محمد مرسي' ' ' رئيس جمهورية مصر العربية' - حفظه الله -
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .' كل عام وأنتم بخير وبعد ،،،
    بأسمى آيات التهاني الممزوجة بالشكر لله العلي القدير الذي منّ على الشعب المصري بالانتصار المؤزر لثورته الأبية يتقدم ياسر السري بالتهنئة لكم ولشعب مصر العظيم على اختياركم لرئاسة الجمهورية وفاءً لدماء الشهداء واختياراً للمضى قدماً فى طريق الثورة المباركة التى بدأت بتضحيات أبناء الشعب أصحاب الدماء الذكية' . . وبمناسبة شهر رمضان المبارك .
    الرئيس الدكتور / محمد مرسي
    اتقدم لكم بهذه الرسالة بالأصالة عن نفسي ونيابة عن السجناء السياسيين ضحايا مبارك أعلم أنه قد تم تسليم كشف كامل بالأسماء لكم وقد وعدتم بإغلاق هذا الملف ، ولكني أذكركم بسرعة الوفاء بالوعد وللعلم فأنا وإخواني المحكوم عليهم من الذين يقدرون دوركم ووضعكم والصعاب والمشاكل التي تواجهكم وما أكتب لكم عنه هو من الأولويات أيضاً .
    باختياركم رئيساً لأرض الكنانة فقد وقع على عاتقكم الآن استكمال مسيرة تطهير البلاد من مظاهر الاستبداد والظلم ، ومن ذلك إصدار قرار عفو عام شامل عن ضحايا مبارك ونظامه الذين يقبعون خلف جدران السجون لمعارضتهم مبارك ونظامه بين الاعدام والسجن والمحكوم عليهم المقيمين بالمنفى حتى تكتمل الفرحة بالثورة التي قام بها الشعب . .
    أنتم الآن في موقع المسئولية أمام الله عز وجل عن كل ما يجرى فى مصر ثم أمام الشعب والتاريخ . . فهل توافقون على كل ما حدث فى أيام مبارك من تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان؟ . . يمكن أن تحاججوا أمام الله بأن تلك الحقبة لم تكن مسئوليتكم . . لكنكم حالياً لن تستطيعوا فأنتم مسئولون عن كل مظلمة تحدث فى مصر سواء حدثت قبل الثورة أم بعد الثورة . . فعليكم رفع الظلم عن المظلومين ضحايا مبارك ، فهل أحظى وإخواني السجناء بالإفطار في هذا الشهر المبارك معكم أو مع الأهل في مصر أو أدعوك للإفطار معنا وفضيلة الشيخ المجاهد الوالد الحاج / حافظ سلامة بالسويس؟.
    بصفتكم رئيساً للبلاد أدعوك التزاماً منك بالأمانة الملقاة على عاتقك والإخلاص والتفاني في حماية الشعب المصري والانحياز له ورفع الظلم وإزالة الفساد وإقامة العدل والرحمة بالخلق ، ولطي صفحة الماضي المظلمة لممارسات النظام السابق ، أهيب بكم إصدار عفو عام شامل عن كل السجناء السياسيين المحكومين بالمحاكم الاستثنائية ( العسكرية أمن الدولة عليا طوارئ ) في ظل النظام السابق وكذلك المحكوم عليهم غيابيا خارج البلاد. . حتى يسجل لكم في سجلات التاريخ وصفحاته المشرفة . . والأهم سجلات حسناتكم عند الله . . صحائف أعمالكم التي تحصي أعمالكم وتفتح يوم لا ينفع مال ولا بنون يوم العرض على الله .
    فلا يصح أن يسقط النظام الفاسد ويظل ضحاياه السياسيين في السجون ، ولقد كان أحد عوامل سقوط النظام السابق دعاء المظلومين عليه والذين لا يزالون يدعون إلى الآن حتى يخرج ابنائهم من السجون .
    أعلم حجم المسئوليات الملقاة على عاتقكم - أسأل الله أن يعينكم عليها ويقويكم ويسدد خطاكم- ولكن من الأولويات أن تبادروا بإصلاح ما أفسده مبارك ونظامه البائد لتجدوا رجالاً مخلصين بجواركم يعينوكم ويشدوا من أزركم لمواجهة قوى الشر التي ما زالت متغلغلة في مؤسسات الدولة العميقة.
    سيحفظ لكم التاريخ قيامكم برفع الظلم عن المظلومين وخاصة السجناء والمحكوم عليهم المعارضين السياسيين الذين كانوا سباقين في التعبير عن إرادة الشعب المصري لإزاحة نظام مبارك الذي قام نظامه بحرب شعواء على السياسيين والمعارضين مستخدماً قانون الطوارئ والمعتقلات والتعذيب والاعتقال التعسفي والحرمان من المحاكمة أمام القاضي الطبيعي والاستعانة بالقضاء العسكري الذي أصدر أحكاماً قاسية بالإعدام ومدد السجن الطويلة .
    مما لا يخفى عليكم أن محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية تُعد انتهاكاً للحق فى محاكمة عادلة ومنصفة أمام القضاء الطبيعي . . إن عدم إلغاء الأحكام العسكرية ضد ضحايا مبارك واستمرار سجنهم أو إعادة محاكمتهم أمام محاكم عسكرية أو مدنية الآن هو إهانة للثورة التي قامت في الأساس ضد قمع الحريات وضد التعامل مع الشعب بقوانين استثنائية تنال من حقوقهم .
    سعادة الدكتور / محمد مرسي رئيس الجمهورية
    أعانك الله ، وتذكر إخوانك السجناء . . كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم . .
    احيطك علماً ان العبد لله وهؤلاء السجناء السياسيين أصحاب الأيادي المتوضئة أول من عارضوا وثاروا على مبارك ونظامه ونحن ضحايا مبارك ، لذا واجب أن يتم اصدار قرار عفو عام شامل وفوري عن السجناء السياسيين في الداخل والخارج فالمحكوم عليهم من الإسلاميين ليسوا بأقل ممن أصدر المجلس العسكري عفواً عنهم وصادر ضدهم أحكام عسكرية نهائية.
    بناءً على ما سبق أطلب منكم التكرم بإلغاء كل الاحكام العسكرية والاستثنائية الجائرة الصادرة بحقي وحق كافة المحكوم عليهم والوارد اسماؤهم أدناه واسقاط' كل ما ترتب عليها من آثار' . . هناك قرارات لا تكلف كثيراً ولكن تأثيرها كبير على ثقة الشعب والثوار فى حسن إدارتكم للبلاد ولبعض الملفات العالقة والتي منها استمرار ضحايا مبارك في السجون بناء على أحكام محاكم استثنائية ، فطوبى لمن أجرى الله الخير على يديه .
    رحم الله رجلا كان مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر ، ولقد اختاركم الشعب وبقى لكم أن تنحازوا إلى الثورة وتتبنوا تحقيق أهدافها والتي منها رفع الظلم عن المظلومين ، ولكم مني ومن كل الثوار السابقين والحاليين كل التقدير.
    في الأخير : أسأل المولى تبارك وتعالى أن يوفقكم إلى ما يحبه ويرضاه وما فيه صلاح البلاد والعباد .
    وأدعو الله تعالى أن يعينكم على هذا التكليف الشاق والأمانة الثقيلة التى ألقيت على كاهلكم' ، وأن يهيئ لكم بطانة صدق ومشورة حق تُعينكم على آداء الواجب والمسئولية الثقيلة على عاتقكم نحو البلاد والعباد.
    وأسأل الله أن تعود لمصر قيادتها وريادتها . . وتعود مصر واحة من الامن والامان والعز.
    حفظ الله مصر وشعب مصر ورحم شهداء مصر الأبرار . . اللهم اجعل مصر بلداً آمناً مطمئناً ، سخاءً رخاءً.
    مقدمه عن نفسه :
    ياسر توفيق علي السري المملكة المتحدة
    ونيابة عن
    رفاعي أحمد طه' موسى' - سجن العقرب' ' ' ' ' ' ' ' عثمان خالد إبراهيم السمان- سجن العقرب
    مصطفى أحمد حسن حمزة' - سجن العقرب' ' ' ' ' ' أحمد سلامة مبروك عبد الرازق- سجن العقرب
    عادل عبد المجيد عبد الباري- المملكة المتحدة' ' ' ' محمد زكي محجوب كندا
    ياسر كامل ألمانيا' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' محمد زين ألمانيا
    وجدي عبد الحميد غنيم قطر' ' ' ' ' ' ' وآخرون . .
    الثلاثاء 05 رمضان 1433 هـ الموافق 24 يوليو 2012 م

                  

07-25-2012, 10:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    مذبحـــــة الصـــحافة



    24/07/2012 10:19:19 م




    يكتبها اليوم‮:‬ جمال الغيطانى






    خلال ساعات تبدأ أخطر مأساة في مسار الصحافة المصرية، الاخونة، ثم يعقبها القضاء والشرطة ثم.. الجيش..
    ساعات وتعلن نتائج عمل اللجنة المشكلة بقرار من رئيس مجلس الشوري الدكتور أحمد فهمي لتحديد رؤساء التحرير، اللجنة مشكلة برئاسة مهندس مغمور، كان يشرف علي نشرة متواضعة تصدر عن نقابة المهندسين، تلك علاقته بالصحافة والصحفيين، هذا المجهول للمهنة يتولي تنفيذ إرادة حزب الحرية والعدالة. أي الإخوان المسلمين، ويقوم بترشيح ثلاثة لكل منصب من الخمسة وخمسين، بعد منح كل منهم درجة من عشرة مثل تلاميذ الحضانة ثم يرفع الأمر إلي الدكتور أحمد فهمي الذي يرأس لجنة غامضة تتولي اختيار رؤساء التحرير لخمسة وخمسين مطبوعة منها كبريات الصحف القومية، بالتحديد الأخبار والأهرام، وهما الهدف الحقيقي لهذه التغييرات، وللوضوح أكثر الهدف الحالي لجماعة الإخوان التي تصدر التعليمات من المقطم، مركز الإدارة الحقيقي لمصر الآن. مطلوب بالتحديد أكثر التخلص من ألمع رئيس تحرير في مصر الآن، ياسر رزق الذي رفع توزيع الأخبار أكثر من أربعة أضعاف، وأدخل إلي خزينة دار أخبار اليوم عشرات الملايين من الجنيهات، وقد عرضت عليه فرص عديدة في الصحافة المستقلة ، احداها كانت بمرتب يبلغ ستة أضعاف ما يتقاضاه من أخبار اليوم واعتذر أيضا مستهدف الأستاذ محمد عبدالهادي علام الذي تشهد معه الأهرام مرحلة من الرصانة والرؤية، وانني أحكم علي الأهرام من موقعي كقارئ أحرص علي مطالعتها الآن بأكثر من عين. الأولي للاحاطة والثانية للمنافسة. أما معرفتي الشخصية برئيس التحرير فتؤكد مهارته المهنية العالية، ولكن ما أعرفه عنه أكثر، ثقافته الرفيعة، اذ انه من كبار المثقفين في مصر، ليس من عادتي ان أكتب عن رؤساء التحرير الذين أعمل معهم رغم قربي الشخصي من بعضهم،

    أخص بالذكر الأساتذة الأجلاء موسي صبري وسعيد سنبل (رحمهما الله) وجلال دويدار أطال الله عمره، انني حساس جدا تجاه ما أبديه تجاه رؤساء التحرير، ومن النادر ان ألقاهم إلا لضرورة، غير انني في اليوميات مضطر إلي الافصاح وشهادتي يدعمها كبار رجال المهنة في مصر. إن ياسر رزق من ألمع رؤساء التحرير في تاريخ الصحافة المصرية، موهوب من جميع الزوايا، ليس مهنيا رائعا فقط، ولكنه ديموقراطي بالفطرة. علي درجة عالية من الحكمة، يعرف أقدار الناس. مثقف، ولو ان أساتذة المهنة الكبار، مصطفي وعلي أمين، التابعي، محمد حسنين هيكل، في مواقع المسئولية الآن لبذلوا الجهد لضمه إلي ما يتبعهم، هكذا كانوا يختارون الصحفيين في الماضي. بالكفاءة، بالمهارة، بالتكوين، هكذا تم اختيار محمد حسنين هيكل وهو في الرابعة والعشرين من عمره، لم يطلب منه أحد السي ڤي، بالمناسبة طالب المهندس رئيس المجلس بحل المجلس الأعلي للصحافة لرفضه بالاجماع لتدخل اللجنة التي ستصبح سبة في تاريخ المهنة، بحيث تتجاوز في أدائها ال########، لجنة محمد عثمان اسماعيل التي أعدت قوائم تضم مائة وأربعة من أنبغ كتاب مصر. أولهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف ادريس، كان ذلك عام ثلاثة وسبعين، وكان من اسوأ القرارات التي اتخذها الرئيس السادات في عهده،


    لكنه صححه قبل الحرب بأسبوعين، وهنا يجب أن أسجل للنقابة التي تسقط الآن تحت سنابك الإخوان وأحذيتهم، أسجل موقفها في الدفاع عنا عندما فصلنا محمد عثمان اسماعيل بتعليمات من السادات، تماما كما يقوم الآن هذا المجهول من الصحافة والصحفيين، والذي يرشح ويمنع، ويظهر في القنوات التليفزيونية. الحمد لله ان رمضان أراحنا من برامج التوك شو التي كان ضيفا مستمرا عليها، وخلال أحاديثه تطاول علي الصحافة والصحفيين. طالبا سيادته بحل المجلس الأعلي للصحافة لأنه لم يعد مناسبا بعد الثورة، مع ان المجلس تم تشكيله بعد الثورة، ولكن كم من الجرائم ترتكب باسم ثورة يناير المغدورة ، وما سيأتي أفظع، انه قضم الإخوان للدولة جزءا، جزءا، اليوم الصحافة وغدا القضاء، أما الهدف الرئيسي الذي ربما كان السبب الاساسي في مجيئهم إلي الحكم. فهو تصفية الجيش المصري وتسريحه، تماما كما قام أعداء مصر بتصفية جيش محمد علي بعد موقعة نفارين، عام ٠٤٨١، وكما قام الإنجليز بتصفية جيش عرابي بعد تمكنهم من احتلال مصر، خلال ساعات تعلن الأسماء المختارة من مركز حكم مصر في المقطم، والدلائل كلها تشير إلي مذبحة ستكون علامة سوداء في تاريخ المهنة.


    مواقف في اللجنة


    أول أمس أرسل الأستاذ صلاح منتصر وهو من حكماء المهنة وليس من شيوخها فقط، وقد ألمح في حواراتي معه أخيرا إلي الهول الذي يواجهه وما ينتظر الصحافة، ويبدو انه وصل إلي اللحظة المستحيلة، التي لا يستطيع بعدها أن يستمر، أرسل استقالته إلي رئيس مجلس الشوري من اللجنة، التي يرأسها المهندس الذي دفعت به المقادير إلي موقعه. وإذا كان موقف الأستاذ صلاح متسقا مع قامته وتاريخه ودوره. فإن ما أذهلني موقف الزميل رجاء الميرغني صاحب السجل المشرف في نقابة الصحفيين، لقد بدا متطابقا تماما مع موقف الإخوان طبقا للمعلومات التي تسربت من اللجنة، وقاد حملة الهجوم ضد الرؤوس المطلوب قطعها، لقد اتخذ بعض رؤساء التحرير ممن لديهم الاحساس بالكرامة موقفا يحافظ علي شرفهم المهني، ألا يتقدموا إلي لجنة المعايير، وهنا رأي صلاح منتصر ان الصحافة ستخسر فاقترح حلا وسطا، ان يتقدم رؤساء مجلس الإدارة بأسماء الزملاء. هكذا جري بالنسبة لياسر رزق، ومحمد علام، ولكن الأستاذ رجاء وقف محتجا، قائلا: »اشمعني.. هما علي راسهم ريشة..«، أما الاسم الآخر الذي أذهلني بانحيازه إلي رؤية الإخوان طبقا لما تسرب من مناقشات اللجنة فهو الصحفية المخضرمة هدايت عبدالنبي المحررة الدبلوماسية القديمة بالأهرام، وبالتأكيد كانت يوما من علامات المهنة، ولكنها اختفت منذ سنوات طويلة لتظهر في هذه اللجنة داعمة لرؤية الإخوان التي تستهدف الاطاحة برؤساء تحرير ناجحين، وقد ثبت نجاحهم معنويا وماديا، فالنجاح في الصحافة ملموس، ملموس في أرقام التوزيع، في اقبال المعلن، في مستوي الصحيفة واقبال القارئ، المطلوب من خلال هذه اللجنة اختيار تابعين للإخوان الساعين لإحكام قبضتهم علي المؤسسات القومية، ومنها بالطبع صحف دار الهلال العريقة، خاصة المصور التي تقترب من مائة عام. والهلال التي تجاوز عمرها المائة وعشرين عاما، هذه الصحف تترنح، ويبدو ان ثمة أيدي خفية تدفع بالدار إلي الافلاس تمهيدا لشراء مليارديرات الإخوان لها.
    أعود إلي الزملاء المحترمين، ذوي التاريخ الطويل، المعينين في لجنة المعايير، ان وجودهم كان يستخدم للتغطية علي أعمال اللجنة، وكلما ارتفع صوت بالرفض يجيء الرد من أحدهم. »اللجنة فيها صحفيين كبار..«، كان وجود الصحفيين وعددهم بالتحديد أربعة من أربعة عشر مقلقا للجماعة الصحفية، ولكن المفزع بالنسبة لي تحول مواقف البعض إلي النقيض من مصلحة الصحافة والصحفيين. ودفعهما الأمور في اتجاه المذبحة، ربما كان لكل منهما أسبابه وظروفه، لكن يجب أن تكون المواقف واضحة جلية.
    أربعة عشر عضوا. انقسموا إلي مجموعتين. سبعة ممالئين لما تريده جماعة الإخوان، الفريق الثاني من سبعة أيضا، لكنهم كانوا أكثر موضوعية، يضم اثنين من حزب النور، أحد أعضاء حزب الحرية والعدالة، اخواني ذو ضمير حي، الأستاذ مجدي المعصراوي، الدكتور أيمن المحجوب، صلاح منتصر، الدكتور محمود علم الدين وهو علي النقيض من أساتذة إعلام آخرين مشاركين كانوا يبذلون الجهد لارضاء توجه حزب الحرية والعدالة.
    الطريف ان كل عضو وضع أرقاما لكل رئيس تحرير، ياسر رزق مثلا حصل علي تسعة من عشرة، أحد الزملاء من أبناء المهنة انتقم منه فمنحه اثنين من عشرة، بدا ذلك متناقضا مع الآخرين، هذا لم يحدث في تاريخ أي صحافة ولا في ظل أي وضع شمولي أو ديموقراطي، أما النقيب الذي التقي الرئيس مرسي، وكلاهما علي نفس الهوي، فقد كان همه طبقا لما نشر عن المقابلة، تطهير الصحافة بالبدء بحل المجلس الأعلي للصحافة للتخلص من المناوئين، خاصة المعينين، هذا ما سعي إليه نقيب الصحافة في مصر الذي من المفروض أن يتجرد ويدافع عند الضرورة عن المتفق والمختلف معه فكريا، لكن ضآلة رؤيته، وعدم اتساقه مع مكانة النقيب، أدت به إلي اجراء لعله الأول من نوعه في تاريخ النقابة، لفت نظر النقيب، والاجراء جاء من مجلس النقابة في اجتماعه الأخير، لقد كنت أول من أثار وضع الصحف القومية في أول جلسة للمجلس الأعلي للصحافة في حوار مباشر وحاد مع رئيس مجلس الشوري، (بالمناسبة ولمعلومات رئيس لجنة المعايير، ان المجلس يتساوي مع الشوري، فكلاهما صادر بقرار جمهوري، يشتركان فقط في رئاسة واحدة، وهذا استثناء وليس قانونا، هذه المعلومات للمهندس رئيس المعايير، وواضع الأرقام التي ترفع وتخفض مثل طلبة المدارس لأنجح رؤساء تحرير في العالم العربي). لقد طالبت في الجلسة الأولي بفصل الصحافة عن مجلس الشوري، وتكوين مجلس وطني من الصحفيين فقط يتولي أمور الصحافة القومية والخاصة، والحق ان رئيس مجلس الشوري في الاجتماع الأخير وافق علي ما اقترحته في الجلسة الأولي بعد اتخاذ اللجنة الخاصة برئاسة مصطفي بكري قرارات محددة تطالب بوقف أعمال لجنة المعايير، وإدانة تصريحات رئيسها المتطاولة علي المهنة، وقد نشر ذلك في الصحف، لقد طالبت بتشكيل لجنة تعمل من أجل فصل الصحافة تماما عن الشوري بحيث يتولي الصحفيون شئون أنفسهم وحتي لا يصبح الأمر مجرد تصريحات منشورة فقط، ان الصحافة علي وشك تحولات خطيرة إذا ما مر مخطط الإخوان، ومما يتجاوز حدود المأساة مواقف بعض الصحفيين، في اتخاذ مواقف ممالئة لهدف الجماعة الذي يستهدف تولية الموالين لها، وخاصة الأخبار، ثم الأهرام.
    توصيات من اجل الحرية
    الاربعاء
    انتهي مؤتمر حقوق الفكر والابداع الذي عقد في المجلس الاعلي للثقافة الي التوصيات التالية:
    ١ - الاهتمام بضم جماعات من الشباب الي اللجنة لقدرتهم علي التواصل مع الأجيال الجديدة.
    ٢ - زيارة وفد من اللجنة والمثقفين وجماعات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية الي السويس للتعزية في وفاة الشهيد، الطالب أحمد حسين عيد، وللتضامن مع الحريات، وإعلان الوقوف ضد الارهاب الفكري وقمع الحريات.
    ٣ - دعوة المثقفين والمفكرين والمبدعين والمشتغلين بالانشطة وثيقة الصلة (صناعة السينما - السياحة - الطلاب والاكاديميين - الفنون الشعبية -.....) للإعداد لتظاهرة كبري في أحد الميادين الاساسية: التحرير - عابدين - طلعت حرب، لإعلان موقف موحد ضد الاعتداء علي الحريات.


    ٤ - التحرك السريع لعرض موقف المثقفين المصريين من المشاركة في صناعة الدستور الجديد، بعد أن تم تجاهلهم تماماً في اللجنة التأسيسية للدستور، الأولي المنحلة، والثانية المستمرة رغم تكوينها بنفس التشكيلة الفاسدة.
    ٥ - البدء فوراً في إطلاق »مرصد انتهاكات حقوق وحريات الفكر والإبداع، لمتابعة عمليات انتهاكات الحريات التي بدأت تتحرك بقوة في الأيام الأخيرة، لفضح هذه التوجهات والتشهير بها علي أوسع نطاق.
    ٦ - التحرك خارج العاصمة الي المحافظات والمناطق العشوائية والمحرومة والفقيرة، لكونها المناطق الأكثر حاجة لهذا الجهد الآن.


    ٧ - دفع عناصر من المثقفين والمبدعين الي انتخابات مجلس الشعب لضمان التعبير عن هذا القطاع المهم، وعرض مطالبه، والدفاع عنها، والدفع باتجاه تحقيقها.
    ٨ - دعوة المثقفين والمبدعين لانشاء قناة تلفزيونية ثقافية مستقلة، تطرح افكارهم وتدافع عن حرياتهم وقضاياهم.
    ٩ - التضامن مع الصحفيين في رفض وصاية مجلس الشوري علي المؤسسات الصحفية.
    ٠١ - المطالبة بالافراج الفوري عن كل المعتقلين بالسجون المصرية في قضايا الرأي.
    ١١ - ان تكون هناك فقرة بالدستور المصري تتعلق بحماية الآثار والاضرحة.
    ٢١ - تحميل رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي المسئولية الجنائية والأدبية والدولية ضد أي مساس بالاثار المصرية أو الاضرحة: لانها تمثل جزءاً من تراث مصر الحضاري واقتصادها المادي والرمزي، فضلا عن كونها جزءاً من تراث الانسانية.
    ٣١ - دعوة المثقفين المصريين لصياغة مشروع ثقافي متكامل.
    ٤١ - التأهيل والتثقيف السياسي للمثقفين الذين سينضمون للعمل السياسي في الميادين.
    ٥١ - ان يكون لجموع المثقفين دور في اختيار وزير الثقافة، مع مراعاة أن يكون أحد الشخصيات الثقافية الفاعلة في الوسط الثقافي المصري.
    <<<
    من ديوان الشعر العربي
    قال الأمير عبدالقادر الجزائري:
    لقد حرت في أمري وحرت في حيرتي
    فأي الامور ثابت هو لي أي
    فهل أنا موجود وهل أنا معدوم
    وهل أنا ثابت وهل أنا منفي
    وهل أنا ممكن وهل أنا واجب
    وهل انا محجوب وهل انا مزي
    وهل أنا في قيد وهل انا مطلق
    ولست سماويا ولا أنا أرضي
    وهل أنا في حيز وهل عنه نازح
    وهل أنا ذا شيئ وهل انا لا شيئ
    وهل أنا ذا حق وهل أنا ذا خلق
    وهل عالمي غيب أو أني شهادي
    وهل انا جوهر وهل أنا ذا كيف
    وهل أنا جسماني أو أني روحاني
    وهل أنا ادري من أنا في هذا تحيري
    وهل أنا ذا ميت وهل أنا ذا حي
    وهل انا مجبور وهل لي خيرة
    وهل انا عالم وهل جاهل عي
    وهل فاعل انا وهل غير فاعل
    وهل قدري يقال أو انا كسبي
    وكنت أراني فاعلا ثم بعد ذا
    رأيتني فاعلاً به وذا بادي
    ومن بعد ذا رأيته بي فاعلا
    بعكس الذي قد كان والامر ملوي
    ولم يبق ذا وذا ولاذاك باقيا
    فلم يبق الا الله ماله ثاني
    فان شئت فأثبت لي النواقض كلها
    ان شئت فادفعها فنشرك لي طي
    واني حال السحق والمحو والفنا
    رجعت لاطلاقي لا رشد ولا غي
    وصرت الي حقي وربي وغيبتي
    فلا خلق لاعبد ولا شيئ كوني
    تجردت من حسي ومن نفسي راقيا
    ومن روحي حتي قيل انني قدسي
    وما لي من مثل وما لي من ضد
    فلا تطلبوا مثلا ولا تبغوا لي ضدا
                  

07-26-2012, 05:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    25qpt2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    قنديل: المشير طنطاوي وزيراً للدفاع والشاطر نائباً لرئيس الوزراء

    2012-07-25



    الرئيس المصري يجتمع مع رئيس الوزراء المكلف هشام قنديل


    القاهرة- (يو بي اي): أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري المكلَّف الدكتور هشام قنديل، مساء الثلاثاء، أن وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي سيتولى حقيبة الدفاع في الحكومة الجديدة، فيما سيتولى المهندس خيرت الشاطر منصب نائب رئيس الوزراء.
    وقال قنديل، في حساب منسوب له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) مساء الثلاثاء، "إن وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي سيتولى حقيبة الدفاع في الحكومة الجديدة، كما أنه تم التوافق مبدئياً على أن يكون المهندس خيرت الشاطر (نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين) نائباً لرئيس مجلس الوزراء".

    وأضاف "لا بد أن تتوحد كل القوى الوطنية من أجل نهضة الدولة، ولا يجب أن نخضع لانتمائنا السياسي أو الأيديولوجي أو الحزبي .. فقط مصر".

    واعتبر قنديل "أن المشكلة الأساسية للمعارضين تكمن في كل ما هو إسلامي أو يتبع الإسلام شكلاً أو موضوعاً .. أنا لست منتمياً لتيار الإخوان المسلمين".

    وكان الرئيس المصري محمد مرسي، كلف وزير الموارد المائية والري في حكومة تسيير الأعمال الدكتور هشام قنديل بتشكيل الحكومة الجديدة وهي الأولى التي يكلفها الرئيس منذ توليه الرئاسة رسمياً في 30 يونيو/ حزيران الماضي.

    وانتقدت تيارات ونشطاء سياسيون محسوبون على القوى الليبرالية واليسارية، تكليف قنديل بتشكيل الحكومة بسبب "افتقاده التاريخ السياسي، وافتقاده الخبرة المطلوبة للمنصب الرفيع".


    -------------------

    ابنا مرسي يركبان الخيل بالقصر.. حمام سباحة مغطى لزوجته.. والرئيس بمنتزه الاسكندرية في رمضان
    حسنين كروم
    2012-07-25




    القاهرة - 'القدس العربي' طبعا احتل خبر تكليف الرئيس محمد مرسي وزير الري الحالي الدكتور هشام قنديل بتشكيل الوزارة، اهتمام الصحف المصرية الصادرة امس الأربعاء، وكان اول كاريكاتير عن هذا الاختيار لزميلنا وصديقنا الموهوب عمرو سليم في 'الشروق'، وكان عن زوج وزوجته يستمعان للخبر في التليفزيون وقال لها ساخرا وهو يضحك:
    - شايفة الألوان مبهجة ازاي يا ولية في نشرات 'الأخبار'، رئيس الجمهورية دقنه بيضا ورئيس الحكومة دقنه صفرا.
    وأكد هشام ان وزارته ستكون من التكنوقراط الذين يتميزون بالكفاءة مع مراعاة التوازنات السياسية وانه لا ينتمي الى الإخوان ولحيته بسبب تدينه فقط.
    وأما الوزارات السيادية فسيتم الاتفاق بشأنها بين الرئيس والمجلس العسكري، خاصة منصب وزير الدفاع، كما واصل الرئيس اجتماعاته، واستقبل عددا من الشخصيات وقدم زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' ووكيل المجلس الأعلى للصحافة وعضو لجنة اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية التي شكلها مجلس الشورى، بعد ان لمس توجهات غير مريحة وغير موضوعية، أي الاتجاه لاختيار من ينتمون الى الجماعة او يتعاطفون معها، واستمرت الاعتصامات والاحتجاجات الفئوية ولكن بدرجة أقل، وإعلان رئيس جهاز الكسب غير المشروع المستشار عاصم الجوهري، ورئيس اللجنة القضائية المكلفة باسترداد الأموال المهربة عن اكتشاف مبلغ وقدره ثلاثمائة مليون فرنك سويسري في بنوك سويسرا تخص مبارك وعلاء وجمال وعدد آخر من قادة نظامه وبذلك يصل المبلغ المكتشف في بنوك سويسرا حتى الآن مبلغ سبعمائة وعشرة ملايين فرنك، أي تسعمائة مليون دولار أمريكي، سيتم تجميدها.
    وواصلت الصحف التوسع في عرض المسلسلات التليفزيونية ونشر الصفحات اليومية المخصصة لرمضان، والفتاوى والقصص الدينية، وإعلان مصلحة الأرصاد ان موجة حارة ستهب على البلاد لمدة يومين، ولم تتجرأ وتكمل الخبر، وهو ان مركز هبوبها من جبل المقطم وبالتحديد من مقر جماعة الإخوان المسلمين.
    وإلى بعض مما عندنا اليوم:


    الإخوان وإهالة التراب على ثورة يوليو

    ونبدأ بأبرز ردود الأفعال التي تتوالى بمناسبة الذكرى الستين لثورة يوليو وخالد الذكر، والمعركة التي تسبب في إشعالها الرئيس محمد مرسي في كلمته بميدان التحرير عندما قال ساخراً ومهاجماً، والستينيات وما أدراك ما الستينيات، ولم يكن يدري بالذي سيحدث من موجات غضب واستنكار، حتى من جانب من أيدوه لأنه استفز الشعور الوطني ضده وضد الإخوان، لأن الغالبية الساحقة رأت انه وجماعته يحاولان اسقاط ثورات الشعب المصري لحساب الجماعة خاصة انه حدد النضال الشعبي ابتداء من العشرينيات، ولذلك قال عنه يوم الثلاثاء زميلنا في 'الوفد' ورئيس التحرير التنفيذي وجدي زين الدين: 'هل معنى أن يكون رئيس مصر من جماعة الإخوان ان نقضي تماماً على تاريخ ثورة يشعر بها شعب مصر جميعاً والتف حولها جيشها الوطني وضباطها الأحرار الوطنيون الذين لا ينكر ما فعلوه إلا جاحد، من نهضة زراعية وعدالة اجتماعية، ومصانع لا تزال حتى هذه اللحظة تعمل وتضم الآلاف من المواطنين، ويوم نادى الوزير الوفدي قبل ثورة يوليو بأن يكون التعليم كالهواء والماء، ترجمته بالفعل ثورة وأصبح عدد خريجي الجامعات في مصر بكثرة بالغة لا تشهدها أي دولة، صحيح بعد ذلك ان الفساد استشرى فثوار يوليو لم يقللوا من شأن ثورة 19، ولا ثوار 19 قللوا من شأن الثورة، والذي يحزنني الآن ان يخرج الرئيس مرسي في ذكرى الثورة ويتعرض لها بالتجريح، وعملية إهالة التراب على صفحات ناصعة من تاريخ مصر لا يفعلها إلا الذين يضمرون في قلوبهم غلاً'.
    ومن 'الوفد' إلى أخبار نفس اليوم وزميلتنا الجميلة ميرفت شعيب وقولها: 'أتعجب من هؤلاء الذين يخلطون الأوراق ويتحدثون عن ستين عاما من القهر وغياب الديمقراطية، ويظنون ان المصريين فقدوا الذاكرة، فيخلطون بين حكم الزعيم جمال عبدالناصر وبين فترة حكم السادات، ثم الأعوام الثلاثين الأخيرة التي تحول فيها مبارك بعد السنوات العشر الأولى لشخصية الطاغية بعد ان أحاطت به حاشية المستفيدين من نهب مصر ويتناسون منجزات عبدالناصر وحركة المد العربي والقومي، والخطاب الموجز الذي ألقاه الرئيس محمد مرسي بمناسبة ثورة يوليو كان خطاباً معتدلا وسياسيا'.

    الاخوان طالبوا بالغاء الاحتفال بيوليو

    وبمجرد انتهاء ميرفت تقدمت جميلة أخرى هي زميلتنا نهاد عرفة لتقول عن احمد ماهر منسق حركة السادس من ابريل وعن الحركة: 'لا أعرف سبباً لهذا العداء التاريخي من بعض النخبة والفصائل لثورة يوليو التي لولاها ما تعلموا وما تحرروا، وما وقفوا الآن يتحدثون على الملأ، من الفصائل التي طالبت بإلغاء الاحتفال حزب الحرية والعدالة، ولا استغرب هذا، ولكن كل التعجب والدهشة ان ينادي بذلك المنسق العام لحركة السادس من ابريل التي تابعتها منذ بداية ظهورها مع أحداث عمال المحلة، وصفقت لهؤلاء الشباب الرائع، وحين نفى المتحدث الرسمي باسم الحركة أي دعوات للإلغاء مؤكدا ان رأي المنسق العام هو رأي شخصي، زاد الطين بلة لأنه قال ان الحركة لا يهمها الاحتفال بثورة يوليو من عدمه، وكل ما يعنيها هو المستقبل وليس الماضي، لهذا أطالبهم بإعادة دراسة التاريخ، فمن العار كل العار ان نلغي تاريخ الوطن مهما كان به من سلبيات، ولم تشهد مصر في عهدها الحديث سوى نهضتين، الأولى نهضة محمد علي، والثانية النهضة التي حققت فيها التجربة الناصرية نجاحا غير مسبوقاً في كافة المجالات وكانت مطالبها هي المطالب نفسها التي طالب بها الشعب في ثورة يناير'.

    الرئيس صحح موقفه بالقاء خطاب بذكرى الثورة

    وآخر زبون عندنا في عدد 'الأخبار' سيكون زميلنا شريف رياض وقوله على كلام الرئيس في ميدان التحرير: 'صحيح انه تهكم بطريق غير مباشر على فترة حكم عبدالناصر في خطابه الرئاسي الأول عندما قال - الستينيات وما أدراك ما الستينيات - مما اثار علامات استفهام حول موقفه من ثورة يوليو ومن الاحتفال بذكراها الستين التي تأتي بعد ثلاثة وعشرين يوما من توليه منصبه، لكنه سرعان ما صحح موقفه بحرصه على إلقاء خطاب في ذكرى الثورة'.

    بانتظار برنامج مرسي النهضوي

    طبعاً، طبعاً، الرجوع الى الحق فضيلة، وإلى 'الأهرام' وجميلة أخرى هي زميلتنا عزة سامي وقولها عن خالد الذكر: 'مهما قيل عنه ومهما حاول البعض التهوين من أهمية ما كان يتمتع به من جاذبية إلا انه من المؤكد ان ثورة يوليو لم تكن لتنجح في تغيير وجه مصر ومكانتها وسط الأمم لولا جمال عبدالناصر، وبدلا من الحديث عن الستينيات وما أدراك ما الستينيات، وترك الأوضاع على ما هي عليه الآن من فوضى وتفتت وصراعات سياسية وقانونية فالأفضل ان نركز على برنامج النهضة الذي وعدنا به لعله ينجح في إخراجنا من ذلك النفق المظلم الذي أدخلنا فيه أنفسنا عندما ارتضينا بثورة بلا قائد'.

    'اليوم السابع' توبخ الرئيس

    ونغادر 'الأهرام' الى 'اليوم السابع'، حيث وجدنا أحد مديري تحريرها زميلنا سعيد الشحات يوبخ الرئيس بقوله: 'لم يذكر الرئيس مرسي اسم جمال عبدالناصر رغم انه هو الذي نقل ما حدث ليلة 23 يوليو من مجرد حركة انقلابية الى ثورة حقيقية لها مضمونها السياسي الجبار وعمقها الاجتماعي النافذ، الذي جعل من جمال عبدالناصر رمزا للفقراء الذي حارب من أجلهم وأعاد رسم الخريطة الاجتماعية لمصر بسياساته التي استهدفت منح الحقوق للفقراء الذين نسجوا حوله حكايات الأساطير لأنهم رأوا فيه منقذهم ورجلهم الطالع من وسطهم، جمال عبدالناصر الذي تجاهل مرسي ذكر اسمه عاش فقيرا زاهدا عظيما في عطائه لم يترك مالا في بنك ولم يشتر عقاراً وأرضاً بل استدان من البنوك لتجهيز زواج ابنته الكبرى هدى، لم يعش ليهنأ بمتاع الدنيا وملذاتها وانما عاش من أجل بلد فهم عظمة عمقه التاريخي وأهمية موقعه الجغرافي فأعطى ما أعطى، ولهذا سيظل حياً في وجدان المصريين والعرب دون انتظار ذكر الرئيس مرسي لاسمه في أي مناسبة، فلنترقب هل سيحذو الرئيس مرسي نفس الحذو في قمة عدم الانحياز المقبلة التي أسسها عبدالناصر وتيتو ونهرو'.
    لا، لا، الرئيس مرسي لم يذكر اسم خالد الذكر حتى لا يتسبب في شهرته ويعرفه الناس، أما تيتو فكان والعياذ بالله شيوعياً، ونهرو من عبدة البقر، فما لنا نحن وهؤلاء الكفرة وأمثالهم؟

    نجلا مرسي على خطى جمال وعلاء مبارك

    أما جريدة 'روزاليوسف' القومية فقد كانت عناوين موضوعها الرئيسي في أعلى الصفحة الأولى هي: على خطى جمال وعلاء مبارك، نجلا مرسي يتدربان على ركوب الخيل في القصر الجمهوري، حمام سباحة مغطى بـ12 مليون جنيه للسيدة نجلاء.
    والتحقيق كتبه زميلنا أحمد عطا وجاء فيه: 'بدأ نجلا محمد مرسي التدريب على ركوب الخيل لمدة ساعتين يوميا بحديقة الحرس الجمهوري، وهي نفس الخيول التي كان يتدرب عليها نجلا مبارك، علاء وجمال، يبرز في نفس السياق ان القصر الجمهوري استعان بطاقم تدريبي محترف للخيول لتدريب نجلي الرئيس مرسي إضافة الى ذلك طلبت السيدة نجلاء زوجة الرئيس محمد مرسي إقامة حمام سباحة مغطى داخل القصر الجمهوري بمصر الجديدة، وعلى خلفية طلب السيدة نجلاء فقد بدأت عملية التنفيذ بالفعل بعمل مقايسة لأعمال الإنشاءات، وقد بلغت التكلفة المبدئية اثني عشر مليون جنيه، وفي سياق آخر يتم الآن تجهيز مكان إقامة دائم داخل القصر الجمهوري بمصر الجديدة للدكتور محمد مرسي وأسرته، نظرا لوجود استحالة في استمرار إقامة رئيس الجمهورية خارج القصر لصعوبة الانتقال والتأمين وحفاظا على الوقت'.

    قرينة الرئيس تهرب من
    دوشة المظاهرات إلى قصر المنتزه

    ولم أشر إلى هذه الواقعة في تقرير امس، انتظارا لأي بيان من الرئاسة لنفيها، فلم تنشر صحف أمس شيئاً، وكذلك تجاهلته صحيفة 'الحرية والعدالة'، اما 'الوفد'، فقد نشرت امس في صفحتها الأولى خبرا عنوانه - قرينة الرئيس تهرب من دوشة المظاهرات إلى قصر المنتزه، أرسلته مراسلتها الجميلة أميرة فتحي من الإسكندرية ونصه: 'وشددت الأجهزة الأمنية الحراسات على قصر المنتزه وأروقته وحدائقه، وعلمت 'الوفد' ان حرم الرئيس قد انتقلت منذ ثلاثة أيام ماضية الى الإقامة في قصر المنتزه، وسوف تستمر في اقامتها حتى عيد الفطر المبارك، كما أرجعت المصادر إقامة أم أحمد بقصر المنتزه لارتفاع درجات الحرارة غير المألوفة بالقاهرة وتزايد المطالبات الفئوية حول قصر العروبة. اكد شهود عيان ان مجموعات إخوانية تنتشر داخل حدائق المنتزه الخارجية منذ وصول حرم الرئيس الى القصر، وفي سياق متصل علمت 'الوفد' ان الدكتور محمد مرسي سوف يعتكف الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان داخل القصر الملكي بالمنتزه حيث صفاء الروح والنسيم العليل على شواطي البحر، يذكر ان احدى غرف النوم الملكية بقصر المنتزه عبارة عن قطعة من الأثاث مكسية بالبنور الأزرق ومخادع سريره من قماش الحرير المحشو بريش النعام'.

    وفاة عمر سليمان وأخطاؤه

    وإلى ردود الأفعال على الوفاة المفاجئة للواء عمر سليمان مدير المخابرات الحربية والعامة ونائب رئيس الجمهورية الأسبق.
    وقد اندهشت مما يردده الكثير من زملائنا من أوصاف عنه بأنه كنز المعلومات السرية عن الإخوان المسلمين، أو الصندوق الأسود، والذي سيفضحهم، وكان هو نفسه قد لوح بذلك علنا وأشرنا وقتها إلى أنه ارتكب خطأ مهنياً فادحاً، ذلك أن التلويح بهذا الأمر يضرب مصداقية جهاز المخابرات في الاحتفاظ بأسراره، ومن يتعاملون معه، وثانيا، انه سيقع تحت طائلة القانون إذا أفشى أي سر، سواء في تصريحات صحافية أو مقالات، أو كتب، إلا إذا حصل على إذن مسبق من الجهاز، بالإضافة إلى انه أصبح خاضعاً لقانون الأسرار العسكرية أيضاً، لأنه كان مديرا للمخابرات الحربية قبل تولي رئاسة المخابرات العامة، وهو نفسه انتبه إلى خطورة كلامه وصرح بأنه كان يقصد فترة توليه منصب نائب الرئيس واتصالاته مع كل القوى السياسية ومن بينها الإخوان.
    كما ارتكب اللواء سليمان - عليه رحمة الله - خطأ آخر عندما صرح بأنه أراد ترك مصر والعمل مستشارا في الخارج ونقل رغبته تلك للمشير طنطاوي، الذي أبدى دهشته ومعارضته، وكانت هناك أنباء عن تلقيه عرضاً للعمل مستشاراً أمنياً في السعودية، وكتبت وقتها في هذا المكان، بأنه يعرض نفسه للمحاكمة بذلك لخرقه القانون الذي يمنعه من قبول العمل في الخارج إلا بعد مرور سنوات على تركه الخدمة.

    متى ستكشف اسرار الصندوق الأسود؟

    أيضاً، فهناك مبالغة كبيرة في القول انه الصندوق الأسود الذي يحتفظ بالأسرار عن الجماعة، بينما الحقيقة ان الذي حصل على المعلومات وأجرى الاتصالات ليس هو، وإنما إدارات محددة داخل الجهاز وبالتالي فمن لديه المعلومات أكثر من شخص وإدارة، بينما هو يتجمع أمامه ما ترفعه إليه، اللهم إلا إذا كان قد شارك بنفسه في محاورات أو مناقشات، وهنا تكون لديه إضافة، ومع ذلك، فإنها تكون مسجلة لدى الإدارات المختصة بهذه النوعية من النشاط.
    أما الأمر الذي لم يلتفت إليه من هللوا إلى انه الصندوق الأسود للإخوان، فهو ان الجهاز الذي لديه معلومات أكبر من معلومات المخابرات عنهم، هو مباحث أمن الدولة - الأمن الوطني حاليا - لأنه الجهاز الذي كان معنياً مباشرة بهم بحكم عمله الأساسي في الأمن الداخلي، وهو الصندوق الأسود الحقيقي، مادام البعض مغرماً بهذه التسميات وخلاصة الأمر، ان أحدا لن يخرج ما لديه سواء في الأمن الوطني أو المخابرات العامة أو الحربية من أسرار، عن الجماعة، أي عن عناصر الإخوان المتعاونة معهم، أو التي تم زرعها، أو استقطابها، اللهم إلا في حالتين فقط، الأولى، قيام عناصر بعملية مغامرة شخصية، أما بالتصريح ببعض هذه المعلومات أو تسريبها لصحفيين، إذا ما فقدت أعصابها أمام أي ادعاءات للإخوان، أو التحول إلى خصومة سياسية تفرض فضحهم أمام الرأي العام، إذا كان لديها من الأسرار ما يقنع الناس بها.

    اسرار المخابرات ايام السادات

    والحالة الثانية أن تتم عمليات التسريب بشكل مخطط بحيث تحمل كل عملية تسريب هدفا بتوجيه انذار غير مباشر بالتوقف عن أي محاولات للتشويه والادعاءات أو محاولة التغلغل داخل الجهاز أو معرفة ما لديه من معلومات عن الجماعة وقياداتها، خاصة وأن عملية محاولة معرفة ما لدى الأجهزة الأمنية من معلومات أو أسرار، لجأ إليها كل من الرئيسين، السادات الذي أخبرني كل من صديقنا المرحوم صلاح نصر مدير المخابرات العامة والأب الروحي لها بذلك، وأخبرني به ايضاً صديقنا المرحوم الفريق محمد أحمد صادق مدير المخابرات الحربية ورئيس هيئة أركان حرب الجيش في عهد خالد الذكر ووزير الدفاع في عهد السادات، وأن السادات سأله، ان كان يعرف شيئاً، عما لدى المخابرات العامة عنه، رغم انه كان صديقا حميماً لصلاح نصر، أما الرئيس السابق مبارك، فلم يهتم بالأمر رغم انه وهو نائب للسادات، كان مشرفا على التنسيق بين الأجهزة الأمنية، وعندما تولى الرئاسة، لم يبد أي اهتمام بمعرفة ما لدى الأجهزة من معلومات عنه، لكنه بعد ان بدأ ولداه علاء وجمال يعملان في البيزنيس، أصبح قلقاً مما قد يكون لدى الأجهزة من معلومات عنهما وتتبع أنشطتها، وكان قلقه الأكبر من مباحث امن الدولة
    ومن هيئة الرقابة الإدارية، التي سربت ما لديها من معلومات الى جهاز آخر - كما سمعت - عندما أحس رئيسها بأن رئاسة الجمهورية أصبحت تتهمها بمراقبة علاء وجمال.
    المهم، انني اعتقد، ان عملية التسريب في هذه الحالة سوف تستهدف ايضا، توجيه انذار إلى أجهزة أمنية أجنبية، بأن تتوقف عن أي محاولة ضد المخابرات، أو كشف شبكاتها في الخارج، وهذه مقدمة ضرورية لمحاولة فهم ما قد يحدث في مقبل الأيام.
    وأما بالنسبة لردود الأفعال، فقد بدأها اللواء حسين كمال مدير مكتب عمر سليمان بالتصريح يوم الاثنين لزميلتنا الجميلة بـ'اليوم السابع' يوم الاثنين قائلا: 'ان الأوراق الأولى للمذكرات تتضمن فترة عمل الرجل في المخابرات وعلاقته بالرئيس السابق مبارك، ودفاعه عن الدولة المصرية، ضد محاولات التنظيمات المتشددة لهز استقرارها، وتكشف أسرار العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وجهاز المخابرات'.

    انفلونزا قضت
    على رؤساء المخابرات العرب

    ولم يتأخر رد الإخوان سريعا، فقد بدأ في اليوم التالي مباشرة - الثلاثاء - في 'الحرية والعدالة'، وتقدم زميلنا خفيف الظل سليمان قناوي ليعلن فرحه في موت ثلاثة من رؤساء أجهزة المخابرات العرب بقوله في فقرة من بين سبع في بابه اليومي المتميز - أفكار متقاطعة - 'الشوطة أصابت قادة أربعة أجهزة مخابرات عربية في ليلة واحدة، مات رئيس جهاز المخابرات السوري والإسرائيلي والمصري السابق، وتم تغيير رئيس جهاز المخابرات السعودي وكلهم في ليلة واحدة، حاجة كده انفلونزا المخابرات أو ايدز التجسس أو جنون البصاصين'.
    وكلمة شوطة تعبير عامي مصري يطلق على موجة مرض تقتل الكثيرين، ويتم استخدامها ايضا عندما تمرض الطيور وتموت، وهناك كلمة أخرى موازية لها، وهي الفرا، فكانوا يقولون، الفرا جات للفراخ.

    مكافأة سليمان نهاية الخدمة
    كانت تعيينه رئيساً لمصر

    والمهاجم الثاني في نفس العدد كان الدكتور حمزة زوبع وقوله: 'سليمان بين يدي ربه الآن، ولكن أيتام عمر سليمان والذين يشيعونه اليوم بالبكاء الحار وبإمامة مفتي البلاد الذي مدد له العسكر عاماً في منصبه قبل وصول الرئيس مرسي، هؤلاء جميعاً يعلمون أن عمر سليمان كان يعتقد أن مكافأة نهاية الخدمة كانت تعيينه رئيساً لمصر، ولكنه لم يحصل على هذه المكافأة ومات في المكان الذي كان يتم تأهيله فيه ليعود حاكماً لمصر، لم يمت على أرض مصر التي كان يرغب في حكمها، هذه حكمة الله وقدره'.

    موت سليمان يجب ان لا يمر مرور الكرام

    وما أن قرأ صاحبنا الدكتور وصفي عاشور أبو زيد العبارة الأخيرة، حتى تحسس لحيته وأطلق نظرة شامتة كانت واضحة جدا من خلف زجاج نظارته، وتنهد وقال: 'إن موت عمر سليمان - رئيس مخابرات مصر ونائب المخلوع - لا ينبغي ان يمر علينا مرور الكرام دون أن نتعظ منه ونأخذ العبرة النافعة لا سيما وقد اختلفت الأقوال في سبب وفاته، حيث قيل انه لقي مصرعه في تفجير مبنى جهاز الأمن العام في دمشق الأربعاء الماضي ووصلت جثته متفحمة إلى أمريكا بالتزامن مع خبر مقتل بن عوزيز شامير قائد جهاز المعلومات الخارجية إلى جهاز الشاباك الاستخباراتي الإسرائيلي وذلك في العاصمة النمساوية فيينا دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل، مما عزز أن الاثنين كانا يحضران اجتماع مبنى الأمن القومي بدمشق، أياً كانت الأسباب فإن لنا مع موته وقفات أنه قال في تصريحات شهيرة لا تحتاج لتوثيق: 'لن أسمح بأسلمة المجتمع المصري'، وكأن المجتمع المصري كافر وهناك محاولات لأسلمته وهو لن يسمح بها،فمات قبل أن يصل هلال رمضان شهر الرحمة والمغفرة في وجود رئيس مسلم ملتزم يرى الناس التزامه وعبادته، أليس في ذلك عبرة؟'.
    وبمناسبة أسلمة المجتمع، فالذين أطلقوا هذه العبارة، ولا يزالون، بصيغ مختلفة هم الإخوان والسلفيون، وكان أولهم الرئيس نفسه أثناء حملته الانتخابية، عندما قال في خطبة له في ساحة مسجد عمرو بن العاص، ان انتخابه سيعني الفتح الإسلامي الثاني لمصر، وهؤلاء الناس يتعاملون مع المجتمع وكأنه جاهل مثلما كان قبل نزول الإسلام وهم الذين سيعيدونه الى طريق الإسلام وشريعته.

    من أعطى لهؤلاء المتأسلمين حق الإفتاء
    وتحريم الصلاة على جثمانه؟

    أما في 'أخبار' نفس اليوم، فقالت الجميلة زميلتنا ثريا درويش: 'من أعطى لهؤلاء المتأسلمين حق الإفتاء وتحريم الصلاة على جثمانه أو السير في جنازته انها الفوضى بعينها، وإلا على من نصلي إذن، على قتلة السادات أم على من اقتحموا السجون وأحرقوا الأقسام وهرب نزلاؤها، وخلف من نمشي في جنازته، من فجروا أتوبيسات المدارس وأزهقوا أرواح الأطفال وروعوا الأمن في الثمانينات، انها الهرتلة بعينها ونشوة التخلص من الرجل الخارق الذي يمتلك في جعبته مفاتيح ملفاتهم السوداء وأسرار سجلهم الملطخ بدماء الشهداء، أما الرد فجاءهم سريعاً، جنازة عسكرية وشعبية مهيبة، صلى فيها الآلاف على جثمانه، وأمّها بنفسه مفتي الديار المصرية'.

    ما قدمه سليمان لمصر فوق الوصف

    وعلى طريقة، اتركيهم لي لأشوي أجسادهم بقلمي، قال زميلنا في 'الوفد' عصام العبيدي في نفس اليوم لثريا: 'عجبت عليك يا زمن هذا الصقر الذي أفنى حياته في خدمة بلاده حتى أوصل جهاز المخابرات المصري إلى أن يحتل المكانة الأولى على منطقة الشرق الأوسط يهان ويشوه سمعته وشرفه الشيوخ القتلة الذين تخضبت أياديهم بأبناء وطنهم وعلى رأسهم أعز وأحب ابناء مصر الرئيس السادات بطل الحرب والسلام الذي أدركنا عبقريته بعد سنوات من وفاته، هؤلاء السفاحون القتلة يكرمون وتفتح لهم شاشات التلفاز وصفحات الصحف كنجوم السينما وعمر سليمان يوصمونه بأنه رجل إسرائيل في مصر!!
    صدقت يا رسول الله عندما تحدثت عن الروبيضة وقلت 'سيأتي على أمتي زمن يخون فيه الأمين ويؤمن فيه الخائن ويصــــدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق ويتحدث الروبيضة في أمور العامة'، صدقت يا رسول الله لقد اتى هذا الزمن الذي عظمنا فيه الخونة وأهنا فيه الشرفاء، كرمنا فيه اللصوص ولوثنا المخلصين لوطنهم، وهاهم يتساءلون هل تجوز الصلاة على عمر سليمــــان أم لا؟ أرأيتم وقاحة اكثر من ذلك، أرأيتم قلة أدب وجلافة أكثر من ذلك، ولكن ماذا نفعل مع روبيضاء القصر وجهلة مصر الذين سطوا على حقوقها وأحالوا نهارها إلى ليل دامس. رحم الله عمر سليمان الذي عشقه الشعب والتف حول منزله لأيام طويلة حتى يخوض الانتخابات الرئاسية، فالشعب لا يفرط في أبنائه ويدرك حقيقة الزعامات'.

    رمز كبير من
    رموز الوطنية المصرية

    وأخيراً، إلى زميلنا بـ'الأهرام' جميل عفيفي وقوله يوم الثلاثاء أيضا وهو في غاية الحزن: 'حزنت على وفاة رمز كبير من رموز الوطنية المصرية وهو اللواء عمر سليمان الرجل الذي عاش صامتاً، لم يتحدث كثيراً ولكنه على الجانب الآخر قدم الكثير لبلاده على مدى تاريخه العسكري الطويل، ولكنني حزنت اكثر بكثير على تدني الأخلاق، فئة من الشعب التي أخذت تنهش في لحم هذه القامة بعد وفاته، واتهمته بأبشع الاتهامات وكأنهم يتشفون في وفاة مدير المخابرات الإسرائيلية، لا أعلم ما هذا الكم من الغل الذي أصاب فئة من الشارع المصري وهاهو السبب في محاولات إلصاق التهم دائماً بشرفاء البلاد، أو كل ما هو محترم بدون أي سبب يذكر، وهل ثورة يناير أخرجت السيىء من الشعب، أين ذهب التسامح وأين احترام الكبير الذي كان يميز الشعب المصري عن غيره من الشعوب؟ يمكن تزييف التاريخ وإذا كانت هناك مجموعات تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تشوه كل من هو محترم فإن الشعب المصري ليس بهذا الغباء الذي تعتقدونه وسيقف في وجوهكم وسيقضي عليكم وعلى تفاهاتكم'.

    تفاصيل كشف تنظيم قطب

    والجزء الثاني والأخير من أبرز ما جاء في مقال صديقنا سامي شرف في مجلة 'المصور': 'في عام 1960 أصدر الرئيس جمال عبدالناصر، قرارا بالإفراج ايضا عن كل المسجونين من الذين كانت قد صدرت ضدهم أحكام من الإخوان، وتم صرف جميع مستحقاتهم باثر رجعي بموجب قانون جرى استصداره من مجلس الأمة ينص على ان تعاد لجميع المفرج عنهم حقوقهم كاملة وأن يعودوا الى وظائفهم بمن فيهم أساتذة الجامعات الذين يملكون حرية الاتصال والتوجيه للنشء الجديد، هذا هو جمال عبدالناصر، الإنسان والقائد والزعيم'.
    ثم قال سامي وهو يستكمل كيفية انكشاف التنظيم: 'كذلك أفادت المعلومات عن نشاط مكثف يقوم به سعيد رمضان وهو من قادة الإخوان وكان هارباً ومقيماً في ألمانيا، وأنه دائم التنقل بين مقر إقامتــــه وبيــــروت وجدة وطهران - إيران الشاه - وبعض العواصم الأوروبية الأخرى، وكان وقتها يحمل جواز سفر دبلوماسياً أردنياً، وكانت جماعة 'مصر الحرة' التي يقــــودها أحمد أبو الفتح - من زعماء حزب الوفد في مصر والذي كان يقيم متنقلا بين ســــويسرا وفرنسا - وقد حصلت على مبلغ مائتين وخمسين الف جنيه استرليني، ووقع خلاف بين هذه الجماعة من جانب وبين سعيد رمضان من جانب آخر على أسلوب اقتسام هذا المبلغ بعد ان كان الطرفان قد شكلا جـــــبهة عمل واحدة للـــعمل ضد نظام ثورة يوليو 1952 والرئيس جمال عبدالناصر بالذات، ووضع مخطط لصنع المواد الحارقة والناسفة وجمع المعـــــلومات، كما وضعت خــــطط لنسف العــــديد من الكباري والقناطر وبعض المصانع ومحطات توليد الكهرباء ومطاري القاهرة والإسكندرية والمبنى الرئيسي لمصلحة التليفونات ومبنى ومحولات الإذاعة والتليفزيون.

    مخطط الإخوان كان إحداث
    شلل عام بجميع المرافق

    كان هدف المخطط الإخواني الجديد هو إحداث شلل عام في جميع المرافق، وقد أعدوا خرائطها التي تم ضبطها مبيناً عليها البيانات التي تفيد اسلوب وكيفية التدمير والتخريب، كما شمل المخطط أيضاً تنفيذ موجة من الاغتيالات تبدأ من الرئيس جمال عبدالناصر وكبار المسؤوليــــن وغــــيرهم كما ذكـــرت آنفاً، شملت هذه القضية ايضا تخطيطا ضبط كان هدفه اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر أثناء تحركه في أي موكب رسمي في القاهرة أو في الإسكندرية علاوة على خطة أخرى لنسف القطار الذي كان يستقله الرئيس عبدالناصر في طريقه للإسكندرية للاحتفال بعيد الثورة وخطة ثالثة لاغتياله وهو في طريقه، إما الى منزله في منشية البكري أو في طريقه الى قصر القبة وقد ضبطت فعلا هذه المحاولة باكتشاف محاولة وضع متفجرات في إحدى بالوعات المجاري في شارع الخليفة المأمون، لم يكن هذا المخطط 'إخوانياً' خالصاً بل شاركت فيه قوى دولية كان أبرزها حلف بغداد وتنسيق استخبارات الحلف مع الموساد الإسرائيلي وكان يشرف على التخطيط مع الإخوان لجنة داخل الحلف تسمى 'لجنة مقاومة النشاط المعادي'.
    لم تكن هذه المخططات بعيدة بأي حال عما تنفذه المخابرات المركزية الأمريكية في سائر دول العالم الثالث مستهدفة التخلص من مجموعة القيادات التي أفرزتها حركة التحرر الوطني بعد الحرب العالمية الثانية'.
    وعلى كل حال، فالمعلومات التي أدلى بها سيد قطب تؤكد ما ذكره سامي، وان كان الأخير لديه المعلومات الأشمل خارجياً التي لا يعرفها قطب، وان كانت إشارته الى شحنة الأسلحة القادمة لعلي عشماوي من الخارج مؤكدة للتدخل الخارجي لاستخدام الإخوان ضد النظام.


    ------------------

    'الاخوان' حائرون بين ارضاء الاسلاميين المحافظين
    وتفادي الصراع مع التيارات المدنية بشأن تطبيق الشريعة

    2012-07-25



    القاهرة - من توم بيري وتميم عليان: خلال اجتماعات سرية داخل منازل ومساجد وجامعات كان أعضاء في جماعة الاخوان المسلمين التي ظلت محظورة في مصر على مدى عقود يتحدثون بكل حماس عن بلد تحكمه الشريعة لكن بعد ان انتقلت المناقشات إلى البرلمان والقصر الرئاسي أصبح لزاما عليهم ان يحددوا إلى أي مدى يسعون لتطبيقها.
    وحولت الانتخابات التي اجريت منذ إسقاط الرئيس حسني مبارك جماعة الاخوان المسلمين وحلفاءها إلى القوة السياسية السائدة في أكبر دول العالم العربي من حيث تعداد السكان.


    وفي ظل هذا النجاح واجهت الجماعة ضغوطا متضاربة.. فهي من ناحية ترغب في إرضاء الإسلاميين المحافظين الذين دعموها أثناء الانتخابات ومن ناحية تريد تجنب صراع مع ذوي الميول العلمانية ومع مؤسسة عسكرية تعارض أي تغيير جذري. ويبدو أن النتيجة هي الحل الوسط في الوقت الراهن. هذا الحل لن يرضي أيا من الجانبين بشكل كامل لكنه يتجنب مواجهات كبرى مما يتيح للجماعة مجالا لتلبية الاحتياجات اللازمة لإدارة دولة حديثة.


    ويخيف ظهور جماعة الاخوان في الحياة العامة المصريين ذوي الميول العلمانية الذين يخشون أن تؤدي قيودا يفرضها الإسلاميون إلى فرض زي بعينه أو منع الموسيقى ودور العرض السينمائي أو الفصل بين الجنسين. كما أن المسيحيين الذين يمثلون عشر عدد السكان في مصر يشعرون بقلق على وجه خاص على الرغم من محاولات الرئيس محمد مرسي للتقرب إليهم.
    كما أن رجال الأعمال يخشون من أثر ذلك على النشاط السياحي الذي يوفر وظيفة من كل ثماني وظائف. وعكست دعوة انطلقت عبر الفيسبوك إلى مسيرة دفاعا عن الجعة شعورا بالتحدي لدى البعض بعد فوز مرسي بالرئاسة.
    وفي حين وعد مرسي بحماية الحريات امتلأت حملته بوعود بتطبيق الشريعة. قال رفعت السعيد رئيس حزب التجمع اليساري 'الخوف هو من تدمير الدولة المدنية التي يتساوى فيها المواطنون... رسالة الطمأنة بلا قيمة لأننا نرى ما يفعلونه في الواقع.'


    ويشعر بعض المصريين بالقلق من أن يسعى المتعصبون الذين ازدادوا جرأة بعد نجاح الإسلاميين في الانتخابات من فرض إرادتهم في الشوارع حتى وإن لم يكن هناك توجيه من الدولة. وتبلورت هذه المخاوف في الأيام التي تلت فوز مرسي عندما قتل ثلاثة أشخاص شابا في مدينة السويس لأنه كان بصحبة خطيبته.
    وتم القبض على الثلاثة واتهموا بتشكيل جماعة غير قانونية 'للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'. وتنفي جماعة الاخوان أن تكون وراء مثل تلك الهجمات واتهمت أفرادا موالين لنظام مبارك بمحاولة تشويه صورتها من خلال شبان يهددون صالونات تصفيف الشعر ويزعمون أنهم من أعضائها.
    وهناك حدود لما يمكن ان تفعله جماعة الاخوان لإحداث تحول في المجتمع المصري.
    أسس مفكرون من الحضر جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 وأدار مهندسون ومعلمون وأطباء الجماعة التي تقول إنها لا تريد حكما دينيا وهي مسألة قال المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان يدير شؤون البلاد منذ تنحي مبارك إنه لن يسمح بها بأي حال.


    وقال أحمد أحمد وهو أستاذ مساعد للدراسات الدينية في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة 'لا أعتقد أن أحدا حتى وإن امتدت فترة رئاسته 40 عاما وليس أربعة أعوام سيكون قادرا على تغيير المجتمع بحيث تطبق الشريعة بكل جوانبها الشاملة.' وتدرك جماعة الاخوان جيدا أن المصريين سيحكمون عليها أولا وأخيرا بمدى قدرتها على حل المشكلات الاقتصادية العميقة والحد من الفقر. ويمثل هذا حافزا قويا لتجنب إجراءات تجعل السائحين يحجمون عن زيارة مصر أو تضر بالتجارة.
    وبشكل عام يصف أعضاء الجماعة الشريعة بأنها قانون أخلاقي يمكن ان يستعين به أي مجتمع حديث في الإصلاح. وقال الشيخ عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد بالجماعة 'أينما كانت هناك منفعة للمجتمع كانت شريعة الله.'
    وأضاف أن مرسي سيطبق الشريعة من خلال إنهاء الفساد والمحسوبية وسيوقف انتهاكات كان يمارسها بعض أفراد الشرطة كالتعذيب والتنصت وسيطبق قوانين المرور.
    وقال إنه لن يكون هناك فرض لزي معين مشيرا إلى تزايد عدد المصريات اللاتي يرتدين الحجاب طواعية كدليل على أن الإجبار ليس ضروريا. وقال أيضا إنه ليس هناك مبرر لخوف السائحين فيما يتعلق بارتداء ملابس البحر لأن الشواطئ سيكون لها وضع خاص. واتخذ الاخوان أيضا موقفا عمليا من مسألة فوائد البنوك التي يقول الكثير من علماء الدين إنها محرمة شرعا.
    حتى الجماعات السلفية الأكثر تشددا التي ظهرت على الساحة العامة في العام الماضي بدأت تتخذ مواقف عملية مماثلة. وأصبحت الجماعة الإسلامية وهي جماعة سلفية حملت السلاح ضد الدولة حتى التسعينات تتحدث الآن عن الشريعة التي تحقق العدل وتحارب الفساد وتمنع التعذيب والاحتجاز بشكل غير مشروع.
    وقال طارق الزمر الذي أمضى 30 عاما في السجن لضلوعه في اغتيال الرئيس محمد أنور السادات 'هذه هي أولويات الشريعة كما أراها اليوم.'


    ومن جانبه قال كمال حبيب وهو عضو سابق في الجماعة الإسلامية وخبير في شؤون الجماعات الإسلامية إن آراء التيار السلفي تطورت لأنها دخلت حيز سياسات التيار العام خلال الانتخابات البرلمانية التي بدأت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وأضاف 'خلال الحملات الانتخابية كان السلفيون يتحدثون عن الشريعة باعتبارها خطوة فورية لكن مع اقترابهم من السلطة عدلوا موقفهم لأنهم وجدوا تعقيدات خطيرة كثيرة في المجتمع.'
    لكن الإسلاميين ما زالوا يحاولون إحداث تغييرات كبيرة خاصة في مجالات ذات أهمية خاصة لدى أنصارهم المحافظين. ففي الأشهر الاولى من عمل مجلس الشعب المنتخب دعا نواب سلفيون إلى إلغاء قانون الخلع الذي يمنح المرأة الحق في طلب الطلاق وتعديل قوانين الحضانة لصالح الرجل وتشديد عقوبة ازدراء الأديان.


    وكانت هذه الاقتراحات تقدم بمنأى عن أي حزب ولم يتحول أي منها إلى قانون سار. وتوقع البر صدور تشريع يحظر على المسلمين تداول أو إنتاج المشروبات الكحولية مع السماح بإنتاجه وبيعه لغير المسلمين.
    وأصبح دور الشريعة في دستور مصر الجديد قضية محورية. وقال شحاتة محمد شحاتة وهو محام يعارض بشدة حكم الاخوان وأقام دعوى تطالب بحل الجمعية التأسيسية التي تصيغ الدستور الجديد 'أخشى من ترك الدستور في أيدي أناس يفكرون بهذه الطريقة.' ومن المقترحات اقتراح يجعل للأزهر دورا رسميا باعتباره الجهة التي ستفسر الشريعة.

                  

07-29-2012, 06:18 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)


    إسرائيل مرعوبة من مرسي.
    . ونجله يهددها بالحذاء ..
    رئيس الوزراء يتعرض لهجوم واسع
    حسام عبد البصير
    2012-07-27


    القاهرة ـ 'القدس العربي'


    جاءت عناوين الصحف المصرية أمس لتكشف حالة الزخم السياسي التي تعيشها البلاد .. صحيفة 'الأخبار' قررت التحليق بعيدا عن السرب حيث جاء المانشيت الرئيسي 'المخابرات العامة تكشف عن مفاجآت في فساد مــــبارك وعائلته'،اما 'الأهرام'، فجاء عنوانها الرئيسي عن الحكومة الجديدة: قنديل رئيس الوزراء يؤكــــد الاقباط شركاء في الوطن ولايمكن استبعادهم من التشكيل الوزاري.
    أبو النجا لن اشارك في الوزارة وسأتفرغ لحياتي الخاصة. 'المصري اليوم' عنونت'استبعاد 35 قيادياً بأمن الدولة من قضية 'حرق الملفات' لأنهم رفضوا تنفيذ تعليمات عبد الرحمن..العسكري يناقش الحكومة الجديدة في إجتماع طارئ وقنديل: اعلان التشكيل الوزاري غداً.. غضب في الداخلية بسبب أنباء عن عرض حركة تنقلات الشرطة على الاخوان..صحيفة 'الوفد' جاء مانشيتها يحمل هجوماً على الجماعة: الاخوان بدأوا خطة السيطرة.. 'الحرية والعدالة' يكلف مقرات المحافظات بجمع معلومات عن المواطنين في الأحياء والقرى..حكومة الجنزوري تعقد اجتماع الوداع.. اما بالنسبة للمعارك الصحافية فقد حفلت صحف الجمعة بالكثير منها ومعظمها بات موجها ضد الإسلاميين والرئيس الممكن له في الأرض محمد مرسي، ولم تعدم تلك الصحف الحيلة في الهجوم على المجلس العسكري وعلى حكومة الجنزوري التي غادرت موقعها من غير أن يأسف لرحيلها الكثيرون .. والى بداية الرحلة.

    إنقطاع الكهرباء
    والمؤامرة على الرئيس

    ونبدأ مع 'الأهرام'، حيث يتساءل فاروق جويدة عن اسباب انقطاع الكهرباء والبنزين وهل وراء الأمر مؤامرة الغرض منها القضاء على الرئيس مرسي: هل هو عمل مقصود ان تصاب كل وسائل الحياة بهذا العطل في وقت واحد وما هو الهدف من ذلك.. هل هو للتأكيد على فشل الحكومة في أداء دورها أم هو إجراء مسبق للتأكيد على فشل السلطة الجديدة التي اختارها الشعب.. أم ان الهدف ان يشعر الناس بالكوارث التي جاءت بها ثورة يناير وتكون النتيجة كراهية شديدة للثورة والثوار وبكاء دائم على العهد البائد ..هل الهدف ان يصاب المصريون بحالة من الإحباط والاكتئاب والحزن تنسيهم تلك اللحظات التي خرجوا فيها إلى النور واستعادوا روحهم الضائعة وعليهم ان يعودوا لظلامهم القديم مرة أخرى.
    كيف يحدث هذا الارتباك الشديد في أهم عنصر تقوم عليه حضارة العصر الحديث في الخدمات الإنسانية وهو الوقود بجميع انواعه ولماذا ظهرت كل هذه الأزمات في وقت واحد؟ كيف يحدث هذا النقص ونحن نصدر الكهرباء لأكثر من دولة ونبيع الغاز لإسرائيل ولدينا السد العالي وعشرات من محطات الكهرباء الحديثة.. نحن نتحدث كل يوم عن اكتشافات بترولية جديدة فأين هذه الاكتشافات ولمن تذهب.. واين الغاز الذي يتفجر كل يوم في البحر والصحراء. ونبقى مع 'الأهرام'، حيث يشكو إبراهيم حجازي للرئيس غياب دولة القانون: رئيس الجمهورية نفسه حتى هذه اللحظة لم يقدر على إنهاء الإجازة التي فيها القانون ليبقى الوضع كما هو عليه.. فوضى بلا سقف وبدون حدود وكل من يريد أن يفعل شيئا يفعله حتى ولو كان هذا الشيء قلب قطار بركابه احتجاجا على مطلب.. فهل في الدنيا بلد فيه مثل هذه الفوضى...هنا تساؤل لا أعرف إجابته وحقيقة كلنا نعرفها.
    التساؤل: هل نقدر على استدعاء القانون وإعادة الهيبة للقانون لأجل وقف كل مظاهر الفوضى أم أن التدخلات الخارجية والتمويلات السرية والخلايا النائمة التي نشطت والعملاء الذين ماتت ضمائرهم.. أكبر وأقوى من قدراتنا وقرارنا؟

    قنديل: لست اخوانياً ولن أكون

    نفى هشام قنديل رئيس الوزراء الجديد الاتهامات التي لاحقته خلال الأيام الماضية بشأن إنتمائه لجماعة الاخوان المسلمين وقال لم أنتم طوال حياتي لأي حزب سياسي ولا جماعة، واكد قنديل ان المرأة سيكون لها تمثيل في الحكومة الجديدة بدون تحديد كوتة للمرأة او لأية فئة .. واكد انه لا استبعاد للاقباط في الحكومة الجديدة لانهم شركاء في الوطن وبينهم كفاءات قادرة على تحقيق الانجاز المطلوب .. وقال ان المشاورات تتم بعيدا عن وسائل الاعلام بعد صلاة الفجر او بالتليفون ولذلك لم يظهر المرشحون لتولي الحقائب السيادية .
    وقال رئيس الوزراء المكلف انه يتم دراسة دمج وزارة الثقافة مع الاثار مرة اخرى .. بينما نفى قنديل اي احتمال لدمج وزارتي الري والزراعة لعدم وجود سبب قوي للدمج وكل وزارة لديها مسؤوليات كبيرة. واكد ان الجهاز المركزي للتنظيم والادارة يدرس الهيكل المقترح من وزارة الري لانشاء الهيئة المصرية العامة لمياه النيل كبديل لقطاع مياه النيل، على ان تتبع وزارة الموارد المائية والري بهدف منح القطاع المزيد من الصلاحيات والتسهيلات . وقال ان ملف حوض النيل سيحظى باهتمام في الفترة القادمة لانه يتعلق بالامن القومي، واوضح ان مرسي كلفه بعدة مهام على رأسها القضاء على مشكلات الخبز والمرور والقمامة مع اعادة الامن والاهتمام بقضية مياه النيل . وقد واصل رئيس الوزراء المكلف لقاءاته ومشاوراته امس حيث استقبل الدكتور مدحت العقاد استاذ الاقتصاد بجامعة الزقازيق والمرشح لتولي حقيبة وزارة التجارة والصناعة او الاستثمار، كما استقبل د . الشبراوي امين الاستاذ بالمركز القومي للبحوث الزراعية والذي حضر بدون موعد لعرض رؤيته لتطوير البحوث الزراعية .. كما استقبل احمد ابوالسعود وكيل وزارة البيئة والمتخصص في بحوث تنقية الهواء والمرشح لوزارة الدولة لشؤون البيئة . . من جانبه لم يدع الكاتب الساخر أحمد رجب في صحيفة 'الأخبار' رئيس الوزراء الجديد يهنأ بمنصبه اذ ارسل له برسالة عتاب: عزيزي السيد هشام قنديل رئيس الوزراء: أليس في وزارتك مكان لثوار 25 يناير الأبطال الذين تدين لهم بمنصبك الرفيع؟

    العثور على كتاب
    يدافعون عن الرئيس

    وبما أننا مع صحيفة 'الأخبار' فليس بوسعنا ان نغفل كاتباً يدافع عن رئيس الجمهورية وهو الذي يتعرض لحرب ضارية في عموم الصحف القومية على ما يبدو بتوجيه من عناصر في المجلس العسكري وأجهزة أمنية . الذي خرج عن الطوق ودافع عن الرئيس هو الكاتب سليمان قناوي: هل يمكن أن نلوم دولة العدو الصهيوني على إعلانها المسيء لرئيس جمهوريتنا، اذا كان اعلامنا يتحدث عن الدكتور محمد مرسي بصورة تتجاوز النقد المباح إلى السب السفاح والكذب الصراح . يظهر في الإعلان المسيء أسرة إسرائيلية تلهو على شاطئ البحر ويتابع قناوي: في اسرائيل مرعوبون من رئيسنا، ونحن نلعنه، يتوقعون من احفاد صلاح الدين الذين يمثلهم الدكتور محمد مرسي ان يكون تحرير المسجد الاقصى على ايديهم، وبعضنا يلطم الخدود يوميا على مصر التي ضاعت كما يصور لهم خيالهم المريض . لو تتبعتم الصحافة والاعلام الاسرائيلي، لعرفتم تماما احباءهم وكنوزهم الاستراتيجية من قادتنا، ليس مبارك وحده، بل شفيق والراحل عمر سليمان، وفي المقابل لعرفتم كم الكراهية الذي تضمره دولة العدو للدكتور مرسي والجماعة التي يمثلها، فكتائب الاخوان المسلمين في حرب فلسطين عام 1948 لا تزال اثار عملياتها'معلمة ' على كثير من رفات وجرحى هذه الحرب داخل دولة العدو . . وآثر قناوي الا ينهي مقالته قبل أن يداعب رئيس الوزراء الجديد: لا يهم قطع الكهرباء .. مصر منورة بـ ' قنديل ' وإذا كان قنديل وجد من يغازله فهاهو كمال الجنزوري يجد من يجفف دموعه بعد الرحيل على لسان محمد بركات في 'الأخبار': هناك تحية واجبة الأداء لكل الوزراء في حكومة الإنقاذ الوطني، القائمة بالعمل منذ ديسمبر الماضي، وحتى اللحظة، مع شكر خاص وصادق لرئيس هذه الحكومة الدكتور الجنزوري، الذي تحمل هو ومن معه مهمة وطنية بالغة الصعوبة والجسامة، وحاولوا القيام بها خير قيام، بكل الأمانة والجدية والصدق، وسط ظروف وأجواء بالغة الدقة والحساسية . وقد يتفق البعض أو يختلف على حجم الإنجاز، ومعدل الأداء الذي قامت به حكومة الدكتور الجنزوري، ولكني لا أعتقد على الإطلاق بوجود خلاف حول أن الرجل وكل من معه بذلوا غاية الجهد لتنفيذ مهام حكومته في إنقاذ الأوضاع المتدهورة والمتأزمة في عموم البلاد، وخاصة في المجال الاقتصادي. ولا خلاف على أنهم بقيادة الدكتور الجنزوري قدموا أقصى ما يستطيعون كي يكونوا على مستوى الآمال والطموحات التي تعلقت بهم وتطلعت إليهم . ويؤكد أحمد مصطفى الغر في جريدة 'الشروق': إهانة رئيس الجمهورية ليست فقط هي مجرد عناوين الصحف الصفراء التي تطالعنا مع شروق شمس كل صباح، أو حتى مقالات الرأي وما أكثرها في الصحف المصرية التي تتناول الرئيس وكأنه عدو اغتصب منصب الرئاسة، فبالأساس الصحف المصرية، وبالرغم من كثرتها فإن عددا قليلاً منها ما يُقرأ، وإن كان هذا ليس مبرراً يدفعنا إلى قبول إهانتها لشخص ومنصب رئيس الجمهورية والتطاول عليه، لكنه يدفعنا إلى ضرورة الحديث عن أدوات إعلامية أخرى أكثر تأثيراً مثل الفضائيات المصرية الخاصة التي تتناول الرئيس في برامج التوك شو الخاصة بها بشكل يُرثى له.

    الاخوان يواصلون إنتهازيتهم

    ولا يمكن بأي حال أن نغفل وابل الهجوم على الاخوان بسبب اختيار قنديل رئيسا للوزراء، وهاهو جلال دويدار في 'الأخبار' يتهمهم بإدمان الانتهازية: ليس من تفسير لهذا الاختيار سوى اصرار تنظيم جماعة الإخوان على مواصلة عمليات الخداع اعتقادا بأن الشارع السياسي المصري يمكن ان يدخل عليه مثل هذه الالاعيب التي تجعله يقتنع بأن الدكتور قنديل شخصية غير اخوانية. ووفقا للسوابق الإخوانية منذ ظهورهم على الساحة السياسية فإنه لم يكن هناك أمل في أن يصدقوا في التزامهم بما تعهدوا به بأن تكون الشخصية المختاره لمنصب رئيس الوزراء غير منتمية لجماعة الإخوان من قريب أو بعيد. وتشير بعض التحليلات إلى ان اختيار الدكتور قنديل ما هو الا بداية لخطوات أخرى تستهدف السيطرة الكاملة من خلال بعض الكوادر الإخوانية التي سيتم تعيينها في مناصب نائب رئيس الوزراء والوزراء. وتشير هذه الخطة وتوابعها إلى اصابع تنظيم الجماعة ممثلا في مكتب الارشاد. انه يتولى عمليات التوجيه والتخطيط باعتبارها حقا له بحكم انتماء الرئيس الذي كان لهم فضل ترشيحه ودعمه. ويبدو أن الجماعة تتناسى الظروف المواتية التي تم تسخيرها لصالحهم طوال فترة الـ18 شهرا الماضية منذ قيام ثورة 52 يناير التي لم يكن لهم يد في اندلاعها. وسوف يكشف التشكيل الوزاري بعد استكماله كل التوقعات بشأن اعضائه.. يضيف دويدار: المنطق يقول انه كان يتحتم على الجماعة ان تضع في اعتبارها ما كشفت عنه عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية حيث حصل مرشحها الدكتور مرسي على اصوات لا تتعدى 52' فقط من عدد الناخبين هذا الرقم يساوي 21' فقط من تعداد الشعب المصري رغم عمليات الحشد الإخواني مع عدم التغاضي عن انضمام غير الاخوانيين لهم والذين لا تقل نسبتهم عن 5' من الـ21'.. ان هذه الفئة صوتت لمرسي ليس حبا فيه وانما رفضاً لمنافسه.

    الفرق بين رئيس الوزراء
    وفؤاد المهندس

    ونبقى مع مسلسل الهجوم ضد رئيس الوزراء فقد حمل عليه وعلى من اختاره بشدة نجاد البرعي في 'المصري اليوم': تكليف د. هشام قنديل هو استمرار لسياسة مبارك وأنجاله، رئيس وزراء شاب قليل الخبرة وغير منتم إلى تيار سياسي يسنده، يمكن التلاعب به سياسياً بسهولة من قبل جماعة تمرست على العمل السري والعلني مع أو ضد كل الأنظمة السياسية، ولكنها تكره فكرة تحمل المسؤولية ما دام هناك آخرون تغريهم الألقاب على تحملها نيابة عنهم. ليست المشكلة في أن الرئيس خالف واحدا من تعهداته بأن يُسند الوزارة إلى شخصية وطنية جامعة، ولكن المشكلة أن مدرسة مبارك في الحكم مازالت تجد تلاميذ يلتحقون بها رغم كل ما جلبته على مؤسسها نفسه من كوارث. كل ما تسرب من معلومات من أن الوزارة عُرضت على سياسيين أمثال البرادعي ثم حسام عيسى مكذوبة، أما محمود أبوالعيون ومحمد العريان فتبينا حقيقة المطلوب، وترفعا عن القيام به. في رائعة بديع خيري 'السكرتير الفني' رفض ياقوت أفندي المدرس الفقير- جسَّد الدور باقتدار الراحل فؤاد المهندس- عرضاً من رجل الأعمال شوكت بك أن يكون مديراً لشركاته براتب شهري ضخم وعمولة، عندما علم بأنه سيكون مجرد 'ديكور' يمكن أن يدخل السجن بدلا منه. ياقوت أفندي رفض أن يكون 'ديكور' بستين جنيها، ولكن آخرين قد يقبلون بأقل من ذلك اليوم.. رحم الله بديع خيري.

    محتاجون لرئيس وزراء يرفع القمامة

    من الآخر هذا ما تحتاجه مصر من رئيس وزرائها الجديد ان يرفع القمامة التي تفسد على الناس حياتهم كما يشير أكرم القصاص في صحيفة 'اليوم السابع': كأننا نشاهد فيلم فيديو للمرة العاشرة.. نفس الطريقة، ونفس الوجوه، نفس التساؤلات: هل نحتاج حكومة سياسية أم حكومة تكنوقراط؟، وهل يكون رئيس الوزراء سياسيا أم فنيا؟. بينما الناس يريدون حكومة- أيا كان اسمها- تعيد الأمن، وترفع القمامة، وتحل أزمات المرور والأسعار والعلاج، وتطبق القانون بحسم، لا يهم اسمها إن كانت تكنوقراطية أو تعمل بالغاز، المهم أن تكون حكومة، ولهذا فبالرغم من أن اختيار الرئيس مرسي لرئيس الوزراء هشام قنديل، رافقه تعتيم، ونقص في المعلومات، فما زال الناس يراهنون، ويطلبون منحه فرصة. لكن المشكلة في تعدد الجهات التي تتحدث باسم الرئيس وجماعته وحزبه. الرئاسة أعلنت عن تعيين متحدث رسمي، ومع ذلك استمر المتحدثون غير الرسميين من حزب الجماعة، وجماعة الحزب في إطلاق تصريحات عن مواصفات الوزراء، ونسبة كل حزب، وحصة كل مجموعة، وكأنهم يقسمون لحم عجل تشاركوا فيه، وليس سلطة تحتاج إلى الأكفأ والأكثر خبرة.. ونتحول إلى صحيفة 'التحرير' والهجوم مستمر على قنديل وهذه المرة على يد أحمد عبد التواب: لم تتطابق سمات وصفات رئيس الوزراء الجديد الدكتور هشام قنديل مع ما وعد به الرئيس مرسي في حملته الانتخابية، وكان أول ما افتقده الناس أن الرجل لا يُعرف عنه إلا القليل من المعلومات وليس له لدى الناس سوى بعض الانطباعات، وأن هذا القليل في غير صالحه، وتذكروا على الفور الشكاوى العديدة، طوال العام الذي تولى فيه وزارة الري، فيما سُمي 'ثورة العطش' و'مظاهرات الجراكن'، كما استعادت الذاكرة أن مصالح مصر المهددة في منابع النيل لم تشهد تطورا..ثم إن الرجل بصريح العبارة لا يَدّعي علما وخبرة في السياسة، وأثبت ذلك بالدليل عندما تعهد فور اختياره بتنفيذ برنامج المئة يوم للرئيس! ونسي أنه انقضى نحو 25 بالمئة من مدة البرنامج، وأنه سيفوت المزيد حتى يكتمل تشكيل وزارته وتصبح قادرة على العمل! كما أعلن أنه سيشكل حكومته من التكنوقراط، برغم أن البلاد هي الآن أحوج ما تكون إلى خبراء السياسة.

    نقيب الصحافيين والصمت
    على اغتيال المهنة

    ومن معارك الأمس الصحافية تلك التي شنها رئيس تحرير جريدة 'الوفد' وجدي زين الدين ضد نقيب الصحافيين ممدوح الولي: وإذا كانت نقابة الصحافيين قد سقط عليها بالباراشوت نقيب في غفلة من الزمن ورضي بأن يوجه للصحافيين كل هذا السباب من الذين يسوون ولا يسوون خاصة من أفراد جماعته التي ينتمي إليها.. فإن جموع الصحافيين لا يمكن أن يسكتوا على هذه الفوضى العارمة التي تمارس ضدهم وصمت النقيب المريب الذي يشارك جماعته في اغتيال حرية الإعلام بكل أنواعه.. الصمت الذي يلوذ به نقيب الصحافيين ضد تطاول جماعته ضد الإعلاميين يقتضي منا نحن الصحافيين أن نسحب الثقة من النقيب أو إسقاطه... وأدعو الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين إلى سحب الثقة من النقيب الذي تم غرسه في النقابة لتحقيق أهداف الجماعة وليس أهداف الصحافيين.. وأول هدف للصحافيين هو عدم كسر أقلامهم، وممارسة عملهم بحرية كاملة دون مساس ودون ممارسة هذا الإرهاب عليهم.
    يوم اختار الصحافيون ممدوح الولي نقيباً لهم، كان بهدف تدعيم حريتهم في الرأي والفكر وصد أي هجوم على حقوقهم الفكرية وتوفير الحياة الكريمة لهم.. لكن ما يقوم به الآن النقيب هو الأسوأ على مر تاريخ النقابة، فالرجل باع الصحافيين لجماعة الإخوان بأبخس الأسعار، وقلعة الحريات في مصر التي شهدت أياماً وليالي كثيرة تقاوم الفساد والطغيان باتت عبئاً كبيراً على جماعة الإخوان المسلمين، رغم أنهم كانوا من أوائل الذين استخدموها في الدفاع عن قضيتهم وشهدت النقابة بتاريخ حافل من الدفاع عنهم، في الوقت الذي كانت تهان كرامتهم وتداس آدميتهم.. ويكون أول رد للجماعة الآن هو محاولة تحويل قلعة الحريات في مصر إلى ناد اجتماعي يهتم فقط بتقديم خدمات حتى باتت هي الأخرى في خبر كان.
    كنت أتوقع من السيد نقيب الصحافيين أن يخرج علينا بعد لقائه مع الرئيس محمد مرسي الذي يضيق ذرعاً بأي نقد ولا يحتمل أي انتقاد له، ويعلن أنه طالب الرئيس بالتراجع عن سياسة القمع التي تمارس ضد الإعلاميين خاصة المعارضين لسياسة الجماعة.. وكيف يفعل ذلك نقيب الصحافيين وهو واحد من الجماعة التي تقوم أفرادها بالسمع والطاعة وتطبيق البيعة؟

    هل يحل الدعاء مشاكل
    مصر الاقتصادية؟

    هذا السؤال يطرحه في جريدة 'الوطن' د. محمود خليل: لا بأس بالطبع من الدعاء، لكنه ليس بحال أساساً لحل المشكلات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والداخلية والخارجية وغيرها، خصوصاً أن الأمر يتحول في بعض الأحوال إلى حفلات بكاء ينخرط فيها الداعي والمؤمنون من ورائه. ومؤكد أنك تعلم أن البعض يحرص على صلاة التراويح في رمضان في مسجد معين، لأن الدعاء الذي يردده الإمام هناك يهزُّه هزاً ويدفعه إلى البكاء، وربما يهمل الشخص الذي يحرص على الصلاة في هذا المسجد أداء فرض العشاء، لكنه يهرول مسرعاً لحضور سنة 'التراويح'! ربما يمارس البعض وهو يبكي في إطار هذا 'الطقس الخاص' نوعاً من العلاج النفسي، قد يكون، ولكن هل يعني ذلك أن مشكلاته الأرضية قد حُلت؟ بالطبع لا!
    الدعاء في جوهره عبادة، والعبادة التي لا يصدقها عمل أو لا يظهر لها أثر ملموس في حياة المؤمن غير مجدية، فمن لم تنهه صلاته عن المنكر فلا صلاة له، ومن لا يعلّمه رمضان التقوى، فليس له من صيامه إلا الجوع والعطش. هكذا الدعاء أيضاً إذا لم يكن مشفوعاً بعمل فلن يجدي في واقع الإنسان شيئاً، والانخراط فيه بالطريقة التي يؤدي بها بعض المصريين لا يعني سوى المزيد من التردي في الواقع المعيش مهما بحّ صوتهم بالدعاء. لقد ظل أئمة المساجد يدعون على أمريكا وإسرائيل سنين طويلة، فلا هُزمت أمريكا ولا زالت إسرائيل، وما استطعنا أن ننال منهما إلا بأيدينا التي أصابها العطب والوهن رغم إفراطنا في الدعاء! ولله در أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين قال: لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ثم يقول: اللهم ارزقني، وهو يعلم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة. الحياة أساسها السعي وليس الدروشة بالدعاء ولا بحفلات البكاء.

    مرشد الجماعة: 70 مسلسلا
    تفسد على المصريين صومهم

    أكد د . محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ان هناك معوقات من خارج الإنسان يتعرض لها الناس خلال شهر رمضان الذي يتضمن مشروعا للتقوى، وأن شياطين الإنس الذين يزينون المعاصي ويسرقون الأوقات الغالية واللحظات الثمينة هم السبب الرئيسي في افساد مشروع التقوى في هذا الشهرالكريم قائلا ' هل يُعقل أن يعد لشهر رمضان سبعون مسلسلا؟ ! من أين يأتي الصائم بوقت لمتابعة كل هذا؟ ! إنها خطة متعمدة لتسرق وقت الإنسان وتحرم الأمة كلها من ثمرة المشروع الكبير وهي ( تحقيق التقوى )'. وقال بديع في رسالته الاسبوعية إن من أعظم القربات في هذا الشهر الكريم إدخال السرور على بيوت المسلمين ببذل المال والصدقات وسد حاجات المحتاجين وتفريج كرباتهم قائلا ' ولعلنا في ( مشروع المائة يوم ) نستطيع أن نفعل الكثير وأن نطرق أبواب الخير جاهدين لإصلاح البلاد وشؤون العباد ... ولا يقل هذا بحال من الأحوال عن عبادة الصوم والصلاة بل الاعتكاف . واضاف المرشد العام ان الدعاء واجب بأن ينصر الله إخواننا المستضعفين في سورية وأن ينصر المضطهدين في بورما وفلسطين وكشمير وبنغلاديش وكل بقاع الأرض .

    نجل الرئيس يهدد
    الاسرائيليين بالحذاء

    وجه أحمد محمد مرسي، نجل الرئيس، رسالة إلى أصحاب الإعلان الإسرائيلي الذي وصفه بـ'الصهيوني المسيء للرئيس محمد مرسي '، وجاء نصها على صفحته الشخصية بـ ' فيس بوك ' كالتالي ' مضى زمن التبعية وليس لكم إلا الحذاء يا أبناء القردة والخنازير، اليوم تسخرون من رئيسنا وغدا لناظره قريب.. سندعم نحن كل المصريين الأحرار والقوى المجاهدة المقاومة بفلسطين بالدعاء والتبرعات والمقاطعة '. ويروج الإعلان الإسرائيلي لبناء هيكل سليمان من جديد، على أنقاض المسجد الأقصى من خلال اطفال يجسدون بالرمال نموذجا لهيكل سليمان ثم يقومون بجذب والدهم الذي كان يطالع احدى الصحف وبعد حضوره يلقي بالصحيفة التي تحمل صورة الرئيس محمد مرسي على الارض ويختتم الإعلان بعبارة الاطفال مستعدون.
    ونبقى مع الرئيس ومقارنة بينه وبين اللمبي وردت على لسان أشرف الصباغ في جريدة 'التحرير': المصريون غارقون في مناقشات بيزنطية حول ما تكتبه الصحف وتبثه القنوات التليفزيونية، وما يتسرب من أخبار ومعلومات وتصريحات. والقوى السياسية، المليئة بالجنرالات والقادة والرؤساء، غارقة في ما يغرق فيه الشعب، ومستغرقة أيضا في التشرذم والتفتت ومناقشة تفاصيل لا تمثل إلا الفتات الذي تلقي به القوتان الرئيسيتان لهم. إذن، فما ذنب الرئيس هنا؟! وما ذنب مكتب الإرشاد وجماعة الإخوان المسلمين؟ وما ذنب المجلس العسكري والفلول وبقية أجهزة الدولة العميقة؟ هذا الكلام موجه بالدرجة الأولى لمن يعارض الإخوان، ولمن يعارض المجلس العسكري. أما الذين يقفون مع الإخوان فهنيئا لهم، لأنهم أكثر واقعية واعترافا بأن المشهد السياسي في مصر لا يمكن أن يأتي بأفضل من ذلك. وفي ما يتعلق بمن يدعم المجلس العسكري، فالأمر لا يختلف كثيرا، لأن المجلس هو أحد وجوه الإخوان وأحد وجوه مبارك، ولكن يبدو أن توزيع السلطة يتطلب جهداً كبيراً في اتجاه خلط كل شيء وافتعال معارك وهمية وصراعات شكلية. رئيس الدولة هو نتاج المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي والفني والإبداعي فيها. وهو يعكس كل جوانب هذا المشهد، مثلما عكس فيلم 'اللمبي' وضع مصر في كل المجالات، وأضحكنا كلنا على أنفسنا وعلى ما آلت إليه الثقافة والفن والإبداع والأحوال الاجتماعية والسياسية. الرئيس الذي يحكم مصر الآن لم يأتِ من مدغشقر أو النرويج أو كوالالمبور، بل من مصر نفسها ومن برلمانها ومن جامعتها، بالضبط مثل المواطن اللمبي البسيط الذي أمسك بالمرآة وجعلنا ننظر إلى أنفسنا ونضحك حتى البكاء.

    الاخوان ينصحون خلفان
    بالكف عن اطلاق التخاريف

    في اول رد فعل لقيادات الاخوان على تصريحات رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان التي هاجم فيها الاخوان مجدداً وصف المهندس سعد الحسيني عضو مكتب شورى الاخوان وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة التصريحات بأنها استمرار لمسلسل التخاريف التي بدأها خلفان منذ فترة ولا تعبر الا عن رأيه وانها لا تخرج عن تخاريف من موظف صغير ، مشيرا الى ان هذه التصريحات لا يمكن ان تعكر صفو أو تنال من متانة العلاقات بين مصر واشقائها العرب وفي مقدمتهم دولة الامارات . وطالب الحسيني خلفان بضرورة ان يكف عن مثل هذه التصريحات والكلام الخاطىء الذي لا اساس له من الصحة سوى ما يخيل له عقله من افكار بعيدة عن الواقع أكد د. حسن البرنس عضو حزب الحرية والعدالة والوكيل السابق للجنة الصحة بمجلس الشعب ان د.محمد مرسي رئيس الجمهورية اعلن مرارا وتكرارا ان الثورة المصرية غير قابلة للتصدير، واننا لن نتدخل ابدا في الشؤون الداخلية لأي من دول العالم لاننا لا نقبل تدخل أحد في سيادتنا الوطنية، ومهمة د. مرسي والحكومة القادمة هي إعادة بناء الدولة المصرية، لافتا إلى أن الأساس الذي يربط بين مصر وكل الدول هو الاحترام المتبادل ورعاية المصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
    وكان الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي قد صعد من هجومه ضد جماعة الاخوان المسلمين لأقصى درجة قائلا ' دول الخليج خط أحمر ' ولا يمكن أن نسمح بتسلل أفكارهم إلى مجتمعاتنا، واصفا هذه الأفكار بأنها تحدث الفتنة والبلبلة في المجتمعات، وأن دول الخليج ستكون مقبرة لهم . واتهم قائد شرطة دبي ' الاخوان ' بالعمالة للغرب وتلقيهم أموالا ودعما من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن الغرب وأمريكا يتسترون خلف دعاوى الديمقراطية لينهبوا ثروات المنطقة.

    أخيراً بابا جديد للأقباط في نوفمبر

    أعلن الأنبا مرقص اسقف شبرا الخيمة رئيس لجنة القيد أن انتخابات البابا الجديد ستجري في شهر نوفمبر المقبل، وهو نفس موعد اعتلاء البابا شنودة الثالث للكرسي البابوي . وأشار إلى أنه ســــيتم فتح باب الطعون على الناخبين الذين تم تعليق كشوف بأسمائهم في الكاتدرائية وفي الكنائس لمدة اسبوعين يوم 6 أغسطس ولمدة 15 يوما، ثم تبت لجنة انتخاب البابـا الجديد في الطعون خلال 15 يوماً أخرآ، ثم تعلن أسماء المرشحين للكرسي البابوي لمدة 15 يوما قبل أن يفتح باب الطعون عليها لمدة شهر، ثم تنظر اللجنة البت في الطعون خلال 15 يوما قبل أن تعلن الأسماء النهائية للمرشحين لاعتلاء الكرسي البابوي . وينتظر ان تتم تصفيتهم الى 5 أو 7 مرشحين تجري بينهم الانتخابات وتجري القرعة الهيكلية على الثلاثة الحاصلين على اعلى الاصوات في شهر نوفمبر وبعدها يتم اعلان البابا رقم 119 خلفا لقداسة البابا شنودة الثالث. وقال : إن إجمالي عدد الناخبين الذين لهم حق التصويت في انتخابات البابا الجديد بلغ 2600 ناخب، يشملون الأساقــــفة ووكلاء المطرانيات ورهبان وراهبات الأديرة والأراخنة من داخل مصر وخارجها . من بينهم 139امرأة، منهن 29 راهبة، و6 وزراء سابقين وحاليين، و6 من أعضاء مجلس الشعب سواء في الدورة الأخيرة أو الدورات السابقة، بالإضافة لعدد من رجال الأعمال .

    هل يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟

    لا يزال كثير من الكتاب يواصلون الهجوم على اللواء عمر سليمان الذي ووري جسده الثرى وهو ما هال الكاتبة إسعاد يونس في 'المصري اليوم' والتي كتبت ترثيه: رحم الله اللواء عمر سليمان.. لقد انتقدت هذا الرجل بشدة في حياته.. ووجهت إليه كلاما لاذعا سخيفا معبرة عن رأيي في قراراته السياسية الأخيرة والتي كانت تمس الوطن.. لكننا في بيوتنا التي تربينا بها تعلمنا أن المتوفى لا تجوز عليه إلا الرحمة وأن الألسنة تخرس ويموت الكلام مع موت الشخص.. لذلك توقفت كثيرا عند هوجة الشماتة في موته وكم الألفاظ ال########ة السوقية التى قيلت عنه وهو يرقد في كفنه.. والتي خرجت في شكل خطب وفتاوى وحنجوري م الغليظ قوى من السادة منافيخ الكلام اللي ربنا بلانا بيهم.. كأن الذين أطلقوها مااتربوش ف بيوت أصلا.. الراجل يعملكو إيه أكتر من كده؟ مات.. يعمل إيه تاني؟ إيه وجه الرجولة في سب جثة؟ عمري ما شفت ناس متغاظين من واحد.. يقوم لما يموت يقفوا على جثته ويقولوله 'أحسن'.

    --------------------

    مقالات


    في الصميم

    الصدمة‮..!!‬

    28/07/2012 08:52:53 م




    [email protected] - بقلم : جلال عارف


    جلال عارف



    بقدر الصدمة التي احدثها اختيار الدكتور هشام قنديل لرئاسة الحكومة،‮ ‬بقدر ما اصبحت الامور اكثر وضوحا،‮ ‬وبقدر ما اصبحت المواقف محددة‮!!.. ‬واذا كانت بعض القوي السياسية قد تصرفت حتي الان وكأنها لم تتعلم من الماضي،‮ ‬واذا كانت قوي اخري قد تعرضت للخداع او حكمتها البراءة السياسية والنقاء الثوري‮.. ‬فان ذلك كله ينبغي ان يصل الي نهايته،‮ ‬فنحن امام مرحلة لم يعد يجدي فيها تجاهل الحقائق،‮ ‬والجري وراء الاوهام‮.. ‬بينما الوطن يمضي الي المجهول‮!!‬
    الصدمة من اختيار الدكتور هشام قنديل لرئاسة الحكومة ليست انتقاصا من موظف كفؤ ورجل طيب‮.. ‬ولكن هل هذا هو الشخص المطلوب لهذا الموقع في هذا الوقت الذي يمر به الوطن بازمة طاحنة،‮ ‬ويسعي‮- ‬في نفس الوقت‮- ‬لتأسيس عهد جديد يطلق طاقات الابداع في هذا الشعب العظيم ليبني الدولة التي يحلم بها؟‮!‬
    الاخ الرئيس مرسي سبق ان تعهد بان يكون رئيس الحكومة‮ »‬شخصية وطنية مستقلة مشهودا لها بدورها الوطني،‮ ‬وقادرة علي تحقيق الوفاق الوطني‮«.. ‬والفارق بين ما تعهد به الاخ الرئيس،‮ ‬وبين اختيار هشام قنديل،‮ ‬ليس له من نتيجة الا مشاعر الصدمة والاحباط عند الجماهير،‮ ‬وعند الاطراف السياسية التي تعهد امامها،‮ ‬حين كان يحتاج لدعمها في معركته الانتخابية‮!‬
    علينا‮- ‬بعد ذلك‮- ‬ان نتوقع ان باقي تعهدات الاخ الرئيس بهذا الشأن سيكون مصيرها نفس المصير‮.. ‬وان الحديث عن‮ »‬تشكيل الحكومة من شخصيات تعبر عن القدرة والكفاءة المشهودة من ناحية،‮ ‬وان تعكس من ناحية اخري التعددية السياسية الوطنية‮« ‬سيتم ترجمته الي حكومة من صغار كبار الموظفين،‮ ‬او من كبار صغار الفنيين،‮ ‬حكومة يسودها تيار واحد،‮ ‬ويتحكم فيها حزب الحرية والعدالة،‮ ‬وهذا طبيعي بوصفه حزب رئيس الجمهورية‮.. ‬بعيدا عن‮ »‬التعهدات‮« ‬التي لم تتعلم باقي القوي الوطنية حتي الان،‮ ‬انها لا تساوي الحبر الذي تكتب به‮!!‬
    هذه حكومة لن يكون في مقدورها اتخاذ القرار في اي قضية اساسية‮. ‬والمفترض ان يكون القرار في يد رئيس الجمهورية،‮ ‬لكن الاسابيع الماضية علمتنا ان القرار الحقيقي في مكان آخر،‮ ‬وانه يصدر حتي لو دفع الرئيس ثمنه من مكانته ومن مصداقيته لدي الاطراف التي اعطاها تعهداته،‮ ‬او لدي الشعب الذي صدّق حديث المصالحة الوطنية‮!!‬
    أسوأ ما يمكن ان يحدث للثورة بعد عام ونصف‮.. ‬ان تأتي حكومة قنديل يتذكر الناس حكومة احمد نظيف‮!! ‬وان يرث مكتب الارشاد مكان لجنة السياسات‮!! ‬وان تسير الامور الي محنة حقيقية بينما البعض مازال يتحدث عن التوافق،‮ ‬والبعض يتسلي بحديث التعهدات‮!!‬



    ------------------

    ! علي مزاجي



    28/07/2012 10:44:20 م




    بقلم : سعىد إسماعىل


    سعىد إسماعىل



    علي الارصفة.. وفي التاكسيات والميكروباصات.. وحول ترابيزات القهاوي.. وداخل البيوت ايضا.. لا حديث للناس الا عن »الأخ« هشام قنديل، الذي كان تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة مفاجأة للجميع..
    يقولون..
    معقول؟.. هذا الرجل المتخصص في الري والصرف، والترع والقنايات، ما له ومال كل هذه البلاوي المتلتلة التي تعاني منها مصر المحروسة؟..
    ماذا سيفعل هذا الرجل حديث العهد بالسياسة ودهاليزها في مواجهة الصراعات بين الائتلافات والحركات والاحزاب والجمعيات التي تريد كل منها هبر ما يمكن هبره والفوز بكل ما يمكن الفوز به؟!
    ماذا سيفعل هذا الرجل الهاديء المبتسم في مواجهة الانفلات الامني الذي يسود الآن كل ارجاء هذا البلد الذي كان آمنا؟!
    كيف سيواجه هذا الرجل مافيا الميكروباصات، وعصابات الباعة الجائلين الذين استباحوا حرمة اهم واعرق شوارع القاهرة.. وحولوها الي مزابل، ومواقف عشوائية، يختلط فيها المطحونون بالبلطجية والافاقين والحرامية والنشالين؟!
    هل سيتمكن من القضاء علي سرقة السولار وتهريبه الي غزة؟.. وهل سيكون في وسعه توفير اسطوانات البوتاجاز لمحدودي الدخل الغلابة؟.. وهل سوف يتمكن من حل ازمات الرغيف والقضاء علي الطوابير الطويلة امام الافران؟..
    كيف سيواجه هذا الغلاء الرهيب في اسعار السلع الضرورية، وكيف سيوفرها للذين يحتاجونها ولا يستطيعون الحصول عليها؟!.. وكيف سيقضي علي ازمات انقطاع الكهرباء والمياه التي لم يكن الناس يألفونها قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير المباركة؟!
    هل ستكون من اولي واجباته ازالة القمامة من كل شوارع مصر تنفيذا لما وعد به الرئيس محمد مرسي في برنامجه الانتخابي؟.. وهل ستكفيه المدة الباقية من المائة يوم لتحقيق ذلك؟!
    أنا مشفق علي هذا الرجل.. وأدعو له بالتوفيق من أعماق قلبي، ليتمكن من تحقيق كل ما ينتظره الشعب الطيب.. وكان الله في عونه وفي عون الشعب ايضا

                  

07-30-2012, 05:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    44‮ ‬حزبا وائتلافا ومنظمة حقوقية ترفض هيمنة الإسلاميين علي تأسيسية الدستور



    29/07/2012 10:19:26 م




    كتب ماركو عادل ومصطفى ىونس‮: ‬


    في محاولة اخري لرفض هيمنة تيار الاسلام السياسي‮ ‬علي الدستور الجديد‮ ..‬صعد‮ ‬3‮ ‬أحزاب و41‮ ‬ائتلافا ومنظمة وحركة قبطية وحقوقية ومدنية رفضهم القاطع لمحاولات تحويل الوطن الي دولة‮ "‬دينية طائفية‮" ‬علي حد وصفهم في الدستور الجديد‮ ..‬حيث اصدرت المنظمات بيانا شديد اللهجة وقعت عليه عدد من الحركات والمنظمات القبطية والمدنية‮ ..‬مؤكدين ان البيان يفضح محاولات التيار الإخواني والسلفي في الجمعية التأسيسية للدستور صياغة دستور يعود بمصر مئات السنين إلي الوراء خاصة ما يتعلق بحقوق وحريات الفكر والاعتقاد،‮ ‬مما يثبت صحة موقف الكثير من القوي السياسية التي آثرت الانسحاب منها لهيمنة تيارات الإسلام السياسي عليها،‮ ‬ولعدم تمثيلها لكل مكونات الشعب المصري من تيارات سياسية وفئات اجتماعية‮. ‬
    وانتهي البيان‮ ‬إلي رفض المزاعم التي تروجها التيارات المتطرفة التي تصور‮ »‬الدولة المدنية‮« ‬باعتبارها معادية للدين وضرورة النص الدستوري علي أن تمثل مواثيق واتفاقيات ومعاهدات حقوق الإنسان الدولية جزءا لا يتجزأ من المنظومة التشريعية والقانونية فيما يتعلق بالحقوق والحريات بالاضافة الي المطالبة بإضافة مادة إلي الدستور الجديد تمنع وتجرم بشكل صريح التمييز علي أساس الدين أو العرق أو الجنس أو الأصل الاجتماعي وغيرها مع‮ ‬التأكيد علي أن الدستور هو وثيقة توافقية وعقد اجتماعي يضع أسس التعايش المشترك بين أبناء الوطن‮ ‬بدون مغالبة أو‮ ‬احتكار من أحد‮.‬


    ---------------------

    أبو العلا ماضي في المنيا‮ :‬

    لا دور للجيش في الحياة السياسية‮ ‬

    29/07/2012 10:18:43 م




    المنىا‮ - ‬مىنا سامى‮: ‬




    أكد أمس المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط وعضو اللجنة التأسيسية‮ ‬لكتابة الدستور أن الجيش المصري لن يكون له أي وضع خاص بالدستور الجديد كما أشاع البعض و أنه سوف تنص مواد الدستور الجديد علي ان مهمة الجيش هو حماية حدود البلاد وتأمينها والدفاع عنها ضد أي عدوان خارجي ولن يكون له دور في الحياة السياسية‮ . ‬وقال انه تم الاتفاق داخل لجنة الدفاع و الأمن القومي بلجنة كتابة الدستور أن تكون ميزانية الجيش مقسمة إلي قسمين الأولي ميزانية عامة‮ ‬،‮ ‬تخضع للقانون العام ويمكن الاطلاع عليها ونشرها وهي الخاص بالمشروعات الاقتصادية الخاصة بالجيش‮ . ‬اما القسم الثاني فهو خاص بتسليح الجيش وشراء الأسلحة والمعدات وسوف تناقشه لجنة خاصة مكونة من‮ ‬18‮ ‬شخصا نصفهم من لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب والنصف الأخر من العسكريين‮ . ‬جاء ذلك خلال المؤتمر الجماهيري الذي نظمه حزب الوسط بنادي السكك الحديدية بمحافظة المنيا وحضره رئيس الحزب والدكتور محمد محسوب أمين مساعد الحزب وعدد من الشخصيات العامة والحزبية بالمحافظة‮ . ‬وعن المادة الثانية في الدستور الجديد قال ماضي ان نصوص المادة موجهة الي المشرع وليس المواطن فتنص المادة علي ان المبادئ الأساسية للشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع و يجب ان يراعي المشرع أثناء صياغة القوانين عدم وجود نص يخالف تلك المادة‮ . ‬كما ستنص علي ان يحتكم‮ ‬غير المسلمين لشرائعهم الخاصة في أحوالهم الشخصية وهو كان مطلبا أساسيا لهم طوال السنوات الماضية‮ .‬وعن وضع جهاز الشرطة في الدستور الجديد قال ان الدستور الجديد سوف تنص مواده ان ولاء الشرطة للشعب أولا والدستور ثانيا والقانون ثالثا‮ . ‬حتي لا يتحول جهاز الشرطة أداة في يد الحاكم يقمع به معارضيه‮. ‬وأكد ماضي انه يدعم الرئيس‮ ‬مرسي خلال الفترة الحالية لأنه منتخب بإرادة شعبية وعبر انتخابات حرة ونزيهة‮.‬


    --------------

    د‮. ‬عبدالرحمن البر‮ »‬للأخبار‮«:‬

    الإخوان لا تنوي إقامة وطــن بديل لأحد في سيناء

    29/07/2012 10:14:50 م




    كتبت هاىدى الدسوقى‮:‬


    ‮> ‬د‮. ‬عبدالرحمن البر
    اكد د‮. ‬عبدالرحمن البر عضو مكتب الارشاد لجماعة الإخوان المسلمين ان مكتب الارشاد لم يتدخل من قريب أو بعيد في حركة تنقلات الشرطة وان كل ما أثير حول هذا الموضوع الشائك يهدف الي اثارة الرأي العام ضد مكتب الارشاد بصفة خاصة وجماعة الاخوان المسلمين بصفة عامة‮. ‬صرح بذلك‮ »‬للأخبار‮«. ‬وحول ما يتردد حول رغبة جماعة الاخوان المسلمين في اقامة وطن بديل في سيناء قال البر ان هذا الكلام عار تماما من الصحة حيث ان جماعة الاخوان المسلمين لا تسعي الي تفريق الوطن الواحد بل تسعي دائما إلي لم الشمل وتوحيد الصف ونهضة مصر‮.‬
    وعن الصفة التي قابل بها د‮. ‬محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية قال عبدالرحمن البر ان أي شخص من حقه زيارة مكتب الارشاد،‮ ‬فالمرزوقي رئيس تونس قام بزيارة حمدين صباحي‮ »‬ولا هو حرام علينا وحلال عليهم‮«.‬




    ---------------------


    القوات المسلحة تؤكد عدم تدخل أي جهة لتعيين وزير الدفاع..
    وحكومة 'المية تروي العطشان'
    حسنين كروم
    2012-07-29


    القاهرة - 'القدس العربي'


    واصلت الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد، متابعة أخبار وتوقعات التشكيل الوزاري والاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف الدكتور هشام قنديل وهو وزير الري في حكومة الدكتور كمال الجنزوري، وهو ما أثار غضب أحد الأزواج إلى درجة ان بخار الغضب رآه زميلنا الرسام في 'أخبار اليوم' هاني شمس، يخرج منه، ورسمه وزوجته تضحك وهي تقدم له القهوة، وتقول: مش فاهمة أنت زعلان ليه؟ هي الديمقراطية كده، لازم تقبل الرأي، والرأي الآخر.
    وما ان شاهد زميلنا والكاتب الساخر بجريدة 'روزاليوسف' هذا الرسم يوم السبت حتى قال في اليوم التالي - الأحد - 'هل يمكن أن تحكم على حكومة وزير المية تروي العطشان، وتطفي نار الجربان، الجديدة والتي نفخ الله فيها وبعثها من العدم وفي الوقت الذي لم يعد الناس يشعرون فيه بالحاجة إلى حكومة طالما مولانا المرشد العام موجود وحسه في الدنيا، ومولانا خيرت الشاطر شغال بروحين وبقية المشايخ في مكتب الارشاد الذين يسهرون بعد صلاة التراويح يوماتي من أجل توزيع شنط رمضان وشنط الحكومة'.
    وقول الرفاعي 'المية تروي العطشان' إشارة إلى أغنية الفنان الراحل محمد عبدالوهاب، المية تروي العطشان وتطفي نار الحيران، ولا اعرف ان عبدالوهاب ذكر حكاية الجربان التي يدعيها الرفاعي، ومع ذلك أعلن ان الوزارة سيتم تشكيلها يوم الخميس، وأتوقع ان يستعين الرفاعي بأغنية الفنان الراحل محمد فوزي، ياولاد بلدنا يوم الخميس، هاكتب كتابي وابقى عريس.
    كما تواصلت عملية إزالة الزبالة تنفيذا لبرنامج المائة يوم وسط اتهامات من الإخوان بأن الأجهزة التنفيذية تعرقل خطط الرئيس، لدرجة انهم اعتبروا سرقة كابلات من مترو الأنفاق وتعطله ثلاث ساعات من أدلة المؤامرة على الرئيس.
    وإلى بعض مما عندنا وهو كثير، كثير.

    أداء الرئيس صلاة الجمعة
    في مسجد ناصر بالفيوم

    نشرت الصحف يوم السبت عن أداء الرئيس صلاة الجمعة في مسجد ناصر بالفيوم، وإلقائه كلمة بعد الصلاة، ولا أعرف ان كان اختار هذا المسجد بالذات ليكرر قوله، الستينيات وما أدراك ما الستينيات، أو لأن المدينة لا يوجد فيها مسجد اسمه مسجد حسن البنا، أو إحساس دفين داخله بالحنين له ومحاولة التشبه به في شعبيته الكاسحة؟ الله أعلم.
    لكن صديق عمر مرسي، وزميله في الدراسة وجاره في قرية العدوة بمحافظة الشرقية، عبد العظيم شلبي موجه أول بمديرية التربية والتعليم نشرت له 'المصري اليوم' يوم السبت حديثاً أجراه معه زميلنا محمد طلعت قال فيه: 'الدكتور مرسي عاش أياماً مريرة في طفولته نظراً لصعوبة الحالة المعيشية التي كان يعاني منها لكنه تغلب عليها بتفوقه الدراسي الذي كان يزيد يوما تلو الآخر، حتى أصبح طالباً مثقفاً صاحب حالة علمية خاصة تشعر بأنه يفوق مرحلته العمرية، وكانت رؤيته الدراسية تسبق عمره، وأن المصروف اليومي الذي كان يحصل عليه هو والدكتور 'مرسي' خلال المرحلة الإعدادية لم يكن يتجاوز الخمسة قروش وزادت إلى خمسة عشر قرشا بعد انتقالهما الى مدرسة أحمد عرابي في الزقازيق خلال المرحلة الثانوية، ويتذكر عبدالعظيم أيام نكسة 1967 بعد أن تعرضت مصر لحرب شرسة على يد الدولة الصهيونية لافتاً إلى أنهما كانا في أولى ثانوي وقت الحرب وكان 'مرسي' يبكي ليلا ونهارا بسبب الهزيمة وحاول الهروب من منزله ليسلم نفسه للجيش ليحارب مع الجنود البواسل ليشاركهم في تحرير الأرض، ومرسي كان في هذا الوقت متيماً بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر وكان يعشقه. على الدكتور مرسي الخروج من هذا المطب السياسي بشكل لائق عن طريق عقد جلسة مع قيادات الجماعة خاصة المرشد وخيرت الشاطر وأن يقول لهما لابد أن تلقيا مصالحكما الشخصية خلف ظهوركما وتضعا مصالح البلاد والعباد فوق كل شيء حتى تستعيد الدولة مكانتها السياسية والاقتصادية بين دول العالم، وأنه أعطى صوته إلى الدكتور مرسي في انتخابات الرئاسة بسبب العيش والملح والعشرة الطويلة، وليس لأنه يؤيد مرشح جماعة الإخوان المسلمين. ورفض صديق الرئيس الاتهامات الموجهة الى المجلس العسكري ومنها أنه سرق الثورة ولم يحم ثوارها ويقول بالعكس المجلس العسكري فعل عكس ما يتردد من شائعات بحمايته للثورة والوقوف بجانب الشعب ضد 'مبارك'، والأخير من رجال القوات المسلحة وكان هذا من وجهة نظري لأمرين: الأول هو أن الجيش فضل الشعب على 'مبارك' والثاني أنه قتل حلم التوريث الذي كان يراود جمال مبارك'.
    أيضاً، اعلنت الجبهة الوطنية التي تتكون من شخصيات عامة وقوى سياسية، والتي ساندت مرسي في الانتخابات مقابل ستة تعهدات منه انه لم يلتزم بأي منها، وتعطيه فرصة خمسة عشر يوما لتصحيح موقفه والتزام الشفافية.

    الرئيس جاء لينتقم ويصفي حسابات تاريخية

    ونبدأ بجهنم الحمراء التي تسبب الرئيس محمد مرسي بفتحها على نفسه وعلى جماعته عندما هاجم خالد الذكر بطريقة غير مباشرة، وقال عبارته في ميدان التحرير، والستينيات وما أدراك ما الستينيات - وظن انه سيفلت بها، رغم انه أراد وهو في منصب الرئيس ان يعلن انه جاء لينتقم ويصفي حسابات تاريخية، ومع قوى وأوضاع قائمة على الأرض، ومتصوراً انه سيحتمي منها بمنصبه وبجماعته، ولكن لا منصبه أو جماعته وفرا له الحماية، ولا تزال المعارك الضارية مستمرة ضدهما معاً، ففي جريدة 'روزاليوسف' يوم الأربعاء، قال زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' نصر القفاص: رحل الزعيم جمال عبدالناصر قبل أكثر من أربعين عاماً وترك في حسابه الخاص مبلغ ستمائة وعشرة جنيهات فقط، ومهما بالغنا في حساب الفارق بين هذا الزمن وتلك الأيام التي نعيشها، سنجد أن ما يحصل عليه الدكتور، 'أحمد فهمي' رئيس مجلس الشورى ويصل إلى مائة وخمسة وسبعين ألف جنيه في الشهر، ربما يساوي ثلاثة أو أربعة أضعاف ما حصل عليه 'جمال عبدالناصر' طوال حياته العملية منذ تخرجه في الكلية الحربية، وحتى رحيله رئيساً وزعيماً مرموقاً، والقياس مع الفارق الرهيب بين كليهما، يدفعني إلى النظر على الدكتور 'سعد سرور' رئيس البرلمان المنعدم، فهو يتحرك بسيارة يتجاوز ثمنها المليون ومائتي ألف جنيه، ويستمرىء نفقاتها على حساب الدولة من أموال دافعي الضرائب، كما يفعل قرينه في مجلس الشورى، إضافة إلى العشرات من الذين انتخبهم الشعب، لكي يتقوا الله في الفقراء والمعدمين'.

    ريادة ثورة يوليو عربياً وإسلامياً

    وأحمد فهمي رئيس مجلس الشورى هو من الإخوان شأنه شأن الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل، وفي أخبار نفس اليوم قال زميلنا علاء عبدالوهاب: 'في ذكراها الستين لا تحتاج ثورة يوليو للإشادة وهي جديرة بها أو القدح وفيه كثير من التجاوز وتغييب الموضوعية بقدر ما تحتاج بعد الإقرار بأنها ثورة عظيمة بإنجازاتها وأخطائها إلى رؤية نقدية شاملة لكل جوانبها وفي السياق التاريخي والتحديات التي أحاطت بها وواكبتها منذ انطلقت وحتى وفاة الزعيم عبدالناصر، ريادة ثورة يوليو عربياً وإسلامياً ودورها في إعادة صياغة وضعية العالم الثالث وصولا إلى تأثيرها الذي لا يمكن إنكاره إلا من جاحد في تغيير وجه العالم'.

    نفايات اليسار والشيوعيين

    لكن في اليوم التالي - الخميس - سمعت صوت إخواني مسكين يصرخ بدون وعي واتضح انه زميلنا لطفي عبداللطيف ويقول في 'الحرية والعدالة': 'أراد 'بعض' نفايات اليسار والشيوعيين ومن يتمسحون بشعارات عبدالناصر والناصرية ان يقيموا 'مولداً' ومزاداً للشجب والاستنكار ضد مخالفيهم والتوجه الى ذكرى 23 يوليو، بل أقام 'البعض' منهم 'حفلة زار' ومنهم من حمل على كتفه 'وزة' أو 'بطة' صار يجوب بها الفضائيات أو أمسك بدف أو طبلة وسط دخان البخور الفاسد منتهي الصلاحية ليشتم ويسب المعادين لثورة يوليو وقادتها وانجازاتها ومن لا يريدون الاحتفال بها، وكأنها 'صنم' يعبد من دون الله، ومن لا يحتفي أو يحتفل بيوليو وسدنتها، فقد كفر وخرج من الملك، والأغرب من ذلك أن أصحاب 'مولد 23 يوليو' هم أول من يعادون الثورة وأهدافها وأكثرهم كانوا مجرد أدوات لمبارك والسادات ومنهم من شارك في جرائم التزوير وكانوا من أعدى أعداء الديمقراطية، وحكم الشعب والاحتكام لصناديق الانتخابات ومنهم من وضع نفسه في ركب العسكر ضد آمال وطموحات الشعب وتورط في جريمة الإعلان الدستوري المكمل الذي يحول 'المجلس العسكري' الى نصف إله، ومنهم من طالب علانية بانقلاب عسكري ضد نتيجة الانتخابات ومن وضع نفسه في 'خدمة شفيق'.
    واستعان 'أصحاب المولد' بأبناء بعض ضباط 23 يوليو لإضفاء الديكور على الصخب والشغب للإعلاميين الذين تركزوا في إهالة التراب على الإسلاميين والإخوان بصفتهم أعداء 'الثورة المجيدة'.
    أبناء بعض ضباط يوليو؟ انه يقصد المهندس عبدالحكيم عبدالناصر ابن خالد الذكر والدكتورة هدى؟ وعلى العموم فإن العصبية الشديدة أصابت فريقاً كبيرا من المحظورين سابقاً وأصحاب الاكثرية حالياً والأغلبية إذا ضممنا إليهم حلفاءهم السلفيين، لكن وكما قلنا من قبل ونعيد التذكير ان صدمتهم كانت في اكتشافهم ان أغلبيتهم هذه المرة في مجلس الشعب، وأن من انتخبوهم يحبون خالد الذكر، ويفصلون بين هذا وذاك، أي هذه نقرة وتلك نقرة.

    بفضل عبدالناصر ابن الفلاح صار رئيسا

    وعلى كل فقد أرادت زميلتنا الجميلة منال لاشين أحد نائبي رئيس تحرير 'الفجر' تذكير لطفي بالحقيقة التي تحاصرهم وهي: 'بعد ستين سنة من الثورة أصبح ابن الفلاح البسيط المجاهد، رئيس جمهورية، وسكن القصر الذي ما كان يجرؤ على الاقتراب من شارعه لولا ثورة يوليو وانجازات زعيمها جمال عبدالناصر'.
    طبعاً، طبعاً، وهل يجرؤ أي محظور سابق انكار ذلك؟
    ولكن الانصاف يقتضينا الإشارة هنا إلى أن هناك جناحا داخل الجماعة استاء من بدء المرشد العام والمتحدث باسم الجماعة محمود غزلان وخيرت الشاطر، واتباعهم، ثم الرئيس، الحملة ضد ثورة يوليو، وما ترتب على ذلك من معارك لن تنتهي وستخرج منها الجماعة خاسرة، بالإضافة إلى انها عملية مفتعلة، لأن الجماعة كانت قد وصلت إلى ما يشبه المصالحة، مع التيار الناصري من سنوات، ولدرجة أن الموجة الأولى التي اصطدمت بالثورة في عام 1954، فإن من أفرادها وعلى رأسهم المرشد العام السابق خفيف الظل محمد مهدي عاكف كان قد اتخذ موقفاً تصالحيا وصرح أكثر من مرة أثناء عهد مبارك وهو في منصبه كمرشد عام، انه لا يمكن مقارنة مبارك بعبد الناصر أبدا، وأنه كانت هناك ايجابيات أضاعها مبارك، لكن مجموعة الموجة الثانية والصدام 1965 والتي أصبحت تتحكم في الجماعة تشتعل بالرغبة في الثأر، وتعتقد ان الفرصة جاءت لثأرها الحقيقي، كما نبهنا وكما سنظل نلفت الانتباه مع ما يمثله خالد الذكر، ويقف كالحائط أمام مشروعهم، تقف لهم العروبة والوحدة العربية على أساس قومي ضد وهم الخلافة الإسلامية، وتقف لهم العدالة الاجتماعية، بجذورها الاشتراكية ضد تجارهم وتجار السلفيين، العداء لعبدالناصر ليس مع تاريخ ورجل مات، لكنه مع تراث ومشروع موجود يهدد مشروعهم، ويقتضي الانصاف أيضاً الإشارة الى ان هناك عناصر عديدة داخل الجماعة والتي تركتها ترفض هذا التوجه وتقدر للثورة وزعيمها ما فعلاه، مثل صديقنا ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان الذي أعلن رأيه بوضوح، وهو موقف مجموعة حزب الوسط التي انشقت عن الجماعة، ومجموعات أخرى، والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، وهناك آخرون داخل الجماعة يريدون إرضاء ضمائرهم وعدم إغضاب قيادة تجار الجماعة، مثل الدكتور جمال حشمت، عضو مجلس شورى الجماعة الذي كتب في الحرية والعدالة يوم الأربعاء يقول: 'أدت ثورة يوليو دورها بما لها وما عليها وقد كان أثرها عظيماً في مصر وخارجها، وهنا لا يمكن أن ننسى واحداً ممن يعشقون هذه الثورة ويتعايش معها بشكل دائم وهو الأستاذ حمدين صباحي، فقد أجرى مراجعة منصفة لمسار الثورة وأزعجه غياب الديمقراطية طوال تاريخها بل اعتذر عن القسوة في معاملة الخصوم وهو ما سمعته منه شخصيا وأعلنه كثيرا وأعتقد ان ذلك ينهي أي خصومة مع الثورة بشكل عام وتبقى النفوس والقلوب بين يدي الرحمن يقلبها كيف يشاء'.
    وهذا كلام جميل وشريف، ولكن سيزداد جمالا وأمانة، لو اعترف هو ايضا بأخطاء جماعته، اللهم إلا إذا قدمهم بأنهم ملائكة وليسوا بشراً.

    مرسي انتصر لثورة
    23 يوليو دون خطب

    أيضا في نفس العدد، فإن زميلنا الإخواني خفيف الظل سليمان قناوي الذي أحس انه يدخل في صراع مع نفسه لكبت عواطفه نحو الثورة وخالد الذكر، حتى لا تظهر عليه وتكشفه أمام قادة الإخوان، قال: 'انتصر الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية لثورة 23 يوليو دون خطب أو كلام حنجوري حين اجتمع مع ممثلي عمال شركة غزل المحلة ليلة الاحتفال بالذكرى الستين لثورة يوليو، ولو حدث ربع هذا الإضراب أيام وزير الداخلية الناصري جدا شعراوي جمعة لكان مصير كل هؤلاء الاعتقال والتعذيب في سجون لا يستطيع الوصول إليها أهاليهم إن عرفوا مكانهم أصلاً، ولو جرى أيضا هذا الإضراب أيام السادات ووزير داخليته النبوي إسماعيل لتغير فقط نوع السجن ومستوى التعذيب، أما إذا اعتصم العمال في عهد مبارك وحبيب العادلي لرجع مستوى التعذيب إلى أيام عبدالناصر أو كان أشد تنكيلاً. مرسي دعا العمال إلى قصر الرئاسة ليتفاوض معهم ويحاول حل مشاكلهم. يا سادة صدقوا إن مصر تغيرت فساعدوا رئيس الجمهورية على رد الحقوق الى أصحابها ورفع المظالم عن الغلابة، ما فعله الدكتور مرسي ليلة الاحتفال بثورة يوليو هو أعظم احتفاء بها'.

    عمر سليمان غادر الدنيا بالوقت المناسب!

    وإلى وفاة اللواء عمر سليمان والمعارك الدائرة حوله حيث ظهر له مدافعون كثيرون، وبعضهم استفزتهم فتوى المتحدث باسم الجهة السلفية الشيخ خالد سعيد بتحريم إقامة الصلاة على جثمانه، وفي 'وفد' الثلاثاء خصص الشاعر خفيف الظل بخيت بيومي رسالة لعمر سليمان من بين أربع عشرة في بابه - الأقوال المستباحة في النقد والصراحة، هي:
    'إلى المرحوم عمر سليمان اللي كان نائب رئيس الجمهورية
    الراجل المناسب
    يحاسب ويتحاسب
    ولا يهرب من قضاه
    ولا يحقق مكاسب
    ويغادر الدنيا
    في الوقت المناسب'.
    حقائق عن مصر الناصرية

    أما زميلنا بمجلة 'صباح الخير' طارق رضوان، فقال عنه: 'بعد كل ما رأيت أكتب عن هذا الرجل من الوضع واقفاً، مثله لا يأتي كثيرا لمصر قليلون هم من جاءوا لخدمة تلك الأمة العظيمة من يقول ان عصر فاروق كان أعظم من عصر عبدالناصر وأن الأخير ركب الموجة الملكية التي كانت سبباً في نجاحه، من يقول ذلك إما جاهل لم يقرأ التاريخ أو ممن كانت السعودية - عدوة ناصر اللدود - تمولهم لتشويه الرجل وهم بالمناسبة كثر، في عهد فاروق المريض نفسياً من سلوك أمه المشين كانت مصر هي الأعلى في نسبة مرض السل والملاريا والكوليرا على المستوى العالمي، كانت منطقة وسط القاهرة ممنوع الدخول فيها لأفراد الشعب الفقراء بل كانت حكراً على الأغنياء والأجانب وكانت نسبة الحفاة تمثل 80 ' من الشعب المصري ونسبة التعليم بين أفراد الشعب لا تتعدى أربعة في المائة من مجمل الشعب، هذا كان بعضا من عهد فاروق ملك مصر والسودان أما ناصر الآتي من أقاصي الصعيد ابن البوسطجي هو منقذ تلك الأمة من السبات العميق الذي غرقت فيه مئات الأعوام، الفقير المهموم ببناء بلاده، انه من طوع نهر النيل ببناء السد العالي وهو النهر الشرس الذي عجز عن تطويعه عتاة الحكام في مصر'.

    عمر سليمان علامة في تاريخ مصر

    ونتحول الى 'أخبار' الأربعاء، لنكون مع الكاتب والسياسي الدكتور علي السمان الذي بكي صديق عمره قائلا: 'أولاً: عمر سليمان علامة في تاريخ مصر، حينما انتشر خبر وفاة نائب رئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان عبقري الأمن القومي في مصر يوم الجمعة الماضي شعرت وكأن زلزالا وقع في عقول وقلوب كل المواطنين في هذا البلد، ظلت علاقتي وطيدة معه على مدى عشرين عاما، والتقينا كثيرا في باريس، وباتصالاتي الدولية عرفت كيف ان هذا الرجل نال احترام زملائه أولا من المسؤولين عن رئاسة الأمن القومي في بلادهم، والذين من خلالهم توثقت علاقته بعد ذلك بكثير من القيادات السياسية في الشرق والغرب، وشعرت وقيادات الأمن القومي بجانبي في انتظار أذان العصر وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على عمر سليمان، اننا كنا نستعرض التاريخ العريق لمؤسسة الأمن القومي.
    يا رفيق وصديق العمر شعرت وأنا أسمع الآلاف حولك يهتفون الله اكبر وكأن شعب مصر قد استفتى عليك يوم وفاتك، صدمت وأنا أقرأ مقال الاستاذ فهمي هويدي بعنوان 'شهادة إسرائيل له' بذلك الهجوم الظالم على عمر سليمان بعد وفاته، وفوجئت ان كل الكلمات تنطوي على عدم فهم لطبيعة وظيفة رئيس الأمن القومي، وضرورة إقامته لعلاقات متميزة مع جميع الأطراف بمن فيهم الإسرائيليون والفلسطينيون، وأقول له، انه حينما سيكتب التاريخ كتابة أمينة وموضوعية ستفاجأ أن كل فقرة من مقالك كانت تمثل خطأ في المعلومات ثم خطأ في التقييم وبالتالي خطأ في الحكم، أما الملايين التي بكت على عمر سليمان فمن الأكيد أن لها رأياً بالغ القسوة على مقالك، اتق الله يا أستاذ هويدي'.

    عمر سليمان وفتوى تحريم الصلاة على جثمانه

    ونظل في 'الأخبار' لنكون مع زميلنا أحمد جلال وهو يقول عن عمر سليمان وفتوى تحريم الصلاة على جثمانه: 'كل علاقتهم بالإسلام هي لحية طويلة وجلباب قصير، ووجه متجهم وصدر ضيق وقلب لا يعرف السماحة!
    الغريب ان هذه الأصوات النشاز لم نسمعها أيام واقعة الشيخ الكبير الكذاب أنور البلكيمي عضو مجلس الشعب المنحل الذي كذب على مصر كلها ثم وقف يعتذر لزملائه ليس اعترافاً بالخطأ، ولكن لأن كل المصريين عرفوا أنه كذاب ومع ذلك لم تخرج فتوى واحدة تدين وتحرم ما فعله البلكيمي، والأغرب ما فعله مولانا الشيخ الخلبوص علي ونيس العضو المنحل الذي تم ضبطه في سيارة على الطريق مع فتاة وأدانه القضاء بتهمة الفعل الفاضح ورغم ذلك نسمع فقط من يهاجمون ويشتمون القضاة، لكن لم نستمع الى فتوى تحرم وتدين ما فعله الخبوص ونيس ولكن سمعنا ترهيباً لرجال القضاء، فالشعب يريد تطهير القضاء ليكون على هواه!! الشعب يريد تطهير الإسلام ممن يسيئون إليه'.

    الاخوان عن عمر سليمان: مات 'العقرب السام'

    وما كاد جلال ينتهي من كلامه حتى تقدم الإخواني والأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور صلاح الدين سلطان ليقول في اليوم التالي مباشرة - الخميس - في الحرية والعدالة - وهو يصرخ قبل أذان الفجر، قائلا: 'في الوقت الذي كان ينتظر فيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها شهر رمضان ضيفاً كريماً مفعماً بالرحمات والبركات والحيرات والدعوات أراد الله عز وجل أن يقدم للأمة بين يدي الشهر الكريم نفحات أكبر من كل الخيالات وأعظم من كل التوقعات حيث مات اللواء عمر سليمان 'العقرب السام' لكل مصري أو فلسطيني أو عربي - كما يسمى في عالم السياسة أو ان شئت عالم الخساسة والدياسة - أو 'الصندوق الأسود' لحسني مبارك والكيان الصهيوني وأمريكا. ومهما قيل انه لا شماتة في الموت، فقد جاء نص القرآن يعبر عن الفرحة بهلاك الظالمين حيث يقول سبحانه وتعالى 'فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين' 'الأنعام 45'، وقد سجد أبو بكر سجدة شكر لما سمع بمقتل مسيلمة الكذاب، بإرادة الله سبحانه وتعالى أن يقدم لنا بين يدي رمضان بموت أو قتل عمر سليمان في أمريكان أو سوريا، هو الذي أشرف على قتل عدد كبير من أبناء حماس في داخل مصر ومنهم شفيق بشير المصري وهو الذي أشرف على تشقيق الشعب الفلسطيني وتمزيق فصائله وخطط ودبر وفكر وقدر لضرب غزة في موقعة الرصاص المصبوب وطلب مندوبين عن حماس وبدا شامتاً ضاحكاً في الوقت الذي كانت فيه أشلاء الأطفال والنساء والأبرياء تتقاذف في غزة بالقذائف الصهيونية، كان يبدو ضاحكاً شامتاً، كوكيل عن الكيان الصهيوني - أن يستسلم أهل غزة'.

    عالم الخساسة والدياثة

    وأنا لا شأن لي بالاتهامات السياسية المتبادلة، وان كانت لي تحفظات عديدة على كثير من الكلام الذي يلبس ثم المعلومات، وللأسف فإن معظمه أما أكاذيب منقولة أو فبركات، أو تخمينات، أو عدم تدقيق، وهذا النوع يندرج تحت بند - الإعلام الأسود ـ لكن الذي لفت انتباهي هو المستوى الذي لا أريد وصفه الذي ظهر به استاذ يعلم طلبة الأزهر، ويستشهد بكلام الله - والرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم، وذلك عندما يقول وهو صائم في رمضان عن عمر سليمان المتوفى:
    - يسمى في عالم السياسة أو ان شئت عالم الخساسة والدياسة، وهو يقصد الدياثة، بالثين بدل السين، التي ربما جمعتها الصحيفة خطأ أو لم ينتبه من فرط عصبيته تحويل الثاء الى سين، والدياثة لمن لا يعرف، هي من يتستر على قريبة له تمارس والعياذ بالله، الفحش، ولا أريد ان أفصح اكثر من ذلك، لأنني مذهول من حجم التدني الذي مارسه صاحب اللحية واستاذ الأزهر، وجريدة الحزب الذي سيعلمنا الأخلاق والفضيلة التي مررت هذا الانحطاط، ومتى؟ في نهار رمضان، وأنا صائم متعبد ولكن ما الغريب في ذلك؟ لماذا نندهش من أناس وصلت ضمائرهم الدينية والأخلاقية، الى حد تبرير ممارسة الفحشاء لأحد مشايخهم وعضو مجلس شعب وهو الشيخ علي ونيس والصمت عن هروبه من التحقيق والمحاكمة والسجن، ربما لأنهم يريدون منه أداء صلاة التراويح، والاعتكاف في العشر الأواخر؟
    أهؤلاء هم الذين سيحكمون مصر هي أمي ويعلمونها الأخلاق الحميدة؟ اللهم أخرجني من هذه الدنيا على خير ولكن بعد عمر طويل إن شاء الله، لنرى ونسمع ونتعلم منهم المزيد من مكارم الأخلاق.

    سيد قطب يحكي لعبدالناصر
    مقابلاته مع بطل فيلم 'شاطىء الغرام'

    وإلى جزء آخر من رسالة المرحوم سيد قطب إلى خالد الذكر، عام 1965 بعد القبض عليه واكتشاف زعامته له، والذي وضع أسسه وهو في السجن قبل أن يفرج عنه عام 1964، وكانت مجموعة أخرى قد بدأت التشكيل المسلح وأعدت لاغتيال عبدالناصر، ومسؤولين آخرين ونسف كباري ومؤسسات، وقد اعترف بكل ذلك، وفي عددها يوم الاثنين الماضي واصلت 'المسلمون' نشر جزء آخر من الرسالة، قال قطب: 'في أواخر سنة 1960 وكنت في ليمان طرة وقد ساءت حالتي الصحية ولم يعد العلاج في مستشفى الليمان نافعاً لقلة الامكانيات العلاجية، سمعت من إخواني أن أهل بيت الحاج حسين صدقي في المعادي تعرفوا عليهم وهم متهمون بأنباء صحتي، وأنهم قرأوا شيئاً عن كتبي، وهم يريدون المساعدة في نقلي الى أي مستشفى جامعي للعلاج.
    ولم أتبين على وجه التحديد مبعث هذا الاهتمام من ناس ليس لنا بهم سابق معرفة هل هو فعلا قراءة بعض الكتب أم لأن لهم علاقة بالحاجة زينب الغزالي التي عرفت أنها تساهم مساهمة فعالة في إعانة البيوت التي لم يعد لها مورد رزق، وذلك حوالي هذا الوقت، أم لصلتهم كذلك بالشيخ الأودن، وقد عرفت فيما بعد انه كان كثير الاهتمام بما يبلغه من سوء صحتي وأنني مشرف على الموت، أم لهذه الأسباب كلها مجتمعة، ولكن لم يتم شيء، والذي حدث بعد هذا أن ساءت حالتي أكثر وأن الهيئة الطبية لمصلحة السجون طلبت علاجي في مستشفى جامعي، وأن الطبيب الشرعي في لجنة مع كبير أطباء المصلحة قرر هذا فنقلت الى مستشفى المنيل الجامعي حيث تبين من التشخيص ان الحالة الجديدة حالة ذبحة صدرية ولم تكن اكتشفت في مستشفى السجن لقلة الامكانيات للفحص الطبي، وعدم وجود الاخصائيين من الأطباء في حالات القلب، وكذلك الى حالة الرئتين والأمعاء وأمراض أخرى وقد قضيت فترة ستة أشهر في مستشفى المنيل ثم أعدت إلى مستشفى السجن وفي العام التالي عادت الحالة الى السوء ونقلت مرة أخرى الى المنيل حيث قضيت ستة أشهر أخرى ثم أعدت إلى السجن ولما ساءت الحالة مرة ثالثة صدر عفو صحي وخرجت، وقد جاء الحاج حسين صدقي وأهل بيته لزيارتي وتهنئتي، وهنا ذكروا لي اهتمام الشيخ الأودن بأخبار صحتي ووصفوه لي بأنه رجل تقي ورع زاهد من جيل الصحابة ولم تكن لي به معرفة سابقة وانه هو مريض بالانزلاق الغضروفي فلا يملك الانتقال والحركة لذلك تقرر أن أزوره أنا لأشكره على اهتمامه، وفي هذه الأثناء كنت قد تعرفت بالحاجة زينب الغزالي حيث التقيت بها لأول في بيت الحاج حسين صدقي على الغداء ثم في بيتها كذلك للغداء بمناسبة خروجي ثم تمت أول زيارة لي للشيخ الأودن مع الحاج حسين صدقي وأهل بيته والحاجة زينب الغزالي وأظن كان معي كذلك أخي محمد قطب وقد ذهبنا في عربة الحاج حسين'.
    والحاج حسين صدقي الذي يشير إليه هو الفنان حسين صدقي، ولا أعرف لماذا لا يذكر صفته الفنية ومن أشهر أفلامه العزيمة، الذي كان فاتحة تيار السينما الواقعية، وفيلم 'شاطيء الغرام' مع ليلى مراد، وقد بنى حسين صدقي عمارة قرب نهاية الطريق الزراعي في المعادي، ومعها مسجد وكان قد توقف عن التمثيل واتجه اتجاها دينيا، وهو نفس ما فعله زميله محمد الكحلاوي، الذي بني مسجدا وتحول الى الأناشيد الدينية، والملاحظ هنا هو تحرك السيدة زينب الغزالي بحرية وعدم القبض عليها ولا على حسين صدقي وأسرته، في الوقت الذي كانت منهمكة فيه في التنظيم المسلح مع عبدالفتاح إسماعيل، ونفس الأمر بالنسبة للشيخ الأودن، الذي قبض عليه فقط بعد انكشاف أمر التنظيم، وعلينا ملاحظة الرعاية الصحية التي اعترف سيد قطب بتلقيها، وهو في السجن حسب الامكانيات المتاحة.
    وغداً، إن شاء الله، جزء آخر من هذه الحلقة.

    -----------------------

    مقالات


    لمبه حمرا



    29/07/2012 09:37:02 م




    [email protected] - بقلم : حازم الحدىدى




    لا يجوز أن نطلق علي وجدي‮ ‬غنيم داعية إسلامي،‮ ‬لأنه رجل يدعو للتخريب ويحض علي التطاول وقلة الأدب،‮ ‬وبالتالي فهو داعية للشر والدمار وليس للاسلام،‮ ‬ومن هنا لا يصح أبداً‮ ‬أن يقترن ديننا بمثل هذا الرجل الفظ الغليظ،‮ ‬الذي يتجرد من كل ما يمكن أن يتصف به الدعاة الاسلاميين‮. ‬أكتب هذا الكلام بمناسبة الأخبار السيئة التي نشرت عن عودة‮ ‬غنيم إلي مصر،‮ ‬بعد قرار الرئيس مرسي بالعفو عنه في الحكم الصادر ضده بالحبس خمس سنوات،‮ ‬وبالقطع عندما يعود سيحملونه علي الأعناق ويخاطبونه بالشيخ والداعية ومولانا،‮ ‬وغيرها من الألقاب التي تسئ للاسلام وتضر بالمسلمين،‮ ‬عندما نطلقها علي واحد من أهم ملوثات البيئة الانسانية القائمة علي التعايش وحسن المعاملة وحلو الكلام،‮ ‬ومنتهي الظلم أن يحسب مثل هذا التلوث الأنساني علي الأسلام،‮ ‬وإذا كان الرئيس قد عفي عنه فلزاماً‮ ‬عليه أن يعفو عنا منه ويرحمنا من خطبه التي تشعل النار والفتن بين أبناء الوطن الواحد‮.‬




                  

07-31-2012, 05:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    29072012095225.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






    المتحدث باسم رئاسة الجمهورية‮:‬

    لا خلافــــات بـــين الرئيـــس والمشـــــــير

    30/07/2012 10:49:44 م




    كتب أحمد مجدى‮:‬


    ‮> ‬د‮. ‬ياسر‮ ‬على

    السفن الصينية التي عبرت قناة السويس اتجهت الي أوكرانيا‮.. ‬ولاعلاقة لها بسوريا

    الحكومة الإسرائيلية تبرأت من الإعلان المسئ للدكتور مرسي‮ .. ‬وتداوله تم إلكترونيا
    نفي د‮. ‬ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة‮ ‬الجمهورية وجود أية خلافات بين الرئيس محمد مرسي والمشير محمد طنطاوي وأكد ان العلاقة متينة بين جميع مؤسسات الدولة‮.‬
    جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده المتحدث الرسمي أمس بمقر الاتحادية اكد د‮. ‬ياسر ان الرئيس محمد مرسي كان حريصا علي المشاركة في حفل الافطار الذي اقامته‮.‬
    القوات المسلحة امس الاول في حضور المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة ورئيس المجلس العسكري ووزير الدفاع وقادة القوات المسلحة‮ .. ‬وذلك في ذكري يوم من ايام مصر الكبيرة وهو نصر اكتوبر المجيد بالعاشر من رمضان‮ .‬
    أكد المتحدث الرسمي انه لاصحة علي الاطلاق لوجود خلال بين مؤسسة الرياسة والمجلس العسكري‮ ‬مشددا علي متانة العلاقة بين كافة مؤسسات الدولة المصرية وهي محل احترام وتقدير‮.. ‬مناشدا الاعلام بكافة وسائله توخي الدقة قبل نقل معلومات مغلوطة لا اساس لها من الصحة‮ .. ‬مشيرا الي انه رغم محاولات التوضيح المستمرة الي ان هناك‮ ‬صحيفة وضعت في الصفحة الاولي خبرا ان الرئيس سيعين وزير دفاع من خارج القوات المسلحة ورغم نفي الرئاسة تكرر الخبر‮.. ‬قائلا المشهد الاعلامي هام جدا وابوابنا مفتوحة واي خبر ينشر مستعدون لتوصيل الحقائق بشكل كامل‮ .‬
    ونفي المتحدث باسم الرئاسة مايتردد في وسائل الاعلام منذ مساء امس الاول حول عبور سفن صينية محملة بالاسلحة من قناة السويس متجهة الي سوريا ليستخدمها نظام بشار الاسد في ابادة الشعب السوري‮ .. ‬مؤكدا‮ ‬أن هذا الخبر لا اساس له من الصحة‮ .. ‬والبعض ينقلها علي انها حقائق واقعة ويبدأ يتخذ بناء عليها موقفا ويشحن الرأي العام والشارع المصري‮ .. ‬موضحا أنه بعد استعلام مؤسسة الرئاسة من كافة الجهات المعنية اتضح أن السفن الصينية التي عبرت قناة السويس في هذا التوقيت متجهة الي اوكرانيا وليس سوريا‮ . ‬
    وبالنسبة‮ ‬للاعلان الاسرائيلي‮ ‬المسئ للرئيس مرسي والذي تداول مؤخرا عبر شبكات التواصل الاجتماعي‮ .. ‬اشار الدكتور ياسر علي الي أن وزارة الخارجية الاسرائيلية‮ ‬أرسلت ردا رسميا الي الخارجية المصرية علي كل التوضيحات التي كانت قد طلبتها مصر‮ .. ‬واكدت في ردها علي ان هذا الاعلان لم يتم اذاعته في اي قناة اسرائيلية علي الاطلاق‮ .. ‬ولم يتداول سوي علي موقع يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي وهي جهات‮ ‬غير رسمية ولاتوجد للحكومة الاسرائيلية سلطة عليها‮.‬
    واشار المتحدث باسم الرئاسة الي ان الرئيس استقبل امس عددا من رموز القوي الوطنية منهم الدكتور سيف عبد الفتاح استاذ العلوم السياسية للتشاور في مجمل المشهد السياسي بمصر‮ .‬
    وردا علي سؤال حول علاقة زيارة عبد الفتاح للرئيس بالمطالب الست التي اعلنتها الجبهة الوطنية مساء امس الاول من الدكتور مرسي‮ .. ‬قال علي‮ : ‬تباحثنا وتناقشنا في هذه المطالب مع الرموز الوطنية الفاعلة والتي تعتبر محل تقدير من الجميع وكان الامر يحتاج الي بعض الايضاحات‮ .. ‬فبالنسبة لمطلب اختيار شخصية وطنية مستقلة لتشكيل الحكومة فقد حدث بالفعل‮.. ‬وتشكيل مؤسسة الرئاسة لم يعلن بعد وسيضم كافة اطياف الامة وعلي رأسهم المرأة والاخوة الاقباط‮ .. ‬وبالنسبة لباقي المطالب جار تنفيذها تباعا.وردا علي سؤال حول صدور قرار رئاسي بالعفو عن الداعية وجدي‮ ‬غنيم قال ياسر علي‮: ‬لا توجد لدي اي معلومة حول صدور مثل هذا القرار‮.‬
    ونفي ما تردد عن اعتذار د‮. ‬محمد سليم العوا عن المشاركة في الفريق الرئاسي للدكتور مرسي‮.‬

    ----------------
    وزير داخلية مبارك يطعن في الحكم عليه بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين

    2012-07-30



    القاهرة -أ ش أ:

    تقدم حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق بطعن أمام محكمة النقض على الحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة يوم الثاني من يونيو الماضي والقاضي بمعاقبته بالسجن المؤبد إثر إدانته في قضية قتل المتظاهرين السلميين إبان ثورة 25 يناير.
    وأودع المحامي عصام البطاوي (دفاع العادلي) مذكرة الطعن بالنقض قبل أيام قليلة من انتهاء الموعد الرسمي للتقدم بالطعون على حكم الجنايات أمام محكمة النقض، فيما ينتظر أن يتقدم محامو الرئيس السابق حسني مبارك خلال ساعات بطعن مماثل على حكم السجن المؤبد، وكذا النيابة العامة التي ستتقدم بطعن من جانبها على أحكام البراءة وانقضاء الدعوى الجنائية الصادرة من ذات المحكمة لصالح مبارك ونجليه علاء وجمال، ورجل الأعمال حسين سالم، ومساعدي العادلي الستة في الجوانب المتعلقة بتصدير الغاز إلى إسرائيل، واستغلال النفوذ الرئاسي، والاشتراك في قتل المتظاهرين..
    وطلب المحامي البطاوي إلى المحكمة وقف تنفيذ حكم الجنايات لحين الفصل في موضوع القضية، كطلب أولي له.. كما طلب في موضوع الطعن بنقض (إلغاء) الحكم المطعون فيه والقضاء بالبراءة، أو إعادة المحاكمة مجددا أمام دائرة مغايرة من دوائر محكمة جنايات القاهرة..
    وقال دفاع العادلي في مذكرة الطعن - إن المحكمة قد أدانته بتهمة عدم اتخاذ الإجراءات والتدابير نحو وقف أعمال قتل المتظاهرين حماية لأرواح ومصالح المواطنين بالصورة التي يوجبها منصبه، وهو الأمر الذي يشكل قصورا في التسبيب وفساد في الاستدلال، استنادا إلى أن محاكمة الشخص ومعاقبته يجب ألا تكون إلا بأدلة يقينية جازمة، فضلا عن كون حكم الإدانة لم يتطرق إلى الأدلة على توافر نية القتل ورابطة السببية تدليلا كافيا..
    وذكر الدفاع أن الحكم لم يستظهر عناصر الاشتراك في الجريمة ولم يوردها صراحة في الحيثيات كصور من جريمة الاشتراك بين العادلي ومبارك على قتل المتظاهرين، لافتا إلى أن العادلي أبلغ مبارك قبل 5 ساعات من وقوع أية أعمال قتل بانتشار المظاهرات ووجود عناصر إجرامية تعجز قوات الشرطة عن مواجهتها، على نحو حدا برئيس الجمهورية (وقتئذ) إلى الاستعانة بالقوات المسلحة لفرض النظام..


    ------------------




    الاخوان يتجهون لاحتلال 'الأهرام' و'الأخبار'
    والسلفيون يؤكدون للصحافيين أن الإسلاميين أسيادهم
    حسنين كروم
    2012-07-30



    القاهرة - 'القدس العربي


    ' لم يكن في صحف مصر امس أي موضوع أو خبر ملفت، فقد استمرت في الإشارة لاستمرار المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة، وتأكيدات رئيسها المكلف هشام قنديل بأن الكفاءة ستكون معيار الاختلاف، ولذلك أخبرنا زميلنا الرسام محمد عبداللطيف في 'اليوم السابع' انه شاهد اثنين يشربان الحشيش وأحدهما يقول للثاني وهو يكاد يموت من شدة الضحك: هي دي الكفاءة ياباشا، مش كانوا بيقولوا الوزارة بالكفاءة.
    وكان الإعلان عن مقابلة رئيس الوزراء الشيخ السلفي والأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح محمد يسري وعرض وزارة الأوقاف عليه، وإعلانه قبولها بعد ان قام بصلاة استخارة، اثار ردود أفعال عنيفة، من جانب العاملين بالأوقاف والأزهر، ورفضوه لأنه سلفي متعصب يعادي الوسطية، وسبق وأن هاجم الأزهر واتهمه بالفساد والعمل لحساب النظام السابق، وبدا الأمر وكأن الإخوان المسلمين يعودون للتحرش بالأزهر، خاصة وأن ما خرج من أنباء يؤكد أن خيرت الشاطر وراء هذا الترشيح، اما الحقيقة فسوف تتكشف بسرعة، لكن اختيار محمد يسري استفزاز لا للأزهر فقط وإنما لقوى مدنية أخرى لن تقبله.
    وأشارت الصحف الى صدور حركة تنقلات بالشرطة وتأكيد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ان الرئيس أو حزب الحرية والعدالة لم يتدخلا فيها كما نشر.
    وإلى بعض مما عندنا:

    مقومات القائد في العقلية المصرية

    ونبدأ بالمعارك الدائرة حول رئيس الجمهورية وبسببه، وعن علاقاته بالجماعة والمرشد، حيث تطوع يوم الثلاثاء الدكتور محمود العلايلي ووجه إليه النصائح الغالية في 'المصري اليوم' وهي: 'إن القائد في العقلية المصرية له مقومات لا يختلف عليها المصريون وإن مرت الأزمان واختلف القادة، فالمصري لن يعتد برئيس ويقدره طالما كان هناك من يملي عليه أفعاله ويرسم له خطواته، أما وأن أغلب المصريين يعرفون بما لا يدع مجالا للشك من أين تدار الدولة وكيف يحاك المخطط، لذا فإن صورة الرئيس المرؤوس غير مستساغة في الذهنية المصرية بأي حال، بل إنها صورة سلبية جداً لدى كل من المناصرين والخصوم على حد سواء. سيدي الرئيس لقد قلت عن نفسك ولم يدع عليك أحد أنك رئيس لكل المصريين، ولكن لن يعتبرك كل المصريين رئيساً لهم - سواء انتخبوك أم لا - إلا إذا تخليت عن كونك كادراً فاعلاً في جماعة الإخوان المسلمين، فإما أن تنفصل عنهم أو ينفصلوا عنك وبما أنهم لن يفعلوا هذا فقد جاء أوان انتزاع سلطاتك من مرشد الجماعة الذي يهتف الجميع بسقوط دولته، ومن السيد خيرت الشاطر المرشح الرئاسي الأساسي للجماعة، والذي يرى نفسه الأحق والأجدر بالمنصب الذي تتقلده سيادتك، ثم من السيد عصام العريان الذي يتحدث للإعلام نيابة عن الجماعة ومؤسسة الرئاسة في آن واحد'.

    مرسي صورة طبق الأصل
    عن جميع الإخوان

    ولكن الدكتور أحمد يونس همس في أذني قائلاً: ان الدكتور محمود ساذج، ولا يعرف شيئاً عن الإخوان وطلب مني أن انتظر مقاله يوم الخميس في 'التحرير'، وقال فيه:
    'مرسي هو مرسي لا فائدة، صورة طبق الأصل من جميع الإخوان كما لو أنهم جنيهات معدنية من تلك التي تدقها دار صك العملة، لا فرق تقريباً أو من غير تقريباً، بين الواحد والآخر، كلهم يتحدثون في الفضائيات بنفس النبرة مستخدمين نفس الألفاظ أو التعابير التي فقدت تأثيرها على الناس، أو الأكليشيهات البلهاء التي تشبه الطبيخ الحمضان، كلهم ينظرون بنفس الطريقة المراوغة الزائفة الغلاوية التي يعجزون عن إخفائها، كرمال الصحراء المجدبة هم، لا يستطيع أحد أن يرى في بعضها ما ليس في البعض الآخر، ولم استغرب، فالذين ينحنون لتقبيل نفس اليد لابد أن تتليف بنفس الدرجة خلايا الكبرياء داخلهم، عندما حال عائق قانوني يتعلق بحكم قضائي صدر ضده دون ترشيح الشاطر لمنصب رئيس الجمهورية ألقوا بمرسي في حلبة الصراع بلا تردد، الشاطر كمرسي ومرسي كالشاطر، كلاهما تربية مكتب الإرشاد، نسخ بالكربون، ليس من حقها أن ترفض تعليمات خميني مصر، بإشارة واحدة من أصبح صاحب الجلالة المرشد ملك قبيلة الإخوان يكون قد أصدر فرماناً سلطانياً يدفع بمقتضاه بمن يشاء ليتحكم في مصير البلد ما دامت المطبعة الأميرية التي قامت بتوزيع البطاقات الانتخابية المعلمة لصالح مرشح بالذات أصبحت تحت السيطرة، مستشاروهم القانونيون يقسمون في كل مرة على جميع الفضائيات بالله العلي العظيم أنهم سيكسبون سائر القضايا التي لا يملون من رفعها، لكن الصفعات المتتالية التي يبدو أنهم أدمنوها لا تنجح في جعلهم يفيقون، فإذا بهم يتطاولون على القضاء أو يسيئون إليه بمنتهى قلة الأدب.
    كما لم يحدث في مصر أبداً على امتداد تاريخها الطويل بالضبط كالتلاميذ الأغبياء عندما يسقطون في جميع المواد يدعون أن الأساتذة يحقدون عليهم، دولة المرشد التي يحاولون إقامتها الآن فإن مراجعة دقيقة لمختلف الكتب التي تحدث عن مؤشرات الفساد أو القمع أو التخلف في مصر سياسيا كان او اجتماعيا أو ماليا أو إداريا، أو على أي صعيد آخر خلال العهود الماضية تكفي لندرك أن مجموع تلك الوقائع ليس أكثر من دعابات طفولية بريئة إذا ما قورنت بما تستعد الجماعة لتنفيذه، ربما استطاع الإخوان أن يجعلونا نترحم على أيام الهكسوس'.

    فورية تطهير المؤسسات
    السيادية والخدمية

    والذي يؤكد ظنون أحمد يونس، ما طالب به إخواني وآخر متأخون، الإخواني هو صاحبنا محمد السروجي الذي صرخ في نفس اليوم في 'الحرية والعدالة' وهو يقدم عدة مطالب ملحة للرئيس منها: '- إعادة النظر في المحكمة الدستورية العليا، بل المحاكم والقضاة الذين يمارسون الفعل السياسي لصالح دولة مبارك، ضد دولة الثورة وشعب الثورة ومطالب الثورة.
    فورية تطهير المؤسسات السيادية والخدمية، الشرطة - القضاء - الإعلام - البترول، التموين، التي مازال كبار النافذين فيها يعملون لصالح دولة مبارك ضد دولة الثورة بتصدير الأزمات والمشكلات'.

    تناقض بين الثورة
    وبعض كبار القضاة

    أما المتأخون وهو الدكتور حسن الحيوان، فطالب في نفس اليوم في 'المصريون' ببعض مما هو آت: 'هناك تناقض بين الثورة وبعض كبار القضاة المنتمين للنظام البائد تأكد مؤخراً، وقيام العسكر بحل كل البرلمان والدستور يؤكد أن قيم ومبادىء الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، والقضاة هم أول من يفهمون هذه البديهيات، كل هؤلاء بصراحة يحاربون قيم ومبادىء أولي الأمر منكم، فكيف تنجح الثورة كذلك؟ الحل الوحيد هو الاستمرار على احترام القضاء وأحكامه إقرارا بسيادة الدولة بشرط تطهير هذا القضاء فوراً من هؤلاء القضاة، في تونس تم فوراً طرد أكثر من سبعين قاضياً، مطلوب حل المحكمة الدستورية فوراً وإعادة تشكيلها بالانتخاب إذا لزم الأمر، وإذا لم يحدث ذلك فسيستمر تقدم الثورة المضادة، الى ان يسيطر العسكر على الجمعية التأسيسية لصياغة دستور على هواهم يضع العسكر فوق الدولة، دون شرعية ولا شريعة حتى يتم انتاج حاكم مستبد جديد'.
    وهكذا تكون الديمقراطية التي دفع الشعب فيها الآلاف من أبنائه وإلا فلا، ان يتم عزل مبارك لنضع مكانه ولي أمر له قيم ومبادىء وشريعة لا يجب أن نعارضه، حتى لا ندخل النار في الآخرة، والسجن في الدنيا، الحقيقة ان كل هذه المطالب يخفيها الإخوان والسلفيون، وسيظهرونها إذا تأكدوا انهم سيطروا بالفعل، على الجيش أولا، وأصبح فيه قادة فرق وضباط منهم، وقتها ستعرف مصر لأول مرة طعم ومشهد المذابح'.

    الرئيس الإخواني
    ضعيف عاجز متردد مناور

    أما زميلنا وصديقنا عادل حمودة رئيس تحرير 'الفجر' الاسبوعية المستقلة، فقد طلب عرض رأيه في الرئيس وهو: 'انكشف الرئيس الإخواني على حقيقته، ضعيف، عاجز، متردد مناور، لا يعرف من يفكر له، ولا من يرشده، وربما كان يتكلم بلسان غيره، لكن مؤكد أنه يتفرغ للصراع على السلطة، ويصر على التكويش عليها، ويترك الشعب، نصير الحاكم وسنده وقوته يعاني وحده، يشكو ربه وحده، وعندما فتح الله عليه، هددنا بنفاد صبر الحليم، توعدنا بأن نلقي بسيف القانون، ما يمتلكه بقوة الديمقراطية، الديمقراطية تعطينا الحق في أن نحرمه من أن يكون فرعوناً جديدا، وبثورية بلا حدود، أعلن الرجل انتفاضة 'الزبالة'، تمخض الجبل فولد فأراً، خرج علينا بثوب رئيس فوجدناه يتصرف مثل مسؤول النظافة في حي، فلو كانت القمامة المسؤولية الاستراتيجية العليا للرئيس فمن ينقذ الأمة من متاعبها المزمنة ومشاكلها القاتلة؟
    ولن يمسك محمد مرسي بمقشة ويبدأ بنفسه، كل ما فعله هو أنه ألقى بما وعد بتنفيذه على غيره، ليبدأ هو وجماعته في غرف العسل والغرق فيه، عاد من السعودية ليجد تشريفة من تشريفات مبارك على طول الطريق، فلم يعترض، تضاعفت الحراسة التي فرضت عليه، فصمت، وجاء برجال أعمال ليديروا رئاسته، نسي الانتقادات التي وجهها هو نفسه للنظام السابق، ويمكن القول انه تفوق عليها، احتاج مبارك ثلاثين سنة ليصل الى ما وصل إليه ولم يستغرق مرسي سوى ثلاثين ساعة كي يكرر المأساة'.

    محاولة الإخوان السيطرة
    على جريدتي 'الأهرام' و'الأخبار'

    وإلى المعركة الثانية المشتعلة في الوسط الصحافي بسبب محاولة الإخوان السيطرة الآن، على الأقل، على جريدتي'الأهرام' و'الأخبار'، كمرحلة أولى، باستخدام مجلس الشورى في اختيار رؤساء تحرير للصحف والمجلات القومية، بواسطة عملية مهينة لإهدار كرامة الصحافيين وإذلالهم، حتى يعملوا رغم انهم ليسوا إخوانا، لخدمتهم، تماماً مثلما كان يفعل نظام مبارك، فاخترعوا حكاية مدهشة، وهي أن كل من لديه رغبة لان يكون رئيس تحرير عليه ان يقدم طلبا وفيه كشف بأعماله وخطة للتطوير، واللجنة التي ستنظر وتعطي درجات لتحديد الناجحين مشكلة من أربعة عشر عضوا، منهم أربعة صحافيين فقط، واثنان من الأكاديميين، والباقي من مجلس الشورى منهم سبعة إخوان، وقد بادر زميلنا وصديقنا صلاح منتصر بالاستقالة بعد ان تأكد من هدف العملية وهو سيطرة الإخوان على دور الصحف القومية، وتبعه صديقنا وعضو مجلس الشورى مجدي المعصراوي - ناصري - في الاستقالة لنفس السبب.

    درس للنواب الإسلاميين الذين
    لم يحسموا مسألة تطهير الصحف

    والغريب في الأمر أن الإخوان يواصلون نفس لعبتهم في الانكار مع استمرارهم في تنفيذ خططهم، وقد واصل كشفهم، لأنه يتحدث بصراحة، استاذ الجامعة الدكتور صلاح عز والذي يكتب مقالا كل أسبوعين في 'الأهرام' بقوله يوم السبت في 'الحرية والعدالة': 'ما جرى من منتصر ويجري من غوغاء الصحافيين هو أيضاً درس للنواب الإسلاميين الذين لم يحسموا مسألة تطهير الصحف القومية فور انتخاب مجلس الشورى، وذلك بتنصيب رؤساء تحرير ينتمون للتيار الإسلامي، ولكنهم رضخوا لابتزاز وإرهاب الغوغاء وكأن الإسلاميين ليسوا مصريين فتأجل الأمر شهورا وفي النهاية وعلى الرغم من الامتناع عن التقدم بمرشح إسلامي واحد لرئاسة التحرير لم يؤثر ذلك على ابتزاز وبلطجة الفلول والغوغاء، بل فاقمه لأنهم تماما كالصهاينة إذا أشعرتهم أنك قابل للترويع والابتزاز لن يرحموك وسيطلبون المزيد، لأنهم كالصهاينة لن يرضيهم إلا أحد أمرين أن تختفي تماماً من الساحة حتى تعود خالية لهم كما كانت في زمن مبارك أو أن تبقى شريطة أن تتبع ملتهم، والدليل أن الأعضاء الإخوان في اللجنة التي يزعمون أنها تعمل على 'أخونة' الصحف القومية يشكلون تقريباً خُمس أعضائها لكن حتى هذا الخُمس مرفوض. إن قيادات الصحف القومية التي نهبت الملايين والمليارات شيدت قصورا في الساحل الشمالي والمدن الجديدة من أموالهم الحرام التي اكتسبوها من إبداعهم في نفاق مبارك يشكلون أحد الأعمدة الثلاثة للثورة المضادة 'مع العسكر والقضاة المسيسين' هذه الثورة المضادة نجحت بفضل سماحة ولين الإخوان المسلمين في محاصرة الثورة'.
    ولا أفهم لماذا لا يطالب رئيس مجلس الشورى الإخواني ان يتحرك ويقدم بلاغات ضد كل من نهب أو سرق، بالإضافة الى ان هناك تحقيقات الهدايا التي كانت ترسلها بعض المؤسسات الصحافية للمسؤولين الكبار.

    شيوع ظاهرة أخلاق العبيد
    في الوسط الصحافي

    أما زميلنا أحمد السباعي رئيس تحرير 'الفتح' لسان حال جمعية الدعوة السلفية، فقد تحسس لحيته الأنيقة المشذبة، ثم صرخ: 'شيوع ظاهرة أخلاق العبيد في الوسط الصحافي تلت الثورات والاعتراضات على لجنة اختيار رؤساء التحرير التي تعمل وفق أسس وقواعد وضعها شيوخ الصحافيين، رغم اننا في الوسط الصحافي في العهد الغابر كان يهبط علينا ببراشوت مدعم من رأس النظام الفاسد، أو من رئيس مجلس الشورى الأكثر فسادا، عبر الأحقاب المختلفة، رئيس التحرير، دون ان يتجرأ هؤلاء الصائحون على ان يفتحوا أفواههم، أو يبدوا أي نوع من الاعتراض، بل كانوا يبحثون عن تقديم قربان الطاعة والولاء لهذا المحظوظ الذي أجبروا على العمل تحت أمرته. أيتها الأبواق الفارغة من الإعلاميين صحافاً، وفضائيات، إياكم وأخلاق العبيد حتى لا تتغير معاملة الأسياد'.

    الإخوان سيقيمون
    أسواقاً لبيع الصحافيين

    وكلمة الأسياد يستخدمها الإخوان كثيراً، عندما يشتبكون في حوار فيقولون، الإخوان أسيادكم، أما اعتبار معارضيهم من الصحافيين من صنف العبيد، فهذا هو الجديد، ومعناه أن الإخوان سيقيمون أسواقاً لبيع الصحافيين لمن يدفع، وجاءهم الرد، أولا من زميلنا أسامة سلامة رئيس تحرير مجلة 'روزاليوسف' بقوله': 'آثرت ألا أتقدم الى لجنة اختيار رؤساء التحرير وكان قراري ينبع من الحرص على كرامتي الشخصية وكرامة المؤسسة التي أعمل بها وكرامة المهنة التي اتشرف بالانتماء إليها، ليس عيباً أن يتقدم الصحافي بورقة عمل تتضمن خطته لتطوير المطبوعة التي يريد ترؤس تحريرها على ان تكون اللجنة التي يتقدم اليها من أهل المهنة، من يعرفون دخائلها ودروبها، ويقدرون مصاعبها وقرارات كل مؤسسة، يفهمون طبيعة كل مطبوعة واتجاهاتها وتاريخها، يعلمون تاريخ وقدرات كل مرشح، لكن الإخوان لم يطبقوا كلام الله 'اسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون'، وفضلوا أن يأتوا بلجنة معظم أعضائها ليس لهم علاقة بالصحاف، يؤكد ان هناك نية مبيتة لدى الإخوان في إبعاد رؤساء التحرير الحاليين، ولأنني أرفض ان أتقدم للجنة بتشكيلها غير الصحيح فقد نأيت بنفسي عن التقدم ومعي عدد من رؤساء التحرير هم الصديق العزيز الكاتب الكبير حمدي رزق رئيس تحرير 'المصور'، والأستاذ الكبير محسن حسنين رئيس تحرير 'أكتوبر' والأستاذ الكبير إبراهيم خليل رئيس تحرير جريدة 'روزاليوسف' والاستاذة الناقدة المبدعة عبلة الرويني رئيسة تحرير 'أخبار الأدب' والاستاذ عادل عبدالعزيز رئيس تحرير وكالة أنباء 'الشرق الأوسط'، في حين تقدم رؤساء مجالس الإدارات لباقي الزملاء في المؤسسات الأخرى، وكان هدفهم محاولة الحفاظ على النجاحات التي حققوها في مطبوعاتهم وكشف غرض الإخوان، إذ أن إبعاد الناجحين منهم يعني ان الهدف ليس صالح المؤسسات، وإنما أخونتها والاستيلاء عليها'.

    لا يتورعون عن أكل
    لحم إخوانهم ميتة!

    أما زميلنا وصديقنا محسن حسنين رئيس تحرير مجلة 'أكتوبر' فقال: 'لن أوجه كلامي لهؤلاء المنافقين لأنهم رجال كل العصور يأكلون على كل الموائد، ولا يتورعون عن أكل لحم إخوانهم ميتة، لكنني سأوجه كلامي الى الرئيس محمد مرسي نفسه، فالشعب لا يريد مبارك آخر ولا حزباً آخر ولا جوقة نفاق أخرى مهما اختلفت الأسماء والمسميات، الشعب يريد نموذجاً واحدا فقط هو عمر بن عبدالعزيز! فخريطة الطريق التي سار عليها عمر بن عبدالعزيز كانت أبسط بكثير من مشروع النهضة الذي يطرحه مرسي وقد جعلته يقيم دولة العدل والرخاء والنماء في سنتين و5 شهور فقط أي في مدة أقل من فترة ولاية الرئيس مرسي، ولن أقول بكثير من الربع قرن مدة تنفيذ مشروع النهضة، فأبعد من حوله من أمراء بني أمية واستعان بأهل الخبرة والمستشارين المخلصين من أمثال رجاء بن حيوة، فهل يستطيع الرئيس محمد بن مرسي أن يفعلها في 4 سنوات ويدخل التاريخ، فيبدأ أول ما يبدأ بإبعاد أهل الثقة وأمراء بني أمية من 'جماعة الإخوان المسلمين' وأعضاء حزب الحرية والعدالة وأن يستعين بدلا من ذلك بأهل الخبرة والمستشارين المخلصين وأن يبحث دون كلل أو ملل عن رجاء بن حيوة آخر ليستشيره في أمور الدين والدنيا، هل سنرى ذلك قريباً من الرئيس مرسي رئيس كل المصريين؟'.

    مستقبل المؤسسات الصحافية

    أيضاً قال زميلنا ورئيس تحرير 'الأهرام' محمد عبدالهادي علام يوم الأحد بعد ان استعرض تاريخه في فضح سياسات النظام السابق وأن تعيينه جاء بعد الثورة وبترحيب من زملائه وبأنه اتخذوا في الجريدة موقف الحياد في انتخابات الرئاسة: 'كان من المستحيل ان يستبدل رضا آخرين بعصابة عارضها، أو ان يطلب اعترافا بالأهلية لم يطلبه من النظام السابق وان يتقدم بشكل مباشر، كما سجل علنا رفضه للأسلوب غير المباشر للتقدم الى تلك اللجنة التي تحفظ عليها الغالبية العظمى من الزملاء الصحافيين، يطلب تعيينه رئيساً لتحرير صحيفته، بما يهين منصب رئيس تحرير اعرق المؤسسات الصحافية في مصر والشرق الأوسط وبما يهين نفسه وتاريخه، فقرر، وبرغم ان الظروف قد تضع الإنسان أحيانا في اختيار بين مسؤوليه امام مؤسسة وقارىء، وبين أوضاع وظروف غير مقبولة، ألا يقبل المشاركة في هذا العبث رافضا إصلاحا مزعوما، يبدأ بإهانة المهنة، طالما بانت المسألة، تصفية حسابات، ودفعا لثمن الحياد والمهنية، وكذلك احتراما لموقع رئيس تحرير 'الأهرام'، واحتراما لروح العمل المؤسسي، ورفعا للحرج عن الزملاء الراغبين في التقدم حفاظا على تقاليد الزمالة العريقة، تلك العروة الوثقى التي يجب ان نستمسك بها في مؤسساتنا العريقة، خاصة في زمن الفتنة. ان ما يحدث أخطر من أي مصيبة تعرضت لها المهنة من قبل، فالقضية هي قضية مصير مهنة ومؤسسات، وليست طلب وظيفة، خاصة إذا أضيفت لذلك تلك التصريحات التي تصدر، والأحاديث العابرة هنا وهناك، عمدا أو زلات لسان، عن دمج مؤسسات فقيرة في مؤسسات غنية كأحد الحلول المقترحة لعلاج مشاكل الأولى، والتي تتسرب منها، وتتكشف نوايا غير معلنة، وتصورات موجودة للقيام بذلك، وعلى سبيل المثال فخلال لقائي لأول مرة الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى في اجتماع المجلس الأعلى للصحافة وبينما كان الزملاء في جريدة العربي الناصري يعرضون مشاكلهم ومعاناتهم عليه، توجه إليَّ قائلا: 'ما تخدوهم الأهرام'، فاعتبرت ذلك دعابة، رغم السوابق المرة التي تنقلب فيها الدعابات الى أمر واقع'.

    سلفي يطالب بتصوير علي ونيس بالفعل
    الفاضح وعرضه مثل عادل إمام

    وإلى الإسلاميين ومعاركهم، ونبدأ بصاحبنا الدكتور محمود روزن، يوم الثلاثاء في 'المصريون' في عموده - مدارات - وبدلا من نشر صورة له لنتعرف عليه فضل صورة يد تمسك بقلم ولا أعرف ان كان يعتقد أن الصورة حرام أم لا.
    وقال كلاما مدهشا في الشهر الكريم عن قضية عضو مجلس الشعب المنحل، السلفي الشيخ علي ونيس الهارب من العدالة في قضية الفعل الفاضح: 'اخترت 'عادل إمام' من بين آخرين ربما كانت أفلامهم وسائر أعمالهم الفنية أكثر امتلاء بالأفعال الفاضحة والمشينة، واختياري له بالذات حتى تتضح بعض المآسي التي نعيشها من خلال مقارنة بسيطة بقضية النائب السابق الشيخ ونيس، عادل إمام يحاكم بتهمة ازدراء الأديان وتستغرق قضيته ردحاً من الزمان حتى يحصل في النهاية على حكم هزيل بالحبس ثلاثة شهور، في حين يحاكم النائب الشيخ ونيس ليحصل بعد نظر القضية في مدة زمنية وجيزة على الحكم بالحبس لمدة عام ونحن الذين اعتدنا من قضائنا الشامخ ان اكثر القضايا وضوحاً وسهولة يستغرق فترات ربما وصلت الى أعوام، أيهما اكثر إضرارا بالأخلاق وإفساداً للذوق العام، ازدراء الأديان والاستهزاء بقطاع كبير من المصريين الملتزمين يمارس على أوسع نطاق إعلامي 'أم فعل فاضح' على فرض ثبوته، لم يتجاوز به صاحبه حدود سيارته؟! الجريمة التي حوكم بها النائب ونيس غلظ الشرع الحنيف وسائل إثباتها حتى يبقى الأصل في الناس البراءة منها، وحتى لا يتجرأ أحد على تلفيق هذه التهمة المشينة بأحد، اللهم من جاهر بها عياناً بياناً، ورغم هذا كله تحكم المحكمة بالإدانة بأدلة أو هي من بيت العنكبوت لا تكفي حتى لمجرد توجيه التهمة! والخطأ الذي ارتكبه ونيس - على فرض ثبوته - ليس ممارسة 'الفعل الفاضح' وإنما خطؤه الجسيم أنه لم يمارس هذا الفعل الفاضح امام الكاميرات السينمائية ويعرضه على المشاهدين في البيوت ودور السينما ويختار له أسماً واعداً جذاباً وهذا كما ترون معي وكما يرى القضاء الشامخ خطأ لا يغتفر، إذ كيف يحرمنا النائب من هذا الفن الراقي؟! ليس هذا المقال دفاعاً عن الشيخ ونيس ولكنه صرخة أسى ونداء لوعة للشرفاء من رجال القضاء، أدركوا القضاة قبل أن يقضي على كل فضيلة وقبل أن يغتال كل حلم جميل'. كيف يمكن الرد على هذا السلفي أو الإخواني المتشدد في الدين؟ هل يتم الرد عليه بنفس الجرأة التي يتحدث بها؟ وهي مطالبة الشيخ ونيس بممارسة الفعل الفاضح ليس داخل السيارة ليلا، وإنما خارجها ودعوة وسائل الإعلام لتصويره، والادعاء انه يفعل كما فعل صديقنا نجم النجوم أو أي فنان في فيلم سينمائي؟ بالإضافة الى ان الشريعة التي يطالب بمحاكمة ونيس على أساسها سوف تبرئه لأن الأصل فيها تبرئة الناس من هذه الأفعال.

    برامج النميمة الرمضانية
    الفضائحية وكيد المشايخ

    وإلى مجلة 'الإذاعة والتليفزيون' ومعركة أخرى بين الدعاة السلفيين وشبهها زميلنا أيمن الحكيم بكيد النساء، قال عنهم: 'كنت أظن أن الكيد صفة تقتصر على النساء فقط يتفنن فيها ويبدعن ويؤكدن الوصف القرآني الخالد لهن 'كيدهن عظيم'، إلى أن أثبتت برامج النميمة الرمضانية الفضائحية أن كيد المشايخ أخطر وأقوى وأشد تدميراً، لم اصدق أذني وأنا أستمع إلى حوار رجل محسوب على الدعاة يرتقي المنبر وشاشات الفضائيات ليعلم الناس دينهم بجرأة يحسد عليها، استخدم الشيخ خالد عبدالله لفظة 'تهييس' في وصفه لزميل له هو عمرو خالد، وما أعرفه يعرفه اكثر الناس أن تلك الكلمة 'الشبابية والروشة' تعني وتشير إلى أصحاب المزاج العالي الذين يصل بهم ما يتعاطونه إلى مرحلة التهييس حيث يفقدون عقولهم ولا يسيطرون على أفعالهم!، كان الشيخ خالد الذي يقدم برنامجاً على قناة إسلامية يستخدم هذا اللفظ في وصف داعية إسلامي، وكان واضحا أنه 'يفرش الملاية على الطريقة الإسلامية' لعمرو خالد بسبب ما حققه من شهرة ونجاحات وثروات فاقت الشيخ خالد بمراحل مع أنه يعتبر نفسه اكثر علماً وفقهاً من هذا الذي يخطىء في بديهيات ويهيس في دروسه ويضلل الشباب ويزيف وعيهم!، ولم يكن الداعية السلفي الشيخ وجدي غنيم يحتاج إلى برنامج فضائحي ليقوم فيه بعملية 'كيد المشايخ' حيث استغل مواقع التواصل الاجتماعي بمهارة ليكيد لرئيس المخابرات الراحل عمر سليمان وينشر خبرا ساخنا لم يأت به أحد من العالمين يقول ان الجنرال الراحل مات محترقاً في التفجير الهائل الذي وقع في مبنى الأمن القومي السوري بقلب دمشق حيث كان عمر سليمان يشارك جنرالات الأسد في وضع الخطط العاجلة للقضاء على الثورة السورية.

    الشيخ السلفي يتحدث عن شائعات وغراميات

    أنور البلكيمي النائب السلفي الشهير صاحب فضيحة عملية التجميل التي أخذت كثيرا من هيبة ومكانة تيارات الإسلام السياسي وزلزلت شعبيتها، حل ضيفاً على برنامج رمضاني فضائي آخر ووجدها فرصة ليحسن من صورته التي فشلت عملية التجميل في تحسينها ولم يجد أمامه إلا وسائل الإعلام يحملها المسؤولية ويتهمها بتضخيم الحادثة وإثارة الناس وتضليلهم والإساءة الى الإسلام ونوابه وأحزابه، فلم يجد الشيخ السلفي غضاضة أن يتحدث عن شائعات وغراميات، خاصة تلك التي ربطته براقصة دخلت بوابة السينما مؤخرا عبر فيلم مقاولات قيل انه تزوجها وأنتج لها الفيلم عربون محبة ورغم الخناقة الحامية التي حدثت بين الشيخ والراقصة قبل شهور قليلة على الفضائيات وصفحات المجلات ووصلت الى الردح 'وكيد النساء' فإن الشيخ فاجأ مشاهدي تليفزيون رمضان بقبوله وتشرفه بالزواج من الراقصة إذا تحجبت وهداها الله، جزاك الله خيرا يامولانا وثبت إيمانك'. والراقصة التي يقصدها هي سما المصري، وفيلمها - على واحدة ونص - وهي جميلة شكلا وجسدا - وقد كتبت هذا الوصف بعد الأفطار، حتى لا يفسد صيامي.

    كل مسلم يعرف الإسلام
    يجب ألا يحارب الإخوان

    ونظل في المجلة لنكون مع زميلتنا الجميلة ريهام كمال وحديثها الذي أجرته مع الدكتور زغلول النجار، الذي قدم لنا نموذجاً آخر لا أريد ان أصفه عندما قبل ضميره الديني وهو صائم، ان يدعي ادعاءات كاذبة ليشوه بها نظام خالد الذكر، قال العالم والداعية والواعظ: 'تخرجت من جامعة القاهرة كلية العلوم قسم جيولوجيا، كنت أول دفعتي وبعد تخرجي عام 1955 أعتقلت بسبب انتماءاتي الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين ودخلت السجن الحربي، وبعد خروجي منه كان ممنوعاً عليَّ أن أعمل في الحكومة فعملت في المركز القومي للبحوث ثم عملت في محاجر الفوسفات الخاصة بوادي النيل ثم مناجم الذهب ثم مناجم الفحم بعدها انتقلت للعمل في جامعة الملك عبدالعزيز بالرياض وأسست قسماً خاصاً بالجيولوجيا وحصلت من هناك على الدكتوراة في عامين فقط من جامعة ويلز ببريطانيا. المعركة ليست بيننا وبين الإخوان ولكن بين الإسلام وأعداء الإسلام هم كجماعة قطاع من الشعب منهم الطبيب والمهندس وغير ذلك ولكنهم كدعوة مفتوحة لكل الناس والحرب عليهم حرب على الإسلام وأعجب لكل مسلم يعرف الإسلام ويحارب الإخوان، وأنا حضرت خصيصاً من الغربة للتصويت لمحمد مرسي ضد أتباع مبارك الذين باعوا الوطن وأعجب لمن صوتوا لشفيق أين عقولكم يا ناس'.
    أين عقولكم يا ناس؟ صحيح اين عقولنا لو صدقنا رجلا وهو في هذه السن والمكانة وتشرب بروح الأوروبيين في الموضوعية لا يقول لنا لماذا قبض عليه، وكيف يدعي انهم منعوا عمله في الحكومة ثم يذكر أربعة أماكن عمل فيها، وكلها حكومية، لكن ماذا ننتظر من رجل يتهم كل من يرفض جماعته بأنه يحارب الإسلام، أي كافر والعياذ بالله؟ أهذه أمانة من يؤكد لنا أن الكعبة المشرفة مركز الكون؟



    29072012095225.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    آخر عمود

    ‮» ‬بعد إيه؟‮!«‬

    30/07/2012 08:50:58 م




    [email protected] - بقلم : إبراهـيم سـعده


    إبراهـيم سـعده



    ‮ ‬لم يكن الرئيس الراحل أنور السادات مغامراً‮ ‬بحياته عندما رفض إلحاح وزير الداخلية ـ اللواء النبوي إسماعيل ـ عليه بارتداء القميص الواقي من الرصاص خلال حضوره العرض العسكري الكبير ـ في‮ ‬6‮ ‬أكتوبر‮ ‬1981ـ احياء لذكري النصر العظيم في مثل ذلك اليوم من عام‮ ‬1973‭.‬‮ ‬كما لم يكن السادات‮ ‬غافلاً‮ ‬عن محاولات المتطرفين الإسلاميين اغتياله التي قد يتعرض لها في أي مناسبة وأي مكان،‮ ‬لكنه في الوقت نفسه كان واثقاً‮ ‬كل الثقة في استحالة أن يجرؤ المتآمرون علي التعرض له في هذه المناسبة ـ أعز أعياد الأمة ـ وبالذات في مكان الاحتفال به‮.‬
    هذه الثقة التامة عبّر عنها الرئيس السادات في رده علي إلحاح وزير الداخلية آنذاك ـ اللواء النبوي إسماعيل ـ قائلاً‮:[ ‬قميص إيه ورصاص إيه‮.. ‬يانبوي؟‮! ‬إنت ناسي أني رايح أزور أولادي وأشاركهم الاحتفال بعيد النصر؟‮! ‬فيه أمان يانبوي أكتر من وجودي بين أبنائي أبطال أكتوبر؟‮!]‬
    ‮ ‬لم يكن السادات وحده الذي كان آمناً‮ ‬ومطمئناً‮ ‬علي نفسه وسط‮ "‬أولاده‮" ‬الجنود والضباط كما تعود علي وصفهم في كل مرة يتحدث فيها عن نصر أكتوبر‮. ‬المدهش ان قادة التنظيم المسلح للاغتيالات ـ‮ "‬الجهاد الإسلامي‮" ‬ـ كانوا بدورهم يتوقعون فشلهم في اغتيال السادات في مثل هذه المناسبة،‮ ‬وفي مكان الاحتفال بها‮. ‬هذه الحقيقة لم اخترعها،‮ ‬ولم أنقلها عن‮ "‬فل‮" ‬من الـ"فلول‮"‬،‮ ‬وإنما قرأتها ـ الثلاثاء الماضي ـ في الزميلة الكبيرة‮ "‬الأهرام"خلال حديث مندوبها ـ الزميل إبراهيم عمران ـ مع أمير الجماعة الإسلامية الشيخ أكرم زهدي الذي أعلن فيه عن‮ "‬ندمه وندم معظم قياداتها علي ارتكاب الجريمة البشعة التي أودت بحياة بطل‮ "‬الحرب‮" ‬و"السلام‮".. ‬المصريين‮. ‬
    الجديد الذي أسمع عنه لأول مرة،‮ ‬وكشف عنه الشيخ ـ النادم علي اغتيال السادات ـ أكرم زهدي‮ ‬،‮ ‬هو أنه ومن معه في‮ "‬المؤامرة‮" ‬وعلي رأسهم منفذها القاتل خالد الإسلامبولي كانوا جميعهم واثقين تمام الثقة في فشل مهمتهم،‮ ‬لاستحالة اختراق رجال وأسلحة الأمن المكلفين بتأمين المكان،‮ ‬ومنصته التي يجلس فيها كبار المسئولين وعلي رأسهم‮: ‬القائد الأعلي للقوات المسلحة‮! ‬
    لم يكتف أمير الجماعة الإسلامية‮ "‬أكرم زهدي‮" ‬بالاعتراف بالندم‮ ‬،‮ ‬وإنما قدم البراهين عليه الواحد بعد الآخر‮. ‬اعترف‮ "‬الأمير‮" ‬السابق،‮ ‬التائب،‮ ‬ومعه باقي قيادات الجماعة بأنهم وافقوا جميعهم علي اغتيال رئيس الجمهورية ـ وسط أبناء القوات المسلحة في ذكري عيدهم السنوي ـ‮ ‬رغم صعوبة،‮ ‬أو استحالة‮.. ‬علي الأصح،‮ ‬تنفيذها وتوقع إفشالها‮ (..).‬
    وتأكيداً‮ ‬علي ماقاله الأمير السابق والنادم،‮ ‬أضاف قائلاً‮:‬
    ‮ ‬ـ‮ [‬إن‮ "‬المرحوم‮" ‬خالد الإسلامبولي ـ هكذا وصف الضابط الذي تنكر لقسمه،‮ ‬وخدع قادته،‮ ‬وخالف دينه،‮ ‬ومزق جسم بطل حربنا وسلامنا بعشرات الرصاصات ـ كان يعلم جيداً‮ ‬استحالة نجاحه في قتل الرئيس السادات‮. ‬و أنه ـ يقصد القاتل ـ قال لنا قبل تنفيذ عمليته إنه يتوقع بمجرد نزوله من العربة العسكرية التي يركبها في العرض العسكري ـ أمام المنصة ـ سوف يسارع العشرات بضربي بالـ‮ " ‬مولتيكا‮" ‬ـ سلاح مثل الـ‮ "‬آر بي جي‮" ‬ـ لإسقاطي ومنعي من ضرب رصاصة واحدة ضد السادات‮ (..).‬
    ‮ ‬ويبرر أمير الجماعة ـ السابق،‮ ‬النادم‮ : ‬الشيخ أكرم زهدي ـ‮ "‬لماذا وافقوا علي العملية الإجرامية رغم ثقتهم،‮ ‬وثقة من اختير لتنفيذها،‮ ‬بصعوبة أو استحالة تنفيذها بنجاح؟‮!" ‬فيشير إلي أن الهدف منها لم يكن اغتيال السادات بالفعل،‮ ‬وإنما كان فقط‮ : [‬توصيل رسالة للحاكم الذي يسب العلماء ـ علي حد وصفهم ـ حتي لو كان الثمن دماءنا‮].‬
    ‮ ‬وليسمح لي الأمير السابق،‮ ‬النادم ـ فضيلة الشيخ أكرم زهدي ـ أن أبدي عدم اقتناعي بمبرره الذي لا جدوي من ورائه إلاّ‮ ‬محاولة كسب من لا ثقة لهم في نوايا جماعته‮. ‬فالذي حدث هو أن هذا القاتل استطاع اختراق كل حواجز الأمن،‮ ‬كما واصل تقدمه ناحية المنصة بلا اعتراض من أحد،‮ ‬أو تسقطه رصاصة ممن يفترض منهم إطلاقها،‮ ‬ونجح ـ إذا صح هذا الوصف ؟‮! ‬ـ في إفراغ‮ ‬خزينة رشاشه بعشرات‮ ‬الرصاصات في جسد أحد أبرز،‮ ‬وأصدق،‮ ‬وأنجح،‮ ‬الرؤساء في تاريخ مصر والمصريين‮.‬


    -----------------

    هايد بارك

    قنـــديل دخـــل مغارة علي بابا

    30/07/2012 09:18:32 م




    [email protected] - بقلم : خالد ميرى


    خالد ميرى



    تشتد الحرارة في شهر رمضان‮.. ‬تكوي الشمس جباهنا‮. ‬يجف ريقنا جوعا وعطشا‮.. ‬ما أشد حر هذه الأيام اللهم قنا حر جهنم‮.. ‬نصوم رمضان راضين نرجو الثواب والرحمة والمغفرة‮.. ‬ننصرف عن كل الشرور والذنوب،‮ ‬نرجو ان ينالنا من صيامنا رضا ربنا وليس مجرد الجوع والعطش‮.‬
    ووسط أجواء الايمان والصيام والحر الشديد تزداد سخونة الأحداث،‮ ‬نلهث وراءها في كل مكان‮.. ‬أضع يدي علي قلبي خوفا علي مصر ومستقبل مصر‮.. ‬البلطجية في كل مكان يسرقون وينهبون‮.. ‬الأمن‮ ‬غائب والأمل في عودته القريبة يتراجع‮.. ‬الاقتصاد يتدهور وأزمات وروائح السولار والبنزين والكهرباء والمياه تخنقنا من كل جانب‮.. ‬تحمل الجنزوري الكثير لكنه رحل راضيا والشعب عنه راض،‮ ‬وجاء قنديل ليجد نفسه قبل تشكيل حكومته محاصرا من كل جانب‮.. ‬رجل ملامحه تبعث علي الراحة والقبول لكن خبراته السياسية والاقتصادية تبعث علي القلق،‮ ‬عندما اختاره مرسي لا ادري لماذا تذكرت مبارك وهو يختار نظيف‮.. ‬من اجل تشكيل الحكومة،‮ ‬دخل قنديل مغارة علي بابا،‮ ‬لكنه لم يخرج بعد‮.. ‬حاصره الاخوان والسلفيون والليبراليون والاشتراكيون،‮ ‬حاصره الثوريون واللي مش ثوريين‮.. ‬حاصرهم الفلول واللي مش فلول بالعرض والطول‮.. ‬وحتي يتم تشكيل الحكومة ستستمر البلد تغلي والشمس تقترب من الرءوس وتغلي‮.. ‬لكن الأمل سيظل موجودا‮.. ‬طالما ندعو بإخلاص ونعمل بإخلاص ونحب بلدنا لوجه الله بلا مصالح،‮ ‬الأمل سيظل موجودا ولن نفقده حتي لو حاول حكامنا وساستنا اعادتنا لأسوأ ما كان يحدث قبل الثورة من ملف الحكومة للصحافة ومن ملف الحريات للضحك علي الذقون‮.‬
    ‮ ‬محكمة‮:‬
    اللهم ساعدنا علي أن نهزم شياطين الانس والجن‮.. ‬يا مُقلب القلوب ثبت قلوبنا علي الحق والايمان‮.. ‬يا رب أرزقنا الرضا والتقوي‮.. ‬اللهم إني أعوذ بك أن أضِل أو أُضل أو أذِل أو أُذل أو أظِلم أو أُظلم أو أجَهل أو يجُهل علي‮.. ‬اللهم آمين‮.‬
                  

07-31-2012, 05:57 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    29072012095225.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






    المتحدث باسم رئاسة الجمهورية‮:‬

    لا خلافــــات بـــين الرئيـــس والمشـــــــير

    30/07/2012 10:49:44 م




    كتب أحمد مجدى‮:‬


    ‮> ‬د‮. ‬ياسر‮ ‬على

    السفن الصينية التي عبرت قناة السويس اتجهت الي أوكرانيا‮.. ‬ولاعلاقة لها بسوريا

    الحكومة الإسرائيلية تبرأت من الإعلان المسئ للدكتور مرسي‮ .. ‬وتداوله تم إلكترونيا
    نفي د‮. ‬ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة‮ ‬الجمهورية وجود أية خلافات بين الرئيس محمد مرسي والمشير محمد طنطاوي وأكد ان العلاقة متينة بين جميع مؤسسات الدولة‮.‬
    جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده المتحدث الرسمي أمس بمقر الاتحادية اكد د‮. ‬ياسر ان الرئيس محمد مرسي كان حريصا علي المشاركة في حفل الافطار الذي اقامته‮.‬
    القوات المسلحة امس الاول في حضور المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة ورئيس المجلس العسكري ووزير الدفاع وقادة القوات المسلحة‮ .. ‬وذلك في ذكري يوم من ايام مصر الكبيرة وهو نصر اكتوبر المجيد بالعاشر من رمضان‮ .‬
    أكد المتحدث الرسمي انه لاصحة علي الاطلاق لوجود خلال بين مؤسسة الرياسة والمجلس العسكري‮ ‬مشددا علي متانة العلاقة بين كافة مؤسسات الدولة المصرية وهي محل احترام وتقدير‮.. ‬مناشدا الاعلام بكافة وسائله توخي الدقة قبل نقل معلومات مغلوطة لا اساس لها من الصحة‮ .. ‬مشيرا الي انه رغم محاولات التوضيح المستمرة الي ان هناك‮ ‬صحيفة وضعت في الصفحة الاولي خبرا ان الرئيس سيعين وزير دفاع من خارج القوات المسلحة ورغم نفي الرئاسة تكرر الخبر‮.. ‬قائلا المشهد الاعلامي هام جدا وابوابنا مفتوحة واي خبر ينشر مستعدون لتوصيل الحقائق بشكل كامل‮ .‬
    ونفي المتحدث باسم الرئاسة مايتردد في وسائل الاعلام منذ مساء امس الاول حول عبور سفن صينية محملة بالاسلحة من قناة السويس متجهة الي سوريا ليستخدمها نظام بشار الاسد في ابادة الشعب السوري‮ .. ‬مؤكدا‮ ‬أن هذا الخبر لا اساس له من الصحة‮ .. ‬والبعض ينقلها علي انها حقائق واقعة ويبدأ يتخذ بناء عليها موقفا ويشحن الرأي العام والشارع المصري‮ .. ‬موضحا أنه بعد استعلام مؤسسة الرئاسة من كافة الجهات المعنية اتضح أن السفن الصينية التي عبرت قناة السويس في هذا التوقيت متجهة الي اوكرانيا وليس سوريا‮ . ‬
    وبالنسبة‮ ‬للاعلان الاسرائيلي‮ ‬المسئ للرئيس مرسي والذي تداول مؤخرا عبر شبكات التواصل الاجتماعي‮ .. ‬اشار الدكتور ياسر علي الي أن وزارة الخارجية الاسرائيلية‮ ‬أرسلت ردا رسميا الي الخارجية المصرية علي كل التوضيحات التي كانت قد طلبتها مصر‮ .. ‬واكدت في ردها علي ان هذا الاعلان لم يتم اذاعته في اي قناة اسرائيلية علي الاطلاق‮ .. ‬ولم يتداول سوي علي موقع يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي وهي جهات‮ ‬غير رسمية ولاتوجد للحكومة الاسرائيلية سلطة عليها‮.‬
    واشار المتحدث باسم الرئاسة الي ان الرئيس استقبل امس عددا من رموز القوي الوطنية منهم الدكتور سيف عبد الفتاح استاذ العلوم السياسية للتشاور في مجمل المشهد السياسي بمصر‮ .‬
    وردا علي سؤال حول علاقة زيارة عبد الفتاح للرئيس بالمطالب الست التي اعلنتها الجبهة الوطنية مساء امس الاول من الدكتور مرسي‮ .. ‬قال علي‮ : ‬تباحثنا وتناقشنا في هذه المطالب مع الرموز الوطنية الفاعلة والتي تعتبر محل تقدير من الجميع وكان الامر يحتاج الي بعض الايضاحات‮ .. ‬فبالنسبة لمطلب اختيار شخصية وطنية مستقلة لتشكيل الحكومة فقد حدث بالفعل‮.. ‬وتشكيل مؤسسة الرئاسة لم يعلن بعد وسيضم كافة اطياف الامة وعلي رأسهم المرأة والاخوة الاقباط‮ .. ‬وبالنسبة لباقي المطالب جار تنفيذها تباعا.وردا علي سؤال حول صدور قرار رئاسي بالعفو عن الداعية وجدي‮ ‬غنيم قال ياسر علي‮: ‬لا توجد لدي اي معلومة حول صدور مثل هذا القرار‮.‬
    ونفي ما تردد عن اعتذار د‮. ‬محمد سليم العوا عن المشاركة في الفريق الرئاسي للدكتور مرسي‮.‬

    ----------------
    وزير داخلية مبارك يطعن في الحكم عليه بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين

    2012-07-30



    القاهرة -أ ش أ:

    تقدم حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق بطعن أمام محكمة النقض على الحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة يوم الثاني من يونيو الماضي والقاضي بمعاقبته بالسجن المؤبد إثر إدانته في قضية قتل المتظاهرين السلميين إبان ثورة 25 يناير.
    وأودع المحامي عصام البطاوي (دفاع العادلي) مذكرة الطعن بالنقض قبل أيام قليلة من انتهاء الموعد الرسمي للتقدم بالطعون على حكم الجنايات أمام محكمة النقض، فيما ينتظر أن يتقدم محامو الرئيس السابق حسني مبارك خلال ساعات بطعن مماثل على حكم السجن المؤبد، وكذا النيابة العامة التي ستتقدم بطعن من جانبها على أحكام البراءة وانقضاء الدعوى الجنائية الصادرة من ذات المحكمة لصالح مبارك ونجليه علاء وجمال، ورجل الأعمال حسين سالم، ومساعدي العادلي الستة في الجوانب المتعلقة بتصدير الغاز إلى إسرائيل، واستغلال النفوذ الرئاسي، والاشتراك في قتل المتظاهرين..
    وطلب المحامي البطاوي إلى المحكمة وقف تنفيذ حكم الجنايات لحين الفصل في موضوع القضية، كطلب أولي له.. كما طلب في موضوع الطعن بنقض (إلغاء) الحكم المطعون فيه والقضاء بالبراءة، أو إعادة المحاكمة مجددا أمام دائرة مغايرة من دوائر محكمة جنايات القاهرة..
    وقال دفاع العادلي في مذكرة الطعن - إن المحكمة قد أدانته بتهمة عدم اتخاذ الإجراءات والتدابير نحو وقف أعمال قتل المتظاهرين حماية لأرواح ومصالح المواطنين بالصورة التي يوجبها منصبه، وهو الأمر الذي يشكل قصورا في التسبيب وفساد في الاستدلال، استنادا إلى أن محاكمة الشخص ومعاقبته يجب ألا تكون إلا بأدلة يقينية جازمة، فضلا عن كون حكم الإدانة لم يتطرق إلى الأدلة على توافر نية القتل ورابطة السببية تدليلا كافيا..
    وذكر الدفاع أن الحكم لم يستظهر عناصر الاشتراك في الجريمة ولم يوردها صراحة في الحيثيات كصور من جريمة الاشتراك بين العادلي ومبارك على قتل المتظاهرين، لافتا إلى أن العادلي أبلغ مبارك قبل 5 ساعات من وقوع أية أعمال قتل بانتشار المظاهرات ووجود عناصر إجرامية تعجز قوات الشرطة عن مواجهتها، على نحو حدا برئيس الجمهورية (وقتئذ) إلى الاستعانة بالقوات المسلحة لفرض النظام..


    ------------------




    الاخوان يتجهون لاحتلال 'الأهرام' و'الأخبار'
    والسلفيون يؤكدون للصحافيين أن الإسلاميين أسيادهم
    حسنين كروم
    2012-07-30



    القاهرة - 'القدس العربي


    ' لم يكن في صحف مصر امس أي موضوع أو خبر ملفت، فقد استمرت في الإشارة لاستمرار المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة، وتأكيدات رئيسها المكلف هشام قنديل بأن الكفاءة ستكون معيار الاختلاف، ولذلك أخبرنا زميلنا الرسام محمد عبداللطيف في 'اليوم السابع' انه شاهد اثنين يشربان الحشيش وأحدهما يقول للثاني وهو يكاد يموت من شدة الضحك: هي دي الكفاءة ياباشا، مش كانوا بيقولوا الوزارة بالكفاءة.
    وكان الإعلان عن مقابلة رئيس الوزراء الشيخ السلفي والأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح محمد يسري وعرض وزارة الأوقاف عليه، وإعلانه قبولها بعد ان قام بصلاة استخارة، اثار ردود أفعال عنيفة، من جانب العاملين بالأوقاف والأزهر، ورفضوه لأنه سلفي متعصب يعادي الوسطية، وسبق وأن هاجم الأزهر واتهمه بالفساد والعمل لحساب النظام السابق، وبدا الأمر وكأن الإخوان المسلمين يعودون للتحرش بالأزهر، خاصة وأن ما خرج من أنباء يؤكد أن خيرت الشاطر وراء هذا الترشيح، اما الحقيقة فسوف تتكشف بسرعة، لكن اختيار محمد يسري استفزاز لا للأزهر فقط وإنما لقوى مدنية أخرى لن تقبله.
    وأشارت الصحف الى صدور حركة تنقلات بالشرطة وتأكيد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ان الرئيس أو حزب الحرية والعدالة لم يتدخلا فيها كما نشر.
    وإلى بعض مما عندنا:

    مقومات القائد في العقلية المصرية

    ونبدأ بالمعارك الدائرة حول رئيس الجمهورية وبسببه، وعن علاقاته بالجماعة والمرشد، حيث تطوع يوم الثلاثاء الدكتور محمود العلايلي ووجه إليه النصائح الغالية في 'المصري اليوم' وهي: 'إن القائد في العقلية المصرية له مقومات لا يختلف عليها المصريون وإن مرت الأزمان واختلف القادة، فالمصري لن يعتد برئيس ويقدره طالما كان هناك من يملي عليه أفعاله ويرسم له خطواته، أما وأن أغلب المصريين يعرفون بما لا يدع مجالا للشك من أين تدار الدولة وكيف يحاك المخطط، لذا فإن صورة الرئيس المرؤوس غير مستساغة في الذهنية المصرية بأي حال، بل إنها صورة سلبية جداً لدى كل من المناصرين والخصوم على حد سواء. سيدي الرئيس لقد قلت عن نفسك ولم يدع عليك أحد أنك رئيس لكل المصريين، ولكن لن يعتبرك كل المصريين رئيساً لهم - سواء انتخبوك أم لا - إلا إذا تخليت عن كونك كادراً فاعلاً في جماعة الإخوان المسلمين، فإما أن تنفصل عنهم أو ينفصلوا عنك وبما أنهم لن يفعلوا هذا فقد جاء أوان انتزاع سلطاتك من مرشد الجماعة الذي يهتف الجميع بسقوط دولته، ومن السيد خيرت الشاطر المرشح الرئاسي الأساسي للجماعة، والذي يرى نفسه الأحق والأجدر بالمنصب الذي تتقلده سيادتك، ثم من السيد عصام العريان الذي يتحدث للإعلام نيابة عن الجماعة ومؤسسة الرئاسة في آن واحد'.

    مرسي صورة طبق الأصل
    عن جميع الإخوان

    ولكن الدكتور أحمد يونس همس في أذني قائلاً: ان الدكتور محمود ساذج، ولا يعرف شيئاً عن الإخوان وطلب مني أن انتظر مقاله يوم الخميس في 'التحرير'، وقال فيه:
    'مرسي هو مرسي لا فائدة، صورة طبق الأصل من جميع الإخوان كما لو أنهم جنيهات معدنية من تلك التي تدقها دار صك العملة، لا فرق تقريباً أو من غير تقريباً، بين الواحد والآخر، كلهم يتحدثون في الفضائيات بنفس النبرة مستخدمين نفس الألفاظ أو التعابير التي فقدت تأثيرها على الناس، أو الأكليشيهات البلهاء التي تشبه الطبيخ الحمضان، كلهم ينظرون بنفس الطريقة المراوغة الزائفة الغلاوية التي يعجزون عن إخفائها، كرمال الصحراء المجدبة هم، لا يستطيع أحد أن يرى في بعضها ما ليس في البعض الآخر، ولم استغرب، فالذين ينحنون لتقبيل نفس اليد لابد أن تتليف بنفس الدرجة خلايا الكبرياء داخلهم، عندما حال عائق قانوني يتعلق بحكم قضائي صدر ضده دون ترشيح الشاطر لمنصب رئيس الجمهورية ألقوا بمرسي في حلبة الصراع بلا تردد، الشاطر كمرسي ومرسي كالشاطر، كلاهما تربية مكتب الإرشاد، نسخ بالكربون، ليس من حقها أن ترفض تعليمات خميني مصر، بإشارة واحدة من أصبح صاحب الجلالة المرشد ملك قبيلة الإخوان يكون قد أصدر فرماناً سلطانياً يدفع بمقتضاه بمن يشاء ليتحكم في مصير البلد ما دامت المطبعة الأميرية التي قامت بتوزيع البطاقات الانتخابية المعلمة لصالح مرشح بالذات أصبحت تحت السيطرة، مستشاروهم القانونيون يقسمون في كل مرة على جميع الفضائيات بالله العلي العظيم أنهم سيكسبون سائر القضايا التي لا يملون من رفعها، لكن الصفعات المتتالية التي يبدو أنهم أدمنوها لا تنجح في جعلهم يفيقون، فإذا بهم يتطاولون على القضاء أو يسيئون إليه بمنتهى قلة الأدب.
    كما لم يحدث في مصر أبداً على امتداد تاريخها الطويل بالضبط كالتلاميذ الأغبياء عندما يسقطون في جميع المواد يدعون أن الأساتذة يحقدون عليهم، دولة المرشد التي يحاولون إقامتها الآن فإن مراجعة دقيقة لمختلف الكتب التي تحدث عن مؤشرات الفساد أو القمع أو التخلف في مصر سياسيا كان او اجتماعيا أو ماليا أو إداريا، أو على أي صعيد آخر خلال العهود الماضية تكفي لندرك أن مجموع تلك الوقائع ليس أكثر من دعابات طفولية بريئة إذا ما قورنت بما تستعد الجماعة لتنفيذه، ربما استطاع الإخوان أن يجعلونا نترحم على أيام الهكسوس'.

    فورية تطهير المؤسسات
    السيادية والخدمية

    والذي يؤكد ظنون أحمد يونس، ما طالب به إخواني وآخر متأخون، الإخواني هو صاحبنا محمد السروجي الذي صرخ في نفس اليوم في 'الحرية والعدالة' وهو يقدم عدة مطالب ملحة للرئيس منها: '- إعادة النظر في المحكمة الدستورية العليا، بل المحاكم والقضاة الذين يمارسون الفعل السياسي لصالح دولة مبارك، ضد دولة الثورة وشعب الثورة ومطالب الثورة.
    فورية تطهير المؤسسات السيادية والخدمية، الشرطة - القضاء - الإعلام - البترول، التموين، التي مازال كبار النافذين فيها يعملون لصالح دولة مبارك ضد دولة الثورة بتصدير الأزمات والمشكلات'.

    تناقض بين الثورة
    وبعض كبار القضاة

    أما المتأخون وهو الدكتور حسن الحيوان، فطالب في نفس اليوم في 'المصريون' ببعض مما هو آت: 'هناك تناقض بين الثورة وبعض كبار القضاة المنتمين للنظام البائد تأكد مؤخراً، وقيام العسكر بحل كل البرلمان والدستور يؤكد أن قيم ومبادىء الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، والقضاة هم أول من يفهمون هذه البديهيات، كل هؤلاء بصراحة يحاربون قيم ومبادىء أولي الأمر منكم، فكيف تنجح الثورة كذلك؟ الحل الوحيد هو الاستمرار على احترام القضاء وأحكامه إقرارا بسيادة الدولة بشرط تطهير هذا القضاء فوراً من هؤلاء القضاة، في تونس تم فوراً طرد أكثر من سبعين قاضياً، مطلوب حل المحكمة الدستورية فوراً وإعادة تشكيلها بالانتخاب إذا لزم الأمر، وإذا لم يحدث ذلك فسيستمر تقدم الثورة المضادة، الى ان يسيطر العسكر على الجمعية التأسيسية لصياغة دستور على هواهم يضع العسكر فوق الدولة، دون شرعية ولا شريعة حتى يتم انتاج حاكم مستبد جديد'.
    وهكذا تكون الديمقراطية التي دفع الشعب فيها الآلاف من أبنائه وإلا فلا، ان يتم عزل مبارك لنضع مكانه ولي أمر له قيم ومبادىء وشريعة لا يجب أن نعارضه، حتى لا ندخل النار في الآخرة، والسجن في الدنيا، الحقيقة ان كل هذه المطالب يخفيها الإخوان والسلفيون، وسيظهرونها إذا تأكدوا انهم سيطروا بالفعل، على الجيش أولا، وأصبح فيه قادة فرق وضباط منهم، وقتها ستعرف مصر لأول مرة طعم ومشهد المذابح'.

    الرئيس الإخواني
    ضعيف عاجز متردد مناور

    أما زميلنا وصديقنا عادل حمودة رئيس تحرير 'الفجر' الاسبوعية المستقلة، فقد طلب عرض رأيه في الرئيس وهو: 'انكشف الرئيس الإخواني على حقيقته، ضعيف، عاجز، متردد مناور، لا يعرف من يفكر له، ولا من يرشده، وربما كان يتكلم بلسان غيره، لكن مؤكد أنه يتفرغ للصراع على السلطة، ويصر على التكويش عليها، ويترك الشعب، نصير الحاكم وسنده وقوته يعاني وحده، يشكو ربه وحده، وعندما فتح الله عليه، هددنا بنفاد صبر الحليم، توعدنا بأن نلقي بسيف القانون، ما يمتلكه بقوة الديمقراطية، الديمقراطية تعطينا الحق في أن نحرمه من أن يكون فرعوناً جديدا، وبثورية بلا حدود، أعلن الرجل انتفاضة 'الزبالة'، تمخض الجبل فولد فأراً، خرج علينا بثوب رئيس فوجدناه يتصرف مثل مسؤول النظافة في حي، فلو كانت القمامة المسؤولية الاستراتيجية العليا للرئيس فمن ينقذ الأمة من متاعبها المزمنة ومشاكلها القاتلة؟
    ولن يمسك محمد مرسي بمقشة ويبدأ بنفسه، كل ما فعله هو أنه ألقى بما وعد بتنفيذه على غيره، ليبدأ هو وجماعته في غرف العسل والغرق فيه، عاد من السعودية ليجد تشريفة من تشريفات مبارك على طول الطريق، فلم يعترض، تضاعفت الحراسة التي فرضت عليه، فصمت، وجاء برجال أعمال ليديروا رئاسته، نسي الانتقادات التي وجهها هو نفسه للنظام السابق، ويمكن القول انه تفوق عليها، احتاج مبارك ثلاثين سنة ليصل الى ما وصل إليه ولم يستغرق مرسي سوى ثلاثين ساعة كي يكرر المأساة'.

    محاولة الإخوان السيطرة
    على جريدتي 'الأهرام' و'الأخبار'

    وإلى المعركة الثانية المشتعلة في الوسط الصحافي بسبب محاولة الإخوان السيطرة الآن، على الأقل، على جريدتي'الأهرام' و'الأخبار'، كمرحلة أولى، باستخدام مجلس الشورى في اختيار رؤساء تحرير للصحف والمجلات القومية، بواسطة عملية مهينة لإهدار كرامة الصحافيين وإذلالهم، حتى يعملوا رغم انهم ليسوا إخوانا، لخدمتهم، تماماً مثلما كان يفعل نظام مبارك، فاخترعوا حكاية مدهشة، وهي أن كل من لديه رغبة لان يكون رئيس تحرير عليه ان يقدم طلبا وفيه كشف بأعماله وخطة للتطوير، واللجنة التي ستنظر وتعطي درجات لتحديد الناجحين مشكلة من أربعة عشر عضوا، منهم أربعة صحافيين فقط، واثنان من الأكاديميين، والباقي من مجلس الشورى منهم سبعة إخوان، وقد بادر زميلنا وصديقنا صلاح منتصر بالاستقالة بعد ان تأكد من هدف العملية وهو سيطرة الإخوان على دور الصحف القومية، وتبعه صديقنا وعضو مجلس الشورى مجدي المعصراوي - ناصري - في الاستقالة لنفس السبب.

    درس للنواب الإسلاميين الذين
    لم يحسموا مسألة تطهير الصحف

    والغريب في الأمر أن الإخوان يواصلون نفس لعبتهم في الانكار مع استمرارهم في تنفيذ خططهم، وقد واصل كشفهم، لأنه يتحدث بصراحة، استاذ الجامعة الدكتور صلاح عز والذي يكتب مقالا كل أسبوعين في 'الأهرام' بقوله يوم السبت في 'الحرية والعدالة': 'ما جرى من منتصر ويجري من غوغاء الصحافيين هو أيضاً درس للنواب الإسلاميين الذين لم يحسموا مسألة تطهير الصحف القومية فور انتخاب مجلس الشورى، وذلك بتنصيب رؤساء تحرير ينتمون للتيار الإسلامي، ولكنهم رضخوا لابتزاز وإرهاب الغوغاء وكأن الإسلاميين ليسوا مصريين فتأجل الأمر شهورا وفي النهاية وعلى الرغم من الامتناع عن التقدم بمرشح إسلامي واحد لرئاسة التحرير لم يؤثر ذلك على ابتزاز وبلطجة الفلول والغوغاء، بل فاقمه لأنهم تماما كالصهاينة إذا أشعرتهم أنك قابل للترويع والابتزاز لن يرحموك وسيطلبون المزيد، لأنهم كالصهاينة لن يرضيهم إلا أحد أمرين أن تختفي تماماً من الساحة حتى تعود خالية لهم كما كانت في زمن مبارك أو أن تبقى شريطة أن تتبع ملتهم، والدليل أن الأعضاء الإخوان في اللجنة التي يزعمون أنها تعمل على 'أخونة' الصحف القومية يشكلون تقريباً خُمس أعضائها لكن حتى هذا الخُمس مرفوض. إن قيادات الصحف القومية التي نهبت الملايين والمليارات شيدت قصورا في الساحل الشمالي والمدن الجديدة من أموالهم الحرام التي اكتسبوها من إبداعهم في نفاق مبارك يشكلون أحد الأعمدة الثلاثة للثورة المضادة 'مع العسكر والقضاة المسيسين' هذه الثورة المضادة نجحت بفضل سماحة ولين الإخوان المسلمين في محاصرة الثورة'.
    ولا أفهم لماذا لا يطالب رئيس مجلس الشورى الإخواني ان يتحرك ويقدم بلاغات ضد كل من نهب أو سرق، بالإضافة الى ان هناك تحقيقات الهدايا التي كانت ترسلها بعض المؤسسات الصحافية للمسؤولين الكبار.

    شيوع ظاهرة أخلاق العبيد
    في الوسط الصحافي

    أما زميلنا أحمد السباعي رئيس تحرير 'الفتح' لسان حال جمعية الدعوة السلفية، فقد تحسس لحيته الأنيقة المشذبة، ثم صرخ: 'شيوع ظاهرة أخلاق العبيد في الوسط الصحافي تلت الثورات والاعتراضات على لجنة اختيار رؤساء التحرير التي تعمل وفق أسس وقواعد وضعها شيوخ الصحافيين، رغم اننا في الوسط الصحافي في العهد الغابر كان يهبط علينا ببراشوت مدعم من رأس النظام الفاسد، أو من رئيس مجلس الشورى الأكثر فسادا، عبر الأحقاب المختلفة، رئيس التحرير، دون ان يتجرأ هؤلاء الصائحون على ان يفتحوا أفواههم، أو يبدوا أي نوع من الاعتراض، بل كانوا يبحثون عن تقديم قربان الطاعة والولاء لهذا المحظوظ الذي أجبروا على العمل تحت أمرته. أيتها الأبواق الفارغة من الإعلاميين صحافاً، وفضائيات، إياكم وأخلاق العبيد حتى لا تتغير معاملة الأسياد'.

    الإخوان سيقيمون
    أسواقاً لبيع الصحافيين

    وكلمة الأسياد يستخدمها الإخوان كثيراً، عندما يشتبكون في حوار فيقولون، الإخوان أسيادكم، أما اعتبار معارضيهم من الصحافيين من صنف العبيد، فهذا هو الجديد، ومعناه أن الإخوان سيقيمون أسواقاً لبيع الصحافيين لمن يدفع، وجاءهم الرد، أولا من زميلنا أسامة سلامة رئيس تحرير مجلة 'روزاليوسف' بقوله': 'آثرت ألا أتقدم الى لجنة اختيار رؤساء التحرير وكان قراري ينبع من الحرص على كرامتي الشخصية وكرامة المؤسسة التي أعمل بها وكرامة المهنة التي اتشرف بالانتماء إليها، ليس عيباً أن يتقدم الصحافي بورقة عمل تتضمن خطته لتطوير المطبوعة التي يريد ترؤس تحريرها على ان تكون اللجنة التي يتقدم اليها من أهل المهنة، من يعرفون دخائلها ودروبها، ويقدرون مصاعبها وقرارات كل مؤسسة، يفهمون طبيعة كل مطبوعة واتجاهاتها وتاريخها، يعلمون تاريخ وقدرات كل مرشح، لكن الإخوان لم يطبقوا كلام الله 'اسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون'، وفضلوا أن يأتوا بلجنة معظم أعضائها ليس لهم علاقة بالصحاف، يؤكد ان هناك نية مبيتة لدى الإخوان في إبعاد رؤساء التحرير الحاليين، ولأنني أرفض ان أتقدم للجنة بتشكيلها غير الصحيح فقد نأيت بنفسي عن التقدم ومعي عدد من رؤساء التحرير هم الصديق العزيز الكاتب الكبير حمدي رزق رئيس تحرير 'المصور'، والأستاذ الكبير محسن حسنين رئيس تحرير 'أكتوبر' والأستاذ الكبير إبراهيم خليل رئيس تحرير جريدة 'روزاليوسف' والاستاذة الناقدة المبدعة عبلة الرويني رئيسة تحرير 'أخبار الأدب' والاستاذ عادل عبدالعزيز رئيس تحرير وكالة أنباء 'الشرق الأوسط'، في حين تقدم رؤساء مجالس الإدارات لباقي الزملاء في المؤسسات الأخرى، وكان هدفهم محاولة الحفاظ على النجاحات التي حققوها في مطبوعاتهم وكشف غرض الإخوان، إذ أن إبعاد الناجحين منهم يعني ان الهدف ليس صالح المؤسسات، وإنما أخونتها والاستيلاء عليها'.

    لا يتورعون عن أكل
    لحم إخوانهم ميتة!

    أما زميلنا وصديقنا محسن حسنين رئيس تحرير مجلة 'أكتوبر' فقال: 'لن أوجه كلامي لهؤلاء المنافقين لأنهم رجال كل العصور يأكلون على كل الموائد، ولا يتورعون عن أكل لحم إخوانهم ميتة، لكنني سأوجه كلامي الى الرئيس محمد مرسي نفسه، فالشعب لا يريد مبارك آخر ولا حزباً آخر ولا جوقة نفاق أخرى مهما اختلفت الأسماء والمسميات، الشعب يريد نموذجاً واحدا فقط هو عمر بن عبدالعزيز! فخريطة الطريق التي سار عليها عمر بن عبدالعزيز كانت أبسط بكثير من مشروع النهضة الذي يطرحه مرسي وقد جعلته يقيم دولة العدل والرخاء والنماء في سنتين و5 شهور فقط أي في مدة أقل من فترة ولاية الرئيس مرسي، ولن أقول بكثير من الربع قرن مدة تنفيذ مشروع النهضة، فأبعد من حوله من أمراء بني أمية واستعان بأهل الخبرة والمستشارين المخلصين من أمثال رجاء بن حيوة، فهل يستطيع الرئيس محمد بن مرسي أن يفعلها في 4 سنوات ويدخل التاريخ، فيبدأ أول ما يبدأ بإبعاد أهل الثقة وأمراء بني أمية من 'جماعة الإخوان المسلمين' وأعضاء حزب الحرية والعدالة وأن يستعين بدلا من ذلك بأهل الخبرة والمستشارين المخلصين وأن يبحث دون كلل أو ملل عن رجاء بن حيوة آخر ليستشيره في أمور الدين والدنيا، هل سنرى ذلك قريباً من الرئيس مرسي رئيس كل المصريين؟'.

    مستقبل المؤسسات الصحافية

    أيضاً قال زميلنا ورئيس تحرير 'الأهرام' محمد عبدالهادي علام يوم الأحد بعد ان استعرض تاريخه في فضح سياسات النظام السابق وأن تعيينه جاء بعد الثورة وبترحيب من زملائه وبأنه اتخذوا في الجريدة موقف الحياد في انتخابات الرئاسة: 'كان من المستحيل ان يستبدل رضا آخرين بعصابة عارضها، أو ان يطلب اعترافا بالأهلية لم يطلبه من النظام السابق وان يتقدم بشكل مباشر، كما سجل علنا رفضه للأسلوب غير المباشر للتقدم الى تلك اللجنة التي تحفظ عليها الغالبية العظمى من الزملاء الصحافيين، يطلب تعيينه رئيساً لتحرير صحيفته، بما يهين منصب رئيس تحرير اعرق المؤسسات الصحافية في مصر والشرق الأوسط وبما يهين نفسه وتاريخه، فقرر، وبرغم ان الظروف قد تضع الإنسان أحيانا في اختيار بين مسؤوليه امام مؤسسة وقارىء، وبين أوضاع وظروف غير مقبولة، ألا يقبل المشاركة في هذا العبث رافضا إصلاحا مزعوما، يبدأ بإهانة المهنة، طالما بانت المسألة، تصفية حسابات، ودفعا لثمن الحياد والمهنية، وكذلك احتراما لموقع رئيس تحرير 'الأهرام'، واحتراما لروح العمل المؤسسي، ورفعا للحرج عن الزملاء الراغبين في التقدم حفاظا على تقاليد الزمالة العريقة، تلك العروة الوثقى التي يجب ان نستمسك بها في مؤسساتنا العريقة، خاصة في زمن الفتنة. ان ما يحدث أخطر من أي مصيبة تعرضت لها المهنة من قبل، فالقضية هي قضية مصير مهنة ومؤسسات، وليست طلب وظيفة، خاصة إذا أضيفت لذلك تلك التصريحات التي تصدر، والأحاديث العابرة هنا وهناك، عمدا أو زلات لسان، عن دمج مؤسسات فقيرة في مؤسسات غنية كأحد الحلول المقترحة لعلاج مشاكل الأولى، والتي تتسرب منها، وتتكشف نوايا غير معلنة، وتصورات موجودة للقيام بذلك، وعلى سبيل المثال فخلال لقائي لأول مرة الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى في اجتماع المجلس الأعلى للصحافة وبينما كان الزملاء في جريدة العربي الناصري يعرضون مشاكلهم ومعاناتهم عليه، توجه إليَّ قائلا: 'ما تخدوهم الأهرام'، فاعتبرت ذلك دعابة، رغم السوابق المرة التي تنقلب فيها الدعابات الى أمر واقع'.

    سلفي يطالب بتصوير علي ونيس بالفعل
    الفاضح وعرضه مثل عادل إمام

    وإلى الإسلاميين ومعاركهم، ونبدأ بصاحبنا الدكتور محمود روزن، يوم الثلاثاء في 'المصريون' في عموده - مدارات - وبدلا من نشر صورة له لنتعرف عليه فضل صورة يد تمسك بقلم ولا أعرف ان كان يعتقد أن الصورة حرام أم لا.
    وقال كلاما مدهشا في الشهر الكريم عن قضية عضو مجلس الشعب المنحل، السلفي الشيخ علي ونيس الهارب من العدالة في قضية الفعل الفاضح: 'اخترت 'عادل إمام' من بين آخرين ربما كانت أفلامهم وسائر أعمالهم الفنية أكثر امتلاء بالأفعال الفاضحة والمشينة، واختياري له بالذات حتى تتضح بعض المآسي التي نعيشها من خلال مقارنة بسيطة بقضية النائب السابق الشيخ ونيس، عادل إمام يحاكم بتهمة ازدراء الأديان وتستغرق قضيته ردحاً من الزمان حتى يحصل في النهاية على حكم هزيل بالحبس ثلاثة شهور، في حين يحاكم النائب الشيخ ونيس ليحصل بعد نظر القضية في مدة زمنية وجيزة على الحكم بالحبس لمدة عام ونحن الذين اعتدنا من قضائنا الشامخ ان اكثر القضايا وضوحاً وسهولة يستغرق فترات ربما وصلت الى أعوام، أيهما اكثر إضرارا بالأخلاق وإفساداً للذوق العام، ازدراء الأديان والاستهزاء بقطاع كبير من المصريين الملتزمين يمارس على أوسع نطاق إعلامي 'أم فعل فاضح' على فرض ثبوته، لم يتجاوز به صاحبه حدود سيارته؟! الجريمة التي حوكم بها النائب ونيس غلظ الشرع الحنيف وسائل إثباتها حتى يبقى الأصل في الناس البراءة منها، وحتى لا يتجرأ أحد على تلفيق هذه التهمة المشينة بأحد، اللهم من جاهر بها عياناً بياناً، ورغم هذا كله تحكم المحكمة بالإدانة بأدلة أو هي من بيت العنكبوت لا تكفي حتى لمجرد توجيه التهمة! والخطأ الذي ارتكبه ونيس - على فرض ثبوته - ليس ممارسة 'الفعل الفاضح' وإنما خطؤه الجسيم أنه لم يمارس هذا الفعل الفاضح امام الكاميرات السينمائية ويعرضه على المشاهدين في البيوت ودور السينما ويختار له أسماً واعداً جذاباً وهذا كما ترون معي وكما يرى القضاء الشامخ خطأ لا يغتفر، إذ كيف يحرمنا النائب من هذا الفن الراقي؟! ليس هذا المقال دفاعاً عن الشيخ ونيس ولكنه صرخة أسى ونداء لوعة للشرفاء من رجال القضاء، أدركوا القضاة قبل أن يقضي على كل فضيلة وقبل أن يغتال كل حلم جميل'. كيف يمكن الرد على هذا السلفي أو الإخواني المتشدد في الدين؟ هل يتم الرد عليه بنفس الجرأة التي يتحدث بها؟ وهي مطالبة الشيخ ونيس بممارسة الفعل الفاضح ليس داخل السيارة ليلا، وإنما خارجها ودعوة وسائل الإعلام لتصويره، والادعاء انه يفعل كما فعل صديقنا نجم النجوم أو أي فنان في فيلم سينمائي؟ بالإضافة الى ان الشريعة التي يطالب بمحاكمة ونيس على أساسها سوف تبرئه لأن الأصل فيها تبرئة الناس من هذه الأفعال.

    برامج النميمة الرمضانية
    الفضائحية وكيد المشايخ

    وإلى مجلة 'الإذاعة والتليفزيون' ومعركة أخرى بين الدعاة السلفيين وشبهها زميلنا أيمن الحكيم بكيد النساء، قال عنهم: 'كنت أظن أن الكيد صفة تقتصر على النساء فقط يتفنن فيها ويبدعن ويؤكدن الوصف القرآني الخالد لهن 'كيدهن عظيم'، إلى أن أثبتت برامج النميمة الرمضانية الفضائحية أن كيد المشايخ أخطر وأقوى وأشد تدميراً، لم اصدق أذني وأنا أستمع إلى حوار رجل محسوب على الدعاة يرتقي المنبر وشاشات الفضائيات ليعلم الناس دينهم بجرأة يحسد عليها، استخدم الشيخ خالد عبدالله لفظة 'تهييس' في وصفه لزميل له هو عمرو خالد، وما أعرفه يعرفه اكثر الناس أن تلك الكلمة 'الشبابية والروشة' تعني وتشير إلى أصحاب المزاج العالي الذين يصل بهم ما يتعاطونه إلى مرحلة التهييس حيث يفقدون عقولهم ولا يسيطرون على أفعالهم!، كان الشيخ خالد الذي يقدم برنامجاً على قناة إسلامية يستخدم هذا اللفظ في وصف داعية إسلامي، وكان واضحا أنه 'يفرش الملاية على الطريقة الإسلامية' لعمرو خالد بسبب ما حققه من شهرة ونجاحات وثروات فاقت الشيخ خالد بمراحل مع أنه يعتبر نفسه اكثر علماً وفقهاً من هذا الذي يخطىء في بديهيات ويهيس في دروسه ويضلل الشباب ويزيف وعيهم!، ولم يكن الداعية السلفي الشيخ وجدي غنيم يحتاج إلى برنامج فضائحي ليقوم فيه بعملية 'كيد المشايخ' حيث استغل مواقع التواصل الاجتماعي بمهارة ليكيد لرئيس المخابرات الراحل عمر سليمان وينشر خبرا ساخنا لم يأت به أحد من العالمين يقول ان الجنرال الراحل مات محترقاً في التفجير الهائل الذي وقع في مبنى الأمن القومي السوري بقلب دمشق حيث كان عمر سليمان يشارك جنرالات الأسد في وضع الخطط العاجلة للقضاء على الثورة السورية.

    الشيخ السلفي يتحدث عن شائعات وغراميات

    أنور البلكيمي النائب السلفي الشهير صاحب فضيحة عملية التجميل التي أخذت كثيرا من هيبة ومكانة تيارات الإسلام السياسي وزلزلت شعبيتها، حل ضيفاً على برنامج رمضاني فضائي آخر ووجدها فرصة ليحسن من صورته التي فشلت عملية التجميل في تحسينها ولم يجد أمامه إلا وسائل الإعلام يحملها المسؤولية ويتهمها بتضخيم الحادثة وإثارة الناس وتضليلهم والإساءة الى الإسلام ونوابه وأحزابه، فلم يجد الشيخ السلفي غضاضة أن يتحدث عن شائعات وغراميات، خاصة تلك التي ربطته براقصة دخلت بوابة السينما مؤخرا عبر فيلم مقاولات قيل انه تزوجها وأنتج لها الفيلم عربون محبة ورغم الخناقة الحامية التي حدثت بين الشيخ والراقصة قبل شهور قليلة على الفضائيات وصفحات المجلات ووصلت الى الردح 'وكيد النساء' فإن الشيخ فاجأ مشاهدي تليفزيون رمضان بقبوله وتشرفه بالزواج من الراقصة إذا تحجبت وهداها الله، جزاك الله خيرا يامولانا وثبت إيمانك'. والراقصة التي يقصدها هي سما المصري، وفيلمها - على واحدة ونص - وهي جميلة شكلا وجسدا - وقد كتبت هذا الوصف بعد الأفطار، حتى لا يفسد صيامي.

    كل مسلم يعرف الإسلام
    يجب ألا يحارب الإخوان

    ونظل في المجلة لنكون مع زميلتنا الجميلة ريهام كمال وحديثها الذي أجرته مع الدكتور زغلول النجار، الذي قدم لنا نموذجاً آخر لا أريد ان أصفه عندما قبل ضميره الديني وهو صائم، ان يدعي ادعاءات كاذبة ليشوه بها نظام خالد الذكر، قال العالم والداعية والواعظ: 'تخرجت من جامعة القاهرة كلية العلوم قسم جيولوجيا، كنت أول دفعتي وبعد تخرجي عام 1955 أعتقلت بسبب انتماءاتي الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين ودخلت السجن الحربي، وبعد خروجي منه كان ممنوعاً عليَّ أن أعمل في الحكومة فعملت في المركز القومي للبحوث ثم عملت في محاجر الفوسفات الخاصة بوادي النيل ثم مناجم الذهب ثم مناجم الفحم بعدها انتقلت للعمل في جامعة الملك عبدالعزيز بالرياض وأسست قسماً خاصاً بالجيولوجيا وحصلت من هناك على الدكتوراة في عامين فقط من جامعة ويلز ببريطانيا. المعركة ليست بيننا وبين الإخوان ولكن بين الإسلام وأعداء الإسلام هم كجماعة قطاع من الشعب منهم الطبيب والمهندس وغير ذلك ولكنهم كدعوة مفتوحة لكل الناس والحرب عليهم حرب على الإسلام وأعجب لكل مسلم يعرف الإسلام ويحارب الإخوان، وأنا حضرت خصيصاً من الغربة للتصويت لمحمد مرسي ضد أتباع مبارك الذين باعوا الوطن وأعجب لمن صوتوا لشفيق أين عقولكم يا ناس'.
    أين عقولكم يا ناس؟ صحيح اين عقولنا لو صدقنا رجلا وهو في هذه السن والمكانة وتشرب بروح الأوروبيين في الموضوعية لا يقول لنا لماذا قبض عليه، وكيف يدعي انهم منعوا عمله في الحكومة ثم يذكر أربعة أماكن عمل فيها، وكلها حكومية، لكن ماذا ننتظر من رجل يتهم كل من يرفض جماعته بأنه يحارب الإسلام، أي كافر والعياذ بالله؟ أهذه أمانة من يؤكد لنا أن الكعبة المشرفة مركز الكون؟



    29072012095225.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    آخر عمود

    ‮» ‬بعد إيه؟‮!«‬

    30/07/2012 08:50:58 م




    [email protected] - بقلم : إبراهـيم سـعده


    إبراهـيم سـعده



    ‮ ‬لم يكن الرئيس الراحل أنور السادات مغامراً‮ ‬بحياته عندما رفض إلحاح وزير الداخلية ـ اللواء النبوي إسماعيل ـ عليه بارتداء القميص الواقي من الرصاص خلال حضوره العرض العسكري الكبير ـ في‮ ‬6‮ ‬أكتوبر‮ ‬1981ـ احياء لذكري النصر العظيم في مثل ذلك اليوم من عام‮ ‬1973‭.‬‮ ‬كما لم يكن السادات‮ ‬غافلاً‮ ‬عن محاولات المتطرفين الإسلاميين اغتياله التي قد يتعرض لها في أي مناسبة وأي مكان،‮ ‬لكنه في الوقت نفسه كان واثقاً‮ ‬كل الثقة في استحالة أن يجرؤ المتآمرون علي التعرض له في هذه المناسبة ـ أعز أعياد الأمة ـ وبالذات في مكان الاحتفال به‮.‬
    هذه الثقة التامة عبّر عنها الرئيس السادات في رده علي إلحاح وزير الداخلية آنذاك ـ اللواء النبوي إسماعيل ـ قائلاً‮:[ ‬قميص إيه ورصاص إيه‮.. ‬يانبوي؟‮! ‬إنت ناسي أني رايح أزور أولادي وأشاركهم الاحتفال بعيد النصر؟‮! ‬فيه أمان يانبوي أكتر من وجودي بين أبنائي أبطال أكتوبر؟‮!]‬
    ‮ ‬لم يكن السادات وحده الذي كان آمناً‮ ‬ومطمئناً‮ ‬علي نفسه وسط‮ "‬أولاده‮" ‬الجنود والضباط كما تعود علي وصفهم في كل مرة يتحدث فيها عن نصر أكتوبر‮. ‬المدهش ان قادة التنظيم المسلح للاغتيالات ـ‮ "‬الجهاد الإسلامي‮" ‬ـ كانوا بدورهم يتوقعون فشلهم في اغتيال السادات في مثل هذه المناسبة،‮ ‬وفي مكان الاحتفال بها‮. ‬هذه الحقيقة لم اخترعها،‮ ‬ولم أنقلها عن‮ "‬فل‮" ‬من الـ"فلول‮"‬،‮ ‬وإنما قرأتها ـ الثلاثاء الماضي ـ في الزميلة الكبيرة‮ "‬الأهرام"خلال حديث مندوبها ـ الزميل إبراهيم عمران ـ مع أمير الجماعة الإسلامية الشيخ أكرم زهدي الذي أعلن فيه عن‮ "‬ندمه وندم معظم قياداتها علي ارتكاب الجريمة البشعة التي أودت بحياة بطل‮ "‬الحرب‮" ‬و"السلام‮".. ‬المصريين‮. ‬
    الجديد الذي أسمع عنه لأول مرة،‮ ‬وكشف عنه الشيخ ـ النادم علي اغتيال السادات ـ أكرم زهدي‮ ‬،‮ ‬هو أنه ومن معه في‮ "‬المؤامرة‮" ‬وعلي رأسهم منفذها القاتل خالد الإسلامبولي كانوا جميعهم واثقين تمام الثقة في فشل مهمتهم،‮ ‬لاستحالة اختراق رجال وأسلحة الأمن المكلفين بتأمين المكان،‮ ‬ومنصته التي يجلس فيها كبار المسئولين وعلي رأسهم‮: ‬القائد الأعلي للقوات المسلحة‮! ‬
    لم يكتف أمير الجماعة الإسلامية‮ "‬أكرم زهدي‮" ‬بالاعتراف بالندم‮ ‬،‮ ‬وإنما قدم البراهين عليه الواحد بعد الآخر‮. ‬اعترف‮ "‬الأمير‮" ‬السابق،‮ ‬التائب،‮ ‬ومعه باقي قيادات الجماعة بأنهم وافقوا جميعهم علي اغتيال رئيس الجمهورية ـ وسط أبناء القوات المسلحة في ذكري عيدهم السنوي ـ‮ ‬رغم صعوبة،‮ ‬أو استحالة‮.. ‬علي الأصح،‮ ‬تنفيذها وتوقع إفشالها‮ (..).‬
    وتأكيداً‮ ‬علي ماقاله الأمير السابق والنادم،‮ ‬أضاف قائلاً‮:‬
    ‮ ‬ـ‮ [‬إن‮ "‬المرحوم‮" ‬خالد الإسلامبولي ـ هكذا وصف الضابط الذي تنكر لقسمه،‮ ‬وخدع قادته،‮ ‬وخالف دينه،‮ ‬ومزق جسم بطل حربنا وسلامنا بعشرات الرصاصات ـ كان يعلم جيداً‮ ‬استحالة نجاحه في قتل الرئيس السادات‮. ‬و أنه ـ يقصد القاتل ـ قال لنا قبل تنفيذ عمليته إنه يتوقع بمجرد نزوله من العربة العسكرية التي يركبها في العرض العسكري ـ أمام المنصة ـ سوف يسارع العشرات بضربي بالـ‮ " ‬مولتيكا‮" ‬ـ سلاح مثل الـ‮ "‬آر بي جي‮" ‬ـ لإسقاطي ومنعي من ضرب رصاصة واحدة ضد السادات‮ (..).‬
    ‮ ‬ويبرر أمير الجماعة ـ السابق،‮ ‬النادم‮ : ‬الشيخ أكرم زهدي ـ‮ "‬لماذا وافقوا علي العملية الإجرامية رغم ثقتهم،‮ ‬وثقة من اختير لتنفيذها،‮ ‬بصعوبة أو استحالة تنفيذها بنجاح؟‮!" ‬فيشير إلي أن الهدف منها لم يكن اغتيال السادات بالفعل،‮ ‬وإنما كان فقط‮ : [‬توصيل رسالة للحاكم الذي يسب العلماء ـ علي حد وصفهم ـ حتي لو كان الثمن دماءنا‮].‬
    ‮ ‬وليسمح لي الأمير السابق،‮ ‬النادم ـ فضيلة الشيخ أكرم زهدي ـ أن أبدي عدم اقتناعي بمبرره الذي لا جدوي من ورائه إلاّ‮ ‬محاولة كسب من لا ثقة لهم في نوايا جماعته‮. ‬فالذي حدث هو أن هذا القاتل استطاع اختراق كل حواجز الأمن،‮ ‬كما واصل تقدمه ناحية المنصة بلا اعتراض من أحد،‮ ‬أو تسقطه رصاصة ممن يفترض منهم إطلاقها،‮ ‬ونجح ـ إذا صح هذا الوصف ؟‮! ‬ـ في إفراغ‮ ‬خزينة رشاشه بعشرات‮ ‬الرصاصات في جسد أحد أبرز،‮ ‬وأصدق،‮ ‬وأنجح،‮ ‬الرؤساء في تاريخ مصر والمصريين‮.‬


    -----------------

    هايد بارك

    قنـــديل دخـــل مغارة علي بابا

    30/07/2012 09:18:32 م




    [email protected] - بقلم : خالد ميرى


    خالد ميرى



    تشتد الحرارة في شهر رمضان‮.. ‬تكوي الشمس جباهنا‮. ‬يجف ريقنا جوعا وعطشا‮.. ‬ما أشد حر هذه الأيام اللهم قنا حر جهنم‮.. ‬نصوم رمضان راضين نرجو الثواب والرحمة والمغفرة‮.. ‬ننصرف عن كل الشرور والذنوب،‮ ‬نرجو ان ينالنا من صيامنا رضا ربنا وليس مجرد الجوع والعطش‮.‬
    ووسط أجواء الايمان والصيام والحر الشديد تزداد سخونة الأحداث،‮ ‬نلهث وراءها في كل مكان‮.. ‬أضع يدي علي قلبي خوفا علي مصر ومستقبل مصر‮.. ‬البلطجية في كل مكان يسرقون وينهبون‮.. ‬الأمن‮ ‬غائب والأمل في عودته القريبة يتراجع‮.. ‬الاقتصاد يتدهور وأزمات وروائح السولار والبنزين والكهرباء والمياه تخنقنا من كل جانب‮.. ‬تحمل الجنزوري الكثير لكنه رحل راضيا والشعب عنه راض،‮ ‬وجاء قنديل ليجد نفسه قبل تشكيل حكومته محاصرا من كل جانب‮.. ‬رجل ملامحه تبعث علي الراحة والقبول لكن خبراته السياسية والاقتصادية تبعث علي القلق،‮ ‬عندما اختاره مرسي لا ادري لماذا تذكرت مبارك وهو يختار نظيف‮.. ‬من اجل تشكيل الحكومة،‮ ‬دخل قنديل مغارة علي بابا،‮ ‬لكنه لم يخرج بعد‮.. ‬حاصره الاخوان والسلفيون والليبراليون والاشتراكيون،‮ ‬حاصره الثوريون واللي مش ثوريين‮.. ‬حاصرهم الفلول واللي مش فلول بالعرض والطول‮.. ‬وحتي يتم تشكيل الحكومة ستستمر البلد تغلي والشمس تقترب من الرءوس وتغلي‮.. ‬لكن الأمل سيظل موجودا‮.. ‬طالما ندعو بإخلاص ونعمل بإخلاص ونحب بلدنا لوجه الله بلا مصالح،‮ ‬الأمل سيظل موجودا ولن نفقده حتي لو حاول حكامنا وساستنا اعادتنا لأسوأ ما كان يحدث قبل الثورة من ملف الحكومة للصحافة ومن ملف الحريات للضحك علي الذقون‮.‬
    ‮ ‬محكمة‮:‬
    اللهم ساعدنا علي أن نهزم شياطين الانس والجن‮.. ‬يا مُقلب القلوب ثبت قلوبنا علي الحق والايمان‮.. ‬يا رب أرزقنا الرضا والتقوي‮.. ‬اللهم إني أعوذ بك أن أضِل أو أُضل أو أذِل أو أُذل أو أظِلم أو أُظلم أو أجَهل أو يجُهل علي‮.. ‬اللهم آمين‮.‬
                  

08-01-2012, 05:49 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)


    اعلنت 'قلقها البالغ من ضعف احترام الحرية الدينية' في مصر
    واشنطن تطالب مرسي بتشكيل حكومة ائتلافية تضم اقباطا ونساء

    2012-07-31

    لندن ـ 'القدس العربي' ـ

    من خالد الشامي: في تدخل غير مسبوق منذ اندلاع الثورة المصرية، طالبت الولايات المتحدة الرئيس محمد مرسي بتشكيل ائتلاف حكومي موسع يضم الاطياف السياسية المختلفة، ويشمل اقباطا ونساء، بينما اعربت عن 'قلقها البالغ' مما اسمته 'الاحترام الضعيف جدا للحرية الدينية' في تقرير رسمي صدر عن وزارة الخارجية الامريكية.
    ولم يصدر تعليق من الرئاسة المصرية حتى مساء امس على الموقف الامريكي الذي جاء ضمن تصريحات لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا.
    واستقبل الرئيس مرسي بانيتا امس في القاهرة الثلاثاء، وحضر المقابلة المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع، ومن الجانب الأمريكي السفيرة الامريكية لدى القاهرة آن باترسون ومساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي ديرك شوليت والفريق جون كيلي.
    وصرح بانيتا للصحافيين في مستهل رحلته التي تستغرق اسبوعا إلى شمال افريقيا والشرق الأوسط بأنه سيحث حكومة مصر على 'تشكيل ائتلاف واسع النطاق بأقصى قدر ممكن داخل الحكومة'.
    وقال 'إنه حافظ على اتصال وثيق جدا برئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي طوال العام الماضي'، مشيرا إلى أنه قد أوصى باستمرار رسالة متسقة وهي 'تأييد الولايات المتحدة بقوة لانتقال منظم وسلمي وشرعي لنظام حكومي ديمقراطي في مصر'. وشدد على أن ما أظهره المجلس الأعلى للقوات المسلحة من دعم لتأمين انتخابات رئاسية حرة ونزيهة في مصر كان خطوة حاسمة في هذه العملية. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت إن الشعب المصري والمجتمع الدولي يتطلعون إلى الرئيس محمد مرسي لتشكيل حكومة شاملة تضم النساء والمسيحيين. وذكرت كلينتون - في تعليقاتها بمعهد كارنيغي على صدور التقرير الأمريكي السنوي حول الحرية الدينية في العالم لعام 2011 - إن الرئيس محمد مرسي وعد مرارا بأن يكون رئيسا لجميع المصريين بغض النظر عن دينهم .
    وأشارت إلى أنها استمعت - خلال محادثات أجرتها في زيارتها الأخيرة إلى القاهرة مطلع الشهر الجاري - إلى تساؤلات المسيحيين عما إذا كان سيكون لديهم نفس حقوق سائر المصريين في حكومة جديدة برئاسة جماعة الإخوان المسلمين .
    وأكدت كلينتون أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تأخذ جانب أي حزب سياسي على الآخر، مشيرة إلى أن واشنطن تدعم حقوق جميع الناس في العيش والعمل والعبادة كيفما يختارون دون أن تفرض مجموعة ما أيديولوجيتها على الآخرين.
    وقالت الوزيرة الأمريكية: 'الشعب المصري يتطلع إلى قادته المنتخبين لحماية حقوق جميع المواطنين، والحكم بطريقة عادلة وشاملة '، مضيفة أنه إذا اختار الناخبون اختيارات مختلفة في الانتخابات المقبلة، فإن الناخبين ونحن نتوقع من قادتهم الاستجابة لإرادة الشعب والتخلي عن السلطة .وأكدت كلينتون استعدادها للعمل مع زعماء يختارهم الشعب المصري ولكن مشاركتنا مع هؤلاء القادة ستستند إلى التزامهم بالمبادىء الديمقراطية العالمية. وانتقدت وزيرة الخارجية الأمريكية بشدة وضع الحريات الدينية في مصر وإيران، واتهمت السلطات المصرية بالتقصير في تقديم المسؤولين عن 'أعمال العنف الطائفي' للمحاكمة.
    وقالت كلينتون 'أشعر بقلق بالغ من أن احترام الحرية الدينية ضعيف جدا' في مصر.
    وأضافت أن اعمال العنف الطائفي تزايدت منذ سقوط مبارك لكن السلطات غير حازمة في تقديم مرتكبيها الى القضاء. يذكر أن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الحريات الدينية في العالم أشار إلى الصين وإريتريا وإيران وكوريا الشمالية والمملكة العربية السعودية والسودان وبورما وأوزبكستان على أنها دول تشكل مصدرا للقلق بشكل خاص في مجال الحريات الدينية

    ------------------------


    مطالبة رئيس الجمهورية بالرد على ما ينشر عن زوجته واولاده..

    ووصف مهاجميه بالانذال
    حسنين كروم
    2012-07-31



    القاهرة - ' القدس العربي'


    ابرز الاخبار والموضوعات في الصحف المصرية الصادرة امس كانت عن استمرار المشاورات لاستكمال تشكيل الحكومة واعلانها غدا الخميس كما صرح رئيسها الدكتور هشام قنديل، وبدء التقديم للمرحلة الثانية للقبول بالجامعات. وقد اخبرنا زميلنا الرسام بمجلة 'صباح الخير' طارق بأنه كان في زيارة قريب له وشاهده وهو يقول لابنه الناجح في الثانوية العامة وحاصل على خمسة وتسعين في المئة:
    يا بني اسمع الكلام ادخل هندسة وبعدين ربي ذقنك ممكن تلاقي نفسك رئيس جمهورية او على الاقل خالص رئيس وزراء.
    كما اصدرت محكمة القضاء الاداري بمجلس الدولة قرارها بالنظر في طلب الرد الذي تقدم به محامي الاخوان المسلمين للدائرة التي تنظر دعوى بطلان تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور الى جلسة الرابع والعشرين من شهر ايلول/ سبتمبر والتأجيل اصدره رئيس المحكمة ونائب رئيس المجلس المستشار كارم عبد اللطيف.
    و قد اثار التأجيل دهشة وتساؤل الكثيرين، اعتبره البعض تسوية ما لان الحكم متوقع من الدائرة التي تنظر الدعوى برئاسة المستشار عبد السلام النجار، كان البطلان وربطوا بين ذلك وبين السرعة التي تحاول اللجنة بها اعداد الدستور وطرحه على الاستفتاء الشعبي.
    كما سيتم الاعلان اليوم عن نتيجة الامتحان الذي اجرتة اللجنة التي شكلها مجلس الشورى لاعطاء المتقدمين لرئاسة تحرير الصحف والمجلات القومية درجات شغل المنصب وسط حالة ترقب لانفجار مشكلة كبيرة مع الاخوان، وقد ابدى زميلنا بـ'الاخبار' مؤمن خليفة وزميله محمد عبد المقصود دهشتهما الشديدة من ان اللجنة اعطت لرئيس تحرير 'الاخبار' زميلنا وصديقنا ياسر رزق درجتين فقط رغم انه قام بتوزيعها لاربعة اضعاف وفتحها لكل الاتجاهات السياسية، بينما سخر زميلنا وصديقنا ووكيل نقابة الصحافيين جمال فهمي في 'التحرير' من اللجنة الخاضعة للاخوان: 'تقدم لهذه اللجنة عشرات من طالبي التعيين في هذا المنصب بعضهم جدير ويستحق فعلا وبعضهم يستحق ضرب النار على الاقل. من هؤلاء مثلا واحد ارسل مزكيا نفسه بان افضل عمل صحافي قام به في حياته عبارة عن لقاء مع المرشد السابق والمرشد الحالي للاخوان،غير ان اظرفهم واقربهم لقلب اختنا الجماعة ومن ثم اكثرهم حظا في الفوز بهدية رئاسة تحرير اعرق واكبر صحيفة مصرية ادعى في طلب التعيين الذي قدمه للجنة المذكورة انه يحفظ اجزاء القرآن الكريم'. والى شيء من اشياء لدينا.

    ابناء الرئيس وزوجته في القصر

    ونبدأ بالمعارك التي لا تزال مشتعلة حول الرئيس وسياساته وقراراته واسرته ايضا. بالنسبة للاخبار التي تنشرها بعض الصحف عن اسرة الرئيس ولا ترد عليها رئاسة الجمهورية فقد قال عنها يوم الخميس في 'الحرية والعدالة' زميلنا محمد جمال عرفة رئيس القسم الخارجي لصحيفة 'روزاليوسف' التي نشأت في حضن النظام السابق لمحاربة خصومه تنشر اخبارا كاذبة تمس عائلة الرئيس تقول ان نجلي محمد مرسي يتدربان على ركوب الخيل لمدة ساعتين يوميا بحديقة الحرس الجمهوري، وهي نفس الخيول التي كان يتدرب عليها نجلا مبارك علاء وجمال وان القصر الجمهوري استعان بطاقم تدريبي محترف للخيول لتدريب نجلي الرئيس مرسي.. اضافة الى ذلك- وفق اكاذيب 'روزاليوسف'- طلبت السيدة نجلاء زوجة الرئيس محمد مرسي اقامة حمام سباحة مغطى داخل القصر الجمهوري وان عملية التنفيذ بدأت بالفعل بعمل مقايسه لأعمال الانشاء وقد بلغت التكلفة المبدئية 12 مليون جنيه.. للأسف رئاسة الجمهورية تعبت من تكذيب هذه الاكاذيب التي تنشرها هذه الصحف نقلا عن مصادرها في مقالب القمامة العمومية والشعب 'قرف'وتعب من هذا الكذب الفاضح'بفلوسه'،ولذلك اقترح على رئيس الوزراء الجديد ان ينشئ وزارة متخصصة للرد على اكاذيب هذه الصحف وبعض السياسيين الفاشلين او يريحنا منهم المجلس الاعلى للصحافة'.

    عسل السلطة يغري زوجة مرسي ايضا

    لكن هذا النداء لم يمنع جريدة 'الفجر' من ان تنشر في صفحتها الثانية تحقيقا قالت فيه:'بعد ان فاز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية خرجت زوجته السيدة نجلاء لتقول انها ترفض لقب السيدة الاولى وانها تفضل خادمة مصر الاولى، لكن يبدو ان ما قالته السيدة نجلاء لن يتحقق لها.. فعسل السلطة مثلما اغرى زوجها اغراها هي الاخرى.. يبدو انها تسير على نفس خطى سوزان مبارك في آخر ايامها..فالسيدة نجلاء طلبت ان تعيش في قصر بجانب قصر الاتحادية وطلبت من الحرس الجمهوري ازالة اشجار ونخيل عمرها اكثر من 70سنة لتقيم حمام سباحة.. من القاهرة الى الاسكندرية فالسيدة نجلاء قررت ان تقضي صيفها في كابينة الملكة نازلي بالمنتزه.. قررت ان تعزم فيها اقاربها ومعارفها وصديقاتها تماما كما كانت تفعل سوزان مبارك، واذا كانت السيدة نجلاء تسير على خطى سوزان مبارك فإن اولاد الدكتور محمد مرسي يسيرون على خطى جمال وعلاء مبارك، هم ايضا قرروا ان يتمرغوا في نعيم السلطة.. فأولاد مرسي يتدربون في نادي الفروسية بالحرس الجمهوري وهو النادي الذي تم انشاؤه بمواصفات خاصة ليناسب أولاد مبارك.. منها مضمار الفروسية الذي اشرف على تصميمه خبراء من كوريا وعلى جانبيه شلال صناعي ومساحات خضراء واسعة. كان جمال مبارك بالتحديد هو المهووس بركوب الخيل وكان لوحده يمتلك اكثر من 25 حصانا من جنسيات مختلفة وكان جمال مبارك يذهب الى النادي مرتين في الاسبوع في حراسة شخصية مشددة، الآن أولاد مرسي يسيرون على نفس خطى أولاد مبارك لكن في السنوات الاخيرة'.

    'المصريون': اندال حنقول ايه!

    لكن هذا لم يعجب صاحبنا الاخواني او السلفي الله اعلم وهو عبد السلام البسيوني الذي رغم الفاظه غير المقبوله فإنني احس ان لديه قدرا من خفة الظل يستخدمه بطريقة سيئة لأن عنوان مقاله يوم السبت في 'المصريون' كان- اندال حنقول ايه.. صرخ فيه وكأنه يعتلي المنبر: 'يأتي الاندال اللئام او بلغة الشارع 'الواطيين' فأحدهم اذا قدر بطش وافحش وعض و'هبهب' وافسد ودمر واهلك الحرث والنسل، واذا عجز تآمر وخطط وعمل في الظلام وتجسس وتربص ودبر وفكر وقدر، اما اذا لم يأمن العقوبة فإنه تحول الى كائن ذليل يلعق الاحذية ويحمل شنطة الخضار للست ويقبل الارجل قبل الرؤوس ويتلون في اليوم ستين لونا ما دام التلون يحميه وينجيه.
    حزب الاندال يا سادتي هم الندابون اللطامون هن النوائح المستأجرات لحساب من اذلوا الامة الذين يريدونها امة عاطلة مخدرة ذليلة يحبس عنها رئيس اثيوبيا المياه ويأمرها شيخ بترولي بضرب تعظيم سلام له ويمن عليها خواجة سكسوني بالقمح وتؤدي التمام كل صباح للصهيوني البغيض ساكن الكنيست.. والناظر الى خارطة الحراك المصري سيلحظ بسهولة شديدة فئة المترفعين النبلاء.. والاتقياء الشرفاء الذين لا يجيدون الردح واللطم والنواح في مواجهة لاعقي الاحذية والاجراء الذين يسيل حبر اقلامهم لمن يدفع ويؤجرون حناجرهم لأعلى سعر ويريدون ان يعيدوا مصر لعهد ضرب التمام للبيادة العسكرية وتقبيل يد حاخامات صهيون والخضوع لميليس زيناوي.. ولك الله ايها المصري ان لم تنجح في التمييز بين الفئتين او آثرت لاعقي الاحذية على من يجتهدون في استعادة شرف الامة وعزها ودينها ومجدها..اصح الله يرضى عنك اصح.اصبر ايها الرئيس فقد ووجه سيدك وسيد الاولين والآخرين محمد بن عبد الله- وهو اكرم على الله تعالى من الف محمد مرسي بالمنافقين وووجه باليهود المتربصين وووجه بالضعاف الخائرين وووجه بالاحلاف والمساندين فما زاده ذلك الا ايمانا وتسليما، وصدقني سيدي الرئيس لن يمسك الواغش البشري النذل الا بما كتبه الله عليك وصدقني ايضا ان ملايين الحناجر تدعو لك في رمضان.. اللهم ثبت عبدك محمد مرسي وارفع به مصر وادفع به البلاء.. فقل آمين'.

    الرئيس المنتخب يتعرض لهجمة حمقاء

    طبعا الرئيس سيرد فورا آمين.. آمين يا رب العالمين. والله منصر الاسلام بعبد السلام.. وكذلك بالأديب اسامة غريب الذي صرخ هو الاخر قائلا يوم الاثنين في 'التحرير': 'لم يحدث ابدا ان تعرض رئيس منتخب لهجمة حمقاء كما يتعرض الرئيس مرسي.. لا اتحدث عن انتقاده.. فانتقاد الرئيس حق انتزعناه بأظافرنا من ايام المشلوح التعيس..انا اتحدث عن شتمه واهانته والتعريض به على نحو بالغ السفالة والانحطاط. لقد توحد في هذه الحملة انفار من كل جنس ونوع فمنهم يساريون هرسهم قطار الثورة وداس على احلامهم في القرب من السلطة والتمتع بالتعيين في المجالس المدنية ومنهم رأسماليون عاشوا يسرقون المصريين ويستولون على المعونة الامريكية حتى راكموا المليارات، ومنهم مشتاقون باحثون عن اي دور ومنهم عملاء لأجهزة امن مبارك التي مازالت في خدمة المشروع الاجرامي القديم.
    كل هؤلاء توحدوا من اجل اهالة التراب على كل ما يفعله الرئيس، صحيح ان بطء الرئيس لا يرضيني وقراراته لا تقع مني موقعا جميلا لكن ما لهذا وقلة الادب التي يتعمدها هؤلاء ومنهم قاض لم يفتح حنكه ايام مبارك عندما كان بعض زملائه القضاة يضربون بالنعال في الشارع من ضباط الشرطة. ان اختيار رئيس للوزراء ووزراء حكومة هو امر هام لا شك، لكن اهم منه الغاء الاعلان الدستوري المكمل الذي وضعه العسكر والذي يعوق ويكبل خطاك..انني ازعم ان هذا الاعلان هو السبب الاساسي في استباحتك والتطاول عليك لانه يؤكد للانذال الذين يخافون ولا يستحون انك لست صاحب السلطة الحقيقي.. ومهما وقفت وخطبت فامتدحت المجلس العسكري على وفائه بالأمانة وتسليمه السلطة كاملة فإن احدا لن يصدقك.. في اللحظة التي تتوقف فيها الابواق المأجورة ويتوقف القاضي الموتور والسياسيون المعطوبون عن سبك وشتمك سأعرف انك ملكت سلطات رئيس الجمهورية، واصبحت جاهزة لاستخدامه'.

    معركة عمر سليمان والسجون

    والى اللواء عمر سليمان ووفاته والحديث الذي نشرته مجلة 'المصور' القومية مع مدير مكتبه اللواء حسين كمال واجراه معه زميلنا عبد اللطيف حامد، وأبرز ما قاله فيه:'من لديه أحد تم تعذيبه من خلال جهاز المخابرات عليه الاسراع لابلاغ النائب العام ليقول فين وامتى وفي اي قضية، لكن ترديد كلام اجوف لا محل له من الاعراب سلوك خاطئ، الى جانب ان الثورة قامت منذ نحو سنة وسبعة شهور وافتقاد سليمان سلطاته بعد تنحي مبارك، فلماذا لم يتقدم من تورط في تعذيبه بقضايا ضده لو كان ذلك صحيحا؟
    الجهاز ليس له اي سجون او معتقلات لمجرد احتجاز الناس وليس تعذيبهم ولكن نقص المعلومات عن طبيعة عمل الجهاز يخلق حالة من ترديد الاقاويل الغريبة لأن جهاز المخابرات العامة مهمته جمع المعلومات والتنبؤ بالتحديات التي تهدد أمن وسلامة البلاد في الداخل والخارج، ولا علاقة لهذه المهام بالتعدي على المواطنين او تعذيبهم، وأنا شخصيا أعلم علم اليقين عدم حقيقة هذه الاتهامات الا اذا كان عمر سليمان يرتدي 'طاقية الاخفاء'عند تعذيب المواطنين، وليعلم الجميع انه لم يتورط سليمان او غيره من رؤساء الجهاز في التهمة الخطيرة وليس من مهام الجهاز الضبط والاحضار والتنكيل بالمواطنين، بل عندما يرصد الجهاز اية محاولات للايقاع بأي مصري في عمل تجسسي يتم استدعاؤه وتحذيره ممن يريدون توريطه. الهدف ليس عمر سليمان فقد رحل الى ربه ولكن المطلوب ضرب جهاز المخابرات العامة وهدم هذا الصرح العظيم لأنه يملك من القدرات والامكانيات ما يجعله في مقدمة اجهزة المخابرات على مستوى العالم، وهذه كلمة في الهجوم على سليمان بالدرجة الاولى.سليمان لم يكن لديه مشكلة خاصة مع حماس او الاخوان ولكن ما كان يهمه هو المصلحة الوطنية والحفاظ على الامن القومي المصري. واقول لمن يردد أنه كان ضد القضية الفلسطينية والمصالحة بين فتح وحماس ماذا حدث منذ ترك سليمان الملف خلال عام وسبعة شهور مضت ولم يحدث اي توافق بين الحركتين رغم ما تبذله المخابرات المصرية الآن تحت قيادة مراد موافي لعمل المصالحة'.

    رفض شخصيات قبطية الاجتماع مع كلينتون

    والى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب اصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، وعلى سبيل المثال فقد تناول زميلنا سليمان شفيق في جريدة 'وطني' يوم الاحد قبل الماضي، رفض شخصيات قبطية الاجتماع مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اثناء زيارتها لمصر بسبب ما اعتبروه تأييدا امريكيا للاخوان المسلمين، قال: 'ترى ما الجديد هل المسيحية السياسية الجديدة والتي ظهرت بعد ثورة 25 يناير قد فرضت على النخب القبطية بعدا شعوبيا يقربها اكثر فأكثر من الشارع والجماهير؟ ام ان بعض النخب القبطية يحركها شعور عاطفي ابوي تجاه الولايات النتحدة الامريكية، بمعنى انهم احق من جماعة الاخوان المسلمين بالرعاية خاصة وان الحلم الامريكي اكثر تجذرا في المواطنين المصريين الاقباط عن غيرهم او ربما تكون ثورة 25 يناير قد جعلت نزعة الاستقلال لدى قطاعات من النخب القبطية عرفت بالتبعية للفكر السياسي الامريكي؟
    في كل الاحوال فإن ما حدث ينبئ بتبلور تعددية جديدة في الوسط القبطي لا تستدعي التعامل مع المواطنين المصريين الاقباط كقطيع او ككتلة متجانسة ينبغي توجيهها والاخطر ان الكنيسة - او قادة منها على الاقل ـ انضموا لجماعات الرفض، وهكذا يبدو ان التعددية السياسية والفكرية بدأت تتجلى قيمة اسميتها من قبل 'المسيحية السياسية ' وان النخب القبطية في سبيلها للتحرر من 'تابوهات' قديمة كانت راسخة مثل سلطة الفكر الامريكي وفكر الاكليروس وتخطي جوانب الفكر الابوي المختلفة'.

    من ألغى تاريخ مبارك؟

    والمعركة الثانية ستكون من نصيب تامر امين وكانت دفاعا عن مبارك يوم الاربعاء في 'اليوم السابع' وقوله عنه: 'لهذا الرجل حسناته وانجازاته وتاريخه الحافل الذي للأسف نجح البعض في الغائه من الذاكرة، وجعلوا الجميع يشككون فيه ويتهمونه بالسرقة تارة وبالقتل تارة وبالخيانة العظمى تارة.. وببيع الوطن تارة.. وما الى ذلك من اتهامات بشعة، والمصيبة انها دون دليل او سند قانوني. ولكن كلها اتهامات تحولت الى لهجة ولغة سادت كل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والمكتوبة، اتهامات جزافية اندلعت وجعلت الاغلبية تسبه وتلعنه بشتى المواقع الاجتماعية من تويتر وفيسبوك وغيرهما. الناس مش عايزة تسمع غير انه فاسد وشيطان وقاتل! الناس لن ترضى الا بإذلاله والتشفي فيه! الناس سابت كل حاجة ومسكت فيه ليصبح الشماعة التي علق عليها الجميع كل شيء واي شيء.. الناس مش عايزة اي حكم غير الاعدام واي حكم مخالف يثورون ويتهمون ويخونون! الناس مش عايزة تقول او تكتب غير كلمة المخلوع علما بأنه لم يخلع! الناس مستكترة على مراته اسم سوزان مبارك فسموها سوزان ثابت! ان كان مبارك قد أخطأ حينما سمح لآلته الاعلامية أن تجعل منه ملاكا لا يخطئ أو قديسا أو نبيا فيجب علينا الا نسمح للآله الاعلامية الحالية- وما اقواها- أن تجعل من مبارك شيطانا ملعونا اشد خطرا من ابليس ذاته الذي عصى ربه الكريم! لأن الحقيقة دائما ما تظهر والتاريخ دوما ينصف المظلوم ولو بعد حين'.

    لماذا ظل عبد الناصر في قلوب الناس؟

    وهذه شجاعة نعترف بها لتامر وصاحب الموقف يعلنه ويتحمل تبعاته لا بد من احترامه مهما كانت درجة الرفض له والادانة لمن يدافع عنه لانه لم ينقلب ويتنكر لمبارك كما فعلت الغالبية الساحقة ممن كانوا يسبحون بحمده وبحمد ابنه واصبحوا الان ينافقون الاخوان والثوار، لكن الذي تعثر فيه تامر هو تفسيره للادانة شبه الكاملة لمبارك من الناس العاديين وهو ما لم يحدث لمن سبقوه. لماذا ظل عبد الناصر - اسف قصدي خالد الذكر - في قلوب الناس وله اخطاء وتعرض ولا يزال الى حملات تشويه قادها في البداية خليفته انور السادات. ولماذا حظي السادات بكثير من انصاره دافعوا عنه بينما لا يجد مبارك سوى تامر واثنين او ثلاثة اخرين تجرأوا وقالوا ان له انجازات؟ انا اقول له السبب هو ان الشعوب لا تغفر لأي رئيس ان يكون حرامي او يتعالى على اغلبيتها الفقيرة.

    اعضاء الجبهة الوطنية التي ساندت مرسي

    والى نوعية اخرى من المعارك بدأها يوم الحد في 'التحرير' زميلنا وصديقنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي - ناصري - ضد اعضاء الجبهة الوطنية التي ساندت مرسي في الانتخابات ثم اصدرت منذ ايام بيانا ضده، فقال عنها شامتا: 'تلك الحفنة الطيبة الغلبانة - بعضها ليس طيبا ولا غلبانا اطلاقا- التي ذهبت مهرولة للدكتور مرسي في فندق' فيرمونت' وتصورت مع سيادته ثم سمت نفسها جبهة وطنية- عمركم شفتم او سمعتم عن 'جبهه' كمان وطنية عدد اعضائها اقل من عشرة اشخاص؟! هذه الجبهة المزعومة تعهدت بدعم جناب الدكتور الاخواني عندما يتبوأ عرش مصر مقابل تنفيذ وعوده للست الجبهة المذكورة بفعل عدة اشياء وحاجات 'هل يتذكرها أحد؟' منها ان يسمي سيادته رئيسا للحكومة من الشخصيات الوطنية المرموقة والمستقلة خصوصا عن جماعة الاخوان، لكن الرئيس الدكتور لما فاز بعرش البلاد راح يفكر ويفكر ثم عاد ليفكر ويفكر وعندما استيقظ اخيرا اخذ يفكر ويفكر برضه لكنه في النهاية وبعدما كاد الناس جميعا ينسون الموضوع كله او يموتون متأثرين بثقل ملل الانتظار خرج ليعلن على الناس اسم الشخصية المرموقة التي وقع عليها اختياره لرئاسة الحكومة فإذا بها رجل'دكتور'أغلب خلق الله يجهلونه ولم يسمعوا باسمه قط'.

    لماذا تصرون
    على تصديق الاخوان؟

    وفي اليوم التالي- الاثنين- واصل زميلنا وصديقنا والشاعر بجريدة 'روزاليوسف' محمد بغدادي- ناصري- شماتته في اعضاء الجبهة التي تضم ناصريين بقوله: 'ليس من باب الشماتة ولا من باب الملامة بل من باب لماذا تصرون على تصديق الاخوان وتكذيب رؤيتكم السياسية، اعلنوا بالاجماع بعد ان انتظروا شهرا كاملا يتابعون الرئيس فقالوا في البيان:'ان هذا المؤتمر ليس محاولة لنقده او للهجوم او الخروج السياسي عليه لكنه محاولة لنصحه وتقديم المشورة وانهم حاولوا مرارا الاتصال بالرئيس وطلب اللقاء معه خلال الشهر الماضي بلا جدوى' يعني السيد الرئيس اداهم الطرشة وباعهم كلهم على بعضهم.. ياحبايبي اسم الله عليكم من الدهشة وقلة التوقير والاحترام التي عوملتم بها'.
    ياحبايبي؟ ما كل هذا الحنية من بغدادي؟ وفي الحقيقة فانني اكتم رغبة داخلي في توجيه النصيحة لاعضاء الجبهه لأخفي بها شماتة لولا انني صائم وبينهم اصدقاء اعزاء.

    صغير السن ومطلق لحيته

    والى المعارك السريعة والخاطفة وقد اخترنا اربعا من بين ست خاضها زميلنا وصديقنا الكاتب الساخر الكبير بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي في بابه 'التنكيت والتبكيت' ويرسم شخصياته زميلنا عماد عبد المقصود وهي:
    ـ صغير السن وليس له سابق خبرة بالسياسة.. ماشي.. يطلق لحيته على سبيل الموضة.. موضة التدين.. لا مانع.. لا ينتمي لجماعة الاخوان..لكنه متعاطف مع افكارهم.. كويس.. لكن الحكاية انه دارس في امريكا تشير علامات الاستفهام والعجب..و هل هو لازم لكي تتولى منصبا قيادياان تكون خريج الجامعات والمدارس الامريكاني؟!
    ـ والله العظيم ان مكانه الحقيقي هو الخانكة عنبر الحالات الحرجة وهذا البرهامي يثير الفتنة بين المصريين بتصريحاته التي لا تصدر سوى من حشاش قراري زود العيار حبتين..الدين الحقيقي ياسيد.. والتراث المصري المحترم.. علمنا احترام رجال الدين..المسلم والمسيحي.. وفي عربة المترو.. اخلى مكاني على الفور لفضيلة الشيخ ولأبونا القسيس.. هكذا تعلمنا وتربينا يا جاهل.
    - اعلن صفوت حجازي انه لم ولن ينضم لجماعة الاخوان المسلمين.. بما يعني ان تقبيله لأيادي قادة الجماعة كان على سبيل الهواية وليس الاحتراف..غدا واقطع ذراعي سوف ترى صورة لحجازي وهو يقبل يد هشام قنديل.. انها العادة وربنا لا يقطع له عادة!
    - الشيخ الطفشان الى الامارات بعد واقعة زنى المحارم التي تورط فيها.. وهو الطالب الفاشل الذي ادعى زورا أن معه شهادة الدكتوراة من جامعة الازهر.. وهو الذي لم يلتحق بالجامعة من الاصل.. وهو الذي خرج من مصر مطرودا ملعونا..ينصح ويوعظ ويتحدث بلسان رجال الدين.. صح النوم يا سادة'.
    والبرهامي الذي يقصده عاصم هو ياسر برهامي نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية الذي افتى بعدم جواز اصطحاب المسلم في سيارته لأي قسيس اذا كان متوجها الى الكنيسة.

    الازهر والاخوان وهيلاري كلينتون

    ومن مجلة 'اكتوبر' القومية اخترنا خمس معارك من بين ثلاث عشرة لزميلنا محمود عبد الشكور وهي:
    ' ـ لابد ان نعترف بالفارق الكبير في مسار العلاقات المصرية - الامريكية بين الامس واليوم، زمان لو عطست هيلاري كلينتون لأصيب النظام عندنا بالزكام، اليوم لو عطست الوزيرة الامريكية لقال لها النظام 'يرحمكم الله يا أخت هيلاري'.
    - كيف يغضب السلفيون من المسلسلات بينما هم اصحاب اشهر مسلسل في الشهور الاخيرة بعنوان 'تراعيني قيراط اراعيك قيراطين'.
    - سيسجل التاريخ هذه النكتة القانونية في عهد الاخوان يأتيك حكم نهائي من المحكمة الدستورية العليا فنبعثه الى محكمة النقض لكي تقول رأيها فيه!
    - لا اوافق على استخدام الطماطم ضد هيلاري كلينتون اثناء زيارتها الاخيرة لمصر، البيض الفاسد كان يفي بالغرض وزيادة.
    - 'الازهر' مؤسسة دينية وليس مؤسسة لتفسير مواد الدستور مهما كان تقديرنا لدوره ومكانته'.

    ثورة ميدان التحرير: كلهم كاذبون

    وفي 'وفد' الاحد خاض زميلنا محمد زكي سبع عشرة معركة اخترنا منها ستا هي: 'آن الأوان ان ترحلي يا ثورة من ميدان التحرير وترفعي شعارك 'كلهم كاذبون'.
    - مش عايز حد يزعل من الرئيس محمد مرسي لاختياره هشام قنديل رئيسا لحكومة تكنو خوان ولازم نشجعه علشان لسه بيتعلم سياسة في كي.جي.وان.
    - لست قلقا من ذقن رئيس الحكومة الجديد هشام قنديل ولكن بصراحة قلقان من طول ذقن القيادي الاخواني خيرت الشاطر والحدق يفهم.
    - حمدي قنديل الاعلامي الذي باع نفسه للاخوان خرج من مولد التشكيل الوزاري بلا حمص او حتى قرطاس لب.
    - علاء الاسواني الذي كان مدافعا عن الاخوان نكاية في المجلس العسكري هو نفسه ليسكن وحيدا في بدروم عمارة يعقوبيان.
    - كل من شاهد حلقة صفوت حجازي في برنامج 'زمن الاخوان'دعا له بالشفاء والعلاج في مصحة نفسية'.
    ومحمد يشير الى حلقتين لاحلقة واحدة كما قال مع قناة القاهرة والناس التي تبث في رمضان فقط ويملكها الاعلامي طارق نور وذلك في برنامج زمن الاخوان الذي يقدمه الاعلامي البارز طوني خليفة وملاحظة زكي على صفوت صحيحة.

    لماذا تبدو امريكا متيمة هكذا بالاخوان؟

    اما آخر المعارك فستكون من نصيب زميلنا بـ'الجمهورية' ورئيس تحريرها الاسبق سمير رجب وكانت عن الاخوان وامريكا فقال عنهما يوم الاثنين في عموده 'خطوط فاصلة':
    'لماذا تبدو امريكا متيمة هكذا بالاخوان المسلمين وبقيادتهم وحكومتهم الجديدة والتي لم يتم تشكيلها بعد، يستحيل ان يبلغ الحماس اوجه اللهم الا في حالة وجود معرفة سابقة متعددة الزوايا ومتينة الاركان بل في ظل اطمئنان من جانب الامريكان الى ان الاخوان لن يخذلوهم ولن ينقلبوا عليهم يوما'.

    سيد قطب يشرح لعبد الناصر مقابلته
    مع الشباب العربي والمصري

    والى جزء اخر من الحلقة التي نشرتها يوم الاثنين قبل الماضي جريدة 'المسلمون' من رساله المرحوم سيد قطب الى خالد الذكر. وقال صحبة الحاج حسين صدقي الذي رفض سيد قطب الاشارة الى انه الفنان قال: 'زرت الشيخ بعد ذلك مرتين او ثلاثا، مرة كان فيها معي محمد ومرة كنت بمفردي وفي المرة التي كان معي محمد فيها كان يزوره شخص اخر لم يعرفنا به.
    وحضر الدكتور مظهر عاشور للكشف عليه ثم انصرف. وفي المرة التي زرته فيها منفردا كان يتحسر على شباب البلد وانصرافه عن دينه وانحلاله الخلقي فقلت له اطمئنه ان هناك بقية صالحة من الشباب المتدين العامل لدينه المستمسك بأخلاقه وانها بقية تبشر بالخير. وكنت اشير الى المجموعة التي اشتغل معها دون تصريح له بطبيعتها فاستوثق مني من وجود هذه البقية فعلا. فأكدت له ما ذكرته هل انت على اتصال بهذه البقية الصالحة. فقلت له نعم وانا اوجهها وهي تقبل توجيهاتي. فقال. الله يبشرك بالخير طمنتني ودعا لي بالتوفيق.
    وكان الحديث هكذا مجملا لا يتعدى الاشارة الى وجود بقية صالحة. وكان في اثناء الحديث قد قال: انا قلت للشيخ حسن - يقصد الشهيد حسن البنا- بلاش تدخلوا في المشاكل السياسية وكفاية تربوا للبلد جيل من الشباب المسلم.لكن الحوادث جرفته واهو كانت النتيجة ضرب الاخوان وانتشار الانحلال وانصراف الشباب عن دينه واخلاقه. وهنا قلت له ما قلت عن وجود بقية صالحه متمسكة عاملة. بالاجمال هذا الذي ذكرته وفي خلال الاشهر الثمانيه التي قضيتها في القاهرة بين خروجي من السجن واعتقالي مرة اخرى، اذ انني قضيت سته اشهر اخرى في العام الماضي وفي هذا العام في مصيف راس البر هربا من الحر الذي كان يجدد ازمة القلب والصدر باستمرار.
    زارني افواج كثيرة من الناس بعضهم من معارفي القدامى الذين لا علاقة لهم بالحركات الاسلامية ولكن ربطت بيني وبينهم اما صلات ادبيه وفكرية او شخصية. ومعظمهم من الشباب الذي قرأ كتبي اما من البلاد العربية والاسلامية عامة واما من المصريين وكلهم من لم يسبق لي التعرف اليهم من قبل سجني لان غالبيتهم من الشباب الحديث السن، بين العشرين والثلاثين ممن كانوا قبل سجني فتية صغارا لا علاقة لي بهم. وكانت زياراتهم تنقضي في اثارة مسائل مما قرأوه في كتبي اوفي كتب غيري، او تتعلق بالاحداث الجارية في المنطقة حيث تدور فيها كلها احاديث مفتوحة غير مقصورة على احد دون احد ويشارك فيها من يحضرون المجلس بدون قيد وبعضهم يخرج وبعضهم يبقى ويحضر غيرهم زائرون جدد. وهكذا. وكان التعريف بالاسماء في مثل هذه الزيارات المختلطة عابرا وليس في محل اهتمام في زيارات الغرض منها من ناحيتهم التعرف على رجل سمعوا عنه او قرأوا له. ومناقشته في افكاره والاستفادة منه. والغرض منها من ناحية التعرف الى تفكير هذا الجيل من الشباب الذي لم التق به من قبل. ثم شرح بعض افكاري له بقدر ما تسمح طبيعة مجالس مشتركة غير منتظمة في زيارات مفتوحة لكل من اراد. وان كان هذا لا يمنع ان استشعر من بعضهم صدق الرغبة والنية في خدمة دينه ولا اخلاص في السؤال للمعرفة والتأهل للاسلام الصحيح ولكن المسألة لم تتعد هذا الحد الى معرفة بالشخصيات دون احتفاظ بالاسماء'.
    اي ان كل هذه الاجتماعات المفتوحة كانت تتم ولم يتوجه لهم احد ولم يتم القبض عليهم ولان امر التنظيم المسلم لم يكن قد تم كشفه بالصدفة. وغدا ان شاء الله جزء اخر من هذه الحلقة.


    -------------------

    مقالات


    عبور

    اليوم أسود

    31/07/2012 09:52:33 م




    بقلم : جمال الغيطانى




    هذا‮ ‬يوم اسود في تاريخ الحرية عامة والصحافة المصرية خاصة،‮ ‬اليوم‮ ‬يتحقق انقضاض سلطة احتلال مصر بقيادة الاخوان وتبدأ القمع المنظم والذي سيطال الجميع بلا استثناء،‮ ‬ستعلن اللجنة اسماء رؤساء التحرير الموالين للاحتلال الاخواني بعد اقصاء ألمع من تولوا رئاسة التحرير في مصر بعد ثورة‮ ‬يناير المغدورة من قوي عديدة ادت الي تسليم اقدم وطن في تاريخ الانسانية الي اشد القوي تخلفاً‮ ‬وعداء للانسانية والحرية‮.‬،‮ ‬للاجراء جانبه المهني،‮ ‬وخطواته اللا معقولة،‮ ‬فقد هيمن من لا شأن له بالصحافة علي مقدرات الأمور وتم اقصاء انجح رؤساء للتحرير بعد ان منحتهم اللجنة ارقاماً‮ ‬مزيفة مزورة مثل المدرسين الذين‮ ‬يتعاملون مع التلاميذ المتفوقين فيتعمدون اسقاطهم لان اسرهم لها توجيهات اسرية مغايرة سياسياً‮ ‬بدلا من المباحث العامة لجنة المعايير،‮ ‬
    بل اقول ان المباحث بكل تراثها كانت ارحم‮. ‬فقد كانت الامور تتم في إطار دولة‮ ‬يمكن التعامل معها،‮ ‬لكننا الآن نواجه بما‮ ‬يتساوي مع قوات الاحتلال،‮ ‬ما‮ ‬يجري الآن‮ ‬يفوق ما قرأنا عنه من تصرفات الهكسوس والعثمانيين والفرنسيين والانجليز،‮ ‬عار علي الصحفيين أن‮ ‬يقبلوا إقصاء‮ ‬ياسر رزق ومحمد علام والسيد النجار وحمدي رزق وحلمي النمنم واسامة سلامة ومحسن حسنين‮ (‬اكتوبر‮) ‬وابراهيم خليل‮ (‬روز اليوسف‮) ‬وعبلة الرويني‮ (‬اخبار الادب‮) ‬وعادل عبد العزيز‮ (‬أ‮ . ‬ش‮ . ‬أ‮).‬
    لقد تم تولية هؤلاء بعد الثورة وبذلوا الجهد لتكون الصحف منابر حقيقية للحرية واشهد انني لم اتمتع بحرية مطلقة في كتابة ما أريد التعبير عنه مثل تلك الفترة التي تولي فيها‮ ‬ياسر رزق تحرير الاخبار،‮ ‬صحفي بالفطرة،‮ ‬أستاذ مهنة،‮ ‬ديموقراطي،‮ ‬كنز لأي صحيفة‮ ‬يتولاها‮. ‬لكنه‮ ‬يُقصي في ذروة تألقه ونجاحه،‮ ‬انه الحالة الاشد في الاسماء المستبعدة،‮ ‬صحفي‮ ‬ينجح في رفع توزيع الجريدة خمسة اضعاف،‮ ‬يستعيد الارقام الاسطورية في زمن القراءة المولي،‮ ‬يرفض ما تكفله له اللوائح من انصبة رئيس التحرير في الأموال المتدفقة علي الجريدة من الإعلانات ويقرر توزيعها علي زملائه،‮ ‬ماذا نريد أكثر من هذا؟ ماذا نريد علي المستوي المهني والاخلاقي،‮ ‬إن خروج‮ ‬ياسر رزق من الاخبار اليوم علامة سوداء تؤرخ بها المهنة،‮ ‬وقد لعب بعض الصحفيين من ضعاف النفوس دوراً‮ ‬اساسياً‮ ‬بدونه ما كانت سلطات الاحتلال الاخواني قادرة علي التمكن من الصحافة‮.‬
    إنه مفتتح العصر الاسود لقهر الحريات في مصر،‮ ‬المسألة لا تخص الصحافة كمهنة ولكن العصف بالحريات بدأ وسوف‮ ‬يتبع اقصاء رؤساء التحرير عمليات قمع متوالية من لجنة المعايير،‮ ‬ومن وزارة الاوقاف التي سيتولاها وزير متطرف،‮ ‬والتعليم التي ستتوجه لتغيير عقول اطفالنا،‮ ‬انني اعجب لمن‮ ‬يحتسب الاخوان من قوي الثورة،‮ ‬خاصة هؤلاء الشباب المنتسبين الي الثورة اسماً،‮ ‬واولئك الاشتراكيين‮ ‬العدميين،‮ ‬إن رد الفعل الطبيعي ازاء ما‮ ‬يجري اليوم هو الاضراب العام من الصحفيين،‮ ‬أن تخرج مصر‮ ‬غداً‮ ‬بلا صحف،‮ ‬ولكن هل‮ ‬يمكن ذلك في ظل واقع فيه ضعاف النفوس والذين قدموا مصالحهم الضيقة علي مباديء الحرية واصول المهنة،‮ ‬في اضعف الإيمان‮. ‬
    علي الاحرار من مجلس النقابة الدعوة الي عقد جمعية عمومية طارئة،‮ ‬ليس من أجل خروج عدد من أنجح رؤساء التحرير،‮ ‬ولكن من أجل مهنة تغتال‮ ‬جهاراً‮ ‬في مشهد اشبه باللا معقول،‮ ‬لابد من إعداد قائمة سوداء لكل من أسهم بقدر في اكتمال هذه الخطوة التي‮ ‬يبدأ بها عصر من القهر وتكميم الافواه‮. ‬المشهد فيه قدر كبير من العبثية وسوء النية،‮ ‬انتخابات تجري تحت ضغط الحشد الاخواني في التحرير وتهديدات باشعال الحريق في المدينة،‮ ‬وفي البلاد،‮ ‬وتعلن النتيجة الرئاسية تحت الضغط مشكوكا فيها،‮ ‬المجلس النيابي تم إيقافه بالفعل،‮ ‬والشوري المطعون فيه،‮ ‬ناقص التكوين والاهلية،‮ ‬بوصفه هذا‮ ‬يسارع الي تكميم الصحافة،‮

    ‬اما السؤال الذي‮ ‬يحيرني حقا،‮ ‬فكيف صمت الجيش علي تسليم الوطن الي قوة احتلال دينية،‮ ‬تحول وتغير من هوية الدولة،‮ ‬ولهذا حديث‮ ‬يطول كله شجون‮. ‬إن الجيش المصري نفسه سيكون ضحية الاحتلال الاخواني الذي‮ ‬يتصرف الآن اسوأ من أي مستعمر عرفته مصر،‮ ‬فلم‮ ‬يقدم أي استعمار سابق علي تصدير ثروات البلاد وطاقته الي الأجانب خارج الديار،‮ ‬لكن ماذا ننتظر من جماعة لا تؤمن بفكرة الوطن،‮

    ‬ولا تعترف بها،‮ ‬وقد قالها كبيرهم السابق‮ »‬(.........) في مصر‮« ‬وها هي مقولته تتحقق عملياً،‮ ‬ان الوطن‮ ‬ينهار امام أعيننا،‮ ‬ومعرفتي بتاريخ مصر تجعلني علي‮ ‬يقين أن التحرر آت لا ريب فيه،‮ ‬لكن الثمن سيكون فادحاً،‮ ‬ولسوف تجري انهار من الدم المصري الغالي كما قال شاعرنا الكبير عبدالرحمن الابنودي،‮ ‬ودماء الصحفيين التي تراق اليوم من‮ ‬مجلس الشوري مجرد بداية،‮ ‬فمن‮ ‬يحرر مصر؟ من؟



    ------------------

    في الصميم

    الرئيس مرسي‮.. ‬وأزمة الصحافة‮!!‬

    31/07/2012 09:47:58 م




    [email protected] - بقلم : جلال عارف




    ‮»‬توريث‮«

    ‬الصحف القومية ينتقل الآن من مرحلة‮ »‬الشروع في جريمة‮« ‬الي مرحلة الجريمة الكاملة،‮

    ‬ومحاولة فرض أمر واقع قائم علي البطلان شكلا وموضوعا‮!!‬
    مجلس السبعة في المائة الشهير بمجلس الشوري يتصرف في القضية من البداية باعتباره صاحب الأمر والنهي أو صاحب هذه المؤسسات‮ »‬القومية‮« ‬الذي يتصرف فيها كما يشاء‮.. ‬ووفق مزاج أغلبية أعضائه أو مصالحهم‮!!.. ‬
    وهو ينشيء اللجان البائسة ويضع المعايير الهزلية‮.. ‬ويعطي لبعض من لا يحسنون القراءة الحق في تعيين قيادات أكبر واقوي الصحف العربية وأوسعها انتشارا وأكثرها تأثيرا‮!! ‬ويتجاهل ان هناك ثورة قد وقعت،‮

    ‬وان ما كان يفعله الحزب الوطني المنحل لا ينبغي ان يتكرر،‮ ‬فإذا تكرر فإن النتيجة واحدة والمصير هو نفس المصير‮!!‬
    تجري مهزلة‮ »‬توريث‮« ‬الصحافة القومية تحت زعم حق مجلس الشوري في تعيين القيادات الصحفية وتغييرها‮. ‬وهو قول حق يراد به الباطل‮!!‬
    فالدولة هي مالك الصحافة القومية مثل أي مؤسسة عامة في الدولة،‮ ‬وحين يمارس مجلس الشوري‮ »‬بالنيابة عنها‮« ‬مسئولية تعيين القيادات الصحفية فهذا يشترط امرين‮.. ‬الأمر الأول ألا يكون هذا المجلس باطلا كما هو الأمر بالنسبة لمجلس الشوري الحالي الذي يعرف انه سيلحق بمجلس الشعب وان مصيره هو الحل‮.. ‬
    والأمر الثاني أن تكون ممارسة مجلس الشوري‮ »‬حين لا يكون باطلا‮« ‬محكومة بمراعاة المصلحة العامة وحدها‮.. ‬وليس بتصفية الحسابات‮.. ‬ولا بالهيمنة علي اعلام الدولة وتسخيره لخدمة حزب أو جماعة‮!!‬


    ان ما يحدث ليس مجرد خطأ أو خطيئة في حق الصحافة المصرية،‮ ‬بل هو أيضا جريمة في حق الدولة‮. ‬نعم‮.. ‬كانت الصحافة المصرية تنتظر بعد الثورة خطوات لدعم حريتها واستقلالها فإذا بها تتلقي هذه الطعنة التي تحاول أن تفرض عليها الطاعة والولاء‮.. ‬وما أغبي المحاولة التي لن يكون مصيرها إلا الفشل،‮ ‬وما اشقي من يقومون بها عندما تحين ساعة الحساب‮!‬
    الوجه الآخر لهذه المحاولة هو انها جريمة ضد الدولة فما معني الاستيلاء علي مؤسسة من مؤسسات الدولة مثلها مثل الجيش والشرطة والكهرباء،‮ ‬ثم تسخيرها لخدمة حزب أو جماعة؟ وما معني ان يتم ذلك علي حساب المصلحة العامة،‮ ‬وبالاضرار بنجاح يتحقق في مؤسسات كبري مثل‮ »‬الأخبار‮« ‬و»الاهرام‮« ‬وبتدمير فرص الاصلاح في مؤسسات اخري،‮ ‬وبزرع الفتنة في صفوف الصحفيين،‮ ‬واهمال الاصلاح الحقيقي والتطوير المطلوب؟


    الأخ الرئيس الدكتور مرسي هو المسئول الأول عن حماية مؤسسات الدولة‮. ‬وهذه احدي هذه المؤسسات تجري محاولة الاستيلاء عليها من جانب الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس،‮ ‬والذي كان يقوده حتي انتخابه لرئاسة الجمهورية‮. ‬فهل يوقف الرئيس هذه المهزلة؟ وهل ينحاز لمصلحة الوطن ويعليها علي مصلحة الجماعة؟‮.. ‬الأخ الرئيس بين خيارين‮.. ‬ان ينتصر لكونه‮ »‬الأخ‮« ‬أو ينتصر لكونه‮ »‬الرئيس‮«!!‬


                  

08-02-2012, 05:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    اليوم.. الحكومة الجديدة تؤدي اليمين أمام الرئيس

    استمرار وزراء الخارجية والمالية والتأمينات والآثار والبحث العلمي

    02/08/2012 12:47:42 ص




    كتب‮ ‬شرىف خفاجى‮ ‬ ‬ومحمد هنداوى‮




    الوزراء الجدد: مكي للعدل ، جمال الدين للداخلية، خليفة للمرافق، عابدين للتنمية المحلية ، صالح للاستثمار، العبد للأوقاف
    بلبع للكهرباء، أسامة كمال للبترول، أبوزيد للتموين، مسعد للتعليم العالي، هاني للاتصــالات
    بهاء للري، عبدالمؤمن للزراعة ، محسوب للشئون القانونية، وفيق للإسكان، المتيني للنقل، زعزوع للسياحة

    أعلن د.ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية انه سيتم اليوم الإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد، وبعدها سيدلي رئيس الوزراء د.هشام قنديل ببيان صحفي بمقر رئاسة الجمهورية. وقال د.ياسر ان أعضاء الوزارة الجديدة سيقومون بعد ذلك بأداء القسم وبعدها سيعقد الرئيس محمد مرسي اجتماعا مع مجلس الوزراء كما يقيم الرئيس مرسي مأدبة إفطار لأعضاء الحكومة الجديدة. ب

    وكان د.قنديل قد استقبل أمس رسميا 22 من المرشحين لتولي حقائب وزارية في الحكومة الجديدة بمقر مجلس الوزراء. التقي محمد كامل عمرو وتم تكليفه بوزارة الخارجية ود.ممتاز السعيد للمالية ود.نجوي خليل للتأمينات والشئون الاجتماعية ومحمد إبراهيم علي للآثار ود.نادية زخاري للبحث العلمي وأحمد زكي عابدين للتنمية المحلية ود.عبدالقوي خليفة للمرافق ومياه الشرب والمهندس هاني محمود للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأسامة صالح للاستثمار ود.مصطفي مسعد للتعليم العالي وأسامة محمد العبد للأوقاف واللواء أحمد جمال الدين للداخلية وأسامة محمد كمال للبترول ود.محمود سعد بلبع للكهرباء والطاقة ود.طارق وفيق للاسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة ومحمد رشاد المتيني للنقل ود.محمد بهاء الدين أحمد للموارد المائية والري ود.صلاح عبدالمؤمن للزراعة والمهندس أبوزيد محمد أبوزيد للتموين والتجارة الداخلية ود.محمد محسوب للشئون القانونية والمجالس النيابية والمهندس هشام عباس زعزوع للسياحة وقد التقي د. قنديل د.طارق الحصري وتردد ترشيحه وزيرا للتربية والتعليم . كما استقبل د.قنديل أمس الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة.. وتردد ترشيحه وزيرا للثقافة، إلا ان جويدة خرج بعد اللقاء دون أن يدلي بأي تصريح.. كما استقبل د. قنديل المستشار أحمد مكي عضو مجلس القضاء الأعلي الأسبق المرشح وزيرا للعدل. ب

    و ترددت أنباء أمس عن استقبال د.قنديل لكل من علاء عبدالصادق »لاعب النادي الأهلي السابق « مرشحا لوزارة للرياضة وأسامة ياسين رئيس لجنة الشباب بحزب الحرية والعدالة لوزارة الشباب وخالد عبدالعزيز للبيئة، وقد غادر د. قنديل مقر مجلس الوزراء في نحو الساعة الخامسة والنصف مساء دون ان يتم الاعلان عن حسم الحقائب الوزارية الخاصة بالطيران المدني والقوي العاملة والصحة والتخطيط والتعاون الدولي والتجارة والصناعة . كما لم يتم بعد حسم منصب وزير الدفاع ووزيري العدل والإعلام. ويواصل د. قنديل صباح اليوم المقابلات مع المرشحين . ب

    وفي رد فعل سريع علي اعلان تشكيل الحكومة اعلن حزب النور عن اعتذاره عن المساركة في الحكومة الجديدة لعد مشاورة الحزب في اسماء المرشحين.

    -------------------




    صحيفة مصرية تؤكد مشاركة رئيس الوزراء في مظاهرات الإخوان ضد المجلس العسكري
    حسنين كروم
    2012-08-01


    القاهرة - 'القدس العربي'


    أبرز ثلاثة أخبار في الصحف المصرية الصادرة أمس كانت عن المحادثات التي أجراها وزير الدفاع الأمريكي مع كل من الرئيس محمد مرسي، والمشير حسين طنطاوي وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكري وتصريحاته التي أدلى بها، والتي تجاهلتها صحيفة 'الحرية والعدالة'، لسان حال حزب الإخوان، واكتفت بالقول في خبر صغير لزميلنا مصطفى الخطيب، انه بحث الوضع في منطقة الشرق الأوسط خاصة في فلسطين وسورية وإيران، ولا أعرف لماذا يحرج الحزب وجريدته في الإشارة الى تصريحات الوزير الأمريكي، والتي قال فيها بالنص: 'الولايات المتحدة تدعم بقوة الانتقال السلمي والشرعي الى نظام ديمقراطي للحكم في مصر، وأن دعم المجلس الأعلى للقوات المسلحة لهذه العملية سيظل مهماً في الأشهر القادمة، وانه شعر بالسعادة لسماع تأكيد المشير طنطاوي على استمرار التزامه لتسليم السلطة الى حكم مدني بشكل كامل، وأن دعم المجلس العسكري لهذه العملية سيظل مهماً في الأشهر القادمة، وانه اثناء مناقشاته مع الرئيس محمد مرسي ومع المشير طنطاوي أكدنا على أهمية العلاقات المصرية - الأمريكية في المجال العسكري وعلاقتنا القوية القائمة حالياً، ولقد كانت هذه العلاقات محورا للاستقرار الإقليمي لأكثر من ثلاثين عاما وقوية وايجابية في هذه المرحلة الانتقالية.


    وستكون هناك تحديات أمامنا من أجل تأسيس مؤسسات ديمقراطية للحكومة وإصلاح دستوري وإصلاح اقتصادي وأهمية استعادة الأمن وأهمية تعزيز قاعدة واسعة للائتلاف والذي هو مهم بالنسبة لنجاح الحكومة في مصر'.
    هذه نصوص حرفية من تصريحات الوزير، فما هو المخجل فيها بالنسبة للإخوان حتى ترفض صحيفتهم نشرها؟ هل لأنه حدد للوزارة الجديدة ما عليها ان تقوم به؟ أم إحراج الرئيس والإخوان بالتأكيد على انهم سيسيرون معهم كما سار مبارك طوال مدة حكمه في الثلاثين سنة؟ صحيح، من ماذا يخجل الإخوان؟ هل من إشارته للاتفاق معهم على الإصلاح الاقتصادي؟
    وهو ما يعني بالنسبة لأمريكا والبنك وصندوق النقد الدوليين العودة لبرنامج الخصخصة الذي كان قد توقف منذ حوالى خمسة أعوام تحت ضغوط الشعب والجيش والمخابرات؟
    مرة أخرى، من ماذا يخجل الإخوان من نشر تصريحات منشورة في الصحف؟ إنما المهم بالنسبة لنا، انه لا بد من صدور بيانين، يوضحان ماذا دار بين الرئيس والمشير وبين وزير الدفاع وماذا طلب من كل منهما بالضبط، وبما التزما له، لا أن نكتفي بالمعلومات التي يدلي بها الى الشعب المصري الكريم.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

    بيان احتجاج من ألف صحافي على محاولة
    الإخوان السيطرة على الصحف القومية

    وأما الموضوع الثاني المهم، فكان توقيع ألف صحافي على بيان سلموه لرئيس مجلس الشورى الإخواني الدكتور أحمد فهمي يرفضون فيه أعمال اللجنة التي تضع درجات لرؤساء تحرير الصحف القومية الذين تقدموا بطلبات لاختيارهم واتهامها بالعمل لحساب الإخوان، ومرة أخرى لم تنشر صحيفة الإخوان هذا الخبر الذي نشرته صحيفة أخرى متعاطفة مع الجماعة، وهي 'المصريون'، واكتفت بنشر تصريحات لأحد اعضاء اللجنة وهو زميلنا وصديقنا رجائي الميرغني أدلى بها لزميلتنا الجميلة هبة مصطفى، اشاد فيها بأعمال اللجنة وحياديتها.

    رئيس الوزراء كان مشاركا
    بمظاهرة الإخوان ضد المجلس العسكري

    والموضوع الثالث الهام فجرته صحيفة 'الوطن' في صفحتها الأولى لزميلنا متولي سالم صديق رئيس الوزراء الذي أكد انه وهو وزير شارك في مظاهرة للإخوان المسلمين في ميدان التحرير ضد المجلس العسكري، وسيتم اليوم الإعلان عن التشكيل النهائي للوزارة، وقد أخبرنا زميلنا الرسام خفيف الظل بـ'الجمهورية'، فرماوي بأنه سمع اثنين، يقول احدهما للثاني نقلا عن مصدر موثوق: وقبل الوزير ما يحلف اليمين لازم يجيب شهادة معتمدة من اتنين كدابين انه مش منهم.
    أيضاً أبرزت الصحف قيام رئيس الجمهورية برفع دعوى قضائية ضد وكالة الأنباء الإيرانية فارس لفبركتها حديثاً معه وضد صحيفة مصرية نشرت أخبارا كاذبة عنه، ورفع المرشد العام الدكتور محمد بديع دعوى أخرى ضد جريدة 'روزاليوسف' لنشرها أخبارا غير حقيقية عن لقائه مع إسماعيل هنية وضد وزير الإعلام والتليفزيون لنقله الخبر عنها.

    من يشكل الحكومة الرئيس ام مكتب الارشاد؟

    والى المعارك العنيفة التي لا تريد أن تهدأ حول الرئيس محمد مرسي ضده ومعه، وكل له أسبابه في الهجوم والدفاع، فمثلاً زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل رئيس تحرير 'صوت الأمة' - ناصري - شن عليه هجوماً عنيفاً قال فيه: 'انتظر الرئيس الإخواني شهراً حتى يشكل حكومته أو حتى يشكل له مكتب الإرشاد فريقه الرئاسي وحكومة 'التكنوخوان'، وقد يكون مناسباً أن ننتظر أداء الحكومة السنية وألا يحكم عليها قبل أن تبدأ عملها، وان كان الجواب ظاهرا من عنوانه، فرئيس الوزراء الجديد كان من زمن مدير مكتب وزير الري وفي أسوأ سنوات حكم مبارك المخلوع، والتي تدنت فيها مكانة مصر وصارت لقمة سائغة لتلاعبات دول منابع النيل واتفاقاتها التي تحرم مصر من امتيازاتها وحقوقها غير القابلة للتصرف، وبعد أن ترقى قنديل من منصب مكتب الوزير وأصبح هو الوزير نفسه لم يلحظ أحد دوراً ذا معنى للرجل، بل ربما لم يلحظ أحد وجوده، فلا يروى عنه سوى سيرته الشخصية الطيبة كموظف منتظم في عمله الروتيني، وكرجل يؤدي الصلوات في أوقاتها ويطلق لحيته تأسياً بسنة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وهي صفات تؤهله لدور إمام مسجد وليس - بالضرورة - كوزير أو رئيس وزراء، وأمثال هؤلاء بالآلاف وبعشرات الآلاف في الجهاز الإداري للدولة، ودون أن يعني صلاحهم الفردي أو الديني شيئاً للبلد، فقد انحط الأداء الإداري للدولة أكثر برغم انتظامهم في أداء الصلوات، وبرغم تسابقهم المثير في إطلاق اللحى وعجزهم عن وقف أي فساد أو انحراف، أو الحد من الرشاوى السارية وتعطيل مصالح الناس وإهدار المال العام على أجور ومكافآت وترقيات تنابلة السلطان، فمرسي نفسه لا يميزه عن مبارك سوى لحيته ولو حلق مرسي لحيته لوجدنا تحتها وجه مبارك وبنظرة البلادة ذاتها.

    تشبيه مرسي بعمر بن الخطاب
    تحقير للتاريخ

    فالمتحمسون الإخوانيون لمرسي يحدثونك عن احتذاء رئيسهم بسيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو ابتذال عقلي وديني وتحقير للتاريخ الإسلامي ورموزه الكبرى، فلا شبه ولا شبهة شبه بين مرسي وعمر بن الخطاب، وقد كان الأخير عنواناً ملهماً على عبقرية فذة صنعت مجد الدولة الإسلامية في بواكيرها، وكان عمر بن الخطاب - ولا يزال - هو العنوان المتألق على أولوية العدالة الاجتماعية في التاريخ الإسلامي بينما مرسي مجرد موظف منتدب من قبل هيئة تسند الظلم الاجتماعي، مرسي مجرد مندوب للملياردير خيرت الشاطر وجماعته، كما أحمد عز وساويرس والأقران - عناوين لأغنى طبقة في المنطقة، عناوين لطبقة ثراء مشكوك في أمره ابتداء وانتهاء، عناوين لثراء بلا معنى انتاجي ولا اجتماعي ولا قانوني، عناوين لطبقة شفط ونهب ثروة وموارد المصريين وعرقهم
    وإعادة إنشاء 'ديوان المظالم' تأسياً بالرئيس السادات والذي كان كمرسي من كارهي عبدالناصر وعصره وعدالته الاجتماعية، متخفياً في 'زبيبة الصلاة' كانت تتوسط جبهته وصار مثلا يحتذي به الرئيس مرسي الآن، صحيح أن قدرات السادات الشخصية كانت أكبر ولا تقارن الى تواضع مواهب مرسي، والأخير يقلد السادات في المظاهر وان كان يضيف إليها مددا جديدا، بحكم خلفيته الإخوانية، ويبالغ في أداء صلواته وتراويحه علانية رياء للناس، ويصلي كل جمعة في محافظة مختلفة عن الأخرى، ويستعد لاعتكاف العشر الأواخر من رمضان في قصر 'المنتزه' الفاخر، نعم مرسي يريد أن يقنعنا أنه مسلم متدين لا بأس، لكن تقوى الله شيء آخر، تقوى الله تعني السعي لاستقلال مصر لا نيل بركة المستعمرين الأمريكان، تقوى الله تعني الانحياز للشعب الأفقر لا للطبقة الأغنى، تقوى الله تعني أن يكون الرئيس قائداً لا متدروشاً، فاتق الله يا مرسي، اتق الله فينا وفي الإسلام الذي تتمسح بمظاهره لا بجواهره'.

    ما زالت 'جتة' الوطن مرمية
    على الرصيف امام دار الخلافة

    وبمجرد انتهاء عبدالحليم من هجومه، حتى قال اللهم اني صائم، والصائم يقول الحق، وهو لم يكتبها، لكني تخيلته يقولها ثم يشير الى صائم آخر لأن يقول رأيه، وهو كاتب الجريدة الساخر محمد الرفاعي، الذي قال: 'بعد شهر من تولي الدكتور محمد مرسي الرياسة وقراءة عدية ياسين بعد صلاة الجمعة على ميدان التحرير والعباسية، إلهي يحرقهم بجاز الاثنين، مازالت جتة الوطن مرمية على الرصيف قدام دار الخلافة في شعاب المقطم والمشايخ قلوظوا العمائم وأخذوا يرقصوا حولها رقصة الهنود الحمر، وبعد أن يصلوا العشاء ويدعوا الله أن يجعلها بردا وسلاما ينقضون عليها وينهشون لحمها حتى العظم، ثم يسلخون جلدها لزوم صناعة الشباشب والطبل والدفوف وجلدة القباقيب تحت رعاية الجنرال أركان حرب الجماعة اللي لابد من الذرة مولانا خيرت الشاطر، لم يفعل الريس مرسي أي شيء من أجل مصلحة الوطن كل ما يفعله أو يصدره من قرارات رغم قلتها لأنه مشغول بالخطب المرسلة والتهديد والوعيد وكل واحد يلم ثعابينه لإرضاء جماعة المشايخ التي حلف على المصحف بالولاء لمرشدهم العام السمع والطاعة لمولانا آية الله ولمشايخ أسعى وصلي على النبي، الذين يتصارعون الآن على اقتسام الغنائم ولا مصارعة الديوك وجدع اللي ينقر عين أخوه، ولذلك، ترك الرئيس مرسي البلد تضرب تقلب وغرقانة في الزبالة والمجاري والفقر وأصدر قرارين لإرضاء مطامع المشايخ، واحد لإعادة مجلس سميحة وسواك لكل نايب حتى تجتمع السلطتان التشريعية والتنفيذية تحت عمة واحدة، ذات رسالة خالدة والثاني لتحصين جماعة حط العمة على الدستور، والمرشد دايماً منصور'.

    الكاتب سفيه واللي يصدقه مغفل!

    وإذا تحولنا إلى 'التحرير' يوم الاثنين، سنجد أن زميلنا محمد فتحي يحكي لنا عما أصابه على أيدي الإخوان في الفيسبوك، قال وهو يكاد يبكي من شدة أدبهم: 'أنا صحيح صائم لكن هذا لا يمنعني من أن أقول لك أنك ابن مومس، الكاتب سفيه واللي يصدقه مغفل أو أهبل أو حاقد وأدعو الله أن يفضحه في أهله، أتابعك يومياً وأنت تثبت أنك خنزير مثل اللي مشغلك، أنت ###### كاذب حقود، واضح أن أمك ما عرفتش تربيك، ياكداااااب يا مأجووووور، كل هذه التعليقات هي التي يصلح أن أنشرها لسيادتكم من مئات التعليقات التي جاءت سواء على موقع الجريدة أو المواقع التي تناقلت مقالي عن السيدة الفاضلة أم أحمد زوجة رئيس الجمهورية التي خاطبتها بمنتهى الأدب وأنا 'أحسس' على كلامي لأنني أحب وأحترم هذه السيدة بحق لأسألها عن معلومة وردتني من مصدر داخل القصر، أكد لي أنها أعادت 'توضيف' القصر وأنها طلبت حمام سباحة مغطى وكتبت نصاً: أنني مستعد لتكذيب مصدري لو نفت هي أو أحد أعضاء فريق مرسي الرئاسي ما نقلته عن مصدري الذي ما جربت عليه كذباً في خبر قط وهكذا جاءت التعليقات اللطيفة الظريفة التي تجعلني اليوم أعيد السؤال مرة أخرى وأتحدث عن هؤلاء الذين يتبعون شتائمهم وسبابهم بدعوات وآيات قرآنية 'قال يعني عارفين ربنا' وهؤلاء الالتراس الإخواني والسلفي الموتور الذين هم لا إخوان ولا سلف فما عهدت على الإخوان - رغم أي خلاف سياسي - سفالة أو فحشاً في القول وما عهدت على السلفي الحق بذاءة وقذف أعراض'.

    الحرس الجمهوري ورئيس نادي القضاة

    ولكن وفجأة، وعلى حين غرة، خرج عليهم يوم الثلاثاء زميلنا بـ'الجمهورية' فراج إسماعيل ليقول ناصحاً الرئيس في 'المصريون': 'مرسي يمكنه أن يأمر الحرس الجمهوري باعتقاله كإجراء وقائي سريع، فمهمة الحرس حماية شرعية النظام وتأمين القاهرة والأماكن الاستراتيجية، يستطيع عدد محدود من الحرس الجمهوري إنقاذ مصر من المتاهات التي يريد أن يسقطها فيها رئيس نادي القضاة، والاعتقال هو إجراء وقائي يسبق اتخاذ الاجراءات القانونية ضده، وأنا على ثقة بأن مصيره السجن إذا خضع لمحاكمة عادلة، والأمر نفسه ينطبق على عمال النظافة الذين يخرجون من الشوارع الجانبية في القاهرة ويلقون القمامة في الشوارع الرئيسية، فهم مأجورون وهناك من يدفع لهم أموالا يومية لإفشال تعهدات الرئيس مرسي بمصر نظيفة، فلماذا لا يأمر الحرس الجمهوري باعتقالهم ووضعهم في السجون كإجراء احترازي سريع لحين محاكمتهم، وتبقى صحيفة 'روزاليوسف' التي روجت أكاذيب وافتراءات تقول ان زوجة رئيس الجمهورية طلبت إنشاء حمام سباحة مغطى، مخصص لها في قصر الاتحادية، وانها تقيم في قصر المنتزه بالإسكندرية هرباً من حر القاهرة'.

    حالة الطوارىء انتهت
    منذ أشهر ولم يتم تجديدها

    المشكلة في ان هذا الكلام لو صدر عن شخص غيره لكان مبررا لقائله، أما ان يصدر عن من كان في صف المجلس العسكري والشرطة العسكرية والجنود وهم يسحلون ويعرون الفتيات، ويقومون بكشوف العذرية ويساهم في حملة تشويه سمعة البنات والسيدات، فهذا تحول من آثار الثورة المباركة، لكن مشكلته في معلوماته، فالحرس الجمهوري مهمته حماية الرئيس والقصور الرئاسية، وعند فرض حظر تجول أو نزول الجيش للشوارع مهمته تأمين مبنى التليفزيون، والباقي على المنطقة العسكرية المركزية في القاهرة، وحكاية الاعتقالات لا يعلم ان حالة الطوارىء انتهت من أشهر ولم يتم تجديدها، بالإضافة إلى ان هناك اجراءات يعلمها أي تلميذ وهي أن يقدم المتضرر بلاغا للنيابة وتتولى التحقيق فيه ثم تحفظه او تحيله الى القضاء، أي انه يحرض الرئيس على ارتكاب أعمال غير قانونية يمكن أن يتعرض هو نفسه للوقوع تحت طائلة القانون، ثم كيف يكون موقفه لو أمر قائد الحرس الجمهوري باعتقال رئيس نادي القضاة ورئيس تحرير ومحرري 'روزاليوسف'ـ وعمال القاذورات - حسب وصفه لهم، ورد عليه قائلا: سيدي الرئيس - آسف، هذا ليس من عملي ولا يمكن أن أخالف القانون. لكنه النفاق الذي لم يجرؤ أحد من منافقي مبارك ان يقدم عليه، ومتى؟ أثناء الصيام.

    معظم المسؤولين
    عن قطاع المياه ضباط سابقون

    ونغادر 'المصريون' الى الشعب لسان حال حزب العمل لنكون مع رئيس تحريرها ورئيس الحزب زميلنا وصديقنا مجدي أحمد حسين، وهو يدافع عن مرسي بقوله عنه: 'الحملة على د. مرسي والإخوان المسلمين لا أخلاقية، لأنها تستند إلى كثير من الأكاذيب وانصاف الحقائق، وانصاف الحقائق أكاذيب.. فلا يهمهم تعذيب الناس بقطع المياه، ثبت أن معظم المسؤولين عن قطاع المياه هم ضباط سابقون بالقوات المسلحة والكهرباء ولا يهمهم ترويع الآمنين بالهجوم على المستشفيات وقطع الطرقات والسكك الحديدية، ومن يخطط لهذا التدمير للمؤسسات المنتخبة لا يراعي المصلحة الوطنية للبلاد، لأن إلغاء كل ما جرى في الفترة الانتقالية بخطة ماكرة شريرة وتحويل استفتاء 20 مارس 2011 الى مهزلة وإلى حد إصدار إعلان دستوري مكمل يتناقض مع مضامين هذا الاستفتاء ثم يعطوننا بعد ذلك دروساً في القانون والدستور بلا حياء ومن المصلحة العليا للبلاد ان يأخذ الإخوان المسلمون الفرصة كاملة في دورة كاملة، أربع أو خمس سنوات، فهذه ليست خطوة إلى المجهول، فالإخوان هم أقدم وأكبر تنظيم في الواقع السياسي والتاريخي حاليا، وهم البديل المنتظر منذ قبل سقوط مبارك، وحكم الإخوان لمصر مرحلة تاريخية إجبارية لابد أن تمر بها البلاد، ولا بديل لهم الآن إلا حكم العسكر، وأي وطني أو ديمقراطي يرفض هذا البديل التنظيمي والجبهوي، وهذا يحتاج الى ما لا يقل عن أربع أو خمس سنوات'.
    والحقيقة أن كل مشاكل المياه والكهرباء والقمامة والإضرابات التي يتحدث عنها مجدي وكأنها من تدبير الفلول كانت تحدث منذ سنوات أيام نظام مبارك، أي لا مؤامرة ولا يحزنون، هناك مشاكل مزمنة وحقيقية، على الإخوان حلها بدلا من تبرير عجزهم بأنهم يتعرضون لمؤامرة.

    الإخوان ويوليو والفارق بين الثورتين

    وإلى المعارك التي لا تزال متواصلة بين الإخوان المسلمين وبين من ينتمون إلى ثورة يوليو ويدافعون عنها، وستكون هذه آخر مرة أشير فيها إلى هذه المعركة رغم استمرارها، لأنه لا جديد سيكتب فيها، لكن الملاحظ أن المعركة أصابت الإخوان بقدر كبير من الانزعاج وأحسوا لأول مرة أنهم يخبطون رؤوسهم في حائط، وأن شعبيتهم حتى لو زادت عن مستواها الحالي لن تنهي اسطورة خالد الذكر والثورة من الوجدان الوطني لأن الشعب يفهم تاريخه وثوراته، وهم عبارة عن جماعة دينية، وأصبح لها حزب، اليوم في الحكم، وغدا في المعارضة، والثورة التي فتحت لهم الباب لهذا التحول في يناير ليست ثورتهم ولا ترتبط باسم مرشدهم، بل لا قائد أو تنظيم لها، إنما مجموعة شركاء منهم الجيش وهم وعشرات المنظمات والأحزاب، وشباب شديد البسالة لا تنظيم له وهذا الإدراك سبب لهم عصبية، خاصة الجناح الذي فتح المعركة، وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي، ويكفي لإدراك عصبيتهم، تحول زميلنا وصديقنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين من حالة التصالح والهدوء في الخلاف الى العصبية إذ قال في 'الحرية والعدالة' يوم السبت: 'الفارق الكبير بين ثورتنا العظيمة وانقلاب الجيش سنة 1952 وكذب هؤلاء الذين قالوا إن ثورة يناير ابنة ثورة 1952 وامتداد لها، بل إن الثورة الشعبية التي قامت عام 2011 وضعت حداً لستين عاما من الحكم المطلق لعبدالناصر وخلفائه وبالرغم من اختلاف طبيعة الحكام في تلك الفترة إلا أن كلاً منهم كان الحاكم الفرد ودوماً يكتسح الانتخابات بالخمس تسعات الشهيرة بأصوات الأحياء والأموات معاً، شعار بالروح بالدم نفديك ياريس!!
    والنسبة الضئيلة التي فاز بها رئيسنا مرسي - وهي واحد وخمسون في المائة أشرف وأعظم من تسعة وتسعين التي ابتكرها 'ناصر' وسار على دربه خلفاؤه، هل كان أحد يجرؤ على معارضة عبدالناصر؟ الإجابة معروفة حيث كان سيذهب وراء الشمس دون محاكمة! ولأن الدنيا تغيرت عن زمان بعد سقوط حكم الاستبداد الذي استمر أكثر من نصف قرن فإن كل معارض للرئيس يستطيع أن ينتقده دون خوف وهو آمن على نفسه وكثير مما يسمعه وتراه تجاوز حدود النقد الى 'قلة الأدب'! لكن ثورتنا قادرة بإذن الله على حماية نفسها واستيعاب كل التجاوزات'.
    ولا أفهم ماذا يعني بكلمة ثورتنا، هل هي ثورة الإخوان؟ ولماذا اغفل دور الجيش فيها؟

    شعارات عبدالناصر نفس
    شعارات ثورة 25 يناير

    وشاء حظه الأغبر انه في نفس اليوم ان قال زميلنا في 'الجمهورية' يحيى علي وهو يخرج له لسانه مع ان الثورة لا توضحه: 'المتأمل في شعارات عبدالناصر يجدها نفس شعارات ثورة 25 يناير 'عيش - حرية - كرامة - عدالة اجتماعية'، ولعل عبدالناصر حارب وكافح وناضل ليحقق العدالة الاجتماعية التي تحققت بالفعل في عهده، لكن جاء عصر السادات رغم نجاحه في حرب أكتوبر إلا أن هذه المعاملة تلاشت والانفتاح صنع الطبقية ثم جاء عصر مبارك فضاعت الشركات والمصنع والبلد بحاله، كان الزعيم عبدالناصر يسعى إلى نهضة حقيقية للبلاد وتنمية شاملة في كل المجالات فبعد قيام الثورة بست سنوات بدأ مشروع الطاقة النووية في إنشاص عام 1958 وبعد نحو عام كان مشروع الصواريخ المصري وفي 56 بدأت أبحاث مشروع القرية المصرية وفي عام 61 تم إعداد مشروع ضخم عن تنمية القرى والمدن وفي عام 60 تم إنشاء مصانع الراديو ترانزيستور وأيضاً أجهزة التليفزيون الذي بدأ البث عام 60 بصناعة مصرية، وكان هناك المشروع الزراعي الضخم مشروع مديرية التحرير، ثم مصانع الحديد والصلب والألمنيوم والنصر للسيارات وايديال للثلاجات وشركة تليفزيون نصر وشركات الأسمنت'.
    طبعا، الإخوان والسلفيون سيردون ونحن أيضاً سنقيم نهضة أعظم : سلاسل تجارية لبيع السلع.

    انصار الدولة الاسلامية
    وانصار الدولة المدنية

    أما في 'الأهرام'، وفي ذات اليوم، فقال زميلنا كمال جاب الله: 'من حق جماعة الإخوان أن تحلم بإقامة جمهوريتها أو إمارتها أو قل ما شئت من أوصاف عن نظام حكم الدولة الذي تتطلع الى تدشينه حتى ولو سمته دولة الخلافة وعاصمتها القدس الشريف حسبما جاءت البشرى السارة على لسان أحد مريديها ممن يقبلون الأيدي والأرجل والرؤوس واللحى! علينا أن نتقبل بروح رياضية وبصدر رحب أن جماعة الإخوان جاءت إلى سدة الحكم بإرادة الناخبين المصريين والمصريات وعبر صندوق الاقتراع وقدر الله وما شاء فعل مهما قيل ومهما جرى التشكيك حول ما صاحب العملية التصويتية من ملابسات وملاحظات وصفقات مريبة أصبحت جميعها في عهدة التاريخ للحكم عليها سلباً أو إيجاباً، في الوقت نفسه من حق المعارضين لجمهورية الإخوان من أنصار الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة أو يعبروا عن رفضهم وعن امتــــعاضهم وعن مخاوفهم وعن رعبهم من المجهول، بل من واجبهم أن يناضلوا لتغيير هذا الوضع المخيـــــف بكل طاقاتهم وبــكل الطرق المشروعة والسلمية، حتى إذا قدر الله وجاءت الفرصة مرة ثانية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تجري إزاحة الجماعة من مقاعد الرئاسة والتشريع والتنفيذ وتكون العبرة مرهونة في النهاية بإرادة الناخبين المصريين والمصريات الحرة والنزيهة'.
    طبعا، من حق أنصار الدولة المدنية النضال لتغيير الوضع المخيف القادم، فمن رأى منكراً إخوانياً أو سلفياً فليغيره بيده وان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه، وهذا أضعف الإيمان.

    سيد قطب يعترف لعبدالناصر
    بتخفيض عدد أعضاء التنظيم السري

    وإلى جزء آخر من رسالة المرحوم سيد قطب إلى عبدالناصر من الحلقة المنشورة يوم الاثنين قبل الماضي في جريدة 'المسلمون'، قال: 'كنت مشغولا بالتنظيم الذي وجد فعلا وغير راغب في ضم أحد إليه حتى يتم تكوينه على المستوى الذي أريده، ولا حتى من شباب الإخوان الموجود بالفعل بل واني كثيرا ما قلت لرؤساء هذا التنظيم، أنهم تعجلوا بالتنظيم كنا تعجلوا في ضم عدد كبير إليه لا تمكن من تربيتهم ولا هو بهذه السعة والكثرة، والأمر في نظري كان يجب ان يبدأ بآحاد وأفراد، هذه هي الصورة العامة لعلاقاتي بهذا الشباب الذي كان يتدافع الى زيارتي أفواجاً كثيرة في هذه الفترة سواء منهم المصريون وغير المصريين بصورة ليس فيها تركيز على أسماء ولا على أشخاص إلا في هذه الفترة بما لدي من تنظيم لم يتم إعداده كما أريد، ولا أريد أن أزيد عدده ولو استطعت لأنقصت منه.
    وذلك غير حالتي الصحية التي تجعل جهدي محدوداً لا أحب أن أبعثره مع ناس جدد إلا في تلك الحدود العابرة، وغير انشغالي بما أريد كتابته من كتب والتحضير له وقراءة المراجع اللازمة، ولكي تكون الصورة كاملة تماماً، فإن معظم من كانوا يحضرون كانوا يحضرون، إما اثنين أو ثلاثة أو أربعة وسواء في ذلك المصريون وغيرهم، وكنت أفهم من أحاديثهم أنهم يقرأون معاً أو يتبادلون الكتب، أعني أن كلا منهم يتبادل أفكاره مع واحد أو أكثر كزملاء، ولكن لم يحدث انني زدت على ما أسمعه منهم شيئاً في ذاك السبيل ولم أشر على أحد منهم بتجمع ولا تنظيم، كان كل موقفي هو الملاحظة على من يصلح من هؤلاء في المستقبل ان ينضم للصف العامل بدون زيادة، ونظرا لقصر الوقت وكثرة المشاغل وكثرة الزبائن لم تزد الصورة شيئاً على هذا الذي ذكرته، وأحب أن تكون هذه الصورة واضحة ومفهومة ومقصورة على حقيقتها، وإذا كنت قد قلت - كما جاء في أقوال الأخ علي العشماوي ـ أنني أحتفظ بأفراد أو مجموعات متناثرة لا أضمها للتنظيم فقد كان هذا هو الذي قصدته، وألا يفسر بغير حقيقته الواقعة.
    إنني احتفظ بهم كمجرد ملاحظة لهم ولاستعدادهم أن يكونوا في الصف في المستقبل، وذلك استنتاجا من أحاديثهم وأسئلتهم وما قرأوه وما فهموه، واعتماد على أنهم يتصلون بي هذه الصلة، هذا أهم ما يحضرني الآن عن أوجه نشاطي في الحركة الإسلامية منذ انضمامي لصفوف الإخوان، فإن كانت هنالك تفصيلات أو جوانب أخرى فيمكن تذكيري بها بسؤالي عنها ويتبقى بعد ذلك كله كلمة ختامية أقولها سواء فهمت على وجهها الآن أم لم تفهم، فمن واجبي التبليغ بها وهي تتلخص في النقط المختصرة الآتية'.
    وغداً إن شاء الله، الجزء الأخير من هذه الحلقة.

    حكايات وروايات حول فكرة التقاء البحرية

    وإلى الحكايات والروايات وسيرويها لنا اليوم حسين الشندويلي رئيس مكتبة مركز الأبحاث بهيئة قناة السويس، وجاءت في باب البريد بجريدة 'المصري اليوم' يوم الاثنين، والذي يشرف عليه زميلنا حاتم فودة، قال حسين: 'ان فكرة التقاء البحرية فكرة دينية تنبأ بها القرآن منذ أربعة عشر قرناً من الزمان، ووردت في سورة الرحمن قال تعالى: 'رب المشرقين ورب المغربين فبأي آلاء ربكما تكذبان، مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان'، روج ديليسبس الى تلك الفكرة كدعاية إسلامية لجذب العمال والأنفار لحفر قناة السويس واستغلها استغلالا محكما حيث أقام قرى للحفر وهي عبارة عن مجموعة من الخيام أنشأ بجوار كل قرية جامعاً له مئذنة يضع عليها المصابيح ليلا، ليكون علامة للعمال القادمين من القاهرة والمنصورة ودمياط والزقازيق وطنطا وأسيوط وقنا عن طريق مقاولين للأنفار من الأجانب تخدمهم السلطات المصرية في جمعهم؟!
    يحصل الشاب على قرشين ونصف القرش والصبي على قرش في اليوم بالإضافة الى الجراية وهي طعام لكل عامل إضافة الى الماء العذب، وألحق الأئمة والوعاظ بمساجد القرى مقابل بضعة فرنكات لحث العمال المسلمين على الحفر وتشجيعهم عن طريق شق البرزخ الذي ورد ذكره بالقرآن لالتقاء البحرين والشرق بالغرب حتى مات في سبيل الفكرة مائة وعشرون ألف مسلم شهداء لتحقيق الاعجاز الإلهي الذي ورد في القرآن حتى قال الوعاظ والأئمة إن من يموت في الحفر كمن مات في سبيل الله، ومن بينهم رفاعة الطهطاوي الذي ايد المشروع الفرنسي وتبنى فكرة إرسال الشيوخ والأئمة لقرى الحفر!! كلما انتهى العمال المصريون من انجاز جزئية من عمليات الحفر يقيم ديليسبس حفلا دينياً بهذه المناسبة يجتمع فيه رجال الدين الإسلامي ومفتي مصر ليقول كلمة لتشجيع العمال على الحفر، ولولا الدعاية الإسلامية لهذه البزخ 'القناة' ما تم حفر البزخ الذي أخبرنا عنه القرآن وتحقق بسواعد المسلمين ليلتقي الغرب بالشرق ويلتقي البحران الأبيض المتوسط بالأحمر ويخرج على ضفاف القناة المدن الثلاث ويأتي حفل افتتاحها الملوك والسلاطين والأمراء من كل حدب وصوب ليشاهدوا المعجزة الإلهية التي تحققت بأيدي المصريين من المسلمين!'.


    --------------------

    مقالات


    عبور

    شكوي رئاسية

    01/08/2012 09:25:55 م




    بقلم : جمال الغيطانى




    البلاغ‮ ‬الذي تقدم به الدكتور محمد مرسي ضد‮ ‬بعض الاعلاميين فريد وغريب،‮ ‬في حدود ما قرأت لم تقابلني مثل هذه الحالة،‮ ‬أن يقوم حاكم مصري بتقديم بلاغ‮ ‬ضد بعض المصريين الذين قدر انهم تطاولوا عليه،‮ ‬أنني ضد التجريح الشخصي والسب،‮ ‬وفي رأيي أن‮ ‬من يقدم ذلك يقلل من شأن‮ ‬نفسه ويخفض من قيمته،‮ ‬ولكن عندما يقاضي رئيس مصر بعض مواطنين لانهم انتقدوه أو هاجموه فإنه يقلل من هيبة الرئاسة،‮ ‬ذلك ان أي شخص يرتقي الي مكانة من يحكم مصر يصبح له وجود متجاوز لشخصه فلا ينطبق عليه ما ينطبق علي الشخص العادي الذي ليس لديه السلطات الواسعة التي يملكها الحاكم،‮ ‬الي جانب ذلك الميراث التاريخي الهائل للحاكم المصري،‮ ‬هذا الميراث من المكانة والمهابة لا تكرسه الطقوس فقط او محاولة الفرض بالقوة،‮ ‬انما العمل الحقيقي من خلال ممارسة السلطة،‮ ‬وهذا العمل لا يتحقق بالظهور اليومي في الاستقبالات واصدار المراسم واستقبال الزوار الاجانب والقيام بالرحلات الرئاسية،‮ ‬إنما بخدمة الشعب وتوفير ظروف الحياة‮ ‬الانسانية للمجموع ونظافة اليد والحكمة وممارسة الحكم بالفعل وليس كقناع لآخرين او‮ ‬غطاء لشخصيات أقوي،‮ ‬ولننظر الي الواقع الآن،‮ ‬من الاكثر مهابة وحضورا المرشد أم خيرت‮ ‬الشاطر الرهيب في صمته واسفاره والذي توحي كل نظرة منه بأنه الحاكم الفعلي رغم انه لا يتحدث كثيرا ولا يصرح،‮ ‬من الاقوي حضورا؟ ان الدكتور مرسي رجل طيب بلا شك،‮ ‬ولكن عليه ان يستوعب رئاسته لمصر،‮ ‬لا أن يلجأ الي القضاء كأي مواطن عادي ليس بوسعه شيء،‮ ‬عليه ان يقرأ تاريخ مصر والمؤلفات التي تعين علي فهم الشخصية المصرية وقد حددتها له اكثر من مرة في أحاديث ومقالات،‮ ‬عليه ان يدرك ان الشعب المصري تربطه علاقة خاصة بمن يحكمه واذا لم يجد منه ما يأمله فسلاحه النكتة والسخرية الحادة والتاريخ يفيض بالتفاصيل ولو‮ ‬أنه رأي قطع الفخار التي كان يرسم عليها العمال ليلا الملكة حتشبسوت ـ وهي من هي ـ مع عشيقها سنموت،‮ ‬هذه القطع محفوظه ومعروفه‮ ‬بالاوسترايكا سيدهش ويفزع،‮ ‬لم يتحمل الدكتور مرسي ثلاثين يوما الشعب وهاهو يلجأ الي القضاء،‮ ‬فماذا سيكون عليه الحال بعد ثلاثين شهرا،‮ ‬أو لا قدر الله بعد ثلاثين سنة؟‮!‬

    -------------------------

    نهار



    01/08/2012 09:26:55 م




    [email protected] - بقلم:- عبلة الروىنى


    المرشد العام للاخوان المسلمين خرج علينا في الأسبوع الماضي بهجوم علي المسلسلات الرمضانية‮ ‬،‮ ‬طبعا تصريحاته ليست مناقشة فنية للأعمال الدرامية‮ ‬،‮ ‬فلا علاقة له بهذه الامور،‮ ‬وهو لا يشاهدها أصلا‮ (‬يعني بيتكلم فيما لا يعرف‮) ‬ومع ذلك افتي بأن هذه المسلسلات مضيعة للوقت‮ ‬،‮ ‬في شهر رمضان‮ (‬المشروع المثالي للتقوي‮) ‬ووصف المسلسلات الدرامية بأنها‮ (‬معوقات من خارج الانسان‮ ‬،‮ ‬كشياطين الانس الذين يزينون المعاصي‮ ‬،‮ ‬ويسرقون الاوقات الغالية والأوقات الثمينة‮.. ‬وأن هذه المسلسلات،‮ ‬مع كثرتها‮ ‬،‮ ‬هي خطة‮ ‬متعمدة لسرقة وقت الانسان‮ ‬،‮ ‬وحرمان الأمة كلها من ثمرة المشروع الكبير‮ ‬،‮ ‬والمتمثل في تحقيق التقوي‮).. ‬ولا أعرف ما هو مشروع التقوي هذا ؟ وكيف يتم تحقيقه ؟‮!‬
    عموما ما يشغلني ليس‮ (‬مشروع التقوي‮)‬،‮ ‬ولكن تصريحات مرشد الأخوان المسلمين‮ ‬الهجومية،‮ ‬حول المسلسلات الرمضانية،‮ ‬والتي تعد نذيرا خطرا لمواصلة الحرب علي الفنون والثقافة‮ (‬وهو موقف دائم لجماعة الاخوان المسلمين‮) ‬وتركيز المرشد العام علي المسلسلات الدرامية،‮ ‬وعلي كثرتها،‮ ‬هو أيضا استخفاف بالجهود المبذولة للعاملين في المسلسلات من الفنانين والفنيين‮ ‬،‮ ‬وهو موقف متعالي‮ ‬،‮ ‬وهجوم لا معني له علي الفن‮ ‬والفنانين،‮ ‬أدي الي إعلان كثير من الفنانين الغضب علي المرشد،‮ ‬وأحتجاجهم علي تصريحاته،‮ ‬والتي أعتبروها مزايدة علي مشاعر المصريين الدينية،‮ ‬إضافة الي أنه تدخل من المرشد‮ ‬،‮ ‬فيما لا شأن له فيه

    -----------------------

    الفــــــن ومشروع التقوي



    01/08/2012 08:57:39 م




    Medhat [email protected]بقلم‮ :‬د.مدحت العدل




    في أوروبا والعالم المتقدم ـ كما في فيلم الإرهاب والكباب ـ يقاس رقي الإنسان وتحضره بفهمه وتذوقه وتقبله للفن‮.. ‬الإنسان الراقي هو الذي يقدر دور الفن ويحبه ويقبل عليه مسرحا أو سينما أو باليه أو‮.. ‬أو‮.‬
    ‮ ‬أما لو كنت فنانا فقد بلغت مراتب عليا من السمو والرفعة وتقدير الناس فأنت بالقطع أعلي مرتبة من أي وزير أو حتي ملك أو رئيس فقد حباك الله بموهبة الابداع والخلق الذي يهبها سبحانه‮ ‬للخاصة من عباده‮.. ‬أما في بلادنا المنكوبة بفكرها العقيم وسطحيتها في الأمور التي تحتاج‮ ‬لعمق فالفنانون في عرف كثيرين مجموعة من المفسدين في الأرض الذين يلهون الناس عن ذكر الله وما ان بدأ الإخوان المسلمين والسلفيين في الظهور علي سطح الحياة السياسية بعد طول اختباء واختفاء وتحالف مع الأجهزة من أجل البقاء حتي ظهر بعض متطرفيهم ـ وأقول بعض ـ بفتاوي‮ ‬غريبة تصدينا في حينها لهم بكل القوة منها علي سبيل المثال لا الحصر ان أدب محفوظ يدعو للدعارة وان الحضارة الفرعونية حضارة عفنة وكلام أقل ما يقال عنه أنه‮ ‬ينقصه الأدب والفهم والتحضر وفي مؤتمر جبهة الابداع الأول كان هناك بعض الاخوة من الجماعة تحدثوا معنا بكل الود عن قيمة الفن والفنانين فلما أصبح الرئيس منهم وتزوجوا الحكومة وأصبحوا أقارب ظهر علينا مرشدهم بكلمة ليس لها أي معني ماذا قال المرشد لا فض فوه‮.. ‬ان مسلسلات رمضان تجهض مشروع التقوي للذين يحاولون إقامته في رمضان‮..‬
    والحقيقة ان الجماعة في الجماعة مغرمين بالكلام الضخم الفخم دون عمل حقيقي فها هو مشروع النهضة لم ترفعه شيئا بعد فوات أكثر من ثلث المدة التي حددها الرئيس المنتخب لانهاء مشكلات الزبالة والمواصلات والأمن،‮ ‬وكما كان يفعل النظام السابق في محاولة إلهاء الناس بمباريات الكرة ومعركة الجزائر ومشادات بين العوا وأحد القساوسة وحوادث الكنائس التي هي من صنعه عن المشاكل الحقيقية في حياة الناس كالبطالة وغيرها فقد سلك هذا المرشد نفس الطريق‮.. ‬فبدلا من أن يتكلم عما يفيد الناس وبدلا من أن يطالب الرئيس مرسي بل ويأمره بحكم التراقب التصاعدي في الجماعة أن يفعل كعمر بن الخطاب ويقيم العدل ويتفقد أحوال الرعية ليري من تسكت بكاء أطفالها بسراب الوعاء الخالي الذي يغلي فوق النار وبدلا من أن يلزمه بما وعد الناس به بدلا من الدخول في متاهات الخصومات مع الهيئة القضائية بدلا من كل هذا قرر بعد طول تفكير وعناء وبعد الاجتماع مع قادة حماس واسماعيل هنية ذهب واسماعيل هنية جاء‮..

    ‬ان مسلسلات رمضان ستفسد مشروع التقوي‮.. ‬وأقول للمرشد الذي هو ـ علي حد علمي طبيب بيطري ـ أي رجل متعلم ذو عقلية معملية فذة‮.. ‬ان صناعة المسلسلات والفن عموما ياسيادة المرشد يعمل بها أكثر من مليون شخص وكل شخص له عائلة مكونة في المتوسط من ‮٥ ‬أفراد اذا يستفيد منها أكثر من ‮٥ ‬ملايين شخص من المصريين نحن صناع الفن من يحمل علي كتفه مشروع النهضة لهؤلاء‮.. ‬لا نوزع عليهم أكياس الأرز والسكر والزيت ثم ننساهم بعد الانتخابات إلا إذا اعتبرت ان ذلك من التقوي كالوعود التي ترجعون عنها والتحالفات التي تنقلبون عليها نحن نفهم التقوي ان تعمل ويعمل معك الآخرون وتنتج لا تفتح سوبر ماركت كصديقك وتعتبره مشروعا استثماريا‮.. ‬وإلا فلنغلق مصانع النسيج لأنها تصرف الناس عن الصلاة‮.. ‬
    ياسيادة المرشد المساجد مليئة بالمصلين والحمد لله ـ وعلي فكرة ـ ودون مزايدة من أحد معظم هؤلاء الفنانين يصلون ويحجون ويصومون رمضان ويعتمرون ويخرجون زكاة أموالهم دون اعلان ودون طنطنة وادعاءات كاذبة بالتقوي‮.. ‬أما ما نقدمه كفنانين من أعمال فبالتأكيد فيها السيئ وفيها المتوسط وفيها الجيد جدا والذي يؤثر في الناس وفي وجدانهم ويدفعهم لفعل الخير أكثر بكثير من خطبكم وندواتكم الذين تحشدون الناس لها بالسمع والطاعة،‮ ‬أما ما نقدمه فالناس أحرار كما ولدتهم أمهاتهم في الاختيار والاعجاب والقدح والمدح وغلق التليفزيون بأكمله‮.. ‬والفن ياعزيزي المرشد هو هذه المعابد الفرعونية الرائعة التي بناها أجدادنا وغيرها من تحف المعمار الإسلامي وأسبلته وأبوابه التي كانت تحمي القاهرة المحروسة هي من الفن أيضا‮.. ‬ولولاها ما احترمنا العالم وما عرف أننا قوم متحضرون وما تفعله قطر وما أدراك ما قطر من محاولة استنساخ متحف اللوفر إلا محاولة للتمسح بالفن ـ ملحوظة ـ المتحف الأصلي به قسم كامل للآثار الفرعونية آثار أجدادك فضيلة المرشد تذهل العالم وتحيره‮. ‬لماذا لا تكونوا ـ حقا ـ متقين ومسلمين ومؤمنين وتتكلمون مع الناس فيما ينفعهم؟‮! ‬لماذا لا يقيم أغنياؤكم وهم كثر مصانع لتشغيل الشباب بدلا من السوبر ماركت ومحال الملبوسات التركية‮.. ‬لماذا ولماذا ولماذا؟‮.. ‬أسئلة كثيرة يسألها الكثيرون لا تجدون لها إجابات لأنكم تعلمون ان الإجابات لن تقنع أحدا‮.. ‬التقوي أن تتقي الله في كل ما تفعل وتقول بقلب صادق ونفس صافية وياسيادة المرشد‮ »‬أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟‮!«.‬

    ------------------

    أراء حرة


    رؤيتي

    أخونة الصحافة مســــتحيلة‮ !‬

    01/08/2012 09:02:25 م




    [email protected] - بقلم : أنور محمد




    أنا لا أخشي من سيطرة الاخوان علي الصحافة القومية لأن مجلس الشوري وضع معايير جيدة لاختيار رؤساء التحرير قد تبقي علي بعض رؤساء التحرير لكفاءتهم‮.‬
    ولكن ما اتوقف عنده هو ان يتقدم الصحفي الذي يريد ان يصبح رئيسا للتحرير بملف حياته وانتماءاته السياسية والدينية دون الموهبة أو الخبرة الصحفية وكأنه يطلب وظيفة حكومية وقد رفضنا نحن الصحفيين‮ ‬من أبناء صاحبة الجلالة هذا الامر ولم تشارك نقابة الصحفيين في لجنة الاختيار لأن الصحافة موهبة وعلم وصناعة وفريق عمل متكامل في الجريدة وليس رئيس التحرير اكفاءهم ولا اقدرهم في الجريدة وكان النظام السابق جمال مبارك وصفوت الشريف ينتقيان أهل الثقة لديهم ومن يقدم هدايا‮ ‬السيارات الفاخرة وملايين الجنيهات لصفوت الشريف وكبار المسئولين في الدولة مقابل‮ ‬الاستمرار في مناصبهم رغم بلوغم السن القانونية وتجاوزها بعشرات السنين حتي اضاع القيادات الصحفية الفاسدة عمرنا واهدرت واستولت علي اموال المؤسسات الصحفية وتركتها مديونة بالمليارات للتأمينات والجمارك والضرائب وهناك اطنان من ملفات الفساد للقيادات الصحفية السابقة في مجلس الشوري والمجلس الاعلي للصحافة ونطالب رئيس مجلس الشوري بتقديمها للنائب العام هذا الفساد في اختيار القيادات الصحفية هو الذي جعل الدكتور احمد فهمي رئيس مجلس الشوري وهو شخصية واستاذ محترم نظيف اليد ومعه فتحي شهاب رئيس اللجنة يضع معايير لاختيار رؤساء التحرير الجدد‮.‬
    وقد تعلن اللجنة العامة بمجلس الشوري وهذا من صميم اختصاصها أسماء رؤساء التحرير للصحف القومية الجدد اليوم وسط مخاوف البعض من أخونة الصحافة القومية وسيطرة الحزب الحاكم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين عليها والسيطرة علي حرية الصحافة وكتبت حرية التعبير بتعيين قيادات اخوانية وبالتالي استبداد فكري وابداعي تحت عباءة الدين وأنا اعتقد ان د‮. ‬احمد فهمي رئيس مجلس الشوري ليس صفوت الشريف بل أكثر ذكاء وطهارة يد فلن يدفع بالقيادات الاخوانية في صدارة المؤسسات القومية دفعة واحدة بل سيحدث نوعا من الخلط والمزج بين القيادات الاخوانية ورؤساء التحرير الاكفاء من داخل المؤسسة الصحفية‮.‬
    أزمة الصحافة صاحبة الجلالة التي تصدت بقوة للأنظمة الديكتاتورية السابقة وخاصة قانون ‮٢٩ ‬لحبس الصحفيين ازمتها الحقيقية في قانون سلطة الصحافة الحالي الذي قيدها بسلاسل وأغلال ساعدت علي الفساد والافساد بحيث جعلت الاعضاء المعنيين في مجالس الادارات والجمعيات العمومية ضعف المنتخبين مما فتح الباب علي مصراعه دون رقابة للفاسدين طوال اكثر من ثلاثين عاما وكان من الأفضل المجلس الشوري الآن ان يتصدي لهذه القوانين الصحفية سيئة السمعة والفسادة والغائها والشروع في قانون جديد لسلطة الصحافة وقانون نقابة الصحفيين وحرية الحصول علي المعلومات مما يحترم فيه قيمة الصحفي والكاتب والجريدة والنقابة واستقلال‮ ‬الصحافة عن تبعية مجلس الشوري والغاء المجلس الاعلي للصحافة ويحمي هذا القانون مجالس الادارات والجمعيات العمومية من الفاسدين بانتخاب قياداتها من ذوي الخبرة والكفاءة ونظافة اليد‮.‬
    صاحبة الجلالة من‮ ‬الصعب أخونتها‮.‬
                  

08-05-2012, 05:57 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    إستقبال غاضب لحكومة قنديل.. فتنة دهشور تهدد مرسي.. الكنيسة تطالب بحماية الأقباط
    حسام عبد البصير
    2012-08-03



    القاهرة ـ' القدس العربي'ـ من حسام عبد البصير:


    استقبل المصريون حكومتهم الجديدة بحالة من عدم الثقة بسبب تردي الأوضاع في العديد من المرافق وفي مقدمتها مرفق الكهرباء والطاقة والمياه فضلاً عن حالة الانفلات الأمني التي تخيم على العديد من المدن المصرية، وقد جاءت مانشيتات الصحف لتتناسب مع حالة فقدان الثقة تلك التي تسيطر على المواطنين وإن كانت الصحف الإسلامية وفي القلب منها جريدة 'الحرية والعدالة' قد سعت لنشر التفاؤل بين المواطنين، أما المستقلة فقد حاولت تحري الحيادية .. 'المصري اليوم' عنونت : حكومة المفاجآت تؤدي اليمين.. وقنديل: عصر القرارات الفردية انتهى.. بلطجية يهاجمون أبراج 'نايل سيتي' بالمولوتوف ويشتبكون مع الأمن ..اقتحام محطات توليد.. وقطع السكة الحديد اعتراضاً على استمرار انقطاع الكهرباء 'اليوم السابع' تناولت الموضوعات التالية: أقباط دهشور يقطعون الطريق أمام مديرية أمن الجيزة .. العريان: حكومة 'قنديل' لن ترضي جميع الأطراف بمن فيها الإخوان..مصرع وإصابة 6 في اشتباكات أهالي بولاق مع عمال فندق 'نايل سيتي.. حبس علاء وجمال على ذمة تحقيقات أرض 'الطيارين.. 'الأهرام' تناولت الموضوعات التالية: خلاف أمريكي - إسرائيلي حول توقيت ضرب إيران ..حكومة قنديل تؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس ..بوادر انفراجة في الأزمة الطائفية بقرية دهشور ..قلادة الجمهورية للجنزوري وتعيينه مستشارا للرئيس.. صحيفة 'الأخبار' :مرسي وطنطاوي غداً في الجيش الثاني..البورصة تواصل الصعود وتربح 3 مليارات جنيه..
    البداية ستكون مع ردود الأفعال الغاضبة على التشكيل النهائي للحكومة الجديدة التي يرأسها هشام قنديل:

    حكومة عاجزة عن مقاومة الفساد

    قال الشيخ المجاهد حافظ سلامة إنه فوجىء بقرار رئيس الجمهورية باختيار الدكتور هشام قنديل لتشكيل حكومة أول وزارة ثورية بعد الثورة، والاختلافات بين الأحزاب على الحقائب الوزارية وكأنها تركة توارثوها. وأضاف سلامة في بيان له أمس، إن الأنباء التي تتناولها أجهزة الإعلام عن المشاورات بين قيادات كثيرة منها من وافق ومنها من اعتذر للدكتور رئيس الوزراء نشم منها روائح غير مطمئنة على سلامة التشكيل الوزاري الجديد، خاصة أن الرئيس محمد مرسي عندما اختار الدكتور هشام قنديل وكلفه بتشكيل الوزارة، لم يوفر لنا شربة ماء فكيف يخلصنا من فساد دام أكثر من ستين عاما؟!. وأشار سلامة إلى أنه يرى الصراعات قائمة خلف الكواليس والصفقات الجانبية بما لا يطمئننا على مصر.. في سياق متصل حالة من الصدمة انتابت العاملين في ماسبيرو بعد الاعلان عن تكليف القيادي الاخواني صلاح عبدالمقصود بتولي منصب وزير الاعلام، واعرب المئات عبر حساباتهم الميني على فيس بوك انهم ربما كانوا يتوقعون وزيرا من خارج ماسبيرو ولكن ليس من قيادات الاخوان، وقال بعضهم ان العاملين في المبنى اكدوا في اثناء اجتماعهم مع اعضاء اللجنة التأسيسية للدستور انهم يرفضون وزيرا من خارج مبنى ماسبيرو فيما تساءل البعض منهم عن علاقة عبدالمقصود بالاعلام وعن عدم وجود خبرة سابقة في العمل الاعلامي او العمل الاداري.

    الدور الأمريكي في فوز الرئيس الاخواني

    حول هذا المعنى طاف الكاتب أسامة غريب في جريدة 'التحرير': عندما كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية معلقة والحديث يدور حول طبخة يتم الإعداد لها لإنجاح شفيق، فإن قناعتي بحتمية إقرارهم بفوز مرسي لم تهتز. كنت أستند في هذا إلى أن أمريكا ليس لديها استعداد للسماح بالعبث بمصالحها الكونية وليس لديها الوقت للعب العيال. كنت أستند إلى أن الحشد الجماهيري في الشوارع من الجموع التي رأت بنفسها وعرفت مَن الفائز الحقيقي من واقع محاضر الفرز لن تسمح أبدا بتغيير النتيجة. التقط الأمريكان الصورة وعرفوا أن الطبخة المسمومة التي يتم إعدادها ستكون فادحة النتائج، وأدركوا أن الجماهير لن تخشى القمع بالقوة ولو كان مستنداً إلى ضبطية قضائية أو خلافه.. لهذا فإن تدخلهم لإعلان النتيجة الحقيقية كان حاسما. هل معنى هذا أن الأمريكان هم الذين أنجحوا مرسي؟ بالطبع لا.. لكنهم مع كل تفضيلهم لشفيق خشوا أن تمريره بالقوة قد يعني إغراق البلد في الحرب الأهلية وتحولها إلى عراق آخر أو سورية أخرى. من المؤكد أن الأمريكان لو كان لهم الخيار لاختاروا شفيق أو أي أحد من أركان حكم مبارك ولفضلوه على الإسلاميين، ذلك أن الإخوان بكل براجماتيتهم واستعدادهم للتجاوب مع الأمريكان، فإن لهم سقفا لا يمكن تجاوزه، تحكمهم فيه مرجعيتهم الدينية، ولو غامروا بتخطيه لربما انهار تنظيمهم بالكامل. مثال على ذلك الزيارة العجيبة التي قام بها السيد علي جمعة مفتي مصر إلى القدس بتأشيرة إسرائيلية. هذه الزيارة كانت في حقيقتها رسالة من أهل الحكم إلى واشنطن مفادها: نحن الوكيل الحصري لكم في مصر ونستطيع على طريق التطبيع مع إسرائيل أن نجعل الرموز الدينية تتعاون مع الصهاينة وأن نرسل بهم إلى الأرض المحتلة أفواجا إذا أردنا.. فلا تثقوا بالإخوان وتستبدلوهم بنا، فإنهم مهما بذلوا لإرضائكم فإن هناك منحدرات وقيعانا لا يستطيعون بلوغها. والآن وقد أصبح الإخوان في الحكم فإن الغرب، وعلى رأسه أمريكا سيتعاون معهم من أجل تحقيق المصالح، لكنهم لن يغفلوا عنهم وسيسعون جاهدين لخلق صراعات دائمة على قضايا تفصيلية تنهك الإخوان وتربكهم وتجعل مشروعهم الكبير حلماً لا يمكن تحقيقه. أدرك الإخوان إذن أن جانباً معتبراً من خصومهم الذين يثيرون الغبار في وجوههم ويسعون لإفشالهم هم رجال العم سام الذين يعيشون على المعونات ويتماهون لأقصى حد مع الأجندة الأمريكية.. لذلك فإنهم ربما فعلوا ما ذكرته في المثال بأول المقال ففضلوا أن يتفاهموا مع المعلم الكبير بدلا من الصبيان غير المالكين لأمرهم. وأود أن أسجل هنا أن هجمة العائشين على المعونة بأنواعهم لو استمرت واشتدت ضراوتها فربما تدفع بالإخوان إلى أحضان العم سام بشكل حقيقي وفي هذا خطورة حقيقية على مصر، وأخيراً قد يسأل سائل: هل تظن إذن أن كل من ينتقدون الإخوان ويهاجمونهم هم عملاء لأمريكا؟ ورغم سخافة السؤال فإن الإجابة هي النفي القاطع مع دعوة إلى قراءة المقال من البداية!

    حكومة الدولة العميقة لاعلاقة لها بالثورة

    ونبقى مع ردود الأفعال على الحكومة الجديدة ففي جريدة 'الشروق' قال وائل قنديل: لا ملامح ثورية في التركيبة الحكومية الجديدة سوى المستشار أحمد مكي كوزير للعدل، والدكتور محمد محسوب الذي رشح كوزير للمجالس النيابية، وخلاف ذلك من الظلم الشديد، بل من العبث أن يقال إن هذه حكومة ثورة إن اسم رئيس الحكومة في حد ذاته يصلح مؤشرا جيدا على أن المستهدف منها أن تمد الجسور مع ما يسمى بالدولة العميقة والنظام القديم، بالقدر ذاته الذي تتصالح به مع الحاضر المفروض بالقوة وتتواصل به مع المستقبل، وعليه لا مفاجأة على الإطلاق في أن تشتمل تركيبة الحكومة الجديدة على عديد من الأسماء المجهولة، مادام رئيسها مع كل الاحترام لشخصه قادما من المجهل لقد استخدمت كلمة 'الكفاءة' ومصطلح 'التكنوقراط' كفزاعة لإسكات كل من ينطق بكلمة عن تشكيل الحكومة، وكأن هناك تناقضا بين معياري الكفاءة والثورية، أو كأنهما لا يجتمعان، على الرغم من أن هذه الثورة بالأساس هي ثورة نضوج الوعي وامتلاك التقنية، بدليل أن النظام الساقط ترنح وتهاوى أمام الثوار في معركة استخدام التكنولوجيا ومعطيات الثورة الإلكترونية وعليه لا يمكن أن نعتبر أننا أمام تشكيل حكومي جديد، وبالأحرى يمكن أن نصف ما جرى بأنه تعديل أو توليف أو تلفيق أو توفيق بين الدولة العميقة والمستقبل في زيجة غير منطقية وغير ملبية لأحلام المصريين بأي حال من الأحوال.

    حكومة اخوانية مقنعة

    وإلى مزيد من الانتقاد الموجه للاخوان على لسان الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز إبن خلدون : صرح الدكتور سعد الدين إبراهيم- أستاذ الاجتماع السياسي ومدير مركز ابن خلدون؛ أن 'جماعة الإخوان المسلمين عادة ما تقدم غير ما تعد؛ كما فعلت في اللجنة التأسيسية للدستور حينما أتوا بأمثالهم أو المتعاطفين معهم كأغلبية في اللجنة؛ ليشكلوا وجدان مصر؛ وأن الحكومة والتي لا يبدو أن فيها عددا كبيرا من الإخوان قد لا تكون كذلك'؛ لافتاً إلى أن الحكومة 'قد تحمل أغلبية من إخوان سابقين أو إخوان تحت الاختبار؛ أو متعاطفين مع الإخوان أشد تمسكاً بالجماعة من الأعضاء الفعليين؛ ولكن الوقت مبكر للحكم على تصرفاتهم وعلل الدكتور سعد الدين إبراهيم؛ الهجوم القاسي الذي يلاحقه أينما ذهب وعبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) بـسبب الجهل أو التعصب وقال هما وجهان لعملة واحدة وذكر مدير ابن خلدون؛ الذي تعرض للسجن إبان عصر الرئيس السابق؛ أن 'تنظيم الجهاد هو أقرب التيارات الإسلامية من الدولة المدنية؛ وخاصة بعد رسالة الاعتذار التي وجهها التنظيم للرئيس الراحل أنور السادات بوقفتهم أمام قبره وموقع اغتياله.. على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين هي الأكثر تنظيماً؛ رغم المبالغة في حجم أرضيتها في الشارع (والتي لا تزيد عن 20'؛ ودعم لن يستمر يبلغ 20' أخرى؛ وغالباً لن يدوم بسبب أخطائهم المتكررة؛ ولأن الشعب كشفهم)'وشبه سعد الدين إبراهيم جماعة الإخوان المسلمين بـ'التنظيم المشابه للأنظمة الشيوعية ونسق الحزب الشيوعي اللينيني القائم على السمع والطاعة'؛ وأضاف: 'أرجو أن تكون الثورة قد غيرتهم كما غيرتنا جميعاً. واعترف إبراهيم بتلقيه أموالاً من كل البلدان ولا يعنيه من يدفع له طالما أنه لا يملي عليه شروطاً بما في ذلك أمريكا وأوروبا وغيرهما، مشبهاً مركزه الحقوقي بالقوات المسلحة التي تتلقى المعونة الأمريكية

    الأنبا باخوميوس يطالب بحماية الأقباط

    طالب الأنبا باخوميوس، القائم مقام بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، السلطات بالتدخل لوقف الاعتداءات على بيوت الأقباط بقرية دهشور، على خلفية الأحداث التي شهدتها عقب مقتل مسلم على يد قبطي وقال في بيان له: 'تلقينا بمزيد من الألم أنباء أحداث قرية دهشور بمحافظة الجيزة، والتي راح ضحيتها أحد المواطنين الذي نأسف لوفاته وتحولت إلى تعديات جماعية على أقباط القرية وتم فيها الاعتداء على كثير من الأقباط الأبرياء والتعدي على البيوت والممتلكات والتهجير القصري لأبنائنا المسالمين، كما تم الاعتداء على الكنيسة. وتابع 'ونحن من واقع مسؤوليتنا الوطنية والكنسية نشجب هذه الأحداث ونطلب من السلطات الرسمية اتخاذ الموقف الحاسم إزاء الاعتداءات الصارخة التي تكررت في الآونة الأخيرة ولاحظنا عدم التعامل معها بالحزم اللازم، لذلك نأمل من السلطات الرسمية سرعة معاقبة الجناة وتأمين المواطنين الأقباط ورجوعهم لمنازلهم وصرف التعويضات العادلة لكل المتضررين من الأحداث لوقف العنف الذي يواجهه الأقباط في الفترة الأخيرة'..
    من جانبه قال القس تكلا عبد السيد كاهن كنيسة مارجرجس بدهشور، إنه تلقى تهديدات بالاعتداء على الكنيسة عقب صلاة الجمعة المقبل. وأشار إلى أن القرية لا يوجد بها مسيحي واحد الآن وتم تهجير أكثر من 120 أسرة قبطية وهناك خسائر لـ30 أسرة قبطية. وطالب تكلا قوات الأمن بحماية الكنيسة من التهديدات المتتالية لها، مشيراً إلى أن الجيران المسلمين بالقرية يقومون بحماية الكنيسة الآن، بجانب قوات الأمن المتواجدة في القرية .

    بشهادة قبطي.. جهاز سري يطلق الشائعات لتشويه الاسلاميين

    أكد الدكتور القبطي رفيق حبيب نائب رئيس الحزب أن حرب الشائعات إحدى خطط الدولة العميقة للسيطرة على الرأي العام، فالدولة تستغل حالة عدم اليقين المصاحبة للمرحلة الانتقالية، حتى تهزم الارادة الشعبية، وتفرض بقاء النظام السابق، وتروج الشائعات من خلال شبكات العلاقات الاجتماعية لتخريب تماسك المجتمع، واثارة النزاعات بين مكوناته، وخلق حالة من التوتر النفسي الجماعي. وأضاف حبيب عندما يدرك المجتمع أن هذه الحرب تستهدف هزيمة ارادته ولا تستهدف القوى الإسلامية فقط وقتها يستطيع إفشال تلك الخطة.كما ذكر الدكتور محمد البلتاجي أمين حزب الحرية والعدالة بمحافظة القاهرة ورئيس لجنة المقترحات بالجمعية التأسيسية للدستور أن الإعلام يحاول أن يتجاهل الإنجازات التي حققتها الجمعية التأسيسية حيث تم ارسال الانجازات التي حققتها الجمعية إلى كل القنوات الفضائية بلا استثناء، ولكن تلك القنوات لا تلقي لها بالا، مؤكدا أنه موقف واضح ومحاولة كانت لإعطاء فرصة لوقف عمل الجمعية أو محاولة إفشالها. وأكد البلتاجي أن الجميع يرفض فكرة سلق الدستور، مشيرا إلى أن تصريح الدكتور وحيد عبدالمجيد حول احتياج الدستور لثلاثة أمر شخصي..فيما اعتبر المهندس صابر عبدالصادق عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، أن الدعوة للتظاهر ضد الحزب هدفها النيل من أكبر حزب مصري حقق نجاحا باهرا في التعامل مع الجماهير، وعمل على تلبية احتياجات المجتمع من خلال لجانه المختلفة، موضحا أن المهاجمين للحزب فشلوا في التعامل مع المجتمع، لذلك انشغلوا بالهجوم على الحرية والعدالة، لافتا إلى أنهم إذا أرادوا تقديم خدمة للمجتمع فعليهم النزول للشارع والاحتكاك بالمواطنين والتعامل مع مشكلاتهم، معتبرا أنها لا تعدو أن تكون زوبعة في فنجان ولن تجدي أي صدى.
    وحول اهتمام الإعلام بتلك الدعوات أوضح عبدالصادق أن اعلام الفلول يسعى بكل الوسائل إلى تشويه صورة الاسلاميين بصفة عامة والحرية والعدالة بصفة خاصة.

    تشويه أعضاء لجنة إعداد الدستور لا يخدم الثورة

    ونعود لصحيفة 'الأهرام' حيث الكاتب فاروق جويدة يدافع باستماتة عن لجنة اعداد الدستور التي تواجه النقد من كل حدب وصوب: سوف تنجز هذه الجمعية مشروع دستور على درجة كبيرة من التميز والخصوصية يليق بنا شعبا ووطنا ومكانة.. لقد شاركت في هذا الإنجاز نخبة متعددة الأطياف الفكرية والثقافية والدينية.. لاشك ان المناقشات شهدت خلافات حادة حول قضايا نعرفها تتسم بالحساسية الشديدة في الدين والفكر والحريات ورغم هذا كان هناك حرص من الجميع على ان تتواءم الأفكار وتتجانس الرؤى حتى نعبر بهذا الدستور إلى بر الأمان..كنت في أحيان كثيرة وانا اشارك في المناقشات خاصة ما يتعلق بالحريات والحقوق والإبداع والعلاقة بين المواطن والسلطة والتفتيش والرقابة والقوانين القديمة سيئة السمعة والرغبة الشديدة في إنهاء كل هذه المظالم- كنت أشعر بأنني اعيش في جزيرة بعيدة عن مستنقع إعلامي مشبوه شوه كل شيء واهدر كل قيمة ومن اراد ان يرى وجها مصريا مشرقا يعمل في صمت وبلا صخب أو ضجيج فليذهب إلى لجان إعداد الدستور لأن فيها شيئا يستحق الإشادة والتقدير.. إن الشيء الذي يثير الغضب والحزن معا إنه وسط هذا الجهد الخلاق تقف مواكب كثيرة في الشارع ووسائل الإعلام وبعض القوى السياسية وعدد من رموز النخبة الضائعة وبعض مؤسسات الدولة تحاول التشكيك في هذه الجمعية والإساءة إلى عملها والهجوم على المشاركين فيها رغم انهم جميعا لم يسعوا إلى المشاركة في هذه المهمة الوطنية الصعبة..غير ان دفاع جويدة عن اللجنة لم يقنع عدة أحزاب قررت مقاطعتها كما تشير 'الأهرام': أعلنت أحزاب التجمع والمصريين الأحرار والناصري عن رفضها الكامل للجمعية التي تكتب الآن دستور مصر في غياب اجماع وطني، وتشكيلها وفق إجراءات مطعون عليها دستوريا وقانونيا وتؤكد هذه القوى عدم اعترافها بكل ما ترتب على التشكيل الباطل لهذه الجمعية، وترى أن مصر تستحق دستورا غير محاط بالشكوك والطعون ويحظى بتوافق وطني عام تشترك في كتابته جميع فصائل الأمة بمختلف تياراتها الفكرية والثقافية والدينية وبدون اقصاء أو تمييز وتحذر الأحزاب والقوى المدنية المصرية مجددا من خطورة كتابة دستور مصر بالمغالبة لابالمشاركة ومن سيطرة فصيل عقائدي واحد على الجمعية ومن الهيمنة على صياغة مواد الدستور بقوة التصويت واعربوا عن قلقهم من خطر الانقسام الحاد في المجتمع

    بين اخوانية الأسواني وأخطاء عادل إمام؟

    يواجه الكاتب علاء الأسواني حملة تشويه واسعة بسبب تاييده الرئيس محمد مرسي للحد الذي اتهمه الكثيرون بأنه اعتنق فكر الجماعة وهو ما علق عليه حازم عبد العظيم في 'المصري اليوم': انزعج الكثير من القوى الليبرالية والمدنية من موقف الأسواني بل هاجمه الكثير، وبدأنا نسمع عن 'إخوانية متخفية' للأسواني. أنا شخصياً لم أنزعج من موقفه، وإن كنت غير مؤيد بالتأكيد، وسبب عدم انزعاجي أنني أعلم أن مواقفه تنبع من المبادئ، بصرف النظر عن توجهاته السياسية، وهي صفة نبيلة وشجاعة أيضا لأي مفكر ومثقف سياسي، وجهة نظر الأسواني تنبع من شعاره الدائم في كل مقالاته وهو 'الديمقراطية هي الحل'، وإذا كنا نتحدث عن مبدأ فيجب الدفاع عنه، حتى لو أتى بنتائج ضد انتماءاتنا ورغباتنا، وأن الدفاع عن الأساس الديمقراطي السليم هو الضمانة الحقيقية للحكم الرشيد وتطور المجتمع. وأتفق تماماً مع هذا الطرح وأؤيده.. لقد دافع د. الأسواني بحسن نية عن ديمقراطية 'جولة الإعادة فقط'، ولم يلتفت إلى مجمل العملية الديمقراطية والمناخ السياسي برمته، وأنا أعتبره مناخاً فاسداً وباطلاً 'ديمقراطيا' لا يستحق الدفاع عنه، استفاد به الإخوان بمساعدة 'العسكري' طواعية أو مرغماً.
    ونبقى مع المعارك الصحافية والهجوم هذه المرة على الفنان عادل إمام على لسان حسام فتحي في جريدة 'المصريون': كل شيء يحمل تاريخ انتهاء صلاحيته، بين جوانحه، ولا يستثنى من ذلك شيء خلقه الله عز وجل، لكن يبدو أن الفنان الكبير 72 عاماً سفير النوايا الحسنة الزعيم الأباصيري لا يعترف بهذه القاعدة التى لا يشذ عنها شيء، ويصر حتى آخر 'عمل' في عمره أن يظل النجم الأوحد و'ال'ان' الذي لا تقاوم سحره وجاذبيته أنثى، وبطل 'الأكشن' الذي ينافس توم كروز ويتفوق على جورج كلوني وبراد بيت، وعلى الرغم من أن الكاتب يوسف معاطي صاحب رواية 'فرقة ناجي عطا الله'، هو نفسه مؤلف العمل الدرامي للمسلسل الذي حمل نفس الاسم، إلا أن الفارق كبير بين النص الإبداعي المكتوب، والعمل الفني، ففي النص إسقاطات سياسية، وتفاصيل يمكن أن تتيح للكاتب عرض طريقة تفكير 'العدو' الإسرائيلي، والتعامل معه، وأيضاً الكثير من تفاصيل العلاقات الإنسانية المصرية الفلسطينية، وحتى بين فصيلي فتح وحماس.

    الاخوان باتوا مسؤولين عن أمن المصريين

    ونبقى مع صحيفة 'المصري اليوم' والكاتب محمد سلماوي والذي عدد العشرات من حوادث القتل والسرقة والخطف التي وقعت خلال الأيام الماضية: تلك هي بعض العناوين التي طالعتنا بها الصحف خلال الأيام الأخيرة الماضية، وبعد مرور 30 يوماً من حكم الرئيس محمد مرسي الذي كانت استعادة الأمن في مقدمة وعوده الانتخابية المزمع تنفيذها خلال الـ100 يوم الأولى من حكمه، وقد كان من الممكن أن استمر في رصد عناوين أخرى مماثلة لولا أن مساحة المقال لا تكفي. والملاحظ في هذه الجرائم - بعيداً عن الكثرة التي لم نشهدها من قبل والتي تعبر عن انفلات أمني لا يبدو أنه تحسن كثيراً خلال الـ30 يوماً الأولى لحكم الرئيس - هو أن هناك نوعية من الجرائم لم تكن منتشرة بهذا الشكل بل كانت نادرة الحدوث في المجتمع المصري أو منعدمة تماماً، مثل السطو على البنوك ومحال الصرافة من قبل ملثمين يأتون ويفرون في سيارات مجهولة أو بدراجات بخارية كما يحدث في المسلسلات التليفزيونية الأمريكية، ومثل حوادث اختطاف الأفراد، خاصة الأطفال، وطلب فدية وهو ما تعرضت له بعض كبار العائلات التي لا تنعم فقط بيسر الحال وإنما أيضاً بمختلف وسائل الحراسة الشخصية، وقد لوحظ أخيراً انتشار هذا النوع من الجرائم في قضايا الثأر وفي الخلافات المالية بين أفراد لا ينتمون لمثل هذه العائلات.. إن استعادة أمن مصر هي الاختبار الأكبر ليس فقط للوزارة الجديدة، ولكن للرئيس محمد مرسي نفسه، ولجدية وعوده الانتخابية، ولمصداقية برنامج الـ100 يوم الذي التزم به.

    هل قطع الكهرباء مؤامرة على الرئيس؟

    لا تخلو مدينة او قرية في مصر المحروسة إلا ويشكو أهلها من انقطاع الكهرباء، وبينما يشير بعض المنتمين للتيار الأسلامي إلى وجود مؤامرة على الرئيس لحض الشعب على كراهيته يلوم البعض مرسي.و يروي رضا محمود مأساته مع انقطاع الكهرباء في صحيفة 'الأخبار': قبل ان نبدأ في تناول السحور انقطع التيار الكهربائي .. على ضوء الشموع تناولنا سحورنا .. كان من الطبيعي ان يكون اغلب الحديث على المائده عن ظاهرة انقطاع الكهرباء التي اصبحت تتكرر بشكل لم نتعود عليه .. قالت ابنتي : انها تعتقد ان هناك ايادي خفية تتحرك لاثارة مشاعر الغضب ضد الرئيس .. ابـتسـمت وقلت لمــاذا هي دائما نــظـريـة المؤامــره ؟ لمــاذا لا نـقل مثلا ان السبب يرجع الى زيادة الحمال على الشبكة نتيجة اننا اصبحنا لا نطيق العيش بدون تكييفات او بـسبب عمليات سرقة الكهرباء هي العشوائيات الموجوده من قبل الثوره والتي فاقت كل الحدود بعدها .. اذن الافضل ان نتعرف ان سوء سلوك البعض من ناحية وجود تغطية الدولة من ناحيه اخرى .... وهو السبب الحقيقي لما آلت اليه حال الكهرباء. زوج ابنتي تساءل متعجبا: وكــيف اذن نصدر الكـهرباء في الوقت الذي نـحن فيه في اشــد الحاجة اليــها .. قلت : اتفاقيات تصدير الكهرباء سابقة على هجمة ارتفاع الحراره نتيجة التغير المناخي .... بدأت الاجابه غير مقنعه لزوج ابنتي فــقــال معلقا : وهل التغيرات المناخية حدثت له منذ عدة عقود إلا عن تأثيراتها على ارتفاع الحرارة فلماذا لم تستعد الحكومه عندنا خوفا من ان تغرق اغلب محافظات مصر ذات يوم في الظلام..ونبقى مع نفس المشكلة والكاتبة عبلة الرويني في ذات الجريدة 'الأخبار': ظاهرة مخيفة وخطرة، انتشارها في كل المحافظات أشد خطورة ، يفتح المجال لإشاعة الفوضى.. اللافت هو التفسيرات المختلفة والغريبة لمسألة قطع الكهرباء، البعض اعتبرها رسالة الى المصلين، لتخفيف صلاة (التراويح) والحد من التجمعات بالمساجد ! .. آخرون اعتبروها تاريخا حكوميا موروثا (لعكننة) الشعب، والبعض اعتبرها رغبة اخوانية للحد من سطوة المسلسلات الدرامية، والاعتراض على تبديدها للوقت والطاقة، أو كما قال المرشد العام للاخوان المسلمين (أن المسلسلات الرمضانية مضيعة للوقت، تحد من المشروع الأكبر لتحقيق التقوى)!..وفسر البعض انقطاع التيار المستمر، بتصدير الحكومة للكهرباء في أوقات الذروة، الى غزة والأردن.

    مبارك ومرسي وجهان لعملة واحدة

    ونتجه نحو الهجوم على الرئيس المنتخب محمد مرسي حيث لا يرى زياد العليمي في 'المصري اليوم' ثمة فارق بين مبارك ومرسي : صوّت عدد كبير من المصريين لصالح الدكتور محمد مرسي، بعد أن وعد بالإفراج عن المحاكمين عسكريا، معتبرين أن هذا هو الفارق الرئيسي بين مرسي ومرشح نظام مبارك. واليوم بعد أن أصبح د. مرسي رئيساً للجمهورية، لم يُصدر قرارا بالإفراج عن الثوار الذين يقبعون داخل السجون، وأحال الموضوع برمته للجنة تناقش الموضوع لتبت فيه، وهو ما لم يقله أثناء حملته الانتخابية، بينما أصدر قراراً بالعفو عن المعتقلين الذين رفضوا مبادرة وقف العنف، فقط لأنهم ينتمون لنفس تياره السياسي! أصدر قراراً بالعفو عنهم، لا إلغاء الحكم العسكري الصادر ضدهم وإعادة محاكمتهم أمام محاكم تضمن لهم محاكمات عادلة، وهو ما يشي بتمييز بين المحاكمين عسكرياً، وعفو بمقتضى الانتماء السياسي لا بمقتضى ضمانات العدالة.. سيدي الرئيس، أعرف أنك ورجال مبارك تخشون من يريدون تغيير النظام، لأنكم وجهان لعملة نظام واحد؛ ولهذا تتفقون على ضرورة تحجيم دور من اختاروا الثورة، والإبقاء على أكبر عدد منهم داخل السجون. لكن تذكّر أن من اختاروا اختيارك نفسه، موجودون الآن في سجن طرة، وأن الثوار المعتقلين سينتصرون ولو بعد حين، وتذكّر دائماً أن هناك إنذاراً أخيراً، فلا تفوّته. ونبقى مع المعارك الخفية ضد الرئيس ومن 'المصري اليوم' لـ'اليوم السابع' حيث كتب عصام شلتوت: عموما سيادتك حر.. أنا بس حبيت أقول لك بعضا مما يحدث، لكن القضية الحقيقية أن الشعب يريد أن يعرف إلى متى تظل منافسة رجالك وعنجهيتهم، وحربهم مع بقايا النظام البائد دينا يدفعه المصريون بفوائده وبابا غنوجه كمان! عمر الكهرباء ما قطعت بهذا الشكل ولا الترع نشفت ولا رجال الأعمال الشعبيين اتخطفوا بهذا الشكل.. الآن فالرهان على فشلكم يزداد يوما بعد يوم.. ورجالك في غرورهم غير عائبين مع أنهم كان لازم يقدمونك ويقدمون أنفسهم بشكل أكثر وطنية مش يحصروك في أيديولوجية إخوانية!سيادة الرئيس لا يمكن أبدا، أن تتحدث مع من يتولى الشباب، ولمجرد أنك تخالفه أيديولوجية بأيديولوجية تجده منصرفا عنك.. يا أخي اتفلق لكن أنت من سيدفع الثمن صدقني ..سيدي الرئيس، هذا هو الفارق تحديداً بين من يريد نظاماً عادلاً للجميع، ومن يريد الاستيلاء على السلطة فقط..

    هل سلبية الرئيس وراء عنف دهشور

    تشهد قرية دهشور جنوب الجيزة مواجهات بين مسلمين وأقباط على خلفية خناقة بين مكوجي قبطي ومواطن مسلم، وهو ما دفع أكرم القصاص في صحيفة 'اليوم السابع' للهجوم على الرئيس مرسي بسبب سلبيته: في دهشور حدث يقع للمرة الأولى في عهد الرئيس المنتخب مرسي، ربما كان متوقعاً أن يكون هناك مواجهة بالقانون، من البداية، وحساب من قتل أو حرق، وفي نفس الوقت عقاب كل من مارس العقاب الجماعي أو الاستقواء على المسيحيين. منذ البداية هناك إشارات على حريق سوف يندلع، وكانت كل الأطراف تتفرج، وكالعادة السبب ########، مكوجي حرق قميص زبون، ومن الصعب تصور أن يكون القميص وراء هذه النار الطائفية...معركة حول قميص يمكن أن تنتهي ببساطة لو تدخل العقل، لكن واضح أن العقل اختفى، خاصة بعد أن أصيب معاذ بحروق من مولوتوف، وتوفي، لتعود المعركة من جديد بشكل أكثر حدة، تحرك المسلمون ليحطموا الكنيسة ويحرقوا بيوت المسيحيين ويتم طردهم وتهجيرهم، الأمن حاول التدخل، وهناك من قال إن الأمن طلب من المسيحيين هجر بيوتهم..الموضوع ليس قميص المكوجي، لكنه قميص التعصب، الذي يتجاوز التطرف إلى العداء، وغياب أي احترام للقانون أو الدولة أو المجتمع، وأيا كان السبب هناك استقواء من بعض المسلمين بالقرية، ممن تحركوا للحرق والإفساد والانتقام، بشكل جماعي، والضحايا المسيحيون الذين فقدوا ممتلكاتهم أو خرجوا من بيوتهم وهم ليسوا طرفا في النزاع، لا نريد أن نخلع قميصاً ونرتدي قميصاً، لكن نريد القانون، والدولة والمؤسسات والمساواة وحماية حقوق المواطنين بصرف النظر عن دينهم.

    بالطبع ليس مسؤولاً .. لكن كيف سيتصرف؟

    وبالرغم من سعي عدد من الكتاب لتحميل الرئيس مرسي مسؤولية ما حدث في دهشور إلا أن جمال الدين حسين في دهشور يرفض الأمر جملة وتفصيلاً في جريدة 'الشروق': من السذاجة أن نحمل مرسي وزر هذه الأزمة، لكن كيف سيعالجها.. هذا هو التحدي الأبرز والأخطر لأنه سيكشف عن نمط أو أسلوب تعامله مع مثل هذه الأزمات في المستقبل ..المشكلات والأزمات والخناقات تنشب كل يوم بين المصريين، ومسلمون يقتلون مسلمين في مشاجرات عادية، وكذلك مسيحيون يقتلون مسيحيين، ولا يشعر أحدنا بذلك، لكن في هذا المجتمع الهش عندما يقتل مسيحي مسلما أو العكس أحيانا تقوم القيامة، ويمكن أن يتحول مثل هذا الحادث البسيط إلى خميرة لصدام واسع النطاق لا يعلم مداه إلا الله والمناوشات الطائفية بدأت منذ عشرات السنين خصوصا منذ حادث الخانكة أوائل السبعينيات والزواية الحمراء أوائل الثمانينيات، حينما استخدم السادات تيار الإسلام السياسي تارة لضرب اليسار والناصريين وتارة لملاعبة البابا شنودة الثالث والكنيسة..في عهد مبارك ترك الملف بأكمله في يد أجهزة أمن الدولة، وكنا نظن أن الملف 'تحت السيطرة'، ثم فوجئنا أن الغول الطائفي قابع تحت الأرض ومستعد لالتهام المجتمع بأكمله متى أراد من يحركونه ذلك .زمن الظلم أن نطلب من مرسي أن ينهي المأساة الطائفية بين يوم وليلة، لكن نطالبه بأن يعلن لنا تصوره الشامل لحل هذه الأزمة..ليس سرا أن غالبية المسيحيين يتوجسون خيفة من وجود رئيس اخواني في قصر الرئاسة وأغلبية إسلامية اكتسحت البرلمان، وليس سرا أنهم صلوا كثيرا من أجل فوز أحمد شفيق ليس حبا فيه أو في الفلول، لكن خوفا من مستقبل مجهول لا يعلمونه.

    حكاية عضو مجلس الثورة
    الذي رقص عارياً فانفصلت مصر عن السودان

    ونبقى مع 'الأهرام' والكاتب صلاح منتصر الذي يتعرض عبر زاويته لحكاية عن أحد أعضاء مجلس ثورة يوليو التي مر عليها مؤخراً ستون عاماً:صلاح سالم من مواليد السودان حيث كان والده موظفا هناك وقد تعلم في كتاتيب السودان وظل مرتبطا بالسودان حتى بعد ان انتقل مع أبيه إلي القاهرة ودخل الكلية الحربية، وبعد ثورة يوليو التي كان صلاح سالم من قادتها أصبح أول وزير للإرشاد القومي( الإعلام) من ضباط الثورة. كما تولى ملف السودان، واستطاع توحيد الأحزاب السودانية التي كانت على خلاف دائم في شمال السودان. وبعد هذا الإنجاز انتقل صلاح سالم إلى مهمة أخرى أصعب وهي محاولة تحقيق التفاهم بين جنوب السودان وشماله على أمل تحقيق المصالحة الوطنية بين شمال السودان وجنوبه، وذلك كعملية تمهيدية لتحقيق ارتباط السودان بمصر عندما تنسحب بريطانيا من السودان عام1956. وكان صلاح سالم أول مسؤول مصري يسافر إلى جنوب السودان عام1954 وقد أراد استمالة قبائل السودان في الجنوب فشاركهم عادتهم التي يمارسون فيها الرقص عراة إلا مما يستر عورتهم. وكانت هذه الصورة لصلاح سالم وهو يرقص عاريا إلا من قطعة الملابس التي تخفي عورته أشهر صورة نشرت لأحد ضباط الثورة. ورغم ذلك لم ينجح صلاح سالم في مهمته، فقد اختار الشعب السوداني عندما جرى استفتاؤه الاستقلال عن مصر مما جعل البعض يتهم صلاح سالم بأنه السبب في عدم ارتباط السودان بمصر


    -------------------

    العدد الحالى الاعداد السابقة رقم العدد: 18817 الأحد 5 أغسطس 2012





    أقرأ فى هذا العدد


















    --------------------------------------------------------------------------------
    مقالات


    عبور

    نـذيـر

    04/08/2012 09:12:10 م




    جمال الغيطانى



    أحداث دهشور لا يمكن ادراجها في مسلسل الفتنة الطائفية الذي نعيشه منذ بداية السبعينيات في القرن الماضي،‮ ‬كلما وقفت علي مزيد‮ ‬من التفاصيل أيقنت انها علامة فارقة وخطيرة،‮ ‬إضافة إلي المناخ العام الذي بدأت فيه والذي يحكم مصر منذ صعود الإخوان والسلفيين إلي الحكم وخروج بعض دعاة السلفيين لتكفير الاقباط علنا وفي التليفزيون‮ »‬ياسر برهامي وعبدالمنعم الشحات وغيرهما من الدعاة الغلاة‮«‬،‮ ‬أخطر ما في أحداث دهشور النهب العام لمنازل الأقباط سواء كان الذين قاموا به من أهالي القرية أو من خارجها،‮ ‬لقد استهدف عددا من المواطنين المصريين وهوجمت بيوتهم ونهبت ممتلكاتهم لمجرد أنهم أقباط ثم جري طردهم من البيوت التي عاشوا فيها وتوزعت أيامهم عبرها وبعضهم توارثها أبا عن جد،‮ ‬التهجير والنهب العام أخطر ما وقع في دهشور،‮ ‬وهذا يعني أن الفتنة الطائفية تدخل مرحلة جديدة،‮ ‬بل إن توقيت الهجوم علي أبراج النيل يجعلني أشك في تعلق الأمر بالبلطجة،‮ ‬ربما يكمن البعد الطائفي وراء الهجوم وهذا ما أنبه إليه اجهزة الأمن التي أثق أن هذا الاعتبار لن يغيب عنها،‮ ‬الأبراج ملك لأسرة قبطية كبيرة وشهيرة،‮ ‬التهجير الذي جري في دهشور بداية حرب طائفية سوف تكون الحرب الأهلية اللبنانية مجرد لعبة‮ ‬إزاء التداعيات المحتملة في مصر،‮ ‬المطلوب الآن بشكل عاجل استنفار عام للقوي المتبقية من شباب الثورة،‮ ‬والذين شاركوا في الثورة من‮ ‬غير الإخوان‮ ‬والسلفيين لتحرك ميداني في القرية ذاتها واللقاء مع الأهالي وبحث أسباب الفتنة‮ ‬غير احتراق القميص،‮ ‬يجب ألا يكون الوجود في القرية أمنيا فقط،‮ ‬إنما من الضروري تكثيف حضور القوي السياسية المخلصة لمصر وللوطن،‮ ‬فالوضع دخل في مرحلة شديدة الخطر،‮ ‬وفي كل يوم يتأكد صحة ما حذر منه أبناء الوطن المخلصون عندما رفعوا الصوت عاليا ضد انفراد جهة واحدة بالحكم،‮ ‬خاصة اذا كانت دينية‮. ‬إن مصر في خطر حقيقي وتهجير أكثر من مائة عائلة قبطية،‮ ‬واخلاء القرية منهم تماما نذير شؤم جسيم لو تعلمون



    --------------------

    خواطر

    عليهم أن يتحملوا وزر البلطجة والفوضي

    04/08/2012 09:14:45 م




    جـلال دويـدار [email protected]



    ليس من توصيف لجريمة البلطجة التي شهدتها منطقة أبراج‮ »‬نايل سيتي‮« ‬الواقعة علي كورنيش النيل بالقاهرة سوي أنها تواصل لما وصلت إليه حالة الأمن من تدهور‮. ‬ان ما حدث يحمل طابع الانذار إلي وزارة الدكتور هشام قنديل الإخوانية فيما يتعلق بشكل التحديات التي ستواجهها والتي ساهمت في زرعها جماعة الإخوان علي مدي شهور ما بعد الثورة‮. ‬وهكذا تحولت مناطق مصر السياحية والتجارية إلي ساحة للحرب يمارس فيها البلطجية نشاطهم الاجرامي باستخدام المولوتوف والأسلحة النارية والبيضاء‮.‬
    ووفقا للروايات المتداولة‮ ‬حول أسباب ما حدث قيل ان احد المسجلين خطر حاول اقتحام فندق فيرمونت طلبا لاتاوة فتصدي له أمن الفندق وشرطة السياحة‮.. ‬وبعد تجمع عدد من أنصار هذا البلطجي لنجدته وتكرار محاولة اقتحام الفندق بالأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف تم التصدي لهم وتم تبادل اطلاق النار مما أدي إلي مصرع البلطجي‮. ‬وتطورت الأمور حيث تجمع المئات من سكان المنطقة التي أتي منها هذا البلطجي وقطعوا طريق الكورنيش وهاجموا السيارات بالطوب والحجارة والمولوتوف فحطموا بعضها واحرقوا البعض الآخر‮.‬
    كان من نتيجة هذه الممارسات الفوضوية إغلاق الفندق بعد اخلائه من نزلائه السياح في الوقت الذي تعرضت فيه المحلات العامة وأحد البنوك لعمليات التدمير‮. ‬واستمرت هذه الهوجة إلي ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي في إطار محاولات مستميتة من جانب قوات الأمن للسيطرة علي الموقف‮. ‬تطور الامر بقيام التجمعات الغاضبة لمقتل البلطجي بقطع طريق الكورنيش‮. ‬إن ما حدث ما هو إلا إحدي حلقات مسلسل الفوضي الذي أصبح طابعا للحياة في الشارع المصري وهو ما يعطي مؤشرا بأن الزمام قد فلت مما يهدد هيبة وأمن الدولة المصرية‮.‬
    الشيء المؤكد ان تداعيات هذه الحوادث سوف تشمل بسرعة البرق كل نواحي الحياة الاقتصادية والسياحية‮. ‬ان استمرار هذه الحالة يعني أن سفينة الوطن لن تتاح لها‮ ‬الفرصة للابحار نحو بر الأمان‮. ‬إن معني هذا ان وزارة الدكتور هشام قنديل تستهل مسئولياتها بموجة جديدة من الفوضي والإرهاب الذي لا جدال سوف تعطل تحركه لمواصلة مسيرة الاصلاح التي بذلت وزارة الدكتور الجنزوري جهدا بالغا في محاولة علاج أوجه‮ ‬الخلل فيها‮. ‬ان ما يجري في شوارع القاهرة والكثير من المدن المصرية يعني أن نجاح كل الجهود متوقف علي تحقيق الأمن والاستقرار باعتبار ان لهما الأولوية‮. ‬وهنا أقول إن جماعة الإخوان كانوا من بين الذين أطلقوا وشجعوا هذه الممارسات الفوضوية وعليهم الآن أن يتحملوا وزر ما‮ ‬فعلوا


    -------------اتهام عكاشة بإهانة العسكري أمام المكتب الفني للنائب العام
    السبت, 04 أغسطس 2012 13:05

    توفيق عكاشة
    أحال النائب العام المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود، البلاغ المقدم من أسامة محمد المحامي بالنقض, ضد توفيق عكاشة رئيس قناة الفراعين ومقدم برنامج "مصر اليوم"، وحياة الدرديري مقدمة ذات البرنامج، والذي يتهمهما فيه بنشر بإهانة المجلس العسكري والمؤسسة القضائية, إلى المكتب الفني له للتحقيق فيه.

    ذكر مقدم البلاغ الذي حمل الرقم 1947 لسنة 2012 بلاغات النائب العام، أن القناة المذكورة التي يرأسها المشكو في حقه الأول, اعتادت على بث الشائعات التي تزرع الفتنة بين المواطنين، وتتسبب في الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، عن طريق برنامج يقدمه بمشاركة المشكو في حقها الثانية.
    وأوضح البلاغ أن عكاشة يتعمد إهانة المؤسسة العسكرية بالسب والقذف في حق المجلس الأعلي للقوات المسلحة، والهيئات القضائية، مدعياً في كل حلقة يقدمها امتلاكه لمستندات توضح حقيقة قتل المتظاهرين وحرق الأقسام على غير الحقيقة، معتمداً في بلاغه علي الشهادة التي قدمها المشكو في حقه أمام المستشار مصطفى حسن عبد الله قاضي "موقعة الجمل" التي نفى فيها امتلاكه لأي مستندات أو أدلة.
    وأكد البلاغ أن ما تعرضه تلك القناة من شائعات وسب علني لمؤسسات الدولة، المتمثلة في الهيئات القضائية والمؤسسة العسكرية، من شأنه زعزعة الأمن القومي، وتهديد السلم الاجتماعي، موضحاً أن المشكو في حقهما يعملان على إشاعة الفوضى في البلاد بادعاء تحضير دول أجنبية لاحتلال مصر واستعداد قواتها على الحدود لاجتياح الأراضى المصرية علي غير الحقيقة.
    كما اتهم مقدم البلاغ عكاشة بالتعدي علي السلطة الرئاسية المنتخبة، من خلال دعوته للاعتصام أمام المنصة والنصب التذكاري بمدينة نصر، وتعطيل مرافق الدولة بقطع الطريق أمام المارة والسيارات، ودعوة قوات الجيش للانقلاب على الإرادة الشعبية وشق صف القوات المسلحة، مما يهدد الأمن القومي والسلم الاجتماعي.
    وطالب في نهاية بلاغه اتخاذ اللازم من تحقيقات مع المشكو في حقهما بتهمة إثارة الفتنة بنشر أخبار كاذبة، و بث الشائعات، وإهانة القضاء، والدعوة للعصيان المدني، وتقديمهما للمحاكمة الجنائية بتهمة إشاعة الفوضي في البلاد، وتعريض الأمن والسلم الاجتماعي للخطر بإذاعة بيانات كاذبة عمداً للإضرار بالمصلحة العامة للدولة

    ------------------

    ----
    البلتاجي: التشكيل الوزاري ضم وزراء كانوا مسئولين في دولة "ضد الثورة".
    الأحد, 05 أغسطس 2012 00:38

    محمد البلتاجى
    كتب. عبدالرحمن سيد أكد الدكتور محمد البلتاجي أمين حزب الحرية والعدالة بالقاهرة أن التشكيل الوزاري الجديد ضم وزراء كانوا مسئولين فاعلين في بنية الدولة العميقة التي قامت ضدها الثورة.

    أضاف البلتاجي على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أردناها حكومة حقيقية للثورة يشكلها أول رئيس منتخب للوطن، وتمنيناها حكومة قادرة على إحداث التغيير اللازم في بنية مؤسسات الوطن لننطلق بلا معوقات داخلية لمرحلة ما بعد الفترة الانتقالية".
    وأشار إلى أن بعض الاختيارات تحقق الذي أردناه موجهًا حديثه لرئيس الجمهورية قائلاً "لكنك سيدي الرئيس "لأسباب لا نعلمها سمحت فيها إلى جانب وزراء ينتمون للثورة بوجود وزراء كانوا مسئولين فاعلين في بنية الدولة العميقة التي قامت ضدها الثورة".
    وتساءل البلتاجي موجهًا حديثه للرئيس "هل سيلتزم معك هؤلاء الوزراء بقواعد إعادة البناء على أساس أهداف الثورة، أم سيعيد هؤلاء الوزراء سيرتهم الأولى؟! فتكون أنت الذي قد سمحت لهم بأن يباعدوا بينك وبين الجماهير التي أحبتك وارتضتك لاستكمال مسيرة الثورة".
    واستطرد قائلاً: "سيدي الرئيس: البعض يقول إنه كانت هناك ضغوط وتدخلات، "وأشك في هذا"، والبعض يقول إن المعلومات التي قدمت لكم من جهة المؤسسات القديمة كانت وراء بعض الاختيارات غير الموفقة، والبعض يقول لو كانت دائرة التشاور والمعلومات ونقل نبض الجماهير أكثر اتساعًا لكانت البدائل أفضل".
    وتابع البلتاجي: "في كل الأحوال الشفافية مطلوبة والتصحيح القريب منتظر، وفي كل الأحوال هي مسؤليتك سيسألك عنها الله وسيحاسبك عليها الشعب، وفقك الله لما فيه خير البلاد والعباد


    --------------

    بالفيديو.. "البرنس": الإخوان المسلمون جماعة إصلاحية وليست دولة داخل دولة
    السبت, 04 أغسطس 2012 23:55

    حسن البرنس
    كتب. عبدالرحمن سيد قال الدكتور حسن البرنس عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة إن الإخوان المسلمين جماعة إصلاحية، وليست دولة داخل دولة، والدكتور محمد مرسي رئيس لكل المصريين، وليس رئيسًا للإخوان، أو يأتمر بأمرهم ويتعامل معنا كأي جماعة موجودة في مصر.

    وأوضح أثناء حواره في برنامج "بالقلم" الذي يذاع على قناة "صدى البلد" أن الجماعة والحزب لا يتبنيان المبدأ القائل "كل شيء يصلح للسياسة" وإنما نتبنى مبدأ "كل شيء خير في ذاته وما يؤدي إليه يصلح للسياسة" لافتًا إلى أن أخلاقيات الدين لابد أن تحكم في السياسة.
    وأضاف: "جماعة الأمر بالمعروف لا وجود لها، وأي بيانات تصدر عمن يقول أنه ينتمي لها تمثل إساءة للإسلام السياسي، وتهدف للإيقاع بين الناس، ومن يفعل ذلك يجب أن يجرم ويعاقب بكل أنواع العقاب طبقًا للقانون".


    --------------------


    وزير المالية: الحكومة تستأنف اتصالاتها مع صندوق النقد الدولي للحصول على3.2 مليار دولار
    السبت, 04 أغسطس 2012 23:36

    ممتاز السعيد وزير المالية
    ( أ ش أ)- أكد ممتاز السعيد وزير المالية أن حكومة الدكتور هشام قنديل تولى الملف الاقتصادى أولوية كبرى وعناية والذى من شأنه معالجة البطالة وتوفير الاحتياجات الحياتية للمواطن وعدالة توزيع الدخل وضرورة أن يشعر المواطن بالجهد الملموس وعائد التنمية.

    وقال الوزير - فى مؤتمر صحفى مشترك عقده الدكتور أسامة صالح وزير الاستثمار عقب اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية برئاسة الدكتور هشام قنديل - ان الحكومة ستستأنف اتصالاتها مع صندوق النقد الدولى لاستكمال المفاوضات التى أرجئت بشأن حصول مصر على قرض من الصندوق قيمته 2ر3 مليار دولار ، مؤكدا أن الهدف ليس الحصول على القرض فى حد ذاته وإنما منح شهادة لمصر تتيح للمؤسسات الدولية أن تعطيها منحا وقروضا بما يعكس الثقة فى الاقتصاد المصرى.

    وتوقع الوزير قيام رئيس صندوق النقد الدولى "كريستين لاجارد" بزيارة مصر قريبا لاستكمال المفاوضات الخاصة بالقرض مع المسئولين المصريين .

    وأشار الوزير إلى أنه تم بحث مجموعة من القضايا منها العجز فى الموازنة العامة للدولة وترشيد الانفاق دون المساس بالاحتياجات الضرورية للمواطنين محدودى الدخل.

    وأضاف أنه تم بحث السبل الكفيلة بعودة الاستقرار للبلاد وجذب الاستثمارات لتوفير فرص العمل والإسراع فى بحث الملفات الخاصة مع المستثمرين الذين غيروا الأنشطة التى منحوا على أساسها أراضى من الدولة مع الحفاظ على حقوق الدولة المادية.

    ولفت وزير المالية إلى أن الاجتماع تناول موضوع استرداد الأموال المهربة للخارج، موضحا أن هناك جهودا تبذل بالتنسيق مع وزارة العدل لاسترداد تلك الأموال وضرورة المسارعة فى تفعيل تلك الجهود.

    كما تناول وضع أهداف كمية تعمل الحكومة على تطبيقها لدفع عملية التنمية، حيث يتوقع أن يصل معدل النمو خلال العام المالى الحالى إلى نحو 8ر1 - 2 \%، وأن يصل معدل النمو فى العام المالى الجديد إلى 5ر3\%.

    وزير المالية:الحكومة تستأنف اتصالاتها ...... إضافة 1 وأخيرة

    وأكد ممتاز السعيد وزير المالية ان الاجتماع تناول العمل على اتخاذ مجموعة من التدابير لخفض معدل البطالة التى يصل إلى نحو 12\% حاليا، وضرورة استيعاب الشباب فى العمل فى مشروعات قومية وليس حكومية وضرورة خفض معدل التضخم ..
    كما أكد الاجتماع على ضرورة تحقيق الاستقرار الأمنى ومعالجة الانفلات الحادث، حيث سيعقد رئيس الوزراء اجتماعا مهما خلال أيام مع وزير الداخلية لاستعراض الوضع الأمنى.
    من جانبه أكد وزير الاستثمار أن جذب الاستثمارات هى التحدى الأكبر الذى يواجهنا ووصف الاستثمار بأنه خطة وطن وليس وزارة باعتباره المخرج الوحيد للمرحلة التى نريد لمصر الجديدة أن تحققها .
    وأوضح أنه سيتم خلال الأسبوع الحالى مراجعة مجموعة من الإجراءات لتسهيل عمل المستثمرين تمهيدا لإعلانها الأسبوع المقبل .. كما تم إعداد ملفات خاصة بالمشروعات القومية مثال شرق بورسعيد وشمال غرب خليج السويس .. كما يجرى إعادة ملف المصالحات مرة أخرى مع المستثمرين بهدف طمأنة العالم ومصدر دخل كبير للبلاد بالإضافة إلى الاسراع فى الملفات الخاصة بمنازعات الاستثمار.
    وناشد وزيرا المالية والاستثمار وسائل الاعلام الالتزام بالموضوعية والشفافية وتحرى الدقة فيما تعرضه على الرأى العام
                  

08-06-2012, 06:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    03qpt1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





    مرسي ارسل الرسالة ولكنه انكر
    صحف عبرية
    2012-08-05




    بعد أقل من نصف ساعة من تلقي مكتب الرئيس في القدس المعلومة عن رسالة الرئيس المصري المتوقعة، وبعد عشر دقائق من وصول صورة الرسالة الرسمية من مرسي الى بيرس، استقر رأيي على ان أعمل عملا فحولت بالبريد الالكتروني الرسالة الى زميل رفيع المستوى جدا في القاهرة.
    ما هو السيئ؟ لا أحد طلب الحفاظ على التراسل سرا بل بالعكس، فقد عرفت ان بيرس أصر على الحصول على اذن من المبعوث سفير مصر في اسرائيل، ياسر رضا، بنشرها في وسائل الاعلام. وطلب رضا مهلة لمشاورة أرباب العمل في القاهرة وعاد الى مكتب بيرس (الى أمين السر العسكري حسون) وأبلغه انه يوجد اذن فانشروها.

    ان الزميل الرفيع المستوى في القاهرة ذو خبرة طويلة بعلاقات اسرائيل بمصر وهو ذو حواس محددة.
    نظر في الرسالة التي أرسلتها اليه وقال: جيد جدا. هذا هو الشيء الصحيح فعله من جهتكم (بعد رسالتين أرسلهما بيرس الى مرسي منذ ان فاز في الانتخابات). وقال لي: أنا الآن ماضٍ لأفحص ما يعتقدونه عندنا.
    يتعلق الامر بمن تحدث اليه زميلي في القاهرة. ان لمرسي متحدثا رسميا هو الدكتور ياسر علي، يُحذر الجميع ـ من المثقفين والساسة والصحافيين ـ ألا يشيعوا اشاعات عن الرئيس الجديد. 'أنا وحدي العنوان المخول وأنا الذي أتحدث فقط عن الرئيس'، يُصر علي الذي لا يستريح لحظة. وتلقى في نهاية الاسبوع ردا على ذلك بتعيين وزير اعلام جديد في حكومة مصر موالٍ لحركة الاخوان المسلمين.
    ان من ينظر في رسالة مرسي القصيرة جدا وهي في الحاصل العام ثلاث جُمل وهي مع كل ذلك أول رسالة من الممثل الأكبر لحركة الاخوان المسلمين الى الرئيس في القدس يلاحظ فورا حقائق غامضة: فقد كُتب اسم بيرس خطأ (بيرز) رغم انه يمكن الاعتماد على ناس البروتوكول في القصر وهم يعرفون ذلك. والرسالة التي تم ارسالها بالفاكس من القاهرة (وكانت أمورا مشابهة لذلك من قبل) لا تحمل توقيع مرسي ولا شعار قصر الرئاسة. وفي المقابل ضُم اليها اعلان عن سفارة مصر في تل ابيب يعلن (في فرح!) عن الرسالة المشفوعة.
    ماذا كان يفعل صحافي اسرائيلي لو كان في مكان صحافي مصري؟ من المحتمل ان نفترض انه كان سيهاتف متحدث مرسي النشيط ليفحص معه ما يحدث. وما كانت لتكون لعلي ذاك مشكلة في أن يتصرف ازاء طوفان الهواتف. وقد تجاهل عدد منهم وهم الصحافيون المصريون الذين نشروا صيغة بيرس.

    وأجاب عن عدد آخر بقوله: 'إفعلوا ما تفهمونه'، وصاغ هؤلاء نبأ غامضا. وحصل الجزء الأخير من التوجهات مثل صيغة أون لاين صحيفة الاهرام اليومية على إنكار جارف وتنديد بالاسرائيليين الذين يحاولون اسقاط مرسي في شَرَك.
    يجب ان ننتبه الى ان الرسالة أُرسلت في المدة الزمنية الفاصلة بين زيارتين مهمتين للقاهرة هما زيارة وزيرة الخارجية كلينتون وزيارة وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا. فليست الادارة في واشنطن تضغط على مرسي لحفظ اتفاق السلام بل تهدد بوقف المساعدة السنوية، ومرسي محتاج جدا الى 2.5 مليار دولار. لكن ان تكون رسالة لبيرس؟ والتذكير بأنه يجب العمل (معا؟) على شؤون السلام؟.

    من الجيد جدا ان كشفوا عندنا عن المشهد العجيب. اذا كان مرسي قد أرسل الرسالة حقا وصادق على ذلك سفيره فلا سبب يدعو لحفظ السر. ومع كل ذلك فان الانكار من القاهرة مقلق. وتدور عندهم الآن اشاعة تقول ان مرسي لم يكتب في الحقيقة الى بيرس وان معارضيه هم الذين انشأوا على عمد واقعة دبلوماسية معنا ومع الامريكيين بل في داخل الحزب الحاكم الاسلامي.
    يقولون ان المجلس العسكري الأعلى أو جهاز الاستخبارات أو وزارة الخارجية دفنت الشرك من اجل ان تعطي مرسي درسا عمليا في سعة صلاحياته كي لا يمس السياسة العليا ولا يحاول ان يدس حتى اصبعه في العلاقات مع اسرائيل، وبحسب هذا التفسير أدرك مرسي أنهم يتآمرون عليه من وراء ظهره وبعث متحدثه لانكار الرسالة. وهو لا يهمه من جهته ان ينفجر جميع من لهم علاقة بهذا الامر، أعني الامريكيين ونحن ومن يعتقدون انه رئيس مؤقت وأن ايامه في القصر محدودة.

    سمدار بيري
    يديعوت 5/7/2012


    ---------------------



    الرئيس يأمر بإعادة الأقباط إلى منازلهم في دهشور.
    . وهجوم ضده لعدم ذهابه إليها بنفسه
    حسنين كروم
    2012-08-05


    القاهرة - 'القدس العربي' - من حسنين كروم:


    كثيرة تلك هي الأخبار والموضوعات الهامة التي ينافس بعضها البعض في الأهمية وامتلأت بها الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد، من زيارة الرئيس لمحافظة قنا وأدائه صلاة الجمعة في مسجد سيدي عبدالرحيم القنائي، ثم كلمته في المؤتمر الشعبي، التي طالب فيها الشعب بالصبر لأن حل مشاكل الكهرباء والمياه يحتاج إلى وقت، وبذلك كل ادعاءات الإخوان ومن يسير في ركابهم بأنها مشاكل يخلقها فلول النظام السابق لإفشال برنامج المائة يوم، وزار الرئيس المناطق السياحية في الأقصر، وطمأن السائحين، ولفتت انتباهي جملة احتجت الى قراءتها مرتين، عندما طالب ببناء فندق سياحي فاخر على كورنيش النيل في مدينة قنا، واستخدام عبارة لنقل السائحين من شرق المدينة إلى غربها وتسهيل زيارة معبد دندرة، وهذه مسائل ليست من اختصاصه بالمرة ولا حتى من اختصاصات رئيس الوزراء ، وهي تذكرنا بما كان ينشر من قبل بأن الرئيس مبارك أمر ببناء كذا، او احضار كذا وأصدر توجيهات بكذا، وكأنه مدير مصلحة أو مهندس، أو رئيس مجلس إدارة شركة، ويخيل إلي - والله أعلم - ان هذه مشروعات تعدها بالفعل محافظة قنا، وأخبر محافظها اللواء عادل لبيب الرئيس بها، وأما انه طلب منه أن يعلنها بنفسه حتى إذا بدأ تنفيذها، قيل انه بناء على توجيهاته، أو أن الرئيس هو الذي بادر من تلقاء نفسه بالإعلان عنها بعد أن سمعها من لبيب - الله أعلم - ولكن هذا بداية اتجاه غير مرغوب، ولقيت الزيارة انتقادات من الأهالي بسبب القوة الأمنية التي قامت بتأمينها ووصلت الى أربعة آلاف جندي وضابط، كما أشارت 'أهرام' السبت - وغلق الطرق المؤدية الى المسجد قبلها بساعات، كما قامت 'أخبار' امس في تغطية من قنا لزميلنا عبدالله محمد: 'في واقعة غريبة ايضا تم استبعاد إمام وخطيب مسجد سيدي عبدالرحيم وإحضار خطيب من خارج قنا لإلقاء خطبة الجمعة، ومن الأشياء التي اثارت استياء المواطنين قيام مديرية الأوقاف بقنا بتغيير دورة المياه الخاصة بإمام المسجد وتحويلها من حمام بلدي الى أفرنجي بناء على تعليمات صدرت لمديرية الأوقاف'. وإلى بعض مما عندنا:

    إحضار إمام من القاهرة لإلقاء خطبة الجمعة بقنا

    كانت بعض الصحف قد نشرت ان الدعاة في قنا احتجوا على إحضار إمام من خارج المحافظة ليلقي الخطبة أمام الرئيس، وقال البعض ان الخطيب من الإخوان.
    ونشرت الصحف عن تعليمات للرئيس بإنهاء مشكلة قرية دهشور، وإعادة الأقباط الذين تركوها، كما صرح وزير الداخلية بأنه لم تحدث حالات تهجير، انما هرب من الخوف وأرسل مرسي مستشاره القانوني للقرية لبحث الأمر، بينما هاجمه يوم السبت في 'اليوم السابع' زميلنا كريم عبدالسلام بقوله عنه: 'كان جديراً بالرئيس وهو من أطلق التصريحات العاطفية حول البناء بالمحبة والشراكة في الوطن والتنمية بالحب والحفاظ على حقوق جميع المواطنين أن يبادر لوأد الفتنة في مهدها بالذهاب الى دهشور ودعوة جميع الأطراف الى تجاوز دوافع العنف الكامنة وروح الفتنة التي سادت خلال عهد المخلوع والالتفات الى العهد الجديد للجمهورية الثانية، والعمل على تأسيسه بعيدا عن الكراهية، في نسيجنا الوطني ويعمق خوف الأقباط من حكم الإسلاميين، ويفتح الباب من جديد للصيادين في الماء العكر ممن لا يريدون الخير للبلد، ألم يكن هذا الموقف كفيلا بتهدئة الخواطر ونزع روح البغضاء من القلوب، كان جديرا حقا بالرئيس مرسي ألا يتباطأ في مثل هذه الأحداث الكاشفة التي تمس وحدة النسيج الوطني'.

    العريان: برنامج الاصلاح بدأ الآن

    ونشر صديقنا العزيز ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان في الفيسبوك يقول ان الحساب على تنفيذ برنامج المائة يوم يبدأ من يوم الجمعة أي يوم بدء عمل الوزارة الجديدة، لا منذ انتخاب الرئيس، ورد عليه كثيرون بأن هذا تمهيد للتهرب من الحساب وحضر زميلنا وصديقنا والمرشح للرئاسة في الانتخابات الماضية حمدين صباحي مؤتمرا شعبياً في منطقة منشاة ناصر بقسم الجمالية بالقاهرة والإعلان عن بدء إنشاء التيار الشعبي، وتشكيل قواعد له في كل مكان والعمل وسط الناس لحل مشاكلهم ويضم القوى الرافضة لحكم الإخوان والعسكر، وخوض انتخابات المجالس المحلية ومجلس الشعب القادمة، والملاحظ ان الإخوان يشنون من مدة حملة ضد حمدين، والملاحظ هنا أن التيار الشعبي سيبدأ بعمل تنظيمي يشبه عمل الإخوان خاصة بين البسطاء، ومساعدتهم، وهو ما برع فيه الإخوان، وقد أخبرني زميلنا الرسام النابه بـ'أخبار اليوم' هاني شمس، بأنه وهو يسير في أحد الشوارع لتفقد أحوال الشحاتين، فوجىء بعدد منهم يلتفون حول أحد الإخوان ويقول أحدهم له:
    - أي حاجة يا بيه، انشالله حتى من ورك طائر النهضة، ده الواد عمره ماداق الزفر.
    والشحات يقصد مشروع النهضة، الذي ستحول به الجماعة مصر الى منافس لأمريكا واليابان بفضل بركاتها وأدعيتها.
    أيضا منح الرئيس رئيس الوزراء السابق الدكتور كمال الجنزوري قلادة الجمهورية تقديرا لاسهاماته وتعيينه مستشارا له، وقامت بعض الصحف بتذكير الرئيس بتصريحاته واتهاماته للجنزوري، وبهذا التعيين اعتقد ان رئيس الوزراء الحقيقي لن يكون هشام قنديل الذي كان وزيرا تحت رئاسة الجنزوري، وانما الجنزوري سيكون الرئيس الحقيقي، وسيكون الوضع الاقتصادي في يده مع وزير المالية الحالي والذي كان في حكومته ممتاز السعيد.

    الرئيس وبيعة المرشد

    والى المعارك الدائرة حول الرئيس مرسي وبسببه دفاعاً عنه وهجوما عليه، وقد شن زميلنا والكاتب والمؤرخ ورئيس حزب التجمع اليساري المعارض الدكتور رفعت السعيد هجوما عليه يوم الخميس في حديث نشرته له 'الأخبار' وأجراه معه زميلنا عبدالهادي عباس، ومما قاله رفعت: 'نعلم أن الرئيس خلع البيعة التي له للمرشد أو خلعها المرشد عن نفسه! من يقول ذلك إنما يضحك على نفسه لأن البيعة لا تخلع لأنك تبايعه في المنشط والمكره على كتاب الله وسنة رسوله ولا تخلع ومن مات وليس في عنقه بيعة فقد مات ميتة جاهلية، وهل هناك من يصدق أن كل ما يحدث يأتي من دماغ الدكتور مرسي وحده أم أن هناك محيطين به يقودون ويفتون ويشيرون ولا أريد القول انهم يأمرون ايضاً. الرئيس مرسي وعد بتعيين نائبة لرئيس الجمهورية ولم يأت بنائبة، ولن يحدث لأنه لا أحد يعول على هذا الكلام، وحتى لو أتى بامرأة نائبة له سيأتي بأم أحمد أو أم عبدالله أو أم علي، ولا تفعل شيئاً غير أن تجلس في البيت 'وقرن في بيوتكن' فهو يعيش في الملكوت.
    فهل يصلح أن يجمع رئيس الجمهورية المستثمرين ويجعل 'حسن مالك' على يمينه ويقول لهم من أراد شيئاً فليتصل بالأخ حسن مالك ومن الجائز أن يكون حسن مالك يفهم أكثر منه في الاقتصاد ولكن كان يجب أن يتم ذلك بطريقة أكثر لياقة وشياكة، يتكلم عن ثورة يوليو ولا يذكر اسم عبدالناصر، فهل يصح أن أتحدث عن الإخوان المسلمين دون أن أذكر حسن البنا، هذا لا يصح، منذ آتى رئيساً لم ينطق كلمة ديمقراطية ولا دولة مدنية وقالوا أشياء كثيرة سابقة.
    ولم تحدث ولا يوجد ما يوحي بأنه ينوي أن يفعل ما وعد به، وانظر إلى الجمعية التأسيسية حيث قاموا بوضع نص أن مصر دولة 'شورية' وعندما سألتهم عن معنى كلمة 'شورية' قالوا أنها تتبع نظام الشورى، فقلت لهم في نظام الشورى الإمام أو الرئيس يختار أهل الشورى، ولا يلتزم برأيهم، قالوا كيف؟
    فقلت لهم هكذا قال حسن البنا، و'للإمام أن يختلف مع إجمال أهل الشورى'، وذلك في قضية متعلقة بصهره، وعندما شكلوا لجنة، وقام مكتب الإرشاد بإدانته فقال لهم 'ولي الحق أن أختلف مع جماعتكم' فردوا بأن الشورى غير التشاور فقلت لهم القرآن يقول 'وشاورهم في الأمر'.
    ويقول أيضاً 'وأمرهم شورى بينهم' وكل ذلك يعني أنهم يتلاعبون بالألفاظ بل في اجتماع مع المشير، وكان د. مرسي حاضراً وقال: نحن نسعى لدولة وطنية حتى لا يذكر كلمة مدنية فقلت يا سيادة المشير هل توجد دولة ليست وطنية، فهم يتلاعبون بالألفاظ ويسعون إلى دستور يمكنهم ويمكن حكمهم'.
    ورفعت يشير إلى حكاية عن حسن البنا، لعبدالحكيم عابدين.

    توقع بقيام مرسي بإصدار قرار بالعفو عن مبارك


    وكعادته ألح استاذ الإعلام بجامعة القاهرة ومستشار التحرير لجريدة 'الوطن' - اليومية المستقلة - الدكتور محمود خليل أن أسجل له اختراعا عن الإخوان قبل أن يسرقه منه كاتب أو صحافي آخر، ابتكره في نفس اليوم - الخميس - وهو: 'الرئيس مرسي أصدر قراراً بالعفو عن 26 من أفراد التيارات الإسلامية من المحكوم عليهم في قضايا مختلفة من بينهم ثمانية من أفراد الجماعة المدانين في قضية 'التنظيم الدولي للإخوان' بالإضافة إلى ثمانية عشر من قيادات تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية وبسرعة بالغة غادر المساجين السجون وعادوا إلى بيوتهم، فالعفو من شيم الكرام والرئيس رجل كريم، يعفو عند المقدرة، وكرم 'الريس' بلا حدود ومؤكد أن دائرة عفوه تتسع لكل الأحباب، وكل ما أخشاه أن تتسع أكثر وأكثر لتشمل من يصنفون في خانة الأعداء لنفاجأ خلال الايام القادمة بصدور قرار بالعفو عن 'المخلوع' ورجاله المتهمين في قضية قتل المتظاهرين، وقد يتم أيضاً التصالح مع اللصوص المتهمين بنهب مال هذا الشعب بمن فيهم انجال 'المخلوع'، ووقتها سوف يخرج علينا الرئيس وإخوانه متحدثين عن هدى النبي صلى الله عليه وسلم في العفو عن أهل مكة من الكفار حين قدر عليهم، وعاد إليهم بما لا قبل لهم به فلم يعمل فيه السيف بل قال لهم 'اذهبوا فأنتم الطلقاء' سوف يذكرنا الإخوان أيضا بالحديث النبوي الذي يقول: 'ارحموا عزيز قوم ذل'، ومبارك كان 'عزيز' مصر حتى أذلته الثورة، التبريرات جاهزة، فمهما كانت شدة عداوة 'المخلوع' لجماعة الإخوان فلن تكون أشد من عداوة أبي سفيان من حرب الرسول حيث تآمر على طرده من مكة وقاد الحروب ضده، ومع ذلك عفا عنه صلى الله عليه وسلم عندما أصبح بين يديه، فالإخوان يتمتعون بقدر كبير بالمرونة التي تصل في أحيان الى درجة 'الطراوة'!
    وإذا كان مرسي قد وعد بالأمس بالبحث عن أدلة جديدة لإعادة محاكمة 'المخلوع' ثم تناسى الأمر فقد يخرج علينا في الغد معلناً العفو عنه تحت شعار 'العفو عند المقدرة أحسن كتير من البهدلة!'.

    وطن نظيف.. أنظف من الصيني بعد غسيله!

    والهجوم الثالث ضد الرئيس شنه يوم الخميس ايضا الكاتب الدكتور احمد يونس في 'التحرير'، بقوله عنه والغيظ يظهر من كلماته: 'وطن نظيف هذا هو واحد من الوعود الكثيرة التي أطلقها محمد مرسي أثناء حملته الانتخابية قال: إن أجهزة الدولة تحت إمرته ستجعل المدن والقرى على امتداد مصر من أسوان إلى الإسكندرية أنظف من الصيني بعد غسيله، هكذا تعهد أمام الشعب ثم عندما تربع على الفوتيه الرئاسي أخذ يطالب الناس بأن ينظفوا المدن والقرى، هل أصبح هذا هو مشروعه القومي على آخر الزمن؟ هل من المعقول أن يصل بنا نكد هذه الأيام السوداء إلى هذا الحد؟ أبعد ان كان مشروعنا القومي هو طرد المحتل أو تأميم قناة السويس أو بناء السد العالي أو التصدي لسياسة الأحلاف العسكرية أو تدعيم الدولة المدنية القائمة على المساواة والعدل الاجتماعي تتركز أحلامنا الوطنية 'على آخر الزمن' في الكنس والمسح والحرب ضد الحشرات؟ المصيبة الأكبر أن هذا المشروع القومي الأقرب إلى النكتة البايخة - الذي ابتدعه الإخوان من المستحيل أن يتحقق ليس لأنه صعب المنال إنما لأن الإخوان يستخدمونه لإطالة الوقت حتى يتمكنوا من أخونة الدولة بالكامل ومع نهايته بالفشل الذريع يخترعون مشروعاً قومياً آخر على مقاس خيالهم المتصحر على حين يجمع الشاكر ومالك وبقية أعضاء لجنة السياسات للإخوان المسماة بمكتب الإرشاد المزيد من الثروات المجهولة المصدر. كيف خطر على بال الجماعة ومستشاريها القانونيين الذين أدمنوا خسارة القضايا أن الشعب المصري داقق عصافير؟ ما الذي يجعلهم يتخيلون أننا يمكن أن نصدقهم؟
    أليست هذه هي الجماعة التي تكذب منذ إنشائها في 1928؟
    هل بين أعضائها من يتجرأ على نشر خطابات مؤسس الإخوان التي تنطق بالدونية والمذلة إلى جلالة الملك الصالح فاروق الأول كا اعتاد حسن البنا أن يسميه؟'.

    همّ المصريين اعادة الدولة

    والهجوم الرابع كان في مجلة 'الإذاعة والتليفزيون' من زميلنا السيد عبدالعال - بسبب حكاية وطن نظيف، وقوله: 'أعلن الرئيس عن مبادرة 'مصر نظيفة' اعتمد في الأساس على عناصر الإخوان وهؤلاء يمكنهم أن ينظفوا شارعاً أو حارة أو حتى مدنية، أما مصر فهي أكبر مليار مرة من جماعة الإخوان لذلك أولى بالرئيس إعادة الدولة لأنها هي التي سوف تنجحه، أما الاعتماد على العشيرة والقبيلة فهذه بداية الفشل والذي يبدو أن بوادره ترفرف من بعيد ربما تأتي مع نسمات الشتاء لذلك يتمنى كل مصري أن يكون الهم الأساسي للرئيس وفريقه المعاون إعادة الدولة، لأن هذا هو الضمان لتحقيق أي مكسب في الملفات المعقدة والشائكة التي يريد الرئيس التصدي لها فحتى الآن لم نسمع عن أي استثمارات أو مصانع جديدة أو حتى فتح المغلق منها ورغم ذلك الرئيس يعد بتحسين الأوضاع لفئات كثيرة من المجتمع كان آخرها أساتذة الجامعات ولا أعلم من أين سوف تأتي الفلوس ولو لجأ الرئيس للمطبعة نطبع الفلوس فسوف نقاتل أن تبقى عملتنا مثل عملة الصومال'.

    هل يعرف الرئيس أسلحة الانذال؟

    لكن كان في انتظارهم صاحبنا السلفي خفيف الظل عبدالسلام البسيوني، وتركهم وتوجه بخطابه إلى الرئيس مباشرة دون المرور على الديوان أو السكرتارية، وقال له يوم السبت في 'المصريون': 'أتعرف أسلحة الانذال يا سيدي لا أظن فخامتك تعرف، لأنك لست من الفلول ولا من الذيول ولا من أصحاب الأقنعة ولا من الباكين على مجرم يرفعونه قديساً ولا بلطجي جعلوه رئيساً، فخذ عندك يا سيدي، سلاح التقليل يمكنك يا سيدي أن تنظف البلد شارعا شارعاً وحارة حارة ويرى الناس جميعاً ذلك ويحسون بفارق لم يشهدوه من أربعين سنة، لكن عصابة خُط الحكومة سيكتبون وإيه يعني؟ إيه نضافة الشوارع دي؟
    نظف لحيتك أولا ونظف قلبك الأسود ونظف، كأنهم مطلعون على القلوب، يحاسبون على الذنوب وهم حتى الأذقان في الذنوب! يمكن أن تقدم انجازات في شهر كامل لم يقدمها أحد قبلك في عشر سنين لكنهم سيتجاهلونها، ويقللونها، ويشوهونها، ويحقرونها، تدري لماذا يا سيدي؟
    لأنك لست أحمر الذيل، صاحب عزبة تريد أن تستمر في احتلاب أهلها، كما كانوا يفعلون! ولست ذا أجندة أو مدمن 'غرز ثقافية فشنك' أو مناضل ميكروفونات أو حشاشاً أو 'هلكول النسوان' كما قال أحدهم عن نفسه!
    الناصريون يريدون أن يحيوا عبدالناصر رحمه الله المعصوم الملهم العبقري الأوحد الضخم الفخم المعلم الديمقراطي الـ، واليساريون لا يزالون يحلمون بجنة لم ينجحوا في العثور عليها في الدنيا، ولن يدخلوها في الآخرة ما داموا يظنون أن الله سبحانه غير موجود وأنهم آلهة الدنيا، والفلول يريدون مبارك حامي الحمى وأبو جمال وعلاء ورمز الرخاء ومنقذ الديار وصاحب الضربة وناصر السنة واقامة البدعة، والمتعلمنون يريدونها مفتوحة 'على البحري' على منهج إيناس وغادة ودينا وعادل بتاع وهذه العينة من الناس المفاليت الذين لا يردعهم دين ولا يمنعهم خلق، فإن وافقتهم سكتوا ورفعوك ودخلت جهنم يا سيدي الرئيس، وإن خالفتهم فتحوا عليك جهنم الدنيا ولم يتركوا إلا أن يواريهم التراب فهم الد الخصومة، فجرة في القتال!'.
    وفي حقيقة الأمر، فلم أفهم حكاية ان الرئيس ليس أحمر الذيل، وهو ما يعني اننا جميعا لنا ذيول، ولكن ألوانها تختلف، فما هو لون ذيل خفيف الظل هذا، بعد ان أكد ان كل من يهاجمون الرئيس في جهنم، ويحذر الرئيس من أن يأخذوه إليها ويخرجه من الجنة التي يتفرد بها الإخوان والسلفيون.
    الحقيقة ان ما يغفر للبسيوني ذنوبه هو خفة ظله لا قوله.

    غضب الصحافيين من محاولة أخونة الإعلام

    وإلى معركة الصحافة والصحافيين التي أشعلها الإخوان المسلمون، بمحاولتهم عن طريق مجلس الشورى الذي يسيطرون عليه مع السلفيين، السيطرة على الصحف القومية خاصة 'الأهرام' و'الأخبار'، عن طريق اللجنة التي شكلها لتلقي طلبات الصحافيين الراغبين في ترشيح أنفسهم لرئاسة التحرير، وإعطاء كل منهم درجات مثل التلاميذ، في واحدة من أكبر الإهانات التي يمكن توجيهها للصحافيين ومهنتهم، والحجة التي يختبىء الإخوان خلفها هو إصلاح أوضاع هذه المؤسسة، وهي حجة حقيقية اشتكى منها الصحافيون من سنوات طوال، وطالبوا بإنهاء سيطرة مجلس الشورى الخاضع للنظام على المؤسسات، وقدموا الحلول الكثيرة لحل هذه المشاكل والتي تضمن استقلالها عن الحكومة حتى لا يستخدمها أي حزب حاكم، لكن الإخوان لا يريدون إصلاحا، إنما سيطرة والحلول محل حزب مبارك، وهذا هو جوهر الأزمة الحقيقية وما عداه ليس إلا تزييف للحقيقة، أي أنها عملية مكشوفة للجميع، حتى من يؤيدون الإخوان دون أن ينتموا إليهم يعرفونها، وهم أما يريدون الخلاص من مجموعة ما، أو أن يحلوا محلها بواسطة التقرب للإخوان، وهذه هي للأسف الحقيقة، أي يقامرون بمستقبل مؤسساتهم مقابل أطماع شخصية.

    محامي جناب مرشد الجماعة
    يقدم بلاغات إرهابية ضد صحافيين

    بل وزادت جرأة الإخوان والسلفيين ان أرادوا وضع مادة في الدستور الجديد تبيح حبس الصحافيين مما دعا زميلنا وصديقنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي لأن يقول في 'التحرير' يوم الخميس: 'زعم انه بقي ثلاثين عاما راقدا على قلوب أهالينا وفي حال سطو مسلح على السلطة والثروة في هذا الوطن غير أن المخلوع افتدى طوال سنوات الجمر هذه لم يجرؤ ولم يقدم سوى مرة واحدة فقط 'في قضية 'صحة الرئيس' التي اتهم فيها الصديق إبراهيم عيسى' على ان يستخدم بنفسه ولصالح نفس جنابه المطبوعة بالسوء شيئاً من مخزون الترسانة القانونية الرهيبة وسيئة السمعة التي تكبل حقوق التعبير بقيود هائلة وثقيلة وتجعل ممارسة حرية الإعلام والصحافة ممارسة عرفية خطرة ومهددة دائماً بالتبدد.
    الست جماعة الإخوان وذراع حضرتها 'الرئاسي' تقوم بهجمة متزامنة ومنسقة على حقوق المصريين في التمتع بصحافة وإعلام حر، إذ قام محامي جناب مرشد الجماعة بتقديم عدة بلاغات إرهابية ضد صحافيين وإعلاميين مستندا الى أسوأ ما في ترسانة قوانين النظام المدحور وفي الوقت عينه تقديم دفعة بلاغات 'لم يشأ الكشف عن عددها' الى النيابة العمومية ضد صحف ووسائل إعلام وصحافيين 'وربما كتاب أيضاً' تهوروا وقلوا عقولهم واستخدموا حقهم في نقد سيادته واقترفوا بذلك جريمة المس بـ'الذراع الرئاسية'.

    هل كان الصحافيون جزءا من الفلول؟

    وفي نفس اليوم قال زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' ونقيب الصحافيين الأسبق جلال عارف: 'خلال هذه السنوات الثلاثين لم تتوقف جهود الجماعة الصحافية طلبا للإصلاح والتعبير، عقدوا المؤتمرات ووضعوا لكل مؤسسات الدولة ومنها مجلس الشورى ليمارس اختصاصاته فماذا كان الرد، لا شيء على الإطلاق، هل المجلس الذي كان على مدى ثلاثين عاما شريكا بالتواطؤ أو بالصمت أو بالفعل في كل ما حدث من وقائع فساد أو إفساد في المؤسسات الصحافية هو المؤهل للاستمرار لتمثيل الدولة في قياداتها، هل يمكن لمؤسسة فاسدة ان تستمر في ممارسة دورها لأن حزب الأغلبية قد تغير اسمه أو لأن 'عبده بنجر' قد أصبح 'سيد بنجر'!! تحرير الصحافة هو الحل فارفعوا أيديكم عن صحافة مصر'.

    الاخوان يريدون اعلاما تابعا ومؤيدا فقط

    ويوم السبت، كان رئيس تحرير 'أخبار اليوم' زميلنا السيد النجار، المعروف بهدوئه الشديد، فقد كل قدرة على احتمال الإخوان وحركاتهم وأفاعيلهم العجيبة، فكتب مقالا على صفحتين، قال في بعض فقراته: 'يريدون إعلاماً مكتوباً ومقروءاً ومسموعاً ومرئياً تابعاً ومؤيدا ومناصرا، وان لم يكن من حقهم السيطرة على كل ذلك، فعلى الأقل صحافة وإعلام الشعب 'الدولة بالمفهوم الذي يريدونه'، ولكي ينفذوا ذلك لابد من إخراج جيد محكم السيناريو ومقبول لدى الوسط الصحافي والرأي العام، فاخترعوا فكرة المعايير والشفافية ولجنة اختيار والتقدم بملفات سيناريو إقناع الرأي العام الحديث عن الفساد وإهدار المال العام، وهو السيناريو الممجوج الذي مضى عليه اليوم سبع سنوات وهو ما يجب أن يكفوا عنه نهائيا، من يمتلك منهم وقائع فساد اليوم يتقدم بها مباشرة إلى النائب العام، ويطنطن كما يريد في فضائيات الدنيا كلها، أما سيناريو الوسط الصحافي فهو دغدغة طموح أبناء المهنة لاعتلاء أعلى منصب في صحيفته، وهو حق 'مكفول لهم ونتمناه لكل زميل، نريد أن نسلم له صحيفته وهو يتمتع بكامل حريته هو وجميع الزملاء وليس تابعاً لهذا أو ذاك، اللعب على وتر أن بعض رؤساء التحرير تولوا المسؤولية قبل الثورة فقد أصبحت لعبة رخيصة مكشوفة ودعوة للانقسام والفتنة في المجتمع بصفة عامة وخاصة في مهنة لا تعترف إلا بمقياس نجاح واحد، الحكم الأول والأخير فيه هو القارىء، كفوا عن هذا الهراء، ولا تنسوا أن رئيس وزراء الحكومة التي أدت اليمين أول أمس كان الجناح الأيمن لوزير في نظام مبارك ورئيس الجمهورية الذي أدى اليمين أمامه كان رئيساً لأحد أقسام صروح جامعات مصر ومراكزها العلمية ومن أهم وزراء وزارة د. قنديل كان مهندس سياسات وخطط احد وزراء المجموعة الاقتصادية لحكومة نظيف، العبرة بالكفاءة والطهارة والأمانة في تحمل المسؤولية وليس نسف الشعب المصري'.
    وهكذا تسبب النجار في إحراج شديد جدا للإخوان.

    بجاحة الناصريين!

    وإلى الردود والمعارك المتنوعة، التي يضرب أصحابها في كل اتجاه، ونسير خلفهم لنجمع بعض ما يتساقط من مقالاتهم ونبدأ من 'الوفد' يوم الخميس مع زميلنا بجريدة 'الجمهورية' والناقد الرياضي الشهير والعجوز عبدالرحمن فهمي، وهو يقول في 'الوفد' عن خالد الذكر وأنصاره الميامين: 'وصلت 'البجاحة' بالناصريين بأنهم ثاروا وغضبوا لأن الاحتفال بثورة يوليو لم يتناول اسم عبدالناصر بما فيه الكفاية، رغم أن مجرد الاحتفال بثورة يوليو خطأ، فقد قام الشعب بثورة لإزالة الآثار المترتبة على أخطاء بل خطايا وكوارث الثورة 'المجيدة'!! ثم تعالوا، ما هي أمجاد عبدالناصر؟
    السد العالي؟ السد العالي الذي لن تصبح له قيمة فهما بعد أيام قليلة بعد انخفاض كمية المياه المخصصة لنا فضلا عن السدود طوال شريط النهر بداية من أثيوبيا الى بحيرة فيكتوريا؟!
    أصبح الجنيه المصري 'ملطشة' العملات الأجنبية بعد ان كان هو السيد، الجنيه الذهب الآن، بآلاف الجنيهات المصرية، وأصبحت مصر غارقة في ديون من الشعب وأخشى أن أقول من المستحيل سدادها هذا هو 'المجد الأكبر' لجمال عبدالناصر، رحمه الله'.
    وعبدالرحمن هو ابن أخت المرحوم أحمد أبو الفتح.

    الديمقراطية نهاية لهيمنة الاحزاب

    وإلى معركة أخرى ضد الناصريين شنها في نفس اليوم في 'المصريون' وهو صاحبنا شاهين فوزي بقوله عنهم: 'ان معظم الناصريين سياسيين وإعلاميين يرون أن الديمقراطية نهاية لهيمنتهم على الساحة السياسية والثقافية فهم رجال كل العصور، لا يتكيفون إلا مع الديكتاتورية، اثبتت التجربة عدم قدرة القوميين على تقديم المصلحة الوطنية فوق الخلافات السياسية فرغم ان الأغلبية الشعبية تميل بوضوح للإسلاميين في دولتين كمصر وتونس فإنهم مستعدون للتحالف مع الجميع إلا مع الإسلاميين الذين يشكلون لهم عقدة لا تنفك تلاحقهم فهم يسعون لإفشال رئيس مصر وحكومة تونس الإسلاميين وكونه فشلا للبلدين إذ مثل لهم الربيع العربي كابوساً مفزعاً دفعهم للتشكيك في ثورته برمتها وادعاء كونها صنيعة الغرب في إطار نظرية المؤامرة الكونية التي تدعم فيها دول الغرب عدوهم الإسلامي اللدود!!، انتهى الأمر برموز الناصرية للهجوم على الشعوب العربية لانحيازها للتيار الإسلامي في الانتخابات، إن تيارا يقوم على تمجيد الفرد وإعلاء الديكتاتورية لن يكون له مكان تحت الشمس في العالم العربي الجديد، لذا فإن نصيحتنا لهؤلاء أن عليهم أن يعملوا أو يعتزلوا'.
    ولا أعرف أي هيمنة كانت للناصريين في تونس ومصر وليبيا واليمن، قبل الثورات، وبماذا يفسر مشاركاتهم فيها هم وكل قوى اليسار.

    مسلسلات رمضان
    ستفسد مشروع التقوى

    ولكن الكاتب والمؤلف الدكتور مدحت العدل حول في 'أخبار' الخميس المعركة نحو مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع بقوله: 'بدلا من أن يتكلم عما يفيد الناس وبدلا من أن يطالب الرئيس مرسي بل ويأمره بحكم التراتب التصاعدي في الجماعة أن يفعل كعمر بن الخطاب ويقيم العدل ويتفقد أحوال الرعية ليرى من تسكت بكاء أطفالها بسراب الوعاء الخالي الذي يغلي فوق النار وبدلا من أن يلزمه بما وعد الناس به بدلا من الدخول في متاهات الخصومات مع الهيئة القضائية بدلا من كل هذا قرر بعد طول تفكير وعناء وبعد الاجتماع مع قادة حماس وإسماعيل هنية ذهب، وإسماعيل هنية جاء، أن مسلسلات رمضان ستفسد مشروع التقوى، وأقول للمرشد الذي هو على حد علمي طبيب بيطري أي رجل متعلم ذو عقلية معملية فذة، أن صناعة المسلسلات والفن عموماً يا سيادة المرشد يعمل بها أكثر من مليون شخص وكل شخص له عائلة مكونة في المتوسط من خمسة أفراد إذ يستفيد منها اكثر من خمسة ملايين شخص من المصريين، نحن صناع الفن من يحمل على كتفه مشروع النهضة لهؤلاء، لا توزع عليهم أكياس الارز والسكر والزيت ثم تنساهم بعد الانتخابات إلا إذا اعتبرت ان ذلك من التقوى كالوعود التي ترجعون عنها والتحالفات التي تنقلبون عليها نحن نفهم التقوى ان تعمل ويعمل معك الآخرون وتنتج، لا تفتح سوبر ماركت كصديقك وتعتبره مشروعا استثماريا لماذا ولماذا ولماذا؟
    أسئلة كثيرة يسألها الكثيرون لا تجدون لها إجابات لأنكم تعلمون ان الاجابات لن تقنع أحداً، التقوى أن تتقي الله في كل ما تفعل وتقول بقلب صادق ونفس صافية'.

    ما علاقة المرشد بالمسلسلات؟

    ونفس الهجوم شنته على المرشد لنفس السبب في عمودها اليومي - نهار - ضد المرشد زميلتنا والناقدة الجميلة عبلة الرويني بقولها: 'المرشد العام للإخوان المسلمين خرج علينا في الأسبوع الماضي بهجوم على المسلسلات الرمضانية، طبعاً تصريحاته ليست مناقشة فنية للأعمال الدرامية فلا علاقة له بهذه الأمور وهو لا يشاهدها أصلا 'يعني بيتكلم فيما لا يعرف' ومع ذلك أفتى بأن هذه المسلسلات مضيعة للوقت في شهر رمضان 'المشروع المثالي للتقوى' ووصف المسلسلات الدرامية بأنها معوقات من خارج الإنسان كشياطين الأنس الذين يزينون المعاصي، عموماً ما يشغلني ليس مشروع التقوى ولكن تصريحات مرشد الإخوان المسلمين الهجومية حول المسلسلات الرمضانية والتي تعد نذيراً خطراً لمواصلة الحرب على الفنون والثقافة 'وهو موقف دائم لجماعة الإخوان المسلمين'


    --------------------

    ورقة وقلم

    المراد ليس تغيير الأشخاص وإنما تطويع المواقف والغرض هو خصخصة توجهات الصحف القومية لحساب الإخوان

    05/08/2012 09:52:58 م




    بقلم :- ياســــر رزق‮ ‬




    جملة اعتراضية في تاريخ الوطن!
    الهيمنة علي الصحافة
    والإعلام هي سلاح
    الجماعة في معرگتها
    المقبلة حول الدستور
    مع القوي المدنية
    ومعرگتها المؤجلة
    مع الجيش
    لست أظن أحداً
    من زملائي في »الأخبار«
    يرضي بأن تتحول
    الجريدة الأولي
    في مصر
    من صاحبة جلالة
    إلي مِلك يمين!


    كنت أدلف مسرعاً إلي مصعد المبني التاريخي لدار »أخبار اليوم«، رفعت عيني فشاهدته، توقفت للحظة، لكنه أومأ لي وهو يبتسم ويشجعني علي الصعود معه، أخذت أتفرس في ملامحه الحادة، ونظر إلي بعينيه النفاذتين وسألني:
    ـ أنت معانا هنا. أول مرة أراك.
    قلت هذا أول يوم لي في التدريب بجريدة »الأخبار«، أنا طالب في السنة الأولي بكلية الإعلام.
    ـ رد قائلاً: علي أيامنا كانت الصحافة صاحبة جلالة الآن أصبحت صاحبة عصمة أرجو أن تعود إلي عرشها من جديد علي أيامكم!.
    > > >
    حدث ذلك منذ ثلاثين عاماً إلا ثلاثة أشهر كان محدثي هو عملاق الصحافة الأستاذ مصطفي أمين وكان يأسف علي أوضاع الصحافة التي تدني بها الحال من ملكة صاحبة جلالة تأمر وتنهي، إلي سيدة مهذبة تأتمر بأمر سيد المنزل.. أي سيد للمنزل!.
    منذ عام ونصف العام.. تحقق أمل أستاذ الأجيال مصطفي أمين وأمنية كل الصحفيين بدار أخبار اليوم وبالصحف القومية عموماً وعادت الصحافة المصرية صاحبة جلالة، ملكة علي عرش الرأي العام، تحكم باسم الناس والحقيقة وحق القاريء في المعرفة.
    .. والفضل لثورة ٥٢ يناير ١١٠٢.
    جئت إلي موقعي رئيساً لتحرير »الأخبار« يوم ٨١ يناير، أي قبل أسبوع بالضبط من ثلاثاء الثورة.
    كنت سعيد الحظ بتواكب الموقع مع الحدث الهائل.
    قبل أن أنتهي من ترتيب أوراق مكتبي ووضع خطة التطوير الأولي للجريدة، وقع الانفجار.
    دونما لحظة تردد، أو وقفة تحسب، أو تمسك بحياد زائف وموضوعية في غير موضعها، ودونما انتظار حتي يستبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، اتخذت »الأخبار« قرارها، انحازت إلي الناس.. إلي الثورة ومطالبها.
    كانت »الأخبار« أول من استخدمت في عناوينها كلمة ثورة وأول من أطلقت لقب شهيد علي أول ضحاياها.
    لم نكن ننتظر مقابلاً لموقفنا، إلا أن نستعيد ثقة الشعب الذي نحن منه وملكه، وأن نسترجع مصداقية صحيفة عريقة، تحولت تحت حكم الاستبداد ومعها كل الصحف القومية من جرائم تعبر عن الجميع إلي صحف تنطق بلسان الحكومة ثم إلي صحف حزبية تتحدث بصوت مجموعة بعينها تهيمن علي الحزب الحاكم، كنا نريد استرداد شرف مهنة أريق تحت سنابك الطغاة في جمهورية الخوف.
    ما هي إلا أسابيع معدودة، وتحقق لنا ما أردنا وكافأنا القاريء بإقباله علي الجريدة، فقفز توزيع »الأخبار« وتضاعف، وأصبحت الجريدة الأولي توزيعاً وانتشاراً وتأثيراً واستحواذاً علي اهتمام القاريء بفنها الصحفي وانفراداتها.
    وعلي مدار ٨١ شهراً مضت، حظيت جريدة »الأخبار« ومعها كل الصحف القومية بحرية في النشر والرأي والتعبير، لم تحظ بها منذ عقود.
    وأشهد أن أحداً في الحكم أو السلطة لم يرفع سماعة التليفون ليطلب مني نشر خبر أو التعتيم علي حدث أو منع كاتب أو التضييق علي رأي، ولعل من راودته فكرة كهذه وأحجم عنها، سعيد الحظ، فلو تجاسر واجترأ لسمع ما يكره وطالع ما يسوؤه!.
    > > >
    رغم كل ذلك لم تساورني أبداً أي أوهام، عن سرمدية تمتع الصحافة بحريتها!.
    وأذكر جيداً ما قاله قيادي كبير في جماعة الإخوان المسلمين في محفل جمعنا معاً عن نظرة الجماعة للصحافة. فقد قال بالحرف: »نحن لا نهاب المجلس العسكري، ولا شطحات شباب الثورة، إنما نخشي الصحافة والإعلام فهما أخطر الأسلحة في مواجهتنا«!.
    ومبكرا كتبت في هذا المكان عن رغبة الجماعة في الاستحواذ علي كل مفاصل الدولة المصرية، وتساءلت في مقال آخر: »هل يريد الإخوان الحكم أم التحكم؟!«، وقلت في هذا المقال بالتحديد يوم ٨١ مارس الماضي، إن الخطوة القادمة للإخوان بعد الهيمنة علي البرلمان بمجلسيه، وقبل أو بعد الانتخابات الرئاسية هو تغيير رؤساء تحرير الصحف القومية، ليتسني لهم توجيه الرأي العام إلي حيث يريدون.
    كنت مقتنعاً ومازلت بأن المسألة ليست مجرد تطبيق نصوص قانون أو تغيير أشخاص بآخرين، وانما هي الرغبة في السيطرة علي الصحافة القومية، ثم الضغط علي الصحف المستقلة والفضائيات الخاصة بنفس طريقة النظام السابق، لكن بأسلوب أكثر رداءة وفجاجة في سياق أعم وأشمل، يستهدف استخدام الصحافة والإعلام كآلة تمكين للجماعة، وأداة تيسر لها سُبل الحصول علي الأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة، وسلاح لها سواء في معركتها المقبلة مع القوي المدنية علي مواد الدستور وطبيعة الدولة المصرية، أو في معركتها المؤجلة مع الجيش، والرامية لتغيير جيناته وأخونته، وهي معركة آتية حتما، وأكاد أري وهج لهيبها وأسمع دوي صدامها!
    لم يكذب مجلس الشوري نبوءتي!
    فمنذ جاء، لا وظيفة له إلا الحديث عن تغيير رؤساء تحرير الصحف القومية بالجملة والحق أنه لا توجد له أي وظيفة أخري!
    وكانت حجته ان المدة القانونية لرؤساء التحرير قد انتهت، رغم ان معظمهم جاء منذ عام ونصف وبعضهم تولي المسئولية قبل ٤ شهور مضت!
    حضرت واحدة من جلسات الاستماع التي عقدها مجلس الشوري، وقلت بالحرف: إنني أري أنه لا ضمان لحرية الصحف القومية إلا بإلغاء تبعيتها لمجلس الشوري، وانشاء هيئة مستقلة تشرف عليها، واقترحت أن يتم اختيار رؤساء التحرير بالانتخاب من جانب الأسرة الصحفية لكل جريدة.
    لكن مجلس الشوري وعصمته علي ما يبدو ليست في يده، لا يريد صحافة قومية مستقلة، ولا رؤساء تحرير يأتون باختيار زملائهم الصحفيين، فهرول إلي انشاء لجنة شكلها في غالبيتها الكاسحة من غير الصحفيين، ولم يلتفت إلي اعتراضات المجلس الأعلي للصحافة ومجلس نقابة الصحفيين علي أسلوب الاختيار وتشكيل اللجنة، وأخذ يسابق الزمن لانهاء مهمته المقدسة، غير عابئ بأنه مطعون في شرعيته وان البطلان هو مصيره المحتوم منذ صدور حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية المواد التي انتخب علي أساسها.
    > > >
    لم أتقدم إلي لجنة مجلس الشوري بطلب ترشيح، ليس استعلاءً ولا تكبراً علي أحد، وإنما اقتناعاً بأن الاحجام في ظل المعايير الغريبة للاختيار صون للكرامة، وأن الامتناع علي حد ما قاله لي الأستاذ محمد حسنين هيكل يحفظ ما تبقي من شرف المهنة.
    وأشكر زميلي وصديقي الكاتب الصحفي محمد الهواري رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، الذي أرسل رسالة إلي مجلس الشوري يطلب فيها استمراري في منصبي لأسباب رآها أشكره عليها، واعتبر -مجلس الشوري رسالته - ورسائل مماثلة لبعض الزملاء رؤساء مجالس إدارات الصحف - بمثابة ترشيحات لرؤساء تحرير الصحف اليومية الكبري.
    وفي كل الأحوال.. كان ظني ولم يزل ان الاختيارات موضوعة سلفا، وان المراد ليس تغيير الأشخاص وإنما تطويع المواقف، وكان يقيني ولم يزل ان خصخصة توجهات الصحف القومية لحساب جماعة الإخوان هو الفصل الأول في خطة تليين مؤسسات الدولة الصلبة واختراقها والهيمنة عليها.
    قلت انه لم تساورني رغم ثورة يناير أي أوهام عن أن حرية الصحافة سرمدية أو أن الصحافة لن تجابه بحروب تستهدف أسرها وكسر ارادتها، غير أنني أيضا لا يخامرني أي شك في أن زملائي في جريدة »الأخبار« الذين أدين لهم بكل الفضل فيما حققناه لن يقبلوا أي محاولات للردة إلي الوراء ولن يرضخوا لأي مساع لتدجين الصحافة القومية، ولست أظن أن أحدا من زملائي يرضي بأن تتحول الجريدة الأولي في مصر من صاحبة جلالة إلي ملك يمين لأي أحد. والتاريخ يحدثنا أنه ما خاضت الصحافة معركة يوما من أجل حريتها، إلا وخرجت منتصرة.
    الأيام دول، والسلطة دوارة بين حكومات وأشخاص، بعضها يطول عمره وبعضها يقصر، وبعضها لا يعدو أن يكون جملة اعتراضية في تاريخ الوطن


    ------------------

    عبور

    الاحتلال الإخواني

    05/08/2012 09:56:29 م




    جمال الغيطانى



    قرأت ما أعلنه الدكتور سعد الدين إبراهيم في المصري اليوم أول أمس عن ميلاد جبهة انقاذ مصر من الإخوان بارتياح ولذلك أسباب عديدة،‮ ‬أولها ادراك حقيقة ما يجري في مصر منذ دخول جماعة الإخوان الانتهازي في مساء الثورة بعد بدايتها واستمرارها لمدة خمسة أيام،‮ ‬ثم دورهم الغامض في معركة الجمل وفي معارك التحرير والتي سيكشف عنها التاريخ إذا لم تزور الوثائق والأدلة،‮ ‬لقد بدأ نفر من النخبة المصرية،‮ ‬سياسيين ومثقفين يدركون حقيقة الموقف الحالي والخطر الذي يتعرض له الوطن مع تمكن جماعة الإخوان من حكم مصر ومحاولة احكام قبضتها علي البلد العريق الذي أسس للحضارة الإنسانية،‮ ‬رغم كل الدعاوي والمظاهر الخادعة منذ تأسيس جماعة الإخوان عام‮ ‬1928،‮ ‬هذا التأسيس الذي تحيط به الشكوك القوية ولكن من الثابت أن الاستعمار البريطاني له دور أساسي في تأسيس هذه الجماعة التي ظهرت عقب انتصار الثورة العظمي في‮ ‬1919‮ ‬لاجهاض دور الشعب وتحويل القضية الوطنية إلي مسار مغاير تماما ومناقض للمبادئ التي تقوم عليها الحركة الوطنية،‮ ‬نحن في مواجهة جماعة أممية،‮ ‬غير مصرية،‮ ‬لا وجود في أيديولوجيتها للايمان بالوطن،‮ ‬من هنا كانت عبارة كبيرهم‮ »‬(.........) في مصر‮«‬،‮ ‬كان من الممكن أن تظل في مسارها الذي بدأت فيه،‮ ‬فكل مجتمع فيه من الحركات المتطرفة ما يثير العجب‮. ‬ولكن تغير مسار الأحداث بعد ثورة يناير الكبري التي انتهت نهاية مأساوية بوصول الإخوان إلي الحكم يعني وقوع مصر في نوعية جديدة ومختلفة من الاحتلال،‮ ‬مصر الآن بلد محتل فمن يتولي أموره لا يؤمنون بوطن،‮ ‬وولاؤهم للجماعة التي لا يعرف أحد مقرها وأسرارها وحقيقة انتماءاتها،‮ ‬لقد عرفت مصر أنواعا عديدة من الاحتلال كلها كانت قوي تجيء من الخارج،‮ ‬وجميعها باستثناء الغزو الفارسي حافظ علي هيكل الدولة،‮ ‬بل إن بعض الغزوات حافظ فيها الأجانب علي الدولة ومكوناتها وأضافوا إليها حتي يحافظوا علي مصالحهم وجنوا الثمار من إدارة البلاد،‮ ‬غير ان تمكن الإخوان من الحكم يعتبر اول احتلال من الداخل،‮ ‬وهذا أخطر انواع الاستعمار المدمر،‮ ‬خاصة ان آلاف المصريين من البسطاء وذوي الايمان النقي مخدوعون بشعارات الجماعة الدينية،‮ ‬إن ميلاد جبهة انقاذ مصر من الإخوان بداية حركة وطنية تضع امامها هدفا واضحا هو تحرير الوطن من الاحتلال الإخواني،‮ ‬هذا طريق صعب،‮ ‬وعر،‮ ‬والتضحيات فيه ستكون جسيمة لكن لابديل له اذا كنا نريد إبقاء هذا الوطن في مساره التاريخي والإنساني‮.‬



    --------------------------

    مقالات


    أضواء‮.. ‬وظلال

    السادات‮ ..‬والزمر الشهيد‮ .. ‬والقاتل

    05/08/2012 10:08:30 م




    بقلم‮: ‬خالد جبر



    هل يستحق طارق الزمر المسمي حاليا بالقيادي البارز في الجماعة الاسلامية
    ان نعلق علي كلامه الخاص بالرئيس الراحل أنور السادات؟‮.‬
    لا أعتقد أنه يستحق‮ ..‬ولكن الكلام الذي قاله لايمكن أن يمر هكذا دون أن نقف أمامه ولا يمكن ان نعتبره زلة لسان أو أي كلام وخلاص‮ ..‬لأنه كلام يعبر عن اتجاه داخل المجتمع‮ .. ‬زاد اعضاؤه بعد قرارات الافراج عقب الثورة وزاد أكثر بعد القرارات الاخيرة للرئيس بالافراج عن عدد كبير ممن صدرت ضدهم احكام جنائية بعضها في جرائم قتل‮..‬اكرر‮ ..‬جرائم قتل‮.‬
    اعتبر الزمر أن خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس السادات هو الشهيد وليس السادات‮ .. ‬وهو ما يعني ان الاول هو المجاهد وان الثاني كافر يستحق القتل‮. ‬الرجل الذي شارك في ثورة يوليو وضحي بحياته من اجل الوطن،‮ ‬وقاد مصر الي النصر،‮ ‬ووضع اساس مشروع نهضة‮ ..‬هذا الرجل اصبح في نظر هؤلاء كافرا يستحق القتل‮.‬
    الرئيس السادات كان رئيسا لمصر‮ ‬،ويشهد التاريخ له وطنيته واخلاصه وحبه للوطن،‮ ‬وأنه منذ اللحظة الاولي لتوليه المسئولية عاهد الله وعاهد شعبه علي التخلص من الاحتلال الاسرائيلي لأرض مصرية‮ ‬،‮ ‬فحارب وانتصر‮ ‬،وصنع سلام المنتصرين،واستردت مصر جزءا‮ ‬غاليا من أرضها واستحق ان يكون بطل الحرب وبطل السلام‮.‬
    كلام الزمر وأمثاله لن يلقي الا استهجان جميع من يحبون مصر ويحبون من أحبها ومن ضحي من أجلها والسادات هو ذلك الرجل‮ ‬،‮ ‬أما قاتلوه والمحرضون والمؤيدون لذلك فلا مكان لهم الا مع لعنات التاريخ‮ ‬،‮ ‬لا مكان لهم في قلوب الناس ولا في رحمة الله‮.‬
    الهم احم مصر من هؤلاء الذين يريدون اسقاطها في الوحل‮ ‬،‮ ‬ويريدون طمس الصفحات المضيئة في تاريخها وتحويلها الي صفحات سوداء‮


    -----------------

    03qpt1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    ----
                  

08-07-2012, 06:08 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    مجزرة سيناء: مصر تتهم عناصرمن غزة وتستعد للرد
    ضربة غير مسبوقة للامن القومي.. واضعاف جديد لمرسي في مواجهة الجيش
    حشود عسكرية تعبر القناة.. وغضب شعبي واسع.. و'الاخوان' يتهمون الموساد
    2012-08-06


    لندن ـ 'القدس العربي' من خالد الشامي:



    حداد رسمي، وغضب شعبي، وتعهد من الجيش بالانتقام لستة عشر جنديا هم ضحايا الهجوم على كمين الماسورة جنوب رفح، كانت العناوين المباشرة لرد الفعل المصري الفوري على مجزرة سيناء، كما سمتها بعض وسائل الاعلام، بعد الهجوم الاخطر الذي تشهده الحدود المصرية الاسرائيلية منذ توقيع معاهدة السلام قبل 33 عاما. الا ان هجوم رفح الذي يشكل ضربة غير مسبوقة للامن القومي المصري، قد يمثل نقطة تحول في معادلات الامن والسياسة التي حكمت الوضع في سيناء والعلاقات مع قطاع غزة لزمن طويل.
    وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، نقلا عن مسؤول أمني مصري، ان الهجوم على المركز الأمني المصري على الحدود مع اسرائيل يوم الأحد نفذه متشددون تسللوا من غزة عبر الأنفاق بالاشتراك مع آخرين من سيناء. ونقلت الوكالة عن المسؤول قوله 'هاجمت عناصر جهادية متسللة من قطاع غزة عبر الأنفاق بالاشتراك مع عناصر جهادية من منطقتي المهدية وجبل الحلال نقطة حدودية على الحدود الشرقية أثناء تناول الجنود والضباط طعام افطار رمضان'.
    ونقلت تقارير اعلامية مصرية عن جنود مصابين قولهم ان المهاجمين كانوا يتحدثون بلهجة فلسطينية واضحة. واشارت الى ان اوامر صدرت باغلاق معبر رفح الحدودي مع غزة الى اجل غير مسمى، والى ان قيودا امنية ستوضع على دخول الفلسطينيين الى مصر.
    واتهم البيان الرسمي للقوات المسلحة المصرية عناصر في قطاع غزة بالضلوع في الهجوم، اذ اشار الى ان 'قصفا مدفعيا من القطاع صاحب الهجوم على معبر كرم ابوسالم'. وتعهد بان 'المصريين لن ينتظروا طويلا قبل ان يروا الرد، وانه ستتم ملاحقة المتورطين بالهجوم سواء كانوا داخل مصر او خارجها'.
    واكدت القوات المسلحة فى بيانها 'ان هذا الحادث الارهابى يعطى ويعكس مؤشرات ودلالات تحمل فى طياتها مخاطر وتهديدات تتعرض لها سيناء تتطلب منا جميعا اليقظة والحذر تجاه المخططات والمطامع التى تتعرض لها مصر. واشارت الى انها وايا كانت الأيادي التي استهدفت ابناء مصر الأوفياء وسعت للأضرار بمصالح الوطن ستقوم وبالتعاون مع قوات وعناصر وزارة الداخلية والأوفياء والمخلصين من ابناء سيناء لاستعادة الأمن والاستقرار في اقرب وقت ممكن'. ومن جانبها ادانت حركة حماس الهجوم ونفت تورط قطاع غزة فيها.
    واكد اللواء سامح سيف اليزل، وهو ضابط سابق في المخابرات العامة، ان عددا من المهاجمين دخلوا مصر من غزة، وان السلطات الاسرائيلية قامت بتسليم مصر صباح امس ست جثث للمهاجمين، بينما تفحمت
    ثلاثة جثث، وقام احد المهاجمين بتفجير نفسه عند المعبر، وفر مهاجم اخر الى الاراضي المصرية ومازال البحث جاريا عنه.
    في غضون ذلك وصلت إلى سيناء الاثنين حشود كبيرة من الجيش التابعة للجيش الثاني الميداني عقب الهجوم المسلح في رفح المصرية الأحد والذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرات من الضباط والجنود المصريين.
    وقال شهود عيان إنهم شاهدوا قوات كبيرة من الجيش وبرفقتها المدرعات والمجنزرات وهي تعبر قناة السويس في طريقها إلى العريش ورفح وذلك على الطريق الدولي القنطرة العريش. وحسب الشهود قامت قوات كبيرة من الجيش المصري والشرطة المتواجدة في سيناء بالانتشار على جميع الطرق الرئيسية على مداخل ومخارج سيناء وتم غلق شبة جزيرة سيناء نهائيا وذلك في كوبري السلام فوق قناة السويس الذي يربط سيناء بالوادي ونفق الشهيد احمد حمدي ومداخل سيناء في رفح المصرية وفي القطاع الأوسط وهناك حالة من الاستنفار الأمني لم تشهدها سيناء من قبل كما تم نشر قوات كبيرة من الجيش على مناطق الأنفاق المنتشرة فى رفح المصرية.
    من جانبها قالت مصادر أمنية مصرية إنه جرى الاتصال مع الأجهزة الأمنية في غزة وحكومة حماس للعمل على غلق الأنفاق نهائيا ومنع دخول أي أشخاص من الجانب الفلسطيني. وكانت مدن سيناء شهدت الأحد عدة تظاهرات للتنديد بالهجوم الذي شنه مسلحون على الجيش المصري ووصف المتظاهرون الهجوم بالغادر كما أصدرت الأحزاب السياسية بيانات في سيناء تندد بالهجوم.
    أدان العملية الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء ووصفها بـ' المشبوهة'.
    ووصف نصر الله في خطاب له مساء اليوم العملية ب' المحزنة والمؤلمة ..وهذا الاعتداء مدان وهو جريمة حقيقية '،مضيفا ان الرابح الاكبر من العملية هي اسرائيل ' التي ستحصد نتائج هذه الحادثة مصريا وفلسطينيا '.
    وقال هناك 'من يريد اخذ مصر الى الفتنة ' وقال' ان ما حدث لا صلة له بالاسلام ولا بالمبادئ الاسلامية '.
    ونبه من وجود فكر ' تكفيري تقوم بعض الدول النفط العربي بتمويله '.

    وقالت جماعة الاخوان المسلمين على موقعها امس 'هذه الجريمة يمكن أن تنسب للموساد الذي يسعى لإجهاض الثورة منذ قيامها ويدل على هذا أنه أصدر تعليماته لمواطنيه الصهاينة الموجودين في سيناء إلى مغادرتها على الفور منذ عدة أيام.'
    وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية باتريك فنتريل 'ندين باقوى العبارات الهجوم الارهابي الدامي امس'، لافتا الى استعداد واشنطن 'لمساعدة الحكومة المصرية' في جهودها لارساء الامن في سيناء.
    واعتبر مراقبون ان الهجوم سيعمل على اضعاف الرئيس محمد مرسي في مواجهة المجلس العسكري الذي اعلن احد اعضائه انهم 'لاينتظرون اوامر من احد للرد على الهجوم'. وكان مرسي قال في تصريح للتلفزيون المصري انه 'تم الاتفاق على صدور اوامر بملاحقة المتهمين بالهجوم'. والمعروف ان الاعلان الدستوري المكمل احتفظ لمجلس الامن القومي ذي الاغلبية العسكرية باتخاذ قرار الحرب. ويمثل الهجوم تحديا امنيا واسعا بالنظر الى انه ليس الاول من نوعه، وان كان غير مسبوق في حجمه، اذ سبق لمسلحين جهاديين ان قاموا بخطف سياح امريكيين ومراقبين دوليين، بل وجنود مصريين في سيناء. كما سيمثل تحديا للرئيس مرسي الذي كان تعهد استعادة الصلاحيات الرئاسية كاملة لدى توليه السلطة قبل اكثر من شهر. وبالنسبة للبعض سيكون الهجوم مناسبة للضغط عليه للوفاء بعهوده، بينما سيرى اخرون ان الهجوم يؤكد ضرورة احتفاظ المجلس العسكري بالسلطة الحقيقية بالنظر الى الاخطار الجسيمة التي تهدد الامن القومي في هذه المرحلة


    --------------

    صدمة هائلة من الهجوم على الجيش وكثرة عدد الشهداء..

    والرئيس يتعهد بالرد
    حسنين كروم
    2012-08-06



    القاهرة - 'القدس العربي' - من حسنين كروم

    : بدأ مسلسل الأحداث والأخبار المحزنة تتوالى فوق أمهات رؤوسنا لترسم علامات استفهام مقلقة عما ينتظر البلاد في الأيام القادمة، فقد تلقى المصريون مساء الأحد خبراً محزناً ومهيناً أيضاً، باستشهاد ستة عشر من ضباط وجنود الجيش، وسبعة إصابات خطيرة، أثناء بدء تناولهم طعام الإفطار، من مجموعة إرهابية قادمة من قطاع غزة، وأطلقوا عليهم نيران مدافع الجرينوف، وقذائف الآر بي جي، واستولوا على سيارتين مدرعتين اقتحموا بهما الحدود مع إسرائيل عند نقطة كرم أبو سالم، للاتجاه إلى غزة، وقامت طائرة هليوكوبتر إسرائيلية بتدمير إحداها وقتل من فيها، وأسرع الرئيس محمد مرسي بدعوة المجلس العسكري وقادة الأمن للانعقاد، وكان حاضراً شخص آخر، لا نعرف ان كان مدير مكتبه للمعلومات، أم له منصب آخر، وهو ملتح.
    ونشرت الصحف عن القبض على أحد عشر من المتورطين في مهاجمة منازل ودكاكين الأقباط في دهشور ومحاولة اقتحام الكنيسة، كما وقعت اشتباكات بين مسلمين وأقباط في قرية كوم نقالة بمركز ابو حمص بمحافظة البحيرة، بسبب إلقاء القمامة، كما تقدم الطالب محمد رضا ببلاغ للنيابة ضد مجموعة من أعضاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقيادة أحمد محمد البوساني بضربه ضرباً مبرحاً، لأنه كان يقف في احد شوارع مدينة طنطا مع زميلته. وإلى بعض مما عندنا:

    مرسي: منفذو الاعتداء لن يفلتوا

    أكد الرئيس انه سيتم الرد بعنف على الاعتداء ولن يفلت منفذوه، وطالب بضرورة بسط السيطرة الأمنية الكاملة على سيناء، بينما قامت القناة الأولى بالتلفزيون الحكومي بعمل مداخلة مع لواء الجيش المتقاعد والخبير العسكري حسام سويلم، الذي كان غاضباً واتهم حماس وقال، هاتعمل ايه ياريس مرسي، وصاح، الريس مرسي افرج عن المحبوسين في قضايا إرهابية، وأمر بفتح الحدود مع غزة، وقد أحست المذيعتان، بإحراج ظهر على وجهيهما الجميلين، وحاولتا إنهاء المكالمة، وأثناء مشاهدتي احدى القنوات الدينية، نصح مقدم البرنامج، الجنود باتباع السنة وهم يفطرون أو يصلون على الحدود، وهو ان جماعة منهم تحرس والأخرى تصلي وتفطر، حتى تنتهي وتتولى المهمة بدلا عن المجموعة الأولى، وأصدر المجلس العسكري على صفحته بيانا، واستغربت جدا من استمرار مثل هذه البيانات التي تتسم بالعصبية، والعبارات الإنشائية وكان عنوان البيان مؤسف، وهو - نقسم بالله اننا لمنتقمون - ومما جاء فيه عن الإرهابيين: 'هؤلاء لا دين لهم ولا ملة وإنما هم كفرة فجرة اثبتت الأيام انه لا رادع لهم إلا القوة، وسيدفع الثمن غالياً كل من امتدت يده طيلة الشهور الماضية على قواتنا في سيناء، سيدفع الثمن غاليا ايضا كل من تثبت صلته بهذه الجماعات أياً كان، وأياً كان مكانه على أرض مصر أو خارجها'.
    وهذه لغة لا يجب استخدامها، لأن الأمن يستطيع أن يرد بطريقة موجعة ويصغي بهدوء ومن دون هذا الضجيج.

    رئيس الوزراء يحول غرفة قاعة الاجتماعات لمصلى للوزراء والعاملين

    وامتلأت الصحف بتصريحات الوزراء عن الانجازات التي سيقومون بها، وهي نفس التصريحات التي تصدر عن كل تشكيل جديد، ولا جديد فيها، وعقد رئيس الوزراء اجتماعا، ونشرت 'الجمهورية' خبراً عنه نصه.
    'قرر د. هشام قنديل رئيس الوزراء تخصيص غرفة بجوار قاعة اجتماعات مجلس الوزراء لاستخدامها كمصلى للوزراء والعاملين وذلك لأول مرة'.
    ولا نعرف ان كان سيقوم بوقف اجتماع مجلس الوزراء إذا سمع الاذان لأداء الصلاة أم لا، وقد يزايد عليه أحد الوزراء ويصيح، الصلاة.
    جامعة، الصلاة جامعة، وقد تذكرت حكاية رواها لي صديقنا المرحوم صلاح نصر مدير المخابرات العامة الاسبق، انه اثناء الاجتماعات، كان المرحوم حسن التهامي يقوم فجأة ويقول:
    - وعليكم السلام، وعندما سأله صلاح، بتسلم على مين يا حسن، رد عليه، لقد مر علي سيدنا الحسين وألقى السلام، وكررها في اجتماعات أخرى، ولما سأله، قال: أمنية، ابقى قابلهم بره.
    - فقال له: أسمع يا حسن، دي اجتماعات أمنية، ابقى قابلهم بره.
    وذهب الى عبدالناصر - قصدي خالد الذكر - وطلب منه ان يسحب حسن التهامي من عضوية اللجنة.

    ابن الرئيس يدعو اصدقاءه لقضاء ايام باستراحة مبارك

    والى المعارك العنيفة الدائرة حول الرئيس معه وضده، وأشدها خطراً تلك التي تتعلق بنشر الأخبار عن أسرته، فقد قامت جريدة 'الفجر'، الأسبوعية المستقلة بنشر تحقيق على صفحتين كاملتين للزميلة جميلة العينين شهيرة النجار المتخصصة في الأخبار الاجتماعية، رصدت فيها قيام الابن الأكبر للرئيس، أحمد، بدعوة ثمانية من أصحابه لقضاء عدة أيام من الخميس إلى الاثنين، في استراحة خالد الذكر في المعمورة وكابينة مبارك والعوم في شاطئ عايدة، وإحضار الرئاسة وجبات الإفطار والسحور من فندق فلسطين بطاقم الخدمة، وكذلك دعوة حرم الرئيس، لعدد من صديقاتها، ومما قالته شهيرة: 'نجل الرئيس اصطحب معه ثمانية من أصدقائه في استراحة عبدالناصر يسير بأربع سيارات بي، أم، دبليو بعد مغرب الخميس الماضي ليبيت في فيللا أو استراحة المعمورة، التي يطلق عليها مجازاً استراحة عبدالناصر، نظراً لأنها بنيت في عهده، وكان يفضل التصييف فيها مع عبدالحكيم عامر في الاستراحة المجاورة، ومن بعد عبدالناصر لم يكن يفضل السادات النزول فيها، فقط مرتين.
    وفي عهد مبارك طوال الثلاثين عاماً لم يزرها إلا مرة واحدة في بداية حكمه، وهذه المعلومات تشير إلى أن الاستراحة ظلت بطاقم الحراسة والخدم والسفرجية، ولكن نظراً لأنه لا ينزل بها أحد فإن المطابخ تم إهمالها ومساء الخميس الماضي كانت التعليمات بتجهيز حجرات النوم والمكان لنجل الرئيس وأصحابه، ولأن المطابخ غير مهيأة وطبعاً عيب يتم استحضار فول وزبادي وعصاير وعيش للسحور من الشارع، فقد تم استحضار طاقم خدمة بالكامل وسحور خمسة نجوم لنجل الرئيس والثمانية أصحابه وطاقم الحراسة والسائقين كله '26' فرداً.
    صباح الجمعة توجه نجل الرئيس الأكبر والثمانية أصدقاء وطاقم الحراسة ومشطوا شاطئ عايدة، الذي اختاره بالاسم لينزل الجميع ويعوم فيه، بينما هو في المياه كان والده يصلي الجمعة بالفيوم، ولأول مرة في التاريخ عندما يدخل يتوقف الخطيب عن الخطبة ويتم التصفيق له في بيت الله ليخطب بعدها مرسي يحث الناس على العمل، أما ابنه الأكبر فكان يعوم ويستمتع برمال عايدة مع ثمانية من أصدقائه، وفي المغرب توجه الجميع ليتناولوا الفطور في استراحة المعمورة بعد طلبه من فندق فلسطين وكامل طاقم الخدمة، رغم وجود عمال بالاستراحة للخدمة لكن الشكل برضه مهم.
    وفي المساء أعطيت تعليمات أن سيادته مع أصدقائه الثمانية سيتناولون سحورهم في كابينة حسني مبارك بشاطئ نفرتيتي.

    نجل الرئيس وأصحابه والجلوس في عايدة

    - السبت: قرر نجل الرئيس وأصحابه الجلوس في عايدة حتى الثالثة ظهراً ثم ذهبوا إلى جزيرة الشاي وجلسوا في نادي الرياضيات المائية، الذي لا يدخله سوى أعضائه فقط حتى الرابعة والنصف، ثم توجهوا لتناول الإفطار برضه بخدمة فندق فلسطين بالمعمورة وكانت قد أعطيت التعليمات أنه سيتناول سحوره ويسهر داخل فندق فلسطين ولن أضيف لكم المشهد والاستعدادات، دخل معاليه مع أصحابه في الحادية عشرة وظلوا حتى الثانية والنصف بعدها تناولوا السحور وطاقم الحراسة والسائقون والخدمة وباتوا في المعمورة، وظلت أيضاً البوابة مفتوحة حتى الثالثة حتى يمر معاليه.
    - الأحد: ذهب لبلاج عايدة مع أصحابه الثمانية وعاموا وبلبطوا حتى الثالثة ظهراً وجلسوا حتى الخامسة تحت الشماسي ثم توجهوا لاستراحة المتنزه الخاصة بمبارك، حيث الإفطار من فلسطين لهذا العدد بكامل طاقم الحراسة والخدم، وفي المساء كان الجلوس في كابينة حسني مبارك بشاطئ نفرتيتي حتى السحور، ثم التوجه للمعمورة حيث الاستراحة، هذه كانت تفاصيل الرحلة منذ الخميس وحتى صباح الاثنين لنجل الرئيس محمد مرسي وثمانية من أصحابه.
    اليوم في عايدة ألف وخمسمئة جنيه وابن سيادة الرئيس مع أصحابه الثمانية الجمعة والسبت والأحد، وكابينة خصوصي وقضى نهار الجمعة والسبت والأحد واستمتع مع أصحابه الثمانية ببلاش من مالنا نحن الذين لا نستطيع دخولها، رغم انها لمتوسطي الدخل واستباح بدون مليم رمالها وماءها مع أصحابه، أننا لم نر أسماء ولا صورة لآل مبارك إلا بعد سنوات، فمثلا رأينا صورة السيدة الأولى بعد سنوات في افتتاح جمعية مصر الجديدة، ولم نسمع بالميديا عن الشقيقين جمال وعلاء إلا عام 1990 يعني أيضاً بعد سنوات، يبقى فجأة كده وبدون أن يمر أسابيع على تولي والده يصطحب ابنه أصحابه وافتح يا بني استراحة عبدالناصر بالمعمورة واستراحة مبارك وهات أكل وخدمة من فندق فلسطين!'.

    زوجة الرئيس تقضي الصيف في كابينة الملكة نازلي

    وقالت شهيرة أيضاً: 'وأدخل في الانفراد الثاني الخاص بأسرة الرئيس محمد مرسي فالبعض وصحيفتنا نشرت أن زوجة الرئيس تقضي الصيف في كابينة الملكة نازلي بالمنتزه، بداية لا توجد كابينة باسم الملكة نازلي بالمنتزه في قصر الحرملك، قبل رمضان مع أربعة من صديقاتها وقت أن كان الرئيس مرسي في زيارة أديس أبابا، ولم يعجبها طهاة قصر الحرملك فتم استحضار طاقم الخدمة والإفطار والغداء والعشاء على مدار الأربعة أيام لها ولصديقاتها من فندق فلسطين، أما الأولاد فذهبوا للاستحمام وقضاء معظم النهار بالفندق طوال الأيام الأربعة، والمعروف أن النزول لحمام السباحة أو البحر وكبائن فندق فلسطين بسعر الكابينة في اليوم الواحد من 1500 حتى 2000 جنيه في اليوم وفي الموسم بـ 2500 جنيه، وتبقى أيضاً نفس الأسئلة من دفع فواتير فطار وغداء وعشاء زوجة الرئيس وصديقاتها الأربع وطاقم الخدمة لهن ولأبناء الرئيس الذين نزلوا للاستحمام في فلسطين، ومن دفع ثمن اليخت الذي يقوده ومن هؤلاء الصديقات؟

    من هم اصحاب ابن الرئيس الثمانية؟

    كما نتساءل عن أصحاب ابن الرئيس مرسي الثمانية من هم؟
    هل أصحابه من أمريكا، أم أصحابه من داخل تنظيم الإخوان المسلمين أم أولاد أصدقاء والده؟ وهل خصصت استراحات وقصور رئاسة الجمهورية لأصحاب أولاد الرئيس وصديقات زوجته؟، وأتحدث هكذا عن الرئيس محمد مرسي وزوجته وأولاده لأنهم ساروا على نفس درب الرئيس السابق مبارك وبسرعة الصاروخ والتمتع بالقصور الشاهقة واستضافة الأصحاب والأحباب وكان من الأولى بالرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين ألا يفعل ما فعله مبارك من قبله، وأن يزهد في هذه الأشياء وإذا فعل أولاده وزوجته شيئاً يرهق ميزانية الدولة التي لا يجد لها مالا ينهاهم عنه، وهو الرئيس الزاهد المتدين، وبدلا عما سمعناه أنه يريد الاعتكاف العشر الأواخر من رمضان في قصر الحرملك الذي سيرهق ميزانية الدولة بمئات الألوف من أكل وشرب وعزايم من فلسطين، لأن مطبخ الحرملك لم يعجب السيدة زوجته، وفي ذات الوقت قصر الاتحادية مفتوح وميزانية أخرى، وان خرج الرئيس وقال سأدفع فواتير الأكل لزوجتي وأولادي لفندق فلسطين ولأصحابهم، ممكن يطلع بيان يقول كدا، لكن أسأله ومن سيدفع رواتب السائقين والعمال والأماكن والاستراحات والقصور والشواطئ لأولاده وأصحابهم؟! أليس هذا مال الشعب يا سيادة الرئيس؟!'.
    وفي الحقيقة، فانني لم أشر إلى ما نشرته 'الفجر'، انتظارا للرد عليه أيام الجمعة والسبت والأحد والاثنين، ولكن لم يحدث.

    الرئيس محمد مرسي مرمط نفسه

    وأما زميلنا وصديقنا رئيس تحرير 'صوت الأمة' الاسبوعية المستقلة - فقد وجدته يخطب وسط مجموعة من الناس، ليقول لهم عن الرئيس: 'لا أعرف من الذي اخترع كلمة 'مرمطون' وان كانت من فعل 'مرمط' و'تمرمط' مرمطة والمعنى على أي حال ظاهر الإهانة، أي أن يهين شخص ما نفسه، أو أن يهينه الآخرون، وقد مرمط الرئيس محمد مرسي نفسه أو قل إنه ولد هكذا، وعرف ان الطاعة سبيل الترقي فاتخذها سبيلا لنفسه في سلك جماعة الإخوان وظل محافظاً على عهد 'المرمطة' حتى بعد أن صار رئيساً منتخباً لمصر ووسط أجواء من تنازع المجلس العسكر ومكتب إرشاد الإخوان في التأثير على مرسي وصياغة قراراته، وترك مهمة لا يملك ان يعتذر عنها وكما اعتذر للناس ببلاهة، عن انقطاع المياه والكهرباء وكأن المسؤول شخص آخر غيره أو كأن اعتذار سيادته سيعيد الكهرباء الى أسلاكها والمياه الى مجاريها'!.
    ما علينا المهم أن الرئيس مرسي ضبط متلبساً بالمرمطة في تشكيل حكومة هشام قنديل، ويبدو أن مرسي وجد في الأخ هشام ضالته فالعينة بينة، والجواب ظاهر من عنوانه ورئيس الوزراء على ما بدا من تصريحاته الأولى يبدو شخصية ضعيفة وركيكة جداً، الصورة هكذا تقول لك أين يوجد الرئيس مرسي بالضبط؟ فهو تحت الكرسي وليس فوق الكرسي وهو يحمل أختاماً بينما الأسفار يكتبها غيره، فقد ظل المجلس العسكري حاضرا آمرا في مكتب الرئيس وكل معاوني وناصحي مرسي من رجال خيرت الشاطر المقربين ومرسي لا يملك الجرأة على خيانة أحد الطرفين، ولا يجد نفسه إلا في الطقوس الرئاسية الفارغة من المعنى وفي أداء صلوات الفجر والجمعة وفي تصريحات المتحدث الرسمي باسمه، التي تختلف في المساء عنها في الصباح، ولا تبقى للرئيس سوى بلاهة الاعتذار عن عدم أداء مهامه، والتفرغ لمهاتفة وملاقاة رئيس وزرائه الطيب هشام قنديل وحضور اجتماعات حكومة الخيبة، وحين يجيء الفشل المحتوم فسوف يقال لمرسي انه لا بأس فهي مجرد علقة تفوت ولا حد يموت، وهي مجرد 'حكومة على ما تفرج'، وسوف يصدق مرسي ما يقال له ويواصل الرئيس دوره 'المرمطوني' بامتياز'!؟.

    الوزارة فاشلة من شخصياتها عديمة الخبرة

    وإلى التشكيل الوزاري الذي أثار ويثير الكثير من علامات الاستفهام، لدرجة دفعت صديقنا واستاذ الجامعة في أسيوط والنائب الأول السابق للمرشد العام الدكتور محمد حبيب، الذي استقال من الجماعة ويسعى مع غيره من الإخوان لتأسيس حركة النهضة، كتب في 'المصري اليوم' يوم الأحد يقول عنها: 'مجرد مجموعة من الموظفين الأكاديميين الذين تدرجوا في سلك البيروقراطية العتيدة ووصلوا لمناصب مديري مكاتب أو رؤساء قطاعات في وزارات ثبت فشلها وعجزها وقلة حيلتها، ناهيك عن الوزراء التسعة الذين جاءوا من الوزارتين السابقتين، وزارتي شرف والجنزوري، صحيح أنهم في المجمل على كفاءة في تخصصاتهم لكننا لم نر لأحدهم تاريخاً نضالياً أو اشتباكاً مع رؤسائهم حتى فيما يتعلق بتخصصاتهم هم، بالقطع أناس طيبون، طيبون للغاية، وسوف يؤدون عملهم كما طلب منهم ولكننا لم نجد حلولا غير عادية أو أفكاراً غير تقليدية أو إنجازاً غير مسبوق، بالطبع نتمنى أن تكون رؤيتنا هذه خاطئة وظننا هذا ليس في محله، لا أتخيل أن هذه الوزارة قادرة على إحداث ثورة في التعليم أو البحث العلمي أو الصحة، أو الزراعة أو الصناعة أو الطاقة أو الإسكان، أشك كثيرا في أن هذه الوزارة سوف تكون لديها الجسارة الكافية في اقتحام بؤر وشبكات الفساد الموجودة في وزارتها، فالفساد متغلغل ومستشر في أوردة وشرايين مؤسسات كثيرة في الدولة حتى النخاع وهذا لا ينفع معه تردد أو اهتزاز أو إحجام بل حسم وثبات وإقدام وإذا كان هناك من يدعو إلى مصالحة وتساهل وغض الطرف.
    وعفا الله عما سلف، بعيدا عن سيف القانون والعدالة فلسنا معه'.

    الحكومة تضع المسؤولية بعنق رئيس الجمهورية

    أما في 'أخبار' نفس اليوم - الأحد - فكان رأي زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين الاسبق جلال عارف هو: 'الميزة الوحيدة لهذه الحكومة أنها تضع المسؤولية كاملة في عنق رئيس الجمهورية بوصفه رئيس السلطة التنفيذية وعلى الحزب الذي ينتمي إليه 'حزب الحرية والعدالة' بعيدا عن أي حجج تتعلق بتضارب الاختصاصات، اما الصدمة فتأتي من أن الناس انتظرت حكومة الأمل التي تمثل الثورة بعد عام ونصف العام من قيامها فإذا بها أمام حكومة موظفين، لا تكتفي بمخاصمة الثورة والثوار بل تطرح سؤالا لا ينبغي الهروب منه وهو هل نحن أمام تحالف جديد بين حزب الرئيس وبين الحزب الوطني المنحل، قبل التسرع في الإجابة لاحظ من فضلك أن الحزبين لهما نفس العدد من الأعضاء في الحكومة الجديدة'.
    وأما أغرب رأي قرأته عن إصدار الرئيس قرارا بتعيين رئيس الوزراء السابق الدكتور كمال الجنزوري مستشارا له، كان لزميلنا الرسام محمد عبداللطيف، والحقيقة انه ليس رأيه وإنما سمعه وهو جالس على مقهى، بجانب اثنين كان أحدهما يقول للثاني وهو يكاد يموت من الضحك.
    - لو حسني مبارك مش في السجن كان جابه رئيس.

    وزير الاعلام الذي سيحترق بالمنصب

    والذي حيرني في التشكيل الوزاري هو قبول زميلنا وصديقنا العزيز، والقيادي الإخواني صلاح عبدالمقصود منصب وزير الإعلام، لأنه سيحترق في المنصب، وسيخرج من الوزارة بتجربة مؤلمة له من الناحية الشخصية، وغضب شديد عليه من زملائه وهو الذين كان هناك شبه إجماع على محبته بسبب عمله النقابي الممتاز في مجلس نقابة الصحافيين، وأخلاقه العالية، وهدوئه، ذلك ان الوزارة عليها ديون تخطف السبعة عشر ألف مليون جنيه، وفي التلفزيون والإذاعة حوالي أربعين ألف موظف وعامل، والرقابة عليه سوف تشتد لرؤية هل سينحاز بالتلفزيون والإذاعة الى جانب الإخوان أم لا، ومحاسبته على أي هفوة، بالإضافة إلى أنه من خارج المبنى، وهو ما لا يرحب به العاملون كثيرا، والتجربة اثبتت فشل الصحافي في أي عمل إداري.
    وكنت انتظر من الجماعة بدلا من أن تسعى للاستحواذ على هذا المنصب الذي يجمع الصحافيون والسياسيون على إلغائه، كان عليها أن تؤسس شركة جديدة يتولى رئاستها صلاح لإصدار مجلات أو صحف خاصة لأنه كان يتولى فعلا رئاسة تحرير مجلتين شهريتين.

    لا الشعب صدق ولا فصائل المعارضة كذبت

    ولكن ماذا تفعل في جشع الإخوان وأوهامهم في السيطرة على الإعلام الرسمي، وكأنهم بديل الحزب الوطني وبدأوا في الاصطدام مع الصحافيين وتسببوا في مشكلة كبرى معهم قال عنها زميلنا رئيس تحرير 'الأهرام' محمد عبدالهادي علام يوم الأحد: 'بينما كان مخطط توريث السيد جمال نجل الرئيس السابق حسني مبارك منصب الرئيس يجري تنفيذه على قدم وساق على رؤوس الاشهاد، اتبع والده ورجاه تارة سياسة تكذيب ونفي وجود أي نوايا أو مخططات لتوريث نجله السلطة، ووصفوا أي حديث عن سيناريو التوريث بأنه نسج خيال، وكذب محض، واعتبروا أي متحدث به من مروجي الشائعات ومعارضي الشرعية وتعقبوه بالدعاوى القضائية، وتارة أخرى اتبعوا سياسة القتل بالإهمال على طريقة الكلاب تعوي والقافلة تسير، لكن لا الشعب صدق ولا فصائل المعارضة كذبت نفسها وهما يريان الحزب الوطني المنحل يعد المسرح لاستقبال نجل الرئيس رئيساً، وقطار التوريث يكاد يصل إلى محطته الأخيرة فميراث النظام من خلال (اكذب على الشعب) ثقيل بدءا من رفع شعار طهارة اليد في البداية وحتى قول رأس النظام لم أكن انتوي الترشح وهو يشرف على النهاية محاولا إنقاذ نفسه، وعندما وقعت الواقعة وقضي الأمر تهافتت الاعترافات من قيادات النظام السابق ورجاله لمحاولة إبراء الذمة، على نفس المنوال ينتهج الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة نفس السياسات في التعامل مع الحديث الدائر عن أخونة الدولة الذي يتجلى في مظاهر عديدة يغلفها مناخ الدعوة لإثبات الولاء للسلطة الجديدة وحديث بعضهم صراحة عن أن تولي كوادر الإخوان مناصب في مؤسسات الدولة حق وأن التفريط في ذلك جريمة، ناهيك عن إحياء هذا المناخ بعد ثورة، لتطلعات المنافقين والمؤلفة قلوبهم والخشية في أجواء كهذه، أن تعاني مصر بعد الثورة من ظاهرة شكلت إحدى سمات النظام السابق وهي ظاهرة التبوء اللا إرادي التي دفعت شخصيات لا تاريخ لها الى تبوء مناصب عليا في البلد قبل ثورة يناير'.
    هذا ما كتبه عبدالهادي ولكنه نسي ان المؤلفة قلوبهم لهم خُمس الغنائم، ولذلك يؤيدون الإخوان في غزوتهم للصحافة.

    رسالة سيد قطب ترى ان اسرائيل لا تريد الحركات الاسلامية

    وإلى الجزء الأخير من رسالة المرحوم سيد قطب إلى عبدالناصر، وجاءت في الحلقة المنشورة يوم الاثنين قبل الماضي بجريدة 'المسلمون'، قال قطب عن أسباب نشوء التنظيم الجديد والتخطيط لأعمال العنف والاغتيالات:
    1 - إن العنف الذي عومل به الإخوان سنة 1954 بناء على حادث مدبر لهم وليس مدبراً منهم - وهو حادث المنشية - والذي عوملوا به وحدهم دون سائر الأفراد أو الطوائف الذين اتهموا بمؤامرات لقلب نظام الحكم، أو للتجسس أو لغير ذلك، العنف الذي يتضمن التعذيب والقتل والتشريد وتخريب البيوت، هذا العنف هو الذي أنشأ فكرة الرد على الاعتداء إذا تكرر بالقوة، ولو كان نعلم أن الاعتقال مجرد اعتقال ينتهي بمحاكمة عادلة وعقوبات قانونية، حتى على أساس القوانين الوضعية المعمول بها لما فكر أحد في رد الاعتداء بالقوة، وأنا أعرف أنه ليست هناك قيمة عملية الآن لتقرير هذه الحقيقة ولكنها حقيقة يجب أن أسجلها في كلماتي الأخيرة.
    2 - انه مما لا شك فيه ان تدمير حركة الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية المماثلة في المنطقة، هدف صهيوني وصليبي استعماري، وهو وسيلة من وسائل تدمير العقائد والأخلاق في المنطقة وأنه تبذل جهود ومؤامرات مستمرة لتحقيق هذا الهدف وأنه لو استخدم في معاملة حركة الإخوان أسلوب آخر غير ما حدث، سواء في سنة 1954 أو في هذه المرة لأمكن تدمير المخططات الاستعمارية في المنطقة بدلا من تدمير الحركة الإسلامية، التي مهما قيل في أخطائها فإنها وقفت في وجه حركة الإلحاد والانحلال الأخلاقي التي كانت قد أخذت في المد بعد حركة أتاتورك اللادينية في تركيا وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط.
    3 - انه أعقبت ضرب الإخوان في سنة 1954 موجة من الانحلال الأخلاقي والاتجاه الإلحادي وستعقب ضربهم الآن موجة أشد لا يعلم إلا الله مداها، فلحساب من هذا الانهيار؟ انه قطعاً ليس لحساب هذا البلد ولا حتى لحساب النظام القائم على المدى الطويل والنظرة إلا بعد، فكل نظام في الدنيا وخصوصا النظام الناشئ في طور التجربة يحتاج إلى أخلاق ويحتاج الى عناصر متماسكة العقيدة والخلق لتنصر به وتحرسه ولا يحتاج فقط الى مجرد القوة، فضلا عن أعداء المنطقة الحقيقيين هم الذين سيجدون طريقهم سهلا في النهاية في وجه مجتمع منحل عقيدياً وخلقياً، ومهما كانت الآذان الآن غير مستعدة لسماع هذا الكلام فإن من واجبي إبلاغه وتبرئة ذمتي بقوله.
    4 - لقد سمعت عدة مرات من يقول وهل أنتم وحدكم المسلمون؟ أولا يكفيكم المؤتمر الإسلامي وبرنامج 'نور على نور' والمساجد تقام فيها الصلاة والناس يذهبون الى الحج.
    ويجب ان أقرر أن الإسلام شيء أكبر من هذا كله، انه نظام حياة كاملة وإنه لا يقوم إلا بتربية وتكوين للأفراد وإلا بتحكيم شريعة الله في حياة الناس بعد تربيتهم تربية إسلامية وإنه ليس مجرد أفكار تنشر أو تذاع بدون الأخذ في تطبيقها عملياً في التربية أولاً، وفي نظام الحياة والحكم أخيرا، وأن حركة الإخوان المسلمين كانت هي أنجح تجربة للتربية والإعداد، وإن أي خطأ في الطريق لا يبرر تدميرها، وخصوصا إذا كان الخطأ منها ناتجاً عن خطأ في معاملتها، ولقد أردت في سنة 1952 القيام بتجربة مثلها في هيئة شباب التحرير، وكان هذا الاتجاه معي في أول الأمر ولكن في النهاية تغلب توجيه جمعية الفلاح الأمريكية وأشتات المنتفعين الذين أرادوا هيئة التحرير بالصورة المهلهلة التي وجدت بها والتي تخالف كل ما كنا اتفقنا عليه بشأنها وبقيت حركة الإخوان هي وحدها القائمة بهذا الواجب، إن الإسلام لا يقوم ولا يوجد في بلد ليس فيه حركة تربية ثم قيام نظام إسلامي يحكم بشريعة الله في النهاية. هذه هي النهاية كلمات رجل يستقبل وجه الله يخلص بها ضميره ويبلغ بها دعوته إلى آخر لحظة والسلام على من اتبع الهدى'.

    قطب واتهام النظام بنشر الإلحاد والانحلال الأخلاقي

    وهكذا انتهت رسالة سيد قطب، وأود أن ألفت الانتباه الى انها نشرت في حينها في الصحف، والمحاكمة بعدها كانت علنية، أي أن الشعب قرأ رأي سيد قطب في ان النظام عذب الإخوان بعد عملية 54، وقوله انها مدبرة من النظام، واتهامه للنظام بنشر الإلحاد، والانحلال الأخلاقي، أي مجتمع كافر، ويعمل على تنفيذ مخطط صهيوني واستعماري لتدمير الإخوان، وأن عملية نشر الإلحاد، بدأت منذ حركة أتاتورك في تركيا، وهو يقصد من عام 1924، عندما ألغى الخلافة، أي أنه حكم على حسن البنا نفسه بالمساهمة في نشر الإلحاد والعمل لحساب الصهيونية والاستعمار، لأنه كان مؤيدا للملكين، فؤاد وفاروق، ولحكومات الأقليات، وغيرها، وهو نفسه شارك في أول تنظيم تقيمه الثورة وهو هيئة التحرير.
    وكان يحرض قادة الثورة على البطش بخصومها، واتهامه يعني اتهام كل مفكري وقادة الإخوان الذين شاركوا في الوزارة وفي الدعوة الإسلامية، وعملوا في ظل النظام، بدءا من الشيخ أحمد حسن الباقوري الذي تولى وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر، وكان عضوا بمكتب الارشاد وأحد المرشحين لخلافة حسن البنا قبل المرشد الثاني أحمد حسن الهضيبي، والشيخ محمد الغزالي بل والشيخ يوسف القرضاوي نفسه، وهو نفسه عندما كان في السجن صدرت له أهم كتبه في 'ظلال القرآن'، و'معالم في الطريق'، فهل هذه هي الأمانة والموضوعية، وكيف يمكن التعامل مع مثل هؤلاء الناس؟
    يلقون كل هذه التسهيلات في الدعوة والحركة والكتابة ويدبرون وهم في السجن مؤامرات للقتل والتدمير للاستيلاء على الحكم وتكفير الناس وتخوينهم؟ بل ما هي التركيبة النفسية لهم التي تجيز وتبرر كل ذلك، ويندهشون إذا رد عليهم من خططوا لقتلهم؟
    ومع ذلك، أعود وأكرر ما كتبته في أول كتاب لي عام 1975 وهو عبدالناصر المفترى عليه - من إدانة لتنفيذ الحكم بإعدام سيد قطب ورفاقه، وانه كان يكفي الحكم بالسجن، وقلت ايضا ان احدا من قادة الجيش الذين تسببوا في هزيمة 67 لم يتم إعدامه، لكن هذا شيء، والقبول بالإرهاب والإجرام وتكفير المجتمع والنظام، والكذب شيء آخر، وهؤلاء الناس - حتى اليوم - لا يزال أغلبهم على هذه الطريقة، ويضعون في عقول شبابهم معلومات كاذبة يبررون بها جرائمهم وانتهازيتهم التي مارسوها ويصورون أنفسهم في صور الملائكة والشهداء والاتقياء، وأصحاب النفوس والقلوب البيضاء التي لا يعرف الكذب والطمع وارتكاب الخطايا طريقا إليها، ولا يستحون من رفع أنفسهم علنا الى مرتبة الرسول والأنبياء، صلوات الله عليهم وسلامه، وكتاباتهم، لاكتتابات الآخرين شاهدة عليهم.
    بل وهدد أحدهم وهو زميلنا عامر شماخ في مقال له بجريدة حزبهم 'الحرية والعدالة'، بتوجيه اللوم الى الله سبحانه وتعالى إذا أدخل خالد الذكر الجنة، وهو ينتمي إلى مجموعة المرشد محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر وتجار الجماعة، أي انه لا تعجبهم بعض أحكام خالقهم، فكيف يدعون انهم الدعاة إليه؟

                  

08-07-2012, 06:34 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    مرسي وطنطاوي يتوجهان لرفح.. وجنازة عسگرية وشعبية للشهداء اليوم

    القوات المسلحة: الهجوم الإرهابي تم تحت غطاء قصف مدفعي من غزة
    انتشار مگثف لقوات الجيش في سيناء.. والنيابة العسگرية بدأت تحقيقاتها

    06/08/2012 11:38:02 م






    ‮ ‬إحدى المدرعات العسكرية تقف أمام معبر رفح الذى تم إغلاقه

    توجه الرئيس محمد مرسي والمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع القائد العام ورئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة إلي رفح عصر أمس لتفقد الأوضاع الأمنية بعد حادث الهجوم الغادر الذي تعرضت له قواتنا في المنطقة الحدودية مع إسرائيل مما أسفر عن استشهاد ٦١ ضابطا وجنديا واصابة ٧ آخرين.. رافق الرئيس والمشير اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية واللواء مراد موافي رئيس المخابرات. ب
    وكان الرئيس قد أكد في بيان عقب الحادث مساء أمس الأول ان هذا الهجوم لن يمر دون رد وان الذين ارتكبوا هذا الجرم سيدفعون الثمن غاليا مهما كانوا. ب
    وقد شهدت سيناء أمس انتشارا مكثفا لقوات الجيش بحثا عن الإرهابيين الذين نفذوا هذه الجريمة البشعة.. وبدأت النيابة العسكرية تحقيقاتها في الهجوم الإرهابي حيث تمت معاينة موقع الحادث وجثامين الشهداء والاستماع إلي أقوال المصابين في المستشفيات. ب
    وقد نعت القوات المسلحة شهداء الواجب والوطن التي نالت منهم ايادي الغدر والخيانة، وهم يقومون باشرف مهمة لحماية الحدود المصرية في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان المعظم، وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. ب
    وكشف بيان المجلس الأعلي للقوات المسلحة ان الهجوم الذي تعرضت له قواتنا تزامن معه قيام عناصر من قطاع غزة بالمعاونة من خلال أعمال قصف بنيران مدافع الهاون علي منطقة معبر كرم أبوسالم. ب
    وأوضح البيان ان القوات المسلحة إذ تقف اجلالا لشهداء الوطن وتتمني العافية لأبنائها المصابين، إلا انها تؤكد ان الدماء الذكية التي سالت لتروي الأرض هي دماء غالية دفعت فداء للوطن والأمة المصرية، وتقديرها لا حدود له، وان هذا العمل الإرهابي سيزيد من قوة إيمان وصلابة وعزيمة أبناء القوات المسلحة، ويعزز من اصرارهم بتنفيذ القسم علي أداء الواجب المقدس في حماية أمن وسلامة الأراضي والحدود المصرية. ب
    ولفت البيان إلي ان الحادث يعطي ويعكس مؤشرات ودلائل تحمل في طياتها مخاطر وتهديدات تتعرض لها سيناء، تتطلب منا جميعا اليقظة والحذر تجاه المخططات والمطامع التي تتعرض لها مصر، وان القوات المسلحة وأيا كانت الايادي التي استهدفت ابناء مصر الأوفياء وسعت للاضرار بمصالح الوطن ستقوم وبالتعاون مع قوات وعناصر وزارة الداخلية والأوفياء والمخلصين من سيناء بضبط فاعلي الحادث الإرهابي الغاشم ومعرفة من يقف خلفه. ب
    وتقام بعد صلاة الظهر اليوم جنازة عسكرية شعبية لشهداء الحادث الإرهابي في رفح.. تقام الجنازة في مسجد آل رشدان ويتقدم المشيعين الرئيس محمد مرسي والمشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة والفريق سامي عنان رئيس الإركان نائب رئيس المجلس الأعلي.. ويشارك فيها كبار رجال الدولة. ب
    وقد تم أمس نقل جثامين الشهداء الـ ٦١ والمصابين السبعة إلي القاهرة بطائرة نقل عسكرية من طراز »سي- ٣١«.. لتلقي العلاج ومن بينهم ٣ حالات خطيرة تم حجزها في مستشفي المعادي العسكري.. وصرح مصدر مسئول بالمستشفي العسكري بالعريش ان المستشفي استقبل كلا من احمد فتحي علي وحامد فرج الله محمود ومحمد عادل صالح وعماد نبيل أحمد ومحمد عوض عبدالنبي ومحمود أحمد حسين وإبراهيم سعيد عبدالوهاب.

    -------------

    مقالات


    عبـور

    بعدما جري

    06/08/2012 10:36:15 م




    بقلم : جمال الغيطانى


    جمال الغيطانى



    رأيت تصريحات الدكتور مرسي بعد منتصف الليل،‮ ‬بعد حوالي عشر ساعات علي وقوع العدوان الإرهابي علي الجيش المصري في لحظة الإفطار والذي استشهد فيه أكبر عدد من ضباطنا وجنودنا منذ حرب أكتوبر‮. ‬التصريحات لا تليق بالعدوان الخطير واللهجة التي قيل بها لا تتناسب مع الدماء الغزيرة للشهداء،‮ ‬كلمات إنشائية عادية يمكن أن تقال في حادثة عادية جرت نتيجة تصادم قطار مع توك توك في مزلقان جانبي،‮ ‬كلام إنشائي عن سيناء الآمنة،‮ ‬آمنة كيف وعصابات التطرف تنشط في مرتفعاتها ووديانها،‮ ‬وهذا أمر لا يخفي،‮ ‬وهذا النشاط موجود منذ سنوات ينمو ويتضخم وكل الأطراف علي علم به،‮ ‬أيضاً‮ ‬لابد من الإشارة إلي انتهاكات حكومة حماس الاخوانية للسيادة المصرية عبر الأنفاق التي يتم تهريب السلاح الآتي من ليبيا ومصادر أخري عبرها،‮ ‬والتي خرجت منها القوات التي هاجمت مراكز الشرطة أثناء أحداث الثورة وقامت بمهام أخري لم يكشف الستار عنها،‮ ‬لا يمكن أن تقوم فصائل التطرف الفلسطيني بعمليات ضد الجيش المصري دون علم حكومة حماس وثيقة الصلة الآن بالاخوان المسلمين الذين يحكمون في مصر،‮ ‬موضوع معقد وله ظلال دقيقة،‮ ‬ولكنني أكتفي بالتأكيد علي أن رد فعل الدكتور مرسي لا يتناسب مع الحادث،‮ ‬كان من المفروض أن يعلن الحداد العام علي شهداء مصر وأن تنكس الأعلام لمدة ثلاثة أيام،‮ ‬وأن يأمر بتشييعهم في جنازة شعبية تنطلق من التحرير،‮ ‬لن يسئ هذا للعلاقات بين الاخوان وحماس،‮ ‬والتنظيمات الجهادية،‮ ‬لكن هذا هو الحد الأدني من الاجراءات الواجبة والتي يمليها الضمير الوطني ـ إذا كان للوطن تقدير باق ـ وما يتناسب مع العدوان الخطير،‮ ‬إن الخسة التي اتسم بها توقيت الهجوم،‮ ‬وقت الإفطار،‮ ‬تتنافي مع أي دين أو أعراف إنسانية،‮ ‬أما المشهد فيتضمن قدراً‮ ‬من العبث التاريخي والسياسي،‮ ‬فالحدود المصرية تدمي بهجوم من فلسطينيين ومصريين متطرفين بينما إسرائيل تطارد المعتدين وتحذر من هجمات محتملة،‮ ‬أما جماعة الاخوان الحاكمة ورئيسها فلا تعلن الحداد ولا تتخذ موقفاً‮ ‬صارماً،‮ ‬إنما تستعد لإغارة انتقامية ضد الصحافة المصرية القومية‮ ‬غداً‮ ‬الأربعاء،‮ ‬إنه الجنون والعبث مجسدين‮.‬


    ---------------

    نقطة نظام

    جبهة لإنقاذ ‮»‬الأخبار‮« ‬من الإخوان

    06/08/2012 11:06:56 م




    [email protected] - بقلم‮ :‬- مدىحة عزب


    مدىحة عزب



    سعدت عندما قرأت أن جبهة لانقاذ مصر من الإخوان قد تكونت مؤخرا،‮ ‬وأن مؤسسي هذه الجبهة قد اعتبروا مهمتهم مقدسة حيث لابد من تحرير مصر التي احتلها الإخوان وركبوا علي أنفاسها ويحاولون الآن جاهدين تغيير هوية الدولة وتغيير‮ ‬شخصيتها من دولة مدنية الي دولة دينية يمسك فيها ولاة الأمور بالكرابيج التي تلسوع أي واحد مش علي مزاجهم بحجة مخالفة الشرع‮.. ‬والحقيقة أنني أوافقهم تماما في ذلك،‮ ‬فالإخوان بعدما وصلوا الي سدة الحكم،‮ ‬يسعون الآن للسيطرة علي بقية مقاليد الأمور في مصر،‮ ‬ونجدهم الآن ينفذون ما سبق وأعلنوه منذ مجيئهم الي الحكم‮.. ‬ألا وهوتغيير رؤساء تحرير الصحف القومية الكبري وذلك لخصخصة توجهاتها لحساب الإخوان كده علي بلاطة،‮ ‬دونما أي ضرورة لهذا التغيير خاصة أن رؤساء التحرير الحاليين لم يكملوا المدة القانونية المحددة لهم،‮ ‬وباعتباري صحفية‮ ‬أنتمي لأعرق دار صحفية في الشرق الأوسط وهي دار أخبار اليوم فسوف أقصر حديثي اليوم عنها،‮ ‬لقد وجد مجلس الشوري الإخواني نفسه أمام صحافة حرة لأول مرة في مصر منذ عشرات السنين،‮ ‬صحافة هي لسان حال الشعب وليست لسان حال الحاكم،‮ ‬صحافة تنصب كل توجهاتها في مصلحة الناس البسطاء وليست لمصلحة أي فرد آخر حتي ولوكان رئيس الجمهورية ذاته،‮ ‬فجن جنونه،‮ ‬لابد من تغيير الأشخاص لتطويع المواقف لتصب كلها بعد ذلك في خانة مصلحة الإخوان خاصة وأنه لا يبدومن السياسة التحريرية لرؤساء تحرير اصدارات أخبار اليوم وعلي رأسهم‮ " ‬المتمرد‮ " ‬ياسر رزق أي بوادر أمل في تطويع مواقفهم لصالح الإخوان،‮ ‬وهذا الذي يرونه متمردا أراه عبقريا وعندما أقول عبقريا فأنا أشهد الله سبحانه وتعالي علي ذلك كشهادة حق خالية من أي نفاق،‮ ‬لأني لا يبعد بيني وبين سن المعاش‮ ‬غير بضعة أعوام تعد علي أصابع اليد الواحدة وأحمد الله سبحانه وتعالي علي ذلك،‮ ‬ولست وحدي التي تشهد لياسر رزق بالعبقرية بل تقريبا معظم العاملين بالمؤسسة وذلك استنادا لأرقام التوزيع الهائلة التي حققتها الأخبار منذ جلس علي مقعد رئيس التحرير وحتي الآن،‮ ‬تلك الأرقام التي كان من المستحيل أن تتحقق لولا أن رأي القاريء في الأخبار مرآة صادقة تعكس‮ ‬آماله وآلامه،‮ ‬والمدهش أن هذا العبقري عندما أرادوا أن يقيمونه في مجلس الشوري لم يحصل علي الدرجات النهائية كرئيس تحرير ناجح،‮ ‬منتهي الاستهبال ومنتهي الظلم أيضا،‮ ‬هل يتصورون أنهم بذلك سوف يقنعوننا بأن ياسر رزق لا يصلح لرئاسة تحرير الأخبار ولا بد من تعيين آخر ؟ أنا لا أشكك اطلاقا في كفاءة العديد من الزملاء لتولي هذا المنصب الرفيع ولكن سؤالي هو‮: ‬ما الضرورة الي ذلك خاصة أن ياسر رزق لم يكمل حتي العامين في رئاسة التحرير؟ وأعود الي النقطة الأساسية التي بدأت بها وهي جبهة انقاذ مصر من الأخوان الذين احتلوها،‮ ‬وأعتقد أن البداية الصحيحة لذلك هي توعية الجهلة والبسطاء وأصحاب التعليم المحدود بأن الإخوان ليسوا ظل الله في الأرض كما يتصورون،‮ ‬وأدعوفي نفس الوقت لتأسيس جبهة موازية لانقاذ جريدة الأخبار من الإخوان فليس من المعقول أوالمقبول أن نري جريدتنا تغتال ونقف نتفرج،‮ ‬فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا كده أهو‮.. ‬وعسي أن يكون قد اقترب ذلك اليوم‮

    -----------------
    شفيق: ضبابية مواقفنا يستغلها الإرهابيون لقتل أبنائنا
    الإثنين, 06 أغسطس 2012 16:38

    أحمد شفيق
    كتبت – هدير الجمّال: طالب الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق و المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، بكل تكريم معنوي ومادي لشهداء العملية الارهابية، فهم لن يرتاحوا في قبورهم حين يتلاعب البعض بتوصيف هذه الجرائم في تصريحاتهم وبياناتهم.

    وأكد شفيق من خلال حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، على أهمية توحد المصريين ونبذ خلافاتهم في مواجهة تهديد الأمن القومي، الذي ليس له سوى تعريف واحد ولا يقبل أى جدل أيديولجي أو التفاف سياسي.
    وأضاف أن الإرهاب لا يهتم بالكلمات ولا تعنيه التصريحات، وإنما يكون التعامل معه بمواقف واضحة لا لبس فيها ولا تحمل اكثر من معنى، لافتًا إلى ان الادانات وحدها لن تثأر لشهدائنا، ولن تكفي للرد على الامتهان الذي تعرض له أمن مصر القومي، والانتهاك الذي تعرضت له سيادتنا .
    ولفت الى انه حين يدرك الإرهابيون عدم وضوح مواقفنا، فإنهم يستغلون هذا ويختلقون الفرص التي تفقدنا أبناءنا الأبرار، مؤكدًا على أنه لاشيء يعلو فوق أمن مصرنا القومي، ذلك الأمن الذي تجتاحه للأسف عواصفا وأنواء خلال هذه الايام، رحم الله شهداءنا وأدخلهم فسيح جناته.


    -------------

    إحالة بلاغ بكري ضد المرشد لنيابة شرق القاهرة
    الإثنين, 06 أغسطس 2012 16:32

    مصطفى بكرى
    كتب - رمضان إبراهيم: أحال النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، البلاغ المقدم من مصطفى بكري عضو مجلس الشعب السابق، ورئيس تحرير جريدة الأسبوع ضد كل من المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين،

    وصابر أبو الفتوح عضو مجلس الشعب السابق وعلي خفاجي أمين شباب حزب الحرية والعدالة والمدعو جبر المصري المحرر ببوابة الحرية والعدالة .. إلى المستشار المحامي العام لنيابات شرق القاهرة الكلية للفحص واتخاذ اللازم قانونًا والذي اتهمهم فيه بالسب والقذف في حقه والبلاغ الكاذب ضده.
    كان النائب العام قد تلقي صباح اليوم بلاغًا من مصطفى بكري، ضد المشكو في حقهم سالفي الذكر .. قيد برقم 2175 لسنة 2012 بلاغات النائب العام .. أوضح فيه أنه بتاريخ 4 أغسطس الجاري نشرت صفحة بوابة الحرية والعدالة على شبكات الإنترنت خبرًا بعنوان "أمين الشباب بحزب الحرية والعدالة يطالب بالتحفظ على بكري" وطالب علي خفاجي النائب العام من خلال الخبر بالتحفظ على محمد أبو حامد وتوفيق عكاشة ومصطفى بكري لتحريضهم على حرق مقرات الإخوان المسلمين والحرية والعدالة، وقال خفاجي في تصريح له للبوابة "إن أحداث حرق مقر ميت عقبة والهرم جاءت متزامنة مع دعوات أبو حامد وعكاشة وبكري لحرق مقرات الإخوان المسلمين".
    واوضح في الخبر المنشور بالبوبة أن حرق مقر ميت عقبة والهرم جاء في توقيت واحد وهو الساعة الرابعة والنصف فجرًا وهو ما يوضح ان هناك مخططًا لتنفيذ هذة الدعاوي مطالبًا النائب العام بالتحفظ على أصحاب الدعوات بحرق المقرات .. وأشار إلى ان الجماعة لديها فيديوهات تؤكد هذه الدعوات على الفضائيات وهو مايعد تحريضًا صريحًا ضد جماعة الإخوان المسلمين.
    وبتاريخ 5 أغسطس الجاري نشر موقع المصري اليوم خبرًا على لسان صابر أبو الفتوح عضو مجلس الشعب السابق والقيادي في حزب الحرية والعدالة .. يؤكد فيه تلك الأتهامات لكل من مصطفى بكري ومحمد أبو حامد.
    ولذلك تقدم مصطفى بكري اليوم بذلك البلاغ للنائب العام بعد أن أعتبر ذلك سبًا وقذفًا في حقه ويعد ذلك جريمة بلاغ كاذب ضده, ونفي بكري في بلاغه للنائب العام ماورد بتلك الأخبار المنشورة، وأكد انه سبق وقد حذر من العنف وكان ذلك من خلال حسابه الخاص على تويتر .. كما أكد ان القول بوقوع تعديات يختلقها المشكو في حقهم وقيادتهم هو قول مرسل وذلك كسبيل لتصفية حساباتهم مع خصومهم السياسيين. وطالب بكري في نهاية بلاغه باتخاذ اللازم قانونًا وإجراء تحقيق سريع مع المشكو في حقهم مع حفظ كافة حقوقه القانونية.

    -------------------

    الثورة ضد الإخوان تقسم الشارع المصري إلى "فسطاطين"
    الإثنين, 06 أغسطس 2012 23:06

    الثورة ضد الاخوان 24 اغسطس
    كتبت: إيناس شعبان –عفاف حمدي – آيات أحمد تباينت ردود أفعال المصريين بين مؤيدين ومعارضين للثورة ضد الإخوان التي دعا إليها محمد أبو حامد عضو مجلس الشعب السابق باسم "ثورة الغضب" ضد الإخوان، يومي 24 و25 أغسطس أمام القصر الجمهوري.

    وجاءت آراء معارضي الثورة ضد الإخوان لأن الدولة تحتاج لمرحلة من الهدوء والاستقرار والعمل.

    قال سامح محمد - صاحب محل - : كفانا ثورات، فثورة يناير لم تفعل شيئا، ويجب أن نترك من يعيش يعيش ومن يمسك الحكم يمسكه، فلو قمنا بثورة أخرى سنموت كلنا ونخسر بعضنا البعض.

    وأوضح إبراهيم محمد "موظف" لماذا نقوم بثورة ضد الإخوان؟! إنهم لم يفعلوا شيئا حتى الآن, ويجب أن نعطي فرصة لهم لنرى ما يفعلونه، وندعو لهم بالتوفيق في إصلاح البلد وبنائها وتعميرها.

    وأضاف محمد علي- محاسب - : إن الثورة ضد الإخوان لا تعجبني, ويجب أن نمنحهم فرصة, فهم يستطيعون إصلاح البلد, إذا أعطينا لهم فرصة للحكم والعمل, قد يقدمون للبلد إنجازات, ولكن هذا قد يستغرق فترة طويلة, ولكن هناك من يقف ضدهم، ولا يريد أن يعطيهم الفرصة, فمن يريد الثورة ضد الإخوان يريد أن يظل الفساد قائما.

    وقالت عزة أحمد - موظفة - كفانا ثورة وربنا يصلح حال البلد، وأنا ضد أي ثورة ضد الإخوان، مضيفة "ماخدناش من الثورة غير وجع القلب".

    وأوضحت إيمان - صحفية - إننا في وقت لا يحتاج إلى ثورات, فنحن نريد العمل والإنتاج, فلا يوجد أمامنا سوى العمل, والإخوان تولوا الحكم، لذا يجب على كل فرد أن يفعل الأصلح والأفضل الذي يريده, ولا نقوم بثورات الآن؛ حتى لا ندخل في حروب أهلية, ولا نعطي فرصة لأحد من الخارج أن يتدخل في شئوننا".

    وأضافت فاطمة أن هذه الثورة تقوم بسبب الحكومة الجديدة؛ لأن الناس لم تعرف عنها شيئا وأنها غير مشهورة, ومن الممكن أن تفعل هذه الحكومة ما لم تفعله غيرها من الحكومات, حيث جاءت حكومات كثيرة معروفة، ولم تفعل لنا شيئا, فيجب علينا أن نصبر ونرى ما يفعله مرسي, فإذا فشل وقمنا بثورة يلتف حولنا الشعب، ويكون لدينا الدليل على أنه لم يفعل لنا شيئا.

    وعلى الجانب الآخر قال محمد عبدالمنعم – أحد المؤيدين للثورة ضد الإخوان - احنا عايزين 30 ألف ثورة ضد الإخوان, ونحن نريد مصر آمنة، الكل يعيش فيها مع بعضهم مسلم مع مسيحي, ونريد حياة ومعيشة كريمة بدون اشتباكات, وكل واحد يحترم الآخر, وتعم الوحدة الوطنية بيننا, فنحن لا نريد الإخوان لأنهم لم يفعلوا شيئا حتى الآن، بل على العكس زادت مشاكل المياه والبنزين والصرف الصحي والزبالة وانقطاع الكهرباء وغيرها.

    وأضاف ثروت لطفي الذي اتفق معه في الرأي: إن الاخوان لا يريدون إصلاحا للبلد بل يريدون البطالة, وأن يعم البلاد الخراب, فكل مايهمهم السلطة ومصالحهم فقط، وأنا مع الثورة ضد الإخوان, كما أن مرسي لم يكن له هيبة وشخصية ليستطيع أن يتحكم في البلد.



    الإخوان المسلمون بين منطق الدولة ومنطق الدعوة
    عبدالرحمن ابوذكري
    2012-08-06


    للسياسة منطقان لا ثالث لهما: منطق الثورة ومنطق الدولة.. منطق الحركة ومنطق النظام.. منطق التغيير ومنطق الإصلاح.. المنطق الجذري المتدفِّق والمنطق المحافظ الراكد. وتُحدد اللحظة التاريخيّة والإرث الثقافي والسياسي ملامح المنطق السائد وطبيعته المُتفرِّدة، تلك الملامح التي تصبغ التحوّلات السياسيّة في مجتمع مُعيّن. ولا يعني ذلك سيادة منطق دون منطق بشكل كامل ونهائيّ، بل يعني هيمنة منطق على منطق، واستحالة الجمع بين المنطقين على التوازي، وبالدرجة نفسها. إذ لا بُدّ من هيمنة منطق ما على النموذج، فالميلُ فطرة إنسانيّة.


    ومنطق الدعوة كما فهمه الراشدون، هو على النقيضٌ من منطق الدولة ونظامها الراكد. فالدولة قد تتوسَّع، بالغزو، غزو جوّاني الإنسان وبرّانيه بالسلع والجيوش والإعلام المضلل. لكنّ الدعوة تغزو فقط لتُزيح العوائق البرّانيّة عن كاهِل الإنسان، وتُخلّي بينه وبين جوّانيه، وتضعه أمام مسؤوليّاته كمُستخلَف، ليتلقّى دعوة الله بلا حجابٍ، فيرفُض أو يقبل بوعي كامل، وبغير شُبهة إكراه. إن الحركة سمت الدعوة، وروح منطقها، فالركود يُفرغها من مضمونها، ويُحيلها لرسوم وبروتوكولات كهنوتيّة. بل إن التعامُل بمنطق الدولة، من المنظور القرآني؛ يجب أن يخضع كُليًّا لمنطق الدعوة. وقد كان ذلك جليًّا في الناموس الذي سُنّ للأمّة بغزوة بدر الكُبرى. لقد خرج الصحابة يطلبون غير ذات الشوكة؛ ليستعيضوا به عما سُلبوه بهجرتهم، وأراد الله أن يُحقّ الحقّ ويُبطل الباطل، بل وأن يجعل ذلك هو الدافع الأساسيّ، وربما الوحيد، للغزو في الإسلام. إنه يُعلّمنا أن الحركة بالدعوة داخل التاريخ ليست فرضاً على من تسمّوا ب'الإسلاميين' فحسب، بل هي فرض عين على كُلّ من اختار الإسلام وآمن به عن وعي وإرادة.
    إن اللغط الذي يُثيره البعض لمطالبة الإخوان بفصل الدعوي عن السياسي لا علاقة له بدعوة الإسلام، ولو تبنّتهُ تنظيمات وجماعات وأحزاب 'إسلاميّة'، فهو دجل بعض مُحترفي السياسة ليس إلا. فمنطق الدعوة الإسلاميّة ينطوي على السياسة، لكنَّه ليس منطقاً سياسيًّا صرفاً، ولا يُمكن أن يكون. إن المطالبة بفصل الدعوي عن السياسي ليست في جوهرها علمنة للمارسة السياسيّة وفصلها عن القيم الإسلاميّة فحسب، بل هي تجلّ لخوف محترفي السياسة اللاأخلاقيّة من أن يستأصل منطق الدعوة شأفة منطقهم الذي يُخالف التصوّر الإسلامي جُملةً وتفصيلا. إذ منطق الدعوة هو ذاته منطق الحركة، منطق الثورة على الواقع والسعي حثيثاً لتجاوزه. لكن مُحترفي السياسة لا يستطيعون العمل إلا داخل بنية هرميّة سُلطويّة صلبة، يألفون آليّاتها ويستطيعون وحدهم الحركة بين مستوياتها المنغلقة بسلاسة. أمّا منطق الدعوة/الثورة الذي لا يتقيّد ببنية أبداً، سواءً كانت هذه البنية دولةً أو تنظيماً أو حزباً ô إلخ، فإنّهُ يُبلبل معارفهم وخبراتهم المحدودة. إذ الدعوة تتحرَّك أُفقيًّا في فضاء الوجود الإنساني بكُل حُريّة، لكنَّ مُحترفي السياسة تقتصر قُدراتهم الحركيّة على الصعود والهبوط داخل هرم كهنوتيٍّ مُقفل، ويعجزون عن الحركة في الفضاء المفتوح، فأعظم مشروعاتهم طُرًّا لا يُمكن إدراكه وتطبيقُه سوى داخل الهرم السُلطوي الصغير.


    إن سوء استخدام بعض الإسلاميين للفظة الإصلاح وتشوّه منطقها في حسّهم، ناتج عن تشوّش فهمم لطبيعة الخطاب والمخاطب في قصّة النبي شُعيب التي أوردتها سورة هود، ودأب الإخوان وغيرهم على اقتباس قولة شُعيب منها: 'إِنْ أريد إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ'.
    فهُم يستخدمونها خارج مجالها، ويُعطّلونها في مجال عملها فالإصلاح الذي يتحدَّث عنه شعيب، كما يتجلّى من سياق الآيات، هو الإصلاح الجوّاني للنفوس، الذي يسبق الإصلاح البرّاني للمجتمعات، وهو الإصلاح الذي أُرسلت به الرُسل جميعاً. ولا علاقة له بالتصالُح مع الواقع السياسيّ والاضطلاع بما يُسمّى ب'الإصلاح السياسي'؛ الذي يعني إدارة الواقع المريض بشكل أكفأ. يكاد المدلولان يتعارضان، وإن استعملا نفس الدال. لكنّ الدلالة القرآنيّة هي الحُجّة، ولا حُجّة للدلالة الإخوانيّة وإذا كان الإصلاح الجوّاني التدريجي للنفوس هو منتهى أمل أيّ دعوة، فإن تقويض الواقع البرّاني المريض هو واجبها الحتميّ لتُفسح الطريق لعلاج النفوس ونموّها في بيئة صحيّة. فالدعوة ليست منوطة بتقويض الإنسان أو قهره على تغيير اعتقاده، بل هي منوطة أصلاً بتقويض واقعه البرّاني المزيّف، والذي يحول بينه وبين تعرُّف العلاج، وتفيؤ صحّته. إنها مسؤولة عن استبدال الواقع المادّي وليس عن استبدال الإنسان. مسؤولة عن العناية بالإنسان وليس عن التصالُح مع واقعه المتردّي

    .
    إن هيمنة منطق الدولة على تصوّرات هذا الجيل من الإسلاميين قديمة. وابتداءً من سبعينيّات القرن العشرين؛ حين تشظّت الحركة الإسلاميّة إلى جيوب صغيرة، فإن كُلّ الشظايا قد حملت في ثناياها نفس الفيروس، الذي تجلّى نماذجيًّا، وبشكل عنيف في أدبيّات وأولويّات وآليّات تنظيمات الفنيّة العسكريّة والجماعة الإسلاميّة المُسلًّحة والجهاد. واختلفت تجلياتُه عند الإخوان وبعض التيّارات السلفيّة السُلطويّة، ففي حين سعى الأوّلون للوصول للسُلطة من خلال البرلمان والمعارضة، سعى الأخيرون للتماهي مع الأنظمة الحاكمة والاندماج فيها. كانت الدولة هي هدف الجميع، وبلا استثناء تعددت الطُرق، والكُلّ يُريدون روما.


    لقد أظهرت الممارسة السياسيّة للإخوان، ابتداءً من دخولهم البرلمان منتصف الثمانيّنيّات، أنهم يتبنّون هجيناً مُعدّلاً وغير مسبوق. يتبنّون منطق الدولة على المستوى النظريّ، ولو تدثّر خطابهم بديباجات دعويّة للاستهلاك التنظيمي. لكن جاءت ثورة يناير لتكشف أنهم غير قادرين عمليًّا على الاسترسال في أيّ من المنطقين للنهاية، وأن الأزمة الفكريّة التي يُعانيها التنظيم طاحنة، وأن انعكاساتها على الأداء السياسي كارثيّة. وذلك كما تجلّى في اختيارات الرئيس محمّد مُرسي لوزرائه اختيارات شاذّة لا معنى ولا لون لها، حتّى ولو كان لوناً أيديولوجيًّا.
    ورُبّما يجوز لنا قراءة المسار الملتوي للإخوان مقارنة بالمسار الإيراني في الانتقال من الثورة إلى الدولة، وليس ذلك انطلاقاً من اعتبار الثورة المصريّة امتداد للثورة الإيرانيّة، كما يهرف الإيرانيّون عن جهل، بل بسبب المقدرة التفسيريّة لتلك المقارنة وعوامل القُرب الزماني والمكاني والتقاطُعات الأيديولوجيّة في مسألتي الدولة والنظام الاقتصادي على وجه الخصوص. فإن كانت الثورة الإيرانيّة ونظاميها الاقتصادي والسياسي المأزومين حالياً قد عبّرا بدرجة كبيرة عن الأيديولوجيّة التي بلورتها الثورة، فإن مشروع الإخوان الاقتصادي والسياسي لا يُعبِّر حتّى عن أيديولوجيّة واضحة، ولا عن اضطراد تاريخي في النمط.


    لقد سارت الثورة الإيرانيّة في مسارها لأقصاه، فأتمّت قطيعتها المعرفيّة مع ما سبقها وأعادت كتابة تاريخها القوميّ، ودفعت الولايات المتحدة الأميريكيّة للاعتذار رسميًّا لإيران عن التدخُّل في شؤونها الداخليّة، بترتيب وتمويل الانقلاب على الدكتور مُصدَّق، وإعادة الشاه إلى عرشه أوائل خمسينيّات القرن العشرين. صحيح أن الاعتذار جاء على لسان الرئيس الأميريكي الأسبق بيل كلينتون، في عهد مُحمَّد خاتمي مؤذناً باكتمال تحوّل إيران من الثورة إلى الدولة. ذلك التحوّل الذي بدأ في حياة الخميني على استحياء، وشغل كُلّ مساحة العمل السياسي على يد رفسنجاني، وجاء وزير ثقافته، خاتمي، ليجني ثماره، ويُرسِّخُه. لكنّ انتقال إيران لمنطق الدولة كان تعبيراً عن الأيديولوجيّة التي صاغتها الثورة، ولو تمّ تقليمها وتشذيبها فيما بعد. لقد كان الاعتذار الأميريكيّ لإيران الدولة في هذا التوقيت اعتذارين، لكنّهُ أرخص كُلفة من اعتذار واحد لإيران الثورة؛ قد يزيد رصيدها الجماهيري. الاعتذار الأوّل للأيديولوجيّة الثوريّة المتكلِّسة وسرديّتها التاريخيّة الجديدة؛ التي فقدت القدر الأكبر من فعاليّتها الاجتماعيّة، والاعتذار الثاني للدولة التي تدخَّل الأميريكان في شؤونها، ويرغبون في طيّ صفحتها إلى أجل. إعتذارٌ عاطفيّ، والآخر سياسيّ لقد سارت الثورة الإيرانيّة في كُلِّ منطق لنهايته، وابتداءً بأزمة الرهائن، ومروراً بالحرب العراقيّة، واغتيال معارضي الثورة في الداخل والخارج، وصولاً إلى الاعتذار الأميريكي، فملفّها النووي خاضت إيران تجاربها بشكل كامل ومُضطرد، بما يتسق مع أيديولوجيّتها، ويخدم أهدافها.
    لقد وعد الرئيس مُحمَّد مُرسي المصريين بمحاكمة مُجرمي النظام السابق، والمسؤولين عن الفساد وقتلة الشُهداء، فهل يستطيع ذلك فعلاً وهو غير قادر على السيطرة على الجهاز الإداري للدولة الذي يتلاعب به بقطع المياه والكهرباء؟! ولن يجمح بي الخيال لأتصوّرهُ وقد فتح ملفّات تعذيب وقتل النظام الناصري للمصريين، وأكثرهم من الإخوان، فالجماعة لم تجرؤ حتّى على مُلاحقتهم قضائيًّا طوال 40 عاماً بدعوى العفو والصفح، وكأنها تملك ذلك بل إن أكثر قياداتها يتبجّحون بهذا الصفح وكأنّهُ حقُّهم، وكأن الأمر ليس شأناً عاماً يجب أن يُعاد عرضه على القضاء.


    أيّ المنطقين يتبنّى ابن جماعة الإخوان المنتخب إذا كان مقرَّه الرئاسي حتّى اليوم غارق في الفوضى تحرُسُه قوّات الأمن المركزي وليس الحرس الجمهوري، وهو يتعامل مع مرؤوسيه بأريحيّة ساذجة، حتّى أمسى الأمر موضع تندُّر زوّارُه أهو منطق الدولة الذي يسعى لوراثته من مبارك؟! أم منطق الدعوة الذي يُفترض به وراثته من عُمر؟! أيُّ المنطقين يجعل البلد تغوص في الفوضى إلى الأذنين؟! إنّهُ ليس قادراً على الاسترسال في أيّ منطق منهما حتّى يمكننا محاكمته له، وتقييم أعماله. ولن تؤدّي سياسة إمساك العصا من منتصفها سوى لكسره هو وجماعته قريباً.
    لقد بدأ مُرسي بإدارة صراعه مع العسكر بأسلوبٍ ظاهره الحنكة، فسعى لتحييد الجيش وحصر الصراع في دائرة قيادات المجلس العسكريّ، فضلاً عن استعادة البرلمان لدعم جبهته، فاستبشرنا، وقُلنا لعلَّهُ قادرٌ فعلاً على الاسترسال في منطق الدولة وجمع خيوطها بين يديه، لكنَّهُ تراجع سريعاً وبلا مُبرر، برغم الدعم الشعبي الذي لم يكُن فتيله يحتاج سوى لخُطبة واحدة يُكاشف فيها من انتخبوه وحين بدا أنهُ ينسلت رويداً رويداً من القيود التنظيميّة للجماعة، استبشرنا، وقُلنا لعلَّهُ يكون رئيساً لكُلّ المصريين، فإذا به لا يستطيع أن يكون رئيساً لبضعة موظّفين في مقرِّه الرسميّ.


    ولن أقول أننا حلُمنا -يوماً ما- باعتذار أميريكيّ عن تدخُّل استخباراتها في شؤوننا ودعم انقلاب العسكر عام 1952؛ لوجستيا واستخباراتيًّا وسياسيًّا. فهذا يحتاج لإعادة كتابة تاريخنا، والإخوان أعجز من أن يكتبوا تاريخهم الخاص، بل إنّهم يُعادون ذلك على كثيرٍ من المستويات، باعتبار أن الكائن الإخواني كائن استهلاكي ذي وجدان مُعاد للتاريخ لكنّي كُنت أحلُم بأن يستطيع الإخوان، وتيّارات ما يُسمّى ب'الإسلام السياسي'، تغيير الصورة الذهنيّة التي رسّخها الإعلام لذوي اللحى، طوال ما يزيد على النصف قرن باعتبارهم حفنة من ضيّقي الأُفق. وقد كشف الماء الآسن الذي فاض به النهر خلال الشهر الأوّل من ولاية محمّد مُرسي أن هذا الحُلم الأخير قد يكون قابلاً للتحقُق، لتتغيّر صورة الملتح في الإعلام من ضيّق الأُفق إلى ...!!.

    ' مفكر وأديب وناشر مصري

                  

08-08-2012, 05:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    31qpt970.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    بلاغ للنائب العام باتهام مرسي بالتسبب بقتل الجنود المصريين..

    أسقف الجيزة ينفي تهجير أقباط دهشور
    حسنين كروم
    2012-08-07


    القاهرة - 'القدس العربي' - من حسنين كروم:



    ما تزال حالة الذهول تسيطر على المصريين بسبب الهجوم الإرهابي ضد نقطة الحراسة واستشهاد ستة عشر من الضباط والجنود ممزوجة بالإحساس بالإهانة الوطنية إلا أنها بدأت تتحول إلى موجة غضب تتجه إلى رئيس الجمهورية والإخوان والإسلاميين وحركة حماس، وضد أجهزة الأمن والقيادة العسكرية لأن الذين نفذوا الجريمة إسلاميون متطرفون والعملية تمت بعد قرار رئيس الجمهورية الإفراج عن أعداد من الذين كانوا في السجون من أعضاء الجماعات بأحكام قضائية في قضايا إرهابية وفتح معبر رفح، كما بدأ الناس يقارنون بين إسرائيل ومصر وكيف انها أنذرت مواطنيها بترك سيناء قبل العملية بثلاثة أيام، واستعدت لها، ودمرت العربة المدرعة التي سرقها الإرهابيون ودخلوا بها من حدودها، بينما لم تتخذ مصر أي استعدادات، واكتفت بالقول بأن إسرائيل تريد محاربة السياحة في مصر. وإلى بعض مما عندنا:

    الحداد ثلاثة أيام على شهداء سيناء

    أمر الرئيس بإعلان الحداد ثلاثة أيام وقام والمشير طنطاوي بزيارة رفح، وأدلى الرئيس بتصريحات عن فرض السيطرة الأمنية الكاملة على سيناء، وقال عبارة لم أسترح لها، وهي - سنأخذ بثأرنا من الذين قتلوا أبناءنا - وكلمة ثأر، لا يجب أن تصدر عن مسؤول، فما بالك برئيس جمهورية، ثم الثأر من من؟
    وإذا قبضنا عليهم، فلا بد من تقديمهم للمحاكمة؟ وأما رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل، فصرح هو الآخر قائلا: 'سأعمل مع القوات المسلحة المصرية والداخلية لتحقيق القصاص لدم الشهداء'.
    أي كلام يا عبدالسلام كما يقولون، أما الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الإخوان فقد أكد أن لديه المعلومات التي لم تتوصل إليها المخابرات الحربية والعامة والأمن الوطني عندما قال بالنص عما حدث:
    'وراءها قوى كبيرة تهدف الى عرقلة الحكومة الوليدة والرئيس المنتخب في تنفيذ برنامجه الإصلاحي والذي سيحدث نهضة شاملة لمصر'.
    وتوقعت أن يكون أكثر تحديدا ويقول انها أمريكا وإسرائيل والفلول وضاحي خلفان وشفيق ياراجل، وأول معلومات محددة هي التي وردت في بيان الجيش بأن الذين شاركوا في الهجوم هم خمسة وثلاثون وتم إطلاق قذائف هاون من داخل غزة على قواتنا تزامنا مع الهجوم.
    وبالنسبة لحكاية الثأر لشهدائنا فقد أخبرنا زميلنا الرسام إسلام في جريدة 'الوطن'، انه اثناء سيره في الشارع شاهد اثنين بائسين، يقول أحدهما للثاني. - بس تفتكر البلد اللي مش عارفة توفر لشعبها مية ونور هتعرف تجيب حق الشهداء.
    أما المحامي أحمد يحيى المنسق العام لائتلاف خريجي الشريعة والقانون، فقد نشرت جريدة 'الدستور' انه تقدم ببلاغ للنائب العام ضد رئيس الجمهورية طالبه فيه بإحالته الى محكمة الجنايات لأنه المسؤول عن الحادث لفتحه معبر رفح والإفراج عن المحبوسين من الجهاد والجماعة الإسلامية:

    مقارنة بين عبدالناصر ومرسي

    ونبدأ بالمعارك حول الرئيس وبسببه، دفاعاً عنه وهجوما ضده، حيث استمرت الهجمات دون توقف أو هدنة، وكل يهاجم من منظوره، فمثلا زميلنا وصديقنا سليمان الحكيم - ناصري - قارن بينه وبين خالد الذكر - بقوله عنهما يوم الأحد في 'المصري اليوم': 'الآن أدركت السبب الحقيقي لهذا الحقد والكراهية التي تحملها جماعة الإخوان في صدور أعضائها لجمال عبدالناصر مما قام به من انجازات رائعة وما حظي به من مكانة في مصر وخارجها جعل هؤلاء يشعرون بالعجز والضآلة إذا ما وصلوا إلى موقع السلطة يوماً ما ليجدوا أنفسهم صغاراً أمام كبير، قارنوا بين عبدالناصر في بداية حكمه وبين مرسي لتدركوا الفرق بين رجل سعت إليه الزعامة عدوا ورجل آخر يسعى بكل جهده ليكون موظفاً بدرجة رئيس! بعد أقل من شهر ونصف الشهر يصدر عبدالناصر قانون الإصلاح الزراعي ليقوم بعدها بتسليم الآلاف من فلاحي مصر المعدمين صكوك الملكية لأراض زراعية ويحولهم لأول مرة في تاريخهم من عبيد وأجراء إلى ملاك وأحرار، أين توزيع الأراضي على الفلاحين من توزيع المقشات والجرادل على خريجي الجامعات ليحولهم إلى كناسين بالشوارع بدلا من وجودهم في معامل الدرس ومكاتب البحث؟!، عبدالناصر في البدايات الأولى لثورته نراه بين الفلاحين والعمال ومرسي في بداياته لا نراه إلا في المساجد واعظاً وخطيباً، بينما الآلاف من مواطنيه رابضون أمام قصره لا يبرحونه قبل أن تقضى حوائجهم وترد مظالمهم وهو مشغول عنهم بالصلاة، وقد صدق من قال: رزقنا الله برئيس يصلي وندعو الله أن يرزقنا برئيس يعمل! أين أصحاب المقشات والجرادل من أصحاب أضخم مشروع هندسي في القرن العشرين، السد العالي الذي يشعرهم باليأس والإحباط من أن يطالوا هامته؟!'.

    رئيس جمهورية الإخوان الأولى

    والهجوم الثاني شنه في نفس اليوم زميلنا بجريدة 'روزاليوسف' خفيف الظل محمد الرفاعي، قال: 'ما زال الدكتور محمد مرسي مصراً على أن يكون رئيساً لجمهورية الإخوان الأولى، التي تمتد من دار الخلافة بشعاب المقطم الى دار الولاية بجبال قندهار تحت شعار، 'عمة عربية واحدة'، لابسة جلابية مهربدة وتقوم بنشر العمائم والذقون والجلاليب في ربوع العالم المشغول بالتكنولوجيا التي تفتح باب الشيطان، فيركب على أك########م ويسوقهم في الشوارع.
    ومازال الدكتور مرسي مصراً على أنه رئيس في دولة المشايخ، أما بقية المصريين الأنجاس، فياريت يشوفولهم داهية بعيد عننا يتلقحوا فيها، أو يروحوا يشتغلوا بوابين وسفرجية عند الحاج بشير رجل البر والتقوى، فالدكتور مرسي الذي وصل الى قصر الاتحادية فوق دم الثوار والشهداء ولولاهم لكان محبوساً الآن عند مخبرين الراجل اللي راقد في طرة ولا اللي راقد في المصيف، لم يفعل شيئاً للثوار المحبوسين منذ شهور في سجون العسكر غير تشكيله لجنة لفحص حالات المحبوسين على ذمة قضايا مع أن كل قتلة الثوار وعساكر عريها، عريها، ورينا رجليها، لم يقدموا إلى المحاكم حتى الآن، والذين قدموا إلى المحاكم العسكرية من ذر الرماد في العيون الكواحل فاتوني ولذيذ المنام حرموني خدوا براءة بالصلاة على النبي من أول جلسة.
    وسبحان الله يا أخي في غمضة عين أصدر الرئيس محمد مرسي قراراً بالإفراج عن مشايخ الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد الذين تصل عقوبتهم إلى الإعدام دون أن يوضح أسباب العفو، يعني صحتهم تعبانة وفي النازل من الحبسة والزنقة ولا عشان مشايخ ولا يجوز شرعاً حبس الذقن والجلابية، أفرج عن المشايخ الذين قتلوا الناس بغير ذنب ويترك البلطجية يفتحون كرش الوطن في كل لحظة، ويحتلون الشوارع والمدن بينما الثوار أشرف وأنبل ما في هذا الوطن، مازالوا في سجون يا عسكري يا أبو بندقية، يا زينة الأمة المصرية، أنت قوي جبار ولا تخاف النار وأرجو أن تكون حركة 6 ذو القعدة 6 ابريل سابقاً وبعض المثقفين والنخبة الذين ظلوا ينشدون على الربابة أن العمة والجلابية أجدع من الفلول بالملوخية، وكأن المشايخ قد هبطوا علينا فجأة من المريخ فلم يتحالفوا مع النظام السابق ولا يعرفون الفاشية والسمع والطاعة، أرجو أن يسعدوا ويهنأوا بالكارثة التي نعيشها الآن'.
    وهو يسخر من حركة السادس من ابريل لتحالفها الآن مع الإخوان.

    هل التزم الرئيس بوعوده؟

    أيضاً أرادت الجميلة زميلتنا نوارة نجم في نفس اليوم مداعبة الرئيس بقولها عنه في 'التحرير': 'لنتذكر سوياً يا سيد مرسي ومن خلفك جماعة أرملة الرئيس الحالي، سبب ترشحك للرئاسة ولنتذكر سوياً البيانات التي أصدرتها جماعة الإخوان المسلمين تباعاً تعليقاً على أداء حكومة الجنزوري الذي أصبح اسم الله على مقامه مستشاراً للرئيس ولأن جماعة المسلمين ماهرة في تزييف الحقائق وتزوير لتاريخ فعلينا أن نكتب التاريخ منذ هذه اللحظة حتى لا يتم طمس كل الحقائق ونفاجأ ونحن في الدار الآخرة بأن أبناءنا وأحفادنا يدرسون في المدارس أن الإخوان المسلمين هم من قاموا بالثورة وأن المجلس العسكري هو الذي حماها، وأن جماهير الشعب الفقيرة انتخبت زعيم الأمة المفدى مرسي بعد أن مر الوطن بأزمة عصيبة اضطرت الجماعة على أثرها الى التضحية والنزول على رغبة الجماهير وترشيح المهندس خيرت الشاطر الذي تآمرت عليه قوى الفلول الليبرالية الشيوعية الملحدة الماسونية الكافرة لمنعه من الترشح فإذا بالدكتور محمد مرسي يتطوع بعد رؤيا منامية ليحل محل المهندس خيرت الشاطر والقيام بهذه المهمة الثقيلة والتضحية بأمنه وراحته مما أدى الى تعثر ابنه الأصغر في الدراسة وحصوله على مجموع ضئيل في الثانوية العامة وما هي إلا تضحيات تبذلها الجماعة منذ تأسيسها في العشرينيات والستينيات وما أدراك ما الستينيات وحتى التضحية الفادحة بعد الثورة ألا وهي الترشح للرئاسة'.

    لماذا لم يخرج المرسي من قصره؟

    أما زميلها وائل عبدالفتاح فقد اختار مهاجمة الرئيس بسبب أحداث دهشور، قال:
    'لماذا لم يخرج المرسي من قصره ويذهب إلى المظلومين المهجرين من بيوتهم وذهب إلى صلاة الجمعة في قنا؟ ما دامت مؤسسته نائمة لماذا لا يستيقظ الرئيس الذي تلبسته روح أمير المؤمنين وسافر ليعيد بنفسه العائلات المطرودة من بيوتها؟
    أنها واقعة تثبت أن المرسي والروح التي تتلبسه فاشلة ولا تصلح لهذا الزمان وأنها مجرد أوهام افتراضية يسكن بها جمهوره ويخدعهم في أوهام مراهقة ليبرر عدم قدرته أو غياب رؤيته في إعادة بناء المؤسسات، لا نحتاج الى أمير مؤمنين ولا نريد عمر بن الخطاب أو عمر بن عبدالعزيز لأنهما لن يوجدا مرة أخرى والكلام عنهما الآن خارج التاريخ، لأن الدولة تغيرت، لماذا تعد بالعدل على طريقة عمر وأنت تعلم انه لن يتحقق؟
    ألا يوجد عدل آخر؟ ألا تستطيع قيم العدل أن توجد في الظرف الراهن وبمعايير هذا الزمن وعبر مؤسسات دولة لا بوعود رئيس يريد أن يسير الجمهور خلفه في عالم افتراضي؟'.

    الاقباط يطالبون مرسي ان يكون رئيسا لكل المصريين

    وإلى ما يوجع قلوبنا ويكسر روحنا الوطنية، وهل هناك ما هو أكثر من الفتنة مع أشقائنا الأقباط وجعاً للقلب وكسراً للروح؟
    فما نكاد ننتهي من حادث في مكان إلا ويتلوه آخر في مكان ثان، خلاف أو معركة عادية، بين مسلم ومسيحي سرعان ما تتحول إلى اشتباك بين مسلمين ومسيحيين، ومهاجمة منازل ومحلات أشقائنا الأقباط وتخريبها أو نهبها.
    صحيح يقف مسلمون للدفاع عنهم، وينتهي الحادث بالصلح العرفي دون ان تظهر يد القانون الرادعة، وتحريض متبادل للكراهية بواسطة قنوات دينية إسلامية ومسيحية، والقانون غائب أيضاً.
    في دهشور بمحافظة الجيزة، بدأت المشكلة بحرق قميص لمسلم كان يكويه لدى مكوجي قبطي، اشتعلت معركة وألقيت قنابل مولوتوف، وقتل بالمصادفة شاب مسلم كان يسير ولا ذنب له، وبدأت الهجمات على محلات ومنازل الأقباط، وتركت معظم الأسر المنطقة هرباً، البعض قال انها عملية تهجير وآخرون أكدوا انها خروج طوعي وطبيعي الى ان تهدأ الأمور، وفي 'المصريون' يوم الاثنين قال رئيس تحريرها زميلنا جمال سلطان: 'أسوأ ما يمكن للسياسي أن يتاجر فيه هو 'الطائفية'، وأحط ما يمكن للسياسي أن يلعب عليه هو التناقضات الطائفية، ولذلك شعرت بالغثيان أمس وأول أمس وأنا استمع أو أقرأ تصريحات لعدد من السياسيين المصريين وجميعهم - صدفة - من معارضي الرئيس محمد مرسي وخصوم الإخوان والتيار الإسلامي - وهم يرغون ويزبدون في حديثهم عن 'مأساة الأقباط' في دهشور و'التهجير القسري' للأسر القبطية في دهشور وكلام طويل عريض 'هايف' من تلك الشاكلة، تشعر معه أنك تتحدث عن مذابح البوسنة والهرسك، أو مأساة المسلمين في بورما وحرق الآلاف أحياء، وكل هذا الكلام محاولة للاصطياد في الماء العكر، وصناعة قنبلة 'بدائية' لوضعها في طريق الرئيس الجديد والحكومة الجديدة، وأحداث دهشور نمطية ومتكررة بين جيران مسلمين وأقباط أو مع مسلمين في بعضهم، حادث اجتماعي يمكن ان تسمع مثله مئات المرات في صعيد مصر وبعض المناطق الشعبية، عندما تقع حادثة قتل فإن الأسرة أو الأسر المتهمة بالجريمة تأخذ نساءها وأطفالها وتغادر المكان أياماً أو شهورا، حتى تهدأ النفوس وتتدخل الوساطات ويعود العقل، لأنه في لحظات الغضب لا تضمن حكمة وعقلانية جميع لناس وردود الأفعال العاطفية، فبدلا من أن تتحول الأمور الى مقتلة عظيمة يذهب ضحيتها عشرات أو مئات من النساء والأطفال والرجال لن يجدي معها نفعاً أو تأتي الشرطة والدولة بعد ذلك لتعاقب المتورطين لأن أي عقاب لن يعيد من مات ولن تشفي صدر من قتل عزيز لديه، ورد فعل الهجرة المؤقتة من المكان سلوك عادي جدا ومتكرر وليس مرتبطاً بالأقباط أساساً، وان كان وجود الخلاف الديني بين طرفي الحادثة يضفي على حادث القتل المزيد من الحساسية، أن سلوك الهجرة الاختيارية المؤقتة من المكان حل اجتماعي عادي جدا وهو يتم باختيار وإرادة أصحابه، وليس قسرياً، لأنهم يعرفون أنه السلوك الاعتيادي بين الأهالي عندما يكون هناك 'دم' فهم ليسوا خواجات ولا يعرفون لغة الخواجات الذين يتصنعون الغضب في استديوهات فضائيات الفتنة ودائما ما تعود تلك الأسر بعد أيام أو أشهر بعد أن تكون النفوس قد هدأت ربما باستثناء أسرة القاتل كنوع من الوقاية لها من غضب أهل القتيل'.

    دهشور ليست فتنة طائفية بل هو اعتداء من جانب مسلم

    وننتقل بسرعة إلى جريدة 'وطني' ورواية الأنبا ثيئودوسيوس الأسقف العام للجيزة، في حديثه مع زميلنا روبير الفارسي، قال: 'ما حدث في دهشور ليست فتنة طائفية بل هو اعتداء من جانب مسلم متشدد على مسيحيين أبرياء ليس لهم علاقة بالموضوع والضحية 'معاذ محمد أحمد حسب الله' ليس صاحب المشكلة وقُتل عن طريق الخطأ، والمشكلة كلها لم تكن تستدعي كل هذه الأفعال الشنيعة التي اسميها بـ'عزومة الشر' حيث يأتي الناس لعمل 'واجب' مجاملة شريرة بالنهب والسلب والسرقة والحرق وهؤلاء أريد ان أسألهم: هل الدين والأخلاق والقيم تسمح لكم بسرقة أملاك الآخرين وأثاث بيوتهم وتسرق محالهم وتدمير ما لا تستطيع حمله؟!، أين هذا من خطاب 'العهدة العمرية' الذي أعطاه الخليفة عمر بن الخطاب للأقباط، وطلب من المسلمين أن يأمنوا الأقباط وممتلكاتهم وكنائسهم، لقد أمرهم بالحفاظ عليهم كما ان رسول الإسلام قال: 'أوصيكم بأقباط مصر خيراً'، أين تنفيذ هذه العهود والوصايا؟! إن ما حدث في دهشور بلطجة مقننة تحت ستار الدين، أريد أن أصحح معلومة، الأمن لم يهجر الأقباط من دهشور، الأمن كان يشعر أن هناك خطراً مقبلا لذلك حاول ان يساعد الأقباط بالخروج بسلام، فإذا أغلب الأقباط خرجوا حقناً للدماء، فالقرار كان للأقباط والأمن ساعدهم، خروج الأقباط من القرية له وجهان الوجه الأول هو حقن الدماء، فإذا حدث هجوم عليهم في بيوتهم ودافعوا عن أنفسهم الدفاع الشرعي كان من الممكن أن تتكرر حادثة وفاة 'معاذ' وتحدث خسائر في الأرواح وهو سيناريو كابوس مدمر، الوجه الثاني هو أن الحكمة اقتضت أن تهدأ الأمور قليلا فالأمر ليس هروباً على الإطلاق.
    هناك عائلات معتدلة من أهالي القرية دافعت عن الأقباط وخبأتهم في بيوتهم حفاظاً على الجيرة وعشرة العمر وفيهم من سحب سلاحاً وحمى كنيسة مار جرجس، وهناك آخرون هاجموا بيوت الأقباط وسلبوها، حتى الوقت الذي أكلمك فيه لم يخرج الرئيس عن صمته ويتحدث عن الحادث رغم مرور نحو أسبوع كامل على بدء اشتعال الأحداث وثلاثة أيام على تهجير الأقباط، وكنا نتوقع ان يستغل الإخوان الحادث ويظهروا حسن النوايا، ويطمئنوا الأقباط على أمنهم في ظل حكمهم، كذلك كانت فرصة للرئيس أن يثبت أنه رئيس لكل المصريين، ويفي بتعهداته للمحافظة على حقوق الأقباط وممتلكاتهم، والآن نسأل أين هذه التعهدات؟، ما حدث يؤكد ان النظام الحالي يتعامل مع الأقباط مثل النظام السابق فلا يوجد أمن ولا أمان ولا حرية عقيدة'.

    من مصلحة الدولة إبعاد الصحف القومية عن الإخوان

    وإلى المعركة التي لا تزال مشتعلة بين الإخوان والصحافيين وبدأها الإخوان في محاولة مكشوفة للجميع للسيطرة على الصحف القومية، وعلى الإعلام الحكومي أيضاً، وتخويف الصحف المستقلة والفضائيات التي يرون انها تهاجمهم، ورغم نفيهم لذلك فإن الجميع ومن هم معهم يعرفون حقيقة وأبعاد وخطوات مخطط السيطرة، رغم انكارهم له، ومن معهم ليسوا الإخوان فقط، وإنما من يريدون الالتحاق بركبهم لاعتقادهم انهم الحكام، ولن ينزلهم أحد من على كرسي الحكم، ومن الأفضل مسايرتهم، والحصول على الغنائم منهم وإبعاد الصحف القومية والإعلام الرسمي - أي التليفزيون والإذاعة - عن سيطرتهم، وعن سيطرة أي قوة أخرى، والبدء في إصلاح حقيقي لهذا الإعلام، والغريب في الأمر، وكما أشرنا من قبل، هو ان الإخوان لديهم الأموال الكافية لإصدار عشرات الصحف اليومية والاسبوعية عن طريق إنشاء مؤسسات ضخمة وإنشاء قنوات فضائية عديدة، وبالتالي يبعدون أنفسهم عن مثل هذه المعارك الحساسة التي تلحق الأذى بهم وأن يساهموا مع الصحافيين في إصلاح أوضاع المؤسسات القومية، وهو ما شاركوا في الدعوة إليه مع جموع الصحافيين من سنوات طويلة، وإبعادهم عن سيطرة الحزب الوطني السابق والنظام، وتحويل الإذاعة والتليفزيون الى هيئة مستقلة كما هو الحال في بريطانيا.

    نظرة الاخوان للصحافة

    وهناك عشرات الدراسات والمشروعات والاقتراحات السابقة لذلك، لكنهم للأسف ينفذون مخطط الاستيلاء على الدولة ومؤسساتها لتكون خاضعة لهم مثلما كان الحال سابقا، أي استبدال سيد بسيد، وهي عملية مكشوفة للجميع، وساذجة، وقال عنها زميلنا وصديقنا وأبننا ياسر رزق رئيس تحرير 'الأخبار' يوم الاثنين: 'أذكر جيداً ما قاله قيادي كبير في جماعة الإخوان المسلمين في محفل جمعنا معاً عن نظرة الجماعة للصحافة فقد قال بالحرف 'نحن لا نهاب المجلس العسكري ولا شطحات شباب الثورة، إنما نخشى الصحافة والإعلام فهما أخطر في مواجهتنا'، ومبكرا كتبت في هذا المكان عن رغبة الجماعة في الاستحواذ على كل مفاصل الدولة المصرية وتساءلت في مقال آخر هل يريد الإخوان الحكم أو التحكم؟!، كنت مقتنعاً، ومازلت بأن المسألة ليست مجرد تطبيق نصوص قانون أو تغيير أشخاص بآخرين وإنما هي الرغبة في السيطرة على الصحافة القومية ثم الضغط على الصحف المستقلة والفضائيات الخاصة بنفس طريقة النظام السابق، لكن بأسلوب اكثر رداءة وفجاجة في سياق أعم وأشمل يستهدف استخدام الصحافة والإعلام كآلة تمكين للجماعة وأداة تيسر لها سبل الحصول على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة وسلاح لها سواء في معركتها المقبلة مع القوى المدنية على مواد الدستور وطبيــعة الدولة المصرية او في معركتها المؤجلة مع الجيش والرامية لتغيير جيناته وأخونته، وهي معركة آتية حتماً وأكاد أرى وهج لهيبها وأسمع دوي صدامها!

    المدة القانونية لرؤساء التحرير قد انتهت

    لم يكذب مجلس الشورى نبوءتي فمنذ جاء لا وظيفة له إلا الحديث عن تغيير رؤساء تحرير الصحف القومية بالجملة، والحق أنه لا توجد له أي وظيفة أخرى، وكانت حجته أن المدة القانونية لرؤساء التحرير قد انتهت، رغم أن معظمهم جاء منذ عام ونصف وبعضهم تولى المسؤولية قبل أربعة شهور مضت، لكن مجلس الشورى وعصمته على ما يبدو ليست في يده لا يريد صحافة قومية مستقلة ولا رؤساء تحرير يأتون باختيار زملائهم الصحافيين، فهرول إلى إنشاء لجنة شكلها في غالبيتها الكاسحة من غير الصحافيين ولم يلتفت الى اعتراضات المجلس الأعلى للصحافة ومجلس نقابة الصحافيين على اسلوب الاختيار وتشكيل اللجنة وأخذ يسابق الزمن لإنهاء مهمته المقدسة غير عابىء بأنه مطعون في شرعيته وأن البطلان هو مصيره المحتوم منذ صدور حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية المواد التي انتخب على أساسها'.
    ونود التنبيه الى ان ياسر ومعه زملاؤه نجح في تطوير 'الأخبار' والقفز بتوزيعها بنسبة كبيرة جدا.
    أما وزير الاستثمار الذي أراد اظهار امتنانه للإخوان، فقد هدد بسحب تراخيص القنوات الفضائية التي تنشر الشائعات، وقالت عنه 'الاسبوع' وهو يتحدث عن ميثاق الشرف الصحافي:
    'تصريحات وزير الاستثمار صورة طبق الأصل من المشروع الذي تقدم به أنس الفقي وزير اعلام مبارك لمؤتمر الإعلاميين العرب، وتم رفضه بالإجماع وحذر وزراء الإعلام العرب من القيود والعقوبات التي يهدف إليها مشروع الفقي الذي يفرض على القنوات الفضائية قيوداً وعقبات تحول دون استمرارها في العمل وتجعل من المزاج الحكومي سيفاً على رقاب الإعلاميين، وقد التزم وزير الاستثمار الحالي بأسلوب وطريقة وزير الإعلام الاسبق،
    من ناحية التحذيرات وتدرج العقوبات واللهجة نفسها والألفاظ، والحرص على ذكر توجيهات الرئيس، وكأننا نستمع إلى أحد وزراء مبارك'.

    في طريقنا الى مرحلة تكميم الأفواه وقصف الأقلام

    وفي 'روزاليوسف' بنفس اليوم - الاثنين - تفضل زميلنا وصديقنا والشاعر بجريدة 'روزاليوسف' محمد بغدادي بتحذيرنا مما يدبره لنا الإخوان للسيطرة على الدولة كلها بقوله: 'الآن نحن في طريقنا الى مرحلة تكميم الأفواه، وقصف الأقلام، وإلغاء القنوات، ومنع المعارضين من الظهور في تليفزيون الدولة، نحن مقبلون على أخونة كل أجهزة الدولة، عندما يتم ادخال أبناء السياسيين والأصوليين والمتطرفين الى كليات الشرطة والكليات الحربية فأنت تهدم أول ركن من أركان مؤسسات الأمن الوطني، فالحياد هو ركن أصيل في جنود مصر وضباطها وصف ضباطها، وتلوينهم بالسياسة سيكون أول مسمار يدق في نعش هذه المؤسسة العريقة، وعندما تدخل إليه كل ألوان الطيف السياسي فنحن سنحوله لجيش عميل للسلطان، وبدلا من الدفاع عن الوطن سيدافع عن الحاكم الظالم أو حتى الحاكم العادل، أمامنا عدة أجيال سوف يتم تسييس أفكارهم منذ دور الحضانة والمدرسة الابتدائية ومرورا بالمرحلة الإعدادية والثانوية ونهاية بالجامعة، وكما تم غسيل المخ عيني عينك داخل مصر وبواسطة وزراء الإخوان الذين سيصنعون سياسة التعليم وفقاً لبرنامج الحرية والعدالة، ومناهج مكتب الإرشاد ليضمنوا ولاءهم على مدى الأجيال المقبلة، هذا ما سيحدث أيضا في المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وفي الإعلام ينتظرنا جميعاً ترسانة من القيود والأحكام المكبلة للحريات وربما يصل الأمر الى تصفية اتجاهات بعينها، وإقصائها من المشهد الإعلامي لصالح أخونة الدولة المصرية'.

    اطنان جمال مبارك من الذهب

    وإلى المعارك السريعة، والخاطفة ونبدأها من يوم الثلاثاء مع زميلنا الإخواني خفيف الظل سليمان قناوي الذي خاض منها سبعا اخترنا ثلاثا منها، هي:
    '- جمال مبارك هبش سبعة وخمسين طن ذهب من رصيد البنك المركزي، ياه، كل ده كان شبكة خديجة الجمال.
    - في الوقت نفسه الذي خرج فيه الشعب يوم 25 يناير يطالب بـ 'عيش، حرية، عدالة إنسانية' كان مبارك مشغولا بتحويل خمسين مليار جنيه مصري إلى الخارج بأسماء مستعارة، وشعاره، بتي بان، رفاهية، قصور أمريكية.
    - أفضل مخبأ لبشار الأسد جنوب لبنان، رئيس سوريا المخلوع بإذن الله سيطلب قريباً جدا، اللجوء السياسي لحزب الله وكفيله هناك الشيخ حسن نصر الله'.
    وفي 'عقيدتي' خاض زميلنا موسى حال خمس معارك اخترنا منها واحدة هي:
    '- الرئيس محمد مرسي والإخوان والقوى الأخرى انشغلوا بالصراع السياسي وتركوا البلطجية يعبثون بأمن الناس، وهذه معضلة لا بد من حلها حتى يعود الأمن للشارع، فطالما القوى السياسية في دائرة الصراع السياسي، فالبلطجي دائماً في هناء، وربنا يهني الجميع'.

    انضمام الفنان عبدالعزيز مخيون للاخوان

    وثاني المعارك ستكون للفنان والسياسي عبدالعزيز مخيون، وجاءت في فقرة في حديث له على صفحتين بمجلة 'الإذاعة والتليفزيون' أجراه معه زميلنا محمود صلاح الدين، وقال رداً على سؤال حول انضمامه لحزب الحرية والعدالة: 'أيام حسني مبارك كنت ضد تهميش وإقصاء أي فصيل سياسي وضد التنكيل بأي سياسي وضد التنكيل بتيار الإسلام السياسي، وكنت أدعو إلى أن يأخذ الإخوان المسلمون حقهم في خدمة البلد لأنهم في النهاية فصيل مصري من أبناء مصر، ودافعت عنهم علناً، وأيام الثورة كانوا مشاركين معنا، ونزلت معهم مؤتمرات بعد الثورة ثم ابتعدت عنهم عندما ابتعدوا عن ميادين الثورة، خصوصا في فترة انتخابات مجلس الشعب، وكانت لهم أخطاء وواجهتهم بها، لكني اختلف مع الآخرين الذين لهم حسابات مع الإخوان وأرفض الكراهية التي تتحكم في حسابات البعض، وأرى أنهم فصيل منظم وعانى كثيراً ويجب أن يأخذ فرصته كاملة لكي نستطيع الحكم عليه، أنا لا أتوقع الاشتراك في أي حزب وان اشتركت فلن يكون مع الإخوان أو الحرية والعدالة، أنا حزبي جماعة ثقافية، وطنية اسمها 'بلادي باحاول أشكلها'.

    الكليات التي تهتم برعاية وحماية الحمير

    والمعركة الثالثة ستكون من نصيب زميلنا بـ'الجمهورية' سيد أبو اليزيد وكانت يوم الأحد، وأراد التعبير فيها عن انزعاجه الشديد من المجاميع العالية جدا للقبول في الجامعات فقال: 'لا تنزعجوا إذا ما رفضت الكليات التي تهتم برعاية وحماية الحمير قبول النوابغ من طلاب الثانوية العامة بعد أن بلغ الحد الأدنى للقبول بكلية الطب البيطري نحو ثمانية وتسعين في المائة، ومن حصل على مجاميع أقل من ذلك ليس أمامه سوى أن يجر خيبة أمله بالشوارع ولذلك إذا كانت امكانياتك وقدراتك العلمية تتوقف عند حد التسعين في المائة فلا تتعب نفسك، أو تجتهد بأكثر من ذلك لأن طريقك مسدود، ولكليات القمة مرفوض حتى لو وصلت إلى حديقة الحيوان'.

    الشماتة اليومية في فضائيات رمضان

    أما آخر زبون عندنا اليوم فسيكون زميلنا بـ'الوفد' محمد زكي الذي خاض يوم الأحد خمسة عشرة معركة اخترنا منها ستا، هي:
    '- تزامنا مع حملة الشماتة اليومية في فضائيات رمضان تضامنوا مع الرئيس محمد مرسي لايقاظ برنامج المائة يوم.
    - الفريق الرئاسي الذي اختاره مرسي يحتاج الى إعادة تأهيل، ومدرب شاطر، من نادي المرشد للألعاب الإخوانية.
    - تعودنا من مولانا الرئيس محمد مرسي عقب كل صلاة جمعة ان يخطب للمصلين، مع ان شعب ديوان المظالم امام بوابة القصر الرئاسي - خالص الدعوات.
    - اللي نعرفه لحد دلوقتي ان الصيدلي ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة يجيد تصريحات النفي والاثبات وضرب حقن الهوا.
    - مش مصدق نفسي ان الرئيس محمد مرسي عين الدكتور الجنزوري مستشارا له، سبحان مغير الإخوان.
    - مصر بلا أمن، مصر بلا كهرباء، مصر بلا مياه، مصر هبطت عليها حكومة مقتولة، أغثنا ياااارب'.


    31qpt970.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    يجب على مرسي ان يختار
    صحف عبرية
    2012-08-07




    يفترض ان تُبين العملية القاتلة أول أمس قرب المعبر الحدودي كرم سالم والتي قتل فيها 16 شرطيا مصريا، لمصر ان اسرائيل ليست المشكلة بل هي الحل خاصة.
    يجب ان يكون واضحا للسلطة الاسلامية الجديدة في القاهرة ان لمصر واسرائيل مصلحة مشتركة في الحفاظ على حدود هادئة في وجه منظمات ارهابية اسلامية لا تحجم عن اطلاق النار على أخ مسلم يتناول فطور صومه.
    استطاع الرئيس المخلوع مبارك وجنرالاته ادراك هذا جيدا. فلم يفعلوا ذلك حبا لاسرائيل بل حبا لمصر. والحفاظ على مصالح مشتركة بين الدولتين وتقويتها أكبر تحدٍ يواجه اسرائيل ومصر اليوم، وليس هذا أمرا سهلا في الوقت الذي أصبحت فيه الرياح التي تهب من القاهرة منذ كانت الثورة باردة جدا. وتسهم في ذلك حقيقة ان محمد مرسي ينتمي الى حزب يرى اسرائيل، من جهة عقائدية، نبتة غريبة.
    يجب على الرئيس المصري ان يدرك ان الحدود الهادئة تعني أقل قدر من الحوادث وان أقل قدر من الحوادث يشجع السياح بخلاف يوم يكون فيه عدد الأهرام أكبر من عدد السياح، والسياح يعيدون المستثمرين الاجانب، والمستثمرون الاجانب يعيدون بناء الاقتصاد وكل ذلك مهم لمستقبل مصر التي يجب عليها ان تُطعم 85 مليون فم.
    أعلن محمد مرسي أمس ثلاثة ايام حداد في أعقاب قتل الشرطيين المصريين ووعد أمام عدسات التصوير بأن يدفع المسؤولون ثمنا باهظا عن أفعالهم. ويجب على مرسي فوق ذلك في الأساس ان يختار أي جانب يقف فيه: أجانب الارهاب أم جانب من يحاربه. ويفترض ان تفتح الحادثة عيني مرسي، فالعلاقة الغرامية الجديدة بين مصر والقطاع لا تمنح مصر منعة.
    قال وزير الداخلية المصري الجديد، جمال الدين، في يوم السبت ان 'الوضع في سيناء لم يكن قط أكثر أمنا'، ورأى ان الانذار الاسرائيلي هو محاولة فقط للتشويش على سياحة بلده. ورأوا العملية أمس في حركة الاخوان المسلمين مؤامرة من الموساد للمس بمصر. ويصعب مع رد كهذا ان نتوقع ان يوبخ مرسي وزير داخليته بسبب المقابلة الصحفية الهاذية التي أجراها مع صحيفة 'أخبار اليوم' يوم السبت. ولم يُلق الاخوان المسلمون وحدهم أمس المسؤولية عن القتل على الموساد، فقد بُثت في مقابلات صحفية في التلفاز المصري ردود لمواطنين مصريين ألقوا المسؤولية على الجارة اسرائيل، ومن المؤكد ان هذا لا يعدنا بمستقبل وردي.
    يوجد في الحادثة الشديدة الوقع التي جربناها أول أمس جميع العناصر السلبية بالنسبة لاسرائيل، فهناك ارهاب اسلامي لا في قطاع غزة وحده بل في شبه جزيرة سيناء ايضا، وسلطة مصرية جديدة هي أقرب اليوم الى غزة من القدس، وجيش مصري يعزز شبه جزيرة سيناء الذي هو اليوم في أيدٍ مسؤولة بل صديقة لكن ليس واضحا ما الذي سيكون في الغد.
    وقد تكون هذه أكثر النقاط اقلاقا في هذا الامر: فاسرائيل تتوقع من مصر ان تعالج ما يجري في سيناء وان تعيد لنفسها السيطرة على شبه الجزيرة، بل انهم في القدس ينتظرون تغييرا استراتيجيا في التوجه المصري من كل ما يتعلق بسيناء. لكن لا يعلم أحد ما هو المرتقب بعد ذلك وما الذي يمكن ان ينشأ في المنطقة التي أصبحت تتحول الى برميل من المواد المتفجرة.
    ربما كنا نعزي أنفسنا في فترات اخرى أو مناطق اخرى بحدود شمالية أكثر دفئا وألذ. لكن ما نراه على الحدود السورية غير مشجع. وهناك لا يوجد على الأقل اتفاق سلام بين الطرفين والامور واضحة جدا.
    التزم الاخوان المسلمون ألا يرشحوا مرشحا في انتخابات الرئاسة ولم يفوا بوعدهم. وكان من الواضح انه سيكون من الصعب عليهم اعادة بناء اقتصاد بلدهم، فخبرتهم تتلخص في اعادة بناء أحياء لا دول، وبعد اسابيع من دخول مرسي قصر الرئاسة ما يزال يواجه معضلة صعبة وهي كيف يحل مشكلة أمنية صعبة. وتوجب العملية أول من أمس على مرسي ان يكشف عن أوراق لعبه في وقت أبكر كثيرا مما خطط له.
    قد يأتي خلاص مرسي من الجيش كما كانت الحال بالضبط في ايام ثورة التحرير، ويا للمفارقة. فهو قد يعطي جيش مصر 'العمل القذر' وهو التعاون مع اسرائيل، هذا الى كون الامر من عمله، وسيكون من الممكن في الغد الاعتماد على الجيش المصري، ولا أحد يعدنا بالشيء نفسه بعد غد.

    بوعز بسموت
    اسرائيل اليوم 7/8/2012



    -----------------


    عندما قال الرئيس مرسي: الستينات وما أدراك ما الستينيات!
    عماد يعقوبي
    2012-08-07



    خرج الرئيس المحترم على الحشود فقال الكثير، وكشف عن صدره طويلا، ومنع حراسه من ان يبنوا حوله جدارا، وأدى القسم أمام الشعب في الميدان، فكانت الصورة أروع من ان توصف، لكن في ثنايا الحدث ومن بين طياته خرجت كلمة من فم سيادته، ولا ندري هل من فم سيادة الرئيس أم من فم الأخ الحبيب في الله.
    خرجت كلمة استحضرت تاريخا، ورجعت إلى ماض لا يزال البعض يتذكرونه وقد عايشوه، ولا يزال البعض يستحضرونه وقد سمعوا عنه. خرجت كلمة قال فيها الأخ الرئيس 'والستينات وما أدراك ما الستينات'، وهنا السؤال وما الستينات؟ وهل يتكلم سيادة الأخ عن هذه الفترة بوصفه رئيسا لدولة، أم يتكلم عنها من منطلق شخص ينتمي لخط فكري أو سياسي؟
    فإذا كان يتكلم عن هذه الفترة باعتباره رئيسا فهو سيعني بالضرورة السد العالي وبناء قاعدة صناعية وطنية وإصلاحا زراعيا قضى على الإقطاع ورد الأرض لمن يحرثها. وعرف العرب خلالها شعارات الكرامة واسترداد الحق الذي ضاع بالقوة بوسيلة واحدة ووحيدة هي القوة، ولمس فيها العرب أنهم جسم واحد وإن اختلفت السحنات وتلاوين الألسنة.
    وهي الفترة التي شهدت في المقابل حرب اليمن والتي وإن كان لها آثار كارثية على الاقتصاد المصري والجيش المصري بالتبعية، فإنها كانت صادرة عن تصور استراتيجي لموقع اليمن في الأمن القومي العربي والمصري، باعتبار اليمن حارسا لباب المندب الخاصرة الجنوبية لمصر والباب الجنوبي للبحر الأحمر وما يعنيه ذلك من إحكام السيطرة على مدخليه ومن ثم تأثير مصر على حركة الملاحة والتجارة الدولية وما ينجر على ذلك من فوائد على مصر والعرب عموما.
    وقد تعني الستينيات بالنسبة لرئيس الدولة المصرية حرب 67 وما انجر عليها، وما تسبب فيها، لكن لا ننس بأن 67 وإن انتهت بهزيمة نكراء مدوية ضربت المشروع التنموي الوحدوي الناصري في عموده الفقري، فإن ما بعدها من حرب استنزاف وما جاء من النصر الجزئي المختطف في 73 يظهر بأننا كنا أمام فترة لولاها لما كان للعرب تاريخ معاصر يصلح للعبرة نقدا واستفادة. نرجع له اليوم بعد ان صرنا كما مهملا فائضا عن الحاجة، بحارنا ومناجمنا وأراضينا ملك للأجنبي والمتحالفين معه، ونحن مجرد حارسين له، ليتحسر عليه البعض او يحمله الآخر مسؤولية ما نحن عليه.
    ولكن أليس الخطأ متلازما مع الفعل؟ أليست السياسة هي مجموع القرارات التي يتخذها صاحب السلطة قد يصيب بعضها ويخطئ مجملها طريق الصواب، لكن الفرق بين الخطأ والخطيئة واضح المعالم حتى لا تكاد تغفل عنه إلا العين التي لم تسلم من عيوب الرؤية ماديها ونفسيها، فأما الخطأ فهو من لوازم الفعل السياسي أما الخطيئة فهي التي لا تغتفر، فهل كانت الستينيات فترة خطأ أم فترة خطيئة؟
    يمكن لنا الجواب عن هذا السؤال بالنظر إلى مفهوم مختصر للخطيئة وتجسيدها في أفعال، فالخطيئة هي الفعل الذي يعتبر ذنبا أو جرما يترتب عنه ضرر ويكون من ورائه استفادة مباشرة لمرتكبه، ويمكن تجسيدها في الانحراف بالسلطة لتحقيق مكاسب مادية أو لخدمة جهة غير جهة الوطن او الشعب. ونضع سيرة بطل الستينيات أمام هذا المعيار لنفهم ما أراده سيادة الأخ من قوله 'وما أدراك ما الستينيات'. ولعلكم ستجدون بأننا أمام أخطاء وليس خطايا، ذلك أن كل من عادى عبد الناصر لم يثبت ولو لمرة واحدة بأنه سرق فلسا واحدا من أموال الشعب أو أنه عاش عيشة غير عيشة أبناء الشعب أو انه حول السلطة إلى مجال بيع وشراء له ولأهله ولزبانيته. فهل كان مقصود السيد الأخ الرئيس من قولته تلك هو الأخطاء أم الخطايا، أم شيئا آخر؟
    أظن وبالرجوع إلى السياق الذي جاءت فيه تلك 'الما أدراك' يبين لنا بأن السيد مرسي حين قالها لم يكن الرئيس بل كان إبن الجماعة، أي 'جماعة الإخوان المسلمين'. هذه الجماعة العريقة المتأصلة في ضمير جزء غير يسير من الشعب المصري والشعوب الإسلامية. هي التي نطقت بتلك الكلمة. وليسمح لي القارئ الكريم ، تقريبا لمعنى عن خطورة التعبئة، بان أشركه في أمر يهم شخصي. إنني، أنا المواطن المغربي، سمعت في فترة صغري بنهم لصوت الشيخ المرحوم عبد الحميد كشك وقرأت للشيخ القرضاوي، من بين من سمعت وقرأت لهم. وتكونت لدي صورة عن عبد الناصر كما لو أنه صنو للشيطان ورديف لفرعون وأبي جهل. وكنت ادخل في صراع فكري ساخن مع استاذي الأول ومعلمي منذ الأزل أبي الكريم، حول شخصية عبد الناصر، فأبي ناصري إلى ما أبعد من النخاع، وبعد تطور العمر وما أزعمه من اتضاح في بعض المعايير، أخذت أقرا وأتوسع في القراءة وأتخلص من سجن التعبئة لأخرج لسعة التفاهم والإيمان بالاختلاف، فتوصلت إلى أن فترة الستينيات هي فترة صراع سياسي تم بين عسكري وطني إبن الشعب تعود على منطق الضبط والربط والسمع والطاعة والاتصال المنطلق نحو الأسفل، ومجتمع يتلمس اولوياته ويبحث عن فهم ذاته وتحديد اختياراته، انصب على مشاريع مجتمعية لكن تمت إدارته بشكل سيء غير ناضج، حيث استعمل فيه كل طرف مواطئ قوته وأسلحته وتحالفاته، فكانت شرعية الثورة وقوة الجيش وصورة المخلص وحب الوطن وخيانة المنافسين المفترضة من جانب عبد الناصر، والشرعية الدينية وإسناد الثورة وانقلاب السلطة عليها من جانب الإخوان، كما كانت الطبقة العاملة والمجتمع الاشتراكي من جانب اليسار، كما كانت للبعثيين والقوميين العرب ديباجاتهم واعتذارياتهم. أليس قمع عبد الناصر قد طال الجميع، أم أن القمع طال الإخوان بمفردهم؟ ولنترك الجواب للتاريخ.
    إن تصرف الإخوان المسلمين يشبه تصرف دعاة الترويج للهولوكوست بحيث ينبني على فكرة الفرادة وواحدية الرواية وضخامة المجازر، فهم وللأسف ينظرون لمعاناتهم وكأنها الوحيدة في التاريخ مستهم هم وحدهم وانفردوا هم وحدهم بها، وكل من خالف روايتهم بتفاصيلها المؤلمة هو عازم على الدخول في باب من واجه الله بالحرب، أما عن ضخامة المجازر وصبر الإخوان المحتسبين معاناتهم لله وفي عين الله فحدث ولا حرج.
    إن الخطر الكبير الذي تستبطنه هذه التصريحات هي أننا بصدد إعادة قراءة للتاريخ، يكون آخر همها التاريخ نفسه، وتقدس فيها الإديولوجيا، تحضر فيها تصفية الحسابات، حتى يمسي الرجل صالحا ويصبح طالحا، بحسب اقترابه أو ابتعاده عن الإخوة في الله. فمثلا إذا ما نظر للتاريخ عبر نظارات الإخوان فمن الممكن أن يتحول من باع الأرض والإنسان إلى بطل الحرب وزعيم الأمة، فقط لأنه سمي ذات يوم بالرئيس المؤمن، وصلى ركعتين وقرأ آيتين وقبل المرشد قبلتين.
    إننا اليوم في الوطن العربي مدعوون لأن نصغي لصوت الحق ونتفهم بعضنا البعض، ونبني مبتدئين من حيث انتهى الآخرون، ونتخلى عن منطق كلما جاءت امة لعنت أختها.
    فهل من عاقل فيعقل وهل من ناطق لينطق بالخير وهل من سامع يعي ما يسمع، وهل للجميع من أن يتبعوا الحق وينضموا للصواب، من اجل البناء على كلمة سواء، تتحقق فيها الحرية والكرامة الإنسانية والعدل والعدالة الاجتماعية.

    ' اكاديمي حقوقي من المغرب


    ------------------


    مقالات


    عبور

    هجوم توافقي

    07/08/2012 10:19:53 م




    بقلم : جمال الغيطانى



    خلال الساعات التي تلت الهجوم الإرهابي الإنسان رخيص كان من الممكن رصد عدة ظواهر تشير إلي أسباب الهجوم وأهدافه،‮ ‬ثمة تنسيق علني سبق الهجوم بين جماعة الإخوان الحاكمة الآن في مصر وحركة حماس التي تعتبر الذراع العسكرية لحركة الإخوان الأممية الدولية،‮ ‬الدكتور مرسي التقي هنية وقرر الافراج عن بعض الإرهابيين المتهمين بالقتل،‮ ‬وفتح حركة المرور عبر معبر رفح معظم ساعات النهار،‮ ‬لم تمر أيام معدودات إلا وجري الهجوم علي الجيش المصري‮. ‬يكذب اسماعيل هنية حتي وهو يؤدي الصلاة علي أرواح الشهداء المصريين‮. ‬يقول في تصريحاته ان فلسطينيا واحدا لم يشترك في العملية،‮ ‬والثابت من التحقيقات ومن أقوال الجرحي ان لهجة المهاجمين كانت فلسطينية،‮ ‬وان قصفا عنيفا بمدافع الهاون انطلق من أراضي القطاع ضد وحدات الجيش المصري والأراضي المصرية،‮ ‬أي ان مساعدة مباشرة وقوية قدمت من القطاع الذي يضم أكثر من ثماني حركات إرهابية تعمل تحت بصر وإدارة حماس التي افتتحت انتهاك السيادة المصرية أثناء ثورة يناير عندما خرجت قواتها من الأنفاق لتهاجم مراكز الشرطة المصرية وسجون مصر وتفرج عن الفلسطينيين الحماسيين أو الآخرين المنتمين إلي التنظيمات الإرهابية وتعود بهم إلي‮ ‬غزة،‮ ‬وهذا الهجوم لابد أنه تم بالتنسيق مع قوي داخلية مصرية تبدو هويتها الآن واضحة‮. ‬تابعت التليفزيون المصري بعد الحادث في عهده الجديد مع الوزير الاخواني‮. ‬ظهر المنتمون إلي الجماعة ليبرروا موقف حماس بل ليقولوا ما لم يقله‮ ‬زعماء الحركة نفسها في‮ ‬غزة‮. ‬دفاعهم مثلا بتدمير الأنفاق وتبرير مشروعيتها،‮ ‬الحقيقة المؤكدة انه ما من شيء يحدث في القطاع إلا بعلم حركة حماس وبموافقتها طبعا،‮ ‬الضحية في‮ ‬غزة المليون ونصف فلسطيني الذين يشبه وضعهم الرهائن،‮ ‬ثمة توافق بين الجماعة في مصر وحماس في‮ ‬غزة‮. ‬فهل يفسر هذا بعضا من أهداف الهجوم،‮ ‬خاصة ان أطرافا عديدة تتوافق الآن علي هز هيبة الجيش المصري وتقويضه كهدف نهائي،‮ ‬يستوي في ذلك الإخوان‮ ‬في مصر والحماسيون في‮ ‬غزة،‮ ‬ومن يطلق عليهم الجهاديون‮. ‬أما الأمر المحير،‮ ‬الغريب‮ ‬فتلك الابتسامة العريضة التي بدت من الدكتور مرسي وهو يلتقي رئيس الوزراء الليبي صباح أمس الأول،‮ ‬وبعد تصريحاته المهددة،‮ ‬المتجهمة أمام كاميرات التليفزيون،‮ ‬كذلك التأخير في اتخاذ قرار الحداد العام والذي لا أثر له في محطات التليفزيون الرسمية،‮ ‬بل ان الحداد يبدو أوضح في المحطات الخاصة،‮ ‬الهجوم أبرز التناقض الحاد،‮ ‬الفج،‮ ‬الذي تعيشه الجماعة،‮ ‬الولاء للبلد الذي تمكنت منه وسيطرت عليه وتسعي لتبديل دولته وتغيير هويتها والولاء للحلفاء شركاء العقيدة والجهاد‮. ‬ان الهجوم الذي جري يكشف بوضوح التوافق الإخواني الذي يحتل مصر الآن وبين حركة حماس التي استولت علي قطاع‮ ‬غزة وأيضا الجماعات الإرهابية في‮ ‬غزة يتفق الجميع علي هدف واحد الجيش المصري عماد الدولة المصرية وآخر ما تبقي من العسكرية العربية،‮ ‬أما المشهد العبثي الحالي تأدية التحية العسكرية لقادة الإخوان الذين يحاولون النيل من الجيش المصري‮.‬

                  

08-09-2012, 05:52 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    الرئيس المصري يحيل رئيس المخابرات العامة للتقاعد ويعين رئيسا جديدا للحرس الجمهوري ويقيل قيادات امنية

    2012-08-08




    القاهرة (مصر) ـ (ا ف ب) - قرر الرئيس المصري محمد مرسي الاربعاء احالة رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء مراد موافي الى التقاعد وتعيين رئيس جديد للحرس الجمهوري (المسؤول عن حراسة الرئيس) واقالة محافظ شمال سيناء وتعيين قائد جديد للشرطة العسكرية.
    واعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية ياسر علي هذه القرارات التي تأتي بعد ثلاثة ايام من الهجوم الذي استهدف حرس حدود مصريين في شمال سيناء مساء الاحد واوقع 16 قتيلا منهم.

    واكد علي ان مرسي قرر "تعيين اللواء محمد احمد زكى قائدا للحرس الجمهورى واللواء محمد رأفت عبدالواحد شحاتة قائما بأعمال رئيس جهاز المخابرات العامة واحالة اللواء محمد مراد موافى للتقاعد وكذلك اقالة محافظ شمال سيناء".

    واضاف ان مرسي اصدر كذلك قرارا ب"تعيين قائد جديد للشرطة العسكرية".

    واوضح المتحدث باسم الرئاسة ان مرسي قرر ايضا تعيين قائد جديد لقوات الامن المركزي التابعة لوزارة الداخلية ومدير جديد لامن القاهرة.

    وتعد هذه اكبر حركة تغييرات في المناصب العليا في الدولة منذ تولي مرسي مهام منصبه في 30 حزيران/يونيو الماضي.

    وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية نقلت في وقت سابق بعد ظهر الاربعاء تصريحات غير معتادة للواء مراد موافي، الذي تمت عمليا اقالته، اكد فيها ان "الجهاز كانت لديه معلومات مؤكدة عن وجود تهديدات بهجوم إرهابي يستهدف وحدات في سيناء قبيل وقوع حادث سيناء" مضيفا أن "هذه المعلومات لم تشر إلى مكان أو توقيت الهجوم".

    وأكد موافى، بحسب الوكالة المصرية، أن "المخابرات العامة أبلغت الجهات المعنية بهذه المعلومات. وانها جهاز تجميع وتحليل معلومات وليس جهة تنفيذية أو قتالية، وأن مهمته تنتهى عند إبلاغ المعلومات للمعنيين بها من أجهزة الدولة".

    وكان مرسي غاب الثلاثاء عن الجنازة التي اقيمت لتشييع ضحايا حادث سيناء ما اثار تساؤلات وانتقادات كثيرة في مصر. ويعتقد ان التغييرات في وزارة الداخلية جاء بسبب تظاهرات مناهضة لجماعة الاخوان المسلمين ولمرسي جرت اثناء مراسم التشييع اضافة الى تعرض موكب رئيس الوزراء هشام قنديل لقذف بالحجارة بعد انتهاء صلاة الجنازة على ارواح الضحايا.



    ------------------------


    محاولة اعتداء على رئيس الوزراء بعد انتهاء الصلاة على الشهداء.

    . اتهام أمريكا بتدبير فتنة دهشور
    حسنين كروم
    2012-08-08


    القاهرة - 'القدس العربي'

    كانت جنازة العسكريين الشهداء الستة عشر هي الموضوع الرئيسي في الصحف المصرية الصادرة امس وغياب الرئيس عنها، وقول المتحدث الرسمي للرئاسة الدكتور ياسر علي لتفسير ذلك بأن 'الرئيس كان في زيارة لمصابي الهجوم في مستشفى القبة العسكري للاطمئنان عليهم ورغبة منه في اتاحة الفرصة لمشاركة جماهيرية أوسع بلا قيود'. ولكن زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم أضاف معلومات قد تفيد أجهزة الأمن، ففي 'الشروق' أخبرنا ان أحد الأزواج قال لزوجته وهي تبكي: الشيخ أبو عقرب عمل عملية إرهابية زي دي في اسيوط سنة 1993، واخد من يومين عفو رئاسي'.
    وهو يشير الى عبدالحميد أبو عقرب المتهم بقتل مساعد مدير أمن محافظة اسيوط اللواء الشيمي، وحكم عليه بالسجن خمسين سنة، ونشرت الصحف عن اجتماع الرئيس مع ممثلين للقوى والأحزاب السياسية، وبدء تدمير الانفاق مع دعوات بفتح معبر رفح والقبض على أربعة مواطنين اعتدوا على موكب الرئيس وأحدهم قذفه بالحذاء.
    وإلى شيء من أشياء عندنا:

    المخابرات كانت لديها معلومات عن هجوم سيناء

    نبدأ بالمعلومات الجديدة التي يمكن الاستناد إليها بوصفها معلومات لا تحليلات، فكانت نشر 'الوطن' تحقيقا لزميلينا أحمد البهنساوي ورجب المرشدي وقول اللواء مراد موافي رئيس المخابرات العامة: 'نعم كانت لدينا معلومات تفصيلية بالحادث لكننا لم نتصور ان يقتل مسلم أخاه المسلم ساعة الإفطار في رمضان'.
    أما 'الأخبار'، فقالت في صفحتها السادسة ان موافي صرح لها: 'جهاز المخابرات كانت لديه معلومات مؤكدة عن وجود تهديدات بهجوم إرهابي يستهدف وحدات في سيناء قبيل وقوع الحادث ولم تشر إلى مكان أو توقيت الهجوم والمخابرات ابلغت الجهات المعنية بتلك المعلومات'.

    اسلحة ثقيلة جدا بحوزة المتطرفين

    أما 'المساء' فإن مراسلها في سيناء أشرف سويلم قال في تحقيق بصفحتها الأولى:
    'صرح مصدر أمني رفيع المستوى لـ'المساء' بأن هذه العناصر المتطرفة لديها أسلحة ثقيلة تشمل صواريخ مضادة للطائرات ومدافع مضادة للطائرات فضلا عن مدافع الآر - بي - جي، والصواريخ المحمولة على الكتف وهي على درجة كبيرة من الكفاءة والتدريب الذي تلقوه في منطقتي العجرة بالشيخ زويد والمنطقة المحصورة بين وادي الأزارق ووادي العمر وبين جنوب رفح ووسط سيناء، وهذه العناصر قامت بتجربة صواريخ محلية الصنع حيث أطلقوا ثلاثة صواريخ أحدها سقط بجوار مصنع أسمنت وسط سيناء، ويقدر عددهم بألف مقاتل، وقد نجحوا في تجنيد بعض أبناء القبائل خلال العام الأخير حيث أقنعوهم بتكفير المجتمع'.

    المذبحة وضرورة إعادة النظر
    في اتفاقيات توزيع القوات في سيناء

    والى ردود الأفعال على المذبحة التي تعرض لها جنودنا وأصابتنا بجرح عميق في كرامتنا، وانتباه إلى الطريقة التي أصبحنا نتعامل بها مع أمورنا، بدءا من رئيس الجمهورية إلى الجيش والأمن والمخابرات والأوضاع في سيناء التي أهملها النظام السابق والحالي، وضرورة إعادة النظر في اتفاقيات توزيع القوات في سيناء مع إسرائيل، وصورها نظام السادات وأنصاره بأنها نصر سياسي أكمل نصر أكتوبر العسكري، وانكشفت الأمور على أنها اتفاقات أضاع فيها النظام تضحيات ضباطنا وجنودنا في الحرب وأخرج سيناء عمليا من سيطرة مصر.
    في 'أخبار' الثلاثاء قال زميلنا وصديقنا والأديب الكبير جمال الغيطاني عن كلمة الرئيس: 'كلمات إنشائية عادية يمكن أن تقال في حادثة عادية جرت نتيجة تصادم قطار مع توك توك في مزلقان جانبي وجماعة الإخوان الحاكمة ورئيسها تستعد لإغارة انتقامية ضد الصحافة المصرية القومية - غداً - الأربعاء - انه الجنون والعبث مجسدين'.

    موقف هزيل لمؤسسة الرئاسة المصرية

    أما زميلتنا بـ'الأخبار' أيضاً، الجميلة نهاد عرفة فقالت ساخرة في نفس العدد: 'لن أسمح لأحد بالإساءة للقوات المسلحة، قالها د. محمد مرسي في خطابه لقيادات الجيش الثاني، بعدها بأقل من يومين قتل جنودنا في سيناء في الحادث رقم ثمانية وعشرون منذ قيام ثورة يناير، وهو الحادث الأقوى والأبشع والذي لم يراع حرمة الدماء في هذا الشهر الكريم، لذا سننتظر لنرى ماذا ستفعل مؤسسة الرئاسة المصرية بعد هذا البيان غير الموفق والهزيل والمهين لمصر والمؤسسة السياسية، أين جهاز الأمن القومي المصري، أين جهاز المخابرات العامة، هل نام وهدأ جهاز المخابرات الحربية، هل من المعقول ان تحدث مثل هذه العملية الإرهابية البشعة دون تخطيط استمر طويلا ولم تشعر به هذه الأجهزة، علامات تعجب واستفهام، هل ستحلها الأيام القادمة أم أنها ستطويها كغيرها من الأحداث السابقة'.

    سيناء مرتع لجماعات إرهابية
    تحت زعم الجهاد في سبيل الله

    وإذا انتقلنا إلى 'التحرير' سنجد حدة الهجوم تزداد من رئيس تحريرها التنفيذي زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور، الذي هاجم الرئيس والمجلس العسكري بعنف قائلاً: 'انشغل جنرالات معاشات المجلس العسكري بأمور السياسة واستضافتهم في فنادقهم الخاصة، رجال السياسة والأحزاب الذين كان معظمهم يعمل مع مبارك وكانوا جزءا من نظامه وفساده ويدخلون في تحالفات غريبة ومريبة من أجل تقاسم تورتة الثورة والحفاظ على مصالحهم الشخصية، في نفس الوقت الذي أهملوا فيه الأمن وصارت سيناء مرتعاً لجماعات إرهابية تحت زعم الجهاد في سبيل الله، وتجمع فيها السلاح الذي أصبح في متناول الجميع وجاءهم الإنذار في شهر يونيو الماضي عندما قام العشرات من تلك العناصر بالهجوم على مدينة العريش وهم يحملون الأسلحة الآلية ومدافع آر. بي. جي ويحملون الرايات السوداء وتجول بعضهم في المدينة لعدة ساعات على متن شاحنات صغيرة وهم ملثمون ويطلقون الرصاص في الهواء ثم هاجموا قسم شرطة ثاني العريش ولم يفعل جنرالات المجلس العسكري شيئاً.
    واكتفى الرئيس محمد مرسي الذي يدعي وجماعته ان الإعلان الدستوري يكبله بالإفطار مع جنود وضباط القوات المسلحة ليوصل رسالة واحدة هي 'أنا القائد'، فماذا سيفعل القائد مع جنرالاته بعد هذا الحدث الإرهابي الإنسان رخيص؟ ان دماء الشهداء العسكريين في رقبة القائد مرسي وجنرالات معاشات المجلس العسكري'.

    ألا يشعر الاخوان بالكسوف؟

    وفي 'اليوم السابع' صب زميلنا محمد الدسوقي رشدي سكرتير عام التحرير جام غضبه على محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان وقوله عنه: 'ألا تشعر بالكسوف؟! ألا تصاب ملامح وجهك ببعض من حمرة الخجل؟! ألا تشعر بأن قليلا من البكاء على أرواح شهداء الحدود والدعاء لهم والصراخ بالقصاص وترميم كرامة الوطن التي تعرضت للإهانة أهم بكثير من سعيك الفاشل لنفي التهمة عن حركة حماس؟ وأهم بشكل أكبر من استغلال دماء الشهداء في العزف على نغمة خطط الدولة العميقة لتعجيز الدكتور محمد مرسي وإفشال برنامجه الإصلاحي؟
    الكلام السابق موجه بشكل خاص الى عضو مجلس الإرشاد محمود غزلان الذي أظهر القبيح من أخلاق البشر حينما سارع إلى استغلال دماء الشهداء مصر وتحويلها الى أداة جديدة لتبرير ارتباط محمد مرسي، إصرار محمود غزلان على ذكر النظام البائد وتزامن تحليله الساذج مع موجة التصريحات الإخوانية التي هدفت قبل ان تقدم العزاء في شهداء الوطن الى تبرئة حماس ثم التأكيد على فشل المخابرات المصرية والجيش في حماية الحدود، هذا التزامن أو التوافق يدفعك للاقتناع بأن الجماعة مستعدة أن تركب أي حدث وأن تلوي أعناق كل الحقائق من أجل تحصين الرئيس المنتمي إليها وإخلاء سبيله مقدما من أي مسؤولية يجب ان يتحملها بوصفه رئيس الدولة والمسؤول عن كل شيء، الكارثة اكبر من أن يستغلها الإخوان لتصفية حسابات مع جهاز المخابرات والمجلس العسكري وأفظع من أن يجعلها البعض أداة لكسر محمد مرسي أو الهجوم عليه، الكارثة كارثة وطن فكونوا على قدر المسؤولية وكفاكم تصفية الحسابات'.
    كيف علمت اسرائيل بالعملية قبل وقوعها؟

    وإذا تحولنا إلى 'الوطن' لنكون مع الدكتور محمود خليل استاذ الإعلام بجامعة القاهرة ومستشار القاهرة سنجده في نفس اليوم يواصل تسديد نظراته النارية ويقول:
    'الجنرال أحمد جمال الدين وزير الداخلية لم يجد بداً - بعد ساعات من تعيينه في منصبه - من أن يسخر من دعوة مكتب مكافحة الإرهاب في إسرائيل رعاياه لمغادرة سيناء لحصوله على معلومات مؤكدة بأن هناك جماعات مسلحة سوف تقوم بعمليات إرهابية، خرج علينا جنرال الداخلية - بعد هذه التحذيرات - يكذب المزاعم الإسرائيلية ويؤكد أن 'تل أبيب تتعمد إطلاق تلك الشائعات وتنشيط السياحة في إيلات'! أما الجنرال العسكري فقد أفلح من قبل في الاستئساد على شباب وبنات الثورة في محمد محمود ومجلس الشعب وميدان التحرير وبورسعيد وأسقط منهم عشرات القتلى والجرحى برصاصات الشرطة العسكرية في محاولة مستميتة للاحتفاظ بالسلطة في يديه، لكنه في المقابل لم يبين لنا أية أمارة في التعامل مع الإرهابيين الذين يتجولون في سيناء كما يشتهون.
    وتعالى إلى جنرالات المخابرات الذي يبدو أنه مازال يتعامل بشعار 'أنت بتتعامل مع أذكى مخابرات في العالم!' ولست أدري أين كانت أجهزة معلوماته، وهل كان هناك شك في أن أحداثا من هذا النوع سوف تشهدها سيناء بغض النظر عما طنطن به المسؤولون هي إسرائيل؟! نأتي بعد ذلك إلى الرئيس محمد مرسي الذي أرسل منذ أيام برقية شكر لشيمون بيريز رئيس الدولة العبرية، اجتهد جهازه الرئاسي في التستر عليها وتضليل الرأي العام حول حقيقتها لتتولى الصحافة العالمية فضح أمره 'فضيحة اللحمة في السوق' كان من الأولى بـ'مرسي' أن يخطط لإعادة النظر في اتفاقية 'كامب ديفيد' التي تمنع انتشار جنودنا بالكثافة المطلوبة في سيناء لحماية وتأمين أراضيها بدلا من حديثه 'الركيك' عن السلام وخيار السلام كما كان يفعل المخلوع! فلم يعد لدى هذا الشعب طاقة للاستماع لأي كلام فارغ من المعنى أو المضمون ومن لم تعلمه 'العشيرة والأهالي'، 'تعلمه الأيام والليالي'.

    الرئيس والعيال الغلاوية
    بتوع الصحافة والسخافة وقلة القيمة

    وإلى المعارك حول الرئيس وبسببه دفاعا عنه وهجوما ضده، وبدأها زميلنا كاتب 'صوت الأمة' الساخر، محمد الرفاعي بقوله: 'قرر الدكتور محمد مرسي بعد أن اكتشف أن غالبية الشعب المصري لابد للمشايخ في الدرة، وعمالين يخطفوا العمة من فوق دماغاهم ويلعبوا بيها الكورة ألا يكون رئيساً لكل المصريين، خاصة العيال الصايعة اللي بتجرى ورا عربيات الرش، وعمالين يهتفوا، يسقط يسقط حكم المرشد، إلهي تسقط عينهم من وشهم البعدا، والعيال الغلاوية بتوع الصحافة والسخافة وقلة القيمة، إلهي يارب يتشلوا ويتكوموا قدام الجوامع يبيعوا ريحة القسيس وعلب الكبريت فاستعان بالله واتفق أولا على ان يحكم مصر في أوقات العمل الرسمية ويحكم غزة أيام الجمع والعطلات الرسمية والمواسم والأعياد، وبدأ بمطالبة الشعب المصري الشقيق انه يخلي عند أهلها دم ويحط في عينه اللي هايأكله الدود حصوة ملح ويرشد استهلاك الكهرباء، إلهي الكهربا تمسك في جتتهم كلهم، وياريت بلاش حكاية التكييف خصوصاً أننا طول عمرنا بنام في الغيط جنب الترعة، ثم قرر السيد الرئيس والذي أعلن في بداية ولايته ان الصحافة لن تضار في عهده، الانتقام من الصحفيين اللي لسانهم أطول من كرباج العربجي، كمرحلة أولى من خطة المائة يوم فترك مجلس لا تشاورني ولا أشاورك، ده ألهم طايلني يا شيخ وطايلك، يلعب بيهم السيجة أو يوقفهم طابور ويلعبوا صلح، وكل شيخ يلطعهم على قفاهم سبع مرات فمن تاب وأناب ولبس العمة زالت عنه الغمة وعاد قفاه ناصع البياض ويشع النور من خلقته اللي شبه خلقة الغراب ثم بدأت المرحلة الثانية حيث قامت مؤسسة الرياسة برفع دعاوى قضائية ضد الصحفيين تحت شعار لا تشتري الصحفي إلا والعصا معه، أن الصحفيين لانجاس مناكيد، وهي سابقة لم تحدث من قبل، ولا حتى أيام الراجل اللي قاعد في طرة يتفرج علينا والمحروس جمال بيحكيله حواديت عشان ينام'.

    لماذا تجاهل الرئيس زيارة محافظة شفيق؟

    أما رئيس تحرير مجلة 'المصور' زميلنا وصديقنا حمدي رزق وهو من أبناء محافظة المنوفية فقد هاجم الرئيس لأنه لم يقم بزيارتها، وقال يوم الثلاثاء في 'المصري اليوم': 'لا يأبه المنايفة كثيرا لدعايات إخوانية مضادة من عينة 'بلد المليون شفيق'، أو أن عاصمة المنوفية 'شفيق الكوم' نفر من الإخوان المستهزئين نسجوا على المنوال القميء الكثير، لكن أن يتبع الرئيس المنتخب المستهزئين ويقاطع في زياراته الرمضانية وجه بحري عامة والمنوفية خاصة، وييمم وجهه شطر الصعيد جمعة في الفيوم وجمعة في قنا، ويا ترى الجمعة الجاية في أسيوط ولا في بني سويف، مفيش جمعة في سيدي أحمد البدوي، مدد يا بدوي؟ الرئيس مرسي واخد في وشه بحري مش في دماغه صار رئيساً لقبلي رغام أنه من بحري وبنحبوه 'من الشرقية' الرئيس مرسي شايل في نفسه شويتين من بحري منفش من المنوفية لا يهم المنايفة كثيرا المنايفة يدعون ربهم في القيام ان يهبهم رئيساً لمصر يتذكرون أيام مينا موحد القطرين يقولون 'مينا وحد القطرين ومرسي فرق القطرين'، 'مرسي' صار رئيساً للصعيد لمن انتخبوه وأزروه، 'مرسي' رايح جاي على طريقة صعيدي رايح جاي، مفيش منوفي رايح جاي، المنايفة فيها أهل كرم وسيكرمونك آخر كرم جرب ياريس زرها ولا تخف، زمان كان المخلوع يكره بورسعيد وسيرة بورسعيد، بورسعيد واللي منها كانت نقطة ضعف المرشح للوزارة أن يكون من فصيلة 'أبو العربي' وتحملت بورسعيد صابرة العدوان الثلاثي والعدوان المباركي لأن محاولة لاغتياله كشفت في الميناء هكذا هيأوا له ولكن لماذا يكره مرسي 'المنوفية' لماذا يخاصم وجه بحري على هذا النحو 'الفج' الشرقية مسقط رأس الرئيس لا تعبر عن بحري بحري يعني المنوفية، الغربية، الدقهلية'.

    رئيس من نخاع هذا الشعب

    ونترك 'المصري اليوم' الى 'الجمهورية' ودفاع زميلنا بالقسم الفني يحيى سعد عن الرئيس واعجابه ببرنامجه في الإذاعة - أنت تسأل والرئيس يجيب - وقوله: 'الرئيس محمد مرسي يجيب بكل حب وحرص على ألا يغضب منه أحد، وفي الوقت نفسه يصر على تطبيق القانون بكل حزم وشفافية ضد كل المخالفين والمتجاوزين والمتعمدين الإضرار بهذا الوطن ثم يؤكد على انه رئيس من نخاع هذا الشعب ومن تراب تلك الأرض.
    من ثم أتساءل ماذا ننتظر من رئيس بكل هذا الحرص على التقرب من شعبه، يصلي معهم بأي مسجد لا في مسجد بعينه كما كان يفعل سلفه ويلتقيهم دون ستار أو حجاب، ودون تحفظات أو حراسة تدفع هذا عنه أو تقتل ذاك، كما يتواصل عبر أثير الإذاعة، اعتقد كل خير ننتظره من الرئيس وفي المقابل مطلوب منا وأعني جميع المصريين في الداخل والخارج أن تجمعهم كلمة سواء في حب مصر والتي نلتحف سماءها ونفترش ترابها ونأكل من خيرها ونعيش في ربوعها وألا ننساق كالقطيع خلف المغرضين من يزرعون الريبة والشك في نفوس الناس بحجة أن بضعة أسابيع مرت دون أن يأتي الرئيس بجديد! '.

    أحمد منصور محتار بوصف
    مرسي بالجبن أو العجز والضعف

    وإلى 'الوطن' في ذات اليوم، وزميلنا ومقدم البرامج الإخواني بقناة الجزيرة أحمد منصور، والذي لم أره عصبيا مثلما رأيته في هذا اليوم وكانت عصبيته بلا حدود، لأنه صرخ قائلاً: 'إن المسلمين لهم قاعدة في الحكم تقوم على مبدأ 'أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم' حتى لو وصل الناس الى عصيان الحاكم فإنهم لا يهزأون به، أو يتطاولون عليه أو على عائلته وأبنائه وإنما كل شيء بالقانون والأصول على قاعدة 'ولا تزر وازرة وزر أخرى' لا سيما إذا كان الحاكم قد جاء بخيار الشعب ولم يفرض عليه.
    لكن ما يحدث في مصر الآن من قبل بعض فلول الإعلاميين تجاه الرئيس محمد مرسي الذي لم يمض في منصبه سوى شهر واحد فاق كل أشكال الحماقة واللياقة ووصل الى مرحلة السفاهة والتفاهة والسفالة والانحطاط. لم أصدق ما قرأته وما شاهدته من لقطات لبرامج تليفزيونية مليئة بالتطاول على رئيس الجمهورية دون أي مبررات أو مستندات، لكن مصادر الشتائم والسباب أغنت عن الأسباب، لأنها بطبيعتها آبار لا تنضح إلا بالقاذورات، وكلهم من أراذل الناس بعضهم من السفلة وآخرون من سفلة السفلة وكل منهم تاريخه معروف في الابتزاز والكذب والتدليس، وفي موازين البشر لا يساوي أحدهم جناح بعوضة، قضوا حياتهم في التطاول على أعراض الناس وعلى شرفهم، يا إلهي ما تركوا شريفا إلا ونالوا منه ولا ########ا إلا ورفعوه، حديثهم هو الإفك والكذب وكلامهم هو النفاق والذلة، يستأجرون كالنائحة يؤدون أدوارهم حتى يصدقوا أكاذيبهم وللأسف يصدقهم بعض الناس، يضعون العناوين الكبيرة للمضامين الفارغة مثلهم، في المقابل فإن الذين ينالهم الأذى لا يحركون ساكنا لا أعرف عن ضعف؟ أم عن جبن؟ أم عن عجز؟ وفي هذا يصدق عليهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم 'عجبت لجلد الفاجر وعجز الثقة'، وأكبر ما يؤلمني هو العجز أو الصمت أو الضعف الذي يبدو من رئاسة الجمهورية تجاه أقوال وأفعال هؤلاء وهنا نقول لرئيس الجمهورية أنت رئيس لمصر ورمز لها اختارك اكثر من نصف الشعب فأصبحت وفق الدستور خيار الشعب فيجب أن تحمي المنصب والموقع وأن تتخلى عن هذا الحلم أو الضعف أو الصبر'.
    هل هذا معقول، يضع ثلاثة أوصاف للرئيس وعدم اتخاذه إجراءات لا تخرج عن ثلاثة، الضعف والجبن والعجز، وهو بذلك انضم الى من خصص عموده لشتمهم، وفعل مثلما يهاجمهم بسببه. لكن الذي يلفت الانتباه هو قاعدة الحكم التي يستند إليها في التعامل مع الرؤساء، وهي أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم، أي أن الثورة ضد الحاكم وعدم طاعته، لا تكون إلا لأسباب دينية، كأن لا يصلي أو يصوم أو لا يقيم شرع الله ويطبق الحدود فإذا فعل وأطاع، فلا ثورة عليه، أي مثلاً يقيم نظاما رأسماليا او اشتراكيا وان يبيع مؤسسات الدولة ومصانعها ومرافقها مثلما كان يفعل النظام السابق، فلا داعي للمعارضة مادام يقيم شرع الله، أين الديمقراطية اذن وتداول السلطة؟

    فتنة دهشور: يتظاهرون لبورما وينسون الاقباط؟

    وإلى فتنة دهشور ومقال الدكتورة فايزة أبو النجا في 'المصري اليوم' يوم الاثنين الذي أبدت فيه دهشتها من عدم القيام بمظاهرة احتجاجا على ما تعرض له أشقاؤنا الأقباط في دهشور، وألمحت الى اتهام أمريكا بأنها وراء ما حدث، قالت: 'هل يستقيم أن يتظاهر المصريون أمام سفارة بورما أو أي بلد آخر في مواجهة ما يعانيه المسلمون من اضطهاد أو ظلم وهو حق بل واجب، دفاعاً عن حقوقهم الإنسانية غير القابلة للمساس، هل يستقيم ذلك ولا ينتفض المصريون بالغضب لما يحدث في الوطن ولشركاء الوطن من المصريين الأقباط في وطنهم؟ هل من المعقول او المقبول أن يضطر أي مصري قبطياً كان أو مسلماً أن يهجر بيته أو أرضه قسراً أو خوفا؟ وهل يمكن لمسلم حقيقي يعلي مبادىء وتعاليم وثقافة الإسلام السمحة العظيمة أن يقبل أن يحدث هذا لشركاء الوطن؟ وهل يستقيم ان نتظاهر ونحتج ونعتصم لمطالب فئوية أو غيرها بقدر اهميتها ومشروعيتها ونصمت أو نتغاضى في مواجهة ما حدث في دهشور ودلالاته الخطيرة؟ هل هي مجرد صدفة ان تعود أحداث ما تعودنا أن نطلق عليه 'الفتنة الطائفية' لتطل بوجهها القبيح في التوقيت نفسه الذي تطالعنا فيه تقارير دولية عما أطلقت عليه 'انتهاكات الحريات الدينية في مصر' وما واكب ذلك من إبداء القلق من ضعف مستوى حماية الأقباط في مصر؟ هل يكون ذلك من قبيل الصدفة؟ هذا العبث بالأمن القومي المصري ومؤشراته الخطيرة على أرض الواقع باتجاه تقسيم الوطن بل تفتيت المنطقة بأسرها وتسارع هذه الخطى، هذا هو ما يستوجب أن يقف ملايين المصريين بل أن يقف المصريون جميعاً ليقولوا بأعلى صوت وبصوت واحد موحد ومتحد، صوت قوي ومسموع للجميع في الداخل والخارج ان المصريين مسلمين وأقباطاً لا يقبلون ولن يسمحوا بالعبث بأمن هذا الوطن أو تقسيمه أو تمزيق البنيان الذي فطره الله سبحانه وتعالى عليه'.

    لماذا لم يذهب الرئيس
    للنقطة الساخنة في دهشور؟

    ونظل في 'المصري اليوم' ففي اليوم التالي قالت زميلتنا الجميلة نشوى الحوفي وهي تحرج الرئيس: 'ظننت أن رئيس مشروع النهضة سيسارع بالذهاب إلى تلك النقطة الساخنة، في دهشور فيأمر بسرعة تطبيق القانون على الجميع وضبط المتهمين المتسببين في الحادث أيا كان دينهم، والتحقيق معهم وإصدار قرارات حاسمة بمعاقبة أي مواطن يتجرأ بالهجوم على دار عبادة أياً كان مسماه، ويسارع باسترضاء كل الأسر المسيحية التي هجرت من منازلها، والتحقيق مع من فعل هذا، ولكن لم يذهب رئيس النهضة لدهشور، بل توجه لقنا والأقصر فسأل السائحين عن مدى شعورهم بالأمان، وهو سؤال لم يحرم بالطبع، ولكن كان الأولى به أهل البلد أيها الرئيس النهضوي'.

    انتهاكات الحريات الدينية في مصر

    ويخيل إلي - والله أعلم بالنوايا - ان ربط الدكتورة فايزة بين فتنة دهشور وصدور تقرير عن انتهاكات الحريات الدينية في مصر، هو ربط فيه قدر شديد من التعسف وسببه الأزمة العنيفة التي نشبت بينها وبين الإدارة الأمريكية بسبب قضية منظمات حقوق الإنسان خاصة المعهد الجمهوري والمعهد الديمقراطي، وتقديمها معلومات عن تدخلهما في الشأن الداخلي وتعرضها هي إلى انتقادات من جانب مسؤولين في الإدارة الأمريكية، وهي القضية التي انتهت بفضيحة مدوية، عندما تسلمت أمريكا رعاياها، وأعلن رئيس المحكمة انه تعرض الى تدخلات من رئيس محكمة الاستئناف المستشار عبدالمعز إبراهيم للإفراج عنهم وأعلن تنحيه عنه، وتشكلت دائرة أخرى بسرعة أفرجت عنهم واتجهوا مباشرة إلى المطار وسافروا وترتب عليها انكشاف فضائح أخرى عندما وجه السيناتور الجمهوري جون ماكين شكره لجماعة الإخوان المسلمين على دورها في إنهاء القضية خاصة خيرت الشاطر، ونفت الجماعة والشاطر أقوال ماكين، لكن صديقنا ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان أكد ان اجتماعا حدث فعلا، وأن ماكين طلب تدخل الجماعة لإطلاق سراح الأمريكيين، ولكنهم أخبروه أن القضية أمام القضاء، ولا يمكن التدخل.
    اما دهشة الجميلة فايزة من عدم قيام مظاهرات للمسلمين للاحتجاج على ما حدث للأقباط في دهشور، فلها كل الحق، وننتهز هذه الفرصة لنؤكد عظيم تقديرها للدكتورة فايزة والدور الوطني الكبير الذي لعبته أثناء توليها الوزارة وتعرضها لحرب بسبب عملها للتركيز على افريقيا وسط محاربة من وزير المالية في عهد مبارك، خفيف الظل الدكتور يوسف بطرس غالي والهارب في لندن، ومن وزير الصناعة والتجارة ايضا رشيد محمد رشيد، كما سمعت من صديق مقرب جدا للدكتورة فايزة ومن مجموعة جمال مبارك، ولم يكن يساندها إلا المشير طنطاوي والمخابرات، وكان مبارك - قصدي المخلوع - يساندها في بعض الأوقات.

    ثالوث المصريين القاتل الفريد!

    وإلى المعارك والردود، ونبدأها اليوم مع زميلنا بـ'الجمهورية' ومدير عام تحريرها، خفيف الظل وواسع القراءة محمد أبو كريشة الذي مسح دمعة واحدة من كل عين، ثم قال يوم الأحد متحسرا على أحوال المصريين وخيبتهم القوية التي يندر وجودها بين العالمين: 'وكما فعل الشاطر حسن بفتح كل الأبواب المغلقة بثلاث جمل، فعلت ذلك ثورة 25 يناير بثلاث كلمات هي 'عيش، حرية، عدالة اجتماعية'، وكما صدقنا حكاية الشاطر حسن صدقنا حكاية الثورة، فإذا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية كلام 'ابن عم حديث' وقبض ريح وسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، ولست أدري سر الثالوث، أو الكلام المثلث الذي يلازمنا منذ سنوات طويلة، 'حرية - اشتراكية - عدالة اجتماعية'، مصر كانت وستبقى بلد التثليث، 'كل شيء فيها بالثلاثة، 'والله العظيم ثلاثة'، 'عليَّ الطلاق بالثلاثة'، 'التالتة ثابتة'، والكفار من أقوام الأنبياء كانوا يتمتعون في دارهم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ثم يأتيهم العذاب بغتة، الأهرامات ثلاثة، وآية المنافق ثلاث، والدواء ثلاث مرات في اليوم، والعد لغاية ثلاثة ثم نطلق الرصاص وأشهر الروايات ثلاثية نجيب محفوظ، والفساد في مصر له قوة قتل ثلاثية قادرة على إجهاض حمل الوطن ووأد ثوراته وتدمير انجازاته، مصر مخدوعة بالذين يقولون ما لا يفعلون، وبالذين يصلون ويؤمون الصلاة ويزنون، وبالذين إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وملامحهم ولحاهم وجلابيبهم وبلاغتهم وفصاحتهم ومخارج ألفاظهم في بيانهم السحر الحرام، يحلفون لك لترضى وتنخدع، وعند الله تعالى مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال، والله تعالى لا يسلط على من يغضب عليهم الطوفان والعمل والضفادع والدم والجراد فقط، بل يسلط ما هو أخطر يسلط شياطين في صورة ملائكة، وأشراراً في أثواب أخيار، ودجالين في صور دعاة وعلماء ونجوم وساسة وإعلاميين'.

    الإخوان يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما يرفضون

    وثاني المعارك من نصيب زميلنا محمد منير وكانت في نفس اليوم - الأحد - في 'اليوم السابع'، إذ أراد مداعبة الإخوان والإشادة بخصالهم، فأنشد يقول عنهم: 'الإخوان يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما يرفضون، قتلوا المستشار الخازندار لأنه أدان جماعتهم قضائياً، وقتلوا النقراشي رئيس الوزراء المصري لأنه حل جماعتهم في حين رفضوا بشدة دعوة المواجهة المسلحة ضد الانجليز الذي نادى بها أحمد حسين، وبعد ذلك بسنوات عندما نجحت المواجهة المسلحة ركبوا الحركة في اللحظات الأخيرة كعادتهم وتصدروا المشهد بصفتهم قادة الكفاح المسلح، وفي كل مرة يغتالون فيها مصرياًَ كان مرشدهم يخرج ويدين الاغتيال كما لو كان القتلة من تنظيم آخر. الإخوان كاذبون، يحاولون بدأب إلصاق صفة الثورية بأنفسهم وهي الصفة التي لم يعرفوها طوال فترة وجودهم، ولأنهم غشم وجداد في 'الكار' فهم يتصورون أن إحدى الوسائل للحصول على الصفة الثورية هي اتهام الثوريين بالعمالة أو بأنهم فلول خاصة الثوريين الذين قبضوا على موقفهم سنوات الاستبداد كالقابض على قطعة جمر، بينما كانوا هم يقفزون على الحبال ويعيشون في ترف التقديس الديني الوهمي والتدفق المالي من الخارج، فهم من مصلحتهم استبعاد أي صادق من المشهد لأنه سيكون شاهدا عليهم، وكاشفا لانتهازيتهم وفسادهم كبدلاء للنظام السابق، وحتى يوفروا الحماية لما سيقومون به من إجراءات للحفاظ داخليا على مصالح رجال الأعمال وفكرة الاحتكار والطبقية المتفاوتة وخارجيا الانحياز لمصالح الأمريكان والصهاينة وهو جوهر النظام السابق في ثوب جديد'.

    وزارات الاخوان ياقوت ومرجان

    وأراد زميلنا بـ'الأهرام' نبيل عمر، الدفاع عن الإخوان ضد هجوم منير عليهم فقال يوم الثلاثاء: 'فعلا ليس للإخوان إلا من ست إلى ثماني وزارات في الحكومة الجديدة لكن أي وزارات؟ السؤال مهم أو بمعنى أصح هو كلمة السر لدخول المغارة فإذا دخلنا الى المغارة فماذا نجد؟ ياقوت ومرجان وذهب من نوع خاص، فالوزارات التي رضي بها الإخوان والعوض على الله هي الإعلام والعدل والزراعة والشباب والقوى العاملة، وزارات جماهيرية، مشاهدون وقضاة وفلاحون وشباب وعمال وزارات تعبئة وحشد تحتك بأغلبية المصريين، قبل انتخابات البرلمان الجديد بعد شهور، والإعلام هو الجائزة الكبرى أو مربط الفرس، وللعلم مكتب الرئيس محمد مرسي اتصل بالأستاذ صلاح عبدالمقصود قبل ان يتصل به الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء المكلف، وطبعا مفهوم لماذا وزارات الشباب والزراعة والقوى العاملة؟ّ! إنه ترتيب لانتخابات مجلس الشعب القادم ووزارة إخوانية تماماً'.

    قوى الاسلام السياسي واكذوبة الاكثرية تحكم

    ويبدو أن محبي الإخوان كثيرون لدرجة انهم يتزاحمون على ابواب التقرير، ومنهم زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير 'الجمهورية' الاسبق محفوظ الانصاري الذي قال في نفس اليوم - الثلاثاء - 'الأكذوبة الكبرى التي تحكم مصر اليوم وأعني بها 'أكذوبة الأغلبية' وأن من خمسة وسبعين الى ثمانين في المائة من الشعب المصري ومن قواه الفاعلة وصاحبة الكلمة في الاختيار والفصل عن طريق 'الصندوق' هي قوى الإسلام السياسي، وأسأل، أي إسلام هذا وهل هذا الكم الرهيب من الجرائم والسرقات والقتل والنهب والبلطجة واقتحام المؤسسات والشركات والأعمال والتحرش بالنساء وقطع الطرق والسكك الحديد وغيره وغيره، هل هذا هو الجمهور 'المسلم' الذي يقيم 'مجالس التشريع' وينتخب رئيس الجمهورية ويستفتى ومنذ اكثر من عام ونصف العام على استبعاد الدستور 'لحين ميسرة' وإلا كان العكس 'كفرا'؟ هذه الأكذوبة الكبرى لابد أن تتوقف، فالأغلبية التي يتحدثون عنها ويصفونها بالإسلام غير موجودة والنتائج التي وصلنا إليها في التشريع والحكم وكل شيء مشكوك فيها ليس بالتزوير ولكن بالمغالطة فليست زجاجة الزيت تمثل برنامجا انتخابيا وليست الرشوة أو الاتاوة أو البلطجة اسلوب إدارة'


    ------------------

    تطهير الامن من رجال مبارك
    رأي القدس
    2012-08-08




    ربما تشكل عملية رفح، التي راح ضحيتها حوالى 16 جنديا مصريا كانوا يتناولون طعام الافطار عندما استولت خلية من خمسة اشخاص على عربتين مدرعتين لشن هجوم ضد اهداف اسرائيلية، نقطة تحول رئيسية في تاريخ الرئيس المصري محمد مرسي، وحركة الاخوان المسلمين على وجه الخصوص لما ترتب وسيترتب عليها من نتائج سياسية داخلية وخارجية.
    فهذه العملية لم تكشف عن حالة الفوضى الامنية التي تعيشها صحراء سيناء في الوقت الراهن وتمركز جماعات اسلامية متشددة فيها فقط، وانما عن مدى قوة الرئيس المصري الجديد وقدرته على اتخاذ القرارات الصعبة والحاسمة.
    ومن الجائز القول انه لولا هذه العملية لما تمكن الدكتور مرسي من اتخاذ قراراته الجريئة التي اصدرها امس باقالة رئيس المخابرات العامة نائب اللواء عمر سليمان والامتداد الطبيعي له ولسياساته، اللواء موافي مراد، وتعيين رئيس جديد للحرس الجمهوري، واقالة محافظ شمال سيناء، وتعيين قائد جديد للشرطة العسكرية.
    صحيح ان هذه القرارات صدرت بالتنسيق او بالتوافق مع الفريق حسين طنطاوي قائد المجلس الاعلى للقوات المسلحة، ولكن الصحيح ايضا ان اقالة هؤلاء الذين يعتبرون من اعمدة نظام الرئيس حسني مبارك الامني والعسكري لم تكن من الاولويات الملحة، وربما كان من الممكن ان تنتظر اسابيع او اشهرا اخرى.
    ربما يجادل البعض بان المسؤولين الجدد الذين جرى تعيينهم في هذه المناصب الامنية الحساسة قد لا يكونون رجال الرئيس المصري الجديد، وهذا جدل ينطوي على بعض الصحة، ولكنهم حتما لن يكونوا رجال الرئيس المخلوع حسني مبارك.
    لا شك ان هؤلاء الذين يتربعون على قمة الاجهزة الامنية المصرية، يتحملون المسؤولية الكبرى عن عملية معبر رفح هذه، وبالتالي الجنود الشهداء الذين سقطوا برصاص منفذيها، ولذلك يجب ان يعاقبوا ويدفعوا ثمن فشلهم الاستخباري ليس تقاعدا وعزلا وانما محاكمة ايضا على اوجه تقصيرهم.
    اللواء مراد موافي قال انه تلقى معلومات مؤكدة عن وجود تهديدات بهجوم ارهابي يستهدف وحدات في سيناء، مضيفا في تصريحات نسبتها وكالة الانباء المصرية الرسمية اليه، 'ان هذه المعلومات لم تشر الى مكان او توقيت الهجوم'. وحاول التنصل من المسؤولية عندما قال 'ان المخابرات العامة ابلغت الجهات المعنية بهذه المعلومات، وانها جهاز تجميع وتحليل المعلومات وليس جهة تنفيذية او قتالية، وان مهمته تنتهي عند ابلاغ هذه المعلومات للمعنيين بها في اجهزة الدولة'.
    اللواء موافي يريد ابراء ذمته، والقاء الكرة في ملعب وزارة الدفاع باتهامها بشكل مبطن بانها هي الجهة المقصرة لعدم تعاملها مع هذه المعلومات بالجدية الكافية، وربما يتهم ايضا، جهاز الامن المركزي بالقصور باعتباره مسؤولا عن امن الحدود.
    في جميع الاحوال جاءت هذه العملية الهجومية على بشاعتها في مصلحة الرئيس مرسي في نهاية المطاف، ووفرت له فرصة ثمينة لتطهير الاجهزة الامنية من بقايا النظام السابق ودون الصدام مع المجلس العسكري او مراكز القوى الامنية في مصر، وهذا يذكرنا بالمثل الذي يقول 'قد يأتي الخير من باطن الشر'!
    Twitter: @abdelbariatwan

    -----------------

    الصفحة الأولى


    الإطاحة بكبار القيادات الأمنية بعد أحداث سيناء

    إحالة مدير المخابرات العامة للمعاش وإقالة محافظ شمال سيناء
    استبعاد مديري الحرس الجمهوري والشرطة العسكرية والأمن المركزي وأمن القاهرة
    شحاتة رئيسا للمخابرات وزكي للحرس الجمهوري ونوح للأمن المركزي والصغير لأمن القاهرة

    08/08/2012 10:58:08 م




    كتب محمد هنداوى‮:‬




    أصدر الرئيس محمد مرسي عدة قرارات مهمة أمس.. شملت تغييرات في عدد من المواقع المهمة والحساسة وذلك علي خلفية أحداث سيناء وماتلاها من تداعيات. ب
    حيث قرر الرئيس تعيين اللواء محمد أحمد زكي قائدا للحرس الجمهوري، وتعيين اللواء محمد رأفت عبدالواحد شحاتة قائما بأعمال رئيس المخابرات العامة وإحالة اللواء مراد موافي المدير السابق للمخابرات العامة الي المعاش أمس، كما قرر الرئيس إقالة محافظ شمال سيناء عبدالوهاب مبروك. ب
    وأصد رئيس الجمهورية تعليمات الي اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية بالقيام بالتغييرات المطلوبة واللازمة لتفعيل الاداء الأمني بقطاع الأمن المركزي وقطاع أمن القاهرة.. وصرح د. ياسر علي المتحدث الرسمي للرئاسة بأن وزير الداخلية قرر تعيين اللواء ماجد مصطفي كامل نوح مساعدا لوزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي واللواء أسامة الصغير مساعدا لوزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة. ب
    وأشار المتحدث الرسمي للرئاسة أن الرئيس محمد مرسي أصدر تعليمات لوزير الدفاع والانتاج الحربي بتعيين قائد جديد لادارة الشرطة العسكرية بدلا من اللواء حمدي بدين.. وأكد المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية بأن القرارات جاءت في ظل الاحداث التي تمر بها مصر حاليا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها، ودفعا لمسيرة الثورة وحماية للإرادة الشعبية. ب

    ومن ناحية أخري عقد الرئيس مرسي أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة اجتماعا لمجلس الدفاع الوطني لبحث تداعيات حادث رفح والأوضاع الأمنية في سيناء واستمر الاجتماع أكثر من 3 ساعات تم خلالها مناقشة الوضع الامني الحالي في سيناء وما تم خلال اليومين الماضيين علي أرض الواقع . وهو الاجتماع الاول لمجلس الدفاع الوطني الذي تم تشكيله في 18 يونيو الماضي. ويتولي رئيس الجمهورية رئاسة المجلس، ويضم المجلس رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشوري، والقائد العام للقوات المسلحة، ووزراء الخارجية والداخلية والمالية، ورئيسي أركان حرب القوات المسلحة والمخابرات العامة، وقادة القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي، ومساعد وزير الدفاع المختص، ورئيسي عمليات القوات المسلحة وهيئة القضاء العسكري، ومدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وأمين عام وزارة الدفاع.. وهو التشكيل الذي تم النص عليه في الاعلان الدستوري المكمل

    -------------- مقالات


    علي مزاجي‮!‬



    08/08/2012 10:35:25 م




    بقلم :- سعىد إسماعىل


    سعىد إسماعىل



    < ‬اسرائيل رصدت قيام مجموعة من الارهابيين في قطاع‮ ‬غزة،‮ ‬بالاعداد للقيام بعملية في أحد المواقع المصرية داخل سيناء،‮ ‬قبل وقوع الهجوم بأيام قليلة‮.. ‬وطلبت من رعاياها‮ ‬المتواجدين في مدن سيناء مغادرتها فورا الي اسرائيل‮.. ‬وقامت بابلاغ‮ ‬السلطات المصرية بالمعلومات التي توافرت لديها‮.. ‬ومعني ذلك ان اسرائيل لم تشارك في هذا الهجوم،‮ ‬وان كانت نتائجه في صالحها‮!!‬
    < ‬وقع الهجوم الغادر في لحظة أذان المغرب يوم الاحد الماضي،‮ ‬تحت‮ ‬غطاء قصف بمدافع الهاون من داخل قطاع‮ ‬غزة‮.. ‬وفي خلال عشر دقائق فقط قتل المجرمون ستة عشر من رجال جيش مصر،‮ ‬واصابوا سبعة آخرين،‮ ‬وخطفوا مدرعتين‮!!‬
    < ‬في صباح الاثنين صرح أحد اعضاء حزب الحرية والعدالة،‮ ‬الذراع السياسي لجماعة الاخوان قبل اجراء اية تحقيقات بأن اسرائيل‮ ‬وراء تدبير هذا الهجوم،‮ ‬الذي يعتبر جزءا من سلسلة عمليات هدفها التأكيد علي عدم قدرة مصر علي السيطرة علي سيناء،‮ ‬وعجزها عن القضاء‮ ‬علي الانفلات الامني فيها،‮ ‬وسيطرة الجماعات الاسلامية الارهابية علي الزحام الامني‮ ‬،‮ ‬مما يشكل تهديدا لأمن اسرائيل‮ ‬قد يضطرها للرد للدفاع عن حدودها‮.‬
    < ‬عضو في مجلس الشوري ـ قبل اجراء‮ ‬أي تحقيقات ايضا ـ قال ان اسرائيل دبرت هذا الاعتداء‮ ‬علي احدي نقاط الامن المصرية داخل سيناء‮ ‬لاحداث وقيعة بين مصر وجماعة حماس‮ ‬التي تعتبر نقطة دفاع متقدمة لمصر في مواجهة اسرائيل‮.. ‬وطالب بإقالة رئيس المخابرات الذي فشل في رصد الهجوم‮!!‬
    < ‬صرح اللواء مراد موافي رئيس المخابرات العامة بان الجهاز كان لديه معلومات مؤكدة عن وجود هجوم ارهابي يستهدف وحدات في سيناء،‮ ‬وأكد انه ابلغ‮ ‬الجهات المعنية بتلك المعلومات وان ليس من مهامه التصدي لهذه العمليات‮.‬
    < ‬اقام اسماعيل هنية،‮ ‬رئيس حكومة حماس المقالة،‮ ‬صلاة علي أرواح الشهداء‮ ‬المصريين،‮ ‬وصرح بعدها ان الارهابيين الذين قاموا بالهجوم لم يكن بينهم فلسطيني واحد‮!! ‬بينما الثابت من التحقيقات الاولية التي قامت بها جهات التحقيق المصرية ومن اقوال الجرحي،‮ ‬أن لهجة الارهابيين كانت فلسطينية‮!!‬
    وفي قطاع‮ ‬غزة حركات ارهابية اسلامية يزيد عددها علي سبع،‮ ‬تعمل جميعها بالتنسيق الكامل مع قيادة حماس،‮ ‬التي تحلم باقتطاع جزء من شمال سيناء ـ مؤقتا ـ وضمه الي قطاع‮ ‬غزة لاقامة الجمهورية الاسلامية الفلسطينية،‮ ‬بدعم ايراني،‮ ‬ومباركة اسرائيلية أمريكية‮.. ‬فهل يضحي شعب مصر بأرضه الغالية لتحقيق حلم حماس؟
    ----
                  

08-12-2012, 06:05 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    أمير قطر يغادر القاهرة بعد ايداع ملياري دولار في خزينة مصر

    2012-08-12



    الرئيس المصري يجتمع مع أمير قطر في القاهرة


    القاهرة- (د ب أ): أعلنت الرئاسة المصرية مساء السبت أن دولة قطر قررت إيداع ملياري دولار وديعة لدى البنك المركزي المصري، وذلك عقب استقبال الرئيس محمد مرسي أمير دولة قطر حمد بن خليفة أل ثاني في قصر الاتحادية الرئاسي.
    وقالت مؤسسة الرئاسة في بيان لها إن اللقاء تضمن مباحثات حول آفاق التعاون المشترك بين الدولتين وسبل تطويره سياسياً واقتصادياً وفى جميع المجالات.

    وقال البيان الذي تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، إن الزعيمين استعرضا الفرص الواعدة للاستثمار فى مصر فى مختلف القطاعات حيث أبدى الجانب القطري استعداده للمساهمة في بعض هذه الفرص والمشاريع.

    واتفق الجانبان على أن يقوم وفد من المختصين بدولة قطر بزيارة مصر فى شهر ايلول/ سبتمبر القادم لدراسة هذه الفرص.

    وكان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر قد غادر القاهرة مساء السبت عائدا إلي الدوحة بعد زيارة قصيرة لمصر إستغرقت عدة ساعات هي الأولي منذ تولي الرئيس محمد مرسي رئاسة الجمهورية.

    ورافق الشيخ حمد خلال الزيارة وفد من الدوحة.

    وكان في استقبال أمير قطر باستراحة رئاسة الجمهورية بمطار القاهرة الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء المصري الذي اصطحبه إلي مقر الرئاسة للقاء مرسي وحضور مائدة الإفطار التي أقامها الرئيس المصري للضيف القطري ومرافقيه.

    ويذكر أن آخر زيارة قام بها أمير قطر لمصر كانت في أواخر عام 2010 عندما قدم واجب العزاء في مدرسه الخاص أحمد منصور والذي قام بالتدريس له في أول مدرسة نظامية أنشأتها قطر


    -----------------

    الصفحة الأولى


    وفد حقوق الإنسان يلتقي مبارك وجمال في مستشفي طرة

    مبارك: أتعرض لأزمات مفاجئة.. وأخشي علي حياتي داخل المستشفي

    11/08/2012 10:53:24 م




    كتب جمال حسىن‮ ‬ ‬وأحمد عبدالحمىد





    علي مدار ساعتين التقي وفد من المجلس القومي لحقوق الانسان بالرئيس السابق حسني مبارك ونجله جمال داخل محبسه في مستشفي سجن مزرعة طرة لفحص الشكوي التي تقدم بها جمال مبارك حول الحالة الصحية لوالده وضعف التجهيزات الطبية بمستشفي السجن التي تتطلب نقله الي مستشفي اخر. التقي الوفد الذي ضم كلا من الدكتور اسامة الغزالي حرب وحافظ ابوسعدة وناصر أمين ويوسف القعيد أعضاء المجلس بالاضافة الي معتز فادي من باحثي المجلس مع جمال مبارك واستمع إلي شكواه علي مدار ساعة ونصف الساعة تحدث عن حالة والده الصحية وقدم للجنة المستندات والتقارير الطبية حولها واشتكي جمال مبارك من تعنت النيابة العامة في التعامل مع الملف الصحي لوالده، مشيرا الي انه قدم اكثر من شكوي للنيابة حول حالته لكن لم يتم التحقيق فيها. وقال جمال مبارك ان النيابة العامة لا تستجيب للتقارير الطبية التي تؤكد ضرورة نقل والده الي أي مستشفي آخر نظرا لخطورة حالته لكن النيابة العامة لا تعتمد سوي علي تقارير اطباء السجن فقط. وقال جمال مبارك انه يتم التعامل مع قضية والده سياسيا بدليل نقله من مستشفي المعادي الي مستشفي السجن دون اصطحاب ادويته.. كما هاجم الطب الشرعي الذي اصدر قرارات غير حقيقية وهدد جمال مبارك باللجوء الي تدويل شكواه ومخاطبة منظمات العالم لحقوق الانسان اذا لم تستجب الدولة لمطالب والده الانسانية والصحية طبقا لمواثيق الأمم المتحدة لان الحالة الصحية والعمرية لوالده متدهورة جدا.
    وقال ناصر امين ان جمال مبارك طلب في حالة عدم نقل والده الي أي مستشفي آخر توفير وسيلة آمنة وسريعة لنقله في حال تعرض الرئيس السابق للخطر. ثم انتقل اعضاء المجلس القومي الي حجرة العناية المركزة التي يرقد فيها مبارك وتفقدوا التجهيزات الطبية بالغرفة وتم الاطلاع علي جميع التجهيزات الطبية فيها. وقد تحدث مبارك مع اللجنة بكلمات قليلة جدا حيث قال: أتعرض لازمات في القلب تستدعي تجهيزات غير متوافرة هنا ولا توجد خطة لاخلائي الي اقرب مستشفي وأرجو نقلي الي مستشفي آخر يناسب حالتي الصحية والسنية.. انني اخشي علي حياتي لان المستشفي لا يوجد به تهوية حيث اضطر لاغلاق التكييف لاصابتي بمياه علي الرئة وفي هذه الحالة تحدث لي ازمات كما لا توجد خطة لإخلائي. وقالت مصلحة السجون ان مزاعم جمال مبارك ليس لها أي اساس من الصحة، مشيرا الي ان الحالة الصحية لمبارك لا تستدعي نقله إلي مستشفي خارج السجن، بالاضافة الي انه مثبت بدفاتر مستشفي السجن محاولة قيام العديد من الاستشاريين الاكفاء الكشف علي مبارك ورفض جمال ذلك واصراره علي استدعاء طبيبيه اللذين كانا يشرفان علي علاجه بالمركز الطبي العالمي للكشف عليه.
    كما قام اعضاء وفد المجلس القومي لحقوق الانسان اثناء تفقدهم لمستشفي سجن مزرعة طرة بلقاء وكيل وزارة الزراعة السابق احمد عبدالرحمن واجراء حوار معه حول سبل الرعاية الصحية المقدمة لهم داخل السجن.
    ومن جهته اكد العقيد محمد عليوة رئيس قسم الاعلام والعلاقات بقطاع مصلحة السجون انه تنفيذا لتوجيهات اللواء محمد نجيب حسن جميل مساعد الوزير لقطاع مصلحة السجون فإنه قد تم تقديم جميع التسهيلات والتيسيرات لاعضاء الوفد التي تمكنهم من القيام باداء مهمتهم بكل سهولة ويسر ورافقهم خلال الزيارة اللواء عبدالله صقر رئيس منطقة سجون المنطقة المركزية.
    وكشف عضو المجلس القومي لحقوق الانسان ان اللجنة ستنتهي من اعداد تقريرها خلال اليومين القادمين تمهيدا لعرضه علي المجلس في الاجتماع المقبل ووضع التوصيات اللازمة بخصوص هذه الشكاوي
    --------------



    المشير وراء عزل رئيس المخابرات.. مرسي بمرمى النيران بسبب انهيار المرافق..

    وتوقعات بان أيامه معدودة

    حسام عبد البصير
    2012-08-10




    القاهرة - 'القدس العربي' نفس الأسطوانة المشروخة التي تكرر تشغيلها مراراً للوقيعة بين المصريين والفلسطينيين طيلة عقود ماضية عادت للعمل مجدداً وعادت معها رياح زمن مبارك لتهب على دور الصحف المصرية، ذلك الزمن الذي كانت فيه التهم تلفق للفلسطينيين داخل مكاتب جهاز مباحث امن الدولة بشأن جرائم في حق مصر وشعبها لم يرتكبوها ثم سرعان ما يروج كهنة مبارك في بلاط صاحبة الجلالة من أجل أكمال سيناريو الفتنة بين الشعبين الشقيقين..سيناريو سبق وأعد سلفا عشرات المرات وهاهو يرى طريقه للنور مجدداً وكأن مصر لم تشهد ثورة غسلت قراها ومدنها من عار مبارك وأكاذيب أعوانه، فقد جاءت بعض صحف أمس الجمعة مخيبة للآمال بسبب ما حملته من هجوم على الشعب الفلسطيني الشقيق وسعي بعض الكتاب لتقمص شخصية المخبرين السريين ورجال المباحث من أجل توريط بعض الغزاويين في المذبحة على الرغم من أن نتائج التحقيقات لم تظهر بعد إلا ان عدداً من الكتاب سارعوا من تلقاء انفسهم بتوجيه التهمه للمجاهدين الذين يقبلون بأن يكونوا حراساً لحدود مصر عن طيب خاطر وإن كان نفر من الكتاب رأوا أنه من المستحيل أن يقدم على تلك المذبحة فلسطيني او اي مواطن مسلم أوعربي، وقد اهتمت مانشيتات الصحف المصرية بمتابعة العمليات الواسعة التي يقوم بها الجيش في سيناء من أجل تطهيرها من الجماعات الأرهابية واهتمت الصحف كافة على توجيه التحية للجنود على ما يقومون به، وشهدت الصحف هجوما واسعا على الرئيس محمد مرسي وحكومته التي مازالت تخطو خطواتها الأولى، كما تعرض المشير طنطاوي للهجوم ونالت جماعة الاخوان بشكل خاص الكثير من الهجوم بسبب شهوة الأستحواذ التي تنتاب قيادييها من أجل الحصول على كل شيء.. وإلى التفاصيل.

    سرّ الاطاحة برئيسي سلاحالشرطة العسكرية والحرس الجمهوري

    ونبدأ رحلتنا في صحافة الجمعة مع اسباب اقالة رئيسي سلاح الشرطة العسكرية والحرس الجمهوري، والذي يتردد على ألسنة الكثيرين، حيث نبدأ من 'الأهرام' التي تقول: 'يلفت النظر في التغييرات المفاجئة التي اجراها الرئيس محمد مرسي وشملت عددا من قيادات الحرس الجمهوري والشرطة العسكرية والداخلية التوقيت خصوصا بعد حادث رفح المأساوي وما تردد عن أسباب منعت الرئيس من حضور جنازة شهداء المذبحة وما سببه ذلك من غضب جماهيري عارم. وعلي الرغم من ان تغيير قائد الحرس الجمهوري كان متوقعا منذ انتخاب الرئيس مرسي حيث استمر في منصبه رغم تعيينه في عهد الرئيس السابق إلا أن اللافت أن قائد الحرس الجديد هو الاسم الوحيد الذي تم الإعلان عن شخصه من الرئاسة مباشرة عكس باقي المناصب مثل قائد الشرطة العسكرية حيث تم تفويض المشير في اختيارها وقيادات الداخلية مثل مدير أمن القاهرة والأمن المركزي اللذين تمت تنحيتهما.و تضيف 'الأهرام' الواقع أن هذه القرارات تعكس سياسة جديدة لرئيس الجمهورية تتمثل في تغيير أي قيادة تفشل في أداء عملها حيث أن هذه القيادات أبلغت رئيس الجمهورية أنها لا تستطيع تأمين حضوره جنازة شهداء رفح وهو ما أكدته مصادر برئاسة الجمهورية، فطبقا لما قالوه إن أسباب إقالة قائد الحرس الجمهوري وقائد الشرطة العسكرية ومدير أمن القاهرة ومدير الأمن المركزي، ترجع إلى فشلهم في تأمين الرئيس للمشاركة في الجنازة،كما أنهم أبلغوه بعدم إمكانية تحملهم مسؤولية التأمين ونصحوه بعدم الحضور.
    اما منصب رئيس الحرس الجمهوري فهو ليس تدخلا في سلطات وزير الدفاع رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة وقراره تابع لرئيس الجمهورية وهو ما حدث طوال 30 عاما قضاها الرئيس حسني مبارك في رئاسة حيث كان يقوم باختيار قائد الحرس الجمهوري وقد تناوب على قيادة قوات الحرس الجمهوري عدد كبير من قادة القوات المسلحة المشهود لهم بالكفاءة والتاريخ العسكري المعروف ومن بين من تولوا ذلك المنصب المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع بالاضافة إلى الفريق مجدي حتاتة والذي شغل بعد تركه الحرس الجمهوري والفريق حمدي وهيبة رئيس الهيئة العربية للتصنيع الحالي، ويعد اللواء عبد السلام رشوان هو آخر قائد للحرس الجمهوري في عصر مبارك، أما عن اختيار اللواء محمد أحمد زكي قائدا للحرس الجمهوري فإن الموقع السابق الذي كان يشغله من أهم أسباب ترشيحه لذلك المنصب فقد شغل قائد وحدة المظلات منذ فترة تجاوزت ثلاث سنوات وأثبت جدارته في توفير عدد من قوات المظلات لتأمين المنشآت الحيوية عقب ثورة25 يناير حيث ساهمت في تأمين مبنى الإذاعة والتليفزيون ومجلسي الشعب والشورى'.

    قرار إقالة مدير المخابرات
    وراءه المشير وليس الرئيس

    من جانبها سعت صحيفة 'اليوم السابع' للرد على ما تردد حول اسباب اقالة اللواء مراد موافي، الرئيس السابق لجهاز المخابرات فأشارت إلى أن القرار كان معدا سلفا من جانب المجلس العسكري، خاصة بعد التصريحات التي قال فيها موافي ان الجهاز كانت لديه معلومات مؤكدة عن وجود تهديدات لهجوم إرهابي يستهدف وحدات في سيناء، قبيل وقوع حادث رفح.هذه التصريحات أزعجت قيادات المجلس العسكري، كما قالت المصادر، خاصة حينما أكد موافي أن المخابرات العامة أبلغت الجهات المعنية بذلك، مشيرا إلى أن المخابرات العامة جهاز جمع وتحليل معلومات، وليس جهة تنفيذية أو قتالية، وتنتهي مهمته عند إبلاغ المعلومات للمعنيين بها من أجهزة الدولة. المصادر أكدت أن تصريحات موافي وضعت المجلس العسكري في ورطة، خاصة أن المعلومات التي تحدث عنها ذهبت إلى مسؤولي وزارة الدفاع، وبالتالي فإنهم مسؤولون بالتعاون مع المخابرات الحربية عن تنفيذ الخطط التي من شأنها منع وقوع حادث رفح.

    إيران دبرت مذبحة
    رفح لتخفيف الضغط عن سورية

    هذا الحادث الغادر يدخل في إطار منظومة إرهابية كبيرة، لا تتحرك بمفردها، هذا هو رأي اللواء محمود خلف في مجمل تعرضه للمذبحة، قال ان المنفذين ليسوا وحدهم، فهناك مساعدات لوجستية من معلومات وخطط تفصيلية ومباغتة الموقع، ثم الدخول إلى معبر 'كرم أبوسالم' على الحدود الإسرائيلية، فالفكرة أكبر من منفذيها، ليس فقط عمليات القتل الغاشم إنما الهدف منها ومكانها وتوقيتها الحرجان.. لكن من الذي يقف وراء عمل هكذا؟ يقول خلف القراءة المدققة لهذا العمل تجعلنا نبحث عن المستفيد، فلو أراد منفذوه أن يقتلوا إسرائيليين لنفذوه من داخل غزة، أما أن يتم بهذا الشكل فإن الشبهات تحوم حول إيران، لأنها موجودة بقوة في غزة وسوريا وحزب الله..ونعلم أن حماس مازالت تتحرك من مكتبها في دمشق، ولا تستطيع أن ترفض طلبا من إيران، عبر الوكيل السوري. وعن المصلحة التي تجنيها ايران من وراء العملية قال تخفيف الضغط على سورية والحليف بشار الأسد الموشك على السقوط، وهو ما يجعل الإيرانيين يبحثون عن حل عاجل بإشعال الجبهة المصرية - الإسرائيلية بأي ثمن وحول ما يعزز ذلك الرأي قال خلف إن مسارات العملية نفسها، طريقة التنفيذ وأسلوبه وأهدافه تجمع الخيوط في هذا الاتجاه، فلو كان الهدف مجرد الاعتداء على إسرائيل لتم ذلك من أي نقطة تماس معها من غزة، لكن الاستيلاء على 'مدرعة مصرية' ساعة الإفطار واقتحام حدود إسرائيل من سيناء، مما يدفع القيادة العسكرية الإسرائيلية لاتخاذ خطوات عسكرية على طول خط الحدود، ثم يحدث رد فعل مصري، وهكذا.. ثم انتقال إلى حرب شاملة، في ظل وجود رئيس جديد وحكومة جديدة، لن تكون مصر في حالة جيدة لإدارة عمليات، وتعم الفوضى. من جانبه قال الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس، انه لا يمكن لأي مسلم مهما تكن هويته أن يروع أخاه المسلم عند تناول طعام الإفطار، خاصة أن بعض الشهداء أصيب بعشرات الطلقات وكأنها مؤامرة مدبرة لا يقوم بها كما أدعوا أربعة أفراد ملثمون كما أنه لا يمكن تخيل أنه عقب تحذير إسرائيل رعاياها من الوجود في مصر أو في سيناء بأنها أبلغت الجهات المسؤولة بمصر عن هجوم رفح، وأن ذلك يدل على صلتها بمنفذي هذه الخطة الإجرامية.

    هل تخلت النخبة عن إهانة
    آخر من تبقى من جيوش المنطقة؟

    ونبقى مع المخاوف التي تعتري الكثيرين من انهيار الجيش المصري وهو آخر ما تبقى من جيوش في المنطقة بعد تحلل العراقي وتهاوي السوري، وفي هذا الصدد يتساءل الكاتب فاروق جويدة في 'الأهرام': هل يمكن ان تعترف النخبة الآن بأن الساحة السياسية هي ارض الصراع وان الحوار هو لغتها وان الجيش لم يعد طرفا فيها.. إننا ننتظر اليوم الذي نحتفل فيه بجيش مصر وهو يعود إلى ثكناته كاملا بعد ان أدى دوره في حماية الثورة ووضع مصر بكل الأمانة على أول طريق الديمقراطية.. إن مصر في حاجة إلى كل طلقة رصاص في جيشها وكل ذرة رمل يمشي عليها جندي ليحمي ترابها وبعد ان تهاوت الجيوش العربية سوف يدرك الجميع يوما ان جيش مصر هو الحصن الحصين ليس لمصر وحدها ولكن لهذه الأمة المنكوبه في حكامها. يتابع جويدة ارجو من القوى السياسية المتصارعة في مصر ألا يكون الجيش المصري طـــــرفا في صراعاتها الســـــياسية.. نحن امام رئيس شرعي منتخب..وامام حكومة شرعية.. وامام انتخابات برلمانية قادمــــة.. ودستور سيتم الاستفتاء عليه من الشعب وعى المصـــريين الآن ان يمارسوا حقهم في الرفض والاختيار والمواجــهات السياسية ولكن بعيدا عن اقحام الجيش في كل هذه المعارك.. الجيش يجب ان يكون بعيدا عن المستنقع السياسي ويكفي ما حدث.
    إن ما جرى في سيناء وما حدث في جيوش المنطقة العربية يجب ان يكون درسا لنا حتى نخرج من هذا المأزق وجيش مصر بكامل قوته واستعداداته فهو آخر ما بقي لهذه الأمة من مصادر القوة.

    الاخوان والحرس الثوري وحماس

    وقبل ان نغادر 'الأهرام' لا يمكن ان نغض الطرف عن حوار اجرته مع عالم الاجتماع البارز المفكر السيد ياسين حول رغبة الاخوان بإنشاء حرس ثوري لحماية الثورة، قال: لا أستطيع أن أقول ذلك، فهم لديهم خطط بديلة لذلك، هم يريدون أن ينزلوا إلى الشوارع ويهيمنوا على الحركة، على أساس أنهم يساعدون الرئيس مرسي في هذا المشروع، ورغبتهم هي التغلغل في المحليات، ويكون لهم وجود، ولكن لا يمكن أن أسميه حرسا ثوريا.. وحول المغزى من زيارات قامت بها قيادات حماس خالد مشعل وإسماعيل هنية للرئيس مرسي وللمرشد قال: حماس تعتبر نفسها فرعا من فروع الإخوان المسلمين، لكن القضية ليست هكذا، فلا ننسي أن التزام الدولة المصرية بالقضية الفلسطينية قائم منذ عام 1948 وحتى الآن، فهو التزام دولة، لا التزام جماعة أو نظام، ولا تدعي جماعة الإخوان المسلمين أنها تزايد على الدولة المصرية، لأن القوات المسلحة دخلت في حروب عدة من بينها الدفاع عن فلسطين. اضاف هم يسعون إلى ما يسمى بمشروعات التكامل بين مصر وغزة، ووجود مشروعات اقتصادية مشتركة، وهذا الكلام سابق لأوانه، ولا تنبغي مناقشته أو طرحه الآن، لأن في مصر مشكلات جسيمة، ومهمة رئيس الجمهورية وطاقته والحكم التاريخي له أو عليه أن يحل مشكلات المجتمع المصري أولا، لا مشكلات المجتمع الفلسطيني، ولكن لا مانع إذا استطعنا مساعدة أشقائنا الفلسطينيين.
    وحول قيام البعض بحرق مقرات حزب النهضة في تونس ومقرات حزب الحرية والعدالة، وهل يكشف ذلك نفاد الصبر من وصول التيار الديني إلى الحكم؟ قال ياسين أنا ضد هذا. وعن الدعوات لثورة غضب ثانية ضد الإخوان في الرابع والعشرين من الشهر الحالي قال: الإخوان مشروعهم كما قلنا هو أخونة الدولة وأسلمة المجتمع، إذن علينا كقوى ليبرالية وثورية أن نعارضهم بالطريقة الديمقراطية، ونمارس النقد السياسي والثقافي لمشروعهم، مع التشديد على أنه لا ينبغي على الإطلاق اللجوء إلى العنف بأي صورة من الصور، وهذه مسألة مهمة وإلا فقدنا هويتنا كمجتمع يسعى
    إلى ترسيخ قواعد الديمقراطية، ومسألة حرق مقرات الإخوان أمر مرفوض تماما.وعن مبدأ المغالبة والهيمنة وهل من الممكن ان يقود إلى ثورة ثانية؟ قال أنا لست من أنصار استخدام المصطلحات الخطيرة هذه بسهولة، فالثورات لا تقوم هكذا، فقد ظل التردد طويلا بين تسمية ما حدث في 25 يناير بين ثورة أو انتفاضة ثورية، في علم الثورات فإن كلمة ثورة لا تطلق هكذا، فمن الممكن الحديث عن انتفاضة أو حركة معارضة وليس عن ثورة.
    ماذا سنفعل في اليوم 101 يا سيادة الرئيس؟!

    هذا السؤال ورد على لسان الكاتب أحمد عبد ربه في جريدة 'الشروق' بشأن خطة الرئيس مرسي ويشير: يبدو الموضوع عبثيا للغاية، فالتركيز المبالغ فيه من قبل المتحمسين والمدافعين عن الخطة أو حتى من قبل الحانقين عليها يُسفه من فكرة البرنامج الانتخابي ويُسطح معايير الحكم على مدى نجاح أو فشل رئيس الجمهورية، كما أن الإفراط في ربط أداء الرئيس والحكومة بالـ 100 يوم يفترض عبثا أن اليوم 101 سيختلف عن اليوم 100 من حكم الرئيس أو حتى جدلا من حكم الحكومة! فهل حقا سنبيت في اليوم الـ100 بحال وسنصبح في اليوم 101 في حال آخر لو نجحت وعود الرئيس فينساب المرور وتنتهي القمامة ويتحسن رغيف العيش وتنتهي طوابير السولار ولا يتم فقط عودة الأمن ولكن تتم اعادة تأهيل البلطجية نفسيا واجتماعيا ليصبحوا مواطنين صالحين بنص وعود الرئيس في برنامجه؟ وصل عبد ربه لمربط الفرس: ظني (وأتمنى أن يخيب) أن اليوم الـ 101 لن يختلف كثيرا عن اليوم الـ 100 فلسنا في سباق تحطيم الأرقام القياسية في الأوليمبياد لنفصل الـ 100 يوم الأولى عن باقي السنوات الأربع، لقد احتجت أكثر من شهر لتستقر على تشكيل حكومة وستحتاج إلى شهور أخرى لتستقر على اعادة هيكلة مؤسسة الرئاسة وضبط أدائها، ثم ستحتاج إلى شهور أخرى (وربما سنوات) لتروض الدولة العميقة وتنتهي من عسكرة الدولة وتحصل على سلطاتك غير منقوصة، تعلم ذلك في قرارة نفسك فلماذا لا تصارح شعبك؟ لماذا لا تقوم بإعادة هيكلة برنامجك وتوزيعه على الـ 1460 يوما وتصارح الناس بأنك بالغت أو ربما تحمست؟ يا سيادة الرئيس لا تدخل معارك تدرك أنها خاسرة حتى لو كانت حجج تبريرها جاهزة، فبورصة التوقعات مرتفعة وسكاكين بعض الخصوم جاهزة، فلماذا تدخل في معارك واهية؟ اعترف للناس بخطئك وطالبهم بتفهم موقفك وأعد توزيع برنامجك حتى لا يكون اليوم الـ101 هو يوم حرقك سياسيا وتحقيق أهداف من يراهنون على فشلك.

    إلى الرئيس والجماعة: الحب وحده لا يكفي!

    ونبقى مع 'الشروق' ونقد موجه لأداء الاخوان ونظرتهم في التعامل مع طريقة إدارة الدولة بالمشاعر وليس بالعمل كما يشير إبراهيم الهضيبي: يأتي التركيز على خطاب المشاعر في وقت ينبغي للرئيس أن يكتسب ثقة الناس قبل تعاطفهم، وذلك بإنجاز ما وعد بتحقيقه خلال الأيام المائة الأولى لتوليه السلطة في ملف الخدمات، أو بالتعامل الجاد والحاسم مع ما يواجهه المواطن فحين يتحدث الرئيس عن علاج الظلم الاجتماعي يقول إن العدالة الاجتماعية تتحقق بالحب، وحينما يتحدث الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان في إفطار السعديين يقول إن النهضة تتحقق بالحب، وحين يتحدث عن أحداث دهشور يقول إن المتربصين يريدون التفرقة بين المسلم والمسيحي، وبين العامل ورب العمل، غير أن ذلك لن يحدث بسبب روابط الحب بين أبناء الشعب الواحد وهذا الخطاب يتجاهل في حقيقة الأمر الأسباب الرئيسة للمشكلات، فالعدالة الاجتماعية غائبة لا بسبب غياب الحب، وإنما بسبب هيمنة أفكار وهياكل اقتصادية تمكن رجال الأعمال وتؤمن بانسحاب الدولة واعتبار السوق الآلية الأكفأ، والوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها في التوزيع وإدارة موارد وأدوات الإنتاج، والعنف الطائفي ليس سببه غياب الحب، بل ثمة أسباب اقتصادية واجتماعية تؤدي إليه وتجعله أكثر انتشارا في الأماكن الأكثر إفقارا، وثمة أسباب تتعلق بالتنشئة التعليمية والدينية كذلك تساهم فيه، والنهضة لا تتحقق بالحب والشعارات، بل لابد لها من أطر قيمية وفكرية وسياسية ناظمة، ومن سياسات اقتصادية واجتماعية تعبر عن انحيازات واضحة، لم نر الحكام يتحدثون عنها إن التعامل مع الأبعاد التربوية والنفسية للمواطنين ليس وظيفة السلطة السياسية، والتي لا ينبغي أن يتركز خطابها على مثل هذه القضايا، وإنما هو وظيفة علماء التربية والتزكية والتصوف، والإخصائيين النفسيين، وأساتذة الاجتماع، أما السلطة السياسية فإن دورها أن تنفذ بكفاءة سياسات تعبر عن انحيازاتها على المستويات المختلفة، وأن تعالج الأسباب الهيكلية للمشكلات التي يعانيها المجتمع على جميع الأصعدة، وأما انشغال مسؤولي الدولة وساستها بخطاب المشاعر والشعائر فإنه لا فائدة له، بل هو يتجاهل أسباب المشكلات فيؤدي لتفاقمها.

    مشروع مرسي لا فرق بينهوبين مشروع جمال مبارك

    وبما أننا بتنا نعيش لامحالة في كنف دولة الاخوان فمن المهم أن نلقي نظرة على مشروعه الاقتصادي لإدارة شؤون البلاد وقد تصدى لتلك المهمة في جريدة 'الشروق' عمرو عادلي: إن التصور السائد هو لاقتصاد منفتح على العالم يمنح مساحات متزايدة للقطاع الخاص ما يعني أن ثمة احتمالا وربما نية لمزيد من الخصخصة للشركات وربما المرافق العامة خاصة مع تصاعد أزمة الدولة المالية . ويضاف إلى ذلك بالطبع أن رجال أعمال الإخوان سيشجعون هذا المسار لخلق فرص لهم للاستثمار. ومن المفترض أن الغرض هو توليد معدلات نمو مرتفعة تنعكس على مستويات المعيشة العامة وعلى خلق فرص عمل للشباب بما يخفض من معدلات البطالة دون الحاجة للتوظيف الحكومي. وثمة بالطبع دور يلعبه القطاع الخاص لمكافحة الفقر من خلال الزكاة والصدقات تشي هذه الملامح بمشروع لا يختلف في جوهره كثيرا عن مشروع جمال مبارك مع التعويل على ان الإخوان أقدر على إنفاذ المشروع من حيث تمتعهم بالشرعية الانتخابية عبر آليات ديمقراطية سليمة ونزيهة مما يجعلهم أكثر قدرة على اتخاذ الإجراءات الضرورية لإتمام مثل هذه التحولات الجسيمة، والتي تعتبر آخر رصاصة تطلق على بقايا الدولة الناصرية بأبويتها التي لا تزال تمثل أساس الشرعية لدى العديدين من أبناء الطبقة الوسطى التقليدية وفقراء المدن والريف.
    فهل ثمة إمكانية لهذا بعد الثورة؟ الإجابة في تصوري هي بالنفي. إذ إنه من الصعوبة بمكان أن ينجح الإخوان في إقامة تحالف اجتماعي/انتخابي على الأسس الاقتصادية المحافظة التي تأملتها مجموعة جمال مبارك من قبل، حتى ولو كانت القوة القائمة على المشروع منتخبة وذات شرعية شعبية سيكون من العسير للغاية استبعاد الطبقات الوسطى والدنيا والعمال من الحصول على ثمرات مباشرة للنمو بعد الثورة وبعد التحول الديمقراطي بالمضي قدما في نفس المشروع الذي أرست حكومة نظيف دعائمه. وسيكون صعبا الاستمرار في مساواة التنمية بتحقيق معدلات نمو مرتفعة دون إحداث تغيير يذكر في هيكل العلاقات الاقتصادية السائدة، وذلك لأن السنوات الماضية قد أثبتت أن الاقتصاد المصري لم يكن يعاني من مشكلات توليد فرص عمل بقدر ما كان التحدي الحقيقي هو خلق فرص عمل مرتفعة الإنتاجية وبأجور مقبولة. فنجد أن النسبة الكبرى من الوظائف قد نشأت في القطاع غير الرسمي بإنتاجية محدودة ومن ثم بأجر متدن علاوة على افتقاد الأمان الوظيفي. ومن ثم فاستعادة قدرة الاقتصاد على النمو بمعدلات مرتفعة لن يحل المشكلة الاجتماعية شيئا لفئات عريضة من المتعلمين تعليما متوسطا وجامعيا ولا يجدون وظائف لائقة في القطاع الرسمي من الاقتصاد سواء من حيث الأجور أو الأمان الوظيفي.

    ياسر رزق: الاخوان أخرجوني من 'الأخبار' عنوة

    فجر ياسر رزق رئيس تحرير صحيفة 'الأخبار' الحكومية والذي اقصي عن منصبه أمس الأول بالرغم من نجاحه في تطوير الصحيفة التي تبوأت في عهده المركز الأول في سوق التوزيع: وأشار رزق إلى أنه لم يكوش صفحة الأخبار باعتبار أنه قضى داخل جدران المؤسسة أكثر من ثلثي عمره، مؤكدا في الوقت ذاته أنه اُخرج من المؤسسة 'قسرا ولأسباب سياسية معروفة، لرغبة الإخوان المسلمين في تطويع الصحف القومية لتكون بوقا لها' وكشف عن علمه بنتيجة الاختيارات منذ فترة، ما جعله يصرّ على عدم التقدم بأوراق ترشحه بنفسه، إلا أنه وافق في نهاية الأمر بضغوط زملائه الصحافيين ومحمد الهواري رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأخبار حتى لا يتُهم بالتعسف ويُقال عنه بأنه ساهم في تسليم الجريدة للإخوان. وأضاف أن ما حدث هو 'مسرحية هزلية من مجلس الشورى، وكشفها استقالة الكاتب الصحفي وأحد شيوخ المهنة صلاح منتصر من لجنة اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، وتبعه النائب عن حزب الكرامة مجدي المعصراوي'، مؤكدا أن مجلس الشورى 'تلقى تعليماته من مكتب الإرشاد مثلما كان يحدث مسبقا في عهد صفوت الشريف'. واستدرك 'ورغم كل ما حدث فإنني مازلت أثق في رؤساء التحرير وقبلهم زملائي الصحافيين داخل المؤسسة أنهم سيقدمون صحافة مهنية ولن تكون بوقا لأي جماعة أو حزب أو نظام'.وشدد على أن 'معركة الجماعة الصحافية مع محاولات سيطرة الإخوان أو غيرهم على الصحافة والإعلام لم تنته بعد، وأنهم مستمرون في معركتهم'، مؤكدا أن القضية 'أكبر من اختيار رؤساء التحرير، وإنما تتعلق بحرية المهنة في أداء مهمتها'.

    أولاد مبارك ما زالوا يعيثون في الأرض فسادا

    ونبقى مع جريدة 'الوطن'، حيث يتهم مصطفى النجار ذيول نظام مبارك بالوقوف خلف ما تشهده البلاد من فوضى: من عجائب هذا الزمان أن يتصدر المشهد من لعقوا أحذية النظام السابق ومن انحنت ظهورهم لتقبل أيدي أولياء نعمتهم مثل صفوت الشريف وجمال مبارك وغيرهما، ومن سواد الطالع أن يرتدي هؤلاء المشوهون ثوب الوطنية ويرفعون راياتها ويقومون بتوزيع صكوكها ونشر حالة الخبل وسط الناس.. من المؤسف أن أبواق النظام السابق ومنافقي كل العصور الذين يفتخرون بذلك قد صاروا اليوم في صورة المدافعين عن الدولة المصرية وانضم إليهم بعض المتحولين الذين خدعوا الناس حينا بثورية زائفة وانتقلوا من النقيض إلى النقيض. ومن غرائب الأشياء أن يدعو بعضهم للحرق والتدمير وإثارة الفوضى بشكل علني ويمر كلامهم مرور الكرام على القضاء الشامخ والنائب العام المبجل، وبلغ السفه بأحدهم باستباحة دم رئيس الجمهورية وتهديده من خلال منبره الإعلامي أو بالأصح ماخوره الضحل الذي يبث من خلاله سموم الفتن ولي الحقائق وإحراق الوطن..لا يتحرك العبيد إلا إذا أمر أسيادهم؛ فمن أسياد هؤلاء؟ عشرات البلاغات والدعاوى التي تم تحريكها ضد رأس الفتنة وملهم الخبل الذي سب وقذف كل رموز مصر الشرفاء وعقب انتخابات الرئاسة قام بسب المجلس العسكري وقياداته ولم يتورع عن نشر الأكاذيب، تعاملنا معه على أنه شخص كوميدي ينتزع ضحكاتنا، لكن وضح للجميع أنه أخطر مما نتخيل وأن دوره مرسوم بعناية وسط مخطط متكامل يهدف لزرع الكراهية وشق صف المصريين وتأليبهم على بعضهم البعض.. لو لم يكن هذا وصبيانه يضمنون أن ظهورهم مؤمَّنة ما تجرأوا وفعلوا ذلك، فمن الذي يسبغ عليهم حمايته؟ وهل هم أداة يتم توظيفها في صراع الأجهزة الذي لم يعد خافيا على أحد خلال الفترة الماضية؟

    لا نريد منه أن يعيد انتاج نظام مبارك

    هل يريد مرسي إعادة انتاج زمن مبارك بما يحمله من ذكريات مزرية؟ هذا ما يتخوف منه أحمد عبد التواب في جريدة 'التحرير': هناك خطاب رائج مستفز لما ينطوي عليه من مغالطات جسيمة،عندما يقولون إن المطلوب الآن وما يجب وضعه على أولويات العمل الوطني هو 'استعادة' الديمقراطية والأمن والاستقرار وانتظام المرور والوجه الحضاري النظيف.. أفي هذا جميعاً إغاظة لمن عاشوا ورأوا وفهموا، حتى لو كان فهمهم محدودا، فهل كان لدينا قبل الثورة ديمقراطية وأمن واستقرار وانتظام للمرور ووجه حضاري نظيف..إلخ؟!لماذا إذن خرج الملايين إلى ميادين مصر في إصرار غير عادي على إسقاط نظام مبارك؟ لقد انفجرت ثورة يناير وجلجلت حناجر الثوار بهتافات تصمّ الآذان بما يثبت بالضبط عكس ما يُنادَي به الآن! كانت الشعارات تُلِحّ على إدانة واستنكار ورفض أن يستمد مبارك ونظامه سبل حياتهم في الحكم من سياسات ضد الديمقراطية بكل سفور بل وتعاديها وتعمل يومياً على تقويضها، كما أن نظام مبارك لم يُبد يوماً أمارة واحدة عن استعداده لتداول السلطة سلمياً، وهذه واحدة من أهم شروط الديمقراطية كما يعرفها العالم الديمقراطي، كما أنه كان يحيك مؤامرة توريث الحكم إلى نجله برغم خطورة ما كان سيترتب على ذلك من قلاقل تدمر أي استقرار، إضف إلى ذلك أن الممارسات العلنية اليومية لمبارك ونظامه كانت تدهس الفقراء وتحتقر حقهم في الحياة الكريمة، بل في الحياة، وانتشرت على أيدي الفساد والمفسدين تجارة الطعام الفاسد والمبيدات المدمرة للبيئة والمسببة للسرطانات وأمراض الكلى والكبد وغيرها، وجأر الناس بالشكوى من أكوام الزبالة حتى أنها كانت ملاحظة أبداها الرئيس كلينتون عند زيارته للقاهرة في أكتوبر 2010، أي في عز النهضة الاقتصادية غير المسبوقة التي حققها مبارك (لاحِظ أن عهد مبارك أيضاً كان يتحدث عن 'نهضة')! كما عرف الناس ظاهرة حبس حركة مرورهم بالساعات كمشاة، بل ان ظاهرة قطع خطوط السكة الحديد عرفتها السنوات الأخيرة من عهد مبارك، فهل كل هذا هو ما نسعى حقاً لاستعادته؟! لا يمكن أن يكون المأمول على يد الرئيس مرسي وحكومته أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه أيام مبارك.

    جريمة رفح تزرع الفتنة بين الأشقاء

    وإلى المذبحة التي تعرض لها الجنود المصريون على الحدود والتي تزعم نجوى عويس في صحيفة 'الأخبار' ضلوع الأشقاء فيها: ان من قاموا بتلك الجريمة بشر يدعون الاسلام .. فلو كان لديهم ذرة أسلام في قلوبهم لعلموا أن الله حرم الاعتداء على النفس في الأشهر الحرم إلا من همّ بالاعتداء عليك .. وليس قتل شباب مسالم تحمل قسوة الظروف التي يعايشها على تلك الأراضي القاحلة حماية للوطن من عدو صهيوني غاشم أمامهم .. ولكن للأسف الأعتداء لم يأت منه .. وجاء من أشقاء نتحمل بسببهم كل المعاناة .. وعندما نتحدث عما تم في تلك الليلة فيجب أن نعلم أن الأرهاب التكفيري الدموي ال######## لم يكن وليد الثورة .. ولم يبدأ نتيجة الانفلات الأمني الذي أعقبها .. وليس أيضا بسبب فتح المعابر .. أو بسبب تولي رئيس من جماعة الاخوان التي قد نكون مختلفين معها في الفكر وليس في العقيدة.. إن التقصير الأمني الذي نتج عنه الحادث الأخير لا يسأل عنه المشير طنطاوي فقط .. ولكن أيضا يقع اللوم الأكبر على رئيس المخابرات الذي أعلنتة المخابرات الاسرائيلية بوجود عمليات أرهابية ستحدث .. ولا نعلم إن كان استوعب الموقف أم لا .. كذلك لن نعفي الرئيس من تحمل الخطأ أيضا باصدار قرارا بفتح معبر رفح على البحري في هذه الظروف غير الطبيعية التي تمر بها البلاد في وجود مثل هذه الجماعات التي أتخذت من سيناء مرتعا لها .. وأطماع كتبنا عنها كثيرا لبناء دولة أسلامية في سيناء مستقلة عن مصر.. لكن حمدي الكنيسي في نفس الصحيفة يرى للمذبحة بعض الفوائد: بعض الفوائد التي يتحتم أن نعض عليها بالنواجز، فقد نبهتنا تلك الجريمة إلى ضرورة الإسراع بتدارك أخطائنا إزاء سيناء بسبب انشغال كل الأطراف في محاولة اقتناص أكبر قدر من كعكة الثورة فلم يتم حل المشكلات التي يعاني منها أهلنا في سيناء ولعل ما قامت به قواتنا المسلحة وقوات الشرطة من دك وتدمير تلك الانفاق مع اغلاق مؤقت لمعبر رفح حتى يعود الانضباط إليه، هو بداية احكام سيطرة مصر على أرضها في سيناء، واقتلاع جذور الإرهاب الذي سقط فعلا من عناصره حتى اليوم عدة مئات وثمة فائدة أخرى وهي أن الصدمة التي روعتنا دقت ناقوس الخطر لنسارع إلى تجاوز خلافاتنا واختلافاتنا الحادة، لتتوحد مواقفنا.
    اللواء بدين يجد من يدافع عنه

    هل تتذكرون اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية الذي يتهمه الثوار بالاعتداء عليهم وبمسؤوليته عن إجبار الفتيات لكشوف العذرية والذي اقصي عن منصبه بقرار رئاسي بالكاد عثرنا على من يبكي عليه في جريدة 'الأخبار' محمد البهنساوي والذي كتب: اللواء حمدي بدين مدير الشرطة العسكرية طالته قرارات التغيير التي صدرت في أعقاب تشييع جثامين شهداء رفح .. لا نحلل أونؤيد او نعارض ابعاد اللواء بدين .. لكنها كلمة حق أود أن أسجلها في حق الرجل فقد تابعت نشاط اللواء بدين فور أحداث ثورة يناير .. وكان عسكريا من الطراز الأول منضبطا قويا .. عايش كل الاحداث الجسمية التي وقعت بمصر بعد الثورة .. رجاله هم من كان لهم الجهد الأكبر في حفظ الأمن بربوع الوطن .. وحماية الانتخابات التي جرت من برلمان ورئاسة .. كان أول من تجده في الشارع بين رجاله يتحمل تجاوزات البعض التي كانت تصل لحد السب؟ وتحمل أيضا اتهامات عن أحداث لم يكن لها علاقة به .. وبعيدا عن قرار ابعاده .. لكن من واجبنا أن نقول له شكرا لعطائه من أجل مصر.. وينتقد البهنساوي ما جرى أمام مدينة الانتاج الاعلامي مساء الاربعاء من محاصرة للمدينة ومحاولة الاعتداء على بعض الاعلاميين ومنعهم بالقوة من ممارسة عملهم نذير شؤم على مصر الثورة .. ولم نشاهده بتلك الجرأة في النظام البائد .. مطلوب التحقيق في تلك الاحداث فورا إذا كنا نريد الاطمئنان على مستقبل مصر.

    شيخ الأزهر يطالب نجاد بوقف المد الشيعي

    طالب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، نائب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، الدكتور حميد بقائي، بوقف الزحف الشيعي في بلاد السنة، احتراماً لمذاهب الفريقين، ومنعاً لإثارة البلبلة والقلاقل بين السنة والشيعة، وشدد الطيب على أهمية دور العلماء في التقارب والوحدة بين مصر وإيران، موكداً أن ذلك يتحقق باحترام كل طرف للآخر، وتجريم الإساءة للصحابة وأمهات المؤمنين، وقال الطيب خلال استقباله ابقائيب بمقر مشيخة الأزهر أمس: اأدعوكم لإزالة ما بيننا من خلافات قد تكون سياسية، ولكنها تؤثر في وحدة المسلمين، فلندع السياسة للسياسيين، ولتكن وحدة الشعوب الإسلامية هي هدف العلماء والمفكرين والمثقفين، خاصة أن المسلمين يتعرضون حالياً لحملة عالمية للنيل من وحدتهم، ليتحولوا لدويلات يتصارع بعضها مع بعض'، مدللاً على ذلك بوجود اقنوات فضائية متخصصة في إشاعة الفتنة بين المسلمين، بينما نجد على الطرف الآخر اتحادات قوية، على الرغم من اختلاف عقائدها وأجناسها ولغاتها مثل الاتحاد الأوروبيب. من جانبه، قال نائب الرئيس الإيراني إن العالم الإسلامي علق آماله على مصر والأزهر للوصول إلى الوحدة والاتفاق، وانتشال الأمة الإسلامية من التشرذم والخلاف والصراعات، مؤكداً أن هذا ليس ببعيد، وقال: امن كان يصدق أن تحدث تلك التحولات الجذرية في المنطقة، وفي مقدمتها جمهورية مصر العربية، القلب النابض للأمة الإسلاميةب. ودعا بقائي شيخ الأزهر لزيارة إيران، وهو ما أبدى تطلعه له، لما لها من تاريخ حضاري، وللوقوف على آخر المستجدات التي ألمت بها، وزيارة جامعاتها الإسلامية وعلمائها، مؤكداً أنه سيدرس الدعوة، ولفت إلى إمكانية التعاون العلمي بين الأزهر والجامعات الإيرانية


    ---------------
                  

08-12-2012, 09:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    25qpt3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

08-13-2012, 05:40 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)




    الرئيس المصري يحيل وزير الدفاع ورئيس اركان القوات المسلحة اللتقاعد ويلغي الاعلان الدستور ومكِّي نائباً للرئيس

    2012-08-12




    القاهرة ـ (يو بي اي) أدّى المستشار محمود محمد مكّي،الأحد، اليمين الدستورية نائباً لرئيس الجمهورية، كما أدَّي الفريق أول عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي اليمين الدستورية قائداً عاماً للقوات المسلحة المصرية ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي.
    وقام النائب السابق لرئيس محكمة النقض المستشار محمود محمود محمد مكِّي، عصر اليوم، أمام الرئيس المصري محمد مرسي، بأداء اليمين الدستورية نائباً لرئيس الجمهورية.

    كما أدَّي السيسي اليمين الدستورية قائداً عاماً للقوات المسلحة المصرية ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي.

    وكان الرئيس مرسي قد أحال، في وقت سابق الاحد احال إلى التقاعد كلا من وزير الدفاع والإنتاج الحربي ورئيس أركان حرب القوات المسلّحة و3 من كبار قادة القوات المسلحة، فيما أصدر قراراً بتعيين المستشار محمود محمد مكِّي نائباً لرئيس الجمهورية، وآخر بإلغاء الإعلان الدستوري المُكمِّل.

    وأصدر الرئيس المصري، مساء اليوم، قراراً جمهورياً بأن يُحال إلى التقاعد كلاً من وزير الدفاع والإنتاج الحربي المشير حسين طنطاوي، ورئيس أركان حرب القوات المسلّحة الفريق سامي عنان، وقائد سلاح الجو الفريق رضا حافظ، و قائد قوات الدفاع الجوي الفريق عبد العزيز سيف الدين، وقائد القوات البحرية الفريق مهاب مميش من مناصبهم.

    وقرر منح المشير طنطاوي قلادة النيل والفريق عنان قلادة الجمهورية تقديراً لجهودهما في خدمة البلاد.

    كما أصدر الرئيس المصري قراراً بتعيين النائب السابق لرئيس محكمة النقض المستشار محمود محمد مكي نائباً لرئيس الجمهورية.

    كما أصدر قراراً بترقية اللواء أركان حرب عبد الفتاح خليل السيسي إلى رتبة الفريق أول وتعيينه قائداً عاماً للقوات المسلحة ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي، وترقية اللواء أركان حرب صدقي صبحي سيد أحمد إلى رتبة الفريق وتعيينه رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية.

    وفي السياق ذاته، أصدر مرسي قرارات بتعيين كل من الفريق رضا حافظ وزيراً للدولة للإنتاج الحربي، والفريق مهاب مميش رئيساً منتدباً لهيئة قناة السويس، والفريق عبد العزيز سيف الدين رئيساً للهيئة العربية للتصنيع، فيما قرَّر تعيين اللواء محمد العصَّار مساعداً لوزير الدفاع.

    كما أصدر قراراً آخر بإلغاء الإعلان الدستوري المُكمِّل الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقب قرار المحكمة الدستورية بـ "بطلان قانون إنتخابات مجلس الشعب (البرلمان المصري) واعتباره غير موجود بقوة القانون".

    يذكر أن القادة العسكريين المحالين الى التقاعد، يعتبرون رموزاً بالجيش المصري خلال فترة حُكم الرئيس السابق حسني مبارك.

    وكان مرسي أصدر قبل أيام قليلة قراراً جمهورياً بإحالة مدير جهاز الإستخبارات العامة إلى التقاعد.


    ------------------

    النص الكامل لقرارات مرسي: اقالة طنطاوي وعنان وتعيينهما مستشارين
    وتعيين عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع ومحمود مكي نائبا لرئيس الجمهورية

    2012-08-12



    القاهرة 'القدس العربي':

    أصدر الرئيس المصري الدكتور محمد مرسى عدداً من القرارات الهامة، عصر اليوم، فى مقدمتها، إحالة كل من المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان للتقاعد، إضافة إلى تعيين اللواء عبد الفتاح السيسى، قائداً عاماً للقوات المسلحة، وتعيين المستشار محمود مكى نائباً للرئيس.
    وقرر مرسى إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، الذى أصدره المجلس العسكرى، بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الماضية.
    وألقى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر على، إعلاناً دستورياً جديداً من رئيس الجمهورية مفاده كالآتى:-
    'بعد الاطلاع على الإعلان الدستورى الصادر فى 13 فبراير 2011 وعلى الإعلان الدستورى الصادر فى 30 مارس 2011 والإطلاع على الإعلان الدستورى الصادر فى 17 يونيو عام 2012 قرر الرئيس محمد مرسى ما يلى:-
    المادة الأولى.. يلغى الإعلان الدستورى الصادر فى 17 يونيو 2012.
    المادة الثانية، يستبدل بنص المادة 25 فقرة 2 من الإعلان الدستورى الصادر فى 30 مارس 2011 النص الآتى ويباشر فور توليه مهام منصبه كامل الاختصاصات المنصوص عليها بالمادة 56 من هذا الإعلان.
    المادة الثالثة.. إذا قام مانع يحول دون استكمال الجمعية التأسيسية لعملها، شكل رئيس الجمهورية خلال 15 يوماً جمعية تأسيسية جديدة تمثل أطياف المجتمع المصرى بعد التشاور مع القوى الوطنية لإعداد مشروع الدستور الجديد خلال 3 أشهر من تاريخ تشكيلها ويعرض مشروع الدستور على الشعب لاستفتائه فى شأنه خلال 30 يوماً من تاريخ الانتهاء من إعداده وتبدأ إجراءات الانتخابات التشريعية خلال شهرين من تاريخ إعلان موافقة الشعب على الدستورى الجديد.
    المادة الرابعة.. ينشر هذا الإعلان الدستورى فى الجريدة الرسمية ويعمل به اعتباراً من اليوم التالى من تاريخ نشره صدر برئاسة الجمهورية يوم الأحد 24 رمضان عام 1433 هجرياً الموافق 12 أغسطس 2012.
    وقال الدكتور ياسر على، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إنه فى إطار استكمال أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير وتطوير مؤسسات الدولة، قرر السيد رئيس الجمهورية ما يلى:-
    أولا: تعيين المستشار محمود محمود محمد مكى نائباً لرئيس الجمهورية.
    ثانيا: إحالة المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى إلى التقاعد اعتباراً من اليوم، ومنحه قلادة النيل تقديراً لما
    قدمه من خدمات جليلة للوطن، وتعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية.
    ثالثا: إحالة الفريق سامى حافظ أحمد عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة إلى التقاعد اعتباراً من اليوم، ومنحه قلادة الجمهورية تقديراً لما له من الكفاءة
    والتفانى فى خدمة الوطن، كما قرر السيد الرئيس تعيينه مستشاراً له.
    رابعا: قرر السيد الرئيس إحالة الآتى أسماؤهم إلى التقاعد اعتباراً من اليوم الثانى عشر من أغسطس وهم: الفريق مهاب محمد حسين ميمش، والفريق عبد العزيز محمد سيف الدين، والفريق رضا محمود حافظ عبد المجيد.
    كما قرر السيد رئيس الجمهورية ترقية اللواء أركان حرب عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسى إلى رتبة الفريق أول اعتباراً من اليوم، كما قرر تعيينه قائداً عاماً للقوات المسلحة اعتباراً من اليوم، ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربى.
    كما قرر السيد الرئيس ترقية اللواء أركان حرب صدقى صبحى سيد أحمد إلى رتبة الفريق اعتباراً من اليوم، وتعيينه رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة اعتباراً من اليوم.
    وقرر السيد رئيس الجمهورية أيضا تعيين اللواء محمد سعيد العصار مساعداً لوزير الدفاع، والسيد رضا محمود حافظ عبد المجيد وزير الدولة للإنتاج الحربى.
    كما قرر الرئيس تعيين السيد مهاب محمد حسين ميمش، رئيسا منتدبا لمجلس إدراة هيئة قناة السويس، والسيد عبد العزيز محمد سيف الدين رئيساً لمجلس إدراة الهيئة العربية للتصنيع.



    -------------------

    انقلاب مرسي الناعم جدا
    عبد الباري عطوان
    2012-08-12

    في غمضة عين، وبعد سلسلة مراسيم جمهورية مزلزلة، اتسمت بالشجاعة والجرأة، انقلبت كل الأمور في مصر، وتحوّل الدكتور محمد مرسي من رئيس ضعيف تتطاول عليه بعض الاقلام في الصحافة ومحطات التلفزة المملوكة لمافيا رجال اعمال حكم مبارك، الى الرجل القوي الذي 'ينظف' المؤسسة العسكرية من كل رموز العهد الماضي، ويستعيد كل صلاحياته كرئيس للدولة، بما في ذلك قرار اعلان الحرب الذي سلبه منه المجلس العسكري، باصدار اعلان دستوري مكمل يشكل 'بدعة' الهدف منها اجهاض الثورة المصرية والتأسيس لدولة عسكرية.
    نبوءة اللواء عمر سليمان بانقلاب عسكري في حال وصول الاسلاميين الى السلطة لم تصدق، بل جرى عكسها، فمن قام بالانقلاب على حكم العسكر هو رئيس مدني منتخب، يملك سلطة ناعمة، سلطة صناديق الاقتراع، والدعم الشعبي الراسخ.


    صناديق الاقتراع التي تمثل ارادة الشعب، واختياراته الحرة النزيهة اقوى من المؤسسة العسكرية، كما انها اقوى من المحكمة الدستورية العليا، والاعلام الذي يعيش في الماضي، ويرفض الاعتراف بعملية التغيير الجارفة التي بدأت تجرف كل من يحاول عرقلة مسيرتها.
    كثيرون داخل مصر وخارجها، اعتقدوا ان الرئيس مرسي لن يجرؤ على تحدي المجلس العسكري الاعلى الحاكم، وسيظل يعيش في ظل المشير حسين طنطاوي لأعوام قادمة، وكم كانوا مخطئين، وكم كانت قراراتهم مغلوطة، وتقويماتهم في غير محلها، مثلما شاهدنا بالامس.
    قالوا ان مصر دولة برأسين، رأس قوي بأكتاف تزينها النياشين والرتب العسكرية، ورأس صغير يطل على استحياء، ويتحسس طريقه طلبا للرضاء والستر، لنصحو ونجد، وفي لحظة، ان الرأس الصغير قطع الكبير من جذوره، واتخذ قرارات حاسمة وحازمة، بإنهاء هيمنة العسكر على الحكم واعادتهم الى ثكناتهم ودورهم الطبيعي المنوط بهم، وهو الدفاع عن الدولة وحدودها.
    ' ' '
    من كان يتصور ان 'ابو هول' المؤسسة العسكرية المصرية سيهبط من عليائه بجرة قلم، ويتحول الى مستشار تحت مظلة رئيس مصري ،كان حتى ثلاثة اشهر شخصا مغمورا، وموضع نكات بعض السذج، وتندر بعض الكتاب الذين لم يلتزموا بحدود الأدب الدنيا، ولم يتورعوا عن السخرية من اهل بيته والمحصنات من نسائه، وتلفيق الروايات الكاذبة عن زوجته السيدة الفاضلة وابنائه، بطريقة لا تليق بمصر وإرثها الحضاري الاسلامي العريق.
    الرئيس مرسي اعاد للمؤسسة العسكرية المصرية شخصيتها وهيبتها واحترامها، وطهّرها ممن ارادوا ان يجعلوا منها حارسا لنظام الفساد، وامتدادا له، في زمن انقرضت فيه الديكتاتوريات العسكرية لمصلحة الدولة المدنية الديمقراطية، واختفت جمهوريات الموز من الخريطة السياسية، العربية والعالمية.
    المشير طنطاوي ومجلسه العسكري ارتكبوا اخطاء كارثية لا تليق بهيبة الجيش المصري وتاريخه، عندما وضعوا انفسهم في مواجهة الارادة الشعبية، ومارسوا دورا يتعارض كليا مع العملية الانتخابية، التي يعود الفضل اليهم في انطلاقتها ومن ثم نزاهتها، عندما انحازوا الى السيد احمد شفيق احد ابرز رموز العهد السابق، وبحثوا عن ذرائع غير دستورية من محكمة دستورية عين قضاتها الرئيس المخلوع، لحل البرلمان والسيطرة على السلطة التشريعية.
    فاجأنا الدكتور مرسي بشجاعته وجرأته، مثلما فاجأنا بمواصفاته كرجل دولة لا يعرف التردد، ولا ترهبه رتبة عسكرية، كبيرة كانت او صغيرة، ولا يخاف من تحمل المسؤولية مهما بلغ حجم ثقلها، لعلها قوة الايمان.. لعلها الثقة بالنفس.. لعله الانتماء الى ملح الارض المصرية الطاهرة.. ولعلها اخلاق القرية الحقيقية وليس المزوّرة.
    الفضل كل الفضل يعود الى تلك الكارثة التي تجسدت في استشهاد 16 جنديا مصريا قرب معبر رفح الحدودي، ويمكن التأريخ لها بأنها نقطة تحول رئيسية في تاريخ مصر، وربما المنطقة العربية بأسرها.
    هذه الجريمة البشعة كشفت هشاشة الاجهزة الامنية المصرية، وتخلي المؤسسة العسكرية عن ابسط واجباتها في حماية ارض الوطن، وصمتها على تآكل السيادة المصرية لمصلحة عدو متغطرس يتعمد إهانة مصر العظيمة وشعبها العريق، من خلال اتفاقات مذلّة ومكبّلة لكرامة هذا العملاق.
    الدكتور مرسي انطلق من نقطة الضعف هذه ليحولها الى ورقة قوة لصالح مصر،عندما دفع بالدبابات والطائرات المروحية الى سيناء وبأعداد كبيرة دون الحصول على إذن اسرائيل، وحتى لو جاء هذا الإذن فإنه كان حتميا، لأن طلب مصر الثورة لا يردّ، ولأن القرار باستعادة السيادة المصرية على سيناء لا رجعة فيه.
    مسيرة الكرامة بدأت بإقالة اللواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات، الذي كان تلميذا نجيبا لمعلمه عمر سليمان، ويشكل امتدادا لسياساته التي امتدت لعقود في تحويل مصر وجيشها وأجهزتها الامنية الى حارس لاسرائيل وحدودها، وتقديم أمنها وامن سياحها ومستوطنيها على أمن مصر.
    بالأمس اقتربت هذه المسيرة من نهايتها بإحالة المشير طنطاوي وقائد اركانه الفريق سامي عنان الى التقاعد، وتعيين وزير دفاع جديد وقادة جدد للجيوش المصرية، بعد ايام معدودة من عزل قائد الحرس الجمهوري وقائد الأمن المركزي.
    لا نعرف ما اذا كان الرئيس مرسي سيعيد مجلس الشعب المحلول ام لا، ولكن الغاء الاعلان الدستوري التكميلي هو الخطوة التمهيدية التي ستسهّل عودة الأمور الى مجراها الطبيعي. فهذا المجلس هو مجلس الشعب، وهو الاول المنتخب بانتخابات حرة نزيهة في تاريخ مصر الحديث.
    ' ' '
    من المؤكد، وبعد صدور هذه القرارات التاريخية، ان حالة من الاكتئاب والأرق تسود الآن المؤسسات السياسية والعسكرية في اسرائيل والولايات المتحدة، وبعض العواصم الغربية، لأن مصر لم تعد محكومة ببقايا النظام السابق، ولم تعد تأتمر بأمرة المسؤولين الامريكيين والاسرائيليين، مثلما كان عليه الحال لأكثر من اربعين عاما.
    اسرائيل لن تتعامل بفوقية مع الجانب المصري مثلما كانت تفعل في السابق، والادارة الامريكية لن تستطيع تركيع الشعب المصري من خلال مساعدات مالية مهينة، المستفيد الاكبر منها سماسرتها وشركاتها، والمعادلات الأمنية والسياسية التي سادت لعقود تتآكل تمهيدا للاندثار.
    قد يجادل البعض بأن ما يجري حاليا هو شكل من اشكال الديكتاتورية تتركز من خلاله السلطات في ايدي حركة الاخوان المسلمين، ولكن أليس الشعب المصري هو الذي اختار هذه الحركة للوصول الى سدة الحكم، ولماذا التسرّع في اطلاق الاحكام، وهل يعقل ان تكون الدولة برأسين، وتخضع لحكم العسكر الذي اعترض عليه الليبراليون لسنوات عديدة؟
    اليوم نستطيع ان نقول ان الثورة المصرية اكتملت، او بالأحرى وضعت اقدامها على الطريق الصحيح لتحقيق اهدافها.. نعم انه طريق طويل مليء بالمطبات.. ولكن مخطئ.. بل ساذج.. من كان يتصور انه سيكون سهلا ومعبدا بالورود والرياحين.
    نفرح لمصر.. ونتابع مسيرة التغيير فيها، لأنها القاطرة التي يمكن، لو صلح حالها، ان تقود عربات المنطقة العربية نحو مستقبل افضل واكثر اشراقا، بعد اربعين عاما من التيه في صحراء كامب ديفيد.


    المؤسسة العسكرية المصرية انحازت للشعب عندما ثار على نظام مبارك الفاسد، وها هي تنحاز له مرة اخرى عندما اراد بعض رموزها القديمة ركوب الثورة، وتغيير مسارها بما يخدم أجندات النظام السابق، وان بطريقة مواربة.
    تابعت شخصيا وجه الرئيس مرسي ووجوه المشير طنطاوي ومساعديه اثناء توجههم الى سيناء لمتابعة عمليات الجيش العسكرية، كان الرئيس مرسي مرتاحا غير خائف من الموت، لأنه يتطلع اليه، بينما كان الآخرون مرتبكين، فقد تعودوا على رئيس لا يخرج من مخبئه، ويرتعد خوفا من الناس، منذ محاولة اغتياله في اديس ابابا.. مصر تريد رئيسا وقادة عسكريين لا يخافون الموت، ويبدو ان أمنيتها بدأت تتحقق

    ---------------



    الجيش استغل العشر الأواخر للرد على الكفرة.. استنكار هجوم الإخوان على مدينة الانتاج الإعلامي
    حسنين كروم
    2012-08-12




    القاهرة - 'القدس العربي' ازدحمت صحف يومي السبت والأحد، بالكثير من الأخبار والموضوعات التي يزاحم بعضها بعضا في الأهمية، خاصة قيام الإخوان المسلمين، بدفع المئات من عناصرهم إلى مدينة الانتاج الإعلامي للاعتداء على بعض مقدمي البرامج وضرب زميلنا وصديقنا خالد صلاح رئيس تحرير جريدة 'اليوم السابع' وتحطيم زجاج سيارته، وغلق هيئة الاستثمار قناة الفراعين لصاحبها توفيق عكاشة، وكان من الأفضل تقديمه للمحاكمة بتهمة التحريض على إهدار دم رئيس الجمهورية في البلاغات المقدمة ضده، وفي بلاغات أخرى سابقة، لإرساء سيادة القانون، واستمرار تضارب الأنباء بالنسبة للدعوة لمليونية ضد الإخوان في الرابع والعشرين من الشهر الحالي وتحذير الإخوان من الاعتداء على مقراتهم وإعلان قوى وأحزاب عديدة رفضها المليونية واستقبال الرئيس أمير قطر واستمرار المشاورات لتشكيل تكتل بين مجموعة حمدين صباحي والدكتور البرادعي والدكتور محمد أبو الغار وقوى سياسية أخرى لخوض انتخابات مجلس الشعب والمجالس المحلية ضد الإخوان، وقيام وفد من المجلس القومي لحقوق الإنسان بزيارة جمال مبارك في سجن مزرعة طرة للاستماع إلى شكواه من وضع والده والمطالبة بنقله الى مستشفى عسكري ومقابلة اللجنة لمبارك وطلبه نقله، واستعداد الرئيس لإجراء حركة تغيير في المحافظين وتحذير جريدة 'روزاليوسف' من ان رئيس ديوان رئاسة الجمهورية الجديد السفير محمد رفاعة هو ابن خالة أيمن الظواهري. وإلى قليل من كثير لدينا:

    صفحة القوات المسلحة تتهم الإرهابيين بالعدوان في ذكرى بدر

    ونبدأ بردود الأفعال على المذبحة التي نفذها الإرهابيون ضد قواتنا ورد الجيش عليها، حيث لاحظت من بعض التعليقات محاولة إضفاء طابع ديني عليها، إذ قالت القوات المسلحة في صفحتها - أدمن - على الفيسبوك - نقلاً عن 'التحرير' يوم الخميس بمناسبة غزوة بدر: 'لقد اختار القتلة الكفرة يوم 17 رمضان ذكرى غزوة بدر لتنفيذ جريمتهم الشنعاء ضد اخواننا وهم صائمون، لم يراعوا حرمة الشهر الكريم نسوها أو تناسوا أننا لا نهزم في رمضان. لقد اخترنا لهم الساعة الأولى في العشر الأواخر من الشهر الكريم ليدفعوا الثمن ولنوفي بالقسم الذي أقسمناه بأننا لمنتقمون، في ساعة الصفر بدأت العملية العسكرية لتطهير أرض الفيروز، بدأت القوات البريد والقوات الخاصة والقوات الجوية بالتنسيق مع وزارة الداخلية للعملية الكبرى لتطهير الثوب من الدنس، عبرنا مرة أخرى الى أرض الفيروز نستعيد ذكرى انتصار الآباء في رمضان ونثبت للعالم أجمع أن أجيال العبور لم ولن تموت، عبورنا هذه المرة ليس لتحرير الأرض فلا يجرؤ أحد على احتلالها وإنما عبرنا لتطهيرها من براثن الإرهاب الأسود الذي سولت له نفسه ومن يخطط له ويموله، أن أرض الفيروز لقمة سائغة، نسوا وتناسوا أن دماء الشهداء على مر التاريخ تحرسها وأن هذا الشهر هو شهر الانتصارات وأن خير أجناد الأرض يؤمنون بأن سيناء هي أرض معاركهم المفضلة وأننا رجال صدقنا ما عاهدنا الله عليه، ونقسم بالله أننا منتقمون، عاشت مصر، وعاش شعبها، وعاشت قواتها المسلحة'.

    إخواني يعبر عن سعادته لمقتل الجنود المصريين في ذكرى غزوة بدر

    ومرة رابعة أسجل اعتراضي على مثل هذه البيانات لا لطابعها الإنشائي والخطابي فقط، وإنما لمحاولة إضفاء طابع ديني عليها وكأن فئتين دينيتين تتقاتلان أو تتخاصمان، واحدة متطرفة مثلما كان الخوارج، وفئة أخرى معتدلة، وكأنه لا توجد قضية وطنية أو قانون لابد من ردع من يخرج عليه مهما كان، أو إهانة يتعمد الإرهابيون توجيهها إلى الجيش هذه المرة، لكسر هيبته وتشجيع الآخرين على التجرؤ عليه مثلما فعلوا مع الشرطة وأخرجوها فعلياً من سيناء ، أن من يصدر مثل هذه البيانات لا بد ان يعلم انه لا يلقي خطبة في مسجد أو زاوية، إنما ينقل خبراً للشعب وللعالم، وإلا فما هو الفرق بينه وبين الإخواني والاستاذ بجامعة الأزهر الدكتور صلاح الدين، الذي اعتلى بدوره المنبر وصاح في نفس اليوم في 'الحرية والعدالة': 'تأتي مجزرة رفح لجنودنا البواسل في ليلة الفرقان يوم السابع عشر من رمضان 1433هجرية، وفي وقت الإفطار حيث جاء في الحديث الذي رواه مسلم أن للصائم فرحتان: 'فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه'، فأراد الله أن تكون فرحة الشهادة أعظم من فرحة الإفطار ليختارهم الله تعالى عنده، ونرجو أن يكونوا في أعلى عليين، أريد بهذه الحادثة اهتزاز موقع الرئاسة تمهيدا لتحطيمه، ويقيننا أن الله معه وسيحفظه لحفظة القرآن، ثم لحسن تدبيره وحكمة تصرفه، واتخاذه الشورى منهاجاً في إدارته وحزمه في قراراته، وعزمه على نهضة مصرنا، وسيرتد السحر على الساحر إن شاء الله لتكون حسرتهم مضاعفة، كما أريد بهذه المجزرة العودة إلى خنق غزة وتشديد حصارها من جديد، يا أهل الخسة والدجل، فالمجزرة مفضوحة ان وراءها الصهاينة والعملاء المتصهينين، وصدق الشاعر الأزهري محمود داوود حين قال: 'يا لعنة ضمن بقعر جنهم، عمداً يهودياً على متهود' وأخشى أن يكون المتهودون ركاماً عن كارهي د. مرسي وجماعته في مصر وغزة والعروبة وأهلها والأمة بأسرها، على كل نحن موعودون من الله أن يخرج أضغانهم، ويبطل مكرهم ويزهق نفوسهم ويقطع دابرهم والحمد لله أنها وقعت ليلة غزوة بدر لتجري على المشركين والمنافقين سنة الله فيهم، فتفاءلوا بالخير تجدوه ويقيني أن الغد أفضل لمرسي ومصر وفلسطين والأمة كلها ولكن المنافقين لا يفقهون'.

    لماذا لم يصف مرسي العملية بالارهابية؟

    لكن يبدو والله أعلم، أن هناك من لا يفقهون ما تفسيره لأن 'الفجر' نشرت تحقيقاً للجميلتين شيماء جلال ومريم جميل قالتا فيه: 'محمد مرسي خرج ليصف من قاموا بالعملية بالمجرمين، لم يجرؤ أن يقول إنها عملية إرهابية، حضر الجميع الجنازة، بينما تغيب محمد مرسي، تغيبت معه كل قيادات الإخوان الذين ملأوا الدنيا ضجيجا بالحرب على إسرائيل، لم يكن غياب مرسي عن الجنازة مدهشاً على الأقل للذين يعرفون الجماعة التي ينتمي إليها، فقد فعلها قبل يوم الجنازة، ففي اللحظة التي استشهد فيها جنودنا على الحدود كان محمد مرسي يلقي بيانا من القصر الرئاسي، كان يجلس في مكتبه المكيف بينما نتنياهو وباراك في موقع الحدث، وبجانب المدرعة المصرية التي جرى تفجيرها، حتى عندما ذهب الى سيناء لم يذهب الى موقع الحدث ولا أعرف أين شجاعته التي أظهرها للعالم أجمع عندما فتح صدره، وقال انه لا يخشى الرصاص وأنه لا يرتدي قميصاً واقياً، هو من شجع التنظيمات الإرهابية على ان تعود وبكل قوة لنشاطها الإرهابي بعد قراره بالعفو عن القتلة والإرهابيين، هو من رفع روحهم المعنوية، فكل واحد منهم على يقين أنه إذا ما ارتكب جريمة سيقوم محمد مرسي بالعفو عنه، المصريون يطالبون بمحاكمة مرسي راعي الإرهابيين'.

    ألف لعنة على السياسة التي دنست أجمل الأديان

    وإلى 'التحرير'، في نفس اليوم والجميلة أميرة إبراهيم والتي صاحت غاضبة وقد رفعت عينيها للسماء: 'اليوم يهتف المصريون باللعنة، ألف لعنة على السياسة التي دنست أجمل الأديان بصفقات عقدها المتأسلمون على جثث أبناء الوطن، الرعية التي سيسأل عنها الراعي، كل راع وأولهم الرئيس المسلم الذي ذبح جنوده على بعد خطوات لا بعيدا في آخر الأرض، فهل يعتقد حقاً الرئيس المسلم محمد مرسي أن الله سيسأله يوم الدين عن دماء هؤلاء وهل يستطيع أن يصمت أو ينكر أم سيشكل لجنة تقصي حقائق ويرفع تقريرها الى المولى عز وجل موقعاً بجملة مرشده: '(.........) في مصر'؟ الرئيس مرسي أجرم في حق الشعب وسلامته عندما انصرف يسدد فواتير انتخابه من دماء وأرواح المواطنين، ليعفو عن محكومين بالإعدام ومسجونين من الجماعات التكفيرية في جرائم إرهابية ضد أمن المجتمع ولم يعبأ بأمن المجتمع وسلامه الداخلي ولا القوانين وهو الذي كسرها ونسفها في اليوم الأول، التكفيريون الذين أخرجهم مرسي من السجون استجابو للإشارات الخضراء التي أعطاها لهم الرئيس وهددوا قبل ساعات من ذبح الجنود بالعودة للعنف إذا حدث انقلاب عسكري، أما المشير القائد العام فيداه ملوثتان بدماء كل جندي قتل على الحدود غدراً لأنه الراعي الذي لم يحم رعيته ولأننا رغم كل شيء سلمنا للجيش وبايعناه ليحمينا ويحمل المشير وخلفه قادة المجلس العسكري مسؤولية تلك البيعة في رقابهم، ويكفي أن أسأل المشير ورفاقه ومساعديه أسئلة بسيطة لا انتظر إجابتها لماذا غابت عن عيونكم وعقولكم التهديدات والتحذيرات الأخيرة عن نشاط إرهابي قادم وتنبهت له فقط العيون والعقول الإسرائيلية؟'.
    وحكاية اللجنة التي تتوقع أن يشكلها الرئيس عن الحادث ويوقع عليها المرشد العام السابق خفيف الظل محمد مهدي عاكف بعبارة - طظ في مصر - التي قالها فعلا عندما كان في منصبه، اعتقد - والله أعلم، أن هناك صعوبة شديدة فيها، بالإضافة للنواحي الفنية، وهي انه لن يتم تقديمها الى يوم الحشر، وبالتالي، لن يكون الشعب شاهدا ومحاسباً.

    معلوماتنا عن اعتداء سيناء عرفناها من اسرائيل: أين رأفت الهجان؟

    وعلى العكس منها وفي نفس العدد، خصص زميلنا والأديب أسامة غريب خمس فقرات من بين خمس وعشرين احتواها مقاله لمهاجمة قيادة الجيش والمخابرات هي: '- عدم القدرة على تأمين الرئيس لحضور الجنازة يعني أن المجرمين الذين حاولوا الاعتداء عليه تحميهم قوة لا يقدر عليها الحرس الجمهوري.
    - كل المعلومات عن جريمة رفح عرفناها من افيجاري ادرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
    - أين رأفت الهجان وجمعة الشوان وعرفة بتنجان، أين هم يابني هجصان؟
    - أنا أكره إسرائيل من كل قلبي، لكني مضطر لاحترام جيشها الإجرامي الذي لا وظيفة له سوى الحرب.
    - معبر رفح هو باب الفلسطينيين للعالم الخارجي، لا تصدقوا من يقول لكم ان الفلسطينيين هم الذين أغلقوه'.
    وفي الحقيقة، فلم أشعر بالارتياح بالنسبة للفقرة الثالثة الخاصة برأفت الهجان وجمعة الشوان، فهل هو يريد أن يقول انهما غير حقيقيين لإضافته عرفة بتنجان وبني هجصان؟.
    أي من هجص؟ رغم انه من المفروض قرأ تصريحات مدير المخابرات اللواء مراد موافي الذي تمت إقالته بأن الجهاز أرسل كل المعلومات للمسؤولين قبل الحادث.

    الإخوان أرادوا التخلص من المشير طنطاوي ومدير المخابرات العامة

    ونتحول الى مجلة 'الإذاعة والتليفزيون' التي تصدر عن اتحاد 'الإذاعة والتليفزيون' التابع لوزارة الإعلام، حيث قام زميلنا أحمد الحضري بمهاجمة الرئيس وقال انه والإخوان أرادوا التخلص من اثنين، المشير طنطاوي - ومدير المخابرات العامة مراد موافي، قال: 'هي دعوة خبيثة للتخلص منهما حتى تحكم الجماعة ومرشدها سيطرتها على مصر وهذا لن يكون، مصر أكبر من ذلك بكثير، مصر كبيرة يا جماعة!! أتهم رسمياً حماس بتورطها في هذا الحادث الإرهابي القذر وليس مبارك هو المسؤول عنه كما يردد ببغاوات الإخوان، لا بد من تسمية الأشياء بمسمياتها مبارك غير مسؤول، مبارك كان مسؤولا عن أخطار وكوارث ودفع الثمن وتخلى عن السلطة، الآن مرسي هو المسؤول الأول والأخير بقراراته العنترية وفتح معبر رفح والسماح بدخول الفلسطينيين للأراضي المصرية والإفراج عن الإرهابيين الذين أطلق سراحهم ليعيثوا في سيناء ومصر فسادا، ودائماً ما يخفى يكون أعظم، وعلى مرسي ان يتحمل مسؤوليته ويدفع الثمن. علينا ألا نقف صامتين بعد الآن علينا ان نقول الحق ولو على رقابنا، وليس الأمن القومي المصري وحده في خطر فمصر كلها في خطر، أمنها وأبناؤها، أرضها ومصيرها ومستقبلها، وفي النهاية تبقى كلمة إذا كان التليفزيون المصري قد حذر من احتمالات تعرض مصر لخطر إرهابي وإذا كانت إسرائيل قد حذرت رعاياها وطالبتهم بمغادرة سيناء فأين كانت المخابرات المصرية وما الذي قامت به وما الذي ستقوم به للحفاظ على أمن مصر واستقرارها، وأعتقد انه آن الأوان ليتحدث اللواء الصامت مراد موافي ويترك الصمت الذي يخيم عليه لسنوات طويلة، فالصمت لن يجدي ولن ينفع في مثل هذا الحادث، الكلام هذه المرة من ذهب يا سيادة اللواء وكل ثقة أن صمتك ليس بصمت المتواطىء أو العاجز، تكلم فللصمت حدود!'.

    ليت مرسي فعل ما فعله نظيره الكوري الجنوبي

    وإلى أن يتكلم مراد موافي، عملا بنصيحة الحضري وبأغنية أم كلثوم للصبر حدود يا حبيبي، فننتقل نحن لـ'أهرام' السبت وزميلنا كمال جاب الله وقوله وهو في دهشة من رد فعل الرئيس: 'أهدر الدكتور محمد مرسي فرصة ذهبية لزيادة شعبيته المدنية في الأساس عندما لم يوفق في التعامل مع المصاب الجلل الذي لحق بالجنود المصريين، ليت الرئيس مرسي كان قد سمع أو شاهد ما فعله نظيره الكوري الجنوبي، لي ميونغ باك، عندما بكي بالدمع الغالي على الهواء مباشرة تعبيرا عن الحزن العميق والأسى في مصاب غادر مماثل ألم بكوريا وحلقت معه شعبيته إلى عنان السماء، وبعد مرور عشر ساعات على العدوان الإرهابي الإنسان رخيص على خير أجناد الأرض، ظهر الرئيس محمد مرسي على الشاشة الصغيرة في ثوب الداعية، وأدلى بتصريحات لا تتناسب لهجتها مع الدماء الغزيرة التي سالت في رفح، وزاد الطين بلة ان الرئيس مرسي ظهر في صورة ضوئية انتشرت على نطاق واسع وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في ثاني يوم للعملية الإرهابية، وهو في غاية السرور والحبور في خلال لقائه مع رئيس مجلس الوزراء الليبي الزائر، بل ان الرئيس ارتكب خطأ سياسيا فادحاً عندما يذهب أصلا للمشاركة في جنازة شهداء الجيش وسط تكهنات ومخاوف ترددت وقتها، ليس من ضمنها احتمال تأثره البالغ عند سماع عويل الثكالى وهي تصيح بأعلى الصوت - حق ولادنا فين - لدرجة ممكن أن تجعله يجهش في البكاء كما يفعل عادة وهو في المسجد بين يدي الله سبحانه وتعالى'.

    الإخوان أمام بوابات مدينة الانتاج الإعلامي يمنعون دخول مقدمي البرامج

    وأخيراً إلى حادثتي التغييرات في رئاسة تحرير الصحف والمجلات القومية، وقيام الإخوان المسلمين بالتجمهر أمام بوابات مدينة الانتاج الإعلامي لمنع عدد من مقدمي البرامج من الدخول، مثل زميلنا يوسف الحسيني في قناة 'أون. تي .في' وزميلنا خالد صلاح رئيس تحرير جريدة 'اليوم السابع' ومقدم برامج في قناة النهار والاعتداء عليه وتحطيم زجاج سيارته، وتقدمه ببلاغ للشرطة اتهم فيه الإخوان خاصة صديقنا نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان والدكتور محمد البلتاجي بالتحريض ضده.
    ونبدأ بردود الأفعال عليها من جريدة 'الحرية والعدالة' والتي قال فيها يوم السبت صاحبنا الإخواني حمزة زوبع: 'قامت الدنيا ولم تقعد لمجرد أن هتف البعض ضد بعض الإعلاميين على الرغم من أن هؤلاء الإعلاميين أو معظمهم يفتحون قنواتهم وصحفهم لسب الرئيس والإخوان والحرية والعدالة، لم يتحمل الكتاكيت شوية هتافات ضدهم، وهم الذين أيدوا وساندوا وشايعوا الاعتداء على رئيس الوزراء في جنازة الشهداء، لم يقل أحدهم للبلطجية المعتدين، عيب، ما يصحش، اليوم يريد بعض هؤلاء ان يصبح شهيد الحرية وهو الذي لم يعرف طعمها حتى بعد الثورة، لأنه كان مملوكا لا يقدر على شيء، وهو، كل على مولاه، بعض عبيد السلطة الذين فقدوا أدوارهم كرسل حرب ونذر معارك، أصبحوا بلا دور فتمنوا لو شتمهم أحد، أو رفع بعضهم في وجهه الحذاء لتخرج الكاميرات من أكفانها، فتصور ويصرح، هذه هي ديمقراطية الإخوان، الذي أوجع هؤلاء وجعلهم يبكون بحرقة في وقت واحد هو قرارات الرئيس السياسية الحاسمة، إضافة الى اختيار رؤساء تحرير جدد للصحف القومية، الأولى أفقدتهم الدعم السياسي، والثانية نزعت عنهم ورقة التوت الإعلامية'.
    والمدهش في أمر هؤلاء الناس هو جرأتهم على انكار حدوث وقائع ثابتة وتم نقلها للعالم كله على الهواء، ذلك أن واقعة الاعتداء على خالد صلاح تمت وتكسير زجاج السيارة حدث ورأيناه جميعاً، ولا يليق به أن يقول ان ما حدث كان مجرد هتافات، فكيف يفعل ذلك وهو صائم؟ لكن الجديد هو استخدامه كلمة كتاكيت، عن معارضي الإخوان، فهل يقصد أنهم اصيبوا بالرعب ولم يتحملوا مجرد زغزغة بسيطة منهم، أم انه متأثر بالفنان الكوميدي الراحل عبدالفتاح القصري، عندما تصنع الجنون في فيلم - لو كنت غني - وصاح كتاكيت ليسترد نقوده التي أخذها منه صديق المرأة التي دعته الى منزلها، او متأثرا بأوبريت الليلة الكبيرة، وأغنية، يا عريس يا صغير، علقة تفوت ولا حد يموت لابس ومغير وهاتشرب مرقة كتكوت.

    تطاول بعض الاعلاميين على الرئيس

    ونظل في نفس العدد، لنكون مع عضو مكتب الإرشاد والاستاذ بجامعة الأزهر الدكتور عبدالرحمن البر، وقوله وهو غاضب بشدة: 'أثار حيرتي كثيرا هذا الموقف السلبي للجماعة الصحافية والإعلامية وجماعة التوك شوز من تطاول بعض المنسوبين للإعلام على السيد رئيس الجمهورية الذي يصل الى تهديده على الهواء مباشرة، في الوقت الذي ثار فيه بعض الإعلاميين حينما قامت مؤسسة الرئاسة بتقديم بلاغات ضد هؤلاء العابثين، وهو حق طبيعي لكل من يرى أن ثمة ظلماً أو افتراء وقع عليه، ثم لماذا لم تحدث مثل هذه المناحة حين اعتدي على رئيس الوزراء ومجموعة من الرموز المصرية في جنازة شهداء الواجب الوطني تحقيقاً لمبدأ المساواة بين المواطنين في ضمير الجماعة الصحفية والإعلامية، وهل مثل هذه المواقف يمنع اتخاذها إلا إذا كان المعتدى عليه إعلاميا؟ هل على رأس الأستاذ خالد صلاح ريشة لأنه صحفي بينما رأس السيد هشام قنديل ورؤوس الرموز التي اعتدى عليها معه عارية لا تحمل ريشاً من نفس الجنس. نحن ضد الاعتداء على الاستاذ خالد صلاح، ومع إعلان نتيجة التحقيق في الواقعة ومعاقبة المخطىء، لكننا ايضا ضد توظيف ذلك للإساءة الى الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذي تبرأ من هذا التصرف، كما اننا ضد التمييز لشخص ما لمجرد ان سيادته إعلامي، فكل المصريين متساوون في الحرية والكرامة والحقوق والواجبات والحريات ولا يوجد احد في مصر على رأسه ريشة'.
    وحكاية الريشة هذه هي نفسها التي استخدمها نظام مبارك، في تبرير القوانين التي كان يحبس بها الصحافيين.

    وزير الاعلام: 'باب ماسبيرو يفوت جمل'!

    أما الإخواني واستاذ الجامعة الدكتور صلاح عز، فقد اختصر الطريق، وكان واضحا بدون لف أو دوران، أو ريشة أو قلم، وقال في نفس عدد 'الحرية والعدالة'وهو يوجه النصيحة الى وزير الإعلام الإخواني زميلنا وصديقنا العزيز صلاح عبدالمقصود: 'من الأفضل أن يضع الوزير على باب مكتبه يافطة تقول: 'باب ماسبيرو يفوت جمل - كرسالة تحذير تؤكد على ان أي محاولة للتمرد على قرار الوزير، أو حتى الاعتراض عليه من أي من العاملين في ماسبيرو أو مدينة الانتاج الإعلامي سيكون الرد عليه بخطاب فصل من العمل، أقول ذلك لأن الحملة على وزير الإعلام انطلقت وهي كعادة الطابور الخامس في مصر تستهدف الترويع والابتزاز لردع الوزير عن تغيير الأوضاع القائمة، كما حاولوا مع الصحف القومية وسيكون أكبر خطأ يرتكبه عبدالمقصود هو الاستسلام للترويع والابتزاز، لأن ذلك لن ينتج عنه إلا فقدان السيطرة بالكامل على المبنى والمدينة'. هذه هي النصيحة التي يقدمها للوزير، وفي الحقيقة فانه يعبر بصراحة عما يريده الإخوان بالفعل، لكني أكرر طلبي لصديقي العزيز ان يترك هذا المنصب فورا وهناك المئات من قيادات الإخوان يمكن ان يتولوه وأن يتفرغ هو لإنشاء مؤسسة صحفية إخوانيه، فهذا عمله وتلك خبرته، وعلى العموم هو لم يواجه حتى الآن، إلا مشكلتين، الأولى ما حدث من المذيع خيري حسن الذي كان يتقدم الجنازة وقال - نقلا عن زميلتنا الجميلة بـ'الأهرام' فاطمة شعراوي يوم الجمعة: 'الرئيس مرسي أمامكم، إلا أنه بداخله يتمزق ألماً وحسرة على أبنائه الشهداء، ولكنه رجل مؤمن يحمل في عقله ووجدانه كتاب الله سبحانه وتعالى، ان الرئيس ينظر إلى جثامين شهدائنا وعيناه تقول لهم، قسماً بحق السماء وبحق تراب هذا البلد لأخذن لكم ثأركم على من بغى عليكم'. المهم ان الرئيس لم يحضر جنازة الشهداء، وأما المشكلة الثانية فكانت استضافة التليفزيون معلقا عسكريا إسرائيليا.

    الهجوم الذي تعرض له الإعلاميون في مدينتهم

    وإلى 'وفد' نفس اليوم - السبت - حيث لم يقتنع زميلنا مصطفى شفيق بنفي الإخوان مشاركتهم فيما حدث أمام مدينة الانتاج الإعلامي، وقال عنه: 'أعرف أن البعض من الأنصار قد يرتكب من الحماقات ما يضر بصاحبه، لكن الأنصار لا يتحركون عشوائيا في جماعات، والهجوم الذي تعرض له الإعلاميون في مدينتهم ليس من حماقات الأنصار لكنه من تدبير القيادات، والهجوم المتزايد على المعتصمين امام قصر الاتحادية لا يمكن اعتباره إلا جزءا من حملة تأديب تأخذ من الإخوان أضعاف ما تجلبه أكياس السكر، وإغلاق قناة فضائية لن يأتي لصالح الرئيس ولا الجماعة، والتلفيات التي حدثت في سيارة خالد صلاح لن تحوله من معارض ومنتقد إلى مؤيد ومبارك، وعلى الإخوان أن يتخذوا من معارضيهم قوة لدولة يحكمونها وأن يستعينوا بآراء منتقديهم على اكتساب ما يفتقدونه من خبرة، أما عمليات الضرب والتأديب فانها يوم لك، ويوم عليك'.

    التشابه بين الارهاب الخارجي وارهاب الاخوان

    ونفس التحذير للإخوان وجهته مجلة 'روزاليوسف' القومية، التي تولى رئاسة تحريرها زميلنا عصام عبدالعزيز، بقولها في افتتاحيتها: 'إن كانت نيران الإرهاب الخارجي قد أطلت بوجهها القبيح علينا من جديد عبر حادث رفح المأساوي، فإن ما فعلته جماعة الإخوان أمام مدينة الانتاج الإعلامي قبل يومين وما تلاه أمام قصر الرئاسة لا يقل إرهابا بأي حال من الأحوال، يضرب بما تبقى من كيان الدولة عرض الحائط، إن كانوا - حقاً - يقولون انهم يحكمون الدولة! الجماعة تريد أن ترهب كل من يعارضها، وكأننا يجب أن نحيا مقطوعي الألسن في ظل عهدها الرشيد، ومرشدها ذي العمر المديد، ورجلها القوي الفعال لما يريد! تريدنا أن نعيد أصناماً تصنعها هي: ان نقول لها سمعاً وطاعة، لك الأمر وعلينا الطاعة! ألا نجرؤ على الانتقاد، لأنهم السادة ونحن عبيد البلاد! فالجماعة التي أخذت موقفاً باهتاً مما حدث في رفح لم تطق صبرا وانفجرت في وجه معارضيها، سحلتهم، صلبتهم بعد أن حاصرتهم، ولم تعبأ أن سقط منهم قتيل أو اثنان؟، لكن لم يدرك 'ساكنو المقطم' حتى الآن أن الزمن أصبح غير الزمن وأنهم إن أزادوا فلن يدفع غيرهم الثمن'.

    لا أحد يريد أن يعطي مرسي فرصة

    وإلى 'أخبار اليوم'، وأول رئيس تحرير إخواني لها، وهو زميلنا الإخواني خفيف الظل سليمان قناوي وقوله: 'لا يريد أحد أن يعطي الرجل فرصة رغم ان الشعب المصري صبر على مكاره مهولة لرؤسائه السابقين، ومنحهم فرصاً تتراوح ما بين ثلاث سنوات وثلاثين عاما، صبر على هزيمة يونيو 67 لأكثر من ثلاث سنوات رغم انها كسرت ظهر مصر وحطمت جيشها، وكان يمكن لهذا الصبر وتلك الفترة ان تطول باعتبارات الزمن وقدرة المصريين على التحمل، إلا أنها انتهت بمقادير الله بوفاة الرئيس جمال عبدالناصر، وصبر المصريون على وعود الرخاء التي قدمها الرئيس أنور السادات بعد انتصار اكتوبر العظيم عام 73، وطال صبرهم هذه المرة على السادات ليمتد الى حوالي سبع سنوات اعتبارا من نصر أكتوبر حتى وفاته، وكان يمكن أن يطول أكثر لولا مقادير الآجال الربانية التي قضت بوفاة السادات، صبر أيوب كان مع الرئيس مبارك، والذي استمر ثلاثين عاما، عانى فيها الشعب المصري كل صنوف الفساد والاستبداد والقمع والظلم وعدم المساواة، ولولا مقادير الله الربانية بنجاح ثورة 25 يناير لكان بيننا اليوم صفوت الشريف يتحدث عن أزهى عصور الحرية، وما كان يمكن أيضاً لهذه السطور أن ترى النور، ومع ذلك لم يصبر المصريون حتى الآن على الرئيس مرسي أربعين يوماً أو يزيد، وعلى كل مصري أن يتحسب خطواته في الفترة القادمة شديدة الحساسية حتى لا ترتد الأمور أسوأ مما كان قبل الثورة لأن الخاسر هنا لن يكون الدكتور محمد مرسي وحزبه السابق وجماعته السابقة، سيكون الشعب المصري كله، فالردة والفتنة إذا وقعتا - لا قدر الله - أمر جلل وخطير، ويجب أن يعي الجميع انه في مثل هذه الأوقات الخطيرة إذا ما تحققت نذر الشر، فانها لن تصيب الظالمين فقط، بل والمظلومين ايضا، يقول الله تعالى 'واتقوا فتنة لا تصبن الذين ظلموا منكم خاصة' مصر في حاجة لحماية كل مصري، فارحموها يرحمكم الله'.

    الإخوان والرئيس يعيشون حالة توهان شديد

    وفي الحقيقة فإن سليمان واحد من الإخوان الذين لديهم قرون استشعار لما يمكن ان يحدث لجماعته أولا، ولكن الغريب انه لم يوجه نقدا لممارساتها التي تدفع الى موجات غاضبة، ولم يقم بإدانة ما حدث منها أمام مدينة الانتاج الإعلامي.
    وكان في انتظاره في نفس العدد خفيف ظل آخر هو زميله محمد عمر، الذي طلب مني أن لا أصدق سليمان، وقال بثقة عن الإخوان والرئيس: 'واضح أن الإخوان والرئيس يعيشون حالة توهان شديد، ومحتاسين حوسة لها العجب، ومش عارفين لا يروحوا ولا ييجوا بعد ان كشفتهم السلطة اللي جريوا وراها سنين دون استعداد لها، كانوا فاكرينها أبهة ومنجهة وسبهللة وبغددة، طلعت بلوة هما، مش قدها، وبينت انهم ابيض يا ورد، لا ليهم في سياسة ولا اقتصاد ولا أي حاجة خالص، آخرهم يحشدوا مليونية تهتف، أو يوفروا كام راس لزوم الصناديق والانتخابات، غير كده، أنس، أنا عاشرتهم وشفتهم عن قرب واتعاملت معاهم وعارف مستوى تفكيرهم، فينكشفوا زيادة وتبان قدراتهم المتواضعة والسطحية في التعامل مع القضايا فاضطروا يجيبوا ناس تعبانة في كل المناسب، علشان كده حتلاقي الدنيا ملتخبطة على الآخر والبلد حالها عمال يتدهور كل يوم عن اللي قبله وأنت مش عارف ليه، لأن هناك غياب للعقلية القادرة على إدارة الدولة، وده واضح في ايقاع الرئيس حتلاقيه مختلف تماما عن ايقاع ونبض الشارع والمواطنين ده في حتى وهما في الثانية دهب يطلع الإخوان من السجون وبيسكنهم في كل المناسب وبيظبط لهم الليلة والثاني مخنوق من عيشته ومحروم من ابسط الخدمات حتى المياه والكهرباء'
                  

08-13-2012, 06:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    الإسلامبولى : مرسى فقد شرعيته بإلغاء الإعلان المكمل
    الإثنين, 13 أغسطس 2012 02:25

    عصام الإسلامبولى
    كتب : نصر عبده قال عصام الإسلامبولى المحامى بالنقض أنه لا يجوز لرئيس الجمهورية إلغاء الإعلان الدستورى المكمل من الناحية القانونية معللاَ ذلك بأن رئيس الجمهورية أقسم اليمين الدستورية بعد فوزة بالإنتخابات على حماية الدستور والعمل وفق قواعدة والمعني هنا بالدستور هو الإعلان الدستورى المكمل لان فى هذا الوقت لم يكن هناك دستوراً فى البلاد حتى يحمية .

    وأضاف الإسلامبولى أن ما تم اليوم من إلغاء للإعلان المكمل مخالف لأبسط القواعد القانونية مشيراً إلى أن الدكتور محمد مرسى بهذا القرار قد حنث اليمين الذى أقسم علية أمام الشعب

    وأشار إلى أن الدكتور مرسى أعلن عن تعديل الإعلان الدستورى المكمل تعطية الحق فى تشكيل لجنة تأسيسية لوضع الدستور إذا ما كان هناك مانع يعوق الللجنه الحالية لافتاً إلى أن هذا يعد تضارباً فكيف يلغى الإعلان المكمل ثم يضيف مادة معدلة إلية

    وقال الإسلامبولى أن الدساتير المؤقتة التى تأتى مع الثورات لا يجوز أن تلغى إلا بعد وضع دستور يستفتى علية الشعب ومن هنا فإن الرئيس يعد خارج عن الشرعية الدستورية

    وعن إقالة المشير طنطاوى والفريق سامى عنان قال أعتقد أن هذا صراع على السلطة أو محاولة من الرئيس لتأكيد صلاحياتة ولكن أخطر ما فى الأمر هون التوقيت الذى اتخذت فية هذه الإقالات فمصر تدير حرباً ومعركة شرسة فى سيناء ومن هنا فإن التوقيت مريب وغير لائق


    -----------------


    تايمز: إسرائيل قلقة من تغييرات مرسي للعسكري!
    الإثنين, 13 أغسطس 2012 02:07

    الفريق عبد الفتاح السيسي يؤدي اليمين أمام الرئيس مرسي
    أمجد أسامة جاء بموقع “THE TIMES OF ISRAEL” الإسرائيلي تحليلاً لقرار الرئيس المصري الأخير ونتائجه على إسرائيل.

    وجاء بافتتاحية المقال "إطاحة الرئيس المصري بعدد من الشخصيات العسكرية المألوفة يزيد من الشكوك بشأن العلاقات بين إسرائيل ومصر".

    ونقل الموقع تفاجؤ إسرائيل من إطاحة الرئيس المصري بـ"الرجل العسكري القوي" وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي، ورئيس الأركان سامي عنان وقادة أجهزة أمنية آخرين، كما نقل التحذير من عواقب "مسرحية القوة" وذلك على لسان مصادر أمنية إسرائيلية.

    وقال الموقع أن الخطوة رسخت سلطة مرسي على القوات المسلحة، وهو ما تم رؤيته كخطوة مشابهة لتلك التي اتخذها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حين أطاح بعشرات من جنرالاته، وبرغم أن أردوغان حقق السيطرة على الجيش في عملية تدريجية إلا أن مرسي فعل ذلك في غضون أيام.

    وقال الموقع على لسان مسئول إسرائيلي رفض ذكر اسمه تم الاقتباس منه على موقع الإخباري، أن العواقب المباشرة لإعادة الهيكلة هي أنه لا أحد من المواقع العليا بالجيش المصري سيجرؤ الآن على أن يتخذ أي خطوات يخشون أنها لن تكون لصالح الرئيس المنتمي للإخوان المسلمين.

    ويرى الموقع أنه من شأن هذا التحول أن يؤثر لا محالة سلباً على إسرائيل، نظرًا إلى أن طنطاوي وعنان كانا على اتصال مستمر ووثيق مع نظرائهما الإسرائيليين، كما أن الاثنين كان لديهما علاقات طويلة الأمد مع مسئولين أمريكيين رفيعي الشأن بما فيهم وزير الدفاع ليون بانيتا.

    وأشار الموقع إلى عدم اعتراف مرسي في المقابل بأي اتصال مباشر مع إسرائيل منذ انتخابه منذ شهرين؛ وجاء به أن مرسي قد أرسل خطابًا مختصرًا يشكر فيه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الشهر الماضي، رداً على خطابي بيريز، ولكن عندما نشر مكتب الرئيس بيريز الخطاب نفى المتحدث الرسمي باسم مرسي إرساله بالأساس.

    وأورد الموقع رأي محلل الشئون العربية الإسرائيلي الرائد إيهود يعاري؛ حيث وصف حركة مرسي أمس بكونها انقلاب مدني ضد الجيش، وقال إن الخطوة تؤكد أن الرئيس والجيش لا يقودان مصر معاً بعد، بل إن الجيش يخضع للأوامر من رئاسة الجمهورية.

    وذكرت الصحيفة أن مرسي قال الأحد الماضي أنه على وشك القيام بحملة مكثفة على الخلايا الإرهابية بسيناء، وذلك بعد الهجوم الذي شنه إرهابيون إسلاميون وأدى لمقتل 16 من قوات الأمن المصرية في قاعدتهم على الحدود مع إسرائيل ثم اقتادوا مركبة مصفحة، واخترقوا الحدود الإسرائيلية، حيث تم نسفهم بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي، بأسبوع.

    ولفتت الصحيفة إلى سماح إسرائيل الأسبوع الماضي لمصر بنشر قوات بسيناء وهو ما يتجاوز القيود المنصوص عليها في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل من أجل تنفيذ الحملة. و"السؤال هو بعد العملية العسكرية هل سيُرجع مرسي القوات مجدداً؟" على حد قول يعاري.

    واختتم الموقع التحليل بالاقتباس عن مصادر سياسية بالقدس في تصريحها للقناة العاشرة الإسرائيلية أنه إذا رفض مُعيَنو مرسي الجدد التعاون مع إسرائيل، فستبدأ إسرائيل في اتخاذ اجراءات مستقلة للقضاء على الهجمات الإرهابية بسيناء


    ------------------

    اشتباكات بين الجيش والمتظاهرين أمام وزارةالدفاع
    الإثنين, 13 أغسطس 2012 00:57

    اشتباكات بين الجيش والمتظاهرين أمام وزارة الدفاع

    كتبت - جهاد جاد المولى وآية فتحي:

    قطع المتظاهرون أمام وزارة الدفاع منذ قليل الطريق أمام الوزارة، وذلك لتصعيد الأمر مرددين هتافات ترفض إقالة المشير والفريق سامي عنان، مثل" الشعب يريد إبقاء المشير".

    فيما نشبت مشادات كلامية تطورت لاشتباكات بين المتظاهرين وجنود الجيش أمام الوزارة، حيث اعترض الجنود على قطع الطريق حتى لا يحدث شلل مروري أمام الوزارة، كما اشتبك المتظاهرون مع أحد سائقي السيارت المارة أمام الوزارة، والذي اعترض على هتاف المتظاهرين ضد مرشد الإخوان المسلمين، مما أدى لحدوث مشادات كلامية بينهم وقام عدد من المتظاهرين بفض المشاجرات إعلانًا منهم على سلمية المظاهرة.


    --------------------


    وسط مشاعر متضاربة بالترحيب والخوف من تغيير هوية الدولة المصرية
    مرسي يستعيد صلاحياته من العسكر بالغاء الاعلان 'المكمل'
    و'خروج مشرف' لطنطاوي وعنان.. وتعيين السيسي وزيرا للدفاع
    2012-08-12


    لندن ـ 'القدس العربي' ـ من خالد الشامي:



    في مفاجأة جديدة، قد لا تكون الاخيرة في صراع السلطة في مصر، قرر الرئيس المصري محمد مرسي إلغاء الإعلان الدستوري المكمل، واقالة المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان من منصبيهما على رأس المؤسسة العسكرية، 'بعد التشاور مع المجلس العسكري'، حسب تصريحات اللواء محمد العصار الذي اصبح نائبا لوزير الدفاع الجديد الفريق عبد الفتاح السيسي.
    وصرح مصدر عسكري أن اجتماع المجلس العسكري بالرئيس مرسي السبت تم خلاله الاتفاق على القرارات التي أصدرها الرئيس امس الاحد. وأضاف المصدر أن الخروج بهذة الطريقة خروج آمن ومشرّف ويليق بالتاريخ المهني لهؤلاء القادة وما بذلوه من جهود خلال المرحلة الإنتقالية. ونفى المصدر أن يكون الرئيس قد انفرد بهذه القرارات الخطيره مع قادة بهذا الحجم وإلا كانت هناك خطورة على استقرار الدولة.


    واعتبر الدكتور عصام العريان 'ان هذه القرارات شجاعة وتمثل الموجة الثانية من الثورة'. ورأى الاعلامي حمدي قنديل انها 'بمثابة انقلاب مدني'، بينما أعرب إبراهيم شكيب الخبير العسكري والإستراتيجي عن استيائه، معتبرا ان مصر 'تمر الآن بلحظة فارقة في تاريخها ولا بد أن يعي الجميع ما يحدث من خطة لاستحواذ الاخوان على الدولة'. واعتبر حسام سويلم الخبير العسكري ان 'التحريض الأمريكي وراء هذه القرارات'، فيما رأى بشير عبد الفتاح رئيس تحرير مجلة 'الديمقراطية' ان القرارات جاءت بعد التنسيق مع واشنطن.
    وجاءت القرارات في اجواء من التوتر الحاد، والمخاوف على حرية الرأي، خاصة بعد مصادرة صحيفة 'الدستور' ومنع رئيس تحريرها من السفر بتهمة 'اهانة رئيس الجمهورية' ، وهو ما ادانته منظمات حقوقية مصرية امس، واعتبرت انه 'يشبه القرارات التي كانت تصدر في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك'.
    واثارت قرارات مرسي مشاعر متضاربة لدى بعض الثوار الذين قابلوا بالارتياح اقالة طنطاوي وعنان، الا انهم استاءوا من منحهما قلادتي النيل والجمهورية بدلا من تقديمهما للمحاكمة.


    واعتبر مراقبون ان مرسي نجح في توظيف مشاعر الغضب والحزن عند المصريين اثر هجوم رفح الذي راح فيه 16 جنديا، لاتخاذ قراراته بإقالة طنطاوي وعنان، والظهور كرئيس قوي، لإنهاء الصورة الذهنية الضعيفة التي ارتبطت به منذ توليه الرئاسة.
    كما اثار اختيار الفريق السيسي لوزارة الدفاع جدلا خاصة انه كان المسؤول العسكري الوحيد الذي اعترف بإجراء الجيش كشوف العذرية للمتظاهرات اللاتي اعتقلن العام الماضي، كما اتهمته تقارير اعلامية بأنه مقرب من جماعة 'الاخوان'.
    وكان السيسي الذي كان يشغل منصب مدير المخابرات الحربية الاقل ظهورا في الاعلام بين اعضاء المجلس العسكري، ولا تتوافر له اي صور شخصية قبل ظهوره امس في القصر الرئاسي.


    وكان مرسي قرر امس تعديل الإعلان الدستوري الصادر في 30/ مارس/ 2011 بما يسمح بتوليه مهام منصبه كامل الاختصاصات المنصوص عليها في الماده 56 من هذا الإعلان. وإذا قام مانع يحول دون استكمال الجمعية التأسيسية لعملها شكل رئيس الجمهورية وليس المجلس العسكري (حسب نص الاعلان الدستوري المكمل) جمعية تأسيسية جديدة تمثل أطياف المجتمع المصري بعد التشاور مع القوى الوطنية والإعداد لدستور جديد خلال 3 أشهر من تاريخ تأسيسها، وان يعرض مشروع الدستور على الشعب للاستفتاء في شأنه خلال 30 يوماً من تاريخ الانتهاء منه. وتبدأ إجراءات الانتخابات البرلمانية خلال شهرين من تاريخ موافقة الشعب على الدستور الجديد. وقرر مرسي تعيين المستشار محمود مكي نائباً لرئيس الجمهورية، وإحالة المشير محمد حسين طنطاوي سليمان، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي للتقاعد، ومنحه قلادة النيل وتعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية ، وإحالة الفريق سامي حافظ أحمد عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة للتقاعد، ومنحه قلادة الجمهورية، وتعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية، واحالة الفريق مهاب محمد حسين ممش للتقاعد وتعيينه رئيساً منتدبا لمجلس إدارة هيئة قناة السويس، واحالة الفريق عبد العزيز محمد سيف الدين للتقاعد وتعيينه رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، واحالة الفريق رضا محمود حافظ محمد عبد المجيد للتقاعد وتعيينه وزير دولة للإنتاج الحربي،'وترقية اللواء أركان حرب عبد الفتاح سعد خليل حسين السيسي إلى رتبة فريق أول، وتعيينه قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي، وتعيين الفريق صدقي صبحي سيد أحمد رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة، وتعيين اللواء محمد سعيد العصار مساعدا لوزير الدفاع.

    ---------------



    تحقيقات وملفات مرسى فى ليلة القدر: قراراتى ليست موجهة ضد أشخاص وهدفها مصلحة مصر وضخ دماء جديدة.. أشكر الجيش وأدعوه لحماية الحدود.. وتوصلنا لعدد من مجرمى أحداث سيناء.. ويجب القضاء على منابع الفساد.. وقطع الطرق جريمة
    الأحد، 12 أغسطس 2012 - 23:48

    كتبت عبير عبد المجيد ولؤى على وأحمد حسن وإبراهيم قاسم وأحمد عبد الراضى

    فى أول خطاب لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى بمناسبة ليلة القدر، تناول الخطاب عددا من القضايا المهمة التى فجرتها قراراته بعد إحالة كل من المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان إلى التقاعد، حيث أكد الرئيس مرسى أن قراراته ليست موجهة ضد أشخاص، مقدما الشكر للجيش، معلنا أنه تم التوصل لعدد من مجرمى أحداث سيناء، مطالبا بالقضاء على منابع الفساد، مشددا على أن قطع الطرق جريمة.

    قال الدكتور محمد مرسى فى احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر، إن قراراته لم تكن موجهة أبدا لأشخاص أو إحراجا لمؤسسات أو لتقييد حرية من خلقهم الله أحرارا ولا بد ومن منطلق الإسلام والمروءة والرجولة من الوفاء لمن كانوا أوفياء.

    وأضاف، قصدت مصلحة هذه الأمة وهذا الشعب، بإرادته ومن إرادته أن دل هذه الأمة على طريق السلم والخير، وما تشاجرت وإنما توافقت واتحدت وتعاونوا على البر والتقوى، بإرادة الله وبإرادة هذا الشعب الذى هو كما فى الإسلام مصدر السلطة بإرادة هذا الشعب وليت عليكم، وكما قلت وأؤكد ولست بخيركم فأعينونى بقوة لكى نمضى لمستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وأحفادنا ونطلب العون من الله، وأقول لكم إن هناك تحديات كثيرة تواجه هذا الشعب وهذه الأمة ودعا إلى التيقظ لهذه التحديات.

    وأشار إلى أنه طال رقاب هذه الأمة وطال عدوانها وأخرجت من معادلة التاريخ، واليوم تعود الأمة بثورتها المباركة وبرغبة أبنائها وبرغبتكم وبتوفيق الله ومشيئته الجامعة المانعة، ستعود هذه الأمة لتنهض ولكنها تحتاج إلى وعى أبنائها وفهم رجالها ونساءها، وتحتاج لعمل أبنائها الجاد المستمر والعطاء والتضحية أكثر من ما تحتاج من مطالب.

    وقال مرسى، إنه ليس له حقوق ولكن عليه واجبات يؤديها، ويسأل الله أن يوفقه وأن يكون الشعب عونا له، وقال إنه مع كل الشكر والتقدير للجميع فى القوات المسلحة، إنه يريد لهم الخير كل الخير وأن يتفرغوا لمهمة مقدسة لنا وهى حماية الوطن بل حماية الأوطان بالقوة الفاعلة، وعلو الهمة ومهارة الأداء والقدرة على اتخاذ القرار، وأنه لم يقصد بقراراته أن يظلم أو يهمش أحدا، ولكن بكل الحب والتقدير نمضى معا لآفاق جديدة، لأجيال جديدة ودماء جديدة طال انتظارها وإرادات جديدة وهمة عالية ويرفع هذه الرايات شباب أبناء هذه الأمة، وقال إن فى مصر فى الشرطة رجال أقوياء يحبون وطنهم وأنا مسئول عنهم مثل باقى الشعب والقوات المسلحة.

    ووجه رسالة للدعاة أن يطمئنوا الناس بثقة فى الله وأن يبلغوا الناس الخير وكيف يطبق الإسلام، وكيف يتعامل المسلم مع غير المسلم ومع الجميع، وأن نكون حاملين رسالة سلام.

    وأكد أنه لن يعطى فرصة بالسماح بزعزعة الاستقرار مهما كانت التكاليف، وأننا أبدا لن نعجز حتى يستقر هذا الوطن، وقال إن ما يحدث فى سيناء وإن الحملة التى يقودها بنفسه هناك لا يمكن أن تكون ضد الآمنين أو المواطنين الشرفاء أهلنا، وإنما هى ضد من بغى وطغى واعتدى وقتل، واصفا إياهم بالخونة والمجرمين، وأنه لن تأخذنا فيهم رأفة أو شفقة، لافتا إلى أن هناك الوسائل للتخلص من هذه البقايا وهذه الجرائم، وقال إنه لا ينام الليل حتى تهدأ الأمور فى سيناء.

    وقال إنه اليوم استطاع رجال الشرطة والقوات المسلحة الوصول لبعض هذه العناصر، وهم يمسكون بتلابيب الموقف ويلاحقونهم، وقال إننا نستعد بكل ما نستطيع.

    وعن مرافق الدولة والخدمات وحق الناس أكد أنها كلها حقوق مشروعة، مشيرا إلى أنه لا يخفى على الجميع أن ما وقع من نزيف واستنزاف لخيرات هذا الوطن فى عشرات السنين الماضية، وقال نحن نوقف هذا النزيف ونقضى على الفساد وندفع عجلة الإنتاج، وقال إن المطالبة بالصبر ليس معناه التسويف.

    وحذر من التقصير فى الواجب من المقصرين العاملين فى جميع القطاعات، وقال: لدينا فى القطاع الخاص 17 مليون مصرى مع اهتمامنا بمن يعملون بهذا الوطن والقطاع العام وأصحاب الحرف وأصحاب الصناعات الصغيرة والخاصة، وقال إنه لا مجال لقطع الطريق، وأن قطع الطريق جريمة، مشيرا إلى أن من لديه مظلمة فإننى آسف لعدم الاستماع إليه، ولكن لا نستخدم أساليب الضرر للمواطنين، وقال إنه وجه الشرطة والجيش للتعامل بحزم مع قطع الطريق لأنه جريمة.

    وقال، على الشعب أن يعمل وأن يجد ويجتهد وأن يولى عن الجريمة إن وجدت بل يتدخل لمنعها، وإن بإرادته سوف تنهض هذه الأمة وتسير هذه المسيرة إلى بر الأمان.

    وأضاف أن هذه هى المرة الثانية التى نلتقى فيها فى رحاب الأزهر، وهذه هى الليلة المباركة فى شهر رمضان والذى مر سريعا، ونحن فى العشر الأواخر فيه، ولعلها تكون ليلة القدر.

    وأضاف مرسى، أن الله كرم هذه الأمة بالإسلام وخصها بشهر رمضان وكرم شهر رمضان بليلة القدر التى أنزل فيها القرآن الكريم، وأن هذه الليلة تكرمت بنزول كلام الله وكرم الشهر بليلة القدر، وليلة القدر كرمت بالقرآن الكريم، وكرمت هذه الأمة بهذا القرآن فنحن نحتفى بهذا الشهر والقرآن الكريم.

    وقال إنه من تمام حفظه حفظ الله سبحانه السنة النبوية المكرمة، وأضاف "يا أهل السنة والجماعة يا رجال الأزهر يا علماء الفقه والاعتدال يا من قدتم هذه الأمة لأكثر من ألف سنة من بين هذه المآذن بشيوخ كرام وبرجال أشداء أعليتم القيمة وأديتم الواجب وكنتم خير سلف لخير خلف".

    وأضاف، أن مصر وتاريخ مصر يشهدان بأن علماء الأزهر كانوا دائما منارة الهدى وما زالوا ويظل حالهم كذلك فى المستقبل وكانوا قادة للنهضة والتنوير وللعلم وللمقاومة أيضا.

    أشار إلى أنه عندما يشتد الحال على المسلمين يأتى الرجال من مصر مثل ما حدث مع التتار وكانوا من قاهرة المعز وذهبوا لمسافات طويلة ليحموا البلاد والعباد.

    وجاءت الهجمة الغربية والمسيحية كانت منهم بريئة وطوعت الشعار واستخدمت الدين، وهب المصريون وحرروا المسجد الأقصى بقيادة صلاح الدين، وها هى الأمة تنتفض لتقود بعدما ظلت جاثية وها هى مصر تنتفض وأيضا فى رمضان، فكان نصر العاشر من رمضان دليل نهضة، وعندما قامت ثورة الخامس والعشرين وكان المصريون على قلب رجل حققت بعضها أهدافها، وما زالت جاهدة تسعى لغايات حددها لها ربها، هذه الثورة البيضاء التى ظهرت فيها هذه العمائم وكانت فى قلبها وهذه هى مصر ونؤدى واجبنا، وندعو ربنا أن يوفقنا لما نسعى إليه لتحقيق أهداف ومطالب هذه الثورة.

    وقال إن مقاصد الشريعة لا يمكن أن تتعارض مع أهداف البشر ولكن تحققها وتسعى إليها رويدا رويدا، وقال إننا نأخذ بعض الوقت نخطط معا ثم نمضى، مضيفا "إذا عزمت فتوكل على الله".

    وأضاف مرسى "يا أبناء مصر وأيها العرب والمسلون، إن هذا الإسلام وتحت مظلته وفى رعاية ربنا ليس إلا رسالة فكان صاحب الدعوة لا يمكن أن يكون إلا مبلغا لدعوته إلا إذا أوجد صلاة وطمأنينة وصلاة مع من يلقى إليه هذه الدعوة، وإنه ما كان جهاد المسلمين الأوائل إلا بالحكمة والموعظة الحسنة، وما كان القتال إلا لإزاحة العوائق لكى يعرفوا ويعلموا الإسلام، ولم يجبر أحد قط على الدخول فى الإسلام.

    وقال إنه يسعى إلى الاستقرار والأمن والأمان وإلى النهضة والتنمية، ولكى ننتج لنأكل من عمل أيدينا ونتقن ما نفعل والإتقان فى السياسة، وفى كل المجالات.

    وأضاف نتحرك نحو غد أفضل لأن الله يرعى هذه الأمة بإرادة الله، ولا تقلقوا بصوت جاهل أو سلبى أو صوت بنية صالحة ولكن بفهم ضيق، وطالب بعدم الاستماع لما يؤدى إلى الفتن ولا نستمع إلا لمصلحة الوطن العليا.

    ومن جانبه قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تأتى الذكرى العطرة الطاهرة ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر ومصر العزيزة تستنهض أبناءها الشرفاء ليكونوا على مسئولية جادة وهم من يتحولون بها إلى التقدم والأمن والرخاء، مشيرا إلى أن مصر وطن غالٍ وعزيز على نفوسنا، ولها تاريخ ضارب فى جميع الأزمان، وأنها بلد عريق يستحق من كل العقلاء والحكماء أن يقدروا لهذا البلد قدره للنهوض بها نحو آفاق التقدم والرخاء والاستقرار.

    وأشار إلى أن الرسول كان له هدى وتوجيه فى حرمة الأوطان وأراضيها وضرورة اجتماع أهاليها على كلمة وحدة، مشيرا إلى أن من درسوا سيرته يعلمون هذا الهدى النبوى، ويحفظون عنه "يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ فى النار"، موضحا أن مثل هذه الأحاديث قد عصمت أبناء الأمة من الانزلاق فى التردى فى الفشل والهلاك، والذى حذر منه القرآن الكريم، وأن المسلمين يعرفون النهى عن الوقوع فى الانقسام، حتى لا يكون الفشل والانتقام هو النتيجة.

    وطالب بأن يكون الاتفاق بالروية وبالميزان وأن تكون المصالح العليا للوطن وعصمة الأموال والأنفس والأعراض، وأن تكون الإطار الأوحد للجميع، مؤكدا أن مقاصد كلية شرعية يجب التقيد بها ليستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم.

    وأشار الطيب إلى أن التحديات ثقيلة وكثيرة، مشيرا إلى أن الجراح فى فلسطين ما تزال تنزف، والحرم، وبورما وأفغانستان وسوريا والصومال يعانون من المظالم البادية والقوة الطاغية التى يتجاهلها العالم، وهى تفرض على المسلمين أن يتداعوا لها، خاصة من لا يعرفون إخوانهم فى الدين وحقوقهم، وقال "وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، ولن يضيع حق وراءه مطالب.

    ولا ننسى فى هذه الذكرى أن نترحم على شهدائنا الأبرار الذين قضوا نحبهم وهم يختمون صيامهم ونتقدم لأسرهم وذويهم بخالص التعازى، وللمصابين بالشفاء التام ونشد على أيدى أبطالنا الشجعان من القوات المسلحة.

    وقال وزير الأوقاف الدكتور طلعت عفيفى، فى افتتاح الاحتفال، إن هذا الاحتفال بالمسابقة فى دورتها العشرين بالتنسيق مع الأزهر برعاية رئيس الجمهورية، وأضاف أن الله منَّ علينا بهذا القرآن الكريم، وأنه أخرجنا الله به من الظلمات وهدانا به من الضلالات، مشيرا إلى أن القرآن له صلاحية لتحقيق الغايات لأنها صلاحية دائمة مهما تباعدت الأجيال، يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم"، داعيا الجميع إلى أن يستمسك بالقرآن الكريم.

    وأشار عفيفى إلى أن المسابقة التى تنظمها مصر فازت هذه بأفضل مسابقة عالمية للقرآن الكريم هذا العام، وقدم درع خاص لها فى المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن المسابقة تتفرع إلى أفرع خمسة.

    وشارك فى هذه المسابقة 59 دولة ومن المتسابقين 97 متسابقا، ودارت فعاليات هذه المسابقة على 9 من حكام من الدول العربية والأفريقية.

    وكان المئات من شباب الإخوان قد نظموا مظاهرة تأييدا لمرسى فى قراره بإحالة المشير طنطاوى للتقاعد هو والفريق سامى عنان، وهو ما اعتبروه خطوة نحو حماية مصر، وقد قابل مرسى هذا التأييد بتحيتهم.

    بدأ حفل ختام المسابقة العالمية للقرآن الكريم باستقبال رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى بالهتاف والمدح والعبارات الإخوانية "الله أكبر ولله الحمد"، وأحد الأئمة يلقى شعرا لتأييده، وذلك فى حضور شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، ووزير الأوقاف الدكتور طلعت عفيفى.

    © 2009----------------------


    على طريقة محمد علي باشا .. مرسي يتخلص من عسكر مبارك
    August 13, 2012
    أخاف أن أغضب إخوتنا في شمال الوادي إذا زعمت أن مصر يسهل حكمها بواسطة الغرباء ، لم يكن محمد علي باشا مصرياً منذ النشأة ، ومصادر التاريخ تقول أنه لم يكن يتقن العربية ، كان محمد علي باشا داهية سياسة فأستغل حنق السكان المصريين على المماليك بسبب الظلم والجور وتمكن من تأسيس الدولة المصرية بالشكل الحالي ، غرر محمد علي باشا بخصومه المماليك وأستدرجهم ليقضي عليهم فيما عُرف بمذبحة القلعة ، بعدها تمكن محمد علي باشا من حكم مصر وبسط سلطته ، بل أنه سير الجيوش نحو السودان والجزيرة العربية .
    في سيناء إجتمع كل من الرئيس المصري ووزير دفاعه ورئيس أركانه في مائدة اللإفطار الرمضانية ، لم تكن تعابير وجه الفريق طنطاوي تدل أن هناك chemistry بينه وبين الرئيس مرسي ، تحس أنه مرغم على الجلوس في هذا الموقع ، وكذلك تعابير وجه الفريق سامي عنان ، لم يكن الرئيس مرسي يملك خيارات عديدة ، فهو لو رضى بسلطة المجلس العسكري سوف يحترق في خاتمة المطاف ، كان الرئيس مرسي أشبه بطارق بن زياد عندما غزا الأندلس ، وقد كان لا بد من حرق المراكب ، وعلى طريقة محمد علي باشا تمكن الرئيس مرسي من الإطاحة بالرجلين ليضع بذلك بصماته على المؤسسة العسكرية التي توهم الكثيرون أنها بعيدة عن أيدي الإخوان ، عزل وزير المخابرات الفريق موافي كان بمثابة جس النبض المبكر ، فأعتقد عسكر مبارك أن صياد الإخوان سوف يكتفي بفريسة واحدة ، لذلك أرتهنوا إلى هذا التفكير ولم يدركوا أن أول الغيث قطرة ، شهوة الإخوان نحو بسط السلطة والنفوذ لا تتقيد بعدد المقاعد ، فمشروعهم الحضاري يختار المدرس ومدير الجامعة وإمام الجامع والحانوتي وغيرهم ، هؤلاء يجب أن يكونوا جميعاً من الإخوان ، أما من خالفهم في الرأي فهو من الزنادقة والمرجفين في المدينة ، لا يهتم الإخوان كثيراً بمستقبل الدولة أو المجتمع المدني ، وتجربتهم في السودان كانت أشبه بأول إكتشاف حالة مرض ايدز في العالم ، وهم في غزة أسسوا دولة تعتمد على إقتصاد الأنفاق والتهريب ، حكموا مجتمعاً محاصراً وتوهموا أنهم حرروا الأرض المحتلة ، وفي سبيل الإحتفاظ بالسلطة اقاموا هدنة غير معلنة مع إسرائيل وتوقفوا عن إستهدافها بواسطة الصواريخ .
    أزمة معبر رفح الأخيرة بدأت بقرارات سياسية للرئيس مصري عندما قرر فتح المعابر مع غزة وإطلاق سراح أعضاء تنظيم الجهاد ، لكن الرئيس مرسي استطاع النجاة من تحمل المسؤولية ، وعن طريق وسائل الإعلام التي اصبح يمتلكها الإخوان نجح في تصوير العملية بأنها تقصير من الأجهزة الأمنية ، القرارات الأخيرة أفضت إلى تمكن الرئيس مرسي من بسط سلطته التشريعية والتنفيذية في آن واحد ، هذه هي سياسة القلعة والمماليك …لكن السؤال الأهم كيف يستخدم الرئيس مرسي هذه الصلاحيات مجتمعة ؟؟؟
    سارة عيسي


                  

08-13-2012, 11:25 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    422340_10151138681168385_1177851846_n1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

08-14-2012, 05:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    إحالة مذيع توفيق عكاشة .. ورئيس تحرير للجنايات بتهم التحريض على قتل مرسي واهانته

    2012-08-13


    القاهرة ـ (رويترز) -

    أحال النائب العام المصري الاثنين مذيعا تلفزيونيا إلى محكمة جنايات القاهرة بتهمة التحريض على قتل الرئيس محمد مرسي كما احال رئيس تحرير صحيفة مستقلة للمحاكمة بتهمة اهانة الرئيس.
    وقال النائب العام في بيان إن النيابة تتهم أيضا توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين التلفزيونية والمذيع بها بترديد "عبارات عيب في شخص رئيس الجمهورية."

    ومضى البيان قائلا إن رئيس تحرير صحيفة الدستور اليومية إسلام عفيفي أحيل إلى المحاكمة مع عكاشة متهما بنشر "إشاعات كاذبة تحض على إهانة رئيس الجمهورية وتكدير الأمن والسلم العام وزعزعة الاستقرار وإثارة الفزع بين المواطنين."

    وأضاف البيان ان النيابة جمعت "أدلة فنية وقولية ومادية (تساند الاتهامات)."

    وزعم عكاشة أن أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي هددوا بقتله.

    وقال عكاشة في لقطات من برنامجه مصر اليوم الذي يقدمه على قناة الفراعين متداولة على الإنترنت موجها كلامه إلى مرسي "هتيجي تكلمني عن القتل واللى حللنا دمه واللي حرمنا دمه طب أنا حللت دمك انت كمان بقى."

    وأضاف "إذا كان انت متهيأ لك انك عندك عناصر قادرة على التنفيذ انت متعرفش انا عندي ايه. أنا بيطلع معايا (في مظاهرات مناوئة للإخوان) وحوش وأسود.. وحوش متوحشة وأسود مغيثة. وقد أعذر من أنذر وإذا ما اتلميتوش (وقفتم عند حد) أنا هاولعها نار."

    وقال عكاشة إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان يدير شؤون مصر قبل مرسي يمكن أيضا أن يقتله زاعما أن المجلس كان شريكا في خطة هدفها أن تسيطر جماعة الإخوان على مصر.

    وزعم عكاشة إن المجلس العسكري زور الانتخابات الرئاسية ليفوز مرسي على أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي اطاحت به انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي.

    وبعد مقتل 16 من أفراد قوات حرس الحدود في سيناء في هجوم مباغت من جانب من يبدو أنهم متشددون إسلاميون في الخامس من أغسطس آب قال عكاشة في برنامجه بحسب لقطات منه متداولة على الإنترنت إنه يدعو إلى جنازة شعبية للقتلى.

    وأضاف "وبأقول للدكتور مرسي ميحضرش لأنه لن يستطيع أمن أو جيش أو حرس جمهوري انه يحميك لأنها مظاهرة لتأبين الشهداء الحق.. الشهداء باسم الحق والوطن والواجب.

    "مش الشهداء اللي بتكسر الأقسام (الشرطية) ويحرقوا عربيات الشرطة وبيتهجموا على نقط المرور والأكمنة واللي بيتهجموا على مصلحة الضرائب ووزارة الداخلية والمدارس."

    وكان عكاشة يشير لاتهامات من جانب مؤيدين لمبارك بأن جماعة الإخوان المسلمين نشرت أعضاء فيها خلال الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق لمهاجمة أقسام شرطة ومحاكم ومقار للحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يحكم البلاد ومقار للمجالس الشعبية المحلية.

    وأغلقت قناة الفراعين قبل أيام بقرار من الهيئة الحكومية التي رخصت لها بالعمل.

    وكان عكاشة قال في برنامجه "أنا عايز اقول للشعب الإسرائيلي أيها الشعب الإسرائيلي الذي تريد أن تعيش آمنا مطمئنا: وجود مرسي رئيسا لمصر لن يجعلك تعيش آمنا مطمئنا."

    ويشتكي مرسي من أنه منذ فوزه بالمنصب في يونيو حزيران يتعرض لحملة انتقادات تشتمل على هجوم شخصي من صحف ومحطات تلفزيون مصرية مختلفة.

    وفي الأسبوع الماضي عين مجلس الشورى الذي تهيمن عليه جماعة الإخوان المسلمين رؤساء تحرير جددا لعدد من الصحف التي تملكها الدولة بينها الأهرام والأخبار والجمهورية.

    واعتادت الدستور التي يملكها رجل أعمال مسيحي نشر انتقاداتها لمرسي وجماعة الإخوان في عناوين عريضة على الصفحة الأولى بكاملها.

    ومن بين الاتهامات التي وجهتها الصحيفة لمرسي والإخوان أنهم يخدمون مصالح قطر والولايات المتحدة من خلال موقعهم الجديد كحكام لمصر.



    ---------------

    قلق شديد من سيطرة الإخوان على الجيش..
    تأييد وشماتة بالعسكريين..
    والجماعة تعتبرها ضربة معلم
    حسنين كروم
    2012-08-13



    القاهرة ـ 'القدس العربي'

    لم يكن للصحف المصرية الصادرة امس إلا التركيز على القرارات التي أصدرها الرئيس محمد مرسي بإقالة المشير طنطاوي والفريق سامي عنان وقادة البحرية والطيران والدفاع الجوي من مناصبهم وتعيين طنطاوي وعنان مستشارين له ومنحهما أوسمة، وتعيين قادة الأسلحة في مناصب مدنية وتعيين مدير المخابرات الحربية اللواء عبدالفتاح السيسي قائداً عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع، وترقيته لرتبة الفريق، وتعيين اللواء محمد سعيد العصار مساعدا له، وأعلن الرئيس إلغاء الإعلان الدستوري المكمل وأصبح بذلك يجمع بين السلطة التنفيذية والتشريع، كما قرر تعيين المستشار محمود مكي نائباً له، وهو شقيق وزير العدل المستشار أحمد مكي، والاثنان من قادة حركة استقلال القضاء، وصرح وزير العدل بأنه تتم دراسة إصدار الرئيس قرارا بإعادة مجلس الشعب ، كما نشرت 'الأهرام' في صفحتها الأولى، وهو ما يعني عملياً إذا حدث إلغاء حكم المحكمة الدستورية العليا.
    واستمرت المعارضة العنيفة من صحافيين وسياسيين لمصادرة جريدة 'الدستور' اليومية المستقلة وغلق قناة الفراعين لأنها تهاجم الرئيس وتحرض عليه والاعتداء على صحافيين واتهام الاخوان بإرهاب الاعلام.وكان كاريكاتير زميلنا انور الرسام الكبير والنابه في جريدة 'روزاليوسف' القومية عنوانه ـ هوايات يمارسها الكادر الاخواني في اوقات الفراغ والرسم لاخواني يطلق النار على تليفزيون وجريدة.
    والى بعض مما عندنا:

    المشير والفريق هما من دمرا مسار الثورة

    كان أبرز تعليق على ما حدث لزميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير 'التحرير' وقوله: 'لا شك عندي ذرة في وطنية وإخلاص المشير والفريق، لكن قدرات الثنائي كانت محدودة جدا على الصعيد السياسي، والمذهل انهما لم يتوقعا من فرط غياب الحنكة ان الرئيس سوف يرسل اليهما يبلغهما السلامة، البلهاء الذين يعتقدون ان المشير والفريق كانا يحميان الدولة المدنية من تغول وتمكن الإخوان يجب ان يعودوا الى رشدهم، فالمشير والفريق هما من دمرا مسار الثورة، وراح شهداء لها ضحية عنف وعصف العسكر، وعمل الثنائي جاهدين لاجهادها واجهاضها وإفشال كل خطوات تحقيق أهدافها، ولم ينجحا إلا في تسليم مصر بيضة مقشرة للإخوان المسلمين. أي دولة مدنية هذه التي يحميها مسنان فاشلان سياسياً بلا حول ولا قوة. والحقيقة أن يمنح الرئيس مرسي لطنطاوي قلادة النيل، فهذا كرم مبالغ فيه، ويبدو انه رد جميل أو عرفان بأنه لولا طريقة طنطاوي وبطؤه المباركي وقلة حيلته السياسية ما تولى مرسي، فالمشير سمح للأحزاب الدينية بالتأسيس، وكان خائفاً مرتجفاً من قوة الإخوان وتنظيمهم، ونحن أخيراً أمام مشكلة عميقة وهي اننا لدينا رئيس سلطة تنفيذية يملك السلطة التشريعية، أي ان الرئيس يمكنه الآن أن يحيي ويميت قانونياً، وهو انفراد وتغول بالسلطة يجب ان نواجهه بقوة لنقوم هذا الانفراد والاحتكار، أو نبحث عن حل لإخراجنا من مأزق الرئيس مالك كل شيء'.

    الاخوان بدأوا تنفيذ مخططهم

    وعن ردود الأفعال، فهناك صدمة لدى قطاع من الناس وعدم تصديق، وغضب من قطاع يعتبر أن الإخوان بدأوا تنفيذ مخططهم.. وهو السيطرة على الجيش، خاصة ان القرارات تأتي بعد التغييرات في الصحف القومية والاعتداء على إعلاميين وتخويف الآخرين، وقطاع معارض للإخوان لكنه أبدى شماتة في المجلس العسكري والعسكريين، لأن الازدواجية في السلطة التي تعطي الرئيس والإخوان فرصة للتهرب من الفشل المتوقع لهما في انجاز أي شيء، وبالتالي يمكن محاسبتهم، وأما الإخوان فقد هللوا واعتبروها ،كما وصفوها، ضربة معلم، بينما اكد مصدر عسكري، بأن هذه التغييرات تم الاتفاق عليها بين الرئيس والمشير والمجلس العسكري، ونفى وجود استياء داخل الجيش.

    اختيار ليلة القدر له مغزى

    والملاحظ هنا أن الرئيس اختار يوم الاحتفال بليلة القدر وإلقاء خطابه في احتفال الأزهر به وتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة القرآن لإصدار قراراته وإلقاء خطابه في المساء، ولا أعرف ان كان قد تم هذا التوقيت بعناية للربط بين ليلة القدر والقرارات، أم هي صدفة، كما لا أعلم ان كانت صدفة ان يتم الإعلان عند مجيء شهر رمضان بأن الرئيس سوف يعتكف في العشر الأواخر، مما أثار تكهنات حول من سيقوم بأعماله، أم أن الأمر كان يتم التخطيط له لمفاجأة المجلس العسكري، ثم حانت الفرصة بعد الهجوم الإرهابي، في سيناء وما حدث في جنازة الشهداء وعدم مشاركة الرئيس فيها، فجاءت الفرصة سانحة ومسهلة للاجراءات، لأنها أضعفت المجلس العسكري نتيجة الغضب من عدم الاستعداد للتحذير الذي أطلقته إسرائيل، وتصريحات مدير المخابرات العامة اللواء مراد موافي بأنه أبلغ من بيدهم الأمر، وما تبع ذلك من إقالته هو ومحافظ شمال سيناء'.
    على كل حال، الأسرار سوف تتكشف تباعاً ولن يستطيع أحد إخفاءها مدة طويلة، او دفنها للأبد، وعلى الأقل سوف تبدأ في التسرب تدريجياً. ويذكر القارىء اننا أكدنا اكثر من مرة خاصة بعد قرار الرئيس دعوة مجلس الشعب المنحل للانعقاد، انه سوف يضع المجلس العسكري بعد ذلك في اختيار بأن يصدر قرارات مفاجئة بإقالة مدير المخابرات وطنطاوي وقادة أسلحة حتى لا يستطيع المجلس العسكري الرد لأن أحداً في الداخل أو الخارج لن يتقبل فكرة الانقلاب العسكري.

    نصيحة للرئيس بالإقلال من تصريحاته

    والى المعارك التي لا تزال دائرة حول الرئيس وبسببه هجوماً عليه ودفاعا عنه، ونبدأ مع زميلنا وصديقنا مجدي أحمد حسين رئيس تحرير جريدة 'الشعب' ورئيس حزب العمل، حيث وجه نصيحة للرئيس بالإقلال من تصريحاته، بقوله له: 'اقترح على سيادتكم في هذه اللحظات الحرجة أن تقلل من ظهورك الإعلامي متحدثاً سواء في برنامج يومي بالإذاعة وأحاديث المساجد، فأنت هكذا تتحدث مرة أو مرتين في اليوم وهذا غير مناسب لأن الناس تريد الأفعال أكثر من الكلام، والكلام اليومي يعني وعوداً يومية، وهذه لا يمكن الملاحقة السريعة في تنفيذها، الأفضل ان تتباعد المسافة الزمنية بين كلمة وأخرى في هذه المرحلة لأن الناس معقدة من الكلام الجميل الذي لا ينفذ عبر عشرات السنين، أترك الأعمال تتحدث عن نشاطك واتجاهاتك ولا تتحدث أكثر من مرة في الأسبوع، ولكن الاقتراح الأكثر أهمية أن تجد وسيلة للتحلل من حكاية المائة يوم أو التخفيف منها لأنها لم تكن موفقة في خضم المعركة الانتخابية، برنامج المائة يوم يستهلك جهداً كبيراً منك ومن أنصارك ونتيجته محدودة ورمزية في حين المهم هو البداية في الإصلاح الاستراتيجي في كل المجالات وسيشعر الناس بذلك وسيقدرون جهودك'.

    وصف مرسي بالرئيس
    المؤمن كالسادات

    أما زميلنا وصديقنا بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي، فقد وصف يوم الأربعاء في مقاله بـ'المصري اليوم' ، كما كان أنصار السادات يسمونه، وقدم إليه عدة اقتراحات منها: 'ولماذا لا يصدر الرئيس المؤمن محمد مرسي قراراً بالسماح والعفو عن الدكتور أيمن الظواهري؟ ليكتمل للأسرة الإخوانية سرورها وسعادتها وحتى يثبت الرئيس أنه لا يعرف الخيار والفقوس وكل المجاهدين عنده سواسية كأسنان المشط، وقد أفرج بالأمس عن قيادات الجماعة الإسلامية في السجون والمعتقلات، ومنهم الرجل الذي لسانه ينقط سكر، وجدي غنيم، صاحب الألفاظ المهذبة التي يصف بها المعارضين بالصراصير والفئران، ويصف أقباط مصر بالأفاعي والثعابين، المهم أن قرار العفو متزن وعاقل وحكيم، ثم انه يأتي في توقيت فاصل، توقيت تحتاج فيه البلاد جهود أبنائها المساجين من أجل البناء على مية بيضا، ولا يتبقى سوى عمر عبدالرحمن ولا داعي لسيرته الآن، فنحن لا نقدر على أمريكا المفترية، أما أيمن الظواهري فعودته ضرورية للم شمل العائلة، وقد أفرج بالأمس عن الشقيق محمد الظواهري سيتيح لنا الاستفادة بخبرته العميقة في إقامة دولة الخلافة التي عاصمتها القدس، كما أخبرنا وبشرنا صفوت حجازي، وليس سراً أن أيمن الظواهري ابن شرعي للإخوان، أكل عيشهم وشرب ماءهم، صحيح أنه اختلف معهم في فترة، لكن مصارين البطن تتخانق، والخلاف لا يفسد للعفو قضية! وإذا كان بعض المعارضين من فصيلة الفئران والصراصير يعيبون على الرئيس المؤمن قلة خبراته السياسية، وما له، لا مانع أبداً أن يتعلم فينا، وخد عندك عندما وقعت أحداث دهشور، توجه الدكتور مرسي إلى قنا البعيدة عن الأحداث طبقاً لجدول زمني كان قد التزم به، وكان يستطيع طبعاً تأجيل الزيارة، وهو ما لم يحدث، ولكن لا بأس، كان الدكتور مرسي يستطيع ببعض الحكمة السياسية أن يزور كنيسة قنا الرئيسية، ويجتمع بالأساقفة لإبداء التعاطف والمشاعر الطيبة تجاه أقباط مصر، في رسالة ذات مغزى ومعنى، يضرب بها عدة عصافير بحجر واحد، والرئيس اول من يعلم أن أقباط دهشور تعرضوا للعنف والتهجير القصوى، وعلى أقل تقدير كان يستطيع زيارة نقابة المكوجية الأقباط ليشد من أزرهم في المحنة، خصوصاً أن الزبون المسلم هو الغلطان، لأنه أعطى قميصه لمكوجي مسيحي، والواجب أن يعطيه لمكوجي يكون على الطريقة الإسلامية!'.

    الرئيس اتخذ قرارات تتماشى
    مع طموحات الثورة

    أما زميلنا أحمد شاهين رئيس التحرير الجديد لمجلة 'أكتوبر' القومية، فأشاد بالرئيس قائلاً: 'جاءت قراراته الأخيرة بإقالة عدد من المسؤولين لأسباب مختلفة لتحرك المياه الراكدة، وتعيد حسابات الذين اتهموا الرئيس بالبطء وعدم اتخاذ قرارات جريئة تتناسب مع طموحات الثورة وآمال الشعب، والحقيقة أن الرئيس عند انتخابه لم تكن لديه أدوات تنفيذية كاملة تساعده على تحقيق طموحاته وبرنامج المائة يوم على أقل تقدير، وعندما أصدر الرئيس قراراته الأخيرة بإعفاء بعض المسؤولين من مناصبهم وتعيين بدائل لهم، فإنه يمارس حقه الدستوري الأصيل.
    وفي ذات الوقت فهو يوجه رسالة سياسية لمن يتهمونه بالبطء في الحركة، بأنه قادر على أداء هذا الدور وأنه يختار التوقيت المناسب والاسلوب القانوني الأمثل لتنفيذ سياساته وبرامجه، وقرارات الرئيس الأخيرة تؤكد على مبدأ الثواب والعقاب، فلا مجال للتقصير في حق مصر، وفي صيانة أمنها وحدودها، وعندما يحظى الرئيس بسلطاته وصلاحياته الدستورية كاملة فسوف يبدأ حكمه الفعلي على أرض الواقع، وسوف يشعر به المواطن البسيط المطحون في كل مكان'.

    الرئيس يقوم بمجهود خرافي
    وأتعب حراسه وكبار المسؤولين

    ولو توجهنا إلى 'الحرية والعدالة' يوم الأحد سنجد زميلنا محمد جمال عرفة يقول: 'الرئيس يقوم بمجهود خرافي وأتعب حراسه وكبار المسؤولين معه لكثرة تحركاته، ما دفع نشطاء لرصد هذا المجهود الطيب منهم الناشط السياسي عبدالرحمن عز الذي وجه رسالة الى الرئيس مرسي على تويتر يقول فيها 'يا دكتور مرسي حرام عليك، الناس هيجيلها شد عضلي تصلي الفجر جماعة معانا في المسجد وتصلي الجمعة في مسجد الحصري في 6 أكتوبر وتطلع على سيناء وتفطر في الشارع في طبق فلين مع الناس وجنود حرس الحدود في نفس الكمين اللي انضرب وتروح على العشاء تصلي معانا التراويح وتروح تعمل اجتمع الساعة 12 مساء مع المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع والمجلس الأعلى للقوات المسلحة وتروح تتسحر وتصلي الفجر، علي النعمة حرام عليك الناس 'يقصد باقي المسؤولين' لسه شباب عندهم يدوب من ستين لثمانين سنة ما ترحمنا شوية والله العظيم عقدتني، بحبك في الله يا ريس'.
    ما ذكره هذا الناشط السياسي هو يوم واحد في حياة الرئيس، وقد رصدت له يوماً آخر التقى فيه مسؤولي الشرطة ثم رؤساء الأحياء ثم القضاة ورجال الكنيسة ثم مسؤولين من دول أجنبية وشباب الثورة وصحافيين والمشير طنطاوي، وللأسف تليفزيون وصحافة الفلول لم يهتموا برصد هذه الأنشطة وتذكرت ان مبارك عندما كان يعقد لقاء واحدا في اليوم كانت وسائل الإعلام تجند له!'.

    تبعات قرار الرئيس باحتواء العسكر

    وفي نفس العدد، قال محمد كمال عن الرئيس: 'اتخذ قرارات شافية لها محاور أربعة أساسية: 1- تحييد الصهاينة وعدم فتح ملف 'كامب ديفيد' الذي لم تستعد 'مصر' له بعد، وأعلن وفاء 'مصر' بالتزاماتها الدولية، رغم الضغوط النخبوية بمراجعة الاتفاقية.
    2- حماية قرار الإفراج عن المعتقلين وإخراجهم من قائمة الاتهام والجريمة بشكل حاسم.
    3- التعامل مع الحدث بجدية ساحباً وراءه كل الأجهزة السيادية بما فيها 'المجلس العسكري' لتكون الرسالة أن هذه 'قضية شعب كامل' وليست 'جريمة قتل' أو 'اعتداء غادر' وليدرك الجميع أن 'الرئيس' يعلم متى يتحرك وما هي واجباته وأن تحرك الرئيس يعني 'قرارات حاسمة' وموجعة للجميع وأولهم العسكر.
    4- للمرة الأولى لم يلجأ 'رئيس مصر' لتهدئة الجماهير أو منافقتها بل كانت قراراته مزيجاً من معالجة الموقف وتنفيذا لبعض مطالب الثورة وشفاء لصدور الجماهير وثأراً للشهداء، لأن عزل المحافظين هو محاسبة صحيحة للمقصرين في المحنة، لكن عزل اللواء حمدي بدين هو قرار لتقصيره واستجابة لرغبة الثوار باعتباره متهماً رئيسياً منذ أحداث 'العباسية' الأولى ومحمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو، أما عزل رئيس المخابرات فهي رسالة للجميع أن الرئاسة مصرة على انتزاع وتأكيد صلاحيات منصبها، وأن كل المناصب أصبحت مهددة وبقاءها مرهون بقيامها بخدمة الشعب.
    نلاحظ أن كل هذا يحدث في 24 ساعة حتى أن بعض المراقبين قد تلعثمت أقلامهم وأدركوا أن حساباتهم كانت خاطئة لمشهد صراع 'الرئاسة ـ العسكري' باعتبارهما 'الأضعف ـ الأقوى' ووجدوا أن 'الرئاسة' تبني قواعد خرسانية تصعد عليها، بينما 'العسكري' يغوص في بحر الرمال المتحركة وأن ترويضه قد يأتي قريبا، خاصة بعد فقد ركيزتين كبيرتين وهما 'عمر سليمان' و'محسن عبدالرحمن'.

    الاحترام المتبادل بين المواطن
    ورجل الشرطة والجيش شرط لانجاح الثورة

    لكن زميلنا محمد الشبة رئيس التحرير التنفيذي لجريدة 'نهضة مصر' كان له رأي مختلف عبر عنه في نفس اليوم بالقول: 'من تصريحاته الرنانة المدوية مثل تلك التي أطلقها بعد صلاة الجمعة في جامع الحصري عندما تحدث عن ظهور الاحترام المتبادل بين المواطن ورجل الشرطة والجيش، الأمن لا يتحقق إلا بالعدل، ومن يتجاوز منهم أنا أؤدبه والقانون فوق الجميع ولن يظلم أحد في دولتي!، الرئيس مرسي سيؤدب أي مواطن أو ضابط شرطة أو جيش إذا تجاوز، والقانون فوقهم جميعاً، ولن يظلم أحد في دولته، ونسي الرئيس مرسي أن يقول لنا عن أي مواطن وضابط يتحدث، وعن أي قانون يعنيه، وهل هو القانون الذي اخترقه عندما أعاد البرلمان المنحل بحكم المحكمة الدستورية!، وما هي الدولة الخالية من الظلم التي يحكمها الرئيس مرسي والتي سيتولى بنفسه تعليم شعبها الأدب!؟'.

    'عبط' الرئيس مرسي لا حيلة لأحد فيه

    أما الهجوم الأعنف فجاء من زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير 'صوت الأمة'، عبدالحليم قنديل، بقوله: 'لم تكن مفاجأة أن ظهرت 'الدولة العميقة' في مصر على صورة 'الدولة العبيطة'، أما 'عبط' الرئيس مرسي فلا حيلة لأحد فيه فقد خلقه الله هكذا، ولا راد لإرادته سبحانه وتعالى، عبط الدولة العميقة بدأ في صورة فضيحة على الهواء، فضيحة دموية راح ضحيتها ستة عشر شهيداً مصريا بين ضابط وجندي حصدتهم مجموعة إرهابية برصاصها وقت الإفطار الرمضاني ودون أن يرد عليهم أحد بطلقة، ولا أن ينتبه لموتهم مسؤول فلم يعلم قادة الجيش بما جرى لزملائهم ولم يصلوا إليهم لنجدتهم، ولا حتى لنقل الجرحى الى اقرب مستشفى إلا بعد الحادث بساعة ونصف الساعة وبعد أن كان الأهالي قد نقلوا جثث الشهداء الى المستشفى، بدت الحقيقة حية في شريط فيديو نادر، بدا فيه الرئيس كجنرال مبتدىء يجرب حظه في خطبة مدرسية ويطالب بالثأر الفوري من القتلة بينما بدت ردود أفعال المشير وصحبه لا مبالية ساخرة من مبالغات مرسي التمثيلية وعلى طريقة 'إن شاء الله' المصرية التهكمية حمالة الأوجه '!'، وفي جنازة الشهداء بالقاهرة بدأ المشهد حمالا لفضائح أخرى، فقد غاب الرئيس في ذات اللحظة التي غاب فيها مرشده الإخواني محمد بديع، بدا الجميع كفئران مذعورة هاربة من سيل الاحذية ولم تكن الفضيحة فقط للرئيس ولحزبه الإخواني، بل لأجهزة الدولة العميقة ـ العبيطة التي حذرت الرئيس من الأحذية وبأن حذاء شاردا قد يعصف بحياته وبأنها عاجزة عن الصمود ضد رماة الأحذية، أي أن قوات الجيش والشرطة العسكرية والمدنية لا تستطيع حماية شخص من ضربة حذاء محتملة، بينما كانت القوات ذاتها تحمي المشير وصحبه في الجنازة، ولم يخل الأمر ـ طبعاً ـ من رغبة أجهزة الدولة العبيطة في إحراج رئيس لا ترغب به أو قل أنها لا تعترف بوجوده من الأصل لكن هؤلاء تصرفوا على طريقة الدبة التي قتلت صاحبها، أرادت أن تدفع عن وجهه ذبابة فحطمت فكه ودمرت معنى 'المهابة' الجوهري في الجنازة العسكرية للشهداء وأظهرت الدولة المصرية كقبيلة بدائية يختصم أفرادها على غنيمة، ولا تعرف حرمة لموت، ولا انتظاماً لمراسم، وهو الخبل الذي حاولت 'الدولة العبيطة' و'الرئيس الأعبط' تداركه بعدها بساعات'.
    وبعد نزول عدد 'صوت الأمة' للأسواق بساعات، فوجىء قنديل بأن كل توقعاته لم تكن في محلها، فالرئيس لم يكتف بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، وإنما أطاح بعدد كبير من أعضاء المجلس العسكري وعلى رأسهم المشير طنطاوي والفريق سامي عنان رئيس الأركان، والآن هل سيغير قنديل رأيه في الرئيس مرسي؟

    الإخوان يهددون ويعتدون على الإعلاميين

    وإلى استمرار حالة القلق من التغييرات التي حدثت في المؤسسات الصحافية القومية، والتجمع الذي نظمه الإخوان المسلمون أمام مدينة الانتاج الإعلامي، والاعتداء على زميلنا وصديقنا خالد صلاح رئيس تحرير 'اليوم السابع' ومقدم البرامج في قناة النهار، وكذلك التهديدات التي وردت على ألسنة بعض القيادات الإخوانية من ضرب الإعلاميين بالجزمة، والتقدم بالبلاغات ضدهم، والصمت عن آخرين، قال عن أحدهم يوم السبت في 'الشروق' زميلنا وائل قنديل أحد مديري تحريرها: 'يكفي نموذجاً ذلك الاعتذار الذي تقدم به نجم النجوم المعجب بتألقه على قناة الناس خالد عبدالله الى الزبالة لأنه أخطأ في حق الزبالة حين شبه الإعلاميين بها، معتبراً أنه يشتم الزبالة حين يقول عن إعلاميين بالأسماء أنهم زبالة، واللطيف أن هذا المذيع يردد طوال الوقت مثلاً دائماً هو 'من أمن العقوبة أساء الأدب'، يفعل كل ذلك محتمياً بما يراه سلطة دينية مدعاة حيث يغلف شتائمه واتهاماته وإساءاته للناس ببعض من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على الرغم من أن الدين الإسلامي الحنيف يشدد على أن المسلم ليس لعاناً شتاماً سباباً، كما أنه طوال الوقت كان يبدو في هيئة المدافع عن الأمن واحترام المؤسسة الأمنية العسكرية والشرطية، وبالتالي لا يحاسبه أحد إذا ما اتهم الناس بالكفر والانحلال وجردهم من وطنيتهم، وحديثا أضيف لقائمة الحصانات التي يتمتع بها وصول الرئيس محمد مرسي الى الحكم قادماً من جماعة الإخوان المسلمين، ان أبسط قواعد العدالة 'بمناسبة أن الغلبة والأغلبية الآن لجماعة الحرية والعدالة' أن تطبق القواعد والقوانين على الجميع وفيما يخص الأداء الإعلامي، ينبغي أن تكون هناك مسطرة قياس واحدة ونظام محاسبي موحد يخضع له الجميع، وعليه فلا يصح أن تحارب العكشنة في مكان وتحميها في مكان آخر، وأحسب أن الرئيس مرسي لا يرضى بأن يكون القانون صاحياً إذا ما تعرض أحد لشخصه ثم ينام القانون لو كان الأمر يتعلق بعباد الله العاديين'. والداعية خالد عبدالله يقدم برامج في قناة الناس الدينية.

    الإخوان وقطع رأس من يشذ عن القطيع اعلاميا

    وفي نفس اليوم قال زميلنا في 'اليوم السابع' وائل السمري: 'لا تحسب أن حادث الاعتداء على الزميل والصديق خالد صلاح حادثاً عرضياً أو فردياً ارتكبته مجموعة من المتهورين أو المجانين فما هو إلا حلقة واحدة من خطة مدروسة بعناية ضمن مخططات الإخوان المسلمين لقطع رأس من يشذ عن القطيع أو من لا يستجيب لرغباتهم وتطلعاتهم مجندا نفسه خادما لرغباتهم، ومبررا لأخطائهم، وإذا كانت بداية الانتقام تجسدت في الاعتداء الوحشي على الزميل خالد صلاح فما أنت ببعيد، بعدما قضي الإخوان على اللواء مراد موافي الذي فضح مرسي وإهماله الذي تسبب في مقتل إخواننا على الحدود وقال: انه سلمه ما لديه من معلومات ولكنه لم يفعل شيئاً، وبعدما أطاح مرسي برؤساء تحرير الصحف الحكومية وأتي بالتابعين وإخوان وفلول ممن ضمنوا ولاءهم لأي سيد، وبعد أن اخترق الإخوان الجيش من رأسه لم يبق إلا أصحاب الرأي يرهبون ويعتدوا عليهم، ويكسروا سياراتهم ضاربين لاعنين شاتمين معتدين 'عشان تبقى تشتم مرسي كويس' هذا هو النموذج الذي قدمه الإخوان في ليلة من أسود ليالي مصر، ففي الوقت الذي كانت فيه ميليشيات الإخوان تعتدي علا الزميل خالد صلاح كان القيادي الإخواني سعد الحسيني صاحب الصورة الشهيرة مع الصهيوني هنري برنارد ليفي يقول في قناة الإخوان ان من يعترض على قرارات مرسي فلن يجد من 'شبابنا' إلا الجذمة وما عليك إلا انتظار نصيبك من 'جذم الإخوان'. أي اننا سندخل مرحلة يصبح المثل فيها، الجذمة قسمة ونصيب.

    هل أدركت الآن كيف يحب الإخوان الثورة؟

    وقام زميلنا محمد الدسوقي رشدي سكرتير عام تحرير الجريدة بتذكيرنا بما كتبه زميلنا رئيس تحرير 'الأهرام' الجديد عبدالناصر سلامة، أثناء الثورة وهو: 'وفي الوقت الذي شاهدنا فيه أجانب في الميدان يحملون لافتات تطالب بسقوط النظام رأينا ايضا سيارات تحمل لوحات دبلوماسية تمد المعتصمين بالوجبات الساخنة بينما اللجان الشعبية في الشوارع تعتقل في أكثر من واقعة أفرادا من جنسيات مختلفة في سيارات مدججة بالسلاح والمال'.
    وعلق الدسوقي قائلا: 'الكلام السابق جزء من مقال قديم لعبدالناصر سلامة الذي اختاره الإخوان لرئاسة تحرير 'الأهرام'، هل أدركت الآن كيف يحب الإخوان الثورة؟'.

    عن التغييرات الصحافية الالزامية

    وبمناسبة 'الأهرام'، فقد كتب زميلنا بالأهرام نبيل عمر مقالا يوم الأحد في 'التحرير'، عن التغييرات الصحفية بقوله عن رئيس اللجنة التي اختارت رؤساء التحرير 'يعجبني في المهندس فتحي شهاب جرأته الهائلة على دس أنفه في ما لا يفهم والافتاء في مهنة لا يعرف أسرارها فالرجل بمجرد أن قرأ بضعة ملفات عبر عدد من الصحافيين اكتشف أنه أمام مواهب وكفاءات وقدرات مهنية فائقة فهل كونه رئيس لجنة الإعلام والثقافة والسياحة في مجلس الشورى يكفي أو يمنحه كل هذه الجرأة؟! قطعا نحن نكن كل تقدير واحترام للزملاء الذين وقع عليهم الاختيار، وبعضهم فعلا كفء وقدير، ولا خلاف معهم على الإطلاق على الرغم من أن الجماعة تحاول تصوير الأمر على هذه الهيئة المريبة التي تفتت وحدة الصحفيين بقيادة السيد النقيب، وهو دور يحسب للأستاذ ممدوح الولي ولم يقدر عليه نقيب سابق في أي عصر مضى مهما بلغ فساده!، أما الاختلاف على قيم عامة وحرية صحافة ومستقبل وطن، والمقاومة هدفها وقف الزحف الإخواني المقدس على الدولة المصرية، وهو زحف لا يقل خطورة عن زحف الجراد الجائع النهم على غيطان الأرض الخضراء! وطبعاًَ حكاية الكفاءة والموهبة والقدرات المهنية الفائقة مردود عليها وبالأدلة، فأنا أعرف رئيس تحرير مختارا لا يجيد كتابة أربعة أسطر على بعضها وهذه معرفة شخصية مهنية مباشرة لا وسيط فيها ولا عداوة واستطيع أن أثبت ذلك على الملأ وأتحدى، وموهبته الوحيدة أنه من الإخوان أو كما يقول كعادة بعضهم 'أنا محسوب عليهم ولست منهم'.

    الكوميديا السوداء التي يقدمها توفيق عكاشة

    وفي نفس العدد، كان رأي زميلنا وصديقنا ووكيل أول نقابة الصحافيين جمال فهمي في غلق قناة الفراعين هو: 'أظن العبد لله كاتب هذه السطور ضمن عدد قليل جدا من سكان هذا الوطن الذين لم يستمتعوا ولا مرة واحدة في حياتهم بالفرجة على عروض المسخرة والكوميديا السوداء التي يقال ان السيد توفيق عكاشة يقدمها ويبثها يوميا وبانتظام ممل من شاشة قناة فضائية يملكها جنابه ويسميها 'الفراعين'، ومع ذلك فمنذ استقبلت بقلق وجزع شديدين نبأ إقدام الست الحكومة الإخوانية الفلولية المشتركة بنين وبنات ممثلة في وزارة الأخ وزير الاستثمار 'لا أعرف أسماء' على إصدار قرار إداري بوقف قناة الأخ عكاشة لمدة شهر واعتبرت هذا القرار نذير شؤم وبروفة لممارسة ديكتاتورية ممجوجة، وخطوة جد 'فضلا عن خيابتها لأن الدنيا تغيرت وتقنيات الاتصال الحديثة تسمح بالهروب السهل من حصار الإغلاق والمصادرة' ليس فقط لأن شعار الحرية الذي شق به ملايين المصريين حناجرهم في أثناء الثورة يأبى هذا الصنف من الممارسات المجلوبة من مزبلة تاريخ القمع وانما لأنه يكشف 'مع غيره من العربدات المتلاحقة' أبشع نيات الجماعة الظالمة المظلمة العقل التي تحاول الآن السطو على البلد وتتوهم ان باستطاعتها خطفه وتأميمه لحسابها'.

    الصحافيون سيفاجئون الجميع بجرأتهم

    وآخر زبون في هذه القضية اليوم ستكون زميلتنا الجميلة بـ'الوفد' والتي يزيدها حجابها جمالا، نيفين مسعد وقولها يوم الأحد: 'من يعتقد أن تكميم الأفواه ووضع من ينتمون لهم على رأس المنظومات الصحافية، والتهديدات باتقاء شر من له الأمر، سيرهب أصحاب الأقلام الحرة الشريفة أو يقلل من عزمهم، بل ستصبح كل هذه القيود والتهديدات حافزا لانتفاضة أبناء صاحبة الجلالة من جديد والدفاع عن حريتهم وكرامتهم وحقوقهم، التي لن يستطيع أحد أياً كان أن ينتقص منها ذرة واحدة، ولا تعتقدوا أن السير على سياسة البلطجة للحزب الوطني سيدفع الصحافيين للتراجع والاستسلام في حرب خاضت مثلها من قل وانتصرت، ولن يدفعها أي نظام مهما كان للخسارة، فلا إغلاق للقنوات، ولا الاستعانة بالبلطجية لضرب الصحفيين ولا حتى زرع جيش من الموالين لكم سيكمم فم صحافي واحد عن قوله رأيه أو كشف حقيقة الأقنعة الزائفة وراء ستار الديمقراطية!!


    -------------------

    مرسي يريد قوة مبارك بدون العسكر
    صحف عبرية
    2012-08-13




    ان الخطوات الحاسمة التي أعلنها الرئيس محمد مرسي أمس تُرى في مصر اكمالا ضروريا للثورة المدنية. فعزل الجيش عن السياسة وتعريف المجلس العسكري الأعلى من جديد بأنه جسم استشاري غير ذي قرار وصب مضمون حقيقي في منصب رئيس الدولة باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، كانت جزءا مركزيا من مطالب حركات الاحتجاج في السنة ونصف السنة الاخيرين.
    ان 'تبنيها للجيش' في بداية الطريق وتعريفه بأنه جزء من الثورة كان ضرورة ما كان يمكن التسليم لها زمنا طويلا ولا سيما بعد ان أرسل المجلس العسكري الأعلى اشارات متوالية الى انه ينوي الاستمرار في صوغ سياسة مصر.
    وقد خطط لفعل ذلك إما بفرض الطنطاوي على مرسي وزيرا للدفاع أو بالاستيلاء على صوغ الدستور.


    ان محاربة الارهاب في سيناء خاصة وفي هذا ما فيه من التناقض المنطقي هيأت لمرسي فرصة حياته ولمصر الانقلاب الذي تمنته منذ 1952 حينما تولى الضباط الأحرار السلطة. والمشكلة الرئيسة هي ان الدولة يرأسها رئيس من قبل الاخوان المسلمين تُفسر كل خطوة منه مضادة للجيش فورا بأنها نضال لتغليب الأجندة الاسلامية المتطرفة لا بأنها جهد لانشاء دولة مدنية يكون الجيش فيها خاضعا للحكومة، وهذا بصورة طبيعية هو الخوف أو التهديد على نحو أصح الذي تخشاه اسرائيل والولايات المتحدة خشية خاصة.
    كان افتراض العمل في الدولتين بعد انتخاب مرسي ان الحال في مصر ستكون كالحال في تركيا حيث بقي الجيش في تركيا حلقة اتصال بجهات استخبارية وعسكرية اجنبية وتراه اسرائيل قاعدة لاستمرار التعاون. وظنوا في الادارة الامريكية وفي اسرائيل انه ما بقي الطنطاوي يُدير شؤون الدولة فان اتفاق السلام محمي ولن يتضرر التعاون العسكري.


    لكن ليس من الفضول ان نذكر ان الطنطاوي هو الذي عارض مدة طويلة التدخل والمساعدة الامريكية على مواجهة الارهاب في سيناء، فقد رفض الموافقة على ربط المجسات المحكمة التي قدمتها الولايات المتحدة للتعرف على الأنفاق على طول الحدود مع غزة بقمر صناعي امريكي محتجا بأن هذا مس بسيادة مصر. ولم يسارع الى اجابة هاتف من اسرائيل حينما هاجم المتظاهرون سفارة اسرائيل، واستمر على تعريف اسرائيل بأنها عدو محتمل.
    ليس وزير الدفاع الجديد، عبد الفتاح السيسي، الذي كان الى أمس رئيس الاستخبارات العسكرية محبا لاسرائيل أو مواليا للامريكيين. ويُحاكم مدير قناة الفراعين لأنه وصف السيسي بأنه 'رجل الاخوان المسلمين في الجيش' وليس هو الوحيد الذي يعتقد ذلك. ان الاجراء الذي نفذه مرسي أمس لا يتعلق فقط بتبديل اشخاص بل بتغيير بنية حاكمة سيكون الرئيس والحكومة معها منذ الآن هما اللذان يديران سياسة الامن والسياسة الخارجية ايضا، ويبدو ان مرسي غير مستعد للتخلي عن القوة والسلطة اللتين كانتا لمبارك لكن من غير الحاشية العسكرية المثقلة.
    لن يكون الفرق ذا أهمية عند اسرائيل. ففي السنة ونصف السنة الاخيرين ايضا تم الحوار مع الجيش المصري مع تفهم العوامل القسرية للجيش في مواجهة القيادة المدنية للاخوان المسلمين. ولما كانت الحال انه لم يُطلب حسم في المستوى السياسي الى ان وقعت العملية في رفح كان يمكن الاستمرار في حوار حذر وسري، لكن منذ نشأت الحاجة الى اتخاذ قرار سياسي يتعلق بنقض اتفاق كامب ديفيد وادخال سلاح الجو الى سيناء كان مرسي خصوصا هو الذي اتخذ القرار الحاسم.


    تواجه الادارة الامريكية تحديا مشابها الآن وهي التي فقدت ايضا ما يُعرف بأنه الذراع العسكرية السياسية الموازنة للجيش. وكان الخوف الرئيس وما يزال من احتمال تجديد العلاقات الدبلوماسية بين مصر وايران وبناء حلف استراتيجي يضعف قوة الحلف العربي الامريكي لمواجهة الجمهورية الاسلامية الشيعية. لكن تبين هنا ايضا ان مرسي الذي لا يحب ايران بأنه هو الذي قوى سريعا مكانته ومكانة مصر. فعلاقة التعلق الاقتصادي بالسعودية وقاعدة التسلح الامريكي ومعرفة دور ايران في المذبحة في سوريا أبعدت مرسي عن محور طهران.

    تسفي برئيل
    هآرتس 13/8/2012

                  

08-15-2012, 06:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    الاخوان يسيطرون على مصر
    صحف عبرية
    2012-08-14


    التعيينات والتنحيات أول أمس في القيادة العليا للجيش المصري (بما في ذلك تعيين قائدين جديدين لسلاح الجو والبحرية) مرت حتى الان دون اعتراض خاص. بل ان الرئيس المصري حاول أمس تهدئة الخواطر وأعلن بان الذين تمت تنحيتهم، وزير الدفاع السابق طنطاوي ورئيس الاركان السابق عنان، سينضمان الى الفريق الرئاسي الذي سيعمل الى جانبه في ادارة شؤون الدولة.
    بهذه الخطوة سيخفف الاحتجاج الحاد الذي انطلق مع التنحية. فليلة أول أمس احتشد بضع عشرات من الاشخاص أمام وزارة الدفاع المصرية، للاحتجاج على تنحية طنطاوي وعنان. ولكن هذا الاحتجاج لا قيمة له مقارنة مع التأييد الذي حصل عليه مرسي لخطواته من الاخوان المسلمين، ولكن ايضا من قادة الجيش في الحاضر والماضي، بل ومن رجال حركة الاحتجاج الذين قادوا المظاهرات في كانون الثاني 2011.
    في نهاية المطاف، استعاد الرئيس المنتخب لذاته الصلاحيات التي أخذها منه المجلس العسكري برئاسة طنطاوية عشية الانتخاباتز واتخذ مرسي خطوة شجاعة عديمة الهوادة وفاجأ مرة اخرى معارضيه ومنافسيه على الهيمنة في الدولة.
    ومع ذلك، يجدر بالذكر أن مرسي هو سياسي من مصنع الاخوان المسلمين وخطوته لا تأتي فقط لتعزيز صلاحياته كرئيس بل وبالاساس كي ينحي جانبا خصوم الحركة، اولئك الاشخاص الذين منعوا الاخوان المسلمين من تصميم الدستور المصري من جديد كدستور أكثر اسلامية.
    عقب صراعات القوى في الاشهر الاخيرة ونشاط الاخوان المسلمين يمكن التقدير بانه في الاسابيع والاشهر القريبة القادمة سنشهد نشاطا مكثفا من قادة الحركة: تنحيات اخرى لمحرري الصحف العلانيين وتشريع آخر بروح الشريعة. هذا لن يتم بشكل فظ على نحو بارز، بل 'بشكل ناعم'، على عادة الاخوان المسلمين. فالرسالة تسري منذ الان، والصحف المكتوبة مليئة بالتمجيد والثناء لمرسي والانتقاد الذي أخذ في الاختفاء. كما أن الحزب المنافس للاخوان المسلمين في البرلمان المصري النور للحركة السلفية سيحاول ان يمرر المزيد فالمزيد من القوانين الاسلامية. وسيكون صعبا اكثر على الاخوان اعتراضهم.

    الاخوان المسلمون، الذين لم يشاركوا في الاحتجاج ضد حكم مبارك، يستخدمون الان المرة تلو الاخرى الثورة كمبرر لتعزيز قبضتهم في السلطة. يفعل ذلك مرسي ويفعل ذلك ايضا زميله عصام العريان، رئيس حزب الاخوان المسلمين في البرلمان، الذي كتب أول أمس في حسابه على التويتر بان خطوة مرسي هي 'الموجة الثانية من ثورة الشعب المصري'. وعلى حد قوله، فقد استخدم الرئيس صلاحياته لتحقيق مطالب الثورة. 'هذه قرارات شجاعة'، كتب يقول، فقد أحبطت محاولة انقلاب مضاد للمس بثورة الشعب المصري.
    هكذا يقترب الاخوان المسلمون، بسرعة مفاجئة (ربما بالهام من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان) للسيطرة الكاملة على مصر. فقد بدأ هذا بانضمامهم الى حملة الانتخابات للبرلمان، في ظل الوعد بعدم المشاركة في الانتخابات للرئاسة؛ واستمر في تجاهل الوعد وبعرض مرشح للرئاسة؛ وأكثر من كل هذا يجد الامر تعبيره في محاولتهم فرض دستور أكثر اسلامية، في ظل طمس النقد العلماني الذي اطلق في وسائل الاعلام (فقد علم أمس بان النيابة العامة في مصر تمنع اصحاب قناة الفراعنة التلفزيونية، توفيق عكاشة، ومحرر صحيفة الدستور اسلام عفيفي، من مغادرة الدولة. وتدعي النيابة العامة بانها ستتهمهما باهانة مرسي، وبالدعوة الى المس به ومحاولة تشجيعهما الانقلاب على النظام.

    هذه السياسة، التي تذكر بقدر كبير سلوك حماس في قطاع غزة بعد فوزها في الانتخابات في العام 2006، تثير على الاخوان المسلمين وعلى مرسي المزيد فالمزيد من الاعداء من الداخل. فالاضطراب في اوساط العلمانيين في مصر يتعاظم ومعه الدعوات للانطلاق الى ثورة اخرى، هذه المرة ضد الاخوان المسلمين. ووصف عضو برلمان من اليسار الوضع في أعقاب الصلاحيات التي اخذها مرسي بكلمات: 'لا معارضة. كل شيء في أيديهم (في ايدي الاخوان المسلمين) وهم سيفعلون كل ما يشاءون'.
    في 24 آب ستنعقد 'مليونية' ضد تحويل مصر الى 'دولة المرشد' اللقب الذي يحمله زعيم الاخوان المسلمين. ولكن يمكن الاعتماد على قادة الحركة في أن يعرفوا ما لم يعرفه مبارك ويفكك هذا الاحتجاج قبل ان يبدأ.

    آفي يسسخروف
    هآرتس 14/8/2012



    ---------------------





    إخواني يشبه قرارات مرسي بفتح الرسول لمكة..

    خلافات عنيفة حول تحركات الإخوان ضد الإعلام
    حسنين كروم
    2012-08-14


    القاهرة - 'القدس العربي'


    أبرز ما في الصحف المصرية أمس الثلاثاء كان تحقيقان في صحيفتين قوميتين، عن أسرار خاصة بإقالة الرئيس محمد مرسي لعدد من اعضاء المجلس العسكري، 'الجمهورية' قالت في تحقيق على صفحتها الرابعة لزميلنا صفوت عمران: 'أصوات داخل الجماعة طالبت بإقالة طنطاوي وعنان بالتنسيق المسبق مع قانونيين من الجماعة وكل من الفريق أول عبدالفتاح السيسي المعروف بميوله الإخوانية الى جانب الفريق صدقي صبحي ذي الميول الإسلامية، خاصة بعد مذبحة رفح وإحراج رئيس الجمهورية ومنعه من حضور جنازة شهداء رفح في الوقت الذي شارك فيه طنطاوي وعنان في الجنازة، وهو ما اعتبره الإخوان حجر عثرة في طريقهم للسيطرة على السلطة وجميع مفاصل الدولة. وأكد المصدر ان هناك مخاوف عديدة سيطرت على قيادات الجماعة بعد تصاعد الدعوة لمليونية 24 آب /أغسطس لإسقاط الرئيس والإخوان، مفضلين الإطاحة بالمجلس العسكري مستفيدين من استقطاب عدد من قياداته على طريقة اتغدى بيكم قبل ما تتعشوا بيا، وهو نفس ما فعلته حماس قبل خمس سنوات في قطاع غزة مع حركة فتح'.
    لكن الدكتور أحمد أبو بكر المستشار القانوني للجماعة نفى أن يكون الفريق السيسي عضوا في الجماعة.
    كما بدأت الصحف تهتم باستعدادات الحكومة واجهزة الدولة بعيد الفطر وانتهاء شهر رمضان وفك سجن الشياطين، وقد اخبرنا زميلنا الرسام محمد الصباغ بجريدة 'الاسبوع' بأنه اثناء سيره بأحد الشوارع شاهد شيطانا مسجونا والحزن ظاهر على وجهه وواحد من بني الانس يقول له مطمئنا ماتقلقش الجماعة برة قايمين بالواجب.. في اشارة الى جماعة الاخوان المسلمين.
    والى بعض مما عندنا:

    الرئاسة تفتح حوارا سريا
    مع بعض قادة القوات المسلحة

    ونبدأ بتحقيق 'الأخبار' الذي أعده زميلنا محمد البهنساوي وقد جاء فيه: 'الرئاسة وفي سرية تامة بدأت تفتح حوارا مع بعض قادة القوات المسلحة، بل وأعضاء بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة حول إمكانية إعادة ترتيب البيت القوي في العباسية، وكان الأهم في تلك المشاورات استطلاع النتائج المتوقعة لتلك القرارات وكانت كل المؤشرات تؤكد ان رجال القوات المسلحة يؤمنون انها ملك الشعب وليس لأفراد، وقد استعدت الرئاسة جيدا للحظة الصفر وإطلاق الشرارة الأولى، قامت بطلب حضور المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان إلى رئاسة الجمهورية بالاتحادية عصر - الأحد - لمناقشة بعض الأمور التي تتعلق بالقوات المسلحة وسير عمليات سيناء، وبالفعل حضر المشير والفريق، وفي تلك الاثناء كان مكتب الرئيس وصالون الانتظار الخاص به خاليا تماما من أي ضيوف، وحتى محرري رئاسة الجمهورية كان هناك حرص على عدم تواجدهم في الاتحادية هذا اليوم رغم أهمية القرارات التي ستصدر، وبالفعل حضر طنطاوي وعنان وكان اجتماعهما مع الرئيس في حوالى الثالثة والنصف عصرا وحتى قبل هذا الاجتماع لم يكن لدى طنطاوي وعنان إية فكرة حول السبب الفعلي للاجتماع أو القرارات التي سيتم إبلاغهما بها، وقد لا ينفي هذا توقعهما لمثل هذا القرار، واستمر الاجتماع الذي حضره بعض كبار معاوني الرئيس حوالى نصف ساعة أخطرهما الرئيس بقراراته وفي أثناء اجتماع الرئيس مع المشير والفريق كان متواجدا في مكتب مجاور الفريق أول عبدالفتاح السيسي الذي جهز نفسه لتولي وزارة الدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة وظل المشير طنطاوي والفريق عنان في غرفة الاجتماع مع الرئيس الذي غادرهما متوجها للفريق السيسي والذي كان يعلم مسبقا بقرار اختياره وزيرا للدفاع، وأدى الوزير الجديد اليمين الدستورية امام الرئيس وعقدا اجتماعا، وخلال هذا الاجتماع تم إعلان قرارات رئيس الجمهورية في كلمة مسجلة للمتحدث الرسمي لرئيس الجمهورية، وبعدها غادر الفريق أول السيسي متجها مباشرة الى وزارة الدفاع، وبعده بحوالى نصف ساعة غادر كل من المشير طنطاوي والفريق سامي عنان مقر رئاسة الجمهورية وسط ما يشبه موكب التشريفة بمشاركة سيارات من الشرطة العسكرية والحرس الجمهوري بخلاف قوة التأمين المصاحبة لهما، وتوجها مباشرة من مقر الرئاسة الى استراحة وزير الدفاع ورئيس الأركان، ولا ندري هل الانتظار والمغادرة الى منزليهما كان بتوجيهات أو تعليمات من رئاسة الجمهورية أم لا، لكن المؤكد انهما لم يغادرا مقر الرئاسة إلا بعد أداء وزير الدفاع الجديد اليمين'.

    خطورة اندلاع اضطرابات
    واسعة يوم الرابع والعشرين

    هذا ابرز ما جاء في 'الجمهورية' و'الأخبار'، وقد علمت مساء الاثنين بمعلومات تقترب من معلومات 'الأخبار'، مع اختلاف تفاصيل عديدة ، منها أن تقديرات اللواء عبدالفتاح السيسي، واللواء محمد العصار امام المجلس العسكري كانت تحذر من خطورة اندلاع اضطرابات واسعة يوم الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وأن الجيش سيجد نفسه مضطرا للتدخل، وهو أمر غير مطلوب الآن بعد ما جرى له من التدخل السابق، بالإضافة الى الأوضاع في سيناء، لكن وجهة نظر طنطاوي وعنان كانت لا ترى خطورة يمكن ان تحدث، وتم نقل هذا الخلاف إلى الرئيس بطريقة ما، واستدعى الاثنان السيسي والعصار واستمع لهما، ثم استدعى طنطاوي وعنان إلى غرفة أخرى واستمع لهما، ثم طلب من السيسي والعصار المجيء وعرض وجهة نظرهما أمام طنطاوي وعنان، ثم غادر الى غرفة اخرى مع السيسي، وحلف اليمين أمامه، ثم توجه مباشرة الى وزارة الدفاع، واتصل من هناك بالرئيس وأبلغهما بقراراته.

    علاقة زيارة وزير الدفاع الامريكي
    بما يحدث

    طبعا هناك مقدمات واتصالات وتفاصيل سوف تكشف الأيام عنها، كما ان لدى الأمريكيين جزءا من هذه التفاصيل، خاصة الاجتماعات التي عقدها وزير الدفاع بانيتا اثناء زيارته الأخيرة لمصر، وعلى العموم فقد أثارت القرارات ردود افعال متناقضة، ما بين معارض ومؤيد، لدرجة ان 'اليوم السابع' قالت في تحقيق لزميلتينا الجميلتين نور علي وعبير عبدالمجيد عن اجتماع مجلس الشورى: 'وصف نائب الإخوان محمد عبدالراضي بمجلس الشورى قرارات مرسي بأنها تشبه فتح الرسول لمكة في رمضان، فقام النبي بفتح مكة في رمضان ومرسي فتح مصر في رمضان بقراراته، مما دعا احمد فهمي رئيس المجلس لشطب كلمته من المضبطة'.

    لا وزير للدفاع لفترة طويلة

    أما زميلنا والأديب أسامة غريب، فقد هلل للقرارات بقوله في 'التحرير' أمس ايضا:
    'لم يكن من الحكمة ان تسير الأمور على هذا النحو لفترة أطول، وإلا تفسخت الدولة وتقوضت اركانها ثم انتهى بها الأمر الى التفكك وربما التحول الى دويلات كما حدث في العراق والسودان، وليست هناك دولة طبيعية في العالم يظل فرد واحد وزيرا لدفاعها لعشرات السنين، وقائد جيشها شيخ هرم يقترب من الثمانين، وهي السن التي يهن فيها العظم ويضعف السمع والبصر، وتقل القدرة على التذكر، وحسنا فعل الرئيس مرسي بقراراته المباغتة التي أراحت المصريين وطمأنتهم على إمكانية البدء في العمل دون عوائق أو منغصات، وأي منغصات أفضل من وجود سلطة تناوىء رئيس الجمهورية المنتخب وتسعى لإفشاله بشتى الطرق وتستفيد من تلوث المؤسسات الذي حدث في عهد المخلوع وتستخدم المؤسسات الملوثة في محاربة رئيس الدولة، لقد بلغ الأمر مبلغاً غير محتمل عندما اقدمت الاجهزة الأمنية تحت حماية مجلس طنطاوي وعنان على تعهد أحد الأراجوزات بالرعاية ثم اطلاقه على عباد الله الآمنين ليقوم بسب الناس جميعا، من أول الشهيد خالد سعيد ووالدته الى الدكتور محمد البرادعي، الى قضاة اللجنة العليا للانتخابات وصولاً إلى رئيس الجمهورية المنتخب، لقد كان الأراجوز يؤدي فقرته كل ليلة والناس مندهشون من ان يكون هذا الشخص هو أفضل من عثر عليه المجلس العسكري ليناصره إعلامياً، خيرا فعل الرئيس عندما أحبط المؤامرة وخلع من تصوروا وصوروا للناس أنهم أقوى من الزمن فإذا بهم كعصف مأكول'.

    المرشد ليس له في العير ولا في النفير

    وإلى الإخوان المسلمين ومعاركهم، حيث قام الإخواني السابق خفيف الظل والكاتب والمحامي ثروت الخرباوي بشن هجوم على المرشد والجماعة بقوله عنهم في مجلة 'المصور': 'قال المرشد الأخ محمد بديع وهو يتنفس نفساً عميقاً بعد إفطار أهله وعشيرته وإخوانه في بني سويف، أنا لا علاقة لي بالحكم ولا الرئاسة في مصر، فأنا لا أحكم إلا زوجتي وأبنائي فقط، ظلمناك يا آخر المرشدين وظننا أن المرشد أعلى سلطة من أي نقيب أسرة إخوانية أو أي مسؤول شعبة أو منطقة، فإذا به خالي الوفاض، ليس له في العير ولا في النفير، يا أخي الحبيب محمد بديع هل يصبح الانكار في موضع اليقين؟
    أما ترى أننا سنقول انما سكرت أبصارنا فظنناك مسؤولا ومرشدا ورئيساً يأتمر الكل بأمرك، وظننا الرئيس محمد مرسي واحدا من الإخوان من الذين تربوا على مبادىء السمع والطاعة، حتى أصبحت عقيدة لهم، والحقيقة أنني لا أحب أن أتهم الأخ محمد بديع بالكذب فهو رجل طيب متدين يعرف أن المسلم لا يكذب، إلا إذا كان يعتقد أننا في دار حرب وأن من حق المسلم وهو يواجه أعداء الإسلام من الصحافيين والإعلاميين والمثقفين سحرة فرعون أن يكذب! مرشد الإخوان يقينا يحكم جماعة الإخوان ويحكم التنظيم الدولي للجماعة في كل أنحاء العالم، هو الرأس وهو الرئيس وهو الذي يوجه ويدير مكتب إرشاد الجماعة، ويرأس مجلس شورى الجماعة، أي أنه هو الكل في الكل وقد يكون نفوذ المرشد قوياً طاغياً في الجماعة عندما يكون مرشداً قوي الشكيمة صعب المراس مثل الحاج مصطفى مشهور والمستشار مأمون الهضيبي، فوقتها لا يستطيع أحد أن يبرم أمراً من دونه، وقد يكون طيباً لا تأثير له ويداري ضعفه بالصوت العالي وهو لا يملك شيئاً مثل المرشد مهدي عاكف، فعندما يكون تأثيره ونفوذه محدوداً وقد يكون طيباً ضعيف الأثر لا يعرف شيئاً عن شيء ولا يستطيع أن يعصي أمراً لمن هم دونه في المسؤولية فوقتها يكون كأنه لم يكن ولم يجلس على كرسي الإرشادية ولكن هذا لا ينفي أن المرشد هو الرئيس الأعلى للجماعة في مصر وفي العالم، ومن خلال موقعه هذا يستمد مكانة تجعله محط الأنظار ولكن دائماً في جماعة الإخوان ما يكون هناك من يقف على مسافة قريبة من المرشد يحكم في الظل ويدير ويهيمن، وفي ظل المرشد محمد بديع يقف في الخفاء خيرت الشاطر يدير الجماعة ويدير مقدراتها وأموالها، ومعه محمود عزت، أما بخصوص، مصر فإن المرشد وأن أنكر يحكم مصر قبل أن يحكمها محمد مرسي ويقف على مسافة منه كل من خيرت الشاطر ومحمود عزت يديرون كلهم محمد مرسي ويوجهونه ويملون عليه القرارات'.

    حماس تسعى
    لاستغلال هيمنة الاخوان

    وثاني المعارك كانت لزميلنا بمجلة 'أكتوبر' القومية حسن زعفان وقال عن الإخوان وحماس: 'لو أن حركة حماس وحكومتها المقالة في غزة تراعي شعور المصريين أو تضع في اعتبارها الإحراج الذي يمكن أن تسببه لأي حكومة مصرية فما بالك بغيرهم. والحقيقة أن حماس تضرب بعرض الحائط كل الاعتبارات سواء الأمنية أو السياسية، ولو كانوا يحسبون لذلك حساباً ما قاموا بتنفيذ عمليات هروب لبعض أعضاء حركتهم المحكوم عليهم في السجون المصرية. حماس تسعى إلى استغلال الهيمنة السياسية لتضيف للحركة غطاء سياسياً أوسع وأكبر ودعماً اقتصادياً على حساب الشعب المصري حتى ان بعض المحللين السياسيين يرى أن من أولويات حكومتنا في مصر هو دعم حركة حماس بكل الوسائل المتاحة.
    وقد قال قائل كلنا في خدمة حماس وقد رد إسماعيل هنية رئيس دولة حماس المقالة أثناء زيارته الأخيرة لمصر وهو يقف بجوار الرئيس مرسي رد تحية القيادي الإخواني بقوله ان سيناء ستظل مصرية! وأقول للسيد هنية هل هناك شك أن سيناء مصرية أم أنك تذكرنا بذلك ربما نكون نسينا؟! شكراً لك يا سيد هنية فالود بيننا موصول ولو انقطع فالانفاق موجودة'.

    عاكف: لم نصل
    بعد لزمن الاخوان

    وآخر هذا النوع من المعارك سيكون للجميلة زميلتنا بـ'الأخبار' والناقدة عبلة الرويني، وكانت ضد خفيف الظل مرشد الإخوان السابق محمد مهدي عاكف بسبب ما قاله في برنامج - زمن الإخوان - على قناة - القاهرة والناس - الذي يقدمه الإعلامي اللبناني النابه طوني خليفة، ولوحظ أن 'الأخبار' يوم الأحد، أشارت إلى عمود عبلة، بمانشيت بارز في الصفحة الأولى وهو' المرشد السابق: زمن الإخوان لم يأت بعد.. الجماعة هي أصل الثورة'، وقالت عبلة في عمودها - نهار -: 'لم يوافق المرشد العام السابق للإخوان المسلمين على اسم برنامج المذيع طوني خليفة، مؤكدا، لسنا في زمن الإخوان، ولكن زمن الشعب، فلم نصل بعد لزمن الإخوان لم تتم السيطرة على الحكومة ولا السفارات ولا المحافظات ولا الهيئات، فكيف نكون بعد ذلك في زمن الإخوان، انها مجرد بداية لكن المؤكد أنه زمن قادم'.
    كلام المرشد السابق واضح وحاسم، ثمة إصرار على أخونة الدولة وفرض سطوة الإخوان المسلمين على كل مؤسساتها وهيئاتها، حيث يعلق مهدي عاكف - احنا مش بنلعب - ويضيف، (.........) في أي واحد يرفض الحكم الإسلامي - ونحن ايضا كمجتمع مدني، مش بنلعب أو لا ينبغي أن نلعب، فتحويل مصر إلى دولة دينية أمر لا ينبغي السكوت عليه والقبول به هو إغلاق للحاضر والمستقبل معاً'.
    والحقيقة، فأنا أتعجب من أولئك الذين تفاجئهم مثل هذه التصريحات، وعاكف رجل صريح غير ملتو أو مخادع مثل إخوان آخرين، يخفون وجوههم وراء أقنعة لأنه لم يقل شيئاً غير معلوم لمن يعرفون الجماعة ويتابعونها ويقرأون كل ما يكتبونه ويقولونه، فهذا مشروعهم المعلن، ومن لا يعلم انما أنه غافل، أو يتعمد التغافل لغرض في نفس يعقوب، مثل دور له معهم، أو الحصول على عدة مقاعد في مجلس الشعب، باعتباره من زكاة أغلبية الإخوان، أو على طريقة اعطونا مما اعطاكم الله، والإخوان يعرفون تماما مثل هذه النوعيات ويجيدون التعامل معها، تماما مثلما كان يفعل الحزب الوطني، عندما يخرج الزكاة، بعدة مقاعد في مجلس الشعب على بعض الأحزاب التي لا وجود لها.

    مسؤولية الشعب المصري
    الدعاء لولي الأمر

    وقبل الانتقال الى قضية أخرى اعترضت زميلتنا والجميلة والتي ينطبق اسمها على شكلها سحر الموجي، لأن نصيب الجميلات من هذا الموضوع قليل، وطلبت إضافة قولها عن المرشد في 'المصري اليوم' يوم الأحد: 'خرج علينا المرشد العام للإخوان المسلمين بكلمات قصيرة يوم الخميس الماضي لكنها مليئة بالعبر قال: 'اخلصوا الدعاء لأولياء أموركم الصالحين والصادقين وأعينوهم بقوتكم وسواعدكم وافعلوا الخير للناس جميعاً وقفوا في وجه أعدائكم الذين يكرهون لكم العزة والحرية والكرامة يبغونها عوجاً ويعرقلون مسيرتكم ويحاولون إفشال جهودكم في الداخل والخارج واخلصوا الدعاء لإخوانكم في سورية وبورما وكشمير وفلسطين وفي كل بقعة يعاني فيها المسلمون وتراق فيها دماؤهم وتغتصب أراضيهم وتنتهك حرياتهم'.
    وملخص كلام المرشد كالتالي: 1- تقع على عاتق الشعب المصري مسؤولية كبيرة الدعاء لولي الأمر 'ماشي: ربنا يوفقه وينور سكته ويبعد عنه السلعوة بنت اللئيمة'.
    يعود ما قاله المرشد العام من حيث الافكار واللغة المستخدمة الى عصور سحيقة يبدو أن الرجل يعيش في زمن ليس بزمننا، فبداية يجب تحديد تعريف لهؤلاء 'الأولياء عن أمورنا' أو على الأقل يتم تعيين مترجمين فوريين مسؤولين عن ترجمة لغة القرن العاشر الميلادي الى لغة القرن الحادي والعشرين فهل ولي الأمر هو الوالد أو المدير في شركة أو الوزير أو رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية أو المحافظ أو العمدة أو رئيس مجلس المدينة أو صاحب مهنة من المهن أو قائد العسكر أو قائد الشرطة؟ أم كل هؤلاء مجتمعين؟ وهل دور الشعب أن يعود لهؤلاء؟ أم أن يشاركهم في الحكم وفي إدارة شؤون الوطن؟ الوضع القانوني والإداري والمالي لهذه الجماعة لنحدد بالتالي صفة هذا المرشد العام، فأنا أكتب الآن لأعلق على نص قاله رجل لا أعرف جيدا موقعه داخل الجسد الإداري والسياسي والاقتصادي للوطن'.
    الإخوان والسيطرة
    على الصحف القومية

    وإلى المعركة التي تزداد اشتعالا وتثير الكثير من المخاوف حول عداء الإخوان المسلمين لحرية الإعلام، من صحافة وتليفزيون، ومحاولتهم السيطرة على الصحف القومية من جهة وتليفزيون وإذاعة الدولة، تم إرهاب الصحافيين في الصحف والفضائيات الخاصة، سواء بالإغلاق كما حدث مع قناة الفراعين وصاحبها توفيق عكاشة، أو صحيفة 'الدستور' اليومية المستقلة، رغم ان الغالبية الساحقة من الإعلاميين يستنكرون ما يقوله توفيق في قناته، وهو ما يستحيل قبوله، وأنا أحرص على مشاهدته وكنت أتعجب من صمت الدولة عليه وكذلك هيئة الاستثمار من هجماته المروعة ضد أمير قطر وزوجته الشيخة موزة، واستخدم فيه ألفاظاً مروعة كانت توجب اتخاذ اجراءات ضده، واستضاف المحامي مرتضى منصور ليوجه نفس العبارات، كما ان تهديداته للرئيس غير مقبولة، لكن الإجراءات التي تم اتخاذها بغلق القناة، والتي جاءت متزامنة مع الاعتداء على صحافيين، والتهديدات بالضرب بالجزمة، يثير الشكوك في نوايا الإخوان، أو بمعنى أدق، يكشف عنها، ومحاولات تفسيرها لابعاد شبهة العداء للديمقراطية وحرية الرأي والإعلام عنهم لن تجدي، لأن قضية الإعلام من الحساسية والخطورة بحيث ستصيب لعنتها كل من يحاول كبتها، وسيخسر معركته معها، ولن يفيدهم هم أو غيرهم التمسح بالإسلام أو القانون، لأن من يشاهد حتى القنوات الفضائية الدينية سوف يذهل من حجم الشتائم والاتهامات التي يوجهها مشايخ سلفيين.

    إيقاف قناة الفراعين
    كان قراراً ضرورياً

    ولنبدأ بالإسلاميين والإخوان وموقفهم، ففي 'المصريون' يوم الاثنين قال زميلنا جمال سلطان رئيس تحريرها: 'إيقاف قناة الفراعين كان قراراً ضرورياً وقد تأخر كثيراً ولا يمكن أن يبث هذا الكلام الخطير الذي يقوله صاحبها دون أن يتم توقيفه فوراً وغلق قناته وتحويله للمحاكمة، هذا هو الإجراء المنطقي والضروري الذي يحدث في أي بلد ديمقراطي في العالم، لا يمكن أن تسمح دولة لقناة تليفزيونية ان تحرض علانية على قتل رئيس الدولة وإهدار دمه واتخاذ قرار غلق تلك القناة والقبض على مالكها لم يكن يحتاج أي شكوك أو بلاغات من مواطنين، الدولة وأجهزتها المعنية بحماية الأمن والقانون والدستور والمؤسسات، لا ينبغي الخلط بين ما حدث لقناة الفراعين وبين حرية الإعلام لأن أي محاولة للخلط ستعتبر مراهقة سياسية وحقوقية تسيء للإعلام نفسه وتضر برسالته، الإعلام الذي يحرض على القتل وإهدار الدم هو إعلام الإرهاب والبلطجة والخارجين على القانون، أما واقعة مصادرة أحد اعداد صحيفة 'الدستور' فأنا استغرب له كثيرا فـ'الدستور' تتخذ الآن كمطواة قرن غزال أو سنجة لتصفية الحسابات السياسية أو الاجتماعية أو الدينية صاحبها سلوك يمكن وصفه بالبلطجة الإعلامية دون أن يكون لذلك أي صلة بالصحافة وأنا شخصياً ومهنياً لست مؤيدا لهذا القرار، قرار المصادرة رغم احترامي الكامل له بوصفه حكماً قضائياً وليس قرارا إدارياً، هو سلوك حضاري في الحقيقة، ولكني اتصور ان الحكم ربما يضفي على الصحيفة قيمة ووجودا، هو في النهاية وهم لا وجود له'.

    هؤلاء الأراجوزات السياسية
    التي التحقت بكوكب الفضاء الإعلامي

    ونترك 'المصريون' الى 'الحرية والعدالة' لنكون مع صاحبنا الإخواني حمزة زوبع الذي يحاول ان يكون خفيف ظل، وللأمانة فهو لا يزال في مرحلة كي جي ون، قال ساخرا من توفيق عكاشة: 'هو واحد من هؤلاء الأراجوزات السياسية التي التحقت بكوكب الفضاء الإعلامي معلنة عن ميلاد كوميديان جديد ينافس عمالقة الفن والكوميديا، توفيق عكاشة كان فقرة رئيسية عند الكثيرين ممن افتقدوا العمل الإعلامي الجاد، وممن أتعبتهم الحياة بمشكلاتها، فوجدوا فيها ملاذا فكاهيا آمنا، وبعد وقف قناة الفراعين سيفتقد كثيرون الفقرة الفكاهية اليومية التي كان يقدمها الآخ توفيق عكاشة، وهي فقرة مهنية للتسلية عن النفس في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها'.
    وهذا اعتراف منه بأن الجماعة التي ينتمي إاليها تحرم المصريين من الترفيه عن أنفسهم لمواجهة المشاكل التي لن تنجح في حلها.

    الاعلام وتهمة إهانة رئيس الجمهورية

    أما زميلنا في 'الحرية والعدالة' محمد جمال عرفة فقد أراد إقناعنا بالنواحي القانونية للإغلاق، فقال: سؤال من الذي أمر بمصادرة بعض أعداد السبت - وليس كل الأعداد - من جريدة 'الدستور' بتهمة إهانة رئيس الجمهورية؟
    أليس هو رئيس محكمة الجيزة الابتدائية؟ سؤال آخر: من الذي أمر بالتحقيق مع المدعو توفيق عكاشة بعد عودته لإهدار دم الرئيس أليست هي النيابة العامة؟ إيه المشكلة بقى؟
    أليس كله بالقانون؟ هؤلاء الذين يدافعون عن شتائم رضا إدوارد في 'الدستور' للرئيس والإخوان وتحريضه للغرب على التدخل في شؤون مصر لماذا لم يتدخلوا لردعه عندما قام بفصل ستة من رؤساء تحرير الصحيفة في ستة أشهر ونكل بآخرين؟ ولا عندما حول الصحيفة الى منشورات كاذبة لا علاقة لها بالعمل الصحافي؟ عكاشة وأدوارد وغيرهما سيحاكمان بالقانون، والقضاء هو الفيصل في بذاءاتهما، أما محاولات تصويرهما في صورة 'الضحية' فهي لعبة إعلامية مفضوحة'.

    حرية الصحافة في النظام السابق

    ولكن كان في انتظاره في نفس اليوم - الاثنين - زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' ونقيب الصحافيين الاسبق جلال عارف، والذي عاصر وشارك في المعارك السابقة حول حرية الصحافة في النظام السابق، وقاد بعضها عندما كان نقيباً للصحافيين، قال:
    'كان قضاء مصر العظيم قد قرر عدم قانونية مصادرة الصحف بالطرق الإدارية، وعندما خضنا معركة تعديل القوانين الخاصة بالصحافة كان أحد مطالبنا الرئيسية 'بجانب إلغاء الحبس في قضايا النشر'، هو تحصين الصحف من خطر المصادرة والتعطيل بأي وسيلة أخرى، وقد تم ذلك بعد مفاوضات صعبة ونضال شاركتنا فيه كل القوى الوطنية لتصدر التعديلات التشريعية عام 2006 وينتهي العهد الذي يمكن أن تصادر أو تعطل صحيفة في مصر!، وللتاريخ فقد ثارت بعد شهور أزمة بين الحكومة وصحيفة 'الدستور' التي كان يقودها الكاتب الصحافي إبراهيم عيسى وحاول النظام السابق يعطلها لكن المستشارين القانونيين، قالوا ان ذلك أصبح مستحيلا بعد التعديلات التشريعية، ولجأ النظام يومها لشراء الصحيفة من مالكها، وتكبد ملايين الجنيهات لكي يسكت صوتها المعارض، الآن، وفي ظل الهجمة الشرسة وعلى الصحافة يفتح ملف المصادرة مرة أخرى، تداهم الشرطة مكان الطبع ويصدر أمر بمصادرة صحيفة، ويقحم القضاء في الأمر، بينما مقترحات اللجنة التأسيسية للدستور تترك الباب مفتوحا على مصراعيه لعودة الزمن من مصادرة الصحف وتعطيلها، مشكلة البعض انه لا يقرأ التاريخ، وإذا قرأ لا يفهم، وإذا فهم توقف معجباً امام عصور الظلام دون أن يسأل عن المصير الذي انتهى إليه كل أعداء الحرية'.
    وغدا نعرض لآراء أخرى.

    اضحكتني يا هشام قنديل

    وإلى المعارك والردود، ونبدأها مع زميلنا بـ'المساء' ورئيس تحريرها الاسبق خالد إمام الذي هاجم رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل على طريقة - اضحكتني يا هشام ـ وذلك بسبب تصريحاته عن أزمة الكهرباء التي طالب فيها المصريين بالترشيد بأن يجتمعوا في غرفة واحدة لتشغيل مكيف واحد، وأن يرتدوا ملابس قطنية، وأن الترشيد سيكون إجبارياً.
    وقال خالد: 'اسأل د. قنديل وأنا فطسان من الضحك، وهل خفضت أنت عدد التكييفات في منزلك؟ بالله عليك، قل لنا بصراحة، هل ترتدي أنت وأسرتك الملابس القطنية وتجلسون في غرفة واحدة ترشيدا لاستهلاك الكهرباء والتي تصفها بأنها اجراءات غاية في الأهمية؟ ومادامت بهذا الوصف فعلا وحتى تكون قدوة للشعب ولا تعد ممن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم يجب أن تبدأ بنفسك تأمرها بالمعروف وتنهاها عن المنكر قبل أن تأمرنا وتنهانا، يا د. قنديل ما معنى أن الترشيد هذا الصيف اختياري ولكن فيما بعد سيكون اجباريا؟ هل تقصد أن تزرع القلق في نفوس الناس أم تظن أن الناس ستصبر عليكم حتى الصيف القادم؟ أم انك تحلم أو تريد إلقاء هذه القنبلة لتختبر وقعها علينا، وفي الحالتين انتم الخاسرون وليس الشعب'.

    غياب النكتة
    لدى المصريين

    لكن زميلنا الإخواني وأحد مديري تحرير 'الحرية والعدالة' محمد مصطفى لم يعجبه ضحك خالد على مطالب قنديل، ودافع عنه قائلا في نفس اليوم: 'الأسلوب البسيط في العرض والتباسط في الحديث جعل قنديل ينصح المواطنين بضرورة تقليل استخدام أجهزة التكييف وارتداء ملابس قطنية لتقليل الشعور بالحرارة، وعند هذه النقطة انطلقت شرارة النكت على فيس بوك وتويتر، وربطنا بين كلام قنديل وإعلان احدى شركات الملابس الداخلية القطنية، ساعدهم في ذلك التطابق الموزون بين اسم قنديل واسم الشركة، كنت أظن ان فيس بوك سيشتعل بمبادرات لترشيد استهلاك الكهرباء مدعومة بصور معبرة وألوان جذابة وشعارات مبتكرة، كنت احسب ان الانترنت سيمتلىء بالأفكار الشبابية حول طرق الإبلاغ عن حالات سرقة التيار والبناء المخالف الذي يزيد الأحمال على الشبكات، لكن للأسف شريحة كبرى من الشباب لم تفعل ذلك لانشغالها بالهزار، نعم، نحن شعب ابن نكتة، لكن النكتة في وقت الجد تكون ماسخة، ماسخة جداً'.
    ولا أعرف ما الذي يريده محمد بالضبط أن يصمت الناس عما يقوله رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية أو أي مسؤول؟
    يغلقون أفواههم وهل نتخلى عن واحدة من أهم ما يميزنا عن شعوب العالم وهي خفة الظل حتى يرضى الإخوان والسلفيون لأن دمهم ثقيل، ونكاتهم بايخة لا تضحك، ولذلك ليس مصادفـــة انه لم يظهر من بينهم حتى الآن رسام كاريكاتير، والغريب انه يطلب عدم التنكيت على رئيس الوزراء، بينما مصر كلها بعد هزيمة يونيو 67 غرقت في النكت على عبدالناصــــر - آسف قصدي خالد الذكر، وعبدالحكيم عامر وقادة الجيش والضباط لدرجة ان عبدالناصر في خطبة علنية، بعد اشهر، ناشد الشعب التوقف عن التنكيت على الجيش حفاظا على روحه المعنوية ولم يطلب وقف التنكيت عليه. صحيح كيف يفهم الإخوان النكت والوحيد الذي يهواها منهم هو المرشد السابق خفيف الظل محمد مهدي عاكف، والصحافي الوحيد الذي أظهر خفة ظل هو زميلنا سليمان قناوي رئيس تحرير 'أخبار اليوم' الآن، اما الباقون، فاللهم احفظنا من ثقل ظلهم، اما اسم الملابس القطنية الذي ارتبط باسم رئيس الوزراء هشام قنديل، فهو قطونيل، وكان أبنائي في عيد ميلادي السعيد العام الماضي، قد اشتروا لي ستة فانلات، كانت كلها مقاس اقل من مقاسي.

    التجمع في غرفة واحدة
    وارتداء ملابس قطنية

    واستفز كلام قنديل زميلنا بـ'الجمهورية' ورئيس تحريرها الاسبق سمير رجب فقال عن اقتراحه بالتجمع في غرفة واحدة وارتداء ملابس قطنية: 'انها تصريحات غريبة ولا شك، تحمل من بين ما تحمل تدخلا سافرا في حياة الناس الشخصية، بل تنطوي على نوع من التعالي لا لزوم له، يعني إيه ان تتكدس أسرة من أربعة أو خمسة أشخاص بينهم شبان وشابات داخل ساحة محدودة مهما زاد عدد أمتارها، فهي في النهاية تمثل الضيق بمختلف أشكاله وألوانه.ان المصريين بصفة عامة على بينة كاملة من حقيقة ونوعية ما يرتدون وبالتالي فهم ليسوا في حاجة الى من يرشدهم ويدلهم ،الأمر يعدونه من أخص خصائص معيشتهم'.



    ---------------------

    آخـــــر عمــود

    الأقربون أولي بالقتل‮!‬

    15/08/2012 12:14:54 ص




    [email protected] - بقلم :- إبراهـيم سـعده


    إبراهـيم سـعده



    ‮.. ‬لا زلنا مع فظائع‮ " ‬جيش الجلجلة‮" ‬المنشورة علي صفحات‮ "‬بوابة الأهرام‮". ‬فهذا الجيش ولد من رحم ائتلاف تنظيمين هما‮: "‬جند الله‮"‬،‮ ‬و‮ "‬التوحيد والجهاد‮".‬
    ‮ ‬التنظيم الثاني ـ‮ "‬التوحيد والجهاد‮" ‬ـ ظهر في سيناء عام‮ ‬2000‮ ‬وكان زعيمه‮: ‬خالد مساعد سالم،‮ ‬طبيب أسنان،‮ ‬ينتمي لقبيلة السواركة بمدينة العريش ـ من بين أشهر القبائل في سيناء ـ وكان عضوًا بجمعية الشبان المسلمين‮. ‬ولهذا التنظيم الإرهابي جرائم استهدفت المصريين و زوارهم السياح الأجانب‮. ‬
    ‮ ‬فلا ننسي أن هذا التنظيم هو الذي خطط،‮ ‬وموّل،‮ ‬ونفّذ،‮ ‬تفجيرات طابا وشرم الشيخ،‮ ‬وكان يخطط أيضاً‮ ‬لتنفيذ تفجيرات قرية‮ "‬دهب‮" ‬السياحية،‮ ‬وذلك عقب مصرع قائد التنظيم ـ خالد مساعد سالم ـ وتولي زميله،‮ ‬وصديقه،‮ "‬نصر خميس الملاحي‮" ‬القيادة من بعده،‮ ‬والوعد بالثأر ممن قتلوه‮ (..)‬
    ‮ ‬ولنتعرف سوياً‮ ‬ـ نقلاً‮ ‬عن الزميلة‮ "‬بوابة الأهرام‮" ‬ـ علي قائدي التنظيم المتخصصين في تفجير القري السياحية المصرية،‮ ‬بمن فيها وعليها‮! ‬الأول‮: ‬خالد مساعد سالم التحق بطب أسنان‮/ ‬جامعة الزقازيق‮. ‬والثاني‮: ‬نصر خميس الملاحي تلقي تعليمه بكلية حقوق نفس الجامعة المصرية،‮ ‬مما سهل تعارفهما الذي انقلب إلي صداقة قوية تمخضت ـ فيما بعد ـ عن بناء وقيام تنظيم‮: "‬التوحيد والجهاد‮". ‬وسرعان ما انضم إليهما ثالثهما ـ سالم خضر الشنوب ـ الذي أصبح بعد ذلك‮ "‬المسئول العسكري‮" ‬بالتنظيم‮. ‬وتولي تدريب عناصر التنظيم علي الأسلحة وتصنيع القنابل،‮ ‬في قريته‮ "‬الفرقدة‮" ‬ـ المجاورة لجبل الحلال بوسط سيناء ـ حسب ما نشره الدكتور أحمد إبراهيم محمود،‮ ‬بمركز الأهرام للدراسات الاسترايجية،‮ ‬في تحليل متميز تحت عنوان‮:" ‬تفجيرات سيناء‮.. ‬وتحولات ظاهرة الإرهاب في مصر‮".‬
    ‮ ‬أما الدكتور والكاتب الصحفي الزميل:ضياء رشوان ـ‮ ‬مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ـ فقد نبّه قراء بوابة الأهرام إلي أن‮ "‬جيش الجلجله‮" [‬هو أحد التنظيمات المنشقة عن حركة حماس في‮ ‬2006،‮ ‬وذلك علي خلفية قرار حماس بخوض الانتخابات البرلمانية،‮ ‬وأن عناصر‮ "‬تنظيم الجلجله‮" ‬لديها فكر جهادي تكفيري قائم علي تحرير الأرض عبر الجهاد،‮ ‬ومرتبط بفكر تنظيم القاعدة‮/ ‬فرع العراق،‮ ‬وهو الفكر القائم علي أولوية محاربة العدو البعيد علي العدو القريب‮. ‬أو بمعني آخر‮: ‬تكفير الحكام المسلمين‮" ‬ووجوب توجيه الحرب ضدهم بنفس وتيرة توجيه الحرب للعدو البعيد‮.. ‬فيما يعرف لديهم بـ‮: ‬قوي الاستكبار بالأرض‮]. ‬
    ‮ ‬وكشف مدير مركز الأهرام،‮ ‬عن قيام‮ "‬جيش الجلجله‮" ‬بمحاولات اغتيال لشخصيات دولية أثناء زيارتها لفلسطين بينها‮: ‬الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر،‮ ‬ورئيس وزراء إنجلترا الأسبق ـ ومبعوث الرباعية الدولية لعملية السلام بالشرق الأوسط ـ توني بيلير‮. ‬مشيرًا إلي أن حركة حماس هي التي تصدت لمواجهتهم ونجحت في اجهاض العديد من ضربات هذا التنظيم‮. ‬
    ‮ ‬و أكثر ما شدني في كلام الدكتور ضياء رشوان كان تحليله الشخصي ـ علي عكس معظم ما سمعناه وقرأناه عبر أجهزة الإعلام المصرية والعربية ـ للعملية الإرهابية التي استهدفت جنودنا عند نقطة‮ "‬كرم أبو سالم‮" ‬ـ مرجحاً‮ ‬تنفيذها من عناصر تتبني الفكر نفسه،‮ ‬و نافياً‮ ‬تماماً‮ ‬ما يشاع حول أن تلك العملية كانت تستهدف إسرائيل،‮ ‬قائلاً‮: "‬إن فكر التنظيمات الجهادية يستهدف العدو البعيد،‮ ‬ولكن تلك المجموعة فضلت استهداف العدو القريب حسب آرائهم‮" ‬ـ جنود مصريين مسلمين مرابطين علي الحدود أمام العدو الإسرائيلي‮(..).‬
    ‮ ‬ويضيف‮ "‬رشوان‮" ‬مؤكداً‮: [‬لا يمكن أن يكونوا استهدفوا تلك الجنود في سبيل الوصول للجنود الإسرائيليين الذين كانوا سيشعرون بالهجوم لكونهم علي بعد كيلو ونصف فقط من موقع الهجوم‮]. ‬وأنهي المحلل السياسي تصريحاته متوقعاً‮ ‬أن تكون تلك التنظيمات مخترقة من جانب الموساد الإسرائيلي،‮ ‬مذكّراً‮ ‬أنه في عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ـ أبو عمار ـ قدرت الأوساط الاستخباراتية والبحثية الفلسطينية والعربية عدد عملاء إسرائيل المنتمين لتنظيمات أمنية مسلحة بنحو‮ ‬35‮ ‬ألف فلسطيني‮ (..).‬


    ---------------- مقالات


    في الصـــميـــــم

    لماذا العداء للحريات؟‮!‬

    15/08/2012 12:18:03 ص




    [email protected] - بقلم :- جلال عارف


    جلال عارف



    إذا كانت الأضواء تتركز الآن حول عودة شبح مصادرة الصحف واغلاق القنوات التليفزيونية ومحاولة ترويع الصحفيين واسكات صوتهم،‮ ‬فإن الخطر يظل فيما يجري في لجنة الدستور،‮ ‬والمحاولات المستمرة للانتقاص من الحريات الصحفية،‮ ‬والعودة أحيانا عن بعض ما تحقق للصحافة حتي في ظل النظام السابق‮ »!!« ‬بعد نضال طويل وبعد تضحيات هائلة‮.‬
    كنا قد طلبنا النص في الدستور الجديد علي الغاء عقوبة الحبس في كل قضايا النشر حتي نغلق هذا الملف المسيء لمصر‮. ‬وفي البداية تمت الاستجابة،‮ ‬ولكن الاستجابة كانت كارثية لانها استثنت القضايا المتعلقة بالسب والقذف‮!! ‬وكان ذلك يمثل ردة كبيرة عما حققه الصحفيون في هذا المجال،‮ ‬حيث ان جرائم القذف والسب لم تعد تعاقب بالحبس منذ التعديلات التشريعية التي تمت في ‮٦٠٠٢ ‬فما معني اعادتها اليوم؟ وازاء المعارضة القوية لهذا الاتجاه الخطير تراجعت اللجنة،‮ ‬ولكن التراجع كان ايضا مشكلة حيث تم حذف المادة المقترحة بكاملها‮!! ‬نحن يا سادة نصر علي نص صريح بالغاء الحبس في قضايا النشر،‮ ‬ونرفض فقط استثناء جرائم القذف والسب من هذا الالغاء‮.. ‬فلماذا اللف والدوران؟‮!‬
    وكنا قد طالبنا ضمن مقترحات المجلس الأعلي للصحافة بأن تكفل الدولة استقلال الصحف ووسائل الاعلام التي تملكها أو ترعاها عن جميع السلطات والاحزاب السياسية فإذا باللجنة تحذف ما يتعلق بالسلطات والاحزاب السياسية‮ »!!« ‬ليظل الباب مفتوحا لبقاء الصحف القومية تابعة لمجلس الشوري أو لأي سلطة تنفيذية أو تشريعية حتي إذا قام مجلس وطني للصحافة،‮ ‬كما هو الحال مع مجلس أمناء الاذاعة والتليفزيون التابع لوزير الإعلام‮!!‬
    استقلال الصحف القومية عن جميع السلطات والاحزاب السياسية هو شرط ضروري لقيام المجلس الوطني‮ »‬أو الهيئة أو المؤسسة‮« ‬الذي يدير شئون الصحافة في استقلال كامل عن كل سلطات الدولة‮. ‬ونحن نرجو ان تكون اشارة الرئيس مرسي الأخيرة إلي عدم الممانعة في ذلك تعبيرا عن موقف جديد ينهي التسويف في هذا الأمر داخل اللجنة التأسيسية للدستور‮.‬
    أسوأ ما في الأمر ان نجد أنفسنا بعد أكثر من عام ونصف العام من ثورة قامت من أجل الحرية في مواجهة مناخ معاد للحريات‮!! ‬وان نجد في صفوف من يصنعون دستور الثورة هذا اللف والدوران من أجل فتح الأبواب التي اغلقناها قبل سنوات أمام مصادرة الصحف،‮ ‬وهذه المحاولات لاعادة الحبس في جرائم نشر اسقطنا عقوبة الحبس فيها في ظل النظام السابق‮ »!!« ‬وأن يظل البعض يسعي حتي الآن لوراثة الصحافة القومية بدلا من تحريرها
    ------------------

    عــــــبور

    عن الجيش

    15/08/2012 12:23:49 ص




    بقلم :- جمال الغيطانى


    جمال الغيطانى



    تصعد مصر مع الجيش،‮ ‬وتهوي معه‮.‬
    في بداية القرن التاسع عشر‮ ‬أسس محمد علي باشا جيش المصريين،‮ ‬ادرك بثاقب نظره،‮ ‬وعبقريته امكانيات المصريين وأعادهم الي صفوف الجندية بعد آلاف السنين‮ ‬التي تم خلالها اقصاؤهم عنها،‮ ‬لم يكن الجيش آلة حربية فقط‮. ‬انما نهضة متكاملة،‮ ‬صناعية،‮ ‬ثقافية،‮ ‬ومن يقرأ كتاب عمر طوسون عن البعثات التي ارسلها محمد علي الي أوروبا،‮ ‬الي فرنسا وانجلترا وايطاليا والنمسا وروسيا‮.. ‬بما فيها سيبيريا‮.. ‬سيقف علي عبقرية هذا الرجل الذي أدرك عبقرية موقع مصر بايجابياته وسلبياته،‮ ‬ان الجيش هو القلب من حركة النهضة،‮ ‬في سنوات قليلة قاد ابراهيم باشا ابنه جيشا من المصريين‮. ‬وصل بهم الي حدود الاستانة،‮ ‬وسرعان ما بدأ تحالف الدول الاوروبية الاستعمارية ضد الجيش المصري،‮ ‬وبعد الإجهاز علي الاسطول المصري في موقعة نافارين عام ‮٠٤٨١‬،‮ ‬تم تحجيم عدده وقواته،‮ ‬اصبح قوة أمن داخلية،‮ ‬وهذا هو الهدف الاقوي الذي يتم العمل من اجله الآن،‮ ‬لم يعد في الساحة العربية الاقوة عسكرية عربية كبري،‮ ‬الجيش المصري،‮ ‬قوة منضبطة،‮ ‬ضخمة،‮ ‬حديثة،‮ ‬مستهدفة منذ انتهاء حرب اكتوبر التي كانت حدثا استثنائيا بكل المقاييس،‮ ‬ولكن كان من نتائجها ايضا قرار امريكي،‮ ‬اسرائيلي،‮ ‬الا تتكرر الظروف التي يمكن ان تؤدي‮ ‬الي مثل هذا‮ ‬الاداء،‮ ‬والي استمرار هذه القوة،‮ ‬بدأت محاولات التصفية منذ محادثات الكيلو ‮١٠١‬،‮ ‬ضغوط هائلة مورست لتغيير العقيدة،‮ ‬اساليب شتي الهدف النهائي منها اضعاف الجيش في مواجهة اسرائيل،‮ ‬الذي قاوم الضغوط قادة الجيش المصري،‮ ‬بدءا من المشير الجمسي وانتهاء‮ ‬بالمشير طنطاوي العسكري المنضبط‮ ‬الذي حارب اسرائيل،‮ ‬وكان له معركة كبري ضد إرتل شارون في منطقة الثغرة،‮ ‬لم يكن لديه طموح سلطة فقد تخلي عنها وكانت بين يديه،‮ ‬ولو شاء‮ ‬لتمكن،‮ ‬بالتأكيد ارتكب اخطاء سياسية بعد الثورة،‮ ‬ولكن يجب ان نذكر له حفاظه علي الجيش كمؤسسة متماسكة،‮ ‬وأنه قاوم ضغوطا خارجية هائلة لتحجيم القوات المسلحة،‮ ‬خاصة بعد تآكل القوة العسكرية العربية،‮ ‬خاصة محو الجيش العراقي،‮ ‬ما كنت اتمني ان يكون خروج الرجل بهذه الطريقة رغم قلادة النيل التي شيع بها،‮ ‬ولم نره اثناء تقلدها،‮ ‬مثل الذين تسلموها من قبل،‮ ‬والآن تتصاعد اصوات تطالب بمحاكمته،‮ ‬للمشير كأي انسان محاسنه ومساوته،‮ ‬سأعود الي ذلك،‮ ‬انه في النهاية فرد زائل لكن ما أخشاه تلك الخطط التي تحاك ضد الجيش لتصفيته وإضعافه،‮ ‬عندئذ نتقدم الميلشيات الاخوانية للحلول محله،‮ ‬في لحظات‮ ‬غرق السفن الكبري يطلق‮ ‬ربابنتها اشارات استغاثة،‮ ‬ورسالة في زجاجة الي المجهول،‮ ‬قد تصل او لا تصل،‮ ‬لست ربانا ولا قائدا،‮ ‬لكنني كمواطن بسيط أدعو الي الانتباه،‮ ‬اقتراب جماعة الاخوان من الجيش المصري بداية نهايته،‮ ‬أتمني الا يتم ذلك أتمني‮!‬،‮ ‬الامر في حاجة الي تفصيل
    ---------
                  

08-16-2012, 06:18 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)





    www.alquds.co.uk




    صحافي إخواني يتعهد بأكل أكباد معارضي الرئيس..

    والغيطاني يتوقع جلد المثقفين واحراق الكتب

    حسنين كروم
    القاهرة - 'القدس العربي'


    أبرز ما في صحف امس كان استقبال الرئيس محمد مرسي كلا من المشير طنطاوي والفريق سامي عنان، وحضورهما بالملابس العسكرية، وتسليم طنطاوي قلادة النيل وعنان وسام الجمهورية، قبل سفره الى السعودية لحضور القمة الإسلامية، وحتى الآن يمكن اعتبار ذلك إرضاء للجيش، خاصة مع قرار زيادة الرواتب، وأحس بوجود عقليات تتمتع بذكاء تخطط للرئيس أو تشير عليه فمن هم؟ وهل هم من الاخوان؟ أم لا؟ وإذا كانوا من الإخوان فإلى أي جناح داخل الجماعة ينتمون؟
    ربكم الأعلم ، لكن الواضح اننا بدأنا نضع أيدينا على بداية مخطط يتسم بالذكاء، فهل سيستمر في ذلك، أم أنها مؤقتة وإلى حين الوصول لأهداف محددة؟
    الله أعلم، وان كان زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب جمعة فرحات، نشرت له 'الفجر' رسمين تحت عنوان - بعد إلغاء الإعلان الدستوري المكمل - الأول لكرسي الرئاسة قبل قرارات الرئيس وكان صغيرا، بينما اصبح الرئيس عملاقا ومكتوبا على صدره - الرئيس بسلطات اكبر من المخلوع، أما الرسم الثاني فكان عن ديك ينقر البيضة ليساعد الكتكوت على الخروج منها، ففوجىء المسكين بخروج قنبلة. وأشارت الصحف أول امس الى تصريح لوزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، اثناء حضوره مناسبة مع رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل عندما سئل عن لحية ضباط الشرطة، انها من الشكليات، طبعاً لم يكن ممكناً أن يقول غير ذلك وبجواره هشام الملتحي.
    واستمرت أزمة الكهرباء وبدأت الاستعدادات لعيد الفطر أعاده الله علينا مسلمين ومسيحيين بالخير واليمن والبركات، كما أحالت محكمة الجنايات أوراق أربعة عشر من تنظيم التوحيد والجهاد إلى المفتي لارتكابهم أعمالاً إرهابية في سيناء وقتل ضباط وجنود شرطة. وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

    هجمات عنيفة ضد مرسي بالصحف القومية
    رغم تغيير رؤساء تحريرها

    ونبدأ تقريرنا اليوم بردود الأفعال على القرارات التي اتخذها الرئيس بإقالة طنطاوي وعنان وقادة الأسلحة، وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، والملاحظ هنا انه رغم التغييرات التي أجراها الإخوان في رئاسات تحرير الصحف القومية، فإن الهجمات فيها ضد الإخوان والرئيس لم نتوقف من جانب عدد من محرريها وكتابها، ولا أعرف ان كان السماح لها، خطة مرحلية حتى لا يزيد الإخوان من المخاوف منهم، ويثبتوا انهم لم يقوموا بالتضييق عليهم وبعد مدة يبدأون المرحلة الثانية من التضييق بعد أن يكونوا قد هضموا اللقمة الأولى، وبداية المرحلة الثانية معركة انتخابات مجلس الشعب.
    وهذا ما أتوقعه، كما أنه قد يكون من أسباب عدم المنع تلافي رؤساء التحرير الجدد التسبب في ثورة من جانب زملائهم ضدهم لأنهم سوف يثبتون لهم انهم إخوان تم اختيارهم لقمع زملائهم، وان تقتصر عمليات المنع على الكتاب من خارج الدور، وهو ما حدث مع زميلنا وصديقنا والأديب الكبير يوسف القعيد من منع مقاله الاسبوعي بـ'الأخبار' يوم الأحد: وهنا، لابد أن أشير وأشيد بشجاعة زملائنا في الصحف القومية الذين عارضوا هذه القرارات وهاجموا الرئيس، كما أن بعض من كانوا من رموز النظام السابق انتابهم الذعر، بعد الإطاحة بقادة المجلس العسكري فانقلبوا ضدهم وأيدوا الرئيس وكان الأفضل أن يصمتوا ويكتبوا في قضايا أخرى، ومنهم زميلنا سمير رجب رئيس مجلس إدارة وتحرير 'الجمهورية' الاسبق الذي قال يوم الثلاثاء في عموده اليومي - خطوط فاصلة - 'أحسب أن قرار الرئيس محمد مرسي بإقصاء كل من المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري ونائبه الفريق سامي عنان ومعهما ######## القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي يستحيل أن يكون قد جاء - كما تردد - بعد مشاورات أو اتفاقات مسبقة، أن مثل تلك القرارات 'القنبلة' أو الصادمة إذا ما افتقدت عنصر السرية سرعان ما تضيع وتتبدد قبل أن تجد طريقها للتنفيذ، لقد أعد رئيس الجمهورية المنتخب أرض المعركة إعداداً جيداً دون أن يترك فقرة واحدة، فقد حضر مع المشير حفلات تخرج الضباط الجدد وشاركه طعام الإفطار أكثر من مناسبة فضلا عن كلمات الإشادة والإطراء التي حرص على أن يسمعه إياها، ثم أشهر سلاحه وقضي الأمر! وهنا يسأل من يسأل: هل اتخذ د. مرسي تلك القرارات منفرداً، أم عاد بصددها الى جماعة الإخوان المسلمين؟ الدلائل تشير إلى أنه لم يفعل إلا ما اقتنع به خصوصاً وأنه هو الذي يعيش التجربة بصفة مباشرة وليس أي فرد من الجماعة حتى ولا مرشدها العام، كما أن الخطاب الذي ارتجله بمناسبة الاحتفال بليلة القدر والذي جاء بعد ساعات قليلة من صدور القرارات إنما تؤكد عباراته ومعانيه أنه صاحب الموقف الوحيد ولا أحد غيره!
    ومع ذلك، لا يهم، سواء استعان برأي الجماعة أو لم يستعن، بل الأهم أن ما حدث يوم 24 رمضان الموافق 13 أغسطس قد غير مجرى التاريخ في مصر دون أدنى مبالغة، إذ يكفي هذا اليوم انه شهد إنهاء الحكم العسكري بعد ستين عاما من الزمان، نعم، وألف نعم، فمن كان يتصور منا أن يأتي على قمة السلطة رئيس مدني ويختار قاضيا نائباً له مع إبعاده الجيش عن السياسة، إذا كانت البورصة قد ربحت ملياراً وأربعمائة مليون جنيه في أول خمس دقائق من التعاملات بالجلسة التي أعقبت القرارات الثورية نتيجة مشاعر الاطمئنان التي غمرت المستثمرين فما بالنا وقد توارت في الأفق البعيد أية تجمعات حول صراع السلطة، بعد أن تجمعت كافة الخيوط في يد صاحب الشرعية.
    وفي جميع الأحوال، فإن النتائج العملية تبقى دائماً وأبداً الحكم الأساسي والقول الفصل! وأرجو، أرجو، ألا يخذلنا مرسي، لا سيما وأن غداً لناظره قريب!'.
    يا سبحان الله، إلى هذا الحد أصابه الذعر؟

    نريد فقط تفسيراً منطقيا
    ً لقرارات الرئيس الخطيرة

    ونظل داخل مؤسسة دار التحرير التي تصدر 'الجمهورية' و'المساء'، حيث نرى نماذج مختلفة في نفس اليوم فقد قال رئيس تحريرها السابق زميلنا جمال أبو بيه عن قرارات الرئيس: 'أريد فقط تفسيراً منطقياً لمثل هذه القرارات الخطيرة، ومشاركة الشعب مع الرئيس في مناقشة أسباب إصدار القرارات حتى يكون الشعب شريكاً فاعلا، وليس فقط مجرد متلق للقرارات، ويجب ألا يغيب عن ذهن متخذ القرار ان الشعب شريك، ولم يعد 'هاموش'، كما كان يعاملنا النظام السابق'.
    'كان قال زميلنا خالد إمام رئيس تحريرها الاسبق والذي كان يدافع في معظم الأحيان عن نظام مبارك: 'قرارات الأحد تضع علامات استفهام وتعجب كثيرة وتثير الريبة والتوجس في النفوس خاصة أنها جاءت بعد تغييرات أخرى في المخابرات والحرس الجمهوري وأمن الرئاسة والشرطة، ومن المؤكد أن هناك أسبابا 'إخوانية' تخص الجماعة والحزب دعت إليها، لكن، وفي كل الأحوال، يجب أن تعي الجماعة والحزب والرئاسة أن مصر دولة ولا يمكن تذويب الدولة في جماعة أو من أجل جماعة، والشعب من حقه أن يعرف الأسباب أياً كانت وبمنتهى الشفافية فلا يجوز أن يترك هكذا مثل الأطرش في الزفة، ولن يكون أبداً'.

    'الاهرام': 'الشعب يريد انقلابا عسكريا'

    ونغادر 'المساء' إلى 'الاهرام' نفس اليوم لنجد زميلنا وصديقنا فتحي محمود - ناصري - يقول: 'يبدو غريباًً أن يرفع البعض شعار 'الشعب يريد انقلابا عسكريا' في مواجهة قرارات الرئيس محمد مرسي الأخيرة وأن يمني البعض نفسه بأن الجيش سيستولي على السلطة ثم يسلمها له على طبق من ذهب، والحقيقة ان هذه الأمنيات هي حيلة العاجز لأن المواجهة الحقيقية لأي فصيل سياسي في السلطة سواء الإخوان المسلمين أو غيرهم يكون بالعمل في الشارع وسط الجماهير للحصول على ثقة الشعب في أي انتخابات مقبلة للوصول الى السلطة، والمشكلة الحقيقية أمام جميع التيارات السياسية التي لا تنتمي الى المرجعية الإسلامية في مصر أنها تفتقد آليات العمل الشعبي المنظم الذي يمكن أن يتيح لها الحصول على نسبة كبيرة من الأصوات في الانتخابات، بينما جماعة الإخوان لها خبرة طويلة في العملية الانتخابية وآلياتها ووسائل التأثير الجماهيري تستطيع من خلالها الحصول على الأغلبية'.

    اللغز ما زال قائما حول عزل قادة العسكر

    كما قال زميلنا وصديقنا أشرف العشري بحدة 'انقلاب عنيف وخطوة غدر في لحظة غير مواتية تم التخطيط والإعداد المسبق لها بعناية فائقة تصل إلى حد الصفعة المدوية ولذا لا يمكن قبول أو فهم تبريرات البعض مثل اللواء العصار بأن ما تم هو نتاج تشاور وتفاهم مع قادة المجلس المقالين، فهذا أمر لا يمكن أن يستوعبه العقل، وبافتراض أنه أم كان هناك تنسيق مسبق لكان هناك إخراج أفضل لهذه النهاية وخروج مشرف لهؤلاء القادة كإعلان عن طلب منهم لإعفاء أو الجنوح للراحة بعد أن أدوا رسالتهم وحافظوا على انتصار الثورة. الآن لا يمكن فهم ما حدث إلا أنه تم بغطاء سياسي من قبل جماعة الإخوان وربما عبر تشاور وتماه مع الولايات المتحدة الأمريكية حتى أن البعض في الشارع السياسي يقولها صراحة إن واشنطن باعت المجلس العسكري لجماعة الإخوان، ولذا بات على الرئيس والإخوان ان يفطنوا أو يستعدوا من الآن انهم سيتحولون الى منصة إطلاق من قوى سياسية مضادة لهم وربما تتكاثر دعوات التجييش والتعبئة ضدهم في الساحة والميادين والتعبئة لمليونيات أشبه بأحداث ثورة 25 يناير، فواقع الحال ينبىء بذلك لأن هناك قوى فاعلة في المجتمع لا تتفق ولا تقبل سعي وهيمنة الإخوان على مفاصل الدولة والقرار والسيادة وحدهم في البلاد'.

    قرارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب

    ونخرج من باب 'الأهرام' لندخل إلى 'الأخبار'، لنجد زميلات جميلات، يشاركن في المناقشات، الأولى نهاد عرفة التي قالت: 'إنها قرارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، لقد أصبحت السلطتان التشريعية والتنفيذية في يد الرئيس.. شيء مخيف رئيس بكل هذه السلطات بدون دستور، شيء مخيف فعلا خاصة إذا أضيفت إليها سلطة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، كل شيء كان يسير بالمقلوب منذ الحادي عشر من فبراير 2011، منذ ترك الشعب الميدان وترك ثورته في يد المجلس العسكري الذي لم يصن الأمانة التي حملها له المصريون وقبل بإجراء الاستفتاء وقال نعم لعدم وضع الدستور أولاً، يوم تحالف الجيش والإخوان مع أمريكا وإسرائيل وقطر والقوى السياسية الإسلامية بالطرق الملتوية، يوم تفرقت القوى السياسية والثورية شعرنا وقتها أن ثورتنا تسرق وكرامتنا تسرق واننا نسير في طريق مظلم وأثبتت الأيام ذلك'.

    نجهر بعدم موافقتنا على قرارات السيادة العليا

    والثانية كانت مديحة عزب التي صاحت غاضبة وهي تسأل الرئيس: 'نريد أن نفهم الحيثيات التي دفعتك لإصدار قراراتك الأخيرة والتي كانت مفاجأة للجميع وأعني بها عزل المشير طنطاوي والفريق عنان وإحالتهما للتقاعد وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، هذه القرارات التي وان كانت أسعدت البعض إلا أنها ايضا يا سيادة الرئيس قد أقسمت اليمين الدستورية كرئيس شرعي للبلاد على أساس الإعلان الدستوري المكمل، وفي ظل حماية وتمكين قام بهما المجلس العسكري البطل، واعتقد انه اصبح من حقوقنا الآن بعد ثورة يناير المجيدة أن نجهر بعدم موافقتنا على قرارات السيادة العليا، طبعاً الموافقة من عدمها لن تغير من الأمر شيئاً، ولكن نريد أن نعرف لماذا أصدر الرئيس تلك القرارات، نريد أن نعرف أيضاً هل توجد علاقة بين تلك القرارات وبين مكتب إرشاد الجماعة إياها؟ هل هناك صلة ما بين قرارات الرئيس وبين أطماع الجماعة في الانفراد بالحكم والسلطة؟ فأر كبير يلعب في عبي ويؤكد لي أننا لن نلبث أن نجد البلد تدار بمنطق العزبة والشللية والإقصاء والذي سوف يزرع الشك في قرارات الرئيس، والمدهش أننا نرى دائماً في أعقاب كل قرار للرئيس وخاصة إذا كان من هذا العيار ما يشبه الميليشيات التي سرعان ما تصدر الأوامر بها من مكتب الإرشاد لشباب الإخوان في جميع محافظات مصر بسرعة النزول والتمركز أمام القصر الجمهوري وميدان التحرير 'الذي تحول على يدهم من ثورة الى الابتزاز' وذلك لتأييد قرارات الرئيس والهتاف له بشكل عمياني، هوه كده تأييد بالعافية واللي حيعارض يا ويله وسواد ليله، نوع من الإرهاب الفكري الجديد الذي لم نكن نعرفه من قبل الأمر الذي يذكرني بلجنة السياسات والحزب الوطني السابق والشهير بالحزب الوطني وما كان يحدث من حشد للهتيفة المأجورين في أعقاب كل تحرك للمخلوع أو لابنه الوريث'.

    وضخ دماء جديدة بالمناصب
    الهامة حتى تدار البلاد بفكر جديد

    والثالثة كانت ميرفت شعيب التي حاولت التخفيف من عنف نهاد ومديحة بقولها:
    'تحية تقدير لقرارات الرئيس محمد مرسي بتغيير قيادات القوات المسلحة وضخ دماء جديدة بالمناصب الهامة حتى تدار البلاد بفكر جديد يعيد عجلة الانتاج للدوران ويلم شمل أطياف الشعب في هذه الظروف الصعبة التي تحيط بنا سياسياً وأمنياً في الداخل في سيناء، واقتصاديا مع تناقص الاحتياطي النقدي وحاجتنا الى جذب الاستثمارات الخارجية وتشجيع السياحة، اختيار المستشار محمود مكي نائبا لرئيس الجمهورية لقي ترحيبا من القوى السياسية لأنه يتمتع بسمعة وهو تكريم لرجال القضاء واعتراف بأهمية دورهم في اتخاذ القرارات الهامة بالبلاد'.

    توقيت اتخاذ القرار والسرعة
    يكشفان عن شخصية وأداء وطني

    وفي اليوم التالي - الأربعاء - قام زميلنا بـ'الأخبار' ورئيس تحرير 'أخبار اليوم' الأسبق ممتاز القط، بالإشادة بالرئيس وقال عنه: 'توقيت اتخاذ القرار والسرعة التي تم بها وسط عشرات اللقاءات والاجتماعات والزيارات التي عقدها الرئيس وتزامنها مع الأحداث المأساوية في رفح تكشف عن شخصية وأداء وطني، ربما لا يعرفها عنه سوى القريبين منه، وخاصة جماعة الإخوان، وربما بعض اعضاء البرلمان الذين رافقوه خلال عضويته بمجلس الشعب، لقد شاهدت تسجيلا للمرة الأولى عن احدى المساجلات بينه وبين وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان لم تذع وقتها، وفيها تتضح إمكانياته ومواهبه وامتلاكه الحجة والمنطق، وايضا الأدب الجم. نعم القرارات الأخيرة التي أصدرها الرئيس تمثل بداية لرجل قوي وكذب عديدا من التوقعات التي صاحبت جولته الانتخابية بداية تضعه دائما في مكانة خاصة، وتعلي سقف توقعات المواطنين منه، ومما يمكن ان يحققه واعتقد ان الساحة اصبحت خالية أمامه الآن لبدء تنفيذ برنامجه للتنمية والإصلاح والذي سيكون الاختبار الحقيقي امام المواطنين'.

    كيف تحول القط من الاشادة بمبارك للإشادة بمرسي

    يا سبحان الله، القط الذي كان لا يكف اثناء رئاسته تحرير 'أخبار اليوم' عن مهاجمة كل من ينتقد مبارك وجمال ورئيس الوزراء وكان يبكي بكاء شديدا على حال مبارك، الذي ينشغل بالعمل من أجل المواطنين وأصبح محروما من ابسط المتع، خاصة سماع طشة الملوخية، وشم رائحتها، مما أثار ضده وقتها هجمات ساخرة وطريفة، فماذا سنقرأ له غدا أو بعد غد، ان الرئيس مرسي محروم من سماع وشم رائحة طشة أي نوع غير الملوخية؟
    الملفت انه تم نقله من 'أخبار اليوم' الى 'الأخبار' وتخصيص عمود يومي له في الصفحة السادسة عنوانه - كلام في الهوا - المهم انه يوم الثلاثاء خصص عموده للإشادة بالدكتور الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل.

    الإخوان والإعلام والعصف بالحريات الديمقراطية

    وإلى الإخوان والإعلام من صحافة وتليفزيون والشكوك التي أصبحت تحيط بهم وتحاصرهم، عما ينوونه من العصف بالحريات الديمقراطية، سواء بالقوة وتحريك عناصرهم للاعتداء على الإعلاميين كما حدث امام مدينة الانتاج الإعلامي، والاعتداء على رئيس تحرير جريدة 'اليوم السابع' اليومية المستقلة، زميلنا وصديقنا خالد صلاح، ومحاولة الاعتداء على زميلنا يوسف الحسيني، والذي تزامن مع تغييرات مجلس الشورى لرؤساء تحرير الصحف القومية، وأنا هنا لا أتعرض للزملاء الذين تم تعيينهم، وإنما للأسلوب الفج والمكشوف من استخدام الإخوان لنفس أداة التغيير التي كان يستخدمها النظام السابق، مع بعض التطوير، لكن الجوهر واحد، بينما كان المأمول وكما طالب الصحافيون من سنوات طوال بإبعاد مجلس الشورى عن التدخل في شؤون الصحافة القومية لضمان استقلاليتها.

    نحن ندخل عصر ضرب المخالفين للرأي بـ'الجزم'

    في 'المشهد'، الاسبوعية المستقلة، قال نائب رئيس تحريرها زميلنا طلعت إسماعيل: 'نحن ندخل عصر ضرب المخالفين للرأي بـ'الجزم' وترهيب الناس بالميليشيات التي طالما أنكرت الجماعة وجودها، فقد دخل الإخوان عصر التمكين بعد أن استغلوا غيرهم في الخروج من مرحلة الاستضعاف لتنتقل مصر على أيديهم الى جب وأد الرأي واستباحة القانون وإراقة دمه على الطرقات وفي الساحات العامة لأنه لم يعد هناك صوت يعلو فوق صوت الجماعة.
    وقد يتعلل الإخوان بأن بعض الأصوات تطاولت على مقام السيد الرئيس فهل عينهم الرئيس مدافعين عن حقه أم أن الرئيس لديه من الأدوات والوسائل القانونية التي أقسم على احترامها في ردع من يتجاوز النقد المباح الى التجريح الشخصي؟
    وهل يعتبر الإخوان مرسي رئيساً لمصر أم رئيساً لجماعة من حقها إهدار القانون للدفاع عنه. بعيدا عن الجماعة وأنصارها فإن السؤال الآن الى أصحاب الرأي الذين رفعوا لواء مناصرة 'الثوري' الدكتور محمد مرسي لأنه المعبر عن الثورة ماذا تقولون الآن وقد دخلنا عصر الضرب بالجزم ،ألم تتوقعوا أن تصل النعال إليكم إذا خالفتم الجماعة الاصطفاف إلى جوارها ظالمة ومظلومة، نريد أن نسمع الأصوات التي طالما دافعت عن حق الإخوان في التعبير عن آرائهم واليوم باتت مهددة بحجر الجماعة على مواقفهم إذا كانت مغايرة لها'.

    الأحمق يؤذي نفسه والدبة تقتل صاحبها

    وإلى 'اليوم السابع' وأحد مديري تحريرها زميلنا وصديقنا أكرم القصاص، وقوله يوم الاثنين: 'الأحمق يؤذي نفسه والدبة تقتل صاحبها من دون قصد، وفي السياسة الخطر الأكبر قد يأتي من حلفاء وليس من الخصوم فيما يخص تجربة جماعة الإخوان مع السلطة لم تختلف كثيرا عن الحزب الوطني وأي حزب حاكم، يواصلون السعي لاحتلال كل المواقع بالولاء وليس الكفاءة، وإذا حدثتهم يردون بأن مبارك كان يفعل ذلك ولا أحد يواجهه، ولا ينتظر ليعرف أن هذا هو نفسه الاستبداد الذي أدى لسقوط نظام مبارك، وهو نفسه الذي يسقط كل الأنظمة، رغبة عارمة في احتلال كل المواقع التي كان يسيطر عليها الحزب الوطني في السياسة وباقي المفاصل في الإعلام والأمن والقضاء في الإعلام كانت قوائم برؤساء تحرير متزامنة مع اختيار وزير إعلام من الجماعة متزامنا مع صدور قرار بإغلاق قناة الفراعين وحكم بمصادرة لصحيفة الدستور'.

    الشتائم لغة والانفلات اللغوي
    والخروج اللفظي حالة من الغضب

    وفي 'أخبار' الاثنين قالت زميلتنا الجميلة عبلة الرويني: 'لست مع لغة الشتائم، لا أحب استخدامها، أراها تضعف الحوار، تخفض من مكانته وقيمته ومصداقيته، لكن ايضا الشتائم لغة والانفلات اللغوي والخروج اللفظي حالة من الغضب والتمرد والاختلاف، حالة من التحرر والرغبة في التكسير المستمر لكافة السلطات والتابوهات السياسية والاجتماعية والنفسية أيضاً، أيضاً لست مع إهانة رئيس الدولة ولا إهانة الدولة، لكن التجاوز اللفظي مع رئيس الدولة أو حتى استخدام عبارات جارحة لا يعطي مبرراً لإعلان المصادرة والمنع وإيقاف جريدة أو حجبها ومنعها من الصدور، انتهى زمن 'العيب في الذات الملكية' و'قانون العيب' و'أخلاق القرية' لا تقديس ولا قداسة لاشخاص أو أفكار، كل شيء يخضع للمناقشة والمراجعة والسؤال، حيث ان الضمانة الحقيقية للحوار هي الحرية والقانون'.

    اليد الممدودة الى المصافحة ومحاولة المسامحة

    ونظل في 'الأخبار' مع زميلنا علاء توفيق وقوله: 'راهن توفيق عكاشة على نجاح أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة، مصدقاً زعماً بأن المؤسسة العسكرية لن تسمح لشخص مدني بحكم مصر، وهكذا كان الفلول يطلقون لتضليل الناس، وهب عكاشة ليهاجم محمد مرسي والإخوان المسلمين، ثم كانت النتيجة بأن انحاز المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى الشرعية وقام بتسليم السلطة إلى الشخص المنتخب، وصار منذ ذاك حاكماً شرعياً بحسب مبادىء الديمقراطية وجن جنون عكاشة ورفاقه فهبوا يحاربون معركتهم الأخيرة، ومن الأسف ان لفيفاً من الناس انساقوا وراءهم محاولين إفشال خطة المائة يوم.
    أتدرون ماذا شجع ناس مثل هؤلاء على الخراب؟! إنها اليد الممدودة الى المصافحة ومحاولة المسامحة واتساع الصدر لقبول الجميع، لقد طمعوا في الثورة، لكن أقولها ونحن الذين نمنا على الاسفلت لكي يتنحى المخلوع وانحاز لنا الجيش لن نقول سلمية مرة أخرى، سوف نأكل أكباد من يهدد الثورة'.
    أي أنه يريد التشبه بهند بنت عتبة زوجة أبي سفيان التي طلبت من عبدها وحش بعد أن قتل حمزة عم الرسول - رضي الله عنه - فتح صدره وأخرجت كبده وأكلته، ولذلك سميت آكلة الأكباد، والغريب في الأمر، ان كل من اسمها هند تحب أكل الكبدة، أقول ذلك استنادا الى ان ابنتي الكبرى هند تحب الكبدة.

    على الرئيس لمّ الشمل
    لكافة الأطياف السياسية والتيارات

    وفي 'الأخبار' أيضا قال زميلنا إبراهيم عامر: 'ما زاد من دهشتي أن مؤسسة الرئاسة عندما قامت بهذا الإجراء ادعت أن هذا حق الرئيس في أنه يريد تطبيق القانون وإعطاء كل مواطن أياً كان موقعه حقه بالكامل وأنا أحترم هذا جيدا وكنت أتمنى طالما أن الرئيس يرغب في الحصول على حقه أن يقوم هو بإعطاء كل مواطن حقه أولا باعتباره رئيس الجمهورية والمسؤول عن كل المصريين وأن يحاول لمّ الشمل لكافة الأطياف السياسية والتيارات وان يترك الأعمال والانجازات هي التي تحكم عليه وعليه أن يكسب ثقة المواطن البسيط، بأن يجد حلولا لمشاكله اليومية والتي زادت بنسبة كبيرة مؤخرا ومنها قطع الكهرباء والمياه والصرف الصحي خاصة وأنها تؤثر على معيشته بشكل مباشر وإذا وجد المواطن انجازات حقيقية فإن الرئيس سيجد من يدافع عنه من الصحافيين ويقف معه'.

    مناخ الخوف والإرهاب المعنوي

    وفي 'أخبار' الثلاثاء توقع زميلنا وصديقنا الأديب الكبير جمال الغيطاني ما هو أسوأ، قال: 'خطورة هذه الحشود المحمية من السلطة انها تؤدي مهامها من عنف وتدمير بدون عقاب وبدون تصدي الشرطة أو تدخل النيابة، مع تكرار هذا ستضطر الجهات المستهدفة، سواء كانت أحزاباً أو منظمات أو أفراداً إلى اتخاذ إجراءات للحماية. القوة المنفلتة تؤدي إلى القوة المواجهة وهذا بداية الطريق الى الحرب الأهلية الى تحول المجتمع الى غابة يؤمن فيها كل فرد نفسه في نفس الوقت يستعمق مناخ الخوف والإرهاب المعنوي ، سيتسرب ذلك الى المناخ خاصة أن هناك مشاهد أتوقع ظهورها، إحراق الكتب في حضور الغوغاء أو العقاب الفردي والجماعي عند إقرار الحدود، عندئذ لن تكون هناك حرية أو إبداع أو فن، أما ترك المجموعات التي تتحرك بتدبير لتمارس العنف فما لم يردع من الآن فلننتظر الهول!'.

    النظام الجديد لم يستوعب الدرس الاعلامي

    وآخر زبون لدينا في هذه القضية سيكون زميلنا بـ'الجمهورية' علاء معتمد، وقوله في نفس اليوم الثلاثاء : 'لا أتفق كثيراً مع ما تنشره جريدة 'الدستور' أو 'صوت الأمة' ولست من مشاهدي قناة الفراعين أو من مريدي توفيق عكاشة ولكن الهجوم الذي تعرضت له الصحيفتان والقناة والمذيعان خالد صلاح وعمرو أديب الاسبوع الماضي يؤكد أن النظام الجديد لم يستوعب الدرس جيدا ولم يدرك أن الحرية كانت البند الأول من المطالب التي قامت الثورة لتحقيقها. إذا كانت حركة تغيير رؤساء تحرير الصحف القومية الأخيرة قد أثارت الشكوك ووضعت الإخوان في موضع اتهام بالمحاولة لفرض السيطرة والوصاية على هذه الصحف وأخونة الإعلام فإن الهجمة الأخيرة على صحيفتي 'الدستور' و'صوت الأمة' وغلق قناة الفراعين يزيد من هذه الشكوك ويثبت التهمة على الجماعة ولا ينفيها عنها'.

    لو كنت مكان الرئيس مرسي

    وإلى المعارك السريعة والخاطفة حيث خاض زميلنا في 'الوفد' محمد زكي يوم الأحد ست عشرة اخترنا نصفها، أي ثماني، وهي:
    'ـ الحرب على الإرهاب في سيناء بدأت متأخرة ولكن كل تأخيرة وفيها 'خيبة'!
    - الرئيس 'مرسي' كشر عن أنيابه وضحى بالكبار علشان كلام المرشد يعيش.
    - بما أننا نعيش في زمن الإخوان، على الإعلاميين السمع والطاعة وارتداء الكمامات الواقية من كسر الأسنان!
    - في الإذاعة بنسمع برنامج 'الشعب يسأل والرئيس يجيب' ولكن في التليفزيون نشاهد برنامج 'الرئيس يتساءل والشعب يضحك'!
    - حمدين صباحي المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية يتربص للإخوان مطبقاً المثل 'مصائب قوم عند قوم فوائد'!
    - لو كنت مكان الرئيس مرسي لحولت برنامج 'المائة يوم' الى برنامج ترفيهي وتوزيع اسطوانات مشروخة على الشعب!
    - لغة الغضب ضد الحكومة 'المقندلة' تغيرت من الاحتجاج الشعبي الى الضرب بالحذاء.
    - يا جماعة متزعلوش من الرئيس 'مرسي'، اصله كان ناوي يروح جنازة شهداء الحدود، بس في الطريق 'الاستبن' فرقع منه! '.

    لن نغفر للعسكر انه سمح للجهاديين
    والسلفيين والإخوان بالخروج من السجون

    وفي نفس عدد 'الوفد' خاض القيادي الوفدي وفيق كامل الغيطاني أربعا وعشرين معركة قال في تسع منها: 'أنا وكل الشرفاء لن نغفر للمجلس العسكري انه سمح للجهاديين والسلفيين والإخوان البعدة بالخروج من السجون وعودتهم من بلاد الدنيا ليحتلوا مصر ويخربوها لدرجة أن اللي جالس على الكرسي خارج من الليمان لن نغفر لك ذلك يا مجلس يا عسكري.
    - وزاد الطين بلة جلوس مرسي على الكرسي فأفرج عن المساجين الإرهابيين السفاحين والدماء مازالت تقطر من أيديهم، أفرج عنهم لكي تزيد قبضة الإرهاب في مصر وتحمي الإخوان وتمكنهم من السلطة ووأد الديمقراطية والحكم المدني والمساعدة على التمكين من حكم المرشد وإقامة دولة الخلافة، كما قالها مرسي سأعيد دولة الخلافة وستكون عاصمتها القدس.
    - يومها أنا كتبت أن هذا الرجل ينفذ أجندة إخوانية بمساعدة أمريكية وللأسف المجلس العسكري ترك لهم الفرصة وانخرط معهم في حبك الدور حتى اليوم:
    - تصوروا! رئيساً جاء في 24 يونيو وحتى اليوم لم يفعل أي شيء سوى اجتماعات وصلاة في المساجد والنوم في القصور.
    - الناس خلاص زهقت، بس أنا بستغرب ساكتين له، أين الثورة الثانية، لقد قامت ثورة 25 يناير التي لا تقل عظمة عن ثورة الوفد في 1919 والعالم كله يشهد بذلك ولكن سيطرت العباءات السوداء عليها وأجهضتها.
    - قوم يا مصري، لا تسكت على سرقة وطنك اننا نمر بنكسة ثانية الأولى 5 يونيو 1967 والثانية 24 يونيو 2012 إن الدولة سقطت فعلا ولن تعود إلا بعودة الشعب لوعيه والخروج وقتل الخونة جميعاً حتى لو استشهد نصف الشعب المصري ليعيش الباقي محترماً.
    - أيها الجالس على الكرسي حسبي الله ونعم الوكيل، إن الإسلام بريء منكم فأنتم متأسلمون، ولا تبغون سوى السلطة وجمع المال والإسلام مــنكم براء ومثواكم جهنم يا أصحاب مشروع النهضة غير الواضحة الملامح، كلام على الورق فقط.
    - يا أيها الجالس على الكرسي، اغرب عن مصر المحروسة أم الدنيا وخد عائلتك وارحل بعيدا عن قصر المنتزه وعد الى بلدك وقريتك فقد خربت الدنيا أنت ورجالك خونة الإسلام، أعداء المدنية، وسماحة الإسلام وأعداء الحرية والديمقراطية.
    - أيها الجالس على الكرسي، لقد غابت الشمس واختفى القمر وانقطعت الكهرباء وجفت الترع والأنهار حتى غابت الرؤية وارتدت مصر الرداء الأسود'.
    ولا شك ان الرئيس عندما قرأ هذا الكلام في الصباح ضحك على وفيق، وقال في سره، انتظر، وسترى تحقق مطالبك، ثم اعلن قراراته.

    -----------------------

    من يجذب الخيوط في مصر
    صحف عبرية
    2012-08-15




    نعت الزعيم الأعلى للاخوان المسلمين الدكتور محمد بديع شهر رمضان بأنه شهر الانتصارات. والسؤال الذي يُطرح هو من المنتصر ومن المهزوم منذ اليوم؟.
    في اثناء ثورة الضباط الأحرار في مصر (في تموز 1952) تمت اتصالات بينهم وبين ممثلي 'الاخوان'. وأنفق عبد الناصر الذي أصبح رئيس مصر أياما وساعات على لقاءات مع قادة 'الاخوان' ليطلع على ما عندهم وعلى نواياهم في الأساس. وبعد أن اقتنع بأن اتجاههم الفكري يعارض تصوره العام وأنهم بمثابة تهديد له، توجه الى البحث عن ساعة مناسبة لضربهم.
    وجد ذلك في تشرين الاول 1954 حينما خطب في الاسكندرية عشية التوقيع على اتفاق جلاء الجيش البريطاني عن مصر. وفي خلفية خطبته التي بُثت بواسطة الترانزيستورات على جمهور المصريين، دوى صوت ثماني رصاصات مسدس أُطلقت عليه. واخطأت الطلقات الرئيس القوي الحضور الذي استعاد رباطة جأشه فورا ووجد الفرصة التي بحث عنها: فقد اتُهم 'الاخوان' من الغد بأنهم حاولوا اغتيال رئيس الدولة واعتقل جمع منهم وزُجوا في السجن. وهكذا أشل النظام الناصري بمرة واحدة معارضة 'الاخوان' الفاعلة المنظمة.
    حكم الضباط الأحرار بقيادة عبد الناصر الواثقة مصر سنين طويلة وكان السادات هو الذي فتح لنشطاء 'الاخوان' أبواب السجون وأعادهم الى العمل العام. وظن السادات الذي أجرى في بداية مدة حكمه لقاءات مع زعيم 'الاخوان' في السجن، أنهم سيساعدونه على تثبيت شرعية حكمه. والذي حدث بالفعل أن السحر انقلب على الساحر: فقد كان 'الاخوان' الذين توقع السادات منهم تأييدا ومساعدة في نضاله للقوى اليسارية والناصرية هم الذين سحبوا الشرعية من تحت قدميه. وفعلوا ذلك على نحو شجع قتلة السادات.
    واتجه مبارك ايضا الى اطلاق سراح نشطاء 'الاخوان' من السجون ومكّنهم من العودة الى النشاط العام والسياسي. وفي اثناء فترة حكمه حشد 'الاخوان' الثقة بالنفس بالتدريج وعلى الدوام.
    منذ شهور كان محمد مرسي وقادة 'الاخوان' يجالسون الجنرالات الحاليين ويحاولون ان يفهموا من منهم أقل خطرا ومن منهم أكثر خطرا على تحقيق أهداف 'الاخوان': وهو الاستمرار في السيطرة على مواقع الحكم وتحصينها. واحتاج مرسي مثل الضباط الأحرار قبل ستين سنة الى ان يجد فرصة للعمل. وقد أُتيحت هذه الفرصة حينما تبين عظم اخفاق الضباط في شأن تثبيت الارهاب نفسه في سيناء، وساعده على ذلك ايضا تعيين رئيس وزراء جديد يميل الى 'الاخوان'.
    تؤيد القيادة العليا للاخوان التي تحظى بالمكانة الفخمة منذ تنحية مبارك مرسي بكل شيء. وهي تثني عليه بسبب تنحية القيادة العليا العسكرية وترى هذا انتصارا. ومن الواضح له باعتباره رئيس مصر ان جزءا كبيرا من الشعب يرى ان الاخوان هم عامل القوة الوحيد الذي يستطيع ان يقود مصر. والسؤال الى أين؟.
    ان من يستخف بأن مصر تُدخل دبابات ومروحيات الى سيناء ويرى ذلك ضرورة يقتضيها هذا الوقت أو هو أسير وهم ان تُخرج مصر حبات الكستناء من النار لاسرائيل، قد يلطمه الواقع على وجهه. فقد نشأ وضع يُدخل فيه المصريون وسيُبقون كما يبدو ايضا، قوات عسكرية فضلا عن ان اتفاق السلام لا يُقرها، قد تكون تحديا كبيرا لاسرائيل اذا ما حدث تدهور للعلاقات بين الدولتين. ان هذا التدهور ليس نتاج نشاط ارهابي من جهات الجهاد العالمي فقط بل قد ينبع قبل كل شيء من اشتعال جديد بين اسرائيل وحماس. فحركة حماس كما تعلمون جزء حيوي من الاخوان. وكان مرسي هو الذي دعا قيادة حماس السياسية الى نقل عملها الى القاهرة.
    ان ما يبدو الآن للناظر المتنحي أنه تنسيق أو تعاون أمني بين مصر واسرائيل قد يصبح مضايقة عسكرية جدية لاسرائيل.
    اذا عدنا الى الرسالة الاسبوعية لمحمد بديع عن انتصارات المسلمين في رمضان (ومنها انتصار مصر في تشرين الاول 1973)، نستطيع ان نفهم ان نصر الاخوان هذه المرة كما في الماضي لا يرمي فقط الى ان يهزم عدوا داخليا بل يرمي الى التغلب على عدو خارجي بعد ذلك ايضا.

    د. ليعاد بورات
    اسرائيل اليوم 15/8/2012


    ------------------

    في الصــمـيـــــــم

    المستشاران‮.. ‬مكي‮!!‬

    15/08/2012 11:35:56 م




    [email protected] - بقلم :- جلال عارف


    جلال عارف



    أعرف الأخ العزيز المستشار محمود مكي مدافعاً‮ ‬صلباً‮ ‬عن الحريات،‮ ‬ورجلاً‮ ‬لم يكن يوماً‮ ‬ساعياً‮ ‬لمنصب ولا باحثاً‮ ‬عن شهرة أو جاه‮. ‬ومن هنا أرجو أن يكون وجوده في موقعه الجديد نائباً‮ ‬للرئيس إضافة لجبهة المدافعين عن الحريات في وجه هجمة شرسة تتعرض لها حرية الرأي والإبداع‮!‬
    لقد كان نائب الرئيس وأخوه وزير العدل الأخ العزيز المستشار أحمد مكي شريكين حقيقيين وناصحين أمينين لنا ونحن نخوض المعارك من أجل حرية الصحافة واستقلالها في السنوات الصعبة قبل الثورة،‮ ‬ولا أظن أن أياً‮ ‬منهما يمكن أن يغير موقفه أو أن يوافق علي إجراء يستهدف الصحافة أو يعادي الحريات‮!!‬
    لا أتصور أن نائب الرئيس أو وزير العدل بكل تاريخهما الوطني،‮ ‬يمكن أن يوافقا علي عودة مصادرة الصحف دون سند من قانون،‮ ‬ولا علي إغلاق قنوات تليفزيونية يخضع من يخطئ فيها لحكم القانون،‮ ‬ولكن دون أن يتحول ذلك إلي عقاب جماعي بإغلاق القناة‮.‬
    ولا أتصور مطلقاً‮ ‬أن يرضي نائب الرئيس أو وزير العدل بلجوء البعض لأسلوب الميليشيات لترويع الاعلاميين وحصار الاستديوهات‮.. ‬ولا يمكن لمن في قامة القاضيين الجليلين أن يقر بأن ما كان يلجأ إليه النظام السابق من استخدام مجلس الشوري للهيمنة علي الصحافة القومية يمكن أن يستمر‮!! ‬ولا أن تلجأ لجنة الدستور للف والدوران لكي تترك الباب مفتوحاً‮ ‬لعودة الحبس في جرائم النشر بعد أن أسقطنا ذلك منذ سنوات،‮ ‬ولكي تبقي علي الصحافة القومية تحت سيطرة السلطة الحاكمة،‮ ‬وكأننا نعد دستور صدقي باشا وليس دستور ثورة يناير‮!!‬
    وإذا كان نائب الرئيس المستشار محمود مكي سيدير حواراً‮ ‬مع القوي الوطنية كما فهمت،‮ ‬فكيف يمكن أن يكون هذا الحوار مثمراً‮ ‬في ظل جو معادٍ‮ ‬للحريات،‮ ‬ومع توزيع الاتهامات علي الصحفيين،‮ ‬وإطلاق التهديدات في وجه المبدعين والمثقفين،‮ ‬ومع مطالبة البعض بمحاكم تفتيش تحاسب حتي الراحلين من المفكرين والمبدعين علي ما اجتهدوا فيه وما قدموه من إنتاج أضاء الطريق لأجيال وراء أجيال،‮ ‬وأصبح جزءاً‮ ‬من ثقافة نعتز بها ومن إبداع تعتز به الإنسانية كلها؟‮!‬
    كلي ثقة أن موقع القاضيين الجليلين سيظل كما هو في قلب حركة الدفاع عن الحريات،‮ ‬ضد من يريدون إعادة إنتاج نظام الاستبداد،‮ ‬ومن يتوهمون أنهم قادرون علي قهر روح مصر وإعادتها إلي عصور الظلام‮!!‬
                  

08-18-2012, 01:07 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    17qpt2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    مطالب بمحاكمة المشير وأعوانه..
    وملاحقة صاحب فتوى اهدار دم المتظاهرين قضائياً
    حسام عبد البصير
    2012-08-17


    القاهرة ـ 'القدس العربي'


    بقدرة قادر تحولت الكثير من صحف مصر من خندق الهجوم على الرئيس إلى خندق المدافعين عنه، للحد الذي اعاد بعض تلك الصحف خاصة القومية منها لزمن مبارك حينما كان بعض كتاب المقالات يسبغون عليه آيات القداسة وصنع المعجزات. وقد بات واضحاً أن قرار مجلس الشورى إزاحة رؤساء التحرير السابقين والدفع بجدد حقق الهدف المرجو من ورائه حيث بات الجدد يدينون بالولاء لدولة الاخوان بعد أن كانوا يقفون صفاً واحداً خلف المشير طنطاوي والمجلس العسكري، حتى تلك الصحف التي أشتهرت بعدائها التام لجماعات الاسلام السياسي وفي القلب منها الاخوان طيلة العقود الماضية إرتدت الحجاب وباتت تهادن الجماعة وعلى رأس تلك الصحف 'روزاليوسف' التي كانت اهم معاقل اليسار والعلمانيين ،وقد وقعت معظم صحف الجمعه الرسمية في فخ مجاملة الاخوان، ولولا صور منشورة هنا وهناك للرئيس مرسي لاعتقدنا ان المخاطب هو المخلوع مبارك في الايام الخوالي. وقد استحوذت صور الرئيس وتصريحاته مانشيتات الصحف، 'الأهرام' عنونت: مرسي يصلي الجمعة في الأزهر.. مليار جنيه من الموازنة و250 مليوناً من القوات المسلحة لتنمية سيناء في العام الحالي.. 'المصري اليوم' كان عنوانها: مرسي: لا مساس بأي هيئة قضائية.. وسأستخدم حق التشريع في أضيق الحدود.. 'الأخبار': مرسي: حق التظاهر مكفول لكل المصريين.. الإمام الأكبر في تهنئته للأمة بعيد الفطر: الانتقال السلمي للسلطة يؤكد أن قادتنا يعرفون قيم التضحية وإنكار الذات.. أما صحيفة 'الشروق' فتناولت تقارير منها: مطالبة معتكفي 'الأزهر' بالرحيل ليصلي مرسي الجمعة فيه.. معاش استثنائي لمصابي الثورة حتى شفائهم.. 'اليوم السابع' عنونت 'مرسي' يلتقي الجبهة الوطنية و6 إبريل بالقصر الجمهوري ويدعو لحوار وطني.. 1 سبتمبر محاكمة عكاشة لاتهامه بتهديد الرئيس بالقتل.

    'الأهرام': مرسي زعيم سيقود مصر للعالمية

    البداية ستكون مع عبد الناصر سلامة رئيس تحرير 'الأهرام' الجديد بقدح زناد فكره ليمنح الرئيس المنتخب المكانة التي يستحقها عالميا بعد إقالته وزير الدفاع ورئيس الأركان: هذه القرارات وبهذه السرعة وفي هذا التوقيت وأيضا هذا الإخراج إنما تؤكد أننا أمام مؤسسة رئاسية سوف يحسب لها العالم ألف حساب، فقد تميز أداء الرئيس تحديداً منذ الوهلة الأولى، سواء أمام المحكمة الدستورية لأداء قسم اليمين أو في جامعة القاهرة بعد ذلك ومن قبلها في ميدان التحرير بمهارة عالية في الأداء وسرعة بديهة في التعامل مع المواقف تجعلنا أيضا نطمئن على أنفسنا في الداخل، حيث لا يجب أبدا أن يغيب عن ذاكرتنا أن هذه القرارات جاءت عقب أحداث سيناء وسقوط 16 شهيدا على أيدي فئة أقل ما يقال عنها انها إرهابية ضالة، وعقب أزمة أيضا ربما تكون هامشية إلا أنها تحمل دلالات ومعاني عديدة وهي ملابسات الجنازة الشعبية للشهداء بالقاهرة وما شابها وسبقها ولحق بها من هفوات كنا في غنى عنها إلا أنه أيضا ازدواج السلطة الذي كان يجب أن يجد حلا. وإذا كان رئيس الجمهورية قد أثبت انه على مستوى المسؤولية حينما تعامل مع أحداث سيناء بهذه القوة والسرعة بما يتناسب مع الحدث، فقد أثبتت القوات المسلحة أيضا أنها درع للشرعية ومثال للوطنية وسوف تظل هي الحارس الأمين ليس لحدودنا من أعداء الخارج فقط وإنما كانت دائما وأبدا بمثابة رصيد استراتيجي لحماية الداخل سواء من متآمرين أومتربصين أوممولين من الخارج وهو ما يجعلنا نوجه لها التحية صباح مساء على ما قدمته في هذا الشأن على مدى عام ونصف عام مضت، ناهيك عما قدمته وتقدمه لمصر عبر تاريخ طويل من البطولات.

    محمد عمارة الخلافة الإسلامية وهم كبير

    ونبقى مع 'الأهرام' وجزء من حوار اجرته مع المفكر الاسلامي محمد عمارة عن امكانية عودة الخلافه يقول: أنا كتبت عن السنهوري وعن حسن البنا، السنهوري يضع شروطا طويلة عريضة حتى تعود الخلافة الإسلامية، وكتب رسالة للدكتوراة عام1926 عن الخلافة، فالخلافة أسقطت عام1924 وذهب السنهوري إلى فرنسا عام1925 لعمل رسالة في الاقتصاد والقانون، فلما أسقطت الخلافة تحمس وكتب رسالة دكتوراة عن الخلافة الإسلامية كعصبة شعوب إسلامية وذلك عام1926، السنهوري يقول كي تعود الخلافة لابد من مؤتمرات ومعاهدات وتحالفات ونهضة إسلامية، وحسن البنا كان قارئا جيدا للسنهوري، وما كتبه حسن البنا عن الخلافة هو ما كتبه السنهوري، لكن بعض الناس حول الخلافة الإسلامية إلى بعبع، وقد كتبت مقالا في 'الأهرام' وهو جزء من كتاب نشرته فيما بعد عن إحياء الخلافة الإسلامية.. حقيقة أم خيال. وكتبت في 'الأهرام' أيضا عن طه حسين والخلافة الإسلامية، فطه حسين عام1925 كان ضد الخلافة الإسلامية وكان يناصر كتاب علي عبدالرازق 'الإسلام وأصول الحكم'، وكتب كتابه 'الفتنة الكبرى' في الأربعينيات دافع فيه عن الخلافة الإسلامية دفاعا مجيدا، لذلك عندما كتبت عن طه حسين والخلافة الإسلامية كان مدهشا لكثير من الناس، وهناك البعض ينادي بالخلافة وعودة الخلافة منذ الخمسينيات ولم يحدث شيء وهذا وهم، الخلافة الإسلامية ليست شيئا أكثر من الاتحاد الأوروبي، دول مستقلة، لكل دولة دستورها وحكومتها ورئيسها، وهناك برلمان مشترك وسياسة خارجية مشتركة، سياسة اقتصادية مشتركة وحدة سوق اقتصادية مشتركة، رغم أنها ديانات وقوميات مختلفة، نحن نريد أن نصل بالعالم العربي إلى هذا الاتحاد بسوق عربية مشتركة وسياسة عربية خارجية مشتركة ووحدة سوقية اقتصادية، ووحدة عربية، وتضامن عربي وإسلامي ولكن هذا يحتاج لجهود مخلصة ومجهود كبير، المسلمون أكثر من مليار وستمائة مليون ويقتربون من ربع سكان العالم وأكثر الأديان انتشارا والمساجد تنتشر في كل أنحاء أوروبا والعالم، فنحن نمتلك ثروات طبيعية غير عادية، وتراثا روحيا ودينيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا رائعا، فتضامن العالم الإسلامي أو تكامل العالم الإسلامي أو ما شئت من أسماء دون كلمة الخلافة، سميه تضامن إسلامي أو تكامل إسلامي، ولدينا منظمة التعاون الإسلامي لو تم تفعيلها بحق تصبح هي الخلافة الإسلامية أو تقوم بدورها، فالخلافة الإسلامية ليست نظاما محددا، فالنظم تتنوع وتختلف باختلاف الزمان، لا عاقل يحلم أن نعيد الشكل القديم للخلافة، الخلافة الإسلامية كما يقول السنهوري هي التي تحقق ثلاثة شروط، وحدة الأمة، وتكامل دار الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية.

    هل تكريم المشير بداية لمحاكمته؟

    يسوق الكثيرين إلى أن المشير طنطاوي وزير الدفاع السابق والذي عزله مرسي وكرمه أصبح بمنأى عن المحاكمة غير أن آخرين يرون عكس ذلك وهو ما يرفضه حازم عبد العظيم في 'المصري اليوم': لو هناك نية للمحاكمة كانت الإقالة تكفى.. ولا معنى للتكريم! أما من هو خارج العائلة ولم يقع تحت تأثير 'الدوجما الإخوانية' المسيطرة على الأجواء المصرية، لابد على الأقل أن يشك في صفقة إخوانية عسكرية! الشك في الصفقة بدأ تدريجياً من 19 مارس، واختيار لجنة أغلبيتها ورئاستها من العائلة الإخوانية المصرية، حسب التعريف أعلاه، وقلنا صدفة مش مقصودة رغم أن المجلس العسكري كان يستطيع جيداً خلق توازن في هذه اللجنة لو أراد! ثم رأينا الاستفتاء الديني على التعديلات وما صاحبه من ربطه بشرعية المجلس العسكري، ثم دخلنا في استقطاب واضح بين القوى الثورية الحقيقية في جانب والمجلس العسكري والإخوان في الجانب الآخر.
    ويتابع حازم هجومه على الاخوان: سمة النظم الفاشية ليست فقط قمع المعارضين تحت غطاء عقائدي أو أيديولوجي، لكن أيضاً في تغيير ممنهج في منظومة القيم للشعوب مثلما فعل هتلر تحقيقاً لأغراضه السياسية. ويبدو أننا على أعتاب حكم فاشي باسم الدين، الذي يأتي عادة بعد سقوط الأنظمة الديكتاتورية، وهو أخطر الأنواع، فبدأنا نرى مهاجمة الإعلاميين وحجباً لمقالات بعض الكتاب ومصادرة جريدة وغلق قناة بالكامل، كان من الممكن محاكمة الشخص المخطئ فقط بالقانون، ثم رأينا مؤخراً الإعداد لفتوى بتوصيف من ينزل لمظاهرات 24 أغسطس بالخوارج وإهدار دمهم، مثلما قال الشيخ الجليل جداً هاشم إسلام علي، يجعل كلامنا خفيفا عليه، في تحريض واضح على القتل باسم الدين. ولا أدري موقف الرئيس مرسي 'المدني' من هذا التصريح الخطير الذي يهدد السلم العام و'مدنية' الدولة!
    'العبد لا يهدأ إلى أن يصبح الجميع عبيداً... والحر لا يهدأ إلى أن يصبح الجميع أحراراً'.

    توازن نسبي بين الرئاسة والعسكر

    ونبقى مع الهجوم على الاخوان حيث كتبت سحر جعاره في ذات الصحيفة 'المصري اليوم': بالأمس كان لدينا توازن نسبي بين سلطة مؤسسة الرئاسة وقوة المؤسسة العسكرية، أما الآن فقد دخلنا عهد ديكتاتورية جديدة تهيمن فيها 'الجماعة' على جميع مؤسسات الدولة. في نفس المقال المشار إليه قلت إن: انتماء الرئيس محمد مرسي لحزب 'الحرية والعدالة' لا يسقط بالاستقالة، وبيعته للمرشد العام للإخوان المسلمين لا تمحوها عبارة 'رئيس لكل المصريين'.. وهكذا خرجت ميليشيات الجماعة لتدافع عن وجودها، فتحطم سيارة الزميل خالد صلاح عند بوابة مدينة الإنتاج الإعلامي، وتعتدي بالضرب المبرح على المعتصمين أمام قصر الاتحادية (راجع البلاغ رقم 2220 لسنة 2010 عرائض النائب العام).. وكأنهم يقولون لكل ثائر على حكم المرشد:(إما الصمت.. أو الدم)!! إنها البلطجة السياسية في مواجهة المعارضين وبشكل منظم أكثر من عهد مبارك، بلطجة تستهدف الفضائيات والصحف الخاصة أولاً، يليها المعتصمون أمام قصر الرئاسة.. كضربة استباقية لثورة الغضب 24 و25 أغسطس!
    هل عزلنا المشير ليحكم المرشد؟

    لا يسع الكثير من الكتاب أن يعبروا عن مخاوفهم من تشديد الاخوان قبضتهم على مقاليد الحكم ومن بين هؤلاء أحمد عبد التواب في جريدة 'التحرير': المؤكد أن إزاحة المجلس العسكري عن الهيمنة على المشهد السياسي هي واحد من أهم أهداف ثورة يناير، خاصة بعد الفشل المدوي والتخبط المدمر منذ تقلده السلطة قبل 18 شهرا! وقد استفاد بهذا جميع الأطراف بما فيهم القوات المسلحة، سواء على مستوى أفرادها أو كهيئة اعتبارية، بسبب ما طالهم وما طالها نتيجة الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها هؤلاء القادة في ممارسة مسؤولياتهم السياسية وكان لها تأثير سلبي على صورة هذه المؤسسة لدى جماهير غفيرة، ولا بد أن يمرّ زمن من العمل الجاد لترميم صورة الجيش الوطني بعد أن تشوهت بلقطات يصعب أن تمحى من الذاكرة لأفراد بالزي الميري وهم يعتدون اعتداء غاشما على المتظاهرين المسالمين العزل أو وهم يحمون البلطجية في غاراتهم الهمجية بالسيوف والمولوتوف!
    ولكن المؤكد أيضا، وعلى الناحية الأخرى، أن طلائع الثوار وعلى رأسهم الشهداء والجرحى، لم يستهدفوا عند خروجهم في 25 يناير وصمودهم في ميادين مصر أن يسيطر الإخوان المسلمون آخر الأمر على مقاليد الأمور وينفردوا وحدهم بالحكم والتشريع ويناوئوا القضاء ويفرضوا أفكارهم على الدستور ويضعوا في جيبهم الصحف ذات الملكية العامة والإذاعة والتليفزيون ويسخروها جميعا لخدمة خطهم وصولا لمشروعهم الخاص الذي يبدو أن آفاقه تتجاوز حدود الخيال! لاحظ أن الإخوان سعوا إلى أن يضموا إلى سلطتهم الجديدة بعض شيوخ القضاة المشهود لهم بالنزاهة وبالرفض المبدئي المطلق للمحكمة الدستورية العليا، وهذا يضمن للإخوان دون إملاء ولا تنسيق أن يتمكنوا من المواجهة والتصدي في معركة بدأوها واكتشفوا أنهم أعجز من أن ينتصروا فيها وحدهم!

    مذبحة رفح بين إهمال مرسي وتفريط حماس

    ونتحول نحو المهاجمين للرئيس مرسي والبداية مع محمود سالم في صحيفة 'التحرير' والذي ينتقد الرئيس بسببب قراراته التي يلمح إلى ان بعضها كان وراء مذبحة سيناء الأخيرة: إن كان قرار العفو الشامل الذي أصدره الرئيس مرسي به الكثير من العوار ورد الجميل لأحداث سابقة يعرفها المصريون جميعا، فقد سبق هذا قرار متسرع وغير مدروس ويدل على كثير من نقص الحنكة السياسية والاجتماعية.. وهو قرار فتح المعابر بغير حساب وبغير ضوابط أو استحكامات والتي أصبحت مصدرا لتهريب السلاح وكذلك المسلحين إلى داخل البلاد لترويع الحدود من عناصر تدعي الإسلام وهو منها براء، لكنها لا تستهدف غير إهدار ونزف المزيد من دماء جنودنا الشرفاء في هذا الشهر الكريم ولحظة أذان المغرب!
    لم تعد الأنفاق وسيلة لتهريب السلع التموينية المدعومة والسيارات المسروقة من مصر إلى غزة تحت نظر ومباركة حركة حماس، بل أصبحت هذه الأنفاق شريانا مسموما تتدفق منه الدماء الفاسدة الملوثة، لتشكل خطرا سرطانيا وأعنف على الأمن القومي المصري. إن دعم الشعب الفلسطيني.. والوقوف إلى جانب قطاع غزة يجب أن لا يتعارض مع تأمين حدود البلاد وأمنها القومي بأي شكل وبكل الطرق، سواء بدك هذه الأنفاق أو غلق هذه المعابر التي أصبحت المصدر الرئيسي لتصدير الإرهاب إلى داخل أرض مصر. وأعتقد أن الأمر لا يقتصر على رد فعل مثل هذه الفعلة الشنعاء بعمليات إجرائية مضادة وقتل بعض الشباب المشوه عقليا وفكريا.. وتطهير هذه البؤر الإجرامية المسرطنة من مثل هؤلاء المضللين باسم الإسلام.. ولكن الأهم البيان الذي أصدره الحزب المصري الديمقراطي، والذي أكد خلاله تحمل الرئيس محمد مرسي مسؤولية الحادثة الإرهابية التي تعرض لها الجنود المصريون، ويطالب سالم الرئيس أن يوضح موقفه من الآن بين أمن مصر أو حماس التي تتحمل أمن غزة حيث ترى الكثير من التقديرات أن موقفها يتراوح بين التواطؤ وغض النظر عن العمليات الإجرامية، غير ان هجوم سالم على الرئيس المنتخب لم يمر مرور الكرام، فهاهو اسامة غريب في نفس الصحيفة يرد الصاع لسالم ويدافع عن الرئيس: قرارات مرسي وضعت حدا لتصرفات من أهانوا الجيش باستخدام سياراته في إلقاء الزبالة في وسط الشارع. قرارات مرسي مثلت الحد الأقصى لما تمنيناه طوال العام والنصف الماضيين.. من يتردد في تأييدها يثبت أن كراهيته للإخوان تفوق حبه لمصر..هناك من ترفعهم المسؤولية إلى مستويات لا يتصورونها هم أنفسهم... مرسي رفعته المسؤولية لمصاف رجال الدولة الكبار.

    القط يعود للظهور بدون طشة ملوخية

    ممتاز القط هل تتذكرونه رئيس تحرير 'أخبار اليوم' وصاحب مقاله الشهير عن طشة الملوخية المحروم منها مبارك طيلة اسفاره بسبب سهره على شعبه عاد مجدداً للظهور عبر كتابة مقال في 'اخبار اليوم' حرص خلاله على ألا يوجه انتقاداً للرئيس مرسي: لا أعتقد ان إحالة معظم أعضاء المجلس العسكري للتقاعد تمثل نهاية لحقبة من الصراعات الخفية التي دفعت مصر وحدها ثمناً باهظاً لها . واعتقد ان التاريخ سوف يتوقف كثيرا أمام هذه الحقبة ليكشف الكثير والكثير من الأسرار والخبايا التي يخطئ البعض انها سوف تتوارى ويعلوها النسيان . . ونعود للهجوم على مرسي ومحمد سلماوي في 'المصري اليوم': لقد شاءت الأقدار أن يجيء البرنامج الذي قدمه المرشح الذي فاز في النهاية تحت اسم 'مشروع النهضة' خالياً، ليس فقط من برنامج يعبر عن سياسة ثقافية واضحة المعالم، وإنما جاء خالياً أيضاً من ذكر كلمة الثقافة ذاتها لكنني لست هنا بصدد تقييم مشروع الرئيس مرسي للنهضة، وإن كنت لا أعرف كيف تقوم النهضة دون قاعدة ثقافية، فنهضة الأمم لا تكون ببناء المصانع أو بإقامة الجيوش، وإنما بازدهار الثقافة التي تكون هي الدافع للتقدم الشامل للمجتمع، لأن التقدم لا يبدأ إلا بالفكر. إن النهضة التي عرفناها في المرحلة الليبرالية قامت على أكتاف طه حسين وأحمد لطفي السيد، والعقاد، ومحمود عزمي، وغيرهم، وتلك التي عرفناها بعد ثورة 1952 كان وقودها الفكري في كتابات يوسف إدريس ومسرح نعمان عاشور وأشعار صلاح عبدالصبور ورباعيات صلاح جاهين وأغاني عبدالحليم حافظ، وأم كلثوم، وأفلام صلاح أبوسيف ولوحات حامد عويس وعبدالهادي الجزار، فما هي السياسة الثقافية للدولة التي تسمح الآن ببروز مثل هذه المواهب التي هي الأساس لأي مشروع نهضوي إذا كنا لا نريد أن تضيع جهودنا هباء كالدم الذي يفصد من الأنف.

    فتوى قتل المتظاهرين تسيء للأزهر وللرئيس

    ونبقى مع المعارك الصحافية والفتوى التي وردت على لسان أحد الدعاة بوجوب قتل من يخرج للتظاهر ضد الرئيس مرسي، وهو ما أثار حفيظة أكرم القصاص في صحيفة 'اليوم السابع': حيث يخرج علينا مزعوم بفتوى يحرض فيها على قتل مواطنين مصريين، ويعتبر من يخرج للتظاهر يوم 24 أغسطس مرتدا وكافرا يستحق تطبيق حد الحرابة، والمثير أن المفتي 'المزعوم' محسوب على الأزهر الشريف ولا نعرف ما إذا كان يريد أضواء أم يلفت أنظار السلطة وينضم الى أمثاله من صناع فتاوى الفتنة ومذيعي النميمة والقرف. وقد تزامنت فتوى القتل مع عمليات تكفير وتخوين ليس لدعاة التظاهر وأيضا للسياسيين مثل البرادعي وحمدين صباحى، مع أنهما ليسا من دعاة التظاهر، وكل ما فعلوه أنهم عبروا عن رأيهم.
    يتصور أصحاب الفتاوى التفصيل أنهم بهذا يخدمون الجماعة أو الرئيس، أو يلفتون نظر السلطة، بينما هم كالدبة تقتل صاحبها، وربما على الرئاسة أن تتبرأ من أمثال هذه الفتاوى الشاذة التي تصب في صالح خصومها، ولا يستبعد أن يكون أصحاب فتاوى الإرهاب هدفهم الإضرار بالرئيس، مثلما يفعل بعض المنسوبين لجماعته.. وحول نفس القضية قال عمرو حمزاوي في جريدة 'الوطن': أدعو مؤسسة الأزهر والإمام الأكبر إلى محاسبة عضو لجنة الفتوى الذي أهدر دم المتظاهرين في 24 أغسطس وحرم التظاهر ضد رئيس الجمهورية مدعياً أن واجب المواطنين الآن هو الاصطفاف خلفه ودعمه. هذا الرأي الكارثي الذي وظف الدين، التعويل على حديث شريف لإهدار دم المتظاهرين وتحريم الخروج على الحاكم، يتنافى بالكامل مع مبادئ الحرية وحقوق الإنسان التي يدافع عنها الأزهر كمؤسسة ولا يتسق مع فهم الأزهر المستنير للدين .أختلف سياسياً مع الداعين لمظاهرات 24، إلا أن حقهم في الاحتجاج السلمي وحمايتهم لا ينبغي المساومة عليه. أختلف أيضاً سياسيا مع الرئيس، وإن أيدت قراراته التي أراها تحقق المصلحة الوطنية. ولا أريد لا لي ولا لكاتب آخر أو إعلامي أو سياسي أو ناشط أن يمنع من التعبير العلني عن رأيه إن بعدم نشر مقال أو بتهديد جسدي أو ببلاغات كيدية أو بإهدار دم. أدعو الأزهر إلى التبرؤ من رأي عضو لجنته للفتوى والانتصار لحق المواطنات والمواطنين في التظاهر السلمي دون قيود. وأدعوه إلى أن يرسل من خلال محاسبة العضو المعنى رسالة واضحة برفضه أن يوظف مجدداً في لعبة السياسة أو يتستر على عصف بالحريات وتكميم للأفواه.

    من الأسواني لمرسي: لولا المعتقلين لما أصبحت رئيساً

    وجه الكاتب والأديب علاء الأسواني، مجموعة من الأسئلة والتعليقات والمطالب إلى الرئيس محمد مرسي عقب تلقيه دعوة للقائه بقصر الرئاسة مع مجموعة من الشخصيات الثورية والسياسية،وسأل الأسواني مرسي 'كيف يتم تكريم المشير طنطاوي والفريق عنان ومنحهما أوسمة بدلا من محاكمتهما بتهمة قتل المصريين وفقء عيونهم وانتهاك أعراض المصريات؟'وخاطب الأسواني مرسي قائلا له 'لقد وعدت المصريين بتعيين نائب قبطي ونائب امرأة، وتعديل اللجنة التأسيسية بحيث تعبر عن المجتمع كله، نحن في انتظار تنفيذ وعدك'.
    وطلب الأسواني من الرئيس ألا يحتفظ بالسلطة التشريعية والتنفيذية، ولا يجوز أن يختار التأسيسية إذا فشلت اللجنة الحالية، 'وإلا سيكرر استبداد العسكري'. ولام الأسواني الرئيس بسبب فرض رؤساء تحرير جدد على الصحف القومية بواسطة مسابقة غامضة أجراها مجلس الشورى، والنتيجة منع المقالات التي تهاجم الإخوان من النشر'، متسائلا 'بعد بدء حملة على حرية التعبير وإغلاق القنوات ومصادرة الصحف دون سند قانوني، معنى ذلك أن كل من يهاجم الإخوان سيتم إغلاقه، وتساءل عنشباب الثورة الذين لفقت ضدهم التهم من أجهزة الأمن، وأنت تسأل أجهزة الأمن عن الأبرياء فيهم .هل تتوقع أن تعترف أجهزة الأمن بالتلفيق وتعتذر؟ وطالب الاسواني الرئيس أن يفرج عن جميع الثوريين المحاكمين عسكريا، كما أفرج عن السجناء الإسلاميين قائلا 'لولا شباب الثورة المحاكمين عسكريا لما كنت رئيسا'. وحث الأسواني الرئيس على 'إلزام الإخوان بإشهار جمعيتهم في الشؤون الاجتماعية، على أن تكون ميزانية الإخوان معلنة ومراقبة من الجهاز المركزي للمحاسبات' وأبدى الأسواني للرئيس مرسي سعادته بالتخلص من حكم العسكر، معربا في الوقت نفسه عن قلقه من حكم الإخوان قائلا له 'أنت رئيس منتخب لكنك تنتمي إلى جماعة غير قانونية وتمويلها غير معروف'.

    هل شق الرئيس عصا الطاعة على المرشد؟

    للكاتب خالد سعيد رأي مختلف فيما جرى من قرارات أتخذها الرئيس مرسي مؤخراً يعرب عنه في صحيفة 'الوطن': وكالعادة آثر الدكتور محمد مرسي أن يكون الرجل المفاجأة؛ فالرجل غير العسكري والذي يفتقر إلى ما سموه 'الكاريزما' من وجهة نظر البعض على الأقل أثبت أن حب الوطن أقوى من حب الذات، وأن سنوات السجن في سبيل الحق والحرية تعلم الرجال كيف يجازفون وتقلل من حساباتهم الشخصية، والرجل الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين ذات النهج الإصلاحي التصالحي طوال تاريخها مما انعكس على حراكها السياسي ما بعد الثورة أيضاً، استطاع أن يثبت أنه بدأ ينفصل حقاً عن الجماعة بشكل عضوي وأن مكتب الإرشاد ليس هو من يدير الموقع التنفيذي الأخطر في مصر كما زعم البعض، فأي منصف ومتخصص يعرف جيداً أن مثل هذه القرارات لم تكن لتصدر من جماعة الإخوان التي هي أبعد ما تكون عن الصدام، وغالب ظني أن زلزال رفح الصناعي إنما أريد له أن يطيح بمقعد الرئاسة ومن يجلس فوقه وأنه كان مقدمة لتحركات أوسع على أرض الواقع، فقد نصح بعض مستشاري الرئيس بعدم الذهاب لجنازة إخواننا شهداء الحدود بدعوى التهديدات الأمنية، كما كانت أحداث البلطجة المخزية التي طالت بعض الرموز رسالة واضحة من أذناب الثورة المضادة بأنهم ما زالوا هنا جاءت القرارات موفقة وسريعة، وإن لم ترض الجميع بطبيعة الحال، فما فعله الرئيس أكثر من المتوقع وربما من الممكن أيضاً، ورغم أن العرف السياسي في جميع دول العالم المتقدمة والمتحضرة يقضي باستقالة أي وزير أو مسؤول تقع تحت مسؤوليته كارثة كتلك التي أصابتنا في رمضان.

    النخبة لا تعرف سوى البكاء

    محير للغاية امر النخبة المصرية على حد رأي مصطفى النجار والتي قسمها في جريدة 'الوطن' لثلاثة اقسام القاسم فيما بينها هو احتراف البكاء والنحيب: ثلاثة فرق بائسة تجلت بهذه النخبة؛ الفريق الأول يجيد الندب والعويل وأحيانا الشتم ولكنه لا يفعل شيئا وإنما يعتقد أنه بشتمه للإخوان واتهامهم وتجريسهم قد أدى ما عليه وأراح ضميره، دون أن يفكر في عمل حقيقي على الأرض وسط الناس تتزن معه أطراف المعادلة.. أما الفريق الثاني فهو أشد بؤسا إذ ظل يراهن على العسكر في إزاحة الإخوان من المشهد وذهب في ذلك لحدود صادمة، ومنهم من طالب العسكر بالانقلاب على الإخوان، ولكن رهان هؤلاء قد خاب وفشل وأصبحوا وجها لوجه أمام الإخوان بلا أب ولا أم يلتجئون إليهما..أما الفريق الثالث فهم الافتراضيون الذين انعزلوا عن الواقع وصنعوا لأنفسهم عالما خاصا على الفيس بوك والتويتر يشعلون فيهما معارك وهمية يتبارزون فيها بأحط الألفاظ ويستدعون كل مفردات السب والتخوين والتنظير المشوه الذي لا يستند إلى منطق ولا عقل، وارتضوا بذلك وحدث لهم إشباع نفسي أغناهم عن أن يكونوا لاعبين في الأحداث أو مؤثرين فيها وتحولوا فقط إلى ألسنة حادة تنال من الناس وتستمتع بهذا العالم الوهمي الذي تدور معاركهم فيه..تعثرت الثورة تعثرات بالغة لأسباب مختلفة ولكن هذه النخبة المغيبة لم تعترف أن أداءها وسوء صنيعها هو أحد أهم أسباب انتكاس الثورة ووصولنا لما نحن فيه الآن، رغم أخطاء خصمها السياسي المتكررة وتراجع شعبيته خلال العام الماضي فإنها لم تستطع الاستفادة من ذلك وتقديم نفسها كبديل قوي يتمدد في مساحات الفراغ والانحسار المقابلة .دكاكين العمل الحزبي ما زالت تمارس هوايتها في الصراعات الداخلية والأمراض النفسية، وحتى الكيانات الجديدة التي أعلن عن تأسيسها انتقلت إليها نفس الأمراض وسلكت نفس المسلك وأصرت على تكرار أخطاء من سبقوها.

    حزب الجبهة يلاحق
    صاحب فتوى اهدار دم المتظاهرين

    تقدم حزب الجبهة الديمقراطية ببلاغ إلى النائب العام الخميس ضد الشيخ هاشم إسلام الذي افتى بإباحة إطلاق النار على المشاركين في المظاهرات التي يتم الدعوة لها في 24 أغسطس الجاري، وقال المهندس محمد عباس الأمين العام للحزب في بيان للحزب أنه تقدم ببلاغ يتهم فيه الشيخ هاشم إسلام بتحريض المواطنين على وجوب قتال المشاركين في مظاهرات 24 أغسطس الجاري واعتبارهم خارجين على ثورة يناير، معتبرا أنها مظاهرات خوارج وردة على الديمقراطية والحرية. وأضاف عباس أن الدافع الأساسي لتقديم البلاغ هو إيمان الحزب بحق التظاهر السلمي لكل المواطنين، معتبرا أن ما قاله الشيخ هاشم إسلام يعد إرهابا للمواطنين وإعاقة ما كفله الإعلان الدستوري والقانون من الحقوق والحريات في إبداء الرأي والتعبير بالشكل السلمي. وأوضح أن الحزب طالب في البلاغ بضرورة التحقيق بشأن الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، مؤكدا أنه تقدم في بلاغه بقرص مدمج 'سي دي' به الفيديو الذي يثبت الإدانة. يذكر أن الحزب أكد أنه قد يشارك في التظاهر يوم 24 أغسطس الجاري للتأكيد على حق المواطن في حرية التعبير عن رأيه والتظاهر السلمي.

    وجه الشبه والخلاف بين ابناء مبارك وأبناء مرسي

    مطلوب من أبناء الرئيس الترشيد في التحدث لوسائل الإعلام بعض الشيء، وإظهار صلابة أكثر في مواجهة إغواء الإعلام وفخاخه واستدراجاته، خصوصا إذا كان الكلام يتناول مسائل من نوعية تكاليف تذاكر سفر العائلة، أو تقييما للمعالجات الإعلامية لقضايا تخص سياسات الرئيس. ولسنا في حاجة للتذكير والذكرى تنفع المؤمنين كما يشير بذلك وائل قنديل في جريدة 'الشروق' بأن بداية ابني الرئيس المخلوع كانت بمباراة كرة شراب أو كرة قدم سداسية، تبارت صحف ووسائل إعلام في تغطيتها، والكلام عن مهارات علاء الفردية، وشراسة جمال الهجومية والدفاعية، وانتهى الأمر بأن سيطر الولدان على الملعبين السياسي والاقتصادي بشكل كامل. وللذكرى أيضا، كان الرد على كل من يفتح فمه بكلمة عن حضور ابني الرئيس أو استحضارهما في الحياة العامة أو في الإعلام، أنهما شابان مصريان لا ينبغي أن نحرمهما من كل ما يتمتع به شباب مصر لمجرد أن حظهما العاثر جعلهما ابني رئيس الجمهورية ثم تطور الأمر شيئا فشيئا واقتحم جمال أسوار ملعب السياسة بشكل عنيف حتى استقر في دائرة المنتصف، ممسكا بصافرة الحكم وكرة اللعب في وقت واحد، وكان المبرر في بداية لعبة الموت كالتالي: هل لأنه ابن رئيس الجمهورية يمنع من المشاركة في قضايا وهموم بلده وشؤونها العامة مثله مثل أي شاب في سنه يشتغل بالسياسة ويمتلك طموحا سياسيا وطبعا لأن المصريين طيبون يا ولداه فقد ابتلعوا الكلام على طريقة 'وماله يا خويا' حتى أفاق الجميع على كابوس التوريث. إن أحدا لا يستطيع أن يتهم ابن الرئيس الجديد محمد مرسي بأنه يريد أن يحاكي ابن الرئيس القديم، كما أن أحدا لا يرى في الدكتور مرسي فرعونا آخر، غير أنه في المقابل لن يستطيع أحد منع المخيلة المجتمعية من استدعاء الذكريات وعقد المقارنات.

    لماذا غادر المشير القصر
    الرئاسي بعد منتصف الليل؟

    وإلى الانفرادات الصحافية ونختار منها ما نشرته صحيفة 'الشروق'، حيث نفى المستشار محمد فؤاد جادالله، نائب رئيس مجلس الدولة المستشار القانوني لرئيس الجمهورية، صحة التقارير الإعلامية المصرية والإسرائيلية التي تحدثت عن تعرض الرئيس محمد مرسي لمحاولة اغتيال من قبل قيادات بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة أو احتجاز المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان في القصر الرئاسي عشية إصدار قرارات إحالتهم للتقاعد. وقال جادالله في تصريحات خاصة لـ'الشروق' إن: الخطر الأمني الوحيد الذي تعاملت معه الأجهزة الأمنية المختصة بحماية أمن رئيس الجمهورية هي تلك التهديدات التي أطلقها توفيق عكاشة وآخرون من معارضي الرئيس، قبيل جنازة شهداء رفح وبعدها، حيث تم تشديد الحراسة على الرئيس بشكل غير مسبوق، لأن الأجهزة المحترفة تتعامل مع أي تهديد على أنه واقع محتمل'، وأشار جادالله إلى أن الرئيس 'لم يخبر أحدا بتفاصيل قرارات الأحد الماضي، إلا أن الملابسات تؤكد وجود تفهم كامل من المشير وعنان لقرارات الرئيس، لأنهم قبلوها دون معارضة، وتم تكريمهم بأعلى الأوسمة التي يجوز منحها لمواطنين مصريين، وشكرهم على الفترة الماضية'. من جهتها أكدت مصادر مطلعة داخل القصر الرئاسي أن المشير طنطاوي 'غادر قصر الاتحادية بعد منتصف ليل الجمعة الماضية، لآخر مرة كوزير للدفاع ورئيس للمجلس العسكري، وأن الفريق سامي عنان حضر بمفرده ظهر يوم السبت الماضي، للتنسيق مع رئيس الجمهورية حول الأسماء المقترحة لتولي المناصب خلفا للقيادات المتقاعدة، إلا أنه لم يعلم باختيارات الرئيس إلا بعد صدور القرارات يوم الأحد'.

    مسجل خطر يتهم عكاشة
    بتحريضه على قتل خيرت الشاطر

    تلقى النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بلاغا من كمال عزت زرد، مسجل خطر، ضد الإعلامي توفيق عكاشة، صاحب قناة الفراعين، يتهمه فيه بعرض مبالغ مالية عليه مقابل ارتكاب جريمة قتل خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين. وقال كمال عزت في بلاغه إنه بعد قضائه مدة 15 عاما في السجن، بتهمة القتل وخروجه من السجن حضر إلى منزله توفيق عكاشة بحجة مساعدته وإخراجه من محنته. وأضاف في البلاغ، أن عكاشة ظل يتردد عليه في منزله ويغدق عليه الأموال، وعندما سأله عن سبب اهتمامه به قال: إنت خارج من السجن وتحتاج مساعدة.
    وأشار المسجل إلى أن عكاشه ظل يتردد على منزله وبعد مرور 30 يوما طلب منه أن يتقابلا خارج المنزل، فالتقاه بالفعل، لكنه فوجئ بعكاشة يقول له 'عايزك تقتل الرئيس' فرد عليه كمال عزت زرد قائلا 'إزاي أقتل رئيس الجمهورية إزاي'... فرد عليه عكاشه ' يابني رئيس الجمهورية مش محمد مرسي رئيس الجمهورية الحقيقي خيرت الشاطر وانا عايزك تقتل خيرت الشاطر عشان نخلص من الاخوان'.


    -----------------

    مشروع 'الاخوان' في مصر ديني وليس مدنيا.. وعزل المجلس العسكري بداية لمشروع دولتهم.. سيناء مشروع انفصال اومنطقة متنازع عليها.. واستعادة قوانين مبارك لمواجهة الاعلام نذير شؤم
    بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان :

    2012-08-17




    القاهرة 'القدس العربي' - من أحمد القاعود: جاءت قرارت الرئيس محمد مرسي باقالة المجلس العسكري بصورة مفاجئة لتضع مصر وثورتها في طريق جديد، أنهي ازدواج السلطة. وبخلاف هذا التحول الكبير في الوضع السياسي المصري، تصاعد الحديث حول الحريات الاعلامية ومدنية الدولة، توجهنا الي بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لحقوق الانسان للتحدث معه حول أخر التطورات.
    *كيف تري قرار الرئيس مرسي بخلع المجلس العسكري ؟
    بدأنا في مشروع دولة الاخوان المسلمين والذي بدأ فعليا منذ حوارات عمر سليمان معهم قبل التنحي، فما شاهدناه في اليوم التالي لتنحي مبارك هوعملية تدريجية لانتقال السلطة فنحن امام فترة انتقالية انتهت، وكانت فترة نقل السلطة للاخوان المسلمين هذا النقل لم يبدا فقط بحصولهم علي اكثرية داخل البرلمان ولا بانتخاب مرسي رئيسا، هذه عملية متواصلة محطتها الاولي كانت حوارات عمر سليمان، ولم تكن اعترافا بالاخوان كمحاور وانما اعترافا بانهم اللاعب الرئيسي والمحاور الرئسي فيما يتعلق بمستقبل الدولة في مصر.
    *المجلس كله غير موجود والاعلان الدستوري الغي هل هذه صفقة ؟
    هناك مرحلة لم نكن نراها، ولم نكن مقدرين لماذا اختار عمر سليمان الاخوان كمحاور وحيد قبل تنحي مبارك.
    *لكن كانت هناك قوي واحزاب سياسية اخر تحاورت مع عمر سليمان ؟
    صحيح، لكن كان هناك حوار خاص مع الاخوان، وبعض عناصرهم تكلم عنه، فالمقصود انه منذ هذه اللحظة هناك عملية تدرجية لنقل السلطة للاخوان، وليس معنها ان سليمان أوطنطاوي اتخذا هذا القرار، ولكن عندما نقرأ الصورة وخاصة تشكيل لجنة التعديلات الدستورية الطرف الوحيد السياسي الذي كان موجودا هوالاخوان، ولم يكن هناك طرف سياسي اخر موجود ، ورئيس اللجنة معروف وهومقرب من الاخوان، والتعديلات نفسها هي التي رسمت خرطة الطريق طوال المرحلة الانتقالية التي انتهت منذ أيام، طوال المرحلة كان تاثير المجلس العسكري يتاكل يوميا اما بسبب خريطة الطريق التي وضعت اوبسبب العمليات الوحشية التي قام بها المجلس في عدد من المحطات مثل ماسبيرواومحمد محمود، فالشراكة لم تكن داخل لجنة التعديلات الدستورية وانما بالصمت علي المذابح التي حدثت.
    نقل السلطة
    *بناء علي كلامك ما الهدف اذن من نقل السلطة للاخوان المسلمين وهل هناك غباء سياسي من المجلس ؟
    لم اتحدث عن وجود قرار بهذا، لكن طوال الوقت كان هناك وهم بان المجلس العسكري سيستطيع التحكم في الامور والاعلان المكمل نفسه كان اخر محطة في هذا الوهم، ويكرس وجود المجلس العسكري بتشكيله الحالي حتي يتم وضع الدستور ولا يمكن اجراء اي تغيير بداخله، وتبين ان ذلك وهم.
    *لكن اختفاء المجلس العسكري غير مفهوم ؟
    لا اتصور ان تكون صفقة، لان القرار كان سيكون قبول استقالة المشير اوعنان , لكن القرار هواحالة للتقاعد والمعني الضمني يدل علي انه ليس استجابة لرغبة.
    *هل معني ذلك تعاون بين الجيش والرئيس ؟
    اذا لم يكن تم الاتفاق مباشرة بين طنطاوي وعنان من ناحية ومرسي والاخوان من ناحية أخري، فان ذلك يعني انه تم الاتفاق مع اطراف اخري والايام ستكشف كيف تم ذلك، لكن عندما نرجع لبداية المرحلة الانتقالية، نري المجلس العسكري علي مدار 18 شهر كان يضعف يوميا من خلال عمليات القمع التي كان يقوم بها وتحطيم صورته الاخلاقية بنفسه، فلأول مرة فرق عسكرية تواجه المصريين، فكان ذلك يصيب المكانة الادبية والسياسية للمجلس العسكري باضرار كبيرة حتي امام اعضاء المجلس نفسه، فثقة اعضاء المجلس بجدار قيادتهم كانت تهتز بسلوكيات من هذا النوع. لوكان هناك اجماع علي التصرفات القمعية بين اعضاء المجلس، فعملية التفكك كانت تجري بشكل تقليدي، والتردي والانهيار الذي حدث في المرحلة الانتقالية سببه المجلس العسكري وعندما تقارن بين مصر وتونس تجد 'خيبة كبيرة' وفشل هائل، وهذا كان له تاثير كبير علي تماسك هذا المجلس وجدارته.
    انظر لما حدث في سيناء، الفضيحة ليست في العملية الاخيرة، وانما الصمت المزري علي العمليات المتواصلة واستعراض القوة من قبل الجماعات الارهابية، علي مدار 18 شهر دون اي رد فعل، ليس عسكريا فقط ولكن دون مراجعة سياسات ثبت فشلها في عهد مبارك وبعده، في ادارة سيناء ككل، علي المستوي الاقتصادي اوالسياسي اوالتنموي. فهناك فشل متواصل كان لابد من انعكاسه علي احوال مصر. وعلينا أن نعترف بان هناك مجلس فشل ومن ناحية اخري هناك جماعة يجب دراستها من ناحية الادارة ونموذج فيما يتعلق بالنجاح والدهاء اوالتنظيم اوالخطاب الديني اوبالزيت والسكر مثل مايقولون ففي النهاية انتصر الدهاء علي المجلس العسكري.
    الثورة والاخوان
    *هناك من يقول ان القرار انتصار للثورة والمدنية ؟
    - هوانتصار للاخوان وليس للثورة، فالثورة ليس من اهدافها اقامة الخلافة الاسلامية ولا انشاء دولة دينية ولا القضاء علي مقومات الدولة المدنية ولا الدستور الذي يناقش حاليا هوالذي كان يحلم به الثور، اذن هذا انتصار لجماعة الاخوان، فالمسالة لم تكن اختيار بين المدنية والعسكر وانما بين المدنية والدولة الدينية، وهذا كان مطروح قبل الثورة واثنائها وبعدها، فمشكلة الثورة انها مع طرفين وتواجه طرفين احدهما بالقوة المسلحة والاخر بالتواطؤ.
    *لكن ايهما الافضل للثورة المجلس العسكري ام الاخوان ؟
    الأفضل لها الشباب الذين قاموا بها
    *لكن الرئيس منتخب ؟
    المجلس العسكري كان من الخطأ ان يتولي السلطة كان يجب تشكيل مجلس مدني يتولي ادارة المرحلة الانتقالية فالمجلس العسكري لم يكن خيارا، والا لم يكن الشعار بعدها ' يسقط يسقط حكم العسكر '.
    اخونة الدولة
    *هل من المقبول القول علي قرار مرسي أنه أخونة للدولة رغم أنه أنهي الحكم العسكري لصالح المدنيين ؟
    الاخوان فضيل ديني، ليس معني انهم لا يرتدون بدلة العسكر فهم مدنيون، المشروع الذي وضعه الاخوان برئاسة الرئيس الحالي محمد مرسي قبل عدة سنوات هومشروع دولة دينية وليست مدنية.
    *اذا انتقلنا للدستور الجديد، هناك لجنة تأسيسية واذا لم تكتمل مهمتها بحكم قضائي سيقوم الريبس بتشكيلها وفقا للاعلان الذي أصدره ؟
    نحن امام دستور تجري مناقشته وملامحه المتاحة حتي الان مقلقة للغاية، واذا استمر الحال كما هوعليه، ستعود مصر خطوات للخلف عما كان عليه الحال قبل 11 فبراير واذا استمر ستكون المقارنة بين دستور مبارك ودستور الاخوان المسلمين، وآمل الا يكون مجرد تفكير بالاماني ان الاخوان المسلمين يراجعوا سياستهم في الفترة المقبلة، فمن الصعب علي من ينجح في عملية معينة يتم التخطيط لها ببراعة منقطعة النظير ان يراجع تصوراته ولكن البلد في وضع خطير للغاية من الناحية الاقتصادية، فسيناء مشروع انفصال.
    وقد تتحول لأفغانستان وتتحول لمنطقة متنازع عليها بحجة الارهاب وقد تتحول في هذا السياق الي جحيم بفعل الاهمال الذي جري في عهد مبارك واستمر بعد رحيله، فاذا استمر ادارة البلد بطريقة الحزب الواحد علي نفس طريقة الحزب الوطني ولكن - بلحية اوعمامة - مصر ستكون اسوا من عهد مبارك.
    فحاليا الوضع الاقتصادي متدهور للغاية والوضع خطير في سينا والذي يبدوانه لا المجلس العسكري اوالجهات الامنية كان لديها اي معلومات عما يحدث، فعلي الاخوان ان يدركوا مخاطر الاستمرار في السياسة التي ليست سوي سياسة الحزب الوطني ولكن بمسحة دينية، واستمرارها في هذا الوضع قد يدخل مصر في مرحلة صعبة كمجتمع ودولة، وليس معني هذا مجرد مراجعة تشكيل اللجنة التاسيسية ولكن يتطلب ذلك مراجعة البوصلة السياسية علي بعضها والطريقة التي تدار بها البلاد، وليس معناه الست اسابيع التي قضاها مرسي حتي الان ولكن السياسة المستمرة منذ 18 شهر.
    حرية الاعلام
    *بالنسبة لمواد الحقوق والحريات التي نشرت في الاعلام، مايقلقك فيها ؟
    أولا طبيعة الدولة، هل هي دينية ام مدنية، هل مرجعيتها مواثيق حقوق الانسان ام تصورات اشخاص ومفاهيمهم عن الاسلام. فمكانة معايير حقوق الانسان مهمشة من البداية، فحقوق الانسان لايمكن اختزالها في نصوص حول حرية الراي والتعبير والصحافة، فطبيعة الدولة شئ محدد وحاسم لانه مهما كان هناك نصوص دستورية فيها حد ادني من الاتفاق مع معايير حقوق الانسان، فاذا منحت حق الفيتواوسلطة عليا لاشخاص يسترشدون بمرجعية لا صلة لها بمعايير حقوق الانسان فنحن سنكون دخلنا النموذج الايراني اوالسوداني.


    *بالنسبة للمواد الاخري الخاصة بالحقوق وحرية الصحافة ؟
    هناك نزعة واضحة لدي الهيئة التاسيسية لتقييد حرية الراي والتعبير باعتبارات حسمها الفقه القانوني المصري منذ عشرات السنين، وكيفية التوفيق بين احترام الحرمات الشخصية والسمعة وكرامة الاشخاص وحرية التعبير، فهذه الامور محسومة سواء في المواثيق الدولية لحقوق الانسان اوصياغات الدساتير المصرية السابقة فالنزعة الموجودة داخل التاسيسية للاسف تتجه حتي الان وفقا لما هومتداول من نصوص لتقييد كبير في حرية الراي والتعبير وسيكون له انعكاسة اذا تم اعتماد هذا التوجه ليس فقط لحرية الصحافة والاعلام وانما حرية التعبير للمجتمع المصري بما في ذلك تداول المعلومات والابداع الادبي والفني والحرية الاكاديمية في الجامعات.
    غلق قناة الفراعين
    كيف تري الحرية الاعلامية بعد غلق قناة الفراعين، ومصادرة جريدة الدستور ؟
    لدينا قلق كبير بصورة عامة، فالاعتداءات علي الصحفيين في الفترة الاخيرة مؤشر خطير، ليس فقط بحقوق الصحافة والاعلام وانما بحريات المجتمع ككل فاذا تم تكميم الصحفيين والاعلاميين فلك أن تتخيل اي حرية ستكون متاحة.
    *بالنسبة لقناة الفراعين صاحبها أهدر دم رئيس الجمهورية، كيف نصف هذا الامر ؟


    اي وسيلة اعلام عليها ان تحاسب بالقانون، واذا تكلمنا عن استباحة الدماء هناك قنوات كثيرة تستبيح دماء الناس نهارا مثل بعض القنوات الدينية، فالفراعين تحدثت عني بصورة سيئة من قبل، محاسبة اي وسيلة اعلامية تكون بالقانون والقضاء وليس بقرار اداري مثل ما حدث مع جريدة الدستور. والتحريض علي القتل مثل التحريض علي الكراهية الدينية ولا اتحدث عن وسيلة اعلام بعينها، فمن ناحية المبدأ فاي وسيلة اعلامية هناك وسائل قانوينة يمكن اللجوء اليها لمن يتضرر مما تبثه، فما حدث مع رئيس تحرير اليوم السابع ما علاقته بالتهديد بالقتل، وما حدث أمام المحاكم في وقائع سابقة من قبل البعض، عموما استدعاء التراث التشريعي الذي كان سائدا في عهد مبارك فهذا نذير شؤم.
                  

08-19-2012, 11:57 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    www.alquds.co.uk




    كل رجال مرسي.. تخلصنا من الجنرالات

    صحف عبرية
    جلس على الأريكة المخملية في القصر في القاهرة في مساء الثلاثاء الجنرالان محمد حسين طنطاوي وسامي عنان قبالة الرئيس محمد مرسي. كانت ملابسهما العسكرية أنيقة وتلقيا بيديهما المرتجفتين وسامي تكريم ورسالة تقدير رئاسية لخدمتهما المخلصة للوطن. ولم يكف مرسي عن الابتسام لعدسات التصوير لكن وزير الدفاع التارك الطنطاوي ورئيس الاركان المنحى عنان لم يُجهدا أنفسهما في اخفاء تجهمهما، وكانت سحنتاهما تقولان كل شيء.


    قبل ان يقع على الطنطاوي وعنان نذير عزلهما كالبرق أُحيط بيتاهما بحلقات خفية من الحراسة. وكان بث مراسم توزيع وسامي التكريم في التلفاز المصري يرمي من جملة ما يرمي اليه الى تكذيب أمواج اشاعات تقول ان الاثنين اعتُقلا اعتقالا اداريا وعُرفا بأنهما ممنوعان من الخروج من مصر. حظي الطنطاوي بـ 'وسام النيل' وهو أعلى ما يمكن الحصول عليه بعد 57 سنة خدمة في اجهزة الامن. واضطر عنان الى الاكتفاء بـ 'وسام مصر'. وأُعلن أنهما 'مستشاران للرئيس': وهي صفة لا معنى لها وليست لها صلاحية ترمي الى تحصينهما من المحاكمة بتهمة أنهما كانا مشاركين في قتل المتظاهرين في الميادين. ان قواعد اللعب واضحة شفافة وهي أنهما اذا حاولا الكلام فان فريق خبراء القانون في القصر الرئاسي سيهتم بتقديم دعوى قضائية فيهما.


    حدثت زلة لسان من متحدث الرئيس مرسي الملازم له الدكتور ياسر علي في منتصف الاسبوع. 'لم نُبلغ الامريكيين سلفا ولم ننسق معهم اقالة وزير الدفاع الطنطاوي ورئيس هيئة الاركان سامي عنان'، أنكر علي جمجمة الشعور بالحرج في واشنطن، وكأن وزير الدفاع ليون بانيتا تلقى اشارات الى الزلزال الامني المقترب حينما كان يُجالس مرسي في القاهرة قبل ذلك باسبوعين. لكن المتحدث النشيط زل لسانه: فمن تحدث عن الاقالة أصلا؟ ألم يعلن مرسي انه 'يُحيل الى التقاعد' الطنطاوي ابن السابعة والسبعين وعنان ابن الرابعة والستين اللذين تجاوزا منذ زمن سن التقاعد الرسمية في الدولة وهي الستون.
    وهكذا نجح مرسي في محو المجلس العسكري بحيلة ذكية ومحكمة وخفية. فلم يعد موجودا ولهذا لن يهدد بارسال الرئيس الى بيته. لن يكون مرسي بطة عرجاء كما حلم قادة المجلس الأعلى، واستعد من وراء ظهورهم ليركز في يديه أكثر الصلاحيات والقوة. فلم تعد مصر دولة يُدبرها رأسان الرئاسة مقابل مجلس عسكري أو لم يعد ذلك موجودا في الاشهر الثلاثة القريبة على الأقل الى ان يُصاغ الدستور ويُنتخب مجلس الشعب الجديد في القاهرة. 'تخلصنا من الخردة'، يُبين رجل الاعمال المصري هشام عبد الله ويقصد رؤساء المجلس العسكري. ويصف في إسهاب كيف دخل مرسي ومستشاروه الى الجهاز العسكري من وراء ظهر الطنطاوي وعنان حينما جندوا في السر وزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السيسي ورئيس الاركان الداخل محمد صبحي ووعدوا جنرالين آخرين بمناصب رئيسة. 'وتم الحوار كله بواسطة رُسل مرسي وخبراء قانون من غير ان يلاحظ أي قائد أو يشك في أنه يُطبخ شيء كبير'، يضيف عبد الله. ولن يقدم السيسي وزير الدفاع الجديد بعد الآن تقارير الى الطنطاوي بل الى الرئيس مرسي مباشرة، وهو الذي أعلن قائلا: 'أنا قائد العملية في سيناء وأنا الموجه وأنا من أُلقي الاوامر العسكرية'.

    الاخوان الذين ليسوا في 'الاخوان'
    يحيط الرئيس مرسي نفسه بمختصين يعتمد عليهم، وكذلك ايضا بطلاه الجديدان، يده اليمنى واليسرى: الأخوان من عائلة مكي، فقد عُين الدكتور محمود مكي (65) نائبا للرئيس هذا الاسبوع وعُين أخوه الدكتور احمد مكي وزيرا جديدا للعدل قبله باسبوعين. والأخوان مكي بخلاف مجموعة أصحاب اللحى الذين يدخلون القصر في مصر الجديدة ويخرجون منه، لا ينتميان الى حركة الاخوان المسلمين، لكنهما يُجريان معها حوارا متصلا منذ أكثر من عشرين سنة.
    سيكون الأخوان الخبيران بالقانون مكي الوزير ومكي نائب الرئيس هما اللذان يمهدان الطريق القانوني لمرسي بقصد اعداد الدستور الجديد في مصر بعد الثورة. وسيبت الدستور هل تُملي حركة الاخوان المسلمين على 90 مليون مواطن مصري برنامج عمل اسلاميا، وماذا يُفعل بمنظمات النساء التي تطلب تساويا في الحقوق ومكانة، اذا كان القصر والحكومة ومجلس الشعب ستُدار من وراء نُقب وتكبير 'الله أكبر' يطرد السياح والمستثمرين الاجانب، وكيف ينوي مرسي ان يهرب من الضغوط التي يستعملها عليه رفاقه وشركاؤه في حركة الاخوان الذين يتحدثون أمام عدسات التصوير وكأنهم رؤساء مُصغرون لمصر ويطلقون في الجو تخويفات وتهديدات.


    ان السيرة الذاتية لمحمود مكي مدهشة. فقد بدأ في جهاز 'الامن العام' الذي يوازي 'الشباك' عندنا. وأنهى الدراسة في معهد الشرطة ورُفعت رتبه واستقر رأيه على الاستقالة لدراسة القانون في جامعة القاهرة. وعمل باعتباره قانونيا في مكاتب المدعي العام ورُفع الى درجة قاضٍ ونائب لرئيس محكمة النقض، وبدأ يناضل في الآن نفسه سلطة مبارك المستبدة. وقد بذل محمود مكي معظم جهوده في محاولة افشال تدخل مبارك في قرارات حكم سياسية مضادة للاخوان المسلمين.
    نجح في 2005 مع أخيه احمد وهو ايضا خبير قانون رفيع المستوى ومع المرشح للرئاسة هشام بسطويسي في التضييق على قيادة السلطة. فقد كشف مكي عن سبع حالات زور فيها قضاة كبار نتائج انتخابات مجلس الشعب وهكذا تعاونوا مع القصر الرئاسي. وبدل 20 في المائة من مقاعد مجلس الشعب فازت بها حركة الاخوان المسلمين، اهتم القضاة بتغييب الحركة وهكذا حصل الاخوان المسلمون على صفر من الاصوات وصفر من الحضور.
    نظم الأخوان مكي مظاهرة احتجاج لقضاة غير مجندين وخرجوا في عباءاتهم السوداء للتظاهر أمام 'دار القضاء' ودفعوا عن ذلك ثمنا باهظا: فقد سُجن محمود مكي وحُقق معه لكنه لم يحاكم. وأعلن حينما أُفرج عنه بأنه سيخرج في عطلة الى الكويت وعاد بعد ان نُحي مبارك عن القصر فقط. واجتهد أخوه احمد ايضا في الابتعاد عن مصر فترات طويلة. 'كان ذلك خطأ شديدا من مبارك'، يُبين عالم الاجتماع المصري البروفيسور سعد الدين ابراهيم.
    حذرنا مبارك من ان القضاة المحترمين حقا لا يمكن شراؤهم ومن أنهم لن يسمحوا لأنفسهم بالمشاركة في لعبة ترمي الى تأبيد الدكتاتورية.
    تلقى مكي الكبير حين عودته اقتراحين مغريين، أن يُعين حاكما لمدينة الاسكندرية ويعمل على تهدئة المتظاهرين أو ان ينافس في منصب رئيس مصر. لكنه رفضهما معا وقام في موقف انتظار. وحينما عاد الى عمله قاضيا شارك في مراسم أداء الرئيس مرسي اليمين الرئاسية.
    أخلوا مكانا خاصا في الخلية المحيطة بمرسي لخبراء القانون. فالمتحدث القانوني ياسر علي يهدد بدعاوى قضائية على كل من يحاول ان يتحدث بدل الرئيس. وحذر الساسة الجدد من الاخوان المسلمين الذين يدعون القرب من الرئيس قائلا 'أنا فقط مخول ان أنشر تصريحات عن القصر'، وهدد وسائل الاعلام 'التي تدبر ضدنا حفلات هوجاء لأنباء منشورة كاذبة'. ودُفع ياسر علي الى حرج دبلوماسي حينما أسرع جدا في إنكار الرسالة التي أرسلها مرسي الى الرئيس شمعون بيرس في مطلع الشهر.
    بفضل نصيحة خبراء القانون الكبار الذين يحيطون بمرسي، سمح الرئيس لنفسه بأن يستخف بمحكمة شؤون الدولة التي منعت مجلس الشعب من الانعقاد، وأراد مرسي بعد انتخابه ان يتحدى الجنرالات وان يعقد مجلس الشعب برغم الحظر، وبرغم انه تم اجتماع واحد فقط استمر سبع دقائق فقط، أكدت استهانة مرسي بالجنرالات عزمه على تحديهم.
    عين مرسي الحكومة الجديدة ايضا بحيلة سياسية محكمة وبدأ ذلك بالتعيين المفاجيء لمقربه الشاب ذي اللحية المجهول تقريبا هشام قنديل لمنصب رئيس الوزراء، واستمر الى تنويم محنك للخصم الطنطاوي. أوفى مرسي بالتزامه وعينه من جديد لمنصب وزير الدفاع، لكن الطنطاوي المطمئن لم يستطع تسخين مقعده أكثر من اسبوعين ورُكل الى البيت. وكسر الرئيس القواعد ايضا حينما أصر على ان ينظموا له ثلاثة مراسم تأدية اليمين الدستورية بمساعدة القانونيين مرة اخرى في جامعة القاهرة وأمام القضاة وفي ميدان التحرير. وقال مُقسما في ميدان التحرير: 'أنا خادمكم، فلا تطيعوني اذا لم أفِ بوعودي'.
    يتطلب نهج السلوك الجديد في فترة مرسي من المستشارين والمقربين منه الحفاظ على قدر منخفض من الظهور الاعلامي، ويحرص رجاله على التصرف في الغرف المغلقة وترك التصريحات والاعلانات للرئيس ولمتحدثه ياسر علي.
    هذه مثلا حال الجنرال محمد رأفت شحادة رئيس الاستخبارات الذي لن يتجرأ على فتح فم كبير كما فعل سلفه مراد موافي قبل عزله بلحظة. 'تلقينا معلومات من الاسرائيليين عن خطط لعملية كبيرة في سيناء، مع أسماء تسعة مخربين'، وافق موافي على الاعتراف بذلك آنذاك، 'لكنني ما كنت مستعدا لأن أومن بأن يقتل مسلم مسلما في شهر رمضان'. ان شحادة ونائبه نادر الأعسر معروفان جيدا لزملائهما في اسرائيل: فصورتهما وهما يمسكان بذراع جلعاد شليط لحظة الافراج عنه يصعب نسيانها.
    وفي المقابل فان محمد جاد الله القديم الذي عُين مستشارا قانونيا رفيعا لمرسي أرسل هذا الاسبوع اشارات ثخينة قد تورط القصر في القاهرة مع الادارة في واشنطن، فقد أعلن جاد الله قائلا: 'نحن نزن إحداث تعديل للملحق العسكري من اتفاق السلام مع اسرائيل'. لكن تغييرا صغيرا ايضا كما يُبين خبراء القانون عندنا يستلزم موافقة اسرائيل والولايات المتحدة التي هي الضامنة لاتفاق السلام. وقد وافقت اسرائيل بالفعل على ادخال قوات مصرية الى سيناء على أثر العملية في العريش، لكن من ذا يضمن ان تترك هذه القوات سيناء؟ يتحدث المستشار القانوني جاد الله عن ثلاثة آلاف الى خمسة آلاف شرطي وجندي ويعِد مرسي 'باعادة سيناء كلها الى سيادة مصر الكاملة'. واشتكوا في اسرائيل هذا الاسبوع من ان 'مرسي يتعدى من غير تنسيق معنا'. ويُبين نائب رئيس الاركان السابق اللواء دان هرئيل قائلا: 'يوجد تغيير تكتيكي جوهري ينشيء مصر مختلفة أمام أعيننا. ويجب علينا ان ننتبه وان نتابع'.
    ان عملية القضاء على أوكار المخربين هي في بدايتها فقط. وتُحول قوات اخرى ومركبات عسكرية ومعدات الى سيناء. ويرى مرسي سيناء في طموحه الكبير جنة زاهرة للسياح. فهو يعِد بأن ينشيء هناك بنى تحتية جديدة وشبكة شوارع وصحة ورفاه وتربية للبدو وأن يُسكن في شبه الجزيرة مليوني شاب عاطل سيجدون عملا في نهاية الامر. وقد حصل على الميزانية وهي مليارا دولار 'لاشفاء الاقتصاد' أودعهما أمير إمارة قطر الشيخ خليفة في بنك القاهرة الوطني في السبت الماضي.

    المنظر الطبيعي الذي يُرى من هناك
    في الحملة الانتخابية الرئاسية بث مرسي 64 وعداً بتحسين الحياة بين الطبقات المحتاجة في الأساس. وبعد ان انتُخب حدد له شباب الثورة العلمانيون 'مقياس مرسي' وهو مقياس الوفاء بالالتزامات. وقد أعطوه في مئة يوم الحكم الاولى تخفيفا كبيرا وبدأوا يتابعون سلوكه في خمسة شؤون ساخنة هي: الأمن في الشوارع، والخبز المدعوم للمحتاجين، والنقل العام وحماية البيئة. 'نجح مرسي حتى الآن في ان يحرك جمع القمامة من الشوارع فقط'، تشتكي المتصفحة عزيزة حلمي، 'ويُظهر دلائل ايجابية على عزمه على اطعام الجياع'.


    ان من يشير على مرسي في شؤون الاقتصاد هو مستشاره الاقتصادي الاول عبد الحافظ الصاوي من حزب الحرية والعدالة الاسلامي الذي أوصى بتوسيع المائدة الاقتصادية في الحكومة. ويعمل وزير المالية ووزير الموارد الاقتصادية ووزير النفط ووزير الاستثمارات ووزير التجارة الداخلية ووزير السياحة مع مستشارين ماليين ومستشارين قانونيين. فاذا لم ينجحوا في تحريك الاقتصاد الى الأمام فان الزلزال الامني لن يساعد مرسي على مواجهة المتظاهرين في الميادين.
    سجلت البورصة في الحقيقة هذا الاسبوع ارتفاعا يقرب من درجتين مئويتين، لكن السوق المالية مثل ساعات العمل في القطاع العام متعثرة في شهر رمضان. وهناك خبراء مستعدون لأن يُقسموا ان صاحب مليارات الهاي تيك ووسائل الاعلام الاسلامي خيرت الشاطر الذي أُلغي ترشيحه في آخر لحظة، يؤثر في وزراء المجلس الوزاري الاقتصادي المصغر، وهكذا يجري في جد في قصد الى ان يُجند مجموعة رجال الاعمال لتأييد الرئيس واستغلال علاقاتهم لتشجيع وحفز مبادرين عرب ومستثمرين اجانب.
    طلب جمال مبارك هذا الاسبوع بصوت خافت ضعيف اخراج أبيه الرئيس المخلوع من سجن طرة وان يعالج في المستشفى العسكري من جديد. والذي يعرف حسابات مرسي ورجل سره القريب الشاطر ونائب الرئيس مكي مستعد ان يُقسم أنهم سيهتمون بمحو مبارك من الذاكرة الوطنية. حاسبه مرسي مرة واحدة فقط على أثر العملية في سيناء وموت الجنود المصريين الـ 16، فقد قال لجنود الجيش في حضور رؤساء القبائل البدو ان 'سيناء أُهملت اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا سنين طويلة في فترة الحكم السابق'، وهو لا يذكر اسم مبارك عمدا.


    لا جدل في ان مرسي استعد للمنصب. فهو نشيط ومصمم وتعلم مثل الرؤساء الاربعة قبله ان يكون شكاكا. فهو من جهة لا يضيع فرصة للوعد بأنه سيحترم 'جميع الاتفاقات الدولية' لكنه يسمينا 'اليهود' لا 'الاسرائيليين'. ولا جدل ايضا في انه يرى من القصر صورة تختلف عن الصورة التي كان يراها في سني عمله السري الطويلة في حركة 'الاخوان المسلمين'، وأنه قلق مثلنا من حركة حماس ومن التهديد الذري الايراني. ويحل ان نُقدر ان مرسي لن يقطع التنسيق الاستراتيجي والزيارات السرية للمبعوثين الاسرائيليين الى مقر المخابرات العام، لكن الرئيس ذا التصميم سيطلب ان تُقدم اليه التقارير مباشرة. فهو غير معني بأن تتكرر قضية رئيس الاستخبارات المنحى موافي.



    بعد التنظيف الكبير لقيادة الاجهزة، اهتم مرسي ومستشاروه بفتح خط مباشر وضمان الولاء. فهو يقول 'أنا سأقود'، وما تزال أمامه التحديات الكبيرة وهي ان يركب أمواج الشعبية التي ارتفعت هذا الاسبوع من الميدان وان يقضي على مراكز المعارضين في الوسط العلماني وان يهدىء نفوس الشباب العاطلين بخطة مئة اليوم 'النهضة' التي يُعدها المستشارون الاقتصاديون وبأن يبحث عن صيغ لانشاء ائتلاف. وليس مرسي معنيا بأن تصبح مصر دولة في داخل دولة أو دولة شريعة اسلامية تشدد على مواطنيها وتجعلهم يهربون.

    سمدار بيري
    يديعوت 17/8/2012

    qpt
                  

08-21-2012, 08:12 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)




    فضائية الإخوان المسلمين تُعلن أن الرئيس مرسي قرر تعيين ثلاثة مساعدين له بينهم مسيحي


    القاهرةـ(يو بي أي)

    أعلنت فضائية "مصر 25" التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، مساء الثلاثاء، أن الرئيس المصري محمد مرسي قرَّر تعيين ثلاثة مساعدين للرئيس بينهم شخصية مسيحية.
    وقالت قناة "مصر 25" الفضائية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر مرسي (القيادي في جماعة الإخوان المسلمين) " قرَّر تعيين كل من الدكتور سمير مرقص المفكر القبطي والنائب السابق لمحافظ القاهرة، والدكتورة باكينام الشرقاوي أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور السلفي كمساعدين لرئيس الجمهورية وأعضاء بمؤسسة الرئاسة".

    وأشارت الفضائية إلى أنه سيتم الإعلان في وقت لاحق عن باقي أعضاء مؤسسة الرئاسة.

    وكانت مؤسسة الرئاسة المصرية أرجأت عدة مرات الإعلان عن تشكيل الفريق الرئاسي، والذي كان مقرَّراً الإعلان عنه بالتزامن مع تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور هشام قنديل، غير أن الرئيس مرسي قرَّر مؤخراً تعيين النائب الأسبق لرئيس محكمة النقض المستشار محمود مكِّي نائباً لرئيس الجمهورية

    ----------------

    www.alquds.co.uk




    مصر:' موجة ثانية للثورة أم صاعق لثورة ثانية مضادة؟


    بينما كان المصريون والعالم الإسلامي يتحرون ليلة القدر المباركة في الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان العظيم، فوجئنا بإحدى لياليها الشفع، بليلة الثأر، أو ليلة المكر أو ليلة الغدر، على حسب اصطفاف المصريين وتموقعهم.
    كل شيء بدأ بعملية سيناء المشبوهة، المشبوهة في توقيتها، وفي أهدافها، وفي منفذيها. إن لكل عمل أو عملية، إستراتيجية أو هدف، فماذا أراد هؤلاء من قتلهم 17 جنديا مصريا؟ هل أرادوا إشعال المنطقة، في أحرج فترة تمر بها مصر؟ هل أرادوا 'توريط' غزة الجريحة؟ أم الأمر فيه يد إسرائيلية؟ أم أنه تخطيط وعمل لطابور خامس داخلي، بممارسته سياسة الفوضى المشهورة ، يريد الدفاع عن مصالحه، وتكريس أهدافه؟ أم أن الأمر مقصود لإنهاء شهر العسل الذي يكون قد دام أكثر من أربعين يوما بين المجلس العسكري والرئيس محمد مرسي؟
    إحالة المشير والفريق إلى التقاعد، ومن قبل ذلك إلغاء الإعلان الدستوري المكمل، فتح الباب على مصراعيه على ترسيخ حكم الرئيس محمد مرسي وتقويته، وكان الأمر بمثابة موجة ثانية للثورة، وكالقنبلة المدوية التي هزت أركان الدولة المصرية، وأيضا دول العالم، ما كان يعتقد أنها آخر قلاع الدولة المباركية الحصينة، سقط بسهولة مريبة، وبرودة أعصاب المشير والفريق حين تلقيهم القرار تطرح أكثر من نقطة استفهام. هل فقط، شياطين المجلس العسكري كانت مصفدة، سرعان ما ستعود بعد العيد؟ أم أن الأمر فبركة؟ أم أن برودة الأعصاب كانت تخفي سخونة 'صواعق لثورة ثانية مضادة؟
    والذي فاجئنا إلى حد الذهول هو الرزانة الأمريكية، والتفهم الأوربي، والتحية الغربية، لما وقع بمصر من انقلاب ناعم، رزانة وتفهم وتحية من أطراف كانت بالأمس القريب تقلق لمجرد سقوط بلدية أو قرية بأياد إسلامية، إما أن الأمر لا يتعدى أن يكون تطورا سياسيا، أو تغيير موقف؟ أو أن الأمر لا يتعدى أن يكون جزءا من أحداث تكون تلك الدوائر ملمة بها؟ مما يزيد من أسهم الفرضية التي تقول أن الأمر كان مهيئا ومتفقا عليه، وأن ثمة تفاهمات وتعهدات يكون الأطراف قد اتفقوا عليها بمباركة دولية، كتعهدات مدنية الدولة، واحترام كامب ديفيد، وإعطاء نوع من الحصانة للمجلس العسكري، ودخول الاستثمارات والأموال لمصر، أموال واستثمارات هي بأشد الحاجة إليها وصندوق مصر في هبوط واستنزاف؟
    هل الشيك الذي أتى به سمو أمير قطر يوما قبل الساعة صفر للانقلاب الناعم المصري، شيك بقيمة ملياري دولار كوديعة، يمثل الدفعة الأولى للصفقة السياسية قبل الاكتتاب عند الموثقين الدوليين؟ أم أن الأمر لا يتعدى أن يكون صدفة وحبة يراد لها أن تصير قبة من إعلاميين مصطادين في المياه العكرة، أو أطراف مشيطنة لكل من يريد تقديم يد المساعدة؟ '''
    'جميل جدا ليكون حقيقيا'، ما وقع بمصر لم يجرؤ حتى المبالغون في التفاؤل من الثوار أن يحلموا به،' ولم يخطر ببال أي من المخرجين السينمائيين، وهم كثر، أن يتخيلوه، ولم تجد به قريحة المحللين البارعين، والكتاب المرموقين رغم تميزهم، وجودة رؤاهم ونظراتهم.
    على كل الأحوال، لا نريد تعكير أجواء الإحساس النادر الجميل، أن كل القيود والمعوقات على تكريس الإرادة الشعبية قد سقطت، وأن الأمر متاح للمضي أماما نحو تكريس الرقي والعدالة والرغد، تساؤلاتنا واستفهاماتنا قد تكون فقط من إرهاصات الاعتياد المطول على انتصار الظالم، وسؤدد الخبيث، وقد تكون تساؤلات موضوعية حول أحداث لم تفصح عن كل مكنوناتها ولم 'تعطينا كل الخبر اليقين. أعياد مصر إن شاء الله عديدة ومديدة وسعيدة، وفق الله أولياء أمرها لما فيه الخير الكثير والشرف العتيد.

    عبد الكريم رضا بن يخلف
    [email protected]

    qpt
                  

08-22-2012, 04:59 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)


    الرئيس يؤكد عدم المساس بالمحكمة الدستورية العليا ومجلس الدولة

    رؤساء الهيئات القضائية ومجلس القضاء الأعلي أجمعوا علي رفض القضاء الموحد

    22/08/2012 12:54:52 ص




    كتب خالد مىرى‮:‬




    أكد الرئيس د.محمد مرسي أنه لا مساس بالمحكمة الدستورية العليا.. وقال إن السلطة القضائية وكل الهيئات القضائية لا يمكن المساس بها في الدستور الجديد الذي يجري اعداده وكشفت مصادر قضائية لـ»الأخبار« ان الرئيس أكد في لقائه الثالث بالمستشارين ماهر البحيري رئيس المحكمة الدستورية العليا ومحمد ممتاز متولي رئيس مجلس القضاء الأعلي رئيس محكمة النقض وأعضاء مجلس القضاء الأعلي ورؤساء مجلس الدولة وهيئتي النيابة الإدارية وقضايا الدولة علي استمرار المحكمة الدستورية العليا ومجلس الدولة في أداء دورهما القانوني والدستوري. ب
    وقد أكد القضاة علي رفض فكرة القضاء الموحد الذي يجمع كل الهيئات القضائية في هيئة واحدة.. واستمرار الهيئات القضائية المستقلة في منظومة تعمل لإقرار الحق والعدل وعدم ضم هيئة قضايا الدولة للسلطة القضائية.. علي ان يتم الاستعانة بأي عدد قد يحتاجه القضاء كما سبق وحدث حيث ان القاضيات المصريات هن من أبناء قضايا الدولة والنيابة الإدارية. وأكدت المصادر القضائية ان فكرة القضاء الواحد هدفها إلغاء المحكمة الدستورية العليا ومجلس الدولة بهدف إلغاء الرقابة الدستورية علي القوانين والقرارات وإلغاء الظهير الدستوري الضامن لاحترام أحكام الدستور وضمان عدم مخالفة أي مواد قانونية لها.. وأضافت المصادر ان اللقاء أكد علي احترام الرئيس للسلطة القضائية واستقلالها الكامل ومبدأ الفصل بين السلطات وعدم التداخل بينها
    -----------------

    بكرى: احتفاظ مرسي بالتشريع اعتداء على الدستور
    الثلاثاء, 21 أغسطس 2012 11:02

    كتبت – رحاب عبد النعيم صرح الدكتور مصطفى بكرى عضو مجلس الشعب السابق، بأن احتفاظ د.محمد مرسي رئيس الجمهورية بسلطة التشريع هو اعتداء على الدستور، مطالبًا بالفصل بين السلطات وعدم العودة إلى الحكم الفردي.

    و اعتبر بكرى أن مرسي أصبح يحكم بلا رقابة وبلا دستور، مؤكدًا أنه يستطيع أن يصدر أية قوانين تدعم حكم جماعته وحزبه وتقصي المعارضين.
    و قال بكرى – عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك – "أسال كل من يعنيهم الأمر أين هو مبدأ الفصل بين السلطات، لقد أصبحنا أمام رئيس يمسك للمرة الأولى منذ عقود بالسلطتين التنفيذية والتشريعية"، وأضاف: "يكفي أنه منح نفسه حق تشكيل الجمعية التأسيسية حال صدور حكم ببطلانها من القضاء، أي بما يعني إصدار دستور ملاكي رغم أنف الجميع".
    و اختتم بكرى متسائلًا: " هل من أجل ذلك كانت الثورة؟ لقد عاد إلينا حكم الفرد سريعًا وبأشد قسوة واستهانة بالدستور والقوانين".
    وجدير بالذكر أن المتحدث الرسمى باسم الرئاسة د.ياسر علي كان قد نفى منذ قليل عدم وجود نية لدى الرئيس بمنح سلطة التشريع إلى مجلس الشورى.


    ----------------

    المزيد من الاخبار الدفاع لأبو حامد :"ثورة24 اغسطس ليست حكرا علي أحد و دعوتك بها عوار" »استقالات جماعية لأعضاء حزب النور بالغربية »هبة رؤوف تقدم حلاً لظاهرة التحرش الجنسي »جمال عيد :أغضب من انتخاب مرسي لكني سعيد بموقفي من شفيق »مرسي في زيارة مفاجئة لشقيقته بعد تدهور حالتها الصحية »افتتاح ميناء رفح البري غدا لعودة العالقين والمعتمرين »السلطات الليبية تجرى البحث عن المسئولين عن تفجير سيارة الدبلوماسي المصري »عودة النائب العام للقاهرة بعد رحلة علاجية »البرعى: لو كان من يرفض سيطرة حزب واحد فلول فأنا منهم »عودة 41 ألف معتمر على متن 186 رحلة لمصر للطيران في أسبوع



    استطلاع الرأي هل ينجح أعضاء الحرية والعدالة فى إيجاد مخرج قانونى لإعادة البرلمان بعد قرار الرئيس بإلغاء الاعلان المكمل ؟

    نعم

    لا

    غير مهتم


    بكري : الإخوان اغتالوا الحريات
    الثلاثاء, 21 أغسطس 2012 19:52

    مصطفى بكري
    كتب : أحمد عاصم انتقد الكاتب الصحفي، مصطفى بكري، عضو مجلس الشعب المنحل، ما يحدث من منع مقالات لبعض الكتاب، واعتبر أن هذا اغتيال للحريات و "أخونة للصحافة".

    وقال بكري من خلال تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر " بعد منع مقالات يوسف القعيد، وابراهيم عبدالمجيد، وعبلة الرويني، والاعتراض والحذف للعديد من الأخبار والتحقيقات التي لا تعجب الإخوان، جاء الدور الآن على منع مقال للكاتبة غادة نبيل بالجمهورية ثم إلغاء الصفحة الثقافية، إنها عودة للرقابة وأخونة للصحافة، أين نقابة الصحفيين؟ "

    وأضاف "لقد اغتالوا الحريات قبل مرور شهر على إمساكهم بالحكم، وأغلقوا الفراعين ، وتهديد الإعلاميين، وأخونة الصحافة، وانتظروا الأخطر " .

    ---



    ما الذي يفكر فيه رئيس هيئة الاركان المصري؟
    صحف عبرية
    2012-08-21




    كما هي الحال في كل دورة تعليمية كان في سنة 2004 2005 ايضا ضباط من اسرائيل ومصر بين عشرات الخريجين الاجانب من معهد حرب ذراع البر الامريكية في كارل لايل في بنسلفانيا. كان الاسرائيلي هو يوئيل ستريك وهو اليوم عميد ورئيس لواء العمليات في هيئة القيادة العامة. والمصري صدقي صبحي الذي رُفع في الاسبوع الماضي من قيادة الجيش الثالث الى رتبة مشير والى تولي رئاسة اركان الجيش المصري وأصبح نائبا لرئيس المجلس العسكري الأعلى.
    عمل الرئيس محمد مرسي مثل جمال عبد الناصر الذي تحرر سريعا من سلطة قائده في ظاهر الامر محمد نجيب، ومثل أنور السادات الذي ثبّت سلطته بضربة ردعت الجماعة التي كانت حول علي صبري، عمل على مواجهة أجزاء من القيادة العسكرية لا كلها. ان هيئة الضباط العليا الجديدة التي تعلن أنها تعارض الفساد وتريد ديمقراطية الانتخابات بمباركة الفقهاء ستمضي معه مسافة طويلة على الأقل.
    ان صبحي الذي يعارض القاعدة ويفضل م.ت.ف والسلطة الفلسطينية على حماس يزعم انه لا يوجد تناقض ضروري بين الاسلام والديمقراطية، لكن لا بحسب النموذج الغربي العلماني. وبحسب رأيه السلبي في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي حيث حدث انقلاب عسكري على حكم جبهة الانقاذ الاسلامية (سبب كما قال 'قتل 150 ألف مواطن وتدمير بنى تحتية قيمتها مليارا دولار') لن يقود جيش مصر ليواجه رئيس الاخوان المسلمين.
    ان ترفيعه المفاجيء حفز كثيرين الى تصفح الكتاب الذي نشره كارل لايل، باعتبار ذلك مفتاحا لفهم عالم ضابط ذي منصب مركزي في الادارة المصرية الجديدة: فهو ذو رأي؛ وهو يؤيد التأليف بين سلطة مركزية قوية واجراءات ديمقراطية بحسب نموذج عربي (لا غربي)؛ وهو يعارض انحلال دول لتصبح أقاليم طائفية (العراق وسوريا اليوم)؛ وهو يطلب من واشنطن ان تكف عن الدعم المطلق لاسرائيل وان تستعمل المساعدة العسكرية التي تعطيها لها كأداة ضغط لانشاء دولة فلسطينية؛ ويُحذر من عملية عسكرية على المشروع الذري الايراني ويطلب معاملة مساوية لـ 'الترسانة الذرية التي تملكها اسرائيل'.
    ان وثيقة صبحي التي اشتملت على اشارات جريئة جدا، وغابت في حينها عن نظر أصحاب الرقابة في النظام، تُنذر بوجود مستوى جديد في القاهرة يثير الفضول لقادة قوميين متدينين لا يخشون مخالفة المواضعات.
    يشتهي صبحي تدخلا امريكيا اقتصاديا أكثر من العسكري و'خطة مارشال' جديدة، بل يشتهي أفكار تعاون اقليمي مثل خطة الوسيط اريك جونستون لتقاسم ماء نهر الاردن. هو في السادسة والخمسين من عمره وكان ولدا في حرب الايام الستة (التي يصفها بأنها نصر عسكري اسرائيلي ميّل السياسة الامريكية في المنطقة الى مصلحة اسرائيل بفضل القوة السياسية لجماعة الضغط الاسرائيلية في واشنطن)، وكان فتى في حرب يوم الغفران. وهو يرى ان الامريكيين اخطأوا خطأ شديدا بتقديمهم طائرات الفانتوم التي نفذت الهجمات العميقة في مصر في حرب الاستنزاف وأخطأوا بتأييدهم لاسرائيل في حرب لبنان في 1982 والاستمرار في احتلال الضفة الغربية والجولان.
    انه يتناول مبادرة سلام أنور السادات و'تطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية' بين مصر واسرائيل تناولا موضوعيا، لكنه قليل الشكر على المساعدة الامريكية لمصر، وهو يراها مكافأة مناسبة للقدرة الامريكية على نقل قوات عسكرية في قناة السويس وضمان التجارة والتزويد بالنفط من القناة.
    ينبغي ألا تصاب اسرائيل بالذعر من برنامج صبحي الذي لا يبث الشوق الى تغيير العداوة الفاعلة، فحتى لو توترت العلاقات فانه لا يتوقع ان يلتقي العميد ستريك مع زميله في الدراسة في ميدان القتال. لكن يجب عليهم في الحكومة وفي هيئة القيادة العامة ان يدركوا ان مصر قد تغيرت وأنها ستضغط من اجل ان يؤخذ موقفها من النزاع العميق في فلسطين والذرة الاسرائيلية والايرانية، في الحسبان.

    أمير أورن
    هآرتس 21/8/2012


    --------------------


    الموقف السياسي

    حرية الإعلام

    21/08/2012 09:09:55 م




    بقلم : السىد النجار






    مصادرة الصحف وإغلاق الفضائيات ليس بقرار إداري مزاجي.. ولكن بحكم قضائي.. ليس من حق وزير الاستثمار إصدار قرار بغلق قناة فضائية أو معاقبة العاملين فيها بالمنع من العمل استنادا إلي قانون يخص المؤسسات الإعلامية الاستثمارية.. الاستناد إلي مواد فضفاضة في أي قوانين غابرة أو قرارات سابقة لمعاقبة الاعلاميين وتقييد حريتهم في التعبير وتناول الموضوعات العامة بالنقد والتقييم للمصلحة العامة.. ظاهرة يجب ان تتوقف ... وليس كما هو الوضع اليوم، بممارسة بعض الأساليب علي سبيل »قصصة ريشهم أو اضرب المربوط يخاف السايب« أو أي منطق آخر لتخويف وارهاب الاعلاميين بعدم ممارسة حقوقهم كاملة بالتمسك بحرية الرأي وحق كل مواطن في التعبير عن رأيه.. وطالما نصمت عن بعض التجاوزات السياسية من فصائل كثيرة بالبلد اليوم باعتبار اننا في مرحلة مخاض سياسي ثوري، ولابد من المسار السياسي ان يتعدل.. فيجب تطبيق نفس المبدأ مع العمل الاعلامي والصحفي والاستفادة من ثراء التجربة الاعلامية في مناخ الحرية.. وسوف تعالج التجربة بعض التجاوزات الغريبة أو البعيدة عن رسالة الاعلام ودوره في المجتمع بالدعوة إلي الممارسة الديمقراطية السليمة والبناء والاستقرار..
    معركة حرية الصحافة والاعلام.. ليست مع أشخاص بعينهم.. ولكنها معركة مع فكر ومنهج يسود هذه الأيام.. ولا يجب الصمت في الدفاع عن حرية الرأي والابداع واستقلال الصحافة والاعلام وهو المبدأ والفكر الذي يجب ان تنتهجه القوي السياسية وخاصة من هي في مقعد الحكم والمسئولية.
    انها معركة جادة وخطيرة علي مستقبل البلد.. ولا يصح ان تتواني فيها الجهود التي بدأها مجموعة من الاعلاميين والصحفيين للتمسك بالحقوق الكاملة لحرية الصحافة والقومية منها خاصة وحرية جميع الفضائيات وفي مقدمتها تليفزيون الدولة.. ونرجو ان تكون تصريحات رئيس الجمهورية ووزير الاعلام عن استقلال الاعلام وإنشاء مجلس خاص به جديرة بالاعتبار في نصوص الدستور وليست ذراً للرماد أمام حالة المعارضة الشديدة لمحاولات تطويع الاعلام .


    -----------------


                  

08-23-2012, 04:35 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    مصر تطلب ٨.٤ مليار دولار قرضا من صندوق النقد

    مرسي لبعثة الصندوق: اقتصادنا مستقر.. ولدينا امگانيات هائلة للنمو
    لاجارد: ملتزمون بمساعدة مصر في مهمتها الثقيلة للتحول الديمقراطي

    22/08/2012 08:35:51 م




    كتب شرىف خفاجى‮ ‬وأحمد مجدى‮:‬


    الرئىس مرسى خلال استقباله رئيسة صندوق النقد الدولى

    أكد الرئيس محمد مرسي أن مصر لديها إمكانات هائلة للنمو وأن التحول الديمقراطي في مصر يتم علي محورين.. الاول سياسي والثاني اقتصادي ويحتاج الي دعم المؤسسات الدولية، مشيرا الي أن البنك المركزي والجهاز المصرفي ينعمان بالاستقرار.. جاء ذلك خلال لقائه كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي أمس. وصرح د. ياسر علي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد اهتمام مصر بالتعاون مع صندوق النقد، ليس باعتباره مؤسسة تمويل ولكن لان هذه الخطوة ستدعم الثقة لدي الاستثمار الأجنبي في الاقتصاد المصري، مشددا علي استقرار المؤسسات المالية المصرية وعلي رأسها البنك المركزي. أوضح ان اللقاء هدف الي تعرف الصندوق علي القيادة السياسية الجديدة في مصر ولم يتطرق اللقاء الي تحديد قيمة محددة للقرض. واضاف د. ياسر أن لاجارد أكدت إلتزام الصندوق بمساعدة مصر في هذه المهمة الثقيلة في عملية التحول الديمقراطي. وقد توقع د. هشام قنديل رئيس الوزراء أن يتم توقيع إتفاقية قرض صندوق النقد الدولي في شهري نوفمبر أو ديسمبر القادمين وقال عقب جلسة المباحثات التي عقدها أمس مع كريستين لاجارد والوفد المرافق لها بمقر مجلس الوزراء أن قيمة القرض التي تطلبها مصر قد ترتفع لتصل الي 4.8 مليار دولار. واضاف قنديل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع لاجارد أن مباحثات الأمس لم تتطرق الي مناقشة برنامج الاصلاح الاقتصادي المصري وأنها كانت بمثابة تأكيد من مسئولي الصندوق علي دعم مصر. وقال أنه سيتم صباح اليوم عقد جلسة مباحثات ثانية مع مديرة صندوق النقد والوفد المرافق لها وسوف تعود في سبتمبر لإجراء المباحثات النهائية للقرض. وأكد قنديل أن القرض سيكون علي مدة 5 سنوات وبفترة سماح 39 شهرا وتكلفة القرض 1.1٪ في حين تصل نسبة الاقتراض لو تم من مؤسسات داخلية الي 12٪ ، مشيرا الي ان شروط الصندوق مقبولة و الاقتراض من الداخل يجعل الحكومة تدخل في تنافس مع القطاع الخاص. أشار الي ان الحصول علي القرض سيكون بمثاية شهادة عالمية بأن مصر قادرة علي الحصول علي قرض وقادرة علي سداد تكاليف هذا القرض، موضحا أن صندوق النقد قبل ان يقوم بإعطاء القرض يراجع البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي تضعه الحكومة ويتأكد من القدرة علي الوفاء بالالتزامات. ومن جانبها قالت لاجارد أن مباحثاتها مع قنديل لم تتطرق الي التفاصيل الدقيقة حول قيمة القرض. قالت لاجارد ان الصندوق مؤسسة دولية تعمل وفق قواعد حاكمة ومحددة تهدف في المقام الأول الي معالجة أي مشكلات بميزان المدفوعات

    ----------------

    مرسي في ليلة القدر خير من ألف ديكتاتور وكتيبة غادة عويس!
    أحمد عمر
    2012-08-22




    'نهاية التاريخ' - نظرية صمويل هنتغتنون في سيادة الليبرالية واليوتوبيا الأميركية، وعنوان كتابه الشهير- الأبدية، الخلود .. كلها أسماء مستعارة لإنكار الزمن، لكن اليوتوبيا من غير أسلحة أو طغيان أو دماء حلم إنساني، فالحكايات، معظم الحكايات والمسلسلات والأفلام تنتهي بنهاية سعيدة أو بجملة:.. وعاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات .. نهاية التاريخ؛ كانت نظرية يتم تطبيقها في سوريا تطبيقا، حيث 'الاستقرار والاستمرار'، و'غدا نلتقي'، مؤكد غدا نلتقي، من غير إن شاء الله، أو إن شاء الشعب، فالشعب اله يعبد باسمه طواغيت كثر؟ جوهر كل فكر فاشي هو إنكار الزمن، وإنكار الزمن هو إنكار للتاريخ وإنكار للخالق، من العبارات والشعارات التي تنكر الزمن عبارة 'خلل فني' وعبارة 'إلى الأبد' أو تمجيد التاريخ الأسطوري بعبارة 'يمتد عمر سوريا إلى عشرة ألاف عام'، فالتاريخ قبل الحركة التصحيحية مجهول وسديم، حيث روح الله ترفرف فوق الماء .. ولا أجد تفسيرا أو تسمية للأخبار العاجلة في فضائية الإخبارية السورية التي خرجت بمستطيل احمر يبلغ سرة الشاشة تبلغنا فيه بفقدان طاقمها في ريف التل بينما كانت مجموعة 'إرهابية مسلحة' تظهر فيديو للطاقم الإخباري في كل الفضائيات 'المغرضة'. وتظهر الزميلة الوحيدة في الطاقم محجبة، اتقاء الفتنة، وليس إكراها في الدين، وذلك مقابل 'حجب' القصف عن المنطقة. ومثل هذا الخبر العاجل خبر آخر يشبهه يفيدنا معرفيا - ويضرّ آخرين ماديا - بسقوط طائرة خرجت للتدريب أو للنزهة أو لرش الزهور على الشعب بسبب 'خلل فني' وفقدان الاتصال مع الطيار الذي ظهر أيضا في فيديو في أكثر من فضائية 'مغرضة' مصوّرا مع مجموعة إرهابية مسلحة مع كدمات جراء سقوطه وليس بسبب 'خلل فني'. سقطت الطائرة ببندقية مثل بندقية منقاش العراقي الذي اسقط حوامة. وليست الميغ كالحوامة، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى. لم يجبر الطيار ولا الطاقم على الاعتراف بجرائم وأموال وانحراف كما يحدث في اعترافات 'الإرهابيين' في التلفزيون السوري!
    'المشيحانية 'البعثية كان شعارها 'إلى الأبد' .. وليس غريبا أن 'تبدع' سوريا البعثية في أمر واحد هو صناعة الدراما - التي كادت أن تتسبب بمحاكمة البوطي حامي النظام فقهيا - بسبب احتجاجه عليها لأنها تلهي الناس عن العبادة -' وظهرت في سوريا، وليس في مصر أو تونس بدعة 'الفانتازيا التاريخية'. الهرب من التاريخ فاشية، وكان الفرار منه مستمرا ومستقرا في كل شيء: حيث الأبحاث كلها في الأدب القديم، وحيث مواجهة دولة إسرائيل بالشعار والمزاحة والمدالعة على كل صوت ولسان..!! دولة مقاومة والفرح والطرب فيها لا يتوقف لأنه 'ما بو الزرع شميل'؟

    الجلجلة

    يظهر سوري حلبي كان معتقلا في مجاهل أقبية النظام السوري ا حيث يغمى على الآلات نفسها من شدة التعذيب ودوي الجلجة! كان الفتى يمثل وضعية التعذيب التي تعرض لها، يقول الفتى وهو يسجد واضعا يديه المقيدتين وراء ظهره، وسجان يدوس فوق ظهره في كل لحظة: وحق الله.. ثلاثة وثلاثين يوم وأنا على هاي الحالة!! في الجلد بالسوط نوعان من الألم هما الم لحظة اللسع ثم تتلوها لحظة راحة لاستيعاب الألم أما التقييد في هذه الوضعية فألمه مستمر يصاحبه القهر؟
    إما اسم جماعة 'الجلجلة' التي قتلت ستة عشرة مصريا فهو مقتبس من مسيرة درب الآلام للسيد المسيح؟ وليس من مسيرة السوريين في نصف قرن، ويخبرنا السراقبي العجوز الذي ظهر في فلم إخباري أنهم أحدثوا نقبا في الجدار لتجنب هدايا القناص في رمضان.. العائلة باتت تتنقل من النافذة التي غدت بابا.. في سوريا التي عاشت من غير باب. نصف قرن وسوريا مقيدة اليدين وراء الظهر جاثية وتتألم..من غير صوت!

    ليلة القدر خير من ألف شهر

    تسحّر مرسي - ففي السحور بركة بقيادة المجلس العسكري الهرمة قبل أن تفطر به، وفي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، أعاننا الله على القيام والصيام وحفظ البصر واللسان و.. القلم. مع أمل مستحيل بإحالة الشيطان إلى التقاعد 'فالمعارضة' ضرورية لاستمرار.. الحياة والدين. ظهر مرسي في إفطار مع بعض العسكر في سيناء وهو يرتشف كوب العصير حتى الثمالة! كأن الرؤساء السابقين الأبديين لم يكونوا يفطرون أو يتغذون، إذ لم تكن عين الكاميرا تجرؤ على الاقتراب والتصوير، لأنّ فم الرئيس منطقة عسكرية!! .. ولم تكن سوى كاميرات خاصة معها رخص خاصة.. كانوا ملائكة! وشهيتهم لم تكن مفتوحة إلا للثروة والكرسي. مشهد إفطار مرسي الذي رآه البعض 'بلديا' يراه أمثالي.. إفطارا عاديا لرئيس مواطن عرف من أين تؤكل كتف اللهو الخفي، وكيف يحتسى العصير حتى الثمالة بعد صيام صحراوي في سيناء العطشى إلى أهلها!

    ضربات حرة

    - بشائر الثورة السورية: الثورة السورية متجددة إعلاميا، لها شهداء جدد، وأغان جديدة، وشخصيات جديدة، وأفكار جديدة، وأسرار جديدة، فهي ثورة خلاقة وولادة، ونابضة، أما الفضائيات السورية فخطابها يغني 'ما بو الزرع شميل'؟
    - أسماء كتائب الثورة السورية أسماء إسلامية: أحفاد الرسول، البراء، لواء التوحيد، كتيبة عثمان بن عفان، الفاروق.. ووصف الثورات العربية من قبل زعماء إيران بأنها إسلامية خطف لها، وربما تكون الثورة السورية هي الوحيدة التي زاد البطش من تمسكها بدينها.. اسم أحفاد الرسول غير موفق فـ'ما كان محمد ابا احد من رجالكم'، إلا على سبيل المجاز، حتى الآن ليست من كتيبة - إعلامية على الأقل - باسم المذيعة الباسلة غادة عويس!
    - كل ما كذبته الفضائيات السورية في الأيام الأولى من الثورة بات مؤكدا : القصف بالطيران، الدك بالصواريخ، وربما يصبح الضرب بالكيماوي وشيكا .. أما كلمة خادم الحرمين الشريفين القصيرة فقد انجزت (بأخطائها) وبسلام، حتى النهاية، فتنفسنا الصعداء، خشية من اخفاق المؤتمر الدولي الكبير لأوهى الأسباب .. والحمد لله رب العالمين.
    - من غرائب السياسة الروسية أن وزير خارجيتها يتحدث عن انشقاق إعلاميين من الجزيرة، كحدث سياسي؟ ولا اعرف إعلاميين منشقين من الجزيرة، هناك إعلاميون استقالوا، أما المنشقون من الإعلام السوري فليس آخرهم علا عباس.
    - الداعية الشامي، وخطيب الجامع الاموي السابق معاذ الخطيب، لم يلتزم بعنوان الحلقة الذي هو 'نحو حلف فضول جديد' لكننا عرفنا وجها من وجوه الإسلام السني المجهول في أحد أهم مواطنه بسبب 'خلل فني' طارئ عمره.. نصف قرن!!
    ملاحظة: تأخر نشر هذه المادة لأسباب قاهرة أو.. دمشق؟

    ' كاتب من كوكب الأرض






    مكتب الإرشاد يتجاهل الأزهر ويرسل بعثات اخوانية للحوار مع التكفيريين بسيناء.. ومطالب بتهجير الإخوان إليها
    حسنين كروم:
    2012-08-22




    القاهرة - ' القدس العربي' مشكلة الصحف المصرية، أيام الأعياد أنك لا تجد فيها المثير أو الجديد من الأحداث والأخبار، وبالتالي - التعليقات عليها، بسبب الإجازات - ولأن كثيرا من المعلقين يدركون ان ما يكتبونه لن يقرأه إلا أفراد قلائل لأن غالبية قراء الصحف لا يشترونها، فهم أما في إجازات أو زيارات أو أمام أجهزة التليفزيون، بالإضافة الى ان موضوعاتها الرئيسية متكررة، وهي كيفية قضاء الناس للعيد، في الحدائق والمتنزهات، وأخبار تحرش الشباب بالفتيات، وخطب العيد، وكانت في معظمها تأييداً للإخوان وللرئيس محمد مرسي، وسيطرة الإخوان والسلفيين عليها، وقد أخبرني زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم بأنه اثناء مروره بقرب أحد المساجد ثاني أيام العيد - الاثنين - شاهد شيئاً عجباً، أربعة من الإخوان والسلفيين ثلاثة منهم لحاهم سوداء، والرابع لحيته حمراء، وقال لهم شارحاً:- الدقن السودة شايلها في البيت، دي دقن العيد.
    وإلى بعض مما لدينا من المخزون الاستراتيجي..

    البعض يقدس قرارات الرئيس

    رغم مضي الأيام فلا تزال قرارات الرئيس بإقالة طنطاوي وعنان وعدد من قادة الأفرع للقوات تثير الكثير من النقاش، ففي 'الحرية والعدالة يوم الخميس الماضي، قال الاستاذ بجامعة الأزهر الدكتور صلاح الدين سلطان، الذي لا هم له منذ فترة إلا إضفاء طابع القداسة الدينية على الرئيس وقراراته والاستعانة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وغيرها للتأكيد على ذلك، وهو يذكرني بحامل المبخرة الذي يتطوع بها ويصيح، شوبش، صلوا ع النبي، قال الإخواني المسكين عن حادث رفح: 'الحملة تتضاعف على فخامة الرئيس محمد مرسي وتحمل الرجل لفراسته هذا الأذى واشتغل بإدارة الأزمة مع فريقه الألمعي الذكي النقي، فجاء مرتين إلى موقع الحدث وفكر، واستشار واستخار، ولحسن حظه أن شهره الأول المكتمل هو شهر رمضان فقد فاز قبل منتصف شعبان وقلت في نفسي يومها 'يا سلام يا دكتور مرسي، أمك داعيا لك'، وأمتك بتدعيلك وجايلك رمضان هاتكون محفوف بعناية الله، أيها الحافظ للقرآن وبركاته ونفحاته ورحماته لا حد لها، فاستبشرت كثيراً أن أول شهر كامل الأيام في الرئاسة هو رمضان، ولم يغير الرئيس عادته مع الله فيقطع الله عادته معه، بل ذهب يصلي التراويح في مساجد مصر ويؤم ويعطي الخواطر لأنه الرئيس صاحب الرسالة، وجعل أول جمعة في مسقط رأسه وفاء، وهنا جاءه البلاء شديدا فهو صاحب قلب يأسى لأول مجزرة في رئاسته فاستعان بالله ولعله استحضر 'وإذ قتلتم نفساً فادرار أتم فيها، والله مخرج ما كنتم تكتمون' 'البقرة: 73' وبالغ في التضرع لله وأحست الأمة بهمه وكربه فضاعفت له الدعاء وكثفت له الرجاء برب الأرض والسماء وكنت أسمع عبارات الناس 'الله يقويك يا محمد مرسي' وهنا التقت الأرض بالسماء ونزلت عناية الله.
    وهنا يقول الشهيد 'سيد قطب' كلاماً نفيساً غير مسبوق إليه: 'إن العبد ليعالج أعسر الأمور برحمة الله فإذا بها أيسرها، وأن العبد ليعالج أيسر الأمور برحمة الله فإذا بها أعسرها' وهذا بالضبط ما حدث مع فخامة الرئيس مرسي عالج أعسر الأمور وهي مذبحة رفح فأصابته رحمة الله فإذا بها أيسرها'.

    عادة تقديس الرؤساء المصريين من المشايخ

    إييه، إييه، أعجبتني هذه المعلقة وذكرتني بما كان يقوله الشعراء أمام الحكام، فيمنحونهم أكياسا من الذهب أو الدنانير ولأن الأكياس لم تعد موجودة، فلنعطي صلاح الدين رئاسة جامعة الأزهر، فإن غضب، فلنعطه وزارة.
    أهذا كلام يكتبه كل أسبوع استاذ أزهري وداعية يعلم تلاميذه الصدق في القول والبحث؟ وفي ماذا اختلفوا عن مداحي مبارك؟
    وبالنسبة لحكاية رمضان وشعبان فقد ذكرتني بما كان قد كتبه استاذ آخر بجامعة الأزهر هو الدكتور عبدالله النجار عن مبارك في انتخابات الرئاسة عام 2005 في العمود اليومي الذي كان يكتبه في 'الجمهورية' - قرآن وسنة - بأنها بركات شهر شعبان، وأحد رجال الأعمال الأقباط الذي نشر إعلانات في الصحف مؤيدة لمبارك ويقول فيها، ان اسمه ورد في الانجيل، مبارك شعبي مصر، فإذا كان الله اختاره، فكيف لا نختاره، وكان الشيخ شعراوي جمعة وهو وزير للأوقاف في عهد السادات، قد رفعه إلى مستوى الله سبحانه وتعالى، عندما قال عنه في مجلس الشعب وأمام كاميرات التليفزيون، لو كان الأمر بيدي لرفعته الى مرتبة لا يسأل عما يفعل.
    ونظل في الحرية والعدالة مع صاحبنا الإخواني حمزة زوبع الذي يبذل جهدا ملموساً ليكون خفيف ظل، بالإضافة إلى أنه من العناصر الأكثر صراحة في التعبير عما يدور داخل قيادة الجماعة، قال في نفس العدد: 'السيناريو الذي أخرجه الدكتور مرسي رئيس الجمهورية هو سيناريو رجل كريم ابن كريم لكن من قال: إن اللئام يستحقون معاملة الكرام، الخيانة جريمة كبرى يستحق صاحبها الإعدام، لأنه لا معنى لحياة خائن تمنحه الأمان وهو لا يتخلى عن خيانته، ومن يدريك سيدي أنه سيفعل؟ كيف تؤوي خائنا في بيتك وتمنحه الأمن والأمان؟ أتظن أنه سيتوب؟ وكيف ومتى كان الخائن يمنح عفواً ودرعاً ووساماً! متى سيدي الرئيس، لا أعتقد أنه من الحكمة الصمت والاكتفاء بعبارات المجاملة وشهادات التقدير وأنواط الشجاعة، كل ذلك لن يفلح في إخفاء الحقيقة، هذا السيناريو الناعم لن يجدي نفعاً لأنه على حسب وصف أمي عليها رحمة الله 'دهان على وبر ما ينفعش الجربان'، الجربان لا ينفعه سوى حلق شعره وتنظيف جلده بالماء والصابون ثم بعد ذلك يتم دهنه بالمراهم أو الدروع والنياشين ساعتها فقط يمكن أن يكون للتقدير قيمة أو ميزة الخيانة في الحياة العسكرية أشد مرارة وأشد عقوبة ويجب ألا يفلت فاعلوها ومدبروها ومساعدوهم من العقوبة، يا سيدي هذا حق الشعب وليس حقك سيادة الرئيس؟، لماذا لا يتم كشف النقاب عما يحدث في إدارة السجون ومنظمات حقوق الإنسان التي كانت تعمل كرسل بين النظام المخلوع في سجنه وأركان الدولة العميقة المختبئة في أركان الدولة؟
    اكشفوا لنا حقيقة الفضائيات التي مولت بأموال قيل أنها من أموال مشبوهة ومغسولة تارة وجاءت من بعض الدول الخليجية تارة أخرى'.

    جريدة الإخوان تتجاهل
    كلمة وزير الدفاع لثنائه على طنطاوي

    ولكن كلام زوبع فسر بعد ذلك ظاهرة عجيبة في اليوم التالي مباشرة - أي الجمعة - فبينما أشارت كل الصحف إلى لقاء وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي مع القادة والضباط وكلمته التي أشاد فيها بما قدمه طنطاوي وعنان وأبرزتها بشكل ملفت، فإن جريدة الإخوان 'الحرية والعدالة'، تجاهلتها تماماً، كما تجاهلت خبراً آخر بارزاً وهو قرار النائب العام إحالة المحاميين من الإخوان ناصر الحافي وعبدالمنعم عبدالمقصود إلى محكمة الجنايات بتهمة إهانة وسب المحكمة الدستورية العليا.
    المهم، انه في نفس اليوم - الخميس - فإن زميلنا في 'الجمهورية' عبدالوهاب عدس، أشاد بطنطاوي والمجلس العسكري قائلاً: 'لا بد أن نعترف أيضاً بدور المشير حسين طنطاوي في حماية الثورة، وفي تنحي الرئيس السابق مبارك، وأنه عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بدون رئيسه مبارك، لأول مرة والإعلان عن أنه في اجتماع مفتوح في إشارة ضمنية، أنه في انتظار تسليم الرئيس مبارك للسلطة، وكان يمكن للقوات المسلحة وللمشير 'طنطاوي' أن ينحازوا للرئيس مبارك ضد الشعب وهو ما حدث في سورية، وهو ما يجب أن نذكره للمشير والقوات ولعنان، وحتى لا نكون ممن ينكر الجميل أو الفضل، وقد حقق مرسي ذلك بمنح المشير قلادة النيل وعنان الجمهورية، ولا أدري لماذا طلبت جماعة الإخوان الخروج للميادين والشوارع تأييداً للرئيس مرسي فقرار مثل هذا، يعكس انطباعاً سيئاً، وهو أن قرارات مرسي ضعيفة مهزوزة، في حاجة إلى من يقف إلى جوارها ويؤيدها'.

    إشادة واسعة بدور المجلس العسكري
    في حماية الثورة ودور طنطاوي

    وتوالت الإشادة بالمشير والمجلس العسكري في نفس اليوم، وكأن الجميع كانوا يردون على سلطان وزوبع، ففي 'المصري اليوم' قال زميلنا في 'الأهرام' وعضو مجلس الشعب المنحل الدكتور عمرو الشوبكي في 'المصري اليوم' 'المؤكد أن المشير لم يكذب حين قال انه سيسلم السلطة في 30 يوليو ووفى بوعده ولم نعرف إذن 'عسكر كاذبون' كما هتف البعض، صحيح أن أخطاء المجلس كانت في مساحة لا فعل وليس الفعل فقد عانى من ضعف وارتباك وعدم فهم أبسط الأمور السياسية، غابت أي رغبة وربما قدرة على المبادرة واتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، وهو ما فتح الطريق أمام وصول الإخوان للسلطة دون أي قواعد دستورية أو قانونية مسبقة، فهذا خطر ليس بالسهل وتتحمل إدارة المشير للمرحلة الانتقالية مسؤوليته وعلى القوى السياسية أن تتعامل معه بالسياسة وليس باستدعاء الجيش والبكاء على أطلال المجلس العسكري.
    من المؤكد أن مسار إدارة المرحلة الانتقالية هو الفصل الختامي من دولة مبارك الهشة الشائخة محدودة الكفاءة معدومة الخيال ويحسب للجيش أنه حافظ على مهنيته'.

    اخطأ العسكر بتحالفهم مع الاخوان

    أيضاً قالت زميلتنا الجميلة ومديرة تحرير 'الأهالي' - لسان حال حزب التجمع - أمينة النقاش: 'أخطأ المجلس العسكري منذ بداية تسلمه للسلطة حين تصور أنه يخطو بالبلاد خطوات آمنة بتحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين دون النظر لتاريخهم الطويل في نقض المواثيق والعهود والانقلاب على الحلفاء والاستقواء عليهم بالولايات المتحدة التي دأبوا على وصفها بـ'الشيطان الأعظم'! ورغم أخطائه ورغم أن الإعلان الدستوري يمنحه هذا الحق فإن المجلس العسكري بقيادة المشير 'حسين طنطاوي' العامرة بالوطنية والنزاهة والتجرد لم يكوش 'كل السلطات في يده' وشكل حكومتين متتاليتين لتؤول إليهما السلطة التنفيذية، ومنح حق التشريع لمجلس الشعب الذي تم انتخابه بقانون مطعون في دستوريته بسبب التعجل في إجراء الانتخابات أولا، بدلا من الدستور أولا، بحملات من الترهيب والتخوين والتكفير التي قادها الإخوان وأنصارهم في تيار الإسلام السياسي، لنجد أنفسنا الآن في المأزق الراهن، رئيس جمهورية يحوز في قبضته للمرة الأولى في التاريخ المصري الحديث كل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، لا سيما بعد حكومة الموظفين التي شكلها مؤخراً ليحكم سيطرة الإخوان على كل مفاصل الدولة'.

    لحظة نادرة تعانق فيها الجيش والشعب

    وإلى 'أخبار' نفس اليوم وزميلنا وصديقنا والأديب الكبير جمال الغيطاني وقوله:
    'كانت عبارة 'يسقط حسني مبارك' مكتوبة على المدرعات بخط منسق موقف أصيل ضد التوريث، وكان المشهد في التحرير يعكس لحظة نادرة تعانق الجيش والشعب في يد واحدة، لو أن ذلك استمر لتغير وجه التاريخ ليس في مصر فقط ولكن في المنطقة غير ان الأمور بدأت تميل بعد تنحي مبارك وانصراف الشعب الحقيقي الذي قام بالانتفاضة المعجزة وسرعان ما ظهرت القوى المشبوهة والشخصيات التي استثمرت الثورة وبدأت صعود الجماعة وأطلت أطراف خارجية إقليمية ودولية وبدأ زمن الاضطراب الأكبر وتحقيق الهدف الحقيقي، ألا يتكرر ما جرى في اكتوبر وبالتحديد ضد إسرائيل'.

    معارك الإخوان
    وخروج الكثير من الجماعة

    وإلى المعارك الخاصة بالإخوان المسلمين وفيما بينهم وهو ما يكشف عن وجه آخر للحياة السياسية في مصر يحاول الإخوان طمسه، ألا وهو وجود عناصر كثيرة ومحترمة خرجت من الجماعة احتجاجا على أخطاء وسياسات تراها متعسفة واستحال إصلاحها بالطرق الديمقراطية داخل الجماعة، وتكشف عن خرافة الوحدة الحديدية، ومن خرجوا من الجماعة ويهاجمونها لا يزالون على إخوانيتهم، ويكفي دليلاً على ذلك انه في انتخابات رئاسة الجمهورية في مرحلتها الأولى تنافس فيها اثنان من الإخوان الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة، والثاني الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح عضو مجلس الإرشاد الذي خرج من الجماعة، وكان قد سبقه في الخروج مجموعات أخرى من أفضل عناصرهم وقياداتهم وأصبحوا يهاجمون قيادة الجماعة الحالية، منهم صديقنا العزيز والنائب الأول السابق للمرشد العام واستاذ الجامعة الدكتور محمد حبيب وصديقنا العزيز والمحامي والكاتب خفيف الظل وعضو مكتب الإرشاد السابق مختار نوح، الذي نشرت له جريدة 'الأحرار' يوم الاثنين قبل الماضي حديثاً أجراه معه زميلانا عصام خضيري وكريم أنور قال فيه: 'أنا كنت أدافع في الشدة ليس للإخوان وإنما لله وثمن مبادىء وليس ثمن انتمائي للإخوان، فكثير من الإخوان لم يتعرضوا لشيء لأنهم لم يعرضوا أنفسهم لمواجهة الحاكم الباطل ولكن أنا كنت دائم التعرض لمبارك ولذلك كان الثمن عندي مضاعفاً، فتعرضت للاعتقال ثلاث مرات منهما حكم محكمة عسكرية، أما بالنسبة للحصاد فأنا لا اعتقد ان الإخوان يحصدون، وإنما الدعوة كفكرة تخسر كثيرا من اطمئنان الناس لها بسبب دخول الإخوان في مشاحنات هم في غنى عنها، كما انهم الآن تحت الميكروسكوب فكل أعمالهم تحسب عليهم، ولا يسمح لمن يخرج من الجماعة بأن يكون ذا حيثية أو قيمة في المجتمع أو أن يكون له كيان في الدعوة حتى لا يؤثر على قوة الجماعة لأنه يخصم من رصيد وقوة الجماعة، وهذه هي فلسفة فقه التنظيم، أما نحن فنؤمن بفقه الجماعة المفتوحة، ومن أجل ذلك الخلاف كبير، وعمر التلمساني من أنصار فكرنا، لذلك فقه التنظيم يقرب منه أهل الولاء والثقة وأحيانا يعجز عن أن يقرب منه أهل الولاء والثقة وأحيانا يعجز عن أن يقرب أهل الإيمان، لأنه يهدف الى الانتماء للتنظيم ذاته وليس للعقيدة!

    التيار الإسلامي كله يحتاج
    إلى تدريب لتقبل واحترام الرأي الآخر

    وأعتقد ان فكرة الرأي الآخر عند الإخوان غير موجودة لأنهم لم يمارسوها في مجتمع مفتوح، وبالتالي تتصور الجماعة عداوة وهمية وغير موجودة للمخالفين لها في الرأي، مثلاًَ كتبت مقالا أدافع فيه عن موقف محدد للإخوان تجدني أتلقى ثناء عظيماً من شخصيات كبيرة وعندما اكتب ما يخالفهم آخذ هجوماً عنيفاً متهماً فيه بالحقد والنفعية الشخصية، أنا نصحت الرئيس مرسي في الصحف والتليفزيون بأن مصر حجمها ووزنها كبير يصعب عليه حملها وحده، وألا يأتي بوزراء يميل إليهم نفسياً، أو يعتقد هو أنهم أكفاء، فالعملية لا تتوقف على الكفاءة فهي تحتاج إلى مشاركة مجتمعية ومنظومة عمل ليست لديه، وأؤكد أن عمر هذه الوزارة لن يزيد على ستة أشهر، ولن يستطيع حل مشكلة واحدة في مصر، فهشام قنديل وزير قديم لا توجد لديه علامة مميزة في الأداء، ولكن يبدو أنه رجل على خلق فقط، نحن خارج التنظيم منذ عام 2000 لأن طبيعة كل من عبدالمنعم أبو الفتوح والزعفراني وخالد داود وكل الخارجين عن الإخوان لا ينسجمون مع فقه التنظيم، فهم لا يقبلون أن يقوم عبدالمنعم أبو الفتوح بزيارة نجيب محفوظ كاجتهاد منه، ولكن مقبولة حينما تأتي في ظل عمر تنظيمي يبحث ويدرس، أما أن تكون رجلاً لكل الناس فهذه ليست لديهم، فهناك فرق بين فقه التنظيم والفقه المفتوح الذي نمثله نحن الخارجون عن الجماعة، ثانيا: هناك فرق بين البلتاجي والعريان وجمال حشمت، البلتاجي لأنه أثبت لنفسه كيانا خاصا في الثورة ونبوغاً خاصاً، وأسبقية فكان يهاجم العسكري في الوقت الذي كان الإخوان يحرمون ويجرمون الهجوم على العسكر، وكان يهتف يسقط يسقط حكم العسكر، وعندما هاجم الإخوان العسكر لم يعترفوا بأن البلتاجي قد سبقهم لأن جريمته لا تغتفر لأنه خالف قرار الجماعة، وهذا ضد التنظيم، ولذلك فالبلتاجي ليس له مستقبل داخل الجماعة إذا استمر في التفرد والعزف بقدراته الشخصية، أما العريان فكانت له امكانيات شخصية ولكن من كثرة المجاملات أطفئت امكانياته ولذلك فهو يحتاج الى استعادة امكانياته مرة أخرى في العمل العام، وجمال حشمت نابغة برلمان وزعيم شعبي ولكن أعطى لنفسه إجازة بدون مرتب نظرا لحكمة يراها هو ولا أراها أنا، الدكتور بديع رجل نقي تقي ورع، لكن لا علاقة له لا بمكتب الإرشاد ولا حزب الحرية والعدالة ولا الرئاسة، هو مرشد ولكن الدكتور بديع لا علاقة له ومن يدير الجماعة معروف للجميع، رئيس مجلس الشورى قريب محمد مرسي والمستشار القانوني فؤاد جاد الله شريك خيرت الشاطر وأنه ليس قانونيا ولا يعمل بالمحاماة وهذه من الأخطاء التي تؤثر على شرعيتنا كإسلاميين'.

    تصريحات المرشد مهدي عاكف
    معظمها مضرة بالجماعة

    ومن مختار نوح الى القيادي الإخواني البارز الذي ترك الجماعة أيضاً، وهو هيثم أبو خليل الذي نشرت له فيتو 'الأسبوعية' المستقلة في عددها يوم الثلاثاء حديثاً أجراه معه زميلانا عماد الديب وحنان عبدالهادي وقوله فيه عن مرشد الإخوان السابق خفيف الظل: 'تصريحات مرشد الإخوان السابق مهدي عاكف معظمها مضرة بالجماعة ولعلك تتذكر منها تصريح 'طظ في مصر' وهو مرشد عام للجماعة وظهور عاكف الآن من وجهة نظري يضر بالإخوان ضرراً شديدا خاصة مع الدعوة لتنظيم مليونية في 24 أغسطس الجاري ضد الإخوان المسلمين كحزب وجماعة، وذلك لأنه غير منضبط في التصريحات، وللأسف هو يتحمل تسليم الجماعة برمتها الى التيار القطبي وإقصاء الدكتور محمد حبيب النائب السابق للمرشد والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسي السابق، وأخطر صفقات الإخوان مع النظام السابق وخاصة في وجود عاكف لم تكن صفقات بمعنى صفقات، وإنما كانت تفاهمات مع الأجهزة الأمنية بشأن التنسيق في الانتخابات البرلمانية وتفريغ دوائر بعينها لرموز الحزب الوطني الذي تم حله بعد الثورة، بكل موضوعية أرى تعاطي الرئيس مرسي مع الأحداث جيدا للغاية مقارنة بما كان يفعله مبارك، أتمنى أن يستمر الإخوان ويوفقوا أوضاعهم وأتمنى أن يتم تنظيم حفل تكريم للشاطر، هو من يحدد الأسماء في الفريق الرئاسي؟! يلعب دوراً ما وأتمنى أن يختفي هذا الدور حرصاً على مصلحة الرئيس مرسي شخصياً وعلى مصلحة البلاد بشكل عام'.

    إثارة موضوع الجماعات
    التكفيرية في سيناء

    وإلى الأحداث الدامية التي شهدتها سيناء بالهجوم الإرهابي على جنودنا في رفح واستشهاد ستة عشر ضابطا وجنديا وبدء عمليات نسر ضد الإرهابيين، وإثارة موضوع الجماعات التكفيرية في سيناء، ومحاولة الإخوان استغلالها لصالحهم، وتقدمهم بمشروعات مختلفة، وكان منهم المسكين الدكتور هشام حمامي الذي غمز لي بطرف عينه اليمنى وأخرج لسانه ليغيظني، وقال يوم الاثنين قبل الماضي في 'المصريون' حلا لمشكلة سيناء: 'الرئيس خالد الذكر عبدالناصر كان مشغولا في هذا الوقت بمعارك الزعامة في اليمن والكونغو ثم أنه كان يريد تجميع البشر حوله لمعادلة كفة الجيش التي استحوذ عليها عبدالحكيم عامر، وبالتالي كان تعمير سيناء وفرشها بالبشر والعمران ضارا بموقفه في السلطة، وها نحن الآن أمام نفس المشكلة بنفس التشخيص وبنفس الأعراض، والحل واحد، وواحد فقط هو 'العمران' وإذا استدعى الأمر قرارات جمهورية بالتهجير الإجباري فليكن، وإذا استدعى الأمر قرارات جمهورية بفرض ضريبة استثنائية لصالح التعمير في سيناء، فليكن، ناهيك عن أشكال الترغيب للناس وخاصة للمستثمرين مما لا يعد ولا يحصى، نحن الآن نعيش مزاجاً ثورياً يقبل بالطفرات الكبرى للتغيير والإصلاح'.
    وفي الحقيقة فلا بد أن أشد على يديه وأهنئه على ذكائه الذي وصل إلى درجة العبقرية، لأنه أول من اكتشف أن عدم زرع البشر في سيناء، كان لأن عبدالناصر - آسف - قصدي خالد الذكر، كان يقوم بتجميع عشرات الملايين من المصريين حول القصر الجمهوري لمنع القائد العام للجيش المشير عبدالحكيم عامر من الانقلاب عليه والاستيلاء على الحكم.

    حكاية التهجير
    الإجباري للمواطنين

    وطبعاً بعد انتحاره أمر خالد الذكر هذه الملايين بالعودة إلى محافظاتهم، هذه معلومة هامة كانت تنقصني، فأشكره عليها، وسأرد له الجميل بتصحيح خطأ وقع فيه، وهو الباحث الموضوعي، وخاص بحكاية الكونغو، فلم يكن لنا هناك قوات خاصة بنا وإنما كتيبة مظلات بقيادة العقيد الشاذلي، وتحت قيادة الأمم المتحدة، وكانوا يرتدون القبعات الزرقاء مثلهم مثل المغاربة والتونسيين، وصدر اليها الأمر بالانسحاب بعد اغتيال الرئيس باتريس لومومبا.
    لكن المشكلة الحقيقية في اقتراحه هي حكاية التهجير الإجباري للمواطنين، أي إخراج مئات الألوف من الناس من مساكنهم وإرسالهم لسيناء للإقامة والعمل والتوطين رغماً عنهم، ألم أقل لكم انه مسكين؟

    اقتراح بهجرة اخوانية للاخوان
    وتزويجهم بنات القبائل

    أما المسكين الآخر، فكان الإخواني خالد إبراهيم، الذي نشرت له في نفس اليوم - الاثنين قبل الماضي جريدة 'الحرية والعدالة' مقالا لم يوافق فيه على اقتراح التهجير الإجباري لسيناء، وإنما هجرة إخوانية لسيناء، وتغيير تركيبتها بحيث يكون أهلها كلهم مواطنين يتمتعون بجنسية الإخوان، قال المسكين: 'الهم الأكبر في علاج مشكلة التطرف في سيناء يقع - في نظري - على عاتق جماعة الإخوان المسلمين التي تمثل الفكر الوسطي للإسلام المعتدل والتي عليها نشره بين أبناء سيناء حتى لا ينتشر بينهم الفكر التكفيري المتطرف، ومن الإجراءات العاجلة التي ينبغي أن تقوم بها الجماعة سرعة توطين مئات الدعاة لنشر الفهم الصحيح للإسلام بين مواطني سيناء، والفئات التي يمكن توطينها بصورة طبيعية هي الأطباء والمدرسون وأئمة المساجد والمهندسون والموظفون، ويفضل أن يكونوا من حديثي التخرج وذوي خبرة ونشاط في الدعوة الفردية، وأن تكون نسبة كبيرة منهم متزوجة حديثاً من أخوات نشيطات للعمل مع النساء والطالبات والزهرات، كما يمكن أن يحاول بعض الشباب التقدم لخطبة فتيات من القبائل السيناوية لتدعيم الصلات ويمكن التعاون والتنسيق مع الوزارات والجهات الإدارية لنقل وتوزيع الموظفين المعينين على جميع المدن والقرى في سيناء للتواجد بصورة طبيعية في هذه الأماكن، كما يجب الاهتمام بالمشروعات التربوية والخيرية كافتتاح كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم لنشر الأخلاق الإسلامية بين النشء في كل قرية وحي وافتتاح الحضانات والمدارس والمستوصفات الخيرية والجمعيات الأهلية والخيرية ويمكن التعاون مع الدعوة والتبليغ لتنظيم قوافل مشتركة تجوب مدن وقرى سيناء وقبائلها لتعليمهم مبادىء الإسلام الحنيف والتعاون كذلك مع بعض شيوخ السلفية المعتدلين كالشيخ محمد حسان والشيخ محمد عبدالمقصود وغيرهما لإقامة ندوات ومحاضرات يمكن أن تعيد بعض الأفراد إلى رشدهم فيتم التعاون معهم لمقاومة أفكار الغلو والتطرف'.

    الاخوان يتجاهلون
    الازهر ويقفزون فوقه

    أي أن الأزهر ليس كما هو معروف هو ممثل الفكر الوسطي، وإنما الجماعة، وما طالب به خالد إبراهيم كان إشارة الى خطة وضعها مكتب الإرشاد فعلا، وبدأ في تنفيذها، فقد نشرت 'المصري اليوم' يوم الجمعة في صفحتها الخامسة تصريحات أدلى بها القيادي الإخواني عبدالرحمن الشربيني، لزميلنا محمود شعبان بيومي، أكد فيها على اعتماد الخطة المرسومة، بقوله: 'مكتب الإرشاد قرر تشكيل وفد من قيادات الجماعة بالقاهرة وشمال سيناء للقيام بمهمة لقاء مشايخ القبائل بالإضافة الى رموز الحركات الإسلامية للنقاش حول الخروج من الأزمة الأمنية الموجودة هناك، وسيركز على زيارة جميع الأطراف الفاعلة في سيناء وعقد لقاءات جماهيرية موسعة للاستماع الى مشاكلهم واقتراحاتهم للخروج من الأزمة الأمنية الحالية هناك، وأن الجماعة ستتواصل بالتعاون مع مشايخ القبائل ومع رموز الحركات الجهادية والتكفيرية في شمال وجنوب سيناء للتشاور معهم من أجل إقرار المراجعات الفكرية والفقهية للمتشددين الذين يستندون إلى فتاوى لا تمت للإسلام بصلة للقيام بقتل الأبرياء دون وجه حق والاعتداء على ممتلكات الدولة'.

    مكتب الارشاد استبعد
    الأزهر تماما من المصالحة

    والملاحظ هنا أن مكتب الارشاد اكد استبعاد الأزهر تماما من العملية وكأنه لا وجود له أو له دور في نشر الفكر المعتدل، إنما أصبحت الجماعة وفقهاؤها، هم المرجعية وبالتالي فإن كل تصريحاتهم السابقة عن مرجعية الأزهر لم تكن صادقة.
    إذن ما قاله المسكينان هشام حمامي وخالد إبراهيم يؤكد انهما ليسا مسكينين، وإنما نحن المساكين فعلا، بالإضافة الى باقي المثقفين الذين يعتقدون أنهم من الذكاء والقدرة على فرملة اندفاع الإخوان للاستحواذ بكل شيء، عن طريق العمل معهم، بأخذ منصب هنا أو هناك، بينما الإخوان ينظرون إليهم باعتبارهم من المؤلفة قلوبهم من مستحقي خمس الغنائم، ويتغامزون فيما بينهم عليهم.

    الإخوان يتخلون تدريجيا
    عن سياسة الشراكة الوطنية

    وهذا ما وافقني عليه زميلنا وصديقنا الدكتور وحيد عبدالمجيد المنسق العام للجمعية التأسيسية للدستور بقوله في مقال له يوم الثلاثاء قبل الماضي في جريدة 'القاهرة' الاسبوعية التي تصدر عن وزارة الثقافة: 'منذ مطلع العام الجاري عندما أصابها غرور القوة عقب حصول مرشحيها على نحو 43 ' من مقاعد مجلس الشعب وأكثر من نصف مقاعد مجلس الشورى فقد تخلى الإخوان منذ ذلك الوقت عن سياسة الشراكة الوطنية التي اتبعوها طوال العام الماضي وضربوا عرض الحائط بالتحالف الديمقراطي الذي جمعهم وأحزاباً أخرى وشخصيات عامة، فقد اتجهوا منذ مطلع عام 2012 الى الانغلاق على أنفسهم مرة أخرى والعمل المنفرد اعتقادا في أنهم ليسوا في حاجة الى أحد وأداروا مجلس الشعب بهذا المنهج الذي تسبب في الإساءة إليه وإثارة نقمة كثير من قطاعات المجتمع عليه الأمر الذي جعل المناخ السياسي العام متفهماً لقرار حله عندما أبطلت المحكمة الدستورية العليا في يونيه الماضي القانون الذي انتخب على أساسه ولم يستوعب الإخوان درس الانتخابات الرئاسية التي أظهرت انهم خسروا في أشهر قليلة نصف رصيدهم الذي كان لهم في الانتخابات البرلمانية، فقد واصل الرئيس مرسي منهج الانغلاق والانفراد فلم يستجب لمناشدة قوى سياسية واجتماعية حثته على بناء شراكة وطنية من خلال حكومته الأولى وفريقه الرئاسي واعتمادا على برنامج توافقي يجمع الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية حوله، ولجأ مرسي إلى المناورة تجاه هذا المطلب عندما كان في حاجة إلى مساندة قوى سياسية واجتماعية في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها بمعجزة، وتفوق طفيف للغاية على منافسه الفريق أحمد شفيق الذي كان قاب قوسين أو أدنى من القصر الرئاسي، ولكن ما أن أعلنت نتائج الانتخابات وأصبح رئيساً حتى تعامل باستكبار حتى مع شركائه السابقين وأقرب الأحزاب الى 'الإخوان المسلمين' مثل حزب النور السلفي الذي عبر عن استيائه لعدم التواصل أو التشاور معه بشأن تشكيل الحكومة ورفض إسناد وزارة شؤون البيئة الى أحد أعضائه، وهكذا اختار مرسي و'الإخوان' المضي منفردين في طريق شديد الوعورة وحمل تركة ثقيلة بمفردهم والرهان على أن يفوزوا بـ'الجائزة الكبرى' وحدهم ويحصلوا على كل شيء، أو أن يخسروا كل ما جمعوه من قبل، وهذه مغامرة جد خطيرة على نحو يمكن القول إنها أقرب إلى مقامرة كبرى من النوع الذي يقامر فيه المرء بكل ما يملكه وما لا يعود إليه أيضا دفعة واحدة'
                  

08-26-2012, 04:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    الصحف تشن هجوما على الرئيس وجماعته..
    تنديد واسع بقرض صندوق النقد ومخاوف من افلاس مصر
    حسام عبد البصير
    2012-08-24



    القاهرة - 'القدس العربي'



    جاءت صحف الجمعة لتعكس حالة القلق التي تعتري الوسط الصحافي على مستقبل حرية التعبير بعد أن تسيد الأخوان سدة الحكم وباتوا يهددون عبر مجلس الشورى كل من يعادي الجماعة وقصر الرئاسة وساكنه الجديد بالملاحقة في حال توجيه النقد للإسلاميين، وبالرغم من أن القرار الذي اخذ قوة القانون بمنع حبس الصحافيين احتياطياً على جرائم النشر والذي اصدره الرئيس مرسي عقب قرار احدى المحاكم حبس إسلام عفيفي رئيس تحرير 'الدستور' نزل على الكثير من المصريين برداً وسلاماً إلا ان الصحافيين ما زالوا متوجسين من قادم الأيام خوفاً من ان يسير مرسي على خطى مبارك حينما يعلن دوما في الخطب عن انتصاره لحرية الرأي بينما في الواقع كان زبانيته يلاحقون المعارضين من الكتاب. وقد جاءت مانشيتات صحف الجمعة لتهتم في المقام الاول بالمليونية التي دعا لها النائب محمد أبوحامد وعدد من أنصاره لاسقاط حكم الاخوان بالاضافه لسجن رئيس تحرير 'الدستور' إسلام عفيفي الذي اوقف بقرار الرئيس وتعرضت الصحف بالنقد لقرار الحكومة الاقتراض من صندوق النقد والبنك الدولي.


    كان مانشيت 'الأهرام' عن قرار الرئيس إلغاء عقوبة الحبس للصحافيين في قضايا النشر وتناولت صحيفة 'الأهرام' الموضوعات التالية: المفتي وعلماء الدين يطالبون بمواجهة للجماعات التكفيرية بسيناء.. نشطاء وإسلاميون: الخضوع لـ'النقد الدولي' يعيد مصر إلى التبعية الاقتصادية.. لجنة نظام الحكم بـ'التأسيسية': 'لا يجوز للرئيس حل مجلس النواب إلا بعد استفتاء'..'غنيم' يرحب بمبادرة موظفي 'التعليم' لكشف الفساد.. الرئيس يناقش مع ممثلي الكنائس 'التأسيسية' و'بناء دور العبادة الموحد' مشروع قانون لإنشاء جهاز مستقل لمراجعة محتوى الفضائيات.. وجاء مانشيت 'المصري اليوم': 'مليونية إسقاط الإخوان'.. أول اختبار لـ'مرسي'. وتناولت مجموعة من التقارير حول الحكم بحبس رئيس تحرير 'الدستور'. ومن موضوعاتها قطر تودع 500 مليون دولار بـ'المركزي'.. البدوي يعلن تحالف الأمة المصرية في مواجهة 'الحزب الحاكم'.. وزير الاستثمار: إغلاق الفضائيات مسؤولية مدينة الإنتاج الإعلامي.. 'التموين': الرغيف المدعم مستمر بخمسة قروش. أما 'اليوم السابع' فتناولت التقارير التالية: إسلاميون: الخضوع لـ'النقد الدولي' يعيد مصر إلى التبعية الاقتصادية.. سعد الدين إبراهيم: 'الإخوان' أرسلت 30 قياديا للتفاوض مع أمريكا قبل 'إعادة' انتخابات الرئاسة.. وكيل تعليم قنا يطالب بمعاقبة 'المهدي المنتظر'.. لجنة نظام الحكم بـ'التأسيسية':' لا يجوز للرئيس حل مجلس النواب إلا بعد استفتاء'..'غنيم' يرحب بمبادرة موظفي 'التعليم' لكشف الفساد.. الرئيس يناقش مع ممثلي الكنائس 'التأسيسية' و'بناء دور العبادة الموحد'.. مشروع قانون لإنشاء جهاز مستقل لمراجعة محتوى الفضائيات. أما صحيفة 'الأخبار' فتناولت الموضوعات التالية.. مرسي يصدر قانوناً لأسقاط عقوبة الحبس ضد الصحافيين.. البنك الدولي يرعى اجتماعاً غير رسمي لوزراء النيل.. 6.3' مليار جنيه قروضاً من البنك الدولي لرفع كفاءة السكة الحديد.

    إلى الرئيس: لا تقترض باسمنا!

    وإلى الجدل المحتدم الذي بدأ مؤخراً على إثر قرار الحكومة التحول الى اللاقتراض من صندوق البنك الدولي والذي حظي بمعارضة واسعة دفعت نجاد البرعي لأن يصرخ في وجه الرئيس مع كثيرين بـ'المصري اليوم' (أرجوك لا تقترض باسمي): تتعامل حكومة الإخوان مع المصريين بنفس الطريقة التي كانت تتعامل بها حكومات مبارك معهم فيما يتعلق بالمعلومات، فلا أحد يعرف شروط هذا القرض ولا طريقة سداده ولا حجم الأموال التي جرى اقتراضها منذ 25 يناير 2011، لا يعرف أحد فيما أنفقت تلك القروض ومن سيراقب عملية الإنفاق في بلد لا يوجد به برلمان، ويسيطر على مفاصله حزب واحد باسم الثورة. لم تجر مناقشة هذا القرض وتفاصيله مع أي قوى سياسية أو حزب سياسي، حتى من هؤلاء الذين طالما ساندوا الإخوان. استدعى الرئيس منذ أسبوع عددا من القامات السياسية العالية، ألقى عليهم خطبة منبرية وخرجوا وما جرؤ أحد أن يسأله عن أموال المصريين من أين تُجمع وفيما تُنفق؟ ولم يناقش معهم الرئيس طبعا هذا القرض الضخم، وأسباب الاقتراض والرقابة عليه. مات جمال عبدالناصر عام 1971 وديون مصر لا تتجاوز ملياراً ونصف المليار دولار، بعد أقل من عشر سنوات ذهب السادات ومديونية مصر واحد وعشرون مليار دولار! ثم سقط مبارك تاركا خلفه دينا خارجيا بلغ خمسة وثلاثين مليار دولار، فضلا عن دين داخلي وصل إلى تسعمائة وستين مليار دولار، وحسب الموازنة العامة للدولة لعام 2011/2012، فإن فوائد الدين الخارجي فقط تعادل الإنفاق المباشر على الإسكان والمرافق والصحة مجتمعة، وتساوي أكثر من 170' مما يصرف مباشرة على الشباب والثقافة، و70' من الأموال المصروفة مباشرة على خدمة التعليم. اليوم وبدلا من أن تضع حكومة الإخوان خطة واضحة لسداد تلك المديونية فإنها تذهب إلى اقتراض أكثر من ثلاثة مليارات دولار بشروط غير معروفة ودون مناقشة. على الأحزاب السياسية أن تطلب من صندوق النقد الدولي أن يطلعها على تفاصيل مباحثاته مع الحكومة المصرية ما دامت الأخيرة لا تريد إطلاع المجتمع على ما تقوم به، وعلينا جميعا أن نصر على أن نعرف كيف تنفق أموالنا ولماذا يقترض حكامنا وكيف سيسددون، لنصرخ جميعا مع الحملة الشعبية لإسقاط ديون مصر 'لا تقترضوا باسمي'.

    هل سيترك الاخوان مصر على الحديدة؟

    وعلى نفس المنوال يرفض ابراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة 'التحرير' القرض الذي حصلت عليه مصر من الصندوق الدولي: من قال إن من حق الرئيس محمد مرسي عقد اتفاق مع صندوق النقد الدولي لاقتراض مليارات من الدولارات يسددها جيب الشعب المصري وليس جيب الرئيس مرسي بالطبع؟ ومن قال إن من حق السيدة لاجارد رئيسة صندوق النقد أن توقع مع الرئيس اتفاقا للإقراض في غيبة برلمان بلاده وغياب التوافق الوطني على هذا القرض؟ لا مصر بلد السيد الرئيس ، ولا الصندوق ملك السيدة لاجارد.. نتبهوا فقد تغيرت الدنيا، وهذا الشعب قام بثورة، صحيح أنها ناقصة ومبتسرة وصحيح أنها مسروقة ومخطوفة، لكن مش ناقصة ضرب على قفا الوطن بعد كل هذه الدماء التي أريقت من أجل الكرامة والكبرياء.
    لم يُسلِّم الشعب المصري السيد مرسي الرئاسة ليعمل ما شاء وما أراد بدون رقيب أو حسيب، فهو يحكم بلدا عظيمة بالتأكيد حكمها يختلف عن حكم رجل على عائلته وأولاده.
    يتابع عيسى ننتقل الآن إلى الجانب الأهم، وهو عدم وجود مجلس شعب يناقش حكومة الرئيس مرسي في بنود هذا القرض، وسؤالها عن حكمة الحصول عليه ومبرر الإصرار على عقده وكيفية إنفاقه ومدى سلامة إجراءاتها، وبدائل هذا القرض والانصياع الواضح لسياسة الصندوق، بما يعني أن الرئيس مرسي موافق على نفس ما وافق عليه وفعله مبارك من خصخصة وتفكيك لقدرات الدولة الاقتصادية والالتزام بالنهج ذاته، وحتى محاربة الفساد، وهو الاختلاف المزعوم بين اقتصاد مبارك ومرسي ويحيطها شك عميق مع وجود خيرت الشاطر ورجال الأعمال الإخوان الذين يديرون ماكينة عد الفلوس منذ صعود الرئيس الإخواني إلى سدة الحكم، والمرشح والمرجح أنهم سيتقاسمون تورتة مليارديرات جمال مبارك ويرى أن قرض الصندوق لمرسي فهو مجرد مُسكِّن ينقذ الإخوان من أي إجراءات اقتصادية قد تؤثر على فرص حزب الجماعة وجماعة الحزب في الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي قرر الإخوان أن يدفع الشعب المصري من جيبه ومن قروضه ثمن شراهة الجماعة للحكم والاستحواذ على كل مقدرات البلد

    رسائل للرئيس: لا نريدك طيباً فقط بل منتجاً

    السلطة تحمي نفسها بجمهور مشتاق إلى ديكتاتور هذا ما يراه وائل عبد الفتاح في صحيفة 'التحرير' معبراً عن بسطاء المصريين ويبرر قبول الديكتاتور الجديد بأنه صاحٍ ويعرف ربنا ولا يترك صلاة في المسجد.. لكن هذا كله لا علاقة له بقبول ديكتاتور طيب بعد إسقاط ديكتاتور كان طيبا ثم دخل شبكة الفساد والاستبداد حتى جعلها أوسع مما نرى وأكثر عمقا مما نتصور. اننا ازاء ديكتاتورية لا دين لها.. والثورة قامت من أجل تدمير أساسيات التسلط والوصاية.. تدمير البنية التحتية لأي ديكتاتور محتمَل..ضرب الصحافة وترهيبها.. وبث الشعور بالذنب بتعميم تهمة الفساد والسفالة والتضليل.. الصحافة كلها معرضة لهجوم ضارٍ من السلطة وعبيدها وعشاقها والطيبين الدائرين في مجال مغناطيسها..هجوم يجعلهم يتحسسون مسدساتهم كلما سمعوا كلمة 'صحافة'.. السلطة لا تريد الصحافة إلا صحافة بيضاء.. مثل الأكل الصحي.. المثالي الذي لا يوجد مثله إلا في دول الجليد.. كل صحيفة تعبر عن أفكار وخيال ومصلحة ليس بالضرورة التي تمثلها السلطة أو تلتقي مع عموم القراء، لأنه انتهى منذ فترات ما يسمى 'صحافة الشعب' كله التي كانت السلطات تؤممها لتوجه من خلالها شعبها الطيب..لهذا فما سأراه أنا أبيض ستراه أنت أصفر، والأسود بالنسبة لي أبيض.. هكذا فالصحافة لا ترضي جميع الطبقات والأفكار بالضرورة حتى لو تحولت إلى إعلانات مبوبة للحزب الحاكم وسيده في القصر..نحن ما زلنا غرقى في الميراث العفن لسنوات الاستبداد.. وبدلا من أن نفكر بخيال مختلف كل طرف هرول ليحجز موقعا، فمن كان يصرخ مطالبا بالحرية أمس يلعنها اليوم ويريد أن يمسك هو مسطرة قياسها.. هذا لأن ميراث العفن نفسه عطّل المجتمع وتركه وحده مؤهلا لوراثة الاستبداد.

    لو كان سيد قطب حيا لقتله الاخوان

    ونبقى مع الانتقادات الموجهة للاخوان بسبب تضييقهم على المخالفين لهم في الرأي حيث يتساءل وائل السمري في 'اليوم السابع' عن مصير المفكر سيد قطب لو كان حياً هل كان سيحتمل آراءه الاخوان ويتوقع انهم كانوا سيجهزون عليه : ما يقرب من نصف قرن مر على إعدام سيد قطب، واعتلى الإخوان سدة الحكم، وما أراه الآن باضطهادهم للمفكرين والصحافيين إلا متقمصين لأبشع ما كان بثورة يوليو، معترفين بأحقية ناصر في إعدام سيد قطب وموقعين على قرار إعدامه بأيديهم، ولو كان سيد قطب حيا لأعدموه، ذلك لأنهم لا يؤمنون بالحرية ولا يقدسون إلا تخبطهم، ففي أربعة عشر يوما، انتهكوا حرية التعبير ستة عشر انتهاكا بحسب تصريح جمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، وقد كنت أعتقد أن سبب تأخر الإخوان وانغلاقهم هو أنهم لا ينفتحون على الثقافات الأخرى، ولا يقرأون تاريخ الحركات السياسية والثقافية في مصر والعالم، فاتضح أنهم لا يقرأون حتى تاريخهم، وما على الإخوان الآن بعد أن منعوا المقالات، وحبسوا الصحافيين، وأغلقوا القنوات، وصادروا الصحف، إلا الاعتراف بخطئهم في محاربة جمال عبدالناصر، واعتذارهم له.
    ونبقى مع نفس الموضوع ونفس الصحيفة حيث ينتقد أكرم القصاص المناخ السائد: عندما تدافع عن حرية الرأي والتعبير لا تحتاج للكثير من الاعتذارات والتبريرات، وأن تقول إنك تختلف مع فلان أو تدافع عنه ولا ترضى عما يفعله، الحرية لمن يختلفون معنا، وليست لنا وحدنا ولا لمن نؤيدهم، سواء كنا في السلطة أو خارجها، نقول هذا بمناسبة الجدل الذي أغرقنا فيه البعض، بعد الحكم باستمرار حبس إسلام عفيفي، رئيس تحرير 'الدستور' وتأجيل القضية لجلسة أخرى. وهو قرار لم يسبق لمحكمة أن اتخذته، حيث لاخوف من تلاعب في أدلة أو هروب للمتهم.مع الأخذ في الاعتبار أن رئيس تحرير 'الدستور' الذي يحاكم بتهمة إهانة الرئيس محمد مرسي من خلال نشر أخبار كاذبة، وهي تهم تختلف حولها التعريفات، لكونها اتهامات مطاطة، وغير محددة المعالم، فضلاً عن أنها تدخل في سياق الحجر على حرية الرأي، طالما تعلقت بشخصيات عامة أو سياسية، خاصة أنه في نفس الوقت الذي يتم فيه حبس رئيس تحرير 'الدستور'، يتم التحقيق في بلاغات ضد الكاتب الكبير عبد الحليم قنديل، وأحد أهم دعاة الثورة على استبداد مبارك، كما يتم التحقيق مع الكاتب الكبير عادل حمودة، رئيس تحرير 'الفجر'، وخالد حنفي مدير التحرير بتهم إهانة الرئيس، مما يجعلنا في سياق حملة منظمة على حرية الرأي والتعبير، لم يثبت أنها تمت بنفس الكثافة في وقت واحد من قبل، فضلاً على كونها اتهامات مطاطة، تكشف عن حساسية زائدة تجاه النقد من قبل الحزب الحاكم.

    عكاشة يستغيث بإسرائيل من مكان سري

    وإلى أخبار المفقود توفيق عكاشة رئيس قناة الفراعين المغلقة وأحد أبرز خصوم الاخوان المختفي عن الأنظار والذي يرى وائل قنديل في 'الشروق' ان له علاقة بثورة 24 أغسطس التي بدأت أمس : لا يستطيع أحد أن يجادل في أن ضمن مكونات ما يطلق عليها 'ثورة 24 أغسطس' عناصر عكاشية، تنتمي لمن حركوا ذلك الكائن العكاشي المختبئ، كما أن من بينها بقايا حملة الجنرال الهارب إلى دبي، وبعضها من أتباع ذلك الذي اعتبر مرتكب أبشع مذبحة ضد المقاومة في لبنان بالتعاون مع الاحتلال الصهيوني سيده وملهمه ومثله الأعلى وعليه يصبح إطلاق تعبير 'ثورة' على ما يجري اليوم قمة الإسفاف والابتذال السياسي، مع الإقرار بحق كل مواطن في أن يتظاهر طلبا لمصلحة أو تحقيقا لمنفعة، عامة كانت أم خاصة.. ولو صح ما نشرته الزميلة 'الوفد' أمس مترجما عن صحيفة إسرائيلية لمقاطع رسالة استغاثة من ذلك العكاشة للكنيست الإسرائيلي، فإن المشاركة في أحداث اليوم تعبر عن عطب خطير في الوعي. ووفقا لما نشرته 'الوفد' منقولا عن صحيفة إسرائيلية فإن هذا الكائن خاطب الكنيست كالتالي 'أستغيث من سوء معاملة الرئيس المصري الجديد القادم من الإسلام السياسي الذي ما ان استقر على كرسي الحكم حتى تخلص من المشير طنطاوي العاقل الفاهم بأن مصلحة مصر من مصلحة إسرائيل، وجاء بشاب كوزير دفاع لا يعي ولا يفهم كيف تدار الجيوش وأجرى تغييرات في كل قيادات الأسلحة وأقال اللواء مراد موافي من المخابرات وأطاح بكل أصدقاء إسرائيل ليبدأ عهد البغض والعداوة من جديد، ويختم رسالته ــ والعهدة على جريدة 'الوفد' ــ بهذه الجملة 'إني ربي وربكم واحد وعدوي وعدوكم واحد هو الإخوان 'ومع الوضع في الاعتبار أن هذه قصة هذه الاستغاثة قد تكون غير مكتملة عناصر التوثيق والتحقيق، خصوصا أنها نقلا عن صحيفة غير معروفة لدى معظم المشتغلين بالترجمة عن الصحف العبرية، فإن هذا الشخص سبق له التعبير عن هذه المعتقدات والقناعات غير مرة وعلى الهواء مباشرة.. وبفرض أنه لا توجد صحيفة إسرائيلية بهذا الاسم، فإن مفردات وعناصر هذه الرسالة لا تتناقض مع أقوال وتصريحات منشورة على لسان صاحبها في مناسبات عديدة ،غير أنك وأنت تقرأ في تفاصيل هذا المشهد العجيب، لا يمكن أن تغفل أبدا ما نشر حول أن أحد مكوناته وجه رسالة من مخبئه قبل ساعات من هذا الحدث الكاريكاتوري إلى ساسة العدو الصهيوني ملخصها أنه وأنصاره والمستعمرين الصهاينة يد واحدة ضد الرئيس المصري وجماعته.

    الصحافيون في زمن الاخوان بلا أمان

    ونبقى مع الانتقاد للاخوان والذي تزايد على إثر ملاحقة ثلاثة من رؤساء التحرير امام النيابة والمحاكم وهو مادفع حافظ أبو سعدة في صحيفة 'اليوم السابع' للبحث في سجلات الملاحقات التي يتعرض لها العاملون في بلاط صاحبة الجلالة منذ تنحي مبارك: هناك حملة مركزة لا تخطئها عين تستهدف حرية الرأي والتعبير بكل أشكالها منذ انتهاء نظام مبارك وحتى الآن، وهي تتطور كل يوم لا سيما بعد الانتخابات الرئاسية وإحكام التيار الإسلامي قبضته على مقدرات البلاد، هذه الحملة تشتد وتتطور أساليبها إلا أن الأخطر هو استخدام آليات الفتوى والتكفير وقياس الرأي والرأي الآخر على معيار الحلال والحرام رغم أنه يدخل في باب الاختلاف السياسي في الرؤى والسياسات فقد بلغ إجمالي الانتهاكات منذ قيام الثورة حتى الآن وفقا لأحدث تقرير حول حرية الرأي والتعبير صدر عن المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، حيث جاءت إساءة معاملة الصحافيين والإعلاميين والمدونين والاعتداء عليهم في المقدمة بواقع 109 وقائع اعتداء، وجاء في المرتبة الثانية قضايا حرية الرأي والتعبير أمام القضاء وبلغت 48 قضية ضد صحافي أو إعلامي، وجاءت في المرتبة الثالثة البلاغات التي قدمت ضد الصحافة والإعلام في شكل من أشكال الحسبة وفرض قيود على حرية الرأي وبلغت نحو 27 واقعة لصحافي أو إعلامي، وفي المرتبة الرابعة جاءت الانتهاكات الواقعة على حرية الإعلام وحق تداول المعلومات والتي بلغت 14 واقعة، وفي المرتبة الخامسة جاءت حرية الرأي والتعبير أمام النيابات المختلفة وخاصة النيابة العسكرية في ظل المرحلة الانتقالية التي شهدتها البلاد والتي بلغت 7 وقائع، وفي المرتبة الأخيرة جاءت مصادرة الفكر والإبداع والتي بلغت 7 وقائع.

    لماذا ترتدي المصريات ملابس ضيقة؟

    وبعيداً عن حالة الاستقطاب السياسي المشتعل نذهب لجمال ابو المحاسن في 'المصري اليوم' الذي أعياه السؤال حول سبب لجوء الفتيات في مصر لارتداء الملابس الضيقة: لقد نجحت الفتيات في التوصل إلى صيغة تمكنهن من عرض مفاتنهن بطريقة 'إسلامية محتشمة'، وفي سعيهن لتلبية متطلبات الأنوثة، وإرضاء رغبات الذكور- المعقدة والمتناقضة- انتهى بهن الحال إلى تبني هذه الطريقة الغريبة في الملبس..جل ببصرك فيما ترتديه نساء مصر تفهم ما حدث ويحدث لهذا البلد. إنها في الأغلب ملابس 'أعقد' مما ينبغي 'كارينا فوقها بلوزة، مع بنطال تتدلى حوله تنورة!'، وهي ملابس 'أكثر' مما تفرضه ظروف مناخ مصر، وهي أخيراً 'أضيق' مما ينبغي بالنسبة لمجتمع يعاني أغلب نسائه من البدانة. لاحظ كذلك أن طريقة الملبس تركز بصورة، لا يمكن أن تكون طبيعية، على منطقة الخصر والأرداف. تحاول إظهارها وإخفاءها في ذات الوقت!حشمة النساء مفهوم مركب يعكس طريقة تفكير المجتمع في أشياء كثيرة، أهمها العلاقة بين المظهر والجوهر.. بين السر والعلن. ملبس النساء في مصر مرآة لما تعانيه من اضطراب أخلاقي واجتماعي. هو يعكس ولعاً بستر 'كل شيء'، مع المبالغة - في الوقت ذاته - في بلورة 'بعض الأشياء'. صعود حركات الإسلام السياسي ليس بعيداً عن هذا. فلسفة هذه الحركات تعكس هذا الاحتفاء بالمظهر. نجاحها يكرس رغبة أصيلة لدى المجتمع في أن 'يحتشم'، على الأقل ظاهرياً. أما في الباطن، فلا بأس أن يكون ابتذال وخلاعة النساء في مسلسل 'الزوجة الرابعة'- الذي نال إقبالاً كبيراً لدى عرضه في رمضان هذا العام- نموذجاً محبباً للنساء والرجال على حد سواء. سياسة الإخوان المسلمين لن تختلف كثيراً عن هذا المنحى. المثال الأفضل هنا هو إرسال برقية تهنئة للرئيس الإسرائيلي في السر، ثم إنكار ذلك في العلن ويخلص ابو المحاسن لحقيقة مفادها 'حشمة نسائنا' كما نراها في ملابسهن في شوارع مصر هي عنوان لمجتمع يرتدي أكثر مما ينبغي دون أن يكون- في واقع الأمر- محتشماً.

    السماح لزوجة الرئيس بحمل
    جنسية أجنبية في الدستور الجديد

    انهت لجنة نظام الحكم المواد الخاصة برئيس الجمهورية، وقال المستشار نورالدين على عضو اللجنة انها اتفقت على ان تكون مدة الرئيس 5 سنوات وان يكون من اب وام مصريين ولا يقل عمره عن 40 سنة. واضاف على انه تم الغاء شرط عدم حصول زوجته على جنسية اجنبية لان اللجنة اعتبرتها تزيدا لا ضرورة له. واشار إلى ان هناك اقتراحا بأن يكون من ابوين مصريين اصلا وليسا متجنسين بالجنسية المصرية حتى لا تشوب المنصب اية شائبة.. ولفت إلى ان شروط الترشح بقيت كما هي في الاعلان الدستوري وكشف انه يجري الان تشكيل لجنة خاصة من اعضاء نظام الحكم لوضع الباب المتعلق بالاحكام العامة الانتقالية وذلك نظرا لاهمية وخطورة هذا الباب والذي سيتناول وضع الرئيس الحالي عقب صدور الدستور الجديد وامكانية وضع قيد زمني لا يعدل خلاله الدستور تحقيقا للاستقرار وتحصينا له. وقالت المصادر ان هناك مواد تم حسم بعضها مثل مجلس الشورى ونسبة العمال والفلاحين وعرض برنامج الحكومة على البرلمان وهو الامر الذي ادى إلى التأخر في انجاز العمل. ومن جانبه كشف الدكتور وحيد عبدالمجيد المتحدث الرسمي باسم الجمعية التأسيسية للدستور ان هناك حوارا سياسيا بدأ بالفعل داخل الجمعية بين الأطراف السياسية المختلفة في المواد التي تتعلق بالعلاقة بين الدين والدولة خاصة وان هذه المواد والتوافق عليها ليس مكانه لجنة الصياغة ذات الطابع الفني. واضاف في تصريحات لـ 'الأهرام' ان المادة الثانية ومرجعية الأزهر والمواد ذات الصبغة الدينية تحتاج إلى حوار سياسي بناء سعيا إلى توافق حول صياغات مقبولة من مختلف الأطراف السياسية.

    هذه الدعوات لن تسقط الاخوان

    ونبقى مع الرافضين للمليونية حيث هاجمت راندا يحيى يوسف في 'الأهرام' الذين اطلقوها قائلة: تابعت مثل كثير من المصريين الدعوات لمليونية 24 اغسطس، بقصد إسقاط جماعة الإخوان المسلمين وحرق مقارهم.. واني لأتعجب من تلك الدعوات العقيمة والتفكير العدواني والذي وان دل فانما يدُل على عدم النضج السياسي وعدم الوعي والإدراك بأحوال مصر وما تتطلبه المرحلة الحالية حتى تمر بسلام.. فبدلاً من أن يقدموا دعوات للتكاتف والتعاون من أجل البناء والإصلاح... قدموا دعوات للهدم والتخريب فأي منطق هذا ؟واي وهم يعيش فيه من يظن إنه قادر على تغيير مسار أمة إختارت تصحيح مسارها ، فنهضت من أجل التغيير، ونجحت بفضل الإرادة الحرة عبر الصندوق الانتخابي الذي شهد بنزاهته العالم كله.

    حزب النور في سيناء للحوار مع الجهاديين

    وإلى جديد الأوضاع في سيناء حيث أكد اللواء أحمد مراد مدير أمن شمال سيناء أن قوات الأمن قامت بمأموريات أمس بملاحقة المتورطين في الأحداث الأخيرة وأعلن عن ضبط عدد من الأسلحة الثقيلة والعبوات الناسفة ونظارات الرؤية الليلية وألغام ونفى التعرف على هوية المتوفين في الأحداث الأخيرة، فيما زار وفد من الكتلة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشورى مدينة رفح أمس، لإقامة مجموعة من المؤتمرات والندوات لمحاربة الفكر التكفيري، والتي تستمر لمدة أربعة أيام وضم الوفد أكثر من 30 نائبا من حزب النور حضروا بأسرهم للتضامن مع أهالي سيناء من بينهم عبد الله بدران رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النو، وحسن عمر، وعبد الحليم الجمال. ومن جانبه أكد عبد الله بدران رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشورى أنه سيتم عقد ندوات ومحاضرات بمناطق متفرقة بالمحافظة لنشر المفاهيم الصحيحة للإسلام والوقوف على مشاكل أهل سيناء والعمل على حلها، وحث المواطنين على التعاون مع الشرطة والأجهزة الأمنية حتى يعود الأمن لسيناء. وأكد بدران ضرورة فتح مجال للحوار مع جميع الطوائف الشعبية من مختلف الانتماءات والاتجاهات السياسية والفكرية للوقوف على الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الانحرافات الفكرية ومحاولة إيجاد حلول لمثل هذه الانحرافات. ومن جانبه أكد الشيخ محمود عبد الحميد أحد رموز الدعوة السلفية أنهم جاءوا إلى سيناء للتعرف على الواقع والاستماع لأبناء سيناء ومعرفة أسباب المشاكل وإيجاد سبل لحلها بعيدا عن الطرق الأمنية، وأشار إلى انهم جاءوا لدعم التحقيق في الحوادث الأخيرة ومعرفة الجاني الحقيقي، وأكد محمود عبد الحميد السعي إلى تحقيق مصلحة البلاد وليس لدينا مطامع شخصية ونقدم مصلحة الوطن على مصالحنا الشخصية، ولابد ان يكون لدينا إيثار حتى ننهض بوطننا العزيز أكد حسن عمر عضو مجلس الشوري عن حزب النور ووكيل لجنة التعليم أن الهدف من الزيارة دعم الحملات المنظمة والمنضبطة لتحقيق الأمن والاستقرار بمحافظة سيناء والتعاون مع الجهات والمؤسسات المسؤولة في هذا الصدد، ومحاولة التحاور مع الاتجاهات المختلفة الموجودة بسيناء ونشر الفكر الصحيح والفهم السليم للقضايا الإسلامية المختلفة.

    من ينتقم لكرامة مصر في سيناء؟

    وإلى الأوضاع في سيناء وحالة الغضب التي ما زالت تعتري كتابا كثيرين بسبب المذبحة التي تعرض لها الجنود المصريون على الحدود في رفح وهو ما دعا فؤاد قنديل في 'المصري اليوم' للمطالبة بالانتقام: اننا جميعا مشاركون بصورة أو أخرى فيما يتلقاه الوطن من طعنات، وقد تجاوز الظالمون المدى، فحق الجهاد وحق الفدا أيا كان الظالمون.. لقد تحملت مصر الكثير ويجب أن تثور لكرامتها وتحمي ترابها وتحفظ دماء أبنائها، فانظروا لوجوه الضباط والجنود الذين استشهدوا على ضفاف مصر الرملية بيننا وبين الشقيقة فلسطين.. أرجوكم أن تنظروا إليهم.. إلى وجوههم وضحكاتهم وشبابهم والآمال التي تبثها نظراتهم والبراءة التي يسيل بها شبابهم.. إنكم إذا حدقتم جيدا فسوف تبكون عليهم حتى نهاية العمر، وسوف تشعرون بفداحة التقصير الذي تم على جميع الأصعدة. لقد آن الأوان كي نقف وقفة الرجل القوي المدافع عن الحق الذي ضاع على مدى خمسة وثلاثين عاما.. لقد قدم مرتكبو هذه الجريمة البشعة، والتي لن تضمد جراحها إلا بالانتقام المضاعف، الذي يدفع الجميع كي يفكروا عشرات المرات قبل الاقتراب من ذرة رمل مصرية أو نقطة دم لمواطن مصري اعتاد التواضع والفداء، إنها فرصة تاريخية كي نعيد نشر قواتنا المسلحة في سيناء بالكامل والعمل على تعميرها رغم كيد الأعداء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ورغم اتفاقية كامب ديفيد.. لابد بعد الانتقام اللائق من تعديل فوري للمادة الرابعة التي تمنع قوات مصرية من التواجد في شبه جزيرة سيناء..إذا لم يحدث هذا في غضون ثلاثة أشهر على الأكثر فإن المصريين جميعا عليهم أن يخرجوا محمد مرسي من قصور الرئاسة، فليس أهلاً لأن يبقى فيها يوما واحدا، خاصة أن الفرصة التاريخية التي لم تتح لأحد قد جاءته على طبق من دماء الشهداء. النابهون فقط من يحولون الخسائر إلى مكاسب والكبوات إلى درجات للصعود. إذا لم تتحرر سيناء خلال الأسابيع المقبلة من الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي فلا نامت أعين الجبناء.. وأنا في طليعة الخارجين على مرسي. أيها المصريون تحركوا لتصحيح الأوضاع واضغطوا لاستعادة الحق.. كل الحقوق.

    لمن يتوجه العريان بالنصيحة؟

    وإلى المعارك الصحافية ونختار منها تلك التي نشبت على اثر انتقاد القيادي الاخواني عصام العريان اليساريين بسبب إنفضاض الجماهير عنهم، ورد عليه زياد العليمي في 'المصري اليوم': وأظن أن ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي مخاطباً سيدنا محمداً (صلى الله عليه وسلم) 'والاشتراكيون أنت إمامهم' يعطي صورة مختلفة لليساريين عن التشويه الذي أراد نظام مبارك، وبعده د. عصام وجماعته إلصاقه باليسار. هل ذكرت أن ما يفعله د. عصام لم يجعلني أندم عن دفاعي ضمن محامي اليسار المتطوعين بلا أجر عن الإخوان المسلمين أمام النيابات والمحاكم، حينما كان يعتقلهم النظام؟ فقد علمني اليساريون أننا ندافع عن المظلوم وسجين الرأي حتى لو اختلفنا معه، فهل علمتك جماعتك ذلك؟ ولا أظن أن اتهام د. العريان لليساريين بالتعالي على الشعب في محله. فلم أسمع عن يساري يتصدق على الفقراء في المواسم ويطلب منهم رد الصدقات في صندوق الانتخابات للمحسن الكبير عضو الجماعة! ولم يسبق ليساري أن اتهم أبناء وطنه بأنهم 'غزاة مثل الهكسوس' مثلما قال د. العريان على النوبيين، وحينما كان الرئيس المنتمي لجماعتك يتفاهم مع الأمن لترتيب مشاركة الإخوان في الانتخابات البرلمانية في ظل نظام مبارك، ويفرغ الدوائر للرموز التي ترى الجماعة أنها وطنية مثل زكريا عزمي، على حد قوله، كان اليساريون يخوضون معركة الحريات النقابية، حتى نجحوا في تأسيس عشرات النقابات العمالية المستقلة ونظموا الشعب ليدافع عن مصالحه، دون أن يطالبوه بدفع ثمن ذلك تصويتاً لهم في الانتخابات، فهل كنت تقصد أن النبل واستهداف مصلحة الوطن لا جماعاتهم أحد أسباب فشلهم ، وأغلب الظن أن تصريحات د. العريان ضربة استباقية لتشويه اليسار الذي عرف بدفاعه عن الفقراء، حتى يتمكن حزب الحرية والعدالة من تطبيق برنامجه الاقتصادي، اعتماداً على الاقتراض من صندوق النقد الدولي على حساب المصريين، مواصلا مسيرة لجنة سياسات الحزب الوطني! وتبع زياد أنت الآن يا د. عصام رئيس الحزب الحاكم وعليك أن تطرح علينا ما سيقوم به حزبكم وحكومتكم لمواجهة الفقر والجهل والمرض، لا أن تسعى لتشويه خصومك السياسيين بالافتراءات والتضليل.

    كعك العيد وصل متأخراً
    لعائلة مبارك في السجن

    قامت سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق بزيارة نجلها علاء مبارك المحبوس احتياطيا بسجن مزرعة طرة، وبرفقتها زوجته هايدي راسخ وزوج شقيقتها شريف البنا، وقال مصدر أمني إن سوزان وخديجة والبنا حملوا إلى علاء ثلاث حقائب كبيرة مليئة بكعك العيد والمشويات والمشروبات الباردة المتنوعة، بالإضافة إلى ملابس السجن البيضاء المخصصة لسجناء الحبس الاحتياطي. وأضاف المصدر الأمني أن علاء حرص على الاطمئنان على أحوال نجله عمر من زوجته هايدي ، وطمأنها ووالدته كذلك على موقفه القانوني في التهم الموجهة اليه هو وشقيقه جمال. من جانبه، قال العقيد محمد عليوة مدير إدارة الإعلام والعلاقات بقطاع مصلحة السجون إن زيارة سوزان وهايدي والبنا إلى علاء اليوم استثنائية' حيث سبق أن أصدر اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية قرارا في نهاية شهر رمضان بمنح جميع نزلاء السجون زيارة استثنائية لمرة واحدة بمناسبة عيد الفطر المبارك' وذلك لإتاحة الفرصة للسجناء للتواصل مع ذويهم ومشاركتهم الاحتفال بهذه المناسبة الكريمة. وأوضح العقيد عليوة أن الزيارة استمرت حوالى ساعتين وتمت في المكان المخصص للزيارات وفي المواعيد المخصصة، وذلك تنفيذا لتوجيهات اللواء محمد نجيب مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون بمعاملة جميع نزلاء السجون، خاصة رموز النظام السابق دون أي امتيازات وطبقا للائحة قطاع مصلحة السجون

    -------------------






    كنت فى مصر/الفاضل عباس محمد علي - أبوظبي
    23/08/2012 17:55:00


    الفاضل عباس محمد علي
    SudaneseOnline: سودانيزاونلاين


    قضيت الشهر المنصرم بأرض الكنانة ، إجازة لوجه الله تعالي، بالإضافة لتسليم الأستاذ فتحي هاشم صاحب ومدير مؤسسة النشر (مكتبة جزيرة الورد) مسودة كتابي: "السودان: يكون أم لا يكون؟!"، وهو عبارة عن مجموعة المقالات التى نشرتها لي بعض الصحف السيارة والإسفيرية بالعقدين المنصرمين؛ وسيرى هذا الكتاب النور بإذن الله خلال الأسابيع القادمة، مساهمة متواضعة فى نضال الشعب السوداني على طريق إشاعة الوعي ورفع درجات اليقظة إزاء المخاطر التى تتهدد البلد، ومن أجل تشديد المقاومة ضد النظام الراهن....مع الاستعداد الكامل والمبرمج للبديل، لكي لا نؤخذ على حين غرة هذه المرة.

    وفى مصر كان فى استقبالي الصديق الدكتور حيدر ابراهيم علي الذى أحاط بي إحاطة السوار بالمعصم وأكرم وفادتي حتى شرقت من الخجل وقدّم لي أكثر مما قدّمت للثورة السودانية، وعرفني بجهابذة المثقفين المصريين الذين أعترف بأني سمعت بهم وقرأت لهم الكثير، ولكنهم لم يسمعوا بي من قبل؛ فالتجربة المصرية على كل حال مهمة جداً فى تعليم التواضع. كما حضرت أمسية مع االبروف حيدر بدار حزب التجمع تأكدت فيها من أن النخبة السياسية المصرية مدركة تماماً لألاعيب الإخوان المسلمين ومحاولاتهم التسلق عبر الثورة الشعبية للوصول للسلطة...وعبر السلطة للتمكين وإقصاء الآخرين...ثم التخلص من السلم نفسه الذى صعدوا به للسلطة...وذلك بتغيير قواعد اللعبة وإعادة صياغة الدستور بما يتماشى مع مفاهيمهم وحدهم...مفاهيم "الحاكمية لله"...و"أطيعوا أولي الأمر منكم...ومن لا يفعل ذلك يقاتل ويقتل". إذ يقول أهل التجمع وغيرهم من المصريين المعارضين للإخوان إن مربط الفرص المصري يكمن فى الشارع الذى كسر طوق الدكتاتورية وتعلم كيف يعبر عن نفسه بلا خوف أو وجل...وهذا ما ستشهد به مسيرات المثقفين الديمقراطيين فى الجمعات القادمة، بعد عيد الفطر.



    وفى ميدان التحرير رأيت الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ... عند الثالثة من صباح يوم بأواخر شعبان...وهششت نحوه وحييته بصوت جهير:"هلا بالدكتور!"...ولكنه أشاح بوجهه وردّ ببرود :(عليكم السلام)...ومضى نحو فندق سميرأميس لا يلوى على شيء...علماً بأنه عندما لقيني قبل ذلك بأبوظبي أقبل نحوى هاشاً باشاً كأنا أصدقاء العمر...فقلت بيني وبين نفسي: هي واحدة من ثلاثة:



    · إما أن الوزير الهمام قد فطن أخيراً إلى أني أكتب معارضاً لنظامه بالصحف والمواقع الإسفيرية منذ مجيئهم للسلطة..



    · أو أنه غاضب من ردي على محاضرته عن "الأمن القومي العربي" التى قدمها بأبوظبي قبل عامين..والذى ذكرته فيه بأصله الدنقلاوي..وبأنه تعلم العربية فى المدرسة...إلخ.



    · أو أن النظام برمّته فقد الأعصاب والبوصلة وأصبح يشخصن المسائل، وصار مسكوناً بالوساوس والبرانويا كالحرمة التى سمعت بأن بعلها بصدد الزواج فوقها...







    عموماً، تأكدت من أن إشادتي السابقة بالدكتور مصطفي لم تكن فى مكانها...وذلك عندما تحدثت فى المقال آنف الذكر (الأمن القومي العربي) عن علاقتى به عندما كنا فى البعثة بجامعة ليدز... وكيف أنه من النوع المهذب الذى يؤمن بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية...فإذا به فى نهاية التحليل مجرد كوز آخر...يبيعك فى أقرب ملف...ولما ذكرت هذه الحادثة لصديق بالقاهرة..قال لي: "ياخى ده باع الترابى شيخه الذى علمه السحر..ما يبيعك إنت!؟"



    وبمناسبة الوساوس هذه، فقد سمعت وقرأت فى تلك الأيام بالقاهرة أن الأمريكان يعدّون لثمة تغيير فى السودان، وبالفعل جاء ذلك تلميحاً وتصريحاً فى محاضرة ألقاها مؤخراً مساعد وزير الخارجية الأمريكي والمبعوث الخاص للرئيس أوباما إلي السودان وجنوب السودان – السفير برنسون ليمان – فى مركز مايكل أنصاري بواشنطن، إذ قال السفير ليمان:



    "ستكون فى السودان حكومة على استعداد لمعالجة القضايا الأساسية التى سببت النزاعات ونتجت عنها هذه الظروف الإقتصادية الصعبة...حكومة مسؤولة وملتزمة بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان..وستعمل على مأسسة هذه المبادئ من خلال عملية دستورية تستند علي قاعدة واسعة...يتم فيها إشراك جميع السودانيين...وبقدرما ستكون هذه الحكومة ذات مصداقية بالنسبة لأهل السودان...بقدرما ستكون ذات مصداقية بالنسبة للمجتمع الدولي..."



    وتتوافق هذه السياسة الأمريكية الجديدة التى كشف عنها المبعوث الخاص مع طروحات تجمع المعارضة، بيد أن السفير ليمان أكد فى محاضرته أن بعض الدوائر المؤثرة بالنظام الحاكم وحزبه وأجهزته الأمنية على علم بهذا الطرح ...وتوافق عليه.



    هذا ما أورده الأستاذ عبدالله عبيد الحسن فى "الإتحاد" الظبيانية عدد الخميس 23 أغسطس 2012، فى مقال بعنوان: "ماذا تريد أمريكا من السودان؟"



    وما تريده أمريكا فيما يبدو هو ألا تؤخذ على حين غرة المرة تلو الأخرى..... فقد تهاوت عروش كثيرة بالشرق الأوسط فجأة ، وانهارت أنظمة عميلة للحكومة الأمريكية عن طريق ثورات سلمية وقفت أمامها المخابرات الأمريكية مكتوفة الأيدي...فإن هي تدخلت لنصرة عملائها... ستجد نفسها فى عراق أو فيتنام أخرى...وذلك آخر ما يريده الشعب الأمريكي...وإن هي وقفت على الرصيف... تتفرج.... ربما تعتلى السلطة فى هذه البلدان قوى معادية لأمريكا ...يرتج من جرائها ميزان القوى بالشرق الأوسط...بل فى العالم كله...



    على كل حال، قدر الله ولطف بالنسبة للأمريكان والغرب كله...فقد ذهبت الأنظمة العميلة فى بلدان التسونامي المسمي بالربيع العربي...ولكن السلطة تناهت إلى الأحزاب الإسلامية اليمينية...وهي أقرب للتفاهم مع الأمريكان..إن لم تكن أقرب للعمالة نفسها...فهي تكاد تكون إختراعاً أمريكياً قصد به فى السابق مكافحة الشيوعية فى الشرق الأوسط..وفى أفغانستان لاحقاً...وخير شاهد على ذلك هو النظام الإخوانجي السوداني الذى ما فتئ يتعاون مع المخابرات الأمريكية إلى أقصى الدرجات الممكنة...وليس هنالك أوضح من تسليمه لملفات الأصوليين الذين لاذوا بالسودان.. وتسليمه بعضاً منهم للسلطات الأمريكية أيام الرئيس بوش الإبن على إثر 11 سبتمبر وإعلانه الحرب على الإرهاب....وليس هنالك أوضح من التعاون مع الأمريكان فى مسألة فصل الجنوب..والجدير بالذكر أن السفير برنسون ليمان كان رئيس الوفد الأمريكي الذى أشرف على محادثات نيفاشا بكينيا عام 2004/2005 التى انتهت باتفاقية نيفاشا... التى تم بموجبها فصل الجنوب فى نهاية الأمر.



    أما الأحزاب الإخوانجية التى سرقت الثورات فى تونس ومصر، وإلى حد ما فى اليمن، فيمكن تدجينها فى نهاية التحليل، بحكم المصالح المشتركة بينها وبين الإمبريالية الأمريكية....والغرب الذى يتحدث كثيراً عن حقوق الإنسان ويدعي أنه يدعم الشعوب التى تتطلع إلي الحرية والديمقراطية...هو نفسه الذى كان يستعمر بلدان العالم الثالث طوال القرون المنصرمة...وبعد الإستقلال، ظل يدعم الأنظمة الدكتانورية فى أمريكا اللاتينية، مثل نظام باتستا فى كوبا وبينوشيه فى تشيلي، وظل صديقاً لكل الدكتاتوريات التى شهدتها إفريقيا وآسيا ، ولنظام الفصل العنصري فى جنوب إفريقيا ، وللإستعمار الإستيطاني الصهيوني فى فلسطين...وهنالك بالتحديد الكثير من الدول الإسلامية التى سارت فى ركاب أمريكا على مر العصور...مثل باكستان وتركيا وعراق نوري السعيد (ونور المالكي)...إلخ.



    وهناك أكثر من دليل على أن الإدارة الأمريكية الحالية راضية عن تسنم الإخوان المسلمين للسلطة فى مصر، بل هناك حديث عن صفقة صريحة تمت بينهم وبين الإخوان المصريين – لا تقتربوا من اتفاقية السلام مع إسرائيل...وسيستمر الدعم السنوي للقوات المسلحة المصرية.



    رغم ذلك، يبدو أن الإدرة الأمريكية فضلت أن تتحوط للتطورات السودانية ولا تترك الحبل على الغارب تماماً...وذلك لأن الأوضاع فى هذا البلد معقدة للغاية، وهي تقف رأساً على عقب بالنسبة للدول الأخرى التى تغشّاها الربيع العربي...فلقد نشبت ثورات شعبية فى الدول المجاورة وتمخضت فى معظمها عن أنظمة إسلامية...وفى السودان نظام إسلامي عمره ربع قرن تقريباً...فبأي شيطان جديد ستأتي الثورة الشعبية السودانية إذا اندلعت...وكل النذر تشير إلى أنها على وشك الاندلاع؟! لا بد والحالة هذه من إعداد سيناريو مناسب يتواءم مع الحالة السودانية...وفيما يبدو أن الإدارة الأمريكية تبشر بانقلاب قصر من داخل النظام... ولكنه فى تناغم مع رغبات القوى السياسة الأخرى...وغير مفاجئ يالطبع بالنسبة للأخ الأكبر BIG BROTHER :السادة الأمريكان.



    ولكن الحسابات الأمريكية ليست دائماً موفقة...أين الحلف المركزي (حلف بغداد)؟ أين العملاء الذين راهنت عليهم أمريكا بكل جبروتها...فى الصين الوطنية (فرموزا) وفى فيتنام؟ وأين حسني مبارك وبن علي؟



    وحتى عندما تتوغل أمريكا فى بلد ما بدعوى السعي وراء الاستقرار وتأسيس الديمقراطية...فإنها كالثور فى مستودع الخزف..لا تترك وراءها إلا الدمار المحض...كما حدث فى العراق وفى أفغانستان.



    فخير لهذا الأخ الأكبر أن يترك شعوب الله لحالها..وأن يترك عوامل التفاعل الداخلية الذاتية لتأخذ المجري الذى تريده لنفسها...فهي كما قال محمود درويش:







    (ولكن المنابع أبداً تهدر فى عروق الأرض



    تمتد وترتد وتدافع



    ولكن المنابع...أبدأً تلهم التيار مجرىً آخر نحو مصبه.)



    والسلام.

    -----------------------

    'نيران صديقة' أبقت مرسي رئيسا لـ'جمهورية الإخوان' وليس لمصر!

    محمد عبد الحكم دياب


    تعيش مصر مرحلة وقعت فيها قوى الثورة ومعها الجماعة الوطنية المصرية في مرمى نيران الإسلام السياسي، بأغلب جماعاته وفصائله، مع خلط متعمد بين من دفعوا الثمن غاليا في تصديهم لجرائم وانتهاكات الحكم السابق وبين فلوله، ووُضِع الجميع في سلة واحدة، وسلمت جماعات وفصائل بمنطق وطريقة تعامل جماعة الإخوان المسلمين مع المنافسين والمخالفين والخصوم، وأصبحت على قلب رجل واحد وتتحدث بلسانه.
    وذلك النهج شاع مع اندفاع كثير من كتاب وقوى الإسلام السياسي اتهاما وهجوما على كل من يخالفهم ويعارض رأيهم، ظنا منهم أن ذلك يوفر حصانة وعصمة دينية لأول رئيس إخواني في تاريخ مصر، وذلك ليس في صالح الرئيس مرسي نفسه، والسبب بسيط هو أن الرئيس في الحكم الديمقراطي موظف عام يتقاضى راتبه ويحصل على الملايين التي تغطي امتيازاته وامتيازات أسرته من عرق دافع الضرائب وجهده وصحته، أي أنها من أموال الشعب، وليس من ماله الخاص، فهو موظف عام بدرجة رئيس وليس صاحب ورشة أو مالك عزبة. أما بلغة الفقه والدين فالحاكم 'أجير لدى الأمة' عليه طاعة من استأجره والوفاء بطلباته وتلبية احتياجاته. وعملية وضع الرئيس فوق الناس تمثل منعطفا لانتكاسة أخرى للثورة، من الواجب تداركها مبكرا.


    ومع ذلك فإن المطلوب هو فهم أزمة الرئيس محمد مرسي وتقدير صعوبة الظروف التي تحيطه، ومساعدته على الخروج منها، فبجانب متاعب المعارضين والرافضين نجده يقع في مرمى 'نيران صديقة' من الإسلاميين، أولها نيران 'التيار القطبي'؛ المسيطر على عقل ومفاصل الجماعة صاحبة القول الفصل في تحديد سياسة الدولة الآن، ولا نأتي بجديد إذا قلنا أنه تيار شديد التطرف، لا يعترف بحق غيره في الحياة والمساواة وإبداء الرأي والمشاركة في القرار، ولا يتحلى بمرونة تتطلبها السياسة والحكم، و'التيار القطبي' في مواجهة مكتومة ضد تيار الإخوان التقليدي؛ صاحب الخبرة في المواءمة والمناورة والتسويات والصفقات، وينطلق من مبدأ 'المشاركة لا المغالبة'، على العكس مما يقوم به 'القطبيون' من 'تمكين واستحواذ'، والطرفان، رغم خلافاتهما، شاركوا في الثورة، لكنهما لم يكونا من مفجريها ولا من صناعها.


    والرئيس محمد مرسي في مرمى نيران شباب الإخوان كذلك. وكانوا قد تمردوا على الجماعة مبكرا، ورفضوا قرار مكتب الإرشاد في 18 كانون الثاني/يناير 2011 بعدم النزول لميدان التحرير في 25 يناير، وضربوا بقرار مكتب الإرشاد عرض الحائط وشاركوا في الثورة، فكانوا من أصحاب الفضل، ولم ينتظروا ليكونوا 'من المؤلفة قلوبهم'.
    وبدأ مرسي بداية غير مناسبة. فأي رئيس جديد يتصالح مع شعبه، ولا يختزله في جماعته، ويرسخ الوحدة الوطنية بين فئاته وقواه، ويحشد طاقته ويعبئها لاستكمال الثورة وتمكينها من الحكم، وهذه عقبة قد تتسبب في ضعفه وإنهاء عصره بأسرع مما يتصور، بالإضافة إلى مشروعه ما زال لا يولي اهتماما بملايين العاطلين والفقراء والمعدمين، وما زال يعلق امله ويراهن على التجار والمقاولين ومؤسسات الإقراض الغربية والسماسرة، ويبقي على مناخ الفساد، الذي تسبب في اشعال الثورة، ولا يمانع من إشاعة 'ثقافة الشحاتة' في تمويل المشروعات.
    والمتابع لإعلانات التليفزيون المصري، الحكومي والخاص، تصدمه مساحة الوقت غير العادية لنشر هذه الثقافة، ويجند لها المشاهير والعلماء والفنانون والنجوم، وكأن مصر تُبنى بعطايا وصدقات شركات المشروبات الغازية، ومواد التنظيف وغسيل الملابس وشرائح البطاطس الأجنبية، واحتكارات الهواتف المحمولة، ويتم ترويج 'ثقافة الشحاتة' بفتاوى وأحاديث دينية، حتى أنك تجد في مصر 'بنكا' للطعام؛ 'يستثمر' الجوع ويحافظ عليه، كأحد أهم وسائل إذلال المواطن واختراقه وإضعافه وإفقاده كرامته، ولا يوجد في مصر مصرف للتنمية أو التصنيع أو الانتاح الصناعي أو الزراعي، كما كان عليه حالنا السابق، حين أنشأت الدولة البنك الصناعي ومجلس الإنتاج القومي، وأقامت نظاما للتعاون الزراعي حرر الفلاح من استغلال المرابين والإقطاعيين.


    ------------------

    آخر عمود

    قبل فوات الأوان

    25/08/2012 08:46:25 م




    [email protected] - بقلم :- إبراهـيم سـعده


    إبراهـيم سـعده



    ‮ ‬في تصريحاته لـ"أخبار اليوم‮" ‬ـ أمس ـ أكد‮ ‬د.وحيد عبدالمجيد المتحدث باسم الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور أن لجنة الصياغة انتهت من القراءة الأولي للمواد التي أحالتها إليها عدد من اللجان‮. ‬وأضاف قائلاً‮: "‬إن اللجنة أعادت المواد المتعلقة بالصحافة والإعلام وحرية الرأي إلي لجنة الحقوق والحريات مرة أخري لتعديلها بعد أن رفضها أعضاء لجنة الصياغة لما تتضمنه من أخطاء،‮ ‬أهمها وأخطرها أن تلك المواد تنص علي الحبس في قضايا السب والقذف‮".‬
    ‮ ‬وكان د‮. ‬وحيد عبدالمجيد ـ المتحدِث الرسمي للتأسيسية ـ أول من حذر من تلك المواد قائلاً‮:" ‬لا يجوز النص في الدستور الجديد بعد الثورة علي عقوبة الحبس في قضايا النشر في الوقت الذي لم تنص فيه أي من الدساتير السابقة علي تلك العقوبة‮ (..). ‬منبهاً‮ ‬إلي ان التعديلات التي أجريت علي قانون العقوبات ـ عام ‮٦٠٠٢ ‬ـ ألغت الحبس في تلك القضايا،‮ ‬وقصرت العقوبة علي الغرامة فقط‮.. ‬كما حظرت تلك التعديلات وقف الصحف وإغلاقها قضائيا‮.‬
    ‮ ‬وحسناً‮ ‬فعل الرئيس محمد مرسي عندما أصدر قراراً‮ ‬تشريعياً‮ ‬بإلغاء الحبس الاحتياطي في قضايا النشر،‮ ‬وهو القرار الذي أدي إلي الإفراج الفوري عن زميلنا الشاب إسلام عفيفي ـ رئيس تحرير‮ "‬الدستور‮" ‬ـ الذي يحاكم ـ حالياً‮ ‬ـ أمام محكمة جنايات بتهمة إهانة رئيس الجمهورية‮.‬
    رئيس الجمهورية ألغي ـ مشكوراً‮ ‬ـ عقوبة الحبس الاحتياطي في قضايا الرأي والنشر،‮ ‬وننتظر منه أن يتبع ذلك بإصدار قرار تشريعي لاحق يلغي عقوبة الحبس في الأحكام المتوقع صدورها في قضايا الفكر والنشر اكتفاء‮ - ‬في حال إدانة المفكر والصحفي ـ بدفع‮ ‬غرامة مالية يحددها القاضي المختص‮.‬
    ‮ ‬حقيقة أن التعديلات التي أجريت عام‮ ‬2006‮ ‬علي قانون العقوبات ألغت الحبس واكتفت العقوبة علي الغرامة المالية فقط ـ كما ذكّرنا د‮. ‬عبدالمجيد ـ لكن حقيقة أيضاً‮ ‬أن بعض السادة الأعضاء ـ في‮ "‬تأسيسية الدستور المنتظر‮" ‬ـ لهم توجهات أخري تنذر بالخطر وتعيدنا إلي الوراء‮. ‬فمن رأي هؤلاء،‮ ‬ما اتفقوا عليه وكتبوا مواده ونصوصها،‮ ‬وأبرزها تهديداً‮ ‬وإرهاباً‮ ‬للصحفيين‮ ‬والمفكرين والمبدعين المادة القائلة بأن‮: [‬حرية الفكر والرأي مكفولة‮. ‬ولكل إنسان حق التعبير عن فكره ورأيه بالقول أو الكتابة أو التصوير أو‮ ‬غير ذلك من وسائل النشر والتعبير‮.. ‬بما لا يمس حرمة الحياة الخاصة وحقوق الغير‮].‬
    ‮ ‬كلمات قد لا تزعج حسني النية‮. ‬فلا أحد يقبل الإهانات والشتائم والصفات المقزعة في حق أي مواطن من العامة إلي القمة‮. ‬فالسباب ليس نقداً‮. ‬والتجريح الشخصي ليس رأياً‮. ‬وكل دول العالم التي نحلم بالنقل عنها والتشبه بها تعاقب قوانينها علي هذا التطاول والشتم،‮ ‬ظلماً‮ ‬وافتراء،‮ ‬علي أحدهم ـ كائنا من كان ـ بدفع‮ ‬غرامات مالية تعويضاً‮ ‬للمجني عليهم الأبرياء،‮ ‬تبدأ بالآلاف المعدودة،‮ ‬مروراً‮ ‬علي عشرات ومئات الآلاف،‮ ‬و وصولاً‮ ‬إلي ملايين الجنيهات أو ما يعادلها من العملات الأخري‮.. ‬ويتم تحصيلها من الناشر والصحفي معاً‮.‬
    ‮ ‬هذا الحق القانوني،‮ ‬الدستوري ـ المتعارف عليه عالمياً‮ ‬ـ نسيه،‮ ‬أو تجاهله بعض السادة في الجمعية التأسيسية لإعداد وصياغة دستور ما بعد ثورة‮ ‬25يناير‮. ‬ربما سهواً‮.. ‬حتي لا أقول عمداً‮. ‬ولحسن الحظ أن تلك الجمعية حظيت في الوقت نفسه بكثير من النابهين،‮ ‬المنتبهين،‮ ‬الصاحين،‮ ‬الذين بادروا بالاعتراض علي ما ينتويه هذا البعض ـ من الغافلين أو القامعين المهددين‮.. ‬إذا جاز لي القول والوصف ـ لإفزاع و ترهيب الصحفيين والمفكرين والمبدعين من التجرؤ والتهور علي‮ "‬تجاوز الخطوط الحمراء المفترض خطها،‮ ‬والتطاول علي أناس‮ ‬‮"‬كبار‮"‬،‮ "‬عظام‮"‬،‮ ‬يحظر التعرض بالإساءة إلي أحدهم‮.. ‬من قريب أو بعيد‮ (..).‬
    د‮. ‬وحيد عبدالمجيد‮ ‬،‮ ‬والزميل القدير صلاح عيسي ـ وغيرهما ـ‮ ‬كانا من بين المحذرين،‮ ‬الصاحين،‮ ‬والمحذرين من الأخطار الداهمة التي تحيق بنا فور تمرير الدستور الثوري الجديد مالم نسارع بالتصدي لها من الآن وقبل الانتهاء من صياغته تمهيداً‮ ‬لطرحه للاستفتاء العام بـ‮ "‬نعم‮" ‬أو‮ "‬لا‮". ‬
    ‮ .. ‬وللحديث بقية‮.‬

    ---------------------

    مقالات


    ‮ ‬في الصميم

    حبس احتياطي‮..!‬

    25/08/2012 09:27:01 م




    بقلم : جلال عارف


    جلال عارف



    كانت الصدمة شديدة،‮ ‬وكاد الأمر يتحول إلي فضيحة حقيقية لا تمس فقط حرية الصحافة،‮ ‬ولكنها تعلن أن الديمقراطية في أزمة،‮ ‬وأن الحريات كلها في خطر‮!‬
    لم يكن معقولا في وقت ننتظر فيه أن تتحصن الحريات،‮ ‬وأن تصدر القرارات التي تلغي الحبس في كل قضايا النشر،‮ ‬أن نفا بعودة الحبس الاحتياطي الذي لم يتعرض له الصحفيون منذ عهود،‮ ‬وأن يساق الزميل إسلام عفيفي إلي سجن طرة في انتظار استكمال محاكمته بتهم منها،‮ ‬إهانة رئيس الجمهورية،‮ ‬في واحدة من القضايا التي توعد حزب الرئيس أن يطارد بها الصحفيين،‮ ‬والتي شملت حتي الآن الزميلين عادل حمودة وعبدالحليم قنديل‮.. ‬والبقية تأتي‮!‬
    وللخروج من المأزق أصدر الأخ الرئيس مرسي مرسوماً‮ ‬بقانون يلغي الحبس الاحتياطي في القضايا المتعلقة بإهانة رئيس الجمهورية‮.. ‬وإن ظلت التهمة باقية والمحاكمات مستمرة‮!‬
    والحبس الاحتياطي في قضايا النشر كان قد تم إلغاؤه قبل ستين سنة بعد أن ثبت انه يستخدم كسلاح لترويع الصحفيين وأصحاب الرأي،‮ ‬لكن القانون كان قد أبقي عليه في حالات محددة أهمها إهانة رأس الدولة‮ »‬الملك ثم رئيس الجمهورية‮« ‬وقبل وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كان آخر قانون وقعه هو القانون الخاص بنقابة الصحفيين،‮ ‬وفيه تم النص علي عدم جواز حبس الصحفيين احتياطيا في كل قضايا النشر بما فيها القضايا المتعلقة بإهانة رئيس الجمهورية‮.‬
    وظل الأمر كذلك حتي جاءت محاولة اغتيال حرية الصحافة بالقانون المشبوه رقم ‮٣٩ ‬لسنة ‮٥٩٩١. ‬وعند نظر القانون في مجلس الشعب تطوع أحد المتنطعين من أعضاء المجلس بطلب تعديل قانوني يفتح الباب مرة أخري لحبس الصحفيين احتياطيا عند اتهامهم بإهانة رئيس الجمهورية‮.. ‬وتحقق ذلك بالفعل‮!‬
    خاض الصحفيون بعد ذلك معركة شرسة ورائعة حتي أسقطوا القانون المشبوه،‮ ‬لكن بقي من آثار المعركة هذه الثغرة التي تتعلق بالحبس الاحتياطي‮. ‬مع ذلك فإنه علي مدي خمسة عشر عاما بعد ذلك،‮ ‬وحتي سقوط النظام السابق،‮ ‬لم يحبس صحفي احتياطيا،‮ ‬ولم يتم استخدام هذا السلاح ضد الصحفيين إلا يوم الخميس الماضي‮!‬
    ولقد تدخل الرئيس مرسي ليمنع الأمر من أن يتحول إلي فضيحة،‮ ‬وأعاد الأوضاع إلي ما كانت عليه قبل نحو عشرين سنة،‮ ‬وهي خطوة ايجابية،‮ ‬لكن الأزمة الحقيقية تبقي مع بقاء العقوبات السالبة للحرية في العديد من قضايا النشر،‮ ‬ومع الإصرار علي هيمنة الحكم علي الإعلام الوطني والصحافة القومية،‮ ‬ومع هذا المناخ المعادي للحريات بعد ثورة رفعت شعار الحرية وشهداء سقطوا في سبيلها





    وتروج 'ثقافة الشحاتة' مع بناء ما يسمى بالصروح العلمية والطبية ويتم الاعتماد عليها ' مصدرا للتمويل، ونموذجها الفاضح 'مدينة زويل العلمية'، ولم يسأل صاحبها عن مصادر تمويل الدولة الصهيونية لمنظومة صواريخها، التي ساهم (زويل) في تطويرها، وهل بنت صروحها العلمية والطبية بـ'الشحاتة'؟، والغريب أن علماء وباحثين مروجين للتسول في البرامج المرئية عملوا وشغلوا وظائف ومناصب في جامعات ومعاهد ومراكز أبحاث ومصارف ومنظمات دولية وأممية وشركات واحتكارات كبرى؛ أمريكية وغربية ومتعددة الجنسية وصهيونية. هل كان تمويل مشروعاتها معتمدا على هذه الثقافة الرخيصة وقد اعادتنا لحظيرة صندوق النقد الدولي، الذي لن يترك مصر إلا 'خرابة' ينعق على أطلالها البوم والغربان!

    .
    بدت هذه النيران وكأنها غير كافية، فتفجرت أزمة التعيينات الجديدة لرؤساء مؤسسات وتحرير الصحف الحكومية، وهذه التعيينات قام بها المجلس الأعلى للصحافة التابع لمجلس الشورى، بأغلبيته الإخوانية والسلفية، الذين شغلوا أنفسهم وشغلوا الرئيس بـ'التمكين والاستحواذ'، وتم التخلص من المعارضين في الصحف الحكومية، دون رد فعل من الرئيس مرسي، وكثيرا ما يكون السكوت علامة على الرضا، ووصل مخطط تجفيف الصحف الحكومية من المعارضة حد إلغاء رئيس تحرير صحيفة 'الجمهورية' اليومية الجديد للصفحة الثقافية فيها، بجانب تقديم ثلاثة رؤساء تحرير صحف خاصة إلى نيابة أمن الدولة العليا بتهمة سب الرئيس!. وإذا كان فتح المعارك وتوجيه النيران إلى المعارضين والمخالفين والخصوم يهدف إلى إنهاكهم، فإنه في الحقيقة إنهاك للرئيس وحكومته ويهدد استمرارها.
    الرئيس مرسي يعلم جيدا أنه نجح بأغلبية قليلة تجعله يقف على الحافة، وما حصل عليه مرسي أكثر قليلا من ربع أصوات الناخبين، أي أن ثلاثة أرباعهم لم ينتخبوه، وكان على جماعة الإخوان وحزبها؛ الحرية والعدالة، البحث في أسباب ذلك الهبوط السريع والعمل على معالجتها كي لا تفاجئهم الانتخابات التشريعية القادمة وانتخابات المحليات بخصوم أقوى من الآن، والأمل هو ألا يكون فتح المعارك المتعددة سببه تصور يرى أن المنافسين أضعف من أن يهددوا حكم الإخوان، ويرون في ذلك الضعف فرصة تتيح 'التمكين والاستحواذ' وحسم ميزان القوة لصالحهم إلى الأبد.


    وكانت عدوى الهجوم والاتهام قد امتدت إلى 'زعيم' حزب إسلامي (غير إخواني)؛ فاجأنا في مقال له يطالب فيه بإعادة النظر في سياسات جهاز المخابرات العامة، التي أفسدت الحياة السياسية من وجهة نظره، ويبدو أنه انتهزها فرصة لحشرنا في زمرة أقلام محسوبة على المخابرات، ومصدر المفاجأة أن ذلك 'الزعيم' يعرفني جيدا، وربطتنا علاقة قوية، وكان بالنسبة لي في عداد الأصدقاء الحميمين، وكثيرا ما دعاني لحزبه في فترة حصاره وأثناء تجميده، التي استمرت سنوات؛ إما لإلقاء محاضرة أو لمشاركة في ندوة أو لمساهمة في حوار حول قضايا تتعلق بالتغيير وسبل الوصول إليه على مدى أكثر من عشر سنوات سبقت ثورة 25 يناير.
    لم يجد مني ذلك 'الزعيم' إلا كل استجابة وترحيب؛ لتبقى أبواب الحوار مفتوحة بين قوى ناهضت حكم مبارك، فتعاونت وتآزرت لإسقاطه، وانقلب 'الزعيم' فجأة، وبعد ما كان الذي يكتب على هذه الصفحة مادة مفضلة لديه ولدى حزبه إذا بها تصنف على أنها من أعمال المخابرات!!. ما أروعها مخابرات!، تحتضن أقلاما وشخصيات سعت وعملت على تغيير وإسقاط حكم؛ كانت مسؤولة عن حمايته وتدين له بالولاء، ومن المعروف أن 'القدس العربي' قد أبلت بلاء حسنا أقلق حكم مبارك وانتهى بمصادرتها ومنعها من دخول مصر، وهو قرار ساري في ظل الحكم الحالي!.


    والتنويه هنا مطلوب لبيان الفرق بين ما يُكتب بقلم 'زعيم' حزب، وبين ما يكتبه كاتب مستقل، فكتابة الأول ملزمة لأعضاء حزبه وتتحول إلى مادة في دعاياته البيضاء أو السوداء، وفي حملاته المنظمة للتأييد أو للاغتيال السياسي والمعنوي، وقد برعت فيه كثير من جماعات الإسلام السياسي وفصائله، أما المقال والرأي، الذي ينشر في صحيفة سيارة لكاتب غير حزبي فموجه للقارئ، ويخضع للأخذ والرد منه، وقد ينقسم القراء بشأنه تأييدا له أو اعتراضا عليه، وهنا يكون خطر ما يُكتب بقلم 'الزعيم' على الكاتب المستقل أكبر.
    وأذكر هنا أنه في ذروة النشوة الإخوانية السلفية مع أولى 'الغزوات' - غزوة الصناديق - كتب الكاتب الكبير فهمي هويدي واصفا مخالفيه في أحد مقالاته بأنهم مصابون بـ'لوثة'؛ بمعنى أنهم يعانون من الجنون، فما كان مني من موقع الحرص أن نبهت إلى عدم جواز استخدام مثل تلك الأوصاف، وقلت ليتركها لمن هم أقصر منه قامة، وأقل منه خبرة، وأدنى منه مكانة، ولم يقلقني ما كتبه. فهو في النهاية كاتب صاحب رأي، لا يملك إلا قلمه فقط، مهما كان توجهه السياسي، أما 'الزعيم' الحزبي فأمره مختلف، فما يصرح به ويكتبه يُلزم ويحدد تصرفات ومواقف أعضاء الحزب وكوادره، ويحرك آلياته التعبوية والإعلامية والدعائية، وقد تعتبره جماعات متشددة فتوى؛ تسبب الأذى وتهدر الدم والكرامة!.


    وما جعل لهذا الذي كتبه 'الزعيم' ذلك الوقع في النفس هو أننا كنا معا على مائدة إفطار رمضانية يوم الخميس قبل الماضي، وتحدثنا وتبادلنا الرأي حول ما يجري من أحداث واتفقنا على التواصل، وقد كان عائدا لتوه من لقاء رئيس الجمهورية، واتفقنا على منح الرئيس الفرصة ليسهل الحكم له أو عليه، وكان رأيه ما كان لمرسي أن يلزم نفسه بفترة المئة يوم. وفي أثناء الحديث جدد دعوته لي للكتابة في صحيفته، ووعدته بالتفكير في الأمر.


    كانت خطوط الود ممتدة، ونوافذ الصداقة مشرعة، وله كامل الحق في انتقاد ما أكتب ويكتبه غيري ورفضه، ويتخذ الموقف الذي يراه، وله كامل الحق كذلك في الرد والتعقيب والتعليق، إلا أنه آثر ان يكون الرد اتهاما جزافيا من هذا النوع المتدني، وهذا ما لم أتوقعه من صديق، ولا أستطيع أن أقول له ما قلت للكاتب الكبير فهمي هويدي، فالأمر هنا ليس للتنبيه أو العتاب إنما أمر تحدي؛ يفرض عليه أن يثبت صحة ما ادعاه أو يعتذر!.

    ' كاتب من مصر يقيم في لندن
                  

08-27-2012, 04:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    مهاجمة القضاة لذهابهم الى القصر الجمهورى لمقابلة الرئيس وترحيب بقرار وقف الحبس الاحتياطى للصحافيين
    حسنين كروم
    2012-08-26


    القاهرة ـ 'القدس العربى'


    رغم كثرة الاخبار والموضوعات التي يزاحم بعضها بعضا في اجتذاب اهتمامات اغلبية القراء مثل التحقيقات عن القبض على صبري حلمي نخنوخ المتهم بانه اشهر بلطجي في مصر عمل لحساب النظام السابق، والاحاديث معه التي اتهم فيها الاخوان المسلمين بانهم وراء التحريض ضده، فان ابرز الاخبار والقضايا السياسية كانت بيان المتحث باسم رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر علي الذي اكد فيه ان زيارة الرئيس الى العاصمة الايرانية طهران هي لتسليم ايران رئاسة عدم الانحياز ولن تتضمن اي محادثات مع الرئيس احمدي نجاد او بحث اي اتفاقيات بين البلدين وهو ما يعكس حالة القلق التي انتابت الاخوان من تغير موقف امريكا نحوهم وهو ما يحرصون عليه لابعد الحدود، واستطيع ان اؤكد انه سيكون اكثر من موقف نظام مبارك منهم، ذلك انهم يؤمنون ان استمرارهم في الحكم وتجنب اي انتقادات عنيفة ضدهم يتوقف على رضا امريكا والاتحاد الاوروبى، سواء من حيث التوقيع على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على القرض المطلوب لاعطاء شهادة للاقتصاد المصري، وبأن تضغط امريكا على الصندوق حتى لا يطالب الحكومة ببرنامج اقتصادي عنيف للاصلاح سيؤدى بالضرورة الى اضطرابات داخلية قد تطيح بهم خاصة وان الرئيس سيزور امريكا في الشهر القادم، واى تقارب بينه وبين ايران سوف يفسد الزيارة، بالاضافة الى ان هناك معارضة عنيفة من جانب السلفيين وغيرهم للزيارة، واعتبارها طعنة موجهة الى الثورة السورية نظرا لدعم ايران لنظام بشار الاسد، بل ومن الحرص على رضاء امريكا والاتحاد الاوروبى لعب دورا هاما في التراجع عن اتخاذ اجراءات ضد الصحافيين والاعلاميين المناوءين للنظام، بعد ان بدأت الشكوك في نوايا الاخوان نحو الديمقراطية.
    ايضا فان قرض صندوق النقد الذي تطلبه الحكومة، يلقى معارضة داخلية على محورين، الاول: انه يعتبر ربا والعياذ بالله ويتم احراج الاخوان بذلك لان الشيخ سيد عسكر مفتي الجماعة ورئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب المنحل وصفه بذلك عندما اراد رئيس الوزراء السابق الدكتور كمال الجنزوري التفاوض مع الصندوق لاقتراض مبلغ مليار ومائتي مليون دولار، بينما الحكومة الحالية تطلب اربعة مليارات وثمانمائة مليون دولار، اي ان عذابها يوم القيامة سيكون ثلاثة امثال العذاب الذي كان سيلاقيه الجنزوري لو وقع على ما طلبه.
    وبالاضافة لذلك فان اتهامات اخرى تلاحق الجماعة والرئيس والحكومة بانها ستقدم تنازلات للصندوق في العودة لبيع شركات ومؤسسات الدولة من جديد.
    وقد اخبرنا زميلنا الرسام الكبير بجريدة روز اليوسف القومية، محمد انور، امس، انه كان في جولة سياحية بمنطقة اهرامات الجيزة وشاهد كرستين لاغارد مديرة صندوق النقد بجوار الاهرامات، فاقترب منها وسمعها تقول باللغة العربية للمسؤول المصري:
    ـ الله. حلوين خالص هناخدهم هما كمان رهن لغاية ما تسددوا القرض اللى هتاخدوه.
    وواصلت الصحف الاهتمام بالمظاهرات التي دعى اليها محمد ابو حامد، وما حدث فيها، وفشلها في حشد اعداد كبيرة، وتعامل الحكومة معها بذكاء، وتحركات الاحزاب والقوى السياسية لتشكيل تكتلات لخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة، ونفي المتحدث باسم الرئاسة ما نشر عن ان المليار جنيه التي تم الحديث عن تخصيصها لتعمير سيناء، لن يتم سحبها من ميزانية وزارة الدفاع، وكانت هذه الاخبار قد اثارت غضبا داخل الجيش.
    واشارت الصحف الى حادثة طريفة وهي قيام رئيس الوزراء الدكتور هشام قتديل، بتفقد قطار القاهرة الاسكندرية، وفجأة توقفت اجهزة التكييف.
    والى قليل من كثير عندنا.

    معارك الرئيس

    ونبدأ بالرئيس محمد مرسي، والمعارك الدائرة حوله وبسببه، معه وضده، من يشيدون به ومن يهاجمونه، ففى جريدة الاخوان 'الحرية والعدالة' قال فيها يوم السبت قبل الماضي خالد ابراهيم وهو مبهور بالرئيس:
    اانبهر كثيرون فتساءلوا عن قوة الرئيس محمد مرسي الذي استطاع في اقل من شهر ونصف من تسلمه لمقاليد رئاسة منقوصة ان يتخلص من حكم عسكري ظل جاثما على صدور المصريين ستين عاما في حين استغرق الامر نفسه من اردوغان اسطورة تركيا قرابة عشرة سنوات كاملة، وازاء النشاط والحيوية التي يتمتع بها رئيسنا الحبيب مرسي حفظه الله الذي رايناه يصلي الفجر قرب منزله المستأجر في التجمع الخامس ثم يصلي الجمعه في 6 أ كتوبر والعصر في العريش وينتاول الافطار مع الجنود المصريين في رفح ثم يلقي كلمة من المسجد في التراويح ثم يذهب الى القصر الجمهوري ويجري بعض اللقاءات فلا نملك الا ان نقول ما شاء الله لا قوة الا بالله.
    اسرار قوة الرئيس مرسي هو انه لم يطلب الرئاسة فكان حقا على الله تعالى ان يعينه، وثالث الاسرار هو عفة الرئيس واسرته عن المال العام والذي ظهر جليا في سفر الاسرة الى مكة على نفقة الرئيس الخاصة، اما رابع الاسرار - في ظني فهو ربانية الدكتور محمد مرسي 'فيه شئ لله كما يقول المصريون' الذي ادى عمرتين في اقل من شهر ونصف وعلى الرغم من مشاغله نراه حريصا على صلاة الفجر والقيام في المسجد وكثيرا ما ترصد العدسات بكاءه في مواقف الخشية من الله تعالى. وبعد فانني اعلن بكل فخر انني انتقل من زمرة الداعمين للرئيس محمد مرسي الى زمرة المحبين له في الله'.
    لا. لا. هذا ار على الرئيس وحسدا له وليس اعجابا كما يدعي هذا الاخواني.
    اما الاخواني الثاني فكان صاحبنا محمد السروجي، فكتب في الحرية والعدالة يوم الخميس مقالا عنوانه - تداعيات مرسي ريختر قال فيه عن قراراته باقالة قادة المجلس العسكرى واثارها:
    اـ ارتفاع الحالة المعنوية للشعب المصري خاصة المربع الثوري الذي اطمأن لوفاء مرسي بتعهداته في انتزاع كافة صلاحياته الرئاسية وبهدوء دون صخب.
    ـ تعزيز مؤشر الثقة في نجاح الثورة وتقدمها للامام في الوقت الذي يلفظ فيه بقايا نظام مبارك انفاسه الاخيرة.
    ـ استمرار مسيرة التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي بانتهاء حالة الازدواجية المتعمدة والتي يقودها المجلس العسكري.
    ـ التقدم الملحوظ في مستوى الخدمات االوقود ذ الوجود الامني ذ تراجع انقطاع الكهرباءب ما يؤشر ان العسكري كان طرفا فاعلا في تصدير الازمات الحياتية.
    ـ التغيرات السريعة والمقصودة داخل المؤسسة العسكرية ما يؤشر اننا بصدد قوة ردع مصرية بمفهوم عسكري علمي وعملي يناسب حجم مصر الكبيرة.
    ـ استقرار سوق الصرف المصري والتقدم النسبي والملحوظ للجنيه المصري امام الدولار الامريكيب مجرد مؤشر.
    ـ ارتفاع ارباح البورصة على غير المتوقع حين ظن البعض اننا بصدد جولة جديدة من ردود الافعال السلبية والمؤثرة، لكن بفضل الله كان العكس تماما على المستوى الاقليمي والدولي.
    ـ تصريحات مرتبكة من المربع الامريكي الذي ادعى انه كان على علم بالتغييرات الحادثة كما ادعى من قبل علمه بثورة 25 يناير، وهذا ما كذبته الرئاسة المصرية التي اكدت ان الخبر مصري بامتياز ولم يعلمه احد اطلاقا.
    ـ حالة عدم التوازن الاعلامى والسياسى داخل الكيان الصهيوني. ا
    لكن كان هناك من لا يعجبهم هذا الكلام ولذلك هاجموا الرئيس، ومنهم عماد فؤاد الذي صاح يوم الاربعاء في المصري اليوم قائلا:
    ااعتقد ان من اعطوا اصواتهم للدكتور محمد مرسي في الانتخابات الاخيرة كانوا يختارون رئيسا للبلاد ولم يخطر على بالهم انهم يختارون شيخا لاحدى الطرق الصوفية او اماما لاحد المساجد، اقول ذلك بعد ان انزعج الكثيرون من حرص الرئيس على توجيه خطابه الى المصريين طوال الفترة الماضية منذ انتخابه عبر منابر المساجد ناسيا او متناسيا ذ الله اعلم بنواياه ذ ان في مصر اقباط في امس الحاجة اليوم وليس غدا الى الاطمئنان على مستقبلهم مع وجود رئيس ينتمي الى جماعة دينية اسلامية، كما يحتاج عدد كبير من المسلمين للاحساس بوجود رئيس مدني لدولة مدنية، وليست دولة دينية ابرز ملامحها من حيث الشكل ان رئيسها بلحية ايضا.
    فكيف فات على مستشاريه في مؤسسة الرئاسة او حتى في الجماعة التي ينتمي اليها ان ينبهوه الى ذلك، وبمناسبة المستشارين ليت الدكتور مرسي يقول لنا من منهم اشار عليه ان يدعو للقائه مع رموز العمل السياسى المؤيدين له فقط وان يتجاهل كل من وجه له نقدا او اعرب عن عدم رضائه عن احد قراراته، هل يعقل ان يغيب عن لقاء كهذا شخصيات مثل الدكتور رفعت السعيد او الدكتور سعد الدين ابراهيم او الدكتور ممدوح حمزة او المهندس نجيب ساويرس او مصطفى بكري وهؤلاء على سبيل المثال وليس الحصر'.
    وفى نفس العدد واصل زميلنا وصديقنا حلمي النمنم رئيس مجلس ادارة مؤسسة دار الهلال الهجوم قائلا:
    اجاءت ثورة 25 لتدين النفاق والمتافقين وتطيح بهم، ولكننا الان نرى النفاق يعود ثانية وهذه المرة يعود بالطلب من جماعة الرئيس مرسي، الجماعة تحث المواطنين على تأييد الرئيس، التغييرات الصحافية تمت بهدف ضمان التأييد المطلق للرئيس ولم يكن الهدف ان يمون القادمون الجدد من الاخوان ام لا، كان الهدف ان يكونوا اكثر تأييدا ولذا ظهرت مواكب النفاق اكثر وعاد الى الواجهة بعض من اطاحت بهم ثورة يناير من المنافقين، في صلاة التهجد وصلاة العيد كان الائمة يدعون للرئيس ويطيلون الدعاء، اخشى اليوم ان يتحول النفاق الى جزء من البرنامج السياسي، واكاد اقول جزء من العقيدة، احتشاد في الصحف وفي الاعلام وفي المساجد وفي الزوايا لتأييد الرئيس.لم نحقق انجاز في وزن تأميم القناة او عبورها وتحطيم خط بارليف، صحيح ان المدة ليست طويلة، لكن دعونا ننتظر ونثمن اللهم الا اذا كنا سنعتبر اقالة حكومة الجنزوري انجازا او ان اقالة المشير طنطاوي والفريق سامي عنان نصرا كبيرا، يشتد على النفاق والمنافقين الان، السوق رائجة ومفتوحة على مصراعيها وجماعة الرئيس سعيدة بذلك وراضية لكنه طريق الفشلب.
    وفى نفس اليوم الاربعاء ارادت زميلتنا بالاخبار ثريا ادريس المشاركة ولو بقدر من الهجوم فقالت:
    'مهما حاول البعض تزييف الحقائق او تبديلها سيبقى رمضان 1973 رمزا للعزة والكرامة والانتصار، ومهما حاول البعض تجميل الواقع او تزيينه سيظل رمضان زمن الاخوان هو شهر انتهاك الحريات ومصادرة الصحف واغلاق الفضائيات المعارضة وانه شهر الاطاحة بالمجلس العسكري والانفراد بمقاليد حكم البلاد، سيذكره التاريخ ايضا شئنا او لم نشأ، بأن رمضان القرارات والفتاوى التي تنال من كل السلطات وتحل دماء معارضي النظام، لكنه ايضا شهر الحسم والمحاسبة الحقيقية والكشف عن نواياه الحقيقية، فهناك عيون 90 مليون مصري ترقب، وتنتظر منهم تحقيق شعار الثورة، عيش، حرية، كرامة وعدالة اجتماعية، بديلا لشعار اليوم غاز، نور، سولار، استقرار وعيشة هنية، لو نجح الاخوان في هذا الاختبار الصعب فلنرفع لهم جميعا القبعات ونغني لمرسي ونخلد اسماء اهله وعشيرته واخوانه فهو منتهى احلامنا وامالنا'.

    الاخوان والاعلام

    والى الاخوان وجهودهم للسيطرة على الاعلام الرسمي، وعلى الصحف القومية وارهاب الصحافيين واحالة رئيس تحرير الدستور زميلنا اسلام عفيفي الى محكمة الجنايات والتقدم ببلاغات ضد عدد من رؤساء تحرير الصحف المستقلة وهو ما اشاع البهجة والسرور في نفس زميلنا بالجمهورية فراج اسماعيل فسارع بالقول يوم الخميس في عموده اليومي ذ خارج السرب ذ بجريدة المصريون اليومية المستقلة.
    االغاضبون على المساءلة القضائية لبعض الصحافيين بسبب اهانتهم المستمرة للرئيس يقولون انمه تقييد لحرية الصحافة، والسؤال، هل المطلوب ان ينفخ الصحافيون في الهواء للتنفيس عن انفسهم، ام ان تكون هناك نتائج ملموسة لكتاباتهم، كان الدكتور عبد الحليم قنديل يوجه اشد الانتقادات للرئيس المخلوع، وكان النظام حينها اذن من طين واخرى من عجين على طريقة - خليهم يتسلوا ذ فهل هذا هو المطلوب من حرية الصحافة.
    من حق الشعب ان يطلع على كل شيئ لكن لا يجب ان يكون ذلك شيكا على بياض، على قنديل مثلا ان يكون جاهزا بمستنداته ووثائقه عند الحاجه اليها، وهكذا عادل حمودة الذي وصف الرئيس مرسي بانه فاشي قبل وصوله لقصر الرئاسة وبمجرد اعلان فوزه فاما ان يثبت على مرسي ما قيل فيه فيحاكم ويخلع ويدخل السجن، واما ان يفشل مهاجموه في اثبات ما يدعونه به فيدخلون هم السجن.
    اي انه اصدر الحكم عليهم مقدما قبل اي محاكمة وبالتالي، فلماذا تعقد المحكمة جلساتها وتستمع للادعاء والدفاع، وقد تصدر حكمها بالبراءة. اهؤلاء هم صحافيو الاخوان دعاة الديمقراطية، ومن ينافقونهم هذه الايام، الغريب ان فراج كان قد طلب من الرئيس ان يريح نفسه ويرسل قوات من الحرس الجمهوري لاعتقال مهاجميه، واشرنا الى قوله هذا في حينه.
    ونترك فراج الديمقراطي الى اللواء الاسلامي وزميلنا رضا عكاشة، الذي اشاد بتعيين زميلنا عبد الناصر سلامة رئيسا لتحرير 'الاهرام' وقال عنه:
    االزميل الاعز عبد الناصر سلامة ابن قسم الصحافة بكلية اللغة العربية والذى تولى رئاسة تحرير الاهرام العريقة، ولد شقي منذ صغره، مملوء بالجرأة والاحساس بالذات، وسيم في ملامحه وملابسه واخلاقه، قليل الكلام، ولكنه شديد الذكاء وقاطع في رؤاه، بدت قمة نضجه في الاشهر السالفة حيث نافح عن مبادئ الثورة ووقف في وجه من حاول ان يسيئ الى هيبة المؤسسة العسكرية، وضع قلمه في وجه من ينتفعون من الخارج، وازعم ان حاسته الاسلامية هي التي أخرجت هذه التوليفة من الجرأة والاعتدال والوطنية، بالفعل كدت ابكي عندما دخلت عليه الاسبوع الماضي لاهنئه فوجدته راكعا يصلي الظهر ليس لانه يؤدي فريضة موقوته من الله لا تحتاج لاعجاب او شكر، بل لانني تذكرت بعض من جلسوا في هذا المكان واحتسوا اجود انواع الخمور وبصحبة بعض رؤوس النظام احيانا. ا
    وفي الحقيقة فانا لا اعرف لماذا لم يبك رضا فعلا بدلا من انه كاد، وتذكرني عواطفه الرقيقة تلك بما كتبه في نفس المكان من حوالي شهر، وطالب فيه باضافة حد اخر الى الحدود الشرعية، لان الله سبحانه وتعالى لم يذكره، الا وهو قطع الالسنة، اي قطع لسان كل من يهاجم الرئيس ويشنون الحملات ضده وضد علماء الاسلام، ولا نعرف ان كان قد قدم الاقتراح مشكورا، الى مجمع البحوث الاسلامية لبحثه ام لا.
    ما هذه المصائب والبلاوي التي تنهمر فوق امهات رؤوس المصريين؟

    معارك الاخوان

    والى الاخوان المسلمين ومعاركهم التي يخوضونها او يتعرضون فيها للهجمات والانتقادات وكان من بين مهاجميهم احد اعضاء تنظيم الجهاد وهو صاحبنا انور عكاشة الذي قال عنهم يوم الثلاثاء قبل الماضي في جريدة الشعب لسان حال حزب العمل: 'كان الاخوان يستخدمون الجماعات الجهادية كفزاعة لنظام الطاغوت المخلوع وكم حصدوا من وراء ذلك مكاسب ومغانم كثيرة وعقدت صفقات كبيرة مع القيادة السياسية والامنية على حساب القابعين في غيابات المعتقلات والسجون من مجاهدي الطاغية قادة واعضاء الجماعات الجهادية وبلا شك فأن تكرار هذا الكلام بعد ثورة 25 يناير بل وبعد نجاح الدكتور محمد مرسي دليل على التخلف عقليا وزمانيا ومكانيا فاذا استخدموه بالامس لابتزاز مبارك ونظامه فمن المخاطب به اليوم؟! فاولا الجمع بين الجماعات الجهادية والجماعات التكفيرية فيه اهانة للجماعات الجهادية التي تعتبر اول جماعات سلفية تأسست على نهج اهل السنة والجماعة في مصر منذ نهاية الستينيات ويضاف الى ذلك أن الجماعات الجهادية خرجت عن بكرة ابيها وحشدت من الاتباع والانصار لدعم الدكتور محمد مرسي مالم تستطع جماعة الاخوان القيام بمثله وذلك على الرغم من أن جمهرة الجهاديين لم يقرروا بعد المشاركة في الحياة السياسية. ثالثا: الدكتور محمد مرسي لم يقدم نفسه كمرشح الاخوان والا لما حصل على عشر ما حصل عليه من اصوات فقد دعمناه وساندناه وايدناه.. ومازلنا باعتباره مرشح الاسلام في مواجهة الالحاد والعلمانية ومرشح مصر في مواجهة مرشحى الموساد وامريكا وحملة الاجندات الاجنبية وباعتباره مرشح الثورة في مواجهة مرشح النظام البائد ومرشح اعداء الثورة ومجاريح الثورة.. وأنا أعتقد أن الدكتور محمد مرسي قد فاز بالاجماع لأن الذين صوتوا لخصمه هم في الجملة الذين قامت الثورة لانقاذ مصروالشعب المصري منهم.. فعلى مكتب الارشاد أن يحافظ على الئيس وهيبة الرئيس وعلاقات الرئيس بالقوى الاسلامية والوطنية الاخرى التي تكن للرئيس كل الاحترام والحب ولن يتحقق ذلك الا اذا ابتعد مكتب الارشاد عن الرئيس وتركه يعمل في هدوء من خلال فريقه الى يختاره'.
    وانتقل الهجوم على الاخوان الى اهرام الاربعاء من زميلنا وصديقنا الشاعر احمد عبد المعطي حجازى وقوله: 'هذه الهجمة البربرية المتمثلة فيما اطلقه خلال الايام الاخيرة بعض الشيوخ من فتاوى دموية يكفرون فيها المعارضين لسلطة الاخوان ويهدرون دماءهم تتنادى بعض القوى والشخصيات السياسية للتظاهر ضد حكم الاخوان وهذا حق من حقوقهم لأن المعارضة في النظم الديمقراطية حق وكما أن من حقنا ان نعارض بالكلمة المنطوقة والكلمة المكتوبة فمن حقنا بالتجمع والتظاهر والاعتصام غير أن عددا من الشيوخ المحترفين والهواة انبروا يدافعون عن رئيس الجمهورية الذي لم يعد في حاجة لمن يدافع عنه بل نحن المحتاجون لمن يدافع عنا بعد أن تمكن هو من الانفراد بالسلطة والجمع بين التشريع والتنفيذ فهو وحده الذي يقول الآن وهو في يمناه وليس لنا نحن الا الله!..لا اجد فرقا بين التكفيريين الذين هاجموا قسم العريش والمتطرفين الذين يطاردون خالد صلاح وعادل حمودة وعبد الحليم قنديل واسلام شلبي وتوفيق عكاشة وسواهم من الصحافيين والاعلاميين الذين يتصدون لمحاولة اختطاف الدولة ويمارسون حقهم في النقد والمعارضة.. وفي مواجهة هذا الشر كيف كان بوسعنا أن ننعم بالراحة في رمضان؟! وكيف يكون بوسعنا أن نكتب بحرية؟!.'
    والمدهش انه بجواره كان زوج شقيقتي الاخوانى والاستاذ بجامعة طنطا حلمي محمد القاعود وكان في الصورة المنشورة له ينظر الى حجازي بغضب ويقول: 'قبل حل مجلس الشعب كان هتاف القوم 'يسقط يسقط حكم العسكر' بعد حل المجلس صار هتاف القوم 'يسقط يسقط حكم المرشد' كان الناس يصرخون في عهد المخلوع من تفاقم ازمة القمامة بعد حملة 'وطن نظيف' هل من مهام رئيس الجمهورية ان ينشغل بالزبالة؟ هناك مصطلح آخر جديد هو الاحتلال الاخواني هذا طريق صعب والتضحيات فيه ستكون جسيمة لكن لابديل له اذا كنا نريد ابقاء هذا الوطن في مساره التاريخي والانساني ولا ادري كيف يكون تحرير الوطن من الاخوان؟ هل نسحقهم بالدبابات كما يفعل بشار في دمشق وحلب او كما فعل العقيد في طرابلس والمدن الليبية؟ ثم من هم الاخوان؟ هل هم كائنات متوحشة جاءت من المريخ؟ ام انهم مواطنون اكفاء في شتى التخصصات العلمية والثقافية؟ أم أن الشعب اختارهم في انتخابات حرة ونزيهة بشهادة العالم ولم ينتخب اعداءهم الذين يمثلون اقلية مزمنة صاحبة مصالح ومنافع! جلست على حجر النظام المستبد الفاشي ستين عاما وسوغت جرائمه وساندت طغيانه.. الاقلية السياسية المزمنة مارست الاقصاء والتهميش بل الاستئصال لسائر القوى المغايرة وظنت ان احتماءها بالنظام الفاسد البائد سيجعلها مستمرة في ممارسة الاستبداد والاقصاء وللاسف تظن بعض قوى الثورة.. وفقا لحسابات خاطئة.. أنها ما زالت في موقعها القديم المزمن.. وهذا غير صحيح الزمان اختلف ولابد من التعايش والاتفاق لان البديل مرعب'.
    واخيرا الى اللواء الاسلامي والكاتب المغربي المسكين عبد القادر الادريسي الذي اقحم نفسه كمؤرخ لبلادنا بقوله: 'لم يكد يمضي عقد من الزمان حتى اصبحت جماعة الاخوان المسلمين قوة ضاغطة في الحياة السياسية..اكتسبت زخما ووزنا في المجتمع المصري وهو الامر الذي وجه الانظار اليها فأصبحت عرضة لحملات التشويه والانتقاص من قيمتها والتشهير بها على مدى العهود السابقة للانقلات العسكري الذي وقع في 23 يوليو سنة 1952 تحت عين الاستخبارات الامريكية في اطار الصراع على مصر الذي كان ناشئا بين بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية واتضح فيما بعد ان بعضا من الضباط الذين سموا انفسهم 'الضباط الاحرار' كانوا ينتمون الى جماعة الاخوان المسلمين بغض النظر عن صدق هذا الانتماء من عدمه وان الدعم الذي قدمته الجماعة للانقلابيين كان مؤثرا في نجاح المهمة التي قاموا بها ولكن ما لبثت العلاقة بين ضباط 23 يوليو والجماعة ان عرفت تأزما وتصدعا الى ان وقعت القطيعة النهائية التي اعقبتها حرب ضروس شنها النظام عليها بدأت في سنة 1954 ولم تنته الى آخر يوم في عهد مبارك.. ان كون جماعة الاخوان المسلمين عانت كثيرا وطويلا من اضطهاد الحكم لها ومن الاستبداد الذي مارسه ضدها لا يعني انها كانت في منأى عن الاخطار أو أنها التزمت دائما بالمبادئ التي ارساها حسن البنا المؤسس، فقد ارتكبت الجماعة اخطاء سياسية كثيرة وكانت لها مواقف في بعض المراحل غير متوازنة اتسمت بالاندفاع وبالاعتداد الزائد والثقة المفرطة بالنفس واعتمدت في احايين كثيرة سياسة لم تكن قريبة من الحكمة والفهم الواعي للمتغيرات للواقع السياسي على الارض'.
    لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم على صاحبنا المغربي عبد القادر الادريسي وامانته العلمية وموضوعيته.. ثورة يوليو وزعيمها خالد الذكر صناعة مخابرات امريكية؟. طبعا والدليل انها ساندت بكل قوة حركات الكفاح المسلح في تونس والجزائر والمغرب - بلده ذ ضد الاحتلال الفرنسي، وشاركت فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بعد تأميم شركة قناة السويس لأنها اعتبرت ان القضاء على ثورة الجزائر يبدأ من مصر والمخابرات الامريكية هي التي طلبت من خالد الذكر ان يقف بقوة ضد عزل ملك المغرب محمد الخامس وضد تنصيب فرنسا الجلاوي باشا مكانه وهي التي طلبت منه مساندة الجزائر في عملية التعريب بعد الاستقلال وارسال مئات الخبراء اليها.. بل هي التي طلبت من الملك محمد الخامس بعد عودته الى العرش الى الاعتراف بجميل عبد الناصر.. أهؤلاء أناس يدعون الايمان ويطلبون من الناس قول الحقيقة وعدم الكذب؟. أما أخواني مغربي صحيح.

    معارك وردود

    واخيرا الى المعارك والردود ونبدأ بالمعركة التي فتحها مع حزب الوفد وزير العدل المستشار احمد مكي عندما قال في حديث له: 'ان محاولتين لتطويع القضاء فشلت الاولى: عندما حاول حزب الوفد عزل رئيس مجلس الدولة الدكتور المستشار عبد الرازق السنهوري، والثانية :التي قام بها عبد الناصر عام 1969 بعزل عدد من القضاة، وقامت الوفد يوم الثلاثاء بالرد عليه وذكرته بأن حزب الوفد هو الذي أنشأ مجلس الدولة عام 1934 عندما كان في الوزارة واضافت: 'الغريب ان السيد وزير العدل المتهم اساسا بأنتمائه لجماعة ترفض تقنين وضعها القانوني دافع عن نفسه بأتهام حزب قديم وعريق بأنه تدخل لاخراج رئيس مجلس الدولة من منصبه لأنه ينتمي الى حزب سياسي، وعلى افتراض أن واقعة تدخل الوفد لاخراج السنهوري صحيحة فأن اتهامه يتناقض مع مبدأ الاستقلالية الذي يتحدث عنه وزير العدل المتهم بأنتمائه للاخوان.. لأن انتماء القاضي للاحزاب مرفوض من الوفد جملة وتفصيلا.. أننا ننصح المستشار احمد مكى بالنظر في اصلاح الهيكل القضائي الذي يعاني من تصدع وخلل يحتاج الى العمل وليس الكلام بدلا من تضييع الوقت في معارك سياسية يجب ان يظل القضاء في منأى عنها'.
    وحقيقة الواقعة ان الوفد في وزارة 1950-1952 هدد فعلا بألغاء مجلس الدولة وأن انتماء رئيسه عبد الرازق السنهوري لحزب الهيئة السعدية حقيقي.. وهو الحزب الذي نشأ عام 1937 بعد انشقاق عدد من قادة الوفد بزعامة احمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي وابراهيم عبد الهادي وكونوا الحزب وتحول الى احد احزاب الاقليات العميلة للقصر الملكي، وبالنسبة لأنتماء احمد مكي للاخوان فهناك روايات قوية عن ذلك ومعه ايضا المستشار محمود الخضيري وهما ليسا من قضاة مجلس الدولة وانما من القضاء العادي.. وقد خرج الخضيري على المعاش.. ووزير العدل احمد مكي هو شقيق محمود مكي نائب رئيس الجمهورية ولم يتم تداول اي أخبار عن انتمائه لاي جماعة باستثناء قضاة الاستقلال ولعب دورا بارزا ضد نظام مبارك.
    هذا وكان زميلنا وصديقنا ابراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة التحرير قد هاجم القضاة يوم السبت قبل الماضي لانهم ذهبوا الى القصر الجمهوري للاجتماع بالرئيس وقال: 'القضاء لا يذهب الى احد وبالذات الى رئيس السلطة التنفيذية فليستقبل الرئيس وزير العدل او يستدعه كما يشاء لكن القضاة المستقلين يجلسون على مكاتبهم واللي عايزهم يروح لهم.. الرئيس صاجب دعوى دائمة أمام القضاء ومدعى عليه طيلة الوقت ليس بشخصه طبعا وانما بقوانينه واحكامه وشخصه كذلك فكيف يتعامل صاحب دعوى مع قاضيه وهو يتخاصم أمام منصته مع خصم آخر؟ مرسي يعرف قصصا تاريخية ويردد بعضها في خطبه وبالتأكيد يعرف من هؤلاء القضاة الذين كانوا يرفضون الذهاب الى الخليفة في قصره وبالتأكيد كان الرئيس يفخر بمواقف هؤلاء القضاة حين يقرؤها ويحكيها ولعلها تنشط ذاكرته بالحقيقة..يجب أن لا يدخل قاض قصر الرئاسة'.


    --------------------

    معركتي من اجل حرية التعبير في مصر
    عبد الحليم قنديل
    2012-08-26




    لماذا تبدو حملة الحكم الإخواني في مصر ضد حريات الصحافة والإعلام والتعيير جنونية إلى هذا الحد؟، ولماذا يكرر محمد مرسي في أيامه الأولى ما كان يفعله مبارك في أيامه الأخيرة؟!.


    الظاهرة ملفتة ومتضخمة ومطردة، فقد عين مرسي في وزارته الأولى صحفيا إخوانيا كوزير للإعلام، وكانت وزارة الإعلام قد ألغيت في التشكيل الوزاري الأول بعد الثورة الأخيرة، فالنظم الديمقراطية لاتعرف شيئا اسمه وزارة إعلام ولاوزير إعلام، لكن الوزارة الملغاة عادت مع ميل المجلس العسكري الحاكم وقتها للتحكم في وسائل الإعلام، وواصل مرسي السيرة نفسها حتى بعد التخلص من حكم المجلس العسكري، وجرى اختيار صحافي إخواني ظل طوال عمره العملي نقابيا محترفا، وبلا علاقة وثيقة بالمهنة، فلم يسبق له أن أدار أي مؤسسة مهنية عامة أو مستقلة، وكل مزاياه أنه كادر إخواني ملتزم بأوامر السمع والطاعة، وجرى وضعه على قمة جهاز إعلامي يملك عشرات الإذاعات والقنوات التليفزيونية، والتي نزحت من خزينة الدولة مئات المليارات من الجنيهات، وعملت كرديف إعلامي للجهاز الأمني في خدمة مبارك وعائلته، ثم يراد الآن أن تتكرر القصة نفسها، وأن يعمل الجهاز الإعلامي المتضخم في خدمة مرسي وجماعته،


    وعلى حساب اقتصاد منهك يتسول القروض والهبات، وسرت رغبة السيطرة ذاتها فيما يخص ما يسمى في مصر بالصحف القومية، ومن خلال سبع مؤسسات تصدر عنها عشرات الصحف والمجلات، وتنزح من موارد الخزينة العامة أيضا، فكلها خاسرة ماليا ومنهكة إداريا، وباستثناء مؤسستي 'الأهرام'، 'الأخبار'، ولديهما توازن اقتصادى نسبي، وكانت وسيلة السيطرة الإخوانية على إمبراطورية الصحف مختلفة قليلا عن حكاية تعيين وزير إعلام، فقد لجأت الجماعة الإخوانية إلى وسيلة 'مجلس الشورى'، والمجلس إياه في حكم المنحل قانونا، وثمة دعوى معروضة ببطلان تشكيله على المحكمة الدستورية العليا، والتي سبق أن قررت حل مجلس الشعب لبطلان قانون انتخابه، وهو ذات القانون الذي جرى على أساسه انتخاب مجلس الشورى، ومع فارق ملموس جدا، وهو أن نسبة الإقبال التصويتي على انتخاب الشورى كانت عظيمة الهزال، ولم تصل حتى إلى نسبة عشرة بالمئة من إجمالي الناخبين المقيدين، أي أن مجلس الشورى القائم بلا شرعية قانونية ولا حجية شعبية، وإن كانت الأغلبية فيه للإخوان والسلفيين، ولم يعبأ الحكم الإخواني بعوار مجلس الشورى، وهو 'المالك الاسمى للصحف القومية' بحسب الصيغة الركيكة الموروثة عن عهد مبارك، وعين رؤساء تحرير جدد للصحف القومية من عينة المنافقين وكتاب التقارير ومندوبي الإعلانات، وتحولت الصحف الحكومية ـ إياها ـ إلى الطبل والزمر لمرسي، وبالضبط كما كانت تفعل مع المخلوع مبارك، ومع كل هذه السيطرة لم يحس الحكم الإخواني بالأمان، واندفع في تقليد مبارك إلى النهاية، وتوسع في تنظيم اعتداءات بدنية على الصحافيين والإعلاميين، ثم في إقامة دعاوى ضد صحافيين كبار ورؤساء تحرير صحف مستقلة، وبتهمة 'إهانة الرئيس' مرسي، ووصلت الهجمة الهمجية إلى ذروتها باتهام الكاتب الصحفي عادل حمودة وكاتب هذه السطور.


    وقد بدا ملفتا لكثيرين اتهام شخصي بالذات، وبتهمة إهانة الرئيس ذاتها، والتي وجهت لي في أيام مبارك، وقد كنت وقتها الصحفي المصري الوحيد الذى أحيل للمحاكمة بتهمة إهانة مبارك، جرى ذلك في أواخر سنة 2006، وكانت المناسبة مقالا نشرته في جريدة 'الكرامة' التي كنت وقتها رئيسا لتحريرها، حمل المقال عنوان 'أشعر بالعار لأنك الرئيس'، بينما حمل المقال المتهم هذه المرة عنوان 'الدولة العبيطة والجنرال مرسي'، وقد نشرته في جريدة 'صوت الأمة' التي لا أزال رئيسا لتحريرها حتى وقت كتابة هذه السطور، ويلفت النظر أن حزب الإخوان استخدم ذات الطريقة التي استخدمها حزب مبارك، وهي تكليف أعضائه برفع الدعوى، وفيما يعرف باسم 'دعاوى الحسبة'، وهي طريقة شاذة من الزاوية القانونية المجردة، فبحسب قواعد الإجراءات الجنائية المصرية، لايصح إلا أن يكون المدعي هو المتضرر نفسه في قضايا النشر، وليس أي شخص آخر غير ذي صفة في الخصوص، أى أن مبارك كان يجب أن يكون المدعى المباشر في قضية اتهامي بإهانته، وأن يكون الشيخ مرسي هو المدعي في القضية الجديدة، وهذا ما لم يحدث، ويفترض بصحيح القانون أن يبطل الدعوى، لكن مرسي يعول على ما كان يستند إليه مبارك نفسه، وهو خراب النظام القضائي المصري، ووجود عدد لا بأس به من قضاة التليفون في محاكم الجنايات، هذا بالإضافة إلى تبعية جهاز النائب العام عمليا للسلطة التنفيذية، وهو ما يفسر إحالة البلاغ المقدم ضدي إلى نيابة أمن الدولة العليا 'طوارئ'، وكأنني متهم في جريمة إرهابية، وهو ما يثير العجب والسخرية من القصة كلها، ويعطي الحريات إجازة، ويبعث الحياة في واحدة من أحط مواد قانون العقوبات وأكثرها غلظة، وهي المادة (179) من قانون العقوبات، والتي تجرم وتحرم ما تسميه 'إهانة الرئيس' على طريقة العيب في الذات الملكية، وتجيز الحبس الاحتياطي للصحفي المتهم فيها، ناهيك عن عقوبة الحبس عند الإدانة النهائية، وعلى طريقة ما جرى مؤخرا للزميل إسلام عفيفي رئيس تحرير جريدة الدستور، والذي أفرج عنه بقرار من مرسى تلافيا لمزيد من الفضائح الرئاسية.



    وقد يقولون لك أن هناك فرقا، وأن مرسي رئيس منتخب، بينما مبارك لم يكن كذلك، وهذا صحيح شكلا، فقد فاز مرسي بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وكنت ممن رجحوا كفته، ودعوت إلى التصويت لصالحه على طريقة أكل الميتة ولحم الخنزير، وليس لمزايا تصورتها في مرسي وجماعته الإخوانية، بل لرزايا كانت مؤكدة في حالة منافسه أحمد شفيق، وقد كان من المعاونين المقربين لمبارك، وقلت وقتها أنني سوف أكون أول المعارضين لمرسي وجماعته الإخوانية، وتماما كما كان موقفي من مبارك، ومع فارق أن مرسي منتخب، وتتيح الديمقراطية التي أتت به حرية أن تعارضه، لا أن يتحول إلى ديكتاتور يحتمي بإجراءات القهر، وهو مايتحول إليه مرسي الآن، وبصورة تلغي الفارق في المضمون ـ لا الشكل ـ بينه وبين مبارك، فقد تحول الشيخ مرسي إلى 'مبارك بلحية ' إن صح التعبير، ولو حلق مرسي لحيته لوجدنا تحتها وجه مبارك الكئيب.

    ' كاتب مصري

                  

08-28-2012, 04:18 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)




    محب لعبد الناصر يؤكد ان مرسي خليفته ويستشهد بعبد الباري عطوان
    .. وتحذيرات من تصرفات افراد اسرته
    حسنين كروم
    2012-08-27


    القاهرة - 'القدس العربي'


    ابرز ما في الصحف المصرية الصادرة امس كان عن بدء الرئيس محمد مرسي زيارته الى الصين، مصحوبا بوفد سياسي رفيع، واكثر من سبعين من رجال الاعمال لبحث اوجه التعاون بين البلدين وتمويل الصين لعدد من المشروعات بقروض ميسرة، والحصول على منح منها، واحب ان اوضح ان كل المشروعات التي ستتم مناقشتها مع الجانب الصيني، كان متفقا على معظمها قبل ثورة يناير، او تم البدء في بعضها، والتفاوض على قروض بفائدة سنوية ثابتة، اي ربا والعياذ بالله، والملاحظ ان الصحف القومية تتحدث عن الزيارة وكأنها تحول بارز في سياسات مصر الخارجية، وتعدد معاملاتها بحيث لا تقتصر على امريكا والاتحاد الاوروبي، بينما الحقيقة ان علاقات النظام السابق مع الصين كانت اكثر من جيدة سياسيا، وان كانت هناك مشاكل اقتصادية معها، خاصة مطالبة رجال الاعمال بالحد من واردات الصين من البضائع الرخيصة والسيئة التي يستوردها التجار، وادت الى كساد للانتاج المحلي، وقبل سقوط النظام بسنوات ازدادت الضغوط من داخله للاتجاه اكثر نحو شرق اسيا، اي الصين والهند وماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية واستعادة مكانة مصر التي كانت لها ايام خالد الذكر، اي ان الرئيس مرسي يواجه شبح عبد الناصر في الصين، كما واجهه في اثيوبيا، ومع الافارقة، هذا ومن المتوقع ان تتعرض الزيارة وبعض نتائجها الى هجمات من زاوية تتبع رجال الاعمال من الاخوان الذين رافقوا الرئيس، ومدى استفادتهم من الزيارة، اما بالنسبة لزيارة الرئيس الى ايران فقد اعاد المتحدث باسم الرئاسة الدكتور ياسر علي التأكيد على ما سبق وصرح به بانها ستكون لعدة ساعات، يسلم فيها الرئيس رئاسة دول عدم الانحياز من مصر الى ايران، ولن تكون هناك محادثات مع الرئيس احمدي نجاد، او المسؤولين الايرانيين.
    واهتمت الصحف بعودة الاعتصامات والاضرابات والمطالب الفئوية وسوء حالة المواطن الذي اشعل النار في نفسه امام القصر الجمهوري احتجاجا على فصله من عمله ورد الشركة بأنه ارتكب مخالفات اوجبت فصله، كما عاد تزاحم المواطنين على ديوان المظالم بالرئاسة وقد اخبرنا زميلنا الرسام هاني شمس في 'اخبار اليوم' يوم السبت عن زوج ممسك بسماعة الهاتف ليتصل بالديوان لعرض مظلمة له، وقال لزوجته: - كل ما اتصل واحد يرد عليا: يقوللي، الشكوى لغير الله مذلة.
    ايضا نشرت الصحف تصريحات لرئيس الوزراء الدكتور هشام قتديل اكد فيها ان عجز الموازنة العامة وصل الى مائة وخمسة وثلاثين الف مليون جنيه وسوف يزداد الرقم، واستمرت التحذيرات من محاولات الاخوان المسلمين والسلفيين في اللجنة التأسيسية لاعداد الدستور من وضع مواد تتضمن حبس الصحافيين في قضايا النشر، باختراع عبارة حرية الصحافة مكفولة بما لا يخالف شرع الله.
    والى بعض مما عندنا.

    تمترس الاحزاب لانتزاع الاغلبية من الاسلاميين بانتخابات مجلس الشعب

    امتلأت الصحف الخاصة بالتحديد بالاخبار والتصريحات عن الحوارات التي تجريها الاحزاب والكتل السياسية للتعاون فيما بينها لخوض انتخابات مجلس الشعب وانتخابات المجالس المحلية القادمة.
    وبروز اتجاهات قوية تعمل على كسر اغلبية الاخوان والسلفيين، وجهود الاخوان والسلفيين لضمان حصولهم على الاغلبية التي حققوها في الانتخابات الماضية، ويسعى حزب الوفد لتكوين تكتل يخوض به الانتخابات، كما يسعى زميلنا وصديقنا حمدين صباحي لتكوين تكتل آخر بالتعاون مع حزب الدستور بزعامة الدكتور محمد البرادعي، واحزاب اخرى لتكوين تكتل الطريق الثالث.
    والملاحظ ان معارضي الاخوان والسلفيين يركزون على الكتلة التي صوتت لصالح احمد شفيق في انتخابات رئاسة الجمهورية ضد محمد مرسي، وهي تفترب بشدة من حجم المصوتين لمرسي، مع ملاحظة عدة امور:
    ان هذه الكتلة الضخمة لم تعط شفيق ايمانا به وانما كراهية في الاخوان والسلفيين، وهي ستظل ثابتة، فإذا اضفنا اليها احتمال مشاركة نسبة اخرى من الذين لم يصوتوا ووصلت الى حوالى تسعة واربعين في المائة من الذين لهم حق التصويت، فإنها سوف تذهب لخصوم الاسلاميين بالتأكيد، لان الاسلاميين حصلوا على اقصى قوتهم، مضافا اليها من صوتوا لمرسي رفضا لشفيق يا راجل، واذا ابتعدوا عنهم في انتخابات مجلس الشعب فمعنى ذلك ان الاخوان والسلفيين سوف يخسرون الاغلبية، لكن لا يمكن الاعتماد على هذا التقدير لعدة اسباب، اولها ان معايير اختيار الناس لاعضاء مجلس الشعب قد تختلف، وثانيها ان الانتخابات لو تمت بنظام القوائم فسوف تحدث منافسات بين اكثر من قائمة مضادة للاسلاميين، خاصة بين التي سيشكلها الوفد مع اخرين، وبين قائمة الطريق الثالث بقيادة حمدين والبرادعي، اللهم الا اذا شكل الجميع قائمة موحدة، وهنا سوف تختلف النتيجة، اما اذا اجريت الانتخابات بالقائمة الفردية، فلا احد يمكنه التنبؤ بنتيجتها، وهو ما سيحدده الدستور الجديد.

    زمن عبدالناصر والسادات واليوم مرسي

    والى المعارك الدائرة حول الرئيس، معه وضده، دفاعا عنه، وهجوما عليه، والبعض حاول تقديم تفسير مختلف عنه، ومنهم زميلنا بـ'الاهرام' محمود معوض الذي اراد يوم الخميس ان يقربه من خالد الذكر، بسبب محبة محمود له قال: 'عاشت مصر زمن جمال عبدالناصر ثم زمن أنور السادات واليوم تعيش مصر زمن محمد مرسي، الذي شاءت الأقدار أن يكون هو الخليفة للزعيم جمال عبدالناصر بعد أن غابت الزعامة المصرية على مدى أربعين عاما، عاشت مصر خلالها في مستنقع الفساد، ويمكن أن يلتمس العذر إلى حد ما للعاهل السعودي عندما أهمل وضع الرئيس مرسي في البروتوكول اللائق في قمة مكة الأخيرة. ففي الوقت الذي حرص فيه خادم الحرمين الشريفين على أن يكون أمير قطر علي يمينه ورئيس إيران على يساره ترك الرئيس المصري في الصفوف الخلفية، فقد كان صعبا على الملك السعودي أن يحتفي بالرجل الذي جاء إلى مكة بعد أن أطاح بصديقه الصدوق المشير طنطاوي الذي كان يتقبل الاهانات لكنه دائما ما يقول إلا السعودية فهي خط أحمر.. مرسي محطم البروتوكولات لم يهتم لكنه بادر بتقديم مبادرة مصرية لوقف نزيف دماء الشعب السوري.. وهنا أترك التعليق للكاتب الصحافي العربي النزيه عبدالباري عطوان رئيس تحرير جريدة 'القدس العربي' الممنوعة من دخول مصر أيام مبارك.. قال عبدالباري عطوان نصا: إن الخلل الاستراتيجي الذي جمد المنطقة طوال الأربعين عاما بسبب غياب مصر بدأ يتآكل تدريجيا وبسرعة.. من كان يتصور أن يفرض الرئيس المصري الجديد تعديلا بل تجميدا لاتفاق كامب ديفيد.. من كان يحلم بأن تتحرك مصر الجديدة لطرح مبادرة اقليمية خلاقة لحل الأزمة السورية بعد فشل الجميع؟.
    المارد المصري بدأ يخرج من القمقم بقوة وثقة ويستعيد زمام المبادرة والزعامة معا مؤسسا لمشروع عربي جديد يملأ الفراغ ويكون ندا للمشاريع الأخرى غير العربية.. ولا نملك إلا أن نصلي من أجله'.

    اي حاكم قادم لمصر بعد الثورة لن يكون فرعونا

    لكن محمود آخر وهو زميلنا بـ'الجمهورية' محمود نفادي كان له رأي مختلف في الرئيس عبر عنه بالقول في نفس اليوم: ' خرج من القمقم ولن يعود اليه بعد اليوم، وان اي حاكم قادم لمصر بعد الثورة لن يكون فرعونا وسيعيش داخل القمقم، خسروا هذا الرهان بعد اربعين يوما فقط من حكم الرئيس محمد مرسي ليس بسبب قراراته التي اطاح فيها بالاعلان الدستوري المكمل والمشير طنطاوي والفريق عنان لكن لاسباب اخرى كثيرة.
    فالرئيس مرسي اظهر العين الحمرا لكل المعارضين له منذ الشهر الاول لتوليه الحكم خاصة عندما قال لهم 'لا يغرنكم حلم الحليم اذا غضب، وتعاملوا مع هذه المقولة باستخفاف، واثبت الرئيس مرسي انه يفعل ما يقوله ووجه الضربات القوية والعنيفة لبعض المعارضين له ممن كانوا حوله ونقلوا له السلطة واخرين من رجال الصحافة والاعلام والفضائيات.
    فالذين راهنوا على ان الرئيس القادم لمصر سوف يتخلى عن المواكب الرئاسية والحراسات المشددة وان تكاليف هذه المواكب سوف تذهب للفقراء من ابناء الشعب خسروا هذا الرهان عندما شاهدوا المواكب الرئاسية للرئيس مرسي في الفيوم وقنا والازهر والبقية تأتي.
    والذين راهنوا على ان المعارضة للرئيس القادم ستكون قوية وصلبة وموحدة ولن تخشى الرئيس القادم او تخاف من بطشه خسروا الرهان بأسرع مما توقعوا عندما وجدوا قادة المعارضة ورجال الاحزاب يهرولون الى القصر الجمهوري للاستماع لنصائح الرئيس ويعلنون تأييدهم المطلق لقراراته والمباركة لسياساته وبعضهم بدأ يهتف ' بالروح والدم نفديك يا مرسي'.
    فالذين راهنوا على ان حق التظاهر السلمي وحرية التعبير اصبحت حقا لن يفرط فيه الشعب المصري مهما كلفه ذلك من تضحيات خسروا الرهان لان احد المشايخ المقربين من جماعة الرئيس اصدر فتوى بإهدار دم دعاة الحرية والرأي دون ان يحاسبه احد.
    فالذين راهنوا على ان الطرف الثالث الذي كان وراء جميع احداث الفترة الانتقالية سوف يختفي بعد انتخاب الرئيس الجديد خسروا الرهان لان الطرف الثالث لم يختف ولن يختفي بل يقف بقوة داخل القصر الرئاسي وله دور بارز ومؤثر في غالبية القرارات التي صدرت من داخل قصر الرئاسة خلال الاربعين يوما بداية من دعوة البرلمان المنحل للانعقاد الى الغاء الاعلان الدستوري المكمل وسيظل الطرف الثالث باقيا ولن يختفي ولن يكشف عنه.
    فالذين راهنوا على ان القانون هو السيد ولا احد فوق القانون خسروا الرهان لان جماعة الرئيس تحظى بحمايته وتضرب بالقانون عرض الحائط وتلاحق معارضي الرئيس بالاتهامات والبلاغات حتى تعيش مصر ازهى عصور الديكتاتورية بعد 18 شهر من ثورة 25 يناير'.

    مرسي اخذ العبرة والعظة مما حدث لمبارك

    وبعده بيوم شن زميله في 'الجمهورية' بسيوني الملواني هجوما اخر وهو ينتمي الى التيار الاسلامي، قال: 'بالتأكيد مرسي اخذ العبرة والعظة مما حدث لمبارك، واحمد وشيماء واسامة وعمرو وعبد الله محمد مرسي استوعبوا درس جمال وعلاء مبارك، وبالتأكيد الاجواء السياسية الان ليست هي التي كانت سائدة في عصر مبارك، وبالتأكيد الرئيس مرسي يحفظ كتاب الله جيدا، وقرأ مئات المرات قول الحق سبحانه وتعالى 'يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم ' لكن ينبغي ان يذكر الرئيس دائما بأن الشيطان شاطر وكما فرض نفوذه على مبارك وزوجته وولديه وزين لهم حب الدنيا وشهواتها واقنعهم بأن البلاد والعباد ملك لهم ورهن اشارتهم، هذا الشيطان اللعين لن يغلب مع مرسي واولاده خاصة وان الحاشية التي تحيط بالرئيس وشياطين الانس ما يكفي لافساد جيش من المتقين الزاهدين في الدنيا وشهواتها.
    ينبغي ان يقول الرئيس مرسي لنجله الاكبر احمد انه ليس بحاجة الى دفاعه عنه، فمئات الالاف من المصريين يدافعون عن الرئيس وخلفه جماعة تأكل الزلط وتسانده اجهزة اعلامية قادرة على ان تملأ الدنيا صخبا وضجيجا.
    ان الدفاع الامثل عن الرئيس هو مواقفه الوطنية وقراراته المبررة والمفنعة للشعب وتخليه عن المواقف والقرارات غير المدروسة، من حق ابناء الرئيس ان يكون لهم رأي وموقف في البيت وفيما يخص شؤونهم الاسرية. اما الشأن العام بحلوه ومره فلا علاقة لهم به من قريب او بعيد اذا كانوا حريصين فعلا على ان ينجوا من الغرق، المركب التي يقودها الرئيس الان محفوفة بالمخاطر وتحيط بها العواصف من كل جانب واولاد الرئيس ليسوا مسؤولين لا سياسيا ولا وطنيا ولا اخلاقيا عن كيفية قيادة والدهم، لكن لو حشروا انفسهم في شؤون الوطن فسوف يصيبهم بالتأكيد ما يصيب الرئيس في المستقبل، والاب الذي يخاف على ابنائه يأمرهم بالعيش بعيدا عن العواصف والزلازل والبراكين والمصائب التي تحيط به، فهل يعي ابناء مرسي ما حدث وسيحدث لابني مبارك'.

    احراج الرئيس والاخوان مع صندوق النقد الدولي

    وفي 'اخبار اليوم'- القومية - يوم السبت قام زميلنا رفعت فياض بمحاولة كبيرة جدا لاحراج الرئيس والاخوان بسبب مفاوضاته مع رئيسة صندوق النقد الدولي للحصول على قرض، فقال الخبيث وهو يتصنع البراءة رغم ان نظرات عينيه في الصورة لا براءة فيهما: 'تذكرت ما كان قد صرح به د. محمد مرسي طوال حملته الانتخابية بضرورة الاستفادة من إمكانيات مصر الذاتية الهائلة في مختلف المجالات وتعظيم الإستفادة منها، وتذكرت ما صرح به للزميل وائل الإبراشي في حواره معه يوم 3 مايو أثناء حملته الانتخابية عندما أكد أنه في حالة فوزه برئاسة الدولة سيكون باستطاعته توفير مائتي مليار دولار لمصر خلال أربع سنوات أكرر مائتا مليار دولار خلال أربع سنوات.
    وقال هذا كلام محدد وأنا مسؤول عنه ، فلماذا نلجأ لصندوق النقد الدولي لاقتراض 8.4 مليار دولار؟ وأين هذه الشركات التي أعلن عنها د.مرسي في برنامجه الانتخابي؟ وكيف سيوافق د. مرسي على الاقتراض من الصندوق مع أنه لم يشر بكلمة واحدة من قبل في برنامجه الانتخابي لعلاج أزمات مصر الاقتصادية في حالة فوزه بالاقتراض الخارجي؟ وكيف سيتم الاقتراض الخارجي مع أن جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة كانا قد عارضا الحصول على قرض صندوق النقد الدولي من قبل وبالأخص بعد الثورة حين تم نقاش مقترح صندوق النقد الدولي بعد الثورة.
    لقد اعتبر الشيخ السيد عسكر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس الشعب المنحل قروض البنك الدولي 'ربا ' لا يجوز الحصول عليها وذلك أثناء مناقشة المجلس للقرض قبل حل البرلمان.

    قرض الربا مخالف للشريعة

    وفي مقال نشر للدكتور محمد علي 'على موقع إخوان أون لاين' الناطق الرسمي للجماعة وقبل أن تتقدم مصر بطلب للحصول على قرض من البنك الدولي أكد أن الحصول على قروض هو 'ربا' ومخالف للشريعة ولا يجوز الحصول عليه حتى وإن كانت الدولة في حاجة إليه، فما الذي حدث وجعل د.مرسي والحكومة الجديدة تغير موقفها؟ ومرة أخر أسأل د . مرسي : أين الــمائتا مليار دولار التي سبق أن أعلن عنها من قبل؟ وما الشركات الثلاث عشرة التي أشار إليها في برنامجه الإنتخابي لأن دخــــول 200 مليار دولار لمصر خلال 4 سنوات كاستثمارات سيجعل مصر من أغنى دول العالم ، وستغنينا عن الاقتراض من الصندوق بالربا كما يقولون مادامت هذه الاستثمارات قادمة؟ إن مليارات د. مرسي ستكون أفضل الف مرة من قروض صندوق النقد الدولي الربوية بس المهم تيجي ونعرف مصيرها والشركات التي ستأتي بها !!

    الاخوان والاعلام والزميل إسلام عفيفي

    والى استمرار المعارك العنيفة بسبب مواقف الاخوان المسلمين من الاعلام والصحافيين والتقدم ببلاغات ضدهم، فقال عنهم يوم السبت زميلنا وصديقنا بـ'الاهرام' نصر القصاص: 'الذين يفاخرون بأنهم أهدروا مساحة من عمرهم في السجون.. يصعب علينا تصديقهم حين يزجون بنا بالسجون.. ثم يتفضلون علينا بالعفو عند امتلاك السلطة المقدرة، وإلا فإن الفارق بين العبيد والأحرار يصبح فارقا بين بداية القرن ونهايته.
    التحية والتقدير للزميل إسلام عفيفي رئيس تحرير جريدة 'الدستور'.. ويمكنني أن أضيف تحية وتقدير إلى الدكتور محمد مرسي.. لكنني أسأل المستشارين محمود مكي نائب رئيس الجمهورية وشقيقه أحمد مكي وزير العدل عن شعورهما تجاه هذا المأزق الذي انزلقا إليه.. فقد كان كلاهما مقاتلا لأجل الحرية والديمقراطية وسيادة القانون.. قبل أن تحملهما الأقدار إلى موقعيهما.. كيف ستواجهان التاريخ؟.. وماذا يمكنكما الرد عليه بما ذهبتما إليه؟!
    في اللحظات الساخنة والمتحركة.. علينا أن نفكر بالعــــقل.. وعلى الوسطاء والمنافقين أن يمتنعوا.. وإن فرضوا أنفسهم علينا سنقول لهم بلسان الأستاذ مهدي عاكف المرشد السابق لما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين: طظ فيكم!

    الاقلام مهددة اليوم والصحافيون تغل ايديهم وألسنتهم

    ومن 'الاهرام' الى 'جمهورية' نفس اليوم وزميلنا وصديقنا محمد العزبي وقوله: 'نفس السيناريو تكرر، هناك دائما من يتقدم بشكوى تصبح قضية يجري فيها التحقيق وقد تصدر احكام بالحبس ثم يطل العفو في اللحظات الاخيرة، متشكرين يا صاحب القلب الرحيم.
    لم اوافق على الطريقة التي يستخدمها بعض الزملاء والكلمات التي ينتقدون بها رئيس الجمهورية ، ولكننا اليوم لسنا في مجال عتاب او لوم، فليس امامنا الا ان الاقلام مهددة والصحافيين تغل ايديهم والسنتهم والاعتقال للشعب كله، هناك من يتذكر ويعرف اكثر ان احكام الاعدام والسجن الطويل تأتي بعد تكميم الافواه للجميع، ولكن الحبس لم ينفع الحاكم يوما وليس هو الحل'.
    اما 'اليوم السابع' والتي تم الاعتداء على رئيس تحريرها زميلنا وصديقنا خالد صلاح امام مدينة الانتاج الاعلامي، وتحطيم زجاج سيارته، فقد شهدت بطبيعة الحال في ذات اليوم عدة هجمات بدأها زميلنا محمد الدسوقي رشدي سكرتير عام التحرير بقوله: 'لم نسمع يوما عن حبس صحافي أو كاتب في دولة محترمة، كما لم نسمع عن دولة محترمة تجلس في انتظار قرار أو تفضل رئاسي بإلغاء حبس صحافي أو التحايل على محاكمته بقرار مثل إلغاء الحبس الاحتياطي، في الدولة المحترمة التي وعدنا الدكتور مرسي بأن نكون مثلها ، ولم يوف بوعده حتى الآن.

    التقييم الظالم الذي وضع إسلام عفيفي في السجن

    يقول الإخوان هل الصحافيون على رأسهم ريشة لكي ينشروا الأخبار الكاذبة والشائعات ولا يتعرضون للسجن؟ ونقول نحن لا يا سيدي الصحافيون لا على رأسهم ريشة ولا أحد في وطن ديمقراطي يجب أن يكون على رأسه ريشة حتى ولو كان الرئيس نفسه، ولكن قبل أن تحاسب الصحافي على نشره معلومة خاطئة وتفتش في نواياه وضميره لإثبات أن غرضا ما أو رغبة ابتزازية تقف خلف نشرها، أخبرنا أولا كيف يحاسب الصحافي مؤسسة الرئاسة أو أي من مؤسسات الدولة حينما يطرح عليهم الأسئلة والاستفسارات أو يطلب معلومات فلا يأتيه رد وأحيانا يغلقون الأبواب في وجهه؟
    أنا لا أبرر لأهل الإعلام أخطاءهم، أنا فقط أبحث عن ميزان عادل للتقييم، بدلا من التقييم الظالم الذي وضع إسلام عفيفي في السجن بتهمة إهانة الرئيس والتحريض والسب والقذف بينما يجعل من مهدي عاكف الذي سب مصر والمصريين بطلا وشيخا، ومن الشيخ الذي أحل دم المتظاهرين مظلوما تم تحريف كلماته المثبتة بتسجيلات صوتا وصورة.
    ومن المؤكد أن مرسي يعلم أيضا أن أهل الطائف استقبلوا النبي الكريم بالحجارة حتى دميت قدماه الشريفتان ولم يقصف رقبة أحدهم، فهل يقبل مرسي أن أجذبه من بدلته حتى يصاب قفاه بالاحمرار، أو يقبل من أهل قرية منع عنها الماء أو الكهرباء القذف بالحجارة أم سيرى في ذلك إهانة لمقامه الرفيع؟'.

    تصوير مرسي باعتباره منقذا للصحافيين

    كذلك قال زميله وائل السمري 'من العجب العجاب أن يصور البعض الرئيس محمد مرسي باعتباره منقذ الصحافيين من السجون بقراره إيقاف الحبس الاحتياطي، في حين أن إلغاء حبس الصحافيين احتياطيا منصوص عليه في القانون، وأن إجراءات حبس رئيس تحرير 'الدستور' كانت غير قانونية من الأساس لأن النقابة لم تخطر بالحبس ولم توافق عليه، وإن كان من الواجب أن نحبس أحدا لانتهاكه القانون، فمن أمر بحبس الصحافيين أولى بهذا الحبس، لأنه خالف القانون عامدا أو جاهلا'.

    قرارات الرئيس حول الحريات تفصله عن الجماعة وحزبها

    والثالث كان احد مديري التحرير زميلنا وصديقنا اكرم القصاص، واتهامه جناحا داخل الاخوان بانه يحاول توريط الرئيس بقوله: 'إصدار قرار يلغي الحبس الاحتياطي في قضايا النشر يستحق التحية خاصة أنه جاء سريعا وصحح وضعا مختلا.
    ونظن أن قرارات الرئيس التي يتخذها لصالح الحريات، من شأنها أن تفصله عن الجماعة وحزبها، ودعمه لقوانين تداول المعلومات، من شأنها أن تقلل الشائعات.
    لقد جاء قرار الرئيس على عكس اتجاهات داخل جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة كانت تسخن الأجواء، وتمارس التحريض المادي والمعنوي ضد الصحافة والإعلام بدعوى أنها تعادي الجماعة والحزب والرئيس.
    ثم إن وجود تدخلات من جهات مختلفة مثل جماعة الإخوان ومكتب إرشادها، أو حزب الحرية والعدالة ومن ينسبون أنفسهم للجماعة ويعتدون على آخرين، وكأن أكثر من جهة تتخذ القرار، هو أمر يضر بصورة الرئيس، الذي انتزع صلاحياته من المجلس العسكري وعليه أن يمنع آخرين من استغلالها'.

    اعلامي طالب الرئيس باعتقال معارضيه يهاجمه لعدم غلظته مع الصحافيين

    وما لم يتوقعه اكرم ان هذا القرار اصاب بالجنون، لا جناحا داخل الجماعة، انما بعض الصحافيين الذين لا ينتمون تنظيميا للاخوان، وانما زايدوا عليهم في تأييدهم للرئيس، وتحريضه على البطش بمعارضيه وارسال الحرس الجمهوري لاعتقالهم، وهو المطلب الذي نادى به زميلنا بـ'الجمهورية' فراج اسماعيل في عموده اليومي بجريدة 'المصريون'، وهو نفسه الذي صفق لجنود الجيش عندما سحلوا وعروا الفتاة في ميدان التحرير، فراج انقلب يوم السبت على الرئيس ووجه اليه اتهامات عنيفة قال بعد ان اجهش بالبكاء: 'الحق ان المرسوم الرئاسي ثم قيام النائب العام مسرعا بالافراج عن رئيس تحرير الدستور يمثل انتهاكا صريحا للقضاء بالاضافة الى انه اساء لسمعته في الخارج بحيث لا يسهل اقناع احد بعد ذلك بان القضاء عندنا مستقل نزيه لا يمكن التدخل فيه سياسيا.
    للاسف تدخلت رئاسة الجمهورية خضوعا للاصوات العالية التي تكرهها وتحقد عليها وتطالب بالاطاحة بها، هذا التدخل واصدار مرسوم للنائب العام للافراج فورا عن صحافي يحاكم جنائيا في تهمة تتعلق بأمن المجتمع وسلامته نقطة سوداء في صفحة مرسي ووصمته بالضعف في نظر معارضيه وستشجع عليه الخصوم الذين يرغبون في الارتداد عن الديمقراطية لأنها جاءت بفصيل سياسي لا يحبونه.
    ومع ذلك لا يتوقفون عن اهانة مرسي، ضحكوا سعداء ثم سخروا من قراره التشريعي قائلين انه جاء متأخرا، لا افهم ما هو الوقت الذي تأخر فيه، وهل استرد صلاحياته قبل عدة ايام في رمضان الماضي من اجل خاطر عيون الصحافيين الذين ينتهكون القواعد المهنية ويأكلون عيشهم من منشورات الاشاعات والاكاذيب؟ بل شبهوه بمبارك الذي كان يتدخل عندما تضيق الحلقات ليثبت انه نصير الصحافيين.
    ما حدث ليس تسامحا من مرسي في اهانته فهو حر في ذلك لكنه للاسف تسامح في حق مصر ان ترى دولة قوية مهانة في الحق، لقد انحازت الرئاسة لاصوات الباطل وتلك جريمة لن تغفرها لها الاحداث وسنرى نتيجة ذلك في المستقبل القريب'.

    يعاقب بالحبس كل من أهان رئيس الجمهورية

    وبعد ان مسح فراج دموعه بكى خلفه زميلنا بـ'الجمهورية' وكاتب مقال يومي في 'المصريين' محمد خضر الشريف وقال وهو يهاجم صديقنا عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط: 'لست مع عصام سلطان عضو الجمعية التأسيسة في مطالبته بالغاء عقوبة الحبس لمن يهين الرئيس، والرجل تحدث مع الرئيس ففتح معه هذا الموضوع وطالبه بالغاء المادة 179من قانون العقوبات التي تنص على 'يعاقب بالحبس كل من اهان رئيس الجمهورية' حتى وان كان هدف سلطان عدم وضع قداسة على الرئيس وكانت نيته حسنة باعتبارنا نقدم النوايا الحسنة على اي شيء، فيجب الا نغفل ان الذين يناوئون الرئيس العداء والانتقادات جهلاء بالمادة ' 79' بل وبالقانون كله، وامثال هؤلاء لما رأوا 'العين الحمرا' لمرسي وهم يرونه الهادئ الحليم وهو الذي كان يعامل الناس باللين والحسنى ويخاطبهم بـ'اهلي وعشيرتي' صمتت الاصوات الناعقة والنابحة على قافلة قيادة مصر، وربما كان لسلطان وجهة نظر تتمثل في انه احب ان يحتفظ لنفسه او لمحبيه مخافة ان يأتي عليه او عليهم الدور فيقع في ما يجره عليه لسانه ان انتقد الرئيس وخرج عن شعوره كما خرج عفيفي وعكاشة، فتحول النقد من قبلهم والذي بدأوا به نقدا الى سباب وشتائم لشخص الرئيس لا لسياسته وخططه التي يقود بها البلاد.


    ---------------------

    بانتظار مواجهة جديدة بين مرسي والجيش
    صحف عبرية
    2012-08-27




    مر نحو اسبوعان منذ نُحي حسين طنطاوي وكل القيادة العسكرية المصرية من قبل الرئيس المصري الاسلامي محمد مرسي. وهكذا انتهى عصر لعشرات السنين من حكم النخبة العسكرية في مصر. وقد فوجيء الجميع بخطوة مرسي، ولكن المفاجأة الحقيقية هي بالذات السهولة التي نفذ فيها هذا القرار، وكيف رفعت النخبة العسكرية ايديها وهزمت. إذ ماذا كانت الفرضية الاساس لكل 'خبراء' مصر بعد فوز الاخوان المسلمين في الانتخابات للبرلمان المصري والرئاسة؟ الجيش المصري قوي، له مصالح اقتصادية، وهو سيكون قوة توازن حيال مرسي والاخوان المسلمين؛ وبانتظارنا صراع شديد بين الجيش وبين مرسي؛ ويحتمل أن في مسيرة طويلة، مثلما في تركيا، سيتغلب الحكم المدني الاسلامي على الجيش. وها قد تبين بأن لا أساس على الاطلاق لكل ذلك. ففي غضون بضعة اسابيع وبجرة قلم واحدة، فرض مرسي إمرته على الجيش.
    في نظرة الى الوراء يمكن القول الان إن الفرضية الاساس كانت مغلوطة منذ البداية. بمعنى، لم يكن الجيش قويا من ناحية داخلية وليس عنصر توازن حقيقي، بل نمر من ورق. بتعبير آخر، في المجتمع المصري وقعت منذ زمن بعيد مسيرة ضعف الجيش وهبوط في استعداده للكفاح في سبيل مكانته العليا. النخبة في أفول. مرسي والاخوان المسلمون فهموا هذه المسيرة، ولكن كثيرين وطيبين آخرين لم يقرأوا الخريطة، بما في ذلك اسرائيل، الولايات المتحدة والغرب.
    برأيي يوجد قيد أساس، ولا سيما في الغرب، في فهم السياقات الداخلية الاجتماعية الثقافية السياسية الاقتصادية التي تجري في الدول التي ليست جزءً من الثقافة الغربية. يمكن للامريكيين أن يقولوا الف مرة بان لديهم 'عيون' على كل ما يتحرك او لا يتحرك في عالمنا ولديهم 'آذان' تسمع كل رفيف فراشة، ولكن ليس لديهم أي قدرة تسمح لهم بفهم السياقات الداخلية. في جملة معاهد البحث وان كانوا يحاولون ايجاد كل أنواع 'النماذج' ولكن يكاد يكون كل ما يجري هو دوما بالفعل لا يعود الى 'نموذج' قائم.
    عندما ننظر الى الوراء، تكون الصورة مفزعة: عندما سقط الشاه الفارسي في نهاية السبعينيات، اعتقد الامريكيون بان ها هو حان عصر الديمقراطية؛ عندما وقعت اضطرابات في طهران في 2009، قال الجميع عندنا بيقين ان نظام آيات الله بلغ نهاية طريقه؛ ووصفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاسد 'بالاصلاحي'، وهكذا كشفت عن سوء فهم مطلق لسوريا؛ ولم أعد أتحدث عن أولئك عندنا ممن اعتقدوا بان نظام بشار الاسد هو رمز الاستقرار الجذري. عن 'الربيع العربي' لا جدوى من الاستطراد في الحديث.
    لماذا يعد كل هذا هاما؟ لانه يوجد بيننا فرضية أساس صلبة عن مصر مرسي: هذا الرجل يحتاج الى ان يطعم نحو 90 مليون فم. يحتاج المال الذي ليس لديه. ولهذا فسيكون برغماتيا، سيغير اراءه المتطرفة، وسيحافظ على علاقة طيبة مع الولايات المتحدة والغرب، بمعنى أنه لن يمس باتفاق السلام وبالتأكيد لن يلغيه. هذا بالتأكيد يمكن أن يكون صحيحا، ولكنها امكانية واحدة فقط، يمكن أن تتفجر لنا جميعا في الوجوه.
    توجد إمكانية اخرى. مثلا، أن يستخدم مرسي اتفاق السلام مع اسرائيل بالذات كوسيلة لابتزاز الغرب، والاتفاق يتآكل أمام ناظرينا؛ فهل ستختار مصر بشكل عام التوجه الآسيوي؟ وفي سياق آخر: اتخاذ قرار ايراني 'بالانكباب' على اعداد سلاح نووي ليس موضوع فهم لسياق. ولكن هنا أيضا تعالوا نصلي بان يكون الامريكيون يعرفون حقا عن ذلك في الوقت المناسب مثلما يعدون.

    عاموس غلبوع
    معاريف 27/8


    -
                  

08-29-2012, 04:32 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)




    عصام العريان لا يستبعد محاكمة طنطاوي وعنان..

    الاخوان يسخرون من اليسار ومن منافقي الجماعة
    حسنين كروم
    2012-08-28


    القاهرة - 'القدس العربي'


    اهتمت الصحف المصرية الصادرة امس باجتماع الرئيس مع كل من وزير الدفاع ورئيس الوزراء قبل سفره الى الصين، واعلان اسماء الفريق الرئاسي والمساعدين وعددهم واحد وعشرون من اتجاهات مختلفة، واعلان الاعلامي توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين التي تم غلقها بقرار اداري والمحال الى محكمة الجنايات بتهمة اهدار دم الرئيس، اعلانه مساء الاثنين في برنامج الحقيقة الذي يقدمه على قناة دريم زميلنا وصديقنا الاعلامي البارز وائل الابراشي، انه سيعقد اليوم الاربعاء مؤتمرا صحافيا سيكشف فيه عن وثائق خطيرة عن اتصالات بين كمال الهلباوي قبل ان يترك الجماعة وبين ايران، كما اجرى وائل مداخلة مع الشيخ السلفي الدكتور بدر عبد الله الذي اثار الدنيا باتهاماته للفنانة الهام شاهين، بانها عاهرة وداعرة وزانية، وتساءل في قناة دينية كم واحدا اعتلاك، وقد حاول تفسير وتبرير كلمة اعتلاك وانها سليمة، واعاد التلفظ بألفاظ مروعة، وحمدت الله انني كنت وحدي مع زوجتي ونحن نستمع اليه ولم يكن موجودا احد من حفيداتي، والاطفال احباب الله، حتى لا يسألون عن معنى اعتلاك، وطلب الداعية ان يضغط اي مواطن على زر لغوغل ويطلب الهام شاهين ليشاهد ما يؤكد كلامه، وكان الاستاذ في جامعة الازهر الدكتور عبد الله النجار في نفس المداخلة، وهاجم الشيخ بدر وتساءل كيف يجد وقتا لمشاهدة غوغل، وكان احراجا شديدا ما بعده احراج، والغريب في امر هؤلاء الدعاة هو قبح الالفاظ التي يستخدمونها، وكان من بينهم داعية ظهر في قناة دينية وتصادف ان شاهده زميلنا الرسام الكبير في جريدة 'روز اليوسف' محمد انور، وكان يصرخ قائلا: 'وهنستنى اتصالاتكم عشان تختاروا اسم الفنان اللي هنشتمه النهارده، هو واللي جابوه واللي يتشدد له'.
    وواصلت الصحف نشر اخبار التحقيقات مع صبري نخنوخ، المتهم بأعمال البلطجة وخلافه وقد عرفت انه كان من سكان القللي المجاور لحارتنا في حي بولاق ابو العلا، واهتمت الصحف بكارثة غرق تسعة وثلاثين مصريا قرب سواحل ليبيا، كما اكتشف سائق القطار السياحي المتجه الى اسوان، انه نسي كل عربات القطار ويقود الجرار وحده بعد ان سار به عشرة كيلو مترات، وتمت اعادته مرة اخرى.
    والى بعض مما لدينا.

    القوات المسلحة لن تترك دماء شهدائنا في رفح

    في رأيي ان اهم ما نشرته الصحف كانت التصريحات التي ادلى بها رئيس اركان حرب الجيش الفريق صدقي صبحي في لقائه مع القادة والضباط في جنوب سيناء، وخاصة عباراته القاطعة التي قال فيها: 'القوات المسلحة لن تترك دماء شهدائنا في رفح دون القصاص من الارهابيين الذين اعتدوا عليهم وهم صائمون، وسيكون عقابهم هم ومن يمولهم عسيرا وحازما، ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على رجال القوات المسلحة'، وقال: 'القوات المسلحة هي اساس الصدق والوطنية وانها نفذت ما تعهدت به مسبقا من تسليم السلطة الى رئيس منتخب بإرادة شعبية، والقيادة السابقة للقوات المسلحة ادت دورها الوطني بكل شرف وامانة، وانتقال القيادة كان مخططا له مسبقا ومتفقا عليه'. وقال ايضا: 'القوات المسلحة مؤسسة وطنية ملك للشعب لا تنتمي لحزب او فصيل، وستظل مؤسسة مستقلة عن الصراعات السياسية، وستحافظ على وضعها ومكانتها في الدستور كحامية للامن القومي المصري داخليا وخارجيا، وان رئاسة الجمهورية تكن كل تقدير واحترام لكل فرد في القوات المسلحة وذلك للدور الوطني التي تقوم به طوال تاريخ مصر'.

    التغييرات في القيادة العسكرية كان متفقا عليها

    اما سبب اعتبار هذه التصريحات الاهم في صحف امس، فهي ان التغييرات التي حدثت في القيادة العسكرية كان متفقا عليها قبل حدوثها، والاشادة بطنطاوي وعنان، اي لم تكن اقالة او عملا تاريخيا كما يصوره الاخوان، ولذلك رفضت جريدة 'الحرية والعدالة' - لسان حال الحزب - الاشارة الى هذه التصريحات، وهو ما سبق ان فعلته مع تصريحات لوزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي، لانها كانت مشابهة، والملفت ايضا ان صحيفة 'المصريون' اليومية المستقلة ذات التوجهات الدينية - وان كانت اكثر انفتاحا - اشارت الى التصريحات بصورة مختصرة، واغفلت كلام رئيس الاركان عن ان التغييرات كان متفقا عليها.
    اما الاغرب من هذا وذاك، فهو بينما اشارت كل الصحف القومية للتصريحات كاملة، فإن الوحيدة التي لم تنشر فقرة ان التغييرات كان متفقا عليها كانت جريدة 'روزاليوسف'، تحت رئاسة رئيس تحريرها الجديد زميلنا جمال طايع الذي يبدي ميلا واضحا نحو الجماعة، ايضا، فإن 'الاخبار' كانت الوحيدة التي ابرزت التصريحات في صفحتها الاولى كموضوع رئيسي، وادخلتها 'الاهرام' في الداخل، وتأكيد الفريق صبحي على ان الجيش لن يترك ثأره، هو صدمة للجماعات السلفية التي تحاول تصوير عملية نسر وكأنها عقاب جماعي، وانه لابد من التفاوض مع الجهاديين في سيناء ،وكأنها تخشى عليهم من التعرض لضربة موجعة.
    ايضا فإن الاشادة بالقيادة السابقة للجيش تأتي بعد تصريحات لصديقنا ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان لبرنامج تسعون دقيقة بقناة المحور الذي يقدمه زميلنا وصديقنا عمرو الليثي الذي تم اختياره ضمن الفريق الرئاسي وقال فيها: 'ان تكريم القادة العسكريين المقالين لا يعني عدم مساءلتهم'.
    وهو ما دفع زميلنا بـ'الاخبار' محمد عبد الحافظ لان يعلق امس على الكلام قائلا: 'ما قاله يعني ان المشير وعنان سيمثلان قريبا امام المحكمة لمساءلتهما عن ماذا؟ لا نعرف، وهذا ما يجب ان يعلنه رئيس الجمهورية الذي اصدر قرار الاقالة والذي قام بالتكريم'.

    محمد مرسي في حاجة الى إعلام قوي

    والى معارك الرئيس هجوما عليه ودفاعا عنه، حيث سارع زميلنا بـ'الجمهورية' فراج اسماعيل بالذهاب الى سور القصر الجمهوري، وفي يده ميكروفون ويقرأ ما كتبه يوم الاحد في عموده اليومي في 'المصريون' - خارج السرب - املا في ان يسمعه الرئيس فيطل عليه من الشرفة ويستدعيه، او يطل عليه المتحدث باسم الرئاسة الدكتور ياسر علي ويطلب منه الصعود للتباحث معه في اقتراحه بأن على الرئيس ان يستعين به، ومما اذاعه فراج من خلال الميكروفون كان: 'محمد مرسي في حاجة الى اعلام قوي يقول للناس ماذا يفعل، اعلام محترف وفاهم وليس اعلاما مؤيدا كإعلام مبارك، او اعلاما منافقا مثل هؤلاء الذين تتبدل مواقفهم ما بين عشية و ضحاها، الاعلام يمسك عدادا على محمد مرسي الى ان يتم المائة يوم، وهذا يمثل حصارا محكما حوله دون ان يسعى لشرح ما يؤديه، وقد كانت هذه مشكلة مجلس الشعب المنحل الذي انجر الكثير ولم يذكره له احد، فيما نجح الاعلام المضاد في تهوينه وتقزيمه، رأينا الهجمة التي شنت عليه كأنه قاضي المحكمة التي قررت حبس رئيس تحرير الدستور احتياطيا في مقابل دفاع مرتعش من الرئاسة، في حين انه لو قدر لها اعلاميون محترفون لكشفوا الحقيقة ورخصوا الهجمة بأسانيد ووثائق متوفرة والتي غاب استخدامها، فبدأ الرئيس الذي قضى على دولة المشير في طرفة عين ضعيفا امام مجموعة من المهيجين، الذين اتيحت لهم القنوات الفضائية عبر ساعتين، استطاعوا خلالها ضرب سيادة القانون بواسطة الرئيس، مرسي لم يتوقف ساعة واحدة عن العمل منذ بدء المائة يوم، وليس مطلوبا منه ان يحول مصر الى واحة من الامن والامان في خلال هذه المدة القصيرة، ويجعلها نمرا اقتصاديا، فهو لا يمسك عصا سحرية، لكن الدولة فعلا تتغير وهناك انجازات ولو كان انهاء الحكم العسكري بكامله انجازا وحيدا لكفاه'.

    صورة للرئيس على هيئة جوكر يقود حصانا جامحا

    وطبعا هو من ابرز الصحافيين المحترفين الذين يحتاجهم الرئيس، ومنهم ايضا زميلنا احمد شاهين رئيس تحرير مجلة 'اكتوبر' الجديد، والذي تعرض للهجوم والسخرية بسبب غلاف العدد الماضي، الذي ركب فيه صورة للرئيس على هيئة جوكر يقود حصانا جامحا، فقد تجاهل الرد على هذه الانتقادات وقال مواصلا التحريض ضد زملائه: 'التخريب الاعلامي هو اشد واخطر انواع التخريب، للاسف الشديد ما زال الكثير من الاعلاميين يعيشون ويفكرون بعقلية النظام القديم، بل ان بعضهم له مصالح معه، ويقتات من فضائياته ومواقعه الالكترونية ووسائله المطبوعة ايضا، وعندما يتجاوز النقد الحدود الموضوعية والمهنية المحترمة فإنه يعتبر نوعا من التخريب، لا يقل خطورة عن قطع الطرق وتخريب المرافق العامة، لان صاحب الكلمة يبني او يهدم، يبني وطنا سويا قويا، او يهدم مبادئ وهوية ترسخت عل مدى قرون طويلة، وعندما يصل الامر الى حد السب والقذف والمساس بالاشخاص بألفاظ يعاقب عليها القانون، فإن هذا يعتبر نوعا من التخريب الفكري والاعلامي'.
    اي انه يطالب بتطيبق حد الحرابة على زملائه الذين يهاجمون الرئيس والحكومة وحزب الاخوان لأن ما يقومون به لا يقل خطورة عن قطع الطرق والتخريب، وكان المتحدث باسم جماعة الاخوان الدكتور محمود غزلان قد وصف الحملات الاعلامية تلك بأنها افساد في الارض في مقال له بجريدة الحرية والعدالة.

    على ابناء الرئيس
    ان يكفوا عن التصريحات السياسية

    ولو تحولنا الى صحيفة قومية اخرى وهي 'الاخبار'، يوم الاحد، سنجد زميلنا محمود غنيم يقول في مقال له بعنوان - اقول للرئيس: 'على ابناء الرئيس ان يكفوا عن تصريحات في امور من صميم عمل اعلام الرئاسة، فالرد على كل الامور المتعلقة بالرئاسة من اختصاص الرئاسة ومتحدثها الرسمي، فالامر يتجاوز كونه شأنا عائليا او امرا شخصيا، بل يتعلق بأرفع مؤسسات الدولة، وحتى لا تسترجع الذاكرة الماضي، ونفس القول لانصار الرئيس وجماعته فخطاباتهم وتصريحاتهم تصدرهم كأنهم فقط رعية الرئيس وعشيرته، او انه رئيس لهم وحدهم دون باقي المصريين، الفتاوى التطوعية باهدار دم المشاركين في مظاهرات ضد الاخوان، مع اعتراضنا عليها في غير صالح الرئيس.
    المليونيات المتكررة لتأييد قرارات الرئيس، وختم القرآن بميدان التحرير تظهر الجماعة بأنهم فوق الجميع، فالـتأييد ليس قصرا عليهم، وكل قرار لا يحتاج الى مظاهرة تشمل البلاد، وختم القرأن مكانه المساجد المنتشرة في المحروسة، كثير من المصريين فرحوا بقرارات الرئيس، واغلبهم ختموا القرآن وتهجدوا بالمساجد، ثوابهم كان اكبر لانه لوجه الله.
    الضرب المبرح للمعتصمين امام قصر الاتحادية يهدم مبدأ رئيس لكل المصريين، انه تجسيد بأن كل خروج على حكم المرشد يواجه بمبدأ 'اما الصمت او الدم'.
    وهذه بلطجة سياسية وجريمة على الرئيس مواجهتها بكل حزم وحسم، حتى يكون شكل الدولة نظيفا ورائحتها حلوة'.

    وجدي غنيم: معارضو الرئيس
    كلاب وصراصير وحطب جهنم

    وجدي غنيم الذي يدعي انه داعية اسلامي، يكفر معارضي مرسي والاخوان، يوزع اقذع الشتائم على الجميع، لم يسلم من لسانه احد، يصف معارضي الرئيس بأنهم كلاب وصراصير وحطب جهنم، يجب قطع هذه الالسنة لتظهر مصر والمصريون بالصورة التي يراها بها العالم اجمع، وبتر عضو واجب ليصح الجسد، وجدي غنيم صدر حكم قضائي بحبسه لاتهامه بغسيل اموال واصدر الرئيس عفوا عنه، هذا التطاول على خلق الله لا يعجب الرئيس، وهذا التطاول ليس من شيم من يستظل بالاسلام وتعاليمه واخلاقه، واعتقادنا كذلك ان الرئيس يشمئز من تعبير وجدي غنيم اضربوهم بالجزمة يا فخامة الرئيس وربنا معاك'.

    الرئيس يوقف اجتماعا كي يؤدي فرض الله

    اما زميله الطبيب عصام حشيش فقال عن الرئيس وهو في غاية التأثر: 'لم أقرأ في اي يوم على امتداد فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك الطويلة انه اوقف اجتماعا او زيارة لكي يؤدي فرض الله الذي عليه ولو من باب التقرب او التماس العون والمساندة من خالقه، او من باب تقديم النموذج والمثال للمجتمع بانه يلجأ الى الله يسأله ويطلب منه ويستعينه على النوازل التي تعصف بالرعية، وبالطبع انا لا اتدخل مطلقا في نية الرئيس السابق وعلاقته بربه، ولكن الارتكان الى الله علانية وتعمد تقديم النموذج والمثال لكل الناس بأهمية اللجوء الى الله والاعتماد عليه كان كفيلا ببث روح التصديق بقدرة الله وفعاليته ووجوب سؤاله والاستعانة به للخروج من ازماتنا ومشاكلنا.
    عندما يترك الرئيس محمد مرسي مكتبه بقصر الرئاسة ويتوجه لأداء فرض ربما في المسجد المجاور للقصر، او حتى في مسجد القصر ارفع يدي الى الله شاكرا ان قيض لبلدنا رئيسا يعرف حق الله عليه، وعندما يغادر رئيس الوزراء بيته فجرا ليؤدي الصلاة في ظلمة الليل في المسجد ثم يعود ليبدأ يوم عمله معتمدا على حديث المعصوم 'من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله '.. فإنني اطمئن الى ان نصرة الله الغيبية سوف تحل على بلدنا لان الله تعالى يتعهد ووعده الحق 'وكان حقا علينا نصر المؤمنين '.

    قنديل: صلاة مرسي حركات امريكاني

    لكن زميلنا وصديقنا عبد الحليم قنديل رئيس تحرير 'صوت الامة' الاسبوعية المستقلة، ضحك من طيبة عصام، وقال عن صلاة مرسي انها حركات امريكاني، واضاف: 'يبدو الرئيس محمد مرسي في صورة 'الامريكاني 'النموذجي حتى الان وسواء تعلق الامر بمعاني التزييف السياسي او بمعاني الولاء السياسي، فمرسي وقيادته الاخوانية 'ثورة مضادة 'بامتياز، بينما لا يخجل اخوان مرسي من وصفه برئيس الثورة، ومرسي وجماعته الاخوانية فلقوا دماغنا بالحديث عن معارضة امريكا، ثم حين اصبحوا في الحكم ابتلعوا اقوال المعارضة، وصار الحج الى واشنطن كأنه الفريضة الشرعية، والمسألة في جوهرها اكبر من مرسي، والذي يبدو في صورة المصلي العابد الزاهد طوال الوقت والى حد ان صلاته او - بالدقة - رغبته في مراءاة الناس بصلاته، هذه الرغبة صارت تنزح بالملايين من الخزانة المصرية المنهكة، فصلاته مثلا في مسجد عمرو بن العاص كلفت البلد ما يزيد على الثلاثة ملايين جنيه، وبدا الرجل المتظاهر بالتقوى خائفا مرعوبا من الناس، فقد جلب معه الى بيت الله خمسة الاف من الجنود وجماعات من قوات النخبة الخاصة، وحولوا الجامع العتيق الى ثكنة عسكرية، وحرموا اغلب الناس من حق الصلاة في هدوء ووقار يليق بالمناسبة الدينية العظيمة، ولا اظن - وليس كل الظن اثما - ان صلاة كصلاة مرسي تقبل عند الله، فهي اقرب للتظاهر بالصلاة، او قل انها الصلاة 'الامريكاني'،فلو انه كان يريد فعلا الصلاة لله لكان بوسعه فعلها في مسجد منعزل عن الناس، ولا يقطع عليهم طريقهم، ولا يعكر صفو يوم عيد الفطر، وحتى لا يرى احد سوء فعلته الامريكاني فقد جرى استدعاء مرسي الى واشنطن في زيارة اولى قريبة لكعبة مبارك، وفي الطريق الى الزيارة، كان عليه ان يقدم فروض الطاعة، وان يتقبل اوامر الامريكيين، بصدد وضع القوات المصرية في شرق سيناء، وان يوافق على اجتماع عسكري مع الاسرائيليين عند معبر 'كرم ابو سالم 'ويهدف الاتفاق على كل حركة وسكنة للقوات المصرية، وهكذا سلم مرسي - على طريقة مبارك - بوصاية الامريكيين والاسرائيليين على توزيع القوات المصرية، ثم عادت ريما بسرعة الضوء لعادتها القديمة، وجرى الاقرار بالسيطرة الامريكية على اقتصاد مصر المنهوبة والتسليم بحق واشنطن في توجيهه من خلال صندوق النقد والبنك الدوليين، عاد البنك الدولي الى دوره القديم في صياغة اولويات الاقتصاد المصري'.

    الرجال والنساء يستطيعون
    العمل معا تحت مظلة دولة الدستور

    والرئيس تلقى امس - الثلاثاء - دعما من زميلنا مؤمن الهباء رئيس تحرير 'المساء' القومية بسبب تشكيل الفريق الرئاسي بقوله عنه: 'اكتشفنا بقرار تشكيل الفريق الرئاسي ان التنوع السياسي والثقافي في مصر نعمة كبرى، وان الرجال والنساء يستطيعون العمل معا تحت مظلة دولة الدستور والقانون ولا عزاء لمن خوفوا الناس من حكم اصحاب الدقون، واشاعوا ان الدكتور مرسي سوف يفرض النقاب على السيدات، ويمنعهن من الخروج الى الشارع والعمل في مؤسسات الدولة، ويجمع الفريق الرئاسي بين الشباب واصحاب الخبرة والاسلاميين والليبراليين والعلماء والمثقفين ورجال القانون والسياسة، ويصنع توليفة متميزة تبشر بالخير وتدعونا الى التفاؤل بالمستقبل، وبقدرة المؤسسة الرئاسية على تحقيق اهداف الثورة، ولما كان الدكتور مرسي هو صاحب قرار اختيارهم، فهذه شهادة له بحسن الاختيار وليست شهادة لهم، وهو ما يطمئننا الى صواب قراراته فيما هو قادم من الايام، ويا ايها المتشككون على طول الخط، امنحوا الرجل فرصة وامنحوا انفسكم ايضا فرصة لرؤية الامور على حقيقتها وليس لرؤيتها بمنطق المخالفة، اذا جاء بشخص من الاخوان شكوتم من اخونة الدولة، واذا جاء بشخص او اشخاص من خارج الاخوان هتفتم، اشترى معارضيه، ثقوا في اخوانكم وثقوا في انفسكم، وامنحوا الحقيقة فرصة لكي تظهر على حقيقتها ثم يكون الحكم للرئيس او عليه'.

    على ماذا يراهن عواجيز الفرح اليساري؟

    والى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب اصحابها في كل اتجاه.. فمثلا صاحبنا الاخواني حمزة زوبع الذي تقدم خطوات قليلة في طريق خفة الدم، قال في 'الحرية والعدالة' يوم السبت مهاجما اليسار في حزب التجمع: 'لا اعرف على اي شيء يراهن عواجيز الفرح اليساري؟هل حقا يعتقدون أن لديهم شعبية جارفة وحبا متغلغلا في قلوب الطبقات الشعبية في المجتمع؟ اذا كان هذا صحيحا فما علامات هذا العشق الشعبي؟ وكيف نقنع عواجيز اليسار المصري الذين لم يغيروا من مواقعهم منذ عقود أنهم فاشلون بامتياز؟! أين النجاح الذي يستندون اليه وكيف يقيسون هذا النجاح؟ هل بعدد المقاعد النيابية.. أم بالوزراء الناجحين أم أنهم يتباهون بديمقراطيتهم الداخلية التي لا تزال تنجب نفس الوجوه منذ عقود؟ هل نقيس شعبيتهم بعدد مقاعدهم في النقابات المهنية وهو بالطبع أمر يثير الشفقة ؟ خيبة اليسار المصري الذي نتمنى أن تعود اليه عافيته قريبا- تكمن في قيادته والرؤوس التي تيبست بفعل قربها من السلطة وعدائها اللااداري للاسلام والاسلاميين'.

    انتهى عصر الانبياء كما
    ان الملائكة لا يعيشون بيننا

    لكنه فوجئ في 'اخبار اليوم' في نفس اليوم بزميلنا غير اليساري احمد هاشم يسخر من الاخوان ومن زملائه الذين ينافقونهم: 'انتهى عصر الانبياء كما ان الملائكة لا يعيشون بيننا ولذلك لا اجد مبررا لمن يمتدحون الرئيس محمد مرسي عمال على بطال..فالرجل انسان كباقي البشر يخطئ ويصيب وهو يعرف ذلك جيدا ولكن المنافقين لعنهم الله هم آفة كل عصر فهم ينخرون كالسوس يتملقون ويلعقون أحذية كل صاحب سلطة او جاه بحثا عن مصالحهم، أقول هذا بعد ان أزدادت خلال الايام الماضية نبرة النفاق للرئيس مرسي بعد قراراته الجريئة بعزل المشير طنطاوي والفريق عنان.. والغريب ان من كانوا يمتدحون المشير ويسبحون بحمده لأنهم كانوا يظنون أنه الحاكم الفعلي للبلاد اصبحوا أول المهللين لمرسي وقراراته واشرس مهاجمين للمشير تماما مثلما كانوا يفعلون ايام المخلوع ثم انقلبوا عليه بعد نجاح ثورة يناير العظيمة. ولا اعرف كما أنني لا أتخيل كيف ينظر هؤلاء المنافقون لأنفسهم في المرآة وهم يتحولون بين ليلة وضحاها - كالغواني بين احضان الرجال - من مديح سيد سابق او مخلوع الى الارتماء تحت أرجل السيد الجديد؟!'

    مبارك وعهده ومرسي
    وعهده ومن قبلهما وعهودهم

    ومن الذين احسوا بالضيق الشديد من ثقل دم الاخوان والسلفيين ومن يسير في ركابهم كان زميلنا خفيف الظل بـ'الجمهورية' ومدير عام تحريرها محمد ابو جريشة، فقال عنهم يوم الاحد: 'مبارك وعهده ومرسي وعهده ومن قبلهما وعهودهم نفس الداء ولا جديد تحت السحابة السوداء.. في عهد مبارك قالوا عن متظاهري ثورة 25 يناير قلة وشوية عيال مأجورين.. وفي عهد مرسي قالوا عن متظاهري 24 اغسطس قلة وشوية عيال مأجورين.. وسيظل الحاكم يصف معارضيه بانهم قلة وشوية عيال مأجورين الى يوم القيامة.. واخشى ان يصل الغباء والبلادة بالعهد الذي ستقوم في ظله القيامة الى حد اصدار بيان يؤكد فيه ان الذين تسببوا في خططنا الطموحة لتنمية سيناء والصعيد والقضاء على البطالة وتوفير فرص العمل للشباب وتنفيذ برنامج المائة ساعة التالية لقيام الساعة..نحن في أمة العزة بالاثم أمة الصلف والغرور والنفخة الكدابة..أمة'محلك سر'.. أمة اعادة الخطايا بأبطال جدد..أمة الدم الثقيل والحمل الثقيل والليل الطويل والنوم الثقيل.. وهناك ارتباط وثيق بين الغباء وثقل الدم والظل.. اي غبي لابد ان يكون دمه 'يلطش' واي ذكي لابد ان يكون خفيف الظل لماحا..كل الاذكياء تميزوا بخفة الظل وكل الاغبياء اتسموا بالسماجة والتنطع وثقل الدم.. وانظر الى المصريين الآن وستحزن من انتشار السماجة وثقل الدم بين اجمل الجميلات واكثر الرجال وسامة، وانظر الى وجه اي مسؤول في البلد لترى السماجة وثقل الظل يخران منه.. اختفى الوجه الطليق الصبوح والقسمات الرقيقة..القسمات الآن ميتة وغضب الله عز وجل باين على الوجوه العابسة المكفهرة'.

    مصر ما زالت عزبة خاصة
    يديرها ويسيطر عليها من يحكم

    ومن 'الجمهورية' الى 'التحرير' في نفس اليوم - الاحد- ورئيس تحريرها التنفيذي زميلنا وصديقنا ابراهيم منصور ومعركة مختلفة هي قوله: 'مصر ما زالت عزبة خاصة يديرها ويسيطر عليها من يحكم! هكذا هو الحال بعد أن كان مبارك وعصابته يتصرفون في البلاد وكأنها عزبتهم الخاصة.. أصبح الامر نفسه في يد الحكم الجديد.. احتفاظ رئيس المجلس 'المنحل'سعد الكتاتني بسيارة المجلس وبطاقم الحراسة دليلا آخر على عدم شفافية الحكام الجدد واصرارهم على السير على خطى مبارك وعصابته.. ولم لأ.. وقد احتفظ الحكام الجدد بسامي مهران على رأس امانة مجلس الشعب..وهو المتهم بالكسب غير المشروع وكان شريكا اساسيا في طبخ القوانين سيئة السمعة مع فتحي سرور وترزية قوانين مبارك.. فلماذا احتفظوابه حتى الآن؟! بالطبع من اجل ان يحصلوا على خبرته في الفساد السياسي والتشريعي.. وفي التعتيم وعدم الشفافية.. وليحافظ الرجل بالمرة على سيارة رئيس مجلس الشعب'.

    قرار مرسي وقف حكم العسكر
    يشبه قرار تأميم قناة السويس

    أما آخر معارك اليوم فستكون من 'الوطن'- يوم الاحد- ايضا لأمام وخطيب مسجد عمر مكرم الشيخ مظهر شاهين ودفاعه عن نفسه قائلا: 'لم اكن اعلم ان حكمي على قرارات السيد رئيس الجمهورية الاخيرة بأنها تشبه قراري تأميم القناة وحرب 1973 سوف يحدث هذه الضجة الكبرى ما بين مؤيد لقولي ومعارض له.. نعم ان قرار السيد الرئيس بأنهاء حكم العسكر لمصر قرار تاريخي لا يقل في قوته عن قرار التأميم ولا عن قرار حرب اكتوبر 1973، وهذا لا يعني كما فهم البعض من أنني أصور من اقيلوا على أنهم اعداء للوطن او اشبههم بالانجليز أو اليهود 'معـــاذ الله'، فأنا أتوقف فقط عند قـــوة القرار ونتائجه.. فالقرار كان قويا ومفاجئا ولم يتوقعه اي محلل سياسي او استراتيجي هذا وجه من وجوه الشبه التي قصدتها.. فكما أن قرار التأميم وقرار حرب 1973 كان مفاجئا للجمــــيع ولم يتوقـــعه احد حتى رجال المخابرات في امريكا واسرائيل ودول اوروبا كان قرار السيد الرئيس.. أما وجه الشبه الثاني الذي أقصده فهو أن قرار السيد الرئيس أنهـــى فترة الوصاية العسكرية على الحكم في مصر واصبحت مصر لأول مرة في التاريخ دولة مدنية لا يحكمها العسكر ومن ينتمي اليهم.. كما أن قرار التأميم انهى الوصاية الاجنبية على قناة السويس وقرار حرب اكتوبر 1973 أنهى الاستعمار الاسرائيلي لسيناء'.

    الشيخ الذي افتى بقتل المتظاهرين

    وفي حقيقة الأمر فأنا تدهشني تلك الجرأة التي يبرر بها هؤلاء الناس ما يتورطون فيه، الشيخ هشام اسلام الذي افتى علنا في حفل افطار وتم تسجيل وتصوير كلامه بالنص بقتل المتظاهرين يوم 24 اغسطس ولا دية لهم.. عاد بعد الضجة التي قامت ضده بالقول بأن للفتوى تفسيرات اخرى، وبعد أن تورط الشيخ مظهر في تشبيه قرارات الرئيس بعزل طنطاوي بأنها مثل قراري تأميم قناة السويس وحرب اكتوبر راح يقدم تفسيرات غير مقبولة، والدليل انه اعتبر القرار أنهى حكم العسكر بينما قراري تأميم قناة السويس وحرب اكتوبر تم اتخاذهما في فترة حكم العسكر كما يسمونها.

    الجميع خانوا الثورة بعد أن لبدوا لها في الذرة

    وأنا أنصح الشيخ مظهر يالتركيز على البرامج التليفزيونية التي يقدمها من مدة.. وأن يقدم استمارة عضوية في حزب الحرية والعدالة حتى تكون لالعابه السياسية مبررات، هو وغيره من الذين كانوا مع الثورة وانقلبوا لتأييد الاخوان وقال عنهم زميلنا كاتب 'صوت الامة' الساخر محمد الرفاعي: 'على طريقة كل رجالك خانوك يا ريتشارد.. خان الجميع الثورة بعد أن لبدوا لها في الذرة واخذوها مقلب حرامية..ثم سلموها تسليم مفتاح وتشطيب لوكس - لأصحاب العمائم البيضاء - الجميع تسابق لارتكاب فعل الخيانة، ثم وقفوا يهتفون جميعا دم الثورة في رقبة العسكر والمشايخ الجميع - ولا يستثنى أحد- حتى نحن 'باعوا الثورة في سوق النخاسة جارية للمشايخ'العسكر والمثقفون وبعض القوى الثورية وعلى رأسهم حركة 6 ابريل التي اصبحت مواقفها اكثر غرابة من الواقع نفسه، ونحن الآن بعد ان تمت الخيانة وقدمت رأس الثورة على طبق من فضة لمولانا المرشد العام، لم نعد نملك رفاهية الاكتئاب أو الانكسار، فالوطن يرقد فوق طاولة المشايخ حيث يعيدون تركيب اطراف صناعية له تمكنه من ان يعرف سكة الخلافة.. الجميع خان.. الكارثة الحقيقية ان بعض الثوار والمثقفين مازالوا حتى هذه اللحظة يرتدون العمائم ويهاجمون ما تبقى من الثورة.. فالاخ زياد العليمي وخلفه المشايخ يهاجمون البرادعي والاخ مظهر شاهين يهاجم متظاهري 24 اغسطس بأنهم مأجورين، نفس الكلام الذي كان يردده النظام السابق.. فماذا تبقى من الثورة؟!
    لم يعد هناك غير حلم صغير أن يدرك الجميع الكارثة ويعترفوا بأخطائهم بداية، ثم يشكلون تيارا ثوريا جديدا في مواجهة المشايخ الذين اصبحوا دولة داخل الدولة وقبل ان يدركنا الطوفان'.


    --------------------

    العدد الحالى الاعداد السابقة رقم العدد: 18838 الأربعاء 29 أغسطس 2012





    أقرأ فى هذا العدد


















    --------------------------------------------------------------------------------
    مقالات


    في الصميم

    القرض جميل‮..!!‬

    28/08/2012 10:14:23 م




    [email protected] - بقلم :- جلال عارف


    جلال عارف



    أكد حزب الحرية والعدالة أن الحصول علي قرض صندوق النقد الدولي هو حق أصيل لمصر باعتبارها عضوا في الصندوق‮!! ‬هكذا تحول الحصول علي القرض من‮ »‬جريمة في حق الوطن‮« ‬أيام حكومة الجنزوري،‮ ‬إلي‮ »‬مهمة وطنية‮« ‬و»واجب مقدس‮« ‬في عهد حكومة الحزب‮!!‬
    أما الجانب الديني فمن السهل التعامل معه،‮ ‬والفتاوي دائما جاهزة‮.. ‬والذين‮ ‬أقاموا الدنيا ولم يقعدوها قبل بضعة شهور علي اعتبار أن القرض فيه فوائد،‮ ‬والفوائد ربا،‮ ‬ومن يقبلها هو في النار‮.. ‬هم أنفسهم‮ ‬الذين يفتون اليوم بأنه لا ربا ولا يحزنون،‮ ‬وإنما‮ »‬مصاريف ادارية‮« ‬يقبلها الشرع،‮ ‬أو يقبلونها هم بعد أن تغيرت الأحوال وانتقلت السلطة الي أيديهم‮!!‬
    لا نريد ان نتوقف كثيرا عند هذا الهزل في موقع الجد،‮ ‬فالقضية الاساسية هي أين المصلحة الوطنية؟ والي إين يقودنا طريق صندوق النقد؟ وأين الضرورة وما هي المحاذير؟‮!‬
    في تبرير اللجوء للقرض يقول بيان لحزب الحرية والعدالة أن مصر قد ورثت إرثا اقتصاديا ثقيلا يتمثل في عجز الموازنة وانتشار الفساد وتهالك مرافق الدولة،‮ ‬ولا نريد هنا أن ندخل في جدل حول أن هذا كان معروفا قبل بضعة شهور حين كان الحزب يرفض القرض‮ (!!) ‬فالمهم الآن ان الحكومة تقول انها تحتاج للقرض لمواجهة العجز في الميزانية،‮ ‬وللحصول علي شهادة الصلاحية والرضا من الصندوق التي تفتح الباب أمام المزيد من القروض‮.. ‬وربما من الاستثمارات‮!‬
    ولكن في المقابل يبقي العديد من الاسئلة بلا إجابات مقنعة حتي الآن‮.. ‬فهل تم استنفاد الوسائل الأخري التي كان حزب الحرية والعدالة نفسه يتحدث عنها في مرحلة تحريم القرض؟ هل تم تفعيل استرداد الاموال المنهوبة وتعديل نظام الضرائب وضمان مساهمة الاغنياء‮ ‬في تحمل العبء‮ ‬بدلا من تمتعهم بالإعفاءات الخيالية علي حساب الفقراء؟
    ثم ماذا عن شروط الصندوق والتي يجري التعتيم عليها ورفض طرحها للنقاش‮ ‬رغم خطورتها‮. ‬انها الروشتة القديمة التي تتضمن إلغاء الدعم وتحرير الاسعار والمضي في سياسة‮ »‬الخصخصة‮« ‬وبيع ما تبقي من القطاع العام‮.‬
    ماذا يعني ذلك؟‮..‬
    يعني المزيد من الاعباء علي الفقراء،‮ ‬والمزيد من‮ ‬غياب العدالة الاجتماعية،‮ ‬والمزيد من الوقوع في فخ الديون والتبعية‮!.. ‬إنها نفس السياسات التي فرضها الحزب الوطني المنحل سابقا،‮ ‬والتي أورثتنا الديون والفساد وانقسام المجتمع بين أكثرية تعاني البؤس وأقلية تستولي علي كل شيء‮.‬
    تغيرت اللافتات وتغير الاشخاص،‮ ‬وبقيت نفس السياسات لتقودنا في نفس الطريق الذي كان يوسف بطرس‮ ‬غالي يسير بنافيه،‮ ‬فتزداد حالتنا بؤسا بينما يتم تكريمه في كل عام من صندوق النقد،‮ ‬ويتم الاحتفال به كأحسن وزير مالية في العالم‮!!‬


                  

08-30-2012, 04:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    30072012085720.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





    ضغوط على الرئيس لإجبار الجماعة على الكشف عن اموالها الآتية من الخارج.. واستمرار حملات الدفاع عن الصحافيين
    حسنين كروم
    2012-08-29




    القاهرة 'القدس العربي' ابرز اخبار وموضوعات الصحف المصرية الصادرة امس الاربعاء كانت عن استمرار زيارة الرئيس مرسي الى الصين ومحادثاته هناك، والتوصل لعدد من الاتفاقيات.
    ونعيد التأكيد هنا انها في معظمها كان متفقا عليها ايام مبارك وتم البدء في تنفيذ بعضها، بخلاف التباحث حول قرض بمبلغ مائتي مليون دولار، سيكون ايضا بالربا والعياذ بالله بالاضافة الى طلب اخر غير مفهوم، وغير مقبول، بمشروع مشترك لصيد الاسماك في المياه الاقليمية المصرية، وهو ما يهدد شركاتنا وصيادينا، ويكرر ما فعله نظام مبارك عندما اعطى لشركات خاصة واجنبية حق الصيد في بحيرة خالد الذكر، قصدي بحيرة ناصر، بينما الاتفاق يجب ان يكون في الصيد في اعالي البحار.
    كما تواصل الاهتمام بالمعارك الدائرة حول قرض صندوق النقد الدولي وفائدته، وهل هي ربا ام لا، وبدأ الدعاة الى الله في تبريرها بغطاء ديني، واحدث من دخل حلبة التبرير كان الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح التي يترأسها الدكتور الشيخ علي السالوس، تحت ذريعة الضرورات تبيح المحظورت، واكل الميتة ولحم الخنزير مقبولة اذا كان المسلم يواجه خطر الموت جوعا، وقبول الربا مقبول ان شاء الله، اذا كانت له ضرورة، اي ان هؤلاء الناس يبررون كل شيء لانفسهم وينكرون فقه الضرورة على غيرهم.
    ومن ابرز اخبار امس قيام عضو مجلس الشعب المنحل المهندس حمدي الفخراني والذي تعرض للضرب من الاخوان المسلمين في مجلس الدولة بالتقدم بطلب لوزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية لتأسيس جمعية باسم جماعة الاخوان المسلمين.
    واشارت صحيفة 'المصريون' اليومية المستقلة، في تحقيق لزميلنا خالد الكومي ان مصدرا مسؤولا بالوزارة اخبره ان هناك طلبين اخرين لتأسيس جمعيات باسم الاخوان المسلمين، الاول مقدم الى ادارة قسم الوايلي، والثاني قدمه لادارة مصر الجديدة مواطن اسمه محمد السيد عبد الله عثمان عاكف، وان الطلبات يتم دراستها، وواضح ان هدف المتقدمين هو اجبار الوزارة كي توافق على اساس انه لا توجد جمعية مشهرة او موجودة بهذا الاسم، وبالتالي اثبات ان جماعة الاخوان غير شرعية.
    والى شيء من اشياء كثيرة عندنا

    قرض الصندوق الدولي

    ونبدأ المعركة السياسية والدينية التي اشعلتها محادثات الرئيس محمد مرسي مع مديرة صندوق النقد الدولي مرسيتين لاجارد، لمنح مصر قرضا بفائدة، وما يتعرض له الاخوان من احراج بأنهم يقبلون ما رفضوه من قبل ايام وزارة الجنزوري، رغم انه ربا وكان مفتيهم الشيخ سيد عسكر قد وصفه بأنه كذلك.
    كما ان السلفيين احسوا باحراج، البعض منهم عارض واخرون بدأوا في البحث عن فتاوى وتبريرات دينية ومنهم الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية، والذي انبثق منها حزب النور الذي افتى بانه اذا كانت الفائدة السنوية على القرض تصل الى واحد، وواحد من عشرة في المائة، فهي ليست ربا والعياذ بالله انما مصاريف ادارية، وطبعا هو قال ذلك لان الفائدة السنوية للقرض هي كذلك، رغم ان الصندوق اسماها فائدة لا مصاريف ادارية، وصمت الشيخ عن فائدة الوديعة القطرية لانها بنسبة واحد في المائة، اي اقل من المصاريف الادارية واغلق هؤلاء الناس افواههم على السنتهم على الفائدة السنوية الثابتة، والبالغة ثلاثة واثنين من عشرة في المائة، التي اتفق عليها بنك التنمية الاسلامية مع الحكومة في القرض المقدم لها وقدره مائتا مليون دولار، اي اكثر من المصاريف الادارية، وبدأت التبريرات حتى لو كان القرض فيه ربا، فإنها تشبه اكل الميتة تجنبا للهلاك.
    ونشرت 'الحرية والعدالة' يوم الاثنين مقالا للدكتور حسين حسين شحاتة الاستاذ بجامعة الازهر قال فيه:
    ' يرى جمهور الفقهاء ان فائدة القرض هي عين الربا المحرم شرعا، ومن ادلتهم على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ' كل قرض جر نفعا فهو ربا ' رواه الامام احمد، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم، ' لعن الله اكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه ' رواه البخاري ومسلم، لقد صدرت فتاوى عن مجامع الفقه الاسلامي تؤكد ذلك، ولمزيد من الادلة يرجع الى فتوى مجمع البحوث الاسلامية سنة 1965 م، كما صدر عن بعض التوصيات بأن التمويل بالقروض الربوية هي مسكنات ولا تحقق التنمية، وينصح بنظام التمويل عن طريق المشاركة في مشروعات تنموية فعلية، كما ان الذي يتحمل عبء هذه القروض وفوائدها هي الاجيال القادمة، بمعنى نقل سنوات الاجيال الحاضرة للاجيال القادمة، وهذا مخالف لاساسيات السياسة الشرعية، يرى بعض اصحاب وانصار الاقتراض بفائدة ان هناك ضرورة وحاجة ملحة للاقتراض، وفقا للمبدأ الذي يقدسونه ' الغاية تبرر الوسيلة ' لقد وضح الفقهاء اهم الضوابط الشرعية للضرورة، والتي تبيح التعامل في القروض بفائدة.
    وعلى ولي الامر الرجوع الى اهل الحل والعقد للتحقق من هذه الضوابط، وبصفة خاصة توافر القاعدة الشرعية التي تقول ' الضرورات تبيح المحظورات '، فإذا كان هذا القرض لتمويل الحاجات الاصلية الضرورية للانسان من طعام وشراب وعلاج ومأوى، وسدت ابواب الحلال، والدولة في ازمة مالية، تسبب مشقة لا تحتمل، في هذه الحالة ليس هناك من حرج شرعي في الاقتراض بفائدة لحين انفراج الازمة، من منظور الاقتصاد الاسلامي، من بين الحلول البديلة لزيادة الموارد والاستغناء عن الاقتراض بفائدة ربوية في مصر ما يلي : - ترشيد الانفاق الحكومي ' النفقات ' ضم موارد الصناديق الخاصة الى موارد الموازنة العامة.
    محاربة الفساد المالي والاقتصادي المستشري في ربوع الوحدات الحكومية.
    تطبيق نظام الضرائب التصاعدية على الاغنياء واعفاء الفقراء دون حد الكفاية من الضرائب الظالمة واعادة النظر في ضريبة المبيعات.
    تطبيق نظام الحد الادنى والحد الاقصى للأجور.
    اعادة النظر في سياسات الدعم والذي يستفيد منه الاغنياء ولاسيما كبار رجال الاعمال.
    اعطاء الامن والامان لاموال المصريين في الخارج وغيرهم والتي هربت بسبب قهر وظلم وفساد النظام السابق.
    تحقيق قاعدة لا كسب بلا جهد.
    فرض ضريبة على المعاملات قصيرة الاجل الوهمية والصورية في البورصة.
    تطبيق نظام الزكاة والوقف الخيري للمساهمة في التنمية الاجتماعية.
    واذا لم تكف موارد هذه السبل البديلة حينئذ يطبق فقه الضرورة بالضوابط الشرعية للاقتراض بفائدة'.
    هذا وقد قام موقع الاخوان الالكتروني اسلام اون لاين بنشر المقال، والمهم ان الخبير في الاقتصاد الاسلامي وقع في شر اعترافاته، عندما ذكر ان مجمع البحوث الاسلامية التابع للازهر، اصدر ايام حكم خالد الذكر المحارب للاسلام والمسلمين فتوى بتجريم الفوائد الثابتة على الودائع في البنوك، وكانت كلها مملوكة للدولة، ولم يتم توجيه اي لوم لهم، او حل للمجمع وسجن اعضائه، كما ان هذا المجمع كان قد تم تشكيله بعد قانون تطوير الازهر عام 1961، والغاء هيئة كبار العلماء، واحلال المجمع مكانها، وان يتكون المجمع من خمسين عضوا، ثلاثون منهم من مصر، والعشرون من علماء المسلمين من مختلف دول العالم، وكانت نتيجة هذه الفتوى ان قامت البنوك المملوكة للنظام الكافر، بافتتاح فروع للمعاملات الاسلامية لمن لا يريدون التعامل بالفوائد الثابتة، حدث ذلك قبل انشاء بنك فيصل الاسلامب وغيره، وصدرت فتوى عن النظام الكافر والعياذ بالله قبل ان يتحدث عنها مشايخ الاخوان والسلفيين الحاليين.
    والامر الثاني : ان التبريرات الدينية لاي عمل يتراجعون فيه عن مواقفهم المعلنة جاهز، وهو الضرورات تبيح المحظورات، بشرط ان يستخدموها هم، لا خصومهم.
    والامر الثالث : هي حكاية الاقتصاد الاسلامي، فما حدده الشيخ حسين من ملامحه، هي نفسها ملامح اقتصاد العلمانيين والاشتراكيين وفلول نظام مبارك، وكل المطالب التي اوردها تمت المطالبة بها من داخل نظام مبارك ومن معارضيه.
    الاخوان سوف يبررون اي شيء، دون ان يتجرأوا ويعلنوا انهم غيروا مواقفهم وان اراءهم السابقة كانت خاطئة واتضح انها لا تتلاءم مع الواقع، وان فتوى الشيخ سيد عسكر كانت خاطئة، لانهم لا يعرفون شيئا اسمه النقد الذاتي، وفضيلة الاعتراف بالاخطاء، ولهم حق، لان الملائكة لا تخطئ، وهم ملائكة هبطوا علينا هم والسلفيون من السماء.
    ولكن وبينما كان مفتيهم الشيخ عسكر يفتي بتحريم قرض الصندوق، وهو ما كشفه نائب رئيس الحزب صديقنا العزيز الدكتور عصام العريان، الذي قال في برنامج تسعون دقيقة، بقناة المحور، مع مقدمه زميلنا وصديقنا عمرو الليثي، والذى تم اختياره ضمن الفريق الرئاسي ، قال عصام.
    ' نحن نتهم الان بأننا كنا ضد القرض ايام الجنزوري، وهذا كذب وغير حقيقي، انا التقيت وفد صندوق النقد الدولي بصفتي الحزبية والبرلمانية، وقلنا لهم نحن مع علاقات متوازنة مع المؤسسات الاقتصادية الدولية ونرفض ان تفرض علينا شروط، وقلنا اننا من حيث المبدأ ليس لدينا اعتراض، ومن حيث التوقيت اعترضنا على ان تأخذ حكومة الجنزوري القرض وهي حكومة غير منتخبة، ولا تمثل قاعدة شعبية وسترحل بعد انتخابات الرئاسة والان عندنا رئيس مسؤول وله قاعدة شعبية '
    ، بينما مشايخ الجماعة يصرخون ضد ربا القرض، فإن سياسييهم كانوا يوافقون عليه، وشروطهم لم تكن ضد الربا، المتمثل في الفائدة الثابتة، وانما على الاجراءات التي سيطلب الصندوق منهم تطبيقها، مثل الغاء دعم او العودة الى بيع مؤسسات وشركات الدولة.
    اما جريدة 'المصريون' اليومية المستقلة ذات التوجهات الدينية، فقد نشرت يوم الاثنين رسما لزميلنا في 'الاخبار' احمد عبد النعيم، كان صورة لمرسي، وبجواره قنبلة مكتوب عليها، قرض صندوق النكد الدولي.

    معارك سريعة

    والى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها مع زميلنا الاخواني عامر شماخ، الذي خاض يوم الاربعاء قبل الماضي ست عشرة معركة اخترنا منها اثنتين هما كما جاء في مقاله في 'الحرية والعدالة':
    ' لو ان قوميا اتخذ القرارات التي اتخذها الدكتور مرسي، لصار الزعيم الملهم ولأطلقت عليه القاب ما انزل الله بها من سلطان، لكن لانه اسلامي، فلم يثمنوا قراراته، بل تربصوا به حتى حين، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.
    رئيس جمهورية يؤم الناس في المساجد ورئيس وزراء يصلي التراويح مع المواطنين ويلقى عليهم المواعظ، هذه هي مصر، هؤلاء هم حكامها المنتخبون، وليس الذين كانوا يحادون الله ويحاربون دعوته، وقد سمعنا من يفتخر منهم بأنه لم يتوضأ مرة واحدة في حياته'.
    وهذه هي المرة الاولى التي اسمع فيها ان رئيسا مصريا صرح لشعبه انه لم يتوضأ ابدا في حياته، اي لا يصلي، ولا شك انه همس بذلك في اذن عامر قبل ان يولد ؟
    فمن يكون يا ترى يا هلترى، الملك فاروق، ام خالد الذكر مصطفى النحاس، ام خالد الذكر عبد الناصر، ام السادات او مبارك، انه بالتأكيد يقصد عبد الناصر الذي كان يصلي في الازهر والحسين والسيدة زينب والمرسي ابوالعباس، كما رأيناه جميعا ورأه العالم، وصلى في مكة اثناء الحج والعمرة، وفي بلغراد عاصمة يوغسلافيا اثناء زيارته لها.
    والذي لا يعرفه عامر واخبرني به خالد الذكر انه لم يجد ماء للوضوء، وكان يتيمم بالحجر او التراب.
    اهؤلاء أناس مؤمنون يعرفون عاقبة الكذب ؟
    ولكن لماذا نلومه وهو الذي كتب في نفس الصفحة من قبل مهددا الله سبحانه وتعالى باجراءات ضده اذا دخل عبد الناصر الجنة يوم القيامة، وقد اوردنا نص كلامه ؟
    اما زميلنا في مجلة 'اكتوبر' محمود عبد الشكور فقد خاض في عددها قبل الماضي ثلاث عشرة معركة اخترنا منها ثلاثا هي :
    ' شاهدت اخيرا برنامجا مناسبا لكي يظهر فيه احد نجوم الاخوان الكلامنجية، البرنامج بعنوان ' على نار هادئة ' ومتخصص في فن الطبخ.
    التقليد الجديد هو ان اي مسؤول جديد لابد ان يخلع رداء حزب الحرية والعدالة ويحتفظ فقط برداء الاخوان.
    الذين اختاروا الاخوان، اختاروهم ليحققوا النظام والعمل، وليس لكي يعلموا الناس الصلاة والصوم '.

    ميليشيات المقطم الالكترونية

    وفي 'اهرام' الاربعاء خاض زميلنا سيد علي تسع عشرة معركة اخترنا منها ستا هي :
    .' اتمنى ان يقود الرئيس مرسي حرب التنمية في سيناء وهو الاقدر عليها بحكم استاذيته في الهندسة لكي لا تضطره الايام لقيادة الحرب العسكرية بنفسه التي لا يجيدها كعسكري.
    كما ان هناك صدقة جارية هناك ايضا ذنب جار من السياسيين واللعانين من
    خطأ العسكري ليس انه فعل، بل انه لم يفعل، وخطأ المحللين انهم تصوروه كتلة سياسية لديها مخططات وخطأ الثوريين انهم خلقوا عدوا بديلا لمبارك حتى لا تهدأ الثورة، وكلها كانت بطولات وهمية، فسقط الجميع في حجر المرشد.
    هل اصبح شرطا ان من يحصل على منصب في هذا البلد ان يكون احد المجموعة المحمولة جوا من قطر وامريكا بعد 25 يناير.
    واضح ان قرارات الرئيس مرسي كانت مفاجأة للمصريين فقط.
    الامر المؤكد ان مصر بلد مسلم من الف عام، والاسلام لم يدخل مصر منذ جمعة قندهار، او في 30 يونيو الماضي على ايدي الاخوان والسلفيين '
    وما ان سمع صاحبنا السلفي عبد السلام البسيوني الذي يجتهد ليكون خفيف الظل، كلمة السلفيين حتى صاح في نفس اليوم الاربعاء في 'المصريون'، صارخا من ينادي ؟ وقال عن الانذال من الاخوان السابقين، الذين يهاجمون الجماعة الان :
    ' نذالة من نوع مختلف، اتعجب كثيرا من العداوة من الذين كانوا يوما اسلاميسن بامتياز، اتعجب ممن كان من اهل النار ثم خرج يفضح اهل الدار، ويشهد بهم ويكشف عوراتهم ويتزيد عليهم، ويقول ما لا يقوله شهم ولا نبيل ولا ذو مروءة، كثير منهم من رجال الاخوان السابقين الذين لم يفعل فعلهم شيوعي ولا ناصري ولا تغريبي مستبيح '
    ثم طلب البسيوني مني الاشارة الى ما قاله وهو يداعب شعيرات لحيته فرفضت نقل هذا الاتهام.

    معارك الاخوان

    والى المعارك الخاصة بالاخوان المسلمين و في احد جوانبها مظاهرة الرابع والعشرين من اب/ اغسطس التي دعا اليها محمد ابو حامد، للمطالبة بالاعلان عن الوضع القانوني لجماعة الاخوان المسلمين، ولانها غير شرعية لا بد من مصادرة اموالها وممتلكاتها، وان تجبرها السلطات بالكشف عن مصادر تمويلها، وبضرورة ابتعاد الرئيس عنها بعد ان اصبح رئيسا لكل المصريين، وقد ابدى زميلنا بـ'الاخبار' ورئيس تحريرها الجديد محمد حسن البنا تفهما لمطالب المتظاهرين بقوله يوم الاحد :
    ' المتظاهرون يطالبون بان يستقل الرئيس عن توجهات حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان، وهذا مطلب موضوعي، وعلى الرئيس ان يثبت للجميع انه رئيس دولة مدنية، وانه رئيس لكل المصريين على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، وان يتم تشكيل مؤسسة الرئاسة بعيدا عن تأثيرات وترشيحات جماعة الاخوان، وان يسعى الى ضم اصحاب الرؤى والافكار المختلفة حتى وان كانت مضاده لرأيه وفكره، الشرط الوحيد الذى اراه جوهريا في الاختيار هو الانتماء والوطنية وعشق مصر، وارى ان هذا التشكيل تأخر كثيرا لدرجة اثارت اللغط حول النوايا الرئاسية، اما المطلب الجوهري الثاني والمهم ايضا فهو اطلاق حرية الرأي والابداع، وانا ما زلت عند رأيي وسياستي في ان الحرية المطلقة للرأي والتعبير طالما لا تمس الحرمات الخاصة للمواطنين ولا تسبب قذفا او سبا يقع تحت طائلة قانون العقوبات، سواء في الصحافة او الفضائيات او المظاهرات او جميع وسائل التعبير، وهذه اسس وقواعد مستقرة في العالم وفي مصر، اما الابتزاز والقهر الفكري الذي يمارسه البعض، فلن يكون له مكان لا في عقول ولا في قلوب الشعب المصري، لقد اصدر الرئيس مرسي قرارا جمهوريا بقانون يلغي الحبس الاحتياطي للصحافيين وهو بهذا ينتصر لحرية الصحافة وحق المواطنين في التعبير، وهذا القرار لا يحتاج مزايدة من احد، لقد اتاحت الثورة للبعض ممارسة البلطجة والتزييف، لكنها في المقام الاول اتاحت الحرية والكرامة للمواطنين، وعادت مصر الى ابنائها بعد ان اختطفها زبانية الرئيس السابق حسني مبارك، ونهبوا ثرواتها وهربوا اموالها وطمسوا هويتها، واليوم نحتاج الى كل يد، حكومة ومعارضة، لبناء مصر ولن يثنينا عن ذلك اختلاف الرأي والرؤى'.

    حملة الجماعة ضد الشباب
    الرافض لأخونة الدولة

    اما زميلنا وصديقنا رئيس تحرير 'الاسبوع' وعضو مجلس الشعب السابق مصطفى بكري، فقد سخر من حالة الرعب التي انتابت الجماعة من المظاهرة وقال عنها :
    ' أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، راحوا يصرخون ويهللون في كل مكان، الحقونا، الفلول سوف يحرقون مقارنا، لقد استأجروا البلطجية، وحرضوا الأقباط، بهدف اسقاط حكمنا .. حملة مغرضة من الادعاءات والأكاذيب، مع أن الشباب لم يكن يهدف إلا إسماع صوته والإعلان عن مطالبه ورفضه للإجراءات التي تستهدف أخونة الدولة وسيطرة تيار سياسي واحد على شؤون البلاد . لقد تابعت الاجتماعات المستمرة لمكتب الارشاد واللجان الإدارية بمختلف المحافظات والإجراءات الأمنية التي لم تحدث والتي اتخذتها الأجهزة الأمنية في كافة البلاد واندهشت من الاجتماعات التي أجراها الرئيس مع ممثلي الكنائس وقادة الأجهزة الأمنية وظننت أن البلاد مقبلة على كارثة لا محالة . جاء يوم الرابع والعشرين من أغسطس، واحتشد عشرات الآلاف بجوار قصر الاتحادية، وتعمد العديد من وسائل الإعلام، خاصة الحكومية منها التقليل من شأنهم، وراحوا يسخفون من الأهداف المعلنة ويستضيفون من يتعمد الإساءة إليهم، وكأنهم ليسوا مصريين، ولا حق لهم في التظاهر السلمي أو التعبير عن آرائهم . كثيرون قالوا لقد اعطيتم الإخوان فرصة لمزيد من الاستئثار والإقصاء والسيطرة على مجمل مفاصل الدولة، ونسي هؤلاء أن هناك ملايين ترفض أخونة الدولة، وليس معنى عدم خروجها أنها قد ارتكنت وارتضت بسياسة الأمر الواقع . ربما تسببت الفردية والارتباك في الدعوة وحملات التخويف والترهيب في عدم خروج هذه الملايين لتعبر عن رأيها بشكل سلمي، ولكن ليس معنى ذلك أن هؤلاء قد استسلموا أو أنهم قد قبلوا بسياسة د.محمد مرسي بنسبة .5 99' كما قال أحد قيادات الجماعة' .
    وكان في انتظار بكري في اليوم التالي مباشرة الاخواني الدكتور وصفي عاشور ابو زيد رئيس مركز بناء للبحوث والدراسات ليقول في 'الحرية والعدالة' والشماتة تظهر في عينيه كما هو واضح من صورته :
    ' ما جرى في 24 اغسطس لا يعبر عن المعارضة كلها في مصر، بل عبر عن معارضة غير شريفة وغير وطنية وغير ديمقراطية، فالمعارضة الشريفة والوطنية والديمقراطية يجب ان تحترم صناديق الانتخابات واختيار الشعب واذا ارادوا التغيير فمن خلال الصناديق في دورات مقبلة، اما المعارضة الحقيقية وهي ضعيفة كذلك فلم تشارك في هذا الحدث وتباينت اسباب عدم المشاركة، فمنهم من لم يشارك لقناعته بان هذا ليس من الحرية والديمقراطية وليس من شرف الخصومة مع المعارضين، والبعض الاخر تنبأ بفشلها لانكشاف ظهورهم بعد قرارات الرئيس التي اطاحت بهذه الظهور المتمثلة في المجلس العسكرب وقادته الكبار، لا يصح للاخوان ولا للحرية والعدالة ان يعبروا عن فرحتهم الغامرة بهذا الذي جرى يوم 24 اغسطس والا تخرج منهم او من بعضهم عبارات تعبر عن بسط السلطان او فرض السيطرة دون منازع، بل عليهم ان يتواضعوا، والا يحملهم هذا على على تضخم الانوف واحتقار الاخرين '
    لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، معارضة غير شريفة وغير وطنية، اي انجاس مناكيد وخونة.
    ما هذا المستوى من النقاش يا مسكين ؟

    الاخوان قبلوا تبرعات اجنبية

    ويبدو انه اثار غضب البعض مثل زميلنا بـ'الاخبار' محسن الشماع الذي غمز الجماعة يوم الثلاثاء بقوله :
    ' هناك معلومات غير مؤكدة عن احتمالات ان قوى خارجية تدعمها وتلك نقطة غامضة لا نملك دليلا عليها، ولكننا نعلم ان جماعة الاخوان في عهد الامام المرشد المؤسس للجماعة قبلت مبلغ خمسمائة جنيه تبرعا من شركة قناة السويس التي كانت في ذلك الوقت شركة اجنبية، وبالتالي كان قبول التبرعات الاجنبية ليس مرفوضا لدى الجماعة، ثم ان الجماعة تستخدم كل هذه التبرعات في الاستثمار في الخارج والداخل ومعظمها انشطة تجارية، وما يطالب به بعض الرموز الوطنية من ضرورة تحديد الوضع القانوني للجماعة هو مطلب مشروع'.

    الجماعة اقوى من الدولة

    كما استفز وصفي في نفس اليوم، زميلنا بالوفد مصطفى شفيق، فقال عن الجماعة :
    ' كلهم يطالب بقانون جديد... أو قانون تفصيل على مقاس الجماعة... وكأن 'الجماعة' فوق القانون الموجود... أو كأنهم يعترفون بأنهم يخالفون القانون... ولا ينوون تصحيح المخالفة... وبدلاً من أن تخضع 'الجماعة' لقانون الدولة... تخضع الدولة لمطالب الجماعة... وهو ما يعني أن الجماعة هي الدولة... أو هي أقوى من الدولة... وهذا الكلام يخالف ما يردده 'الاخوان' بأنهم يحترمون القانون... لأن احترام القانون يعني أن توفق الجماعة أوضاعها بحسب القانون الحالي... أو تجمد نشاطها حتى يتم تفصيل القانون الجديد... أو أن يتحرك المسؤولون في الدولة ضد الجماعة... ونشاطها... ومقراتها... ورجالها... وهذا مرفوض... ليس من الجماعة فقط... لكن من الدولة ومسؤوليها... لأن على رأس الدولة أحد أعضاء الجماعة... بل قيادي في مكتبها الاهم... والاكبر... ورئيس كيانها القانوني الوحيد وهو حزب الحرية والعدالة.ان القسم الذي أقسمه الرئيس مرسي أكثر من مرة يتضمن أن يحافظ على القانون... والقسم الذي أداه رئيس الوزراء ينص على احترام القانون... واليمين التي حلفها الوزراء تلزمهم باحترام القانون وتنفيذه، والقسم بالله العظيم ليس لعباً.. وتهتز لمخالفته السماء والارض... واحترام القانون يعني تطبيقه على الجميع... ومبرر وحيد يجعلني أتفهم موقف الجماعة من القانون الحالي... أن يكون هذا القانون مخالفاً لشرع الله'.
    لا، لا، هذا احراج ما بعده احراج للجماعة وقد احمر وجهي خجلا نيابة عنهم، صحيح لماذا لا يكشفون عن مصادر تمويلهم وبالأسماء


    -----------------------------

    وكالة 'رويترز': مرسي يراوغ محاوريه بشأن العلاقة مع اسرائيل وامكانية استقباله مسؤوليها

    2012-08-29




    القاهرة من سيف الدين حمدان: معاهدة السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل منذ العام 1979 أفضت إلى قيام علاقات دبلوماسية وتجارية بين البلدين.. لكنها ووجهت بكثير من الانتقاد على المستويات الشعبية وفي أوساط المثقفين والساسة على المستوى المحلي المصري.
    بل إن الحالة بين البلدين باتت تعرف إعلاميا باسم 'السلام البارد'. وحسني مبارك نفسه لم يذهب إلى إسرائيل أثناء حكمه سوى مرة واحدة وفي ظل تكتم شديد لتقديم العزاء بعد اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين عام 1995.
    وبعد وصول قيادي من جماعة الإخوان المسلمين إلى مقعد رأس السلطة في مصر هل يتبنى مقولة أن للساسة في سدة الحكم حسابات مختلفة عن الساسة في المواقع الأخرى؟
    الرئيس محمد مرسي تولى منصبه في 24 يونيو الماضي وأثبت في المرة تلو الأخرى أنه ليس رئيسا ضعيفا وأنه قادر على اتخاذ قرارات لم يكن المراقبون يتخيلون أن بمقدوره اتخاذها وأهمها الإطاحة برؤوس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وتجريده من سلطاته.
    رد الفعل على فوز مرسي في إسرائيل كان مترويا وبروتوكوليا. فعلى الرغم من أن مرسي شارك في وقت من الأوقات في تأسيس اللجنة الشعبية المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني وكان عضوا في لجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية فقد بادر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس بتوجيه رسالة تهنئة له.
    وفي الرسالة أعرب بيريس عن أمله في 'استمرار التعاون معي استنادا الى معاهدات السلام الموقعة بيننا قبل أكثر من ثلاثة عقود والتي التزمنا بالحفاظ عليها وتطويرها من أجل الاجيال القادمة من الشعبين'.
    وبعدها نسبت وكالة رويترز إلى مرسي قوله في رسالة إلى بيريس قوله 'أتطلع إلى بذل أقصى جهودنا لإعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها الصحيح من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لكافة شعوب المنطقة وبينها الشعب الإسرائيلي.'
    ولكن ياسر علي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية نفى تلقي الرئيس محمد مرسي رسالة تهنئة من الرئيس الإسرائيلي كما نفى قيام الرئيس المصري بإرسال أية رسالة إلى بيريس.
    وكان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي قد بعث هو الآخر رسالة إلى مرسي لتهنئته بالفوز.
    وبعدها قال متحدث رئاسي مصري إن وزارة الخارجية المصرية تولت الرد على نتنياهو 'لأنها المنوطة بهذه الاتصالات بالنظر إلى أن مصر دولة مؤسسات'.
    الشيء ذاته تكرر بتهنئة بعث بها بيريس إلى مرسي لتهنئته بحلول شهر رمضان. والرد الذي نشرته وسائل الإعلام نقلا عن مكتب بيريس هو 'تلقيت بعميق الشكر تهنئتكم على قدوم شهر رمضان المبارك'.
    ولابد أن إسرائيل والولايات المتحدة تتفهمان أن من العسير على مرسي أيا كانت خلفيته الأيديولوجية أو خبراته السياسية السابقة أن يتعامل بسهولة وسلاسة في ملف العلاقات بين البلدين في مثل هذا التوقيت.
    وربما تكتفيان مؤقتا بضمانات تعطى وراء أبواب مغلقة أو في أحاديث خاصة بعيدا عن وسائل الإعلام.
    وفي مقابلة أجراها مرسي مع وكالة رويترز ألح المحاوران على الرئيس كي يعلق بشيء من الاستفاضة في موضوع العلاقة مع إسرائيل أو أن يبوح بشيء مما يجري وراء الكواليس.
    وإذا أمعنا النظر في المقابلة التي نشرتها أصوات مصرية بالكامل نجد التالي:
    - ستة أسئلة طرحها المحاوران المخضرمان من وكالة رويترز على مرسي بشأن إسرائيل ومصر والسلام لكنه لم ينطق كلمة 'إسرائيل' ولو مرة واحدة.
    - تهرب من الإجابة على سؤال بشأن زيارة إسرائيل أو استقبال مسؤولين إسرائيليين وبدلا من ذلك تحدث عن 'السلام الشامل والعادل لكل شعوب المنطقة' وعن 'السلام بمفهومه العادل المستقر.. علاقتنا الدولية تقوم علي هذا التوازن'.
    - حاول المحاوران محاصرة مرسي بالسؤال تحديدا 'هل ستستقبلون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مصر؟' لكن مرسي قال بهدوء إن مصر والشعب المصري يقرر علاقاته الخارجية بإرادة حرة.
    - بخصوص التنسيق مع إسرائيل في موضوع سيناء شدد على سيادة مصر على سيناء مع التأكيد على عدم السماح لأي طرف بالتدخل في الشأن المصري. قالها طبعا دون أن يسمي إسرائيل تحديدا.
    - عند سؤاله عما إذا كانت هناك تعديلات على الاتفاقات المبرمة مع إسرائيل تحدث عن الاحترام 'لكل الاتفاقيات الدولية'.
    ويتضح من الحوار ومن حوارات سابقة أن الصيغة المعتمدة حتى الآن عند الإشارة إلى السلام مع إسرائيل هي أن الرئيس المصري جاء يحمل رسالة سلام إلى العالم. وبخصوص احترام اتفاق السلام مع إسرائيل يكون التصريح الرسمي المصري هو احترام 'كل الاتفاقات الدولية' وغير ذلك من الصيغ الدبلوماسية.
    والسؤال هو: هل سيستمر قاموس مفردات مرسي خاليا من كلمة إسرائيل؟ والأهم من ذلك: إلى متى يستطيع المواصلة على هذا النهج؟ وإلى متى ستستمر الولايات المتحدة وقبلها إسرائيل في التماس العذر لمرسي في نأيه عن التفاعل العلني مع هذه المعطيات في المنطقة: إسرائيل ومعاهدة السلام والجوار بين البلدين وعلاقاتهما الدبلوماسية والتجارية؟
    العيون كلها مركزة على هذا الملف المؤجل. الفلسطينيون بجناحيهم الحمساوي والفتحاوي.. والمصريون على كافة انتماءاتهم السياسية والاجتماعية.
    أما ضابط الحدود الإسرائيلي القابع في برج المراقبة على حدود مصر فسيظل ممسكا بمنظاره قلقا حيرانا ينتظر أن يلوح له في الأفق سلام دافئ مع مصر. (رويترز
                  

09-02-2012, 07:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    طهران وصفته بانه 'يفتقد للنضج' وشيوخ السعودية اعتبروا انه 'صدح بالحق'


    انتقاد ايراني واشادة خليجية بمرسي بعد خطابه في 'عدم الانحياز'

    2012-08-31




    طهران ـ القاهرة ـ 'القدس العربي':


    انتقد مسؤول إيراني الجمعة الرئيس المصري محمد مرسي بسبب تعليقاته بشأن سورية في اطار كلمته الافتتاحية للقمة السادسة عشرة لقمة حركة عدم الانحياز التي انطلقت في طهران الخميس.
    وقال حسين شيخ الإسلام المستشار الدولي لرئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان): ''لسوء الحظ، يفتقد الرئيس مرسي للنضج السياسي الضروري ليرأس قمة حركة عدم الانحياز''.
    وقال شيخ الإسلام لوكالة ''مهر'' الإيرانية للأنباء'' اقترف (مرسي) خطأ جسيما بالاستفادة من منصبه (رئيس قمة حركة عدم الانحياز) ليعرب عن أفكار مصر، في حين تجاهل مبادئ حركة عدم الانحياز''.
    ولم يكن شيخ الإسلام، نائب وزير الخارجية السابق، أول مسؤول إيراني ينتقد مرسي، ولكنه الأول الذي اعترف بأنه أدلى بتلك التصريحات.
    كان الرئيس محمد مرسي قد ألقى الكلمة الافتتاحية أمس أمام المشاركين في القمة في أول زيارة من نوعها لرئيس مصري لإيران منذ قيام الثورة الإسلامية هناك عام 1979.
    وقال مرسي إن القمة تأتي بعد الثورات التي قامت في تونس ومصر وليبيا واليمن، وفي وقت تتواصل فيه ''ثورة سورية على النظام الظالم''.
    وتحدث مرسي بإسهاب عن الأزمة السورية، وأكد أن ''التضامن مع الشعب السوري ضد نظام فقد شرعيته واجب أخلاقي بقدر ما هو ضرورة سياسية.. علينا إعلان دعمنا الكامل لطلاب الحرية في سورية وترجمة تعاطفنا إلى رؤية سياسية''.
    وحث مرسي المعارضة السورية على ''توحيد الصفوف بما يؤمن مصالح جميع أطراف المجتمع السوري''.
    وعلى العكس من رد الفعل الايراني الذي اتسم بالصدة والاستياء، رحبت دول واوساط خليجية بشدة بخطاب مرسي، وخاصة دعاءه المفاجئ بالرضى عن الصحابة عمر وابي بكر وعثمان وعلي.
    وقال الداعية السعودي، الدكتور سلمان العودة على تويتر 'ليذهب كل رؤساء العرب إلى إيران إذا كانوا سيصدحون بالحق كما فعل الرئيس محمد مرسي'.
    اما الداعية عبدالعزيز المطيري فاعتذر لمرسي قائلاً 'السيد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية أعتذر إليك حين هاجمت حضورك قمة عدم الانحياز، فلم أكن أتوقع منك هذا الوضوح في الموقف تجاه سورية'.
    وتساءل الدكتور خالد المصلح أستاذ الفقه المشارك في جامعة القصيم في تغريدته 'هل سيسجل التاريخ أن أول من أظهر في إيران الحديثة الترضي عن الخلفاء الراشدين بأسمائهم والصحابة أجمعين هو رئيس مصر'.
    من جهة اخرى ذكرت إذاعة 'دويتش فيللة'، الألمانية الناطقة بالفارسية، أن مسؤول شؤون إيران في مراسلون بلا حدود، وصف فرض الرقابة على خطاب مرسي من قبل وسائل الإعلام الإيرانية بـ'الدعاية الأحادية الجانب'.
    وكإجراء رقابي، حذفت القناة الأولى الرسمية الإيرانية في ترجمتها الفارسية لخطاب الرئيس المصري انتقاداته للنظام السوري، الحليف الاستراتيجي لطهران، وعندما ذكر مرسي ثورات الربيع العربي، استبدل المترجم اسم سورية بالبحرين.
    وقال معيني، رئيس شؤون إيران في مراسلون بلا حدود متحدثاً للإذاعة الألمانية الناطقة بالفارسية: 'إضافة إلى وكالات الأنباء الرسمية وغير الرسمية الإيرانية في الداخل، قام التلفزيون الحكومي للجمهورية الإسلامية (الإيرانية) خلال بثه المباشر لأعمال المؤتمر بإخفات صوت مرسي عند وصفه النظام السوري بـ'القمعي'، واستبدل بشكل علني ومكشوف اسم البحرين بسورية.
    واتهم معيني الجمهورية الإسلامية الإيرانية بفرض الرقابة، ليس على الأنباء الداخلية فحسب، بل على الأنباء الخارجية أيضا.



    -------------------

    مرسي سياسي براغماتي تدفعه المصالح وهبط على طهران مثل اعصار ايزاك على بحر قزوين و'فركش' الحفلة
    وزيرالاعلام السوري: ادعو المعارضة للظهور على التلفزيون الرسمي.. زمن الرقابة انتهى... نقول الحقيقة ولا نسوق لاكاذيبنا

    2012-08-31




    لندن ـ 'القدس العربي':



    مرسي وسورية وايران، رئيس مصر الذي لا يمكن لاحد ان يتكهن او يعرف بخطوته القادمة، فاجأ العالم في طهران بدعوته لدعم الثورة السورية ونزعه الشرعية عن النظام السوري في دمشق.
    وبهذا الشجب قام بتخريب كل تحضيرات ايران في الايام الماضية التي ارادت من قمة عدم الانحياز ان تكون عرضا للعالم ولامريكا واسرائيل بالذات انها ليست في عزلة عن العالم، فقد حضر القمة 120 رئيس وممثل دولة اضافة الى 17 من الاعضاء المراقبين والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. ولكن اختار الرئيس المصري في اول زيارة لرئيس مصري لايران ان يهاجم سورية.
    ووصف سيمون تيسدال في تحليل له في صحيفة 'الغارديان' ان مرسي لم يسقط المطر فقط على العرض الايراني بل كان مثل 'اعصار ايزاك' والذي ضرب سواحل بحر قزوين بدلا من سواحل الولايات المتحدة. وقال تيسدال ان الاعصار المفاجىء اخذ الايرانيين على حين غرة فلم يكن بيدهم الخروج من قاعة المؤتمر ومقاطعة القمة كما فعل الوفد السوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم.
    وقال تيسدال ان مرسي القى خطابا كأنه منسوخ من دفتر هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الامريكية. فقد دعا مرسي الى دعم الثورة السورية التي ربطها بالكفاح الفلسطيني ومع هذه الدعوة الح على اهمية توحيد المعارضة السورية المتفرقة، ويرى المحلل ان خطاب مرسي اكمل عزلة ايران.
    وفي الوقت الذي تواصل فيه روسيا الوقوف امام تحرك من الامم المتحدة فان هذا لا يحجب حقيقة ان كل دول المنطقة العربية وغير العربية تعتبر ان ايران في ورطة فيما يتعلق بسورية بنفس الطريقة التي تعاني فيها من مشاكل في تطوير برنامجها النووي.

    رسالة لامريكا

    ويقول تيسدال ان موقف مرسي الشجاع لانه يعبر عن استقلالية مصر وبهذا فأفعاله تعتبر مصدر فخر للكثير من المصريين، فمرسي هو نفس الرئيس الذي انقلب على الحكم العسكري واكد السلطة المدنية وعزل بقرار محمد حسين طنطاوي وسامي عنان قائدي المجلس العسكري.
    وفي الوقت الذي كان يواجه الايرانيين على ارضهم ارسل مرسي للامريكيين رسالة ان ايام الخضوع المصري لهم اصبحت امرا من الماضي، فقراره السفر الى ايران وهو ما لم يكن الرئيس السابق بقادر على فعله هو تأكيد على استقلالية القرار المصري، ونقل ما قاله المتحدث باسم الرئاسة ياسر علي حيث اكد على ان مصر تريد توثيق علاقاتها بالدول المسلمة وتريد ان تكون اكثر نشاطا وحيوية، فمصر دولة محورية وتريد ان تعلب الدور بما تمثله من حجم وقوة. ويقول انه في الوقت الذي سترحب فيه الولايات المتحدة بتعليقات مرسي بشأن سورية وتوبيخه لايران الا انه مواقفه المستقلة تركت هزة داخل الادارة الامريكية، فقد اشتكى دينيس روس المبعوث المخضرم من عهد بوش ان مرسي يحاول تكميم الصحافة وعزل 50 محررا واستبدالهم بآخرين في تجاوز واضح 'للمبادىء' الديمقراطية حسب تعريف روس.
    وقال روس ان مرسي قد احاط نفسه بمجموعة من الاخوان المسلمين والمتعاطفين معهم من اجل السيطرة على كل مؤسسات الدولة ودعا روس امريكا لتعليق مساعداتها السنوية عن مصر حالة تجاوز مرسي الحد، وان تعمل على منع مؤسسة النقد الدولي تقديم قروض لمصر.

    تشجيع للسعودية

    ويعتقد تيسدال ان تدخل مرسي سيشجع السعودية ودول الخليج كي تزيد من دعمها للثورة السورية، وقد تعزز مع الوقت جبهة عربية للتدخل في سورية كما حدث في ليبيا عندما احالت الجامعة العربية ملف ليبيا لمجلس الامن. ويرى ان في تعزيز هذه الجبهة 'السنية' ستؤدي الى الحد من طموحات ايران الشيعية في المنطقة.
    ويقول انه يجب النظر الى تصريحات مرسي من خلال منظور الازمة السورية وهو ضرورة وقف المذابح والتحضير لنقل سلمي للسلطة خاصة ان الوقائع المتغيرة على الارض يمكن ان تؤثر على اي تحرك. ومن هنا فالاثر المباشر على الواقع والحل الدبلوماسي هي مبادرة مرسي نفسه التي طرحها من خلالها انشاء مجموعة عمل تضم الدول الاقليمية المؤثرة بما فيها ايران، لكن وبعد ادائه القوي في طهران فالخطة ستقف في مكانها خاصة ان الولايات المتحدة تعارضها من الاساس.
    ويبدو ان كل اقتراح يواجه بمشاكل فما دعا اليه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للاعتراف بالمعارضة السورية كممثل وحيد للشعب السوري يتجاهل حقيقة ان هناك اكثر من حركة معارضة سورية، اضافة الى ان تركيا ليست لديها الارادة او الاستعداد كي تذهب وحدها وتقيم مناطق آمنة داخل سورية كي توقف تدفق الالاف من اللاجئين السوريين لاراضيها اما الامر الاخير فيتعلق بالولايات المتحدة واوروبا، فعلى الرغم من قلق هذه الدول على الترسانة الكيماوية لدى سورية الا ان لا شهية لها لحرب جديدة في المنطقة.
    وفي النهاية وعلى الرغم من اكثر من 20 الف قتيل منذ بداية الازمة وتحميل مرسي المجتمع الدولي مسؤولية حمام الدم واستمراره فالعالم لا يقترب لحل ووقف للنزيف الدموي.

    براغماتي

    وعلقت صحيفة 'التايمز' على تصريحات مرسي في طهران قائلة انها جاءت بعد زيارة رسمية له للصين التي استخدمت الفيتو لمنع اي تحرك دولي ضد سورية. وقد حصل مرسي على وعود صينية لاعانة الاقتصاد المصري المريض. ومع ان تصريحاته قد تطمئن الدول الغربية الا انها ستثير مخاوف امريكا من تزايد التأثير الصيني في المنطقة التي تطفو على بحار من النفط. واضاف التحليل الى ان مخاطرة مرسي باغضاب مضيفه بسبب موقفه من النظام السوري يظهر ان الرئيس المصري الذي ثبت دعائم حكمه لا تدفعه الايديولوجيا في اتخاذ مواقفه بل ما يصب في مصلحة مصر. وقالت ان مرسي يستطيع الدعوة لديمقراطية في سورية فهو منتخب بطريقة ديمقراطية كما ان غالبية السوريين من السنة اضافة الى تجذر جماعة الاخوان المسلمين في سورية، اضافة الى ذلك فان تصريحات مرسي سترضي السعوديين، الدولة بجيوب محشوة بالمال وكانت اول بلد يزوره بعد انتخابه رئيسا. وتنهي بالقول انه بين رحلاته استطاع ان يحسم المعركة مع العسكر لصالحه ويحاول الآن ان يخط طريقا مستقلا لفلسفته الاسلامية في بلد تتسيده الجماعات الاسلامية المتشددة وبقايا من الاتوقراطيين ودول ما بعد ثورية.

    وزير الاعلام السوري

    في سياق مختلف تحدث روبرت فيسك في سلسلة تقاريره من سورية الى وزير الاعلام السوري عمران الزعبي، وذكر فيسك بما قاله الزعبي الشهر الماضي عندما هاجمت المعارضة دمشق محذرا اياها، حيث قال الزعبي ان المعارضة تتحدث عن 'المعركة الاخيرة' مضيفا انه يوافق على انها 'المعركة الاخيرة ولكنهم سيخسرون'، ويعلق فيسك ان السوريين لم يتعودوا على سماع كلام قوي وواضح من 'بوق النظام' الذي عينه بشار الاسد وزيرا للاعلام كي يحول التلفزيون الرسمي الى مصدر للمعلومات موثوق فيه.
    ويضيف انه ان اردت ان تشاهد مواجهات الجيش السوري في شوارع العاصمة فما عليك الا ان تدير مفتاح التلفاز الرسمي، ومن اجل ان تشاهد تضحيات قوات الحكومة والجنود المصابين الممددين في شوارع حلب الضيقة، فما عليك الا ان تنظر الى مراسلة تلفزيونية شابة تلبس خوذة زرقاء وسترة صحافيين مثل زملائها الصحافيين الاجانب، ترسل تقريرها من حلب الى مركز التلفزيون غير الحكومي (لكنه ليس معاديا للاسد) الدنيا. وقابل فيسك الوزير في مبنى وزارة الاعلام الذي يسميه الكاتب دائما وبشكل ساخر 'معبد الحقيقة' - متذكرا ايام الوزيرين احمد اسكندر ومحمد سلمان الوزير المتوحش الذي كان يعفو عن الصحافيين الباحثين عن الحقيقة وكان يساعد الصحافيين الاجانب ان وثق بهم ومات بسرطان الدماغ. وفي الوقت الذي كانت فيه الحقيقة عملة نادرة لكن في ساعة سورية المظلمة، فقد قفز منها جزء على السطح، فقد تحدث قبل ليلتين بشار الاسد في مقابلة تلفزيونية الاولى التي يقدمها منذ شهور وقال فيها انها سيقاتل حتى النهاية وان المعركة على سورية لم تنته بعد.
    ويشير فيسك ان التفجيرات والجثث الممزقة والضحايا الذين يصرخون اصبحت جزءا من نشرات الاخبار المسائية. فعندما كانت مراسلة قناة 'الدنيا' تحاول مقابلة امرأة مصابة اصابة خطيرة في داريا وتأخر قوات الاسعاف كي تنقلها للمستشفى، غضب السوريون لدرجة ان القناة اضطرت لحذف اللقطة من تغطيتها اليومية للحرب.
    وفي هذا السياق اكد الزعبي ان الدولة لم تخف شيئا 'لا شيء سيحجب' مشيرا انه لا توجد مبررات لاخفاء اي شيء، فالناس يريدون الحقائق، والان جاء دورعكس ما يجري في الشارع من خلال الشاشة.
    ويقول الوزير ان 'الناس لديهم اليوم الكثير من الخيارات للمشاهدةـ ونريد ان نكون واحدا من هذه الخيارات ـ احاول ان اوقف الناس عن متابعة قناة الجزيرة، ولكنني اريدهم ان يقرروا بانفسهم ما يريدون مشاهدته' ويقول فيسك ان الوزير يحتقر 'الجزيرة' ويقول ان الشعور الوحيد الذي يشارك فيه الامريكيين هو غضبهم على الجزيرة لفشلها في قول الحقيقة.
    ويقول الزعبي 'اقدم دعوة مفتوحة للمعارضة ان تظهر على الشاشة السورية'، ويضيف ' في العهد الماضي كان هناك فيتو على من يظهر ومن لا يظهر على الشاشة، وقد تم الغاء هذا الفيتو اليوم' واعترف الزعبي ببعض الصعوبات التي واجهته كي يلغي هذا التحفظ مشيرا الى بعض 'العقليات' التي الفت الازمنة الماضية 'واحتجنا لبعض الوقت كي نؤكد الحرية والانفتاح'.
    وقال الزعبي ان اسوأ شي يمكن ان يفعله الاعلام هو 'الكذب' وعليه 'لا نريد ان تكذب الميديا، والفرق بيننا وبين الاعلام الغربي اننا نقول الحقيقة بطريقة مختلفة، ولكن ليس بطريقة بشعة وساذجة، فهم ـ الاعلام الاجنبي - بارعون في تسويق اكاذيبهم'.



    -----------------

    خطاب مرسي في إيران يكمم أفواه أعدائه..
    ودعاوى لإغلاق الفضائيات الدينية بسبب إلهام شاهين
    حسام عبد البصير
    2012-08-31



    القاهرة 'القدس العربي'


    هذا يوم الرئيس محمد مرسي بلا منازع فقد دانت له صحف الجمعة بالإعزاز والتقدير والترحيب الشديد على ما تفوه به في طهران، حتى خصومه الذين يصطادون له في الماء العكر كانوا يتحسسون اياديهم وهم يفتشون عن ثغرة يمكن من خلالها الهجوم على الرئيس الذي يبدو وكأنه حريص كل صباح على ان يكتسب ارضاً جديدة في معركة إثبات الهيبة والقدرة على أن يدفع للأمام بالبلد الذي كان مصدر إعجاب العالم قبل أن يحط عليه المخلوع مبارك والذي ترك شعبه بين مريض وفقير وراغب في الانتحار، منحت صحف الجمعة قبلة الحياة للرئيس الذي يعد له خصومه مشروع المائة يوم في انتظار إقصائه عن سدة الحكم، من جانبها صحيفة 'الأهرام' تصدرها المانشيت التالي: مرسي يدعو الى انتقال سلمي للسلطة في سورية، مباحثات مرسي ونجاد لم تتناول استئناف العلاقات الدبلوماسية طهران، اما صحيفة 'الحرية والعدالة' فعنونت: مرسي ينحاز للشعب السوري، الرئيس في كلمته أمام مؤتمر عدم الانحياز، ندعم الشعب السوري ودماؤه في رقابنا جميعا، فيما تناولت باقي الصحف نفس الموضوع ،معظمها رحبت بالزيارة واعتبرتها تخدم الشعب السوري وتمنح الرئيس مرسي المزيد من الشعبية التي يحتاجها خلال المرحلة المقبلة، صحيفة 'الأخبار': مرسي اول زعيم مصري يزور طهران منذ 33 عاما، الرئيس يستهل خطابه بالثناء على ابوبكر الصديق وعمر وعثمان وعلي، لقاء مغلق بين الرئيس ونظيره الأيراني:

    'الأهرام' تحذر اعداء الرئيس

    وننطلق نحو المقالات والمعارك الصحافية، ونبدأ مع رئيس تحرير صحيفة 'الأهرام' عبد الناصر سلامة الذي يحذر من يعتبرهم أعداء الشرعية والديمقراطية الذين يدعون لخلع النظام القائم وإطلاق المليونيات العبثية: مطلوب إذن موقف قوي من الدولة في مواجهة كل أعمال تؤدي الى الإخلال بالأمن أو تعويق حركة السير أو تعطيل عجلة الإنتاج وذلك بسن تشريع واضح في هذا الشأن بعد أن استقر في أذهان البعض أن الدولة ضعيفة تتراجع وتخضع وتتنازل وجميعها مصطلحات يجب أن تختفي من قاموس مصر الجديدة التي دفع أبناؤها من دمائهم كي يعيشوا بعزة وفخر في ظل أمن وأمان ووضع اجتماعي يتناسب مع الكرامة الإنسانية خاصة أن أحدا لن يقبل بأقل من ذلك ولن يشفع للقيادة السياسية أبدا أن حفنة من المارقين قد عطلوا المسيرة أو أعاقوا حركة التقدم والوضع الطبيعي في أي زمان ومكان هو أن المعارضة لأي نظام حكم شرعي منتخب يجب أن تكون من خلال القنوات الشرعية وذلك بطرح البرامج السياسية واستمالة ود الشارع بخطاب سياسي يرتقي الى المستوى اللائق ولدينا من وسائل الإعلام وقنوات الاتصال ما أصبح يزيد على الحاجة، كما أن لدينا من مساحة حرية الرأي والتعبير ما فاق التوقعات وبالتالي يجب ألا نترك الساحة هكذا سداحا مداحا لمفتعلي الأزمات ومطلقي الشعارات دون رادع وسوف يكون الشعب، كل الشعب هنا هو الفيصل في الحكم على الأشياء وخاصة ما يتعلق منها بقوة الدولة واستقرار البلاد.

    خلع الاخوان لن يتم بحرق مقارهم

    ونبقى مع 'الأهرام' والكاتب فاروق جويدة الذي يتألم بسبب حالة الفرقة التي تخيم على البلاد والدعاوى التي تنطلق من آن لآخر لخلع الاخوان عن سدة الحكم بالقوة: هناك اموال كثيرة تدفقت في الشارع المصري منذ قيام الثورة وهذه الأموال وجدت آلاف الأيادي التي تمتد إليها ابتداء بالمغامرين السياسيين وانتهاء بمواكب الجائعين، إن أخطر ما حذرنا منه في الشهور الماضية هو حالة الانقسام التي افسدت المناخ السياسي في مصر بل إنها أفسدت العلاقات بين المواطنين، والأخطر من ذلك انها امتدت الى ابناء الأسرة الواحدة وقد ترتب علي هذه الانقسامات ان كل طرف يرفض الآخر، لايوجد فصيلان متفقان في الساحة السياسية المصرية رغم ان هناك حقائق لا بد ان يقبلها الجميع إذا كانوا بالفعل جادين في خلق مناخ سياسي ديمقراطي بعيدا عن المراهقة السياسية، نحن امام رئيس جمهورية منتخب حتى ولو كان فوزه بصوت واحد وليس مئات الآلاف من الأصوات لأن هذه هي الأسس التي تقوم عليها الديمقراطية، وإذا كان من حق أي فصيل معارض ان ينتقد عمل رئيس الدولة ومؤسساتها، فليس من حق أحد ان يتظاهر امام قصر الرئاسة مطالبا بإسقاط الشرعية، وإذا كانت هناك قوة لها الحق في عمل ذلك فهو الناخب المصري وليس صاحب كل بوق أو مراهق سياسي مستأجر من اي جهة كانت مصرية أم اجنبية.
    إن السعي لإسقاط الاخوان المسلمين حق مشروع لكل فصيل معارض، ولكن ذلك لن يكون بحرق مراكزهم ومؤسساتهم أو رفض شرعيتهم لأنهم وصلوا الى السلطة من خلال إرادة شعبية وعلى كل التيارات التي ترفضهم أو تعارض وجودهم في السلطة ان توحد مواقفها وتلجأ للشعب في الانتخابات البرلمانية القادمة، اما محاولة خلعهم بالقوة وحرق مقارهم فهذه اساليب لا علاقة لها بالديمقراطية.

    زيارة مرسي لطهران قد تجرّ على مصر الويلات

    ولا يمكن ان نغادر 'الأهرام' قبل أن نلقي نظرة على ما كتبه عبد المنعم سعيد الذي يرى ان سفر الرئيس لايران لم يكن صائبا: لم أكن متحمسا- ربما على عكس كثيرين- لحضور رئيس الجمهورية قمة عدم الانحياز في طهران، وكان تقديري أن حضور نائب رئيس الجمهورية يكفي لفتح أبواب، وإثبات أن مصر لم تعد كما كانت، ولم تكن قلة الحماس سببها بالطبع أن عدم الانحياز لم يعد له قيمة في عالم اليوم وهو تجمع احتفالي ينتمي الى عصور سابقة أكثر منه تجمعا حقيقيا، وإنما لأن الظهور في إيران سوف يجري في اتجاه مضاد لمصالح مصرية كثيرة، فليس سرا علي أحد أن الغالبية من دول العالم تقف ضد إيران لأسباب شتي، كما أن المصالح المباشرة بين القاهرة وطهران محدودة للغاية، ولكن فوق ذلك فإن علاقاتها متوترة مع دول الخليج، وتاريخها في العراق وسورية ولبنان وحتى مع مصر لم يكن أبدا يبعث على الاطمئنان.
    ومن 'الاهرام' الى 'اليوم السابع' حيث الكاتب أكرم القصاص نترك له الفرصة للرد على كلام عبد المنعم سعيد: يفترض النظر إلى كلمة الرئيس بعيدا عن الخلافات مع جماعة الاخوان، فهو يعبر فجوات أيديولوجية وسياسية، ويكسب أرضا بين خصوم الجماعة، ويفترض التعامل معه بدون تهوين أو تهويل، وقراءة خطابه كرئيس دولة، والتعامل مع ما يطرحه من منظور الرؤية الوطنية، وهو بالفعل يعبر عن جزء من مطالب وطنية في الحديث عن الاستقلال ودور مصر.
    ويرى القصاص أن استعادة دور عدم الانحياز مرتبط بمدى القدرة على توظيف الدور الإقليمي والدولي داخليا، وأن تترجم المساعي الدولية إلى خطوات داخلية، فالزيارة التي قام بها الرئيس للصين، ثم عدم الانحياز، يتوقع أن تترجم إلى مصالح، فضلا على كونها تبحث عن دور في مواجهة نظام أحادي القطبية على رأسه أمريكا، في ظل ارتباك إقليمي ودولي، وتضارب في المصالح والتحركات، ومواجهة هذا الوضع باستقلال يستلزم إعادة بناء العلاقات، والارتباط بحركات إقليمية جماعية، وكأن مصر تستعيد في القرن الواحد والعشرين ما بدأته في منتصف القرن الماضي، هي رسائل مهمة للداخل والخارج.

    زيارة زلزالية في طهران

    ومن 'اليوم السابع' إلى صحيفة 'المصريون' والكاتب فراج إسماعيل والحديث عن نفس الموضوع حيث وصف الزيارة التي قام بها مرسي بمثابة الزلزال في طهران: يثبت مرسي يوماً بعد يوم أنه رجل الدولة المناسب لمصر في هذه المرحلة التاريخية الهامة، خطابه أمس أمام قمة عدم الانحياز زلزال بدرجة 8 ريختر، فقد نجح في تدمير الصورة النمطية، التي انطبعت عالمياً عن مصر خلال عقود حكم مبارك، نجح في تحويل حضوره لقمة عدم الانحياز في طهران إلى نقلة نوعية مهمة لمصر لتخرج سياستها الخارجية من غرفة الإفاقة دون حاجة لنصائح الكاتب توماس فريدمان، الذي نشرت له صحيفة 'الشرق الأوسط' مقالا أمس بعنوان 'توجه مرسي الخاطئ' عن زيارته لطهران قائلا، إنه يجب عليه أي مرسي - أن يشعر بالخجل!

    صباحي يحيي مرسي ويبكي سورية

    ونبقى مع المهنئين لمرسي بسبب كلماته المنددة بالنظام السوري ومن بين هؤلاء حمدين صباحي المرشح الرئاسي الذي حل ثالثا في الانتخابات الماضية والذي عبر عن ترحيبه بما ورد على لسان مرسي، مؤكدا أنه مع ما ورد على لسان الرئيس من تنديد بما يجري في سورية والأهم هو تحويل ما جاء في الخطاب إلى سياسات وإجراءات واضحة وخطوات جادة في سياسة مصر الخارجية، لتستعيد مكانتها عربيا وإفريقيا وإقليميا ودوليا. وأشار حمدين خلال لقائه مساء الخميس مع مؤسسي التيار وقيادات وأعضاء حملته ببورسعيد إلى أنه مع مطالب الشعب السوري المشروعة في التغيير والديمقراطية، وإنهاء القمع والاستبداد، وأن سورية لا بد أن تبقى حصنا للممانعة ورفض التطبيع. وأكد أن بشار الأسد قد ارتكب جرائم وخطايا ضد شعبه كتبت نهايته، ولم يعد مقبولا من الشعب السوري استمراره بعد سيل كل هذه الدماء، لكنه حذر في نفس الوقت من التدخل الأجنبي في سورية.

    تحول في الموقف من زيارة الرئيس لطهران

    وننتقل لصحيفة 'الوفد' حيث تتواصل حملات التأييد لمحمد مرسي كما يعترف طه خليفة: قبل أيام انتقدت في مقالين متتالين الرئيس محمد مرسي بسبب موقفين:
    الأول: زيارته لإيران ولو لـ 5 ساعات فقط لتسليمها رئاسة حركة عدم الانحياز لأسباب منها أنها تدعم النظام السوري المجرم، وتهدد استقرار البلدان العربية، وتتدخل في شؤونها، وتتمدد وتمارس التخريب والطائفية، ونظامها استبدادي قاسٍ قمعي يتناقض مع النظام الجديد الديمقراطي الحر في مصر، الثاني: وضعه إيران ضمن اللجنة التي اقترحها لحل الأزمة السورية إلى جانب مصر والسعودية وتركيا وذلك لأنها جزء من المشكلة وليس الحل لكن بعد كلمة مرسي المزلزلة في قلب العاصمة الإيرانية فإنني أتراجع عن مخاوفي من التقارب مع إيران التي دفعتني لنقد توجه الرئيس حيث يطمئننا بما قاله بأنه لو حصل تقارب فإنه لن يكون على حساب مواقف مصر الثورة واستقلاليتها ودورها في دعم حرية الشعوب وكرامتها وحقها في حكم ديمقراطي.

    اخوان لكن يرقصون على السلم

    ونبقى مع صحيفة 'الوفد' والكاتب طلعت المغربي الحائر شأن الكثيرين بسبب المنتسبين للاخوان وبين المتعاطفين مع الجماعة رغم نفيهم ان يكونوا من بين جنودها: تسأل عن هشام قنديل، رئيس الوزراء، وميوله السياسية فيقال لك إنه محسوب على الاخوان وليس من الاخوان، وتسأل عن المستشار أحمد مكي، وزير العدل، فيقال لك الكلام نفسه، وتسأل عن زميل صحفي متعاطف مع الاخوان، فيقال لك العبارة نفسها تقريباً: إنه حبيب الاخوان ومسحوب عليهم وليس منهم الظاهرة جد خطيرة وينبغي لنا التوقف عندها لأنه إما أنك حزبي وإما منتمٍ لحزب معين أو جماعة معينة أو أنك مستقل، ولكن لا يكن أبداً القبول إنك محسوب على حزب أو جماعة وفي الوقت نفسه أنت ليس منهم ولا مستقل أيضاً في تقديري، المسألة تعبر عن حالة الارتباك السياسي في المجتمع واستمرار السيولة السياسية، حيث يفضل البعض أن يجعل هناك مسافة ما بينه وبين أقرب الأحزاب إليه، فإذا وصل هذا الحزب إلى السلطة اقترب منه عسى أن يظفر بمنصب أو موقع سياسي مهم وإذا بقي الحزب هامشياً وخارج المسرح السياسي ابتعد عنه صاحبنا لأنه محسوب عليه وليس منه ولديه كل المبررات والحجج والأسانيد السياسية والقانونية لذلك وإذا كانت هناك حجج يستند إليها المحسوب على فصيل سياسي أو حزب أو جماعة ما، فإن هذا المحسوب يعتبر فائدة كبيرة لهذا الحزب أو الجماعة لأنه يتيح لها الاستفادة من خبراته وإسناد منصب مهم إليه دون توجيه سهام النقد لأنه محسوب عليه أو عليها وليس عضواً يمكن أن يثير القيل والقال.

    كيف يسبّ رجل الدين فنانة؟

    ومع الجدل الواسع الذي خلفه هجوم داعية على الفنانة إلهام شاهين والذي يعتبره محمد بركات في صحيفة 'الأخبار' لا يليق برجل الدين: لا أعتقد ان من حق الشيخ عبدالله ان يكيل الاتهامات والسباب وفحش اللفظ والمعنى الى أي إنسان آخر، سواء كان هذا الإنسان فنانا، أو عالما، أو زبالا، أو وزيرا، أو خفيرا، أو صاحب أي مهنة أخرى، فتلك جريمة يعاقب عليها القانون، بالإضافة لكونها سقطة أخلاقية لا يجب السماح بها، أو السكوت عنها على الإطلاق، في مجتمع إنساني متحضر يحترم نفسه، ويضع اعتبارا كبيرا للقيم الأخلاقية والدينية والإنسانية.
    ولا أعتقد أيضا، إن أحدا ممن يطلقون على أنفسهم، أو يطلق عليهم الناس، صفة أو لقب ' الشيخ فلان' بما لهذا اللقب، أو هذه الصفة من ايحاء ودلالة خاصة في وجدان المصريين، تشي بأن له درجة متميزة في المعرفة والعلم بعلوم الدين، وله مستوى رفيع من التقوى والورع وحسن الخلق، يمكن ان يعطي لنفسه حق الافتراء على الناس ونعتهم بأقذع الصفات، واتهامهم بالفجور، وعظائم الأمور، وتوجيه السباب والشتائم إليهم، ووصفهم بأحط الألفاظ والصفات وأكثرها انحطاطا وتدنيا، بما يمثل اعتداء صارخا عليهم، وسبا وقذفا في حقهم، وخدشا مؤكدا ومنفرا للحياء العام، وهتكا لفظيا ومعنويا لأعراضهم .
    واحسب أنني لا أتجاوز الواقع إذا ما قلت ان ما صدر من فحش اللفظ والمعنى، عن هذا الذي يقول عن نفسه، أو يقول عنه غيره انه شيخ، تجاه احدى السيدات العاملات بالفن، سواء كانت إلهام شاهين أو غيرها، يخرجه بالقطع من جميع دوائر الاحترام الواجب للمشايخ أصحاب العلم والتقوى وحسن الخلق، العارفين بمعنى ودلالة قول الله عز وجل لنبينا الكريم ' وإنك لعلى خلق عظيم'.
    أقول ذلك وقد هالني ما بدر عن هذا الشيخ المسمي ' عبدالله' وما جاء على لسانه في احدى القنوات الفضائية، من شتائم فجة وفاحشة، في حق احدى الفنانات، وهو ما يجب ان نرفضه جميعا ونستنكره جميعا، بل ونسعى كي يحاسب عليه.

    سوزان بالسجن لإقناع مبارك
    بوقف الاضراب عن الدواء

    وإلى أخبار المخلوع التي توارت خلف النشاط المكثف للرئيس مرسي، فقد كشفت مصادر مطلعة لصحيفة 'المصري اليوم' داخل قطاع السجون عن أن الرئيس السابق حسني مبارك، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين، داخل مستشفى سجن مزرعة طرة، امتنع عن تناول جميع الأدوية الطبية المقررة له لمدة 24 ساعة، اعتراضاً منه على عدم السماح لطبيبه الخاص الدكتور سيد عبدالحفيظ - الذي كان يتابعه أثناء تواجده بمستشفى المركز الطبي العالمي - بمتابعة حالته داخل مستشفى السجن. وقالت المصادر، التي رفضت الكشف عن اسمها: 'الرئيس السابق عاود تناول الأدوية صباح امس بعد تدخل بعض أطباء السجن، الذين أقنعوه بأن ذلك يمثل خطورة على حياته' وأضافت: 'نجل الرئيس السابق جمال، تقدم أمس الأول بمحضري إثبات حالة عن حالة والده الصحية، أثبت فيهما أن والده امتنع عن تناول الأدوية المقررة له من الأطباء، وأن حالته الصحية تتدهور بسبب تدني مستوى مستشفى السجن، وأنه يحتاج إلى نقله لمستشفى عسكري، محملاً إدارة السجون مسؤولية تعرض حالة والده لانتكاسة صحية'. وأشارت المصادر إلى أن إدارة السجون أثبتت محضري نجل الرئيس السابق في السجلات، وقامت بإثبات أن الأطباء المكلفين بمتابعة حالة مبارك يمرون بشكل مستمر، وأن 'حالة السجين مستقرة' وعقب علم أسرة الرئيس السابق بامتناعه عن تناول الأدوية، قامت زوجته سوزان ثابت، برفقتها خديجة الجمال ووالدها محمود الجمال وهايدي راسخ بزيارة عاجلة لمبارك ونجله جمال، استمرت نحو الساعتين.

    المساواة في الظلم عدل بين الرئيس وإلهام شاهين

    ومن معارك الجمعة الصحافية ذلك الهجوم الذي شنه محمد سلماوي في 'المصري اليوم' على من يهاجمون الفنانة إلهام شاهين ومن اغلقوا قناة الفراعين: إنني لا أفهم كيف يطالب البعض بإغلاق قناة فضائية لمجرد أن شيوخها يقولون إن نور الشريف أفلامه مليئة بالزنا والإباحية ويتهمون إلهام شاهين بالخلاعة والمجون والعري والزنا والسفالة والدعارة ويسألونها على الهواء كم رجلا قبّلك؟ كم رجلا حضنك؟ كم رجلا اعتلاكِ؟! إن المساواة بين القناة التي هاجمت مرسي وتلك التي هاجمت إلهام شاهين غير جائزة، ليس فقط لأن الفنانين أحط شأناً من الاخوان، ولكن أيضاً لأن القناة التي هاجمت فنانتنا الكبيرة هي قناة دينية بينما الأخرى علمانية كافرة، صحيح أن القانون لا يسمح بالقنوات الدينية، والكثير من هذه القنوات هي قنوات 'متحولة'، لكننا الآن في عصر 'المتحولين' من كل نوع، فقد كانت بعض هذه القنوات قنوات منوعات تحولت فجأة بعد الثورة إلى قنوات دينية بمباركة من هيئة الاستثمار التي لم يزعجها إطلاقاً خروجهم على القانون كما أزعجتها قناة 'الفراعين'. يتابع سلماوي إنني مع إغلاق كل القنوات التي تهاجم رئيسنا الاخواني ومصادرة الصحف وحظر المقالات، لكنني مع ترك المجال مفتوحاً على مصراعيه لكل القنوات الدينية ليخوض الشيوخ في أعراض الناس، فالمشاهدون من حقهم جميعاً في عصر الحرية الذي نعيشه أن يعرفوا من قبّل من؟ ومن حضن من؟ ومن اعتلى من؟ والمطالبة بالمعاملة بالمثل بين القناتين هو خلط معيب للأوراق.

    هل يخشى الإسلاميون
    من أخونة الدولة؟

    تخيم على القوى غير الاسلامية المخاوف من أخونة الدولة وهو ما يناقشه حازم عبد العظيم في 'المصري اليوم': كثر الحديث عن أخونة الدولة، وهو تخوف مشروع له أسبابه وخلفياته، خاصة من قرأ جيداً في تاريخ الاخوان، والأهم من تابع عن قرب سلوك ومواقف وممارسات الاخوان على أرض الواقع في العام ونصف العام المنصرمين من بعد 25 يناير! وكعادة الاخوان وقياداتهم ومحاميهم يعيشون في حالة مستمرة من الإنكار ولا يملكون من التعقل والحكمة والفطنة أن يضعوا أنفسهم مكان الآخرين لمحاولة التفهم ومعرفة أسباب هذا التخوف! ونسمع كثيراً من مدافعي الاخوان وبعض المفكرين المحسوبين على التيار الإسلامي أن الموضوع ما هو إلا مندبة إعلامية لبعض النخبة لا أساس لها من الصحة، والدليل على ذلك أن نسبة المعينين الاخوان في الحكومة والفريق الرئاسي والمستشارين والقيادات الصحافية واللجنة التأسيسية ليست هي الأغلبية عدداً! وفي حقيقة الأمر هذا الكلام صحيح وله منطقه! الاخوان تنبهوا جيداً لمخاوف أخونة الدولة واتبعوا سياسة أكثر تحايلاً وذكاء وهي 'قليل من الاخوان وكثير من المؤلفة قلوبهم اخوانياً'!
    مصطلح 'المؤلفة قلوبهم' هو مصطلح إسلامي ومفهوم شرعي ينطبق على سياستهم في حشد مؤيديهم. تعريف بسيط لـ'المؤلفة قلوبهم': 'هم الذين يضعف إيمانهم، فيعطون ما يقوي إيمانهم، أو كفار يرجى إسلامهم ويكفون الشر عن بلاد المسلمين'، 'فإذا كان بعض المؤلفة قلوبهم مسلمين، لكن إيمانهم ضعيف، فإن البعض الآخر من 'خارج' دائرة المسلمين أساساً ويرجى تأييدهم! مفهوم مشابه اتبعه الاخوان في تعيينهم للمناصب المختلفة، فمن الملاحظ أن التعيينات إما أعضاء داخل التنظيم، وهم الأقلية، أو جزء آخر 'خارج' التنظيم اخوانياً، وإن كانت قلوبهم مؤلفة تجاه الاخوان، وهم إما مؤيدون لفكر الجماعة أو متعاطفون أو شديدو الالتزام والتدين 'توافق كيميائي' أو أضعف الإيمان لا هذا ولا ذاك أشخاص مطيعون غير معارضين للاخوان بصرف النظر عن الكفاءة، كان ذلك واضحاً في كل التعيينات 'إلا قليلاً'، بدءاً من رئيس الوزراء والوزراء والتعيينات الجديدة في القوات المسلحة والفريق الرئاسي والهيئة الاستشارية حتى في مجموعة رجال الأعمال التي سافرت مع الرئيس إلى الصين! وأود أن أنبه إلى أنني لا أقصد أي إساءة إلى هؤلاء، ولهم كل الاحترام ومنهم أكفاء، لكن ما أود أن أشير إليه هو معايير الاختيار والتعيين في الوظائف في فكر جماعة الاخوان. والحقيقة أنني ألتمس لهم العذر لأن 'فكر السمع والطاعة' الذي سيطر على اختيار القيادات والأعضاء على مدى ثمانين عاماً لا يمكن انتزاعه من الجينات الاخوانية في يوم وليلة.

    ملاحقة شفيق تسيء للاخوان

    ونتحول نحو تداعيات وضع اسم المرشح الرئاسي اللواء احمد شفيق على قوائم الترقب وهو ما حدا بجمال الدين حسين للتساؤل في 'الشروق': اسوأ اتهام يمكن أن يلحق بإدارة الرئيس محمد مرسي ووزارة العدل ومرفق القضاء أن يعتقد البعض بوجود حالة تربص بالمرشح الرئاسي أحمد شفيق ومحاولات لتصفية حسابات سياسية بعد إدراج اسمه على قوائم ترقب الوصول على ذمة قضية أرض الطيارين بالإسماعيلية، نعلم أن هناك بلاغات واتهامات كثيرة تم توجيهها لشفيق منذ إجباره على الاستقالة في مارس قبل الماضي وحتى قبل لحظات من ذهابه إلى أداء العمرة عبر أبوظبي، ونعلم أنه ربما كانت هناك 'تغطية سياسية' ما تمنع التحقيق مع شفيق مثلما حدث مع من هم أكبر منه نفوذا مثل مبارك وأولاده من الضروري جدا إثبات أنه لا يوجد تربص بشفيق وأن التحقيق معه لا يخضع إلا لاعتبارات القانون، لو لم نفعل ذلك فإننا نعيد إنتاج نظام مبارك سيرد كثيرون ويقولون وهل هناك خرق للقانون فيما حدث قبل يومين؟ والإجابة ببساطة هي أننا لا نتحدث عن قانون مجرد، بل عن بيئة سياسية في فترة انتقال مهمة من نظام إلى نظام، وبالتالي لا نشكك في نزاهة القضاء بل نلفت النظر إلى أهمية البرهنة على أن زمن التأثير في أحكام القضاء قد ولى بغير رجعة، خصوصا أن وزير العدل هو أحد أبرز من دافعوا عن استقلال القضاء في البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية ملتبسة وعندما يتنافس شخصان من تيارين مختلفين للرئاسة فإن الفائز تفتح أمامه كل أبواب القصور، أما المهزوم فإن كل أبواب السجون تكون مهيأة لاستقباله، ولا يوجد حل وسط بينهما.

    نجل الرئيس يغلق حسابه
    على الفيس بوك.. عبقال أخواتك!

    'أقول لأحبابي إغلاقي حسابي ليس هروبا، ولكن تجنبا لـ(السفهاء) لن يفت أسلوبكم أبدا أبدا في عضدي، ومحاولة إلباسي بسوء الخلق مردودة عليكم، وكل الناس تعرف خلقي وحفظي لكتاب الله هذه آخر تدوينة لي، بارك الله في كل من دافع عني، وانتقم الله من كل من قذف خلقي بالباطل' وضرب مثلا، أعلاه آخر تدوينة على حساب 'أحمد'، نجل الرئيس مرسي على فيس بوك والتي يعلق عليها حمدي رزق في 'المصري اليوم': أغلق أحمد حسابه وأراح واستراح. بمناسبة وبغير مناسبة يخرج علينا أحد أبناء الرئيس مرسي بتدوينة على فيس بوك، وما ان تنشر حتى يلحقها تكذيب، يكذبها ابن الرئيس، حسنا تخارج أحمد عقبال أسامة وبقية العائلة، عليهم أن يتخارجوا فوراً قبل أن يجرفهم التيار، لقد أغرق الطوفان من قبلكم، جمال مبارك في سجن طرة، أفلا تتفكرون إذا كان الرئيس مرسي مثل كل أب قلبه على ولده انفطر، فعليه أن يبعد أولاده عن القصر وينسوا تماماً أن 'بابا' رئيس جمهورية، الدكتور مرسي رئيس لمصر، وأولاده مواطنون، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات شاء أبناء الرئيس أم أبوا، سيجدون في كل خرابة عفريت، يترصد خطواتهم ويؤلف ما لم يقولوه، نفر من السماسرة سيزجون بهم في أتون السياسة، والأولاد عضمهم طري، الثلاثي 'أسامة وأحمد وعبدالله' أولاد الرئيس مرسي صاروا حالة 'فيس بوكية' بامتياز، ينقل عنهم، ويسمع منهم، عجبا، ينكرونه حينا، ويصدق عليهم أحيانا، على باحث غوغل نحو 10الاف نتيجة إذا بحثت عن 'ابن الرئيس مرسي' ويتضاعف الرقم إذا ذكرت أحمد أو أسامة أو حتى الطالب عبدالله، مثلا هناك نحو 540 ألف نتيجة عن 'أسامة ابن الرئيس مرسي الأوسط'. معلوم أن الرئيس مرسي رزقه الله بخمسة من الأولاد أكبرهم الدكتور أحمد ويعمل طبيباً في السعودية، وشيماء متزوجة بالدكتور عبدالرحمن فهمي، الأستاذ بكلية طب الزقازيق، وأسامة، النجل الثالث، يحمل ليسانس حقوق، ويزاول مهنة المحاماة عبر مكتبه، والرابع عمر، طالب بالسنة الأخيرة في كلية التجارة، وعبد الله، نجله الخامس والأخير في الثانوية العامة، على وش جامعة، خلصنا من ولاد مبارك طلع لنا ولاد مرسي، أخشى أن هذا لسان حال الشارع الصامت حتى الآن.

    وثائق سرية تدين النظام السابق
    في خزنة نخنوخ

    عثر فريق النيابة المكلف بتفتيش قصر صبري نخنوح أحد أباطرة البلطجة في مصر والمحبوس على ذمة التحقيقات التي لها علاقة بممارسة البلطجة وتجارة السلاح والمخدرات بمنطقة الكينج مريوط على خزينة سرية به، وأصدر المستشار هاني سالم رئيس نيابات استئناف الإسكندرية قرارا بالتحفظ على خزينة سرية، وانتداب خبير لفتحها، حيث أشارت التحريات إلى وجود أوراق ووثائق هامة بها خاصة بتعاملات نخنوخ مع عدد من رموز النظام السابق، وشخصيات فنية ورياضية وسياسية عديدة، وواصلت النيابة أمس لليوم الثاني على التوالي التحقيق مع 'نخنوخ' في اتهامات وجهت إليه عن علاقته في قضايا فساد وبلطجة مع عدد من رموز النظام وعن اتهامات بتورطه في المشاركة في موقعة الجمل والانفلات الأمني واقتحام وحرق الأقسام وقت الثورة، ونفى نخنوخ خلال التحقيقات الاتهامات الموجهة إليه، مؤكدا أنها اتهامات ملفقة من قبل قيادات من جماعة 'الاخوان المسلمين'، وعلى رأسهم محمد البلتاجي.

    إلى متى يظل البرادعي متعاليا؟

    ومن معارك الجمعة الصحافية ذلك الهجوم الذي شنه رئيس تحرير 'المصريون' جمال سلطان ضد محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية بسبب ما اعتبره سلطان تعالياً: تقدم الدكتور محمد البرادعي أمس بأوراق تأسيس حزبه الجديد، حزب الدستور، والذي يضم عددا كبيرا من النشطاء وكثير منهم من أبناء ثورة يناير، والحدث مهم بالنسبة للمسار الديمقراطي في مصر، غير أن ما يحبط المتابع لهذا الحدث 'المهم' أن البرادعي نفسه لم يحضر هذا الحدث، ولم يكلف خاطره الاهتمام بأن يصحب أبناء حزبه المتحمسين والمتفائلين وهم يقدمون أوراق الحزب إلى الجهة المختصة، ربما كان مشغولا بما يراه أهم، ربما هي بعض معالم روح 'التعالي'، التي يتعامل بها مع الشأن العام والأحداث والمؤسسات في مصر، أياً كان التفسير، إلا أن الموقف في حد ذاته محبط ومؤسف، وأنا أقول هذا الكلام، والله شاهد، ليس من باب الإحراج وإنما من باب الضيق والإحباط من السلوك السياسي للدكتور البرادعي، الذي يضعف الحركة الوطنية المصرية كلها، لأن الشطارة ليست في أن تكتب تغريدة على تويتر مهما تفلسفت فيها، وإنما الشطارة أن يكون لك حضور وحركة وفعل ومشاركة حقيقية في الواقع، أن تتغبر قدماك بتراب وطنك، مصر بحاجة إلى تيار ليبرالي وطني حقيقي وجاد، لأن مقتضيات التوازن السياسي وترسيخ المشروع الديمقراطي في مصر يحتاج ذلك، ليس لمصلحة المعارضة فقط، بل لمصلحة السلطة ذاتها، فالسلطة التي لا تجد معارضة حقيقية ولا جادة ولا قوية تتراخى ويضعف أداؤها ثم تبدأ رحلتها نحو الهيمنة والاستبداد، سنة الله في الخلق، وعندما تجد السلطة معارضة قوية وتمثل بديلا محتملا، فإنها تظل سلطة يقظة قادرة على الإنجاز وفي سباق دائم مع النفس لتطوير الأداء، لأن هناك من يلاحقها ومن ثم أؤكد أن المعارضة الوطنية الجادة والقوية والمتصلة بالناس والمجتمع وتياراته الحية تمثل حاجة أكيدة للمشروع الديمقراطي وضمانة لاستمراره وتجذره، فضلاً عن تقويتها للنظام السياسي بكامله، وبالتالي تأتي مثل هذه السلوكيات الرخوة والمتعالية من الرمز الذي يعول عليه الليبراليون قيادة حزب ليبرالي قوي وكبير وقادر على المنافسة، تأتي لتحبط بالفعل.

    عكاشة كان مناضلاً في تقبيل الأيدي

    ونبقى مع المعارك الصحافية حيث قال الشيخ حمادة نصار - المتحدث الرسمي للجماعة الإسلامية بأسيوط -:إن الإعلامي توفيق عكاشة انتقل من النقيض إلى النقيض، وانه أصبح 'كوميديان سخيف' -على حد وصفه- وأضاف في مداخلة تليفونية لبرنامج 'الحقيقة' مع الإعلامي وائل الإبراشي وقامت بنشرها صحيفة 'المصريون': 'إنّ هناك فلسفة لهؤلاء المتزايدين تتلخص أنّهم لا يستطيعون الحياة بعيداً عن أقدام الحاكمين بغض النظر عن إتجاهاتهم الفكرية والمذهبية، حيث انّهم ينتمون بدورهم إلى فصائل أشجار اللبلاب التي لا تقوم على قدم وساق بذاتها، وإنّما لا بد لها من قوة أخرى تتسلق عليها، وإن افتقدت أدنى درجات الشرف والحياء' وتابع بالقول: 'هؤلاء المتحولون يجيدون النفاق بكل أنواعه وألوانه، ونحن لا نحاكم الناس عمّا في قلوبهم أو نقتحم عليهم مكنونات الضمائر إذ لا سبيل لنا إلى ذلك، لكن الشرع الحنيف أشار إلى القرائن التي تنتصب أدلة في الخارج يمكن أن يٌعلق عليها الحكم الشرعي بالنفاق أو غيره' واستطرد: 'لا نحتاج إلى عبقرية المفتش كرمبو في كشف هؤلاء المتلونين الذين يعتقدون أن ذاكرة الشعوب مثقوبة وأنّهم يستطيعون خداعها عن طريق اللعب بالبيضة والحجر وادعاء البطولة بأثر رجعي على طريقة توفيق عكاشة الذي لم يعرف النضال إلا في تقبيل يد قوّاد مثل صفوت الشريف'.

    العشيقان قتلا الزوج
    وألقيا جثته في الترعة

    وإلى صفحات 'الحوادث' ونختار منها جريمة مأساوية وقعت في إحدى محافظات الدلتا حيث تمكنت مباحث كفرالشيخ من فك لغز مقتل الغندور ع ع 38 سنة صاحب ورشة لإصلاح إطارات السيارات والذي تم العثور على جثته طافية على مياه احد المصارف ببيلا. كان العميد امجد عبد الفتاح مدير المباحث قد تلقى بلاغا من شقيق المجني عليه باختفائه منذ فترة ولم يعرف مصيره وبعد فترة من البحث تلقى مدير المباحث إخطارا بالعثور على جثة طافية فوق مياه مصرف نمرة 4 أمام عزبة الشيخ بقرية الجرايدة تم انتشال الجثة واتضح أنها للشخص المبلغ باختفائه.
    تم إعداد فريق بحث مكون من العقيد عماد موسى مفتش المباحث والرائد ضياء راشد رئيس مباحث بيلا ودلت تحرياتهم بان زوجة المجني عليه وتدعى فاطمة ي. أ33سنة اتفقت مع عشيقها محمد أ.خ 29 سنة فلاح من التخلص من زوجها ليخلو لهم الجو وممارسة الرذيلة وتبين للنقيب محمد إبراهيم قطاطو معاون المباحث بان المتهم اتفق مع المجني عليه لزيارة احد أصدقائهم واصطحبه معه على الدراجة البخارية وعلى الطريق قام المتهم بطعن المجني عليه عدة طعنات حتى لفظ أنفاسه وقام بإلقاء جثته بالمصرف وألقى معه الدراجة البخارية والسكين المستخدمة في الجريمة وتمكن النقيب محمد ابراهيم قطاطو معاون المباحث من إلقاء القبض على المتهم والزوجة الخائنة وارشدا على مكان الجريمة وأدواتها وبواسطة الغطاسين تم استخراج الموتوسيكل والسكين من مياه المصرف وقرر محمد رجائي وكيل نيابة بيلا بحبس الزوجة وعشيقها.



    ------------------

    زيارة مرسي للصين مرورا بإيران في ميزان الاقتصاد والسياسة
    محمد عبد الحكم دياب
    2012-08-31




    أن يتجه الرئيس محمد مرسي صوب الشرق فهذا ما يثلج الصدر ويرضي الرأي العام المتطلع إلى مستقبل أفضل لمصر وللمنطقة العربية؛ فالمنطقة كلها، وليست مصر وحدها، في حاجة للتحرر من التدخل الغربي من الخارج، ومواجهة الخلل السياسي والاستغلال الاقتصادي والمالي في الداخل. وأن يشد رئيس مصر الجديد الرحال إلى بلد مثل الصين فهذا يحسب له. أما الحصيلة لم تكن بالمستوى المأمول لرحلة من ذلك النوع، حيث بدت النتيجة معبرة عن إنفصام غياب الساسة والمصلحة العامة، وحضور التجار ومصالحهم الخاصة، وهو ازدواج صنعه انفصام في شخصية الحكام الجدد؛ تلاشت معه الرؤية الشاملة، فكانت الرحلة عنوانا للفشل بجدارة.
    فالرئيس مرسي مر على إيران وكأنه ذاهب لتقديم واجب عزاء في شخص غير مرغوب فيه، وما بين بكين وطهران انكشف لغز تشكيل أقله من الخبراء والسياسيين وأكثره من التجار والساعين للحصول على تسهيلات واستثمارات وصفقات لشركاتهم وتجارتهم وتوكيلاتهم، وعليه لم تكن زيارة لصالح اقتصاد مأزوم إنما لمنفعة تجار متخمين، يعادون بطبيعتهم أي مشروعات عامة، وهم مع استنساخ الاقتصاد العشوائي، الذي لا يستطيع أن يستفيد من تجربة الصين، التي نجحت في مجتمع زراعي وريفي يشبه إلى حد كبير المجتمع المصري في تكوينه وتقاليده وتطلعاته.
    وأن يرأس الرئيس مرسي في رحلته الأولى إلى دولة بحجم الصين وفدا يتكون من أكثر التجار ورجال المال استغلالا وتوحشا؛ يجمع 'حيتان' الحزب الوطني المنحل و'أباطرة' المال الإخواني، وبدا فيه حسن مالك رئيسا فعليا للوفد، وهو ثاني اثنين مع خيرت الشاطر يملكان أكبر امبراطورية مالية وتجارية في مصر، وهذا التشكيل يرقى إلى مستوى الجريمة الوطنية، ويكشف استمرار رغبة الحكام الجدد في إحياء منظومة الفساد المالية، وإعادتها إلى صدارة المشهد السياسي، وتمكينها مرة أخرى من الحكم والسياسة، وهذا نهج انتهى بتجريف مصر وتركها دولة تواجه الابتزاز والإفلاس.
    التجارة والسمسرة والتوكيلات التجارية لا تبني اقتصادا، ولا تحقق تنمية، ولا تقضي على فقر، ولا ترفع مستوى معيشة، وكأن مصر لم تجرب وحشية رجال التجار ورجال المال والأعمال، ومع ذلك يعيد مرسي إعادة إنتاج اقتصاديات الفساد والنهب، وإذا كان المجلس العسكري قد أعاد إنتاج حكم مبارك، فها هم الإخوان المسلمون يعيدون إنتاج 'اقتصاد' جمال مبارك وأحمد عز وحسين سالم، الذين جففوا ضروع الاقتصاد، وأغلقوا المصانع، وتبادلوا الصفقات، وصدّروا المواد الخام؛ زراعية وكيماوية ونفطية، على حساب احتياجات المواطن، وما كانوا يصدرونه خاما يُعاد مُصنّعا بأسعار مضاعفة، وبذلك سقطت مصر من حساب القوى الاقتصادية ذات الشأن.
    ورغم الحاجة الاقتصادية الماسة للاستفادة من تجربة الصين ذهب الوفد المصري بمنطق أصحاب شركات ومكاتب التصدير والاستيراد، وعلى طريقة ملاك ورش قطع الغيار ومحلات وأكشاك الهواتف المحمولة والألعاب الألكترونية، ولم يذهب بعقلية السياسي والخبير المهموم بوضع بلده الاقتصادي وترديه، وعقلية الذي عليه أن يعظم الاستفادة من تجربة دولة كانت الأفقر والأكثر تخلفا، وأن يتعرف على ما أوصلها لتصبح الدولة الأكثر تطورا، وهي الآن في منافسة حقيقية مع الولايات المتحدة، ودخلت معها مرحلة المناطحة السياسية والاقتصادية والتقنية والعلمية، وكان ذلك سبيلها للعب دور فاعل في السياسة الدولية، خاصة في المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط.
    ويأتي الصراع على سورية مرآة عاكسة للحضور الصيني في رسم الخرائط الجديدة للمنطقة، وهو ما قد يعيق تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد بالشكل الذي نص عليه كتاب المواصفات والمعايير الأطلسية الصهيونية، وأضحت الصين طرفا مؤثرا في لعبة الأمم الدائرة على المسرح العربي وإقليم الشرق الأوسط، وتستهدف تغيير وجه العالم ليسير في اتجاه معاكس للوحدانية الصهيو أمريكية التي هيمنت عليه في العقدين الأخيرين.
    والمتأمل والمتابع لـ'المعجزة الصينية' عن كثب سوف يجدها قد شقت طريقها مع تولي الزعيم 'دنغ هيساو بنغ' مقاليد الامور في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، وهو معروف في التاريخ الصيني المعاصر بكسر القيد العقائدي الماوي، وببدء سياسة انفتاح لقيت مقاومة شرسة ممن عرفوا وقتها بـ'عصابة الأربعة'، واحتفظ فيها بمنجزات الثورة الصينية، التي قادها ماو تسي تونغ ورفاقه عام 1949، وذلك على عكس سياسة انفتاح السادات، وما جره على مصر من ويلات بسبب تصفية منجزات ثورة 1952.
    وبمزاوجة صنعها 'بنغ' بين روح الثورة الصينية وانفتاح منضبط حافظ على دور الدولة قويا، فأخضعها إلى ما يمكن تعريفه بقواعد 'السوق الاجتماعي'، على عكس ما تم في مصر بإسقاط الدولة من الحساب؛ اعتمادا على سياسة 'السوق العشوائي'؛ غير المنضبط، وغابت دولة الشعب، وحل محلها حكم المغامرين والمضاربين والمرابين الأجانب والمصريين.
    برزت الصين كقوة بازغة وفتية مع خروج الاتحاد السوفييتي واختفائه من على خريطة العالم، وتعلمت من درس التناقض السوفييتي ـ الصيني، الذي لعب عليه الغرب في مخططه لاستنزاف وإضعاف الطرفين. وانهار الاتحاد السوفييتي وصمدت الصين، بعد أن تجنبت مثالب واخطاء التجارب السوفييتية واليابانية والأمريكية، ودخلت القرن الواحد والعشرين وقد حققت ما اصبح يعرف بـ'المعجزة الصينية'، ولتصبح القوة العظمى الثانية على مستوى العالم.
    والدرس المستفاد من التجربة الصينية أن المعجزة تتحقق بتعظيم الموارد البشرية والطبيعية وحسن تدبيرها، وتوفير الحد اللائق من الحياة الكريمة لشعب بلغ تعداده مليارا وثلث المليار نسمة، وهذا كم بشري وجد من يستثمره بشكل صحيح، وهو نفسه الكم الذي أبهر العالم في أولمبياد بكين 2008، وكان مناسبة لإعلان التربع على قمة العالم. بعد أن دخل في منافسة مع الاقتصاد الأمريكي الأكبر في العالم، لدرجة أن الرؤساء الأمريكان كثيرا ما ناشدوا زعماء الصين لرفع قيمة عملتهم، بسبب غزارة الانتاج الصيني ورخص أسعاره وجودته، وجعله في متناول فقراء العالم، وقد أدى إلى إغلاق عشرات الآلاف من المصانع الأمريكية. واحتلال المركز الثاني في صدارة الاقتصاديات القوية في العالم، والوقوف على مشارف المركز الأول.
    ومع ما بدا من بطء في النمو، وإشارة التقارير العالمية إلى انخفاض معدله من 9.5 فى المئة سنويا في عام 2011 الى 7.6 في المئة في الربع الثاني من العام الحالي، فإن المعدل مازال ايجابيا؛ مقارنة بما هو سائد في البلدان المتقدمة الاخرى، التي تعيش أزمة اقتصادية خانقة، والصين بلد لا يملك ترف التوقف عن النمو نظرا لحجم السكان وتزايد المطالب.
    وخفف المسؤولون الصينيون من أثر تباطؤ النمو. وصرح رئيس الوزراء الصيني 'وين باو' مؤخرا بقوله: 'علينا مواجهة ضغوط هائلة تنحو بمعدلات الاقتصاد نحو الانخفاض والتباطؤ.. وهو ما يتعين علينا ان نتعامل معه بكل عزم واصرار'. وأدى ذلك إلى إصدار حكومة الصين قرار في تموز/يوليو الماضي يقضي بتخفيض معدلات الاقراض المصرفي للمرة الثانية خلال شهر.. تجنبا للهبوط عن نسبة 8 في المئة نموا سنويا. ولتستمر النسبة حول هذا الرقم، صعودا او هبوطا فيبقى التضخم تحت السيطرة حسب رأي الخبراء والمختصين.
    ذلك هو حال الصين في ظروف أزمة اقتصادية خانقة يعاني منها العالم المتقدم، وما زالت تحقق نموا بذلك المعدل، ومصر تعاني عجزا كبيرا، ومعدلات بطالة عالية، وتبديد في الموارد وافتقاد في الرؤية الاقتصادية التي تخرجها من أسر صندوق النقد الدولي وأعباء الديون الضخمة، ومن التحرر من سطوة رجال المال والأعمال والمضاربين، وتعيد التوازن إلى الخلل القائم في توزيع الثروة الوطنية وتضييق الفجوة بين الثراء الفاحش والعدم القاتل.
    ومع ذلك يتشكل الوفد على هذا النحو الغريب بقيادة الملياردير الإخواني ورجل مكتب الإرشاد القوي حسن مالك، مسؤول لجنة التنسيق بين رئيس الجمهورية ورجال المال والأعمال، وإذا كان حسن مالك ممثلا لمكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة، فقد اختار شركاه من حيتان الحزب الوطني المنحل، وعلى رأسهم الملياردير محمد فريد خميس.
    ونأتي إلى السياسة وعلاقات مصر الإقليمية والدولية، لنجد أن زيارة إيران كان من الممكن أن تكون فرصة أمام الرئيس مرسي يعيد بها مصر إلى الساحة الإقليمية والدولية من أهم بابين.. الباب الأول هو حركة عدم الانحياز، ومصر صاحبة فضل في نشأتها بعد مؤتمر باندونغ بستة أعوام، مع عقد المؤتمر الأول لزعمائها في بلغراد عام 1961 بحضور 25 دولة. وولدت الحركة بتلاقي أفكار رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، والزعيم العربي جمال عبد الناصر، والرئيس اليوغوسلافي جوزيب بروز تيتو. وتوالت المؤتمرات حتى مؤتمر شرم الشيخ 2008، الذي حضرته 118 دولة وعشر منظمات. ولم تكن هناك بوابة أفضل ولا أهم من بوابة عدم الانحياز، وكان من المتوقع أن تكون خطوة محل تقدير وترحيب كثير من دول العالم الراغبة في استئناف مصر لدورها وتاريخها في دعم ونشر ثقافة الحركة وتبني مواقفها ومنطلقاتها، أما ألا يدخل مرسي من هذه البوابة فقد أضاع الفرصة، وأبقى نفسه تحت رحمة الحسابات الصهيو أمريكية، ورهينة الشبهات الطائفية والمذهبية، في ظروف يتهيأ فيها المسرح العربي والإقليمي لجولات جديدة من النار والدم من الصعب أن يسلم منها أحد. وكان ممكنا لبوابة عدم الانحياز أن تجنب مصر ويلاتها وتخفف من وطأتها.
    أما البوابة الثانية فهو بوابة الجيرة.. فإيران بلد جار؛ له علينا حق التعايش معه وعليه واجب التعايش معنا، خاصة أنه طرف مؤثر في معادلة الصراع ضد الدولة الصهيونية، وقوة ردع تخفف من ضغطها وعنصريتها، ومهما كان الخلاف مع إيران فهي واحدة من قوى ثلاث مؤثرة في مستقبل المنطقة العربية، مع تركيا والدولة الصهيونية، في وقت غابت فيه القوة العربية، وتركت فراغا جعلها مستباحة لكل من هب ودب.
    وأثبت التاريخ أن أي حديث عن قوة عربية في غياب مصر غير جاد، وكان مؤتمر عدم الانحياز في طهران أملا أضاعه مرسي، وإذا ضاعت فرصة زيارة الصين، وتحولت إلى أرصدة في جيوب وحسابات وفد رجال المال والأعمال المرافق لمرسي، وبقيت موازين القوى في صالح التجار والمرابين والسماسرة ووكلاء الاحتكارات الأجنبية وحيتان الحزب الوطني وأباطرة مكتب الإرشاد.

    ' كاتب من مصر يقيم في لندن

                  

09-03-2012, 04:34 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    الإخوان يسعون للسيطرة على الإعلام..

    وفتاوى لتبرير القروض الربوية من صندوق النقد
    حسنين كروم:
    2012-09-02



    القاهرة - 'القدس العربي'

    رغم كثرة الأخبار والموضوعات ومزاحمة بعضها لبعض فإن اهمها في رأيي، رغم عدم ظهورها واضحة، كان التصريح الذي أدلى به المتحدث باسم رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر علي في مؤتمر صحافي نشرته صحف أمس بأن رئاسة الجمهورية لن تكرر خطايا مبارك في التزاوج بين المال والسلطة، إذ قال رداً على سؤال حول رجل الأعمال الإخواني حسن مالك، وتكرار نموذج احمد عز - نقلا عن 'الأخبار' في تغطية زميلنا أحمد مجدي: 'ان مصر لن تعود للوراء أبدا ولا يجب استحضار ميراث قديم للتعامل مع رجال الأعمال، والرئيس لن يسمح بإعادة منظومة ازدواج السلطة والزواج بين المال والسلطة'.
    وجاء الرد في نفس اللحظة، في جريدة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة'، التي نشرت تفاصيل المؤتمر الذي عقده حسن مالك، في مقر هيئة الاستثمار بحضور وزيري الاقتصاد والاستثمار، وقالت عنه الجريدة في تحقيق زميلنا حلمي العيان: 'رجل الأعمال، رئيس جمعية ابدأ ورئيس لجنة التواصل الرئاسي مع رجال الأعمال'، والسؤال، لماذا يعينه الرئيس في هذا المنصب رغم انه من مسؤولية الوزيرين، وما هي سلطته حتى يرأس اجتماعا بحضورهما، وهو نفس ما كان يتم مع جمال مبارك؟'.
    هذا في رأيي أهم موضوع، والثاني بدء الحديث عن استمرار العملية العسكرية نسر في سيناء و التي تقوم بها قوات الصاعقة، وانسحاب الدبابات المصرية من المناطق التي منعت اتفاقية السلام تواجدها فيها، ومظاهرة ضد أخونة الدولة والمطالبة بحل جماعة الإخوان والكشف عن مصادرها المالية وتأجيل القضية المرفوعة بذلك أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة إلى التاسع من الشهر القادم، واستعدادات الأحزاب والقوى السياسية لمعركة انتخابات مجلس الشعب، وقد أخبرتنا زميلتنا الرسامة سحر في صحيفة 'الأهالي'- لسان حال حزب التجمع اليساري - بأنها شاهدت حاكماً من احدى دول الخليج يمسك بكيس من الدولارات ويقول لممثل الإخوان والسلفيين:
    - اشتري ومتفكرش في الفلوس.
    وكان يشير الى مجموعة من الكراسي، منها البرلمان والصحافة واللجنة التأسيسية للدستور والجيش والحكومة والقضاء والمحليات والرئاسة.
    ونشرت الصحف عن إحالة صبري نخنوخ الى الجنايات وعقد محكمة الجنايات أولى جلسات محاكمة الإعلامي توفيق عكاشة، وتأجيلها الى الثالث من الشهر القادم.
    وكرر عكاشة اتهاماته للإخوان ونفيه التحريض على قتل الرئيس. وإلى قليل قليل، من كثير كثير لدينا.

    يا إخوان جالنا فرمان بقطع الإرسال من غير إحم ولا دستور

    ونبدأ تقرير اليوم بالمعارك التي لا تزال متواصلة حول الرئيس وقراراته وسياساته، دفاعاً عنه وهجوماً عليه، حيث تعرض يوم الاربعاء إلى هجوم عنيف وساخر في 'الأخبار' من زميلنا محمد أبو ذكرى، قال فيه عنه وعن الإخوان: 'بعد ما صبحنا كلنا إخوان وشجعان، قلنا كلنا، إعلام زمان، لازم يبقى ملكنا، والشورى شورتنا، وجرايد الحكومة تكتب عن انجازاتنا ومشروعاتنا، ودلوقتي، يا إخوان، جالنا فرمان، بقطع الإرسال من غير إحم ولا دستور ، ولا استئذان، كله يتثبت ويقعد قدام الإذاعة، والشاشة، والفيس بوك، بعد التحية والاحترام لكل صاحب توك توك وكل ده عملناه بعد ما غيرن وطورنا إعلام زمان الفاسد، وصبح كله صلاح وحشمة وقيمة من غير سيما، ومفهوش لكاعة ونطاعة وكله مقصود ومرصود، وتحت سيطرة الجماعة، وسحرة فرعون، حولناهم لدراويش عندنا، وبيصلوا ويصوموا ويعرفوا ربنا، والكلمة كلمتنا والحكمة حكمتنا، ومصر اللي كانوا بيغنوا ويقولوا عنها اللي بناها كان في الأصل حلواني، لازم يعرفوا من هنا ورايح أن اللي ح يبنيها إخواني ومعندناش كلام تاني، وإن كنا قلنا على لسان ريسنا زمان، إن القروض ربا وحرام، وعارفين كمان أنه قالها، من سبع سنين ويومين، دلوقتي الدنيا اتغيرت وصبح ريسنا صاحب الكلمة وأمير المؤمنين، وإن كنا هاجمنا حكومة الجنزوري،. في البرلمان الإخواني والنوراني، اللي فات ورفضنا بشدة، رجعنا للفتوى وعملنا فيها حبتين، وقلنا ليه ما نبقاش زي مخاليق ربنا التائبين ونمد ايدينا للبنك الدولي، أما العلمانيون والناصريين والساداتيين، وأهل اليسار، لو حد اعترض، ح ندعي عليهم في الصلا، ونسلط عليهم مشايخنا يرموهم في الخلا، والجنة تفتح لنا ايديها الاثنين وإن كانت الست جيسكا رئيسة البنك الدولي خايفة مننا، وعايزة كل الضمانات، ح نحلف لها بأيمانات المسلمين ان احنا ملتزمين بس القرض يوصلنا، دليفري وبسرعة ويحلها ربنا، هي الحكاية إيه، قالها واحد مش سامع ولا شايف اللي بيجرى حواليه، هو إحنا يا جماعة ح نعيده تاني ولا غيه قرض وديون، وخصخصة لحم مصر صبح جلد على عضم ومش ناقص إلا المصمصة، وعيونا معمصة وجتتنا منحسة، مليانا أمراض من الميه والأكل والدروشة والمصمصة، أنا حاسس أن الدنيا زي ما هيه وريسنا ماشي على خطى الحبيب محمد حسني مبارك، والشعب وماشي وراه وبيقول بيب، بيب'.

    ال###### الضال الذي لا صاحب له

    ولكن مادامت المسألة قد وصلت إلى بيب، بيب، فقد جاءه الرد من داخل مؤسسة أخبار اليوم وفي نفس اليوم - الأربعاء - في جريدة 'اللواء الإسلامي' الاسبوعية التي تصدر عن الدار، فقد نشرت مقالا لشيخ خفيف الظل اسمه تاج الهلالي، دافع فيه عن الرئيس بطريقة مبتكرة، مثلما هاجمه أبو ذكرى بطريقة مبتكرة.
    قال تاج بعد ان أنزل التاج من على رأسه ووضع بدلا منه عمامة كما في الصورة:
    'في زمن القيم المنكوسة، والمعايير المعكوسة، يصير المعروف منكرا والمنكر معروفا، ويُعير المؤمن فيه بتمسكه وتحليه بالفضيلة، وفي أيامه يتكلم الرويبضة بشأن الأمة - ويريدون إخضاعها لأهوائهم المنحرفة وسلوكهم المعوج، ويصور الشاعر المسلم حال هذا الزمان فيقول:
    خلت البقاع من الرُخاخ
    وترذقت فيها البيادق
    وتسابقت عُرج الحمير
    وصار شبل الأسد واثق'.
    وبدأ الشيخ تاج في تعريف بعض الكلمات الصعبة قال: 'واثق وهو ال###### الضال الذي لا صاحب له ويعيش على بقايا الفضلات التي تلقى على أكوام القمامة ومجمل معنى البيتين، خلت بقاع الأرض من الرخاخ عظيمة القدر وارتفعت ترذقة العصافير الصغيرة التي تحدث ضجيجاً وضوضاء بلا فعل ولا اثر، وقد بلغ الحال ان خلت الساحة من الخيول الجياد اللازمة للسباق وتسابقت الحمير العرجاء، وتدنى الحال الى ان تجرأ ال###### الضال على مداهمة عرين الأسود لخطف أشبالها، ان هناك صنفاً من البشر يضيقون، ولا يطيقون رؤية أو سماع أية دعوة إصلاحية تحاول ضبط حركة المواطنين بشريعة خالقهم، وهذا الصنف السوداوي المزاج، المتمرد على القيم والتعاليم الربانية لهم وجود وحضور، رافض، معارض للقيم الدعوية التي جاء بها رسل الله عبر مسيرة تاريخ البشرية، وحرصا مني على دوام الأمن والهدوء والاستقرار، نبدأ مسيرة البناء والإعمار للوصول بمصر الى شاطىء الخير والفلاح والرشاد، فانني أناشد فريق الشؤون القانونية بمبنى رئاسة الجمهورية بضرورة الاعداد والتأهب والاستعداد لقضية جنائية قد تنظر أمام القضاء، طالعتنا بعض الصحف المصرية بمعالمها وأركانها بالصوت والصورة والزمان والمكان، ذلك ان الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية قد ضبط متلبساً بصلاة الفجر في مسجد عام وتؤكد المعلومات انه شارك المؤمنين صلاة الجماعة مرتدياً ثوباً أبيض ساجداً لله مع سبق الإصرار والترصد'.

    هويدي لمرسي: اصلاح الداخل اولى من الخارج!

    وفي 'الشروق' يوم الأربعاء واصل زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي هجماته ضد الرئيس بسبب زياراته الخارجية المتتابعة بينما الأولى ان يظل في مصر يعالج مشاكلها، فقال مستخفاً من زيارة الصين: 'ينبغي ألا نتوقع جذباً للاستثمارات الخارجية إلى مصر قبل إصلاح الأوضاع الداخلية والبدء بتحريك عجلة التنمية في البلد لأن المستثمر يتوجه إلى البيئة التي يطمئن إلى أنها تشكل إغراء جاذباً له وهو ليس مستعداً للمغامرة بالذهاب مثلا الى بلد أغلق فيه ألفا مصنع ومصانعه الكبرى تعاني من مشكلات تهددها بالإغلاق لذلك فقد تمنيت أن يعالج الرئيس والحكومة معه المشكلات الأساسية التي يعاني منها الاقتصاد في الداخل بل أن يخاطب أهل الخارج. نعيد التذكير بأهمية مراجعة ونقد الفلسفة الاقتصادية المهيمنة في مصر والتي كان لها تأثيرها الواضح على برنامج 'النهضة' الذي تبناه الدكتور مرسي وهي الفلسفة التي تعطي الأولوية لتحرير التجارة وتشجيع الاستثمار والاستقدام من الخارج، في حين تتجاهل للأسف معطيات الداخل وقدراته وخصوصيته الأمر الذي يعني أنها تعتني بالاستنساخ بأكثر مما تعتني بالإبداع، أن وفد رجال الأعمال الذي سافر مع الرئيس في رحلته ضم أشخاصاً يمثلون شركات تجارية ومكاتب للاستيراد، الأمر الذي أعطى انطباعا باهتمام الحكومة بالاستيراد من الخارج وعدم اهتمامها بالانتاج والتصدير ولم تكن تلك هي الملاحظة الوحيدة على الوفد المسافر لأنني سمعت من بعض رجال الأعمال قولهم ان الذين رافقوا الرئيس في رحلته هم أنفسهم المجموعة التي التقته بعد توليه السلطة وقيل لي أيضا ان عددا من رجال الأعمال الذين التفوا حول جمال مبارك وأبيه في النظام السابق وحققوا من وراء ذلك مكاسب لا حدود لها استطاعوا أن يلتفوا حول القيادات الجديدة وأن يصبحوا من أركان الوضع الاقتصادي المستجد.
    انني أتمنى أن تمارس الجهات المعنية بترتيب رحلات الرئيس من جانبها نقد الذات وتصحيح الأخطاء أو إزالة الالتباسات حتى تحقق تلك الرحلات النجاح المرجو لها، بحيث تصبح إضافة الى رصيد الوطن وليس مجرد فرصة لتلميع صورة الرئيس وإثبات حضوره والإشادة بتحركاته'.

    هل صار حسن مالك احمد عز الاخوان؟

    وإذا كان فهمي قد تحرج عن ذكر أسماء من التجار من أعضاء الوفد، فإن زميلنا وصديقنا بـ'الجمهورية' ورئيس تحريرها الاسبق، محفوظ الأنصاري، ركز يوم الخميس على حسن مالك، قائلا عنه: 'ما أعلن عن أن 'المهندس' حسن مالك رئيس لجنة التواصل، ورئيس الجمعية 'ابدأ'، ورئيس بعثة رجال الأعمال المرافقة للرئيس في زيارته للصين والتي تضم أكثر من ثمانين من رجال الأعمال، المهندس مالك ومن يمثل، هل هو حكومة، أم أهالي، هل هو رجل أعمال، أم رجل دولة، هل هو مثل جمال مبارك، لا منصب رسمياً له، يمكن أن تراجعه على أساسه وتحاسبه وفق القواعد والأصول الوظيفية، أم أنه كل شيء فيما يتعلق بالسلطات، ولا شيء على الاطلاق فيما هو خاص بالمحاسبة والمراجعة كسابقه جمال. ولنكون أكثر تحديدا وأكثر وضوحاً، يجب أن نتذكر أننا بصدد الحديث عن زيارة بلد وهو الصين، لا بيت في مصر إلا ويتعامل مع سلع هذا البلد ومنتجاته، ويمكن القول بكل القوة والبساطة في نفس الوقت ان أخطر وأهم الجرائم التي ميزت النظام السابق هي:
    - قضية 'الاستيراد' الخارجي.
    - قضية المستوردين.
    هذا النوع من النشاط الاقتصادي هو الذي خرب الاقتصاد المصري طوال السنوات الثلاثين أو الأربعين الماضية، وهو نفس الخطر الذي يتهدد مصر، باقتصادها وشعبها وكيانها، إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، وللأسف، وبكل الصدق والصراحة: جيش 'حسن مالك' الذي لا هوية له والذي رافق الرئيس أو سبقه إلى الصين هو تكرار قاتل، تكرار غبي لما كان مع عز ورشيد وجمال وباقي 'الشلة'.

    كم هي تكاليف رحلات الرئيس؟

    ونفس الهجوم شنه في ذات اليوم زميلنا وصديقنا والأديب الكبير بـ'الأخبار' جمال الغيطاني، إلا انه ركز على تكاليف الرحلات قائلا: 'كم تكلفت الرحلة الرئاسية الى الصين وإلى إيران خاصة وإلى بلدان العالم عموماً خاصة أن الدكتور مرسي كثير الاسفار أيضا، ما حجم الاتفاقيات التي تمت؟ بغض النظر عن سيارات الشرطة أيضاً هل كان الملياردير الإخواني يعمل لحساب الاقتصاد المصري عموما أو لحساب اقتصاد الجماعة، وإذا كان يترأس رجال الأعمال كلهم فما وضعه في الحكومة والدولة، المهم تكاليف الرحلات الرئاسية والهدايا التي تم الحصول عليها والتي تم إهداؤها والعائد الاقتصادي منها والكف في الإعلام عن المبالغة والتهويل'.

    قرض صندوق النقد ربوي بامتياز

    وإلى معارك الإسلاميين حول طلب الرئيس والحكومة قرضاً بالفائدة الثابتة من صندوق النقد الدولي، أي بالربا - والعياذ بالله - وهو ما دفع الدكتور عبدالله النجار الاستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية لأن يقول ساخراً من الإخوان المسلمين في 'اللواء الإسلامي': 'لو أن القرض الربوي الذي يتم السعي بحرص لاتمامه والحصول عليه قد تم في الفترة السابقة على ثورة 25 يناير لكان في ذلك السعي لتحصيله مبرر أو سبب، لأن بطون المسؤولين وقتها كانت واسعة وممتلئة بأكل المال الحرام، سواء أكان ذلك المال منتجاً أو مستخرجاً من بطن مصر، أو عرق أبنائها الأبرياء الكادحين، أم كان ناتجاً من قرض ربوي أو مال حرام تم غسله أو سرقته أو اختلاسه بأية وسيلة، اليوم تغير الوضع، وأصبحنا خاضعين لحكومة ذات توجه إسلامي، ولرئيس دولة من عباد الله الصالحين، يصلي كل فرض في المسجد وبعد الصلاة يخطب في الناس ويدعوهم للخوف من الله، والخشية منه، ويحذرهم أن يبيعوا دنياهم بدينهم ويدعوهم أن يتعاونوا فيما بينهم على طاعة الله ورسوله وأن يبتعدوا عن الحرام المشتبه فيه، وليس الحرام المتيقن الحرمة، كالربا الذي توعد الله آكليه والمتعاونين على التعامل به بالحرب الماحقة مع الله والتي لن يكتب لهم فيها نصر أو نجاة، ولا يمكن أن يظن أحد أن السيد الرئيس محمد مرسي لا يعلم أن الربا محرم شرعاً، وان تلك الحرمة لا تختلف في التعامل الدولي أو التعامل الفردي، فالحرام هو الحرام سواء مارسته الدولة كشخص عام أو مارسه الأفراد كأشخاص عاديين مكلفين أمام الله باحترام شرعه، أقول: لا يشك أحد أن رئيس الدولة والشلة المؤمنة معه، والجماعة المسلمة ذات التاريخ الطويل التي تخرج على أيدي رجالها يعلمون يقينا أن الربا حرام، وأنه لا يجوز تعاطيه، وأن الله لعن آكله ومؤكله وكاتبه وشاهديه، وكل من له أدنى مجهود في اتمامه وقد أعلنوا من قبل رفضهم لاتمامه وقت حكومة الدكتور الجنزوري رغم أن مقداره كان قليلا عن مقدار القرض الربوي المزمع إبرامه اليوم، فما الذي تغير حتى أصبح المحظور بالأمس متاحاًَ ومطلوباً على وجه السرعة اليوم، ربما يكون هناك سبب شرعي قد قام فجعل المحرم مباحاً، وهذا السبب لن يكون إلا حالة من حالات الضرورة التي تبيح أكل الميتة أو تعاطي الربا، فهل أصبح الشعب المصري في حالة ضرورة قصوى تبيح له أن يأكل الربا، وإذا لم يقدم على هذا القرض الربوي الدولي، فإنه سوف يتسول طعامه وشرابه وعلاجه وكساءه؟'.

    الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر

    وفي نفس العدد، قالت زميلتنا علية العسقلاني وهي تحاول إحراج الحكومة والإخوان ومن والاهم من السلفيين في تبرير - والعياذ بالله - الربا: 'يقول الله سبحانه وتعالى: 'وافعلوا الخير لعلكم تفلحون' وأفضل أنواع الخير ما يقدمه الإنسان من نفع للآخرين، كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - 'خير الناس أنفعهم للناس،' والقرض الحسن الذي يقدمه الإنسان لأخيه الإنسان ليقضي به حاجته وقت الشدة من أبواب الخير العظيمة، ولقد حث الإسلام على القرض وجعل فعله خيراً وبمثابة الصدقة لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصدقة كما أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما روى عنه: 'رأيت ليلة أسرى بي على باب الجنة مكتوباً، الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر، فسألت جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ فأجابني، لأن السائل يُسأل وعنده، والمقترض لا يقترض إلا من حاجة، وهذا احتراز يلزم على المسلم مراعاته، وهو أن لا يطلب قرضاً إلا إذا كان في حاجة ماسة، وهو ما جعل الفقهاء وهم يدللون على جواز القرض شرعاً يستشهدون بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - 'من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على مسلم يسر الله عليه، فإقراض المحتاج تنفيس لكربته، وسمي القرض حسناً لأن المقرض لا يأخذ زيادة على قرضه في صورة فائدة ربوية، لأن القرض في الإسلام يقصد به القرض نفع المقترض ويأخذ مقابل ذلك الثواب من الله عز وجل، فكأنه تصدق بمنفعة ماله مدة الإقراض والله سبحانه وتعالى يجازيه بركة في الدنيا ونعيماً في الآخرة من أجل ذلك يكون القرض خيراً فينتفع به المقترض في سد حاجاته وينتفع به المقرض في نيل البركة والثواب من الله عز وجل، وأن يتحقق التعاون بين الأفراد في المجتمع الإسلامي في محبة ومودة'.

    مطالبة بنك التنمية الإسلامي بعدم أخذ أي فوائد

    وهكذا يكون من حق - حكومة مصر الإسلامية ـ أن تطالب بنك التنمية الإسلامي بعدم أخذ أي فوائد على قرض المائتي مليون دولار، وهي ثلاثة واثنان من عشرة في المائة، أي أضعاف مضاعفة لقرض صندوق النقد الدولي الكافر، وأن تطالب قطر ان تتخلى عن الفائدة السنوية على الوديعة، لأن هناك فائدة قدرها ثمانية عشر يوم الحساب، واتباعاً لكلام الله ورسوله صلوات الله عليه وسلامه، ومع ذلك، وعلمه به، فإن نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية الشيخ ياسر برهامي والتي خرج منها حزب النور كان قد أفتى بأن فائدة القرض لا تعتبر ربا، لأنها واحد وواحد من عشرة في المائة، ويمكن اعتبارها مصروفات إدارية، ولما تعرض للانتقاد والسخرية واصل الثبات على تفسيره بأن قدم أسبابا واهية، تعني انه قد يكون قد تعرض لخدعة من الإخوان المسلمين، بأن ضلله أحدهم، بأن ذكر له شيئاً أفتى على أساسه، قال في جريدة 'الفتح' لسان حال الجمعية يوم الجمعة: 'وصل إلى علمي في القرض المذكور من أن الفائدة فيه مصاريف إدارية من خلال خبر عمن أدار المفاوضات مع الصندوق بأنهم قبلوا أن تكون النسبة مصاريف إدارية، والذين حاولوا في الإعلام أن يجعلوا الأمر تغييرا في المواقف والبعض الآخر من الأفضل قد صرح بأن القرض ربوي ولكنه جائز للضرورة ومع اختلافنا معه في ذلك، فكل هذا مبني على الاختلاف في معرفة الواقع وتوصيفه وهو مما يدخل بلا شك في أمر الاجتهاد، ونحن قد جعلنا مسؤولية صحة الأمر وجوازه أو بطلانه وتحريمه مسؤولية الحكومة التي أطلعت على ما تم عليه العقد بالفعل وهل الفائدة نسبة متزايدة تتضاعف مع الوقت، أو ضم إليها ما زاد عن المصاريف الإدارية، أم أنها تقتصر عليها فقط كما بلغني'.

    لو أن الشيخ برهامي قرأ ما تنشره الصحف عن القرض

    يا سبحان الله في أمر الشيخ برهامي، لقد كان عليه أن يتراجع بطريقة أخرى أكثر إقناعا، أو يواصل الثبات على فتواه، فأولاً، لم يتم توقيع اتفاق بين الحكومة والصندوق، وإنما محادثات تضمنت طلباً من الحكومة على مقدار القرض، وموافقة المديرة كريستين لاغارد، بشرط ان تقدم الحكومة أولاً للصندوق خطتها في الإصلاح الاقتصادي، ورأيها في شروطه، أي انه من الممكن أن تفشل المفاوضات في الشهر القادم، بأن ترفض الحكومة شروط الصندوق من إلغاء للدعم وبيع لمؤسسات الدولة، ورفع للضرائب ورفع الرسوم على المياه والكهرباء، أو توافق ويتم التوقيع، ولو أن الشيخ برهامي قرأ ما تنشره الصحف بتفاصيله لا بعناوينه لما تسرع في تصديق من نقل له الخبر، إذا كان ما ذكره صحيحاً، وهو على كل الأحوال، أما انه الذي اتصل بالإخوان ليسألهم قبل إصدار فتوى أو أنهم اتصلوا به وطلبوها خدمة لأخوه له في الإسلام، أصبحوا في حكم المضطر لأكل الميتة، وبدلا من اسلوب العنعنة الذي استخدم في نقل الأحاديث النبوية، بأن يقول، ان يذكر اسمه بأن يقول أخبرني الوزير فلان ابن فلان، عن الوزير فلان بن علان، عن كريستين بنت لاجارد، انها قالت ان القرض حلال، حلال، حلال، على طريقة حلالي بلالي.

    الإخوان والإعلام: ارباك الصحافيين

    وإلى استمرار المعارك التي لا تتوقف بسبب محاولات الإخوان السيطرة على الإعلام القومي ممثلا في الصحف القومية، وعلى الإعلام الحكومي ممثلا في التليفزيون والإذاعة والضغط على الإعلام الخاص من صحف وقنوات فضائية، واجتذاب عناصر صحافية من التي كانت تتبع النظام السابق وتنافقه، وقال عن هذه المحاولات يوم الاثنين زميلنا في 'الوفد' علاء عريبي: 'منذ أن شعرت جماعة الإخوان بقوتها وركوبها للمشهد السياسي بدأت في تشويه أغلب الصحافيين والإعلاميين وقامت قيادات الجماعة بتوجيه اتهامات مجانية للإعلاميين والصحافيين، بعض هذه الاتهامات جاءت على لسان د. محمد مرسي خلال حملته الانتخابية، والمؤسف أن جماعة الإخوان اعتقدت انها عندما ترمي بالاتهامات جزافاً سوف يرتبك الصحافيون والإعلاميون وتنجح في السيطرة على المواد المنشورة عن أعضاء وقيادات الجماعة، وعندما فشلت المحاولة أخذوا في إطلاق العديد من الاتهامات التي تشوه العمل الصحافي مثل الحياة الشخصية، الأخبار والموضوعات الكاذبة، عدم احترام حرمة البيوت والحياة الشخصية، قبل الثورة بطانة النظام السابق كانوا مثل جماعة الإخوان المسلمين يتضايقون بشدة ممن يوجهون لهم النقد وكانوا مثل أعضاء الجماعة الآن يطلقون الإشاعات عن عدم نزاهة الصحافة وبعض العاملين في الصحافة والإعلام، كما كانوا يحاولون إفساد الصحافيين والإعلاميين بأي وسيلة بالرشوة المعلنة والرشوة الخفية بتخصيص الشقق والأراضي بإدراج أسمائهم في كشوف الاستشارات والرحلات إلى الخارج وغيرها.
    قيادات الإخوان في الرئاسة وفي الحكومة وفي مجلس الشورى وفي مقر المرشد العام بالمقطم وفي حزب الحرية والعدالة يحاولون منذ فترة في أن ينجحوا فيما فشلوا فيه بالشائعات وهو تكمــــيم الصحافة والإعلام حيث قرروا بمساعدة بعض صغار النفوس من القوى السياسية أن يأخونوا الصحافة والإعلام والخطة تشمل تعيين بعض التابعين لهم في المراكز القيادية وتكميم أفواه سائر الجماعة الصحافية وذلك بفرض قيود الحبس والتعطيل والمصادرة والرقابة في مواد الدستور'.

    الصحافة تمثل علامةعلى مدى اذلال الشعب

    أما زوج شقيقتي الإخواني والاستاذ بجامعة طنطا والناقد الأدبي الدكتور حلمي محمد القاعود فكان رأيه الذي كتبه يوم الأربعاء في 'الأخبار' هو: 'كانت الصحافة الحكومية منذ أممها جمال عبدالناصر وقطع ألسنة الكتاب وخصصها لتسبح بحمده وتقدس له من دون الله، تمثل علامة على مدى الإذلال الذي تعرض له الشعب المصري البائس في فترة من أبشع الفترات التي قصمت فيها الهزائم ظهره وجعلته معرة الأمم وألجأته الى تسول طعامه وشرابه والاقتراض من أمم الأرض ليوفر الخبز والغذاء ومستلزمات الحياة، كان تحويل الصحافة إلى مصلحة حكومية لجهاز الأمن وصمة عار في تاريخها، الصحافة المصرية تحولت الى صحف حائط تتغنى بأمجاد الحاكم المزيفة وتنشر له ولزوجه وأولاده الصور الملونة بحجم الصفحة الأولى أو أقل قليلا في معظم الصفحات وتحتفل بعيد ميلاده أكثر وأكبر مما تحتفل بعيد ميلاد سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وتهتم بالعوالم دون العلماء ولاعبي الكرة وأخبار اللصوص ذوي الياقات المنشاة أكثر ما تهتم بالخبراء والفنانين والمهنيين والعمال والفلاحين، ان من يتأمل ما كتبوه أو أذاعوه طوال ستة شهور مضت من تدليس وتضليل وأكاذيب يتأكد أن قضيتهم الأولى في مواجهة الإسلام وهو ما أثر بالسلب على جموع المواطنين الذين لا يسمعون ولا يشاهدون ولا يقرأون إلا ما يقوله هؤلاء الحواة الكذبة وكان ذلك على حساب الوطن وتقدمه وحريته'.
    والواضح هنا إصرار زوج شقيقتي في كل ما يكتب تصوير أي خلاف مع الإخوان أو صدام سياسي معهم وتعرض بعضهم للظلم بسبب ارتكابهم أعمال قتل وإرهاب ثابتة عليهم قبل ثورة يوليو من اغتيال القاضي أحمد الخازندار عام 1946 ومحمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء في ديسمبر عام 1948 وضبط الأسلحة وحل الجماعة والقبض على اعداد منهم أو محاولتهم اغتيال خالد الذكر عام 54، ثم كشف تنظيم 65 المسلح، يصوره هو وزملاؤه بأنه عداء للإسلام رغم أن هذه الفترة شهدت فيها الدعوة الإسلامية والعمل الإسلامي أكبر قفزة قامت بها الدولة ، إلا إذا كان يعتبر كتابات القرضاوي وأبرز مؤلفات سيد قطب، في ظلال القرآن، ومعالم في الطريق، التي صدرت في عهد محاربة الإسلام، كانت تحاربه، وإلا إذا اعتبر ان إذاعة القرآن الكريم كانت مخصصة لمهاجمة القرآن.
    هذا كلام نضطر الى ترديده لأنهم مستمرون في ترديد انهم الإسلام، رغم ان الله في كتابه العزيز لم يشر إليهم بالاسم، كما اشار الى أنبيائه، ولم يذكرهم بالاسم الرسول صلى الله عليه وسلم في احاديثه، اللهم إلا إذا خرجوا علينا بأشياء أخرى، واستغفر الله العلي العظيم مما سيخرجون به.

    تسول طعام مصر وشرابها والاقتراض من أمم الأرض

    لكن المهم هو قوله ان عبدالناصر - آسف - وهكذا أنساني زوج شقيقتي قول خالد الذكر، قال انه بعد هزيمة يونيو كان يتسول طعام مصر وشرابها والاقتراض من أمم الأرض.
    ولا أعرف لماذا لم يكن مباشراً ويدافع عن قرض صندوق النقد للإخوان ويبرره، بدلا من الادعاء باقتراض خالد الذكر من أمم الأرض، رغام أنه يعرف وأمم الأرض كلها، انه عند وفاته لم يكن على مصر أي ديون لأي دولة فيما عدا الاتحاد السوفييتي كان له أربعة آلاف مليون جنيه مــــتأخرات ثمن أسلــحة فقط، ثم من كان سيقرض مصر وقتها صندوق النقد والبنك الدولي صاحب سحب قرض السد العالي، أم أمريكا ودول أوروبا، مصر لم تقترض مليماً من أحد حتى بعد هزيمة يونيو وضياع موارد قناة السويس وآبار بترول سيناء والبحر الأحمر، فيما عدا قيام السعودية والكويت وليبيا أيام الملك إدريس السنوسي، بدفع تسعين مليون جنيه استرليني سنوياً لتعويض دخل القناة، وهو القرار الذي تم اتخاذه في القمة العربية بالخرطوم عام 1967 ،وهو ما أعلنه أمام مجلس الشعب في السابع والعشرين من شهر مايو سنة 1977، وأذاعه التليفزيون والراديو مباشرة من الجلسة، ونشرته كل الصحف في اليوم التالي - وكان الرقم إحراجاً شديدا للرئيس السادات.

    مسعى لإلغاء الحبس بقضايا النشر واستبداله بالغرامة

    وقبل أن أنهي التقرير بهذه الفقرة، أستأذن مني زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال في الرد على زوج شقيقتي الإخواني بطريقة غير مباشرة في نفس اليوم - فقلت له على الرحب والسعة، فقال في 'المصري اليوم': 'طمأننا السيد نائب الرئيس المستشار محمود مكي بتصريحاته الى 'المصري اليوم' حول ان هناك عملاً جادا يبذل لإلغاء الحبس في قضايا النشر واستبداله بالغرامة، لكن هناك إجراء مهماً يجب أن يقدم عليه السيد الرئيس، وهو ردع المنافقين والمتملقين، أولئك الذين عرفناهم في كل عصر يتقدمون بالبلاغات ويرفعون الدعاوى القضائية متضررين مما يسمونها إهانة الرئيس، هؤلاء المتطفلون على الرئيس، أياً كان اسمه أو توجهه يجب أن يوقفوا عند حدهم، بأن يعلن الرئيس رفضه أن يتم الزج باسمه في هذا الصغار، لأن هناك من يتحدث باسمه، وهناك مستشارون قانونيون يمكنهم ان يرفعوا دعوى باسمه إذا أراد هو ذلك، وفي مثل ظروفنا السياسية يصبح انتقاد الرئيس فريضة سياسية حتى لو كان النقد حاداً وقاسياً، ذلك مطلوب للحد من طغيان المنصب الذي يعد صاحبه وشاغله وقد دفعنا جميعاً ثمن ذلك، استبدادا وديكتاتورية وإذا كان النقد واجباً وضرورياً فهذا يعني أن أهل الخضوع والتملق سوف ينشطون وينتشرون، لذا وجب تدخل الرئيس، ليس لجبر المكسور، بل لمنع الكسر، وإنا لمنتظرون'.


    -----------------

    التليفزيون المصري يسمح بظهور مذيعات محجبات لقراءة نشرات الأخبار

    2012-09-02




    القاهرة - من سلامة عبد الحميد: وصف إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري قرار السماح بظهور مذيعات محجبات على الشاشة كقارئات نشرة يعد سابقة في التليفزيون الرسمي الذي لم يعرف سابقا قارئات نشرة محجبات رغم عدم وجود قرار أو لائحة تمنع ذلك.
    وأوضح الصياد في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن المذيعات المحجبات اللاتي تقرر ظهورهن كقارئات نشرة هن من العاملات بالتليفزيون المصري ولسن مستقدمات من الخارج أو تم اختيارهن خصيصا لهذا الغرض.
    وأضاف أن فاطمة نبيل أول مذيعة محجبة ظهرت اليوم في نشرة أخبار منتصف اليوم تعمل كمحررة في قطاع الأخبار منذ فترة وكانت الأولى على دفعتها في اختبارات القبول التي يجريها التليفزيون الرسمي دوريا لاختيار وجوه جديدة للظهور على الشاشة لكنها لم تظهر إلا اليوم.
    وتابع المسؤول أن عددا آخر من المذيعات المحجبات من المقرر أن يظهرن تباعا بينهن مذيعة قناة النيل للأخبار نرمين خليل المقرر أن تظهر على الشاشة اليوم الأحد أيضا.
    وكان التليفزيون المصري منذ افتتاحه يمنع ظهور المذيعات المحجبات وكان الاستثناء الوحيد من هذا العرف السائد الإعلامية كاريمان حمزة المتخصصة في البرامج الدينية.
    وكان يتم تحويل المذيعات اللاتي يرتدين الحجاب في التليفزيون الحكومي سابقا إلى العمل الإداري ومنعهن من الظهور على الشاشة ، وأقامت بعضهن دعاوى قضائية ضد قرار المنع وحصلن على أحكام لم تنفذ إلا بعد قيام الثورة.
    ويرى رئيس قطاع الأخبار المصري أن الأهم في المذيعة هو الحضور والثقافة والنطق السليم بينما المظهر أمر مهم تلتزم المذيعة بأن يكون متناسبا مع مهمتها خاصة في نشرات الأخبار.
    بينما ترى مقدمة البرامج في قناة 'دريم' المصرية جيهان منصور أن ظهور مقدمة نشرة أو مذيعة محجبة أمر طبيعي لا يوجد ما يمنعه أبدا طالما أنها مؤهلة لأداء مهمتها الموكلة إليها وطالما ليس له أسباب غير مهنية أو متأثرا بوصول جماعة الإخوان إلى الحكم.
    وقالت منصور لـ(د.ب.أ) إن التليفزيون المصري ، الذي تنتمي إليه بالأساس ، عليه أن يهتم بثقافة ومظهر المذيعات على حد السواء وكونه متناسبا مع مهمتهن الإعلامية مشيرة ، إلى أن 'بعض من تظهرن على الشاشة تفتقرن للثقافة والمظهر المناسب معا' على حد قولها.
    وترى مقدمة البرامج في قناة 'الجزيرة مباشر مصر' منى سلمان أن 'الحجاب ليس معيارا للحكم على المذيعة وإنما الكفاءة هي الأصل وعلى التليفزيون المصري الذي خرجت شخصيا منه أن يدعم كفاءة العاملين فيه بالتدريب والتطوير المستمر'.
    وتقول سلمان لـ(د.ب.أ) إنها ضد التمييز ضد المذيعات المحجبات بالكلية وترفض التعامل مع المذيعة وفق ما ترتديه لأنه حرية شخصية 'لكن أخشى أن تنقلب الآية وبعد أن كان الحجاب يمنع ظهور المذيعة على الشاشة يتحول إلى وسيلة للترقي أو يتم التمييز ضد المذيعات غير المحجبات في المستقبل' على حد قولها.
    بينما يرى إبراهيم الصياد أن نجاح المذيعات المحجبات بعد منحهن فرص الظهور المعادلة لزميلاتهن ربما يكون دافعا للمزيد من المذيعات اللاتي كن يرغبن في ارتداء الحجاب لكنهن يخشين من التنكيل بهن كما كان يحدث في الماضي.
    ويؤكد رئيس قطاع الأخبار المصري أن عدد المذيعات المحجبات في التليفزيون المصري حاليا يتزايد بعد رفع القيود التي كانت مفروضة سابقا لكنه نفى بشدة أن يكون هناك أي توجه لفرض المذيعات المحجبات على الشاشة ، موضحا أن معايير الاختيار تطبق على الجميع بلا تمييز خاصة وأنه سمح منذ تعيينه في منصبه بظهور المراسلات المحجبات اللاتي كن ممنوعات في السابق أيضا.
    ووزع التليفزيون المصري صباح اليوم بيانا قال فيه إن ظهور المذيعات المحجبات في النشرات الإخبارية بالتلفزيون المصري وقناة النيل الإخبارية إضافة إلى البرامج الحوارية تم تطبيقه اليوم.
    وحدد البيان أسماء المذيعات نرمين البيطار على القناة الأولى ومذيعة النشرة فاطمة نبيل وسارة الشناوي مذيعة النشرة الجوية إضافة إلى نرمين خليل مذيعة قناة النيل الإخبارية. (د ب أ)


    -----------------------

    وصول 'الاخوان' للحكم يجعلنا نقلق على الحريات الشخصية والابداع اقالة المجلس العسكري كانت يجب أن ترتبط بالتحقيق معهم بشأن انتهاكات
    جمال عيد مدير 'الشبكة العربية' لمعلومات حقوق الانسان' في مصر:

    2012-09-02




    القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من أحمد القاعود: تزايد الحديث مؤخرا حول اوضع الحريات في مصر خاصة بعد وصول الرئيس محمد مرسي المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين الى الحكم، فهناك من يرى أن الأمور تسير في طريق مقلق خاصة بعد تقديم بلاغات ضد صحافيين واعلاميين بسبب تجاوزاتهم في حق الرئيس وصلت الى حد اباحة دمه كما حدث في قناة الفراعين، وهناك من يرى ان يكون هناك حد لمثل هذه التجاوزات، لذلك تحدثنا الي جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان، صاحبة النشاط البارز فيما يتعلق بالحريات خاصة الصحافة والتعبير، حول كيفية تطوير الاعلام، و تحقيق التوازن بين الراي وبين التجاوز غير المرغوب وأيضا تطرق الحديث الى الحريات النقابية والعدالة والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، الى نص الحوار :
    ' لو تحدثنا عن وضع الحريات بعد وجود رئيس منتخب كيف تراها ؟
    ' الرئيس الجديد تولى منذ شهرين تقريبا، هناك بعض الايجابيات السياسية لكن على المستوي الحقوقي هناك بعض المشاكل الواضحة أولها الملاحقة و الهجمة الشديدة على حرية الصحافة، فلا يمر يوم الا ونسمع عن التحقيق مع صحفي، او مصادرة جريدة او رقابة ومنع مقالات و كلها بتبريرات تشبه نظام مبارك
    ' وهل هذه الأفعال يسأل عنها الرئيس ؟
    ' الرئيس طالما تنسب له الأعمال الجيدة تنسب له الممارسات الخاطئة في الاخر هو المسؤول والدولة تتحرك كما يشاء. فلو قال اوقفوا ملاحقة الصحفيين ستقف، او لا ننسب الأعمال الجيدة له، في النهاية توجد مؤسسة رئاسة، وليس من الواضح ان هناك ارادة سياسية لاحترام حرية الصحافة وهذا لا يعني اننا نقبل التجاوز علي الاطلاق و هناك تجاوزات ضخمة، لكن الحبس ليس الصحيح و لا المصادرة، فهناك قضاء مدني و كان سيحسب للرئيس أن يقال أن عهده بدأ بحرية صحافة و انفتاح و تسامح حتي مع من تجاوزا، افضل من ان يقال ان الرئيس بدا عهده بحملات ضد حرية التعبير و الصحافة تزيد من عدد المنتقدين لحزب الحرية و العدالة او جماعة الاخوان التي ينتمي اليها الرئيس.و هناك جانب اخر سيئ هو استمرار ظاهرة الافلات من العقاب، ففي الوقت الذي يعاقب فيه صحفيين بعضهم تجاوز لكنهم لم يرفعوا السلاح،بينما الذين رفعوا السلاح و سحلوا و قتلوا مازالوا بعيدين عن العقاب، و يتم تكريمهم، ودولة بدون حرية تعبير و بها افلات من العقاب، اي عدم احترام للقانون فان ذلك يعد مؤشرا خطيرا.
    ' بالنسبة لما قامت به قناة الفراعين و تحرض ضد الثورة اليس تحريض توفيق عكاشة على قتل الرئيس جريمة ؟
    ' هذه نقطة جيدة، توفيق عكاشة في نظري ليس اعلاميا، و أخطئ لكن العقاب شخصي ولا تعاقب وسيلته كلها لاننا لو غيرنا توفيق عكاشة بغيره، وقدموا البرامج بدلا منه سيكون الاداء مختلف فالوسيلة الاعلامية لا يجب ان تغلق بسبب خطئ من شخص حتي لو هو صاحبها فهو يحاسب و حده فلا يمكن ان نصادر جريدة بسبب عمود كتب فيها، فمن يرتكب خطا أو خالف القانون يعاقب ولا تعاقب الوسيلة.
    ' هناك كثيرون يرون أن ما تنشره جريدة 'الدستور' لا يدخل في حرية الرأي ؟
    ' الجرائم التي لها علاقة بالرأي لا تعاقب بالملاحقة الجنائية او الحبس، وما له علاقة بالتحريض او استخدام العنف يعاقب بمحاكمة عادلة نزيهة ولا تصادر الجريدة، ولدينا موقف مع صفقة الدستور قبل الثورة لكن الطاقم تغير وبقيت الجريدة، والطاقم الموجود حاليا يمكن ان تتغير، الشخص المخطئ يعاقب وفقا للقانون وبمساحة من التسامح، فلا يجوز اغلاق وسيلة بسبب خطأ صحافي، فلماذا لم يغلق التلفزيون المصري عندما حرض على المسيحيين امام ماسبيرو ونتج عن تحريضه قتل.
    ' التلفزيون وسيلة عامة بينما الوسائل الاخرى خاصة ؟
    ' الوسيلة هي الوسيلة، بغض النظر عن المالك وهذه الوسيلة ادت الى تحريض وقتل، فالدستور والفراعين حرضا لكن لم يؤديا الى قتل يعاقب من حرض ولكن لا تمس الوسيلة.
    ' ما الذي يميز لنا حرية الرأي عن التحريض على عنف أو كراهية ؟
    ' التحريض هو الدعوة لممارسة عنف او فعل، انما الرأي هو ذكر الرأي بالثناء او المهاجمة، وفي هذه الحالة يعاقب على قدر هذا وىليس على ادائه كله، فهناك حلقات توفيق عكاشة لم يحرض بها، وهناك برامج اخرى في القناة فالعقاب يكون على قدر الجريمة، وىفقد يحسب للرئيس اذا تسامح مع الصحىفيين، و سيحسب عليه اذا لم يفلت احد ممن تجاوزوا، ولا يوجد في اي دولة ديموقراطية تهمة تسمى اهانة الرئيس.
    ' هل من مصلحة الثورة في فترة معينة اخذ اجراء ضد وسائل اعلامية معادية لها ؟
    ' في فترة الثورة 'الفراعين' كانت مناهضة للثورة لكنها لم تكن وحدها، فالتلفزيون المصري تورط وحرض ونقل معلومات كاذبة والمحور قامت بنفس الشيء وكذلك قناة الناس، الفارق ان الفراعين استمرت، و انا ضد اغلاق اي وسيلة الاعلامية، والتعامل مع كل حالة بحدة يعد ترقيعا، فالواجب ان تصلح منظومة الاعلام التي لم تصلح وهناك العديد من المبادرات المقدمة للرئاسة والمسؤولين لاصلاح منظومة الاعلام، فلا يوجد اعلام دولة، ويجب ان يكون هناك جهاز لتنظيم الاعلام، يراعي تطبيق ميثاق الشرف الصحافي ويمنح التراخيص واشارات البث واختيار القيادات على قدر الكفاءة، وهذا لم يتم.
    ' هل ننتظر انجاز الدستور لاصلاح المنظومة الاعلامية ؟
    ' لو توفرت الارادة السياسية سيكون ذلك، وانما عدنا الى تعيين وزير اعلام، ونفس الامر حدث مع قيادات الصحف القومية، فبدلا من الوزير يجب ان تكون هناك جهة مسؤولة عن تنظيم الاعلام، تكون مسؤولة عن تطبيق ميثاق الشرف الصحافي، و لا ننسى ان هناك حق الرد و الشكوى لنقابة الصحافيين وهناك الاعتذار وهناك القضاء المدني وهذا يكفي تماما، والعقاب بالسجن للصفي خطأ فادح.
    ' كيف نقوم الاعلام ونصلحه، وبه عمالة ضخمة جدا وقد تحدث مقاومة لذلك ؟
    ' التلفزيون المصري عدد العاملين به اكبر من ثلاثة جيوش دول عربية، 42 الف عامل مثل جيوش قطر والبحرين والكويت، المشكلة ليست في المرتبات، وانما العدالة لان هناك من يقبض مئات الجنيهات وهناك من يقبض مئات الالاف، ورغم المديونية الكبيرة فان رأس مال المؤسسات التابعة للدولة، يمكن ان تغطيها عبر كوادرها الاعلامية الجيدة، لذلك يمكن أن نحل الموضوع بعدالة في الاجور، عن طريق هيئة تعيد التنظيم وكذلك البرامج والاعلانات و الانتاج التلفزيوني والذي يعد صناعة مهمة، بالاضافة الى تعيين صحافيين يجعلون القارئ يقبل على الصحف الحكومية، كما كانت في الماضي، وأن تعود مهنية ومحايدة، فهناك مبادرات موجودة لكنها تريد ارادة سياسية.
    ' هل تتخوف من تقليل الحريات الشخصية بعد وصول مرسي الى الحكم ؟
    ' بالفعل، وصول الاخوان ومرسي للحكم يجعلني اكثر قلقا على الحريات الشخصية وحرية الابداع، فاستخدام الدين ربما لمحاولة الحد من الحرية والحد من الابداع، واتخوف اكثر من الابداع لانه سيتم التدخل فيه، رغم ان الابداع يعني التجريب اكثر من مرة و الخطأ حتى يتم النجاح فيه، وهذه الاخطاء قد تستخدم لمحاولة وأد او دفن الابداع، والشعوب التي تخشى من الكلمة هي شعوب تعيش انهيارها، فالابداع يجب ان يتاح له مجال واسع سواء الفني او الاكاديمي ولا يمكن تقييمه بمعايير دينية وانما بالنقد الفني فقط.
    ' هل التخوف مما يثار في الشارع أو من صدور قوانين مستقبلا ؟
    ' المشكلة ليست في حكم الاخوان فقط وانما في الثقافة الموجودة وهجمة الوهابية في العالم العربي على المرأة وحرية العقيدة وضف اليه النظام نفسه سواء نظام مبارك او النظام الجديد الذي عنده مشكلة مع الحريات، اضافة الى عدم وجود تطمينات او اداء يوضح ان هناك ارادة سياسية لاحترام هذه الحريات، و ما سيأتي يتوقف على دفاع المصريين عن الحريات، لكن الايجابي ان الناس مصرة للدفاع عن حقها.
    ' هل هناك جمعيات تأخذ تمويلا لأغراض معينة ؟
    ' التمويل كله ليس خيرا او من جهات جيدة، فهناك جزء من الحملة التي شنت كان من المعونة الامريكية او فريدوم هاوس و لم نحصل على تمويل منهم على الاطلاق، و عندما طرحت القضية اكتشفنا حصول مؤسسات على ملايين ولا يعرف اين ذهبت، فالقانون الجديد والرقابة والشفافية يضبط هذا الامر، واعلنا من اين نأخذ التمويل وحجمه و كيف ننفقه، وعندما هوجمت المنظمات تخيلوا اننا اخذنا اموالا ضخمة لكنهم اكتشفوا انها ملاليم، لكن هناك بعض الجمعيات تأخذ من المعونة الامريكية التي تهدف الى الاستقرار و ليس الديمقراطية، و نحن لم نأخذ لا من امريكا او قطر او السعودية و نحن مع التمويل المحلي ان وجد.
    ' اقالة المجلس العسكري البعض يراها خطوة لتحقيق مدنية الدولة والبعض يراها انقلابا من الاخوان ؟
    ' الاقالة كان يجب ان ترتبط بفتح تحقيق، لا أقول عاقبهم وانما اقول حقق معهم تحقيقا عادلا في الجرائم المنسوبة لهم، فلكي تحقق معهم يجب ازاحتهم وانما يزاحون ويكرمون لا، فلا هي خطوة للامام ولا هي للخلف




    --------------

    مرسي 'وتطهير' المؤسسة العسكرية
    رأي القدس
    2012-09-02




    التغييرات في المؤسسة العسكرية المصرية لم تتوقف منذ تولي الرئيس محمد مرسي السلطة، بعد الانقلاب الناعم الذي اطاح بالمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري والفريق سامي عنان رئيس هيئة الاركان، ها هو وزير الدفاع الجديد الفريق اول عبد الفتاح السيسي الذي حل محل المشير طنطاوي يكمل مهمته التي بدأها بتغيير قادة الاسلحة، باحالة 70 لواء الى التقاعد.
    وربما يجادل البعض بان مثل هذه الاجراءات باحالة اعداد من الالوية والقيادات العسكرية هي عمل روتيني يحدث كل عام، ليس في الجيش المصري فقط وانما في جميع جيوش العالم قاطبة سواء في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الامريكية، او في دول العالم الثالث الاقل نموا واهمية.
    هذه المقولة صحيحة، لكن توقيت هذه الاقالات يضفي طابعا سياسيا عليها، فالمجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية الذي حكم البلاد لاكثر من 18 شهرا بعد نجاح الثورة في عزل الرئيس مبارك لم يحل ايا من قيادات الجيش او من هم اقل رتبة منهم الى التقاعد طوال هذه الفترة.
    الرئيس مرسي يريد اعادة ترتيب اوضاع القوات المسلحة المصرية وفقا للمرحلة الجديدة، بما في ذلك ابعاد معظم القيادات التي ترهلت او ارتبطت بطريقة او باخرى بالمجلس العسكري من حيث الولاء، ولم يكن من قبيل الصدفة ان يكون من بين الضباط الكبار المحالين الى التقاعد اعضاء سابقون في المجلس الاعلى للقوات المسلحة.
    انها حملة لـ'تطهير' المؤسستين الامنية والعسكرية من معظم، ان لم يكن كل، رجالات النظام السابق، وهذا توجه ضروري يجب ان يسبق العقيدة القتالية لهاتين المؤسستين الاهم في الدولة، لانه بعد عملية التطهير هذه يمكن ترسيخ التوجه السياسي الجديد مثلما يرى معظم الخبراء في هذا الميدان.
    نقطة البداية كانت من عملية الهجوم التي استهدفت مجموعة من الجنود المصريين قرب معبر رفح، وادت الى مقتل 16 جنديا وخطف مدرعتين واستخدامهما في الهجوم على مواقع اسرائيلية وجرى تدميرهما وقتل جميع من فيهما فور اختراق الحدود المصرية.
    هذا الهجوم كشف عن حالة تسيب في المؤسستين الامنية والعسكرية، فعلى الصعيد الامني تبين ان اللواء مراد موافي قائد جهاز الاستخبارات العامة وخليفة اللواء عمر سليمان وتلميذه النجيب، كان يملك معلومات عن هذا الهجوم، ولكنه لم يرسلها الى رئيس الجمهورية وانما الى المشير طنطاوي قائد المجلس الاعلى للقوات المسلحة في مخالفة واضحة للتراتبية في الدولة، فما كان من الرئيس مرسي الا اتخاذ هذا الخطأ او الخطيئة كذريعة لاقالته.
    اما التسيب العسكري الذي تجلى في ابشع صوره في ترك الجنود لاسلحتهم، وعدم قيامهم بالدفاع عن انفسهم، واتخاذ الاحتياطات اللازمة بالتالي المتبعة في كل الجيوش، فقد اضعف مكانة المشير طنطاوي، ووضعه في موقف محرج امام رئيس الجمهورية والرأي العام المصري معا.
    الرئيس مرسي وجد في هذين التسيبين الامنيين الفرصة للاطاحة بكل رموز النظام الفاسد السابق، بالتدريج، وفي خطوات جريئة، والان يكمل هذه المهمة، بتغيير قيادات الصف الثالث بعد ان انهى عملية الاطاحة بقيادات الصفين الاول والثاني.
    ولعل توجه وزير الدفاع المصري الجديد الفريق اول السيسي لشراء غواصتين المانيتين هو خطوة تبلور توجها مصريا جديدا بتنويع مصادر السلاح، وعدم الاعتماد كليا على المصدر الامريكي.
    صحيح ان شراء هاتين الغواصتين تقرر منذ بضعة اشهر، ولكن المعارضة الاسرائيلية الشرسة لهذه الصفقة، ما كان يمكن ان تتصاعد بالشكل الذي نراه لو كان نظام الرئيس مبارك ما زال يحكم مصر.
    ما انجزه الرئيس مرسي من تغييرات في فترة لا تزيد عن شهر في القوات المسلحة يكشف مدى شجاعة هذا الرجل وجرأته، ووجود تصور كامل لديه لمصر التي يخطط لرسم هويتها وشخصيتها، وبغض النظر عما اذا كان هذا التصور يحظى بقبول البعض او معارضة البعض الآخر، وهذا امر مفهوم وطبيعي في الدول الديمقراطية.
    مرة اخرى نقول ان مصر تتغير، واللافت ان هذا التغيير جاء بوتيرة اسرع مما توقعه اكثر المتفائلين تفاؤلا، الامر الذي يدفعنا لحبس الانفاس خوفا من محاولات اجهاضه، الداخلية منها او ا لخارجية.
    Twitter
                  

09-04-2012, 04:28 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    215999_340674442692128_1804000436_n1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






    شماتة بإقالة المشير طنطاوي لخيانته مبارك لصالح الإخوان.

    . احتجاج على تغيير سجاجيد مسجد عمرو بن العاص
    حسنين كروم
    2012-09-03




    القاهرة - 'القدس العربي'


    لم يكن في الصحف المصرية الصادرة امس أي خبر أو موضوع هام أو جاذب للانتباه، باستثناء ارتفاع اسعار ملابس المدارس الجديدة والشنط، والاجتماع الذي عقده الرئيس محمد مرسي - مع مستشاريه الأربعة الجدد، وهم سمير مرقص - مفكر قبطي - وعماد عبدالغفور - رئيس حزب النور السلفي - وعصام الحداد - عضو مكتب ارشاد جماعة الإخوان والدكتورة باكينام الشرقاوي استاذة علوم السياسة وقريبة من الإخوان - ثم عقد اجتماعا مع السبعة عشر مستشارا وكذلك خبر ظهور أول مقدمة أخبار محجبة في التليفزيون المصري وهي فاطمة نبيل، وبهذا يكون زميلنا وصديقنا الإخواني وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود قد وضع نهاية لموقف شاذ اتخذه النظام السابق من منع ظهور المذيعات المحجبات رغم صدور احكام قضائية، وكذلك تعديه على الحرية الشخصية في وقت تظهر المذيعات ومقدمات البرامج المحجبة في تليفزيون البي بي سي. وإلى قليل قليل، من كثير كثير لدينا:

    الجيش وقياداته في بؤرة
    اهتمامات الاخوان

    من أخطر التحولات بعد ثورة يناير، أن الجيش وشؤونه وأوضاعه وقياداته أصبحت كلها في بؤرة الاهتمامات السياسي، وأصبح هدفاً لمهاجمين ولمن يفتشون فيه، ولمن يدافعون عنه، والتفتيش في الانتماءات السياسية لقياداته وتوجيه الاتهامات لها بخدمة الإخوان المسلمين، كما بدأت التحذيرات العلنية من تغلغل الإخوان بين الضباط وتحوله تدريجياً ليكون الذراع العسكرية للجماعة تفرض بها حكمها الأبدي بالقوة وعدم ترك الحكم لو تعرضت للهزيمة في أي انتخابات ديمقراطية.
    وازدادت المخاوف بعد قرار الرئيس محمد مرسي إقالة طنطاوي وعنان، وتعيين مدير المخابرات الحربية اللواء عبدالفتاح السيسي وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة، وترقيته إلى رتبة الفريق، وتعيين قائد الجيش الثالث اللواء صبحي صدقي رئيساً للأركان وترقيته إلى رتبة الفريق، وكان من شأن هذا الجدل حول انتماءات قيادات عسكرية للإخوان وأنهم سيحولون الجيش إلى ذراع عسكرية للجماعة، إحداث هزات وقلق داخله وسريان موجات من الشكوك بين الضباط، قد تؤدي إلى نتائج مدمرة لأنها المرة الأولى التي يجد فيها الجيش نفسه في مثل هذا المأزق، خاصة أن رئيس الجمهورية وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، إخواني، والحكم في أيديهم، أي أن الجيش صاحب التاريخ الوطني والمرتبط بثورات الشعب، سواء أيام الثورة العرابية، وثورة يوليو، ثم ثورة يناير سيصبح أداة باطشة لجماعة دينية وحزب سياسي منبثق عنها، خاصة إذا كانت هذه الجماعة لها ثأر مع الثورة الثانية، أي ثورة يوليو 1952، التي قام بها الجيش، وأحدث بها تحولات هائلة في مصر والمنطقة العربية وأفريقيا وآسيا، وإذا كانت بعض القيادات العسكرية، أو الضباط سوف يتحولون الى الجماعة، أو تنجح الجماعة في تجنيدهم، فإن غيرهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي ويكتفوا بالتفرج عليهم، مما سيعرض الجيش إلى ظاهرة الانقلاب والانقلاب المضاد، وهو ما سينهي المكانة المتميزة للجيش في الضمير الوطني. وبصراحة يستحيل الثقة في نوايا الإخوان أو الجماعات السلفية من هذه الزاوية.
    واستمرار الشكوك والهجمات العلنية ضد عدد من القيادات العسكرية واتهامها بالانحياز للإخوان، أو فتح كلياته العسكرية لطلابهم، ما أدى إلى أن يكشف وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي، ورئيس الأركان الفريق صبحي صدقي عن أن الجيش لن يكون لفئة أو جماعة، والتغيير الذي حدث في القيادة كان باتفاق مع طنطاوي وعنان، وأن طنطاوي هو من رشح السيسي لقيادة الجيش، وإذا كان هذا يعني تجريد الإخوان من التباهي بتحقيق نصر تاريخي على المؤسسة العسكرية، وهو ما اتضح من تجاهل جريدتهم 'الحرية والعدالة' لتصريحات السيسي وصبحي، ومع ذلك فإن الكتابات والاتهامات لم تتوقف عن الإشارة الى انتماء الفريق السيسي للإخوان.

    ما علاقة وزير الدفاع الجديد بالاخوان؟

    وهو ما ردده من أيام الإعلامي توفيق عكاشة علنا، ونشرت جريدة 'فيتو' الاسبوعية المستقلة في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي، في ملحقها تحقيقاً لزميلنا محمد عبدالعزيز، واستند في اتهامه لوزير الدفاع بأن ابن عم والده كان من الإخوان وهو عباس السيسي الذي انضم للإخوان ونصحه حسن البنا بالالتحاق بمدرسة الصناعات الميكانيكية الحربية، واستغل علاقاته مع علي ماهر باشا رئيس الديوان الملكي والفريق عزيز باشا المصري، وأضاف محمد: 'السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما علاقة وزير الدفاع الجديد بكل ذلك؟! وإليك الإجابة بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 كان جمال عبدالناصر أحد كوادر الإخوان ويعلم جيدا اسلوب الجماعة في العمل فاستطاع الإطاحة بها وكان أن طهر الجيش من كل العناصر الموالية للإخوان وكان من بينهم عباس السيسي الذي طرد من الجيش عام 1956 بعد خروجه من المعتقل، كما أمر عبدالناصر بعدم قبول أي عناصر موالية للجماعة في الكليات العسكرية حتى درجة القرابة الرابعة، إذن كيف دخل الفريق أول عبدالفتاح السيسي الى الكلية الحربية رغم هذه القرابة من الدرجة الثانية حيث أبوه ابن عم عباس السيسي؟!، للإجابة عن هذا السؤال نرجع الى التاريخ الذي التحق فيه وزير الدفاع الحالي بالكلية وطبقاً للموقع الرسمي لوزارة الدفاع فإن الفريق أول عبدالفتاح السيسي من مواليد 19 نوفمبر 1954 وتخرج من الكلية الحربية في الأول من ابريل 1977 وهنا مفتاح الحل، فالفريق دخل الى الكلية الحربية بعد الاتفاقيات التي عقدها الرئيس السادات مع الجماعة وأخرج قادتها من السجون وسمح لها بالحركة، كما خفف من القيود التي واجهها أبناؤهم وأقاربهم عند الالتحاق بالكليات العسكرية، وطبقا للسياسة التي اعتمدها عمر التلمساني المرشد العام للإخوان آنذاك كما تعلم من استاذه الأول حسن البنا هي إعادة اختراق صفوف الجيش والشرطة والقضاء والنقابات وغيرها، دون الصدام مع السلطة.
    وهكذا عرف وزير الدفاع الحالي طريقه إلى الكلية الحربية، وكما كان حسن البنا سببا في دخول عمه عباس السيسي الى صفوف الجيش كان عمر التلمساني المرشد الثالث للإخوان سبباً في دخوله هو إلى صفوف الجيش'.

    القرابة العائلية لا تعني قرابة سياسية

    وفي الحقيقة فإن كل هذا الكلام غير صحيح بالمرة، ذلك ان القرابة العائلية لا تعني قرابة سياسية والدليل من الإخوان أنفسهم فالأخ الأصغر لحسن البنا، جمال البنا كان خصماً للإخوان، وشقيقه الأكبر عبدالرحمن البنا كان يرى نفسه أحق بوراثة أخيه بعد اغتياله بدلا من المرشد الثاني المستشار أحمد حسن الهضيبي وانضم الى عبدالناصر في الخلاف الذي نشب بعد الثورة، وشفيق البنا عبدالباسط كان ضابط شرطة وقائد كتيبة سجن طرة، عام 1954، وزوجا بنتي حسن البنا كان أحدهما ضابط شرطة والثاني ضابط جيش أيام عبدالناصر - آسف - قصدي خالد الذكر، وكان المرشد العام السابق خفيف الظل محمد مهدي عاكف محكوما عليه بالمؤبد في قضية 54، وشقيق ضابط جيش هو كمال وأخذ يترقى حتى وصل الى رتبة اللواء وكان صديقا لقائد الجيش عبدالحكيم عامر، وكان شقيق يوسف ندا، ضابط طيار اسمه صبحي، وحتى على مستوى العائلات، فالسيدة زينب الغزالي، رئيسة الإخوات المسلمات في الجماعة، كان شقيقها الأكبر صديقنا المرحوم سيف الغزالي من كبار الوفديين المتشددين، وسجن مراراً، وشقيقها الأصغر صديقنا المرحوم عبدالمنعم الغزالي، كان شيوعياً، بل ان اللواء حسن عبدالرحمن مدير جهاز مباحث أمن الدولة المحبوس حاليا، توسط لادخال ابن بنت حسن البنا، السيدة الفاضلة استشهاد، الى النيابة العامة بوساطة من الدكتور مصطفى الفقي.

    التشدد كان أيام السادات
    ثم ازداد أيام مبارك

    أما أيام السادات فكان التشدد ثم ازداد أيام مبارك، ولم يحدث أي توسط من الإخوان او التلمساني لادخال أحد الى الكليات العسكرية، لكن ذلك لا يعني عدم وجود ضباط لهم ميول واتجاهات، وهذا أمر طبيعي، ويكشفون عنها أو يمارسونها بعد تركه، وهذا حقهم، وقد انضم للإخوان اللواء عباس مخيمر مدير المخابرات الحربية السابق، وأصبح عضوا في المجلس المنحل - أحسن - كما سبق وانضم لحزب الوفد ما لا يقل عن ثلاثة من وكلاء جهاز المخابرات العامة بعد تركهم الخدمة، وكان صديقنا المرحوم الفريق محمد أحمد صادق مدير المخابرات الحربية ورئيس هيئة أركان حرب الجيش وقائده ووزير دفاعه الاسبق، بعد أن عزله السادات تراوده فكرة الانضمام إلى حزب الوفد عندما ارسل إليه صديقنا المرحوم فؤاد سراج الدين بعد ظهور الحزب في فبراير سنة 1978 يعرض عليه الانضمام.
    كما تلقى عرضا آخر من صديقنا المرحوم إبراهيم شكري رئيس حزب العمل، ولقد عانيت شخصياً من مثل هذه المواقف، من رفض قبول أحد أبناء شقيق لي في كلية الشرطة بسبب القبض على خاله أي شقيقي في قضية من قضايا تنظيم الجهاد وهو المرحوم نصر كروم، ولم يقبل الجيش تجنيد أبناء أشقاء وشقيقات لي لهذا السبب، وواجهتني مشكلة في قبول ابني طارق في النيابة العامة، بسبب عمه نصر وبسببي، وقد فوجئت من عدة أشهر بقبول تجنيد ابن شقيقتي الصغرى بعد تخرجه من كلية الهندسة، وقد ظن المسكين انه سيتم إعفاؤه كما حدث مع شقيقه الأكبر قبل ثورة يناير، فلما قبلوه قال لهم، أنا خالي كان نصر كروم فقالوا له في المخابرات عارفين، فقال، وخالي حسنين كروم، فقالوا عارفين، ولا تزر وازرة وزر أخرى، حالا انت مقبول.
    هذا وكان زميلنا الرسام الكبير في 'الوفد' عمرو عكاشة، قد قدم لنا يوم السبت رسمين الأول ليدين متشابكتين وفوقهما عنوان، قبل انتخابات الرئاسة، الجيش والشعب إيد واحدة، والثانية بعد الانتخابات، وعنوان - الرئاسة ومكتب الارشاد إيد واحدة.

    الإخوان والتحرش بالإعلام
    والصحف القومية والخاصة

    وإلى استمرار المعركة بسبب محاولات الإخوان فرض سيطرتهم على الصحف القومية، والتليفزيون والإذاعة والتحرش بالصحف الخاصة والقنوات الفضائية، وقد انكشف صحافيوهم بشكل غير لائق، لأنهم لم يجرؤوا على استنكار ما حدث ضد الإعلامي توفيق عكاشة وإغلاق قناته - الفراعين - أو مصادرة عدد جريدة 'الدستور' وإحالة رئيس تحريرها زميلنا إسلام عفيفي الى محكمة الجنايات وحبسه احتياطيا بتهمة إهانة رئيس الجمهورية والتوحد مع كل زملائهم في استنكار هذه الهجمة لإعلاء قيمة الانتماء لحرية الرأي، لم نسمع إدانة أو استنكارا لما لجأت إليه جماعتهم وحزبهم، انما استماتوا للدفاع عنه بطرق ملتوية في صحيفتهم 'الحرية والعدالة'، فيوم الأربعاء صرخ زميلنا عامر شماخ: 'إذا كان حبس صحافي بسبب تجاوز حدود الأدب مع رئيس دولته الشرعي، قد غاظ طائفة من سياسيي وسط البلد ورواد مقاهي العاطلين، فإني أقول ليس على رأس الصحافيين - وأنا واحد منهم - ريشة، وإذا أرادوا أن تكون لهم حصانة فليثبتوا ذلك في الدستور - وهو يكتب الآن - مع العلم ان الحصانة لا تكون إلا لمن يحترمها ويحافظ عليها ولا يستخدمها في سب الناس وشتمهم وتعريتهم، ويا ليت الضحايا يستطيعون الرد أو تفنيد ما يقوله هؤلاء المأجورون، بل اعتدنا - للأسف الشديد - ضياع حقوق المجني عليهم أمام شرذمة غابت ضمائرهم لا يعرفون العيب، ولا يفرقون بين الحلال والحرام، وماذا ينتظر الشتامون بعد ان 'استرجلوا' وعابوا الرئيس وكذبوا عليه وانتقصوه على الملأ؟ هل كانوا ينتظرون خضوعه واستفزازه؟ إذا كان هناك إصرار على إلغاء الحبس في قضايا النشر فليكن هناك قانون لعلاج هذا الانفلات الإعلامي، ينص على تغريم المتطاولين أرقاما كبيرة كيلا يظنوا أن أعراض الناس قد أبيحت لهم، وليعلموا أن تلك المهنة قد شرفت على مدار التاريخ لدورها الكبير في الإصلاح فلا يجوز أن يمتهنها أرعن أو جاهل شديد الجهل. إن محمد مرسي الذي يقبحونه من أشرف المصريين وأشدهم وطنية وحباً لبلده، وما كان يجب بأي حال من الأحوال التطاول عليه وبتلك الطريقة الفاجرة، لولا ان المتطاولين عرف عنهم البذاءة والابتذال وسوء الخلق'.

    اين حق المحامي بالحصول
    على ضمانات أثناء ممارسة مهنته؟

    وفي اليوم التالي الخميس قال زميلنا قطب العربي وهو يحس بخجل شديد مما يقوله:
    ' شهدنا في مصر عقب ثورة 25 يناير حالة من الفلتان الإعلامي التي هي بدورها جزء من حالة الانفلات العام في المجتمع نتيجة غياب سلطة القانون ودور الدولة وقبضتها، وهذا الانفلات الإعلامي تسبب في أذى كثيرين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ولأن الثورة فتحت عيون عموم الشعب على حقوقه وواجباته وأيقظت فيه روح الايجابية والمبادرة فقد شهدنا تحركات شعبية لمواجهة حالة الانفلات الإعلامي بعد أن تقاعست الجهات المختصة بمراقبة الأداء المهني عن دورها، من هنا جاءت الوقفات الاحتجاجية أمام مدينة الانتاج الإعلامي وتحريك البلاغات في النيابات المختلفة ضد بعض الصحافيين والإعلاميين، وهو ما اعتبره البعض هجمة على الإعلام، وكأن الإعلام ذات مقدسة لا تمس. ورغم انني ضد التجاوزات التي حدثت في بعض الأحيان مثل الاعتداء على سيارة الزميل خالد صلاح رئيس تحرير 'اليوم السابع'، ورغم أنني أدعو الى عدم تجاوز نقابة الصحفيين عند الشكوى من بعض أعضائها، إلا أنني أرى أن التقاضي حق طبيعي لأي مواطن يرى أنه تعرض لظلم أو يرى خروجاً على القانون في دولة ترفع شعار سيادة القانون'.
    وفي الحقيقة، فلم أكن أتمنى له أن يكتب في هذا الموضوع ما دام ضميره يوجعه، بينما قال رئيس تحريرها زميلنا عادل الأنصاري وقد جف ريقه وهو يهاجم الضجة الإعلامية ضد ما حدث:
    'وفي المقابل صمت الجميع أمام قرار إحالة عبدالمنعم عبدالمقصود وناصر الحافي المحامي الى الجنايات بتهمة إهانة المحكمة الدستورية دون أن تجد من يطالب بحق المحامي في الحصول على ضمانات أثناء ممارسة مهنته، ولا أجد وجهاً للمقارنة بين المخالفات التي ارتكبها بعض الإعلاميين، والتي تمثلت في إهانة مواطنين دون دليل خلال النشر في وسائل الإعلام وبين مبادرة محامي برفع قضية اتهم فيها جهة ما ظن أنها مدانة من خلال ما لديه من أدلة حتى وان اثبت التحقيق فيما بعد عدم دقة هذه الأدلة أو صحتها'.

    بعد تعيين إخواني وزارة الإعلام.. غالبية
    وسائل الإعلام أصبحت تسبح في فلك الجماعة

    هذا وقد نبهني زميلنا بـ'الجمهورية' محمود نفادي حتى لا أنسى، ما كتبه عن جريدة الإخوان يوم الخميس وهو: 'أشفق على الزملاء المحررين بجريدة 'الحرية والعدالة' الناطقة بلسان جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بعد تراجع دورهم في الدعاية لتوجهات وممارسات الجماعة والحزب، بعد التغييرات في رؤساء تحرير الصحف القومية، وأيضاً تولي وزير إخواني منصب وزير الإعلام لأن غالبية الصحف ووسائل الإعلام أصبحت تسبح في فلك الجماعة وحزبها والحديث عن الانجازات بدلا من الاخفاقات، وهذا الموقف لجريدة 'الحرية والعدالة' ذكرني بما حدث في ظل النظام السابق والحزب الوطني المنحل لجريدتي 'مايو' ثم 'الوطني اليوم' حيث لم يكن لجريدة الحزب المنحل أي دور بارز أو مؤثر وتحولت الى نشرة صحافية لأن الصحافة القومية قامت بدورها على خير وجه وهو ما يحدث الآن على الساحة الصحفية لجريدة الحزب الحاكم الجديد، فاستخدام تعبير أخونة الصحافة القومية لم يكن تعبيراً صحيحاً أو دقيقاً، فالتعبير الصحيح هو صحافة الإخوان وهذا ما ينطبق على غالبية الصحف والمجلات القومية بسبب تطوع عدد كبير من الزملاء الصحفيين خاصة كتاب الأعمدة والرأي في الدفاع عن جماعة الإخوان وحزبها ورئيسهم وإطلاق أوصاف ما أنزل الله بها من سلطان على قيادات الجماعة والحزب، الغريب أن هناك زملاء عاصرتهم في العمل البرلماني لسنوات طويلة جندوا أقلامهم لصالح الحزب الوطني المنحل ورموزه وقياداته وبعضهم تولى موقع رئيس التحرير في هذا العهد وكان هؤلاء في مقدمة المتحولين والمتطوعين لإرساء حجر الأساس لصحافة الإخوان داخل الصحف القومية'.

    معارك الصحف والشو الاعلامي الاخواني

    وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، ونبدأها من يوم الأربعاء في 'الأخبار' - قومية - مع زميلتنا خديجة عفيفي مندوبة الجريدة في النيابة العامة ووزارة العدل، وقولها بعد أن مصمصت شفتيها:
    'عجبت لك يا زمن، هلل فريق من جماعة الإخوان المسلمين من حزب الحرية والعدالة ومجموعة أخرى من محامي الشو الإعلامي بسرعة إنهاء إجراءات التحقيق مع عكاشة وإسلام عفيفي وإحالتهما الى الجنايات لتأديبهما عما نشراه عن طريق صحيفة 'الدستور' و'قناة الفراعين' من أخبار وشائعات كاذبة تنطوي على إهانة لرئيس الجمهورية، وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة، وزعزعة استقرار البلاد وأشاد أصحاب البلاغات بالنيابة العامة مؤكدين انها الأمينة على الدعوى الجنائية، ويأتي دور القصة المشابهة في التهم مثل إهانة محكمة قضائية بالقول والكتابة في مرافعة شفهية أمام قضاة الدستورية العليا من ناصر الحافي المحامي وعبدالمقصود المحامي واحالتهما الى المحكمة لاتهامهما بإهانة قضاة المحكمة الدستورية العليا والادعاء الكاذب بتزوير الحكم، جاء رد الفعل عنيفاً من قبل أربعمائة محام من حزب الحرية والعدالة، وانضم إليهم بعض محاميي الشو الإعلامي المستقلين، منهم من أشاد بقرار النائب العام بإحالة عكاشة وعفيفي للجنايات ورددوا هتافات معادية ضد النيابة ونسوا وتناسوا بأنهم رجال قانون وهناك قنوات شرعية لإعلان رفضهم بأسلوب ينم عن وعي وحضارة في اسلوب عرض رفضهم، ولكن حلال لإحالة عكاشة وعفيفي وحرام لإحالة الحافي وعبدالمقصود، يا عالم أين ميزان العدل!؟'.

    شماتة فيما حدث
    للمشير طنطاوي

    وإذا تحولنا إلى 'اليوم السابع' في نفس اليوم سنجد ان زميلنا تامر عبدالمنعم يبدي شماتته فيما حدث للمشير طنطاوي ويدافع عن مبارك والحزب الوطني بقوله:
    'خسر المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع ورئيس المجلس السابق الجميع فلم يغضب أحد على خروجه مع مساعده الأول الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق بعدما أحالهما الرئيس الى التقاعد، لقد استطاع المشير طنطاوي على مدى عام ونصف أن يخسر كل أرضيته لدى الجماهير المختلفة الانتماءات.
    لقد لعب دوراً سياسياً فاشلاً منذ الوهلة الأولى نظرا لعدم خبرته الكافية في مجال السياسة، وقد كان قراره بحل الحزب الوطني بمثابة المسمار الأول الذي تم دقه في نعش الوطن لسبب بسيط للغاية يكمن في أن هذا الحزب العريق الذي يعود الى عشرات السنوات كان الكيان الوحيد الذي يستطيع أن يواجه قوة جماعة الإخوان المسلمين التي حصدت كل المناصب التي طرحت على مدى عام ونصف العام وبجدارة دون أدنى أنواع المنافسة، فلقد كان الملعب خاليا لهم تماما ليفعلوا ما يشاءون كيفما يريدون، ثم جاء قراره الثاني والذي يعد المسمار الثاني في نعش الوطن بحل جهاز مباحث أمن الدولة ولم يكتف بحله بل فتح أبوابه للجماهير ليدخلوه مثل زائري حديقة الحيوان بالجيزة أو حديقة الأسماك بالزمالك وترك للجماهير فرصة تصوير بعض المستندات والتسكع بردهات المبنى وغرفه!
    وقد تكرر هذا المشهد بأكثر من محافظة بعد اقتحام المبنى الرئيسي بحي مدينة نصر فكان لهذا وقع السحر على كل من أراد الحرية بمفهومها السيىء وما أكثر هؤلاء بالإضافة لإضعاف بل وسحق هيبة رجل الشرطة بشكل عام، وحزب الكنبة الذي اختار شفيق رئيساً للجمهورية مع حزب الفلول، ايضا غضب من المشير والمجلس بعد خسارة مرشحه على غير توقعهم خاصة بعد التسريبات التي سبقت الإعلان عن النتيجة والتي أكدت فوز شفيق، فاندلعت اكبر مليونية مؤيدة لطنطاوي ومجلسه، مرت التجربة بحلوها ومرها وخرج المشير ومعظم مجلسه خروجاً آمنا وسوف يذكر التاريخ هذه الفترة وسيكشف عن حقائق وأسرار عديدة ولن يغفر أخطاءه إن أخطأ ولن يظلمه إن أصاب'.

    سخرية من النخب
    القبطية لتأييدها شفيق

    وفي الحقيقة، فأنا يعجبني موقف تامر رغم الخلافات معه، لسبب واحد وهو شجاعته في التمسك برأيه وإعلانه، بينما هناك عشرات وأكثر يبدون من النفاق ألوانا دون أي حياء، ودون أن نشاهد أي احمرار على وجناتهم، وهؤلاء صنف لا دين له، يساري ويميني ومسلم ومسيحي، قال عنهم في نفس العدد زميلنا سليمان شفيق: 'ماذا سوف يكون حال نخب الأقليات وفي المقدمة منهم أبناء جلدتي أقصد 'النخب القبطية' فهي تساق كشاة المذبح بإرادتها، في انتخابات الرئاسة راهنت بشكل أساسي وبطريقة 'إيمانية' على رهان خاسر وهو أحمد شفيق، وحولت أحمد شفيق إلى 'قديس فلولي'، ثم راهنت تلك النخب على المجلس العسكري ورأت فيهم 'الخلاص' وحينما قام الرئيس مرسي بتطبيق 'نظرية الخروج الآمن للعسكري' فقد بعض قادة النخب القبطية والمدنية توازنهم المبني على التبعية للآخر، فلم يجدوا سوى طريقين لا ثالث لهما، إما الهرولة نحو الإخوان، أو ممارسة العالم الافتراضي الذي خلقه عكاشة وأبو حامد دون رؤية أو تمهل. النخب القبطية تنادي ليل نهار 'بالدولة المدنية' ولكنها في اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور تتوافق مع السلفيين حول 'الحق لغير المسلمين من المسيحيين واليهود في اللجوء لشرائعهم...' في إشارة انتهازية واضحة للاتفاق بين الضحايا والجلادين في مواجهة البهائيين والشيعة! ويهاجمون الإعلام السياسي ليل نهار لاستخدامه المساجد في السياسة وتفتح كنيسة السيدة العذراء بعزبة النخل بقيادة الكاهن الورع متياس نصر قليها 'لاستبن' شفيق ودوبلير العسكر محمد أبو حامد!، ونفاجأ مع صعود الإخوان وما يتردد من عقدهم صفقة مع الأمريكان على تديين الربيع العربي وأسلمة الحياة السياسية بعدة شخصيات محترمة من النخبة القبطية تشكل ما يسمى 'جماعة الإخوان المسيحيين'، في نادرة تحتاج لمحلل نفسي لكي نعرف لماذا تحب الضحية جلادها وتقتدي به الى هذا الحد؟! وعلى الجانب الآخر يهتف قطاع كبير من النخب القبطية 'يسقط يسقط حكم المرشد' ويعلو صوت الآخرين ضد الأخونة ونفاجأ بأنهم 'يقبطنون' عدة منظمات وحركات سياسية - أي يحولونها لطائفة أو يجعلونها ذات مرجعية طائفية - ويعلنون ما يسمى بـ'المجلس الاستشاري القبطي' دون أن يدروا أن المستفيد الأول والأخير من تلك المبادرات حسنة النوايا هو جماعة الإخوان المسلمين والحركة السلفية لأنهم يشكلون معادلا موضوعيا لهم. 'ربي اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون'.

    دين الانتهازيين غير الأديان السماوية

    صحيح، من قال ان هناك دينا موحدا للانتهازيين غير أديانهم السماوية؟ في الحقيقة لا أذكر اسمه، ولكن ما أذكره هو الأسف الذي أبداه يوم السبت في 'التحرير' زميلنا وصديقنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي بقوله: 'ومن دواعي أسفي وحزني الشديد، أن واحدا من الرجال الثلاثة المستشار أحمد مكي يبدو الآن قريباً جداً من الإخفاق في هذا الاختيار القاسي، فقد انزلق تدريجيا ولكن بسرعة ملحوظة نحو الاستقرار لا أخشى أن أقول التماهي' في أسوأ وأوضح ما يميز سلوك حكم 'الجماعة' الراهن، ألا وهو العداء السافر والنفور الواضح من الحريات عموماً وحرية الصحافة والإعلام خصوصا ومحاولة 'كما كان يفعل المخلوع وان كان بفجاجة أكثر وكفاءة أقل' تعويض الفشل والعجز التام عن تقديم حلول حقيقية لقضايا الناس بالانقضاض على الإعلام والتشهير به والشكوى منه ليل نهار وكأن ممارسة حق الكلام 'مهما كان نوعه' بمقدوره ان يمنع مالك قوة السلطة من الفعل، هذا الظن من عادة الفاشلين وأسهل ذرائع الجماعات الفاشية والنظم الديكتاتورية الفاسدة، فهل وقع المستشار الجليل في الشرك الخطير ذاك؟ للأسف نعم'.

    لماذا غيروا سجاجيد المسجد
    الجديدة اصلا لاستقبال مرسي؟

    وإلى المعارك السريعة والخاطفة وأولها من باب البريد بجريدة 'الأخبار' القومية يوم الخميس - ص22- ورسالة من المواطن الصالح مجدي محمود محمد من حي مدينة نصر بالقاهرة قال فيها: 'مسجد عمرو بن العاص أعرق مساجد مصر والذي بناه الصحابي الجليل عمرو بن العاص كان يحوي قبل زيارة د. محمد مرسي رئيس الجمهشورية له سجاجيد جيدة لم تشتك من شيء إلا ربما من قلة المصلين طوال العام غير شهر رمضان، ولكن عندما ذهب د. مرسي للصلاة فيه وقبل الزيارة بيوم واحد تم نزع هذه السجاجيد بالكامل وتركيب سجاجيد جديدة لتليق بالوافد الجديد، فلماذا كل هذا الإسراف والذي اعتقد انه تم بغير علم د. مرسي أي موافقته، أليس من الأولى صرف كل هذه الملايين في رصف طريق أو تحسين شبكة مياه أو صرف أو إعانة المساكين؟ ومتى نتوقف عن الاسلوب المتبع في عهد النظام السابق، من يجيب؟!'. وفي 'أهرام' نفس اليوم، خاض زميلنا شريف العبد عشر معارك، قال في اثنتين منها:
    'ـ محمد مرسي: حينما يذهب حاكم عادل نزيه يتحلى بالجدية والمصداقية ويعمل جاهدا لمصلحة بلده الى دولة جذبت أنظار العالم وحققت المعجزة لابد أن يجد ذراعيها مفتوحتين له ويلقى منها التعاون والاحترام. إننا نستبشر بهذه الزيارة ونثق انه سيكون لها أثرها الايجابي في تخطي الأزمة الراهنة، وفقك الله.
    - عصام العريان: ليس صحيحاً أن نواب حزبكم السابقين تدنت شعبيتهم ولا اعتراض على اعتزامكم الدفاع بوجوه جديدة وسواء كان المرشحون قدامى أو جددا فهذا لا يغير من النتائج، فالفوز سيكون مثل سابقه بالقدامى أو الجدد انها شعبية حزب'.

    أين الأخونة في الحكومة الجديدة؟

    وفي نفس اليوم - السبت - صرخ زميلنا في 'الجمهورية' محمد لاشين وهو يتلفت يميناً ويساراً: 'أين الأخونة؟! إذا كانت الحكومة الحالية يرأسها رجل ليس من الإخوان ولم يشارك فيها سوى أربعة وزراء فقط من الإخوان من مجموع 25 وزيراً أين الأخونة التي يزعمونها وضج ضجيجهم بها عقب التغييرات الصحافية بالمؤسسات القومية مدعين ان قيادات الصحف التحريرية من الإخوان'.
    وإلى 'وفد' الأحد حيث خاض زميلنا محمد زكي ثماني عشرة معركة قال في ست منها:
    '- 4 مساعدين و17 مستشارا للرئيس، مرسي، يا مرساااهو - جيوب الناس تحترق ففي أسواق الغلاء ورئيس حكومتنا هشام قطنونيله يتوغل وينتشر في الشو الإعلامي والجولات المكشوفة.
    - قرار حماية جهاز المنافسة ومنع الاحتكار بتبرئة أحمد عز القيادي الحديدي في الحزب الوطني المنحل دعوة صريحة لاحتقار الثورة.
    - تطاول المتملق مظهر شاهين من فوق منبر مسجد عمر مكرم على معارضي الإخوان، أخونة مفضوحة.
    - بعد انتهاء لعبة كش مشير أصبح العسكري في مهب ريح الملاحقات القضائية وأوراق التحقيقات جاهزة وتحت الطلب.
    - في ذات العصر وأوان الإخوان، ايقظ أحد حراس القصر مولاه مورساي، لكي يحذره من طوفان رحلة المائة يوم، وعندئذ هلل الديك بالصياح كوكو، كوكو، مورساااي، كوكو كوكو، مورساااي'.
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وماذا تكون فصيلة هذا الديك؟



    ------------------

    زيارة مرسي لطهران والتزوير الايراني
    صحف عبرية
    2012-09-03




    لم يزر أي مندوب مصري ايران منذ كان اتفاق السلام بين مصر واسرائيل. وقد زار مرسي طهران هذه المرة لأنه كان يجب على مصر ان تنقل منصب الرئاسة الدورية لاتحاد 'دول عدم الانحياز' الى ايران.
    كان الدور الذي خصصته له ايران كما لسائر المشاركين في المؤتمر 'الموالاة' باعتبارها ديكورا للشرعية الايرانية المجذومة باعتبار ذلك تحديا للغرب. وقد كان كثيرون من مشاركي المؤتمر في واقع الامر 'عملاء مزدوجين' للغرب يتغذون من طبقه على الدوام.
    عاون مرسي العرض الايراني في ظاهر الامر وهو الذي يجهد في اظهار انه ليس في جيب امريكا والغرب. أما في الواقع فان مرسي فضلا عن أنه لم يُقدم السلعة التي توقعتها ايران كانت خطبته عصا مرتدة محبطة لخطة الخداع الايرانية التي كان يفترض ان تدمغه بسمة 'حلف استراتيجي' بين مصر وايران، على الغرب.
    ذكر الرئيس المصري مرسي في خطبته ان شعبين هما الفلسطيني والسوري يناضلان في الشرق الاوسط من اجل الحرية والكرامة. وكان يمكن ان نرى أنه أبرز الشأن الفلسطيني 'رياءا'، لكن مرسي تناول بشجاعة صارمة وواضحة الشأن السوري فقط بتنديده بنظام الرئيس بشار الاسد حليف المضيفين باعتباره نظاما مضطهدا لا شرعية له ينبغي العمل على تنحيته باعتبار ذلك واجبا اخلاقيا على العرب.
    أُصيب الايرانيون وحلفاؤهم السوريون بصدمة حينما سمعوا خطبة مرسي الهجومية التي كان هناك من شبهوها بـ 'الهجوم التاريخي للعرب على الفرس'. وغادر السوريون القاعة فورا، وليس هذا فقط بل إن ترجمة كلامه في التلفاز الرسمي الايراني شُوهت وحُرفت بصورة لم يسبق لها مثيل بحيث إنه في كل موضع ذكر فيه جرائم النظام 'في سوريا' أدخل الايرانيون كلمة 'البحرين' على عمد. ان الايرانيين يرون البحرين دولة شيعية 'مظلومة' مرعية ستكون بالنسبة اليهم رأس جسر لعدوان في المستقبل على العرب في الخليج. وهذه الترجمة الكاذبة الآثمة جعلت رئيس مصر مؤيدا للنظام السوري ومعاديا لسلطات البحرين.
    ان هذا التلاعب أثبت الكذب ال###### الذي لا حدود له للنظام الايراني. ويدرك من رأى كيف حُرفت ترجمة كلام مرسي في حضور 'الزعيم الروحي' آية الله علي خامنئي ان هذا النظام لا ضوابط له ولا يصعب عليه ان يكذب في شأن القنبلة الايرانية التي أخذت تُستكمل ايضا.
    ان تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاخير الذي يقول ان ايران تواصل تطوير سلاح ذري، يناقض وعود ايران بأن المشروع الذري هو لأهداف سلمية. وفي هذا السياق نقول ان الجمجمة الامريكية المترددة التي تتحدث عن الساعة الدبلوماسية المحددة التي بقيت تعطي الوضع بُعدا مأساويا هازلا. ستتأثر سياسة مصر وقادتها في المستقبل بشعور عدم الأمن الذي يسود المنطقة العربية بسبب ضعف امريكا والمذبحة في سوريا وتسلح ايران الذري. وبازاء مسار الانكار والضعف اللذين يميزان الادارة والجيش الامريكيين، يزداد عدم الثقة بين حلفاء القوة العظمى الغربية. وتشير تباشير الخطاب العربي الواقعي الى البحث عن حلول تسليح دفاعية بديلة. وقد تطلب مصر الرئيس مرسي بسبب ذلك 'حبوبا' من نوع آخر تُزاد على حبوب القمح.

    رؤوبين باركو
    اسرائيل اليوم 3/9/2012





    215999_340674442692128_1804000436_n1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

09-05-2012, 04:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)


    اتهامات للإخوان المسلمين بشن حملة على إعلام المعارضة في مصر
    مخاوف واسعة بخصوص حرية الصحافة وملاحقة الصحافيين

    2012-09-04


    القاهرة ـ رويترز:

    بعد شهرين من بدء ولاية الرئيس المصري محمد مرسي ثارت مخاوف واسعة النطاق بخصوص حرية الإعلام وسط اتهامات لجماعة الإخوان المسلمين بالسعي إلى قمع أي انتقادات لها.
    وكانت الاتهامات الرسمية التي وجهها النائب العام لاثنين من الصحافيين الشهر الماضي ومصادرة أحد أعداد صحيفة الدستور محبطة لكثير من الذين اعتقدوا أن الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي ستؤدي إلى توسيع نطاق حرية الإعلام.
    ونشر عدد صحيفة الدستور المصادر في صفحته الأولى قائمة اتهامات طويلة للإخوان المسلمين، واتهم إسلام عفيفي رئيس تحرير (الدستور) جماعة الإخوان بخنق المعارضة.
    وأحيل عفيفي إلى محكمة الجنايات بعد أن اتهمه النائب العام بإهانة مرسي والتحريض على الإطاحة بنظام الحكم في مصر. ثم أمرت المحكمة بجبسه على ذمة القضية قبل أن يصدر مرسي مرسوما بقانون لإلغاء الحبس الاحتياطي في قضايا النشر.
    وذكر عفيفي أن الطريقة التي عومل بها لا تختلف عن أساليب نظام الحكم السابق في التعامل مع المعارضة.
    وقال 'كل الأساليب الفاشية والقمعية في حصار الصحفيين والإبداع عموما دائما تبوء بالفشل. وكل التجارب السابقة.. بس يعني للأسف الشديد هم لا يقرأون التاريخ.. ما حدث معي من محاولة.. أو من قرار المحكمة من أني أودع في سجن طرة وأني ألبس بدلة السجن وأني أدخل في زنزانة وأن بعد كدا يطلع قرار بإلغاء الحبس الاحتياطي.. يعني أعتقد أنها لا تخيف أحد.. بل بالعكس.. هي تجمع وتحشد طاقة الجماعة الصحافية كاملة لكي تقف يدا واحدة. لأن كلنا سنكون معرضين والناس كلها شعرت أن هناك هجمة شرسة'.
    ومن المقرر أن تستأنف محاكمة عفيفي يوم 16 أيلول (سبتمبر). وقال الصحافي إن نتيجة المحاكمة لن تخرج عن البراءة أو الحبس في ظل القانون بصورته الحالية.
    وذكر عفيفي أن إحالة صحافي للمحاكمة بتهمة إهانة الرئيس أمر غير مقبول في النظام الديمقراطي.
    وقال 'كل العالم ييتعامل مع الصحافة على أنها صوت الشارع وصوت الرأي.. هي الصحافة المعارضة. لو تصفحنا الجرائد العالمية لن نجد من يقول إن.. رئيسة وزراء بريطانيا تعرضت لإهانة.. الصحف تهين شخص الرئيس أوباما. هذا الكلام.. نوع من التهليل ونوع من خلق فرعون جديد وأكيد يجب أن يكون مرفوضا من كل المصريين. يعني نريد أن نفخر بأننا تغيرنا بالفعل وأن هناك شبابا من خيرة أبناء هذا البلد ماتوا لكي نعيش بشكل أفضل.. لكي نعيش في حرية حقيقية ونعيش في ظل عدالة حقيقية.'
    وعين مرسي الذي استقال من جماعة الإخوان عندما انتخب في حزيران (يونيو) قائلا إنه يريد أن يمثل المصريين جميعا زميله السابق في الجماعة صلاح عبد المقصود وزيرا للإعلام.
    كما عين مجلس الشورى الذي يهيمن عليه الإسلاميون رؤساء جدد لمجالس إدارات الصحف التي تملكها الدولة يقول منتقدون إنهم إما موالون للإخوان المسلمين أو متعاطفون معهم.
    وأثارت تلك الخطوات علاوة على أمر النيابة بمنع بث قناة الفراعين التي يملكها توفيق عكاشة قلق الصحافيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان. وخرجت صحف الشهر الماضي بمساحات بيضاء مكان بعض الأعمدة احتجاجا على ما يرى كتابها أنه محاولة لمنع أي انتقادات للإخوان المسلمين.
    ويملك عكاشة قناة الفراعين وهو أيضا المذيع الرئيسي فيها. وأحيل عكاشة أيضا إلى محكمة الجنايات متهما بالتحريض على قتل مرسي وإهانته.
    وذكر عكاشة خلال مؤتمر صحافي عقده في الآونة الأخيرة أن الشعبية التي تتمتع بها قناته التلفزيونية هي التي أثارت غضب الإخوان.
    وقال 'أكبر قناة تحقق مشاهدة تم إغلاقها في عهد المفروض أنه نتاج ثورة ديمقراطية وانتخابات سليمة وانتخابات لم يحدث فيها أي نوع من أنواع الشوائب.'
    وأعلن توفيق عكاشة في وقت لاحق أنه يعتزم تأسيس حزب سياسي وترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة.
    ومن المقرر استئناف محاكمة عكاشة يوم الثالث من تشرين الأول (أكتوبر).
    لكن محامي الإخوان المسلمين قال إن المخاوف من قمع حرية الإعلام ليست في محلها.
    وذكر عبد المنعم عبد المقصود المحامي شقيق وزير الإعلام الجديد صلاح عبد المقصود أن انتقاد الحكومة مباح لكن الصحافيين اللذين يواجهان المحاكمة تجاوزا حدود الكلام المقبول.
    وقال 'عندما طال القانون الفراعين وطال القانون الدستور فإنه لم ينل منهم بسبب آرائهم أو تعبيرهم عن آرائهم في قيادات سياسية أو في قوى سياسية لكنه نال منهم بسبب ما ارتكبوه من جرائم هي بشهادة الجميع تقع تحت طائلة القانون ولا يد من إيجاد محاسبة لهؤلاء الأشخاص. لكن ليس معنى ذلك أن التخوفات التي لدى البعض الآخر في محلها.. بالعكس.. من حق الجميع أن ينتقد.. من حق الجميع أن يعبر عن رأيه.. من حق الجميع أن يجرح في السياسات وفي مؤسسات الدولة ما دام هذا التجريح في إطار القانون وفي إطار الدستور وفي إطار نشر الحقائق على الشعب. لكن ليس من حق أحد أن ينشر أكاذيب ويشوه سمعة شرفاء في هذا الوطن بحجة حرية الإعلام أو حرية الصحافة.'
    وانتقد الناشط الحقوقي جمال عيد إبقاء الحكومة على وزارة الإعلام وتعيين موالين للإخوان على رأس الصحف القومية.
    وقال عيد 'ما زالت وزارة الإعلام موجودة.. التعيينات تمت من مجلس الشورى.. رؤساء التحرير.. فضلا عن الطريقة الخطأ اللي تم اختيارهم بها.. إما إخوان وإما مقريبن من الإخوان وكأننا نعيد نفس النظام السابق. أنه منطقي أنه أي رئيس تحرير ح يكون منتميا للذي عينه مش للذي يدفع له أجره وهو المواطن المصري من ضرائبه باعتبار أن الإعلام المصري حتى الآن في الحقيقة تنفق عليه الدولة أو الحكومة ولسا ماهواش قادر يغطي تكلفته.'
    ويشعر كثير من المصريين بالقلق من الإعلام بعد الثورة التي أطاحت بمبارك ويقولون إنه يسيء فهم الحرية. ولكن كثيرا من المنتقدين يطالبون بآلية لتنفيذ ميثاق شرف بدلا من اتخاذ إجراء جنائي ضد الصحافيين


    -------------------

    مرسي وصداع سيناء المزمن
    رأي القدس
    2012-09-04




    ستظل صحراء سيناء صداعا مزمنا لكل من اسرائيل ومصر في السنوات القادمة، مهما اتخذتا من اجراءات عسكرية لفرض الهدوء والاستقرار وفوق كل هذا وذاك السيطرة الامنية.
    ولذلك لم تكن مفاجئة بالنسبة الينا تلك الانباء التي تحدثت بالامس عن اقدام مسلحين على شن هجوم على كمين للجيش المصري في حي الزهور في مدينة الشيخ زويد شرق مدينة العريش.
    صحراء سيناء تحولت في الاعوام الاخيرة الى دولة داخل دولة، وميدان لجماعات متعددة المشارب والاهداف والايديولوجيات. فهناك المهربون وقطاع الطرق، وهناك الافارقة الذين يبحثون عن ثغرة للتسلل منها الى اسرائيل بحثا عن عمل او لجوء، وهناك، وهذا هو المهم، الجماعات الاسلامية المتشددة التي تريد ممارسة واجبها الديني والوطني بمحاربة اسرائيل التي تحتل الاراضي الفلسطينية، وتقتل عربا ومسلمين من خلال غاراتها المستمرة على قطاع غزة.
    السلطات المصرية استغلت جريمة الهجوم الذي ادى الى مقتل 16 جنديا مصريا في سيناء قرب معبر رفح من اجل القيام بحملة امنية لمواجهة هذه الجماعات، وفرض سيطرتها على المنطقة باسرها، من خلال ارسال دبابات وطائرات عمودية، مثلما قامت بتدمير الانفاق تحت الحدود المصرية مع قطاع غزة، وهي الانفاق التي كانت، وما زالت، تشكل شريان حياة رئيسيا لاكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تحت حصار اسرائيلي.
    هذه الهجمات التي تستهدف كمائن للجيش المصري في سيناء مفيدة ومضرة لحكومة الرئيس مرسي التي تتولى الحكم في هذا الظرف المصري الصعب.
    مضرة لانها توقع خسائر في صفوف القوات المصرية، وتهز صورة النظام الجديد من خلال اظهاره بمظهر الضعيف الذي لا يستطيع بسط سلطته على مختلف انحاء البلاد، والتصدي للجماعات التي يصفها بانها خارجة عن القانون.
    ومفيدة لانها يمكن ان تظهر مدى تكبيل معاهدات كامب ديفيد الموقعة منذ عام 1979 للادارة المصرية لان ملاحقها الامنية تمنعها من تواجد قوات ومعدات عسكرية كافية لفرض سيادتها على هذا الجزء من اراضيها الذي انسحبت منه اسرائيل.
    السلطات المصرية وضعت مصلحة مصر وامنها فوق هذه الاتفاقات عندما ارسلت دبابات وطائرات عمودية بعد جريمة الاعتداء على القوات المصرية في شهر رمضان المنصرم من قبل جماعات اسلامية لم تحدد هذه السلطات هويتها الايديولوجية حتى هذه اللحظة، ولكنها اضطرت وبسبب ضغوط امريكية واسرائيلية الى سحب هذه الدبابات والطائرات في خطوة اثارت انتقادات عديدة للرئيس مرسي وحكومته.
    ربما من المبكر مطالبة الرئيس مرسي الغاء معاهدات كامب ديفيد او حتى المطالبة بتعديلها، لان مثل هذا الطلب قد يفتح عليه باب مشاكل عديدة مع واشنطن في هذا الوقت الدقيق الذي يحاول فيه بناء هياكل الدولة وترتيب البيت المصري وفق رؤيته وحزبه، ولكن التجاوب مع الضغوط الاسرائيلية ـ الامريكية في ظل استمرار الهجمات على وحدات الجيش المصري وقواعده في سيناء قد يثير عليه غضب المصريين، ويوفر ذخيرة حية لمنتقديه وما اكثرهم هذه الايام.
    الرئيس مرسي كان يجب ان يتريث، وان لا يسحب قواته ودباباته بهذه السرعة من سيناء، لان اسباب وجودها ما زالت قائمةن ثم ان مصر مرسي يجب ان تكون نقيضا لمصر مبارك


    ---------------------




    عبدالحليم يتهم الرئيس بإهانة الجيش وسحب دباباته من سيناء تنفيذا لأمر إسرائيل وامريكا
    حسنين كروم
    2012-09-04


    القاهرة - 'القدس العربي'


    أبرز موضوعات وأخبار الصحف المصرية الصادرة أمس كانت عن استقبال الرئيس محمد مرسي المدير التنفيذي لشركة بريتش بتروليم ومناقشة مشروع استثمارها احد عشر مليار دولار في أربع سنوات للتنقيب عن الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية، مقابل أربعين في المائة لمصر، وكانت المفاوضات في هذا المشروع قد بدأت قبل ثورة يناير، وتواصلت الإضرابات والاعتصامات الفئوية وكلها لها مطالب اقتصادية، والاتجاه لزيادة أسعار الكهرباء والمياه على الشركات والمصانع، ونفي امتداد الزيادة للمنازل، واعتراف وزير المالية الدكتور ممتاز السعيد بأن قرض صندوق النقد الدولي ضروري لمصر لمواجهة العجز.
    وقد أخبرنا زميلنا بـ'الأخبار' والرسام الموهوب مصطفى حسين، انه اثناء سيره بالقرب من القصر الرئاسي، شاهد عجباً، وهو ان الرئيس مرسي ورئيس الوزراء هشام قنديل كانا في حالة رعب بعد ان خرجت عليهم المشاكل في صورة اشكال مرعبة، وهي المياه وسيناء والكهرباء والنوبة والأمن والمرور والعلاج والمرتبات والطائفية والإرهاب والنظافة.
    كما أشارت الصحف الى نجاة رئيس الوزراء والوفد المرافق له، عند عودتهم من أثيوبيا من تعرض الطائرة لمطبات خطيرة، ووصول جثمان مدرب كرة القدم محمود الجوهري من الأردن، والإعلان خلال ساعات عن أسماء رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية من جانب مجلس الشورى واستمرار الجدل حول عدم قانونية وضع جماعة الإخوان المسلمين،
    والمؤتمر الصحافي الذي عقده كل من اللواء محمد العصار مساعد وزير الرفاع واللواء أحمد أبو الدهب مدير إدارة الشؤون التعبوية لرؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة حيث طالبا بتحري الدقة في نشر الأخبار عن الجيش، لأنها تثير البلبلة بين المواطنين وداخل القوات المسلحة، واستمرار المشاورات بين الأحزاب والكتل السياسية استعداداً لانتخابات مجلس الشعب القادمة.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

    مجهودهائل لتبرير قبول
    حكومة الإخوان قرض صندوق النقد

    سوف تكون الخلافات الدائرة في أوساط التيار الديني من إخوان مسلمين وسلفيين حول قرض صندوق النقد الدولي الذي تتفاوض حوله الحكومة دليلا جديدا على أن هؤلاء الناس يستخدمون كلام الله في قرآنه، وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، تجارة يستفيدون منها، يفسرون الآيات والأحاديث، ليرفضوا بها ما يختلفون فيه مع خصومهم، ويقبلونه إذا كانوا هم فاعليه ويقدمون تفسيرات تتناقض مع تفسيراتهم السابقة عن نفس القضية، وهذه ظاهرة ليست جديدة عليهم على مدار التاريخ الإسلامي، الضرورات تبيح المحظورات لهم فقط، ومن الذين قفزوا إلى دائرة التبريركان الشيخ عبدالخالق حسن الشريف مسؤول قسم نشر الدعوة، بجماعة الإخوان المسلمين الذي نشرت له جريدة 'الحرية والعدالة' يوم الأربعاء الماضي مقالا بذل فيه مجهودا هائلا لتبرير قبول حكومة الإخوان قرض الصندوق الذي رفضوه من أشهر فقط بحجة ان فيه ربا - والعياذ بالله - لأن حكومة غير حكومتهم هي التي أرادت التفاوض حوله، وعندما أصبحت حكومتهم لم يعد الربا مهما، بل طلبوا مضاعفة القرض إلى ثلاثة أمثال، وما يجره من زيادة الربا، قال الشيخ عبدالخالق: 'البنوك المصرية إلا القليل يتعامل بهذه الفائدة، أعني الربا وأذونات الخزانة كذلك، وما يلزم به البنك المركزي البنوك العاملة في مصر، ويسعى حزب الحرية والعدالة وبعض القوى الإسلامية بعد الثورة إلى مخاطبة البنك المركزي للسماح للبنوك بالتعامل بالمنهج الإسلامي في أمر قروض الإسكان، ولم يسمح البنك المركزي بذلك، ولا أدري لذلك من أسباب اقتصادية اللهم إلا العناد، وهذا أمر يحتاج إلى إصلاح وتعديلات تشريعية، وبالتالي نحن في حاجة الى إصلاح البيت من الداخل قبل الحديث مع الخارج، نحن في حاجة إلى أن يقدم علماء المالية العامة والاقتصاد والنقود والموازنة توضيحات حول هذا القرض ومدى الحاجة إليه، حقيقة في ضوء الرصيد النقدي، الاستيراد للسلع الأساسية، تأثير ذلك على السيولة، وكذلك الرصيد الذي يغطي العملة الورقية وتأثير هبوط أرصدة النقد الأجنبي، كذلك يقدم أهل التخصص بيانا واقعياً وحقيقياً عن البدائل وما هي؟ وما أثر استخدام أي بديل؟ بعد ذلك يقوم أهل العلم الشرعي بدراسة ذلك في ضوء فقه النوازل وفقه الواقع وفقه المآلات والموازنات ولا نتمسك فقط - خارج أمور العقيدة - بفقه سد الذرائع مع مراعاة المصالح والمفاسد في ضوء الالتزام بالنصوص الشرعية وكذلك القواعد المقاصدية والكلية وباستخدام مثل هذا كله أجاز العلماء قتل أسرى المسلمين الذين يتحصن بهم العدو مع أن هذا الأسير مسلم معصوم الدم لم يرتكب ما يوجب قتله، ولكن ضرورة مواجهة العدو استلزمت ذلك، وقد يرى العلماء أن هذا من باب الحاجة التي تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أم خاصة، وهذه من القواعد الأصولية تستخدم في بابها حسبما يرى فقهاء الأمة، إذن الفتوى الجماعية هي الحل، ليس فقط من اصدر قرارا بتعيينهم، بل حولهم أضعافهم مثل أ. د، علي السالوس، أ. د، عبدالستار فتح الله سعيد من هامات كان عدد غير قليل ممن عينوا تلاميذ لهم علاوة على المشهود لهم بالجهاد القولي أمام السلطان لا التبعية للسلطان. أطالب الأزهر والأوقاف وعلماء الإخوان والجمعية الشرعية والسلف والجميع بالتعاون في مجال إرشاد المجتمع وحفظه خاصة في مجال الفتوى لأنها مؤثرة في حياة الفرد والأمة'.
    وفي حقيقة الأمر فأنا لا أعرف لماذا اللف والدوران وإطلاق قنابل الدخان للتغطية على قبول القرض بجمع كل الهيئات الدينية المتنافرة لإصدار فتوى لحكومة الجماعة تجيز لها التوقيع على القرض، بينما الرئيس وحزب الجماعة والجماعة ذاتها قبلته بالربا، دون انتظار لفتاواهم وتبريراتهم، بل ورغم فتوى صريحة من مفتيهم الشيخ سيد عسكر من أشهر فقط.
    هؤلاء الناس يعتقدون أنهم من الذكاء بحيث يضحكون على خلق الله - بينما هم مكشوفون لهم، ولا أعرف لماذا لا يريحون أنفسهم ويقولون اننا نتبع فتوى المجدد المجتهد الشيخ محمد عبده، الذي أباح فوائد الودائع والقروض من البنوك أوائل القرن العشرين، ودعا لإنشاء بنوك وطنية، ثم نشأ أول بنك مصري وطني هو بنك مصر على يد طلعت حرب.

    هل يجوز لجيش المسلمين قتل الأسرى المسلمين؟

    وكانت فتوى الإمام أبو حامد الغزالي انه يجوز لجيش المسلمين قتل الأسرى المسلمين رغم أن دمهم معصوم، وقد استخدم الكاتب والمفكر الإسلامي جمال البنا شقيق المرحوم حسن البنا هذه الفتوى لتأييد قيام القوات الأمريكية والبريطانية أثناء غزو العراق عام 2003 بتدمير المدن العراقية فوق رؤوس المدنيين، لأن الجنود يحتمون بالمساكن، ويفترشون وراء الترس، ونشر الفتوى في مقال له بجريدة 'نهضة مصر'، كما ان بعض الجماعات الإسلامية، أباحت قتل المسلمين في أوروبا و غيرها أثناء تنفيذ عملياتها الإرهابية، وقد اثيرت هذه القضية عام 2007 على صفحات 'المصري اليوم'، عندما بدأت تنشر المراجعات التي قام بها الشيخ سيد إمام - أبو فضل - لجماعة الجهاد، فقال يوم الأحد 25 نوفمبر: 'لا يجوز قتل المسلمين المختلطين بالكفار بدعوى التترس لأن قتل الترس المسلم ليس في اجازته نص، وإنما هو اجتهاد لا يجوز إلا للضرورة عند الخوف على المسلمين، والصورة التي اجازها الفقهاء هي صورة جيش للكفار وضع في مقدمته أسرى من المسلمين'.

    الفتوى الجماعية هي الحل
    وعدم تعمد اهانة الازهر وشيخه

    لكن كلام الشيخ عبدالخالق، يثير الشبهة من زاويتين، الأولى غمزه في الأزهر وشيخه وفي المفتي وتعمد إهانتهما بقوله: 'الفتوى الجماعية هي الحل، ليس فقط من صدر قرار بتعيينهم، بل حولهم أضعافهم مثل د. علي السالوس، وعبدالستار فتح الله سعيد من هامات كان عدد غير قليل ممن عينوا تلاميذهم'.
    أي انه يرحب بكل من الشيخ علي جمعة المفتي والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية المعينين، بإصدار الفتاوى التي تريدها حكومة الإخوان، وبأن لا ينفرد مجمع البحوث بإصدار الفتاوى، وإنما لابد من ضم الهيئات الأخرى له، حتى يسيطر عليها الإخوان والسلفيون.
    أما القضية الأخرى الخطيرة التي يثيرها كلامه، فهي قوله ان علماء المسلمين أجازوا قتل أسرى المسلمين الذين يتحصن بهم العدو مع ان هذا الأسير مسلم معصوم الدم ولكن ضرورة مواجهة العدو استلزمت ذلك.
    ولا أعرف لماذا زج بهذه الفقرة في قضية اقتصادية، كان عليه ان يكتفي بما قاله من أن الضرورة قد تدفع لقبول ربا القرض وهو كلام مقنع بشرط ان يكفوا عن إظهار أنفسهم في صورة الملائكة وحراس الشريعة، لأن هذه الفقرة قد يستخدمونها لتبرير ما هو أسوأ على الناس من الالتزام بشروط القرض، مثل رفع الأسعار وتخفيض الدعم وزيادة الضرئب وبيع مؤسسات وشركات ومصانع القطاع العام، أي العودة لسياسة الخصخصة من جديد، وبالتالي على الناس ان تقبل هذه التضحيات، لأنها أخف من قتلهم، لأن الأزمة الاقتصادية وعبورها مثلها مثل الحروب، في الوقت الذي يكونون فيه قد فتحوا الطرق امام تجارهم للاستيلاء على جانب من الاقتصاد ووراثة مجموعة جمال مبارك، وهذا هدف لن يتخلوا عنه، وأصبح عندهم سعار له.
    وحكاية جواز قتل أسرى المسلمين إذا اتخذهم الأعداء شعارا لهم، هي ما يعرف بقضية الترس، أي ماذا يفعل جيش المسلمين، وهو يحارب الكفار، إذا وجد انهم يحتمون خلف أسرى مسلمين، هل يقتل الأسرى ليهاجم الكفار، أم يتراجع.

    التمترس بالشعب واباحة
    قتل أبناء ونساء الشرطة

    أما هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية في لندن، فكان قد أرسل مقالا لـ'المصري' نشرته قبل يومين من مقال سيد إمام أي في 23 نوفمبر، قال فيه مبررا العمليات الإرهابية ضد المدنيين: 'الذي يتمرس بالشعب هي أجهزة الأمن والاحتلال عندما تنشىء مكان استخباراتها للتجسس على المسلمين وسط مكان شعبي مكتظ بالسكان، فهذه الأنظمة هي التي تترس وتتسبب في سقوط ضحايا أبرياء'.
    وكان أبو قتادة قد أباح لأعضاء الجماعة الإسلامية المسلمة في الجزائر، قتل أبناء ونساء الكفار من رجل الجيش والشرطة إذا تترسوا بهم، لأن قتل المرتدين ونسائهم وذريتهم جائز لو تترسوا بهم كما جاء في حديث الصعب بن جثامة، وهذا الرأي أثار الكثيرين وكان من بينهم محمد مختار بن مصطفى المقرىء، وهو مصري من الجماعة الإسلامية سافر الى لندن وأصدر كتابا عام 1997 عنوانه - حكم قتل المدنيين في الشريعة الإسلامية، دراسة شرعية فكرية تتضمن آراء الحركات الإسلامية - صدرت طبعته الأولى عن المركز الدولي للدراسات والإعلام، والكتاب يقع في ثلاثمائة وثمانين صفحة واستند فيه المؤلف الى مائتي مرجع كما قال، وبذل جهدا كبيرا ومشكورا، رغم الصعوبة في الصبر على قراءته كله بسبب القضايا القديمة التي يثيرها ويرد عليها، لكنه وفق في الرد على دعاة استخدام العنف، وفتاوى قتل الترس المسلم، إذا كان في ذلك مصلحة مؤكدة للمسلمين. لذلك اندهشت جدا من أن يذكرنا الشيخ عبدالخالق حسن الشريف بها، وهو يناقش قضية ربا وضرورة قبولها شرعا بحكم الضرورة، وهو ما قد يخفي قبول الإخوان لشروط الصندوق التي أشرنا إليها، من رفع الدعم وتعويم الجنيه والعودة للخصخصة، وهي ارحم عند الإخوان من قتل الترس المسلم، وعلى الترس قبولها منها.

    الاحتفاء بمرسي يذكر بصناعة الديكتاتور

    ولا تزال المعارك دائرة حول الرئيس محمد مرسي وسياساته وقراراته وسفرياته، والضجة التي يقيمها الإخوان المسلمون حولها، لدرجة أثارت قلق زميلنا الإسلامي ورئيس تحرير جريدة 'المصريون' - اليومية المستقلة - جمال سلطان، فقال عنها يوم السبت: 'لا أخفي قلقي من الاحتفالات الزائدة - داخل مصر - بخطاب مرسي والتي تذكرني بالآليات ذاتها التي كانت تصنع الفراعين، والربيع العربي في جوهر رسالته إنهاء عصر الزعامات والقادة الملهمين لتدخل البلاد عصر الشعب السيد، والشعب القائد والشعب الملهم والرئيس الموظف الذي يعينه الشعب ثم يراقبه ثم يحاسبه ثم يعاقبه ثم يعزله ان رأى أنه لم يحقق انجازات على أرض الواقع بالشكل المأمول ليخلي المجال امام 'رئيس' جديد يقدم للشعب أجندة إصلاح جديدة. وهكذا ينبغي الحذر الشديد من الاندفاع وراء عبارات مثل 'الرئيس المؤيد من الله' و'الرئيس الرباني' لأن هذا غيب وسر بين الشخص وربه ولا يمكن لمخلوق حسابه أو البناء عليه وليكن حديثنا عن 'الرئيس المؤيد من الشعب 'والرئيس الدستوري'، الحساب في النهاية ليس على الخطب وانما على الإصلاحات، الحساب على اما أنجز وفعل وليس على ما قال، وبالتالي أتمنى أن يكون المزاج المصري قد تعافى من مرحلة الأسر الخطابي وأن لا نغالي في تمجيد الخطب والكلمات واصطناع 'زعامات'.

    لطمة مرسي للإيرانيين
    الذين يجاملهم الكثيرون

    وفي اليوم التالي مباشرة، - الأحد قام صاحبنا الإخواني خالد إبراهيم - في 'الحرية والعدالة' بمحاولة إغاظة لجمال فقال وهو يطوف بالمبخرة على طريقة، شوبش، الله حي - منافساً في ذلك صاحبه الاستاذ بجامعة الأزهر الدكتور صلاح الدين سلطان، قال خالد: 'إذا أحياني الله تعالى فسأحكي لأحفادي أن أول قائد مسلم سني ذهب الى عقر دار من يسيئون الى صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعلن بكل اعتزاز ترضية عنهم هو الرئيس المصري محمد مرسي، أما اللطمة الثانية التي وجهها هذا البطل للإيرانيين الذين يجاملهم الكثيرون ويرهبهم الكثيرون فكانت دعوته لوقف نزيف الدم السوري ودعوته للاستجابة ودعم مطالب الحرية في سورية ضد نظام فقد شرعيته، وحطم أكذوبة التحالف الأمريكي الإخواني بتوجههه لزيارة الصين على رأس وفد سياسي واقتصادي كبيرين، ومن بعدها زيارته طهران على الرغم من التحفظ الأمريكي، وواجه الصلف الصهيوني بحكمة دون عنترية وخطوات غير محسوبة حين تحدث عن دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية ونوه بمعاناة أسراه في سجون الاحتلال البغيض، ووجه رسالة مفادها نقاء سريرة الإخوان المسلمين وأنهم لا يحملون حقدا لأحد مهما أذاهم وذلك حين أثنى على دور عبدالناصر الذي كان يعبر عن شعب مصر في خطابه أمام قمة عدم الانحياز.
    خلاصة القول ان الرئيس محمد مرسي يعيد كتابة صفحة مشرقة جديدة ناصعة البياض في تاريخ مصر الحديث ويجب على كل وطني مخلص ان يدعمه لكل ما أوتي من قوة، وأقول للرئيس الحبيب محمد مرسي أسعدك الله كما أسعدتنا وأرضاك الله كما ترضيت عن صحابة رسوله، إمض لرفعة مصر وأمتنا على بركة الله فوالذي بيده مقادير السماوات والأرض وجعلك رئيساً لمصر دونما طلب منك إن من خلفك رجالا سيجالدون معك ولعل الله يريك منهم ما تقر به عينك'.

    لماذا انسحبت دباباتنا من منطقة شرق سيناء؟

    وهذا الكلام الخاص بأن الرئيس واجه الصلف الصهيوني بحكمة دون عنترية، أثار أعصاب زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل، رئيس تحرير 'صوت الأمة'، فقال وهو في ضيق شديد: 'في الأيام الأخيرة جرت 'وكسة' ربما أخطر في مغزاها من نكسة 1967، انسحبت دباباتنا من منطقة شرق سيناء وعادت الى قواعدها البعيدة غرب قناة السويس، وبأمر أمريكي - إسرائيلي مباشر، وليس لاعتبارات عسكرية تكتيكية كما يقال، وبدت النهاية حزينة لمعركة قصيرة تصور البعض أنها قد تفيد في استرداد إرادتنا السياسية واستقلالنا الوطني. لا نريد لأحد أن يظلم الجيش فالقرار سياسي وليس عسكريا، فالرئيس مرسي استرد صفته الطبيعية كقائد أعلى للقوات المسلحة، ولم يعد من قرار سياسي مستقل للمجلس العسكري بعد إزاحة طنطاوي وعنان، والرئيس مرسي هو الذي عين الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة، والسيسي قائد عسكري وطني من طراز رفيع ورجل محترف ينفذ القرار السياسي، والمعنى ظاهر وبسيط وهو أن قرار انسحاب الدبابات كان أمراً لمرسي نفذه السيسي، ولم تكن النتيجة غير إهانة الجيش هذه المرة وإصابة الشعور الوطني المجروح بضربة في الصميم، ولم يتخذ مرسي القرار المهين للجيش من تلقاء ذاته بل بدا قراره تنفيذا وخضوعاً أمنياً لرغبة إسرائيل والتي تحالفت معها موضوعياً رغبات لقطاعات من التيار الإسلامي في مصر. باختصار أدار الرئيس مرسي ومع الجماعات المرتبطة به، أدار الكل حرباً ضد الجيش لا تخدم سوى إسرائيل وترك سيناء على حالها كمزرعة للمجرمين وأرضاً براحاً تمرح فيها إسرائيل وعلى طريقة 'الطائرة بدون طيار' الإسرائيلية التي قتلت بصاروخها مواطنا مصرياً قبل أيام وعلى عمق 15 كيلو متراً داخل حدود مصر والبركة في قيادة الرئيس مرسي'.

    اخواني يدعو لتحالف
    وتعاون استراتيجي بين مصر وإسرائيل

    أما صاحبنا الإخواني أسامة نور الدين فقد حاول في اليوم التالي - الاثنين - ان يفسر الموقف بطريقة أخرى وطالب بتحقيق ما يشبه التحالف او التعاون الاستراتيجي بين مصر وإسرائيل بما يحقق مصلحتهما وطالب الرئيس بالسعي لذلك، بأن قال في 'الحرية والعدالة': 'أدت عملية الانتشار الجديد للجيش المصري في سيناء لإثارة الذعر الصهيوني ودفعه لمطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على الدكتور مرسي لسحب الجيش المصري من المنطقتين، ج، و د، والالتزام ببنود اتفاقية كامب ديفيد، والتنسيق مع الحكومة الصهيونية إذا أصر الجيش المصري على البقاء لمدة معينة في سيناء حتى ينتهي من عمليته الحالية، وتمثل عملية الانتشار الأمني الجديد في سيناء مسألة في غاية لأهمية لأنها لا تسهم فقط في تحقيق الأمن القومي المصري واستعادة السيطرة على شبه جزيرة سيناء، وإنما تحقق كذلك المصلحة الصهيونية ،لأنها تساعد مصر على ضبط الحدود المشتركة ومنع حدوث أي تهديدات للكيان الصهيوني انطلاقا من مصر، لذلك ليس من مصلحة مصر ولا إسرائيل في هذا الوقت العصيب الذي تمر به المنطقة سحب القوات المصرية من شبه جزيرة سيناء وتركها مرتعاً للإرهابيين وتحميل مسؤولية ذلك للرئيس المنتخب الذي يتحمل عبء توفير الأمن والأمان لمواطنيه في مناطق الجمهورية المختلفة لذلك يتعين على الدكتور محمد مرسي، والحكومة الجديدة التفاوض من جديد مع الحكومة الإسرائيلية لتعديل بعض بنود اتفاقية كامب ديفيد بشكل يعطي لمصر الحق في بسط سيادتها وسيطرتها على شبه جزيرة سيناء بشكل يمكنها من تحقيق الأمن والقضاء على التهديدات المختلفة التي يسببها لها الإرهابيون والمتطرفون بين الحين والآخر، وفي ذلك مصلحة للجميع، ولن تمانع الحكومة الإسرائيلية في ذلك ما دمنا نضمن لها تحقيق الأمن على الحدود'. أي بوضوح شديد، هذا إخواني يطالب صراحة، بتحالف مع إسرائيل لتحقيق مصلحتها ومصلحة مصر التي أصبحوا يمثلونها، ولكن ما هو الثمن الذي ستطلبه إسرائيل من الرئيس مرسي عندما يطالبها بالموافقة على تعديل بعض بنود الاتفاقية بحيث تسمح بتواجد عسكري في المنطقتين ج، و د، بينما هي رفضت اكثر من مرة طلب مبارك هذا التعديل رغم انها كانت تعتبره الكنز الاستراتيجي لها ولأمريكا؟
    هل يمكن الثقة في المدى الذي يمكن أن يذهب إليه هؤلاء الناس في سبيل تحقيق مصالحهم؟

    تكذيب رواية أحمد منصور
    عن دوره في الثورة وبيانها الأول

    وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، وقد تسبب زميلنا ومقدم البرامج الإخواني في قناة الجزيرة أحمد منصور في واحدة منها عندما بدأ يكتب في عموده اليومي بجريدة 'الوطن' اليومية المستقلة، عن دوره في إعداد البيان الأول للثورة وأدوار الإخوان فيها، وهو ما دفع زميلنا وائل قنديل أحد مديري تحرير صحيفة 'الشروق' اليومية المستقلة لأن يكذبه، ويقول عنه يوم الخميس: 'يكتب تاريخاًَ لثورة 25 يناير المجيدة على ذوقه وعلى مقاسه هو ومن يحب عبر سلسلة مقالات في جريدة 'الوطن' يداهمك شعور بعد الإطلاع عليها بأن 'مصر هبة أحمد منصور' وأن الثورة ما كانت لتقوم لها قائمة لولاه هو ومجموعة من الأبطال كلهم بالصدفة من الشخصيات القريبة من الإخوان، يقدم أحمد منصور نفسه باعتباره صانع البيان الأول لثورة 25 يناير التي تبدأ بالنسبة له من لحظة هبوطه على أرض ميدان التحرير في هيئة اللهو الخفي الذي لا يظهر أبداً ولا يحب الظهور من فرط إنكار الذات وايثار الآخرين، هذا البيان الذي يعتبره منصور البيان الأول للثورة ألقاه يوم 11 فبراير حسب روايته الغريبة - نائب رئيس الجمهورية الحالي المستشار محمود مكي، وهو من تأليف وإخراج أحمد منصور بمعاونة المستشار محمد فؤاد جاد الله المستشار القانوني للرئيس مرسي، إذن باختصار، هذه ثورة رجال الرئيس مرسي كما يظهر من السياق، وكأنه ليس هناك اختراع اسمه غوغل أو يوتيوب يحفظ أرشيف أحداث الثورة ويقول لنا ان البيان الأول ألقاه الدكتور عبدالجليل مصطفى مساء 25 يناير 2011 في مؤتمر عالمي نقلته قناة الجزيرة التي يعمل بها منصور، وذلك في حضور ممثلين لمختلف القوى السياسية بما فيها الإخوان المشاركون في البرلمان الشعبي بإحدى قاعات حزب غد الثورة، ويبدو أننا امام محاولة لكتابة تاريخ الثورة وفقاً لنظرية التاريخ يكتبه المنتصرون، يتم فيها استبعاد وتهميش كل الوقائع التي تظهر أدوار من ليسوا ضمن المعسكر المنتصر، الأمر الذي يستلزم أن تبادر كل الحركات والقوى والمجموعات التي شاركت في صناعة زلزال 25 يناير بتوثيق أحداث الثورة على نحو دقيق يحميها من محاولات اختطاف تاريخها وإعادة تصنيعه'.

    مخاوف من اعتبار منصور
    هو وصفوت حجازي من الشهداء

    ومن الذين ضربوا كفاً على كف من فعلة الإخواني أحمد منصور كان زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' أحمد طه النقر الذي قال عنه يوم الأحد: 'من سوء حظ الأخ منصور أنني شاهد على لحظة وصوله أرض الكنانة قادماً من قطر حيث يعمل وذلك مساء يوم الثلاثاء الموافق أول فبراير 'عشية موقعة الجمل' أي بعد أسبوع كامل من اندلاع الثورة، كنت في تلك اللحظة متواجدا في مكتب الجزيرة المطل على ميدان عبدالمنعم رياض للتعليق على أحداث الثورة، عندما دخل الأخ منصور بحقائبه معلناً أنه جاء من المطار مباشرة، أي أنه جاء بعد الاسبوع الأول الحاسم ومن الطبيعي ألا يعرف شيئاً عن الثورة وخاصة بيانها الأول الذي ألقاه الدكتور عبدالجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، ونقلته شاشة الجزيرة على الهواء مباشرة، غير ان هذه ليست السقطة أو الفرية الأولى للأخ أحمد منصور، فلعلنا نذكر انه استضاف الشيخ صفوت حجازي وآخرين للشهادة على الثورة في حلقات مطولة على شاشة الجزيرة وألف هو والشيخ بالذات حكايات عن الثورة تبرز دورهما المزعوم في قيادتها داخل الميدان وفي المحافظات إلى الحد الذي أثار استغراب واستنكار الثوار أنفسهم، ومعظمهم من شاهدوا هذه الحلقات الكوميدية ظنوا أن المذيع وضيفه يتحدثا عن ميدان غير الميدان وثورة أخرى غير ثورتنا، بل أن هناك من توقع أن يعلن منصور وحجازي في نهاية الحلقات أنهما من شهداء الثورة ويطالبان بإطلاق اسميهما على الميدان'.

    دفاع عن أحمد شفيق

    وإلى معركة أخرى تسبب فيها ما يتعرض له أحمد شفيق، شفيق يا راجل، من وضع اسمه على قوائم الترقب والوصول مما دفع بزميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' ورئيس تحريرها الاسبق جلال دويدار لأن يقول عنه يوم الأحد: 'كما هو معروف فقد قدم هذا البلاغ أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية لصالح المنافس وتم الرد عليه بالمستندات الدامغة وثبت ان عملية تخصيص أرض مطار كبريت بمنطقة البحيرات المرة لنجلي الرئيس من جمعية الطيارين قد تمت إجراءاتها قبل تسلم أحمد شفيق رئاسة هذه الجمعية بخمس سنوات وأن التوقيع على تسجيل الأرض كان مجرد تحصيل حاصل لا يترتب عليها أي مسؤولية قانونية.
    وقد فند الفقيه القانوني رجائي عطية ما أحاط بهذه القضية التي تفتقد دوافعها الى الخبرة والحنكة المهنية والأخلاقية، قال ان أي اتهام يسقط بعد مضي 10 سنوات وأن موضوع اتهام هذا المحامي قد مضى عليه 20 عاما بناء على ذلك وصف عطية الاتهام وإجراءاته بالبطلان القانوني إضافة إلى انهيار القضية بتنازل المستفيدين من التخصص مشيرا الى ان المسؤولين عن هذا التخصيص لم يتم استدعاؤهم وسؤالهم'.

    تكرار وإعادة انتاج كارثة
    أيمن نور مع الرئيس السابق

    وفي نفس اليوم - الأحد - عالج زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال المشكلة بقوله عنها في 'المصري اليوم': 'أخشى أن نكون بصدد تكرار وإعادة انتاج كارثة أيمن نور مع الرئيس السابق في معركة انتخابات الرئاسة في سنة 2005 حيث تم الزج بأيمن نور في السجن متهماًَ في قضية نعلم انها كانت صحيحة شكلا من الناحية القانونية، لكنها في الجوهر استغلت للانتقام من أيمن وتأديبه بشكل شخصي وتوجيه رسالة الى كل مواطن، أنه لا يجوز لك منافسة الرئيس، وإن عملتها فلن تفلت من العقاب الذي يبدأ بالسجن، ولدى البيروقراطية المصرية قدرة معجزة على تستيف الأوراق وتجهيزها بالوثائق والشهود، ويبدو الأمر للوهلة الأولى وكأن أي منافس حقيقي للرئيس لا يمكن أن يفلت من العقاب ومن الإدانة، وهذا يعني أن من يفكر في المنافسة لابد أن يكون مضحياً بنفسه ويدرك أن السجن هو نهايته، وإن لم يكن فعلى الأقل الحبس احتياطيا على ذمة التحقيق، وهذا أسهل شيء في مصرنا الآن، أدرك أن هناك بلاغا أمام النيابة العامة ويجب استكمال التحقيق، ولذا لابد لمن قدم البلاغ بحقه أن يدلي بأقواله، ولكن نحن بإزاء قضية سياسية تداعياتها سياسية بامتياز، وكان لابد من إنهاء هذه الاجراءات على عجل فور التقدم بالبلاغ أو البحث عن حلول قانونية تضمن سير التحقيق وتجنبنا التداعيات السياسية السلبية

    ---------------------------

    وزير الثقافة المصري الاسبق فاروق حسني امام الجنايات بتهمة الكسب غير المشروع

    2012-09-04



    القاهرة ـ ا ف ب ـ رويترز:


    قال مساعد وزير العدل المصري لجهاز الكسب غير المشروع إن الجهاز أحال وزير الثقافة المصري الاسبق فاروق حسني الثلاثاء إلى محكمة الجنايات بتهمة الكسب غير المشروع.
    وسيحاكم فاروق حسني الذي ظل وزيرا للثقافة ما يزيد عن عشرين عاما في عهد حسني مبارك، وكان مرشحا لمنصب مدير منظمة اليونسكو، امام محكمة الجنايات بتهمة الكسب غير المشروع، بحسب ما اعلنت وسائل الاعلام الرسمية الثلاثاء.
    واعلن رئيس جهاز الكسب غير المشروع التابع لوزارة العدل عاصم الجوهري ان حسني احيل الى محكمة الجنايات بتهمة 'الكسب غير المشروع' بعد تحقيقات مطولة، مضيفا ان الجهاز يطالب الوزير الاسبق برد 18 مليون جنيه مصري (قرابة ثلاثة ملايين دولار).
    ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن الجوهري ان فاروق حسني 'عجز' اثناء التحقيقات عن اثبات مصدر هذه الاموال.
    وقال مصدر قضائي ان حسني لم يستطع اثبات مصدر تسعة ملايين جنيه وان جهاز الكسب غير المشروع يطالبه بغرامة قدرها تسعة ملايين جنيه.
    وظل فاروق حسني وزيرا للثقافة لمدة تزيد عن عشرين عاما في عهد مبارك الذي اطاحته ثورة شعبية في 11 شباط/فبراير 2011. وبدأت تحقيقات مع حسني فور اسقاط الرئيس السابق ووضع اسمه على قوائم الممنوعين من مغادرة البلاد الا ان اسمه رفع من هذه اللوائح بعد بضعة اشهر.
    وكان اسم فاروق حسني احتل عناوين الصحف بعد ان ترشح لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو وفشل في الحصول على المنصب اثر جدل واسع ثار بسبب تصريحات ادلى بها في البرلمان المصري انذاك واكد فيها انه لا توجد كتب اسرائيلية في مصر وانه 'سيحرقها بنفسه' اذا وجدت في بلده.
    وقال حسني انذاك ان عبارته عن 'حرق الكتب الاسرائيلية' انتزعت من سياقها ونفى ان تكون لديه اي مواقف معادية للسامية الا انه لم يفلح في اقناع العديد من الدول بموقفه.
    واعتبر فاروق حسني ان فشله في الفوز بمنصب مدير عام اليونسكو يرجع الى 'مؤامرة' و'ضغوط صهيونية'.
    غير ان مثقفين مصريين انتقدوا كذلك اداءه كوزير للثقافة معتبرين انه لم يحقق اي 'تقدم ملموس' في مجال الثقافة وان بقاءه في منصبه يرجع لعلاقته الشخصية بمبارك واسرته.
    وفي عهد فاروق حسني، سرقت اللوحة الاصلية لفان غوخ 'بيت الخشخاش' من احد متاحف القاهرة في العام 2010.
    واظهر التحقيق ان من بين 47 كاميرا مراقبة في المتحف الذي وضعت فيه اللوحة اكثر من 30 كاميرا كانت معطلة.
    وخاض حسني معارك عدة مع التيار الاسلامي في مصر اشهرها تصريحات اكد فيها معارضته لارتداء المرأة الحجاب واثارت ضده عاصفة من الاحتجاج من الاسلاميين.
    وبإحالة حسني الى محكمة الجنايات، ينضم الى قائمة طويلة من المسؤولين السابقين ورجال الاعمال المرتبطين بنظام مبارك الذين احيلوا للمحاكمة بتهم تتعلق بالفساد.
    ولا تزال مكافحة الفساد من المطالب الرئيسية للشباب الذين اطلقوا الثورة ضد مبارك.
    ومنذ الانتفاضة تقدم مصريون كثيرون ببلاغات إلى سلطات التحقيق تتهم مبارك ومسؤولين في حكومته ورجال أعمال كانوا مقربين منه بالفساد وعوقب عدد منهم بالسجن والغرامة ورد أموال إلى خزانة الدولة.
    ويوم الأربعاء أحال جهاز الكسب غير المشروع رئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف وابنيه أشرف وإيهاب للمحاكمة قائلا إنهم حققوا كسبا غير مشروع بلغ 300 مليون جنيه خلال تقلد الشريف عددا من المناصب.
    ويحاكم الشريف الذي كان من أفراد الدائرة المقربة التي أحاطت بمبارك بتهم تتصل بقتل متظاهرين خلال الانتفاضة وينزل في نفس السجن الذي ينزل فيه مبارك (84 عاما) لإدانته بنفس التهم

    '
                  

09-06-2012, 04:25 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    05qpt970.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    مرسي يطالب الاسد بالتنحي بدلا من اضاعة الوقت في الحديث عن اصلاحات سياسية
    اعلن عن اجتماع رباعي سيضم ايران والسعودية وتركيا دون تحديد تاريخ

    2012-09-05



    القاهرة ـ من محمد عبد اللاه وياسمين صالح: وعد الرئيس المصري محمد مرسي الأربعاء بعودة بلاده إلى القلب من القضايا العربية مناشدا العرب أن يعملوا لإنهاء سفك الدماء في سوريا ومشددا على أن القيادة في دمشق يجب أن تتخذ قرارا يحقن دماء السوريين لأن 'الآن هو وقت التغيير.'
    وقال مخاطبا القادة السوريين في كلمة في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس وزراء الخارجية العرب وهي الأولى له في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة 'لا مجال للكبر أو المزايدة. لا تستمعوا إلى الأصوات التي تغريكم بالبقاء فلن يدوم وجودكم طويلا... إن لم تفعلوا فعجلة التاريخ ماضية.'
    وأضاف 'أقول للنظام السوري ما زالت هناك فرصة لحقن الدماء' مرجحا أن تحقق الانتفاضة السورية هدف إقصاء حكومة الرئيس بشار الأسد إذا لم تقرر ترك الحكم.
    وأعلن الرئيس المصري أن المجموعة الرباعية التي اقترحت مصر تشكيلها لحل الأزمة السورية والتي تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا ستجتمع لكنه لم يعلن تاريخا محددا للاجتماع.
    وقال 'الرباعية التي دعت إليها مصر الآن ستجتمع والكل مدعو للمشاركة. والجهود الحقيقية المبذولة منكم جميعا مشكورة ومقدرة.'
    وقال عضو في الوفد المصري في اجتماعات وزراء الخارجية إن حديث مرسي عن الرباعية يعد إشارة إلى أن الدول الأربع تتحدث فيما بينها عما يجب اتخاذه لكن التشكيل الرسمي للرباعية لا يزال موضع مناقشة كما سيحدد وقت اجتماع ممثلي الدول الأربع فيما بعد.
    وتدعم إيران حكومة دمشق بينما تطالب الدول الثلاث الأخرى بإقصاء الأسد.
    ويقول محللون إن من غير المرجح أن تتفق الدول الأربع على طريقة لإنهاء الأزمة لكن مبادرة مرسي تعني أنه عازم على إعادة بلاده إلى قلب سياسات المنطقة.
    وقال الرئيس المصري إن الوقت الحالي هو وقت التغيير في سوريا 'وليس إضاعة وقت في كلام عن إصلاح.. مضى هذا الوقت.'
    وأضاف 'النظام السوري عليه أن يتخذ العبرة والدرس من التاريخ القديم ومن كل حلقات التاريخ.' وتحدث عن الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك وجاءت به هو رئيسا.
    واشتبكت الشرطة المصرية مساء أمس الثلاثاء مع نحو مئة نشط حاولوا اقتحام مقر السفارة السورية بالقاهرة مما أدى لسقوط مصابين. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق النشطاء الذين ردوا بالحجارة وأشعلوا النار في سيارة شرطة.
    ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن وزارة الصحة اليوم أن عدد المصابين بلغ 85 عولج 71 منهم في مكان الاشتباكات.
    وشدد مرسي على أن بلاده ترفض تدخلا عسكريا أجنبيا في سوريا مطالبا بتكثيف العمل الذي يوصل إلى حل عاجل يحول دون تعرض سوريا لتدخل عسكري أجنبي.
    وقال إن المجتمع الدولي لن يتحرك جادا لحل الأزمة السورية إذا لم يتحرك العرب. وقال 'ما لم نتحرك نحن فلن يتحرك العالم بجدية في هذا الإطار.'
    وتابع 'لابد أن نتحرك صوب الحل النهائي وبكل قدرة وسرعة.'
    وبينما كان مرسي يغادر القاعة عاد إلى المنصة ليقول لوزراء الخارجية 'الشعب السوري في الميدان. اتخذوا ما ترونه مناسبا ونحن معكم. نحن معكم. نحن معكم.'
    وهذه هي المرة الثانية في أسبوع التي يطالب فيها مرسي بالعمل من أجل التغيير في سوريا. وكان قال في كلمة في مؤتمر قمة عدم الانحياز في طهران إن النظام في دمشق التي يربطها تحالف مع طهران قمعي وإن دعم المتمردين عليه واجب أخلاقي.
    وقتل أكثر من 20 ألف سوري منذ بدء الاحتجاجات السلمية ضد الأسد في مارس آذار العام الماضي. وفر عشرات الألوف من السوريين إلى الدول المجاورة اتقاء للعنف.
    ووصل إلى القاهرة اليوم ناصر القدوة نائب الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا للمشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية.
    وكان الإبراهيمي الذي يتوقع أن يصل إلى القاهرة يوم الأحد قد وصف مهمته في سوريا بأنها 'شبه مستحيلة' لكن القدوة قال للصحفيين في مطار القاهرة 'لم نفقد الأمل' على الرغم من الصعوبات التي تواجه المهمة.
    وقال مرسي الذي أدى اليمين يوم 30 يونيو حزيران خلفا لمبارك إن الانتفاضة التي أسقطت سلفه 'كانت أيضا إعلانا لا لبس فيه عن رغبة هذا الشعب.. شعب مصر.. في العودة لكي يحتل مكانته الطبيعية في قلب أمته العربية وليساهم بسواعد أبنائه في بناء مستقبل عربي مشرق.'
    وطالب مرسي في كلمته العرب بدعم الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل قائلا 'تبقى القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى والشرط الأساسي لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط... لن تنهض الأمة العربية بغير حل عادل للمشكلة الفلسطينية.'
    وشدد على استمرار مصر في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وقال 'خلافات الأشقاء أضحت ترفا لا يملكه أحد في هذه الظروف.'
    ووعد الرئيس المصري بمساندة اليمن الذي أطاحت انتفاضة شعبية برئيسه علي عبد الله صالح. ومع ذلك قال مرسي إن بلاده لن تصدر الثورة. وكان قال ذلك من قبل وهو ما رآه البعض طمأنة لدول الخليج العربية التي تخشى من أن يؤدي صعود الإسلاميين في مصر إلى انتقال الاضطراب إلى أراضيها. (رويترز)



    ------------------





    تشبيه حكم الإخوان بحكم مبارك مع عدم وجود وزراء كبار.. اتهام البلتاجي بإخفاء كرسي شيخ الأزهر
    حسنين كروم
    2012-09-05




    القاهرة - 'القدس العربي' في رأيي أن أبرز الأخبار والموضوعات في الصحف المصرية الصادرة امس الأربعاء كان الإعلان عن حضور الرئيس اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم في الجامعة العربية وإلقاء كلمة.
    وقد خصصت لها جريدة 'الحرية والعدالة' الناطقة بلسان الحزب عنوانا نصه - مرسي يلقي اليوم أول خطاباته في جامعة 'الشعوب' العربية'.
    ووضعت كلمة الشعوب بين قوسين للتأكيد على قصدها حتى لا يظن البعض أنه خطأ في الجمع أدى إلى وضع كلمة الشعوب بدلا من الدول، أي أن الإخوان المسلمين اتخذوا قرارا منفرداً بتغيير اسم الجامعة دون التشاور مع أعضائها وأن يكون أي قرار ملزما بالأغلبية، ولا نعرف ان كان هذا التوجه سوف ينعكس على كلمة الرئيس أم لا، وأن تغيير اسم الجامعة هو قرار من مكتب الارشاد تم بلاغه للصحيفة والحزب، لاحراج مرسي، والإعلان عن وجود خلافات بينهما، انعكست من قبل على عدة مظاهر سوف نشير إليها، وأن التغيير في الاسم، رغبة الجماعة وحزبها في طرح مشروعها للخلافة الإسلامية الذي أعلنه مرشدها العام الدكتور محمد بديع علنا، وهذه التسمية تذكرنا بما فعله الرئيس الراحل أنور السادات في مارس عام 1979 بعد أن أسقطت الجامعة العربية عضوية مصر بعد توقيعها على اتفاق السلام المنفرد مع إسرائيل ونقل مقره من القاهرة الى تونس مؤقتا، وقتها رد السادات بإنشاء ما سماها جامعة الشعوب العربية والإسلامية، واختار رئيساً لها السياسي الافغاني صبغة الله مجددي، كما نشرت الصحف عن التعيينات الجديدة لرؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحافية الإخوانية وأعضاء المجلس الأعلى للصحافة واتهام الجماعة بالسيطرة على الإعلام، وقد أخبرني زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب عمرو سليم، بأنه شاهد وسمع في نشرة أخبار التليفزيون المصري مذيعة محجبة تقول: 'هذا وقد اجتمع اليوم وزير الإعلام الإخواني مع رئيس التحرير الإخواني ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الصحافية الإخواني واتفقوا جميعا على انه لا وجود لمصلحة أخونة الإعلام.
    وإحقاقا للحق، فلم أشاهد هذه النشرة لأنني كنت في المطبخ وقتها.
    كما تم الإعلان عن تغيير في عشرة محافظين وفي المجلس القومي لحقوق الإنسان، وسط اعتراضات على وجود الإخوان والسلفيين، وفي الحقيقة فانه يصعب قبول هذا الاعتراض، لأن التشكيل يجب أن يضم الجميع بشرط أولي وهو أن يكونوا من المعروفين بالدفاع عن حرية الرأي وحقوق الإنسان، بينما ضم التشكيل أعضاء معادين لحرية الرأي من خلال رفعهم قضايا.
    أيضاً ألقى الرئيس كلمة أمس في مئات من ممثلي الطلاب وجنازة مدرب كرة القدم محمود الجوهري، وزيادة أسعار الكهرباء والمياه دون إعلان. وإلى بعض مما لدينا.

    سخرية من تنظيف قرية مرسي

    ونبدأ بالمعارك التي لا تزال مشتعلة حول الرئيس دفاعاً عنه أو هجوما عليه، وان كانت الهجمات اكثر بكثير، وتزداد عنفاً وضراوة مع كل إجراء أو قرار يتخذه، وقالت عنه زميلتنا بـ'الأخبار' إيمان راشد يوم الأحد: 'قام شباب الحرية والعدالة بحملة واسعة لنظافة وتجميل ورصف قرية العدوة مركز ههيا شرقية وساعدتهم هيئة الكهرباء لاستكمال الابهة، وهو تصرف محمود لو تم تعميمه على باقي قرى مصر الـ4200 ولكن أن يقتصر ذلك على مسقط رأس الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية فهذا يضع ألف علامة استفهام خاصة وأن محافظ الشرقية أعلن أنه ليس لديه ميزانية لتطوير أي قرية بالمحافظة! وأقول لهم حرام عليكم بلدنا لا تتحمل مهاترات، لقد أسأتم للرئيس مرسي دون أن تدروا ما تقصدون فهو بالتأكيد يرفض أن تتميز قريته عن أي قرية مصرية'.

    اقال الرئيس قيادات الجيش
    فلماذا لا يحل جماعة الاخوان؟

    وفي نفس اليوم - الأحد - قال عنه زميلنا وصديقنا سليمان الحكيم في 'المصري اليوم': 'يستطيع رئيس الجمهورية أن يصدر قراراً بحل المجلس العسكري وإحالة قائد الجيوش ورئيس أركانها إلى التقاعد، لكنه يعجز أو لعله لا يريد أن يصدر قراراً بحل جماعة الإخوان المسلمين التي تمارس نشاطها خارج قوانين الدولة، رئيس الجمهورية يمارس مهام منصبه بعد أن أدى القسم باحترام القانون والدستور، لكنه يتغاضى عن جماعة لا تحترم القانون والدستور لأنها جماعته تضم أهله وعشيرته، لقد اعتدنا من الجماعة إظهار الغطرسة والعناد والتعالي ولم يكن أحد أعضائها قد أصبح رئيساً للجمهورية، فكيف الحال إذن وقد أصبح الرئيس واحداً منها، وهو الذي تعهد لنا بأن يكون رئيساً لكل المصريين، فإذا به مرؤوساً مثل كل المصرين لرجل خارج على القانون، وجماعة تعتبر نفسها فوق الدولة، وفوق القانون؟! نحن لا نريد أكثر من استرداد رئيسنا من أيدي جماعته، واسترداد القانون من أيدي العابثين!'.

    الرئيس نفسه في الطريق إلى مكتب الارشاد

    أما زميلنا وصديقنا محمد أمين، فانه في نفس العدد أثار قضية أخرى، قال عنها: 'لم تعتذر الرئاسة ولم تصدر بيانا بشأن حضور مساعد الرئيس اجتماعات مكتب الإرشاد، ولا استبعد أن يكون الرئيس نفسه في الطريق إلى مكتب الارشاد، والاجتماع بقياداته، صحيح هو ليس في حاجة للذهاب إليهم، وصحيح أنهم يذهبون إليه بعيدا عن أعين الصحف والفضائيات، وصحيح انه ليس في حاجة للاجتماع بهم لينفذ سياساتهم، لكنه بلا شك يدير الرئاسة بفكر المقطم! هل تخلص الرئيس فعلا من علاقته بالإخوان؟ هل تحلل من بيعته للمرشد؟ هناك دلالة قطعا في قصة حضور مساعد الرئيس اجتماعات مكتب الارشاد، المعنى واضح، وهو أنهم لم يعودوا ينكرون شيئاً كانوا يخفونه سابقاً، كأنهم يقولون 'إن كان عاجبكم، نحن الذين نحكم، ونحن الذين سنحاسب في النهاية'، لم يعد يفيد الانكار، لا يدرون حجم الخطر حين يكون هناك خلط بين الدولة والجماعة، وحين يمتد هذا الخلط بين الرئاسة ومكتب الإرشاد! أغرب ما يمكن ملاحظته أن ما انتهى إليه مبارك في 30 سنة هو ما بدأ به 'مرسي' في شهرين، خلط بين الدولة والحزب الحاكم، خلط بين الرئاسة والجماعة، ظهور أبناء الرئيس في الأيام الأولى للحكم، أبناء مبارك ظهروا في الأيام الأخيرة، الرئيس المخلوع انتهى إلى الاجتماع بالهيئة البرلمانية للحزب الوطني، الرئيس مرسي في طريقه لذلك والمشاركة في اجتماعات مكتب الإرشاد!'.

    لا يجوز أن يطالب الرئيس
    ووزراؤه بالتنصل من الاخوان

    ويبدو أن هذه الهجمات لم تعجب صاحبنا الدكتور عبدالغفار شكري، فقال عنها يوم الاثنين، في 'الأهرام': 'عندما اختار الشعب الدكتور مرسي رئيساً للجمهورية فقد اختار معه وبالتبعية حزب الحرية والعدالة الذي كان رئيساً له وقامت بإنشائه جماعة 'الإخوان المسلمين' وبالتالي فإنه بالمنطق الديمقراطي لا يجوز لأحد أن يطالب الرئيس ووزراءه بالتنصل من الحزب ورفض الانتماء إليه وكأنه تهمة لأن هذا الانتماء هو جزء من العملية الديمقراطية حتى يمكن للشعب تقييم أداء حكامه ومعرفة قدراتهم وبالتالي تحدد الجماهير موقفها من الحزب الحاكم في الانتخابات القادمة عبر التصويت سواء معه أو ضده، ويعد هذا من الانجازات الكبرى لثورة يناير التي أعطت للشعب فرصته كاملة في اختيار من يحكمه وأقرت تداول السلطة بالانتخابات، وهذه هي الديمقراطية'.

    'المصري' للرئيس: كفاك
    خروجا عن الشرع وتوكلا على غيرنا

    وكنت قد نسيت ـ وما أنساني إلا الشيطان والشيخوخة ـ الإشارة إلى ما كتبه صاحبنا السلفي جمال صابر يوم الأحد في 'المصري'، وقال فيه للرئيس وهو يبكي لدرجة ان دموعه نزلت على لحيته من فرط التأثر، وقد توقعت ذلك: 'أطالبك سيدي الرئيس أن تراجع نفسك وتمنع حدوث تلك الجريمة الشنعاء لخطورتها على رعيتك ووطنك وكفاك الخروج عن نصوص الشرع وكفاك توكلا واعتماداً على غيرنا من خلال الاستدانة لأنها بالتأكيد من ورائها أغراض ظاهرة وأخرى خفية وعلينا أن نعتمد على الله عز وجل ثم على أنفسنا وشبابنا وامكانياتنا لنهضة بلادنا، فالربا حرام، حرام، حرام وأتق الله في مصير الأمة وأقترح عليكم يا سيادة الرئيس أن تفتح حساباً لصالح هذه المشاريع التي ستقترض من أجلها وأن يسمح لجموع الشعب المصري أن يضعوا فيها أموالهم على سبيل القرض الحسن بلا فائدة حتى يجتمع لديك مقابل هذه الأموال وأنا فرد من أبناء الشعب المصري سأكون أول من يضع على قدر وسعي 'مائة ألف جنيه' كقرض حسن لنفس المدة التي ستقترض منها وستجد الملايين من أبناء مصر على قلب رجل واحد ورب دينار صدقة خير من مائة ألف قرضا، وفقك الله وثبت خطاك'.

    معارك الإخوان: اختاروا الأقرب وليس الأكفأ

    وإلى الإخوان ومعاركهم ونخصصها اليوم لصديقنا المحامي الكبير وعضو مكتب الإرشاد السابق الذي انسحب من الجماعة مختار نوح، وقوله في حديث نشرته له جريدة 'الجمهورية' القومية يوم الأحد أجراه معه زميلانا محمد الصايم وإيهاب نافع، ومما قاله فيه: 'الحقيقة أن الإخوان المسلمين والحركة السلفية تمكنوا تماماً من تقديم النموذج الإسلامي ولعل ذلك كان ابتلاء من الله، لكنهم لم يقدموا أي شيء له علاقة بالنموذج الإسلامي، فمن ناحية حسن الاختيار اختاروا الأقرب، وليس الأكفأ، ومن ناحية الخبرة العملية كانوا الأسوأ في الاستعانة بها، ومن ناحية نظرية الولاء ومحاباة أولى القربى كانوا الأسوأ وحتى بعد انتخابات الرئاسة، نحن نظرنا إلى الواقع وجدنا أن ما تربينا عليه هو أن القروض تحرك مقيد للإرادة السياسية، وأن القروض لها فوائد وأن الفوائد ربا ومع ذلك فإن أول شيء فعلته الحركة الإسلامية هو الاقتراض وبالربا، وأصبحوا هم الذين يحللون الآن الربا، أما في البرلمان فقد أنفقوا مئات الملايين من الجنيهات على مكافآت ومصروفات وبدلات ولجان تقصي حقائق وهم يعرفون أنهم لن يقدموا في الواقع التشريعي خطوة واحدة للأمام، بل بالعكس إذ قدموا في الواقع سبعة تشريعات أو ثمانية منها واحد أو اثنان مطعون بعدم دستوريتهما، ولم يقدموا مشروعاً واحداً يعبر عن المشروع الإسلامي للواقع، التنظيم يدفع بأفراد منه من أهل الثقة على سبيل المثال لمساعدة رئيس الجمهورية أو الحقائب الوزارية، وأنا أستطيع أن أجزم لك أن كل الأسماء التي اختارها التنظيم ليسوا حتى من جماعة الإخوان المفتوحة من الذين يؤمنون بفكر الإخوان وليس من مصر وكفاءتها بل هم من الذين يتبعون التنظيم بولاء كامل، فصلاح عبدالمقصود وعصام العريان وعصام الحداد جميعهم أعضاء داخل تنظيم الإخوان ولو لم يكونوا حائزين على ثقة التنظيم لما قدموا.

    محمد مرسي والإخوان
    يحكمون بسياسة حسني مبارك

    مع ان هناك أفراداً كثيرين في جماعة الإخوان لكنهم ليسوا محل رضا من التنظيم رغم كونهم الأكفأ، أن محمد مرسي والإخوان يحكمون بسياسة حسني مبارك، سياسة الاستحواذ واختيار الأقرب وأهل الثقة، وليس أهل الخبرة والكفاءة، وفي الاقتصاد نفس الأمر من حيث الاعتماد على القروض، فحسني مبارك بعد مشاركة مصر في حرب العراق، أمريكا وأوروبا شالوا كل الديون التي علينا وفي مدة وجيزة أقل من خمس عشرة سنة استطاع ان يضع مصر في دائرة ديون أكثر بكثير من التي كانت فيها، إذن هي نفس السياسات، محمد مرسي في أول أربعة أسابيع يسعى لقرض بـ4.8 مليار دولار ووديعة قطر وبالتالي فتلك نفس خطط وسياسات مبارك!
    ونحن أكثر الناس تناقضاً فعشنا طوال تاريخنا نهاجم الحكام لأنهم يتقرضون بالربا ونهاجم البنوك ونجاهد من أجل إنشاء بنوك إسلامية ثم في أول تجربة لنا قمنا بالاقتراض بالربا، وليس فقط قلنا انه ضرورة وإنما قلنا انه جائز شرعا، وهنا أقول ان التيار الإسلامي قد نجح في عين الناس لمدة من الوقت لكن أظن أنه لن ينجح في عين الله ان استمر بنفس الفلسفة وأن استمرت الحركة السلفية في تأييد أفراد لا علاقة لهم بفنون السياسة ولا الاقتصاد ولا نهضة البلاد لمجرد أنهم مشهورون باللحى ويحصلون على رضا الناس بحكم الشرع، وكذلك الإخوان لن يحظوا برضا الله إذا عاشوا بهذه الخدعة خدعة شعار لا تطبيق له، فأنا لا أرى حتى الآن مفهوما عند رئيس الجمهورية للعدالة، تلك الكلمة التي ينتمي إليها هل هي العدالة الميكافيلية أم عدالة جون جاك روسو أم عدالة محمد - صلى الله عليه وسلم - نريد أن نفهم أيضاً ما هو مفهوم العدالة في الوظائف العامة، وفي نظرية المحسوبية، فكل ما حدث في الدولة أن تغير اسم الرئيس، حتى الآن لم نر فلسفة إسلامية حقيقية، رئيس الوزراء عندنا لا يزال مدير مكتب، فرئيس الوزراء جاء بلا مفاهيم فلم يطرح على الناس شيئاً ولا أحد الوزراء كذلك ونحن كان عندنا في وزارة حسني مبارك شخصيات قمم فعمرو موسى كان في حكومة مبارك وهو قمة في الاستقلالية، وهنا لا أرى مبارك كسياسة عامة وانما داخل هذه السياسة، كان فيه عمرو موسى ومحمد جويلي وماهر أباظة وأحمد جويلي ومنى مكرم عبيد، وكل هذا في ظل مبارك، بينما أنا لا أرى أن الوزراء الحاليين وزير بحقيبة مثل أغلب وزراء مبارك، وقد أبدو شديد النقد لكن شدة نقدي تأتي من شدة خوفي على النموذج الإسلامي، لأنني إذا وضع أمامي الإخوان في كفة والإسلام في كفة فسوف اختار الإسلام بكل تأكيد، وأنا أرى أن الإخوان لا تسعى إلى تطبيق النموذج الإسلامي وإنما اكتفت بالسيطرة على الحكم'.

    محمد سيد حبيب:
    لم يكن الشاطر سبباً في خروجي

    وفي اليوم التالي -الاثنين- نشرت الجريدة حديثا آخر مع صديقنا الاستاذ بجامعة أسيوط والنائب الأول السابق للمرشد العام الدكتور محمد سيد حبيب، أجراه معه زميلنا محمود العيسوي، قال فيه عن استقالته: 'أعلنت استقالتي من منصب النائب وعضوية المكتب العالمي ومجلس شورى الجماعة العالمي في 31 ديسمبر 2009، وظللت محتفظاً بعضويتي بمجلس شورى الجماعة المصري حتى شهر يونيو 2011 وكان ذلك بعد الثورة المجيدة، وأعلنت بعد ذلك استقالتي من التنظيم في 13 يوليو 2011 ولم يكن الشاطر سبباً في خروجي وأسباب خروجي من الجماعة كانت هناك أسباب كثيرة أبرزها حزني وأسفي من انحياز قيادات جماعة الإخوان المسلمين للمجلس العسكري على حساب الثورة، وسبقت ذلك أشياء أخرى وانتقدت المجلس العسكري بعنف شديد اعتراضا على موقف الجماعة'.

    حيرة في ما يخص أنشطة
    الجماعة داخلياً وخارجيا

    وتعرضت الجماعة الى عدة هجمات وانتقادات لرفضها تسجيل نفسها حسب القانون، رغم وجود دعاوى قضائية ضدها، ورفضها الكشف عن أموالها ومصادرها مما دفع زميلنا محمد جمال الدين رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف لأن يقول في مجلة 'روز': 'هذا الإصرار يزيد من حالة الغموض حول الجماعة، ويزيد الحيرة أيضا فيما يخص أنشطتها داخلياً وخارجيا، وكذلك طرق تمويل هذه الأنشطة، وما مدى استفادة الحزب من هذا التمويل، ورغم مطالبة العديد من القوى السياسية بضرورة تقنين وضع الجماعة، فإن قادتها يرفضون ويؤكدون أنهم لن يقننوا أوضاعهم تحت مظلة القانون الحالي، في تحد صارخ للقانون الذي أقسم الرئيس مرسي على احترامه، ولهذا نطالبه بالضغط على جماعته لتقنين أوضاعها حتى لا تسبب له المزيد من الحرج فيما يخص هذا الشأن باعتباره رئيساً لكل المصريين وأعتقد ان هذا من حقه كما هو من حقنا وحق المجتمع عليه'.

    لماذا لا تجري الجماعة
    تصحيحاً لوضعها القانوني؟

    ولقي جمال الدين دعماً يوم الاثنين من زميلنا جمال سلطان رئيس تحرير'المصريون' رغم انتمائه للتيار الإسلامي وتأييده للرئيس، إذ قال عن الجماعة: 'لا يوجد منطقياً ما يمنع أن تجري الجماعة تصحيحاً لوضعها القانوني وتحصل على حق العمل رسمياً كجمعية أهلية مصرية ذات تاريخ كبير وتفتح فروعها ومكاتبها وأعمالها وحتى استثماراتها بشكل شرعي وفي النور وتخضع أعمالها وحساباتها لمراجعة الجهات الرسمية المختصة كغيرها من الجماعات والهيئات والمنظمات، أما أن تبقى الجماعة كإطار منفصل تماماً عن الدولة المصرية ومستقل عن سلطاتها جميعاً ومتجاوزة لقانونها رغم أنها - في جوهر الأمر - تحكم هذه الدولة، فإننا سنكون أمام وضع شاذ جدا وبالغ الغرابة، غير أن هذا الأمر ينبغي أن يكون قاعدة عامة وشاملة لجميع القوى والجماعات والتيارات التي تعمل الآن بدون تحديد لوضعها القانوني بما في ذلك الجهات الإسلامية أو المدنية الأخرى، فالحركات الوطنية كحركة 6 أبريل وحركة كفاية والاشتراكيين الثوريين وفسيسفاء الحركة اليسارية بشكل عام كل ذلك ينبغي أن يتم ضبطه الآن ضمن منظومة حديثة وعادلة ومستنيرة تجعلها جزءاً من الكيان الأوسع للدولة المصرية مع الأحزاب السياسية أو الجمعيات الأهلية، كذلك لا ينبغي أن يكون لدينا أي حرج من فتح ملف الكنائس المصرية ولابد من وضعها في إطار قانوني يجعلها جزءا من الدولة المصرية وليست كيانا منفصلا عنها وهو الأمر الذي يدفع البعض إلى وصفها دائماً بأنها 'دولة داخل دولة'.

    الاخوان يسعون للسيطرة على الأزهر

    أما زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' والأديب الكبير جمال الغيطاني، فقد تناول الجماعة من جانب آخر، وهو محاربتها للأزهر وشيخه ورغبتها في السيطرة عليه، وقال يوم الاثنين: 'وصول جماعة الإخوان إلى الحكم في ظروف غامضة وبدأ مع تمكنهم حصار الأزهر، ومحاولة السيطرة عليه وتقزيم دوره ومحاولة إقصاء شيخه العظيم العالم، الزاهد الدكتور أحمد الطيب، بل وصل الأمر الى تعمد أمور لا أدري في أي بند أدرجها عندما أقدم الدكتور محمد البلتاجي، الشخصية الغامضة في أيام الثورة - وفي تدبير الحشود وتحريك الجموع ـ أقدم على انتزاع اسم الإمام الأكبر من المقعد المخصص له في قاعة احتفالات جامعة القاهرة ووضع بدلا منه اسم الدكتور الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل وقتئذ، وعندما وصل الإمام الأكبر لم يجدد له مكاناً فانصرف على الفور ولم تكن الإهانة موجهة الى شخصه، بل الى الصرح الكبير الذي لو اجتهد العالم الإسلامي كله في ايجاد بديل له فلن يفلح لأنه من المستحيل اختراع الزمن والتاريخ، لن تفلح أي جماعة أو أي حزب سياسي أو أي منظمة أن تكون بديلا له، جماعة الإخوان تحاول إضعاف دور الأزهر وتولية أحد أفرادها عليه ممن يلتزمون السمع والطاعة'.

    البحث عن آليات أخرى لمواجهة الإسلاميين

    ولكن، وعلى طريقة الفنان محمد صبحي في مسرحية الجوكر، كلكم عليا ولا إيه - سارع صاحبنا سعيد نصر يوم الثلاثاء، في صحيفة 'الدستور الوطني' - الاسبوعية المستقلة، للقول على طريقة، كلكم عليهم ولا إيه: 'خصوم الإخوان في كل مكان يعتمدون على تشويه الآخر، وتخويف الناس منه، لكي يكونوا البديل له بدون أي شيء يقدمونه للمواطن، هذا الاسلوب ينم عن غباء سياسي شديد لأن أسلوب التشويه والتخويف لم يجد في انتخابات الرئاسة وفاز الدكتور محمد مرسي الذي رشحته جماعة الإخوان المسلمين ونال من التشويه والتخوين والاستهزاء قدرا لا حدود له، ولم نر مثيله في بلد من بلدان العالم، على خصوم الإخوان، ليبراليون ويساريون البحث عن آليات أخرى لمواجهة الإسلاميين، إخوان وسلفيين لأن الرهان على خوف الناس من الإخوان يمكن ان يكون رهانا خاسراً إذا ما شعر الناس قبل الانتخابات البرلمانية القادمة بحدوث تحسن في الأوضاع عليهم، ولذلك يحاولون عرقلة الرئيس مرسي بأي طريقة عن عمل أي شيء ومنها المليونيات الفشنك، والمشكلة تكمن في أن خصوم الإخوان ليس لديهم ماض عريق في المعارضة لأن الأحزاب التي تعارض الإخوان الآن، اما انها كانت معارضة ديكورية للنظام السابق، وأما أحزاب انبثقت عن الوطني المنحل'.

    محاولة الإخوان السيطرة
    على وسائل الإعلام القومية

    وإلى القضية التي لا تزال تثير الجدل العنيف وهي محاولة الإخوان السيطرة على وسائل الإعلام القومية، والإذاعة والتليفزيون، وإرهاب الصحف والقنوات الخاصة، وبدء أعداد من الصحافيين في التقرب منهم لدرجات مثيرة، وغضب زملائهم منهم، وعلى سبيل المثال زميلتنا بـ'الأخبار' ايمان أنور التي كانت مندوبة الجريدة في الرئاسة ولجنة السياسات أيام مبارك والمقربة جدا من صديقنا المحبوس صفوت الشريف، ومن جمال وسوزان مبارك فجأة قالت يوم الخميس، على طريقة، وجدتها، وجدتها: 'أنا شخصياً لا أنتمي لجماعة الإخوان المسلمين ولكن تربطني علاقات صداقة ومودة واحترام مع عدد لا بأس به ممن ينتمون إليها مما يجعلني 'إخوانية الهوى' وأتعاطف مع الجماعة في مواقف كثيرة خاصة ما تعرضوا له من ظلم وإقصاء وتعذيب على مدى سنوات طويلة، وعندما جاءت صناديق الاقتراع بالدكتور محمد مرسي رئيساً لمصر، شعرت بالزهو والتفاؤل فقد انتصرت إرادة الله للإخوان الذين طالما تعرضوا للقهر والسجون، أخيراً هؤلاء الرفقاء سيتنفسون الأوكسجين الصحي بعد أن كانوا يعملون تحت الأرض، ورددت كما قال الكثيرون مثلي - دعونا ننتظر ولا نحكم عليهم مسبقاً، فهم لم يختبروا بعد ويجب منحهم الفرصة كاملة، وفي أقل من شهرين، بوسع المرء أن يسجل قائمة سريعة لبعض انجازات الرئيس التي تبشر بالخير، علماً بأن هناك الكثير من القضايا التي انفجرت في وجهه.
    كانت قنابل موقوتة وقد تمكن من حلها، أو التخفيف من سلبياتها على الأقل وهنا سجل سريع لبعض انجازات الدكتور مرسي، في أقل من شهرين، إسقاط المجلس العسكري وحله وإنهاء حكم العسكر لمصر لأول مرة منذ مئات السنين'.

    صاحب حرمان مبارك من طشة الملوخية

    وكان زميلها ممتاز القط رئيس تحرير 'أخبار اليوم' الأسبق وصاحب حرمان مبارك من طشة الملوخية قد سبقها في هذا، وهذا التحول أثار أعصاب زميلنا السيد النجار رئيس تحرير 'أخبار اليوم' السابق فقال في 'أخبار' الأحد: 'ركوب الموجة من الإعلاميين هم أول من يضر بالثورة، أن يظلم النظام الجديد بعد الثورة، وهو النظام الذي يسعون لإرضائه ولكن الحقيقة هي سعيهم لإرضاء أنفسهم أو توهماً أنه لا وسيلة للحصول على المناصب أو المكاسب أو أن يكون من أهل الحظوة غير هذه الطريقة، الدرس الجديد الذي يجب أن يعيه كل هؤلاء ان لكل عصر أخطاءه وسلبياته والأمانة تقتضي التقييم الموضوعي لكل عهد أو رئيس، ويذكرني حالا في هذا الصدد ما قاله الرئيس محمد مرسي في كلمته أمام قمة عدم الانحياز في طهران، ان عبدالناصر عبر عن إرادة كسر الهيمنة الأمريكية، هذا ما قاله رئيس 'الجمهورية اليوم' عن عبدالناصر رغم كل تاريخ العداء بين عبدالناصر وجماعة الإخوان المسلمين، أرجو أن يستوعب دهاقنة وكهنة العصر، ان كل محاولاتهم مكشوفة، مهما قالوا صباحا ومساء، فلول العهد البائد، كلنا مصريون'.

    المتحولون هم جماعة بلا مبادىء ولا أخلاق

    أما زميله وليد عبدالعزيز فكان في نفس العدد أشد عنفاً ومباشرة في مهاجمة المتحولين، بقوله: 'المتحولون هم جماعة بلا مبادىء ولا أخلاق، نراهم كل يوم في حالة، بالأمس كانوا يهللون لفلان لأن مصالحهم معه واليوم يهللون لعلان لأن مصالحهم معه أيضاً، وغدا سوف يسبون الاثنين ويهللون لثالث لأنها لغة المصالح التي لا تعرف معنى الأخلاق ولا ثبات المواقف ولكنها فئة تعرف جيدا من أين تأكل الكتف ويتسابقون فيما بينهم للفوز بأكبر قدر من الفريسة، مع الأسف هؤلاء الأشخاص ظهروا على حقيقتهم بصورة كبيرة بعد الثورة وانتشروا في كل الأماكن، هم من نسوا الله فأنساهم أنفسهم وهم أيضاً من اعتقدوا أن المستقبل بيد البشر وليس بيد الله، أقول هذا الكلام لأنني ومنذ قيام الثورة وحتى وقتنا هذا أصبت بصدمات متتالية من بعض المقربين الى قلبي، كنت أظن أنهم أصحاب مبادىء ثابتة ولهم مواقف يدافعون عنها مهما كانت الظروف إلا أن الحقيقة والمواقف أثبتت عكس ذلك تماماً، هؤلاء يدسون السم في العسل ويلتفون حول أي مسؤول ويعلنون الولاء والطاعة وهو عكس ما بداخلهم تماماً لأنهم في الحقيقة لا يعرفون معنى الولاء والاحترام في التعامل، هؤلاء لا يترددون للحظة في تشويه صورة الغير لمجرد أن يزاح من طريقهم فقط، هذه النماذج أصبحت موجودة في جميع مؤسسات مصر، والجديد أن هؤلاء أصبحوا يلعبون على الهواء، و لم نعترف جميعاً أن هذه الفئة هي أحد أهم أسباب الانقسامات والتراجع في كيانات الدولة، فعلينا أن نتقبل النتائج المخيفة'.

    وزير العدل يكيل
    الاتهامات للصحافة والصحافيين

    وامتدت الهجمات على المتحولين الى وزير العدل المستشار أحمد مكي، فقال عنه زميلنا وصديقنا في 'الأخبار' ونقيب الصحافيين الأسبق، جلال عارف يوم الاثنين: 'البداية عندما قرأت تصريحات المستشار أحمد مكي وزير العدل التي يكيل فيها الاتهامات للصحافة والصحافيين والتي يعلن فيها أن الموعد بعيد جدا على تحقيق 'حلم' إلغاء الحبس في قضايا النشر! الصدمة من حديث وزير العدل تضعنا أمام حقيقة أساسية وهي أنه إذا كان هذا هو موقف المستشار مكي 'بكل تاريخية' فعلينا أن ندرك حجم العداء للحريات والخصومة مع الصحافة في كواليس السلطة وعلينا أن ننتظر الأسوأ وأن نستعد لحرب شرسة تستدعي وحدة الصحافيين ووقوف كل القوى الشريفة صفاً واحداً في هذه المعركة التي يتوقف عليها مصير الديمقراطية في مصر'.

    وزير العدل نموذج للوزير
    الذي تناقضت مواقفه السياسية

    كما تعرض الوزير الى هجوم آخر في نفس العدد من زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير مجلة 'آخر ساعة' الاسبق رفعت رشاد، بقوله عن الوزير:'يعد أحمد مكي وزير العدل نموذجاً للوزير الذي تناقضت مواقفه السياسية بعد توليه الوزارة عما كان قبل الثورة، وهو إن أكد كثيرا انه مختلف عمن سبقوه من وزراء المخلوع إلا انني شخصيا أرى انه لا يختلف كثيرا بل مازال يبحث عن بوصلة تدله على الطريق الصحيح لعمله كوزير، فهو الذي دافع كثيرا من قبل عن الحريات نسي كلامه وعاد منذ أن تولى عمله يتحدث عن قانون جديد للطوارىء، هذا القانون الذي كان أحد أهم أسباب سقوط مبارك، عاد مكي يطالب بأن يكون هناك قانون جديد، لضبط الشارع ومواجهة أعمال الشغب والبلطجة وتجارة المخدرات!! هل قرأنا أو سمعنا هذه العبارة من قبل! نعم سمعناها كثيراً زمن حكم مبارك'

    05qpt970.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

09-09-2012, 04:19 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    مرسي يحذر المشايخ من الهجوم على الفنانين..

    وخلافات دينية حول وجوب الختان للبنات
    حسام عبد البصير
    2012-09-07




    القاهرة - 'القدس العربي'


    فيما كان الرئيس المخلوع يتململ على سريره في سجن طرة يندب سوء حظه كان نجلاه جمال وعلاء داخل الزنزانة يشاهدان الرئيس مرسي وهو يتبادل القفشات مع فناني مصر بينما أمهما سوزان مبارك تبحث عن مخرج لتهم جديدة باتت تلاحقها، فيما كان أحمد شفيق يلوح بالتهديد من منفاه الاختياري بالخليج ضد كل من تسول له نفسه باتهامه بالسرقة.. فسبحان مغير الأحوال مرسي وجهاً لوجه مع عادل إمام الذي كان يسخر من الإسلاميين حتى وقت قريب اصبح بين يوم وليله امام رئيس ملتح، وعزت العلايلي الذي بشر بالاشتراكية في اكثر من عمل سينمائي انتهى به الحال لرفع الراية البيضاء بين الإسلاميين. وقد اهتمت صحف امس في صدر صفحاتها الأولى باللقاء الذي جمع بين الرئيس ووفد الفنانين والذي كان يشرف عليه في السنوات الماضية الوزير أنس الفقي الذي انقطعت أخباره وأصبح شديد الميل للعزلة شأن معظم رموز النظام السابق القابعين في السجن، كما اهتمت الصحف بموضوعات شتى على رأسها أعلان قطر إستثمار ثمانية عشر مليار دولار في مصر وبراءة ضباط محافظة القليوبية من تهمة قتل المتظاهرين، وعاد الجنزوري رئيس الوزراء السابق للظهور لممارسة عمله مستشاراً للرئيس مرسي.
    كما اهتمت الصحف بأخبار التحقيقات مع عائلة مبارك في فرنسا بتهمة غسل الأموال وفتح التحقيق في بلاغ قتل المشير عامر وتصريحات لشيخ الأزهر يؤكد خلالها ان زمن الحزب الواحد انتهى، كما حفلت الصحف بالعديد من المعارك الصحافية.. وإلى التفاصيل:

    شفيق سيقاضي خصومه..
    و6 ابريل تتعهد بملاحقة الجيش

    أكد الفريق أحمد شفيق في اتصال هاتفي لـ'الأهرام' من دبي أنه لا صحة لما تردد في وسائل الإعلام عن ضلوعه في قضية أرض الطيار، وانتقد شفيق وسائل الإعلام والافتراءات دون دليل وسند، مشيرا إلى أن ذلك يعد خطة مدبرة من أجل تشويه صورته وسمعته. وبسؤاله عن موعد عودته إلى القاهرة قال شفيق: انه مستعد للعودة ولكن في الوقت الذي سيحدده دون اي املاءات من احد، مشيراً إلى انه رجلاً عسكري يجيد التخطيط لنفسه. ومن المقرر ان يطل أحمد شفيق تليفزيونيا للمرة الأولى منذ خروجه من مصر حيث يبدأ برنامج العاشرة مساء مع الإعلامي وائل الإبراشي غداً بلقاء مع الفريق أحمد شفيق وسيرد من خلال البرنامج على كل التساؤلات والشائعات التي تلاحقه وابرزها قضية ارض جمعية الطيارين وعداء الاخوان له وعن المستقبل السياسي لمصر وكيف سيشارك فيه، كما سيحكي كواليس وتفاصيل كثيرة للانتخابات الرئاسية، وتستكمل تلك الحلقة المسجلة في يوم الأحد. وكانت الإعلامية منى الشاذلي قد أنهت تعاقدها مع قناة دريم بعد 8 سنوات من تقديم 'العاشرة مساء'. وفي سياق متصل قال المتحدث الإعلامي لحركة 6 ابريل محمود عفيفي نرفض الخروج الآمن للجيش، مؤكداً أنه لا يوجد ما يسمى خروج آمن ولكن ينبغي أن يكون خروجاً عادلا. وأوضح عفيفي أن المجلس العسكري كان يسيطر علي كل شيء في الدولة، مشيراً الى أنه يجب أن تكون هناك محاسبات لقادته. وقال عفيفي إنه آن الأوان أن نفتح ملفات قتل المتظاهرين وألا نترك حق الشهداء مؤكداً على فكرة مدنية الدولة وأن الدولة هي خط أحمر، معتبراً إياها مطلباً سياسيا وأن فكرة الدولة الدينية مرفوضة، وأشار عفيفي الى أن الدولة يجب أن تكون دولة يحكمها قانون، ويجب تطبيق العدالة الاجتماعية.

    سلامه يناشد الهاربين
    من 'الأهرام' بالعودة للكتابة

    بمناسبة مرور 137عاماً على صدور اول عدد من صحيفة 'الأهرام' ناشد رئيس تحرير الصحيفة عبد الناصر سلامة الكتاب الفارين منها العودة للكتابة: 'وفي هذه المناسبة أجدني مناشدا كل كتاب 'الأهرام' السابقين الذين تم إقصاؤهم سواء برغبة منهم أو انتقاما لأسباب شخصية العودة إلى بيتهم الأول 'الأهرام' والعودة للكتابة، مرحبا بهم من كل أبناء الصحيفة العقلاء الذين تربوا وترعرعوا في كنفه، أما إذا كانت هناك حفنة تعد على أصابع اليد ترى الإقصاء أمرا مقبولا تشفيا أو تنطعا فهذا هو رأيهم الشخصي الذي لا يمكن إملاؤه على سياسة الصحيفة التحريرية في وقت نتطلع فيه إلى لم شمل المجتمع، وإلى مصالحة وطنية أعلنتها القيادة السياسية صراحة، فما بالنا إذا كان الأمر يتعلق بمهنة نبيلة كان يجب أن تفتح الطريق أمام هذه المصالحة وتقود دفتها، أما وأنها قد تقاعست عن أداء مهمتها فكان طبيعيا أن تهترئ حالة الشارع إلى هذا الحد فلن تكون 'الأهرام' أبدا طرفا في صراعات سياسية، كما لن تكون أداة في يد طائفة ما على حساب بقية الطوائف وإلا فإننا نعود بعقارب الساعة إلى الوراء، وهو الأمر الذي خسرت معه الدولة الرسمية كثيرا في الماضي وخسرت معه الصحيفة أيضا. ومن هنا سوف يشهد الداني والقاصي بأن قرارات وتعيينات مجلس الشورى الأخيرة لرؤساء تحرير الصحف القومية كانت صائبة، حيث لم تكن تبحث هذه التعيينات عن منتم لإحدى الجماعات أو لأحد الأحزاب، وهو ما ينطبق أيضا على اختياراتها لرئيس مجلس إدارة مؤسسة 'الأهرام' الذي نال أصوات معظم الصحافيين من جميع المؤسسات الصحافية لتضعه على رأس نقابتهم في دليل آخر على أنه لا ينتمي إلى أي كيانات خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن الغالبية العظمي من الصحافيين هم من تيار الوسط سياسيا.

    اي الأحزاب اقدر على قيادة
    مصر خلال المستقبل؟

    حول هذا التساؤل قال مكرم محمد أحمد في 'الأهرام': ثمة من يرشحون حزب الوفد الجديد لأن يكون الحزب المدني الذي يقود المعارضة ضد تحالف الإخوان والسلفيين لأنه أقدم الأحزاب الليبرالية وأكبرها، وثمة من يرون أن الوفد ضيع على نفسه هذه الفرصة بمنهجه السياسي خلال الفترة الاخيرة الذي افتقد الشفافية وأخذ مسار الزجزاج! وثمة من يرون أن حزب الدستور الجديد الذي يشكله د. محمد البرادعي من ائتلافات شباب الثورة ربما يكون الأكثر استحقاقا لمساهماته المهمة في صنع ثورة25 يناير، وثمة من يعتقدون أن القسمة السياسية التي اظهرتها الانتخابات الرئاسية هي الأكثر واقعية ونجاحا، وأن الفريق أحمد شفيق ربما يكون أكثر الشخوص قدرة على قيادة التيار المعارض، وربما لهذا السبب تنشط محاولات استبعاده مرة أخرى وتخويفه من العودة إلى البلاد!
    غير أن كل هذه التقديرات تبقى مجرد تكهنات لأن الأحزاب السياسية لا تنشأ ولا تنجح بقرار إداري، لكنها تكبر وتأخذ مكانتها المستحقة خلال مسيرة نضالها السياسي، ولهذا السبب يظل وجود حزبين كبيرين يشكلان المحورين الأساسيين لنشاط المجتمع السياسي والقطبين المتنافسين في عملية تداول السلطة والحكم رهنا بصناديق الانتخاب، هي وحدها القادرة على تحديد الوزن النسبي لكل تيار سياسي ومن هو الحزب الأكثر استحقاقا، لأن جماهيرية الحزب هي وحدها التي تحدد مكانته السياسية.

    السفير البريطاني يتهم المجلس العسكري
    بالتهاون في ملاحقة اموال مبارك واعوانه

    وإلى أبرز ما نشر من تقارير حيث انفردت صحيفة 'الأخبار' بتصريحات نفى خلالها جيمس وات سفير بريطانيا بالقاهرة ما تداولته هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' عن ممتلكات وأصول للرئيس المخلوع حسني مبارك ومسؤولين بارزين في نظامه لم تلتزم الحكومة البريطانية بقرارات تجميدهما. وقال في تصريحات خاصة لـ'الأخبار' إنه لا يمكن لحكومة مصادرة الأصول ببساطة دون سبب وجيه ودون اتباع الإجراءات القانونية الصحيحة فلابد أن تتوافر الأسباب ويجب أن يكون هناك دليل.
    وأضاف نعتقد أننا نحرز تقدما في هذه العملية ولكنه أبطأ بكثير مما كنا نأمل، مشيرا إلى أن بريطانيا دعت مسؤولي النيابة العامة المصرية لزيارة لندن لتسريع عملية في أبريل عام 2011 ولكنهم لم يقوموا بهذه الزيارة إلا في شهر مايو الماضي وكان لقاء جيدا، مشيرا إلى أن العملية تحتاج نشاطا ومتابعة أكبر من الجانب المصري. واقترح وات بأن يتواجد مسؤول مصري في لندن ومسؤول بريطاني في مصر لمتابعة هذه المسألة بشكل أكثر فعالية. وقال السفير البريطاني بالقاهرة إن الحكومة البريطانية منذ البداية صرحت بأنها ملتزمة بإعادة جميع الأصول التي سرقت إلى مصر واتخذنا إجراءات فورية في حدود القانون لتجميد أصول الأشخاص الذين ذكرتهم لنا السلطات المصرية، مشيرا إلى أن هذا الإجراء تم اتخاذه وفقا لقواعد الاتحاد الأوروبي، وتم التصديق على أمر التجميد خلال 24 ساعة من موافقة الاتحاد الأوروبي. وأوضح أن كل الأصول الموجودة ببريطانيا بأسماء الأشخاص الذين ذكرتهم لنا السلطات المصرية من أجل مصادرة املاكهم تم تجميدها لحين صدور حكم قضائي يؤكد أن هذه الأصول تم سرقتها بالفعل وممن سرقت وفي هذه الحالة وفور صدور هذا الحكم القضائي سيتم إعادتها لمصر فورا. وقال وات انه بعد قيام الثورة المصرية تحرص بريطانيا على تقديم المشورة والمساعدة الممكنة بشأن كيفية استعادة الأصول والأموال المهربة للسلطات القضائية المصرية. وأكد أننا نحتاج إلى معلومات ونتائج التحقيقات المصرية من أجل مساعدتنا في تحقيقاتنا، ونحتاج إلى القرارات النهائية الصادرة من المحاكم المصرية بشأن الجرائم التي يدعى أنها وقعت في مصر.

    عبدة الشيطان فرصة لتدريب
    شباب الإخوان على الثقافة

    ونتحول نحو القضية التي شغلت الرأي العام حينما قام موالون للإخوان بالتسلل لساقية الصاوي حيث كان يعقد حفل موسيقي لمجموعة من الشباب الذين اتهمهم المحسوبون على الجماعة بالانتماء لتنظيم عبدة الشيطان وهو ما ثبت عدم صحته، مما دفع الكاتب محمود الورداني في 'الاخبار' للهجوم على الجماعة : انتهى الخبر التحفة. واذا جاز لي فانني انصح شباب الحرية والعدالة ان يقوموا بدور آخر غير التجسس، كما انصحهم بالتثقيف والقراءة في غير مطبوعات الحرية والعدالة، فلا وجود اصلا لحاجة اسمها عبدة الشيطان (ومنذ ايام قليلة اقتحم شباب من الاسكندرية ومن بينهم اعضاء في الحرية والعدالة احدى العمارات التي اشيع انها مسكونة بالعفاريت ولا أحد يجرؤ علي الاقتراب منها وتأكدوا واكدوا للناس انه لاعفاريت ولا يحزنون ولاعفريت الا بني آدم !). هناك يا سادة موسيقى اسمها الميتال، وفيلم عبدة الشيطان تاني فيلم حمضان، وقيام حزب الحرية والعدالة بدور المخبرين او تشكيل ميليشيات للبحث والتفتيش والحسبة والترويع هو دور لا يليق بحزب سياسي، ثم اننا لسنا كفار قريش وبتوع الحرية والعدالة لن يعلمونا امور ديننا . بدلا من هذا الدور المخزي في حقيقة الامر، دور التجسس على الشبان والشابات، وبدلا من ان ينصب اعضاء الحرية والعدالة انفسهم بوليس يفتشون ويبلغون عن زملائهم الشباب ممن يحبون الموسيقى، بدلا من ذلك لماذا لا ينصب اهتمامهم على التصدي لتنفيذ برنامج الـ 100 يوم وقد مضى منه الآن اكثر من 60 يوما؟ لماذا لا يتصدون للانفلات الامني والفوضى المرورية ويبحثون عن حلول حقيقية لتلال المشاكل؟ ماذا نفعل في الزبالة والبطالة وجرائم الخطف والسرقة والقتل والترويع وسيناء والانفاق؟ هل من المعقول ان تنتشر ميليشيات الحرية والعدالة في المراكز الثقافية والمسارح والشوارع والساحات لتفتش عن تي شيرتات سوداء وقلادات واكسسوارات تخص عبدة الشيطان ( أكرر تاني مفيش حاجة اسمها عبدة الشيطان اصلا.. ده اختراع؟ ).. أما السيد وزير الداخلية، فطبقا لما صرح به محامي الحرية والعدالة ومقدم البلاغ، فقد ابدى اهتماما ' شديدا ' بالبلاغ.
    طبعا هذا مجهود يستحق الشكر للسيد الوزير، فقد بادر بالتحرك بسرعة شديدة، بالطبع ليس بسبب ان مقدم البلاغ هومحامي الحرية والعدالة، بل لأهمية البلاغ الذي سيقلب مضمونه نظام الحكم وسيؤدي إلى موجة اضطرابات عنيفة، بينما اظن ان السيد الوزير هو اول من يعرف ان مفيش عبدة شيطان اصلا .

    الرئيس يتعهد بالإفراج
    عن المعتقلين وضباط 8 إبريل

    اهتمت جميع الصحف الصادرة أمس في صدر صفحاتها الأول باللقاء الذي جمع الرئيس مرسي بحشد من الفنانين والذي تعهد خلاله بالإفراج عن المدنيين المحاكمين عسكرياً، وعن ضباط 8 إبريل خلال أسابيع، كما تعهد الرئيس خلال لقائه 80 فناناً ومثقفاً لمدة 3 ساعات بحماية حرية الرأي والتعبير، فيما اضطر ديوان الرئاسة لتأجيل لقاء كان مقرراً مسبقاً مع وزراء خارجية عدة دول أوروبية لمدة نصف ساعة، نظرا لاستمرار لقاء الرئيس مع المثقفين. تناولت المناقشات مخاوف الفنانين والمثقفين من 'أخونة الدولة' والدولة الدينية، ونفى الرئيس مرسي أي توجه نحو ذلك، مشدداً على مدنية الدولة، لكن الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي علق على نفي الرئيس قائلاً له: 'سيادة الرئيس إن ما تعيشه مصر الآن هو الدولة الدينية بعينها'. وطمأن مرسي الحاضرين بأن تعيين قيادات إخوانية على رأس وزارة الإعلام والمؤسسات الصحافية القومية لن يؤثر على موقف الجهاز الإعلامي من حريات الفن والإبداع، متعهداً بصيانتهما. وقال الكاتب محمد سلماوي إن الرئيس استنكر الإساءات التي وجهت للفنانة إلهام شاهين، مشيراً إلى تعمده دعوتها للقاء، لكنها لم تحضر، ووعد بالاتصال بها في أقرب فرصة، بعد أن قال له الفنان محمد صبحي: 'لا نرضى بإهانتك.. فلا تسكت على إهانتنا، ويجب وقف الدعاة الذين يسيئون للإسلام'. وخارج قضايا الحريات الفنية، طرح الفنان عادل إمام، الذي قال إنه لم توجه له الدعوة، قضية تداول السلطة، وعدم بقائها في حوزة تيار واحد، في حين طالب المخرج خالد يوسف الرئيس بالعفو عمن وصفهم بـ'معتقلي الثورة' المحتجزين في السجون الحربية وعن ضباط 8 إبريل، فوعد الرئيس بالإفراج عن المدنيين الذين تثبت براءتهم، وبإطلاق سراح الضباط خلال أسابيع. وأيد مرسي اقتراحا لـ 'خالد' بتخصيص فقرة في أوراق الاستفتاء على الدستورالمقبل، للفصل في إكمال الرئيس مدته الحالية بعد الاستفتاء، أم إجراء انتخابات رئاسية جديدة.

    تحالف صوفي قبطي
    لمواجهة السلفيين والإخوان

    وإلى انفرادات صحف امس ونختار ما ورد بـ'المصري اليوم' حيث كشفت مصادرة مطلعة داخل الطرق الصوفية عن عقد اجتماعات بين قيادات قبطية وصوفية للتنسيق في الانتخابات البرلمانية المقبلة، والبحث عن تحالف انتخابي قوى ضد التيارات الإسلامية. وقالت المصادر إن الرابطة المصرية القبطية الصوفية، التي أنشأتها قيادات صوفية قبطية، هي التي ستتولى التنسيق لتحقيق التحالف الانتخابي، وتقديم الدعم للتحالف الانتخابي المدني، أمام القوائم السلفية والإخوانية. وأضافت أن هناك اتصالات بين كنائس الأرثوذكس والكاثوليك والإنجيليين لدعم مرشحي الرابطة لمنع تشتيت الأقباط بين التحالفات المدنية الأخرى، والسعي مع الرابطة لتوحيد التحالفات المدنية. وقال محمد علاء أبوالعزايم، مؤسس حزب التحرير المصري الصوفي، شيخ الطريقة العزمية، إن هناك اتجاهاً داخل الرابطة لخوض الانتخابات البرلمانية على القوائم التي تنادي بمدنية الدولة لدعمها بعناصر مؤمنة بالاعتدال، لافتاً إلى أن الاجتماعات طرحت رؤية بالتركيز على تحالف واحد منعاً لتشتيت الأصوات. وأضاف 'أبوالعزايم' أن القيادات الصوفية والقبطية اتفقت في اجتماعها الأخير على تجهيز قائمة المرشحين وأن يراعى في الاختيار إيمان المرشح بمدنية الدولة، وأن يكون ذا سيرة طيبة، وقال المستشار أمير رمزي، القيادي القبطي، الأمين العام للرابطة، إن شخصيات عامة وحزبية طلبت من التحالف الترشح على قوائمه للمنافسة بقوة على أكبر قدر ممكن من المقاعد.

    دقيق الإخوان في زيت المجلس العسكري

    وإلى مزيد من الجدل حول زواج ابنة رجل الأعمال كمال الكتاتني من ابن عضو المجلس العسكري اللواء ممدوح شاهين، وهي القضية التي شغلت بال كثيرين مما ازعج سليمان جودة في صحيفة 'المصري اليوم': والحقيقة أن الموضوع إجمالاً، فيه شق عام، وآخر خاص، وبطبيعة الحال فإن هذا الشق الأخير يتصل بالعروس والعريس، وزواجهما، وحياتهما، ومستقبلهما إلى آخره.. فهذا كله شأن خاص تماماً، ويتعلق بهما وحدهما، ولا يجوز لأحد بالطبع أن يتكلم عنه، أو يخوض فيه.. هذا مفهوم! أما الشق العام، فيتصل باللواء ممدوح شاهين، باعتباره عضواً بارزاً في المجلس العسكري السابق، ومساعداً لوزير الدفاع الحالي، ثم بعائلة الكتاتني عموماً، التي اشتهرت بانتماء محمود، لا نناقشها فيه، إلى جماعة الإخوان. المسألة هنا، أن والد العريس تحديداً، كان قد عُرف عنه طوال المرحلة الانتقالية، التي امتدت من تخلي الرئيس السابق عن الحكم إلى مجيء الدكتور مرسي رئيساً منتخباً، أنه أي اللواء شاهين يمثل مخ المجلس العسكري، إذا صح التعبير، وأنه ممثل المجلس في لجنة وضع الدستور، وأنه أي اللواء شاهين مرة أخرى هو مهندس خطوات تلك المرحلة، وهي خطوات جاءت معكوسة بكاملها، بحيث بدأنا بما كان يجب أن ننتهي به، وانتهينا بما كان يتعين أن نبدأ به، فتجسدت الحصيلة النهائية في هذا الارتباك العام الذي أصاب، ولا يزال يصيب، حياتنا السياسية في إجمالها!
    كان ينبغي أن نبدأ بالدستور وليس بغيره، تحت أي ظرف، كما فعلت تونس، وهي الدولة العربية التي تقع على مرمى حجر منا، والتي سبقتنا في ثورتها بأسبوعين، وكان عقلاء البلد جميعاً قد انقطعت أصواتهم في المطالبة بذلك، في حينه، ولكن المجلس العسكري كان يرى عكس ما كان يراه العقلاء، وكان مصمماً عليه، ولم يكن يريد أن يناقشه، لسبب غير مفهوم، ودون أدنى مبرر يقبله المنطق السليم حتى وجدنا أنفسنا الآن في الوضع الذي لا تغيب عواقبه عن أحد. الذين تناولوا الزواج إذن لا شأن لهم مطلقاً بالعروس، ولا بعريسها، ولا حتى بالأسرتين كأسرتين مصريتين وطنيتين، وإنما الكلام كله، والتساؤل كله عن علاقة هذه المصاهرة بطرفيها، منذ وقت مبكر، بملامح الخريطة التي جرى رسمها للبلد، منذ اليوم الأول للمرحلة الانتقالية، وبالتالي بالطريق الذي تقرر لنا أن نسير فيه، فهو طريق بدلاً من أن يصل بنا إلى الإسكندرية مثلاً إذا به يقذف بنا عند أسوان!

    مطالب بانتخابات
    رئاسية بعد الدستور

    ونبقى مع 'المصري اليوم' والكاتب حازم عبد العظيم والذي ينافش إفتراضية أن يكون الرئيس مرسي رئيسا مؤقتاً حيث يطالب الكثيرين بضرورة إجراء انتخابات جديدة لكون مرسي جاء في زمن العسكر: كثر الحديث في الأيام القليلة الماضية عن إمكانية أو عدم إمكانية عمل انتخابات رئاسية بعد الاستفتاء على الدستور الجديد! كثير من الشخصيات العامة ترى الصواب في انتخابات رئاسية جديدة مثل حمدين صباحي والدكتور محمد غنيم وآخرين! وبالتأكيد يتزعم الاتجاه المضاد الإخوان تابعوهم وآخرون أيضاً قد لا يكونون مؤيدين للإخوان لا يرون ضرورة عمل انتخابات رئاسية جديدة! والحجج كثيرة في هذا الاتجاه بدعوى الاستقرار تارة أو نفقات الانتخابات تارة أخرى .. سواء كنت مع هذا الاتجاه أو ذاك يجب الرجوع لتعريف المرحلة الانتقالية، وأيضاً الإجابة عن سؤال: هل نحن ما زلنا في مرحلة انتقالية أم في مرحلة مستقرة وممتدة؟! لقد قامت الثورة من أجل تغيير جذري، وبناء الأساس السليم لبناء دولة عصرية! الأساس السليم هو الدستور الجديد، الذي يعبر عن طموحات وأهداف الثورة! ما قبل عمل الدستور الجديد في زمن الثورات هو بمثابة فترة انتقالية بإيجابياتها وسلبياتها وبعسكرها وإخوانها! بعد الاستفتاء على الدستور الجديد تبدأ دولة 'ما بعد الثورة'، وتنتهي المرحلة الانتقالية في يوم التصويت بـ'نعم' على هذا الدستور، ثم يتم بناء مؤسسات الدولة تباعاً، وتستمد سلطاتها من رحم الدستور الجديد.. إذن مع عدم وجود دستور ما بعد الثورة نحن ما زلنا في مرحلة انتقالية وليست مستقرة وممتدة. ويتساءل حازم وهل انتخابات تحت حكم عسكر ولجنة قضائية تابعة له عادلة؟ هل تم انتخاب 'مرسي' الذي فاز، وبالأرقام، بالتصويت العكسي لصالحه نتيجة حماية قضاء العسكر لـ'شفيق' حتى وصوله إلى جولة الإعادة في مناخ ديمقراطي سليم وعادل؟! ثم رأينا الفريق 'شفيق' يغادر في اليوم نفسه ولم يرجع، وتم تحريك بلاغات ضده بعد سفره وليس قبلها! إنه جو تآمري مليء بالدماء والصفقات! مرحلة انتقالية دموية فاسدة ضمنت الخروج الآمن للعسكر! هل المطالبة بانتخابات رئاسية جديدة في أجواء مستقرة نسبياً وبعد انتهاء نفوذ العسكر تعد من قبيل الوهم؟ بالتأكيد وهم، لأن كل مؤسسات الدولة الآن تحت تصرف الإخوان، إلا إذا كنا نتحدث عن زعيم في عظمة إبراهام لنكولين!
    وكما قال د.غنيم: 'هما خايفين من إيه؟!' في حواره لـ'التحرير' تعليقاً على خوف إخوان 'مرسي' من انتخابات رئاسية جديدة. نسب التصويت في جولة الإعادة تجعلهم يرفضون بشدة انتخابات رئاسية جديدة في أجواء محايدة وعادلة على أرضية دستورية سليمة! انتخابات البرلمان بعد الدستور هي العودة لنصف الصواب والرئاسة النصف الآخر.

    عصام سلطان
    وترويع خصوم الإسلاميين

    ونبقى مع المعارك الصحافية فها هو وائل السمري في صحيفة 'اليوم السابع' يهاجم النائب بالبرلمان المنحل عصام سلطان بسبب هجومه على المخالفين للإسلاميين : لا فرق عندي 'الآن' بين تصريحات عصام سلطان وتصريحات عبدالمنعم الشحات، فكلاهما يتخذ من الإسلام حصنا ليحارب خصومه السياسيين من خلاله، غير أن الأول يدعي أنه حامي حمى الإسلام 'الحضاري'، والثاني يدعي أنه حامي حمى الإسلام 'الحقيقي'، وللأسف اتسعت دائرة المتاجرين بالإسلام لتضم رجلا أحبه وأحترمه هو الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الذي طالما دافعت عنه، وناصرت فكرته، فقد أدلى بتصريح شديد القرب من تصريح 'سلطان'، وقال في حواره الأخير مع الزميل خالد صلاح ومحمد حجاج: 'إن حمدين صباحي يشن حربا إعلامية على الإسلام الحضاري الذي أمثله أنا'، وهو التصريح الذي أصابني باكتئاب حقيقي، فها هم من كنا نعول عليهم في جذب التيارات الإسلامية المتشددة نحو الاعتدال، وعدم الاتجار بالدين، يندفعون نحو التشدق بالإسلام، وها هم من بنوا خصومتهم السياسية مع الإخوان وانشقوا عنهم لأنهم يحتكرون الحديث باسم الإسلام، ويتسترون وراءه، يتبعون منهج خصومهم من الإسلاميين، ويصورون خصومهم من المدنيين باعتبارهم كارهين للإسلام، وليسوا مختلفين مع تيار الإسلام السياسي. ويبدو أن هذه التصريحات ما هي إلا بداية لخطاب سياسي جديد يتبناه ما يسمى بمشروع تيار الوسط الذي يضم حزبي مصر القوية، والوسط، وتلك هي المصيبة. أتمنى من الإخوة الكرام في 'تيار الوسط' أن يراجعوا مواقفهم الأخيرة، وأن ينظروا إلى أنفسهم في المرآة، ويرددوا كلامهم مرة أخرى، ليكتشفوا أنه ليس هناك فارق يذكر بين خطابهم 'الجديد'، وخطاب خصومهم السياسيين من الإسلاميين، كما أتمنى أن يراجعوا ما كانوا يقولونه لأنصارهم قديما من أن الاتجار بالإسلام 'عيب'، وأن ما يقدمونه هو وجهة نظر سياسية ذات مرجعية إسلامية تنشد قيما إنسانية سامية مثل الحب والخير والعدل والنزاهة، وليست هي الإسلام.
    هل المرأة التي لم
    تختتن ناقصة الايمان؟

    ونبقى مع المعارك الصحافية وهجوم يشنه محمد الدسوقي رشدي في 'اليوم السابع' ضد مستشارة الرئيس مرسي : 'الدكتورة أميمة كامل التي أهلها انتماؤها الإخواني ومنصبها القيادي في حزب الحرية والعدالة لتصبح مستشارة الرئيس محمد مرسي لشؤون المرأة وعضو الجمعية التأسيسية لوضع الدستور صادقة تماماً فيما يخص نفيها الإقرار أو الإفتاء بأن 'الفتاة التي لم يتم ختانها ناقصة الإيمان'. مراجعة حوار وتصريحات مستشارة الرئيس للصحف تؤكد ذلك وتنصفها من هذا التصريح الذي تم إلصاقه بها عن غير حق. الدكتورة أميمة لم تربط بين إيمان المرأة وبقاء هذا الجزء من جسدها في مكانه أو ختانه، وكان واضحاً أن السيدة التي تشارك في وضع دستور مصر تسعى لأن توازن كلماتها بشكل دبلوماسي فلا هي تريد أن تقول إن الختان مجرد عادة ويجب منعه لأنه جريمة في حق البنات الصغيرات، ولا هي تريد أن تقولها صراحة بأن الختان واجب شرعي وبدونه تفقد المرأة عفتها. ويتابع رشدي على طريقة الباحثون عن مخرج للهروب من الإجابة على الأسئلة الصعبة، تعاملت الدكتورة أميمة مع سؤال أنت مع الختان أم ضده وهل ستطالبين الرئيس بوضع قواعد لمنعه أم لا؟، الطبيعي من البشر يقول ان الدكتورة بصفتها مستشارة للرئيس كان لابد أن تختار إجابة من اثنين إما أنها ستخبر الرئيس بوضع ضوابط لمنع الختان لأنه جريمة، أو أنها ستخبر الرئيس بضرورة عدم تجريم فعل الختان.. ولكن السيدة أميمة المسؤول الآن عن إيصال صوت المرأة المصرية للدكتور محمد مرسي لم تفعل هذا ولا ذاك، واكتفت بتقديم آراء رمادية لإرضاء كل الأطراف.. الدكتورة أميمة بريئة تماما من إلصاق تهمة نقص الإيمان بالمرأة التي لم تجر لها عملية ختان، ولكنها ارتكبت جرماً أشد حينما وافقت أن تجعل نصف حوارها الصحافي منصبا على قضية الختان وتناقش إن كان حراماً أم حلالاً واجباً، مستشارة الرئيس لشؤون المرأة التي تشارك في صياغة دستور مصر ارتكبت جرماً أشد حينما حصرت نصف قضايا المرأة في منطقة الختان.

    دولة رجال الأعمال
    في زمن مبارك وزمن الإخوان

    ونتحول نحو صحيفة 'الشروق'، حيث ابراهيم الهضيبي يبدي مخاوفه من إعادة دولة رجال الأعمال: مشكلة نظام مبارك لم تكن في فساده فحسب، وإنما كانت بالأساس في انحيازاته التي أدت لتمكين رجال الأعمال، وتآكل استقلال الدولة عنهم، وهي انحيازات يعاد إنتاجها بعد الثورة في ظل تسييد خطاب يقصر مشكلة الماضي على فساد الأشخاص.. غير أن النظام الجديد، الذي لم يزل في طور التشكل، لم يحاول بعد التحرر من تلك الانحيازات، فهو لا يزال يشرك رجال الأعمال في الحكم بشكل لا يمكن تبريره ديمقراطيا، ومن تجليات ذلك مشاركة عدد من رجال الأعمال الرئيس في رحلته الخارجية للصين، على نحو يدل على مشاركتهم في صياغة السياسة الخارجية والاقتصادية، وكذلك ما صرح به أحدهم عن 'تعاون غير مسبوق' مع الوزراء، و'وعود من الوزراء بتذليل العقبات أمام قطاع الأعمال' لإيجاد مناخ جاذب للاستثمار، وهي وعود تندرج في بعض الديمقراطيات التي تحافظ على حقوق الطبقات العاملة تحت مسمى الفساد، ومن تجليات الانحيازات ما تم الإعلان عنه من تشكيل لجنة للتواصل المستمر بين الرئاسة ورجال الأعمال، وهو ما يعطي لهؤلاء ميزة ليست لغيرهم من الفئات، تعبر عن مشاركة غير ديمقراطية في الحكم. لم يكن ذلك المؤشر الوحيد على الانحياز الطبقي للدولة، فله أوجه أخرى، منها مشاركة بعض رجال الأعمال الفاسدين ممن استفادوا من علاقاتهم بنظام مبارك في الرحلة، الأمر الذي يعني الاستعداد للتصالح معهم نظرا للحاجة إلى الوحدة في مواجهة التحديات، التي يتم تصويرها باعتبارها تحديات تواجه الوطن، لكنها في الحقيقة تحديات تواجه بقاء هذه الانحيازات، بسبب تصاعد موجات الاحتجاج الاجتماعي، الأمر الذي يستوجب وحدة رجال الأعمال للحفاظ على مصالحهم الطبقية والانحياز الطبقي يظهر كذلك في مفردات الخطاب السياسي التي تحورت مدلولاتها.

    هل يحمي
    مرسي سوزان مبارك

    السؤال عن بقاء سوزان مبارك وعدد من رموز النظام السابق مطلقي السراح يثير غضب الكثيرين ومنهم زكي سالم في صحيفة 'التحرير' : وبعد خلع الديكتاتور، تصور - طبقا لقدراته العقلية- أن المجلس العسكري سيحميه هو وعائلته التي نهبت ثروات الوطن، بناء على اتفاق ما حدث بينهم، وفي الحقيقة أن العسكر كانوا قد قرروا فعلا حمايته من أي محاكمة، وكان الجنرالات يقولون للثوار لا تطالبوا أبدا بمحاكمة مبارك، فالرئيس قائد عسكري من أبطال حرب أكتوبر، وهو خط أحمر! ومع ضغط جماهير الشعب، بالمليونيات الثورية، وبخاصة مليونية 8 أبريل التي شارك فيها أبطالنا الضباط المحبوسون حتى الآن، لأنهم وقفوا مع شعبهم الثائر، وقرروا أن يشتركوا في المطالبة بمحاكمة الديكتاتور، عندئذ شعر العسكر أن الأمر خطير، وأنهم إذا ما أصروا على حماية قائدهم المخلوع، سيحاكمون معه، فتركوه يلقى مصيره في محاكمة القرن، على أمل أن يتركهم (الجنرالات) بلا محاكمات. وإذا كانوا قد خرجوا خروجا آمنا في حماية قلادات منحها لهم مرسي، فمصيرهم، إن شاء الله، قفص الاتهام في محكمة الجنايات لمحاسبتهم على كل ما اقترفوه في حق الوطن، وعلى كل من قتلوهم من شهدائنا، وعلى ما استولوا عليه من ثروات شعبنا الفقير، ولنتذكر ما حدث مع زوجة المخلوع، عندما بدأت النيابة التحقيق معها، بعدما تم صدور قرار بحبس مبارك وعلاء وجمال 15 يوما على ذمة التحقيقات، ثم صدر قرار من النيابة بحبسها هي أيضا 15 يوما لتورطها في قضايا فساد مالي متعلقة بمكتبة الإسكندرية ومهرجان القراءة للجميع، وتم توجيه تهم لها بالاستيلاء على المال العام، وسرقة تبرعات مكتبة الإسكندرية، والتي تبلغ 123 مليون جنيه، وقد طلبت إدارة المكتبة من سوزان أن ترد هذه الملايين إلى المكتبة، وكان من المنتظر، كما أعلن حينئذ، أن يتم ترحيل سوزان إلى سجن القناطر، والذي استعد فعلا لاستقبالها ويومئذ قيل إنها تعرضت لأزمة قلبية ودخلت العناية المركزة، وفجأة تم الإعلان عن إخلاء سبيلها.



    ---------------------





    أين ضاعت مصر الوحدوية تاريخيا والموحدة دينيا؟!
    محمد عبد الحكم دياب
    2012-09-07




    عندما كنت أتحدث إلى البعض وأقول أن مصر بلد وحدوي تاريخيا، وتوحيدي دينيا، كان ذلك محل استغراب خاصة في السنوات الأخيرة، ولا يمكن لبلد يقيم أول وحدة في التاريخ الإنساني أن يسيطر عليه انعزاليون وانفصاليون، ولا يمكن لشعب عرف الإله الواحد مبكرا أن يكون طائفيا ومذهبيا وعنصريا، لقد تغير الوضع في اتجاه معاكس للطبيعة الوجدانية والتاريخية للمصريين. وهذا هو لب الفكرة التي يدور حولها موضوع هذه السطور.
    نبدأ بالقول أن مصر منذ 25 كانون الثاني/يناير 2010 وهي في حالة ثورة، لكنها بقيت محصورة بين المواطنين وفي نطاق الشارع، ولم تصل بعد إلى أوساط القابضين على زمام الحكم والمال والأمن والثقافة والإعلام، فكل ذلك ما زال في أيدي فلول الحكم السابق ورجال المال والإعمال والغالبية العظمى من جهاز الدولة، وحمل الفكر السائد تشوهات وسمات تناقضت مع طبائع الثورة، وبدا الأمر وكأن هناك اتفاقا لوضع الثورة الوليدة في مواجهة الثورة المضادة التي ما زالت قوية ومتجذرة، وعلى مستوى الشارع ما زال سقف الثورة مرتفعا وهو الذي حافظ على التوازن القائم وحد من صدامات دموية كانت متوقعة.
    والغريب أنه مع الثورة تكاد تغيب الثقافة الجامعة، التي بدورها غيبت خطوات وإجراءات المساواة بين المواطنين، فلم يتحقق بينهم العدل المنشود بعيدا عما تم انتزاعه بقوة المليونيات ودماء الشهداء وآلام الضحايا، ما زالت الديمقراطية في مستوى الشعارات اللفظية وأسيرة عمليات إنتخابية وإجرائية أفسدت الحال أكثر مما أصلحت؛ وانحصرت العملية السياسية في دوائر ضيقة لجماعات وأحزاب وائتلافات تتصارع وتتناطح وتطحن الهواء بينها، وتحول عدد منها إلى 'دكاكين وأكشاك' لجماعات مذهبية وطائفية تعمق حالة انحطاط عاشتها مصر على مدى أربعة عقود، ورواد هذه الدكاكين والأكشاك سعداء بما هم فيه ما دامت طقوسهم مضمونة وراياتهم مرفوعة وصوتهم الأعلى.
    ومع كل طلعة شمس تزداد الصراعات، وتتسع مساحات الفرقة، وتنتشر ثقافة التشرذم؛ فلا نرى إلا تكالبا محموما على غنائم سياسية واقتصادية وبرلمانية؛ ومصر أحوج ما تكون إلى الانضباط والمراجعة والمصالحة والبناء والمحاسبة، ومعروف أن الحاكم الجديد يبدأ عصره بنشر روح العمل المشترك، ويعطي الأولوية لإعادة الثقة في الحكم والدولة، ويمنح المواطن الأمل في القدرة على التصدي بكل عزم وقوة لركام الفساد المعشش في كل مكان؛ في المؤسسات والهيئات العامة والخاصة.
    وبدلا من أن تكون الثورة بابا ذهبيا للتفتح وسعة الآفق وُضعت في 'غيتو' منغلق ومظلم؛ يناقض الموروث التاريخي والثقافي الرحب في المجتمع المصري في فترات ودورات نهوضه.
    فقدت مصر كثير من براءتها ومرونتها وسماحتها ووحدويتها وتوحيدها، وقد تغيرت إلى حد كبير، بشكل أشعر أجيالا مخضرمة بالغربة، والتغيير الذي حدث في الطبيعة والشخصية والثقافة والهوية، ويلمسه المرء في تصرفات عامة وخاصة لأطراف وقوى صاعدة تمسك بمفاتيح 'الثورة' والسلطة والقرار، فتوقفت مسيرة الثورة ولم تصل بعد إلى الأهداف التي استشهد من أجلها الشباب.
    الغالبية من قوى 'الثورة' والسلطة تبحث عن مواطن الاختلاف وتعمقها وتهرب من أعباء ومسؤولية الاتفاق والعمل المشترك؛ سعيا وراء سراب اسمه 'توافق' لا يتم، وتجده منصوصا عليه في أدبيات وشعارات وأهداف كيانات وجماعات وائتلافات تتوالد كالفطر في الجسد الوطني، الذي لم تتح له فرص الخروج من دائرة النزف والإنهاك، ومستمر في الدوران 'مثل الثور في الساقية' كما يشير إلى ذلك مثل شعبي مصري شهير!.
    واللغة بدورها تحولت إلى مسخ، مَسَخ معه أنساق الحياة وأخل بقيم التماسك والوحدة، وهذه لغة تتعمد تشويه الفكر وخلخلة ثقافة الاندماج والتوحيد والانصهار، وتعبر عن انحطاط بالغ؛ وإن كان من صناعة العهد السابق، لكنه ما زال يجد الرعاية من الحكام الجدد!.
    ووجدت الديمقراطية من يوظفها في نشر تلك الثقافة المتخلفة، وكما اتخذ مبررا للغزو (العراق نموذجا) فهي حاليا أساس تبرير الفرقة وتحصين القيم الطائفية والعشائرية والانعزالية، والديمقراطية هنا تختلف عن وظيفتها في الغرب، وهي هناك طريق للتخفيف من وحشية المال والاستغلال وسطوة الاحتكار ووطأته، ومن أجل ذلك تحرص على المنافسة السلمية تجنبا لحروب وصراعات دموية طبعت التاريخ الأوربي حتى عقود قريبة، وعززت القوة الفردية والمجتمعية والسياسية للبنيان المجتمعي.
    أما الديمقراطية في بلادنا فهي لتمكين الغرب من السيطرة؛ بالهيمنة السياسية والاقتصادية، وما لا يأتي بالإذعان يُفرض بالعنف والصراعات الدموية والحروب الأهلية، ومهمتنا ضبط الديمقراطية بضوابط ومعايير وطنية؛ توحد ولا تفرق.. تصون ولا تبدد.. تشد أزر الصديق وترد كيد العدو. ودون ذلك فهي سبيل للضعف الفردي والمجتمعي والسياسي، وأداة لتقويض الشخصية الوطنية، والحد المطلوب لتأهيل مجتمعاتنا ديمقراطيا هو بعدم الفصل بين الديمقراطية بعيدا عن حماية الاستقلال الوطني وتحقيق العدل الاجتماعي. وعلينا أن ننحاز للرأي الذي يقول لا يمكن بناء الديمقراطية وتحصينها دون استكمال الثورة وتحقيق أهدافها!!.
    أن يزداد المد الانعزالي بعد ثورة 25 يناير فهو شيء غير مفهوم ولا مُبرر. فمصر الدولة الأقدم؛ السباقة في 'اختراع' الاستقرار والاندماج الوطني والتوحيد الديني، بدت بعد الثورة في تناقض مع شخصيتها وتصادم مع تاريخها، وحالتها الراهنة تبدو غير عابرة ولا مؤقتة. لذا فإن القوى الواعدة والحية في قلق بالغ عليها؛ مصدره أن ما يحدث فيها على غير طبيعتها، وهناك جيوش جرارة تتولى تأصيله وتجعل منه بنيانا عقائديا للتعصب والاقتتال والفتن، وهذه طامة كبرى، تنذر بمخاطر جمة.
    وكل ذلك عَرَض من أعراض التغريب والصهينة؛ وعرض امبراطوري توسعي للوجود الغربي المتنوع. وهو يؤكد وجوده بيننا بالتضليل والإذعان والاستنزاف. وكانت طبيعة مصر الوحدوية والتوحيدية نزاعة إلى الاستقرار ومحفزة على الحضارة والتقدم، ومع زيادة التوجه الحضاري اتسعت الأقاليم والأوطان والدول، وتجاوزت أحجام الجماعات البشرية البدائية، وتنامت وتعاظمت الحاجة إلى التنظيمات الإدارية والسياسية لضبط حياة البشر وتقنين التبادل والمنافع بينهم.
    وإذا كانت الزراعة قد أقامت القرية وأنشأت ووفرت الأمان والاستقرار المطلوب فإن التجارة أسست المدينة وضبطت حركة الأسواق فيها، وبعدما كانت حياة البداوة تقوم على الترحال وراء الرزق، أصبح الرزق يعتمد على الاستقرار والعمل الإنساني والإنتاج، فنشأت المراكز والمحطات التجارية وأخذ الترحال معنى آخر أكثر انضباطا وتنظيما، ارتبط بالأسواق والمدن ينطلق منها ويعود إليها، واختلفت وظائف المدن والقرى؛ فالثانية تنتج والأولى تجمع ما يُنتج وتعيد توزيعه بالمقايضة والبيع والشراء.
    وأول وحدة جغرافية وسياسية في التاريخ قامت في مصر في 3200 ق م على يد الملك مينا، ونشأت معها ثقافة وحدوية عمقت روح الوحدة والاندماج والتعايش، وكانت أهم لبنة في تكوين الشخصية المصرية تاريخيا، كأقدم شخصية وحدوية في التاريخ الإنساني المدون.
    ومنذ عهد اخناتون - أحد ملوك الدولة الحديثة - في القرن الرابع عشر قبل الميلاد؛ اتجه المصريون نحو التوحيد الديني، واكتشفوا الإله الواحد الذي لا شريك له، ورمز له اخناتون بقرص الشمس 'آتون'، الذى يرسل أشعته على الأرض فيحمل لأهلها النور والخير والحياة، وللإله 'آتون' الجديد بُنيت المعابد المفتوحة على السماء. وجاءت الرسالات السماوية مؤكدة للوحدانية الإلهية، وقامت ثقافة المجتمع المصري القديم في جانب منها على التوحيد الديني.
    وما يبدو حديثا من خلاف إسلامي مسيحي، لا يتناقض مع تلك الثقافة، وذلك ذكرناه من سنوات قليلة على هذه الصفحة بأن ذلك كامن في وحدة أصل ومصدر الديانتين السماويين، وهذا ما يعزز الوحدة السياسية وفيها تحصين للوحدة الوطنية.
    مصر ذلك الكيان الوحدوي سياسيا والتوحيدي دينيا تقيم تعدديتها وتتعامل مع تنوعها على ما يمكن تسميته 'الانسجام الثقافي'، والمشكلة في الجهود الضارية لضرب ذلك الانسجام وقد أثرت عليه بالفعل بشكل سالب. عن طريق حصار إعلامي وتعليمي وفكري بثقافات وأفكار ومناهج تعليمية معاكسة لتقويض التماسك وإضعاف المناعة، وبدا ذلك فوق طاقة كثيرين على المقاومة.
    ونستطيع القول بأن التفكيك النفسي والثقافي قطع شوطا كبيرا على طريق التقسيم السياسي والجغرافي والطائفي. وهناك جماعات أهلية 'حقوقية' أسقطت مصر بطبيعتها الوحدوية التوحيدية من حسابها، وأضحت مصر أمصارا والشعب شعوبا والثقافة صارت ثقافات!!. وبدلا من أن يكون التعدد والتنوع مصادر للإثراء والخصوبة كما كان الوضع في السابق يتم استغلاله في نشوب الخلافات والنزاعات الداخلية، وفي تأجيج الاقتتال الأهلي، وتهديد مستقبل الوطن والدولة وتماسكهما، ونشر النعرات، وتعقيد العلاقات بين الفئات والجماعات المختلفة، وبث الخوف بينها.
    وبدت المسألة متجاوزة وجود الطوائف والمذاهب والأقليات، وهي من مكونات المجتمع من الأزل، والمشكلة هي في توظيف هذا الواقع في المصادرة على كل ما استقر في الوجدان الوطني، وكما أن هناك 'ثورة مضادة' نشأت في مصر 'ثقافة مضادة' مغذية للتعصب المذهبي والطائفي والانعزالي، وتتخذ من التمييز سبيلا لزرع الشقاق والفرقة، وتعمل لحسابها فضائيات ووسائل إعلام وصحافة تؤجج الصراع وتزرع الفتن.
    والنتيجة أن بقاء الدولة المعبرة عن وحدة المجتمع وتماسكه ليس مضمونا، بعد أن انهارت دول عربية أخرى؛ استغلت فيها الصراعات القبلية والطائفية والمذهبية، وذهب ضحيتها أعداد غفيرة من مواطنيها، ودوام هذا الحال يشير إلى إنتكاسة تعيشها المنطقة، وقد عادت إلى مربع التخلف الشامل (ثقافي وحضاري واقتصادي وعلمي وتقني)، وغاب عنها الحكم الرشيد، بكل ما يترتب على ذلك من انهيارات سياسية ومجتمعية وانتكاسات حضارية وثقافية.
    المقومات الحضارية والثقافية ازدادت ضعفا، وأضحت أدنى من متطلبات التحديات الراهنة في بلد كانت مضرب الأمثال في الانسجام الوطني والتماسك الاجتماعي، وبغلبة هذه الروح لا يمكن أن نطمح في وحدة وطنية أو عربية أو إقامة أي نوع من أنواع التنسيق والعمل المشترك. ولن يرتفع سقف الطموح دون استعادة الإرادة الوطنية، والانشغال بالهموم العامة، وليتكافأ الحكم مع حالة الثورة لدى المواطن العادي وفي الشارع، وما زال المواطن مستعدا للتضحية، وما زال الشارع قادرا على الخروج والاحتجاج، والمشكلة في غياب مثل هذا الفهم عن وعي أغلب الثوار، ومنهم من أسقط كل هذا من حساباته فابتعد عن الثورة وأهدافها.. ما العمل إذن؟!.

    ' كاتب من مصر يقيم في لندن
                  

09-10-2012, 04:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    09qpt970.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






    صراعات داخل جماعة الإخوان على كعكة الاستثمارات القطرية..

    ومطالبة مرسي بعزل المرشد
    حسنين كروم
    2012-09-09




    القاهرة -'القدس العربي'


    رغم كثرة الأخبار الواردة بالعناوين الضخمة في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد فإنني أرى أن أخطر ما نشر كان خبرا صغيرا جدا لم يلتفت إليه أحد - في الصفحة الثالثة من 'أخبار اليوم' يوم السبت عنوانه - شركات عالمية لإصلاح أعطال الكهرباء - ونصه هو: 'قررت وزارة الكهرباء والطاقة التعاقد مع عدد من الشركات العالمية لإنشاء مجموعات متخصصة تتولى صيانة محطات توليد الكهرباء في مصر، سواء المحطات الحرارية أو التي تعمل بنظام الدورة المركبة، وصرح محمود بلبع وزير الكهرباء والطاقة بأن هذا التوجه جاء نتيجة زيادة الأعطال الكهربائية التي شهدتها شبكة الكهرباء خلال الصيف الحالي'.
    وأصدر من سموا أنفسهم مثقفين إسلاميين بيانا انتقدوا فيه اجتماع الرئيس مع المبدعين والفنانين ولم تتم دعوة أحد منهم واعتبروا ذلك انحيازا من الرئيس لإلهام شاهين ضد الدعاة الذين هاجموها وعلى رأسهم الدكتور الشيخ عبدالله بدر الذي وصفها بأنها زانية، وقيام التراس الأهلي باحتلال النادي والاعتراض على بدء المباريات لعدم أخذ حقوق شهداء استاد بور سعيد، وإصدار المحكمة حكماً ببراءة المتهمين الأربعة بالاعتداء على موكب الرئيس، ومؤتمر المتحدث العسكري العقيد احمد محمد علي ، وحديث الفريق شفيق مع زميلنا وصديقنا وائل الابراشي على قناة دريم، وتصريحات رئيس الوزراء ومدير الإدارة المحلية بأنه لا يمكن تطبيق برنامج المائة يوم للرئيس، وإضراب المضيفين في شركة مصر للطيران يكبدها خمسين مليون جنيه خسائر وحملة ضد البلطجة في بحيرة المنزلة، والاستعدادات للعام الدراسي الجديد.
    وإلى بعض مما عندنا:

    خطورة بيع شركات الكهرباء للأجانب

    خطورة خبر فتح قطاع الكهرباء للاجانب انه ليس إلا تمهيدا لخصخصة قطاع الكهرباء وشركات الحكومة وهو ما فشلت فيه آخر حكومة في عهد مبارك، شلته، وكانت هذه هي خطته التي أحبطها وزير الكهرباء السابق الدكتور حسن يونس وبدعم من الجيش والمخابرات وجناح داخل النظام، وكان الحل البديل هو السماح للقطاع الخاص بإنشاء محطات توليد في المناطق الجديدة وبيع التيار للشركات الحكومية التي تتولى بيعه للجمهور لمنع الاستغلال، او ان تقوم المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة بانشاء محطات كهربائية خاصة بها، أما الاتيان بمجموعات من شركات عالمية تتولى أعمال الصيانة بحجة الانقطاع في التيار، فهي إهانة وطنية ولكل مهندسي الكهرباء في مصر، لأنها اتهام لهم بأنهم لا يفهمون في إصلاح المحطات التي يديرونها، بالإضافة الى ان الأعطال المتكررة كما اعلن الوزير نفسه ومن سبقه عن ان سببها ضغط الاستهلاك على الشبكة الكهربائية، انما هي حجة لبدء عملية التخصيص، وكانت قد جرت محاولة فاشلة لبيع السكك الحديدية في وزارة أحمد نظيف عندما كان وزير النقل رجل الأعمال محمد منصور وهي تكليف شركات خاصة بعمليات صيانة القطارات وفي ورش الوزارة وبيعها لها ثم منح القطاع الخاص حق تسيير قطارات فاخرة من الاسكندرية الى أسوان،والملفت ان يأتي ذلك بعد أيام من الاتفاق مع قطر على منح ثمانية عشر الف مليون جنيه في مشروعات صناعية وسياحية، منها عشرة آلاف مليون لإنشاء تجمع سياحي في الساحل الشمالي، والباقي في مشروعات سيتم الاتفاق عليها.

    طلائع الاستثمارات القطرية نحو بورسعيد

    وكانت جريدة 'المال'- اليومية المستقلة - قد سبقت ذلك الإعلان بعدة أيام عندما نشرت تحقيقا يوم الاثنين الماضي لزميلينا السيد فؤاد وأحمد عاشور جاء فيه: 'قال أحمد المنيري رئيس لجنة الاستثمار بغرفة ملاحة الإسكندرية أحد كوادر حزب الحرية والعدالة ان الحكومة تبحث توقيع اتفاق مع دولة قطر يقضي بقيام الأخيرة بتمويل مشروعات البنية التحتية بميناء شرق بورسعيد بقيمة استثمارية قدرها نحو مائتي مليار جنيه تؤهل المنطقة لجذب استثمارات إضافية جراء ذلك بقيمة تصل إلى ثمانمائة مليار جنيه، ولم يتسن لـ'المال' الحصول على تأكيد من مسؤول حكومي لكن عادل رحومة الأمين العام لمجلس الأعمال المصري القطري أكد عرض وزارة الاستثمار على الحكومة القطرية عددا من المشروعات من بينها مشروع تأهيل البنية التحتية في موانىء شرق بورسعيد.
    أضاف المنيري: إن المنطقة لم تعمل فيها سوى شركة قناة السويس الدولية للحاويات التي تدير المرحلتين الأولى والثانية بمحطات الحاويات في شرق بورسعيد بالإضافة الى مشروع مشرق للبترول المتوقف والخاص بتموين السفن، ان الحكومة القطرية ستعمل على تمويل مشروعات البنية الأساسية بالمنطقة وفق نظام يشبه نظم المطورين العقاريين وبتأييد من القيادة السياسية. من جانبه قال محرم هلال رئيس مجلس الأعمال المصري القطري ان المجلس سيعقد اجتماعا الاسبوع المقبل يستعرض خلاله أبرز المشروعات التي ينتظر أن ينفذها الجانب القطري في مصر ومن بينها تنمية منطقة شرق بورسعيد والاستثمار في موانىء الإسكندرية،
    في حين أكد محمد جودة المتحدث باسم اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة ان الحزب يرفض منح أي مزايا تفضيلية للاستثمار في مصر لدول دون أخرى، وأن المستثمر المحلي هو صاحب الاهتمام الأكبر من جانب الحزب'.
    أي ان هناك صراعا بين اعضاء الجماعة على ما يعتبرونها كعكة قطرية، وتخوفا من اثارها، بينما الحقيقة ان كل ما أعلنته قطر كان متفقا عليه مع نظام مبارك.
    أما ما لم يتم الاتفاق عليه وهو الجديد والمثير هنا، فهو الاستثمار في موانىء الإسكندرية، أما شرق بورسعيد، فقد كانت مساحتها خمسين كيلو متر مربع، اضاف إليها الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء السابق عشرين الف كيلو متر أخرى، والجديد هو الزج باسم رئيس الجمهورية في هذه العملية.

    حراس مرسي يشلون
    السيدة زينب اثناء صلاته الجمعة

    ونشرت الصحف عن أداء الرئيس صلاة الجمعة في مسجد السيدة زينب، ولوحظ ان جريدة 'المصريون' ذات التوجه الديني، هاجمت الرئيس يوم السبت في تحقيق لزميلنا محمد ربيع جاء فيه: 'أدى رئيس جمهورية الدكتور محمد مرسي صلاة الجمعة أمس بمسجد السيدة زينب بالقاهرة وهي المرة الأولى التي يؤدي فيها الرئيس صلاة الجمعة التي باتت تشكل جزءا من نشاطه منذ مباشرة مهام منصبه في 30 يونيه بمسجد فيه ضريح فيما يحمل على ما يبدو إشارة إلى الصوفيين الذين صوت غالبيتهم لصالح منافسه الفريق أحمد شفيق في جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة، وتحول ميدان السيدة زينب إلى ثكنة عسكرية قبل حضور مرسي حيث حشرت ما يزيد عن خمسين سيارة أمن مركزي تمركزت بجوار المسجد من ناحية شارع السد وحتى بداية شارع 'المبتديان'، مما جعلهم يغلقون ميدان السيدة تماما لمدة أربع ساعات وحشر الرئيس قبل الصلاة بقرابة ربع الساعة وكان بصحبته الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف وقد استقبله المصلون بهتافات 'مرسي' و'الله أكبر' وقاموا بالتصفيق له لحظة دخوله المسجد الأمر الذي اثار استياء الرئيس لتنافي ذلك مع قداسة المسجد.
    وغادر مرسي المسجد سريعاً عقب الصلاة دون أن يتوقف لإلقاء كلمة على المصلين كما اعتاد في مواقف مماثلة'.
    أما الذي القى الخطبة فكان مفتي جماعة الإخوان المسلمين الدكتور عبدالرحمن البر، بينما اخبرنا في اليوم التالي زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم بأنه رأى إعلانا عجيبا، رسمه في 'الشروق' أمس، وكان عن عضو من الجماعة يحمل مسجدا، اطلق عليه - الجامع المحمول -
    بشرى للرئيس مرسي - ومن مزاياه:
    - سهل الحمل والاستعمال
    - يغنيك عن الاستعانة بالحرس الجمهوري والأمن المركزي
    - يحميك من مخاطر الصلاة بين شعبك الذي انتخبك.

    لماذا اذاع التلفزيون صلاة مرسي كخبر اول؟

    والى استمرار المعارك الدائرة حول الرئيس بدون أن تظهر في الأفق أي بوادر لنهايتها، وحتى إذا هدأت يوما أو اثنين سرعان ما يعيدها حدث ما إلى الاشتعال والاتساع من جديد، ومنها قيامه بصلاة الجمعة قبل الماضية في مسجد أبو بكر الصديق في مصر الجديدة، وأذاعته في التليفزيون كخبر أول، قالت عنه زميلتنا بمجلة 'آخر ساعة' القومية، سلمى قاسم جودة: 'هل يرضى الرئيس مرسي أن تستهل نشرة أخبار التليفزيون المصري بأنه صلى في الجامع!، أعتقد أن د. مرسي لا يقبل، فهل صلاة الرئيس خبر استثناء أم تعتبر من أولويات الشعب المصري؟ طبعاً الإجابة لا، وخاصة في عدم وجود مناسبة دينية، هل على سبيل المثال تبدأ نشرة الأخبار الأمريكية بأن الرئيس أوباما صلى في الكنيسة! مهمة نشرة الأخبار هي تلبية أولويات المواطن، أهم ما يدور في الوطن والعالم، مده بالمعرفة، أما ما حدث يوم الجمعة من خلال الشاشة المصرية فهو غير مقبول وأول من سيرفضه هو الرئيس ذاته، تابعت حوار وزير العلام مع الاستاذ عمرو الليثي ولقد أغدق الوزير بالتحدث عن المهنية فهل هذه مهنية؟ أم مجرد مزايدات خطيرة لترسيخ الدولة الدينية وخلط الدين بالسياسة والخاص بالعام وتوريط رئيس الدولة في دوامة من يشتاقون دوما للصعود عن طريق الولاء الفج لا الكفاءة، ولقد كرر كثيراً، كثيرا، على المهنية وأيضا أن الرئيس هو الرمز الأصيل لمصر، نحن في عهد الرئيس المواطن قد يصيب أو يخطىء ونحن لسنا في عصر الرئيس الزعيم الديكتاتور أو الإله المتوحد مع الأنبياء والصحابة فلقد توفاهم الله'.

    كتائب المخبرين والأمن والقناصة
    والبصاصين يرافقون مرسي كما مبارك

    ونفس الموضوع ركزت عليه زميلتها منى ثابت التي تصادف أنها تسكن بالقرب من المسجد، قالت: 'يوم الجمعة اللي فات، حصل ما تصورت أننا تحررنا منه وزال من حياتنا نحن سكان مصر الجديدة بعد ثلاثين سنة من قهر الحجز خلف مواكب التشريفات، لم أصدق عيني وكتائب المخبرين والأمن والقناصة والبصاصين ومختلف أنواع الحراسات تنتشر في أسطح ومداخل منطقة الشيراتون من الفجر قبل الشمس ما تنور للعباد أو عربية الفول تغازل زباين الجمعة، حركة سريعة خافتة ونشطة، سيارات أنزلت عشرات من رجال شركة وجيش ولوريات أخرجت مصدات حديدية، وقفل يا جدع المداخل والمخارج حول جامع أبو بكر الصديق، وأتوبيسات وقفت بعييييد لا نزال مواطنين اصطفوا بخبرة اتنين اتنين في طوابير طويلة عالرصيف يتقدمون ببطء اتجاه الجامع وانتشر الخبر، د. مرسي سيصلي الجمعة هنا، 'أخبار اليوم' كتبت أن الرئيس شارك في صلاة الجنازة على اتنين متوفين من سكان الشيراتون وأنه لما لاحظ العدد الكبير من أهالي المنطقة الذين احتشدوا داخل وخارج المسجد نزل من سيارته وصافح عددا كبيرا وشكرهم على تحيته بهتاف الله أكبر ولله الحمد، وأكدت كلامها بنشر صورة لتجمهر رجال الأمن حول الرئيس، أما جريدة 'الأهرام'، فكتبت إن المصلين بالمسجد وعددهم نحو خمسة آلاف من سكان الشيراتون فوجئوا بحضور الرئيس فتعالت هتافات الفرحة، وتوقف القارىء الشيخ الطبلاوي دقيقتين من المفاجأة، وخرج الرئيس من المسجد وترجل في جولة بالشوارع المحيطة صافح فيها المارة واستمع لمقترحاتهم وشكاواهم وأن ستات مصر الجديدة 'زغردت' من الشبابيك، كنت هناك بالصدفة، وبعد فشلي في اختراق المنطقة المحيطة بالمسجد ونجاحي في العودة للميدان المواجه لشارعنا، لم أجد الشاويش صاحبي، فسرحت، أكيد كان هناك في الشيراتون يتمرن لأن ميداننا به جامع كبير ممكن ييجي عليه الدور'.

    امريكي مصري يغرر بالإعلام

    أما 'المصريون'، فنشرت في يوم الأربعاء مقالا لحسام فتحي، اندهش فيه جدا، مما يلي: 'قبل أيام فاجأتنا وكالة الأنباء الرسمية بخبر من واشنطن أن الدكتور أسامة الشرباصي رئيس منظمة السلام العالمية بأمريكا، والله أول مرة أسمع باسمه واسم منظمته العالمية، أعلن ان مجلس أمناء المنظمة قرر منح الرئيس المصري د. محمد مرسي جائزة السلام العالمي لعام 2012 نظرا لمبادرته بإحلال السلام وإنهاء العنف في سورية وأيضا 'للانجاز الكبير' الذي حققه خلال المائة يوم الأولى من حكمه 'علماً بأنها لم تنته بعد؟!' من إرساء لدعائم الدولة الديمقراطية الحديثة في مصر، وسارعت جميع الصحف إلى نشر الخبر الجلل على صدر صفحاتها بعضها مجرداً وبعضها مع ايحاءات بأن المنظمة الأمريكية تغازل الرئيس. وبالبحث عن 'المنظمة' ورئيسها لم أجد أي معلومات سوى أن الجائزة نفسها ولأسباب مشابهة قد ذهبت العام الماضي الى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله آل سعود، ولم أطلع على أي رد من مؤسسة الرئاسة، هل يستوجب ذهاب الرئيس إلى أمريكا لاستلام الجائزة مثلا؟ أم ستشرف مصر المحروسة باستقبال فضيلة الدكتور أسامة الشرباصي لتسليم فخامة الرئيس الجائزة، ولا أدري لماذا قفزت أمامي فجأة صورة جائزة الكوكب الذهبي، هل تذكرونها؟'.
    وهل هذا سؤال؟ طبعا نذكرها، ومعها جائزة أخرى اسمها الدين الذهبي، تم منحها للرئيس الراحل أنور السادات.

    'الاهرام': اذا اراد مرسي ألا يفشل

    أما المقال الملفت فكان لزميلنا بـ'الأهرام' محمود معوض، يوم الخميس لأنه طالب الرئيس بأشياء بديعة مثل: 'إذا أراد مرسي ألا يفشل عليه أولاً أن يتعامل مع خصومه على أنهم خصوم شرفاء حتى لو كان بعضهم غير ذلك ولا يصح بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أن يقاضي الرئيس مواطنيه أمام المحاكم حتى ولو أجرموا في حقه، الشعب لن يقبل تكميم الأفواه إلا في حالة واحدة فقط، وهي منع المرشد بديع من إعلان بيانات سياسية أسبوعية باسم الجماعة لا طائل من ورائها سوى أنها مشروع لغم قابل للانفجار في وجه مرسي، بيانات الجماعة الاسبوعية يجب أن تكون دعوية تبغي وجه الله، على الأقل أسوة بالرئيس مرسي الذي اتهمه البعض بأنه داعية إسلامي اكثر منه رجل دولة.
    كان من المنتظر أن يكون الشغل الشاغل للجماعة والجهابذة الجدد في حزبها من محدثي النعمة أن يضعوا في اعتبارهم أن أي كلمة أو إشارة تصدر عنهم سوف تفسر تلقائيا على انها لسان حال الرئيس مرسي الابن الضال المولود من رحم الجماعة، لكنهم للأسف انزلقوا وخاضوا مع الخائفين ليدفع مرسي وحده الثمن وليس مهماً عندهم أن تتوقف مسيرة المصالحة في بلد تحول إلى بلد يتقاتل فيه الجميع ضد الجميع، لم تكتمل منظومة التغيير بعد الثورة لنبدأ مشوار البناء بعد إزالة الانقاض، لم يبق سوى المرشد الضلع الثالث في المنظومة بعد رحيل مبارك ورحيل الجيل القديم للعسكر، ومثلما شهدنا مرسي وهو يسلم المسؤولية العسكرية إلى أصغر ضابط في المجلس العسكري وهو الفريق أول السيسي، نتمنى أن نرى مرسي وهو يسلم المسؤولية الإخوانية إلى شباب الإخوان الذين كانوا طليعة الثورة منذ اليوم الأول وقبل وصول قياداتهم الى الميدان، والانصاف يقتضي ألا نغمط الإخوان العواجيز حقهم ونحن نقوم بوداعهم فهم يتميزون بأنهم جيل غير ملطخ إلا أنهم لا يصلحون للقيادة في زمن محمد مرسي'.

    التقرير المرئي الثاني لنشاط الرئيس

    هذا وكانت رئاسة الجمهورية قد أصدرت بيانا عن نشاطات الرئيس وزياراته وقراراته في شهر، وقد علقت جريدة 'الوطن' يوم الأربعاء في صفحتها الرابعة في تحقيق لزميلنا هاني الوزيري عليه بقوله: 'أصدرت رئاسة الجمهورية التقرير الثاني المرئي لنشاط الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية خلال الشهر الثاني منذ توليه رئاسة البلاد، وشمل التقرير سبع نقاط هي حقوق الإنسان والشهداء وخطة المائة يوم والانتماء الوطني وتحقيق الأعباء والاقتصاد والسياسة الداخلية والعلاقات الخارجية وكان من اللافت ان يشتمل التقرير على أداء الرئيس لصلاة الجمعة باعتبارها نشاطا رئاسيا، حيث أكد التقرير ان الرئيس شارك في ثماني مناسبات داخلية بينها أربع صلوات جمعة'.
    أما 'اليوم السابع' اليومية المستقلة التي يرأسها زميلنا وصديقنا خالد صلاح فقد نشرت الموضوع في صفحتها الثانية على نصف مساحتها لزميلتنا إحسان السيد، لم تذكر فيه الصلوات الأربع.

    الإخوان وصهر رئيس الجمهورية والاعلام

    وإلى الإخوان المسلمين، وما يتعرضون له بسبب قيام مجلس الشورى الذي يسيطرون عليه ويرأسه صهر رئيس الجمهورية الدكتور أحمد فهمي، بعد أن أعاد تشكيل المجلس الأعلى للصحافة والمجلس القومي لحقوق الإنسان، وضم إلى المجلس الأعلى للصحافة نادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي، الذي أعلن عدم قبوله المنصب بعد الهجوم الذي تعرض له وبعد ان قام بصلاة استخارة كما قال.
    وكان مجلس الشورى قد قام قبلها بتعيين رؤساء جدد لمجالس إدارات المؤسسات الصحافية القومية، قال عنه يوم الأربعاء زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' أحمد موسى أحد مديري تحريرها: 'تنازل مجلس الشورى برئاسة د. أحمد فهمي عن أبسط القواعد في اختيار أحد رؤساء مجالس الإدارات الذين تم تعيينهم بالأمس فلم يحترموا تاريخ مؤسسة دار الهلال وأبناءها فوضعوا فوق رؤوسهم زميلا يحاكم حاليا في قضية التمويل الأجنبي، لست ضد اختيار الزميل على الإطلاق في أي موقع من قبل، أما في هذه المرحلة فهو أمر يثير الريبة والشكوك فلم تصدر الجنايات حكماً بالبراءة حتى يتم تعيينه، وسوف يذهب الجلسات القادمة ليقف داخل القفص وهو ما ينتقص من موقعه فكيف يحاكم في الصباح ويذهب مساء ليدير وحدة من أعرق المؤسسات الصحافية المصرية ذات التاريخ والتي أسست في عام 1892 وبها نخبة هائلة من الصحافيين والكتاب فهذا لا يليق على الإطلاق بالمنصب وللدار المملوكة للشعب أو بالعاملين فيها، الزميل عمل مراسلا في جنوب افريقيا وعاد للقاهرة ليقوم بأعمال جليلة وخدمات أقل ما توصف انها وطنية بحكم علاقات وتربيطاته مع أطراف في الداخل والخارج وهو ما جعل اسمه يطرح بعد الثورة مرات عدة، لكن كانت قضية التمويل الأجنبي والاتهام الموجه إليه ومحاكمته أمام الجنايات أمراً كاشفاً لمجلس الشورى ولأجهزة الدولة والتي يبدو أنها تعمل وتكتب التقارير حسبما يطلب منها وكأن الدولة لم تتغير'.

    اسرار اختيار رئيس تحرير صحيفة 'اليوم السابع'

    أما زميلنا جمال سلطان رئيس تحرير 'المصريون' فكان غاضباً بشدة في نفس اليوم - الأربعاء - من تشكيل المجلس الأعلى للصحافة فقال: 'الرأي العام من حقه أن يعرف ما هي المعايير التي تم على أساسها اختيار الصحافي خالد صلاح رئيس تحرير صحيفة 'اليوم السابع' عضوا في المجلس الأعلى للصحافة من بين آلاف الصحافيين أو رؤساء الصحف الحزبية أو المستقلة على الرغم من الجدل الشهير حول تلك الصحيفة والقائمين عليها وهو حديث لا يخفى على الإخوان قادة وقواعد، أليس من حق الرأي العام أن يعرف أسباب اختيار 'خالد' وتفضيله على مئات او آلاف غيره من الصحافيين ورؤساء تحرير الصحف، أتصور أيضا ان اختيار الشاب 'نادر بكار' القيادي بحزب النور عضوا في المجلس وهو الذي لا صلة له بالصحافة من بابه، أيضا لم يكن من المناسب الزج بكل هذا العدد من الأسماء من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في تشكيل المجلس سواء كانوا زملاء صحافيين أو سياسيين، فالملاءمة في تلك الفترة المبكرة تقتضي الحذر والتعامل بحكمة وعدم إعطاء الانطباع بحضور شهوة الهيمنة على مؤسسات الدولة، كذلك عدد كبير من اعضاء المجلس الذين تم اختيارهم هم من المعادين لحرية الرأي والتعبير ومشهور عنهم مواقفهم وبعضهم متورطون في رفع قضايا ضد إعلاميين وصحافيين لسجنهم واسكاتهم، كما ان عددا منهم لا معنى لوجودهم سوى انهم اعضاء في جماعة الإخوان'.

    احزان تشكيل المجلس الاعلى للصحافيين

    وإلى جمال آخر - ولكنه مختلف عن جمال السابق، وهو زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' والأديب الكبير جمال الغيطاني وقوله في اليوم التالي - الخميس - عن تشكيل المجلس وهو يتنهد بحسرة: 'المجلس السابق كان يضم أمينة شفيق وصلاح منتصر وصلاح عيسى ومكرم محمد أحمد وجلال عارف وفاروق جويدة والمفكر السيد يسن ومحمد سلماوي الى جانب رؤساء التحرير، وكان بينهم أساتذة في المهنة بحق تم إقصاء هؤلاء جميعاً ودخل البعض منهم، نادر بكار المتحدث السلفي خريج تجارة ولم يمارس الصحافة في حياته، الملاحظ أن نفس الأساليب القديمة استخدمت في الإقصاء والتعيين ولكن الإخونة هي الهدف في الوضع الجديد. أذكر انني في أول جلسة العام الماضي للمجلس الأعلى للصحافة جلست بجوار السيد يسن وعندما دخل الدكتور أحمد فهمي رئيس الشورى والأعلى للصحافة مال علي وسألني، من هذا؟ قلت انه رئيس المجلس، سألني يعني من هو؟
    قلت إنه استاذ صيدلة وصهر الرئيس، عاد ليتطلع إليه مرة أخرى وطوى أوراقه خارجاً من القاعة'.

    قرار صادر عن مجلس فاقد للشرعية

    وفي نفس العدد كان رأي زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين الاسبق جلال عارف عن تشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس الأعلى للصحافة هو: 'القرار صدر عن مجلس الشورى الفاقد للشرعية أصلاً والذي ينتظر الحكم بحله بعد أيام، التشكيل الجديد لحقوق الإنسان خلا من أسماء حافظ أبو سعيدة ومنى ذو الفقار وعمرو الشوبكي وعمرو حمزاوي وجورج اسحق، والتشكيل الجديد للمجلس الأعلى للصحافة يخلو من أسماء صلاح منتصر وصلاح عيسى وأمينة شفيق ووحيد عبدالمجيد وضياء رشوان ومحمد سلماوي وجمال الغيطاني وكلها كما ترى، اسماء تستحق الاستبعاد '!!' بعد أن تمسكت بالدفاع عن الحريات ورفضت منطق الهيمنة والاستحواذ و'الأخونة'، ولأن من أصدروا القرارات كانوا يريدون أن تكون الرسالة واضحة فقد تم في نفس اليوم تعيين عشرة محافظين جدد كان ثلاثة منهم من العسكريين لتولي المسؤولية في المحافظات الحدودية في هذه الظروف الصعبة، بينما كانت أغلبية الباقين من الأعضاء العاملين بجماعة الإخوان المسلمين، وسط هذا كله كان لا بد من لمسة كوميدية حتى ولو كانت من الكوميديا السوداء، وقد حدث ذلك في البرنامج الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب وكان يشاركه الدكتور ضياء رشوان حين اتصل الاثنان هاتفيا بوزير التنمية المحلية يسألانه عن المحافظين الجدد، فإذا بالرجل يقسم على الهواء أنه لا يعرف معظمهم بمن فيهم محافظ القاهرة وأنه لم يقابلهم ولا يعرف تخصصاتهم ولا خبراتهم'.

    معارك الإسلاميين والظرفاء والهام شاهين

    وإلى المعارك الناشبة بين الإسلاميين وخصومهم، وتجمعهم دائرة واحدة، هي الظرف، ومن ظرفاء الإسلاميين لواء الشرطة السابق عادل عفيفي رئيس حزب الأصالة السلفي، الذي قام يوم الاثنين قبل الماضي في 'المصريون' بمهاجمة الفنانة إلهام شاهين وغيرها من الفنانين والفنانات - لتصديهم للألفاظ الخادشة للحياء التي استخدمها زميله الداعية السلفي الشيخ عبدالله بدر عندما وصفها بأنها زانية، وسألها، كم رجلا اعتلاك، قال عفيفي وهو رجل يتمتع بقدر لا بأس به من خفة الظل والميل لاستخدام عبارات وتشبيهات فيها شبهة ميل لكل ما هو جميل ومثير، ويخفيها بالهجوم، قال يوم الاثنين في 'المصريون': 'يشترك التومرجي مع الطبيب الكبير في أن كلا منهما يرتدي بالطو أبيض وربما يستطيع التومرجي أن يعطي حقنة مثل الطبيب فهل يعني ذلك أن التومرجي 'مع احترامنا' قد أصبح طبيباً ويتحدث في الطب باسم الأطباء؟ هذا هو ما حدث ويحدث في مصر الآن، فقد شاهدنا الكثير من تومرجية الفن من فئة الحيزبون 'وهي المرأة سيئة الخلق يلحق بها من يشابهها من الذكور مع الاعتذار للغة العربية'.
    وسمعناهم في القنوات سيئة السمعة يتحدثون باسم الفن والفنانين ويتباكون على الإبداع وما سيؤول إليه من مصير أسود بعد الثورة بسبب الإسلاميين أو بصراحة بسبب غلبة الوجوه الإسلامية على المجتمع وخاصة بعد انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية وهددوا، لبسوا ثوب الإبداع بالمقلوب وتحدثوا باسم المبدعين ويحاولون إلباس الناس العمة بأن ما يقدموه من أعمال إباحية هو الإبداع ويشاركهم في ذلك من هم على شاكلتهم من الإعلاميين والكتاب وتطاولوا على الشرفاء المخلصين الذين يذكرونهم بالحلال والحرام وضرورة الحفاظ على القيم الأخلاقية المنبثقة عن الشريعة الإسلامية'.

    فترة حكم مولانا بتاع كفر مصيلحة!

    أما زميلنا كاتب 'صوت الأمة' الساخر محمد الرفاعي فقال عنهم في العدد قبل الماضي: 'طوال ثلاثين عاما هي فترة حكم مولانا بتاع كفر مصيلحة كله أدب ومساحة، علشان كده إحنا اخترناه الى ما شاء الله على رأي المغنيين والطبالين والزمارين جواري العرش ونحن نطالب بإلغاء قانون الطوارىء لكن مولانا وسيدنا كان يصر على بقاء القانون من أجل مصلحة العرش وقلوظة عمة الرياسة على دماغ يا جمال يا حبيب الملايين حتى تصبح سوزان ملكة البرين والبحرين والشطين كمان، ويشارك السميع العليم ان تقوم ثورة 25 يناير ويخرج مولانا بتاع كفر مصيلحة الذي كان يلعب في قفانا من قصر الرياسة الى قفص الاتهام ليلعب في مناخيره ومعاه جميل جمال ملوش مثال وتصبح السيدة سوزان زوجة متهم وأم متهمين، يعني ممكن تأخذ لقب الأم المثالية للمجرمين وكان من أهم الأهداف التي قامت من أجلها الثورة، الحرية، وعندما صعد المشايخ الى السلطة التشريعية والتنفيذية وأعلنوا صراحة أن المحروقة اللي اسمها حرية بداية الكفر والزندقة فهي تدعو للقوضى ومحاولة الانقلاب على نظام الحكم ورفعوا شعار، رأي الجماعة صواب لا يحتمل الخطأ ورأي الآخرين خطأ لا يحتمل الصواب ومن تمطع وتنطع وأعلن انه حر يتم جلده بشباشب زنوبة على جتته في ميدان التحرير ويجوز للمشايخ أن يركبوه ركوب البغال والحمير، بدأت الناس تهتف على المقاهي وبينها وبين نفسها وفي أي ميدان على قد حاله، يا حرية فينك فينك، العمة بينا وبينك، حتى كانت الصدمة المروعة والكارثة التي ستدفعنا الى عصر المماليك الجراكسة وباعت دم الشهداء على الأرصفة، وعلى عربات الكارو وهي قانون الطوارىء الجديد الذي أعلن عنه المستشار أحمد مكي وزير العدل فلا أحد كان يتصور أن تصل بنا الثورة الى حيطة سد نخبط دماغنا فيها لحد ما نتكوم تكويمة البهايم لا مؤاخذة، الكارثة ان هذا القانون يأتي في ظل الظروف السياسية المرتبكة لزيدها ارتباكا ويدخلنا في معركة نحن في غنى عنها وعلى رأي الشاعر النحرير اللي يبيع كرشه في التحرير ليس بالثورة وحدها يحيا الإنسان ولكن بالثورة والعمة'.

    من يدعون حسن الإسلام

    وبسبب خوف وهلع زميلنا وصديقنا بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي من اصحاب العمائم واللحى، فانه رفع يديه للسماء يوم الأربعاء ودموعه تنهمر كالسيل من عينيه وجسده يرتجف وقال في 'المصري اليوم': 'يارب، ونحن في هذه الايام المفترجة، نتوجه إليك بالدعاء أن تنصر شعب مصر التي ذكرتها في كتابك الكريم وتزيح عنه الغمة التي حطت عليه، وقد تكاتف عليه من يدعون حسن الإسلام، أكثرهم بأبعد ما يكون عن الدين الحنيف، يا رب إن الدين يحرضنا على العمل والتقوى والزهد والسماحة والتجرد، والإخوة لا هم لهم سوى الاستحواذ والسيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها بغرض التحكم في المصائر والأرزاق، يارب انهم يدعون الرغبة في تطبيب الحدود والعودة لأيام السلف الصالح، والسلف الصالح يارب كان اكثر رحمة، والحدود لم تطبق أبدا في الدولة الإسلامية سوى في عهدي أبو بكر وعمر بن الخطاب، الذي أكد بصريح العبارة، انه لا يجوز تطبيق الحدود في بلاد الفقر والمجاعة، يارب، لقد تعرضنا نحن المصريين لأكبر عملية غش تجاري في التاريخ الحديث، عندما روجوا ان الاخوان يمثلون تيار الاعتدال في مواجهة التطرف السلفي، فإذا بالحكاية تطرف في تطرف، ولو تأملنا المسألة بتعقل وهدوء، فسوف نجد أن أحمد مثل الحاج أحمد، يارب أزح الغمة عنا وحقق الجلاء لشعب مصر وادحر العدوان الغاشم الذي نتعرض له، اللهم انصرنا على القوم الجاهلين، اللهم أزغ ابصارهم عنا فهم لا يبصرون، اللهم اكشف لنا خططهم ومؤامراتهم اجعلهم عصفاً مأكولا، اللهم اجعلهم أسرى لنا اللهم بث الفرقة بين صفوفهم فلا يتوحدون علينا، اللهم أجعل كبراءهم أذلة لنا، اللهم نكس راياتهم واجعل راياتنا الأعلى وكلمتنا الفيصل، اللهم شتت شملهم، اللهم فرق جمعهم، اللهم انت مولانا ونصيرنا فانصرنا على القوم الظالمين'. آمين، آمين، يارب العالمين، لكني لا استريح لمثل هذا الدعاء على الإخوان، لانني اتذكر انه قبل انتخابات نوفمبر سنة 2010 قام احمد عز رجل الأعمال وأمين تنظيم الحزب الوطني بجولات في المحافظات، وفي الأقصر، طلب من أعضاء الحزب أن يدعوا وراءه ضد الإخوان قائلا: - اللهم اجعل مقاعدهم في مجلس الشعب غنيمة لنا.
    فقالوا وراءه، آمين، ثم ضحكوا، وكان ما كان لأحمد عز.

    يا سفينة عدي بناسك بشويش

    ثم نتحول الى ظريف آخر هو زميلنا بـ'الأخبار' محمد أبو ذكرى الذي قال في نفس اليوم: 'يا سفينة عدي بناسك بشويش، لأحسن تغرق ما تعوم، دا الإخوان صبحوا القاضي والسجان، قاعدين فوق جنب السلطان، واحنا لسه في المخزن وشوية في البدروم، والدستور مستور لابس حشمة على مقاسهم، وهمنا بقى بالكوم، كل مراكب الدنيا ماشية لقدام، واحنا بنرجع مليون يوم، وفضا السما فتح ليهم دراعاته وملوا الأرض بهندسة وعلوم، واحنا ولا على بالنا والبطن تكركب م الجوع، ونقول يارب تدوم، ومشايخ يلعبوا في دماغنا على الشاشة وجوه أود النوم، ونازلين طالعين بفتاوى وكلام صادم صارخ مش مفهوم، والبهوات زودوا بهارات العفة بخفة، والمسطول بيقرمش دوم، وفضلوا يقولوا احنا مع محدودي الدخل ومهدود الحيل والمعدوم، صدقنا كلامهم وسلامهم يتقال بالليل، ونهارنا ضباب كله غيوم، لا علام نافع ولا شافع والصحة والستر بنفتش عنهم في أصغر كوم، والساقية أهي دارت بينا والأيام سودة علينا'.

    -------------------

    مرسي لا يخاف الا الله
    صحف عبرية
    2012-09-09




    الرئيس المصري، محمد مرسي، اتبع جديدا مشوقا. منذ تسلم مهام منصبه وهو ينشر، كل شهر، تقريرا يصف نشاطه في كل المجالات. ويفصل التقرير لقاءاته مع زعماء الدول الاجنبية، محادثاته مع رؤساء الاتحادات والمنظمات والمواضيع التي بحثت فيها، الامتيازات التي منحها للمزارعين المدينين بالمال للدولة وكذا هوية قادة الجيش الكبار الذين قرر اخراجهم الى التقاعد المبكر. وكأنها فاتورة، يعرض التقرير في النهاية مبلغا رقميا للقاءات الرئيس ـ حسب المواضيع

    .
    بعد اسبوع واحد فقط في ايلول، يمكن لمرسي منذ الان أن يبدأ بان يسجل عدة بنود هامة في التقرير الذي سينشره في نهاية الشهر. هذا الاسبوع مثلا، احال الى التقاعد سبعين جنرالا، أجرى تغييرا شخصيا في المجلس العسكري الاعلى، عين عشرة محافظين جدد، تركيبة المجلس الاعلى للصحافة وعين رؤساء جدد لمجالس ادارة الصحف الحكومية. مرسي، الذي لم يفكر على الاطلاق في ان يكون مرشحا للرئاسة واضطر الى السباق نحوها بأمر من قيادة الاخوان المسلمين، أصبح في غضون اقل من شهرين الرجل القوي في مصر.


    كرئيس يتمتع بحرية عمل غير مسبوقة. فقد أُعفي من التصدي للبرلمان، وذلك لانه حل والان بانتظار موعد جديد للانتخابات. الدستور الجديد لم يعد بعد وهكذا يمكن لمرسي أن يتمتع بصلاحيات تشبه تلك التي كانت للرئيس المخلوع حسني مبارك؛ الجيش عاد الى ثكناته بعد ابعاد رئيس المجلس العسكري الاعلى، الجنرال حسين طنطاوي ورئيس الاركان سامي عنان. الولايات المتحدة ترى فيه شريكا مناسبا وبعد نحو اسبوعين سيلتقي برئيسها، براك اوباما، الذي سيوافق على ما يبدو على شطب مليار دولار من ديون مصر، التي تبلغ 3.6 مليار دولار؛ زيارة مرسي الى الصين الاسبوع الماضي أنتجت استعدادا صينيا للاستثمار في مصر نحو 2 مليار دولار؛ والسعودية أودعت في الصندوق المصري نصف مليار دولار، سيزداد الى 2 مليار دولار وهكذا فعلت قطر ايضا.
    'حملة سيناء' للجيش المصري، الذي ارسل للقتال ضد جماعات الارهاب والبدو المؤيدين لها في شبه الجزيرة، منحته قوة سياسية مضاعفة. فقد أثبت مرسي بانه أكثر تصميما من سلفه على مكافحة الارهاب في سيناء، بل وأوضح للمواطنين المصريين بانه عند الحاجة فان بلادهم قادرة على أن 'تبسط سيادتها' على كل اجزاء الدولة.
    وهكذا صد بقدر كبير الانتقاد الذي يقول ان عزة مصر وأمنها كانا رهينة بنود اتفاقات كامب ديفيد. وحسب التقارير عن صيغة الدستور المقترحة، فان الرئيس سيتولى صلاحيات واسعة في المجال العسكري. فهو سيكون القائد الاعلى لقوات الامن ولن يكون مطالبا بان يتشاور بعد الان مع الجيش والحصول على إذنه قبل اعلان الحرب.

    بروح الثورة

    الثورة التي يحدثها مرسي في الخدمة الحكومية تتقدم دون رقابة دستورية. فمنظمات اليسار وأصحاب الاراء الليبرالية وان كانوا ينتقدونه انتقادا لاذعا ولكن هذا لم يتبلور بعد ليصبح معارضة حقيقية، كما يكاد لا يكون احتجاج مهدد في الشارع. والسبب هو أنه رغم الخوف من تحول مصر الى 'دولة اخوان' لا يزال مرسي يعتبر كمن يعمل 'بروح الثورة'. فهو يحقق أماني المواطنين الذين تطلعوا الى ابعاد الجيش عن السياسة ويلبي توقعات اولئك الذين طالبوا بتطهير الوزارات الحكومية من كبار رجالات النظام السابق. أحد لا يمكنه أن يشكو من مرسي في أنه لا ينفذ تعهداته. المشكلة هي أن تحقيقها معناه ادخال نشطاء الاخوان المسلمين الى مؤسسات الحكم. وفضلا عن الزخم التنفيذي يثبت مرسي انه خلافا لمبارك، الذي لم يأبه على نحو خاص بالراي العام، فانه يعرف كيف يكسب قلب الجمهور. وفي الفترة الاخيرة، مثلا، كثرت جدا الشكاوى من وضع الامن في مصر. واحتج الكثير من المواطنين على الارتفاع في عدد أعمال السطو والاغتصاب، التنكيل المتزايد بالنساء وبالاساس الزعرنة في الشارع.


    وأظهر مرسي قدرته في هذا الشأن في عرض مثير جدا للانطباع. فقبل اسبوعين، في الخامسة فجرا، دهش سكان حي الملك ماريوت في الاسكندرية، منطقة السكن الفاخرة ومكان سكن أغنياء مصر: نحو 20 سيارة مدرعة، مئات رجال الامن وجنود القوات الخاصة، عشرات سيارات الشرطة بمن فيهم كبار رجالات الشرطة، انتشرت قرب قصر صبري نحنوح. وبعد وقت قصير اقتيد نحنوح وحراسه الشخصيون، مقيدين، الى احدى المدرعات التي نقلتهم مباشرة الى المعتقل. بعد وقت قصير من ذلك بلغت كل قنوات التلفزيون والراديو عن الاعتقال التاريخي الذي 'وضع حدا لدولة الزعران في مصر '.


    وذاع صيت سيء لنحنوح كـ 'ملك البلطجية'. مصدر التعبير المصري 'بلطجي' يعود على ما يبدو الى اصل تركي. لفظيا، معناه الشخصي الذي يحمل بلطة او يقطع الاشجار. في مصر اصبح التعبير مرادفا للازعر الذي يفرض رعبه على الحي، ولاحقا للزعران الذين يعملون في خدمة الحكم ويفرضون ارادته. البلطجية، الاسم الجماعي للزعران، انتشر في بداية الثورة، عندما انقضت على المتظاهرين عصابات العنف، المسلحة بالسيوف، بالبلطات وبالسلاح الناري، ونزلت بهم قتلا وجرحا. وقد عمل هؤلاء بأمر من كبار رجالات النظام السابق وعلى رأسهم وزير الداخلية القوي حبيب العدلي الذي يقدم الان الى المحاكمة.
    نحنوح، ابن 46، بنى امبراطورية زعران من صباه. وكإبن لتاجر خردة رضع العنف المميز لهذا الفرع وفهم بان من الزعرنة يأتي رزقا طيبا اكثر مما من الخردة. وبدأ يتجول قرب النوادي الليلية لشارع الهرم المؤدي الى الاهرامات. هناك توجد معظم النوادي الليلية وكهوف المخدرات في القاهرة. وقد جند لنفسه حراسا شبابا وعني بهم بتفاني العراب، دفع لهم الرواتب وحرص على تحريرهم من السجن حين كانوا يعتقلون. ووجد السبيل لشراء الاسلحة، وارتبط بالمغنين الذين كانوا يغنون في النوادي الليلية وقدم لهم خدمات الحراسة. واستخدم نحنوح المبنى الذي يعود لابيه كمركزا لتدريب الحراس الشخصيين ومن هناك كان ينطلق الى حملات السطو وجباية الخاوات في الدولة. وحسب تقارير في الصحافة المصرية لم تكن مدينة أو قرية لم تصل اليها يد نحنوح. أساطير مرعبة بدأت ترتبط باسمه. احداها تروي بان احد رجاله اطلق النار على طفل لانه لم يذكر لقب 'المعلم' عندما ذكر اسم نحنوح.

    نهاية الزعرنة

    وازدهرت الاعمال. وبدأ نحنوح يشتري الفيلل ومنازل الترفيه وأوقف الى جانبها سيارات المرسيدس والهامر. عوامة بملكيته ترسو على شاطيء النيل وهو صاحب وكالة سيارات هوندا في مصر. في قصره في الاسكندرية جمع حيوانات متوحشة، بما في ذلك الاسود. في 2008 اعطيت له رخصة لتأسيس صحيفة 'الدولة' حيث ينشر ما يطيب له. وعلى صفحات الصحيفة تنشر اعلانات النوادي الليلية والبارات والتعازي من عائلات ضباط الشرطة المتوفين. معظم رجال الاعمال الخاصين في مصر مبارك لم يحصلوا على رخصة لتأسيس صحيفة. فالقانون كان يمنع ذلك. اما نحنوح فقد نجح في تكوين شبكة علاقات وثيقة مع السلطة ولا سيما مع وزير الداخلية العدلي الذي فهم الامكانية الكامنة في امبراطورية الرأسمالي المشكوك في أمره. في 2005 كان نحنوح مطالبا بان يستخدم منظمته لمساعدة النظام في تحقيق الفوز في الانتخابات العامة. ولم يكن الطلب معقدا جدا، فقد طولب رجاله بالاجمال باحداث اضطرابات في مراكز التصويت كي يكون ممكنا استدعاء الشرطة. وعندما كانت تصل البلاغات كان يخرج افراد الشرطة الى المراكز الاشكالية فيوقفوا التصويت ويغلقوا صناديق الاقتراع، وبعد ذلك يمكن للشرطة أن تغير مضمون الصناديق التي وضعت اليد عليها.
    في واحدة من عشرات الحالات الاخرى، طُلب من نحنوح مساعدة صديقه العادلي ضد منافسه. فاستجاب رجال نحنوح على الفور وحبسوا المنافس في مخزن في احد فروع بيع شركة هوندا. وكان المقابل لذلك لم يكن دوما بالمال. فقد حصل نحنوح مثلا من وزارة الداخلية على المصادقة بانه مستشار احدى دول رابطة الشعوب البريطانية. وبالتالي يمكنه أن يركب لوحات ترخيص دبلوماسية على سياراته ويوفر المخالفات والازعاجات من شرطة السير. كما حصل على رخصة لشراء خمس قطع سلاح. واعتقال النحنوح منح مرسي ربحا مزدوجا.
    فابقائه خلف القضبان لا يرمز فقط الى 'نهاية عصر الزعرنة' ـ العنوان الذي منحته احدى الصحف للحدث؛ ففيه أيضا تعبير عن المحاسبة للحكم القديم ورموزه وبرهان على أن الرئيس الجديد لا يخاف الا من الله. إحدى الشكاوى الشديدة التي طرحها المواطنون في ضوء تصاعد الجريمة بعد الثورة كانت أن 'الدولة فقدت هيبتها أمام المواطنين'. اعتقال نحنوح منح 'دولة مرسي' الكثير من الهيبة.

    تسفي برئيل
    هآرتس 9/9/2012


    --------------

    مرسي أم مبارك؟
    عبد الحليم قنديل
    2012-09-09



    هل ثمة سياسة عربية وخارجية جديدة لمصر الآن؟ وهل من فارق حقيقي بين خط الرئيس محمد مرسي العياط وخط المخلوع محمد حسني مبارك؟
    هناك ـ بالطبع ـ متغيرات دراماتيكية في الخرائط العربية، وبسبب جوهري هو تلاحق الثورات التي انتقلت سريعا من تونس إلى مصر، ثم شملت ليبيا، واتجهت إلى الشرق في اليمن ثم سورية والبحرين، ونشأت في مواجهة الثورات محاولات دؤوبة للاحتواء، ولا تزال المعركة جارية فصولها، والسجال مفتوح، ودون أن يصل المشهد بعد إلى صورة ختام .


    ومن ثم لايصح ـ مثلا ـ أن تقارن بين موقف مرسي في الموضوع السوري وموقف مبارك، ولسبب بسيط جدا، وهو أنه لا يمكن تخيل أن الثورة كانت ستقوم في سورية أيام بقاء مبارك في رئاسة مصر، فلم تكن الثورة لتقوم في سورية دون أن تنشب أولا فى مصر، والمعنى: أن موقف مرسي الداعم للثورة في سورية، ومطالباته المتكررة بتنحي بشار الأسد، هذا الموقف ليس من موضوعات المقارنة الجائز تصورها عقلا بين خط مرسي وخط مبارك، فهو موضوع مستجد تماما، وموقف الشعب المصري فيه ظاهر تماما، فالكتلة الغالبة من الشعب المصري وقواه الحية تستشعر عذاب الشعب السوري، وتؤيد ثورته وأشواقه إلى الحرية، ولسورية ـ كما هو معروف ـ مكانتها المميزة في ضمائر وقلوب المصريين .
    عدا قصة سورية المستجدة، والتي ليس بوسع مرسي أن يقول فيها كلاما آخر، فلا يبدو من جديد ملفت في سياسة مرسي العربية يميزه عن مبارك ، بل أن التشابه إلى حد التطابق يبدو ظاهرا، برغم أن مرسي يبدو مختلفا في أدائه الشخصي، وفي ثرثراته السياسية المرتجلة غالبا، والتي يحاول بها أن يوحي بفارق ما عن مبارك، والذي كان يقرأ نصوصا كتبت له، لا يتجاوزها، ولا يبدي انفعالا بشيء يحرك وضعه 'الشمعي' الجامد .


    أصل التقارب ـ إلى حد التطابق ـ بين مرسي ومبارك في داخل مصر ذاتها، وقبل أن يمتد بأثره إلى خارجها، وربما لا يكون لمرسي شخصيا حيلة في القصة كلها، فمرسي كادر إخواني ملتزم ومطيع نموذجي، وصعد إلى رئاسة حزب الإخوان بفضل طاعته للمرشد، ويواصل نفس سلوك الطاعة وهو في كرسي الرئاسة المصرية، وقراراته تصاغ له في مكتب إرشاد الإخوان، ثم تترك له مهمة توقيعها، وليس لدى جماعة الإخوان اختيار مختلف جوهريا عن سابقتها 'جماعة مبارك'، لا في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في الثقافة، وسياسة مرسي ـ في المحصلة ـ هي سياسة مبارك، وإن كان جائزا إضافة بعض التنقيحات الإخوانية، أو التمتمات والثرثرات والتبريكات، والإكثار من ذكر الآيات القرآنية، وإضفاء طابع ديني مموه على اختيارات مبارك ذاتها، وهذه اختلافات في المبنى لا تجد مكافئا لها في المعنى، فمصر ـ تحت رئاسة مرسي ـ لاتزال في القيد الاستعماري نفسه، ولا تزال خاضعة للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، وأقرب إلى وضع المستعمرة الأمريكية كاملة الأوصاف، واقتصادها لا يزال محتلا، وتحت وصاية صندوق النقد والبنك الدوليين، ونخبتها الإقتصادية هي ذاتها 'رأسمالية المحاسيب' الموروثة عن جماعة مبارك، ومع إعادة تشكيل فرق المليارديرات، وبحيث تؤول القيادة إلى 'كابتن' من جماعة الإخوان لا من جماعة مبارك، وعلى طريقة إحلال أدوار لخيرت الشاطر أو حسن مالك ـ الإخوانيين ـ محل دور أحمد عز 'المباركي'، والمحصلة: أن مصر لا تزال في الأسر، ولا يتوقع من بلد أسير أن تكون له إرادة يعتد بها، أو أن يصوغ سياسة عربية وخارجية حرة، أو أن تكون له استراتيجية تخصه، وليست ملحقة بالآخرين، وحتى في الموضوع السوري الذى يبدو فيه موقف مرسي محقا، فإنه أقرب إلى استعادة لمواقف آخرين في منطقة الخليج الخاضعة للأولويات الأمريكية، والذين لا يهمهم حرية الشعب السوري بقدر ما يهمهم إضعاف سورية وتفكيكها .


    وفي خطاب مرسي الأخير بالجامعة العربية، بدت مصر كأنها دولة 'صغيرة' الشأن تتبرع بتأييد أدوار الآخرين، وعلى طريقة أفراح القرى الصغيرة في مصر، والتي يتبرع فيها مذيع الحفل بتحية و'مشوبشة الرجالة والمعلمين' مقابل نقود توضع في حجره، فمرسي ـ في خطابه ـ يؤيد ويحيي دور السعودية في اليمن ويؤيد ويحيي دور قطر في السودان، ودون أدنى التفات لدور مصر ذاتها، وحتى في الموضوع الفلسطيني، وهو منطقة نفوذ تقليدي لمصر، فقد بدت ثرثرات الرجل تكرارا لأراجيز مبارك عن السلام الذي لا يأتي أبدا، وعن دعم مصر لعباس في توجهه للأمم المتحدة، ودون أن يذكر مرسي ـ الإخواني ـ إسرائيل بصفة 'العدو'، ولا لمرة واحدة، بل ذكرها بصفة 'الطرف الآخر'، وبدا الأمر كله أشبه بمسخرة حقيقية، انتهت إلى ذات النهاية العاجزة المكررة، وهي تقدم الجامعة العربية بشكاوى ورجاءات إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة في الموضوعين السوري والفلسطيني، وانفضاض الاجتماع كما بدأ، ومع فارق كئيب إضافي، وهو غلق الشوارع المحيطة بمقر الجامعة العربية على نيل القاهرة لتسهيل مرور موكب مرسي وحراساته الأمنيــة الكثــيفة، وعلى طريقة مبارك المخلوع ذاتها.
    وقد يقال لك أن مرسي زار الصين في أول رحلاته للعالم غير العربي، وأن في هذا مؤشر على تغير ما، وهذه قراءة خاطئة تماما، فقد أعلنت مؤسسة رئاسة مرسي عن موعد زيارته لواشنطن قبل أن يذهب إلى الصين، ثم أن رحلة مرسي للصين كانت محض اقتصادية و'تسولية'،

    تماما وعلى ذات الطريقة التي كان يذهب بها مبارك إلى الصين، وفي بكين لم يتذكر 'الشيخ 'مرسي معاناة مئة مليون مسلم في مقاطعات غرب الصين، وهو الذي لا يفتأ يكرر حكاية أهل السنة والجماعة، ويتعمد إغاظة الشيعة المسلمين على طريقة 'كيد النسا'، وعلى النحو الذى افتتح به خطابه في مؤتمر حركة عدم الانحياز في طهران، وبدا كأنه يستعيد زمن الفتنة الكبرى التي فرقت المسلمين شيعا وفرقا ومذاهب، ولم يكن في ذلك سهو ولا خلط، بل كان كل شيء متعمدا، فقد غضبت أمريكا وقتها من اعتزام مرسي زيارة طهران، وغضب أهل أمريكا في الخليج، والذين تعودوا على إذلال السياسة المصرية، ومنع مصر من إقامة علاقات طبيعية مع إيران، كان ذلك في زمن المخلوع، وسرى الأمر ذاته في زمن مرسي، والذي بدا كأنه يتمرد على القيد، ويعتزم مغازلة طهران، وكان على مرسي أن يبحث عن حيلة للخروج من الحرج، كان عليه أن يفاقم الخلاف مع إيران، لا أن يرمم الجسور المقطوعة معها، وهكذا فعل فاستعاد رضا السادة في واشنطن وفي عواصم الخليج، واستخدم اسم مصر في إشعال المزيد من الفتنة والفرقـــة بين السنة والشيعة، وعلى الطريقة التي تريدها واشنطن بالضبط، والتي تتبنى سياسة بريطانيا القديمة 'فرق تسد'، وترسم خرائط المنطقة على أساس الحرب الدائمة بين 'الهلال الشيعي' و'القوس السني'، وقد نهض مرسي بالدور التخريبي نفسه الذي كان موكولا لمبارك، وبكفاءة دينية أكبر.
    وربما كان ذلك التطابق هو الذي حمل متظاهرين في القاهرة على رفع لافتة ملفتة، غيروا فيها اسم الرئيس محمد مرسي العياط إلى الرئيس محمد مرسي 'مبارك'.

    ' كاتب مصري

                  

09-11-2012, 04:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)






    فوضى وغموض يسودان علاقة مرسي بجماعة الإخوان.
    . وتنظيم للجماعة داخل الجيش
    حسنين كروم
    2012-09-10


    القاهرة - 'القدس العربي'


    أخبار وموضوعات الصحف المصرية الصادرة امس كثيرة ومتعددة وحوادثها كذلك، ومن أبرزها التحقيق مع الفتاة التي قتلت خطيبها لأنه تركها، ثم قطعت عضوه الذكري دون أن نعرف سبباً لذلك، ما دام قد مات، فما الداعي لقطع عضوه لأنه لن يستخدمه عند الزواج بأخرى، وتوسعت الصحف القومية و'الحرية والعدالة' في الإشارة الى خطاب الرئيس اليوم 'الثلاثاء' في عيد الفلاح وهو من انجازات ثورة 23 يوليو 1952، في الخمسينيات - وما أدراك ما الخمسينيات - لأنه في التاسع من سبتمبر 1952 صدر اول قانون للإصلاح الزراعي وتوزيع الأراضي على الفلاحين المعدمين، وبدء النيابة العسكرية فحص جدية البلاغات المقدمة ضد كل من المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان باستغلال النفوذ، وغيرها الكثير من الاخبار السياسية والاقتصادية والفنية.
    وإلى بعض مما عندنا:

    علاقات غريبة وغامضة بين الرئيس والاخوان

    أما أخطر خبر وموضوع سياسي - في رأيي - لأنه يكشف المزيد من التفاصيل عن العلاقات الغريبة والمريبة التي تسود العلاقة بين رئاسة الجمهورية وبين جماعة الإخوان، والفوضى السائدة بحيث اصبح هناك لبس حول تحديد السلطات والاختصاصات بدءاً من الرئيس إلى الوزراء، وهل هم يمارسونها من تلقاء أنفسهم، أم أن هناك في الجماعة ومكتب الإرشاد من يعلو فوقهم، أي أن رئيس الجمهورية أزال ازدواج السلطة عندما ألغى الإعلان الدستوري المكمل وأقال قادة المجلس العسكري ليأتي بالجماعة التي ينتمي إليها لتحل محله، أو على الأقل يقف صامتا أمام قفزة الجماعة لتحل محل المجلس العسكري.
    ذلك ان القيادي الإخواني الدكتور طبيب حسن البرنس وعضو مجلس الشعب المنحل، نشر على تغريدته، في الفيس بوك أسرارا خطيرة جدا، أشارت إليها بعض الصحف يوم الأحد، وقالت 'الأهرام' عنها في صفحتها الثانية:
    'ان حمدي وهيبة قدم ميزانية الهيئة العربية للتصنيع لاعتمادها من رئيس الجمهورية وشملت حصول الرئيس على عشرة في المائة من الأرباح - ملايين الجنيهات، وخمسة في المائة لوهيبة نفسه وثلاثة في المائة للمهندسين ونسبة واحد في المائة لباقي عمال الهيئة، وان الرئيس مرسي تعجب من تخصيص عشرة في المائة من الأرباح له وقال:
    - هو أنا موظف في الهيئة.
    فرد وهيبة:
    - ده نظام الهيئة من أيام مبارك يا افندم.
    فقال مرسي:
    - هذا نظام مرفوض، كما تساءل عن تخصيص خمسة في المائة من الأرباح لرئيس الهيئة وقال هذا كثير جدا، والرئيس غضب من الميزانية كلها وأصدر قرارا بعزل حمدي وهيبة وتعيين الفريق عبدالعزيز سيف رئيساً جديدا للهيئة'.

    بين البرنس والرئيس علاقة شخصية متينة

    ولم تنشر 'الأهرام' نفي حمدي وهيبة وتصريحه بأنه سيرفع دعوى ضده البرنس، بينما نشرت 'الأخبار' النفي، والتزمت صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' الصمت، وواصلت صمتها في اليوم التالي - الاثنين امس - رغم ان الصحف أشارت الى ردين على البرنس الأول للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية، الدكتور ياسر علي الذي طالب الإعلام بأن يتلقى المعلومات عن الرئيس من الرئاسة نفسها، وأنه ليس مسؤولا عما يقال عنه، وأنه - أي ياسر - هو المتحدث، ولم يوجه لوماً للبرنس لا هو ولا الرئيس، رغم خطورة ما حدث، لأنه يعني أما ان الرئيس نفسه هو الذي ذكر هذه الواقعة وما دار من حوار بينه وبين حمدي وهيبة وإقالته له بعده، خاصة أن بين البرنس والرئيس علاقة شخصية متينة، وكان زميله في جامعة الزقازيق، أو ان هناك شخصاً آخر كان حاضرا اللقاء وسجله وأعطى تفاصيله للبرنس، أو نقله لمكتب الإرشاد وأعطاه المكتب للبرنس وطلب منه نشره، أو ان البرنس فبرك الواقعة بطلب من مكتب الارشاد، لإحراج الرئيس وإثارة الشكوك حوله بترك الباب مفتوحاً أمام التساؤلات والإشاعات عن احتمال قبوله نسبة العشرة في المائة، والذي يثير ذلك أن صحيفة 'الحرية والعدالة' لم تشر الى نفي المتحدث باسم الرئاسة.
    أما الرد الثاني فقد كان من رئيس الهيئة العربية للتصنيع الفريق عبدالعزيز سيف الدين الذي عينه الرئيس بدلا من حمدي وهيبة، ونفى نفياً قاطعاً وجود هذه النسب من الأرباح، وأن مبارك لم يأخذ شيئا ولا توجد ميزانية تم عرضها على الرئيس، واضطرت 'الأهرام' الى نشره امس.
    ونشرت الصحف عن أقوال الدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي السابقة أمام المحكمة التي تنظر قضية منظمات حقوق الإنسان وتمويلاتها وإصرارها على الاتهامات الموجهة إليها وأخبرنا زميلنا الرسام محمد الصباغ بـ'الأسبوع' انه اثناء سيره في أحد الشوارع بالقاهرة شاهد اثنين من الذين يتلقون تمويلات أجنبية، وسمع أحدهما يقول للآخر: زعلانين ليه من الفلوس اللي بناخدها من أمريكا ما احنا بنفيد البلد وبنصرفها هنا.

    اختراق من الإخوان للجيش

    والى القضية الحساسة الخاصة بالجيش، وهل هناك اختراق من الإخوان المسلمين له؟ هذا السؤال أجاب عنه محمد أسامة برهان نقيب الاجتماعيين والأمين العام السابق للمجلس الاستشاري في حديث نشرته 'الوطن' يوم الجمعة قبل الماضي وأجراه معه زميلنا خالد عبدالرسول، ومما قاله فيه: 'انه اقترح على المجلس العسكري تعيين ثلاثين من شباب الثورة في مجلس الشعب بدلا من عشرة، ووافق، لكنه تراجع، وأضاف: 'اجتمعت بعدها مع قيادة رفيعة في القوات المسلحة وسألته: ليه عاملين حساب للإخوان جامد كده؟ وليه بنتفق على حاجات وبعد يومين كأن مفيش حاجة؟ قال لي، احنا مش خايفين من الإخوان اللي بره، احنا خايفين من الإخوان اللي جوه، يقصد داخل الجيش.
    وأعتقد انه كان صادقا، بدليل الانقلاب الذي حدث مؤخرا، وأنا في اجتماع سابق مع المجلس العسكري استأذنته أن أعلن عن هذه المعلومة، ومعلومات أخرى قالها لي عن أن الأحداث التي وقعت أمام ماسبيرو وغيرها كانت وراءها ميليشيات إخوانية موجودة في الجيش، والتجربة من وجهة نظري تؤكد أن هناك خلايا نائمة، عندك مثلا رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشعب المنحل، عباس مخيمر، اكشف عليه ستجد انه كان يشغل من ثلاث إلى أربع سنين مدير المخابرات العسكرية، وبعد ذلك ترشح على قائمة الحرية والعدالة في الانتخابات، والمخابرات العسكرية كانت مهمتها مطاردة الإخوان في الجيش، ونحن حتى الآن لا نعرف عدد أعضاء جماعة الإخوان، وما هي أسماؤهم؟ والجماعة كانت تصدّر امام أمن الدولة ناس معروفة في حين أن الباقين كانوا خلايا نائمة'.

    التنظيم الإخواني داخل الجيش

    أما الإخواني السابق والمحامي والكاتب خفيف الظل ثروت الخرباوي فقد أكد أيضاً وجود تنظيم إخواني داخل الجيش في حديث نشرته 'الجمهورية' يوم الثلاثاء الماضي أجراه معه زميلنا صفوت عمران قال فيه: ' ان هناك اختراقاً من جانب الإخوان داخل الجيش، وكتبت هذا الكلام، وسوف ينشر في كتابي قريباً - سر المعبد - وأنا أوضح أن هناك تنظيما للإخوان المسلمين داخل الجيش، وهذا التنظيم بدأ منذ أواخر السبعينيات، أيام عمر التلمساني، ببعض أفراد من هذا التنظيم أصبحت الآن قيادات كبيرة في القوات المسلحة، هذا التنظيم يسمى قسم الوحدات، وله تاريخه داخل الجماعة، وأبو العلا ماضي من خمس سنوات أدلى بأحد أسراره، واعترف في لقاء مع أحمد المسلماني عندما قال ان مصطفى مشهور اعترف له بتفصيلات قسم الوحدات'.

    الجهاديون في سيناء ######رية التفاوض معهم

    وفي نفس اليوم - الثلاثاء - أثار زميلنا بـ'الأهرام' جميل عفيفي قضية أخرى آثر أن يقف على حدودها دون الدخول صراحة إلى قلبها عندما قال عن عمليات الجيش في سيناء ضد الإرهابيين: 'المدهش في الموضوع أن بعض التيارات الدينية المختلفة طالبت بهدنة من أجل التفاوض مع العناصر الجهادية الموجودة على أرض سيناء، وهذا الأمر لو تم، أو لو كان صحيحا فسيكون وبالا على مصر بأسرها، فكيف لنا أن نعلم بأن هناك جماعات جهادية إرهابية مسلحة موجودة على الأرض تنفذ عمليات وقامت بقتل ستة عشر من جنود القوات المسلحة، ونطالب بالتفاوض معهم، وتحت أي بندر في القانون يتم ذلك، وماذا نفعل لو حنثوا بوعدهم وما هي الضمانات التي سيقدمونها؟ ومن مصلحة من أصلا وجود تلك الجماعات على أرض مصرية ولا يطبق عليهم القانون، يجب أن تكون هناك شفافية واضحة من الجميع ويجب على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية أن تعلن بكل صراحة عن نتائج العملية العسكرية، وهل نفذت المخطط لها مع عدم السماح بوجود أي إرهابي على أرض سيناء ورفض أية مبادرات'.
    مخطط لضرب وزير الدفاع والمخابرات الحربية

    والكلام يحمل تلميحات واضحة جدا، كما أن كلام زميلنا وصديقنا بـ'الجمهورية' ورئيس تحريرها الاسبق محفوظ الأنصاري يوم الخميس كان واضحا عندما قال ان هناك مخططاً لضرب وزير الدفاع والمخابرات الحربية. 'اللواء موافي متهم بأنه عرف أو علم بمؤامرة الهجوم الغادر على الموقع العسكري القريب من رفح ولم يبلغ، وإذا كان قد بلغ بالفعل كما صرح هو نفسه إلا أنه لم يقم بأي إجراء للاستعداد أو للمواجهة، لكن بالتأكيد فإن المخابرات العسكرية هي صاحبة دور أساسي وهي في مراقبة وتتبع وكشف كل أعمال ومخططات ما يدور من الخارج مستهدفاً قواتنا المسلحة، خاصة فوق الأرض المصرية ذاتها، وعلى هذا الأساس وبهذا الظن - يمكن القول إن المسؤولية الأولى لكشف المؤامرة والعدوان المبيت هو المهمة الأولى للمخابرات العسكرية قبل أن تكون مهمة المخابرات العامة، وإذا كان من غير اللائق الفصل بين مهام الجهازين المكلفين بالتخابر مدنياً وعسكرياً، فالذي لا شك فيه أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل إلقاء المسؤولية وتبعات التقصير والتهاون على المخابرات العامة وإعفاء المخابرات العسكرية من أي مسؤولية أو اتهام بالتقصير، اللهم إلا إذا كانت هذه هي البداية لضرب المخابرات العسكرية ورئيسها الذي أصبح اليوم وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، اللهم إلا إذا كان التكتيك هو اتهام المخابرات العامة فتؤدي التحقيقات الى تقصير لا شك فيه من جانب المخابرات الحربية'.

    مطالب بعودة مدير المخابرات العامة لعمله

    ويوم الأحد أثار زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' والأديب الكبير جمال الغيطاني قضية سيطرة الإخوان على الجيش والمخابرات العامة، انطلاقا من قيام عدد من العاملين بجهاز المخابرات العامة بالتظاهر أمام باب مبنى الجهاز للمطالبة بعودة مديرها السابق اللواء مراد موافي، وقال:
    'تم إقصاؤه بعد حادث رفح والذي تحيطه علامات استفهام كثيرة حتى الآن، بعد وقوعه تم إقصاء المجلس العسكري وإحكام سيطرة الحكم الإخواني على مؤسستين هامتين، الجيش الذي لا نعرف شيئاً عما يجري فيه، وأيضاً جهاز المخابرات العامة وهو جهاز عريق، تاريخه منذ تأسيسه وطني ومشرف، ماذا يجري به، لا بد أنه الضغط الإخواني للسيطرة على الدولة، لا يمكن للعاملين في المخابرات أن يتظاهروا إلا إذا كانت الإجراءات الإخوانية تصل الى مستوى المصيبة، أما من الناحية السياسية، فهي مؤشر خطير لاهتزاز الدولة، وأن الجراحة الإخوانية للسيطرة قد تخطت حدودها'.

    جنوح الاسلاميين للعنف اللفظي في خلافاتهم

    وإلى بعض إخواننا في التيار الإسلامي، ومعاركهم، وميل عدد لا بأس به منهم إلى الجنوح للعنف اللفظي في خلافاتهم لدرجة تصل الى مستويات غير مقبولة من متدين أو ملحد، لأن الأدب مطلوب في الخلاف والتعبير عن وجهات النظر، وفي 'المصريون' يوم الأحد قبل الماضي، قال صاحبنا هشام يوسف في 'المصريون': 'تحول الإعلام المصري عامة وخاصة بفعل فاجر الى منصة لإطلاق الشائعات السوداء على القوى الوطنية الإسلامية وتم توظيفه كمخالب للفلول وأدعياء اليسار والمدنية لشيطنة الحركة الإسلامية. استغلال حادثة الشيخ علي ونيس الذي تعرض لقصف إعلامي وصفه بالنائب السلفي ذي الفعل الفاضح في الطريق العام مع فتاة طوخ وهو ما برأته النيابة العامة من هذه التهمة الملفقة حيث سخرت تلك الحملات في وصلات ردح وإسفاف من قيمة الرجل العلمية والشرعية وتزييف وعي المتلقي بأنه أحد رموز التيار السلفي رغم أنه عالم أزهري محسوب على التيار الوسطي حتى إذا ما ثبت براءته تعطلت لغة الكلام ولم تجرؤ وسيلة إعلام واحدة صادرة عنهم أن تنشر ذلك، وإعلاء لهذا التوجه الانتقائي والتمييزي في التغطية الإعلامية واصل هذا الإعلام المضلل نفسه دجله بامتياز حينما تم القبض على القبطي صبري نخنوخ أمير البلطجية في مصر'.
    وأنا لا أعرف من أين جاء صاحبنا بهذا القدر من الجرأة على السخرية من عباد الله الذين قرأوا على مدار أشهر، هروب الشيخ ونيس بعد طلب النيابة العامة للحضور، تم صدور أمر ضبط وإحضار له، ثم إحالته الى المحكمة التي أصدرت حكماً بحبسه سنة ونصف ومع ذلك لا يزال هارباً حتى الآن، ولا يتحدث عنه أنصاره السلفيون ولا الإخوان أيضاً.
    لكن الخطير في كلام هذا المتعصب هو محاولته إثارة الفتنة الطائفية عندما يتحدث عن صبري نخنوخ باعتباره قبطيا، رغم ان الاتهامات الموجهة إليه بالبلطجة تشمل أن من استخدموه مسؤولون مسلمون، وأن كل أصدقائه من الفنانين والشخصيات العامة الذين نشرت أسماؤهم وبعضهم كان يساعدهم، كلهم مسلمون، وهناك - للأسف - صحافيون وكتاب ينتمون للتيار الإسلامي السلفي ينفخون في الفتنة شأنهم شأن فريق من المتطرفين المسيحيين.

    مهاجمة الشيخ الذي اتهم
    الهام شاهين بممارسة الزنا

    وإلى 'اللواء الإسلامي' وصاحبنا محمد أحمد عاشور الذي وجه نقدا غير مباشر الى السلفي الداعية الشيخ الدكتور عبدالله بدر، بسبب الألفاظ المروعة التي استخدمها للهجوم على الفنانة إلهام شاهين، من نوع، ممارسة الزنا، وكم رجلا اعتلاك.
    فقال مسترجعاً حادثة تاريخية عن خالد الذكر بقوله: 'في أوائل حقبة الستينيات من القرن الماضي كان هناك مؤتمر اسمه مؤتمر القوى الوطنية لوضع ما سمي بالميثاق الوطني لقوى الشعب العامل، وكانت تعقد جلسات استماع لأعضاء المؤتمر في وسائل الإعلام على الهواء مباشرة يحضرها المسؤولون وعلى رأسهم الرئيس جمال عبدالناصر رئيس الجمهورية حينئذ وفي إحدى جلسات المؤتمر تحدث أحد علماء الدين منتقداً أزياء الفتيات والسيدات وكانت في تلك الفترة ظاهرة 'الميني والميكروجيب' هي أحدث أزياء المرأة، وتحدث الشيخ عن تلك الظاهرة بأسلوب صادم وخادش للحياء، وبعد أن انتهى من كلمته التي أثارت مصطلحاتها دهشة الحاضرين في المؤتمر والمشاهدين والمستمعين من الجمهور عاتب الرئيس جمال عبدالناصر الشيخ على كلمته بقوله ان الدعوة للفضيلة والأخلاق لا ينبغي أن تكون بهذا الاسلوب القبيح وكان يمكن للشيخ ساعتها أن يعلن سخطه وغضبه وانتقاده لأزياء المتبرجات بأسلوب مهذب دون أن يتعرض هو للنقد وفي ذات الوقت يكون قد اثار قضية تستحق الدراسة والبحث أو على الأقل الرد على الشيخ، لكن تحول الاهتمام من صلب قضية تبرج المرأة الى قضية ألفاظ الشيخ، وفي قضية دكتور الأزهر كان يمكن له أن يعرض ما يحدث من انحراف أخلاقي أو ما شابه ذلك بأسلوب مهذب لا يضعه موضع النقد أو الاتهام وفي نفس الوقت تصبح قضية قابلة للنقاش'.

    لم يعترف اي زعيم او حزب
    بأخطائه وأخطاء حزبه

    إييه - إييه - وهكذا ذكرنا عاشور بالذي كان يا ما كان في عهد خالد الذكر وسالف العصر والأوان، ذلك أن المؤتمر الوطني تم عقده بعد انفصال سورية عن مصر، لمناقشة ما حدث من أخطاء في المرحلة السابقة والتصورات عن المرحلة القادمة، واستمر المؤتمر عدة أيام كانت وقائعه تتم إذاعتها مباشرة في 'الإذاعة والتليفزيون'، وسمع الناس من عبدالناصر - آسف، قصدي خالد الذكر - انتقادات عنيفة لنظامه، واعترافات بالأخطاء، وبالمناسبة، لم يحدث، لا قبل ثورة يوليو 1952، ولا بعدها، وحتى هذه اللحظة، ان اعترف رئيس أو زعيم حزب بأخطائه وأخطاء حزبه، بمن فيهم الإخوان المسلمون، فهؤلاء وقادتهم وزعماؤهم ملائكة ليسوا من جنس البشر، المهم، انه في هذا المؤتمر، حدثت مناقشات علنية بين عبدالناصر، وبين الكاتب والمفكر الراحل خالد محمد خالد الذي طالب بالعودة الى تعدد الأحزاب، ورفض حكاية التنظيم الواحد رغم التعدد داخله، كما ان صديقنا الإخواني خفيف الظل الدكتور محمود جامع رفع فيه شعار - الإسلام هو الحل - وأصبح بعدها عضوا قياديا في تنظيم الاتحاد الاشتراكي، والواقعة التي أشار إليها عاشور كانت بين عبدالناصر والمرحوم الشيخ عاشور محمد نصر، الذي قام وشن هجمات عنيفة نالت تصفيقاً حاداً، ضد التيارات التي تتحدث عن الاشتراكية، وترتدي ملابس غالية، وتضع في أصابعها خواتم، وهاجم أيضا ما اعتبره انتشارا للفساد والعري، وقال ان البنت من دول بتلبس فوق الركبة ولما توطي البضاعة تبان، ويقصد بالبضاعة، - والعياذ بالله - مواطن العفة، وهنا تدخل عبدالناصر، وقال له، لا، لا، يا شيخ عاشور، على كل حال، كل واحد مسؤول عن بيته، وعايز تسألني، اسألني عن بيتي، وأثار كلامه استياء شديدا، لا بين الحاضرين وإنما في الأوساط الشعبية كلها، والشيخ عاشور عندما عاد إلى الإسكندرية كان لا يكف عن مهاجمة النظام في المساجد، وكان وزير الداخلية يطلب منه التخفيف من الهجوم أو الامتناع عنه، وتم حبسه فترة صغيرة، وأيام السادات انضم الشيخ عاشور محمد نصر إلى حزب الوفد وأصبح عضوا في مجلس الشعب، ووقعت مشادة بينه وبين وزير الأوقاف وقتها المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي، عندما رفع الشعراوي الرئيس السادات إلى مرتبة الله بقوله عنه أمام مجلس الشعب: لو كان الأمر بيدي لرفعت هذا الرجل إلى مرتبة ألا يُسأل عما يفعل.
    فانتفض الشيخ عاشور، وصاح فيه:
    - لقد أخطأت، الذي لا يُسأل عما يفعل هو الله، وسيد الخلق، يَسأل.

    إسقاط عضوية الشيخ عاشور

    وأراد أعضاء مجلس الشعب المنتمون للحزب الحاكم وقتها - مصر العربي الاشتراكي - الاعتداء عليه، وأخذوا يهللون للشوشرة عليه حتى لا يكمل، وكان مشهدا مروعا نقله التليفزيون وعرضته صحف اليوم التالي، وبعدها أصدر المجلس قراراً بإسقاط عضوية الشيخ عاشور، ولقد رأيته بعدها في منزل صديقنا المحامي وعضو مجلس الشعب وقتها عن حزب الوفد أحمد ناصر، وكان في حالة ذهول مما سمعه وقتها عن حزب الوفد، أحمد ناصر، تحدث له، ولما سألت أحمد عن ملاحظتي حول ذهوله، قال لي هامساً: تصور، أنه اثناء خروجه من الجلسة، بعض الأعضاء من حزب مصر وضعوا أصابعهم في مؤخرته.
    اهتزت مشاعري، وكادت الدموع تطفر من عيني.

    لا مساجد للشيعة في مصر

    أما آخر ما لدينا في هذا الموضوع اليوم فسيكون لوزير الأوقاف الدكتور طلعت عفيفي، وحديثه في مجلة 'آخر ساعة' الذي أجراه معه نائب رئيس تحريرها زميلنا وصديقنا حسن علام، قال فيه عن المد الشيعي: 'هناك خطورة 'بشكل عام' من وجود المد الشيعي في مصر ومحاولات اختراق السنة، ونحن نراقب ذلك عن كثب ونحاول جاهدين أن نقف ضد هذه المحاولات الرامية الى 'تشييع' أو تشيع أهل السنة أو محاولات السيطرة على مساجد، وما إلى ذلك وهذا دور وزارة الأوقاف، وما يقال عن مساجد خاصة بالشيعة في مصر وتحديدا في مدينة 6 أكتوبر، هناك كلام مبالغ فيه، فبالتحري والسؤال وجد أن هناك مساجد 'صوفية' ولكن أن تسمى مساجد 'شيعة' ترفع الأذان الشيعي هذا كلام غير صحيح من خلال التحري ومن خلال تكليف القائمين على الأمر في مساجد 6 أكتوبر ولم يجدوا شيئاً.
    وسئل: هل هناك 'محاذير' على سفر دعاة وزارة الأوقاف الى إيران؟
    فقال: ربما يكون عدم السفر في صالح الدعاة أنفسهم بل وفي صالح الدعوة نفسها لأن الذي سيستقبل الدعاة في إيران سيملي عليهم فكره وسيجلس هو ليستمع إليهم، ففي مثل هذه الحالة الفتنة غير مأمونة، وسيتعامل معنا الإيرانيون على أساس أننا جئنا ليستمعوا إلينا، لا لنعلمهم وهم في هذه الحالة لا يقبلون هذا، لا يقبلون أن يستمعوا إلينا كفكر على مستوى واحد، بينما أنت ذهبت إليهم وبالتالي سينشرون فكرهم وفي هذه الحالة 'التحفظ' مطلوب لعدم سفر الدعاة إلى إيران!'.
    وفي حقيقة الأمر، فأنا مندهش من مثل هذا الكلام الذي يمكن أن أصفه بالتعصب، خاصة أن الوزير عضو في مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، ولكن يبدو أن مناصبه الأخرى مع الجمعيات السلفية تغلب عليه، فهو النائب الأول لرئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التي يرأسها الدكتور أحمد علي السالوس، وتضم ممثلين عن الجمعيات السلفية وتريد أن تمنع الأزهر، من أن يكون صاحب المرجعية، كما انه يشغل منصب نائب الرئيس العام للجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة، والجمعية تعتبر رئيسها أمام أهل السنة في مصر.

    الجماعات السلفية تنشر موجة عداء مذهبي

    صحيح أنه كذب الدعاية التي ظهرت منذ عام 2004 بعد الغزو الأمريكي والبريطاني للعراق، وهجرة ملايين من أشقائنا العراقيين، ومنهم من جاءوا إلى مصر، وأقاموا فيها على نفقاتهم الخاصة دون تلقي أي دعم من النظام، وخاصة في مدينة السادس من أكتوبر، وانتشرت الإشاعات بأنهم أقاموا حسينيات وينشرون المذهب الشيعي، على أساس أن عدداً كبيرا من اللاجئين شيعة، وتم تكذيب ذلك، واتضح أن الجماعات السلفية تنشر موجة عداء مذهبي ظهرت بأبشع وأشنع صورها، أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان عام 2006 وحربها ضد حزب الله، ونسي هؤلاء الناس ان إسرائيل تقتل وتحارب مسلمين وعربا، وأعلنوا فرحتهم لأن الشيعة في نظرهم أخطر من اليهود، ولكن الناس استاءوا منهم وغضبوا وانتهت الموجة، لكن قام بتجديدها فجأة الشيخ يوسف القرضاوي، عندما صرخ محذرا من قيام الشيعة بغزو بلد الأزهر ونشر التشيع فيه، وخرج علينا باقتراح بعد أن نصب نفسه إماما للمسلمين السنة وهو ان يتفق السنة والشيعة على الآتي، ان لا يقوم أي منهم بنشر مذهبه عند الآخرين، وقد تعرض القرضاوي الى عدة هجمات ضارية اتهمته صراحة بالعمل للفرقة ولحساب أمريكا، خاصة من ثلاثة من المقربين منه، إذ هاجمه كل من صديقنا والمفكر الإسلامي والفقيه القانوني، طارق البشري والدكتور احمد كمال أبو المجد، وزميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي. والذي لا أفهمه انه كيف يدعو الوزير لعدم اتصال العلماء السنة والشيعة رغم ان الأزهر كان الراعي أيام خالد الذكر، للتقارب واعتراف الأزهر بالتعبد على المذهب الجعفري والاباضي والزيدي، بل ان صديقنا ووكيل الأزهر الاسبق الشيخ محمود عاشور، كان قد زار طهران وأم المصلين الشيعة هناك، في أول حادث من نوعه، فما هذا الذي يقوله الوزير؟
    افضحها يا شيخ قفاعة ده أنت آخر خلاعة!

    وإلى معركة الفنانة إلهام شاهين والشيخ عبدالله بدر الذي اتهمها بممارسة الزنا، وانضمام عدد من زملائه إليه، وهي معركة قال عنها زميلنا كاتب 'صوت الأمة' الساخر محمد الرفاعي: 'بدأت زفة المشايخ والعمائم لكفار قريش فوق العربات الكارو والحمير، وهم يرفعون العمائم عالياً فوق حد السيف، بينما يهتف العمال النص مشايخ في نفس واحد، افضحها يا شيخ قفاعة، ده أنت آخر خلاعة، بدأت مرحلة فتح المطاوي وغزها في كرش كل مواطن جيله شاف العمة والزبيبة وما صلاش على النبي، وكل مزة مايصة راكبة الشيطان ووقفة تغني، على الزراعية أنا رايحة أبوس حبيبي، ودخلت مصر تحت رعاية بعض العمائم والصقور إلى عصر البورنو السياسي، بدأت مرحلة الشرشحة وفرش الملاية ولا الولية خنوفه العترة، تخصص هتك العرض للفن والثقافة والوطن نفسه، ولن تكون حكاية ذلك الشيخ الذي تثار غرائزه وتتلبس العفاريت جتته الملبوسة أصلاً، من مشهد سينمائي، ومن أي حتة لحمة حتى لو كانت فخدة معزة، فيخرج علينا خرجة الموالي وهو يتطوح ويهتز وينشد، شفني بتاكلني أنا في عرضك، اديني بوسة من خدك، لن تكون الحكاية الأولى والأخيرة لأنها ليست شرشحة من أجل الشهرة كما يتصور البعض، لكنها وللحقيقة المرة، حملة مدبرة مدفوعة الأجر مسبقاً، سواء من بعض العمائم المصرية، أو العمائم اللي ريحتها جاز وقطران بموافقة ومباركة حكومة ماشي بنور الله، بادعي وأقـــول يـــــارب، بدليل انها اغلقت قناة الفراعين بحجة إهانة الرئيس، في الوقت الذي تركت فيه محطــــات وقنوات الشرشحة وقلة الأدب مفتوحة على البحري، وعريها يا شيخ زغلول، المزة دي من الفلول، ودي غير حميدة بتاعة زقاق المدق وإلا كانوا اختشوا على دمهم عندما زنق أحد المشايخ بنت منقبة في الطريق الزراعي، وكذب علانية وقال انها بنت أخته وكان بيديها درس في التنس الصناعي، وبالمرة يشوف اللوز نزلت واللا لسه قدامها شوية، وبدل ما يعلمونا الأدب والأخلاق يعلموا نفسهم الأول وكفاية فضايح لحد كده'.

    أهل الفن الذين يستخدمون الإثارة

    وما أن انتهى الرفاعي حتى تقدم ساخر آخر، واسمه محمد ايضا، وهو زميلنا بـ'الجمهورية' ومدير عام تحريرها، محمد أبو كريشة، وكان رأيه هو: 'الذي دعا الفنانة إلهام شاهين الى التوبة، يأمر الناس بالبر، وينسى نفسه، فعليه هو أيضا أن يستغفر ويتوب، فقد احتمل بهتانا عظيماً، وإذا قيل لأحدهم اتق الله أخذته العزة بالاثم، وأسرتهم الفضائيات، فعملوا بشروطها، ومثلهم كمثل الممثلين وأهل الفن الذين يستخدمون الإثارة والاكشن في جذب الجماهير، لا فرق بين داعية ديني وممثل أكشن وإثارة جنسية فالاثنان يعملان بشعار، الجمهور عايز كده، والذي يستخدم مفردات الجنس في الوعظ الديني هو نفسه الذي يستخدم مفردات الجنس في التمثيل والغناء والذي يرمي امرأة بالزنى آثم وأن صدق.
    قاذف للمحصنات ولو كان على حق، ونحن عموماً يحكمنا الهوى وليس الدين القيم ولا الموقف، والشيخ الذي رمى إلهام شاهين بالرذيلة سيطر عليه هواه ورغبته في الشهرة والفرقعة ولم يحركه دين ولا فضيلة'.

    الرئيس ينتصر
    لالهام شاهين والفنانين

    ونغادر 'الجمهورية' إلى 'أخبار' نفس اليوم لنكون مع زميلنا محمد الشماع، وقوله وعينيه تبحلق في جسد إلهام: 'القضية الأكثر طرافة التي سوف تضع الإخوان في حرج بالغ، هي قضية الفن والفنانين، فقد اندفع أحد الشيوخ نحو الفنانة إلهام شاهين سبابا بالغا تضمن قذفا صريحاً يحرمه الدين ويعاقب عليه بالجلد.
    وفي نفس الوقت إن الدفاع عن إلهام من وجهة نظر فقهية هي قضية ليست صعبة، ولكنها مستحيلة، فإلهام أعزكم الله هي رمز من رموز الأنوثة، أن تحدثت غنت، وأن مشت تثنت، وحسنا فعل السيد رئيس الجمهورية حينما دعا الفنانين الى القصر الجمهوري'.
    والغريب في الأمر، ان الإخوان أحسوا بالإحراج بعد أن اعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر علي بأنه اتصل بإلهام بناء على طلب الرئيس.
    وأكدت إلهام الواقعة، وكتب يوم الأحد زميلنا عادل الانصاري رئيس تحرير 'الحرية والعدالة' كلاما مرتبكا لا نفهم منه شيئاً، مثل قوله: 'جاءت محاولة البعض لتوظيف لقاء الرئيس مرسي مع عدد من الفنانين والمثقفين ليكون مؤشرا لانحياز مؤسسة الرئاسة لممارسات بعض الفنانين في عدد من أعمالهم المتداولة في وسائل الإعلام ودور العرض.
    وفيما أرى فإن السياق الذي جاء فيه لقاء الرئيس مرسي مع عدد من الفنانين والمثقفين لا علاقة له بما يدور من مساجلات إعلامية وتلاسنات في وسائل الإعلام حول محاولات تقييم بعض الأعمال الفنية من الناحية الأخلاقية والشرعية'.
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ماذا يريد أن يقول؟

    لماذا لم يقيموا الحد على علي ونيس؟

    وقد سمعت صوتاً ينادي في السحر، ان دعك من الأنصاري واستمع إلي، وكان صوت زميلتنا بمجلة 'روزاليوسف' هناء فتحي، التي قالت: 'لماذا لم يقيموا الحد على 'علي ونيس' بدلا من أن يجلدوا إلهام شاهين؟
    'يا جماعة' علي ونيس كان عايش بجد مش بيمثل في السيما، 'إلهام' هي اللي بتمثل، كانت الكتابة عن الإخوان من قبل صعبة حينما كان يفعلها البعض بتنسيق مع الأمن وحينما كانت الجماعة سرية مكسورة، لكن الآن صار الهجوم عليهم علنياً وفرضا أخلاقياً إنسانياً وواجباً ومشروعاً جدا، جدا، المشكلة ليست مع 'إلهام شاهين' كونها كانت تحب النظام السابق، لكن المشكلة معنا نحن الآن الذين لا نحب النظام الحالي ولم نحب النظام السابق أيضا، هؤلاء الممولون من أمريكا 'الشيطان الأكبر' يسوؤهم أن تمول السينما الخاصة والمستقلة من بلدان مثل فرنسا يسوؤهم ان يشاهدوا مدينة 'محمد صبحي' للفنون مشيدة بغير دولارات أمريكية أو ريالات ودينارات أو شيكلات'.
                  

09-12-2012, 04:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)





    متظاهرون ينزعون العلم الامريكي من فوق مقر سفارة واشنطن في القاهرة

    2012-09-11


    القاهرة ـ (ا ف ب) -


    نزع متظاهرون مصريون مساء الثلاثاء العلم الاميركي من فوق مقر السفارة الاميركية في وسط القاهرة ورفعوا مكانه علما اسود كتب عليه "لا اله الا الله محمد رسول الله" احتجاجا على فيلم يؤكدون انه مسيء للاسلام انتجه مصريون اقباط مهاجرون في الولايات المتحدة، بحسب ما افاد مصور فرانس برس.
    وتجمع قرابة ثلاثة الاف متظاهر من الاسلاميين السلفيين ومن مشجعي (التراس) فريقي كرة القدم الاهلي والزمالك امام السفارة وتسلق عشرات منهم سورها الخارجي ونزع واحد منهم العلم الاميركي المعلق على المبنى ووضع بدلا منه العلم الاسود المكتوب عليه "لا اله الا الله محمد رسول الله"، وفق المصدر نفسه.

    ويحتج المتظاهرون على فيلم يؤكدون انه مسيء للنبي محمد انتجه مصريون اقباط مهاجرون في الولايات المتحدة.

    وقال مصور فرانس برس ان الشرطة تدخلت من دون استخدام العنف وطلبت من المتظاهرين الذين تسلقوا سور السفارة ان ينزلوا فاستجابوا لطلبها.

    وردد المتظاهرون شعارات تندد بالفيلم وبمنتجيه.

    وابدى العديد من الناشطين المؤيدين للديموقراطية ومن بينهم وائل غنيم مساء الثلاثاء استياءهم من هذه التظاهرة.

    وكتب غنيم على صفحته على فيسبوك "الهجوم على السفارة الأميركية يوم 11 سبتمبر وبأعلام ارتبطت في ذاكرة المواطن الأميركي العادي بتنظيم القاعدة لن يفهم عند الرأي العام لديهم بأنه حملة غضب ضد الفيلم (..) عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بل سيفهم أنه حملة احتفال بما حدث من جريمة يوم 11 سبتمبر فالمواطن الأميركي العادي ارتبط في ذهنه هذا التاريخ بذكرى أليمة مات فيها أكثر من 3000 شخص، وهو لن يفهم أساسا علاقة السفارة الأميركية بالفيلم".

    وتابع "ولو كان الهدف مما يحدث الآن هو وقف الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلا أعتقد أنه سيتحقق بل ربما سيحدث العكس تماما وسيتم استغلال هذه الأحداث لتقديم صورة سلبية في ذهن المواطن الغربي عن المسلمين".


    ---------------------

    القضاء المصري يأمر بتوقيف أحمد شفيق ويحيله إلى محكمة الجنايات

    2012-09-11



    مرشح الرئاسة المصري السابق أحمد شفيق


    القاهرة- (ا ف ب)


    : اصدر القضاء المصري الثلاثاء أمرا بتوقيف المرشح الرئاسي السابق احمد شفيق، المقيم حاليا في امارة دبي، واحالته إلى محكمة الجنايات مع علاء وجمال مبارك ومتهمين اخرين بالفساد، بحسب مصدر قضائي.
    وقال المصدر ان قاضي التحقيقات اسامة الصعيدي "اصدر امرا بضبط واحضار احمد شفيق وحبسه احتياطيا على ذمة القضية المتعلقة بتسهيل إستيلاء علاء وجمال مبارك على مساحة 40 ألف متر من أراضي منطقة البحيرات المرة بمحافظة الإسماعيلية كانت مخصصة لجمعية الضباط الطيارين".

    وكان احمد شفيق اخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي اسقطته ثورة شعبية في 11 شباط/ فبراير 2011. وخاض شفيق انتخابات الرئاسة المصرية وصعد الى الجولة الثانية الا انه هزم امام مرشح جماعة الاخوان المسلمين الذي فاز بنسبة 51,7%.

    وغادر أحمد شفيق مصر فجأة الى الامارات في 26 حزيران/ يونيو الماضي، بعد بضعة ايام من اعلان نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

    غير ان شفيق اجرى مقابلة تلفزيونية طويلة مع قناة دريم الفضائية المصرية الخاصة تم بثها السبت والاحد الماضيين ووجه فيه انتقادات لجماعة الاخوان المسلمين.

    واحال قاضي التحقيقات جمال وعلاء مبارك للمحاكمة امام محكمة الجنايات في نفس القضية وكذلك اربعة لواءات متقاعدين كانوا مسؤولين في جمعية الطيارين عندما تم تخصيص الارض لنجلي الرئيس السابق.

    وكان الصعيدي قرر حبس جمال وعلاء مبارك احتياطيا على ذمة التحقيقات في هذه القضية مطلع اب/ اغسطس الماضي.

    وبدأت التحقيقات مع جمال وعلاء مبارك في هذه الاتهامات بعد بلاغ تقدم به في ايار/ مايو الماضي النائب السابق في مجلس الشعب عن حزب الوسط (اسلامي) عصام سلطان الى النيابة العامة اتهم فيه شفيق باستغلال منصبه كرئيس لجمعية الضباط الطيارين وقيامه ببيع قطعة أرض مميزة تبلغ مساحتها 40 ألف متر مربع بأدنى من سعرها الحقيقي عام 1993.




    ------------------

    فتنة طائفية لتمزيق مصر
    رأي القدس
    2012-09-11


    تظاهر آلاف المصريين امام السفارة الامريكية في القاهرة يوم امس احتجاجا على انتاج فيلم سينمائي يسيء الى النبي محمد (ص) وبدأ عرضه بدور السينما الامريكية تزامنا مع الذكرى الحادية عشرة للهجوم على مركز التجارة العالمي.
    الافلام الوثائقية والرسوم الكارتونية المسيئة للنبي ليست جديدة، وباتت تتكرر من قبل المعادين للاسلام في اوروبا وامريكا في ظل استفحال ظاهرة 'الاسلامفوبيا'، لكن الجديد في هذا الفيلم ان منتجيه ينتمون الى منظمة لاقباط المهجر مدعومة من بعض القوى اليمينية الامريكية المسيحية المتشددة.
    ان هذا الفيلم الذي وصفه بعض من شاهدوه بالركاكة والاستفزاز المتعمد، هو مشروع فتنة لتفجير صدامات طائفية ونشر الاحقاد بين ابناء البلد الواحد وفي هذا التوقيت الحرج الذي تمر به الثورة المصرية بعد نجاحها في الاطاحة بنظام الفساد والديكتاتورية.
    الشعب المصري اظهر درجة عالية من الوعي بالاهداف التي يرمي اليها من يقفون خلف هذا التحريض، وعلى رأسها نسف الوحدة الوطنية المصرية لمصلحة اعداء مصر والامة، ولهذا اصدرت جميع الكنائس المصرية وقياداتها الروحية بيانات ادانت هذا الفيلم المشبوه.
    كان لافتا ايضا ان اعدادا كبيرة من ابناء الطائفة القبطية شاركوا اشقاءهم المسلمين في التظاهر امس امام السفارة الامريكية للتعبير عن رفضهم لهذه الاساءة والذين يقفون خلفها، وتضامنهم مع اشقائهم المسلمين.
    الحكومات الغربية، وعلى رأسها الامريكية يجب ان تتصدى لمثل هذه الاعمال التحريضية بحزم من خلال قوانين صارمة، لان هناك فرقا كبيرا بين حرية التعبير التي يتذرع بها هؤلاء لبث سمومهم الطائفية وحرية الاساءة للمعتقدات والانبياء، والمسلمين منهم على وجه الخصوص.
    السيدة انجيلا ميركل مستشارة المانيا تدخلت حكومتها لمنع نشر رسم كارتوني يسيء الى سيدنا المسيح عليه السلام بعد احتجاجات غاضبة من الكنيسة الالمانية ومظاهرات اتباع لها.
    ومن المفارقة ان السيدة ميركل نفسها تحدت الاسلام والمسلمين عندما كرمت رسام الكارتون النرويجي صاحب الرسوم الشهيرة المسيئة للرسول محمد (ص) بمنحه احد الاوسمة الرفيعة تأكيدا على احترامها بل وتمسكها بحرية التعبير.
    وبالامس فقط الغت القناة الرابعة المستقلة في التلفزيون البريطاني عرض فيلم وثائقي عن تاريخ الاسلام لاسباب امنية وبعد تلقي اكثر من الف شكوى من مشاهدين شاهدوا مقاطع دعائية تظهر تشويها للاسلام واساءة للرسول محمد (ص).
    مصر مستهدفة، وثورتها مستهدفة، وديمقراطيتها مستهدفة، لان هذه الديمقراطية نجحت في اعادة الكرامة المسلوبة لمصر، وانهت حكم العسكر، وبدأت تعالج الوضع الاقتصادي بخطوات ثابتة من خلال استقطاب المساعدات والاستثمارات العربية والاجنبية الكفيلة بانقاذ الوضع الاقتصادي من عثراته وخلق وظائف للعاطلين عن العمل.
    ان هذه المجموعة التي تسيء الى الاسلام والمسلمين، وتريد زعزعة استقرار مصر واشعال نيران الفتنة الطائفية، تظل حفنة صغيرة لا يمكن ان تمثل ابناء الديانة المسيحية الذين تعتز الغالبية الساحقة منهم بانتمائهم الى بلدهم، ويظهرون الحرص كله على امنها واستقرارها، ويفتخرون بثورتها التي اطاحت بنظام الفساد والقمع.
    مصر تعرضت لمحاولات كثيرة لتفجير وحدتها الوطنية، وبذر بذور الفتنة بين طوائفها، واخرها تفجير كنيسة الاسكندرية بترتيب من اللواء الحبيب العادلي وزير خارجية النظام السابق ولكن هذه المؤامرة الدموية الدنيئة لم تعط ثمارها، وارتدت هذه المؤامرات في نهاية المطاف على اصحابها، وها هو اللواء العادلي يقبع خلف القضبان.
    الشعب المصري صاحب واحدة من انبل الثورات في تاريخ الشرق الاوسط الحديث سيفشل هذه الفتنة مثلما افشل كل الفتن السابقة، وسيواصل مسيرته نحو النهضة والكرامة وسيحافظ على وحدته الوطنية والتآلف بين ابنائه على مختلف دياناتهم وطوائفهم.
    Twitter: @abdelbariatwan



    ----------------

    إسلاميون يتهمون مرسي بالضغط على القضاء لصالح إلهام شاهين..

    واستنكار ألفاظ الشيخ بدر الجنسية
    حسنين كروم
    2012-09-11


    القاهرة - 'القدس العربي'


    اهتمت الصحف المصرية الصادرة امس بالعديد من المواضيع الخلافية بدءا بالرئيس الى صراعات الاخوان الى الخلاف الناشب حول تهجم السلفيين على الفنانات، الى قيام المدرسين بمظاهرة حاشدة أمام مجلس الوزراء وقطعوا المواصلات في شارع قصر العيني، وإصدار الجهاز الفني للنادي الأهلي قرارا بإيقاف اللاعب محمد أبو تريكة شهرين وغرامة نصف مليون جنيه، وتحركات القوى والأحزاب السياسية لتكوين تكتلات تخوض بها انتخابات مجلس الشعب ضد الإخوان والسلفيين، والاستعدادت للعام الدراسي الجديد الذي سيبدأ يوم السبت القادم، وأما أهم الحوادث فكانت قيام أهالي قرية ميت خميس بمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية بقتل اثنين من البلطجية وحرق جثتيهما، رداً على مقتل شابين من القرية.
    وإلى بعض مما عندنا:

    ظهور طبقة من اللصوص
    وسيطرة رأس المال على الحكم

    لا فائدة من هذا النظام لاستمراره في استخدام نفس التضليل الإعلامي والسياسي الذي بدأه الرئيس الراحل أنور السادات وسار على دربه مبارك، من إخفاء حقيقة الأزمة الاقتصادية للبلاد، والضحك على الشعب بالترويج بأن مليارات الدولارات ستنهمر على مصر، وان المستثمرين من كل بلاد الدنيا آتون، وكانت النتائج زيادة نسبة الفقر، وظهور طبقة من اللصوص، وسيطرة رأس المال على الحكم، وبيع مؤسسات ومصانع الدولة بعد تعمد تخسيرها للأجانب وبداية عهد من الديون الخارجية، ذلك ان من يتابع ما تنشره صحيفة حزب الإخوان - الحرية والعدالة - والصحف القومية سوف يتذكر ما كانت تنشره من قبل، ذلك ان المستثمرين يتزاحمون على أبواب مصر للاستثمار فيها وآلاف المليارات من الدولارات ستنهمر فوق أمهات رؤوسنا، إشي من قطر، وإشي من الصين، وإشي من أمريكا، وفي نفس الوقت تمتلىء الصحف بأخبار زيادة عجز ميزان المدفوعات والميزانية العامة وعودة أزمة السولار، والعودة للقروض وشروط صندوق النقد الدولي، ورفع اسعار الغاز والكهرباء وحالة من السعار الجنوني لتجار الإخوان المسلمين في تكرار تجربة جمال مبارك ورجاله في الاستحواذ على نسبة من الاقتصاد عن طريق استخدام السلطة للدخول في مشاركات مع رجال أعمال النظام السابق، ومع المستثمرين من قطر والسعودية، والصين والاستفادة من معونات المؤسسات الدولية، خاصة الأمريكية والأوروبية.
    كما نشرت الصحف المستقلة أنباء عن تعهد الرئيس للأمريكان بأن مصر ستكون علمانية، ولم يصدر بيان عن الرئاسة للرد على ذلك، ونشرت ايضا عن قيام الإخوان بممارسة - والعياذ بالله - التطبيع مع إسرائيل، في مؤتمر تم عقده في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي في مدينة براغ يناقش صعود التيار الإسلامي في ثورات الربيع العربي، وشارك فيه وفد من حزب الحرية والعدالة ووفد إسرائيلي، ولم يرد القيادي الإخواني الدكتور حسن البرنس على تكذيب الدكتور ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة لما ذكره بأن الرئيس أقال الفريق حمدي وهيبة من رئاسة الهيئة العربية للتصنيع لأنه وهو يعرض عليه الميزانية أخبره أن نسبة رئيس الجمهورية من الأرباح عشرة في المائة، والغريب أن الرئاسة لم تتقدم ببلاغ للنائب العام ضد البرنس لأنه ادعى على الرئيس بما لم يحدث، وقد أخبرنا امس زميلنا بـ'الأخبار' والرسام الموهوب مصطفى حسين بأنه بلغه ان الرئيس قال للدكتور ياسر:
    - يا ياسر يابني، أنا حاسس ان عينين كتير مراقبانا والحيطان - والعياذ بالله - لها ودان.
    والغريب ان مصطفى لم يكشف هو الآخر عن مصدر معلوماته والأغلب أن الرئاسة سترفع ضده دعوى وتترك البرنس.

    قنديل يعتبر مرسي نسخة
    من مبارك مضافا إليها الثرثرة

    والى الرئيس والمعارك الدائرة حوله وبسببه، دفاعاً عنه وهجوماً عليه، وقد أراد زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل رئيس تحرير 'صوت الأمة' - الأسبوعية المستقلة - مغازلة الرئيس - على طريقته طبعاً - فقال: 'لا يبدو من جديد ملفت في سياسة مرسي العربية يميزه عن مبارك، بل إن التشابه إلى حد التطابق يبدو ظاهراً برغم أن مرسي يبدو مختلفاً في أدائه الشخصي وفي ثرثراته السياسية المرتجلة غالباً، والتي يحاول بها أن يوحي بفارق ما عن مبارك، والذي كان يقرأ نصوصاً كتبت له لا يتجاوزها، ولا يبدي انفعالاً بشيء يحرك وضعه 'الشمعي' الجامد، أصل التقارب - إلى حد التطابق - بين مرسي ومبارك في داخل مصر ذاتها وقبل أن يمتد بأثره إلى خارجها وربما لا يكون لمرسي شخصياً حيلة في القصة كلها، فمرسي كادر إخواني ملتزم ومطيع نموذجي وصعد إلى رئاسة حزب الإخوان بفضل طاعته للمرشد ويواصل نفس سلوك الطاعة وهو في كرسي الرئاسة المصرية، وقراراته تصاغ له في مكتب الارشاد الإخوان ثم تترك له مهمة توقيعها، وليس لدى جماعة الإخوان اختيار مختلف جوهرياً عن سابقتها 'جماعة مبارك' لا في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في الثقافة، وسياسة مرسي في المحصلة هي سياسة مبارك وأن كان جائزاً إضافة بعض التنقيحات الإخوانية أو التمتمات والتوترات والتبريكات والإكثار من ذكر الآيات القرآنية وإضفاء طابع ديني مموه على اختيارات مرسي ذاتها، وفي خطاب مرسي الأخير بالجامعة العربية بدت مصر وكأنها دولة 'صغيرة' الشأن تتبرع بتأييد أدوار الآخرين، ودون أن يذكر مرسي 'الإخوان' إسرائيل بصفة 'العدو' ولا لمرة واحدة بل ذكرها بصفة 'الطرف الآخر'، وبدأ الأمر كله أشبه بمسخرة حقيقية'.

    مرسي في مقارنة مع المخلوع

    والملفت أنه في نفس اليوم - الأحد - فإن صاحبنا السلفي هشام النجار شبه مرسي بمبارك بقوله عنه وهو يهاجمه في 'المصريون': 'اضطرنا هنا الرئيس مرسي للأسف الشديد إلى وضعه في مقارنة مع المخلوع مبارك بعد هذا اللقاء الأخير الذي جمعه بمن أسموهم 'المثقفين والمبدعين والفنانين' الذي مثل سقطة ونقطة مظلمة في ميدان إضاءة مرسي بالانجازات الخارجية والداخلية بما يستدعي محاسبة فورية لمنظميه والمسؤولين عن اختيار أسماء من حضروه.
    إنها نفس الوجوه ونفس الأسماء بل أن بعضاً ممن حضروا اجتماع أهلاً باليساريين والماركسيين في القصر الرئاسي ومرحباً، لكن هل ورث العهد الجديد أكذوبة أن الثقافة والإبداع حكر على اليساريين والعلمانيين من العهد البائد؟، وأين المثقفون والمبدعون المعبرون عن الفكر الإسلامي؟ وما دام الرئيس يريد تقديم نفسه رئيساً لكل المصريين فأين أدباؤنا ونقادنا ومفكرونا، أين قميحة والقاعود وحسام عقل ومحمد القدوس وجمال سلطان وعاصم عبدالماجد - كبار أدباء الحركة الإسلامية - وخلف عبدالرؤوف؟ وعندما يستضيف القصر إقبال بركة فما الذي يمنعه من استضافة آمال العشماوي وإيمان القدوس، اللافت أن من حضروا اللقاء من رجال فاروق حسني ومبارك كانوا يستغلون نظام مبارك المستبد في تهميش المبدعين والمثقفين الإسلاميين، في عهد مبارك حرم أدباء ومبدعو الحركة الإسلامية والمبدعون الإسلاميون المستقلون من الوصول إلى الجمهور ولو وصلوا وقرأ المصريون والعرب انتاجهم ورددوا أشعارهم ما كان لأمثال عبدالمعطي حجازي ذكر، ولهذا تطرفوا في محاولات الإقصاء والتهميش. نفهم مضمون الرسائل التي يريد الدكتور مرسي توصيلها بهذا اللقاء وقد تلقاها المعنيون بها بالترحاب - وربما التشفي - إلا أنها حملت معها رسائل سلبية للمثقفين والمبدعين الإسلاميين. ومن المدهش والعجيب أن تصلهم من رئيس ثوري، صاحب مرجعية فكرية إسلامية منتخب بالإرادة الشعبية ومن المفترض أن يعبر عن كل أطياف المجتمع المصري'.

    الرئيس ليس من واجباته
    أن يستجيب لفسطاط الفنانين

    وفي نفس العدد، قام زميلنا بـ'الجمهورية' فراج إسماعيل بشن هجوم أشد قسوة على الرئيس بقوله عن لقائه مع المبدعين والفنانين: 'المائة يوم ليس بينها تسوية قضية إلهام شاهين والرئيس ليس من واجباته أن يستجيب لفسطاط الفنانين الذين ضغطوا عليه في لقاء يوم الخميس لكي يتصل بها ويتأسف لها عما جرى من الشيخ عبدالله بدر، إذا كان لها حق فستناله في ساحة القضاء الذي لجأت إليه، ولا يجب أن تترك رئاسة الجمهورية المشاكل المتراكمة لشعب منهك وتتفرغ لها، الرئيس مرسي لا يتمتع بترف الوقت فالمائة يوم تقترب من النهاية وعندها لن يرحمه معارضوه ومن بينهم فسطاط الفنانين، منصب رئيس مصر له وقاره وعلى من يتولاه أن يقدر هذا الوقار ويحفظه، ليس صناعة للفرعون وإنما إنزال الحاكم منزلته فلا يهان أو يستهان به من ممثلة ظهرت عدم احترامه في تصريحات سابقة ثم لاحقاً عندما رفضت الحضور مع زملائها ومع ذلك يتنازل ويؤكد لفسطاط الفنانين أنه سيتصل بها عند أول فرصة!، لقد منحت مرسي صوتي في الانتخابات ليس من أجل إلهام شاهين ولا غيرها من الممثلين'.
    ويخيل إلي - والله أعلم - أن فراج مغتاظ جدا، لأنه لم يتم اختياره عضوا في المجلس الأعلى للصحافة أو المجلس القومي لحقوق الإنسان رغم أعمدته الملتهبة في 'المصريون' التي طالب فيها الرئيس بإرسال قوات الحرس الجمهوري لاعتقال مهاجميه، أما استخدام تعبير فسطاط الفنانين، فهو نكتة.

    عجوز للرئيس:
    لو كنت خايف.. أقعد في بيتك!

    ومن النكات الأخرى قول زميلنا وصديقنا محمد أمين يوم الأحد أيضاً في 'المصري اليوم': 'جاء يوم تقولها امرأة في وجه الرئيس، أقعد في بيتك، لا قالت ذلك عبر صفحتها بالفيس بوك، ولا قالت ذلك عبر مقال في صحيفة، قالت كلمتها في وجه الرئيس نفسه، حين ذهب يصلي الجمعة بمسجد السيدة زينب، كان المسجد تحت الحراسة، مائة سيارة شرطة، تأمين الرئيس تحول إلى عزل الرئيس وتعذيب المصلين، قالت السيدة العجوز للرئيس: 'لو كنت خايف، أقعد في بيتك'!.
    ربنا قال: 'إدخلوها بسلام آمنين، لو خايف تصلي في المسجد إقعد في بيتك، أنت مش هتصلي لوحدك في المسجد'، كلمات مثل طلقات الرصاص، 'صح لسانك يا أمي'، 'وان المساجد لله'، لم يقل أبداً وأن المساجد للرئيس!، لا ينسى المصريون يوم فتح الرئيس المنتخب صدره في التحرير، كان يريد أن يقول انه مطمئن بالثوار، لا يخشى شيئاً، ولا أحداً، يتساءلون الآن: كيف لا يخشى أحداً في ميدان التحرير ثم يخشى المصلين المسالمين، في بيوت الله؟، بإمكانه أن يصلي في مسجد الرئاسة وينتخب من يصلي معه الجمعة'.

    قصيدة لمرسي يتحدث فيها
    عن نفسه ويوجهها إلى مصر

    لكن الرئيس لم يهتم بمثل هذه الهجمات، لأنه كان مشغولا بإلقاء قصيدة يتحدث فيها عن نفسه ويوجهها إلى مصر، هي أمه وأمنا، وأنا في الحقيقة لم أسمعه في الراديو أو التليفزيون، إنما عرفتها بالصدفة يوم الأحد وأنا أتصفح الصفحة الخامسة عشرة من جريدة حزب الإخوان - الحرية والعدالة - الخاصة بالثقافة والأدب من عبدالرحمن إبراهيم، الذي ألقاها نيابة عن الرئيس كما حاول أن يوحي البنا بذلك، أي ليست من تأليفه، لأن عنوانها كان - رسالة الرئيس مرسي إلى مصر، ومن أبياتها:
    أحبك مصر فهل تعلمين
    كيف اشتياقي وكيف الحنين؟
    تغربت عنك زمانا طويلا
    تجرعت فيه الأسى والانين
    أحبك مصر فهل تعلمين؟
    أساءوا إلي كثيراً، كثيراً
    وقالوا بأني من الخائنين
    وما كنت إلا محباً لنيلك
    أحبك حقاً فهل تعتبين
    لأني أريدك أما تقية
    تربي البنات وتهدي البنين
    إذا أنت عدت كما الله شاء
    كنانة ربي بعلم ودين
    وليس الغنى ليكنز مالا
    ويسرق خبزا من الجائعين
    وليس اللصوص حماة الخزينة
    يعطل فيك القوي الأمين
    وليس ############ يصير عقيداً
    لأن أباه لواء سمين.

    تكريم الرئيس لمؤسس سلاح الصاعقة

    ولا أعرف ان كان المتحدث باسم رئاسة 'الجمهورية' الدكتور ياسر علي سيصدر بيانا يعلن فيه عدم مسؤولية الرئاسة عن هذه القصيدة أم لا، لكن بمناسبة العقيد واللواء، فقد قال زميلنا في 'المساء' ورئيس تحريرها السابق جمال أبو بيه يوم الاثنين عن تكريم الرئيس للواء جلال هريدي مؤسس سلاح الصاعقة: 'تكريم الرئيس محمد مرسي اللواء جلال هريدي، مؤسس سلاح الصاعقة ومنحه رتبة الفريق، يعتبر - من وجهة نظري - تقليدا محمودا يضعه رئيس الجمهورية، فلأول مرة تقريباً يتم التكريم والإنسان على قيد الحياة، لأن عادتنا نحن المصريين تخليد الموتى وتكريم المصري بعد وفاته وأتمنى أن نتخلى عن نظرات التشاؤم والكراهية التي تملأ قلوب البعض تجاه أي نجاح يحققه الغير والتحقير من شأنه'.

    المتهمون بإهانة الرئيس

    لكن زميله ورئيس التحرير الأسبق خالد إمام قال في نفس العدد عن قضية أخرى خاصة بالرئيس: 'كان لا بد أن يحصل المتهمون في قضية إهانة الرئيس على البراءة، بل كان لابد ألا يقدموا أصلا الى المحاكمة، ان الرئيس - أي رئيس دولة في أي بلد بالعالم، معرض لمظاهرات مناهضة له ولخروج البعض على القانون والأخلاق، وعليه ان يستوعب كل هذا ويحتويه دون أن تكون له تداعيات وتذكروا ما حدث في الخارج مع كثير من رؤساء الجمهوريات والوزارات خاصة مع جورج بوش الابن حينما ضربه المتظاهرون بالبيض والطماطم، وخاصة ايضا مع توني بلير عندما كان رئيساً لوزراء بريطانيا التي كانت عظمى ومن قبله مع المرأة الحديدية مارغريت تاتشر وما حدث في مصر عندما رفعت الأحذية لحسني مبارك وكان لا يزال رئيساً للجمهورية.
    وقناعتي أيضاً أن هذه القضية لم يكن لرئيس الدولة دخل مباشر فيها، لكنها من صناعة مكتب الارشاد بالمقطم، ولذا أقول للإخوان، أرجوكم، لا تورطوا الرجل مع الشعب أكثر من ذلك'.

    الإخوان يخططون للاحتفاظ
    بالحكم إلى أبد الآبدين

    وإلى الإخوان المسلمين ومعاركهم التي يخوضونها وتلك التي يتعرضون لها، وأصبحت سواء في التحقيقات أو الأخبار أو المقالات والأعمدة تعتبر القضية الأولى في مصر الآن، وهذا طبيعي، لأنهم أصبحوا من يحكم البلاد، ويخطط للاحتفاظ بالحكم إلى أبد الآبدين،
    وهو ما يثير قلق كل القوى بما فيها الإسلامية وغير الإخوانية مثل السلفيين، وهؤلاء لهم منطلقاتهم في المعارضة التي تختلف عن منطلقات المعارضين الآخرين، فهم أكثر تطرفا من الإخوان، ويرون ان الإخوان يخططون لإلحاقهم بهم.
    ويحاولون الابتعاد عنهم وكأنهم شبهة يتجنبونها، حتى يثبتوا لأمريكا والاتحاد الأوروبي، أولاً، ولقوى المعارضة الأخرى انهم لا يطيقون السلفيين، بالإضافة الى ان مواقف وسياسات الإخوان تثير الشكوك فيهم أكثر، كلما حاولوا الاقتراب أكثر من القوى المعارضة لطمأنتها، بالإضافة الى تناقض سياساتهم مع ما كانوا يعلنونه، فمثلا قال عنهم يوم الاثنين قبل الماضي في 'لمصريون' صاحبنا مصطفى كمشيش:
    'وجدنا بعض الناس 'للأسف الشديد' قد ابتعدوا عن الحيدة والإنصاف واتخذوا من الانتساب لحزب ما طريقا لتبرير كل ما يصدر عنه وعن رموزه، كنا في التيار الإسلامي 'تاريخياً' نستنكر على الحكام والأنظمة طريقتهم في تدبير الموارد عن طريق القروض 'المحلية والإقليمية والدولية'، وكان ذلك لسببين: أولهما شرعي يتعلق بحرمة القروض الربوية، والثاني: وطن يتعلق بتمام الاستقلال، وحينما تلجأ الحكومة في ظل أول رئيس إسلامي لمصر 'نعتز به ونفخر' لنفس نهج الأنظمة المستبدة من استسهال اللجوء الى القروض نقول لا وألف لا، مهما كان السبب ومهما كانت الدوافع ومهما كانت الضغوط لأن الله عنده خزائن السموات والأرض، لسنا دراويش أو مجاذيب، لكننا هكذا نؤمن وهكذا نعتقد، كما اننا بحق لدينا بدائل حقيقية تكلم عنها اقتصاديون منصفون تكفي للاستغناء عن القروض التي تمحق البركة من ناحية وتناقض الاستقلال من ناحية أخرى'.

    حالات 'التطوع بالتأخون'

    وفي اليوم التالي - الثلاثاء - الماضي قال عنهم زميلنا في 'اليوم السابع' وائل السمري: 'ما نشاهده اليوم من حالات 'التطوع بالتأخون' لدى الكثيرين ممن يتبوأون بعض مركز صنع القرار، فما أن تولى الرئيس محمد مرسي الحكم حتى غير البعض اعتقاداته السياسية ومضى يسبح بحمد الرئيس وجماعته، يحارب من يحاربونه ويناصر من يناصرونه، فهذا العامري فاروق وزير الرياضة الذي كان من أشهر مناصري الحزب الوطني ومؤيديه، صار اليوم أبرز من يحملون سيف الإخوان بحكم منصبه الحساس، فلما أراد حمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية أن يقيم مؤتمرا للتيار الشعبي في الاستاد تحفظ سيادته ورفع الأمر لرئيس الوزراء الذي تحفظ هو الآخر وأحاله لوزير الداخلية الذي رفض الطلب متحججاً بالظروف الأمنية!، ما لا أجد له تفسيرا هو أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تستخدم استاد المنصورة في مؤتمراتها وكانت تتباهى بإقامتها تلك المؤتمرات التي كان يواظب على حضورها آلاف من أنصار الجماعة في محافظات الدلتا من أقصاها إلى أقصاها، ما يدل على أن القوانين واللوائح المنظمة لعمل هذه المنشآت تسمح بذلك، فكيف تفسر إذن هذه الواقعة أم أنه حلال على الإخوان حرام على التيار الشعبي؟'.

    مجتمع كفر ومجتمع إيمان

    أما الإخواني السابق والمحامي والكاتب خفيف الظل ثروت الخرباوي فقال عن الجماعة وقادتها في 'الجمهورية' يوم الأربعاء الماضي في حديث أجراه معه زميلنا صفوت عمران وأعده للنشر زميلانا أحمد فتح الله، وبكر مصباح: 'الدكتور محمد بديع من كبار القطبيين، مع محمود عزت مع محمد مرسي ورشاد البيومي وخيرت الشاطر يمثلون الكيان الذي يحكم الجماعة. خلاصة القول إنه أحد الخمسة الكبار، وللمرشد العام توصيفات تكفيرية وعندما صرح في رمضان بالقليوبية قبل الثورة بأنهم يمتلكون ماء السماء الطهور الذي سيطهرون به الحكومة والشعب من النجاسة ورؤيته في ذلك أن الشعب نجس، وان الجماعة هي التي تمتلك الماء الطهور المقدس الذي سيطهر من هذه النجاسة وعندما يقول ان الإعلاميين هم سحرة فرعون هذا يعني أن لديه تصوراً عن مجتمع كفر ومجتمع إيمان، وأنهم يمثلون مجتمع الايمان، وتشبيهات محمد بديع تدل على عقليته التكفيرية. الإخوان وجدوا في تلاميذ سيد قطب الخلفية التي تريحهم وأفراد النظام الخاص هؤلاء هم من قتلوا النقراشي والخازندار وفجروا أماكن كثيرة، وهذه المسائل من الممكن ان تكون مصدرا لقلق نفسي لهم ما يقومون به حلال أم حرام وعندما وجدوا فتاوى سيد قطب وجدوا فيها المتنفس واستراحت ضمائرهم للمشروع الفكري لسيد قطب وتبنى مصطفى مشهور هؤلاء وكانت له سطوته داخل الجماعة، ولذلك في الفترة السابقة على وفاة عمر التلمساني عاد مصطفى مشهور الى مصر، وكان قد هرب من مصر في سبتمبر 1981 قبل عمليات الاعتقال عندما أخبر بها وهرب قبل اعتقاله ولم يعد الى مصر إلا قبل وفاة عمر التلمساني عندما مرض مرضه الأخير وعندما عاد أشار على الدكتور محمد بديع بالعودة وكذا محمود عزت ولمحمد مرسي في أمريكا ولخيرت الشاطر في لندن وبدأ ارسالهم لبلدان مختلفة للسيطرة على الجماعة، هذا في الوقت الذي كان فيه عبدالمنعم أبو الفتوح وأبو العلا ماضي وغيرهم منشغلين بالهم العام وبالنقابات المهنية وبالانتخابات البرلمانية واستطاعوا ايجاد توازن سياسي داخل الجماعة ومن ثم من نجح أولاً في صنع توازن سياسي داخل الجماعة ربح'.

    قلق في مكتب إرشاد الجماعة
    من جموح مرسي

    ولو نحن توجهنا إلى مجلة 'أكتوبر' القومية ورئيس تحريرها الإخواني أحمد شاهين وهو الأكثر قربا من مكتب الارشاد، منه إلى رئيس الجمهورية، لدرجة انه حذف عبارته في خطابه أمام قمة عدم الانحياز في طهران عن خالد الذكر، بل وهاجمه بطريقة غير مباشرة عندما اكد عكس ما قاله مرسي، بأن هذه الفترة كانت انحيازا للمعسكر الشرقي لا حيادا، شاهين قام بغمر مرسي عدة مرات بطريقة غير مباشرة وهو ما يشير إلى شيء من القلق في مكتب إرشاد الجماعة من جموح مرسي بعيدا عن تعليماته، إلا إذا كان هناك اتفاق على توزيع الأدوار، على طريقة، كده وكده، حتى يتم الانتهاء من معركة انتخابات مجلس الشعب القادمة وبعدها يكشفون عن وجههم الحقيقي، شاهين قال: 'إن مصر الجديدة بحاجة إلى استراتيجية جديدة، وفكر متجدد، وروح وثابة تعكس ثورة 25 يناير، كما تؤكد المرحلة الجديدة التي بدأت يوم 12 أغسطس، فهذا تاريخ محوري لمصر المعاصرة، يشير إلى ان الدولة المدنية قد بدأت أولى خطواتها الحقيقية، ولعلنا نتذكر أن البرلمان السابق، قبل حله، كان على وشك إصدار قانون بالحد الأعلى للأجور والدخول، ولكن تمت الإطاحة به في ظروف مريبة ومعروفة، نريد أن تكون إرادتنا بأيدينا، وقد بدأنا ذلك بفضل الله، وبفضل قيادة منتخبة تدرك أن هناك قواعد جماهيرية تراقبها وتحاسبها وهذا واجبنا جميعاً، ان نبصر وننبه الرئيس، وأن نحذره قبل الخطأ، وأن نحاسبه إذا أخطأ فلا أحد فوق الحساب، بما في ذلك الرئيس مرسي، ونحن على ثقة أنه يدرك نبض شعبه والبوصلة التي تحركه، ونعمل على ضبط سياساته وتحركاته، وفق الإرادة الشعبية، وعليه أن يترجم هذا إلى قرارات جريئة وعملية تلبي طموحات أبناء مصر جميعاً، فلا مجال لتصفية الحسابات أو الإقصاء، فمصر تشمل الجميع، وأكبر من أي حزب أو جماعة أو فصيل، والإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة والأحزاب الإسلامية الأخرى تدرك ذلك جيدا.
    وتقتنع به وتعمل على تحقيقه فعلا، ولعلنا نتذكر التحالف الذي شمل نحو 40 حزباً وتياراً وائتلافاً قبل الانتخابات البرلمانية العام الماضي هذا التحالف كان رسالة واضحة تؤكد أن حزب الأغلبية لا يريد الاستئثار بكل شيء بل أن أشقاء مسيحيين دخلوا البرلمان من خلال قوائم الحرية والعدالة'.

    ما يحدث الآن بين الإخوان
    ومعارضيهم

    وسرعان ما جاء رد زميلنا بـ'الأهرام' والشاعر الكبير فاروق جويدة في نفس اليوم - السبت بقوله: 'لا أتصور المجلس الأعلى للصحافة بدون صلاح منتصر ومكرم محمد أحمد وسيد ياسين وجمال الغيطاني وجلال عارف وصلاح عيسى، ولا أتصور المجلس القومي لحقوق الإنسان بدون جورج اسحق. وما يحدث الآن بين الإخوان المسلمين ومعارضيهم لا يختلف إطلاقا عن كل ما حدث بين الحزب الوطني والجماعة التي كانت تسمى المحظورة، بين صفوف الإخوان الآن عدد من مستشاري السوء يحاولون الانتقام من كل من كتب سطرا أو اتخذ موقفا ضد الإخوان، ولا اعتقد أن هذا يتناسب مع روح السماحة والترفع التي ينبغي أن تسود في صفوف الإخوان.
    من الخطأ الجسيم أن يكرر الإخوان أخطاء العهد السابق في إقصاء المعارضين أو الانتقام من كل صاحب رأي خالفهم يوماً أو انتقد أفكارهم، لا اعرف من هم مستشارو السوء الذين يفسدون على الإخوان تجربتهم في السلطة خاصة ان ما يحدث من سيطرة على كل مواقع المسؤولية فيه إضرار بمصالح الوطن وموقف الإخوان أنفسهم'.
    جويدة لا يعرف من هم مستشارو السوء؟ قد يكون ذلك صحيحا، ولكن سؤاله يجب أن يكون ولماذا يستجيب الرئيس لهم إلا إذا كان موافقاً؟

    انحياز الرئيس الى إلهام شاهين
    ضد المشايخ

    وإلى قضية الفنانة إلهام شاهين والشيخ عبدالله بدر واستنكار الرئيس محمد مرسي لاتهاماته لها، وأنه سيتصل بها، مما دعا زميلنا صلاح قبضايا رئيس تحرير 'المسلمون' الاسبوعية المستقلة التي تصدر كل اثنين للقول:
    'نحن نرى أن هذا أمر قد يكون مقبولا منا ومن عامة الناس، ولكنه غير مقبول من رئيس الجمهورية لأن في ذلك شكلا من أشكال الضغط على القضاة الذين سينظرون الدعوى القضائية، بعد أن قرأوا وعلموا أن رئيس الجمهورية يتعاطف مع أحد الخصمين الماثلين أمام منصة القضاء، ليته اكتفى بالاستنكار ولم يتجاوز ذلك، وليته يعي أنه من غير المقبول منه أن يتحدث في أمر منظور أمام القضاء'.

    غالبية المصريين تتفق مع مضمون
    كلام الدكتور عبدالله بدر

    وفي 'المصريون' في نفس اليوم - الاثنين - كان صاحبنا الإخواني حسام مقلد هادئاً هو الآخر وهو يناقش الأمر بقوله: 'غالبية الشعب المصري تتفق مع مضمون كلام الدكتور 'عبدالله بدر' وإن اختلفت مع أسلوبه الحاد وكلماته القاسية، ومن حق إلهام شاهين أن تغضب لكرامتها وتدافع عن نفسها، ومن الطبيعي جدا أن يغضب لها ويتضامن معها زملاؤها الفنانون.
    لكن هذه هي حقيقة نظرة المجتمع المصري لمعظم الفنانين بسبب الإسفاف والابتذال والسخف والعري والانحلال الذي يقدمونه، ولعل أهل الفن قد تأكدوا بعد لقائهم برئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي أن الإسلاميين لا سيما الإخوان - لا يعادون أبداً الفن الراقي الذي يمتع الروح ويسمو بالنفس الإنسانية وينفع الناس وينهض بالمجتــــمع، وإذا كان فنانو مصر حريصين حقا على خدمة وطنهم والمساهمة الفــــعالة في مسيرة نهضته فعليهم الارتقاء لمستوى المسؤولية واستشعار نبل وأهمــــية رسالة الفن الراقي ودوره المحوري في بناء منظومـــة القيم وصناعة ثقافة عظيمة تسمو بالأخلاق وتحـــفظ عادات المجتمع وتقاليده'.

    الشيخ عبدالله بدر يسد
    باب السماء بوجه الفنانين

    أما الثالث الذي انزعج بشدة من ألفاظ عدد من الدعاة، فكان زميلنا في 'الوفد' مصطفى عبيد وعبر يوم الاثنين عن انزعاجه منهم بالقول: 'وقف الشيخ عبدالله بدر يرمي إلهام شاهين بأشنع التهم والسباب ويحرم عليها الجنة ويغلق في وجهها أبواب السماء، وخرج الشيخ هاشم إسلام ليفتي بجواز قتل المتظاهرين المعارضين للرئيس باعتبارهم خوارج ومفارقين للجماعة، وأطل الشيخ صفوت حجازي مراراً يحرض ويهدد ويتوعد كل من يرفع لافتة المعارضة ضد الإخوان المسلمين، ومن قبلهم قال الداعية وجدي غنيم ناصحاً الرئيس:
    'إن معارضيك نجس، يجب أن تدوسهم بحذائك' شروخ لا شيوخ، اتخذوا الإسلام درجاًَ لتحقيق الثراء والنفوذ والنجومية وتباروا في الحديث باسم السماء كأنصاف أنبياء، رحل الأفذاذ بما لديهم، في زمن الفضائيات البترودولارية فقدنا سماحة الشيخ الغزالي وبساطة الشيخ الشعراوي وعقلانية الشيخ البهي الخولي وأدب الشيخ محمد أبو زهرة وتحضر الكاتب خالد محمد خالد وجاذبية المفكر مصطفى محمود، لكننا أبداً لن نستسلم، لن ننافق أصحاب اللحى ونقبلهم متحدثين باسم السماء'.
    طبعاً، طبعاً، فهذا مما لا ريب فيه ولا شك.


                  

09-12-2012, 04:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    Mahmoud-Abdo-1306.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    نجل المشير عبد الحكيم عامر: لا علاقة للاخوان بطلب العائلة اعادة التحقيق في وفاة والدي

    2012-09-11


    القاهرة 'القدس العربي':


    قال عمر، نجل المشير عبد الحكيم عامر إن مطالبهم بإعادة فتح التحقيق في وفاة والدهم ليست الأولي وسبقتها 15 محاولة كانت تتسم كلها بالتعتيم الإعلامي علي القضية ورد السلطات كان دائمًا 'مش عاوزين وجع دماغ'.
    جاء هذا خلال لقائه في برنامج 'البلد اليوم' على قناة 'صدي البلد' مساء أمس الاول، حيث نفي أن يكون طلبهم بإعادة فتح التحقيق له علاقة بجماعة الإخوان المسلمين خاصة أنهم في صدارة الحكم الآن والمشهد السياسي العام أنهم يكرهون الرئيس الراحل عبد الناصر. وأوضح أن تقرير الستينيات عن وفاة والده كان علي هوي البعض ويعد مهزلة من جميع الجوانب، خاصة مع تضارب أقوال الشهود حول توقيت وساعة الوفاة وعدم وجود تكنولوجيا توضح ذلك حينها، كما أن الأطباء حينها أعطوه أدوية بعد اعتقاله لا علاقة لها بالقئ وهي الحالة التي كان عليها حسب وصف الأطباء.
    كما أنه لم يعثر علي أي أثار لبقايا قئ في غرفته وجثته ظلت 7ساعات حتي وصول النيابة لفحصها، وتحاليل الدم التي أجريت علي والدي أثبتت خلوه من أي مواد سامة، ولذلك فإن إعادة توصيف وفاته ستقلب التاريخ.
    وقال إنه لايمكن الجزم بأن عبد الناصر هو من قتل والده لكنه مسئول بصفته رئيسًا حيث إن المشير'كان تحت أيديهم في ذلك الوقت 'والحكومة حينها أصدرت تقريرًا مفبركًا ومثيرًا للضحك عن الوفاة، أما وصول القضية حاليًا للنائب العام معناه ظهور أدلة جديدة في القضية وإلا ما كنا أحييناها وأتمنى أن نحصل علي حقنا عبر القضاء المصري بكل نزاهة. وحول اتهام المشير عامر بأنه سبب هزيمة 67، قال عمرو أتمني أن تخرج مستندات من أي جهة تقول لنا ماذا حدث في 67 لأننا لا نعرف بالفعل حتى الآن ماذا حدث حينها خاصة أن نصف الجيش كان في اليمن، والجيش الذي حارب في 67 هو الذي حارب في 73 ولم نأت بقادة من الصين.
    وأضاف: المشير عامر هو الوحيد في تاريخ الجيش المصري الذي لم يحصل علي المكافأة المالية الخاصة بقلادة النيل التي حصل عليها، وحتى الآن لم نفكر في المطالبة بها لأننا عائلة تعشق الجيش مهما حصل.


    --------------------


    مراقبون مصريون يقولون إن خطابات مرسي حول القضايا الإقليمية 'ضجيج بلا طحين'

    2012-09-11


    القاهرة - يو بي اي:


    لم يُفاجئ الرئيس المصري محمد مرسي المتابعين للشأن المصري ولقضايا منطقة الشرق الأوسط، بشكل عام برؤيته التي تضمنتها خطاباته منذ توليه سدة الرئاسة في 30 يونيو/حزيران الفائت وبخاصة خطابيه أمام القمة الأخيرة لمجموعة دول عدم الإنحياز وأمام المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية.
    ورأى المتابعون أن أول رئيس مدني منتخب يأتي بعد ثورة شعبية، ينطلق في خطاباته من خلفية ثورية ربما لا يدعمها الواقع في الداخل المصري.
    واعتبر نائب رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط،الدكتور محمد مجاهد الزيات ليونايتد برس انترناشونال، أن خطابات مرسي سواء في قمة عدم الانحياز أو في الجامعة العربية وفي الداخل تعكس رغبته في رفع سقف الموقف المصري والتأكيد على الحضور الإقليمي لمصر.
    ورأى الزيات أن ما جاء في كلمة مرسي أمام قمة عدم الإنحياز بشأن سوريا كان فيها شئ من 'اللبس'، الذي تم توضيحه في كلمته أمام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، حيث شدَّد على رفض التدخل الخارجي في شؤون سوريا، وأن التغيير يجب أن يكون بيد الشعب السوري، مشيراً إلى أهمية قراءة الموقف المصري من القضايا الخارجية بشكل متكامل.
    وأكد أن رغبة الرئيس مرسي (61 عاماً) والذي ترأّس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين)، في التأكيد على الحضور الإقليمي لبلاده بالمشاركة في أعمال القمة الأفريقية بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا.
    وبالمقابل رصد الكاتب الصحافي طلعت رميح تباعداً بين خطابات الرئيس المصري والرسالة البارزة التي تضمنتها من الرغبة باستعادة الدور المصري على الصعيد الخارجي، وبين وجود خطوات عملية تنفيذية لاستعادة ذلك الدور.
    وقال رُميح للوكالة إن حديث مرسي عن سوريا وعدم وجود وقت للإصلاح وضرورة تغيير النظام السوري، يعكس حديث رجل جاء إلى سُدة الرئاسة من ثورة تغيير أنهت نظام حكم مصر لمدة عقود، وهو بذلك لا يملك إلا أن يتحدث بنفس النبرة الحادة التي تكلم بها، غير أنه من الناحية العملية لم يُضمِّن حديثه رؤية عن كيفية حدوث التغيير في سوريا ورحيل النظام حتى أنه لم يذكر الرئيس السوري بشار الأسد بالإسم.
    وأضاف أن كلمات مرسي حول القضايا الخارجية تتضمن في حقيقتها رسائل موجهة إلى الداخل المصري تصب في اتجاه الحالة الثورية التي ميَّزت الحالة المصرية طوال العام والنصف الماضي.
    ورأى رُميح أن ذلك التباعد بين ما تتضمنه كلمات الرئيس مرسي وبين القدرة على الفعل بوضع آليات تترجم تلك الكلمات إلى واقع تؤكده 3 نقاط رئيسية هي أن مصر تعيش حالة من الانكفاء على قضايا الداخل منذ أكثر من عام ونصف بعد اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وعدم وجود فائض في القوة الداخلية يمكن تصديره للخارج، بالإضافة إلى عدم وجود فريق رئاسي متجانس يمكنه لعب دور على صعيد السياسة الخارجية على العكس من نظام مبارك (الرئيس السابق حسني مبارك الذي أجبرته ثورة شعبية على التخلي عن الحُكم في 11 فبراير/شباط 2011).
    وفي سياق متصل أثار امتداح الرئيس مرسي (الخلفاء الراشدين) وثنائه عليهم في بداية كلمته بقمة عدم الانحياز بالعاصمة الإيرانية طهران معقل المذهب الشيعي، ردود أفعال متباينة وتفسيرات متعددة، فيرى الدكتور الزيات إلى أن ذلك الموقف من الرئيس مرسي يعكس نبرة تصالحية بين الدول الإسلامية، ولا تعبِّر عن حالة من الاختلاف بين المذهبين السُني والشيعي.
    ويؤيد ذلك الطرح ما ذكره رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية في مصر مجتبي أماني، في مقابلة متلفزة مع إحدى الفضائيات المصرية ليل الأحد الفائت، من 'أن الرئيس مرسي ذكر في خطابه 10 محاور أعلنّا تأييدنا لـ 9 منها ما عدا الهجوم على سوريا'.
    غير أن الواقع في الداخل المصري لا يؤيد ذلك التفسير، فالناشطين من المسلمين الشيعة ما زالوا يعانون من المضايقات الأمنية التي يبدو أنها من بين العناصر القليلة التي تتفق فيها الغالبية العظمى من المصريين مع أجهزتهم الأمنية، فعدد ليس بالقليل ممن تواجدوا بمحيط 'مسجد الحسين' بمنطقة القاهرة القديمة أوسعوا عدداً من المسلمين الشيعة ضرباً حينما شرعوا في إحياء مراسم خاصة بذكرة عاشوراء خارج المسجد.
    وفي السياق قال عدد من الساسة المنتمين إلى اتجاهات فكرية متباينة في نقاشات مع الوكالة إن الرئيس مرسي يسعى لانتهاج سياسة خارجية مختلفة عن تلك التي انتهجها النظام السابق، غير أن نجاح النهج الجديد مرتبط بإنهاء التبعية السياسية للولايات المتحدة الأميركية وتحقيق استقلال القرار الخارجي المصري.
    ورأى أولئك الساسة أن هناك مسافة ما بين الرغبة والقدرة على الفعل بشكل يجعل من تحقيق هدف استقلالية القرار المصري الخارجي يتطلب وقتاً ربما يطول إلى ما بعد حل المشكلات الداخلية على مختلف الصُعُد السياسية والإقصادية والإجتماعية.
    وأشاروا إلى أن خطاب النظام المصري الجديد، الذي ما زال في طور التشكيل، الموجه إلى الخارج مازال ينسج على منوال النظام السابق، فتتسم ملامح كلا النظامين بالقول وإبداء الرغبات من دون طرح خطط محددة وآليات واقعية للتنفيذ لاسيما على صعيد القضية الفلسطينية والقضايا العربية بشكل عام.
    ويبدو من القراءة المتأملة لخطابات الرئيس مرسي أن الرؤى التي تحملها باتجاه الخارج تتراوح ما بين الرغبة في لعب دور يعيد إلى مصر مكانتها إبان عقدي الستينات والسبعينات وما بين عدم امتلاك الأدوات اللازمة لاستعادة ذلك الدور.
    وتدفع تلك الرؤى المراقب للشأن المصري إلى أن يُدرك أن خطابات رئيس الدولة المصرية والتي تعتمد على عناصر شعبوية إنما تصب في اتجاه ترميم الجبهة الداخلية المصرية التي انقسمت إلى جزئين تقريباً ما بين دعم الرئيس الجديد بتحمل مصاعب الحياة وإن إلى حين، وما بين الترحّم على مرحلة الاستقرار التي اتسمت بها سنوات حُكم الرئيس السابق حسني مبارك برغم المعاناة التي تكبدها المواطنون، وهو ما يمكن معه وصف تلك الخطابات بأنها 'ضجيج بلا طحين'.




    Mahmoud-Abdo-1306.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

09-13-2012, 04:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)


    بوست: رومني يصف بيان السفارة الأمريكية بالقاهرة بـالمخجل!
    الأربعاء, 12 سبتمبر 2012 23:44

    ميت رومني
    أشرف أبو عريف ذكرت صحيفة THE WASHINGTON POST الأمريكية أن المرشح الجمهوري ميت رومني أنتقد البيان الصادر عن السفارة الأمريكية بالقاهرة بشأن اعتداء متظاهرين مصريين على السفارة مؤخرًا في إطار الاحتجاج على الفيلم المسيء للرسول الكريم.

    وقالت الصحيفة الأمريكية أن رومني وصف بيان السفارة الأمريكية بهذا الصدد بأنه "مخجل وشائن وينطوي على سوء تقدير شديد وأشبه بالاعتذار".
    وأشارت الشبكة إلى أن السفارة الأمريكية بالقاهرة أصدرت بيانًا جاء فيه "أنها تدين المحاولات المستمرة من جانب أشخاص مضللين لإيذاء مشاعر المسلمين، في الوقت الذي تؤكد فيه إدانتها لأية أفعال من شأنها إيذاء مشاعر جميع الأديان بشكل عام".
    وتابع رومني يقول "أن وقوف أمريكا في موقف الاعتداز عن التمسك بقيمها يعتبر
    مسلكًا فظيعًا، فالاعتذار عن التمسك بقيم الولايات المتحدة ليس بالأسلوب المناسب".
    وأكد المرشح الجمهوري رومني مسئولية منافسه الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن بيان السفارة الأمريكية بالقاهرة، وذلك على الرغم من إعلان المسئولين بالبيت الأبيض أمس الثلاثاء تنصلهم من هذا البيان.
    وقال رومني - في مؤتمر صحفي عقده بولاية فلوريدا الأمريكية "إن أوباما يتحمل المسئولية ليس فقط عن الكلمات التي تصدر عنه شخصيًا ولكن عن الكلمات التي تصدر عن سفرائه بالخارج وعن المسئولين بإدارته وبالخارجية الأمريكية

    -----------------

    الشاطر: برامج مشروع النهضة قائمة على التوزيع العادل لعائد عمليات التنمية
    الأربعاء, 12 سبتمبر 2012 22:30

    خيرت الشاطر
    أ ش أ / أكد المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين "إن البرامج التي يتضمنها مشروع النهضة الذي تتبناه جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة قائمة على أن العائد الكلي لعمليات التنمية يتم توزيعه بشكل عادل، ولا نقول إن المساواة ستكون كاملة بين الناس، ولكن لابد من التوازن بين مصلحة الفرد وصالح المجموع لتوفير قدر مناسب من العدالة الاجتماعية حتى يندفع الشعب للمشاركة في عملية التنمية".

    وأوضح الشاطر خلال مداخلة عبر الفيديو كونفرانس مع مؤتمر "الإسلاميون ومشروع النهضة" الذي تستضيفه اليوم الأربعاء العاصمة القطرية الدوحة "نريد الآن دولة قوية تستمد قوتها من تمثيلها الحقيقي للشعب والمجتمع، باعتبارها خادمة له وليس من منطلق الهيمنة والسيطرة، مؤكدا أن الدولة القوية تستمد قوتها من خدمتها للشعب باعتبار ذلك الشعب هو الهدف الرئيس لمشروع النهضة في مصر".
    وأضاف إن النهضة في الدول الغربية قامت على أساس المرجعية الفكرية المرتبطة بالنظام الرأسمالي الذي ينتصر لمصلحة الفرد مقابل مصلحة الجماعة، بينما المجتمعات الاشتراكية قامت على أساس الفكر الاشتراكي الذي ينتصر لمصلحة الجماعة في مواجهة مصلحة الفرد، والمرجعية الإسلامية تحاول تحقيق قدر أكبر للتوازن بين مصلحة الفرد والمجتمع.
    وذكر أن هناك مجموعة من القضايا الفكرية والقيم والأسئلة الرئيسية لابد من التعامل معها، واختيار إجابات محددة تمثل ما وصفه بالأرضية الفكرية لمشروع النهضة، وكذلك المعايير والضوابط التي تحدد طريقة اتخاذنا للمسارات المختلفة.
    وعن قطاعات التنمية الاقتصادية في مشروع النهضة، قال الشاطر "لدينا قطاع السياحة والزراعة والصناعة، ولدينا رؤية للنهوض بمصر اقتصاديًّا من الآن وخلال السنوات القادمة؛ لتوفير حياة كريمة للأجيال في المجالات المختلفة، في وجود الإرادة السياسية لبناء النهضة ووضع رؤية لإنضاجها، في ظل وجود شعب مؤهل ومتحمس لإنجاز المشروع وتطويره".
    وأشاد الشاطر خلال مداخلته بما وصفه بالسياسات الاجتماعية التي انتهجها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وساهمت حسب قوله في تمكين الفقراء وساعدت في تكوين طبقة واسعة تستفيد من إمكانيات وموارد مصر. وقال "لما جاء الرئيس الراحل أنور السادات انقلب على هذه السياسة كما استمر الرئيس المخلوع حسني مبارك على نفس خطا السادات وزاد الأمر سوءا، حينما مكن مجموعة من رجال الأعمال من الاستيلاء على ثروات البلد، وبالتالي جاءت ثورة 25 يناير 2011 لتقضي على هذا النظام بأكمله

    ------------------

    عماد جاد: اقتحام السفارة أضعف من حكومة مرسي
    الأربعاء, 12 سبتمبر 2012 22:26

    كتب: سيد احمد أكد عماد جاد القيادي بحزب المصري الديمقراطي أن الفيلم المسيء للرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" هو صناعة غربية يهودية، مشيرًا إلى أن أقباط مصر يعتبرون الفيلم المسيئ شذوذ فكري وغرضه إشعال الفتن الطائفية، كما أن هناك بيانات

    إيجابية ظهرت من جانب الكنائس المصرية الأمريكية والحركات القبطية التي أدانت هذا العمل الحقير وجميع القوى السياسية مجتمعة على رأي واحد وهو ضرورة تشريع قانون مصري من أجل محاكمة من يحاول إثارة الفتن من خلال استخدام الدين، واعتبر جاد أن عرض الفيلم في هذا التوقيت يثير الدهشة ولماذا أيضًا يرفع علم تنظيم القاعدة على السفارة الأمريكية.
    وأضاف جاد أثناء مدخلة تليفونية ببرنامج" 90 دقيقة" الذي يذاع على قناة المحور أن الافتراب من السفارة الأمريكية ومحاولة اقتحامها أضعف حكومة الدكتور مرسي، وانتقد جاد بشدة الأصوات التي تريد إسقاط الجنسية ضد أقباط المهجر لأنه لايجوز أن يتحمل مجموعة خطأ فرد

    ------------------

    12qpt970.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





    محاصرة السفارة الأمريكية وانزال العلم اثناء وجود الوفد الاقتصادي..

    ووصف السفيرة بالحرباية
    حسنين كروم
    2012-09-12




    القاهرة - 'القدس العربي' أبرز أخبار وموضوعات الصحف المصرية الصادرة امس كانت عن المظاهرة التي حاصرت مقر السفارة الأمريكية واقتحامها من جانب شباب الالتراس وانزال علمها، احتجاجا على الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام. وأشارت الصحف الى إحالة أحمد شفيق وعدد آخر من ضباط الطيران في جمعية الطيارين ومعهم علاء وجمال مبارك الى محكمة الجنايات في قضية ارض الجمعية وحبس شفيق احتياطيا على ذمة القضية والطلب من الانتربول القبض عليه، واستمرار المظاهرات الفئوية وسقوط قتيل في الإسكندرية في طوابير الخبز، ونشرت 'المساء' تحقيقاً لزميلنا احمد العسال قال فيه ان الشرطة تطارد الشخصين اللذين اقتحما كمينا لها قرب مدينة الشروق وهربا وتركا السيارة وتم ضبط متفجرات وأوراق تثبت انهما قادمان من افغانستان وينتميان للقاعدة لتنفيذ عمليات ارهابية، وقيام الأهالي في أبو حماد بقتل لصين حاولا سرقة سيارة نقل تحمل عجلين، أحسن.
    وإلى بعض مما عندنا:

    السفيرة الحرباء

    ونبدأ من قناة النهار مساء الثلاثاء ووصف مقدم برنامجها زميلنا بـ'الأهرام' إبراهيم حجازي السفيرة الأمريكية آن باترسون بأنها حرباية، تتآمر، ولا أعرف كيف يقول عنها ذلك وهي ذات ملامح جميلة، واتهم القيادات الأمريكية بالعمل ضد العرب والمسلمين ومحاولة إحداث فتنة طائفية في مصر وحذر المسلمين من الوقوع في الفخ، والأهم ان هذا حدث مع وجود الوفد الأمريكي الضخم في مصر والذي يتفاوض معه رجال أعمال الإخوان، لعل وعسى أن يكرمهم الله بفائدة،
    ونشرت جريدة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' امس في تغطية لزميلنا هيثم محمد تصريحات لرجل الأعمال الإخواني ورئيس جمعية ابدأ - حسن مالك - والذي عينه الرئيس ليكون حلقة تواصل مع رجال الأعمال، قال حسن عن رجال الأعمال الأمريكان: 'تساءلوا عن جمعية ابدأ، وعن عملها المجتمعي، حيث تم عرض الصورة الكاملة لهذا الأمر خلال اللقاء والتي كان مفادها انهم سيعملون لصالح مصر وسيتحركون شرقا وغرباً وشمالا وجنوبا من أجل تحقيق المصلحة لمجتمع الأعمال المصري وللتنمية الاقتصادية في مصر.

    هل تعهد الرئيس فعلا باستمرار العلمانية؟

    أما صحيفة 'الوفد'، فكان موضوعها الرئيسي في الصفحة الأولى عنوانه 'مرسي يتعهد للأمريكان بالحفاظ على مصر دولة علمانية'، ونشرت صورة زنكوغرافية لبرقية وكالة اسوشيتدبرس، ونقلتها عنها عدة صحف عن تعهد مرسي للوفد الأمريكي أن تظل مصر دولة علمانية، ونقلت عنه قوله: 'دائماً ما يتبنى الإخوان فلسفة القطاع الخاص والكثير من اعضائها البارزين رجال أعمال'.
    وقالت 'الوفد' ان مرسي استخدم كلمة سيكيولار، بالانجليزية، وأضافت: 'بحثت الوفد عن معنى الكلمة في عدة قواميس وتبين انها في قاموس كمبريدج، ليس له أي علاقة مع الدين وفي قاموس ميريام ويبستر، ليس دينيا، وفي قاموس كولينز، ليس مرتبطاً بالدين'.
    لا، لا، هذه قواميس من صنع الفرنجة، وما يهمنا هو مراجعنا، ولا وجود لهذه الكلمة عند سيبويه أو الزمخشري أو القاموس المحيط، لكن الملاحظ هنا ان 'الأهالي' - لسان حال حزب التجمع اليساري، صدرت في نفس اليوم ولم تشر مطلقاً إلى هذا التعهد من الرئيس باستمرار العلمانية، وكان عليها ان ترحب به لأنها تتهم الإخوان بمحاربتها، ونفس الأمر مع جريدة 'الإخوان' التي عملت ودن من طين والثانية من عجين.

    محمد حسني مبارك بدلاً من محمد مرسي

    والى المعارك الخاصة بالرئيس ويبدأها اليوم زميلنا بـ'الجمهورية' خالد عبدالعليم وقوله يوم الاثنين: 'يبدو أن صحيفة 'الحرية والعدالة' عندما أخطأت في أحد أعدادها وذكرت محمد حسني مبارك بدلاً من محمد مرسي وكذا الزميل صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام عندما أشار إلى أن توجيهات السيد الرئيس محمد حسني لم تكن زلة لسان وإنما جاءت بناء على شواهد بأن البطانة القديمة للنظام الذي انهار نتيجة ثورة 25 يناير مازالت تتحكم في زمام لأمور، فالذين يخططون للرئيس د.مرسي يخططون بنفس السياسات والعقليات، وهو ما ظهر واضحاً سواء خلال حركة المحافظين الأخيرة، أو خلال صلاته بمسجد السيدة زينب، وما قام الأمن من إغلاق للمحال ومنع المواطن من الاقتراب في مشهد يذكرنا بأيام الرئيس السابق محمد حسني مبارك وما كانت تفعله البطانة وعزله عن المواطنين بحجة إجراءات أمنية'.

    تحذير للرئيس من الابتعاد عن أوامر الاخوان

    وإلى 'أهرام' نفس اليوم - الاثنين - ومقال الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان، وكان ظاهره الرد على مهاجمي الجماعة، ولكن باطنه كان تحذيراً للرئيس من الابتعاد عن أوامر وسياسات الجماعة تحت ضغط خصومها لإرضائهم، قال: 'الصراع بين الحق والباطل والخير والشر والعدل صراع قديم يلجأ فيه أهل الظلم عندما يعوزهم الدليل ويعجزهم التصدي لسلطان الحجة والبرهان إلى رمي الخصوم باتهامات باطلة وصفات مختلفة بغية تنفير الناس منهم وصرفهم عن سماع دعوتهم والاستجابة لمنهجهم، والمتتبع لقصص الأنبياء في القرآن والمصلحين في التاريخ يجد هذه الحقيقة متكررة وحسبنا أن نعرض بعض ما نال النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما قال خصومه 'يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون' 'الحجر: 6' 'قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر' 'الأنبياء: 5' وكان عمه أبو لهب يسير خلفه إبان دعوته للناس ليقول لهم إنه ساحر يفرق بين الرجل وزوجه والأب وابنه والأخ وأخيه، وعلى هذه الطريقة سار خصوم الإخوان على طول تاريخهم مع الإخوان مع فارق بأن أولئك كانوا مشركين وخصوم الإخوان في غالبيتهم مسلمون فقد استخدموا مصطلحات وأوصافا باطلة، تارة يتهمونهم بالتشدد والتطرف وتارة بأنهم جماعة محظورة وتارة بأنهم متأسلمون وظلت جماعة الإخوان تعمل في ظروف بالغة الصعوبة من اعتقال ومحاكمات عسكرية وسجن وتشريد وتعذيب ومصادرة للأموال وحظر للنشاط، إضافة للحملات الإعلامية الباطلة التي تمثل تعذيباً نفسياً ومعنوياً هائلاً وظلت مع ذلك كله تكسب الأنصار والمحبين والمؤيدين، بدأت عبارات مثل 'أسلمة الدولة' تتردد وكأن الإسلام دخيل على الأمة أو منكر من المنكرات، ولو عدنا بذاكرتنا إلى الماضي السياسي المصري لوجدنا أن حزب الوفد حينما كان يفوز بالانتخابات البرلمانية ويشكل الحكومة كان يعين رجاله في كل المناصب الكبرى في الدولة حتى يصل إلى منصب العمدة في القرية، ولم يرتفع صوت متعصب يتهمه بالتكويش لأن هذا هو حقه الديمقراطي، لذلك فإنني أدعو السيد الرئيس ومؤسساته وحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين ألا يلتفتوا لهذه الترهات والمصطلحات المضللة والابتزاز الرخيص وأن يعملوا متوكلين على الله لمصلحة الوطن والشعب 'وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون'.

    الاخوان الانبياء ومعارضوهم المشركون

    وهكذا يشبه غزلان الإخوان، وهو منهم بصفته عضو مكتب إرشاد، بأنهم مثل النبي عليه الصلاة والسلام في بداية دعوته وما لاقاه من عمه أبو لهب والمشركين، صحيح انه قال ان من يهاجمون الإخوان الآن ليسوا كفارا كما كان مهاجمو الرسول، لكن من بينهم مشركين بالله، وكما جاء في قوله. 'خصوم الإخوان في غالبيتهم مسلمون ولا نعرف ان كان يضم الأقباط إلى قائمة المشركين المسلمين، أم لا، وان كان مفهوماً أنه يعتبرهم كذلك، لقوله - غالبية - أي هناك غير المسلمين، واتهام معارضي الإخوان بأنهم مشركون ليس غريباً على غزلان بالذات، فمن حوالى شهر كتب في 'الحرية والعدالة' يعتبرهم مفسدين في الأرض، أي يجب تطبيق حد الحرابة عليهم، قطع الأيدي والأرجل من خلاف.
    وأتوقع انه بعد مدة سيطالب، بإلقاء القبض على مهاجمي الجماعة المشركين لاستتباتهم، وهكذا رفع الإخوان أنفسهم يوم الاثنين الموافق العاشر من سبتمبر سنة 2012 إلى مستوى الله من لا يؤمن بهم أو يهاجمهم مشرك، فهم الحق ومهاجموهم الباطل، وهم الخير ومهاجموهم الشر كما جاء في مقدمة مقاله، وسبق أن وصف مرشدهم الدكتور محمد بديع الإخوان بأنهم ماء السماء الطهور الذي سيطهر مصر من النجاسة، ووصف محمد مرسي بأنه سيدنا أبو بكر، ووصفوا من قبله خيرت الشاطر بأنه سيدنا يوسف عليه السلام.

    إعادة تشكيل المجلس الأعلى للصحافة

    لكن حظه الأغبر، انه في نفس العدد اعتبرتهم زميلتنا بـ'الأهرام' أسماء الحسيني - خونة لله وللوطن. قالت - مع ملاحظة مغزى اسمها - أسماء: 'أصدر الرئيس محمد مرسي قرارا جمهورياً بإعادة تشكيل المجلس الأعلى للصحافة، وأعتقد أنه كان على الرئيس ومؤسسة الرئاسة أن يعلنا بكل وضوح وشفافية أسباب اختياراتهم لكل المواقع في الدولة، وقطاع منهم لا يرقى في نظر كثيرين للمناصب التي تولوها.
    وقد حدث اليوم أمور كثيرة تجعل من حسن اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب فرض عين، فما ثار المصريون لإنهاء عهد من المظالم ليبدأوا عهدا آخر منها وقد خرج بلدنا بعد الثورة والفترة الانتقالية مثقلا بأعباء وجراح تحتاج من الأكفاء ذوي الخبرات والإخلاص أن يكونوا في مواقع المسؤولية، ليصلوا بالبلد الى بر الأمان، وهذه المواصفات تتوافر في كثيرين من أبناء هذا الوطن دون أن يكونوا أعضاء في جماعة أو حزب أو كنيسة أو أقارب لهذا المسؤول أو أصدقاء له، وقد خرج الناس بعد الثورة بسقف طموحات لا يرضيه أي اختيارات هزلية أو عبثية أو صورية أو استرضائية، ويريدونها أيضاً خيارات تدعم وحدة الوطن وتعززها وتكون تعبيراً حقيقياً عنه، والناس في بلدي يتوقعون ممن وصلوا الى الحكم تحت رايات الإسلام وشعاراته أن يكونوا أشد حرصاً على هذه المعاني من غيرهم لأنهم ان لم يفعلوا لن تكون خيانة للوطن فقط بل لله ورسوله أيضاً'.

    'الحرية والعدالة': الرئيس
    اصاب بكل ما فعله حتى الان

    لكن كلامها أغضب لأبعد الحدود، مؤرخ الجماعة وعضو مكتب الإرشاد جمعة أمين عبدالعزيز - لذا قال بعدها مباشرة في 'الحرية والعدالة': 'تمر الأيام وتنقضي الليالي سواء قبل اختيار الرئيس محمد مرسي أو بعده وترى بفضل الله توفيقا حليفه في كل خطوة خطاها ولست في مجال ذكر الأحداث تفصيلا سواء ما يتصل بالسياسة الداخلية أو الخارجية أو ما يقدم للشعب من خدمات وتجاوب معظم القوى معه، إلى أن وصلنا إلى عزمه على حضور قمة عدم الانحياز وزياراته للصين وإيران وكم تحمل من هجوم على هذا القرار، وعاد الرئيس ومن هاجمونه من أجل الزيارة صفقوا له وتكلموا عن السياسة المتوازنة وإعادة مصر إلى مكانتها التي تبوأتها زمناً طويلاً واعادها - بفضل الله - الرئيس مرسي بمواقفه المتزنة وسياسته الحكيمة، والجميع الآن يتحدث عن الخطوات المرسومة بدقة ودعونا من الفئة التي لا تملك إلا بوقاًَ أو صحيفة لا توزع إلا أعدادا محدودة، وأصحاب القنوات الصفراء إياها، والثورة المضادة التي ما أقبلت على شيء ليمكروا إلا ومكرهم يبور، لا تنسى أبداً أن سر النجاح الذي يحققه الرئيس ومن معه والذين أيدوه ونصروه هو الإخلاص وانكار الذات، يقول الإمام البنا لاتباعه 'إن الله لا يحاسبكم على نتائج أعمالكم إنما يحاسبكم على حسن القصد والإخلاص وسلامة الخطوات 'أي اتباع المنهج' فإن أخطأتم فلكم أجر المجتهدين وإن أصبتم فلكم أجر المحسنين'، هذا هو سر النجاح والتوفيق والذين لا يؤمنون بهذه المعاني يتعجبون من رئيس لم يشاهدوا مثله من قبل متواضع، أمين، حريص عليكم، بالجميع رؤوف رحيم يخشى الله ويتقيه، ولذلك فهم متعجبون من حضوره الجمع والجماعات وصيام رمضان وقيام ليله ومحافظته على ورده القرآني الذي هو جزء من عمل اليوم والليلة وسعيه بين الناس وتفقد المريض ومواساة أهل الشهيد، وبالرغم من هذا كله فهو يمتاز بأهم صفات الحاكم المسلم الذي يقوم كثيرا وينام قليلا وكل همه رضا الله سبحانه وتعالى يرجو رحمته ويخشى عذابه، فلم يتعجب الذين لم يذوقوا للإيمان طعماً من رجل إذا رماه المناوئون له بالحجر ألقى إليهم بالثمر'.
    والملفت هنا ان كل الإخوان المسلمين الذين يشيدون بالرئيس لأنه يعيد مصر إلى مكانتها التي فقدتها في العالم العربي وفي العالم، لا يحددون الفترة الزمنية التي كانت لها هذه المكانة فيها، حتى لا يقولوا انها فترة حكم خالد الذكر، ويخيل إلي - والله أعلم - أنهم سيخرجون علينا باكتشاف تاريخي، وهو ان هذه الفترة كانت فترة حكم حسن البنا.

    صدمة من استقبال
    الرئيس الفنانين المعادين للإسلام

    وقبل الانتقال الى قضية أخرى، سمعت بكاء واتضح انه لزميلنا في جريدة 'الفتح' لسان حال جمعية الدعوة السلفية، محمود القاعود، والبكاء صادر عن 'المصريون' في نفس اليوم، وكان سبب نحيبه صدمته في الرئيس لاستقباله الفنانين والكتاب المعادين للإسلام، ونسيانه مشهد الشاب الذي دهسته سيارة للشرطة أثناء الثورة في ميدان التحرير، قال المسكين بعد أن جفف دموعه حتى أشير إلى قوله: 'لم يخرج هذا الشاب الذي نحسبه شهيداً بإذن الله من أجل أن يدعو الرئيس محمد مرسي، قلة معادية للإسلام ليدلس ويتسامر معها ويضحك ويشد على أياديهم، ليحول قلة انتهازية إلى رموز للوطن وأوصياء على الثقافة والشعب معا، ان الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - حينما عاتب الأنصار في مسألة توزيع الغنائم يوم حنين إنما عاتبهم من اجل قوم 'حديثي عهد بالإسلام' وليس من أجل شيوعيين وماركسيين ويساريين؟ هل سيكفون أذاهم عنه وعن جماعته؟
    لا والله بل سيزدادون إثما ،مقالاتهم تؤكد ذلك، وغير ذلك، هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرب إليه شعراء الكفار الذين يهجونه أم الشعراء الذين يمدحونه وينتصرون له؟، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرب إليه عبدالله بن رواحة وحسان بن ثابت وغيرهما من الشعراء الذين كانوا ينتصرون له ويدافعون عنه، إذا مقابلة الرئيس لهؤلاء العلمانيين الذين لم يتركوا شيئاً في الإسلام إلا ونالوا منه، لا مبرر لها مطلقاً وتشجع كل من هب ودب ليتطاول على الله تعالى ورسوله الكريم'.

    لقاءات مع الخارجين من عباءة الإخوان

    وإلى معارك الإخوان وسنكتفي اليوم بالمعارك الدائرة في ما بينهم، من القياديين الذين تركوا الجماعة، وكانت جريدة 'الجمهورية'، القومية، قد بدأت في نشر سلسلة من الأحاديث الهامة تحت عنوان - الخارجون من عباءة الإخوان - مع الذين تركوا الجماعة - وأسباب تركهم لها، والملاحظ أن السبب المركزي الذي دفعهم لتركها هو سيطرة مجموعة سيد قطب على الجماعة، وتغليب فكر الطاعة العمياء، على المناقشة والحوار والاقتناع، ويوم السبت الماضي، نشرت حديثا مع المهندس هيثم أبو خليل أجراه معه زميلنا إيهاب نافع، قال فيه: 'بالفعل الشاطر رجل الجماعة القوي لأسباب عديدة أهمها أنه يمتلك المال والتمويل، ويشرف بنفسه على الملف الإعلامي والمنافذ الإعلامية ويهتم للغاية بجمع المعلومات، وفوق كل ذلك أخرج من الجماعة كل من لديه كفاءة أو مهارة أو مقدرة على منافسته من الجماعة، فأصبح هو نجماً بين الباقين، لا توجد لدي مشكلة أن يكون الشاطر رجلا قوياً لكنه ديكتاتور وإقصائي بشهادة أقرب المقربين له، وهو يجيد ترويج نفسه لما يتمتع به من كاريزما وخلفية مثقفة ومرتبة، لكن عملياً الشاطر ليس ناجحاً أو متميزا فهو لم يحقق أي نجاح يمكن أن نقيس عليه أو ليس له منتج فكري يمكن أن نتعامل معه أو له تاريخ سياسي حقيقي به انجازات يمكن أن نحكم به بل ليس له مشروع ناجح يمكن أن نشكره عليه، اللهم إلا معارض السلع المعمرة والسوبر ماركت، وكلها في إطار النمط الاستهلاكي وليس الانتاجي أو الإبداعي أو غيره مع أنني أقدر كثيرا سنوات اعتقاله وما دفعه من تضحيات من حريته من نظام المخلوع إلا أنني أزعم أن جماعة الإخوان المسلمين ستكون أفضل كثيرا بدون خيرت الشاطر لأننا كما طالبنا تكراراً ومراراً بفصل الدعوة عن الحزبي، فالأولى أن نفصل الدعوة عن البزنس، حتى لا تتلوث الدعوة بعرض دنيوي زائل يكثر فيه القيل والقال وأرحب بالشاكر رجل أعمال لكني لا أريده رجل سياسة أو رجل دعوة.
    والدكتور عصام الحداد رجل فاضل أعرفه جيدا وشقيقه المهندس مدحت الحداد تربطني به أخوة صادقة لكن المناصب العامة لا تعرف المجاملات والدكتور عصام تاريخه السياسي محدود للغاية بل أن تاريخه داخل جماعة الإخوان مجهول اللهم إلا نشاط في خارج مصر وفي انجلترا تحديدا، في جماعة الإخوان المسلمين هناك، وهو مقرب للغاية من الشاطر وخلال نصف عام فقط، صعد من المجهول إلى عضوية مكتب الارشاد في 8 فبراير الماضي ثم مديرا لحملة الشاطر الرئاسية ثم عضوا في حملة الدكتور مرسي الرئاسية، ثم ملازما للرئيس مرسي في جميع التحركات والسفريات ثم مساعدا للرئيس مرسي في جميع التحركات والسفريات، ثم مساعدا للرئيس في ملف خاص ونوعي للغاية، وأعتقد أن مدرسة الدبلوماسية والخارجية المصرية لم تعلم حتى يتولى الحداد هذا المنصب الخطير!
    والدكتور عصام العريان أخ كبير بالنسبة لي، ورجل على خلق وعلم وكان دائماً يمثل القدوة لي لكن مواقفه خلال الفترة الأخيرة جعلت هذه الصورة تهتز كثيرا، فما لا يعرفه الكثير أن الدكتور عصام العريان كان من التيار الإصلاحي داخل الجماعة بل وحضر اجتماعاتنا لكنه للأسف وكما كتبت له امسك العصاة من المنتصف حتى أصابها البلل، فهو يعشق أنصاف المواقف وأنصاف الحلول وللأسف فقد بريقه وحضوره بالكثير من تصريحاته المتضاربة والتي كان للأسف بعضها على غير الحقيقة، فالشعب ليس هو نفس الشعب، فحاجز الخوف انكسر، والشعب المصري واع للغاية يترك الفرصة مرات ومرات لكنه عندما يشعر أن أحدا يستخف به وبمقدراته يكون غضبه كالطوفان'.

    اقصاء فكر الدعوة
    لصالح فكر التنظيم

    ويوم الاثنين نشرت 'الجمهورية' حديثاً مع القيادي حازم قريطم الذي كان مسؤولا في محافظة البحيرة أجراه معه زميلنا حامد البربري قال فيه: 'قيادات النظام الخاص حينما خرجت من السجون في عهد السادات استطاعت ان تتحزب وتدريجيا تقصي كل من يحمل فكر الدعوة، لصالح فكر التنظيم شيئاً فشيئاً، بإحلال محمد بديع ببني سويف وجمعة أمين محل عباس السيسي بالإسكندرية.
    وأولى الإشكاليات المبالغة في طاعة القيادات حينما يعرض أمر لأخذ الرأي عليه والتصويت وأتى التصويت مخالفاً لرغبة القيادة تسمى الجماعة ذلك الرأي استشارة أي غير ملزم وفي بعض الأحيان يعاد التصويت أكثر من مرة، وأحيانا الموقف الواحد يقال فيه رأي فيثني أفراد التنظيم على عبقرية متخذ القرار، ثم تغيير القيادة من رأيها الى الرأي العكسي تماما، فيثني أفراد التنظيم على القرار أيضاً، بل في بعض الأحيان يتم تجهيز ورقة لتهيئة الصف الإخواني لعمل كذا، وورقة أخرى لتهيئة الصف لعدم عمل نفس الأمر، والصف يقبل دون جدال، أنهم يحولون الأفراد الى مجموعة تروس في آلة منتج طبيعي لمعنى الطاعة الذي تناولته برسالة التعليم، أعني بالطاعة إنفاذ الأمر توا في الحال دون نظر أو تردد أو شك أو مراجعة، هناك مساوىء ارتكبها النظام الخاص وصلت الى حد ازهاق الأنفس 'إنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً' ورغم هذا يقول المستشار الهضيبي : 'نحن نتعــــبد إلى الله بأفعال النظام الخاص'، ودلل على ذلك حينما نقول للأفراد أن الجماعة لم يحاولوا اغتيــال عبدالناصر في المنشية عام 54 في حين أن الحقيقة التي عبر عنها أحمد رائف والدكتور عبدالعزيز كامل في مذكراته وقالها أحد الإخوان من أبناء منطقة إمبابة أن النظام الخاص بمنطقة إمبابة كان منفذ العملية اغتيال عبدالناصر والمخابرات اكتشفت الأمر قبل 24 ساعة، وأمنت الأمر ليوظفه عبدالناصر في تحســين صورته ومستوى جماهيريته، لا يوجد شيء اسمه مشروع النهضة ولم نسمع به طـــوال فــترة وجودنا في الجماعة، وكنا نطالب الجماعة أن تدرس لأبنائها في الأسر شيئاً من اشكاليات مصر في الوقت الراهن وتم طرح الموضوع للنقاش واستخلاص الحلول والمقترحات ولكن كان ما يدرس للإخوان في جلساتهم هو ما يتعلق بالتاريخ والماضي ولا صلة للواقع بها'.

    انحراف تم في الاستراتيجية
    المرتبطة بفكرة الجماعة

    ويوم الثلاثاء نشرت 'الجمهورية' حديثا مع زميلنا عبدالجليل الشرنوبي الذي كان رئيساً لتحرير موقع 'إسلام أون لاين'، أجراه معه زميلنا إيهاب نافع ومما قاله له: 'عموم المشهد يؤكد أن انحرافا ما تم في الاستراتيجية المرتبطة بفكرة الجماعة نفسها، هل هي جماعة سياسية تستهدف الوصول الى الحكم أم هي جماعة إصلاحية وهيئة إسلامية جامعة، الحكم ليس الهدف فيها وانما أحد اسباب النجاح ولذا قال الإمام البنا انه يستهدف بناء الفرد المسلم ثم الأسر المسلمة ثم المجتمع المسلم ثم الحكومة المسلمة فالخلافة الراشدة، فأستاذية العالم، فالهدف كما يتضح بناء الفرد، ولذا كانت مواقف الجماعة قبل الثورة بعيدة عن المواقف المباشرة التي تستهدف إسقاط النظام فلم يتبنوها، فكرة أن تتحول الجماعة فجأة عن دورها الإصلاحي وأن تتفاعل مع الأمر على اعتبار أن دورها سياسي بشكل كامل، فأنا أعتبر ان هذا انحياز عن المسار الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين بحيث اصبح من يختلف مع الإخوان من أبناء الفكرة فيما يخص المتغيرات يتحول إلى خارج عن عباءة الإخوان وخارج عن عباءة الفكرة وتلاحقه الدعوات دوماً بـ'أن ربنا يهديه' وذلك لأنه لم يتبن الموقف السياسي الذي هو في النهاية موقف متغير، فموقف الجماعة نفسها اختلف من حالة الى أخرى، وأعني بالاختلاف هنا موقف الجماعة من انتخابات الرئاسة وعلى هذا الأساس فصل الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والدكتور محمد حبيب وغيرهم من القيادات الذين اختلفوا مع هذا الموقف.
    ورغم أن هذا الموقف تغير إلا أن المسألة تحولت الى واجب التنظيم وأن الحق هو ما يراه التنظيم، وعصام العريان لم يعين بشكل رسمي رئيساً للحزب - ولم يعين ولن ينتخب رئيساً للحزب لأنه من تيار مختلف عن تيار المهندس خيرت الشاطر مهما بدا مدافعا عن مواقف فهو أقرب للتيار الإصلاحي وان كانت مواقفه الباهتة داخل التنظيم أثرت على قربه من هذا التيار'.
    'على كل حال فقد اخبرتنا زميلتنا الرسامة الجميلة بمجلة 'صباح الخير' القومية، ياسمين، انها رأت مشهدا دار فيه حوار كفيل بوضع نهاية للخلافات الموجودة في الشارع والمظاهرات التي تهتف ضد الإخوان والعسكر، إذ كان لرجل يقول لامرأة وهما يضحكان: براحتك يا سوسو، ترقصي على أغنية يسقط يسقط حكم العسكر، أو أغنية يسقط يسقط حكم المرشد، مش فارقة، أهي كلها أغاني.

    د. البرنس يطيل الوقوف أمام المرآة

    وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، مثل زميلنا بـ'الأسبوع' محمد الباجس الذي أعجبه القيادي الإخواني الدكتور حسن البرنس، فقال عنه: 'الملاحظ أن د. البرنس يطيل من الوقوف أمام المرآة ليحدد الزاوية التي يطل بها على المشاهد حتى يكون أكثر قبولا بل محبوبا، ذا حضور، وربما استمع ايضا الى نصيحة أقرب الناس إليه، وكانت المحصلة التي توصل إليها استاذ الأشعة القيادي الإخواني هي ابتسم، تطلع الصورة حلوة، وعندما تأكد الرجل من تلك الحقيقة تقدم بثقة ليفرض نفسه علينا عبر جميع القنوات ولأكثر من مرة في اليوم الواحد، أصبحت إحدى فقرات الفكاهة المجانية للأسر المصرية التي يؤكد تراثها الإنساني أن شر البلية ما يضحك، خاصة ان الرجل ربما فكر، أو فكر له مساعدوه في مركز الأشعة، أو قادته من الإخوان أنه لكي تكسب فلا بد أن تحارب 'الأعداء' بنفس سلاحهم، فظهر على الشاشة تسبقه ابتسامته المصنوعة التي بليت من كثرة الاستخدام، ليقول: إن اليسار الاشتراكي يسعى للهيمنة على الدولة، والسيطرة على مفاصلها، وتمكين رجاله من جميع الأجهزة والمرافق، لأنه لا يؤمن بالمشاركة وإنما بالمغالبة، وكل همه هو الاستحواذ والتكويش'.

    المتحولون وأدعياء النضال والبطولة

    أما في مجلة 'اكتوبر' القومية، فقد تعجب زميلنا محمد الكيلاني من زمن النفاق الذي نعيشه وقال: 'في الزمن الرديء يكثر المنافقون، ولأننا نعيش الآن في أزهى عصور النفاق فالمتحولون، وأدعياء النضال، وأدعياء البطولة، أصبحوا أكثر من الهم على القلب، ولأن المنافق يتمتع بمواصفات خاصة نجده حولنا في كل زمان ومكان فقلة الحيلة والمكر والخداع والخبث والجبن والضعف والفشل، أصبحت عملة للصمود وركوب الموجة، ولأن النفاق أصبح بضاعة رائجة اليوم، وبعد أن أصبحت القيم والمبادىء والتربية في خبر كان، ولأن النفاق هو أهم عوامل الديكتاتورية والفرعنة وانهيار الدول، ولأن ثورة 25 يناير التي خرجت من رحم هذا الشعب وشارك فيها بكل فئاته وطوائفه ضد الظلم والاستبداد وتأليه الحاكم وحاشيته، فلابد في مصر الجديدة التي نحلم بها أن يختفي 'لوبي النفاق' الموجود في كل مصلحة وفي كل عمل، وفي النخب المصرية'.

    بشائر الفتات السلطوي
    ونثر دنانير شراء الذمم والولاءات

    ومن 'أكتوبر' إلى 'المشهد' الأسبوعية المستقلة التي تصدر كل أحد، وقول نائب رئيس تحريرها زميلنا طلعت إسماعيل عن المنافقين: 'راحوا يتمسحون كما القطط في جماعة الإخوان المسلمين وكوادرها وبالقطع بشائر الفتات السلطوي ونثر دنانير شراء الذمم والولاءات كان ظاهرا جهارا نهارا خلال الأسبوع الماضي، لم يكن غريبا أن يدخل حظيرة المجلس الأعلى لحقوق الإنسان من لم يضبط يوماً في الدفاع عن نفسه، حتى في مواجهة قوى البطش والاستبداد في عهد مبارك، وعين في المجلس الأعلى للصحافة أنصاف المواهب إن لم تكن 'شقافة' الهنة ليحتلوا مواقع عمالقة مروا من هذا الدرب، طبعا ليس كل المنضمين معدومي الكفاءة والموهبة، لكن هناك نماذج فجة في ضحالة المستوى العلمي والمهني وقد اعتلت مقاعد جلس عليها ذات يوم شيوخ الصحافة ومبدعوها الحقيقيون ممن كان المقعد يشرف بهم قبل أن يكرموا به، أما اليوم فقد قرأنا أسماء لا ترقى لأن تتبوأ رئاسة قسم في صحيفة متواضعة وقد دخلوا إلى بهو فسيح من باب النكاية في أسماء أو مكافأة عن خدمة الجماعة بوصفهم من 'المتأخونين' الجدد، من حق الإخوان أن يزرعوا كوادرهم في المفاصل الرئيسية للدولة في سياق 'الأخونة' وإن اعتمدوا على عناصر متواضعة الكفاءة فالحساب في النهاية عسير غير أنه ليس من الأمانة تكرار جرائم النظم السابق في الاعتماد على المتاجرين المواقف والاستعانة من أجل نفي تهمة الإخونة بالمتأخونين'.

    د. العريان واخونة الدولة

    وفي 'أخبار' الأحد هاجم زميلنا محمد البهنـــساوي صديقنا والقــــائم بأعمال حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان بقوله: 'لن نتطرق للكلام على التغييــــرات الواسعة التي تشهدها جميع المواقع المهمة بمصر، لكننا نتوقف عند تصريح للقيادي الإخواني د. عصام العريــــان قال فيه نصاً، لو أردنا أخونة الدولة لأغلقنا قناة التت، لا يعنينا إغلاق قناة أو معاقبــــتها أو أهمـــية تلك القناة لكن يعنينا فقط مضمون التصريح، فمــن يملك حق الغلق والمنع يملك حق المنح، أو الأصح يملك ناصية القرار بمختـــلف شؤون مصر، وكأن د. العريان وغيره عدد من قـــيادات الإخوان يمنــون على الشعب أنهم لن يؤخــــونوا الدولة، لابد أن يعلم الجميع أن مصر بعد 25 يناير لن تســـمح مطلــــقاً بعودة تجــــربة الحزب الاوحد الحاكم الناهــــي بأمر مصـــر وشعبها والتحكم في كل مؤسسات، فكل شيء في مصر الثورة يجب أن يخضع للقانون وإرادة ومصلحة وقرار الشعب وحده'.
    وقناة التت، مخصصة للرقص الشرقي فقط، ومن وقت لآخر، اتفرج عليها، وعلى راقصاتها النصف عاريات، لا لشيء، إلا لأتحسر على الشباب الذي ولى، ولا تعظ من أحوال الدنيا، فبارك الله في الإخوان وأكثر من حسناتهم.

    التراس النادي الأهلي والقصاص للشهداء

    وأخيراً إلى 'الشروق' يوم الاثنين وزميلنا حسن المستكاوي رئيس القسم الرياضي الذي هاجم التراس النادي الأهلي قائلا عنهم: 'الذين يوافقون على اقتحام الالتراس مقر اتحاد الكرة أو ملعب مباراة السوبر، بسبب القصاص للشهداء أو رفضا لوجـــوه في الاتحاد، عليهم تأييد اقتحام عشرات الألوف مقرات حكومية وعامة وتمثل سلطات الدولة من أجل القصاص لألف من شهداء الثورة وسيكون هذا الاقتحام تطهيرا لتلك المؤسسات من الفساد والفاسدين إلا أنه عندما تواجه أحد هؤلاء المزايدين والمتــــاجرين بذلك يكون رده هو الصمت المطبق، العجيب إن الذين يطالبون بإيقاف نشاط كرة القــــدم من أجل القصاص والحداد تراهم يذهبون الى السينما ويضحكون ويحضــــرون حفلات غنائية ويطربون والمدهش أنهم يرون أن هذا النشاط يقتصر على الدوري والمباريات المحلية، بينما هم لا يرون في مباريات الأهلي والزمالك الافريقية نشاطا ويبررون موافقتهم واحتفالاتهم بفوز الأهلي وبأهدافه، وبأهداف أبو تريكة أنهم يخشون عقوبات الاتحاد الأفريقي'



    12qpt970.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

09-16-2012, 04:36 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)


    الهام شاهين ترفع دعوى لاغلاق قناة سلفية بسبب تعرضها لـ "اساءات"

    2012-09-1


    القاهرة ـ "القدس العربي":

    أقامت الفنانة إلهام شاهين دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة طالبت فيها بإغلاق قناة الحافظ وإلغاء تراخصيها.
    وأوضحت الدعوى التي حملت رقم 59825 لسنة 66 قضائية وطالبت بوقف تنفيذ القرار السلبي بالامتناع عن اتخاذ الإجراءات القانونية بشأن ما أرتكبته قناة الحافظ وما بدر منها من إساءة للفنانة إلهام شاهين وإلغاء تراخصيها.

    واختصمت الدعوى كلا من وزير الإعلام ورئيس الهيئة العامة للأستثمار ورئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية ورئيس مجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية ورئيس مجلس إدارة شركة البراهين العالمية.

    و ذكرت الدعوى التي أقامها يسري عبد الرازق المحامي أنها تتعرض لحملة شرسة ومازالت تتعرض لها بهدف النيل من كرامتها من قبل الشيخ عبد الله بدر أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف وذلك من خلال قناة الحافظ

    -------------------



    جماعة الاخوان المسلمين في مصر تسحب دعوتها الى التظاهر في جميع انحاء البلاد

    2012-09-14




    القاهرة - ا ف ب:

    سحبت جماعة الاخوان المسلمين في مصر دعوتها الى التظاهر بعد صلاة الجمعة في كل انحاء البلاد احتجاجا على الفيلم المسيء للاسلام الذي انتج في الولايات المتحدة مؤكدة انها لن تنظم سوى تجمع 'رمزي' في القاهرة.
    وقال الامين العام للجماعة محمود حسين في بيان 'نظرا لتطور الأحداث في اليومين الماضيين فقد قررت الجماعة المشاركة في ميدان التحرير بشكل رمزي فقط حتى لا يستثمر المكان في التعدي على الممتلكات أو حدوث جرحى أو قتلى كما حدث في عدة مرات سابقة'.
    واضاف ان 'الجماعة تهيب بالقوى المشاركة في التحرير وفي محافظات مصر أن يكون التعبير عن الاحتجاج بشكل حضاري وسلمي يتناسب مع حضارة شعب مصر العريقة، ومع حضارة الإسلام العظيم'.
    وتدور منذ الثلاثاء مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الامن في محيط السفارة الاميركية القريبة من ميدان التحرير بوسط القاهرة اسفرت عن اصابة نحو 250 شخصا.
    من جانبه اعتبر الرئيس المصري محمد مرسي، الخارج من صفوف جماعة الاخوان، ان الفيلم المسيىء يهدف الى 'تحويل الانتباه عن المشاكل الحقيقية في الشرق الاوسط' مدينا في الوقت نفسه بكل قوة اعمال العنف التي اثارها في المنطقة.
    من جانبه اعتبر نائب المرشد العام للجماعة خيرت الشاطر في برقية لصحيفة نيويورك تايمز انه لا يمكن تحميل الولايات المتحدة والشعب الاميركي مسؤولية هذا الفيلم.
    واكد الشاطر ان من حق المصريين ابداء غضبهم على هذا الفيلم الذي بثت مقاطع منه على الانترنت لكنه اعتبر الهجوم على السفارة الاميركية في القاهرة فعل 'غير مشروع'



    -----------------------
    صحف تطالب بالثأر وكتاب يصرون على القصاص من اصحاب الفيلم المسيء للرسول الكريم
    حسام عبد البصير
    2012-09-14


    القاهرة - 'القدس العربي'

    خيمت على صحف مصر الجمعة مشاعر التنديد بالفيلم المسيء لنبي الاسلام والذي اقام الدنيا ولم يقعدها، وحفلت الصحف بالعناوين والمانشيتات التي تندد بالفيلم وشحذ همم المواطنين للشجب والتنديد والزحف على الميادين وبعضها حض الجماهير للحاق بأخوانهم المرابضين حول السفارة الأمريكية، فيما تباينت ردود فعل الكتاب ما بين مؤيد لحصار السفارة والمطالبة بإسقاط الجنسية عن المصريين المشاركين في الفيلم، والبعض طالب بدم هؤلاء، وبين من يدعو للتروي والحذر. 'الأهرام' اشارت إلى تصريح الرئيس مرسي المندد بالفيلم، وحذت حذوها صحف 'الأخبار' و'الجمهورية' و'الحرية والعدالة' لسان حال الاخوان والتيار الاسلامي، فيما أهتمت الصحف المستقلة بتداعيات الأحداث في محيط السفارة الأمريكية وهيمنت تلك الأحداث على الصفحات الأولى في الصحف كافة.

    امريكا التي تجرّم معاداة
    السامية لماذا لا تمنع الاساءة للنبي؟

    البداية مع صحيفة 'الأهرام'، حيث رئيس تحريرها عبد الناصر سلامة حمل بشدة على الإدارة الأمريكية بسبب عدم وقفها الحملة التي تشن ضد الاسلام ورموزه: لا يعقل أن تنجح اسرائيل في استصدار قوانين دولية تحاكم المعادين للسامية أو من ينكرون محارق الهولوكست وتتغاضى هذه الدول في الوقت نفسه عمن يتطاولون على الديانات والرسل دون الأخذ في الاعتبار مشاعر أصحاب هذه الديانات، بل واعتبار ذلك في معظم الأحيان حرية تعبير، ولذلك فمن حقنا أن نصاب بالدهشة حين لا نرى موقفا أمريكيا يتلاءم مع الحدث ولو باستنكاره، ثم نراهم يستنكرون رد فعل الشارع المصري على ذلك الحدث، وكأن حرية التعبير هذه انتقائية تصلح لشعب وتمتنع على الآخر فيما يزيد من مشاعر الكراهية التي من الطبيعي أن تسفر عن تطرف هنا أو هناك أسفر في النهاية عن مصرع السفير الأمريكي في ليبيا مما جعل تلك القوى العظمى تحرك مدمرتين باتجاه السواحل الليبية لإعطاء إدارة الرئيس باراك أوباما المرونة لأي عمل في المستقبل حسبما جاء في تصريح المسؤولين هناك، وقد بدا واضحا أن تحريك المدمرتين يو إس إس لابون ويو إس إس ماكفول والاستعداد لمزيد من الأعمال العدائية هو عمل أيسر على الجانب الأمريكي من استنكار أفعال شاذة كان يجب وأدها في مهدها، إلا أنه التغطرس والتكبر الذي يمهد لمزيد من الصراع في العالم، وكأن الإدارة الإمريكية لم تكتف بقتل مليون مسلم في العراق ومثلها في أفغانستان، وخاصة أن الحدث تزامن مع سباق المزايدات على الانتخابات الرئاسية الأمريكية فراح المرشح الجمهوري ميت رومني يشعل الفتنة بتصريحات يستفز بها الخصم الديمقراطي باراك أوباما الذي انساق هو الآخر إلى حلبة الصراع بالقول إن مصر لا هي دولة حليفة ولا عدوة، محذرا على حد قوله من مشكلة كبيرة حقيقية في حال إذا لم تؤمن مصر الحماية للسفارة الأمريكية.

    ما حدث في بني غازي
    والقاهرة لا يرضي نبي الاسلام

    وحول ما يشهده محيط السفارة الأمريكية كتب ابراهيم عيسى في صحيفة 'التحرير': وإذا كان الأمر أن مواطنين في أمريكا عملوا هذه الجريمة العنصرية الكريهة، فيصبح من حق المصريين والعرب حصار وحرق وقتل سفراء أمريكا، فإن هذا يعني ببساطة منح شرعية للأمريكان بضرب أفغانستان والحرب ضد العراق، على اعتبار أن عربا مسلمين هم الذين نفذوا تفجيرات 11 سبتمبر الإرهابية في أمريكا إذا كان الموضوع كده يعني، فمن حق أمريكا أن تحاصر السفارة المصرية في واشنطن وتشعل الشماريخ فيها وتُسقط علمنا هناك، لأن مواطنا مصريا اسمه محمد عطا شارك في تخطيط وتنفيذ عملية قتل فيها أكثر من ثلاثة آلاف أمريكي!
    أي جنون تقودنا إليه هذه التصرفات المدعية زورا وبهتانا أنها تدافع عن النبي، فقد أعطى المتنطعون والغلاة والمتطرفون أكبر سلاح لضرب سمعة وسماحة الاسلام التي يلح عليها شيوخه ودعاته في مواجهة التطرف الغربي، فكيف يمكن إقناع مواطن أمريكي الآن بأن الاسلام دين السماحة والنبي نبي الرحمة، بينما يتم قتل سفير أمريكي وموظفين أمريكان لأن مواطنين عربا أمريكان أنتجوا فيلماً رخيصاً و########اً يتهجمون فيه على نبي الاسلام؟ طيب ومال أم المواطن الأمريكي من الـ313 مليون أمريكي التانيين بالموضوع ده، لم يأت هؤلاء ناحيتنا ولم يمسونا بسوء في هذا الموضوع، طبعا سوف تصرخ عقيرتك وتقول يا سلام، والذين قتلوهم في العراق وأفغانستان وفلسطين، أقولك ساعتها وما دخل هذا بذلك؟ أنت تقف الآن تضرب وترمي قوات الشرطة المصرية بالنار والحجارة لأنها تمنعك عن الوصول إلى السفارة الأمريكية من أجل النبي وليس من أجل فلسطين؟وانت فاكر حضرتك الآن ح تعمل إيه للنبي بهذا الانفعال العبثي؟ هل سترتعد فرائص أمريكا خوفاً؟ هل ستتوقف مئات الأفلام المسيئة عن الإنتاج والبث على اليوتيوب؟ هل ستعلن الخلافة في واشنطن؟

    المسلمون خسروا المعركة بعد مقتل السفير الأمريكي

    هيمنت على مختلف الصحف حالة من الاستياء بسبب الفيلم المسيء للنبي، غير أن أصواتاً بعينها راحت تتأمل ما يجري بعيداً عن لغة الانفعال من بين هؤلاء أحمد الصاوي في جريدة 'الشروق': إذا كنت لم تدرك أنه في اللحظة التي أعلن فيها مقتل السفير الأمريكي في ليبيا، أننا خسرنا معركة الفيلم المسيء، فأنت ما زلت تدفع بالأمور إلى مزيد من الخسائر الفادحة التي ستمتد إلى النيل من الاسلام كدين، وربما ترسيخ صورة ذهنية عنه قد تتوافق مع بعض ما جاء في الفيلم عندما يعرف مواطن أمريكي أن هناك فيلما يثير الجدل بسبب صرخات غضبك وليس دعاية المنتجين، فسيكفيه دافع الفضول ليشاهد الفيلم تخيل الآن أن مواطنا أمريكيا محايدا، لا يملك معلومات كافية عن الاسلام شاهد الفيلم تحت تأثير الضجة التي كنت بطلها ومروجها، وعلى الشاشة التي أمامه شاهد من يزعم أن هذا الدين يحرض على العنف ويستهين بأرواح الأبرياء، ثم طالع محطة إخبارية وشاهد مشهدا مأساويا لعملية مقتل السفير الأمريكي، أي ربط يمكن أن يصل لعقله الآن انتهت المسألة تماما، تحولت من فيلم هابط ومسف وفاشل وساذج في حواره وفي أداء ممثليه، إلى العنف الذي انتجته والقتل الذي تورطت فيه، وكما حملت كل المسيحيين في العالم مسؤولية الفيلم، لم يعد ما يقال عن مقتل السفير الأمريكي إن مجموعة محدودة ومتطرفة قتلته، بل قتله المسلمون أنت تعرف أن السفير الأمريكي في ليبيا ليس مسؤولا عن الفيلم، لم وربما كنت تدين عملية قتله لكن سبق السيف العذل، أنت ومن قتل السفير سواء الآن أمام الرأي العام الغربى، مثلما جعلت أنت من قبل كل المسيحيين موريس صادق، وكل الأمريكان تيري جونز..كان لابد أن تغضب لا أجادلك في ذلك.. لكن كيف تغضب وكيف تستثمر غضبك لتنتصر لقضيتك، غضبك دفع بك للاحتجاج أمام السفارات، للتورط في قتل وإيذاء الأبرياء، لماذا لا تجرب أن تقرأ ما جاء به هذا النبي، وهم هناك لا يخشون من القراءة، ولا يعتبرون أن فتح كتب الآخرين المقدسة إثم ومعصية.

    لكن هل يحتاج النبي لنصرتنا؟

    آسف جدا.. مضطر أن أخبرك الحقيقة الكاملة.. بهذه الكلمات يعترف محمد الدسوقي رشدي في صحيفة 'اليوم السابع' أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس في حاجة إلى نصرتك، النبي الأمي الذي أدى الرسالة وبلغ الأمانة وكشف الغمة وأقام للإسلام دولة اتسعت شرقا وغربا في عهد أصحابه وصارت نموذجا للعدل والرخاء في عهد عمر بن الخطاب ليس في حاجة إلى نصرة حضرتك أو مساندة باقي الإخوة المسلمين المنتشرين في أوطان منهارة ودول تتذيل قوائم حضارة العالم وتسب وتلعن وتقتل بعضها البعض أكثر مما يفعل بها أعداؤها. ويتابع رشدي: أي عقول تلك التي خرجت في مصر وليبيا لتهدي وسائل الإعلام العالمية بالصوت والصورة دلائل على عنف الاسلام وتطرفه في يوم 11 سبتمبر الذي أصبح على مدار السنوات الماضية يوما للترويج للإسلام فوبيا، فقررت سيادتك وكل من رفع صورة بن لادن واستخدم العنف في توصيل 'الاسلام فوبيا' إلى كل منازل العالم التي وجدت أمامها مشاهد من اعتداءات جديدة، بعد أن كانت مكتفية باستعادة ذكريات مشاهدة سقوط البرجين..الاسلام ليس دين الهوجة، ولن تجد في السيرة النبوية العطرة حادثة واحدة خرج فيها المسلمون للرد على عدو أو خصم دون تفكير وتدبير.. هل تسمح لي أن أنهي لك هذا الموضوع بكلمة في ودنك لكي تعرف كيف سقطت في الفخ..الله في كتابه العزيز ذكر كلمة 'وأعدوا' قبل 'ترهبون'، لكن أنت ومن شحنته الفضائيات إلى حيث مقر السفارة الأمريكية في مصر وليبيا قررتم مخالفة ما جاء به الله وأصررتم على أن 'ترهبوا' قبل أن 'تعدوا'.

    الاخوان يتسللون للأحزاب المدنية

    هذا ما يتخوف منه سعد الدين ابراهيم مدير مركز ابن خلدون الذي اعرب عنه في صحيفة 'التحرير': فمجرد أن تنحى مبارك (11/2/2011)، انفتحت شهية السلفيين فجأة للعمل السياسي. بل وبدأوا يتصرفون كأنهم هم الذين قاموا بالثورة، ومن حقهم أن يحتكروها وكان الاكتشاف الصارخ لهذه الحقيقة مع إصرار الاخوان على الانتخابات أولا، وقبل أي دستور، وهو ما تم الاستفتاء عليه يوم 19/3/2011.. وظهرت في الترويج له دعوات ترهيبية باسم الدين على شاكلة أن على المؤمنين أن يقولوا 'نعم'، وهي الطريق إلى الجنة، بينما المعترضون بـ'لا' فلهم جهنم وبئس المصير! كانت هذه اللغة الترهيبية، باسم الدين، جديدة تماما على شباب الثورة الأصلاء من جانب زملائهم الدخلاء على الثورة. وتتالت مشاهد اختطاف الثورة من انتخابات نيابية لمجلسي الشعب والشورى إلى انتخابات رئاسية. وقبيل كل جولة انتخابية كانت ترتفع أصوات شباب الاخوان بالدعوة إلى 'مليونية' ونجح الاخوان في إلصاق تهمة 'الفلول' بكل خصومهم. بل ونجحوا في استصدار قوانين من مجلس الشعب، الذي كانت لهم فيه أغلبية، لكي يعزلوا معظم هؤلاء الخصوم، او يعرقلوا ترشيحهم، مثلما فعلوا مع اللواء عمر سليمان، أو انتخابهم، كما فعلوا مع الفريق أحمد شفيق طبعا، في كل ذلك، يتحمل شباب الثورة الأصلاء قسطا من المسؤولية. فقد عبّروا عن زهدهم في السلطة حتى ان وسائل الإعلام العالمية أطلقت عليها 'ثورة بلا قيادة' بل وقيل في ذلك إنها 'أول ثورة في التاريخ، لا يستولي من قاموا بها على السلطة ممن أسقطوهم'. وبتعبير آخر إن المثالية الزائدة للثوار المصريين الأصلاء هي التي أفسحت الطريق للأكثر نهما، والأقل مثالية لاختطاف الثورة، ثم لاقتناص السلطة والآن يتساءل الثوار الأصلاء، ومعهم ملايين المصريين، هل سيستمر الاخوان المسلمون في إحكام قبضتهم على مفاصل الدولة المصرية، ثم على الاقتصاد المصري، ثم في النهاية على المجتمع المصري كله؟

    من يعيد الثروات المنهوبة؟

    ونعود لصحيفة 'الأهرام' والكاتب فاروق جويدة الذي هاله حجم ما نشر من نهب تعرضت له مصر في زمن مبارك: في الاسبوع الماضي توقفت عند مجموعة من القضايا التي صدرت عن جهاز الكسب غير المشروع وكلها تثبت بالأدلة والوقائع ما حدث طوال ثلاثين عاما من أصحاب القرار.
    أنا لا اتحدث هنا عن الأموال الهاربة في الخارج ولكنني أتحدث حول ما جاء في قرارات الكسب غير المشروع عن ممتلكات وعقارات وشقق وقصور وفيلات يمتلكها رموز النظام السابق.
    لم يكن الشخص منهم مكتفيا بقصر واحد يعيش فيه مع أسرته.. أو شقة أو شقتين أو رصيد يؤمن به حياته أو شاليه على البحر يقضي فيه اجازته.. ولكنه امتلك لشخصه عدة قصور.. ولزوجته عدة قصور.. وللأبناء والبنات والأخوة والأخوات والأقارب قصور هنا وقصور هناك.. ما هذا النهم الذي أصاب هؤلاء الناس بكل ألوان الجشع، والغريب ان يدعي كل واحد منهم انها إنتاج إبداع أو هدايا من مؤسسات تملكها الدولة.. كيف يمتلك شخص واحد عشر شقق لنفسه ومثلها لكل واحد من ابنائه.. كيف تصل ثروة شاب صغير إلى2 مليار جنيه وكيف جمعها في سنوات قليلة؟ وأين مصادر الدخل التي يمكن ان تحقق مثل هذا الثراء الرهيب وهذه الأموال في أي مكان في العالم غير ان تكون اعمالا غير مشروعة؟.. كل هؤلاء المسؤولين كنا نعرفهم ونعرف أصولهم وماذا يملكون كانوا ابسط منا حالا فكيف أصبح لكل واحد منهم اربعة قصور على عشرات الأفدنة وليس الأمتار؟ لقد خرجت علينا مؤسسات الدولة الرسمية وجهات التحقيق بمجموعة رهيبة من الوقائع عن ثروات الشعب المنهوبة بالاسماء والأرقام والعناوين ولا أدري لماذا أخفت الدولة كل هذه الحقائق عن الشعب كل هذا الوقت منذ قيام الثورة.. ولماذا لم تتخذ الحكومة الإجراءات الكافية لمواجهة هذه القضية؟
    في تقديري ان وراء ذلك كله عصابة نهبت ثروات هذا الشعب، وقد اختلفت الوسائل، كان زواج السلطة ورأس المال أول ابواب النهب والخراب حين سمحت الدولة للوزراء والمسؤولين بأن يشاركوا في النشاط الاقتصادي وان تكون لهم شركات ولم يكتف الوزير أو المسؤول بنشاطه الاقتصادي ولكنه ترك الأبناء والأقارب والاسرة كلها تمارس هذه الأنشطة في العقارات والسياحة والآثار والإعلام والأفلام والتحف، لقد باعت عصابة الحكم كل تاريخ هذا البلد ومقتنياته ومخطوطاته وكل شيء فيه.

    الثورة المصرية
    ليست صناعة امريكية

    وننتقل إلى المعارك الخفية حيث هاجم الحقوقي البارز حافظ ابوسعدة في صحيفة 'اليوم السابع' وزيرة التعاون الدولي السابقة بسبب ما ورد على لسانها حينما تحدثت عن دعم امريكي للثورة المصرية :صدمت عند سماعي شهادة 'د. فايزة أبوالنجا' وزيرة التعاون الدولي السابقة في قضية التمويل الأجنبي بوصفها ثورة 25 يناير بأنها 'أحداث' إذ جاء على لسانها 'عقب تخلي مبارك عن السلطة ووقوع أحداث يناير، قامت وزيرة الخارجية كلينتون ومسؤولون آخرون والسفارة الأمريكية بالإعلان عن أنهم قرروا بشكل أحادي إعادة مبلغ 150 مليون دولار من البرنامج من المنح السابقة لتمويل المنظمات، وكانت هذه الأموال مخصصة لتمويل مشروعات الصحة والتعليم وغيرها'، وأضافت 'كانت هناك دورات تدريبية للشباب حول عمل مظاهرات وإهانة الشرطة والهجوم على المؤسسات'، وبهذا الوصف جعلت الوزيرة السابقة من الثورة 'صناعة أمريكية بحتة'، هذا طبعا قول مردود عليه بالكثير، فهل تناست الوزيرة السابقة دماء الشهداء الشباب المصريين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لنجاح هذه الثورة، والمنجزات العظيمة التي حققتها هذه الثورة التي تغنى بها العالم، بل صدر العديد من الكتب والأطروحات البحثية حول أهمية استلهام هذه الثورة لاستعادة الديمقراطية في الغرب وإنقاذها من مخالب الرأسمالية المتوحشة!

    من وراء حملة تشويه
    حمدين صباحي؟

    يتعرض المرشح السابق للرئاسة حمدين صباحي لحملة من التشويه وهو ما دفع سعيد الشحات في صحيفة 'اليوم السابع' للتصدي للحملة: الكاذبون والشتامون والسبابون من الميليشيات الإلكترونية، حصلوا على درجة صفر في مباراة المناضل المحترم حمدين صباحى، مع المدعو أحمد غانم الذي اتهم زورا وبهتانا حمدين بأنه دعا وفد المستثمرين الأمريكيين الذي التقى به منذ ثلاثة أيام لعدم الاستثمار في مصر بحجة أن هناك ثورة ثانية قادمة.
    الكاذبون نصبوا الزفة دون أن يكون هناك عرس، ونصبوا معركة بمبدأ: 'العيار اللي ما يصيبش يدوش'، عبر رسائلهم الرخيصة التي يبثونها منذ شهور دون انقطاع، ودون ملل من التزييف والكذب نسب الشتامون إلى حمدين كذبتهم، وعلى صفحات 'اليوم السابع' في عددها الصادر أمس، جاءت الحقيقة كاملة، عبر تقرير صحافي متكامل أدلى فيه الدكتور عبدالله شحاتة رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة بشهادته حول القضية، وكان الرجل حاضرا جلسة الاستماع التي عقدها مساعد الرئيس الأمريكي في غرفة التجارة المصرية الأمريكية مع عدد من ممثلي الأحزاب والقوى السياسية، أبرزهم حمدين صباحي والسفير ناجي الغطريفي، ومحمد أنور السادات رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشعب المنحل، والدكتور محمد أبوالغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، قال شحاتة: 'انتقد حمدين حركات الاسلام السياسي، ورحب بالاستثمارات الأمريكية في مصر' وأضاف: 'لم أسمع من حمدين أي حديث حول عدم الاستقرار في مصر، أو أنه نصح الأمريكان بعدم الاستثمار فيها'. أما النائب محمد أنور السادات رئيس حزب التنمية والإصلاح، فقال في مداخلة مع برنامج 'القاهرة اليوم': 'ما يتردد لم يحدث مطلقا، وحمدين كان واضحا وتحدث عن الانتخابات الرئاسية، وأن الثورة مازالت مستمرة، ولا يمكن لفصيل واحد السيطرة على مصر'، وتابع: 'كنت ضمن وفد المدعوين لهذا الاجتماع الموسع، ولم أسمع منه ما تردد حول طلبه من المستثمرين الأجانب عدم الاستثمار في مصر.

    الاخوان يستنسخون الحزب الوطني

    ونبقى مع صحيفة 'الأخبار' والكاتب جلال دويدار الذي يحمل بشدة على جماعة الاخوان المسلمين بسبب رغبتها في السيطرة على كافة المناصب والمؤسسات : يبدو ان رموز الجماعة على ضوء السعي للسيطرة على كل السلطات اصبحوا يفتقدون إلى نظرة التقدير تجاه الدور الذي قام به القضاء من اجل إنصافهم في كثير من المواقف، انهم الان يتطلعون إلى قضاء منحاز وعدالة ملاكي على مقاسهم . هذا الواقع الاليم يتجسد في التصريحات المتناقضة التي يعد بعضها بمثابة انابيب اختبار لخطوات تنفيذ مخططاتهم خاصة المتعلقة منها باحياء مجلس الشعب الاخواني الفاقد للحياة والوجود. ان كل شرفاء هذا الوطن من فقهاء وخبراء القانون يؤكدون انه لا وسيلة لاعادة الحياة لمجلس الشعب المعلن وفاته بحكم الدستورية العليا، انهم يقولون ان لا قيمة ولا اساس قانونيا او ديمقراطيا للفتاوى المغرضة حول إمكانية عودة مجلس الشعب الباطل . قالوا ان ما يحدث يعكس سوء النية والتربص بالقضاء والجهل بمقومات الحرية والديمقراطية التي قامت من اجلها ثورة 52 يناير . هذه التوجهات المناهضة للقانون والدستور تروج لمخارج تحلل الحرام بما يعني تكريس الاستبداد والعداء للديمقراطية ليس من تفسير لهذه التحركات المريبة المحمومة سوى انها ترسيخ لرغبة حقيقية في استنساخ الحزب الوطني من جديد . في هذا المجال يحق القول بان هذا الحزب غير المأسوف عليه . لم يٌقدم رغم تاريخه الطويل مع الفساد على ممارسة اي عدوان على احكام القضاء . ان ما يجري على الساحة حاليا يشير دون ادنى شك إلى أن جماعة الاخوان اصبحت تدرك ما اصاب الغالبية الشعبية من خيبة أمل تجاه شهور حكمها لمصر . اصبح هناك يقين لدى هذه الرموز ولدى قواعد الجماعة بوجود احباط عام نتيجة سلوكياتها وتصرفاتها في التعامل مع شؤون الدولة المصرية . لا جدال ان تنامي هذا الشعور سيكون عنصرا فاعلا لغير صالح الجماعة في اي انتخابات قادمة لمجلس الشعب.

    السمان يندد بمقتل السفير وحرق العلم

    رفض الدكتور علي السمان رئيس لجنة حوار الأديان بالمجلس الأعلى للثقافة سابقا، ردود فعل الجماهير المسلمة - وتحديدا في مصر وليبيا- على الفيلم المسيء للرسول (عليه الصلاة والسلام)، مؤكدا أنها انفعالية وتشوِّه صورة الاسلام والمسلمين، مشددا على أن ردود الفعل هذه هي هدف منتجي الفيلم حيث يريدون تصوير المسلمين على أنهم متطرفون.
    وأعرب عن اسفه من رد الفعل السلبي خاصة في مصر وليبيا، فواقعة مقتل السفير الأمريكي في بنغازي عملية مُنكرَة وقبيحة ويحرِّمها الاسلام؛ فالقتل جريمة إلا إذا كان قصاصا.. كذلك ما حدث في مصر، فمسألة إنزال العلم الأمريكي من على السفارة الأمريكية واستبداله آخر به أمر يسيء إلينا وإلى حضارتنا ولن يخدم القضية بل يتم تصويره على أننا غير متحضرين وهم يريدون ذلك، وحذر من أعداء الاسلام والمسيئين لأنهم يلعبون على وتر استفزاز المسلمين وإيذاء مشاعرهم حتى يخرجوا بشكل غير منظم للاحتجاج على الاساءات ويتم تصويرهم على أنهم متطرفون وإرهابيون ويتم تسويق ذلك للعالم كله. أضاف بأنه لا بد أن نتصرف على أننا مسلمون، ديننا يأمرنا بالتسامح والوسطية والاعتدال، ولا مانع من اللجوء إلى الوسائل القانونية ضد من قاموا بالاساءة للرسول، أما التعميم في الأحكام ووضع جميع الأمريكان والغرب في سلة واحدة فهو أمر خاطئ لأن هذا من شأنه أن يضيع قضيتنا لأن هناك عقلاء غربيين منصفين يحترمون الاسلام ويستنكرون تلك الممارسات، ولا بد من كسب هؤلاء في صفوفنا. وقال السمان في حوار مع جريدة 'الوطن' لا بد من تجميع أكبر عدد ممكن من الأصدقاء المسيحيين وبالذات في الكنيسة الأنجيليكانية التي يتبعها ملايين في أمريكا وعلى رأسها الاسقف منير حنا رئيس الكنيسة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وسبق أن قام بدور كبير في ظروف مشابهة وأسهم في إنهاء الأزمة، المهم ألا يكون المسلمون وحدهم في مواجهة تلك الاساءة وخاصة أن عناصر من أقباط المهجر تقف وراء الموضوع.

    تجريم سبّ الأنبياء مهمة الدستور الجديد

    ونبقى مع تداعيات الفيلم المسيء للنبي حيث يطالب عمرو هاشم ربيع في جريدة 'الوطن' بضرورة تفعيل قانون يجرم التطاول على الذات الألهية والأنبياء: يبدو أن الحماقة التي اتصف بها نفر قليل من أقباط المهجر بشأن سب الرسول الكريم المصطفى من المعبود قبل العباد قد بلغت أوجها. حتى الزمان الذي اختاره هؤلاء لفعلتهم الشنعاء اتسم بالغباء. فمشروع الدستور ما زال طور الإعداد في الهيئة التأسيسية، والرئيس الحالي لمصر منتمٍ لجماعة الاخوان المسلمين، وهو إضافة إلى ذلك يملك حق التشريع، حتى يتألف مجلس الشعب بعبارة أخرى، المناخ الآن خصب للغاية لوضع آليات لزجر وردع كل من تسول له نفسه سب الذات الإلهية، وسب النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وغيره من أنبياء الله تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير والابتكار وغيرها من المسميات، التي يتذرع بها البعض لتعكير صفو المجتمع، والعبث بوحدته الوطنية، وثوابته العقيدية والفكرية هنا نتحدث مباشرة عن حتمية معالجة مشروع الدستور، هذا الأمر في باب الحقوق والواجبات، الذي بدأت ملامحه تتكشف بوضعه على الموقع الإلكتروني للهيئة التأسيسية منذ أيام قليلة، ويتضمن نحو 40 مادة، يبدأ معظمها بتكفل الدولة وتلتزم الدولة وغيرها من المسميات. هنا يقترح أن تضاف عقب المادتين 8و9 مادة لحماية العقائد. فالمادة 8 تقول: 'حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر مصونة وتكفل الدولة حرية إقامة دور العبادة لممارسة شعائر الأديان السماوية على النحو الذي يبينه القانون بما لا يخالف النظام العام'. والمادة 9 تقول: 'حرية الفكر والرأي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن فكره ورأيه بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غير ذلك من وسائل النشر والتعبير'. أما المادة المضافة فيقترح أن تكون (تكفل الدولة - أو تلتزم باتخاذ كافة التدابير التشريعية والتنفيذية بغرض حماية الذات الإلهية، والكتب السماوية المقدسة، وأنبياء ورسل الله من عبث العابثين).

    علاقة الاخوان والعسكري
    هل تشبه علاقة المماليك بمحمد علي؟

    ونتحول نحو ما يردده البعض عن مذبحة اعدها الاخوان للمجلس العسكري كتلك التي شنها محمد علي للمماليك، وهو ما ينفيه نائل السودة في جريدة 'الوطن': لو كان هناك صراع بين الاخوان والمجلس العسكري لاستفاد الأخير من القوى المناوئة للإخوان وهو ما لم نرد قبلاً عليه، بالعكس قال عضو العسكري لهم: لا نريد مشاكل مع الاخوان والخلاصة احتمالان ينتهيان بإدانة العسكرب، أولهما أنه أو بعضه اتفق مع الاخوان على تسليم السلطة بالطريقة التي تمت بها، وإما أنه تصرف جاهلاً بكيفية انتقال السلطة بدستور لإقامة ديمقراطية حقيقية وليست تفصيلاً لفصيل،وفي الحالتين يكون قد خان الثورة التي اؤتمن عليها لإدارة مرحلتها الانتقالية بطريقة صحيحة، والجهل لا يعفي من المسؤولية خاصة وقد طولب مراراً بتشكيل مجلس مدني انتقالي فلم يفعل، المشكلة الاسوأ أنه سلم السلطة بتشطيب فاخر أي بلا دستور أو خارطة تمنع تكرار الاستبداد المسجل بالعقد لأنه أعطاهم الكرة والملعب وصفارة الحكم والساعة والكاميرات والميكرفونات والأمن، ولا توجد ضمانة لمنعه غير وعود جربناها، والانفراجة التي نمر بها الآن نتاج مؤقت للحالة الثورية التي تنضب طاقتها بمرور الوقت الذي يستغله الاخوان جيداً لتأكيد التسلط بالتعاون مع فلول، سيأخذ الدستور وقتاً أطول ليخرج مشوهاً وستتأخر انتخابات البرلمان -إن لم يعد- لمزيد من الاستيلاءات، لقد جعل المجلس العسكري -الذي لن يضمن المدنية - القوى السياسية رهينة لدى الاخوان يطلبون منهم وفي مواجهتهم بالضبط كما كان الحال مع مبارك! والحل: استمرار العمل الثوري.

    نجم يدعو للرئيس
    بالنجاح ويحذره من المؤامرات

    وإلى المؤيدين للرئيس مرسي ونبدأ بالشاعر أحمد فؤاد نجم الذي يعتبره الاسلاميون ألد خصومهم لكنه أهطل الرئيس بمزيد من الثناء والتوفيق حيث كتب في جريدة 'الوطن': رئيسنا الجميل الدكتور محمد مرسي عيسى العياط.. كان الله في العون، أنا عارف إن الشيلة تقيلة والمشوار طويل ووعر لكن بفضل الله إنت قدها وقدود؛ لأنك أول رئيس في التاريخ ينتخبه الشعب المصري العظيم والشعب يا ابن والدي مش ممكن ينشن غلط.
    إوعى تخلي حد يخوِّف منك حد لأن ده الفخ اللي بيقع فيه الحاكم فيتحول لفرعون والعياذ بالله، أنا أخوك وفرحان بيك يا أبوأحمد ومن كتر فرحتي بيك خايف عليك وبادعي لك ليل نهار ربنا يحميك وربنا بيقول في كتابه العزيز 'كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى' وصدق الله العظيم.. القصاص يا دكتور القصاص وسوف تحرسك كل القلوب المكلومة حتى تصل إلى مبتغاك بإذن الله العلي العظيم اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.

    الجبهة السلفية تعتذر للأنبا صليب

    قدمت الجبهة السلفية اعتذاراً شديداً للقمص صليب متى ساويرس، حيث رفعت الصفحة الخاصة بالجبهة صورته وموضوعا نسب إليه على أنه الأب يوتا، وهذا خطأ كبير وغير مقصود على الإطلاق، حيث إن شخصية المدعو بالأب يوتا شخصية مغايرة تماما للقمص صليب متى ساويرس.
    واتصل القمص بالدكتور خالد سعيد والدكتور هشام كمال لإبلاغهما عن هذا الخطأ، وقد بادرا بالاعتذار إليه اعتذاراً شديداً عن طريق الهاتف.
    وأكدت الجبهة أن القمص صليب متى ساويرس من المسيحيين المحترمين الذين تضامنوا مع المسلمين في قضية الاساءة إلى النبي الحبيب محمد، صلى الله عليه وسلم، وقد بعث نيافة القمص بياناً للجبهة السلفية وكان أجرى القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة مارجرجس الجيوشي، ورئيس جمعية السلام القبطية بشبرا، رئيس مركز السلام الدولي لحقوق الإنسان اتصالا هاتفيا بنادر بكار، المتحدث الرسمي باسم حزب النور، اليوم، ليطلب منه حذف ما تم نشره على 'الصفحة الرسمية للجبهة السلفية'، عبر الفيس بوك، والتي نشرت أن الأب يوتا الذي يسيء ويهاجم الاسلام هو القمص صليب متى ساويرس، الأمر الذي رفضه الأخير، ونفى بكار علم حزب النور بتلك الصفحة والادعاءات التي نشرتها.
    وقال ساويرس لـ'اليوم السابع' هذا الادعاء كذب وافتراء ومحاولة لبث الفتنة والزعزعة داخل مصر، كما أني معروف بمحبتي لإخوتي المسلمين جميعا، وأرفض الاساءة لأي دين أو معتقد أو رمز .من جهته، أصدر مركز السلام الدولي لحقوق الإنسان والذي يترأسه القمص صليب متى ساويرس بيانا حصلت 'اليوم السابع' على نسخة منه، رفض صدور الفيلم المسيء لنبي الاسلام، والذي تسبب في إيذاء مشاعر الجميع في مقدساتهم لأن أي إساءة إلى رموز وعقائد دينية إنما هي إساءة لجميع العقائد الدينية التي تمس الناس في حرية العبادة والعقيدة لأنه ينبغي على الجميع احترام المقدسات وعدم المساس بها.

    وزير السياحة بدأ حياته شيال شنط

    فتح هشام زعزوع وزير السياحة قلبه امام لجنة الثقافة والسياحة بمجلس الشورى وقال خلال اجتماعها أمس: أعمل بمنتهى الشفافية ولا أملك شركة أو أتوبيسا أو عجلة وأنا صنايعي وبافهم في شغلي وكنت أحمل شنط الأتوبيسات.. ووعد باستعادة حركة السياحة لمصر وان تصبح أفضل مما كانت عليه قبل الثورة وان هذا الأمر يعد احد الأهداف الرئيسية لحكومة د.قنديل، لافتا إلى ان ذلك سيكون من خلال استعادة الأمن. واشار إلى انه في هذا الصدد طالب وزير الداخلية بعقد اجتماع عاجل لتحديد أهم المناطق الرئيسية لاستهدافها سياحيا. أضاف زعزوع ان تشبيه مصر بفرنسا في السياحة يعد كلاما غير علمي خاصة ان السياحة ليست مجرد بحر واثار، ولكن هي في الاساس مواطن وشارع ومرور، ومن ثم يجب ان نكون واقعيين أكثر من ذلك. وأكد ان السبيل الوحيد للقضاء على المنافسة السعرية غير الشريفة في سوق السياحة يكون من خلال الرقابة الصارمة على الجودة.

    ليس فيلماً ولكنه تبول لا إرادي

    وإلى الكتاب الساخرين والبداية مع احمد رجب زعيم دولة الضاحكين حيث اعلن تضرره من نقل زاويته اليومية في جريدة 'الأخبار' من الصفحة الثانية للصفحة الأولى ثم العودة بها للصفحه الثانية: شكرا لسكرتارية التحرير الذين لا أعرف لماذا نقلوني من الصفحة الثانية التي أسكن فيها ايجار قديم إلى الصفحة الأولى حيث الزنقة الرهيبة بين المانشيتات العريضة يمينا ويسارا وتحت وفوق، ثم عادوا بعد أسبوع ونقلوني دون أن أعرف لماذا عادوا بي إلى مكاني الهادئ الأول في الصفحة الثانية، فشكرا على النقل مرتين دون أن أعرف السبب، وقد اعتذرت لأستاذي مصطفى أمين سنة 1947 عندما رأى نشر '2/1 كلمة ' في الصفحة الأولى لأنني أحب أن أكون مع أهلي وناسي في مقاعد الترسو . مع خالص شكري لأباطرة التحرير الذين يتحكمون في موقع مسكني..
    ونبقى مع الكتاب الساخرين في نفس الصحيفة حيث يسخر هشام مبارك من صاحب الفيلم المسيء للنبي: لو ضاقت الدنيا بموريس صادق ولم يجد مكانا يقضي فيه حاجته سوى أمام بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم فماذا كان الحبيب فاعلا؟
    التاريخ يقول ان النبي الذي مدحه ربه بأنه على خلق عظيم كان يجد أمام بيته يومياً بلوة من شبيه موريس فيقوم بتنظيف المكان بيده الشريفة دون كلمة عتاب وفي يوم استيقظ فلم يجد الهدية اليومية، وعرف أن صاحبها مريض فزاره في بيته فنطق الرجل بالشهادة .. المشكلة ليست أن مراحيض أمريكا ضاقت على هذا الموريس بما رحبت فقضى فيلمه أمام بيت النبي، ولكن المشكلة أننا نسينا سنة الحبيب التي لم تترك أي شيء دون أن تعلمنا كيف نتعامل معه حتى وإن كانت فضلات موريس صادق.



                  

09-17-2012, 04:33 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    amr-selim-1206-sudan3sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    [B]قمة مصرية سودانية لدعم التعاون الثنائي



    16/09/2012 08:37:49 م




    كتب محمد هنداوى‮


    ‮ ‬الرئيس مرسى خلال استقباله الرئيس السودانى

    عقد الرئيس محمد مرسي ونظيره السوداني الرئيس عمر حسن البشير أول قمة مصرية سودانية بقصر الاتحادية بمصر الجديدة لبحث سبل دعم علاقات التعاون بين مصر والسودان‮.. ‬حضر اللقاء من مصر كل من محمد كامل عمرو وزير الخارجية وأسامة صالح وزير الاستثمار وحاتم صالح وزير التجارة والصناعة والمهندس محمود بلبع وزير الكهرباء ود‮. ‬عصام الحداد مساعد الرئيس للشئون الخارجية والتعاون الدولي ومن الجانب السوداني الوفد المرافق للرئيس عمر البشير والذي يضم وزير رئاسة الجمهورية ووزير الخارجية ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني،‮ ‬بجانب وزراء الزراعة والكهرباء والسدود والثروة الحيوانية والصناعة،‮ ‬ومقرر المجلس الأعلي للاستثمار بالسودان‮.‬
    وعقب اللقاء صرح د‮. ‬ياسر علي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في مؤتمر صحفي بمقر الرئاسة أن مرسي ونظيره السوداني تبادلا خلال مباحثاتهما وجهات النظر حول مجريات الامور في البلدين لتعميق العلاقات الثنائية وكل القضايا الإقليمية‮. ‬وقال المتحدث في بيان صحفي تلاه عقب المباحثات،‮ ‬ان الرئيسين بحثا أيضاً‮ ‬سبل تعزيز وتطوير العلاقات الاستراتيجية ا########دة بين مصر والسودان بما فيه مصلحة البلدين وتوسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية لمصلحة الشعب الواحد بمصر‮ ‬والسودان‮. ‬وأضاف ياسر علي انه تم ايضا بحث قضايا التعاون المشترك وخصوصا ما يتعلق بالأمن الغذائي حيث اتفق الجانبان علي سرعة تفعيل المشروعات الكبري وفي مقدمتها المزرعة المصرية بالولاية الشمالية بالسودان ومزرعة الانتاج الحيواني وكذلك حجم استيراد مصر من اللحوم السودانية‮.‬
    كما تم بحث كافة قطاعات التكامل بين البلدين الشقيقين حيث وجه الرئيسان بسرعة استكمال وافتتاح الطريق البري بين البلدين لتسهيل مرور البضائع والأفراد‮. ‬كما تم الاتفاق أيضاً‮ ‬علي افتتاح فرع البنك الاهلي المصري في‮. ‬السودان يوم الخميس القادم بحضور رئيس الوزراء هشام قنديل الذي يقوم بزيارة رسمية للسودان يومن‮ ‬19‮ ‬و20‮ ‬سبتمبر الحالي‮. ‬ووجه الرئيسان ببحث الإسراع في زيادة معدلات حركة التجارة بين البلدين وتشجيع المستثمرين المصريين والسودانيين من خلال انشاء الية مالية مشتركة بين البنكين المركزيين في البلدين يتم من خلالهما تسهيل المعاملات ومعالجة مشاكل تراكم متحصلات الشركات عبر البلدين‮. ‬وردا علي الانتقادات الموجهة لزيارة البشير لمصر رغم انه مطلوب القبض عليه من المحكمة الجنائية الدولية‮ ‬،‮ ‬قال ياسر علي ان هناك قرارا من منظمة الاتحاد الافريقي يطالب بمراجعة قرار المحكمة،‮ ‬ومصر ملتزمة بالموقف الافريقي في هذا الشأن




    مطالبة بنشر ذمة الرئيس المالية هو وأسرته ورجال أعمال الإخوان من حوله
    حسنين كروم
    2012-09-16




    القاهرة - 'القدس العربي' أبرز وأهم الأخبار والموضوعات في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد، كان عن استمرار الاشتباكات في محيط السفارة الأمريكية وسقوط قتيل لإصابته بالخرطوش ومئات الجرحى من المتظاهرين والشرطة، وتصريحات رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل بأن لديه معلومات عن أن بعض المشاركين في الاشتباكات تلقوا أموالاًَ من الخارج، وإذا لم تثبت التحقيقات وأحكام القضاء صحة كلامه، فسيعرض نفسه لمأزق، وتراجع الإخوان المسلمين عن دعوتهم لتنظيم مليونية ضد الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، والاكتفاء بوقفات احتجاجية امام بعض المساجد، لتجنب غضب أمريكا خاصة بعد تصريحات الرئيس أوباما، التي قال فيها ان مصر ليست دولة حليفة ولا عدوة، وتصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ، وكانت أشد عنفاً بأن المنطقة لم تتخلص من أنظمة ديكتاتورية لتقع في ايدي عصابات، وما بدا من عدم اقتناع الأمريكيين، من عدم قدرة السلطات المصرية على منع اقتحام مبنى السفارة.
    وأشارت الصحف الى بدء العام الدراسي واستمرار اضرابات المدرسين وسائقي وعمال هيئة النقل العام للمطالبة بنقل تبعيتهم من محافظة القاهرة الى وزارة النقل، وأزمات في السولار والبنزين، وكانت مفاجأة مثيرة ان تنتقل موجة الاضرابات الى منزل كمبورة، وهو من شخصيات زميلنا بـ'الأخبار' وإمام الساخرين أحمد رجب، ويقدم بالرسم زميلنا الموهوب مصطفى حسين، وقد أخبرنا الاثنان في 'أخبار اليوم' أن كمبورة كان جالساً وسط زوجاته الأربع وهن غاضبات، وكان يقول لمساعده عبدالعزيز وهو يقدم له الجوزة: يا عبعزيز، نساويني الأربعة عاملين إضراب فئوي، لا طبيخ ولا غسيل ولا مكوى، ولا مرود في العين، ولا حمرمر في الشفايف، علشان طالبين زيادة في الأبيج، فاكريني خيخة زي الحكومة، اطبطب وأصالح وأبوس الواوا..عليا النعمة لمبيتهم في التخشيبة بحتة حشيش في عب كل واحدة، وسلم لي ع الفئوي'.
    ونشرت الصحف عن قرار محكمة الجنايات بالجيزة بإلغاء قرار جهاز الكسب غير المشروع بفرض حظر على تصرف فاروق حسني وزير الثقافة الاسبق بأمواله وممتلكاته، وكان حسن قد تقدم بطلب للمحكمة برفع الحظر عن معاشه الشهري وفوائد شهاداته في البنوك، مع استمرار الحظر على الأملاك والودائع، حتى يتمكن من شراء الأدوية الخاصة به، وعلى طعامه، وجاء رد المحكمة على طلبه بإلغاء الحظر حتى على الأموال والممتلكات.
    كما اتفقت أربع أحزاب ناصرية على الاندماج وان تكون أحد مكونات التيار الشعبي الذي يدعو إليه زميلنا وصديقنا حمدين صباحي، وكان قد نجا هو وعبدالحكيم عبدالناصر عندما سقطت المنصة التي كانا يقفان عليها في مؤتمر بمحافظة الدقهلية، وقبل أن تبدأ أي تحقيقات فلا بد من اتهام الإخوان بأي شكل بأنهم وراء الحادث، كما استمرت الأزمة داخل حزب النور السلفي، لرفض رئيسه عماد عبدالغفور إجراء الانتخابات الداخلية استنادا إلى اللائحة، وقيام الشرطة بإخلاء ميدان التحرير من البلطجية وإزالة الخيام والبدء في تجميله وتطويره.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة لدينا.

    كلمة الرئيس أمام الفلاحين
    في ذكرى عيدهم تذكر بعبدالناصر

    ونبدأ بالمعارك المستمرة حول الرئيس محمد مرسي معه أو ضده، والتي لا يترك أصحابها كلمة أو موقفا أو حركة إلا وأحصوها، وناقشوها، مثل مسارعة زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى، رئيس تحرير جريدة 'التحرير'، الذي ما ان سمع كلمة الرئيس أمام الفلاحين في ذكرى عيدهم، حتى برقت عيناه من خلف زجاج نظارته وشد استك حمالة البنطلون وضحك ثم قال يوم الخميس: 'كان شيئاً مهماً ولافتاً ومعبراً تماما عن عظمة ثورة ثلاثة وعشرين يوليو، ربما هذا هو المشهد الذي حلم به جمال عبدالناصر، وكان اليوم الذي ينتظره من ثورته، ان يقف مواطن مصري ممن استفاد من الإصلاح الزراعي، ومن الفدادين الخمسة التي وزعها عبدالناصر بعد أن اقتطعها من الإقطاع ومنحها للفلاحين الذين لا يحوزون أرضاً، ولا يملكون زرعاً، وكان والد محمد مرسي من بين هؤلاء الفلاحين الذين تسلموا من جمال عبدالناصر الفدادين الخمسة، التي استطاع الرجل بكفاحه وشقائه وعرقه أن يربي بعائدها أبناءه ويعلمهم التعليم المجاني الذي وفرته لهم ثورة ثلاثة وعشرين يوليو، فإذا بأحد هؤلاء الأبناء يكبر ويشتد عوده ويدخل عالم السياسة ليصبح رئيساً لمصر، ذلك الذي تعلم وتربى بخير ثورة جمال عبدالناصر، السؤال الآن: هل يمكن أن يفعل محمد مرسي لشعبه وأبناء فلاحيه شيئاً مثل جمال عبدالناصر غير نصيحته لهم بتقوى الله عشان يطرح البركة في المحصول وهو كلام رائع وطيب، لكن يليق بخطيب المسجد اللي على الترعة أكثر مما يكون جوهر ما قاله مرسي وسط خطبة رئاسية، حتى الآن ثورة يناير ليس لها مشروع يشابه ثورة يوليو في تغيير خريطة مصر الاجتماعية والطبقية والاقتصادية بصرف النظر عن أن خريطة يوليو محل خلاف'.

    بانتظار الذمة المالية لأسرة الرئيس ورجاله

    لا، لا، هذا إحراج شديد جداً من عيسى، وهو مشهور بخبثه ولؤمه خاصة مع الإخوان، فمن أين سيأتي مرسي بمشروع مثل مشروع خالد الذكر، خاصة بعد أن أعلن مهندس مشروع النهضة خيرت الشاطر انه لا يوجد مشروع ولا يحزنون، بينما نجح مرسي في الانتخابات بالنهضة؟ لكن قد لا يدري عيسى أو غيره أن الرئيس مرسي يدعو بينه وبين نفسه لخالد الذكر على ما فعله مع أسرته ويعلن عكس ذلك أمام المرشد؟
    وبما ان خالد الذكر سيكون سعيدا في قبره لأن أحد أبناء من استفادوا من توزيع الأرض أصبح رئيساً، فإن زميلنا وصديقنا عادل حمودة رئيس مجلس تحرير جريدة 'الفجر'، الأسبوعية المستقلة، طالبه بما هو آت: 'عليه أن ينشر ذمته المالية هو وكل فرد من أسرته في موقع الكتروني خاص يضم كل رجاله وحاشيته، ليثبت أن طهارته مستمرة ونظافة يده لم تمسها شائعة عابرة، فكل شيء على الهواء مباشرة أولاً بأول، إن هناك رجالا حوله، يشاركون، ويستثمرون، ويكسبون، ويسيطرون، ويحكمون، مثله مثل من سبقه، كل ما تغير الوجوه، وكل ما أضيف اللحية، لكن بقيت العلاقة المحرمة بين البيزنس والسلطة كما عرفناها، دون ضوابط واضحة ومواد تشريعية صارمة وهو ما جعل كل الأبواب الخلفية مفتوحة، لدخول الفساد، إذا لم يكن اليوم، فقطعاً في الغد، على شمال مكتب مرسي في القصر الرئاسي يحتل رجل الأعمال عصام الحداد مكتب نائب رئيس الجمهورية السابق عمر سليمان وقد عين مستشارا رئاسياً للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، وكل خبرته إقامة المعارض، وتأجير مساحات منها لمن يريد، ويعد هو وشقيقه من أبرز أعضاء مكتب الارشاد وهما حلقة الوصل بين الجماعة والرئاسة، وما يقوله ينفذ وما يأمر به لا يرده أحد، وربما لهذا السبب يصفونه بأنه رئيس قوي في الظل أو من وراء الستار، وربما لا يعرف الكثيرون انه أخطر من حسن مالك، جسر البيزنس بين رجال الأعمال ومؤسسة الرئاسة، وهو شريك متين لخيرت الشاطر، وصاحب توكيلات أجنبية متعددة.
    ولو كنت لا تعرف له منصباً رسمياً فإنك بالقطع لن تعدم وسيلة ما تؤكد أن نفوذه واضح كالشمس، صارخ كالألم، وهناك حسين القزاز وهو صديق لمستثمرين أغنياء في مصر ودول عربية حولها بحكم خبرته في مجالات الاستشارات وتكوين الشركات والمؤسسات، ومنها شرطة دبي، وبحكم صلاته القوية في دنيا المال والأعمال سيفتح الباب في ظل غياب قواعد قانونية صارمة للمشاعر والعلاقات الشخصية، فيقرب من يشاء، ويبعد من يشاء، ولو كان مبارك قد قصر وجود البيزنس في الحكومة فإن مرسي سمح به في الرئاسة، فأقرب المساعدين إليه يعملون في السوق'.

    لماذا صلى الرئيس بمسجد فيه قبر؟

    لكن صاحبنا والكاتب الدكتور علي أبو الخير ترك ذلك كله، وفضل يوم الخميس ان يثير في جريدة 'الدستور' اليومية المستقلة، قضية صلاة الرئيس الجمعة في مسجد السيدة زينب، لا من زاوية تناولها غيره وهي انه يعطل المرور وأعمال الناس، وإنما أن يصلي في مسجد فيه قبر، وهذا مرفوض من جانب الإخوان والسلفيين، قال ابو الخير: 'عندما خوفنا من السيطرة الإخوانية والسلفية الوهابية على مقدرات الوطن لم نكن نغالي، ولعل الخير هو غزو الأزهر الشريف، فبعد تعيينه وزيراً للأوقاف لم ينس الدكتور طلعت عفيفي نزعته الوهابية رغم انه من أبناء الأزهر الشريف، فقد أصدر فتاوى حول تحريم الصلاة في مساجد الأولياء وأهل البيت وأنه التزم بأحاديث النبي بأنه لا يصلي أحد في القبور أو متجهاً إلى القبور، الرئيس محمد مرسي صلى الجمعة في مسجد السيدة زينب وضريحها الطاهر موجود فيه وخطب الجمعة أحد أقطاب الإخوان المسلمين فهل كانا يفعلان ذلك تقية؟ لا ندري ولكننا نأخذه على ظاهره ونصدقهما، ولكن الدكتور طلعت عفيفي أعطى فتوى غير مباشرة للذين يهدمون الأضرحة والمأساة انه قام بتعيين قيادات حزب البناء والتنمية وهم سلفيون للنخاع وكلاء في وزارة الأوقاف وهذا يعني أن الطريق لوهبنة الأوقاف قائم، والطريق ممهد لوهبنة الأزهر، ومعنى ذلك كله، استبدال التشدد بالوسطية والعلم بالجهل وتكون مرجعية الأزهر وهابية وذلك في تعد صريح على الثقافة الإسلامية والثقافة التاريخية للمصريين، اللهم هل بلغنا، اللهم فاشهد'.

    أحمد منصور يحاول إقناع الرئيس
    بتعيينه مسؤولا عن تسويق قراراته

    وبسبب توالي الهجمات المتنوعة على الرئيس وعدم وجود من لديه قدرة على الرد، حاول زميلنا ومقدم البرامج في قناة الجزيرة أحمد منصور إقناع الرئيس بضمه لفريق مستشاريه لانه الوحيد القادر على رد المهاجمين وتسويقه، فقال يوم الخميس أيضا في 'الوطن'، على طريقة المطربة صباح، أنا هنا هنا يا ابن الحلال، لا عايزة مال ولا كتر جاه، باحلم بمنصب أملاه أنا، أنا، ثم أضاف: 'من المشكلات الأساسية التي تواجهها مؤسسة الرئاسة المصرية أنها لا تستطيع التسويق لانجازاتها وبقيت محصورة في إطار وعود الرئيس بإنجازات المائة يوم التي اصبحت محدودة للغاية مقارنة بما تم انجازه على أرض الواقع من أمور كان ينتظر أن تتم خلال سنوات وليس خلال أيام وأسابيع كما حدث، لذا لا يجب بأي حال من الأحوال ونحن ننتقد الرئيس إذا أخطأ أن نغفل هذه الانجازات وغيرها، ونضعها في مكانها لمن يمسكون العداد، وبالتالي فإن مشكلة الرئيس مرسي حتى الآن ليست الانجازات ولكن عجز مؤسسة الرئاسة عن تسويق هذه الانجازات واشغال الناس بها بدلا من إشغال الإعلام لهم بالتوافه من الأمور بالليل والنهار، لقد انتظر الشعب المصري كثيرا من هذه الانجازات لعقود فكيف تنجح مؤسسة الرئاسة في تحقيق الانجازات وتعجز وتفشل في تسويقها؟!'.
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أحمد منصور إعلامي ومقدم برامج، أم مروج سلع؟

    الكذب يعدّ من أكبر الجنايات
    على الدين والنفس والخلق

    وإلى الإخوان المسلمين، ومعاركهم التي يخوضونها ويتعرضون لها، ويوم الثلاثاء قال صاحبنا الإخواني أشرف إبراهيم حجاج في 'الحرية والعدالة' وهو يبذل مجهودا هائلا لإقناعي بالإشارة الى ما قاله، ولكني رفضت، لأنه قال: 'لا يهمنا أن نطلق على الإخوان أنهم حزب ولا يهمنا ولا يهم تاريخ الإخوان أن نطلق عليهم جماعة ولكن الأهم المهم - وهو الواقع الذي لا ينكر - هو أن الإخوان مدرسة يتخرج فيها صفوة من الجنود الذين تزودوا بزاد القرآن والسنة النبوية وعمل السلف الصالح يلتزمون النهج السديد دون ميل إلى يمين أو يسار وصدق فيهم قوله تعالى 'الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمورـ 41 الحج، وتعلمت أن الكذب يعد من أكبر الجنايات على الدين والنفس والخلق وصدق تعالى إذ قال: 'إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون 105 النحل، ولعن الكذب والكذابين في قوله تعالى 'فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين' 61 آل عمران'.
    وصدق الله العظيم، ولقد تأثرت جداً، لدرجة انني كدت اجهش بالبكاء وتبتل لحيتي التي سأطلقها عما قريب من كلام اشرف عن الكذب والكذابين، لولا انني تذكرت انه بالتأكيد قرأ كثيرا عن بعض قادة الإخوان وهم يكذبون علنا، وآخرهم حسن البرنس الذي روى عن الرئيس رواية كاذبة، كذبتها الرئاسة نفسها.

    الاخوان ورثوا كل مزايا رجال النظام السابق

    والغريب والمدهش معا، انني فوجئت بأن زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي لجريدة 'التحرير'، اخترق عقلي - ولا اعرف كيف، وعرف ما أفكر فيه، ولذا قال في نفس التو واللحظة: 'يا ريت يخبرنا الدكتور البرنس بما يحصل عليه الرئيس محمد مرسي من مرتب ومكافآت وكم يحصل مقابل النياشين والأوسمة التي منحها لنفسه، ويا ريت يخبرنا الدكتور البرنس بالمكافآت والمزايا والحراسة الخاصة التي ما زالت لدى الدكتور الكتاتني باعتباره كان رئيساًَ لمجلس الشعب! ويا ريت يخبرنا الدكتور البرنس وهو الرجل المطلع على أدق الأسرار، بمرتب ومكافآت رئيس الوزراء، وكذلك الوزراء وهي كانت بالملايين في العهد السابق، وأظن انها لم تتغير حتى الآن، فقد ورثها القادمون من جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة الذي اصبح فيه البرنس قياديا كبيرا، ويا ريت يخبرنا الدكتور البرنس عن المكافآت التي يحصل عليها المحافظون، وبينهم محافظون تم تعيينهم مؤخرا من قيادات الإخوان'.

    الاستعانة بأغنية عبدالحليم حافظ ونزار
    قباني لشرح ميزانية جماعة الإخوان

    لكن الإخوانية الجميلة والمحتشمة عزة الدمرداش لفتت نظري الى انها في نفس عدد 'الحرية والعدالة'، كانت قد أوضحت حكاية الفلوس هذه وطلبت مني نقل ردها، خاصة انه كان على طريقة آخر أغاني المطرب الراحل عبدالحليم حافظ وقصيدة الشاعر الراحل نزار قباني يفطرون، يتساءلون، حبيبتي من تكون، فقالت: 'المفوهون المتشدقون على وجوههم يهيمون ويتساءلون من أين أتت أموال الإخوان؟ ما مصدر تمويلهم؟ ما عدد الإخوان؟ وما حجم أموالهم؟ ولم يكتفوا بهذا فقط بل طالبوا بحل جماعة الإخوان، وكأنهم لا يستطيعون العيش في سلام وأمان وبناء نهضة، ولابد لهم من الصراعات والفتن والدساس والنكد والحزن، تعودوا على الهدم فصعب عليهم البناء خرجوا في الشوارع بالعشرات التي لم تصل أبدا الى المئات يهتفون ويصرخون على الفضائيات وكأن الواحد منهم مريض بصرع اسمه الإخوان يصرخ بأعلى صوت غير مفهوم كل ما يريده من الدنيا ان يعرف مصدر أموال الإخوان وحل جماعة الإخوان، تعالوا معي نتفق على تحقيق أمنية حياتكم وقبل ان نسأل عن مصدر أموال الإخوان ومصارفها فاعلموا أن أموالهم من جيوبهم يعتبرونها تقرباً إلى الله تعالى وتذهب في فتح البيوت التي أغلقها النظام السابق باعتقال رب البيت، وترك الأسرة بغير عائل وتذهب في تعليم الشباب غير القادرين، وتذهب في تجهيز العرائس، وتذهب في نشر الدعوة الإسلامية الوسطية في جميع أنحاء العالم، من هنا كل إخواني في مصر أو خارج مصر يدفع لهذه الأغراض، فهل من الممكن أن تقولوا لنا من يدفع للروتاري والليونز ويمول الماسونية؟'.
    وهكذا وبسبب أغنية عبدالحليم أقنعتني عزة، وبقي عليها أن تقنع الجماعة ان تنشر ميزانيتها، مصادرها وتوفق أوضاعها، أو يأمرها الرئيس بذلك.

    اتهام محافظ الإسكندرية الإخواني
    بافتتاح عصره بفرمان سلطاني

    وإلى المعركة الأخرى التي خاضها محافظ الإسكندرية الإخواني عندما أمر الشرطة بإزالة اكشاك الكتب القديمة بشارع النبي دانيال، وهو ما قال عنه في 'التحرير' يوم الثلاثاء زميلنا وصديقنا جمال فهمي: 'محافظ الإسكندرية الجديد ايضا والإخواني كذلك، المستشار محمد حنظل لم يرتد الجلباب ولم يزر أحدا وإنما افتتح عهده السعيد بفرمان سلطاني حنظلاوي ظلامي شديد القسوة قضى بإطفاء نور العقل الذي يشع من على أرصفة شارع 'النبي دانيال' حيث تنتصب فرشات وأكشاك بيع الكتب القديمة من عشرات السنين ولم يتمكن كل السادة 'الحناظل' الذين مروا على المدينة العتيدة قبل 'الحنظل' الحالي من إزالتها وهتك جلالها وحرمان عيون وعقول خلق الله من ضيها الآخاذ ، ليس من السكندريين فحسب كما يظن بعضهم وإنما من 'النبي دانيال' شخصيا لأنه سمح كل هذه السنين باستغلال رصيف الشارع المسمى باسمه في إشاعة نور المعرفة وتبديد ظلام الجهالة وعتمة الأدمغة، والله أعلم'.

    الهدف هو اغتيال الفكر والفن
    والتراث وإغلاق منابع العلم

    واسترعت هذه المعركة انتباه زميلتنا الجميلة بـ'الأخبار' ثريا درويش فقالت عنها في نفس اليوم: 'الكتاب' ليس نخنوخاً جديداً يهدد أمن واستقرار البلاد حتى يغتالوه ويمزقوه بهذه الوحشية دون ذنب أو جريرة، والمؤكد ان منابر التنوير والفكر براء من دم شهداء الثورة وضحايا موقعة الجمل، فلماذا إذن تقتحمها فرق الأمن فجرا والناس والباعة نيام في مشهد دراماتيكي حزين أقرب لكابوس حرق المجمع العلمي، فالجريمة والهدف واحد هو اغتيال الفكر والفن والتراث وإغلاق منابع العلم والابداع والثقافة امام امة قررت أن تعيش وتتحدى لا أن تتراجع وتتقهقر فتسقط في أبيار الجهل والشعوذة، ووطن يرفض تكميم الأفواه والعقول يأبى ان يركع أو يهان مبدع أو فنان أو ان يقصف قلم أو يحظر رأي ويصادر كتاب، وطن يثور لمصادرة جريدة أو إغلاق قناة، كم من مظاهر القبح والفوضى ومخالفات المباني والتعديات كانت أحق أن تستأصل بدلا من إعلان الحرب على واحد من أشهر ثلاثة أسواق للكتب والمراجع القديمة في الشرق الأوسط سور 'الأزبكية' بالقاهرة و'المتنبي 'بالعراق' و'النبي دانيال' بالإسكندرية؟

    أزالوا أكشاك بيع الكتب القديمة
    ليثبتوا أنهم إخوانيون

    أما خفيف الظل هشام مبارك، فقد قدم تفسيرا معقولا للهجوم، وهو ان النبي دانيال من أنبياء بني إسرائيل، قال في نفس العدد: 'الذين أزالوا أكشاك بيع الكتب القديمة بشارع 'النبي دانيال' بالإسكندرية رغم انها مرخصة ليثبتوا أنهم إخوانيون أكثر من الإخوان أنفسهم فأصبحوا كمن يضرب نارا مجاملة للعمدة في فرح ابنه فيقتل من يقتل ويصيب من يصيب وأغلب الظن ان من أوعز بهذه الحملة يعتقد انه يؤدي واجبا إسلاميا ووطنيا بتدمير اكشاك مقامة في شارع نبي من انبياء بني إسرائيل وكمان اسمه دانيال'.

    عيب ألا يكون لنقابة الصحافيين
    ممثل في المجلس الأعلى للصحافة

    إلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها من يوم الأربعاء قبل الماضي مع زميلنا بـ'الأهرام' سيد علي الذي خاض عشرين معركة اخترنا منها عشرا، أي النصف على طريقة مجتمع النصف في المائة، وهي:
    '- عيب ألا يكون لنقابة الصحافيين ممثل في المجلس الأعلى للصحافة مع استبعاد النقباء وشيوخ المهنة، حاجة تقرف.
    - تتجه مصر لنكسة أخطر من 67 بعد الانحياز مع سبق الإصرار لأهل الثقة والطاعة والمتحولين على حساب الخبرة والكفاءة.
    - صعبان علي الدكتور ياسر علي، هناك عدة مئات ينافسونه كمتحدثين باسم مرسي.
    - إذا لم يحم الدستور وصيف الرئيس المنتخب من الملاحقات والانتقام، لن يكون في هذا البلد تعددية أو تداول للسلطة.
    - حتى لو كان الأداء الرئاسي صحيحاً ووطنياً، فإن الإشادة الأمريكية والإسرائيلية به تبعث على القلق والتوجس.
    - ما شاء الله، تقطع مصر خطوات جبارة في برنامج المائة يوم ببرنامج مواز من المنح والمساعدات والقروض.
    - مشكلة مصر الآن، انها تدير المستقبل بأشباح الماضي وبعقلية التنظيم السري.
    - قامت الثورة ليكون الشعب هو الملهم والزعيم، وليس الرئيس لأننا سنحاسبه بعد أربع سنوات على انجازاته على الأرض وليس على خطبه وصلاته.
    - كما نطالب بمعرفة الوضع الدستوري للجماعة والإخوان تريد تطبيق المعايير نفسها على الائتلافات والحركات والشلل التي ظهرت بعد يناير وخاصة التمويل والذي منه.
    - أحسن أحمد طه النقر وعمار علي حسن في الرد على الدعي صاحب البيان الأول الذي وصل من الدوحة بعد أن تبين خيط الثورة الأبيض، وسوف تسود وجوه كثيرة، يوم تظهر الحقائق بعيدا عن الفضائيات المشوهة.
    - اتضح ان المظاهرات الكبرى المؤثرة في مصر لا تصلح إلا في الشتاء بمساندة إعلامية للحشد وهبات قطرية للتمويل وتدريبات حربية ومذاكرة منفستو - حرب اللا عنف لجبين شارب'.

    صفقة بين أمريكا والمجلس العسكري والإخوان

    وكنت قد نسيت - وما أنساني إلا الشيطان والشيخوخة الإشارة الى معركة خاطفة خاضها يوم الجمعة قبل الماضي، في 'الوطن' نقيب الاجتماعيين والأمين العام السابق للمجلس الاستشاري محمد أسامة برهان ضد حركة السادس من ابريل بقوله عنها في حديث مع زميلنا خالد عبدالرسول: 'كنت اعرف ان هناك صفقة بين أمريكا والمجلس العسكري والإخوان والسادس من ابريل، وهي حركة ليست مع الإخوان، ولكن لعلاقتها بالمخابرات الأمريكية، طلب منها ان تكون مع الإخوان، أمريكا يهمها إيه في المنطقة غير إسرائيل، وحتى تظل إسرائيل في وضعها الحالي لازم مصر تفضل راجعة، ومفيش حاجة اسمها أمة عربية ولا قومية، ومصر لما بتقع كله بيقع، ولازم يبقى فيه حسني مبارك تاني فيما يتعلق بإسرائيل'.

    الفنانة الفارعة.. هذا الزوج
    تحبينه رغم هفواته وانفصاله عنك

    وفي اليوم التالي - الخميس قبل الماضي - خاض زميله شريف العبد ثلاث عشرة معركة، قال في أربع منها:
    '- محمد مرسي - لهم كل العذر في الهجوم عليك، انهم الباحثون عن دور هواة الشهرة والأضواء، المتخصصون في التشكيك والتهويل والمغالطة، دعهم يعبثون.
    - عصام العريان، صدقت يا دكتور انهم متعالون ورئيسهم رجل متعجرف متسلط، كان دائماً الصديق الوفي لقيادات الحزب المنحل رغم ان سلفه كان له مكانته، انهم بالفعل يحتقرون الدين.
    - ممدوح الولي، هذا النقيب الذي نال هذا التأييد ليشغل منصبه عن جدارة، ليس معقولا ان يكون عدوانيا صدقني، قل لهم - قل، لست إخوانيا حتى تسلم من اتهاماتهم المزعومة لعلهم يستريحون.
    - الفنانة الفارعة، هذا الزوج رغم هفواته وانفصاله عنك، مازلت تحبينه ولا تطيقين الابتعاد عنه، السبب، بالطبع ليس تألقه المهني'.
    وهو في ثانيا يقصد رئيس حزب التجمع وزميلنا الدكتور رفعت السعيد، وفي رابعا يقصد الفنانة غادة عبدالرازق، ولكن لم أفهم ماذا يريد أن يقول لها ان حبها له لسبب غير تألقه المهني، أما خبيث صحيح.

    أيتها المصاريف الإدارية
    كم من القروض تؤخذ باسمك!

    وفي مجلة 'أكتوبر' القومية، خاض زميلنا محمود عبدالشكور ثلاث عشرة معركة اخترنا منها خمسا، هي: 'قال لي إنه أنفق عشرات الجنيهات على رحلة إلى الساحل الشمالي، فقلت له: ولا يهمك يا راجل، واعتبرها 'مصاريف إدارية'.
    - حتى الآن لا أجد برنامجاً للنهضة، كل ما نراه هو برنامج لكي يصلي الرئيس 'مرسي' في جميع مساجد مصر.
    - الفتاوى العشوائية بإهدار دماء المتظاهرين تؤكد اننا فقدنا دور مؤسسة عظيمة اسمها 'مستشفى العباسية'.
    - أثبت انقطاع المياه في عز الحر ان النهضة موجودة وبخير وفي أحسن صحة، بس ما بتطلعش للأدوار العليا.
    - ليس لدي ما أقوله سوى هذه العبارة القصيرة:
    'أيتها المصاريف الإدارية كم من القروض تؤخذ باسمك'.
    وما جاء في الفقرة الأولى عن المصاريف الإدارية سخرية من فتوى الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة الإسلامية التي برر فيها قبول - والعياذ بالله - ربا قرض صندوق النقد الدولي بأنه مصاريف إدارية'.

    سلفي يحذر الشيوخ الشخاشيخ من
    ضربهم على أقفيتهم بعد معركة إلهام شاهين

    وإلى المعارك اللذيذة والأكثر فائدة، للقلب والروح وهي معركة بعض مشايخ السلفيين مع الفنانات خاصة إلهام شاهين، ويعجبني من بينهم واحد فقط، حتى الآن - وهو السلفي عبدالسلام البسيوني لأنه خفيف ظل بدرجة فوق المتوسط، أي لم يحصل على درجة جيد، لأن مقاله في 'المصريون' يوم الثلاثاء كان عنوانه - حصانة للشيوخ الشخاشيخ - قال فيه وهو يصرخ ليخفي ضحكة ساخرة من زملائه المشايخ وهو يخاطبهم ويحرضهم على القتال للحصول على الحصانة: 'إما أن تنالوها الآن أيها المشايخ والدعاة أو فانسوا أنكم موجودون وأنسوا أن لكم قيمة أو أهمية ،لاحظتم بالتأكيد جرأة صاحبة الصون والعفاف إلهام شاهين وتبجحها بما قدمت من رذالات وتخلف فني وخلقي ووقوف نقابة الرقاصين معها واحتمائها بالقانون ومجلس الأمن وتهديدها بتدويل القضية، وتحول الدكتور بدر الذي واجهها إلى رجل 'بلا ظهر' ولا عزوة ولا مؤسسة تحميه، بل خرج من جحور الأزهر من يشهد للست إلهام بالبراءة الكاملة ويحكم على بدر بالإدانة الكاملة، ويحيا المشايخ النص كم، ومفتي مشاهد غرف النوم ومجتهدو البيكيني، وبعض الكتاب 'العربجية' يتكلمون وكأنهم آلهة ويحلون ويحرمون ويسبون ويحقرون ويريدون إسلاماً على هواهم أو لا يريدون.
    يا مشايخ يا سادتي الدعاة يا علماء الإسلام الرقاصات والهلافيت والغشاشون لهم نقابات تحميهم وتطالب بحقوقهم وحضراتكم ضحايا لهؤلاء، كلهم من عقود ضحايا للعسكر وللإعلام وللقضاء وللبلطجية الرسميين بجانب الإقصاء والمطاردة والتلفيق والتضييق والتلفيق والتعذيب وشكرا للمشايخ ال########ين الذين لم يغنوا عنكم من الظلم شيئاً، يا جريدة 'المصريون' قولي للدعاة والمشايخ على لساني دعوكم من الأزهر الرسمي - قاتله الله - نريد الأزهر الحي الحر الزاخر المعطاء، وأنتم يا سادتي الأعلون وأنتم الأعزة فإن وضعتم من أنفسكم فهنيئاً لكم الذل وضرب القفا وإن احترمتم ظن الأمة بكم فاعتقد أن مصر سيكون لها في الدنيا شأن وأي شأن، واللا إلهام شاهين أحسن منكم'.

    اعجب لجرأة بعض المتحدثين باسم الدين!

    ولم يكن خفيف الظل يدري ما ينتظره على يد زميلنا محمد حسن الألفي رئيس تحرير 'الميدان' الاسبوعية المستقلة، الذي قال في نفس اليوم عن نوعية معينة: 'اعجب لجرأة بعض المتحدثين باسم الدين يحملون درجة الدكتوراة ويلصقونها بلقب نوقره وننحني له، لقب فضيلة الشيخ ومع ذلك فإن لهم جرأة على ولوج طين السفالة بلا خجل، يقتبسون منه اللفظ العاري ال######، ينحتون فيه الأعراض وهم يعلنون رفع راية الإسلام، أعجب ان تكون لدين الله العظيم علاقة بالسفالة والبذاءة والانحدار، لفظاً وسلوكا، أعجب ان يخرج على الناس أفاع ينفرون الناس منهم يريدون بفعل التنفير التقرب إلى الله، لم يحدث قط ان تقرب الى الله مخلوق معجون بالكراهية والتحريض على القتل والحط من قدر الإنسان حتى لو كان معمماً أو مطلقا لحيته أو منتسباً لتيار يسبح بالله في الأماسي والأسحار، ديننا العظيم ليس دين ال######ين، طويلي اللسان المتجرئين على الآداب المتطاولين على الناس'


    ------------------

    مقالات


    عبور

    أنت مرسي‮!‬

    16/09/2012 08:48:37 م




    بقلم : جمال الغيطانى






    بعد ظهر الجمعة الماضي طافت ميدان التحرير مظاهرة هزيلة من الإخوان المسلمين الهدف منها كما قررت ابراء الذمة امام المؤمنين الغاضبين،‮ ‬ولكن العدد القليل بدأ متناقضا مع التصريحات الصادرة خصوصا عن الرجل الغامض الدكتور محمد البلتاجي مرة يدعم المظاهرات‮. ‬ومرة يهاجمها‮. ‬أصغيت الي الشعارات‮. ‬فجأة تغير الايقاع‮.. ‬اصبح‮ »‬أرفع رأسك أنت مرسي‮..«.‬
    ظننت في البداية ان الكلمة الاخيرة‮ (‬مصري‮)‬،‮ ‬منطقي ان يرفع رأسه لأنه مصري،‮ ‬لكن كيف يرفع رأسه ليكون مرسي؟،‮ ‬والله هذا جديد‮. ‬شككت في أمري،‮ ‬قمت الي المرآة،‮ ‬نظرت مدققا فلم أجد أي تغير بملامحي،‮ ‬تأكدت انها لم نتبدل والحمد لله،‮ ‬تأكدت انني لست مرسي،‮ ‬لكن هذا الجمع يخاطبنا عبر الهتاف‮ »‬أنت مرسي‮«‬،‮ ‬قلت ربما اذا رفعت رأسي سأجد‮ »‬مرسي‮«. ‬وقفت امام المآأة ورفعت رأسي،‮ ‬لكن ملامحي ازدادت شبهابي،‮ ‬لا أثرا لمرسي عندي،‮ ‬أنني مواطن مخلص،‮ ‬التزم بالتعليمات والسياسات والدعوات خاصة اذا جاءت من المظاهرات الشعبية،‮ ‬كيف سأصير مرسي؟،‮ ‬كيف سيصير الكل مرسي؟،‮ ‬كيف سيعرف كل منا الآخر عندما تتشابه الملامح‮ (‬وعندما يصبح الكل مرسي ألن يتضايق سيادته عندما يجد تسعين مليونا كلهم شبهه‮. ‬ماذا لو أدعي مجنون انه الرئيس؟‮)


    ‬منذ سنوات مررت بحالة حزن امتنعت عن حلاقة لحيتي،‮ ‬أذكر لحيتي التي نمت في ذلك الوقت،‮ ‬إنها مختلفة تماما عن اللحية الإخوانية،‮ ‬كيف سأصير مرسي إذن؟ لا يمكن ان أكون مرسي بدون لحية؟ بدون نظرة جانبية محذرة،‮ ‬منذرة‮!!‬،‮ ‬كيف سأكون مرسي او صورة منه علي الاقل وليس لي هذا العدد من الحراس الشخصيين يحيطون بها وقت الصلاة في القاهرة او روما؟ فكرت في احتمال وجود رغبة عند الاخوة في الجماعة بخلق رمز للبلاد،‮ ‬او للامة الاسلامية التي يؤمنون بها اكثر،‮ ‬لكنني فكرت ايضا،‮ ‬كيف يمكن خلق رمز بالهتاف،‮ ‬بل كيف اصبح مرسي لمجرد رفع رأسي؟ ان الامر يحتاج الي تراكم طويل فيه ما يشبه تأميم القناة واعتلاء منبر الازهر للجهاد تحت ازيز الطائرات وبناء‮ ‬السد والانحياز الي الفقراء،‮ ‬ان مرسي في حاجة الي احداث جلل كهذه،‮ ‬وحتي بعد هذا كله لن نصبح‮ »‬مرسي‮« ‬لأن الله خلق كل منا بملامحه واحواله،‮ ‬وهتاف كهذا دعوة للدكتاتورية المطلقة ولمخالفة ما جلبت عليه الانسانية‮ ‬،‮ ‬اقتنعت أنه هتاف ضار،‮ ‬وانه لا ضرر واقع لانني لن أكون مرسي أو‮ ‬غيره ابدا‮.‬



    -----------------

    مقالات


    خواطر

    »٢« بعد ايه؟ هل اصلاح الخطأ ممكن؟؟

    16/09/2012 09:18:17 م




    جـلال دويـدار [email protected]






    استكمل اليوم مقال الأمس حول التحالف الوطني الذي يجري تشكيله من كل القوي السياسية لمواجهة الهيمنة الاخوانية التي ساهم فيها المجلس الاعلي للقوات المسلحة. لابد هنا أن نذكر بكل أسف ان الدكتور البدوي رئيس حزب الوفد ــ بتاريخه العظيم ومكانته الرفيعة في العمل الوطني .ــ قد زج بالحزب في تحالف مع الاخوان ابان انتخابات مجلس الشعب المنحل وغير المأسوف عليه والذي يعكس تشكيله اشهر عمليات الخداع الجماهيري.
    ونتيجة للمعارضة التي ابداها بعض رموز الحزب بعد اكتشاف المناورة الاخوانية ضد هذا التحالف تم فضه ولكن بعد ــ خراب مالطة ــ وبعد أن حققت الجماعة من خلاله أهدافها. تجسد ذلك في الانتقاص من الرصيد الشعبي للوفد في الشارع المصري. هذه الحقيقة المؤلمة كانت واضحة في نتائج الانتخابات التي جاءت لصالح الجماعة.
    كان غريبا أن يأتي جنوح البدوي إلي هذا التحالف علي الرغم من رئاسته لحزب الوفد الليبرالي الذي مارس الكفاح والنضال علي مدي عقود طويلة مؤمنا بأن الدين الاسلامي هو مصدر التشريع وعلي اساس الانتصار للمواطنة المصرية. في نفس الوقت تم التغاضي عن هذه الاستراتيجية التاريخية التي تبناها زعيمه سعد زغلول والتي قامت علي مبدأ ان الدين لله والوطن للجميع وهو الهدف الذي اجتمع عليه الشعب في ثورة 1919 ومابعدها. وليس خافيا ان الوفد وفي ظل المساندة الشعبية الكاسحة علي مدي تاريخه الوطني كان يمثل العقبة الكئود امام تحركات جماعة الاخوان التي تم انشاؤها في ظروف مريبة عام ٨٢٩١ من اجل الحد من هذه الشعبية.
    لا جدال ان التحالف مع جماعة الاخوان من جانب حزب الوفد تحت رئاسة السيد البدوي كان سببا في شرذمة وتفتيت القوي الليبرالية وترك الساحة لجماعة الاخوان وللعناصر الانتهازية التي سقطت في كمين الجماعة وانتهي بها الأمر الي الابعاد والتهميش بعد ذلك.
    من المؤكد ان النجاح في بناء تحالف وطني قوي وحقيقي لمساندة الدولة المدنية المصرية بمرجعية اسلامية تقوم علي تعظيم العدالة والقانون والمواطنة.. هو مبادرة محمودة.
    [/B]


    amr-selim-1206-sudan3sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

09-17-2012, 05:57 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    فوق الكيك الكمّل بلادو فريك
                  

09-18-2012, 04:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الطيب شيقوق)

    شكرا الطيب شيقوق
    على المرور اتمنى ان تكون مستمتعا بالاخبار والحكاوى المصرية
    خليك معانا هنا
    تحياتى الخاصة لك



    -----------------


    الأقباط يطالبون الإمام الأكبر بوثيقة لمنع ازدراء الأديان



    17/09/2012 08:34:23 م




    كتب ضىاء أبوالصفا‮:‬


    طالب‮ ‬عدد من المثقفين الأقباط فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بإصدار وثيقة جديدة تعبر عن نبض الشارع المصري تشمل كيفية وضع ضوابط قانونية وأخلاقية لمنع ازدراء الأديان علي المستوي المحلي والدولي والممارسات الخاطئة في مجال الإعلام والثقافة والتعليم والخطاب الديني الإسلامي والمسيحي وكيفية التعامل مع قلق بعض المواطنين المسيحيين الذين يتخوفون من صعود التيارات الإسلامية إلي سدة الحكم في عدد من الدول العربية‮. ‬جاء ذلك خلال استقبال الطيب وفداً‮ ‬من المثقفين الأقباط أمس برئاسة سمير مرقص مساعد رئيس الجمهورية ومنير فخري عبدالنور وجورج اسحق ود‮. ‬ليلي تكلا والمهندس نبيل مرقص ود‮. ‬سامح فوزي ود‮. ‬مارجريت عازر‮. ‬وأكد شيخ الأزهر انه لا يوجد في مصر ما يسمي بالاضطهاد الديني وأنه لا اضطهاد في مصر لأي مواطن وخير ما يدحض هذه المقولة الروح الأصيلة للمصريين،‮ ‬انه خلال ثورة يناير،‮ ‬وعلي الرغم من‮ ‬غياب الأمن عن الشارع إلا انه لم يتم الاعتداء علي كنيسة واحدة‮. ‬كما أوضح فضيلته ان هناك مؤامرة علي مصر تستهدف وحدتها وأمنها واستقرارها،‮ ‬والعبث بالنسيج الوطني للمجتمع المصري من خلال إضفاء الصبغة الدينية علي بعض المشاكل الاجتماعية العادية،‮ ‬التي قد تحدث بين أفراد العائلة الواحدة،‮ ‬بقصد إحداث توتر في المجتمع المصري بما يحقق أهداف أعداء الوطن‮. ‬وأكد علي أن هجرة بعض المواطنين المسيحيين إلي الغرب يجب ألا تفسر علي أنها اضطهاد ديني بل هي سعي وراء تحسين الحالة الاقتصادية،‮ ‬وشأن المسيحي في ذلك شأن المسلم‮.‬
    وطالب فضيلة الإمام الأكبر أعضاء بيت العائلة ـ وهي مؤسسة تهدف إلي إعادة إنتاج وعي جديد لإظهار القيم الحقيقية للإسلام والمسيحية ـ أن يهتموا ببث روح التآلف والتسامح والأخوة‮.‬
    واستنكر وفد المثقفين الأقباط بالإجماع الاستهزاء بالرسل الكرام عليهم السلام،‮ ‬وأكدوا ان المقصود مما حدث من إساءة للرسول الكريم لم يكن الإساءة للإسلام فقط،‮ ‬ولكن هو للإسلام والمسيحية



    --------------

    عبور

    توضيح

    17/09/2012 08:39:43 م




    بقلم : جمال الغيطانى






    لست عضوا في أي حزب قائم أو تحت التأسيس أو في طريقه إلي الظهور ولن أكون‮. ‬هذا مبدأ ألزمت نفسي به منذ حوالي نصف قرن‮. ‬واثناء اعتقالي،‮ ‬بالتحديد في مرحلة التحقيق البشعة بمعتقل القلعة والذي كانت تمارس فيه جميع أنواع التعذيب‮. ‬كنت رقماً،‮ ‬اسمي ممنوع النطق به،‮ ‬تغيرت إقامتي مرتين،‮ ‬وكذلك اسمي،‮ ‬سبعة وثلاثون وثمانية وثلاثون‮. ‬أمضيت سبعة وثلاثين يوما منفردا،‮ ‬تقريبا ضعف المدة المخصصة للتحقيق‮. ‬ربما لأنني كنت الأصغر سنا وتصور المحققون ان مزيدا من الضغط يمكن ان يكسر الحلقة الصلبة التي تحمل الجانب الأثقل فيها صلاح عيسي والصديق محمد عبدالرسول والمرحوم أحمد المغربي،‮ ‬كان هدف التحقيق القاسي محاولة الوصول إلي معرفة ما إذا كنا أعضاء في تنظيم يساري سري أم لا؟،‮ ‬تلك قصة طويلة لم ترو كاملة بعد وتتصل بجيل الستينيات،‮ ‬وربما أعود إليها مفصلا،‮ ‬خلال فترة معتقل القلعة مررت بتلك الخلوة القسرية التي لم أعرف مثلها في حياتي،‮ ‬سبعة وثلاثون يوما يتشابه خلالها الليل والنهار،‮ ‬ما من أخبار عن العالم الخارجي،‮ ‬عزلة تامة ألا من أصوات الرحلات المدرسية التي تجئ لزيارة القلعة،‮ ‬في هذه الفترة وخلال هذه السن‮ ‬المبكرة أتخذت قرارا التزم به حتي الآن،‮ ‬إلا أكون عضوا في أي حزب،‮ ‬لا علني ولا سري،‮ ‬لم يكن ذلك بتأثير التعذيب أو التهديد‮. ‬فعندما اعتقلت كنت قد فارقت هذا التنظيم قبل عام كامل‮. ‬أدركنا ان الأديب خاصة والمبدع العام يجب ان يكون مستقلا عن أي إطار حتي يمتلك ناصية حريته،‮ ‬التزامي بمبادئ العدالة الاجتماعية والدفاع عن جوهر الإنسانية ينبع من داخلي‮. ‬هذا التوضيح ضروري لأنني فوجئت أمس بأسمي مدرجا ضمن قائمة من الشخصيات المحترمة كمؤسس لحزب يرأسه الفريق شفيق‮.. ‬هذا‮ ‬غير حقيقي بالمرة،‮ ‬لقد اتصل بي أصدقاء كبار يؤسسون لأحزاب أخري واعتذرت شارحا وجهة نظري،‮ ‬لم يحدث قط أن تحدثت مع أي شخص بخصوص حزب،‮ ‬أي حزب،‮ ‬ربما خلط البعض بين تعاطفي‮ ‬الشخصي مع الفريق شفيق وتصويتي له في المرحلة الثانية وبين علاقتي القديمة به منذ ان كان طيارا مقاتلا علي الميراج في قاعدة شاوة‮. ‬لكن المشاركة في تأسيس الأحزاب أمر مستبعد تماما،‮ ‬تماما بالنسبة لي‮.‬
    أكرر موقفي المطلق،‮ ‬انه لا صلة لي بأي حزب من الأحزاب الوطنية التي تتكاثر هذه الأيام وليتها تتحد،‮ ‬انني كاتب مستقل‮ ‬وسأظل مع احترامي للجميع


    ----------------

    وجدي غنيم يهاجم عادل حمودة ويصفه بالفاسق
    الإثنين, 17 سبتمبر 2012 19:08

    كتبت – إسراء إبراهيم: علق الداعية الإسلامي الشيخ وجدي غنيم على التصريحات التي أدلى بها أمس الكاتب الصحفي عادل حمودة قائلا: "الفاسق" عادل حمودة بخصوص تصريحه "إن الرسول – صلى الله عليه وسلم - ليس مصريا، لذا فلا تتدخل سفارتنا في أمريكا في موضوع الفيلم المسيء" هل كل صلة بالرسول الجنسية؟!.

    يذكر أن عادل حمودة قد قال في تصريحات له أمس أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس مصريا لكي تتحرك السفارة المصرية للدفاع عنه

    -----------------

    المطالبة بتجربة إسلامية مصرية لا تركية أو ماليزية.. وأبو الفتوح يطالب برئيس ثوري لا إمام مسجد
    حسنين كروم
    2012-09-17




    القاهرة - 'القدس العربي' رغم عدم التركيز عليها في صحف مصر أمس فأنا اعتقد أن أخطر خبرين هما الهجوم الذي تعرضت له قوات من الجيش والشرطة في شمال سيناء بأسلحة ثقيلة وقذائف آ ر بي جي وإلحاق دمار بمدرعتين، وخسائر أخرى في طائرة هليكوبتر، وإصابة ستة واستشهاد جندي، والهجوم شنته عناصر تكفيرية ومجرمة كما قال بيان الجيش، واستهدف قوات مشاركة في العملية نسر ومديرية أمن المحافظة ومبنى شركة النجدة، وفي نفس الوقت أصدر الجيش نفياً لما أذاعته قناة الجزيرة مباشر عن إقالة رئيس الأركان الفريق صبحي صدقي، وقال الجيش انه موجود الآن في السعودية لمتابعة المناورة البحرية المشتركة معها، وفي الحقيقة، فإن الذي يملك قرار الإقالة هو رئيس الجمهورية، ولا يعرف أحد، من الذي سرب للقناة هذا الخبر، وما هدفه منه، هل هو تمهيد فعلا للإقالة لإرضاء جماعات دينية اشتكت من أن عمليات الجيش تطال مدينتين لا دخل لهما بالإرهاب، خاصة أن الفريق صبحي يقود العملية نسر، وهو ما تسعى إليه قوى داخل الجماعة، خاصة وأن بيان المتحدث الرسمي باسم الجيش العقيد أركان حرب أحمد محمد جاءت فيه عبارات كاشفة مثل ان العمليات يتم تنفيذها بدقة وعناية لأن العناصر التكفيرية والإجرامية تختبىء وسط الأهالي، وأن الجيش يواجه الفكر بالفكر والسلاح بالسلاح.
    وفي الحقيقة فأنا لا أعرف معنى لعبارة مواجهة الفكر بالفكر، فهذه ليست مهمة الجيش، الاشتغال بالفكر، إلا إذا كان يقصد ان إدارات معينة داخل الجيش لها علاقات تاريخية وعميقة بالقبائل هي التي تتولى الأمر لا أن يتم تركه للجماعات الدينية السلفية التي ذهبت إلى سيناء بحجة التحاور، أو الوساطة، الله أعلم، لكن الذي نود التحذير منه هو أن أي قبول أو تهاون إزاء أي إهانة للجيش، ستكون نتائجها كارثية على الجيش والبلاد، ذلك ان كرامة الجيش وتماسكه فوق أي جماعة أو حزب.
    وأما الخبر الثاني الخطير فهو التحذير الذي أطلقه وزير الصناعة حاتم صالح من أن الإضرابات التي تحدث ستؤدي الى انهيار اقتصادي، وهو ما يعكس حالة الرعب التي بدأت تنتاب الحكومة والإخوان وذهولهم من استمرار موجات الإضرابات والاعتصامات، وأشارت الصحف الى استقبال الرئيس مرسي للرئيس السوداني وتصريح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بان زيارة الرئيس لأمريكا ستتم في موعدها المحدد، وزيادة عدد المقبوض عليهم في أحداث السفارة الأمريكية وموافقة لجنة شؤون الأحزاب على إشهار حزب الدستور.
    وإلى شيء من أشياء عندنا:

    مرسي محافظ والشعب
    سيجبره على ترك الجماعة

    ونبدأ بالمعارك الخاصة بالرئيس، وكان من أبرزها قيام استاذ علم النفس الدكتور أحمد عكاشة، بتحليل شخصية مرسي في حديث نشرته 'الوطن' يوم الخميس: 'متزن في انفعالاته بمعنى أنه لا يميل إلى الاندفاعية، ومحاولة التحفظ في القرارات حتى بعد نصيحة مستشاريه وحماية الإخوان له، كما أنه يغلب عليه ارضية تعليم ومرجعية الإخوان ويلاحظ ذلك من خلال خطاباته للشعب، ولوحظ ذلك خاصة في خطابه الأخير بمسجد عمر بن عبدالعزيز بمصر الجديدة حيث انه كان يتحدث كإمام مسجد وليس كرئيس جمهورية، كما أن سياق خطابه كان أشبه بخطاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - سيخلع ثوب الإخوان في القريب العاجل ويبدل به ثوب مصر لأن جلباب الإخوان لن يستمر طويلا بحكم طبيعة الشعب المصري الذي سيجبره على فعل هذا، هناك صحوة في الشارع المصري وإذا استمر المواطن المصري بهذه الطريقة فلن يستطيع مرسي أن تكون لديه سلطة مطلقة وعنجهية كما للرؤساء السابقين، كما أنه سيعدل من سلوكه الإخواني لأن إيمانه القوي سيجعله يفضل نهضة مصر على أي شيء آخر، كما أن شخصيته تحمل سمات إنسان غير متطرف لكنه لن يتغير إلا بعد عدة شهور لخلع جلباب جماعة الإخوان، الإخوان بدأوا بما انتهى إليه الآخرون وهم في حالة عدم ثقة وخوف من زوال ما حصلوا عليه من تحول سقوط الدولة في أيديهم بهذه السهولة، ولا شك أن شخصاً كان في معتقل ويلعب كل دوره تحت الأرض ثم يجد نفسه فجأة في الصدارة، ربما أدى به هذا إلى نوع من أنواع الاهتزاز النفسي، لأن ما حصل عليه لم يأت تدريجياً وهذا يؤثر في شخصية مرسي أيضاً. يثيرون ضجة كبيرة جدا بأنهم الأغلبية فيما يوجد أناس كثيرون ملمون جيدا أنهم ليسوا أغلبية، هناك شيء محزن للغاية لأن قيام معظم المساجد بحث الشعب على الوقوف وراء مرسي، وهناك قاعدة في علم النفس 'خير وسيلة لتحطيم إنسان أن تزيد من انتفاخه' لأن أي دبوس قادر على تفريغ الهواء الذي بداخله في لحظة، المديح والرأي الواحد يجعل الإنسان منتفخاً والطلب في المساجد أو المؤسسات بدعوة المواطنين للوقوف وراء مرسي يجعل من أي رئيس فرعوناً جديداً، ومرسي لابد أن يستمع للنقد، وهذا ما حذرت منه في عصر مبارك، والغريب أنهم يقولون ان 'السياسة والدين شيء واحد' وهذا غير صحيح لأننا لا نستطيع أن ننقد الدين ولكن من السهل أن ننقد السياسة، الجماعة هي الأقلية وتريد في ذات الوقت أن تسيطر على المجتمع كله، وهذا لن يحدث لأن نفسية المصريين تغيرت بعد الثورة'.
    هذا ما قاله الدكتور أحمد عكاشة، أما الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، الذي كان منافساً لمرسي في الانتخابات الرئاسية، فقال عنه يوم السبت في 'المصريون' في حديث أجراه معه زملاؤنا جمال سلطان وفتحي مجدي ونهى لملوم:
    'البلد تحتاج لرئيس ثوري وليس واعظاً دينياً، رئيس دولة يقدر المرحلة التي تمر بها البلاد، وأن يكون ممثلا للحالة الثورية ويدير البلاد بشكل ثوري وليس بشكل رئيس محافظ سياسياً ولسنا بحاجة إلى واعظ ديني أو إمام أو شيخ لأن لدينا الآلاف من الوعاظ والمشايخ'.

    أحد السلفيين حرق نسخة
    من الانجيل أمام السفارة الأمريكية

    وإلى أبرز ردود الأفعال على المظاهرات التي اندلعت بسبب الفيلم الذي أساء إلى نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، والتي تنوعت من مطالب علينا أن نطالب بها الأمم المتحدة - وأمريكا، ومن إدانة للعنف الذي حدث ضد السفارات الأمريكية والإجماع على اننا دخلنا الفخ الذي نصبه لنا من أعدوا الفيلم سواء للإساءة لصورتنا في العالم، أو لإشعال فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين المصريين والعرب تستفيد منها إسرائيل وأمريكا، كما أخبرنا يوم الأحد زميلنا الرسام المبدع في 'الوفد'، ولكنه قليل العمل - عمرو عكاشة، إذ كان لعربي يصرخ - إلا رسول الله - ويندفع في طريقه لا يرى المصيدة المعدة له - بينما ممثل لأمريكا يختبىء خلف شجرة وهو سعيد بغفلة العرب.
    وبالفعل قام أحد السلفيين بحرق نسخة من الانجيل، أمام السفارة الأمريكية، وقال عنه زميلنا بمجلة 'روزاليوسف' أحمد باشا: 'لا فرق بين 'أبو إسلام' والقس 'تيري جونز' - حرق المصحف - كلاهما باع نفسه للشيطان، كيف يرفع عينه في وجه أقباط مصر الذين خرجوا كتفاً بكتف وصفاً بصف متضامنين ورافضين للإساءة للنبي محمد؟ إن الله ورسوله لا يرضون عن فعلته الشنعاء وهو يحرق كتاب الله ويهين الرسالة السماوية، ويستبيح كلمة الرب ويدنسها، الكرة الآن في ملعب الدولة، في أول اختبار حقيقي للحكم من خلفية إسلامية، على السيد الرئيس استحقاقات بعد أن أقسم على وحدة الوطن وسلامة أراضيه، وأمثال 'أحمد محمد محمود عبدالله' وكنيته 'أبو إسلام' المحسوبين على التيار الإسلامي نموذج هدم في الدولة ومناهض لاستقرار حكم د. محمد مرسي، ويحاول إحراج نظامه، وتأليب الجبهة الداخلية بإشعال الفتنة الطائفية. سيادة الرئيس، اكشف لنا من يحمي هذا الرجل ويوجهه ويسمح له بالظهور على قناة 'الأمة' التي يمتلكها ويبخ في وجوهنا سمومه، في الوقت الذي اتخذت فيه الحكومة المصرية قرارات سريعة وحاسمة ضد الفراعين والقنوات السورية المؤيدة لبشار!'.

    بين لفظ الانجيل والبايبل الروماني اليوناني

    ولم يكن باشا يدري ان أبو إسلام لن يرفع عينيه فقط وانما صوته أيضاً، وبميكروفون حتى يسمعه العالم أجمع، فقد نشرت له 'صوت الأمة' يوم الأحد حديثاً أجرته معه زميلتنا الجميلة دينا الحسيني، قال فيه: 'قمت بحرق الكتاب الذي تسمونه أنتم الانجيل، وسأكرمه وأطلق عليه لفظ، البايبل، لأن الانجيل لفظ قرآني لا يرقى إليه الكتاب الذي بيد مسيحيي العالم العربي، والبايبل، يعني كتابا تم إعداده بروما واليونان، وتمت ترجمته إلى أن وصل إلينا بالعربية، وفي اللغات الأصلية، إذا أنا قمت بحرق ترجمة الانجيل وليس الكتاب المقدس، وأترك من يتهمني وشأنه فهذا لا يعنيني، لأني أرسلت رسالة لأقباط المهجر العملاء الخونة، الصهاينة بأننا يمكن أن نفعل مثلما فعلوا بكتاب الله، حرقت ما يدعى انه الانجيل بالانجليزية نسخة الملك جيمز، أما النسخة العربية فلم امسها احتراما لأقباط مصر، ولكن سأفعلها إذا لم يردع أقباط المهجر المصريون، خاصة الأرثوذكس سأحرق النسخة العربية ولا يعنيني مشاركة أقباط مصر في الوقفة مع المسلمين أمام السفارة الأمريكية، بل أطالبهم باتخاذ موقف، وشلح القساوسة من الكنيسة، فقط اعرف بهذا انهم جادون، وللعلم، لا أصدق أقباط مصر حين يتبرأون من أفعال بعض أقباط المهجر'.

    اندهاش من القبض
    على شاب مسيحي وترك أبو إسلام

    وكان في انتظار أبو إسلام في نفس اليوم - الأحد - زميلنا في 'الشروق' أحمد الصاوي، الذي اندهش من القبض على شاب مسيحي وترك أبو إسلام، قال: 'استبد الفضول بمواطن مصري مسيحي، كما استبد بالملايين بعد تلك الضجة عن الفيلم بحث عنه وشاهده وضغط على زر شير على موقع يوتيوب، فنشر الفيلم على صفحته الشخصية التي لا يراها سوى أصدقائه، واسأل أي عضو بالنيابة العامة عن التوصيف القانوني لكل حالة على حدة، لماذا تتحرك النيابة لمحاسبة وحبس شاب مسيحي نشر ما يسيء للإسلام ولا تتحرك لمحاسبة شيخ مسلم حرق علناً الكتاب المقدس لدى المسيحيين؟
    البلاغات موجودة وبعضها من محامين إسلاميين، هل القانون يجرم ازدراء الأديان أم ازدراء الإسلام فقط، هذا سؤال وليس اتهاماً'.

    العلاقة بين الإخوان وأمريكا
    وتراجع الجماعة عن المليونية

    طبعاً سؤال، ولكنه محرج جدا، لكن هناك عددا من أهل المكر والنباهة وبعد النظر، رأوا ان الذي يستحق الاهتمام هو العلاقة بين الإخوان وأمريكا، وتراجع الجماعة عن المليونية التي أعلنوا عنها نصرة للرسول، واتهموهم بالتخلي عنه، بينما زميلنا الإخواني أحمد شاهين، رئيس تحرير مجلة 'أكتوبر' هدد أمريكا صراحة على أساس أن تستفيد من الدرس، وتقوم بتعديل العلاقات مع مصر بعد اقتحام سفارتها، قال: 'يجب على الجانب الأمريكي أن يدرك أن العلاقات مع مصر لن تقوم إلا على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولتين، فقد انتهى الى الأبد عهد التبعية والهيمنة وفرض الشروط والاملاءات ويجب أن نبدأ علاقة جديدة تقوم على التعاون والشراكة الحقيقية، فنحن لا نريد مساعدات اقتصادية، كادت تنزوي وتتراجع، بل نريد استثمارات ومشاريع اقتصادية توفر فرص عمل حقيقية للمواطن البسيط، بل اننا نتطلع إلى ان تكون العلاقة المصرية - الأمريكية بعد الثورة وبعد 12 أغسطس نموذجاً يحتذى به في الاحترام والشفافية والنزاهة، وحتى يتحقق هذا الهدف يجب أن تهجر الولايات المتحدة بعض أقباط المهجر وأن تبتعد عن الكيل بمكاييل عديدة، وإذا كانت هناك محاولات لاقتحام السفارة الأمريكية بالقاهرة، فإننا نريد اقتحام عوائق العلاقات وإزالة الرواسب القديمة البالية التي صنعها النظام البائد، كما ابتدعها صُناع الديكتاتورية في واشنطن'.

    ما علاقة نجلي الرئيس بالفيلم الامريكي؟

    لكن المسكين لم يكن على دراية بنوايا الذين ينتظرونه هو وجماعته والرئيس ليحرجوهم إحراجاً لا مزيد عليه، ومنهم زميلنا وصديقنا حمدي رزق الذي تصنع الدهشة يوم السبت في عموده - فصل الخطاب - بـ'المصري اليوم' - وتساءل ببراءة شديدة: 'وما علاقة نجلي السيد الرئيس 'الشيماء وأحمد' بالفيلم الحقير، لا علاقة البتة، ولكن هناك من يزج بنجلي الرئيس في محرقة الفيلم باعتبارهما يحملان جنسية أمريكية والإساءة للرسول الكريم على الأراضي الأمريكية والرئيس اعتبر إهانة الرسول خطاً أحمر، أليس من بين هذه الخطوط الرئاسية الحمراء أن يظل نجلاه يحملان الجنسية الأمريكية، حتماً ولا بد أن يتنازل نجلا الدكتور محمد مرسي عن جنسيتهما الأمريكية 'وطنياً'.

    كيف يتقبل رئيس مصر
    وجود جنسية أجنبية في بيته؟

    كيف يتقبل رئيس مصر وجود جنسية أجنبية في بيته، بيت الرئيس ومكتبه وحجرة نومه، يقينا ستكون جميعاً مفعمة بأسرار الدولة العليا، نعلم أن نجلي الدكتور مرسي قد أحسن الرجل تربيتهما، ولكن أسرار الدولة العليا 'متعرفشي تربية' تعرف فقط الاحتياطيات والاحترازات، هناك خرق ظاهر للعيان في الجدار الرئاسي، كيف تؤمن أسرار الدولة العليا وفي بيت الرئيس أمريكان!، نعلم انهما حصلا على الجنسية الأمريكية بالميلاد فليتنازلا عنها بالاختيار، نحن نطلب من والدكما السيد الرئيس أن يقطع صلته بجماعة الإخوان وهي جماعة مصرية قلباً وقالباً، أفلا تقطعان الصلة بالجماعة الأمريكية تنازلاً وتوكلاً على الله، الجنسية المصرية فخر، هل رأيتما رئيساً أمريكيا أولاده متجنسين بالفرنسية ناهيك عن المصرية؟ وإلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا ويتنازلا طوعا أو كرهاً، ماذا فعل المواطن الأمريكي 'أحمد محمد مرسي وشقيقته الشيماء' إزاء إهانة دينهما ودين أبيهما ودين أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، لا نريد تغريدات ولاتوبتات ولا بيانات، كفاية بيانات الوالد، أبسط رد إلقاء الجنسية التي أهين تحت علمها سيد الخلق أجمعين تحت أقدامهما 'بأبي أنت وأمي رسول الله'.

    إلغاء الجماعة مليونيتها
    لنصرة الرسول

    وبعده مباشرة ودون أي فاصل زمني قال زميلنا وأحد مديري تحرير 'الوطن'، محمود مسلم عن إلغاء الجماعة مليونيتها لنصرة الرسول: 'أعتقد أن أكبر تحد يواجه الإخوان المسلمين الآن هو ماضيهم الذي حققوا خلاله جزءاً كبيراً من شعبيتهم على مهاجمة أمريكا ومحاولات كلامية لتصفية إسرائيل، وإذا كان البعض يشك في وجود تفاهمات أمريكية - إخوانية قبل وصول د. محمد مرسي إلى الحكم فإن رد الفعل الرسمي والإخواني على أزمة الفيلم المسيء للرسول 'صلى الله عليه وسلم' أكد بما لا يدع مجالا للشك قوة ومتانة العلاقات بين الإخوان وأمريكا على الأقل من طـــــرف الإخوان، جماعة الإخوان المسلمين لم تتحرك لنصرة رسول الله 'صلى الله عليه وسلم' واكتفوا بمسيرة رمزية هدفها الأساسي احتواء غضب المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية، وهو أمر غريب أن تنتفض 'الجماعة' لنصرة 'مرسي' في مواقفه وقراراته بينما تتقاعس عن نصرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى لا يغضبوا أمريكا و لو كانت الرئاسة اتخذت موقفاً حاسماً ضد هذا الفيلم المسيء لاحتوت غضب الشارع المصري، يا جماعة الإخوان نشتاق أن نسمع منكم ما كنتم ترددونه قبل الثورة وقبل توطيد علاقتكم بالأمريكان، 'بأبي أنت وأمي يا رسول الله'، وليكن الشعار الجديد 'بأبي أنت ومرسي يا رسول الله'.

    اتصالات مع دعاة الوعظ السلفي
    والحركات السلفية للتهدئة

    وقبل أن انتقل إلى قضية أخرى، فوجئت بزميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير 'التحرير'، يقول لي: عندي كلمة للتقرير سوف تسعدك، وهي: 'الجماعة حين أدركت أن فرقعات الهواء التي أطلقتها عقب حصار السفارة قد أغضبت الأمريكان، وأن الأمر وصل إلى درجة من انفعال واشنطن، سرعان ما سحبت دعوتها للمظاهرات التي كان مقرراً إطلاقها يوم الجمعة، وجرت اتصالات مع كثير من دعاة الوعظ السلفي والحركات السلفية للتهدئة، في الوقت الذي جاءت فيه أوامر مرسي حاسمة للأمن ووزير داخليته بمنع المظاهرات من الوصول لمبنى السفارة والرد بالعنف الواضح ضد المتظاهرين لردع هؤلاء عن العودة للسفارة، والثابت ان الإخوة الملتحين كلهم أخذوا أوامرهم بالرحيل وتركوا شبابا من المتحمسين والغوغاء لنيل الغاز والرصاص المعتاد، لن يخسر الأمريكان والإخوان صفقتهم الحالية أبداً، أما النبي فان له رباً يحميه'.
    ثم أجهش عيسى بالبكاء وأبكاني معه من خذلان الإخوان والسلفيين للرسول صلى الله عليه وسلم.

    القيادات المستقيلة
    من الإخوان تهاجم الجماعة

    وإلى المعارك الخاصة بالإخوان المسلمين، الحكام حالياً، والمحظورين سابقا، وتعرضهم إلى الهجوم، لا من جانب خصومهم فقط، وإنما من جانب قيادات بارزة منهم، تركت الجماعة تنظيمياً، ولكنها لا تزال على ايمانها بها، بسبب ما تعتبره سيطرة جناح سيد قطب الذي يغلب الولاء للتنظيم على ديمقراطيته، ونستمر في الإشارة إلى أبرز ما قالوه في سلسلة التحقيقات المتميزة التي تنشرها 'الجمهورية' القومية تحت عنوان - الخارجون من عباءة الإخوان - فيوم الثلاثاء نشرت حديثاً مع المهندس خالد داود، وأجراه معه زميلنا محمد عبدالمجيد، وأبرز ما قاله: 'نقطة الخلاف أصلاً ارتكزت إلى مجموعة سنة 65 وهي إشارة إلى قضية عام 65 بين عبدالناصر والإخوان وقضية سيد قطب الذي تم إعدامه.
    وكان أعضاء المجموعة وقتها شباباً صغيراً مثل الدكتور محمود عزت والدكتور محمد بديع والدكتور رشاد بيومي وقد تشربت هذه المجموعة فكر سيد قطب وفهمت أدبيات البنا وفكره من منظور الاستاذ قطب، والكثير من العلماء مثل الشيخ القرضاوي لديهم ملاحظات على فكر سيد قطب التي تستند إلى العسكرية في التعامل حيث عمل 'البنا' كتاباً أسماه التعليم وكان يدرس للإخوان المجاهدين كما قال بنفس التعبير حيث كان للأحزاب أجنحة عسكرية قبل عام 52 وكان للإخوان جناح عسكري أيضاً لوجود الانكليز على القنال ومشاركتهم في الجهاد في فلسطين، وكان هذا الكتاب أو الكتيب موجهاً لجناح سياسي عسكري تغلب وتسود فيه أوامر السمع والطاعة، وهو ما يتعارض مع جهاز سياسي أو دعوى لا تتواجد في نشاطه 'حكاية' السمع والطاعة، بل يتوافر أعضاؤه على الاستماع والنقاش والاختلاف، حتى لو كان مع القائد نفسه، يوضح للأسف سحب البعض هذا الكلام وبخلط متعمد وأسقطوه على الجماعة كلها، فأصبحت بمثابة تشكيل عسكري في مقدمة أولوياته الانصياع للسمع والطاعة والثقة في القيادة والرضوخ لمفاهيم وألفاظ لا تصلح لعمل دعوي أو سياسي فلا ينفع القول إن الثقة يجب أن تكون في القيادة فجأة بلا سابق معرفة بل انسياق دائم، فالثقة في القيادة لا يتم فرضها ولكن تجري عمليات مدروسة لبنائها بحيث تصبح أكثر إقناعاً بتجميع المواقف وتراكم المقومات بعث الثقة بلا فرض أو إخلاء وهذه أبسط أبجديات الديمقراطية، وعندما اتخذ الدكتور محمد حبيب موقفه باعتباره نائب المرشد الاستاذ 'عاطف' والفرق بين الاثنين في انتخابات المرشد صوت واحد، وكان يمكن أن يكون هو المرشد، إلا أن هذا لم يشفع له رغم مكانته، وقام هؤلاء الإخوة بما يشبه 'التعليم' عليه ليسقط - سامحهم الله - من ذهن الجميع، وكأنه لم يكن موجوداً بالنسبة لهم، وقد تبخر فجأة ونفس المواقف حدثت بشكل آخر مع الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح الذي خسرته الجماعة، والخلط المتعمد لمفهوم السمع والطاعة إلى درجة التحجر وراء ديكتاتورية القرار والنتائج الكارثية، هذه الممارسة تؤدي إلى فقد الجماعة لأبرز عقولها، ومفهوم السمع والطاعة ينال من الموهوبين وأصحاب القدرات المميزة والتي حباها المولى عز وجل بإمكانيات واستعدادات ذهنية وفكرية، ولا يمكن لهؤلاء أن يطيقوا العيش في مثل هذا الجو الملبد بغيوم السمع والطاعة.

    الاخوان في مرحلة
    الغنائم تبرز الاهواء

    ومن أبرز وأطرف المواقف عندما تم القبض على أحد أفراد الجماعة ولديه مليون جنيه في منزله وهي أموال الجماعة التي خرجت من جيوب الأفراد الذين يقتطعون من قوتهم سبعة في المائة وسوء التصرف أدى الى هذا بالإضافة للإساءة لسمعة الجماعة: 'ما أراه ألا نعيد انتاج أي من النماذج التركية أو الماليزية أو غيرهما وأن نطرح جميعاً للعالم كله النموذج المصري، فمصر قدمت في ثمانية عشر يوما أجمل ما فيها وبرهنت للجميع أن كل أبنائها من ناصري وليبرالي وقومي وعلماني وإسلامي والمرأة والرجل، والسافرة والحليق قادرون على التعايش وهو أجمل ما في مصر، لكن للأسف قدمت في الثمانية عشر شهرا التالية أسوأ ما فيها من تشرذم واستقطاب وعصبية وإقصاء، الآن في مرحلة الغنائم برزت أهواء شخصية عديدة وكل يبحث عن دوره في صدارة المشهد السياسي والاقتصادي والإعلامي ممن لم يجد له دوراً شعر بالتهميش، السعي إلى السلطة غنيمة بشكل أو بآخر والناس تتنافس على حب الرئاسة والسلطة، فالإنسان قد يبحث عن المال في فترة من حياته وقد يبحث عن المتعة الحسية في فترة أخرى، لكنه حين يكبر لا يبحث إلا عن السلطة، وليس ذلك في كل الأوقات غير مشروع.
    ما فعله الإخوان كان سعياً للسلطة لتحقيق أهداف مشروعة وعلى الشعب المصري أن يحاسبهم وفق ما صرحوا به وليس وفق ما يظنون فيهم فالبعض يقول انهم سيفعلون كذا وسيمنعون كذا، وكل هذا أمور ظنية، هناك فريق داخل قيادات الجماعة يؤمن بأهمية تقديم العمل التنظيمي على غيره وهو ما يصطدم مع من يقدمون أفكاراً إصلاحية داخل الجماعة، ولعل هذا ما تسبب في التصادمات مع الدكتور أبو الفتوح وكذا مع شباب التيار المصري، وكل من يطلب عليه التيار الإصلاحي.
    وكل من يطرح فكرة قد تصطدم بمن يرى بأهمية المحافظة على التنظيم والخوف من أي فكرة جديدة عليه، وأن تؤثر على تماسكه لكن من لا يقبلون الأفكار الجديدة قد يطويهم الزمن فالإنسان الذي لا يتطور يموت، فكم من حضارات كبرى سقطت وهو ما يصيب الجماعات ايضا وعلى الجماعة أن تتطور حتى تعيش'.

    هل رأيت ما حدث
    مع فاروق حسني مؤخراً؟

    وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه، ، فمثلا قام زميلنا وصديقنا والكاتب الساخر الكبير بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي بالدفاع عن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني بقوله عنه يوم الأربعاء الماضي: 'هل رأيت ما حدث مع فاروق حسني مؤخراً، الرجل غلطان طبعا كيف عمل مع نظام ذمته واسعة ولم يفتح مخه مثل الآخرين، لم يأخذ قيراطاً واحداً من أراضي الدولة، لم يحصل على حجرة من الفيلات الكثيرة في لسان الوزراء وفي مارينا، ترفع عن ذلك وقد مكث بالوزارة 23 سنة وخرج منها نظيف اليد، تعامل مع المليارات ولم يتربح مليماً، من الواضح أن فاروق حسني لا يعلم انه متهم في قضية مختلفة، وما يقولون عن ذمته المالية، مجرد قنبلة دخان تخفي الاتهام الحقيقي، وهو انه دخل معركة ضارية منذ ست سنوات ضد الحجاب، ووقف فيها أمام مجلس الشعب يدافع عن رأيه الشخصي، ولولا انحياز الرأي العام المصري ثم العالمي لجانب فاروق حسني لكان قد استبعد من موقعه، والإخوان لا ينسون ثأرهم، لا يغفرون أبداً، ومن غير المعقول أن يحاسبوه عن قضية حسمت الآن، يا ميت خسارة، وقد ساح كلام الانتخابات المدهون بزبدة، عن أن مصر للجميع، والرئيس لكل المصريين، فإذا بمصر للإخوان، والرئيس رئيسهم والكلمة كلمتهم، وقد جاءوا للانتقام والثأر وفرض الهيمنة'.

    مهاجمة المبدع وحيد حامد
    من أجل عيون الإخوان

    وإلى معركة خاضها يوم الأحد في عموده اليومي بـ'الوطن' - خارج النص - خالد منتصر ضد السيناريست مصطفى محرم والمخرج علي بدرخان بسبب موقفهما من الكاتب وحيد حامد، قال: 'هل هي صدفة أن يهاجم اثنان من السينمائيين، السيناريست المبدع وحيد حامد من أجل عيون الإخوان؟ بدون أن يطلب أحد منهما، وبمنتهى الحماس خرجا علينا متبرعين، السيناريست مصطفى محرم في مقال له بجريدة 'القاهرة' والمخرج علي بدرخان في حوار بجريدة 'الوطن' بالهجوم على وحيد حامد، قال مصطفى محرم ان وحيد قد كتب مسلسل الجماعة بأوامر من أمن الدولة، وأن وحيد جعل الناس يحبون حسن البنا في مسلسل الجماعة، والمدهش ان الاستاذ مصطفى محرم لو استعمل ذكاءه الحاد لعرف انه بذلك يمدح وحيد حامد، ولذلك كان عليه ان يهنئه بدل من ان يهينه لأن معنى ذلك انه كتب بتجرد وحيادية عن الشخصية ولم يعمل كمخبر أمن دولة كما ادعى، اما ما قاله المخرج علي بدرخان عن أن وحيد حامد كاتب متخلف، فهذا كلام لا يستحق التعليق ولكنه بالتأكيد يستحق الدهشة والاستنكار، كلام صادم من فنان له بصماته المميزة في عالم السينما، ولا أصدق أنه بهذه السهولة يهاجم سيناريست مميزا، وكبيرا مثل وحيد حامد من أجل ربح نقاط عند الإخوان، أو كسب ود، للأسف لن يحدث، وهذه هي الصدمة التي سيتلقاها بدرخان الذي لا يعرف للأسف أن الإخوان لا يعرفون إلا الإخوان، ولا يثقون إلا في الإخوان'
                  

09-18-2012, 09:52 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    561139_472481096118951_747563220_n1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

09-19-2012, 04:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)





    انتشار الإضرابات وأزمات الوقود يثير رعب الإخوان..

    وإخواني يطالب بخصم الخسائر من مرتبات الموظفين
    حسنين كروم
    2012-09-18


    القاهرة - 'القدس العربي'


    أبرز أخبار وموضوعات صحف مصر امس كانت عن استقبال الرئيس محمد مرسي وزيري خارجية إيران وتركيا، ومحادثات مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير والاتفاق على تنفيذ عدد من المشروعات، وكلها بدون أي استثناء تم الاتفاق عليها ايام مبارك، ومع ذلك خرجت صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' بمانشيت تقول فيه - زيارة البشير للقاهرة تفتح آفاق نهضة وادي النيل - أي انهم ضموا البشير الى مشروعهم دون أن يستشيروه مقدماًَ، وكانت الصحف في الأيام الماضية قد اكثرت من الاتفاقات الدولية التي ستؤدي الى هطول سيول الأموال علينا على طريقة علي بابا، دولارات، يوروهات، استرليني، ريالات قطرية وسعودية، ويوهانات صيني - أحمدك يا رب.. وفض الشرطة اعتصام طلاب جامعة النيل لتسليمها لجامعة زويل، واستمرار الاهتمام بالأحداث الخاصة بالإساءة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، واستعدادات القوى والأحزاب السياسية لمعركة انتخابات مجلس الشعب القادمة، وأزمة حزب النور السلفي، وإحالة الأمين العام لمجلس الشعب سامي مهران الى محكمة الجنايات، وهو ما سيفتح الباب الى حملات هائلة ضد الإخوان المسلمين لأن رئيس مجلس الشعب المنحل الدكتور سعد الكتاتني كان قد احتفظ به وتحدى قرارات النيابة بمنعه من السفر، أحسن.
    وإلى بعض مما عندنا:

    استعصاء اقتصادي يقلق
    الاخوان ويذكر بأيام مبارك

    تواصلت الإضرابات والاعتصامات لدرجة أثارت رعب الإخوان - لدرجة ان زميلنا عادل الأنصاري رئيس تحرير جريدة 'الحرية والعدالة' اتهم يوم الاثنين قوى سياسية بتحريكها بقوله: 'الأسباب التي تقف وراء الإضرابات الفئوية، كثير منها مشروع في أصله إلا ان بعضها يرجع الى من يدخل على خط هذه المطالب ويسعى لتأجيجها وتوظيفه لمصالح سياسية أو لتحقيق أهداف خاصة'.
    أي نفس الاتهامات التي كان يوجهها نظام مبارك بعد تزايد موجات الاضرابات والاعتصامات، وفي نفس العدد صرخ زميله محمد جمال عرفة مناديا باتخاذ اجراءات غير مسبوقة، لم يسبقه اليها احد في الشرق الأوسط، قال المسكين: 'الحل ببساطة كما أراه هو أن تعلن الحكومة رسمياً أنها سوف تقوم بخصم مقدار الخسائر التي تتكبدها أية مؤسسة يضرب عمالها عن العمل من مطلب هؤلاء العمال ورواتبهم مستقبلا، فأياً كان العاملون بمصر للطيران كبدوا الشركة خسائر خمسين مليون جنيه بخلاف سمعة الشركة وسمعه مصر عندما تعطلت رحلات الطائرات لدول العالم فيجب ان يتم خصم هذا المبلغ من رواتبهم، او من مكافآتهم التي سيحصلون عليها عقب الإضراب، والشيء نفسه مع عمال النقل العام وعمال أي مصنع يتوقف، مصر عاشت ثلاثين سنة وأكثر فسادا ومن غير المنطقي والمعقول ان تحل كل هذه المشكلات المتراكمة خلال أيام، فهذه المكاسب لالحاقه للهيئة بتلبيتها دون تدبير موارد مالية من الدولة، والدولة تعيش ظروفاً مالية صعبة في الوقت الحالي وليس هناك من حل غير الصبر عاما، او عامين بعدما صبرنا ثلاثين عاما.
    ولا بد أن نذكر بأن شركة مصر للطيران تعرضت أثناء تولي أحمد شفيق يا راجل وزارة الطيران المدني الى سلسلة من إضرابات المضيفين الجويين، ومهندس المراقبة وتوقفت الرحلات، ولم نسمع أبدا من تجرأ وطالب بفصل أي أحد أو تغريمه الخسائر، ولكن حتى لو طبقنا هذا الاقتراح فكيف سيتم حساب خسائر إضراب المدرسين؟ وبمناسبة إضرابهم، أخبرنا زميلنا الرسام هاني شمس بـ'أخبار اليوم' انه كان في زيارة أسرة صديقة وسمع الزوجة تقول لزوجها: - ما تيجي احنا كمان نعمل إضراب وماندفعش للولاد مصاريف المدارس.
    وفي نفس الوقت استمرت أزمة البنزين والسولار في عدد من المحافظات وأثرت على حركة النقل، واعلنت شركات المحمول ان أي ضريبة ستفرضها وزارة المالية على كل مكالمة، ستقوم بتحميلها للمشتركين.

    قنديل يسخر من الاخوان
    لخضوعهم لطلبات أمريكا المستمرة

    ونبدأ بردود الأفعال المتناقضة على الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكية، بسبب الفيلم الذي أساء لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وموقف الإخوان المسلمين الذي حير الكافة، فبعد أن دعوا إلى مظاهرات في الميادين، قاموا فجأة بحركة للخلف، در، واكتفوا ببعض وقفات أمام عدد من المساجد بعد صلاة الجمعة، وبدأ الكلام عن موقف أمريكا من الجماعة، وكانت فرصة لزميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل رئيس تحرير 'صوت الأمة' أن يقول والفرحة لا تكاد تسعه: 'لا تلقى ازدواجية الإخوان الظاهرة رضا أمريكا بالكامل فهي تريد ما هو أبعد من جهد أمني لحماية السفارة الأمريكية بالقاهرة، ومنع الاقتراب منها أو التصوير، فأمريكا تريد خضوعاً معلنا كاملا، وشراكة إخوانية فيما يسمى بالحرب ضد الإرهاب، لا أن يقول الإخوان باللغة العربية شيئاً يضاد ما يقولونه باللغة الانجليزية، ولأن يؤدوا فروض الطاعة في الكواليس ثم يتظاهرون بادعاء وطني أو إسلامي في العلن، وهذه محنة مرسي ومحنة الإخوان بالضبط فهم يعرفون حقائق دعم الأمريكيين لوجودهم في السلطة، وترحيب واشنطن بصفقة 'الخروج الآمن' لرجال المجلس العسكري السابق ثم ارتياح تل ابيب المعلن للتعاون الأمني الخفي مع حكومة مرسي، وخضوع مرسي الفوري لطلب إسرائيل سحب الدبابات المصرية من منطقة شرق سيناء، وقد لعبت واشنطن دور المسهل الضاغط لإزالة عقبة الدبابات التي أزعجت إسرائيل، ثم جاء الوفد الاقتصادي الدبلوماسي المخابراتي الأمريكي لفحص نوايا مرسي عن قرب، وبدأ الوفد مرتاحا لأن كل شيء في مصر بقي على حاله، ولم يتغير هوى الإدارة المصرية الجديدة عن مثيلتها أيام المخلوع مبارك، وهاهي الإدارة الأمريكية تشن الهجوم المعاكس بمناسبة الفيلم المسيء وردود أفعاله وتريد إعلاناً صريحاً من الإخوان والرئيس مرسي بالخضوع التام والقبول بالوضع الممتاز للسفارة الأمريكية باعتبارها دار المندوب السامي في مصر'.

    مظاهرة هزيلة للإخوان لإبراء الذمة

    والذي يلفت الانتباه هنا أنه استخدم كلمة الأخ لوصف حسين أوباما، فهل أوباما عضو في الخلايا النائمة للجماعة؟ ومن يدري، فهؤلاء الإخوان أهل حيل عجيبة.
    المهم انه بعد أن تحدى الرئيس مرسي أوباما حسبما قال زوبع، فقد لاحظ زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' والأديب لكبير جمال الغيطاني شيئاً لفت انتباهه وقال عنه يوم الاثنين: 'بعد ظهر الجمعة الماضي طافت ميدان التحرير مظاهرة هزيلة من الإخوان المسلمين الهدف منها كما قررت إبراء الذمة أمام المؤمنين الغاضبين، أصغيت الى الشعارات فجأة تغير الايقاع أصبح 'أرفع رأسك أنت مرسي' ظننت في البداية أن الكلمة الأخيرة 'مصري' منطقي أن يرفع رأسه لأنه مصري، لكن كيف يرفع رأسه ليكون مرسي، والله هذا جديد، شككت في أمري قمت الى المرآة نظرت مدققاً فلم أجد أي تغير بملامحي تأكدت أنها لم تتبدل والحمد لله، تأكدت أنني لست 'مرسي' لكن هذا الجمع يخاطبنا عبر الهتاف 'أنت مرسي' قلت ربما إذا رفعت رأسي سأجد 'مرسي'، وقفت امام المرآة ورفعت رأسي لكن ملامحي ازدادت شبها بي لا اثر لمرسي عندي، أنني مواطن مخلص التزم بالتعليمات والسياسات والدعوات خاصة إذا جاءت من المظاهرات الشعبية كيف سأصير مرسي؟ كيف سيصير الكل مرسي؟ كيف سيعرف كل منا الآخر عندما تتشابه الملامح أو عندما يصبح الكل مرسي، ألن يتضايق سيادته عندما يجد تسعين مليونا كلهم شبهه، ماذا لو ادعى مجنون أنه الرئيس؟، كيف سأكون مرسي أو صورة منه على الأقل وليس لي هذا العدد من الحراس الشخصيين يحيطون بي وقت الصلاة في القاهرة أو روما؟ فكرت في احتمال وجود رغبة عند الإخوة في الجماعة بخلق رمز للبلاد أو للأمة الإسلامية التي يؤمنون بها أكثر'.
    وحكاية نظر جمال في المرآة ليتأكد أنه كما هو شكلا، ولم يتغير إلى مرسي، تذكرني بما كنت أسمعه في حوارينا في الخمسينيات، بعد ان اعترف خالد الذكر بالصين الشعبية لأول مرة، وبدأ المصريون يشاهدون الصينيين بكثرة لأول مرة، فكانوا يتساءلون، كيف يعرف هؤلاء الناس انفسهم وكلهم شكل واحد، والوحيدان اللذان كان في شكلهما اختلاف يمكن تمييزهما به، كان الرئيس ماوتي تونغ، ورئيس الوزراء شوان لاي، إييه، إييه، وهكذا ذكرنا الغيطاني بالذي كان يا ما كان، من أيام الخمسينيات، وما أدراك ما الخمسينيات.

    أوباما يستكثر علينا
    أن يكون لدينا رئيس مستقل

    لا، لا، العكس هو الصحيح، ذلك أن مرسي أثار قلق أمريكا وهو ما قال عنه في نفس اليوم - الأحد - الإخواني حمزة زوبع في 'الحرية والعدالة': 'يبدو أن تحركات الرئيس محمد مرسي الأخيرة قد أغضبت أخونا باراك حسين أوباما، كما أن الضغط اليهودي عليه في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة قد جعله يقدم على تصريحه قائلا: مصر ليست حليفاً وليست عدوا، يعني منزلة بين منزلتين كما يرى الأخ أوباما! استكثر أوباما علينا نحن المصريين أن يكون لدينا رئيس مستقل يسعى إلى مصلحة بلاده دون الدوران في فلك البيت الأبيض، وقد كتبت ذات مرة أن الرئيس مرسي يعرف أن الطواف لا يكون إلا حول الكعبة والبيت الحرام وليس حول البيت الأبيض الأمريكي، ومكالمة الرئيس مرسي لأوباما وتصريحه بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - والمقدسات الإسلامية خط أحمر، أن أمريكا ربما أرادت أن تدبر الأحداث على طريقتها وهو أمر قد رفض، لم يتعود أحد في البيت الأبيض من رئيس دولة في العالم الثالث أن يضع له خطوطا حمراء لذا فقد أبدى أوباما انزعاجه وحذر من مغبة عدم السيطرة على الأمور! والحق يقال - وهذا واجب - ان الخارجية الأمريكية عبرت بكل قوة عن رفضها لأي مسلك ينال من العقائد والأديان والمقدسات، ولكنها للأسف وضعته في خانة الإبداع والتعبير عن الرأي، وهنا أتساءل، ماذا لو انتج أحد العرب فيلما عن اليهودية كدين والصهيونية كسياسة؟ هل كان الأمريكيون سيقفون مكتوفي الأيدي أم كانت الدنيا ستقوم ولا تقعد وربما زايد كل الساسة الأمريكيين علينا توددا لليهود؟'.
    والدكتور حمزة زوبع هو رئيس ملف المشاريع في اللجنة المصرية - الكويتية لرجال الأعمال، وقد عرفت هذا لأول مرة من الحديث الذي نشرته له 'الحرية والعدالة' يوم الاثنين، وهكذا، اظهر وبان يا زوبع، عليك الأمان.

    يوميات أبو يكح في احد معسكرات الإخوان

    وإلى الإخوان المسلمين ومعاركهم المتواصلة، هجوماً عليهم، وهجمات منهم ضد مهاجميهم وخصومهم، وكان أغرب المهاجمين لهم هو أبو يكح الجوسقي وهو الاسم الذي تستخدمه جريدة 'فيتو' الأسبوعية المستقلة التي تصدر كل ثلاثاء، وتتخذ موقفاً ضد الإخوان على طول الخط ويرأس تحريرها زميلنا وصديقنا عصام كامل، ففي ملحقها عدد الثلاثاء قبل الماضي، أخبرنا أبو يكح بما هو آت: 'قال لي الأخ آدم عرفتك يا أبا يكح الجوسقي وقرأت لك كثيراً وأحب أن أخذك الى مكان لا يذهب إليه أحد أبداً إلا إذا كان عضواً في جماعة الإخوان، حدث في ليلة صيفية من الليالي التي تنقطع فيها الكهرباء، منذ أن أصبح الأخ محمد مرسي رئيساً على البلاد طلب مني الأخ آدم أن أغير هندامي وأن أترك لحيتي خفيفة وأن أضع زبيبة الصلاة على جبهتي، ثم أخذني وذهب بي الى منطقة المقطم، توغل بي الأخ آدم في الصحراء ثم وجدنا أمامنا سوراً كبيراً وفي منتصفه بوابة أشبه ما تكون ببوابة السجون، قال الأخ آدم لمسؤول الأمن على البوابة، معي وارد جديد أريد أن أسلمة للإخوة في الداخل، وفي التو دخلنا واجتزنا عدة بوابات أخرى، وأخيراً تسلمني الأخ المختص، أخذ يتفحصني ثم قال للأخ آدم: هل أنت واثق أنه يصلح كمقطف بودان أو جردل؟ رد الأخ آدم: والله يا أخي الفاضل نحن في القسم عندنا مسحنا عقله، وهو الآن تحت يديك إن شئت جعلته جردلا وان شئت جعلته مقطفا، أنت وشأنك، أدخلوني بعد ذلك على قاعة فسيحة فوجدت فيها عشرات الشباب يجلسون على الأرض - أدخلونا في تمرينات عملية، وكان من التمرينات أن يضرب الأخ أخاه بالقلم على وجهه فجأة دون أن يكون هناك سبب، فإذا غضب الأخ وقال: لماذا ضربتني قال له الأخ الضارب: ضربتك وفقاً لتعليمات المرشد، وهنا يجب على الأخ المضروب أن يقبل يد الأخ الذي ضربه حباً وكرامة، اليوم الأخير للمعسكر طلبوا منا أن نغني أغنية واحدة طول اليوم وهي: 'نحن الإخوان أنصار الله، نحن الإسلام عباد الله، وسنقضي على أعداء الله'.
    وقبل حفلة التخرج والترقي التي يتم منح الأخ فيها شهادة صلاحية، طلبوا من كل واحد منا أن يردد عشر مرات في سبيل 'المرشد أهتف الآن، أنا مقطف بودان، وجردك وخيشة فأنا من الإخوان'، لا يظن أحدكم ان هذه قصة خيالية اقترفها من خيالي ذات ليلة ولكنها حقيقة قد لا يصدقني أحد، وقد تظنون أنني أبالغ وأدعي الأقاويل على جماعة الإخوان، ولكن ما قلته هو الذي يحدث، أقسم لكم وأنا غير حانث في قسمي أن أبا يكح الجوسقي قال لكم الحقيقة'.

    الترويج لشعار الأخونة وشعار التكويش

    لكن يوم الخميس رد صاحبنا الإخواني شعبان عبدالرحمن في 'الحرية والعدالة' على أبو يكح وغيره قائلاًً عنهم: 'التيار العلماني بمعظم فصائله 'ليبرالي - يساري - ناصري - الخ' الذي يقود حملة التشهير بالنظام الشرعي القائم وبعد الترويج لشعار الأخونة ومن قبله شعار 'التكويش' أحد أدواته، لا يرمي من وراء ذلك منع غلبة كوادر الإخوان على مؤسسات الدولة بل يسعى بكل ما أوتي من آلة إعلامية لمنع وجودهم أصلا، ومن يطالب أي تشكيل لأي مؤسسة سيجد ان نسبة الإخوان فيه لا ترقى الى الثلث أو الربع وإنما نسبة كيفية مع أن من حقهم كحزب حاكم أن يشكل بالطريقة التي تمكنه من تنفيذ برنامجه مثلما يحدث في كل بلاد الدنيا المحترمة، لكن الذي يبدو أن هؤلاء الرافضين كبر عليهم مشاهدة الإخوان على كرسي الحكم بعد ان تعودوا على مشاهدتهم في غياهب السجن طوال اكثر من ستين عاما، فأصبح مطبوعاً في ذاكرتهم ان المكان الطبيعي للإخوان هي السجون، لقد ولى عهد سجون للإخوان - بإذن الله - وصاروا كبقية الشعب المصري لكن شلة العلمانيين المتربعة على عرش الإعلام لم يهدأ لها بال ولم يقر لها قرار، وبقيت متربصة لاقتراب أي شخص محسوب على الإخوان من أي موقع لتقيم الدنيا ولا تقعدها عن 'أخونة الدولة' تارة و'التكويش' تارة أخرى'.

    مجلس اديني سبحة
    وسواك وخدني على العجلة وراك

    ويبدو أن كلام شعبان لم يعجب طبعاً زميلنا وكاتب 'صوت الأمة' الساخر وخفيف الظل محمد الرفاعي لأنه قال: 'كان المشهد الأول، عندما خرج علينا الدكتور محمد مرسي وسط مشايخ الحرية والعدالة ومجلس قبة سيدنا الولي في سابقة لم تحدث في تاريخ العالم الحديث، ولا القديم ولا حتى الحجري، وأعلن نجاحه في انتخابات الرئاسة قبل إعلان النتيجة رسمياً على اعتبار أن الوحي قد نزل عليهم وبشرهم بالرئاسة، ويبدو أنها كانت تعليمات من دار الخلافة لفرض سياسة الأمر الواقع.
    وأن أي نتيجة أخرى، لابد أن تكون تزويرا من مجلس الفاتحة للعسكري، سبع السباع المفتري، وكان المشهد خروج الحاج سعد الكتاتني، قائد حركة تأخذ هولز يامولانا، والذي مازال حتى الآن يركب العربة المصفحة بتاعة مجلس اديني سبحة وسواك وخدني على العجلة وراك، وأعلن بالفم المليان، جايز برضه الوحي هبط عليه ساعة مغربية - أن مجلس سيدنا الولي سيعود بحكم المحكمة الإدارية وهو كلام خطير، بل يمثل كارثة قانونية ودستورية وإنسانية في ذات الوقت، خاصة أن أي واحد متلقح على القهوة بيطفح شيشة ولا جنزبيل عارف ان حكم المحكمة الدستورية العليا لا يجوز الطعن عليه وبالتالي، فالمشايخ يدبرون مصيبة في الخفاء كعادتهم دائما.
    وإما أن يكون الدكتور مرسي بعد التشاور مع مكتب الارشاد ينوي إصدار قرار بعودة المجلس والمحكمة الدستورية يعمل ما بدا لها والثوار يخبطوا دماغهم في الحيطة أو في توك توك اللي يعجبهم فالعمائم المسلحة جاهزة ورأس الوطن أينعت وحان قطفها'.

    مشهد الضباط المتظاهرين
    بالزي الرسمي واللحى

    وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب اصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، وقد أهدى إلينا عدد من زملائنا معارك تدور حول الإسلاميين وأفاعيلهم التي أجبرت الحجر على النطق، ذلك ان زميلنا بـ'الأخبار' محمود عطية صاح يوم الخميس متعجباً: 'مشهد الضباط المتظاهرين بالزي الرسمي واللحى أمام مبنى وزارة الداخلية، واعتصام مضيفات بمصر للطيران مطالبين بارتداء الحجاب والتهليل لحجاب مذيعة ظهرت في نشرة التاسعة، كلها رسائل تؤكد التمسك بالإسلام الشكلي وغض الطرف عن الإسلام السلوكي الذي لم ينتفض أحد لمناصرته والتظاهر من أجله، ولم يسأل أحد لماذا لم يتمسك هؤلاء الضباط المتظاهرون الملتحون بزيهم الرسمي بالدفاع عن لحاهم كشعيرة إسلامية في ظل النظام السابق؟! ولا ادري هل من الإسلام ألا ينتفضوا لكم التحرش والجرائم والبلطجة التي تسود حياتنا ويتفرغون للحاهم وهم رجال شرطة تحتاجهم الداخلية في هذا الوقت العصيب، ويؤجلوا لحاهم قليلا حتى يستتب الأمن وتلتقط الداخلية أنفاسها التي تكاد تنقطع من اللهاث جريا وراء الخارجين عن القانون، وهل حلت مشكلة المضيفات بتصميم زي جديد لهن يتفق مع ارتداء الحجاب، أخشى أن يمتد الإسلام الشكلي وترفض المذيعات الحديث مع غير المحجبات وتعطل الرحلات الجوية حين يرفع الأذان وتعلق لافتة على اقسام الشرطة: مغلق للصلاة'.

    سخرية من الاخوان بعد إعلان أوباما القدس
    عاصمة لإسرائيل بدلا من الخلافة الإسلامية

    وإلى معركة أخرى محرجة جدا بالنسبة لصفوت حجازي لدرجة أن وجنتي أحمرتا خجلا نيابة عن وجنتيه رغم ان صاحب المعركة هو صديقي وزميلي حمدي رزق، الذي قام بزغزغة صفوت يوم الأحد في عموده اليومي بـ'المصري اليوم' - فصل الخطاب - بقوله: 'امسك الدكتور صفوت حجازي لسانه، لم ينبس ببنت شفة، صمت الحملان، الرسالة وصلت الإدارة الامريكية حارت في تفسير صمت حجازي، فريق استخباراتي أمريكي يعمل على مدار الساعة تحسبا لرد فعل حجازي، التحركات السرية لحجازي، الصور المنقولة لحجازي جميعها، يحك لحيته، صمت حجازي على إهانة أوباما يحير أجهزة الاستخبارات العالمية، حجازي روحه في مناخيره، ما الذي يصبره على أوباما بتجاوز الحدود قال بالفم المليان القدس عاصمة لإسرائيل، عيب الكلام ده، حجازي حاجز القدس قبل أوباما، القدس عاصمة دولة الخلافة الإخوانية، أوباما حفر قبره، لعب في عداد عمره، الخلافة الإسلامية فرض عين على حجازي وإخوانه، وعد من المرشد وفتح قريب، لا خلافة إسلامية بدون القدس، كيف يسطو أوباما على القدس المسجلة في الشهر العقاري باسم صفوت حجازي، حجازي قادم يا أوباما لتحرير القدس، معلهش احنا بنتكلم'.
    ومعلهش احنا بنتكلم هي عبارة الفنان أحمد آدم في مسلسل القرموطي.

    جريدة الشيخ محمد حسان
    تحرض المسلمين ضد نجيب ساويرس

    ويوم الجمعة ارتكبت جريدة 'الرحمة'، الأسبوعية التي تصدر عن مؤسسة الرحمة المملوكة للداعية الشيخ محمد حسان خطأ لا يمكن غفرانه، ففي بابها بالصفحة الأولى ـ كرسي الاعتراف ـ وضعت عليه صورة رجل الأعمال نجيب ساويرس، وقالت على لسانه: 'اقر واعترف أنا الموقع أدناه نجيب أنس ساويرس رجل الأعمال الشهير بأنني لم أندم يوماً على ما فعلته بحق الإسلاميين الذين صعدوا إلى سدة الحكم في مصر بعد ثورة يناير، وأقول هذا حتى يعلم الجميع أن المشكلة مسألة عقيدة، وليست خلافات سياسية كما يحاول البعض أن يروج هذا دفاعا عني، وأؤكد انني مازلت مصراً على ما قلته خلال لقاءات تليفزيونية في أوروبا وكندا وطالبت خلالها المجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري والسريع لحماية الاقباط في مصر، وربما هذا الكلام مبالغ فيه لكن هذا إحساسي كنصراني يخشى من المد الإسلامي الحادث في وطننا الآن، كما اعترف بأنني كنت الممول الرئيسي لكل الأصوات والأفكار والتيارات المعادية للمشروع الإسلامي بدليل دعمي القوي للدكتور محمد أبو حامد ولعدد من أقباط المهجر الذين احتاج إليهم كثيراً عندما يحتاج الأمر لتصعيد قضايا الاقباط خارج مصر، أقول هذا رغم انني ادعي الوطنية وأزعم انني أسعى دائماً للحفاظ على هوية مصر'.
    وهذا للأسف، تحريض ديني سافر، وإثارة للفتنة ويحمل اتهامات يعاقب عليها القانون.
    وتدعونا الأمانة هنا الى القول، بأنه رغم انني هاجمت من سنوات المهندس نجيب ساويرس بسبب مواقفه المعادية لخالد الذكر وسياساته ولثورة يوليو، فإن من الضروري التأكيد عى انه رجل يتصف بصراحة كاملة تدعو لاحترامه رغم أي خلاف معه، ذلك ان العاملين في شركاته وشركات أخوته اكثر من تسعين في المائة منهم مسلمون ونسبة من السيدات والبنات محجبات، وانه يخرج سراً مساعدات ضخمة لمواطنين مسلمين، ووالدته لها أعمال خيرية عديدة، وقدم مساعدات للشباب اثناء ثورة 25 يناير وشارك فيها، وموقفه العلماني من المطالبة بعدم خلط الدين بالسياسة معلن من سنوات سابقة، وكان يهاجم الكنيسة والبابا شنودة لعملهما بالسياسة، وطالبهما بالقيام بدور روحي فقط، وعدم التحول لكيان سياسي للأقباط، هذا ظلم وتجن لا يجوز، وطائفية مقيتة، والغريب ان المسلمين الرافضين للتيار الديني والمهاجمين له، أشد ضراوة وعنفا.

    المتطرفون المسلمون حقنوا الناس بالكراهية

    وإلى 'اليوم السابع' يوم الأحد وزميلنا وائل السمري وقوله عن المتطرفين المسلمين:
    'حقنوا الناس بالاحتقان والكراهية وما أن فرغوا من حقنهم حتى اكتشفوا أن أياديهم 'في النار' وليست في 'المية' كما كانت قديما، دعوا الى تظاهرة حاشدة وتراجعوا، أشعلوا الدنيا في قنواتهم ثم قالوا لم نكن نقصد، أشركوا الالتراس في التظاهرات ورحبوا بانضمامهم إليهم ثم تبرأوا منهم وقالوا لا نعرفهم، كان خيرت الشاطر يداعب مشاعر الأمريكان ويناجيهم بعزائه في سفيرهم على موقع الإخوان الصادر بالانجليزية، بينما كان موقع إخوان أون لاين العربي يحشد الناس ضد أمريكا وسفارتها وإن كنا نحن قد اعتدنا على هذا الاضطراب وتعودنا على بلع أكاذيبهم الواحدة تلو الأخرى، فالأمر مختلف بالنسبة لأمريكا التي اكتشفت سفارتها هذا التناقض فأبرزته في تصريحاته بأنها تتابع المواقع العربية ايضا، ولم يكن ينقص فقط إلا أن تحمل السفيرة الأمريكية لافتة عريضة مكتوب عليها 'إخوان كاذبون'. الشيخ ياسر برهامي صاحب فتاوى الكراهية واحتقار الدين المسيحي الذي حرم من أشهر تهنئتهم بالأعياد أو الترحم على أمواتهم قال: إن العقيدة المسيحية عقيدة فاسدة، في ازدراء واضح للديانة المسيحية، وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه بعد أن تم إحراق الانجيل أمام السفارة وبعد أن عرف الأمريكان ان حزب النور وغيره من الكتل السياسية السلفية هي التي تقود المظاهرات فأخرج فتوى تتناقض مع خطابه الكريه السابق'.

    قصة شارع النبي دانيال مع الكتب بالاسكندرية

    وإلى معركة أخرى مختلفة خاضها زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' صلاح منتصر يوم الاثنين، عما حدث في شارع النبي دانيال بالإسكندرية: 'يقول خالد علي: ان شارع 'دانيال' اشتهر منذ الستينيات بأنه ملتقى المثقفين وبيع الكتب المستعملة بقروش قليلة إلا أنه مع انخفاض إقبال الناس على القراءة وانخفاض البيع اتجه معظم من كانوا يبيعـــون الكتب المستعملة الى بيع الكتب الدراسية المستعملة والمجلات القديمة بالإضافة الى بيع الخردوات والمياه الغازية والمناديل وغيرها، وفي السنوات العشر الأخيرة ومع انتشار ظاهرة الباعة الجائلين ثم احتلال الشارع بشكل مقزز من باعة الملابس والأحذية وغيرها من السلع الأخرى. يؤكد المهندس سعيد عبدالعزيز هذا المفهوم فيقول: إن أكشاك النبي دانيال 'كما هو مسمى بلوحة الشارع' هي الكتب التاريخية وكتب جامعة الإسكندرية للأعوام السابقة والكتب المدرسية سواء كتب الوزارة او الكتب الخارجية، تسمية الشارع لا ترجع للنبي دانيال وإنما في الأغلب الى أحد قادة الحرب العالمية اسمه 'اللنبي دانيال' أما جامع النبي دانيال الموجود في الشارع فيرجع الى الشيخ محمد دانيال الموصلي أحد شيوخ المذهب الشافعي الذي قدم الاسكندرية في نهاية القرن الثامن الهجري واتخذ من الإسكندرية مكانا لتدريس أصول الدين وعلم الفرائض على نهج الشافعية حتى وفاته سنة 810هجرية فدفن بالمسجد وأصبح ضريحه مزارا للناس'.

    غير مقبول أن يكون
    رئيس الوزراء مروجاً للشائعات

    وآخر معارك اليوم ستكون من نصيب زميلنا وصديقنا محمد أمين، وكانت ضد رئيس الوزراء وقوله عنه: 'لا ينبغي أن يمر تصريح الدكتور هشام قنديل مرور الكرام.. قنديل قال: 'بعض المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية تلقوا أموالا'. نحن نريده أن يكشف وهو رئيس الوزراء من هم؟ غير مقبول أن يكون رئيس الوزراء مروجاً للشائعات، لا أتصور أنه يقصد خيرت الشاطر أبداً، المعلومات تؤكد أن خيرت الشاطر هو رجل الأعمال الذي له اتصالات بالمتواجدين في الميدان منذ اندلاع الثورة، إذن هو رجل أعمال آخر من أصحاب القائمة السوداء عند الإخوان وعند الحكومة، فكيف لم يقدمه للمحاكمة بتهمة تكدير السلم والأمن العام؟ كيف لم يخطر باسمه النائب العام؟! ثم ما شأن رئيس الوزراء بقضية تجري فيها النيابة تحقيقات؟، ما قاله الدكتور قنديل لا يسيء الى المتهمين فقط، ولكن يكشف عن غدر تجاه بعض رجال الأعمال غير الموالين لنظام حكم الإخوان!
    سيادة الدكتور قنديل أنت مازلت رئيس وزراء 'تحت التمرين'، لا تعرف دهاليز السياسة، اسأل الإسلاميين وأنت منهم عن ميدان التحرير، وأحداث السفارة، واقتحامها وإنزال العلم'.



    ------------------

    من الذي سيدفع فاتورة توريد الفتنة لمصر؟
    إقبال التميمي
    2012-09-18




    لماذا يقوم محامي يحمل الجنسية الأمريكية بوضع ما يملك من مال وجهد لعقد شراكة مع متطرف عنصري للاستثمار في مشروع إعلامي فاشل شبيه بانتاج مسرحية يمثلها طلبة مبتدئون رغم أنه لا يفقه في أبجديات الإعلام وليس لعمله مردود مادي. الإجابة بكل بساطة لأن المال المستثمر ليس من ماله الخاص ولأنه غير معني بالربح بل معني بتوريد الفتنة لبلد كانت يوماً ما وطنه.
    هذه الحقائق هي الأقرب للمنطق لوصف تفرغ المحامي القبطي الأمريكي موريس صادق -المصري سابقاً- لإنتاج عمل مشترك مع القس الأمريكى اليميني المتطرف، تيرى جونز، لإنتاج مادة فلمية بعنوان 'محاكمة محمد' بناء على تفسيره الخاص للقرآن، بحيث يشابه محتواه فلم بورن فاضح يستهوي المراهقين، ثم توزيع ونشر الفلم المسيء للرسول الكريم وللإسلام والمسلمين ليتزامن مع تاريخ هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
    تحدث 'موريس صادق' الذي شارك في انتاج الفيلم المسيء للرسول عبر الهاتف من جحره في الولايات المتحدة الأمريكية إلى برنامج 90 دقيقة الذي بثته قناة المحور المصرية مدافعاً عن ما أنتجه، واصفاً قمامته على أنها عمل درامي استنبطه من نصوص الحديث والقرآن، ومدعيا بأنه استعان بمسلمين أثناء كتابة الفيلم الذي صور فيه الرسول كرجل شاذ جنسياً مهووساً بالنساء من كافة الأعمار، غبي وعديم الأخلاق.
    يبدو أن 'موريس كاذب' لا يعرف أبجديات الإعلام ليطلق على قمامته تعريف العمل الدرامي. وعلى الأرجح أن الأقباط في مصر الذي ادعى بأنه يسعى لتمكينهم من حقوقهم لا يعنون له شيئاً وأن جلّ اهتمامه فرصة للاصطياد في الماء العكر وتسميم مكتسبات المجتمع المصري. وإلا كان قد وظّف إمكانياته 'الإعلامية' لصناعة مادة وثائقية تتحدث عن دور الأقباط الريادي في الثقافة والصناعة والتجارة والسياحة في مصر. أو حتى الاهتمام بمشاركتهم مطالبهم المشروعة بإنتاج مادة توثيقية قانونية معنية بحقوقهم كمواطنين مصريين لهم الحق الكامل في التعبير والمشاركة السياسية وصناعة القرار وكافة الحقوق الأخرى كما لبقية المصريين على أساس أنه رجل قانون وليس بتاجر أفلام رذيلة.
    وجّه موريس الذي أصرّ على موقفه المسئ للإسلام وللرسول حديثه لمقدمة البرنامج الزميلة ريهام السهلي قائلاً: لماذا تتحدثين العربية؟ وأقول ليكي السبب لأن المسلمين قطعوا ألسنة المصريين المسيحيين الأصليين وأنسوهم اللغة القبطية وأصبحوا يتحدثون العربية'. نسي أنه شخصياً يخاطبها بالعربية وأنه منذ سنوات يتحدث بالانجليزية لأنها اللغة الرسمية للبلاد والعباد والإعلام الذي يتقيأ من خلاله كراهيته، والذي احتاج تلك اللغة ليصل إلى مبتغاه من إشعال نيران الفتنة الطائفية.
    ملاحظات موريس استفزت المهندس عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعه الإسلامية، ففقد اتزانه وحصل المرجو من مشروع موريس لإشعال الفتنة الطائفية حين قال عبد الماجد : موريس صادق إنسان غير محترم وأقول له : 'لعنة الله عليك يا ابن الفاجرة'
    رغم إساءة موريس صادق إلى المصريين جميعاً وإلى المسلمين حول العالم، نجح باستفزاز شخص في منصب عضو في مجلس شورى الجماعة الإسلامية بدرجة أخرجته عن حدود أدب الحوار واستخدام شتيمة طالت شخصاً ليس طرفاً في الموضوع وهي والدة موريس صادق. وهذا أمر مرفوض تماماً بغض النظر عن أي اعتبارات وليس له أي مبرر على الإطلاق، وهذا الرد يدل على رعونة وتسرّع وسوء تصرّف.
    قال المفكر جمال أسعد في مداخلته الهاتفية مع البرنامج بأن ما فعله موريس صادق سخافات وأن الإسلام والمسيحية أكبر مما فعله موريس صادق، مشيرا إلى أنه قد أسقطت عنه الجنسية المصرية وأنه ليس بوصي على مصر. وأضاف قائلا: حينما يخطيء شخص مثل موريس في الإسلام أو نبي الإسلام فليس معنى هذا أن المسيحية هي التي أخطأت بل هذا الشخص لا يعبر إلا عن نفسه فقط ولا يعبر بأى حال من الاحوال عن الكنيسة المصرية والأقباط.
    أكدت الزميلة السهلي في البرنامج أن موريس يستحق ما يقال عليه من سباب، وأن الفيلم ليس مجرد سخافات كما وصفه د. جمال أسعد بل أكثر من ذلك وأفظع وفيه إساءات لا تغتفر لأنها شاهدت الفلم شخصياً.
    نعود للتساؤل مجدداً. لماذا يقوم شخص يدعي الاهتمام بأحوال المصريين الأقباط وحقوقهم، بالاستثمار في صناعة مادة إعلامية ########ة المستوى والمحتوى، لتشويه سمعة رسول تزوج قبطية وأنجب منها؟
    الجواب، لأن الفتنة مشروع تخريب بكافة المقاييس، وما 'كاذب' إلا مجرد أداة، لا يمتلك من الذكاء أو الوطنية أو الفطنة ما يكفي لمعرفة أن أقباط مصر ليسوا بحاجة لمساعدة هارب تركهم ليناضلوا ويطالبوا بالإصلاح وحقوق المواطنة الكاملة بينما اكتفى بهزّ وتد إبليس عن بعد. موريس الذي دعا إسرائيل لاحتلال مصر، ودعا الغرب لفرض الحماية الدولية عليها، والذي هاجم الكنيسة المصرية، ووصف البابا شنودة بالمهرطق.. والأنبا بسنتى بـ'المجنون'، وهنأ إسرائيل بذكرى النكبة، وأشاد بضرب أسطول الحرية، لا يمثل أخلاق أقباط مصر الوطنيين الصامدين بأي حال من الأحوال.


    كاتبة من فلسطين

                  

09-20-2012, 04:40 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    اتهامات للإخوان ولمرسي بالتحالف مع الإرهابيين..


    وسعودي يبشر بقرب بيع المؤسسات الاقتصادية للدولة
    حسنين كروم
    2012-09-19




    القاهرة - 'القدس العربي'


    رغم كثرتها في الصحف المصرية الصادرة أمس فإن أهم الأخبار والموضوعات - في رأيي - كان المؤتمر الذي عقده وزير الدفاع ويليه استمرار أزمة البنزين والسولار، ووعد الحكومة بحلها بعد ساعات واستمرار موجات الإضرابات والاعتصامات الفئوية في أكثر من مكان، وتصريحات المسؤولين عن خطورة الأزمة الاقتصادية والعجز المالي المتزايد، والحاجة إلى فرض التقشف، وهكذا تبخرت كل وعود انجازات المائة يوم، ومشروع النهضة، والمؤتمر الصحافي الذي عقدته السفيرة الأمريكية، وقولها بوجود احتمالات لتأثر الاستثمارات والسياحة بعد الهجوم على السفارة، واستمرار عمليات التحالف بين القوى السياسية، ونفي البعض منها انه دخل في التحالفات، وتأكيدات الإخوان بأن مجلس الشعب سيعود بحكم من القضاء الإداري رغم ان المحكمة الدستورية هي التي حكمت بحله وهي أعلى سلطة قضائية، وقرار النائب العام بإحالة ثمانية بينهم القس الأمريكي تيري جونز الى محكمة الجنايات بتهمة التورط في الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام.
    وإلى بعض مما عندنا:

    الإرهاب ومواجهة
    الأزمة الاقتصادية بالمواعظ

    ونبدأ بالقضية التي نعتبرها الأخطر، بالإضافة إلى القضية الأخرى التي لا تقل عنها خطورة، وأعني بها الأزمة الاقتصادية واستمرار موجات الإضرابات والاستعدادات لاتخاذ قرارات سوف تحدد المستقبل السياسي للإخوان ولغيرهم، الذين سيشويهم لهيب الصراع الطبقي والاضطرابات الاجتماعية، وكيفية مواجهتها بعيدا عن خطب المساجد والمواعظ الدينية، والصدقات والزكاة، القضية التي نعنيها هي الجيش والإرهاب في سيناء، فاللمرة الأولى يواجه الجيش ظاهرة خضوع أموره للنقاش العلني والحديث عما يحدث فيه، وهل يتعرض لاختراقات من جانب الإخوان المسلمين ليستخدموه ضد خصومهم في قادم الأيام، أم سيظل جيشاً محترفاً بعيداً عن السياسة، وهل يتعرض في عملياته في سيناء إلى تدخل من الرئاسة لصالح من يهاجمونه من إرهابيين، هذه وغيرها، قضايا كان ممنوعا التعرض لها، ولم يجد الجيش نفسه أمامها، وهو غير قادر على وقفها، وكل ما يملكه أن يوجه من وقت لآخر رجاء بعدم الزج به في المعارك السياسية، لأنها تؤدي إلى التأثير على معنوياته وتهدد تماسكه، مثلما تعرض تماسك الشرطة للاهتزاز، بسبب ظهور مجموعات من الضباط وأمناء الشرطة يطلقون لحاهم ويتظاهرون حتى يتم إلغاء قرارات وقفهم لأن هناك أحكاماً قضائية لصالحهم، ولأن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ملتحيان، وتعددت اضراباتهم عن العمل لأسباب اقتصادية، ومنذ اكثر من اسبوع فوجىء الجميع بأن عددا من صف ضباط المنطقة العسكرية المركزية تجمعوا احتجاجاً على ما اعتبروه تعديلا في المعاشات، وهو ما نفاه الجيش.

    تعرض الجيش إلى هجمات
    من بعض القوى الدينية

    وبالنسبة للعملية الإرهابية التي أدت الى استشهاد ستة عشر جنديا وضابطا، وشكلت إهانة بالغة للجيش من جانب الإرهابيين، وما تبعها من قيامه بالعملية نسر وتدفق دباباته ومدرعاته إلى المناطق المحظور وجوده فيها بناء على اتفاقية السلام، ثم طلب إسرائيل سحبها فوراً، وقد حدث، وما تبع ذلك من تعرض الجيش إلى هجمات من بعض القوى الدينية حتى لا يواصل ضرب الجماعات الإرهابية في سيناء، وعرضها التوسط، ثم دخول رئاسة الجمهورية على خط الوساطة، أدى إلى تساؤلات خطيرة عما يحدث بالضبط، ومصير العملية نسر، وهل نجحت أم فشلت، أم توقفت، فيوم الخميس الماضي، نشرت 'الوفد' حديثا مع اللواء محمد علي بلال قائد القوات المصرية في حرب الخليج الأولى أجراه معه زميلنا مجدي سلامة، قال فيه: 'العمليات العسكرية والأمنية التي تشهدها سيناء منذ 7 أغسطس الماضي تكلفت حتى الآن ما لا يقل عن خمسة وعشرين مليون جنيه، ولم تحقق حتى الآن سوى نتائج هزيلة للغاية، 'من الخطأ مواجهة العناصر الإرهابية بخطة عسكرية فالإرهاب يواجه بخطة أمنية لأنك لا تحارب جيشاً من الإرهابيين، وإنما عناصر إرهابية وهذه العناصر في الغالب تكون متفرقة ومتباعدة، وبالتالي فلا يمكن مواجهتها بالطائرات التي تقصف مناطق واسعة، وبالتالي لا تستخدم في مواجهة الإرهابيين، اللهم إلا إذا كانت طائرات بدون طيار، فهذه الطائرات تقصف بدقة أهدافا صغيرة، وتصريحات المتحدث الرسمي للقوات المسلحة حول العمليات العسكرية في سيناء لم تكن هي الأخرى على المستوى المطلوب، وبدا منها انه لا يعرف حقيقة ما يتحدث عنه، بدليل أنه قال ان الإرهابيين يطلقون النار على كمين الريسة ثم يهربون في الأحراش القريبة من الكمين، وهو كلام خاطىء جملة وتفصيلا، لأن كمين الريسة في منطقة جبلية ولا توجد بالقرب منه أحراش على الإطلاق'.

    من الذي أصدر
    حكم الموت عليهم؟

    ويوم الأحد، كتب أسامة حافظ عن الجــــماعة الإسلامية في 'المصريون' يقول:
    'ثلاثون قتلوا - هكذا أعلنوا - ومن يدري إذا لم يكن أحد معهم - لم نعرف فيم قتلوا؟ ومن قتلهم؟ وكيف اختاروهم من بين أهالي سيناء؟ ومن الذي حملهم إثم الجريمة المرتكبة؟ وأي قانون طبق عليهم؟ومن الذي أصدر حكم الموت عليهم؟ ومن نفذه؟ وأين التحقيقات التي حققت معهم والمحكمة التي حكمت عليهم؟ بل إننا لم نعرف حتى أسماءهم ومن أي البلاد هم؟ أسئلة كثيرة تدور حول هذه العملية الغامضة! هذا بالضبط هو أسوأ ما كان يحدث في عصر الرئيس الهالك.
    وكنا نظن انه وقد نجحت الــــثورة في اختيار حكام يعبرون عن الشعب ويرعون مصالحه أن هذه الأيام السوداء قد ذهبت الى غير رجعة ولكن البيان الغامض الذي أذيع حول الحملة الأمنية أثار كوامن شجوننا حول ما يقال عن دولة القانون وحقوق الناس في التحاكم إلى شريعة أخرى غير شريعة الغاب. إنني أدعو السيد وزير العدل أن يتابع بنفسه هذه القضية وأن يطمئننا على أبناء الوطن المعتقلين وعلى التحقيقات التي ينبغي أن تجرى حول من قتلوا في هذه العمليات'.

    خليط من جنسيات مختلفة
    يقومون بعمليات سيناء

    أما يوم الثلاثاء، فقد شهد تركيزا على هذه القضية حيث اتجهت الاتهامات مباشرة إلى الإخوان المسلمين ورئيس الجمهورية بالتآمر على الجيش ومساعدة الإرهابيين في فصل سيناء، ففي 'الوفد' قال أمين القصاص عضو الهيئة العليا لحزب الوفد ورئيس لجنة محافظة شمال سيناء في حديث مع زميلتنا أماني سلامة: 'خليط من الجنسيات مختلفة، أعتقد يقينا أنهم هم الذين يقومون بهذه الاعتداءات بغية إحداث نوع من قلقة الأمن وايجاد إضرابات في هذه المنطقة لتحقيق المطامع التي ترددها إسرائيل وأمريكا والاتحاد الأوروبي بين الحين والآخر من أجل التوسع في سيناء لصالح الفلسطينيين. حركة حماس لا اعتقد انها بريئة مما يحدث وحدث وسوف يحدث بأي حال من الأحوال لأن الدخول والخروج منها وإليها وهي صاحبة المصلحة في موضوع التوسع في سيناء.
    وأعتقد ان النظام المصري يساندها في ذلك، الموقف المصري لم يعلن عنه حتى الآن ولا أستطيع أن أبرئه من الاتفاق مع حركة حماس على أشياء لا نعلمها، بدليل أن ما يذاع عن تدمير الانفاق غير صحيح ولم يحدث إلا في عدد قليل منها، وللعلم أن هذه الأنفاق لو أرادت السلطة المصرية إغلاقها فإنها تعرف أماكنها نفقاً نفقاً لأن جميع مخارجها في أراض مصرية، وهذا يسبب أزمة حادة في المواد الغذائية والمواد البترولية وارتفاع في الأسعار كلها على كاهل المواطن السيناوي الذي لا يستطيع أن يجد أي حل لهذه الأزمة الطاحنة في حياته التي يبدو أن الحكومة المصرية يستهويها هذا الوضع في سيناء، علماً بأنها لم تتعرض حتى الآن للقضايا الساخنة في شمال سيناء وأهمها التعمير والتنمية وحق الملكية لأهل سيناء الذي تنكره الحكومات المصرية المتعاقبة. إذن من الغريب أن تكون أراضي سيناء ممنوع تملكها بحجة المحافظة على الأمن القومي ونحن نقول إن الأمن القومي المصري بل والأمن القومي العربي يستلزم الاعتراف بحق الملكية ولن يكون هناك تعمير أو تنمية إلا بإقرار حق الملكية أولاً'.

    لا تستغربوا أن يرفعوا علم
    'القاعدة' فوق مديرية أمن سيناء

    وامتدت الاتهامات للرئيس إلى 'المصري اليوم' في قول زميلنا وصديقنا محمد أمين: 'لا تستغربوا أن يرفعوا علم القاعدة فوق مديرية أمن سيناء، لا تستغربوا أن يصمت الإخوان، لا تستغربوا أن تكون سيناء إمارة، لا تستغربوا أن تقتطع من لحم الوطن، أن تصبح الوطن البديل، فهل نستعد من الآن لإمارة اسمها سيناء؟ ما يحدث يعني أنه لا وجود للدولة، يعني اننا نعيش مؤامرة ينفذها الإخوان، يعني أن الجيش لم ينجح في مواجهة عصابة فكيف لو حاربنا إسرائيل؟!
    لا أتصور أن تطول العمليات شهورا دون جدوى، هل اصبح النسر الجارح حمامة؟ كيف أصبحت معسكراتنا في موقف الدفاع؟، كيف أصبحنا نرى علم القاعدة في التحرير وفوق المنشآت؟ من الذي فتح الحدود وفتح معها قلب الوطن؟!، الفريق السيسي مطالب بأن يكاشفنا بالحقيقة، شبح الانفصال يهدد سيناء، هل يحدث ذلك برضا الرئيس مرسي ومباركة الإخوان'.

    العملية العسكرية 'هدأت' سعيا لحل مدني

    كما نشرت الجريدة تحقيقاً شارك في إعداده زملاؤنا محمد البحراوي وأحمد أبو دراع وعبدالقادر مبارك، تصريحات لمصدر عسكري، وجاء في التحقيق: 'أوضح المصدر وهو قائد ميداني على علاقة بالعمليات الجارية في سيناء، أن العملية العسكرية 'هدأت' خلال الفترة الماضية لإعطاء فرصة للوفود المكلفة من رئاسة الجمهورية بالتحاور مع العناصر الجهادية لممارسة عملها، ان هذه الوفود لم تنجح في إقناع المتطرفين بمراجعة أنفسهم وأفكارهم ولم يتبق أمام القوات المكلفة بالعملية العسكرية سوى استكمال وتصعيد عملياتها بكل قوة وجدية وصرامة.
    ان القوات المسلحة تضرب 'بيد من نار' كل العناصر المتورطة في الهجوم على الكمائن الموجودة على طريق العريش - رفح الدولي والهجوم على أقسام الشرطة ومديرية الأمن. المصدر اكد أن التحقيقات في حادث الهجوم على الجنود في رفح الشهر الماضي لا تزال جارية وأنها توصلت الى الخيوط الرئيسية لمرتكبي الحادث، مرجحاً أن يتم إعلان النتائج النهائية في 6 أكتوبر المقبل'.

    لماذا تسمح الحكومة برفع اعلام القاعدة؟

    وإذا تركنا 'المصري اليوم' الى 'الأخبار' سنجد أن زميلنا وإمام الساخرين أحمد رجب تملكه الحزن والقلق على ما يحدث، والشكوك فيما يراه أمامه ويقول: 'أخبار سيناء تقلقني كثيرا كما كل مصري، من هم الذين نسميهم 'الإرهابيين' و'الجهاديين' هل هم القاعدة؟ ولماذا تسمح الحكومة لهم، وهم قتلة أولادنا برفع إعلامهم السوداء في مظاهراتنا؟ وهل تستطيع قوات الشرطة بلا طيران مواجهة قتلة يستخدمون أسلحة الميدان الثقيلة؟ وهل تماطل إسرائيل في تعديل المعاهدة ليتولى جيش مصر حماية سيناء حتى تحتج إسرائيل مستقبلا بأنها مهددة بهم وتحتل سيناء من جديد؟
    من فضلكم قولوا لنا ماذا يحدث في سيناء؟'.

    اعلام جمعة قندهار وجمعة العريش

    أما زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين الاسبق جلال عارف فقد ملأت الشكوك صدره وعبر عنها بالقول: 'لا ينبغي أن ننسى أن أعلام 'القاعدة' التي ارتفعت في ميدان التحرير يوم جمعة قندهار هي نفسها الأعلام التي ارتفعت في نفس اليوم في يد الإرهابيين الذين هاجموا العريش وحاصروا الشرطة وقتلوا جنودها، بالأمس كانت عناصر الإرهاب تعربد في سيناء تنشر الرعب وتقتل وتصيب العسكريين والمدنيين وتتحدى الدولة، كل الجهود ينبغي أن تتوجه الآن للتعامل مع الخطر الداهم، لكن السؤال يبقى كيف يمكن أن ننجز هذه المهمة المقدسة بينما التطرف يكسب كل يوم أرضاً جديدة، والدولة المدنية تتراجع والسلطة تخضع للابتزاز وتفرج عن الإرهابيين؟
    كيف نخوض المعركة ضد القتلة الذين رفعوا أعلام القاعدة في العريش بينما أعلامهم ترتفع في قلب القاهرة؟'.
    وآخر جولة لنا في نفس اليوم ستكون في 'الشروق' حيث أراد زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب عمرو سليم تلخيص كل ما عرضناه في رسم كان عن إرهابيين يحتلون سيناء، وفوقهم أغنية الفنانة والمطربة شادية:
    وسيناء رجعت كاملة لينا، ومصر اليوم في عيد.

    وزير الدفاع: العمليات ستستمر في سيناء

    أما في اليوم التالي - الأربعاء - أمس فقد وقعت حادثة تثير التساؤلات ايضا، فقد قامت الصحف بنشر خبر زيارة وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي للكلية الحربية وكلية القادة والأركان وعقد مؤتمرا كان في ما يبدو ردا على ما يتعرض له الجيش، ولتأكيد موقفه السابق فقد أكد على استمرار العمليات في سيناء حتى القضاء على البؤر الإرهابية، ونفي تعرض الأهالي للأذى، وأكد أن ولاء الجيش الوحيد سيظل لشعب وارض مصر، وأن مهمته الحفاظ على وحدة وتماسك ومكانة الجيش من أصغر جندي حتى أكبر قائد، ولن يسمح بأي تجاوز في حق أي فرد داخله وشكر القيادة العسكرية السابقة وأنها أدت دورها الوطني بكل شرف وأمانة.
    أما المهم هنا، فهو أن جريدة حزب الإخوان الحرية والعدالة، رفضت نشر أي إشارة للمؤتمر والتصريحات وهو نفس ما فعلته من قبل معه ومع رئيس الأركان الفريق صبحي صدقي، بينما نشرته 'الأهرام' في صفحتها الثانية عشرة، وأما 'روزاليوسف' فنشرته وشطبت إشارته للقيادة السابقة، لكن 'الأخبار' نشرت مانشيتا في الأولى هو، وزير الدفاع: ولاؤنا لمصر والقيادات السابقة للقوات المسلحة أدت دورها بشرف.

    رأسمالية الإخوان في الاقتصاد

    وإلى معركة المحظورين سابقا، والحكام حاليا، وهي ما يسمونه الاقتصاد الإسلامي، ليختبئوا خلف هذه اليافطة ولا يعلنوا صراحة انهم يريدون اقتصاداً رأسماليا، ولا أعرف ما الذي يخجلهم من وصف الرأسمالية، فإنها حققت في أمريكا وأوروبا واليابان انجازات في الاقتصاد والديمقراطية أفضل مما حققته الشيوعية، وانتصرت عليها، وحققت الحركات العمالية في ظلها مكاسب هامة، وسمحت بوجود الأحزاب الاشتراكية بجانبها تنافسها وتهزمها في الانتخابات وتزيحها عن الحكم وتتولاه بدلا منها، وتطبق برامجها الاشتراكية، ثم تأتي الأحزاب الرأسمالية في انتخابات أخرى وتهزم الاشتراكيين وتطبق برامجها الرأسمالية، دون أن تحس بالعار من اسمها، ودون أن يحس الاشتراكيون الأوروبيون بالعار من اسمهم، ويحاولون الاختباء وراء يافطات أخرى كما يحدث في مصر وعالمنا العربي بدلا من أن يفتخروا بمبادئهم، وهذا التلون والتخفي يتسبب في إلحاق الضرر بوعي الناس، لأنه يقوم على خداعهم.
    وإذا كان فريق من الاشتراكيين يختبىء خلف شعار العدالة الاجتماعية، فإن اثمه مقبول، وذنبه مغفور بإذن واحد أحد، أما دعاة الرأسمالية الذين يتخفون وراء يافطة الاقتصاد الإسلامي، فذنبهم عظيم، رغم انهم من ناحية العمل بتعاليم الدين، قد لا تكون عليهم شائبة، فهم يصلون ويخرجون الزكاة والصدقات ويحجون، لكن اثمهم وذنبهم، انهم يحولون دين الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم الى تجارة يستفيدون بها، ويحكمون على من يختلف معهم اقتصاديا واجتماعيا بالكفر - والعياذ بالله - بمجرد أن ينطقوا بكلمة الاقتصاد الإسلامي، لأن من لا يريد شكل وأسس الاقتصاد الذي يطالبون به الآن، لم يكن هو نفسه الذي كان أيام الصحابة عليهم رضوان ربك - وما تبعهم، ولأن المسلمين الآن يعيشون في مجتمعات تختلف مع بعضها في درجة التطور الاقتصادي، ويتبعون أساليب تختلف عن الأخرى، فمن هو صاحب الاقتصاد الإسلامي ومن يكون صاحب الاقتصاد الكافر؟

    غرائب البنوك الإسلامية

    ولقد قلت أكثر من مرة، ان هؤلاء الناس لا يقدمون امارة تفصل بين الاقتصاد الإسلامي وغيره، إلا في حكاية تحريم الفائدة على الودائع الثابتة باعتبارها ربا - والعياذ بالله - ويطالبون ببنوك إسلامية، وهي في النهاية لن تغير شيئاً في ملكية الثروة وطريقة توزيعها ووسائل الانتاج، ودور الدولة والفرد، وحتى حكاية الربا يقبلونها إذا كانوا هم أصحابه، ويبررونه لأنفسهم، تحت بند الضرورات تبيح المحظورات، وفقه الواقع والمآلات، أما لغيرهم فلا، وهو ما رأيناه في موضوع القرض الذي تطلبه مصر من صندوق النقد الدولي فلم يكتفوا باستخدام التبريرات السابقة، إنما خرجوا علينا باختراع ان الفائدة هنا ليست ربا، وانما مصاريف إدارية، أي ان الفائدة السنوية الثابتة للقرض، وهي واحد واثنان من عشرة في المائة، مقابل الخطابات المتبادلة وإقامة الوفود في الفنادق والبوكيت موني والمواصلات، وهذه من المنطقي ان تكون لمرة واحدة، أي يقدم الصندوق كشفا بالمبلغ الذي صرفه على مندوبيه، ويطالب به وندفعه وينتهي الأمر ولا نظل ندفع فوائد سنوية ثابتة لمدة طويلة لا توجد فيها مصروفات إدارية.
    وكنا قد أشرنا ايضا الى ان أصحابنا من دعاة الاقتصاد الإسلامي صمتوا صمت القبور عن وديعة قطر في البنك المركزي، وعليها فائدة سنوية مقدارها واحد ونصف من عشرة في المائة، ولا أعرف كيف يمكن حساب المصاريف الإدارية لأمير قطر والشيخ حمد رئيس الوزراء اللذين وافقا على الوديعة، فهل هذا مستوى يتناقش به الإخوان المسلمون، أو يجبروننا على طرح مثل هذه الأسئلة المحرجة؟
    ايضا كانوا قد صمتوا صمت القبور عندما اثرنا قضية قرض بربا فاحش عقدته الهيئة العامة للبترول وهيئة السلع الغذائية مع البنك الإسلامي للتنمية، بمقدار مائتي مليون دولار، وبفائدة سنوية ثابتة مقدارها ثلاثة واثنان من عشرة في المائة، أي أضعاف ربا صندوق النقد لدولي.

    الاقتصاد الاسلامي هلامي يستعير
    كل شيء من الاشتراكية والرأسمالية

    وكان الدكتور حسين حسين شحاتة، الاستاذ بجامعة الأزهر والخبير بالمعاملات المالية، وهو من كبار مفكري الإخوان الاقتصاديين، قد رد في 'الحرية والعدالة' في سلسلة مقالات لشرح ملامح وأسس الاقتصاد الإسلامي، والفرق بينه وبين الاشتراكية والرأسمالية، ولم أجد أي جديد في ما سبق له وكتبه، عبارات انشائية، وسياسية، لا علاقة لها باقتصاد متميز، واستعارات من الاشتراكية والرأسمالية، على طريقة المطرب الشعبي أحمد عدوية، حبة فوق، وحبة تحت، وقد صبرت على قراءته بدقة شديدة لعلي أجد ما اشير إليه، ويعطينا فكرة واضحة، إلى أن كتب مقالا الأحد، وتناول فيه حكاية قرض بنك التنمية الإسلامي، وقد وصلتني رسالته غير المباشرة، ومما قاله: 'نرد على الادعاء بأن البنوك المسماة بالإسلامية تدعي خداعا للسذج أنها لا تتعامل بالفوائد، والدليل على تعاملها بالفائدة ذلك أن البنك الإسلامي للتنمية بجدة قد أقرض مصر قرضا بفائدة 3.5% ،البنك الإسلامي للتنمية بجدة لا يتعامل بنظام الفائدة، ولكن يأخذ نسبة مقابل مصاريف القرض، ولقد أجازت مجامع الفقه الإسلامي مصاريف القرض الحسن ولقد أطلعت على معايير وضوابط ولوائح ونظم البنك الإسلامي للتنمية بجدة، وأنا من المتخصصين تخصصاً دقيقاً، في هذا المجال لم أجد شيئاً عن انه يتعامل بنظام الفائدة وأرجو على من يدعي ذلك ان يرجع الى بروتوكول إنشاء البنك الإسلامي للتنمية الذي أنشىء سنة 1975، ومن ضوابطه التعامل وفقاً لأحكام ومبادىء الشريعة الإسلامية وله هيئة للرقابة الشرعية، ومن مقاصده مساعدة الدول الإسلامية الفقيرة.
    الرد على الادعاء بأن الإخوان المسلمين يحتكرون الأسواق ومنهم رجل الأعمال القوي نائب المرشد 'المهندس خيرت الشاطر' هذا الكلام مرسل لا دليل له ولا قرينة إثبات وربما يفهم منه أن المسألة مبنية على الحقد والكراهية أو على أضعف الايمان تشويه صورة الإسلام ورجاله، أو كما يقول رجال السياسة التخويف من الإسلام السياسي، وأصبحت هذه المسألة مكشوفة، وكما يقول عامة الناس والبسطاء غير السذج 'العب غيرها' نكتة محروقة، هل يعلم المدعي على المهندس خيرت الشاطر وإخوانه ظلماً بأن أجهزة الرقابة المالية في عهد مبارك قد برأتهم من تهمة 'الكسب غير المشروع ومن تهمة غسيل الأموال'.

    الفائدة السنوية الثابتة ربا صريح

    وفي الحقيقة، فأنا لا أشكك في انه من المتخصصين تخصصاً دقيقاً، وإنما أقدره، وأقول له انني لست من المتخصصين مثله، لكن حسب أقوالهم هم، فإن الفائدة السنوية الثابتة ربا صريح، ولا يمكن أن تكون مصاريف القرض سنوية ثابتة لسنوات طويلة ، لأن القرض أخذته الهيئة العامة للبترول وهيئة السلع الغذائية، الأولى اشترت بنصيبها منه سولارا وبوتاجاز وباعته داخل مصر بأقل من سعره الذي اشترته به لأنه مدعوم، والثانية استوردت سلعاً وباعتها بنفس الطريقة لأنها مدعومة، أي أن الحكومة خسرت ولم يشاركها البنك الخسارة على طريقة المرابحة، وهي الاسم الخادع للفائدة السنوية، ايضا فإن المصاريف الإدارية لمرة واحدة، لكن المشكلة هنا أن أي بنك إسلامي عليه التزامات بالحفاظ على أمواله من التآكل، ومرتبات موظفيه وعماله ومصاريف عملياته ومبانيه وصيانتها، وعليه تغطيتها وتحقيق ربح، حتى يستمر، لأنه ليس جهة صرف زكاة أو صدقات، انما مؤسسة اقتصادية وهذا حقه، واختباؤه وراء حكاية المصاريف الإدارية مقبول لضمان الحفاظ عليه، أما غير المقبول ان يكون مرابيا جشعا ويأخذ فائدة أكبر مرات من فائدة الكفرة في صندوق النقد الدولي، وبالتالي فقد وجد الدكتور حسين نفسه في مأزق، ولكن مشكلته لم تكن في هذا، وانما انه كشف عن حقيقته عندما اتهم مهاجمي رجال اعمال الإخوان خاصة خيرت الشاطر بالكفر، وذلك من قوله بالنصف: 'المسألة مبنية على الحقد والكراهية، او على أضعف الايمان، تشويه صورة الإسلام ورجاله'.

    رجال اعمال الاخوان باتوا مقدسين!

    وطبعاً من يشوه الإسلام كافر، أو خرج منه واعتنق ديانة أخرى، وأن رجال اعمال الإخوان مثلهم مثل النبي عليه الصلاة والسلام، من يهاجمهم يهاجمه، إذن المسألة لا هي اقتصاد إسلامي ولا يحزنون، انما رغبة جنونية للسيطرة على جانب من الاقتصاد. وفي الحقيقة فإنه لا يمكن فهم السبب في أن يزج الدكتور حسين بحكاية رجال أعمال الإخوان في قضية الاقتصاد الإسلامي، إلا بأننا إزاء حملة جديدة لهم، لأن 'الأهرام' نشرت يوم السبت في صفحتها الأولى خبراً رئيسياً من ضمن ستة أخبار، كتبه زميلنا هاني عزت، ونصه: 'طالب محمد جودة المتحدث باسم اللجنة الاقتصادية في حزب الحرية والعدالة بإعادة النظر في آليات الاستثمار وعدد كبير من التشريعات المعوقة للاستثمار الاجنبي وضرورة إصلاح الجهاز الإداري للدولة، حتى يمكن جذب استثمارات تصل الى مائتي مليار دولار خلال خمس سنوات، كما جاء في برنامج الرئيس محمد مرسي.
    وطالب جودة وسائل الإعلام بتوخي الدقة وتحاشي الإثارة وقال: إن ثروات خيرت الشاطر النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان ورجلي الأعمال حسن مالك وعبدالرحمن سعودي لا تتعدى مائة مليون جنيه، مصري، وهو رقم لا يقارن بثروات رجال أعمال مصريين آخرين من خارج الجماعة تقدر بمليارات الدولارات، ونفي جودة وجود رجال أعمال كبار من جماعة الإخوان خارج مصر'.

    شخصية المتحدث الاقتصادي موازية
    لرئيس الجمهورية والوزراء

    وكان مدهشاً ان 'الأهرام' بجلالة قدرها ومكانتها تحول المتحدث باسم اللجنة الاقتصادية، الى شخصية موازية لرئيس الجمهورية والوزراء، وباعتبار كلامه حدثا داخليا او عالميا خطيراً، وأن يكون الكلام عن رجال أعمال الإخوان الثلاثة يمس مستقبل البلاد، لكن الملفت والخطير ان يقترن ذلك بالدعوة إلى إعادة النظر في آليات الاستثمار والتشريعات المعوقة للاستثمار الأجنبي، أي بصراحة بيع مرافق الدولة الرئيسية للأجانب، وهي نفس خطة جمال مبارك ومجموعته والتي أحبطها لهم الجيش والأمن وجناح داخل النظام، وقبلهم المقاومة من كل القوى السياسية التي فضحت المخطط الذي كانت تقف وراءه أجهزة مخابرات أجنبية، وما دام الإخوان على هذا القدر من المعرفة، فلماذا لا يقولون صراحة، ما هي المعوقات الموجودة الآن امام الاستثمار الأجنبي والمطلوب إزالتها؟

    ناس تتحدث بالملايين وناس تقبض بالملاليم

    وقبل ان أكمل فوجئت بيد على فمي حتى لا أواصل الكلام عن صاحبنا جودة، واتضح انها يد زميلنا وصديقنا حمدي رزق، الذي قال لي، وما الذي سيتبقى لي لأقوله، إذا أكملت، دعه لي من فضلك، فقلت، حباً وكرامة، فأنشد يقول يوم الاثنين في 'المصري اليوم' بصوت جهوري ليسمعه الأصم، أو من وضع في أذن طين وفي الثانية عجين: 'لا أعرف حقيقة المائة مليون جنيه، لكل فرد منهم، أم لثلاثتهم مجتمعين، نصيب الشاطر كم، وكم لمالك وما نصيب سعودي، إن الملايين تشابهت علينا، ونحن نترجى الله في حق النشوق، ناس تتحدث بالملايين وناس تقبض بالملاليم.
    بيان جودة 'ونشكره عليه' لا يسمن ولا يغني من تساؤلات مشروعة عن ماليات الجماعة، هل المائة مليون جنيه هي من ماليات الجماعة التي يتاجر فيها الشاطر وأخواه مالك وسعودي أم ماليات الثالوث الخاصة؟وإذا كانت مالياتهم الخاصة ما علمك يا جودة بما يملكون، وما وضعيتك لتكشف ما يملكون، وهل الماليات الخاصة تخص الجماعة؟، لماذا لا تفصح عنها الجماعة إفصاح من لا يخشى الفقر.

    رجال الأعمال الإخوان غلابة
    يلعبون في رقم المائة مليون جنيه

    وإذا كانت الأرقام متاحة لدى جودة فلماذا التعمية ورفض الخضوع لجهاز المحاسبات وتقنين الرقابة على الاشتراكات والتبرعات داخلياً وخارجياً؟ يقول جودة: هناك رجال أعمال من خارج الجماعة ثرواتهم بالمليارات من الدولارات، بمعنى أن رجال الأعمال الإخوان غلابة يلعبون في رقم المائة مليون جنيه، مقارنة لا محل لها من الإعراب، ملايين أو مليارات المهم هل هي مشروعة مدفوعة الضرائب، هل يدفع رجال الأعمال الإخوان الضرائب أم يتهربون؟'.
    وهكذا يقوم حمدي بعملية 'ارّ دكر' على رجال اعمال نظام مبارك، وذكرنا حمدي - بارك الله لنا فيه - بحكاية النشوق، وله اسم هو السعوط، وكان أشهر من يستخدمه جمال الدين الأفغاني المصلح الكبير.
    وكان استخدامه منتشرا حتى الخمسينيات، ويضع العواجيز في جيوبهم علبة نشوق صغيرة، يخرجونها ويتنشقون بها ويعطسون بعد وضعه في الأنف، ومن الأمثال الشعبية التي ارتبطت بالنشوق، مثل على شده الإفلاس، فيقال عن المفلس، يا عم ده مش لاقي حق النشوق.
    أما عبارة والملايين تشابهت علينا فهي تطوير لعبارة الزعيم خالد الذكر سعد زغلول باشا، في مهاجمة بعض خصومه السياسيين، 'تشابهت علينا البقر'.
    إييه، إييه، أيام، فمن يعيدها لنا أو يعيدنا إليها.
    وأخيراً، لا توجد مشكلة في أن يكون بين الإخوان آلاف من رجال الأعمال من أصحاب البلايين والملايين شأنهم في ذلك شأن غيرهم، لكن المشكلة هي في الدور الذي يلعبونه في الحكم، والسيطرة عليه.

    -------------------

    السادات‮:‬‮ ‬لا يمكن ترك سياستنا الخارجية لمجموعة من الهواة



    20/09/2012 01:20:25 ص




    كتب أحمد عبدالحمىد‮:‬



    انتقد‮ ‬محمد أنور السادات‮ " ‬رئيس حزب الإصلاح والتنمية‮ " ‬تحكم عصام الحداد مساعد الرئيس للشئون السياسية والتعاون الدولي وباقي أفراد أسرته من خلال موقعهم في إدارة الشئون الخارجية في حزب الحرية والعدالة برسم وتخطيط السياسات الخارجية بمعزل عن المؤسسات ذات الخبرة والمسئولة أمام الشعب وممثليه‮ ‬،‮ ‬وقال في بيان له انه مع كل‮ ‬التقدير لخلفيتهم التي لم تتعد بعض التجارب في شركة تجارية لإدارة المعارض الخارجية وأيضاً‮ ‬بعض مشروعات الإغاثة الإنسانية الإسلامية في الخارج‮.. ‬إلا أن البوادر‮ ‬غير مطمئنة فتأخير إعلان الرئيس مرسي عن رفضه لأعمال العنف أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة وإدانته لمقتل السفير الأمريكي في ليبيا‮ ‬،‮ ‬والحساسية المفرطة في التعامل مع ملف العلاقات المصرية الإسرائيلية والتساهل والتنازل مع حركة حماس بغزة وانعكاسات ذلك سلبياً‮ ‬علي أمن سيناء‮ .. ‬واضاف السادات أنه لا‮ ‬ينبغي لمصر الجديدة أن تترك‮ ‬إدارة سياستها الخارجية لمجموعة من الهواة في ظل وضع إقليمي ودولي متداخل وساخن،‮ ‬لأننا نحتاج لخلق جو من الثقة والاحترام لتبدأ مصر في عمل نهضة وتنمية حقيقية في ظل ظروفنا الاقتصادية والمالية الصعبة‮ .‬


    -------------------

    عبور

    البيت الأبيض

    19/09/2012 09:08:08 م




    بقلم : جمال الغىطانى







    أذكر يوما منذ عدة سنوات قرأت فيه عن اقدام ضابط شرطة علي صفع النائب بمجلس الشعب عصام العريان أثناء توجهه إلي السويس‮. ‬أمضيت يومي حزينا وكتبت في يوميات الأخبار مستنكرا ما وقع،‮ ‬عصام العريان اسم محترم،‮ ‬وقد رأيته منذ أسبوعين يجلس في حوار تليفزيوني ثابت الخطي لكنه لا يمشي ملكا‮. ‬انما يمارس الصفع بلسانه وتصريحاته،‮ ‬ليس لشخص واحد،‮ ‬ولكن لملايين المشاهدين في مشارق الأرض ومغاربها،‮

    ‬تبدل الوضع وأصبح المعارض حاكما أو قريبا من الحاكم أو يري نفسه الأحق بالحكم فتبدل كل شيء وحادت الفصاحة عن طريقها المستقيم من الشكوي إلي التبرير،‮ ‬تحملت ذلك حتي صرح سيادته يوم الأحد الماضي ان البيت الأبيض اتصل‮ (‬بنا‮) ‬مؤكدا‮ (‬أننا‮) ‬تصرفنا بحكمة في أحداث السفارة بالقاهرة‮. ‬الحقيقة انني حرت،‮ ‬فالبيت الأبيض كيف سيتصل‮ (‬بنا‮) ‬هل المقصود المعني المادي،‮ ‬أي ان البيت الأبيض اتصل بالقصر الاتحادي؟ كيف تتخاطب الحجارة علي البعد؟ هل يقصد الدكتور المعني الرمزي،‮ ‬معروف ان البيت الأبيض رمز لرئاسة الولايات المتحدة،‮ ‬اذن،‮ ‬كيف تم الاتصال‮ (‬بنا‮)‬،‮


    ‬أهو الرئيس أوباما؟ لكن الرئيس سيخاطب الرئيس وليس العريان،‮ ‬هل اتصل أحد العاملين بالبيت الأبيض وأكد للدكتور ما ذكره؟ ربما كان البواب أو عامل النظافة وربما كان الطباخ الذي يساعد السيدة الأولي ميشيل خاصة انها تزرع الخضار في الحديقة وتطبخه وتسبكه،‮ ‬الحق ان العريان أثار بلبلتي،‮ ‬فمن الممكن أن يكون أحد الأشخاص قد انتحل صفة الرئيس الأمريكي أو أحد المسئولين وأوهمه انه راض عنه،‮ ‬ثم ما هذه الصيغة‮ (‬بنا‮) (‬عنا‮) ‬طبعا لا يقصد سيادته الشعب المصري،‮ ‬إنما يعني الجماعة،‮ ‬هذا التصريح بالذات يستلزم استجواب الدكتور العريان لايضاح ملابساته،‮ ‬ولا أعرف من سيستجوبه،‮ ‬لكن لابد من وقف هذه التصريحات شبه الرئاسية التي تصدر عن المشتاقين من الإخوان،‮ ‬أو المتطلعين،‮ ‬انه تعميق لهذا الشعور الضار بالرئيس،‮ ‬انه رئيس الجماعة وليس رئيس المصريين


    --------------------

    علي مزاجي‮ !‬



    19/09/2012 09:11:13 م




    بقلم : سعيد إسماعيل







    إذا كان واحد‮ + ‬واحد‮= ‬اثنين‮.. ‬وكانت المصارحة والشفافية اقصر الطرق لإعلان الحقائق‮.. ‬فلماذا تلجأ حكومة مصر المحروسة إلي اللف والدوران،‮ ‬والخلط المقصود وغير المقصود؟‮!‬
    عندما بدأ الاستعداد لإنعقاد مؤتمر عدم الإنحياز في طهران خلال الشهر الماضي،‮ ‬خرج مسئول في حكومة‮ ‬غزة ليعلن علي الملأ ان‮ »‬الأخ‮« ‬إسماعيل هنية تلقي دعوة من الرئيس الإيراني لحضور المؤتمر‮.. ‬وعلي الفور صدر بيان من الحكومة الفلسطينية الشرعية الموجودة في رام الله ليعلن بمنتهي الوضوح أن دولة فلسطين لها رئيس واحد إسمه محمود عباس،‮ ‬وأن الأخ إسماعيل هنية ليس سوي رئيس مقال،‮ ‬لحكومة انفصالية مقالة‮.. ‬فما كان من طهران إلا الإعلان بأنها لم توجه أية دعوة إلي هنية‮ »!!« ‬وكانت إيران صادقة فيما قالت،‮ ‬وكان المسئول الغزاوي كاذبا فيما إدعي‮!‬
    إيران التي ترعي وتمول حركة حماس الانفصالية،‮ ‬لم تجرؤ علي عدم الإعتراف بأن محمود عباس هو الرئيس الوحيد لدولة فلسطين‮. ‬بينما مصر لا تري ما‮ ‬يمنع من إستقبال إسماعيل هنية بصفته رئيس وزراء فلسطين،‮ ‬وأن‮ ‬يقوم الدكتور هشام قنديل رئيس حكومة مصر المحروسة بإجراء محادثات معه ومع الوفد المرافق له‮!!‬
    صالح رأفت،‮ ‬عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية،‮ ‬أعلن في رام الله أمس،‮ ‬أن إجراء محادثات سياسية وأمنية واقتصادية بين الدكتور هشام قنديل،‮ ‬وإسماعيل هنية،‮ ‬يشجع حماس علي استمرار التنكر والتنصل النهائي من إتفاق القاهرة للمصالحة،‮ ‬وتحويل الإنقسام إلي انفصال دائم بين إمارة حماس في‮ ‬غزة،‮ ‬وحكومة فلسطين في الضفة الغربية‮!!‬
    وهذا الكلام من جانب صالح رأفت‮ ‬يدفعني إلي طرح بعض الاسئلة‮.‬
    ما سر كل هذا الود‮ ‬غير المبرر مع حماس الانفصالية؟‮.. ‬ولماذا هذا التكتم الشديد علي ما اسفرت عنه التحقيقات التي جرت مع المقبوض عليهم في سيناء؟‮.. ‬ولماذا توقف ردم الانفاق التي حفرها قادة حماس للتهريب بين‮ ‬غزة وشمال سيناء؟‮. ‬وهل صحيح ان حماس طلبت ذلك وأن حكومة مصر وافقت؟‮!.. ‬وهل تتصور حكومتنا الرشيدة ان واحد‮ + ‬واحد‮ = ‬اكثر من إثنين؟‮!‬
                  

09-23-2012, 04:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    amr-selim-1273-sudan2sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com








    الإدارية العليا تؤيد حل مجلس الشعب بأكمله

    المجلس باطل منذ انتخابه.. ولا ولاية علي أحگام الدستورية

    23/09/2012 01:09:29 ص






    فجرت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة مفاجأة كبيرة، حيث أصدرت حكما قضائيا أكدت فيه أن مجلس الشعب الذي تم انتخابه عقب ثورة 25 يناير، قد زال وجوده بقوة القانون وذلك في ضوء الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا في 14 يونيو الماضي، والقاضي بعدم دستورية بعض مواد قانون مجلس الشعب الذي تكون هذا المجلس علي أساس منها. صدر الحكم برئاسة المستشار مجدي العجاتي نائب رئيس مجلس الدولة، وعضوية المستشارين منير عبد القدوس وحسين بركات.. نائبي رئيس مجلس الدولة. وقالت المحكمة الإدارية العليا في حيثيات حكمها إنه متي كانت الانتخابات التي أسفرت عن تكوين مجلس الشعب، قد أجريت بناء علي نصوص ثبت عدم دستوريتها، فإن مؤدي ذلك ولازمه أن تكوين المجلس بكاملة يكون باطلا منذ انتخابه، بما يترتب عليه زوال وجوده بقوة القانون اعتبارا من تاريخ انتخابه دون حاجة لاتخاذ أي إجراء آخر.
    وأشارت المحكمة إلي أن المحكمة الدستورية العليا تقوم وحدها بتحديد الآثار التي تترتب علي الحكم بعدم دستورية نص في قانون أو لائحة لقيام موجب تحديدها، ومن ثم فلا اختصاص لأية جهة في هذه الحالة في تحديد الآثار مرة أخري، علي اعتبار أن هذه المحكمة (الدستورية العليا) تكون قد أعملت سلطتها في هذا الشأن، بحسبانها صاحبة الاختصاص الأصيل في تحديد مثل هذه الآثار سواء كانت آثارا مباشرة أو غير مباشرة. وذكرت المحكمة الإدارية العليا، أن المحكمة الدستورية بينت الآثار المترتبة علي حكمها بعدم دستورية النصوص التي تكون علي أساس منها مجلس الشعب، بأن المجلس قد زال وجوده بقوة القانون نظرا لبطلان تشكيله منذ انتخابه، وبالتالي لايكون للمحكمة الإدارية العليا أي اختصاص في النظر فيما حددته المحكمة الدستورية العليا كآثار لحكمها، لما في القول بغير ذلك من تسليط لرقابة هيئة قضائية ذات استقلال وهي مجلس الدولة، علي هيئة قضائية أخري مستقلة هي المحكمة الدستورية العليا بالمخالفة للأحكام الدستورية وأحكام قانون المحكمة الدستورية ,التي جعلت لأحكام هذه المحكمة حجية مطلقة في مواجهة كافة سلطات الدولة. جدير بالذكر أن الطعن الذي صدر فيه هذا الحكم كان محجوزا للنطق بالحكم بجلسة أمس منذ جلسة سابقة في 2 يوليو الماضي، وأنه لا شأن له بالطعن الذي نظرته المحكمة الإدارية العليا بجلسة أمس وأجلت نظره إلي جلسة 15 أكتوبر المقبل.


    ----------------

    أوباما لمرسي: نرفض الفيلم المسيء.. ولا مبرر للعنف

    نواب جمهوريون يلوحون بوقف المساعدات.. والگنيسة: لا مظاهرات ضد الرئيس

    23/09/2012 01:10:05 ص




    القاهرة‮ - ‬واشنطن‮:‬‮ ‬حسنى مىلاد‮ ‬ومحمد هنداوى ‬وىاسمىن السىد هانى‮:







    أكد الرئيس الامريكي باراك أوباما رفض الولايات المتحدة للفيلم المسيء للدين الاسلامي والقيم الامريكية مؤكداً علي انه ليس هناك أي مبرر للعنف ضد الابرياء. جاء ذلك في رسالة خطية تلقها الرئيس محمد مرسي أمس من الرئيس الامريكي.. قدم أوباما الشكر للرئيس علي الجهود المصرية لتأمين بعثة الولايات المتحدة الامريكية بالقاهرة. وقال د. ياسر علي المتحدث الرسمي بإسم الرئاسة ان أوباما أكد في رسالته " ما أشار إليه في المحادثة التليفونية السابقة مع د. مرسي نحن رفض هذا الفيلم الحاقد الذي أساء للدين الاسلامي وأساء للقيم الامريكية في حرية الدين والاعتقاد والتسامح وأشار الرئيس الامريكي إلي أنه ليس هناك أي مبرر للعنف ضد الابرياء. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس اوباما أكد خلال رسالته أيضا أنه قدر التصريحات المهمة التي أصدرتها الرئاسة المصرية بعد الاحداث الاخيرة أمام السفارة لإدانة العنف واكد أن هذه التصريحات هي جزء من القيم المصرية والتي تدعم الشراكة مع الولايات المتحدة الامريكية. وقال المتحدث الرسمي أن الرئيس اوباما أكد في ختام رسالته تطلعه الي العمل في الاشهر القادمة لمواصلة التقدم في الشراكة الاستراتيجية بين أمريكا ومصر
    وفي واشنطن حذر نواب جمهوريون الحكومة المصرية من ان الرد غير المناسب علي الهجمات الأخيرة التي طالت مقر السفارة الأمريكية في إطار الفيلم المسيء للإسلام، سيحدد ما إذا كانت مصر ستحصل علي المساعدات الأمريكية المقررة. ونقلت نشرة ذا هيل اليومية التابعة للكونجرس عن زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي النائب الجمهوري عن ولاية فرجينيا اريك كانتور ان الكونجرس سيتابع عن كثب رد الفعل المصري ولن نتسامح مع سياسات تشجع الإرهاب والتطرف أو تهدد امننا أو أمن حليفتنا إسرائيل. واضاف ان المساعدات الأمريكية ليست تلقائية واننا نتوقع من قادة مصر احترام المعايير الدولية وشروط مساعدتنا السخية من جهتها قالت رئيسة لجنة الشئون الخارجية بالمجلس ارينا لوس ريتنين وهي نائبة جمهورية عن ولاية فلوريدا ان المساعدات لمصر ستتوقف علي رد فعل القاهرة علي الهجمات الأخيرة. وأعلن المستشار ماجد رياض المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الارثوذكسية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا في بيان أرسله أمس للكاتدرائية المرقسية والانبا باخوميوس القائم مقام عدم صحة ما يتم الترويج له فيما يتعلق بتنظيم الكنيسة القبطية لمظاهرات خلال زيارة الرئيس مرسي لأمريكا هذا الشهر الاحتجاجات علي


    ---------------


    ١/٢ كلمه
    احمد رجب

    22/09/2012 09:19:08 م

    كانت المتحدثة التليفزيونية تشرح استعمالات الزيوت النباتية كزيت الذرة وعباد الشمس والفول السوداني والزيتون وغيرها، وأسهبت في شرح الفوائد ولم تذكر أهم فائدة وهي أن زجاجة زيت توصلك إلي مجلس الشعب. ...


    ---------------



    إعلان رئيس المخابرات ولاءه للرئيس يثير زوبعة..

    الاسلاميون يستعدون لموقعة البرلمان والليبراليون ينظمون صفوفهم
    حسام عبد البصير
    2012-09-21




    القاهرة ـ 'القدس العربي'


    باستثناء مانشيت صحيفة 'الأهرام' الذي تناول عدد الاحتجاجات التي شهدتها مصر خلال الأسابيع الماضية منذ اعتلاء محمد مرسي سدة الحكم اهتمت معظم صحف الجمعة بأداء رئيس المخابرات العامة الجديد القسم امام الرئيس واضعاً يده على المصحف الشريف، وبينما اعتبرت بعض الصحف الأمر يلمح إلى خطوة غير مسبوقة نحو أخونة الدولة رأت صحف أخرى أن القضية ليست في القسم على المصحف الشريف وإنما في إعلان رئيس المخابرات الولاء للرئيس نصاً وليس للوطن وهو الأمر الذي اهتمت به صحيفة 'التحرير' بوجه خاص وابرزت المصري اليوم والشروق والوطن وباقي صحف الجمعة ذات الموضوع، كما تباينت مواقف كل منها حول المظاهرات الفئوية التي تشهدها البلاد، ففيما سعت بعض الصحف التي تغازل الاخوان وتطمح للرضا الرئاسي إلى توبيخ المتظاهرين سعت جرائد أخرى مناوئة للجماعة إلى تحفيز المتظاهرين للاستمرار في اعتصاماتهم حتى تحقيق مطالبهم. ومن الموضوعات التي اهتمت بها الصحف في صدر صفحاتها الأول فتوى صادرة عن دار الافتاء المصرية اباحت الوقوف لتحية العلم وأثناء أداء النشيد الوطني. وحفلت الجرائد بالكثير من المعارك الصحافية التي وجه الكثير منها لصدر الرئيس والجماعة التي تقف خلفه.

    هل ينجح عمرو موسى
    في لمّ شمل أعداء الإسلاميين؟

    البداية ستكون مع صحيفة 'الأهرام' حيث اسامه الغزالي حرب يشير إلى ترحيبه بتكوين حزب المؤتمر، برئاسة السيد عمرو موسى، نتيجة اندماج25 حزبا وحركة سياسية، منها غد الثورة والجبهة الديموقراطية والخضر والعدل والمساواة والسلام الديموقراطي والإشتراكي والمحافظين والإتحاد المصري العربي .ولا شك أن وجود السيد عمرو موسى علي رأس الحزب الجديد- كدبلوماسي مخضرم، وسياسي محنك، أضاف اليه ترشحه للرئاسة خبرات ومعارف ميدانية هائلة - يسبغ على الحزب أهمية إضافية. والأمر نفسه ينطبق علي المتحدث الرسمي باسم الحزب، المناضل والسياسي الدؤوب والموهوب، أيمن نور، يضيف اسامة : غير أن ما أود أن أشير إليه هنا، أن ذلك الاندماج الحزبي، ليس إلا جزءا من عملية سياسية، حيوية وجادة، تجري اليوم في المجتمع المصري في اتجاه إعادة صياغة النظام السياسي المصري كنظام ديموقراطي حديث وهي ظاهرة عرفتها كافة البلدان التي مرت بتغير ثوري حاد،تمخضت عنه عشرات الأحزاب و الكتل السياسية.
    وأستطيع القول ان تلك العملية تجري في اتجاه بلورة القوى أوالتيارات التي دارت حولها الحياة السياسية في مصر منذ بدء نهضتها الحديثة قبل أكثر من مائتي عام، أي التيارات:الإسلامية والليبرالية والإشتراكية والقومية. ويضيف الغزالي: القوى والتيارات الإسلامية، التي تتمتع اليوم بالأغلبية، ليست في حاجة إلى تعريف. أما القوى التي توصف بـالليبرالية، فينبغي التوضيح- إبتداء- أنها في الواقع أقرب إلى ما يعرف في الأدبيات السياسية بـالإشتراكية الديموقراطية (أو يمكن القول ان ذلك هو مفهوم الليبرالية في السياق المصري)، ويمكن أن تشمل أحزاب: الوفد، والدستور- تحت الإنشاء- وبالطبع حزب المؤتمر الجديد. فإذا انتقلنا إلى الأحزاب والقوى الإشتراكية، فلا شك أن أبرزها حزب التجمع حزب التحالف الشعبي، وكذلك المصري الديموقراطي (وإن أدرج الأخير نفسه ضمن الأحزاب الإشتراكية الديموقراطية).

    دار الافتاء: تحية العلم
    والنشيد الوطني ليسا حراماً

    أكدت دار الإفتاء المصرية ان تحية العلم المعهودة أوالوقوف للسلام الوطني أمران جائزان شرعا، ولا كراهة فيهما ولا حرمة وأوضحت الفتوى أن هذه الممارسات والأفعال هي مما ارتبط عند الناس بحب الأوطان، وتواضعوا على دلالتها على ذلك، فصارت بذلك وسيلة عامة للتعبير عن الانتماء وتأكيد الولاء، وقد تقرر في قواعد الشريعة أن الوسائل لها أحكام المقاصد وبالنسبة للسلام الوطني أوضحت الفتوى انه عبارة عن مقطوعة موسيقية ملحنة على نشيد البلد أو الوطن تكون رمزا للبلد أو الوطن، تعزف في الحفلات العسكرية وبعض المناسبات العامة، والمختار أن الموسيقى من حيث هي لا حرمة في سماعها أو عزفها' فهي صوت، حسنه حسن وقبيحه قبيح. وردت دار الإفتاء على دعوى تحريم تحية العلم والوقوف للسلام الوطني بانه لا يجوز للمخلوق، بقولها: 'إن ذلك وإن كان فيه تعظيم، إلا أن القول بأن مطلق التعظيم لا يجوز للمخلوق هو قول باطل، بل الذي لا يجوز هو ما كان على وجه عبادة المعظم، أما ما سوى ذلك مما يدل على الاحترام والتوقير والإجلال فهو جائز، إن كان المُعَظم مستحقا للتعظيم، ولو كان جمادا. واستشهدت الفتوى بقول الإمام النووي باستحباب الوقوف للمصحف إذا قدم به أحد' لأنه إذا كان القيام مستحبا للفضلاء من العلماء والأخيار، فالمصحف أولى'.
    ونبقى مع الفتوى التي اثارت غضب الكاتب محمد الدسوقي رشدي في صحيفة 'اليوم السابع': هل تتخيل يا عزيزي أن دار الإفتاء المصرية بالأمس، ونحن في العام 2012 وجدت نفسها مضطرة لأن تصدر فتوى تؤكد أن تحية العلم وأداء النشيد الوطني ليس فعلا من أفعال الحرام؟ هل تتخيل أي منحنى إنساني وحضاري تتخذه مصر؟
    الوصول إلى المرحلة التي نحتاج فيها إلى مثل هذه الفتاوى عار على وطن كان في يوما قائدا للحضارة، وخطر على أحلام دولة تسعى لركوب قطار النهضة والتقدم.

    حنان ترك باكية: لم ارتبط بنجل
    القيادي الاخواني..دعوني وشأني

    بدموع مصحوبة بالألم تحدثت الفنانة المعتزلة حنان ترك لجريدة 'الأهرام' حول ما أثير من شائعات حول زواجها بعد قرار إعلان الاعتزال قائلة: أود أن أؤكد أنني احتجبت الحياه الفنية تماما وبشكل نهائي للتفرغ لرعاية أمي وأسرتي وغادرت الحياه الفنية بما فيها من أضواء وشهرة مرضاة لوجه الله تعالي. وأتمنى أن أستريح من تتبع وسائل الإعلام لأخباري الفنية والشخصية، وقد كنت بفضل الله تعالى طوال مشواري الفني بمنأى عن افتعال المشكلات والأزمات على صفحات الجرائد ووسائل الإعلام رغم ما كتب عني وعن غيري من الفنانين من أخبار عارية عن الصحة تماما، ودون مراعاة لتأثير ذلك على حياتنا الأسرية ومستقبل أولادنا. أضافت تركت دائرة الضوء وأرجو من وسائل الإعلام احترام هذا القرار وعدم الزج بي في أية أخبار على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية، وذلك إيماء لما نشر عني في أكثر من مجله وجريدة قومية محترمة حول خطبتي من ابن السيد المحترم المهندس حسن مالك. وأحب أن أوضح أن حقيقة الأمر أنه تربطني علاقة أسرية بكثير من أفراد عائلة حسن مالك والذين أكن لهم جميعا كل الاحترام والمودة والتقدير وأن أنجاله ما هم إلا في حكم إخوتي الصغار حيث يبلغ أكبرهم 26عاما، وبالتالي أعتب على الصحافة الزج باسمي في أخبار تؤذي مشاعر أسر بأكملها، علما بأنني سأتخذ كافة الإجراءات القانونية لمنع تكرار مثل هذه الافتراءات والأكاذيب.

    قسم رئيس المخابرات
    على المصحف يثير زوبعة واسعة

    ونتحول نحو الحدث الذي اثار زوبعة واسعة واهتمت به العديد من الصحف حينما أداه اللواء محمد رأفت شحاتة، رئيس جهاز المخابرات العامة، أمام الرئيس محمد مرسي، مساء أمس الأول، واضعاً يده على المصحف الشريف، ليثير عاصفة من الاستفهامات والدهشة والجدل. من جانبه كد السفير محمد رفاعة الطهطاوي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، أن أداء القسم على المصحف أمام الرئيس محمد مرسي، مساء أمس الأول، يعد 'تقليداً متبعاً' انتهجه كل من تولى رئاسة جهاز المخابرات منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وقال 'الطهطاوي' في تصريحات لـ'المصري اليوم': 'إن صيغة القسم لم تتغير'، لافتاً إلى أن مراسم أداء رئيس المخابرات اليمين تختلف عن نظيرتها المتعارف عليها مع الوزراء والمحافظين ونوابهم. وأكد الدكتور ياسر علي المتحدث بإسم الرئاسة، في تغريدة له على تويتر أن اليمين الذي يقسمه رئيس المخابرات هو قسم مختلف عن قسم كل رجال الدولة وبدأ العمل به عام 1972 في عهد السادات في المقابل. أكد لواءات سابقون بجهاز المخابرات العامة والقوات المسلحة أن قَسَم 'شحاتة' على المصحف بالولاء للدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، هو 'تقليد جديد' على الجهاز، مشددين على أن نص القسم الذي ظهر في الفيديو يختلف عن القسم الذي يقسمه ضباط الجهاز وأكد اللواء عادل سليمان، رئيس مركز دراسات المستقبل، أن المادة 16 من قانون المخابرات العامة، التي تنص على أن يقسم أفراد المخابرات قبل مباشرة أعمالهم يميناً تتحدد صيغته بقرار من رئيس الجمهورية، لا تلزم الرئيس بإصدار قرار جمهوري بالقسم، وإنما تعطيه حق تحديد صياغة القسم.
    ونتحول لـ'الأهرام' حول نفس الموضوع حيث اكد اللواء سامح سيف اليزل ان القسم الذي تلاه رئيس المخابرات جديد ولم يسبق ان تلاه مسؤول بنفس الاسلوب من قبل، وتوقع ان يستخدم مستقبلاً مع المحافظين والوزراء بما يتماشى مع' الصبغة الدينية الاخوانية'، على حد قوله.

    ايهما اهم مرسي أم مصر؟

    ونبقى مع نفس الموضوع الذي احتفت به صحيفة 'التحرير' من زاوية مختلفة لها علاقة بالولاء للرئيس كما ورد على لسان المسؤول والذي علقت عليه الصحيفة: صورة غريبة يضع فيها الرئيس الجديد للمخابرات المصرية العامة، اللواء محمد رأفت شحاتة، يده على المصحف، وقسم أغرب يحلف فيه على أن ولاءه الكامل سيكون للرئيس، يطرحان كثيرا من التساؤلات المنطقية: كيف يكون ولاء رئيس المخابرات للرئيس من دون الدولة؟ هل الرئيس هنا أعلى من فكرة الدولة؟ وهل هو أكبر من القانون والدستور؟ ولنفترض مثلا أن الرئيس، تم اتهامه بالخيانة العظمى لأسباب ارتكبها وأقدم عليها فهل سيكون موقف رئيس المخابرات هو الولاء الكامل أيضا في مواجهة الشعب والقانون؟ هل سيتقدم ببلاغ إلى وزير العدل، كما يُفترض، أو يتقدم باستقالته، ويعلن عن الأسباب، أم سيكون من الصعب عليه أن يعلن ذلك وهو في الخدمة ضد من قام بتعيينه ومن أقسم على الولاء له، ولماذا وضع شحاتة يده على المصحف؟ وهل لو كان قبطيا كان سيضع يده عليه أم كان سيتم استبدال الإنجيل به؟ أم أن المنصب ممنوع على الأقباط عموما؟
    نص اليمين، المشكلة، الذي أداه رئيس المخابرات أول من أمس 'أقسم بالله العظيم، وبكتابه هذا، أن أكون مخلصا لجمهورية مصر العربية، مؤمنا بمبادئها، وأن أعمل جاهدا على تحقيق أهدافها وخدمة شعبها، وأن يكون ولائي كاملا لرئيس الجمهورية ولجهاز المخابرات العامة، محافظا على أسرار العمل في الجهاز وخارجه، متعاونا مع رؤسائي ومرؤوسي، مضحيا بكل ما أملك لرفعة هذا الجهاز، محافظا على سلامته بروحي ودمي، والله ولينا، وضميرنا وازعنا، والتفاني رائدنا، والكتمان وسيلتنا، والله على ما أقول شهيد'.
    تضيف الصحيفة نص اليمين أعاد سؤالا طُرح قبل عام عن ولاء أي موظف عام للرئيس، لا للدولة أو الشعب، وضرورة حذف هذا المقطع بما يتناسب مع طلبات الثوار، عندما أقسم طلبة الكليات العسكرية يمين الولاء في صيف 2011 أمام المشير، والتساؤل وقتها كان حول بقاء عبارة الإخلاص للرئيس أو حذفها لعدم وجود رئيس آنذاك، لكن المشير طنطاوي وقادة المجلس العسكري فضلوا عدم استباق الأحداث والإبقاء على نص اليمين كما هو. وتتساءل 'التحرير': إلى أن يوضع الدستور الجديد بنصوص تبتعد عن تأليه الحاكم لماذا لم يراجع الرئيس مرسي تلك النصوص ويطلب حذف كلمات الولاء الكامل والطاعة العمياء ولو مؤقتا ليخرج من دائرة الشبهات؟

    الإسلاميون يستعدون للانتخابات البرلمانية
    والاخوان يطالبون بنصيب الاسد

    بدأت الأحزاب الإسلامية استعداداتها لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، إذ أجرت قيادات رفيعة المستوى بجماعة الاخوان اتصالات مع حزب النور السلفي لإبرام تحالف بين الأخير وحزب الحرية والعدالة الاخواني، بينما أعلنت الجماعة الإسلامية عزمها المنافسة على معظم مقاعد المجلس، وأنه في حال قبولها التحالف مع الاخوان ستضع شروطاً وضوابط لذلك. وكشف مصدر بالاخوان لـ'المصري اليوم' أن المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام، يسعى لإقناع قيادات النور بالتحالف مع الجماعة في الانتخابات، لضمان تحقيق أغلبية مطلقة في المجلس، وأن وفداً من 'النور' زار مكتب الإرشاد، وقال: 'الشاطر عرض عليهم أن تكون نسبة مرشحي النور في القائمة الموحدة للحزبين 30'' وأوضح على عبدالفتاح، القيادي بـ'الحرية والعدالة'، أن الاتجاه الغالب في الحزبين هو إبرام اتفاق يمكنهما من اكتساح جميع الدوائر، وتوقع فشل التحالفات التي تحاول الأحزاب الليبرالية الوصول إليها، وقال: 'أغلبهم في النهاية سيسعون إلى التحالف معنا في اللحظات الأخيرة' وقال بسام الزرقا، عضو الهيئة العليا لـ'النور' إن حزبه في مشاورات دائمة مع الاخوان، وإنه يشترط إيمان المتحالفين معه بالحكم الإسلامي وبتطبيق الشريعة، ونفى علمه بزيارة وفد من حزبه لمكتب الإرشاد وكشف الدكتور طارق الزمر، المتحدث باسم الجماعة الإسلامية، القيادي بحزب البناء والتنمية التابع لها، عن عزم الجماعة والحزب خوض المنافسة على مقاعد البرلمان بعدد كبير من مرشحيهما وقال: 'الحزب انضم إلى الرابطة الوطنية الإسلامية'، التي تضم 7 قوى سياسية ذات مرجعية دينية، وستكون نواة لتحالف سياسي ربما يتحول إلى انتخابي'.

    من يستدرج زويل لتشويه سمعته؟

    وإلى المعارك الصحافية والحرب على العالم المصري احمد زويل بسبب إصراره على إقامة منشأته العلميةعلى ارض جامعة النيل وهو ما أزعج سليمان جودة في 'المصري اليوم': الرجل صاحب عقل راجح وكبير، ولا أحد يفهم، حتى الآن، كيف غاب عن صاحب هذا العقل الراجح والكبير، أن منشآت 'النيل'، التي تنازل عنها أحمد شفيق وعصام شرف لمدينة زويل، قامت في أساسها من أجل كيان وحيد اسمه جامعة النيل، ولم تقم أبداً من أجل أي كيان أو أحد آخر، حتى ولو كان هذا الأحد هو الدكتور زويل نفسه، الذي نقدره ونوقره في كل الأحوال.. غير أن هذا شىيء، والقبول بهدم جامعة تحمل هذا الاسم الخالد، الذي هو النيل، شيء آخر تماماً!
    لا يغير من هذه الحقيقة القائمة على الأرض مطلقاً، بالنسبة لمنشآت الجامعة، أن يكون 'شفيق' أو 'شرف' قد تنازلا عنها للمدينة، فما فعله الاثنان لا يجوز قانوناً، فالأجدى بالدكتور زويل نفسه أن يرفضه في كبرياء، وأن يقر بأن هناك جامعة قائمة يجب ألا نمحوها من الوجود، ويجب أيضاً ألا يأتي يوم يقال فيه في حق الرجل إن مدينته التي نحلم بها معه من 12 عاماً قد قامت حين قامت على حساب جامعة تقدم تعليماً لا يتاح لطلابها في جامعات الحكومة ولا في أي جامعة خاصة!
    الدكتور زويل يعلم أن ثلاثة من المصريين قد سبقوه إلى 'نوبل' وهم: السادات العظيم، ونجيب محفوظ، والدكتور البرادعي، ويعرف أيضاً أن أياً منهم لم يسمح لنفسه أبداً بأن يتورط فيما يمكن أن يشوه هذه الجائزة الرفيعة التي يحملها، ولكن الدكتور زويل، ربما دون أن يدري، يجري استدراجه يوماً بعد يوم إلى شيء من هذا، وهو أغنى الناس عنه، وهو أقدر الناس على أن يقيم مدينته في أي مكان يشاء.

    نور ساخراً من رئيس الوزراء: هو اسمه إيه!

    ولا يمكن ان نترك المعارك الصحافية من غير ان نشير لانتقاد الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، ووكيل الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، للدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء، عقب تصريحاته التي أكد فيها الانتهاء من كتابة الدستور قبل شهر أكتوبر المقبل. ######ر 'نور' من 'قنديل' متجاهلا ذكر اسم رئيس الوزراء، وسأل الحضور قائلا 'اسمه هشام إيه؟'، فأجابه البعض 'هشام قنديل'. وقال خلال ندوة 'اعرف دستورك' التي نظمها حزب الوفد في الغربية أمس الأول: 'رئيس الوزراء يتدخل في ما لا يعنيه، ولا يحق له أن يعلن عن قرب انتهاء كتابة الدستور، كما لا يحق لأي شخص من خارج الجمعية التحدث باسمها، ولتأخذ الجمعية من الوقت ما تشاء، حتى يكون بناء الدستور قويا'. واستنكر 'نور' عملية التخوين بين فئات الشعب والهجوم الشرس على الرموز والقيادات السياسية، موضحا أن ما يجري تداوله عن استحواذ فصيل سياسي بعينه على الجمعية التأسيسية غير صحيح بالمرة. وأضاف 'نور' أن الجمعية التأسيسية تضم جميع فئات المجتمع وشرائحه، ويمثل الإسلاميون نسبة 50 ' من أعضائها، وهذا حقهم، لأنهم فصيل من المجتمع لا يمكن تجاهله، بينما تمثل القوى المدنية نسبة الـ50 ' الأخرى ومعها الأزهر، فهو محسوب على القوى المدنية، كما أن هناك أعضاء من ضمن المحسوبين على التيار الإسلامي، لكنهم يخدمون فكرة الدولة المدنية، والتصويت في الجمعية له نظام خاص يبدأ من الإجماع حتى 67 '، ثم في حالة الاختلاف يرجأ الأمر إلى نسبة 57 ' وليس هناك قوة في الجمعية تمثل هذه النسبة.

    الاخوان يعيدون المآسي لأيلول الأسود

    ونبقى مع المعارك الصحافية فها هو حمدي رزق يصب جام غضبه على الاخوان: أرى أيلولا (سبتمبر) مطلاً من جوه عيون ######ة برزت بفجاجة بعد طول احتجاب، كالذئاب خرجت من مكمنها تحت الهضاب، الفرصة سانحة، الفريسة مهيضة الجناح، الضحية (مصر) مستباحة.. أيلول يطل علينا بأيامه الكابية من كوة الزمن الصعب، زمن الاخوان، زمن ليس فيه عنوان سوى عنوان مكتب الإرشاد، النهضة ليست عنوانا عريضا لوطن، ولكنه نهيبة لوطن، الوطن يُنهب من جديد. أقسموا ليتركوها على الحديد، ولا يستثنون، يظنون بنا الظنون، يحلمون البلد صار بلدهم، وفيه يأمرون ويتأمرون، عفوا البلد أصبح بلدنا والبيت بيتنا، والدار دار أبونا ويستحيل عليهم ان يطردونا، وإن خربت دار أبوك لن تأخذ منها 'قالب'، لم يعد هناك قوالب سكر لتحلية الأيام، القوالب نامت والانصاص قامت في أنصاص الليالي والناس نيام بين عشية وضحاها برزت في الوجوه سلطة عاتية، تتشح بالدين، تطلب السمع والطاعة، تقدم مشروع الجماعة على مشروع الوطن، وشبعها على جوع الشعب، جماعة شبقة لمص دماء الدولة، نهمة لركوب مفاصل الدولة، جماعة لا تعي ولا تفهم ما جرى في أيلول، كان يوماً شتوياً طويلاً والسادات يزج في سجونه الباردة بأبهى ما في حديقة مصر من أزهار الوطنية، تفرعن الفرعون وقال: أليس لي حكم مصر وتلك الأنهار تجري من تحتي، فصارت أنهاراً من دم أغرقت ما بين أسيوط والقاهرة، لم يع الفرعون الدرس، ألا يعي المرشد الدرس، الفرعون صار فراعين كثيرة، كل واحد من الإخوة فاكر نفسه رئيس للمصريين، سألوا فرعون إيه اللي فرعنك، قال قولته الأثيرة: 'ملقتشي حد يلمني، حد يلمهم من على الفضائيات تفرعن الذي هو مهين ولا يكاد يبين، وقال إنه 'زمن الاخوان'، متكئ على إبليس شاطر يخطط لابتلاع مصر، باعتبارها سلعة معمرة، إبليس قلبه أسود، حاقد، ثأري لا يقر له قرار، لا يريد خيرا لهذا البلد ويتمنى خرابه، يخربها ويقعد على تلها، تل العقارب، إنهم يخربون البيت العامر، يجعله عامر.

    فك لغز النكسة مرهون
    بالتحقيق في وفاة المشير عامر

    الدعوة التي اطلقتها اسرة المشير عامر بفتح التحقيق في ملابسات وفاته وجدت لها صدى واسعا بين الكتاب وهو ما يشير الى أهميته سامر سليمان في جريدة 'الوطن': استكمالاً لما بدأته الأسبوع الماضي أقول إن فتح التحقيق في اتهام أسرة عبدالحكيم عامر لجمال عبدالناصر وبعض قيادات جيشه باغتيال عامر مفيد، لأنه مدخل لفتح نقاش جدي عن أسباب هزيمتنا المشينة من إسرائيل في عام 1967. الجيل الذي يتولى مواقع المسؤولية في مصر الآن هو الجيل الذي تفتح وعيه السياسي بعد هزيمة 1967، هو الجيل الذي نفض عنه نفسه الأحلام الناصرية ورفض الرواية الناصرية للهزيمة التي تضع المسؤولية أساساً على عاتق المشير عامر. لكن هذا الجيل احتار أمام إجابتين أساسيتين عن سؤال الهزيمة. فالتيار الإسلامي فسرها ببعد الشعب المصري أو دولته عن الله، لذلك فقد استحق الهزيمة. وكأن الإسرائيليين قريبون من الله أو كأنهم شعب الله المختار، لذلك نصرهم في حربهم علينا. أما التيارات المدنية فقد فسرت الهزيمة بالديكتاتورية السياسية وبانغماس الجيش في السياسة، وبضعفنا العلمي والتكنولوجي وبتفكيرنا الخرافي. هكذا لم نتفق على رواية عن الهزيمة نقولها لأبنائنا في المدارس. وهكذا تظل كتب الدولة (الكتب المقررة) خالية من أي كلام جدي في تفسير هزيمة 1967 التي تمر عليها مرور الكرام لكي تصل بسرعة إلى النهاية السعيدة.. حرب أكتوبر التي محت عار الهزيمة!

    لماذ يفضل مرسي البشير
    على بشار بالرغم انهما في الأثم سواء؟

    ونبقى مع المعارك الصحافية وهذه المرة موجهة ضد الرئيس مرسي من الكاتب حازم عبد العظيم في 'المصري اليوم': كلاهما زعيم عربي لدولة عربية 'شقيقة'. تشابه في الاسم وتشابه في السلوك! بشار الأسد ارتكب مذابح مروعة في حق شعبه وجرائم ضد الإنسانية. أما الفريق البشير فلا يقل بل يزيد جرما مقارنة بشقيقه 'بشار'، فقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قراراً بإدانته بتاريخ 14/7/2008 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب منها القتل والإبادة والنقل الإجباري التعذيب والاغتصاب إذن يستوي ' لا إنسانيا' بشار والبشير من حيث جرمهم في حق الإنسانية. ولكن شتان ما بين موقف الرئيس محمد مرسي تجاه بشار مقارنة بالبشير! فقد رفع الرئيس الاخواني راية العداء الصريح ضد نظام بشار الأسد وإذا كان معظم المصريين مؤيدين لهذا التوجه لأنه دفاع عن المظلوم في وجه الظالم إلا أن الرئيس مرسي على ما يبدو كان تركيزه واهتمامه بهذا الأمر أعظم كثيرا من مشروع النهضة. ففي خطاباته الأولى بعد عدة أيام من حلف اليمين ذكر أكثر من مرة وبتكرار واضح عداءه المعلن لنظام بشار الأسد! وفي زيارته لإيران وخطابه في الجامعة العربية وأمام الاتحاد الأوروبي لم يترك مرسي أي مناسبة إلا وهاجم بشدة النظام السوري، وأقوى تصريح له عندما قال: 'يجب تغيير النظام السوري وهذا ما اتفقنا عليه في الاتحاد الأوروبي'. وبربط ذلك مع المحور السني ولم تخف أمريكا وإسرائيل بالطبع سعادتهما البالغة بمواقف مرسي، بدأ الغزل عفيفا ثم صار صريحاً!! ثم نأتي إلى البشير الذي لا يقل إجراما عن بشار، ففي المقابل وعلى النقيض استقبال حافل ودافئ من القيادتين ورئيسي الدولتين.. فقد تم الاحتفال بالبشير احتفالاً مزدوجاً لتأكيد عمق العلاقات مع الزعيم العربي السني، وها نحن نرى الدكتور عماد عبدالغفور، المساعد السلفي للرئيس، يصف زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لمصر بأنها تمثل قفزة إلى الأمام وخطوة على الطريق السليم. السؤال هنا: ما هي الرسالة التي يريد أن يوجهها للعالم خارجياً؟ اعتمادا على أن من في الداخل هم أهله وعشيرته وسيطبلون له في كل الأحوال.

    ما قيمة صورة مرسي مع مشعل ونتنياهو؟

    السؤال طرحه معتز عبد الفتاح في جريدة 'الوطن': اللقطة الفوتوغرافية أو التليفزيونية لها ثمن في عالم السياسة لأن رمزية الصورة لها دلالة كبيرة. مثلا هل سيلتقي الدكتور مرسي بنيتنياهو حين يجتمعان تحت سقف واحد في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ نيتنياهو اشتكى من أن 'الرئيس المصري لم يذكر اسم إسرائيل ولو مرة واحدة منذ أن تولى المسؤولية'. ما الذي سيكون عليه رد فعل المنتمين للتيار المحافظ دينيا ومعهم أعداء 'الكيان الصهيوني'.. وما العائد المحتمل؟أظنه عائدا محتملا على المستوى الخارجي. ولكن ظني أن خسائره السياسية الداخلية ستكون أكثر كثيرا من عوائده المالية الخارجية.. ما التكلفة والعائد من لقطة فوتوغرافية للرئيس مرسي مع السيد خالد مشعل الذي يزور مصر حاليا؟ أحسبها تكلفة عالية في ضوء الكثير مما يدور في العالم حاليا، ولا أعرف تقدير العائد المحتمل لها وما التكلفة والعائد للقطة فوتوغرافية للقاء يجمع بين أوباما ومرسي؟ أعتقد أن العائد السياسي بالنسبة لمرسي سيكون عاليا داخليا وخارجيا، ولكن التكلفة السياسية بالنسبة لأوباما ستكون مرتفعة للغاية في ظل حمى الانتخابات الأمريكية والصورة الذهنية السلبية التي تكونت في أعقاب استجابتنا 'الرائعة والمغوارة والعبقرية' التي أصيب بسببها عدد من المصريين في مواجهات أمام السفارة الأمريكية وتم بسببها تعطيل مساعدات مالية كانت قادمة لمصر من الولايات المتحدة.

    الفيلم المسيء والرايات السود
    والفتنة بين المسلمين والأقباط

    وإلى توابع الفيلم المسيء للرسول الكريم والتي ما زالت تتوالى وهو ما دفع سليمان شفيق في 'اليوم السابع' لأن يحذر من فتنة على الأبواب: من الرسوم المسيئة إلى الفيلم المسيء هناك جماعات يمينية صهيونية تراجعت بعد صعود أوباما وأضرها التقارب الإسلامي الأمريكي بعد الربيع العربي، فقررت أن تضرب 'إسفينا' لإفساد هذا التقارب، ومن يراجع 'اليوم السابع' في الثلاثة شهور الأخيرة سيجد أن تلك الجماعات المتصهينة وأذرعها السياسية والحقوقية فبركت تقارير من وحي الخيال عن المائة ألف مهاجر القبطي، وكيف بمهارة علمية استخبارية استخدم هذا الرقم من أجل ترسيخه وترويجه باحث وسياسي كبير مثل ديمس روس، واستمر مخطط صناعة التخويف للأقباط من قبل هؤلاء على غرار منهجية الوكالة اليهودية لتهجير اليهود المصريين في خمسينيات القرن الماضي، ولم يعبأ أحد بكل ذلك، ففتح تحالف اليمين الصهيوني واليمين الهولندي باب الهجرة للأقباط المصريين لمزيد من صب الزيت على النار، في ترابط واضح بين محطة الهولندية للموساد والمحطة الأمريكية، ولم ينتبه أحد إلى ذلك فما كان من صناع التخويف للأقباط والتقسيم لمصر سوى إلقاء قنبلة الفيلم المسيء، هكذا يخطط هؤلاء، والأهم أنهم يدرسون ردود أفعال المعادل الموضوعي لهم في مصر والبلدان العربية أقصد السلفية الجهادية من أصحاب الرايات السوداء وأمثالهم، والغريب أن هناك تقسيم عمل مبنيا على تبادل المصالح بين الإخوة الأعداء في أفغانستان أو في جبال تورا بورا، فكلاهما صاحب مصلحة في تحويل الربيع العربي إلى مشهد غير حضاري وغير ديمقراطي، لإثبات أن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية لن يستطيع حمايتها الاخوان المسلمين، بل إما إسرائيل أو أصحاب الرايات السوداء وإلا كيف نفسر الترابط ما بين جمعة قندهار 29-7-2011 في ميدان التحرير والهجوم على قسم ثان العريش من قبل أصحاب الرايات السوداء في ذات الليلة وإعلان الإمارة الإسلامية في سيناء؟ والهجوم على السفارة الأمريكية بالقاهرة وتعليق الرايات السوداء 13 سبتمبر الجاري، وفي اليوم التالي الهجوم من قبل هؤلاء على معسكر لقوات حفظ السلام في سيناء؟

    اعادة انتاج القمع على طريقة مبارك

    حالة من الخوف تعتري النخبة بسبب عدد من القوانين التي يجري الأعداد لها حالياً وهو ما دفع الحقوقي حافظ أبو سعدة في 'اليوم السابع' لأن يحذر من توابعها: بالنظر للقوانين المقترحة حالياً والمعروضة على مجلس الوزراء لإقرارها أعتقد أن أخطر 3 قوانين، جاء الأول بعنوان 'حماية المجتمع من الخطرين' وهو أشبه بـ'قانون الاشتباه' لأنه يجرم قيام المشتبه بهم الإتيان بسلوك جسيم، أي قبل أن يقوم بارتكاب الجريمة، وهو ينص على تدابير وقائية كالوضع تحت مراقبة الشرطة أو حظر التواجد في أماكن محددة أو الإيداع في إحدى مؤسسات العمل أي الاحتجاز، إذن فنحن أمام إعادة إنتاج لقانون الاشتباه الذي حكم بعدم دستوريته لأنه يعاقب على لا جريمة، أي قبل ارتكابها أما القانون الثاني فهو القانون الخاص بتجريم الاعتداء على حرية العمل وتخريب المنشآت وهو تقريبا قانون للتصدي للإضراب عن العمل، وهو الحق الذي تضمنته الاتفاقيات الدولية كأحد حقوق العمال التي تشكل نقطة التوازن في علاقات العمل، أما القانون الثالث فهو 'قانون تنظيم التظاهر في الطرق العمومية' وهو قانون معيب أيضاً، حيث إنه يضع شروطا على ممارسة الحق في التظاهر منها أن يكون الطلب أو الإخطار بالمظاهرة قبلها بثلاثة أيام، وهو مدة طويلة تتناقض مع حرية التعبير الجماعي عن الرأي، والتي قد تحتاج أن يخرج أي جماعة من المواطنين في مظاهرة احتجاجا على قرار أو موقف لا يمكن تأجيله لحين الحصول على الترخيص بعد ثلاثة أيام، كما أنه يعطي الحق للشرطة للاعتراض على المظاهرة أو التفاوض مع الجهة التي يتم التظاهر ضدها. يبدو أن المصريين الآن بين نارين إما أن يقبلوا قانون طوارئ جديدا أو حزمة من القوانين والتشريعات تقيد حقوقا أساسية ناضلت منظمات حقوق الإنسان من أجل نيلها ودفاعا عنها سنوات طويلة، وكانت هي السبيل لتحقيق الثورة التي ما كانت لتحدث لولا حق التظاهر الذي انتزعه المصريون في ظل سياسات قمعية انتهكت فيها حقوق الإنسان على نطاق واسع.

    مبارك يرفض شاليمو
    وشيكولاته وزوجته تطلب قرضاً

    وإلى أخبار المخلوع حيث رفض الرئيس السابق حسني مبارك، المودع مستشفى سجن مزرعة طرة، ونجله جمال، تسلم طرد مرسل من إنكلترا، لعدم وجود اسم المرسل. قالت مصادر أمنية في قطاع السجون، إن 'مبارك' أصيب بذعر عقب وصول الطرد، وطلب من جمال عدم الاقتراب منه، خاصة أن لديه هاجساً بوجود مؤامرة لقتله، ما دفعه للتخوف من أن يقتل بوضع مادة سامة له في الطرد. وأضافت المصادر أن إحدى شركات النقل قدمت طلباً إلى اللواء طارق أنور، مدير المنطقة المركزية للسجون، لتسليم الرئيس السابق الطرد، وعندما تم إخطاره ونجله رفضا تسلمه بحجة أنه غير مدون عليه اسم المرسل وأشارت إلى أن إدارة السجن فحصت محتويات الطرد، وتبين أنه يحتوي على فرشاة ومعجون أسنان، من نوع خاص، و'شاليموه'، وكميات من الشيكولاته، وتم إطلاع 'مبارك' ونجله عليها، إلا أنهما أصرا على موقفهما، وطلبا إعادته إلى الشركة مرة أخرى. وتابعت المصادر أن 'مبارك' يرفض، منذ فترة، تناول أي أدوية أو طعام، إلا في وجود 'جمال'، المرافق الدائم له في المستشفى، ويشعر بأن وراء استمراره في السجن والإصرار على عدم نقله إلى مستشفى عسكري خطة للتخلص منه. وتحفظت إدارة السجن على الطرد، وحررت محضرا بالواقعة، أحاله اللواء محمد نجيب، مساعد الوزير لقطاع السجون، إلى نيابة المعادي التي قررت إعادة الطرد إلى الشركة كان الرئيس السابق حسني مبارك قد امتنع عن تناول الأدوية 3 مرات خلال الشهر الماضي.
    ومن اخبار قرينة مبارك نطالع ما نشرته 'اليوم السابع' فقد طلبت سوزان من أحد رجال الأعمال قرضاً، وذلك لتحسين وضعها المادي، بعدما تم التحفظ على معظم ممتلكات عائلة الرئيس المخلوع، واستمرار الملاحقات القانونية لممتلكاتها، وانتظار الأحكام القضائية في قضايا الكسب غير المشروع المتورط فيها معظم أفراد عائلة مبارك


    ------------------

    القروض واستئناف بيع مصر.. فمن يا ترى السمسار ومن المشتري؟
    محمد عبد الحكم دياب
    2012-09-21




    جراد بشري يهب على مصر يوميا..موجة إثر موجة.. من كل صنف ولون.. جراد يهل في زي مبعوثين ورجال مخابرات ودبلوماسيين وسياسيين وبرلمانيين وعسكريين وماليين من الغرب؛ سلاحهم المراوغة والتهديد والوعيد، وفي ركابهم غزو جراد عربي وإسلامي؛ 'يلوح بذهب المعز وسيفه' ورئيس جمهورية دائم الترحال بحثا عن قرض أو 'صدقة'، وبالتعبير الشعبي 'يشحت علينا'، أو يطلب مستثمرا بديلا لدولة لم تُبن بعد؛ يعطيه 'الجمل بما حمل'، ولا يتوقف الحديث عن مشروع 'نهضة'، نسمع به ونقرأ عنه ولا نراه.
    ويبدو أنه مشروع سري لا يعلمه إلا 'أولو العزم'، من التجار والسماسرة وأصحاب التوكيلات وأباطرة المال الاخواني وحيتان الأعمال من الحزب الوطني المنحل! وهم ممن تتشكل منهم الوفود المرافقة للرئيس في حله 'التجاري' وترحاله''الاستثماري'، وكان ممكنا لجهده أن يكون مجديا لو استبدل أولئك بخبراء واقتصاديين وأكاديميين وماليين ومفكرين وعلماء وسياسيين من ذوي الباع؛ المشهود لهم بالنزاهة والمعروفين بالعطاء.
    اكتفى الحكام الجدد من الثورة بأن خلصتهم من مبارك، وأبعدت عنهم شبح التوريث، وبعد ذلك بقي كل شيء على ما كان عليه؛ عمت الإضرابات، وانتشرت الاعتصامات، وعادت المعالجات الأمنية والمواجهات البوليسية، وكأن أولي الأمر لا يعرفون أن الشعب تغير ولن يعود إلى ما كان فيه، لكن يبدو أن هذا استعصى على فهمهم، مع ما قد يكون بينهم من أصحاب نوايا حسنة لكنهم قليلو الحيلة؛ شغلهم ذلك الجراد وأضاعوا الوقت في استقباله؛ يحدوهم أمل كاذب في التخفيف من وطأة الأزمات والضغوط الداخلية.
    والحكومة ارتاحت لانشغال أغلب القوى الثورية والسياسية بمنافسات وصراعات انتخابات برلمانية افتراضية؛ لا يعلم أحد إن كانت ستتم أم لا. وسعيدة بتصريحات أقطاب حزب 'الحرية والعدالة' الاخواني بقرب صدور حكم قضائي بعودة مجلس الشعب المنحل بقرار من المحكمة الدستورية العليا، والسؤال كيف؟ لا أحد يعلم! بجانب أن ما يدور في أروقة الحكم لتأجيج المنافسات الانتخابية والصراعات الحزبية وكأنه لإلهاء الناس بعيدا عن الحكومة.
    وترتب على أفواج الجراد هذه أن شهدت الأسابيع والأيام الماضية توقيع اتفاقات مع أطراف عربية وإقليمية ودولية؛ خاصة بأموال وقروض، من المقرر أن تحصل عليها مصر على سبيل الدين أو الوديعة، أو على هيئة وعود تسمح بفسحة من الوقت إلى أن تُقبل الشروط وتُثمر الضغوط.
    ووفود الجراد القادم من أمريكا تحديدا هم من رجال المخابرات والجيش والمحتكرين وأصحاب الشركات الكبرى، ومهمتهم جمع المعلومات والتعرف على الحكام الجدد عن قرب. والحصول على ضمان باستمرار 'مصر الثورة' على حالها السابق على 25 يناير 2011، والتأكد من'أن التغيير فيها لا يتجاوز الإدارة العليا، وتبقى الهياكل والبنى ذاتها على نسقها القديم، مع حرص على عودة زواج الحكم بالمال، وتحصينه بالفتاوى الدينية.
    وبدأ الحكام الجدد مما انتهى به حكم حسني مبارك في سنواته العشر الأخيرة، وكان قد سلم الحكم لابنه جمال؛ لم يبدأوا بدايته الأولى، عندما كان يقنع بالقليل ويردد 'الكفن ما لوش جيوب' عنوانا لمرحلة زهد مزيف؛ قفز عليها الحكام الجدد فبدأوا من الآخر، كما نقول في مصر، وبدت مصلحتهم في الحفاظ على الفجوة الواسعة بين الثراء الفاحش والعدم المميت، واستخدام عصا الأمن وبطش الشرطة، والبحث عن مستثمرين جعلوا منهم قديسين وأنبياء للعصر، فحلوا محل كل القوى والطبقات، وكأن مصر بلد عقيم؛ بلا إمكانيات ولا قدرات أو ثروات طبيعية وبشرية أو خبرات عالية رفيعة، وبدلا من توظيفها وتعبئتها وحشدها بقي الإصرار على إهدارها في سبيل المستثمرين والاستثمار.
    كأن المؤسسات والدول التي تعطي وتقرض جمعيات خيرية تعطي لوجه الله، بلا شروط ولا تقبل ممارسة الضغوط ووضع القيود؛ وليس لها مصالح تسعى لتحقيقها، ولا أطماع تعمل على نَيلها، وانعدم اهتمام أولي الأمر من أباطرة المال والسياسة بمصادرة الأموال المنهوبة والأراضي المسروقة لحساب الشعب، وكأنهم يتعجلون ثورة أخرى.
    واختلف الموقف من القروض والودائع باختلاف الهوى والمصلحة، فالفوائد ربا مُحرم عندما كانت الحكومة غير الحكومة، أما وأن الاخوان قد حكموا فإن 'الضرورات تبيح المحظورات'، وهنا تحضرني حكاية شاعت قديما في قريتنا تدليلا على ازدواج المعايير لدى بعض الشيوخ، وملخصها أن ######ا بال على حائط يفصل بين فلاح وشيخ القرية، وذهب الفلاح للشيخ يطلب الفتوى، قائلا: أريد أن أطهر الحائط من بول ال######. وأفتاه بأن الحائط يُهدم ويُبنى سبع مرات لضمان التخلص من النجاسة، وقال الفلاح: يا سيدنا'الشيخ ال###### بال على حائط بيني وبينك، فرد: إن قليلا الماء يطهره، وهكذا الحكم على فوائد القروض والودائع، فهي ربا محرم إذا كانت للغير، أما إذا كانت 'للشيخ' أضحت 'حلالا'، ومن قبيل المصاريف الإدارية.
    وما الحل إذا كانت القروض والودائع ضارة وطنيا وسياسيا، وهدفها إفقار البلاد وإذلال العباد وتقسيمهم ونشر الصراعات والنزاعات بينهم؟ وأول شروطها رفع الدعم عن القطاع العام، واستئناف الخصخصة،'وأن يصب القرض لصالح رجال الأعمال؛ كقوة وحيدة معتمدة كرأس حربة في مخطط الغرب، الذي ينفر من نظم الملكية والانتاج الجماعية، وحتى شرط إسقاط الولايات المتحدة الأمريكية مبلغ مليار دولار من ديون مصر هو ثمن متوقع لمشاركتها في العمليات العسكرية والإعلامية والحرب النفسية ضد إيران وسورية ومنظمات المقاومة.
    هذا ويتم تجاهل فوائد ودائع لدول عربية وإسلامية، فالوديعة القَطرية ليست من قبيل 'القرض الحسن' إنما عليها فائدة سنوية كغيرها، وقرض البنك الإسلامي للتنمية للهيئة العامة للبترول وهيئة السلع الغذائية، وقدره مئتا مليون دولار؛ فائدته أعلى من صندوق النقد الدولي، وفائدته هي حوالي واحد ونصف في المئة، وفائدة البنك الإسلامي ثلاثة واثنان من عشرة في المئة سنويا.
    بجانب ذلك تسعى الحكومة لتغيير القانون لصالح الاستثمار الأجنبي، فيصبح نوع 'الاستثمار الحلال' أو الحميد، ويكون جاهزا فور استئناف الخصخصة، فيشتري مؤسسات ومرافق الدولة الرئيسية؛ قناة السويس، والترسانة البحرية، والمصانع الحربية، والسد العالي، والسكك الحديدية. وبدا الأمر وكأن أولي الأمر قد تحصنوا ضد التعلم من تجارب الدمار الشامل السابقة؟ لكنها المصالح المالية الإخوانية ودوائرها الخليجية والتركية والأوروبية والأمريكية، ومنها ما هو مصهين!
    نشرت صحيفة 'الفاينانشيال تايمز' مؤخرا ما يؤكد شروط الصندوق، ومنها أن تقوم مصر بتخفيض العجز في ميزانيتها بتقليص القطاع العام، وإلغاء دعم المواد الغذائية والغاز والمستخرجات النفطية، مثل البنزين والسولار، وخفض العملة. والتقشف يغدو مستحيلا مع اقتصاد ينكمش ولا ينمو على الإطلاق حسب قول الصحيفة. وقد ذكرت على لسان كريستين لاجارد رئيسة صندوق النقد أن عدم وجود برلمان لن يكون عائقاً لعمل الصندوق، وقد يكون في هذا تلميح لعودة البرلمان قبل إقرار القرض.
    وإذا لم يُطبق التقشف يتم سحب القرض، وهذا حدث مع دول ذكرتها الصحيفة، فالصندوق منح أوكرانيا قرضا بنحو 14.6 مليار دولار، وتوقف الصندوق عن استكماله لعدم الالتزام بالتقشف. وكانت النتائج في رومانيا كارثية، استقال رئيس الوزراء الشهر الماضي إثر احتجاجات غاضبة رافضة للتقشف، وكان الصندوق قد قدم قرضا لرومانيا قيمته 26 مليار دولار، ومن شروطه تخفيض الانفاق الحكومي والمعاشات. وأشاد الصندوق بإجراءات التقشف الاسبانية، ويرى'المعارضون ان خفض الانفاق الحكومي وتقليص المعاشات سيحدث شللاً للاقتصاد ويزيد معدلات الفقر والبطالة.
    تجار ووكلاء الإسلام السياسي لا يقترفون فعل 'التنمية' وكأنه فعل فاضح، فهو مجرم 'شرعا' وعليه 'فيتو' صهيو غربي، ومشكلة التنمية أنها شاملة وعامة ومجتمعية، ومتعددة المجالات؛ بشريا واقتصاديا وثقافيا وتعليميا واجتماعيا، وقادرة على الوفاء بأعباء العدالة الاجتماعية ورفع مستوى المعيشة، وتتحمل عبء الدفاع والأمن الوطني والقومي، وتضفي على الحكم والسياسة طابعا إنسانيا رحيما، وأساس الاستثمار فردي واستغلالي ومتوحش، ويُسلّع الحقوق المشروعة؛ في الرعاية والتعليم والعمل والصحة والخدمات الإنسانية، وكان ذلك يجد تبريره مع الحكم السابق باسم قوانين السوق، والآن يُبرر بالنصيب والرزق، والدعم لا يذهب لمستحقيه من محدودي الدخل والمعدمين والفقراء، ويذهب إلى المستثمرين بدعوى التشجيع والجذب.
    الحكومة تتعامل مع شروط الصندوق والمقرضين وكأنها سر حربى، وتدّعي أن قرض الصندوق يفتح الباب أمام الحصول على المزيد من صناديق ومؤسسات أخرى، وهذه عقلية نشرت الفرح في أروقة الحكم، مع إعلان شركة شل العالمية للبترول ضخ استثمارات في قطاع الغاز والنفط في مصر بقيمة تصل إلى 11 مليار دولار، وعن إعلان مؤسسات وشركات أجنبية رغبتها الاستثمار في مصر، وهنا يرى رئيس الوزراء هشام قنديل أن ذلك بمثابة رسالة جيدة لاستقرار الأوضاع في مصر. وكأن الأصل هو التسول وليس العمل والانتاج والاكتفاء والاعتماد على النفس!
    وكان الرئيس مرسي قد زار الجمعة قبل الماضية مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل بحثا عن قرض أو مساعدة، وانتقل منها إلى ايطاليا، التي تعاني أزمة اقتصادية حادة، قد تكون أكثر تعقيدا من أزمة مصر، وصَاحَب الزيارة تصريحات لرئيس الوزراء عن اجراءات تقشفية، وأخرى لوزير المالية عن فرض ضرائب على مكالمات المحمول، وثالثة لوزير الاستثمار يعلن فيها طلبه من وفد رجال الأعمال الأمريكي المساهمة في مشروعات شرق بورسعيد، وهي المشروعات التي سبق وأعلنت قطر القيام بها.
    وعلينا ألا نغفل الشروط والضغوط السياسية والقيود التي يفرضها الصندوق للالتزام بنص وروح 'معاهدة السلام' مع الدولة الصهيونية، وما يرتبط بها من نشر ثقافة 'السلام' والتطبيع خدمة للدولة الصهيونية وحماية لأمنها.
    ومأزق مشروع 'النهضة' هو اعتماده على اقتصاد عشوائي وطفيلي؛ تأسس على يد جمال مبارك وجماعته وأنتج ما تسبب في اندلاع ثورة يناير العظيمة، ويقوم على التسول والاقتراض، وتمكين الأجانب من الاستحواذ والسيطرة على أصول وثروات الوطن والمواطن. إنه مشروع للاستهلاك الإعلامي، وللتغطية على الزواج المحرم بين المال والسياسة والطائفة والمذهب. هذه عشوائية مطلوبة، واعتماد الاقتراض والاستجداء من الخارج هدف في حد ذاته ووسيلة للتفريط في الاستقلال الوطني. وهذا يدمر ولا يبني، ويخرب ولا يعمر، ويفسد ولا يصلح.
    وإذا كان أولو الأمر بسعيهم هذا يَعْرضون مصر للبيع، فمن يا ترى السمسار ومن هو المشتري؟!

    ' كاتب من مصر يقيم في لندن


    ------------------

    الاقباط يخشون من دفع ثمن الإساءة للاسلام وفوز الاخوان ادى الى هجرة اعداد كبيرة منهم

    2012-09-21




    القاهرة - ا ف ب: عبر عدد من النشطاء والمواطنين المصريين الأقباط في مصر عن قلقهم ومخاوفهم من ان يدفع مسيحيو مصر ثمن الفيلم المسيء للنبي محمد الذي أنتجه اقباط متشددون مهاجرون في الولايات المتحدة.
    ودانت مختلف الكنائس المصرية الفيلم المسيء للنبي محمد الذي اثار ردة فعل غاضبة في البلاد حيث تظاهر المئات امام السفارة الأميركية في القاهرة لأيام ما أوقع قتيلا ونحو 200 مصاب.
    وأصدر المجمع الكنسي، اعلى هيئة في بطريركية الاقباط الارثوذكس، بيانا اعتبر فيه ان 'إطلاق الفيلم في هذا التوقيت جزء من خطة خبيثة تستهدف الإساءة إلى الأديان واحداث الفرقة بين طوائف الشعب المصري'.
    ولكن على الرغم من هذه الادانة فان بعض الاسلاميين المتشددين حملوا ضمنا المسيحيين المسؤولية وقام شيخ إسلامي يدعى أبو إسلام باحراق نسخة من الإنجيل اثناء التظاهرات الاحتجاجية امام سفارة الولايات المتحدة.
    وقالت منى مكرم عبيد، النائبة القبطية السابقة وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ان 'المصريين المسيحيين زادت مخاوفهم بشان وضعهم في مصر بسبب رد الفعل العنيف من قبل بعض المتشددين الإسلاميين'، وأضافت عبيد 'كنا نخشى ان يكون رد الفعل ضد المسيحيين أساسا'.
    واضافت لفرانس برس 'من قام بالأمر قلة مرفوضة من أقباط المهجر ولا يجب ربطها نهائيا باقباط مصر' معتبرة ان موقف الكنيسة القبطية بإدانة الفيلم 'لعب دورا كبيرا في الحد من الغضب والضيق تجاه أقباط مصر'.
    وقرر النائب العام المصري الاسبوع الماضي وضع 8 من أقباط المهجر على قوائم ترقب الوصول من السفر، وذلك على خلفية اتهامهم بالخيانة والسعي لتقسيم البلاد بسبب اشتراكهم في إنتاج الفيلم المسيء.
    وقالت كريستين أشرف وهي موظفة قبطية في شركة تسويق 'أشعر بضيق من الفيلم المسيء ومن حق المسلمين أن يغضبوا بالطبع'، وتابعت 'لكن ربط الأمر بنا وحرق الأنجيل ضايقني أيضا وربما يزيد من الغضب والطائفية خاصة عند غير المتعلمين'.
    واضافت أشرف التي تذهب للكنيسة بانتظام وتضع صليبا بارزا حول رقبتها 'ما حدث كان مقصودا لخلق فتنة طائفية في مصر'.
    وأعرب الناشط القبطي رامي كامل عضو المكتب السياسي لاتحاد شباب ماسبيرو وهي رابطة شكلها مجموعة من الشباب الاقباط بعد بضعة اشهر من اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك للدفاع عن طائفتهم، عن خشيته من العنف الشديد الذي اتسمت به تظاهرات المسلمين احتجاجا على الفيلم المسئ للنبي محمد وقلقه من تحول هذا الغضب ضد المسيحيين.
    وقال كامل ان 'الفيلم المسيء للاسلام كان ذريعة للهجوم على الأقباط والمسيحية مثلما فعل الشيخ أبو إسلام' مضيفا 'القلق والمخاوف القبطية ستزداد طالما استمرت الدولة في التزام صمت تجاه التجاوزات التي تحدث بحقنا'.
    واندلعت مواجهات طائفية متعددة بين المسلمين والمسيحيين بعد اسقاط مبارك والصعود السياسي للاسلاميين في البلاد اخرها وقعت في قرية دهشور (جنوب القاهرة) حيث ادت مشاجرة بين شابين مسلم ومسيحي الى تهجير عدة اسر مسيحية من منازلها قبل ان تعود اليها بعد عشرة ايام اثر تدخل اجهزة الامن.
    لكن التوتر كاد يتجدد في هذه القرية بسبب الفيلم المسيء للنبي محمد.
    وقال القس تكلا عبد السيد كاهن كنيسة دهشور 'البعض حاول التظاهر بسبب الفيلم في القرية لكن الأمن منع ذلك'، وتابع تكلا 'أقباط المهجر يعتقدون أنهم يفعلون ذلك من أجلنا لكن الحقيقة أننا ندفع ثمن ذلك دون أن يكون لنا أي ذنب'.
    ويشكل المسيحيون ما بين 6 ' الى 10 ' من عدد سكان مصر البالغ 83 مليون نسمة.
    وأفادت تقارير صحفية أن كثيرا من الأقباط هاجروا من مصر او يسعون الى الهجرة منذ فوز الاسلاميين في اول انتخابات برلمانية بعد اسقاط مبارك نهاية العام الماضي الا انه ليست هناك اية احصاءات موثقة عن نسب الهجرة.
    وادى حكم قضائي صدر هذا الاسبوع الى زيادة الاحتقان في اوساط الاقباط اذ اعتبروه دليلا جديدا على التمييز ضدهم اذ قضت محكمة مصرية بالسجن ست سنوات على مدرس قبطي بتهمة ازدراء الأديان وإهانة الدين الإسلامي لنشره صورا كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد على حسابه على شبكة فيسبوك.
    وكان الاقباط يشكون طوال حكم مبارك الذي استمر ثلاثين عاما من قيود مفروضة على بناء الكنائس ومن عدم تعيينهم في الوظائف العليا في الدولة.
    واتهم اتحاد شباب ماسبيرو في بيان اصدره الخميس القضاء المصري بأنه يكيل بمكيالين' معتبرا ان 'القانون لا يطبق على ما يبدو الا على الاقباط فقط' مؤكدين ان ان 'هذه الممارسات تزيد من شعورهم بالغربة في وطنهم'.
    وأبدى سامح سعد عضو ائتلاف أقباط من أجل مصر، وهي رابطة اخرى شكلت اخيرا للدفاع عن حقوق الاقباط، استياءه مما يعتبره تجاهلا من القضاء لاي اساءة الى المسيحية.
    وقال 'يوجد فقط قضايا إزدراء للدين الإسلامي دون المسيحي' متابعا إن 'كل من يزدري الدين الإسلامي يحاسب ويعاقب وكل من يزدري الدين المسيحي لا يحاسب ولا يعاقب وهو ما يزيد مخاوفنا المشروعة'.
    وأضاف سعد 'هناك شماعة واحدة فقط في مصر تعلق عليها كل الأزمات،.وهي شماعة الأقباط'.
    الا ان السياسي القبطي والنائب السابق في البرلمان جمال أسعد لا يشارك الناشطين الاقباط مخاوفهم الشديدة.
    وقال اسعد لفرانس برس 'اعتقد أن الإخوان (جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس المصري محمد مرسي) أصبحوا أكثر مسؤولية في حل مشاكل الاقباط'



    ------------------

    كانت ثورة‮.. ‬وستبقي‮!!‬

    22/09/2012 09:53:41 م




    [email protected] - بقلم :- جلال عارف


    جلال عارف



    ليست الثورة وحدها هي التي يتم اختطافها،‮ ‬بل الدولة كلها معرضة لنفس المصير اذا سارت الأمور بنفس الطريقة التي تسير بها الآن،‮ ‬واذا استمرت سياسية إغراق الناس بالقضايا الصغيرة والصراعات الوهمية،‮ ‬بينما مخطط الاستيلاء علي مؤسسات الدولة يجري علي قدم وساق‮!‬
    تأمل القضايا المطروحة بعد عشرين شهرا من الثورة‮. ‬وقارن بين‮ »‬الأجندة‮« ‬الوطنية التي كنا نطرحها في يناير وفبراير من العام الماضي لإصلاح الوطن وبين‮ »‬الأجندة‮« ‬المطروحة اليوم‮.‬
    علي طريقة‮ »‬لعبة الثلاث ورقات‮« ‬التي يتم استخدامها في النصب،‮ ‬يجري إلهاء الناس عن قضاياهم المصيرية بقضايا مثل هل سنزوج أطفالنا في سن التاسعة أو الثانية عشرة؟ أو هل ختان الإناث هو جريمة كنا في سبيلنا للقضاء عليها،‮ ‬أم هو‮ »‬مكرمة النساء‮« ‬كما تبشرنا القيادات النسائية التي جاء بها زمان السمع والطاعة؟‮!.. ‬وهل الأكثر ثوابا أن يبطش بك رجل شرطة حليق الذقن كما تعودت لسنوات،‮ ‬أم رجل شرطة ملتح كما تتم المطالبة به الآن؟وسط كل هذا الكلام الفارغ‮ ‬تكتشف أن‮ »‬الدولة‮« ‬يتم تغييرها،‮ ‬وأن‮ »‬الأجندة‮«‬،‮ ‬التي كانت ميادين التحرير قد توافقت عليها قد تم دفنها بطريقة شرعية تماما،‮ ‬لتظهر أجندة أخري يجري تنفيذها بكل حماس.وهكذا‮.. ‬يجري تطبيق العدالة الاجتماعية بالتخطيط لرفع الدعم‮»!!« ‬وأسلوب التنمية الذي أفقر المصريين قبل ذلك يجري احياؤه بمباركة صندوق النقد،‮ ‬وبقروضه التي انتقلت من خانة‮ »‬الحرام‮« ‬إلي خانة‮ »‬الحلال‮«‬،‮ ‬بفعل فاعل شاطر‮»!!« ‬والحديث عن الحريات ينتهي بالعدوان علي الصحافة واكتشاف أن الصحفيين إخوان الشياطين،‮ ‬كما ينتهي بالعودة لاستخدام القوة في فض الاعتصامات السلمية،‮ ‬وباكتشاف‮ ‬غير مسبوق بأن‮ »‬الطوارئ‮« ‬قد وردت في القرآن الكريم‮ »‬فهل ستكفرون«؟‮!‬
    الأخطر من كل ذلك هو الدستور الذي أصبح رهينة في يد جمعية تأسيسية باطلة تقوم بتفصيل دستور يكفي فقط موقفه من حرية الصحافة لنعرف اننا أمام مشروع دستور لا علاقة له بالثورة ولا‮ ‬بالحريات‮!!‬
    وللتغطية علي الكارثة الدستورية يمارس فريق‮ »‬الثلاث ورقات‮« ‬عمله لإلهاء الناس بفقرات مدهشة من سيرك أبو إسلام،‮ ‬أو جلابية المحافظ،‮ ‬أو زواج الأطفال‮!!‬
    قبل عشرين شهرا كانت لنا ثورة يخطئ من يظن أنها سترضي‮ ‬بهذه النهاية


    --------------

    نـهـار



    22/09/2012 11:39:27 م




    ‮ بقلم :- عبلة الروىنى‮ ‬ moc.oohay@41ynewerlealba




    اليمين الدستورية التي أداها اللواء محمد رأفت شحاتة رئيس المخابرات الجديد، أمام رئيس الجمهورية في قصر الأتحادية الأسبوع الماضي، أثارت الكثير من الجدل والاستياء أيضا، خاصة هي المرة الأولي التي يتم فيها الإعلام عن حلف اليمين لرئيس المخابرات علنا، أمام كاميرات التليفزيون وأمام الرأي العام.
    ما أثار الجدل، هو نص القسم تحديدا (القسم بالولاء لرئيس الجمهورية) وبحسب المسئولين السابقين بالمخابرات، أن النص، قد تم تغييره الي نص آخر، كما تم استحداث وضع اليد علي المصحف عند القسم.. علق الدكتور (ياسر علي) المتحدث الرسمي للرئاسة، علي حسابه في (تويتر) بأن قسم رئيس المخابرات العامة، هو بالفعل مختلف عن قسم كل المسئولين بالدولة، لكنه موضوع منذ عام 1972 ومعمول به حتي اليوم ..!!
    ما يشغلنا ليس تاريخ النص، ولكن أن يكون قسم الولاء الدستوري، لشخص رئيس الجمهورية، وليس لمصر أو للوطن ، للمعني الثابت لا المعني المتغير.. القسم بالولاء لرئيس الجمهورية دون غيره، معناه انه رئيس مخابرات رئيس الجمهورية، لا رئيس مخابرات مصر، والفارق شاسع وكبير، ويفتح المجال لخلافات أشد، فماذا لو تم الانقلاب علي رئيس الجمهورية، أوتم خلعه كما حدث مع مبارك، لمن سيكون ولاء رئيس المخابرات العامة عندئذ ؟! ويفتح القسم الدستوري علي المصحف مجالا آخر للجدل حول مفهوم ( الوطنية) و(المواطنة) فماذا لو كان المسئول قبطيا، هل يقسم يمينه الدستورية وهو يضع يده فوق المصحف، أم وهو يضع يده فوق الإنجيل


    --------------

    نحو النور

    ظاهرة الفتاوي المضللة

    22/09/2012 10:44:36 م




    بقلم‮ :- ‬سمىر عبدالقادر


    ‬سمىر عبدالقادر



    أحرص بين الحين والآخر أن ألتقي بصديق الصبا العالم الكبير الدكتور أحمد شوقي الفنجري، لأستفيد من علمه ودراساته وأبحاثه عن المفاهيم والفتاوي الخاطئة التي تؤخر المسلمين، خاصة ونحن نعيش الآن في عصر أدعياء الفتوي الذين كثر عددهم حتي كادوا ان يصبحوا ظاهرة تسيء إلي سمعة ديننا الحنيف!
    يقول عالمنا الكبير: ظهرت في السنوات الأخيرة كمية كبيرة من الكتب المستوردة تباع بأقل التكاليف في الأحياء الشعبية، وكذلك عدد من الأشرطة الكاسيت المسجل عليها خطب وفتاوي الشيخ عبدالعزيز بن باز، التي يقول فيها إن التليفزيون حرام لأنه يهدف إلي إهدار الشرف ويوجه نحو الفساد والاباحية، كما يقول إن العناية بالآثار حرام، والذين يستغلون هذه الآثار، ويسهلون للسائحين زيارتها آثمون، وكان الشيخ عمر عبدالرحمن في خطبة يتمني لو استطاع هدم الهرم وأبوالهول!
    وفي فتوي للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، ان المسلم إذا سمع الآذان للصلاة، فعليه ان يبادر فورا ليؤدي الفريضة، حتي ولو كان طبيبا يجري عملية جراحية لمريض، وهذه الفتوي تتعارض مع نص ديني صريح، فالرسول »عليه الصلاة والسلام« قال: »إذا وضع عشاء أحدكم، وأقيمت الصلاة، فأبدأوا بالعشاء، ولا يعجل حتي يفرغ منه« فإذا كان هذا عن الطعام، فما بالك بالعملية الجراحية التي يتوقف علي إتمامها انقاذ حياة إنسان! وهناك فتوي تقول ان عمل المرأة وجلوس الطالب مع الطالبة في دور العمل حرام، وان الخاطب لا يري خطيبته إلا مرة واحدة قبل الزواج، والمرأة لا تخرج من البيت إلا إلي القبر، والقرآن الكريم وصف الاختلاط بقوله: »والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر«، ومعني هذا كما يقول الدكتور الفنجري ان المرأة كالرجل لها حق الأمر والنهي في المجتمع، وهذا هو الاختلاط السليم.
    ومن الفتاوي ما يقول ان الدش حرام والانترنت حرام والعطر حرام علي المرأة حلال علي الرجل، والفنون الجميلة حرام، والغناء حرام، وفن التمثيل والرقص حرام، والنحت حرام، وأهل الفن لن يدخلوا الجنة، وشهادتهم لا تقبل في المحاكم، والزي الإسلامي لدخول الجنة هو الجلباب والسروال القصير، والطاقية المخرمة


    ---------------

    حق ربنا

    نحن ايضا نسيء للرسول‮!‬

    22/09/2012 10:52:55 م




    بقلم‮: ‬عصام حشىش


    ‬عصام حشىش



    ونحن ايضا نسيء إلي الرسول العظيم صلي الله عليه وسلم ومع ذلك ندعي اننا نحبه ونعادي من يعاديه ونقاتل الذين يسيئون اليه ولكن للاسف من باب الحمية والعصبية‮! ‬أليس ذلك من طبائع الجاهلية؟‮. ‬انظر اين هي حياة النبي وأخلاقه وصفاته في هؤلاء الذين يهتفون بحبه ويتظاهرون ويحطمون ويقتلون‮.‬
    هل هذه علامة المحبة لرسولنا الكريم؟ هل فعل مثل ذلك في الذين أذوه واتهموه بالسحر والكهانة في حياته؟ بل انظر ماذا فعل في الذين حاربوه واخرجوه من احب البلاد اليه؟ نعم هذا كان سلوك النبي عندما عفا عنهم جميعاً‮ ‬فكان ذلك مدعاة لأن يدخلوا جميعاً‮ ‬ايضاً‮ ‬إلي الإسلام‮. ‬فماذا فعلنا نحن بهذا العنف المدوي والأخرق سوي تنفير الناس من الإسلام ومنح اعداء الدين السلاح الذي يتوقون إليه لشن حروب إعلامية ضد إسلامنا وتشويه العلاقات بيننا وبين العالم من حولنا‮!!‬
    لقد عرفوا الطريقة‮.. ‬نعم عرفوها ولم يعد أمام اي مدع ######## يتطلع إلي شهرة أو يريد أن يحقق اهدافاً‮ ‬دنيئة ضد مصالحنا سوي نشر بعض الرسوم او إطلاق ادعاءات حتي ننتفض ونحمل العصي والسيوف بل والاسلحة وننطلق لنحطم ونزأر انتصاراً‮ ‬لرسول الله‮.. ‬فهل هذا هو السلوك المناسب للتعبير عن حبنا له وانقيادنا لرسالته؟‮.. ‬كلنا يعلم ان علامة المحبة هي الطاعة والانقياد‮.. ‬والله سبحانه وتعالي بنفسه ربط محبته باتباع النبي صلي الله عليه وسلم ليس المحبة فقط بل زاد عليها مغفرة الذنوب كلها فقال علي لسان رسوله‮ »‬قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم‮« ‬ومع ذلك جعلنا من حبنا لرسولنا ظاهرة صوتية فقط إلا من رحم ربي‮.. ‬وحب الرسول واتباعه لمن لا يعرف يأتي في ثلاث صور‮.. ‬الاولي ظاهرية سطحية كأنه يتشبه الناس به في شكله وصورته فيطلقون اللحي ويرتدون القميص أو الجلباب‮. ‬والثانية عملية فعلية كأن يكمل الناس الشكل بالسلوك فيأكلون وينامون بل يعيشون علي طريقته‮.‬
    أما الثالثة فهي التأسي بفكر الرسول وجهاده ودعوته‮.. ‬فلم يكن للرسول في حياته كلها هدف سوي دعوة الناس إلي الله تعالي والعمل علي إنقاذهم جميعاً‮ ‬في زمنه وفي كل الازمنة بعده من السقوط في النار‮.. ‬كل إنسان داعياً‮ ‬إلي الله‮.. ‬ليس العلماء فقط ولكن كل من قال واستفاد من كلمة التوحيد عليه أن يقوم بواجب الدعوة التي خفف الرسول نصابها وهو يقول في خطبة الوداع‮ »‬بلغوا عني ولو آية‮«.. ‬فهل نحن نفعل ذلك؟‮! ‬للاسف قلة قليلة جداً‮ ‬هي التي تقوم بفريضة التبليغ‮ ‬عن الرسول‮.. ‬وهذا ما جعل هؤلاء الجهلاء الذين لم يصلهم جهد النبي في الغرب ولم يعرفوا قدره ومكانته أن يتجرأوا عليه‮.. ‬لقد استمعت أمس الاول لخطيب جمعة في أحد المساجد يشيد بما فعله الثوار في ليبيا بقتلهم السفير الأمريكي‮.. ‬منتهي الخطأ والتهور لأن إظهار محبتنا للنبي لا يمكن أن تكون بقتل الذين اساءوا اليه جهلاً‮ ‬وظلما وإنما بدعوتنا لهم وإظهار سماحة ديننا وقيمه النبيلة‮.‬
    نعم‮.. ‬الدعوة الي الله هي الفريضة الغائبة في مجتمعاتنا وهي التي تأتي بالدين الكامل والصحيح الي حياتنا‮.. ‬وقتها سيدافع الله بنفسه عنا‮.. ‬لان الله يدافع عن الذين آمنوا فمتي نكون منهم‮!!!‬


    amr-selim-1273-sudan2sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    -----------------
                  

09-24-2012, 04:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    جماعة متشددة في مصر تعلن مسؤوليتها عن هجوم على الحدود مع اسرائيل

    2012-09-23




    الاسماعيلية -رويترز:


    أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس التي تتخذ من شبه جزيرة سيناء في مصر مقرا مسؤوليتها عن هجوم عبر الحدود أسفر عن مقتل جندي اسرائيلي في سيناء حيث اكتسب متشددون موطئ قدم.
    وقتل ثلاثة مسلحين في الهجوم الذي وقع يوم الجمعة وقالت جماعة أنصار بيت المقدس إنه رد على الفيلم المسيء للنبي محمد والذي أشعل احتجاجات وأعمال عنف في أنحاء العالم. وأصيب جندي اسرائيلي آخر في الهجوم.
    ووقعت أربع هجمات مماثلة على الأقل عبر الحدود خلال أكثر قليلا من عام في هذه المنطقة حيث تراخت قبضة الأمن بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك.
    وشن الجيش والشرطة في مصر حملة أمنية بعد هجوم أسفر عن مقتل 16 من أفراد حرس الحدود المصري في أغسطس آب.
    وفي بيان نشر في موقع على الانترنت كثيرا ما تستخدمه جماعات متشددة قالت أنصار بيت المقدس إنها قامت بالعملية تحت مسمى 'غزوة التأديب لمن تطاول على النبي الحبيب'.
    واتهمت الجماعة اليهود بالتورط في الفيلم لكنها لم توضح كيف.
    وقالت قناة (سي.ان.ان) التلفزيونية الإخبارية إن جماعات يهودية نفت مزاعم عن دعم أي يهود للفيلم.
    وانتقدت الحكومة الأمريكية الفيلم وقالت إنها ليس لها دور به لكنها قالت إنها لا يمكن اتخاذ إجراء ضده لأنها ملتزمة بحرية التعبير.
    وتوعدت جماعة أنصار بيت المقدس بتنفيذ عملية أخرى في وقت لم تحدده ردا على ما قالت إنه مقتل أحد أعضائها بمساعدة اسرائيل.
    ولم يتضح على الفور شكل المساعدة التي يعتقد أن اسرائيل قدمتها في مقتل إبراهيم عويضة. وتقول السلطات المصرية إن مقتله في سبتمبر أيلول جاء في حادث انفجار لغم.
    وأعلنت الجماعة قبل ذلك مسؤوليتها عن هجوم استهدف خط أنابيب الغاز إلى اسرائيل وهجمات صاروخية تستهدف اسرائيل

    ---------------

    رئيس تحرير إخواني يكذب الرئيس ويؤكد أن مصر ستصدر ثورتها.
    . مساءلة مرسي عن الدولة العلمانية
    حسنين كروم
    2012-09-23


    القاهرة -'القدس العربي'


    أبرز وأهم أخبار وموضوعات صحف مصر في اليومين الماضيين كان حول الإضرابات والاعتصامات الفئوية والطلابية والغضب من استخدام الشرطة العنف، لدرجة ان زميلنا بـ'أخبار اليوم' هاني شمس أخبرنا انه اثناء مروره في شارع محمد محمود، شاهد أحد شباب الثورة، يقول لأحد المصابين: كل ثورة وأنت طيب. فرد عليه - وأنت بالصحة والسلامة ، وخلفه كانت الشرطة والبلطجية يضربون المتظاهرين.
    ونفت وزارة الكهرباء اتهامات الناس برفع أسعار الكهرباء وقالت انها نتيجة زيادة استهلاكهم، وحكم المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة، بصحة حكم المحكمة الدستورية العليا بطلان مجلس الشعب وحله سواء بالنسبة للقائمة والفردي.
    كما أشارت الصحف الى سفر الرئيس إلى نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، وإلغاء اجتماعه مع أوباما في واشنطن، وتواصلت الهجمات ضده بسبب كثرة سفرياته وتكاليفها الباهظة للميزانية، وقام زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس تحرير 'الفجر' الاسبوعية المستقلة، عادل حمودة بكتابة مقال كله مكر وخبث، جاء فيه عن زيارة مرسي لإيطاليا: 'عندما خرج الملك فاروق من مصر بعد ثورة يوليو اتجه مباشرة الى هناك، وفي زيارات أنور السادات وحسني مبارك ومحمد مرسي الرسمية كان الفندق هو محلها المختار، الوحيد الذي لم ينزل فيه هو جمال عبدالناصر، كان يقيم في الأكاديمية المصرية، فقد اعتبر ان ثمن النوم ليلة واحدة في الجناح الملكي 'رويال سويت' يكفي لإطعام أسرة متوسطة لمدة عام، ويقع رويال سويت في الدور الثاني، وتكلفة النوم في الليلة الواحدة '12 ألف يورو أو نحو 90 ألف جنيه' ومنذ أن نزل فيه مبارك آخر مرة 'في ابريل 2010' لم تجدده الإدارة، وهو ما يعني أن مرسي الذي نزل فيه نام على نفس الفراش، واستخدام نفس الحمام، وشاهد نفس التليفزيون وأكل من نفس طبق الفاكهة، وإن دفعت رئاسة الجمهورية نصف الفاتورة 'ستة آلاف يورو في الليلة' بعد تخفيض خمسين في المائة، نحو خمسة وأربعين ألف جنيه، بخلاف تكاليف الطعام والاتصالات له وللحاشية والحراسة والسكرتارية، وغيرها'.
    إييه، إييه، وهكذا يذكرنا عادل بالذي كان ياما كان من أمر خالد الذكر في سالف العصر والأوان، الذي مات مديونا، واستبدل جزءا من معاشه لتجهيز ابنته، ولم يترك لزوجته أو أبنائه، حتى شقة أو سيارة باسمه، ونشرت الصحف عن مقتل ثلاثة مصريين وجندي إسرائيلي عندما أرادوا دخول إسرائيل للقيام بعمليات.
    وإلى قليل من كثير جدا عندنا:

    قسم المخابرات
    يتغير للمرة الاولى

    اهتمت الصحف بشكل استثنائي بالمناقشات العنيفة حول أداء رئيس المخابرات العامة اللواء محمد شحاتة اليمين أمام رئيس الجمهورية، ووضع يده على المصحف الشريف، والولاء للرئيس، وهو قسم يختلف تماما عن الذي يؤديه رئيس الجمهورية والوزراء، وكان ظهور رئيس المخابرات وهو يؤدي القسم ملفتاً لأنه يحدث للمرة الأولى، وانطلقت الهجمات والتساؤلات حول دلالة ما حدث، وهو انه تمت أخونة المخابرات، وأن ولاءها لم يعد للوطن وإنما للرئيس الإخواني، وقال المهاجمون ان معنى ذلك انه سيكون محرما على أي شخص قبطي تولي رئاسة الجهاز حتى لو كانت كفاءته تؤهله له، وأنه لم يعد باقياً إلا إحضار مسدس، ليكون القسم مشابها للبيعة التي يقوم بها الإخوان للمرشد العام، أما الكاتب وحيد حامد فقد أثار مساء السبت مع زميلنا وصديقنا الإعلامي محمود سعد، في برنامجه آخر النهار، على قناة النهار، قضية شائكة، وهي ان المخابرات في العالم أجمع تستخدم أساليب قذرة للحصول على المعلومات مثل الجنس والرشاوى فكيف يتفق ذلك مع قسم رئيسها على المصحف.

    السادات وليس مرسي من بدأه

    بينما رد رئيس الديوان السفير السابق محمد رفاعة الطهطاوي بأن هذا كان تقليدا منذ أيام عبدالناصر - آسف - قصدي خالد الذكر، اما المتحدث باسم الرئاسة الدكتور ياسر علي فقال ان الذي بدأ هذا التقليد كان الرئيس الراحل أنور السادات، وليس الرئيس مرسي - وهو ما نفاه صديقنا سامي شرف سكرتير خالد الذكر للمعلومات في مكالمة مع زميلنا وصديقنا محمد سلماوي رئيس اتحاد الأدباء وقال ان مدير المخابرات لم يكن يحلف أيامها، وبالنسبة لي فلم أسمع مثل هذا أبدا من صديقنا الراحل صلاح نصر الأب الروحي للمخابرات، وأشارت الصحف الى اجتماع الرئيس مع ممثلي النقابات الطبية وموافقته على الكادر الوظيفي.

    سؤال للرئيس:
    هل مصر دولة علمانية فعلا؟

    ونبدأ بالرئيس والمعارك الدائرة حوله، دفاعاً عنه وهجوما عليه، وقد بدأها يوم الأربعاء زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' والشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، الذي رغم توجيه الرئيس الدعوة إليه لحضور اجتماعه مع المثقفين والفنانين ورغم اسناد الإشراف إليه مع آخرين على ملحق أدبي بالجريدة، فإنه لم يغير مواقفه من الرئيس أو الإخوان المسلمين، إذ قال عن انطباعه عن الاجتماع: 'حين يعلن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في لقاءاته مع المثقفين ورجال السياسة والطلاب أن الدولة المصرية ستكون دولة مدنية لا عسكرية ولا دينية، علينا أن نسأل سيادته بأي اسم يتحدث؟ باسم جماعة الإخوان المسلمين التي نعلم علم اليقين أنه ينتمي لها ويتبنى فكرها أم يتحدث باسم آخر؟ فإذا كان الدكتور مرسي يتحدث باسم الإخوان فنحن لم نفهم كلامه عن الدولة المدنية، لأن الإخوان يتحدثون عن دولة يستعيدون بها الخلافة، مرجعيتها إسلامية وقوانينها مستمدة من الشريعة الإسلامية، والدولة التي يدعو لها الإخوان إذن يجتهدون الآن في بنائها نقيض الدولة المدنية في كل شيء، أما إذا كان الدكتور مرسي قد وقف على مسافة تفصله عن الإخوان أو تميزه عنهم على الأقل أصبح عليه أن يوضح موقفه ويحدد مكانه. الإسلام الذي وحد العرب لأول مرة في تاريخهم وأقام لهم دولة اتسعت حتى غطت ثلاث قارات، فقد جمع الحاكم المسلم في يده بين السلطة الدينية والسلطة الزمنية، وهذا طغيان عبر عنه ابن هانىء الأندلسي، أوضح تعبير حين مدح المعز الفاطمي فقال له 'ما شئت لا ما شاءت الأقدار فأحكم، فأنت الواحد القهار!'. ونحن ننظر بعد ذلك في طبيعة الدولة كما حددها الفقهاء والفلاسفة المسلمون فلا نجد أي دليل على أن الدولة الإسلامية كانت دولا مدنية وإنما نجد بالعكس أنها كانت ديكتاتورية دينية، وهذا أمر طبيعي لأن الدين كان هو الأساس الذي تقوم عليه الدولة في العصور الوسطى وكان هو الرابطة التي تجمع بين من يعتنقونه وهو القانون الذي يحتكمون له ونحن في الدين لا نناقش ولا نختار ولا نعارض، وإنما نسمع ونطيع، والحكم الديني إذن طغيان مقدس كان البشر ينصاعون له في العصور الوسطى، أما الآن فالحكم للأمة لأن الأمة الآن في مصدر السلطات والدولة الآن هي الدولة المدنية'.
    هذا ما كتبه حجازي، وكان في الأسبوعين السابقين شديد السعادة بقول الرئيس عن انتهاء الدولة العسكرية لأنها كانت فرصته في التوحد مع الإخوان ضد ثورة يوليو وخالد الذكر، حيث ينسب إليهما وقف نهضة مصر الليبرالية بقيام الثورة ناسيا قصائده فيها.. إييه، إييه، وهكذا ان عاد عدنا.

    مرسي اول رئيس يؤكد
    على مدنية الدولة

    المهم، انه في اليوم التالي - الخميس - أراد زميله بـ'الأهرام' محمود معوض طمأنته الى إيمان الرئيس بالدولة المدنية فعلا، بل والدعوة إلى العلمانية في مصر ليكون أول رئيس يفعل هذا، قال وكله ثقة فيما يقول: 'فاجأنا الرئيس محمد مرسي بل وفاجأ العالم كله عندما أعلن أن مصر دولة علمانية على مرأى ومسمع من الأمريكان الذين احتشدوا في القاهرة بأعداد تقترب من 100 مستثمر من أجل دعم مصر الجديدة وبعد ثورة الغضب ضد الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والتي اشتعلت أول ما اشتعلت في مصر فاجأنا الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتصريح خطير للغاية أعلن فيه أن مصر ليست عدوا لكنها في الوقت الحاضر ليست حليفا والتقط الرئيس مرسي الخيط من بروكسل ليعلن ان مصر قادرة على إدارة شؤونها بشكل مستقل، قنبلتان قبل القمة المصرية الأمريكية المرتقبة في واشنطن التي سيجلس فيها أول رئيس إسلامي لدولة علمانية في مواجهة رئيس مسيحي لدولة ليبرالية سمحت بأن يكون رئيسها من أصول إسلامية، القنبلة الأولى وهي مصر خالصة أسقطت كل دعاوى أسلمة الحكم في مصر والتي يمكن التعلل بها للوقوف في وجه بناء مصر الحديثة ووضعت الأمريكان على المحك، هل هم يريدون بصدق وإخلاص دعم مصر أم أنهم في الحقيقة ضد مصر الجديدة حتى ولو كانت علمانية؟
    التقويم الدقيق لمواقف الرئيس المصري يكشف عن ان الدكتور محمد مرسي أطل على العالم ليعلن ولأول مرة تطبيق أحد مبادىء الشريعة الإسلامية الحديثة وهو: إن الضرورات تبيح المحظورات، الضرورات وما أدراك ما هي الضرورات، التي أجبرت أول رئيس إسلامي لمصر على أن يصبح هو أول رئيس يعلن ان مصر دولة علمانية، لكن يؤخذ على الرئيس مرسي ولا عذر له، في عدم الإفصاح عن الضرورة التي اضطرته إلى تفجير هذه القنبلة التي تطايرت شظاياها في وجه السلفيين والذين مازالوا وللأسف يشكلون العصب الثقافي للثورة المضادة في الداخل والخارج. مرسي لم يفصح إلا أن لسان حاله وأنا أجتهد يقول: خدعوك فقالوا ان العلمانية هي فصل الدين عن السياسة، خدعوك فقالوا ان مصر يمكن أن تكون دولة الشعارات، خدعوك فقالوا إن العلمانية يمكن أن تسمح بإباحة الشذوذ وزواج المثليين'.

    'اكتوبر' تكذب الرئيس

    لا، لا، لا شذوذ ولا مثليين، ولا علمانية ولا سلفية إنما لمصر بعد الثورة سياسة جديدة، وهي تصديرها ثورتها إلى الأشقاء أولا، ثم الى الإقليم ومنها إلى العالم أجمع، وهو ما قاله زميلنا الإخواني أحمد شاهين رئيس تحرير مجلة 'اكتوبر' المرتبط بمكتب الارشاد وبمجموعة خيرت الشاطر، أكثر من ارتباطه بالرئيس، ومن أحدث وأخطر أفعاله تكذيبه غير المباشر للرئيس الذي صرح من قبل بأن مصر لن تصدر ثورتها، ولن نتدخل في شؤون أحد، وأكد أنها سوف تتدخل وخاصة في الدول العربية الخليجية. قال وهو يشير إلى جماعته وما تخطط له وتنتويه: 'وفي المقابل، فإن على واشنطن الاعتراف بمكانة مصر كقوة إقليمية كبرى، بدأت تستعيد دورها الطبيعي بالفعل، على الأقل من خلال طرح مبادرة حل الأزمة السورية واستضافة الاجتماع الرباعي لهذه الأزمة، وبالتأكيد فإن هذا التحول لا يعجب إسرائيل، وليس على بعض الأقزام الذين ارتدوا عباءات اكبر من أحجامهم، وقالوا بأدوار تفوق قدراتهم، مصر القوية الناهضة سوف تدعم استقرار المنطقة والعالم بأسره، دون مبالغة أو تهويل، ومثلما كانت القاهرة منطلق التحرر لكثير من دول العالم الثالث ومثلما حملت منارة الأزهر معارفها وعلومها إلى المسلمين كافة، فإنها سوف تنشر فكر ثورة يناير ومبادرتها السامية في أنحاء الكرة الأرضية'.

    خلاف حول الاستثمارات
    القطرية في مصر

    وكلام شاهين في منتهى الخطورة، إذا كان يعنيه فعلاً ولا يقول أي كلام على طريقة، أي كلام يا عبدالسلام، وهو ما لا أظنه، فقوله عن الأقزام الذين ارتدوا عباءات أكبر من أحجامهم، هي العبارة التي تستخدم في مصر للهجوم على قطر، فهل يقصدها؟ ولماذا؟ هل لم يحصل رجال أعمال الإخوان منها على مشاركات في مشاريع، على أساس ان المشروعات التي أعلن عن انها ستقوم بها في الساحل الشمالي، والمنطقة الصناعية ستكون استثمارات الحكومة القطرية، والمشروع الوحيد الذي أعلن عن مشاركة رجال اعمال قطريين فيه هو مع رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة لإنشاء مصنع حديد ضخم في الصعيد تحت اسم حديد المصريين لانتاج عشرين في المائة من حجم الانتاج.
    وأبو هشيمة أكد انه ليس إخوانيا ولا ينتمي لأي حزب ولن ينتمي حتى لجمعية 'ابدأ' التي يترأسها حسن مالك، لأنه يؤمن بأن رجل الأعمال لا بد أن يبتعد عن السياسة، هذا ومع العلم انني سمعت من بعض رجال الأعمال ان هذا المشروع رغم الإعلان عنه لم يحصل على تخصيص المساحة التي سينشأ عليها، وهل لم تحقق قطر وعودها بتحويل عشرات المليارات من الدولارات بناء على وعد تلقاه الإخوان عبر وسيط، أم مباشرته، وهو من ورط الرئيس في وعده بأنه سيجلب في أربع سنوات مائتي مليار دولار؟ الله أعلم، أم هل يقصد بالأقزام دولة الإمارات، ومدير شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان خاصة وأن المقال يتزامن مع إعلان الإمارات رسمياً عن تحويل ستين من الإخوان للجنايات بتهمة إقامة تنظيم سري مسلح لقلب النظام وتلقي دعم من شخصية في دول خليجية أخرى، والله أعلم، أم السعودية هي المقصودة، لأن جوهر المقال هو دعوة مرسي لتشكيل رباعي من مصر والسعودية وتركيا وإيران لحل أزمة سورية، وعدم حضور وزير الخارجية السعودي الاجتماع، بالإضافة إلى ان قطر لها اعتراض، وبالتالي يمكن ادخالها في عملية إفشال المشروع الذي أرادت به مصر العودة الى دورها في المنطقة، والأهم من هذا وذاك، هو ان مصر سوف تنشر فكر ثورة يناير، ولا نعلم فكر القوى التي صنعت الثورة وشاركت فيها، رغم ان كل القوى تتهم الإخوان بسرقتها وانها تريد تغيير هوية مصر، فهل المقصود فكر الإخوان، وهل لهذا علاقة بما حدث في الإمارات؟
    الله أعلم، لكن المؤكد ان هناك شيئاا ما يحدث يؤدي إلى هذا الاضطراب والتردد داخل الجماعة، بل وسيطرة روح الخوف والتشاؤم مما ينتظرهم، داخلياً وخارجياً.

    السمع والطاعة ومفهوم
    الجهاد لدى الاخوان

    وإلى الإخوان المسلمين ومعاركهم فيما بينهم من خلال القيادات التي انفصلت عنهم، مثل أحمد ربيع غزالي الذي كان مسؤولا عن المهنيين، وانفصل عنها، ونشرت له 'الجمهورية' يوم الجمعة قبل الماضية حديثا أجراه معه زميلانا محمد الصايم وايهاب نافع، وقال فيه: 'لم أختلف مع الاخوان لا في الفكر ولا التوجه ولا الأهداف المشتركة، ولكن الخلاف كله على التطبيق وبالتالي خلافي مع القائمين على شؤون الجماعة وليس على المفهوم الذي ترمي إليه الجماعة التي نشأت تربوية لتحقيق الإسلام من خلال الجهاد بالمفهوم الواسع لمعنى الجهاد، والإمام البنا حين أسس الجماعة كان غرضه وشغله الشاغل تجهيز مجموعة من الشباب لمواجهة المحتلين من الانكليز واليهود، وظل هذا المفهوم قائماً على السمع والطاعة تجسيداً للمفهوم الجهادي الواسع القائم على الخندقة، وأن الفرد لا يجب أن يعرف معلومات اكثر مما يحتاج، والثقة في القيادة ثم تقديم رأي القائد على رأي الفرد، وهي مفاهيم يمكن الاختلاف معها في الحالة السياسية الراهنة، وتوقفت الحالة الجهادية بمفهومها الواسع، وبدأت في السبعينيات جماعة الإخوان المسلمين الأخذ بالمفهوم المتمثل في الجهاد عن طريق الكلمة والجهاد السياسي والمشاركة في النقابات المدنية والمجالس النيابية وهذا المفهوم الجديد لم يتطور معه التنظيم وظل على ما كان عليه من عسكرة، ووقت أن اختلفت معهم كانت العسكرة هي المسيطرة على إدارة الجماعة.

    خيرت الشاطر ادار الجماعة
    من داخل السجن

    لكن مع تعالي أصوات الشباب بالتغيير وأن تكون هناك ديمقراطية داخلية وكيف لأبناء الجماعة ان يواجهوا القيادات من رؤساء جامعات وعمداء كليات وغيرهم بأخطائهم وتلك المطالبات كانت السبب في تقنين الوضع داخل الجماعة ووضع لائحة داخلية لتنظيم لانتخابات. خيرت الشاطر هو من يدير الجماعة من داخل السجن ومن خارجه، وهو ليس الاقتصادي العصامي كما تصوره البعض وانما هو شركة توظيف أموال الإخوان، حيث أننا رأينا في أحد الاجتماعات في الثمانينات ان اشتراكات الجماعة من الخطر أن يتم تجميعها وكان 'الربا حرام أيامها!'، أما الآن فأصبح 'مصاريف إدارية' فلجأنا وقتها لإنشاء شركات بالشراكة ما بين خيرت الشاطر وحسن مالك وآخرين من الإخوان وتم استثمارها في شركة سلسبيل، وكانت شركة ناجحة لكونها قائمة التفاني، لكن توالت عليها الضربات والتي كان آخرها غسيل أموال الجماعة التي أعقبت العرض العسكري وحبس فيها خيرت الشاطر الى ان تم الإفراج عنه بعد الثورة، وكنت حتى ذلك الحين على علاقة وطيدة بالتنظيم وعلى يقين بأن الجماعة يديرها خيرت الشاطر وهو الذي لا يزال يديرها الآن بعد كل التغيرات التي طرأت على المشهد، المرضي عنهم أحدهم يصبح وكيلا لنقابة المحامين وعضوا في مجلس الشورى وعضوا في الجمعية التأسيسية وعضوا في المجلس القومي لحقوق الإنسان، فأي سوبرمان يتحمل وقته كل هذا وهو محمد طوسون وهو في وقت من الأوقات كان واخذ بدل تفرغ من الجماعة وكأنها نصبت ممن يقومون بمهاجمته من القاهرة وحين نتساءل يقولون انه ترك أبناءه في المنيا ويقيم في فندق في القاهرة ويتم بذلك استرضاء المرضي عنهم على نفس ما كان يقوم به المهندس خيرت الشاطر بأن اثنين من الإخوان سجنوا ثلاث سنوات فأحدهما يخرج يجدهم اشتروا له شقة جديدة بعفش جديد بسيارة والآخر ينظر إليه، وأحدهم يخصص لأسرته مرتب شهرين والآخر يهمل وبالتالي فعملية الكيل بمكيالين والانتقائية قائمة تماماً وزعيمها خيرت الشاطر'.

    اشتعال الاضرابات والاعتصامات

    أما صديقنا والمحامي الكبير وعضو مكتب الارشاد السابق مختار نوح، فقد اختار يوم الخميس في مقاله في 'المصريون' إحراج الجماعة في عدد من القضايا، منها:
    'غضب المتظاهرون الغيورون المحبون لمحمد صلى الله عليه وسلم من الإساءة إليه، وانتظروا موقفاً رسمياً بحق وحقيقي، وذهبوا إلى السفارة الأمريكية واحتدم الموقف، وغضب المعلمون لإهمال مطالبهم واعتصم البعض منهم أو أضرب عن العمل وانتظروا بيانا يحقق لهم مطالبهم،وغضب عمال النقل العام الإداريون بها وانتظروا وعودا بإلحاقهم بوزارة النقل بدلا من إلحاقهم بالمحافظة إلا أن هذا الوعد لم يصدر، ومع ذلك تم القبض على بعضهم وتجديد حبسهم على نفس النظام الساري في عهد المخلوع، والخلاصة ان جميع الاعتصامات والإضرابات لم تجد صدرا من أحد إنما وجدت قاموسا تم استعادته من أدراك الرئيس السابق حسني مبارك، ويبدو أنه كان قد نسيه في درج المكتب قبل دخوله السجن أو تركه عمدا وهذا القاموس يسمى قاموس العبارات المضادة للجماهير، فيتم بمقتضى هذا القاموس مواجهة الغلابة والكادحين والذين ينامون دون إفطار، فإن لم ينصرف أبناء الشعب المصري 'ولاد الإيه' عن اعتصامهم أو إضرابهم بدأ القتال والضرب في المليان وتكون أول طلقة هي وصفهم بالقلة المنحرفة ثم يتبعها عدة طلقات منها مثلا 'قاعدة المعلمين بخير' أو أن المضربين يعطلون عجلة الانتاج أو تطوير ميدان التحرير حتى ينتهي عصر المظاهرات. ويجب على القارىء أن يعرف أن كلمة تطوير تعني 'الإلغاء' وينضم باقي الوزراء الى وزير الداخلية فيقرر وزير التعليم في إحدى الصحف 'وقت الفوضى انتهى، وسنعاقب المضربين' ثم يتوالى الوزراء في الانضمام الى القتال وبعد مديح ممجوج للدكتور مرسي وتقرب مرفوض الى 'الإخوان المسلمين' يطلق الوزير طلقته النارية وكأنه يريد أن يحمل جماعة الإخوان وزر مجاملته لهم وجماعة الإخوان لم تطلب منه ذلك المديح المرفوض، ثم ينضم الى المعركة أخي وصديقي نقيب المعلمين الذي زاملني في السجن ثلاث سنوات كاملة، وهو للعلم على خلق رفيع مما يؤهله للاعتذار الى المعلمين عن تلك التصريحات التي اقتبسها البعض من قاموس مبارك ثم نسبوها إليه ومنها التصريح رقم واحد 'أرض - أرض' ونصه ان المعلمين لم يستجيبوا للإضراب وأن المضربين لا يقدرون ظروف الدولة وأن إضرابهم لم ينجح ولن ينجح وأنهم 'قلة قليلة' مع إني متأكد من أن الاستاذ الحبيب نقيب المعلمين يؤمن بأن دور النقيب هو الوقوف مع أبناء مهنته وليس الوقوف مع الحكومة حتى ولو كانت الحكومة تنتمي إلى نفس الانتماء الحزبي الذي يتبعه - وهكذا، كنا نتبادل الحديث في السجن - وهذا طبعاً كان من قبل الثورة'.

    هل هان رسول الله
    على الاخوان ليناصروا امريكا

    وقد سمعت من خلفي من يقول، إذا كان هذا رأي ربيع ونوح، فأنا معذور فيما سأقوله، واتضح انه زميلنا في مجلة 'المصور' وأحد مديري تحريرها، غالي محمد، وقوله عن رفض الإخوان اتمام المليونية التي أعلنوا عنها غضبا للإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، حتى لا يتسلل إليها أصحاب الأجندات، فقال غالي رداً عليهم وإحراجا لهم، وقد أحمر وجهي خجلا بالنيابة عنهم: 'ألم يكن أصحاب الأجندات الخاصة يعلمون، ومع ذلك نجحت المليونية تلو المليونية، وقمتم بتأمين الميدان بنجاح، فلماذا إذن تخاذلتم في مليونية نصرة رسول الله، ألم تكن الحسابات السياسية هي الحاكمة خشية أن تتحول هذه المليونية من نصرة رسول الله إلى ضرب أمريكا بالنعال، وهنا نسألكم، هل هان رسول الله عليكم؟ هل بعتم رسول الله واشتريتم أمريكا؟، لن نكون متجاوزين إذا قلنا أنكم كنتم قادرين على تنظيم مليونية لنصرة رسول الله بنجاح ودون ان يقترب منها أي مأجور، لكنكم اخترتم المليونيات فقط لنصرة محمد مرسي ضد المجلس العسكري والقضاء، لكن بعد اختيار المشير ومجلسه العسكري وإعلانه الدستوري المكمل، لم تعد المليونيات في حساباتكم بعد ان تمكنتم من حكم مصر، لكن كنا نود أن تثبتوا غير هذا وتشاركوا في مليونية نصرة رسول الله، ليس ضد المجلس العسكري ولكن ضد الفيلم المسيء وضد أمريكا وضد البعض من أقباط المهجر، إنها الحسابات السياسية من أجل عيون أمريكا التي جعلت خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين يرسل برسالة إلى صحيفة 'نيويورك تايمز'.
    وقال الشاطر: إن اقتحام مقر سفارة الولايات المتحدة من قبل المتظاهرين المصريين عمل يجرمه القانون الدولي ولا بد من التحقيق في فشل قوات الشرطة في حمايته، لا أحد ينازع السيد خيرت الشاطر في حساباته السياسية لكن سيدي إلا رسول الله ولتذهب أمريكا للجحيم، يا فضيلة المرشد بماذا تفسر موقف الإخوان في عدم المشاركة في مليونية نصرة رسول الله؟ وبماذا تفسر محاولة الشاطر في تعليق محاولة اقتحام السفارة الأمريكية في رقبة الشرطة وعدم تحميل الحكومة الأمريكية أي مسؤولية في الفيلم المسيء، أليس هذا هو قمة الانبطاح إن لم يكن الانحطاط ومغازلة الشاطر لأمريكا ورئيسها أوباما؟'.
    لا، لا، هذا إحراج ما بعده إحراج للمرشد العام، أعانه الله على الخروج منه.

    على حماس أن تسلم بأنها حركة وليست دولة

    وإلى المعارك والردود، ويبدأها زميلنا بـ'الأخبار' علاء عبدالوهاب يوم الأربعاء، في نصيحة مخلصة لحركة حماس، بقوله: 'من يعرفني ولو عبر ما اكتب لن يسمح له ضميره أن ينكر علي عروبتي وانحيازي المطلق للحق الفلسطيني، من ثم فإنه سوف يقرأ السطور التالية من المنظور السليم 'غزة لن تكون مكانا ملائما للعيش في 2020' هذا عنوان تقرير للأمم المتحدة عن أحوال القطاع المحتل وإذا كان 'الجواب باين من عنوانه' فإن كل سطر في التقرير الدولي يشير إلى وضع كارثي يتفاقم، ولا أفق قريب لنزع فتيل تلك القنبلة المسماة غزة.
    - غزة أرض محتلة وعلى سلطات الاحتلال أن تقدم وفقاً للقانون الدولي كل ما يلزمه بها لسكان القطاع، وليس من الحكمة أن تقدم حماس فرصة ذهبية لإسرائيل حتى تتملص من التزاماتها.
    - على حماس أن تسلم بأنها حركة وليست دولة والقانون والعرف الدوليان لن يستثنياها في أي تعاملات مع العالم الخارجي والعودة للشرعية أقصر طريق لانقاذ الغزاوية الذين تحولوا إلى رهائن.
    - إن مصر لن تسمح بأن تكون سيناء موطنا لتنفيذ فكرة الوطن البديل أو حل مشاكل غزة باستمرار اقتصاد الانفاق غير الشرعي لأن كلا الخيارين ضار بمصر وفلسطين معاً'.

    مبارك قال عن المتظاهرين مأجورين وكذلك مرسي

    وثاني المعارك في نفس اليوم لزميلنا خفيف الظل محمد أبو كريشة، مدير عام التحرير بجريدة 'الجمهورية'، وقوله: 'في مصر الآن يقول النظام الحالي نفس ما قاله النظام السابق والأسبق، النظام السابق قال ان المتظاهرين ضده مأجورون ويتلقون أموالا من الخارج وعملاء، والنظام الحالي قال: إن المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية مأجورون وعملاء 'وبتوع كنتاكي ومياه معدنية' ويتلقون أموالا لإعادة انتاج نظام مبارك، يعني إذاً عندما أتظاهر ضدك أكون مأجور وعميلا، وعندما أنجح في إقصائك وتتظاهر أنت ضدي أقول لك عميل ومأجور، والحق أن النظام الحالي في مصر هو الذي يعيد انتاج نظام مبارك بشكل أسوأ ومغازلة النظام السابق لأمريكا هي نفسها مغازلة النظام الحالي، نفس السلع الفاسدة والكلام عن الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة - أنا مش عارف فين هي المصالح المشتركة - نفس السلع الفاسدة التي كان يبيعها الحزب الوطني الديمقراطي، زمان قال قادة الحزب الوطني انهم سيحققون الأغلبية الكاسحة في أي انتخابات والآن يقول قادة الحرية والعدالة انهم سيكتسحون أي انتخابات قادمة، الشعب كان في جيب صفوت الشريف وأحمد عز، وانتقل الآن الى جيب عصام العريان والبلتاجي.
    المحل هو هو والبضاعة الفاسدة التي فيه هي هي، اللافتة فقط هي التي تغيرت، الحكومة وحدها هي الوطنية ومن يعارضها عميل ومأجور 'وقبيض'، وصاحب المحل الجديد أخرج معتقلي المحل السابق من السجون ليخليها لمعتقليه هو، والشرطة التي تصدت للمعارضة قيل انها كانت شرطة فاسدة وعميلة ونفس الشرطة التي تتصدى للمعارضة الآن شرطة وطنية وتؤدي واجبها، والذين هتفوا 'بالروح والدم' للسابق، يهتفون نفس الهتاف للحالي، نفس أكاذيب السيادة وامتلاك القرار ورفض الإملاءات، نفس مفردات اقتصادنا الذي يتعافى واقتصادنا البازغ، والأصداء العالمية الواسعة لخطاب الرئيس وإشادة العالم كله بعظمتنا وريادتنا، نفس أكاذيب القيادة والريادة والشقيقة الكبرى من هنا لشبرا'.

    مرسي لم ينجز من برنامجه الا الشكليات

    طبعا، من هنا لشبرا، لأن شبرا نهاية خط الاتوبيس، الذي يقودنا الى ثالث معارك نفس اليوم - الأربعاء - حيث مقر صحيفة 'التحرير'، وزميلتنا الجميلة نوارة نجم التي أكملت ما قاله أبو كريشة حيث أرادت التعبير عن عظيم حبها للمحظورة سابقا والحاكمة حاليا بقولها: 'لاحظت مؤخرا تطورا لا يصح إنكاره في وزارة الداخلية، فكما نذكر السيئات علينا أن نشكر الحسنات، فقد أنجز الرئيس مرسي في خلال المائة يوم مشروعه إعادة هيكلة الداخلية ألا وهو طلاء سيارات الأمن المركزي مقلم بالطول، وكتابة كلمة بوليس باللغة الانكليزية على السيارات حيث اننا شعب ثقافته انكليزية مما دفع الثوار الى قذف سيارات الأمن المركزي بالحجارة، ظنا منهم بأنها سيارات خضار قادمة من سوق العبور. في خلال المائة يوم انجزت وزارة داخلية مرسي إنجازات عظيمة مثل قتل شهيد السفارة الأمريكية اسماعيل واتهامه بأنه مسجل خطر، وهو جثة هامدة واتهام صديقه المرافق له والحق على المقتول كما نعلم جميعاً، وانطلقت آلة الإخوان الإعلامية ولجانهم الالكترونية لتشويه الشهيد الذي أعد له الكمين من قبل تيارات سياسية كان الإخوان وتابعه قفة 'حزب النور' في محاولة أخرى لاستعادة 'هيبة الدولة' أو يقول آخر 'إحلال مرسي محل مبارك والمجلس العسكري'، فقد قامت قوات الأمن باقتحام جامعة النيل وسحل الطلبة واعتقال بعضهم والتحرش بالطالبات، ثم محاولة لفض اعتصام المعلمين ثم محاولة لفض اعتصام عمال النقل العام والقبض على المتحدث الرسمي للنقابة المستقلة لعمال النقل العام طارق البحيري. ليت الإخوان المسلمين يستمرون في استخدام أدوات القمع التي أهلكت نظام مبارك وألقت بالمجلس العسكري في مزبلة التاريخ عشان نخلص منهم في السريع كده، ماعندناش وقت'.
    ما شاء الله - ما شاء الله - اللهم لا حسد، حين يجتمع الجــــمال مع خـــفة الظل، ويتحدان ضد اجــــتماع الإخــوان والسلفيين، على طريقة جحا وتابعه قفة


    ------------------

    المائة يوم الاولى من حكم مرسي
    عبد الحليم قنديل
    2012-09-23




    مع اقتراب انقضاء المئة يوم الأولى على تنصيب الرئيس ( الإخواني ) محمد مرسي العياط، بدت صورة الحكم في مصر كأنها تعيد استنساخ الأيام الأخيرة لحكم المخلوع محمد حسني مبارك.
    ولا تبدو من مفاجأة كبيرة في القصة كلها، فالإخفاق كان متوقعا للرئيس مرسي ولحكم الإخوان، ولسبب جوهري بسيط جدا، وهو أن إيحاء الإخوان بمعنى البديل نوع من الحمل الكاذب، وأنهم أقرب إلى معنى القرين لحكم مبارك، وقبل سنوات من خلع مبارك، كنت أقول دائما ـ كتابة وشفاهة ـ أن تناقض الإخوان مع حكم مبارك يبدو ظاهرا على السطح، وأنه لا يكاد يمر يوم بدون اعتقالات جديدة للإخوان من منازلهم غالبا، وكنت ألفت النظر إلى ما يبدو من عجب فى السلوك المباركي الأمني الروتيني، فلم يكن الإخوان أبدا في صف المعارضة الجذرية، ولا الدعوة إلى ثورة من أي نوع، بل كانوا أقرب إلى كتلة فيزيائية لا سياسية.
    وكان التناقض الفيزيائي أكثر ظهورا من التناقض السياسي، فقد كانت جماعة مبارك تشعر أن جماعة الإخوان تزاحمها في المركبة نفسها، وعلى ذات خطوط السير، وإن كانت الجماعة ـ الإخوان هذه المرة ـ تبدو أكثر حيوية من جماعة مبارك التي شاخت وفسدت وتيبست عضلاتها وبانت عليها علامات الموت، بينما جماعة الإخوان أكثر شبابا وصلابة وتماسكا، وكنت أقول أن بوسع مبارك أن يتحالف مع الإخوان فيكسب عشر سنوات إضافية، لكن حكم مبارك لم يكن يريد أن يفعل، وبسبب طابعه العائلي الاحتكاري، والذي كان قد صار ـ على رأي المثل المصري ـ 'زي الفريك لا يحب الشريك'، وقد أتاح ذهاب مبارك تجاوز هذه العقبة، فقد انخلع رأس النظام القديم، وقرر رأس النظام الجديد ـ في صورة المجلس العسكري ـ المضي في طريق التحالف مع الإخوان، وصوغ الصورة الجديدة للنظام القديم نفسه في ثوب ديمقراطي، وهكذا كان، وإلى الآن، وحتى إشعار آخر أو ثورة أخرى.
    وفي المئة يوم الأولى لحكم الرئيس الإخواني، وقد سبقتها خمسة شهور من عمل البرلمان ذي الأكثرية الإخوانية، بدت صورة مصر العامة تكرارا لما كانت عليه في العامين الأخيرين لحكم مبارك، وفي كل المجالات تقريبا، ومن سياسات الخارج إلى اقتصاد الداخل المتعثر المأزوم بشدة، وإن تفاقمت الأوضاع أكثر بتقادم الزمن، فانهيار المرافق والخدمات زادت سوءاته، وصار مألوفا أن تضاف ظواهر انقطاع وتسمم المياه إلى ظواهر الانقطاع الصيفي المتواتر للكهرباء، وأن تضاف ظواهر الانفلات الأمني، وكان مرسي قد تعهد بحل خمس مشكلات في المئة يوم الأولى بعد تنصيبه، وهي مشكلات المرور وطوابير العيش والنظافة والأمن والطاقة، ولا يبدو من تحسن ظاهر في مجال الأمن رغم حملات ملموسة ضد جماعات البلطجة، فيما زادت طوابير العيش طولا، وتواترت حوادث سقوط المواطنين قتلى في الزحام أمام المخابز، وتضاعف الشلل المروري في زحام خانق بالمدن الكبرى يضيع الوقت ويبدد الجهد، وعادت طوابير السيارات حول محطات البنزين والسولار والغاز، وزادت تلال القمامة في كل مكان، والمحصلة : أن مرسي خسر رهان المئة يوم الأولى، ودعك من أسباب معوجة ساقها الإخوان تبريرا للفشل في حل مشكلات لا تستلزم سوى الضبط الإداري، فقد أزاح الرئيس مرسي سلطة المجلس العسكري التي قيل أنها معيقة لدوره، وجمع في يده السلطات كلها، وشكل حكومته بمعرفته ومعرفة مكتب إرشاد جماعة الإخوان، ولم يلمس المواطن العادي أي تحسن، وزاد إحساسه بالإحباط، وهو ما دفع حزب الإخوان نفسه إلى انتقاد ما يجري، وإن توجه بالنقد أساسا إلى الحكومة لا إلى الرئيس، وفيما بدا كمحاولة للحد من تدهور ملموس في شعبية الإخوان.
    وفي جوهر السياسات المتبعة، يلحظ المراقب تطابقا كاملا في اختيارات السياسة والاقتصاد، كان مبارك يتصرف بالبلد كأنها 'عزبة' لعائلته، بينما يتصرف مرسي في الدولة المصرية كأنها غنيمة لجماعته، وباستثناءات قليلة لعل أهمها تعيين القاضي الجليل هشام جنينة رئيسا للجهاز المركزى للمحاسبات، تكاد لا تجد لتعيينات مرسي معنى مختلفا عن تعيينات مبارك، فالقاعدة العامة هي كما كانت، وملخصها إحلال الأسوأ من أهل الثقة، كان معيار الثقة أمنــــيا فيما مضــى، وصار المعيار إخوانيا هذه المرة، فالأولوية لكفاءات درجة عاشرة من الإخوان، أو من زرافات 'المتأخونين' جريا على عادة النفاق للسلطة أى سلطة.
    وبدا الأمر أشبه بفواجع وطنية شوهت سمعة مصر في العالمين، ويكفي أن تطالع تشكيلات من نوع 'الهيئة الاستشارية للرئيس'، أو 'المجلس القومى لحقوق الإنسان'، أو 'المجلس الأعلى للصحافة'، أو حكومة الدكتور هشام قنديل، فليس ممكنا تصور ماهو أسوأ من هذه الاختيارات، وكلها محكومة بقاعدة 'الفلول والإخوان يد واحدة'، فالتشكيلات غاية في الركاكة والضعف، فوق اتباعها لاختيارات سياسة المخلوع نفسها، فالاختيار الإقتصادي ـ مثلا ـ محجوز لرأسمالية المحاسيب، ومع إعادة تشكيل فريق جماعة مليارديرات المال الحرام، وبحيث يتصدرها ملياردير إخواني هذه المرة، فقد حل مكتب إرشاد الإخوان كجهة اختيار محل لجنة سياسات جمال مبارك، ومع اختيار 'اقتصاد الريع' وقبول وصاية صندوق النقد والبنك الدوليين، تبدو رغبة الإخوان جامحة لتوثيق علاقة التبعية لأمريكا وأهلها في المنطقة وممالك الخليج، وتبدو السلطة ـ كما كانت أيام مبارك ـ من النوع الذى 'يسرقنا ويشحت علينا'، ولا مانع عندها من تكرار سياسات التضييق على الإعلام وحركة الشارع، وصرف عشرات المليارات من خزينة الدولة المنهكة على تليفزيونات وإذاعات وصحف النفاق البائس، وتجديد الدعوة لإعلان حالة الطوارئ، وابتذال التعامل مع مفاهيم الإسلام، وإلى حد قولهم أن ربنا وضع 'الطوارئ' في القرآن الكريم، ولا تنسى ـ بالطبع ـ مهرجان صلاة الجمعة التي يؤديها الرئيس وسط حشود أمنية مكثفة تكلف الدولة ثلاثة ملايين جنيه أسبوعيا ، ويحرم بسببها آلاف المواطنين وآلاف عناصر الأمن من أداء صلاة الجمعة في المساجد التي يقع عليها اختيار فريق الرئيس.
    وبالطبع، فليس لقضية الثورة حس ولا خبر في اختيارات حكم الإخوان، فهم قوة تنتسب إلى معنى الثورة المضادة بامتياز، بينما لاتزال قضية الثورة في خانة المقاومة، وفي احتجاجات الشارع الاجتماعية والسياسية، وفي ائتلافات ثورية قوية تظهر عزمها على منازلة الإخوان في أقرب انتخابات، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

    ' كاتب مصري




    -----------------

    الرئيس المصري: الولايات المتحدة تحتاج لإجراء تغيير جذري في تعاملها مع العالم العربي

    2012-09-23




    القاهرة -د ب أ: قال الرئيس المصري محمد مرسي إن الولايات المتحدة تحتاج لإجراء تغيير جذري في أسلوب تعاملها مع العالم العربي، وإظهار احترام أكبر لقيمه والمساهمة في بناء دولة فلسطينية، إذا كانت تأمل في التغلب على عقود من الغضب المبكوت.
    وأضاف مرسي في مقابلة مع صحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية نشرتها الأحد إن إصلاح العلاقات مع العالم العربي وإحياء التحالف مع مصر، والتي لطالما كانت حجر الزاوية في استقرار المنطقة أمر يعود لواشنطن .
    وقال الحاصل على درجة الدكتوارة في الهندسة من الولايات المتحدة، إنه إذا كانت واشنطن تطالب القاهرة باحترام معاهدة السلام مع الإسرائيل، فإنه يتعين على الولايات المتحدة الوفاء بالتزامها في كامب ديفيد بتحقبق الحكم الذاتي للفلسطينيين.
    وتابع أنه يتعين على الولايات المتحدة احترام تاريخ وثقافة العالم العربي حتى ولو كانت تتعارض مع القيم الغربية.
    وذكرت الصحيفة أن القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، سعى لتقديم نفسه للشعب الأمريكي خلال المقابلة، وتغيير شروط العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، والذي كان حليفا قويا لواشنطن. وتأتي المقابلة قبل يوم من توجه مرسي لنيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
    وأشارت الصحيفة إلى أن مرسي يواجه ضغوطا سياسية في الداخل ليثبت استقلاليته، كما أنه يواجه مطالب من الغرب بتقديم تطمينات على أن مصر في ظل حكم رئيس إسلامي ستظل شريكا مستقرا.
    وقال مرسي/61 عاما/ إن الولايات المتحدة لا يجب عليها أن تتوقع أن مصر ستسير وفقا للقواعد الأمريكية.
    وأضاف مرسي أنه لا يمكن الحكم على أداء الشعب المصري من خلال معايير الثقافة الأمريكية، أو الألمانية أو الصينية مشيرا إلى أنه عندما يقرر المصريون شيئا ما فإنه على الأرجح لن يتناسب مع الولايات المتحدة.
    وأردف قائلا إن مصر لن تعادي الغرب، كما أنها لن تكون تابعة.
    وقال مرسي إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة اشترت بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين 'سخط إن لم يكن كراهية' شعوب المنطقة من خلال دعم الحكومات المستبدة على حساب المعارضة الشعبية، وتأييد إسرائيل على حساب الفلسطينيين.
    وأوضح الرئيس المصري أن الأمريكيين ' يقع على عاتقهم مسؤولية خاصة' بالنسبة للفلسطينيين، لأن الولايات المتحدة وقعت على اتفاقية كامب ديفيد في عام 1978. وتدعو الاتفاقية إلى سحب القوات الإسرائيلية من الضفة الغربية وغزة لإفساح المجال أمام حكم فلسطيني ذاتي كامل. وأضاف مرسي أنه طالما لم يتحقق السلام والعدل للفلسطينيين، فإن المعاهدة تبقى غير منجزة إلى الآن


    --------------------
                  

09-25-2012, 04:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    24092012074634.jpg Hosting at Sudaneseonline.com











    بعد الحگم بالسماح لنواب الوطني‮ »‬المنحل‮« ‬بالترشح للانتخابات البرلمانية

    مگي‮: ‬تفعيل قانون إفساد الحياة السياسية أول أگتوبر

    24/09/2012 07:25:38 م




    كتب خالد مىرى‮:‬








    أكد‮ ‬المستشار أحمد مكي وزير العدل لـ‮ »‬الأخبار‮« ‬ان قانون إفساد الحياة السياسية سيتم تفعيله مع بداية العام القضائي الجديد أول أكتوبر القادم‮.. ‬وهو القانون الذي يقضي بحرمان كل المسئولين والوزراء والنواب في ظل نظام الحكم الفاسد السابق من الحقوق السياسية والترشح والانتخاب لمدة ‮٥ ‬سنوات‮. ‬وقال الوزير‮: ‬إن القانون الذي صدر قبل عدة أشهر ولم يتم تفعيله ولو لمرة واحدة يجب أن يتم تطبيقه،‮ ‬فلا يوجد قانون يصدر ليظل حبيس الأدراج دون تفعيل‮. ‬وقال إنه سيقوم بدراسة مواد القانون والعقبات التي تحول دون تطبيقه‮. ‬كما سيدرس حيثيات حكم المحكمة الإدارية العليا الذي سمح لنواب الحزب الوطني المنحل بالترشيح في الانتخابات البرلمانية القادمة‮.. ‬ليتم اتباع الإجراءات القانونية التي تضمن تطبيق هذا القانون سواء من خلال التحقيق في بلاغات المواطنين أو من خلال تصدي النيابة من تلقاء نفسها لتحريك الدعوي ضد المتورطين في إفساد الحياة السياسية‮. ‬وقال وزير العدل ان ما حدث مع قانون إفساد الحياة السياسية يذكرنا بقانون محاكمة رئيس الجمهورية الموجود في دستور ‮١٧٩١ ‬والذي لم يستعمله أحد ولم يتم تطبيقه علي الإطلاق‮.. ‬مشيرا إلي أن القوانين تصدر ليتم تطبيقها وليس لتعطيلها‮.‬
    رفض رد محكمة
    تأسيسية الدستور
    رفضت‮ ‬محكمة القضاء الإداري طلب الرد المقدم من محامي جماعة الإخوان المسلمين لرئيس وأعضاء هيئة المحكمة التي تنظر الطعون علي تشكيل الجمعية التأسيسية الثانية للدستور‮.. ‬وتغريم‮ ‬9‮ ‬محامين‮ ‬288‮ ‬ألف جنيه،‮ ‬بواقع‮ ‬32‮ ‬ألف جنيه لكل واحد منهم‮.‬
    صدر الحكم برئاسة المستشار كارم عبداللطيف نائب رئيس مجلس الدولة‮.‬
    وزير الإنتاج الحربي‮:‬
    لا اتفاق مصري‮ - ‬سوداني
    علي ضرب سدود أثيوبيا
    نفي‮ ‬الفريق رضا حافظ وزير الدولة للإنتاج الحربي ما ذكره أحد المواقع الاستخباراتية الإلكترونية من انه كان هناك اتفاق بين مصر والسودان علي إقامة قاعدة جوية في السودان لضرب السدود الأثيوبية‮. ‬وقال الوزير في بيانه إلي رئيس مجلس الوزراء د‮. ‬هشام قنديل‮: ‬إن هذا الخبر عار تماما من الصحة‮. ‬وأرجح أن ما ذكره الموقع يمكن أن يكون مدسوساً‮ ‬من جهات لا تأمل في عودة العلاقات المصرية الأثيوبية وتسوية موضوع السدود بشكل مرضي لكل الأطراف‮.‬


    ----------------------



    الجيش وأجهزة الأمن تحبط مخططا لاستثمارات اسرائيلية بسيناء..

    باقة ورد من مرسي لهيكل بعيد ميلاده
    حسنين كروم
    2012-09-24




    القاهرة - 'القدس العربي'


    تكاثرت فوقنا ومن حولنا الأخبار والموضوعات الهامة في صحف مصر أمس، ومن أبرز ما نشر كان نشر الشروط التي سيتم تطبيقها على أي استثمارات داخل سيناء، وهي موافقة الجيش وأجهزة الأمن، وعدم فتحها للأجانب، وبهذا يكون مخطط تجار الإخوان لفتح سيناء بحجة تعميرها أمام الأجانب وهو نفس مخطط جمال مبارك وشلته والذي أفشلته أجهزة المخابرات والجيش لإدراكهم انه سيفتح الباب أمام رؤوس الأموال اليهودية للتسلل تحت يافطات عربية ومصرية، خاصة بعد فضيحة شركة سياج التي حصلت على أراض في طابا لإقامة مشروع سياحي، ثم أدخلت معها شركاء إسرائيليين من وراء ظهر الجيش والمخابرات العامة والحربية، كما سدد رئيس هيئة قناة السويس محمد مميش ضربة أخرى لمخطط تجار الإخوان في المشروع الوهمي عن محور قناة السويس، بأن أعلن ان الهيئة سوف تطور ترسانتها في ميناء بورسعيد وباقي شركاتها، وامتلأت الصحف بالشماتة في الإخوان والسلفيين بعد حكم المحكمة الإدارية العليا باعتبار حكم الدستورية نهائيا ولا معقب عليه بحل مجلس الشعب، كما امتلأت الصحف ايضا بأخبار تحركات الأحزاب والقوى السياسية استعدادا لانتخابات مجلس الشعب وتشكيل التحالفات التي ستخوضها بها.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

    أهالي قرية بالدقهلية
    يعلنون انفصالهم عن المحافظة

    واستمرت الإضرابات والاعتصامات الفئوية، وكان أطرفها قيام أهالي قرية التحسين بمركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية في الدلتا شمال القاهرة بإعلان انفصالهم عن المحافظة، والاستقلال عنها، مع بقائهم ضمن الدولة المصرية، وتبعيتهم لرئاسة الجمهورية والاعتراف بالجيش المصري، بسبب المشاكل الخطيرة التي يواجهونها ولم تهتم بهم المحافظة، أي اننا لم نعد نعاني فقط من محاولات بعض المجانين من أقباط المهجر إعلان قيام دولة قبطية ومحاولة غيرهم إقامة إمارة إسلامية في سيناء، ودعوات بعض النوبيين بالانفصال، وهذا يذكرنا بما حدث اثناء الثورة الشعبية عام 1919 بقيادة الزعيم خالد الذكر سعد زغلول باشا، والتي اندلعت في مارس واستمرت ستة أشهر، من إعلان جمهوريتين مستقلتين واحدة في زفتى بالقرب من طنطا، والثانية في الصعيد.
    وجمهورية زفتى أعلنها يوسف الجندي وله شارع باسمه في منطقة باب اللوق قرب ميدان التحرير بالقاهرة، وكان ابنه محمد من قادة الحركة الماركسية فيما بعد وأسس دار الثقافة للنشر وكان مقرها في شارع صبري أبوعلم باشا، بجوار الشارع الذي يحمل اسم والده، وأثناء ثورة 19 قام المرحوم حافظ دنيا بإعلان مملكة مستقلة في مدينة فارسكور بمحافظة دمياط الآن، وهو والد صديقينا الراحلين، الدكتور محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية والمجمع العلمي، وهو رائد علم الحشرات في العالم العربي، وشقيقه الكاتب عبدالعزيز حافظ دنيا.

    هيكل في التسعين
    كامل اللياقة والذاكرة

    وقبل أن تغرقنا الاخبار والتحليلات لا بد من توجيه التهنئة الحارة لاستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل بمناسبة بلوغه سن التسعين، وهو في كامل لياقته وموهبته وذاكرته، وتألقه الإنساني، وقد أرسل له الرئيس محمد مرسي باقة ورد إلى منزله، كما اتصل به وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي للتهنئة، أما غالبية الإخوان والسلفيين، فالغيظ يكاد يقتلهم، ويحاولون إخفاءه بأنهم لا يعترفون بأعياد الميلاد، ولذلك نقول لاستاذنا، هابي بيرث داي أستاذنا الكبير، يالا، حالا، بالا هنوا أستاذنا، عيد ميلاده الليلة أجمل الأعياد.
    أما أبو الفصاد فستكون لأي إخواني أو سلفي، كما خصص صديقنا والشاعر الكبير عبدالرحمن الابنودي بروازه اليومي بجريدة 'التحرير'، يوم الأحد للمناسبة ويكتبه تحت عنوان - مربعات - وقال انها مهداة الى الاستاذ المُلهم محمد حسنين هيكل في عيد ميلاده، أمنية صادقة بطول العمر ودوام العطاء، ثم قال:
    عدى النهار والغروب داخل بيتسلى
    والدنيا قضيت على الأهطل وع الأهوج
    ما عادش ناصر، ولا شيتو ولا بن بيلا
    بقينا فرجة ببلاش يا غاوي تتفرج.

    هيكل لم يتغير أو يتبدل
    ودفع ثمن مبادئه

    طبعاً، بقينا فرجة، ولا يحزنني إلا حكاية الأهطل هذه، وعقبال ألف عام يا أستاذنا الكبير، ويكفيه بالإضافة الى موهبته وكفاءته التي ازدادت لمعانا وإبهاراً بعد وفاة خالد الذكر، أي انه لم يستمد أهميته من وجوده بجواره، ولم يتغير أو يتبدل، وقبل أن يدفع ثمناً مقابل التمسك بآرائه ومواقفه من التشهير إلى السجن، وكل ما يملكه من أموال موجودة في حسابه بالبنوك المصرية، واستمر قادة العالم وسياسيوه في السعي إليه بعد أكثر من أربعين سنة على وفاة عبدالناصر - آسف - قصدي خالد الذكر.
    واهتمت الصحف بسفر الرئيس مرسي إلى نيويورك لحضور اجتماع الأمم المتحدة، ولن يجتمع كما كان مقررا مع الرئيس الأمريكي أوباما، كما نشرت له جريدة 'نيويورك تايمز' حديثاً، وما نتمناه ان لا يفتعل النظام المصري أزمة مع أمريكا يحاول أن يكسب بها شعبية، لتمكين الإخوان من الفوز بالأغلبية في انتخابات مجلس الشعب القادمة على أساس انهم الذين يتصدون للسيطرة الأمريكية، ثم نتلقى بعدها إهانة كما ورطنا المجلس العسكري في قضية المنظمات الأمريكية والألمانية وتراجع عنها بشكل مهين، وليقوموا ايضا بالتغطية على الأزمة الاقتصادية الطاحنة وموجات رفع الأسعار الهائلة التي ستحدث بعد الانتخابات أيضا، وقد أخبرنا زميلنا وصديقنا الرسام الكبير والموهوب جمعة فرحات في 'أهرام' امس، انه كان يتجول في أحد الأسواق لشراء الخضار، فشاهد ربة بيت مسكينة ومعها ابنتها، ينظران بحسرة الى الأسعار، كيلو الكوسة بثمانية جنيهات والفاصوليا بست عشرة والبامية باثني عشر، وأمام ذهول الأم وحيرتها قالت لها الابنة النابهة:
    - مش الرئيس قال ان المنجة بثلاثة جنيهات، طب ما تطبخيلنا منجة بالدمعة وخلاص.

    الاسلاميون يسعون
    لتحويل الشريعة إلى قوانين

    ونبدأ بالمعارك التي يثيرها إخواننا في التيار الديني، ويضطرون غيرهم للرد عليهم والاشتباك معهم، والتي ازدادت منذ دخولهم مجلس الشعب، وبدء سيطرتهم على السلطة، والإعلان عن سعيهم لتحويل ما يعتقدون أنه تطبيق للشريعة إلى قوانين، ونسوا أنهم أصبحوا تحت الأضواء في تحركاتهم وأفعالهم وأقوالهم، حيث يراهم الناس خارج المساجد وبعيدا عن الدعوة والوعظ، وانكشفوا أمام الجميع، بايجابيات البعض وسلبيات آخرين، وفوجىء الناس بمظاهر غريبة، قال عن بعضها زميلنا بـ'الأخبار' أحمد جلال، يوم الأربعاء: 'الانفلات الأخلاقي الذي نعاني منه منذ أكثر من عام ونصف تجاوز حدود الشارع الى القنوات الفضائية، والغريب أنه وصل لقنوات المفروض أنها دينية والأغرب أن نسمع ألفاظا بذيئة وعبارات نابية ممن يفترض أنهم دعاة طالبهم ربهم بالدعوة له بالحكمة والموعظة الحسنة ولكن لأن الدين تحول إلى تجارة عند البعض، فقد توهموا أن الإساءة للغير وإهانة الناس ورمي المحصنات ربما ستجعلهم أكثر شهرة، فهذا صرصار وهذه زانية وبدلا من أن نستمع لفتاوى دينية وجيهة من علماء محترمين تفقهنا في الدين أصبحنا نستمع إلى وصلات في الردح، وبدلا من أن نشاهد وجوهاً سمحة أصبحنا لا نرى إلا وجوهاً مكفهرة، لا يستطيع الطبيب مزاولة مهنته بدون دراسة كافية ولا يجرؤ المهندس على العمل إلا بعد دراية كاملة، أما إذا أردت أن تمارس أشرف مهنة وخير وظيفة وهي الدعوة إلى الله فالعجيب أنها لا تحتاج لدراسة أو مؤهل ويكفي أن تطلق لحيتك وترسم الزبيبة لتنال لقب داعية'.

    نص يحدد سن زواج البنات بالبلوغ

    كما فوجىء الناس بالبعض من السلفيين في اللجنة التأسيسية للدستور يطالبون بوجود نص على ان يتحدد سن زواج البنات بالبلوغ، حتى لو كان تسع سنين، واستشهدوا في ذلك بزواج الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة رضي الله عنها، وهو ما نفاه يوم الخميس زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة 'التحرير' بقوله: 'ندخل بقى على الحقيقة الأكيدة التي أخفتها رغبات البداوة عن السطوع والانتشار وهي أن النبي تزوج السيدة عائشة وهي إما في الرابعة عشرة وإما في السابعة عشرة من عمرها وهي سن كانت تتزوج فيها البنات بشكل طبيعي وعادي في وقت قريب في حياتنا المعاصرة، الرواية الأشهر عن عائشة حين قالت 'تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين وبني بي وأنا بنت تسع سنين وهي رواية شهيرة لكن ليست دقيقة وهي منقولة عن شخص واحد هو هشام بن عروة والسؤال: كيف يكون هذا عمرها بينما كانت مخطوبة قبل النبي؟ فهل كانت في سن الخامسة من عمرها وهي مخطوبة مثلا؟ ثم إن الذي أنهى الخطبة هو والد خطيبها 'مطعم بن عدي' الذي خشي من أن يدخل ابنه الإسلام لو تزوج مسلمة! ولو قلت لي إن الذي تحدث عن سن عائشة هو عائشة نفسها فأعيدك إلى السؤال عن مدى دقة الرواية، وإلى أنها كانت تروي هذه التفاصيل عن طفولتها حين كان عمرها قد قارب الستين، وكل سيدة بمن فيهن أم المؤمنين تحب أن تنقص من عمرها قليلا، لكن تعالى إلى خلاصة بحث وقراءة وتتبع لكتابات وروايات متقاطعة وقراءات متأملة تؤكد أن السيدة عائشة تزوجت النبي وهي بين الرابعة عشرة والسابعة عشرة من عمرها، عن ابن هشام في سيرته الأهم تقول إن عائشة دخلت في الإسلام قبل عمر بن الخطاب، فقد كانت العشرين أو الحادية والعشرين في ترتيب الذين دخلوا الإسلام بينما كان عمر رضي الله عنه ترتيبه الأربعين أي انها كانت واعية وبالغة وقت البعثة كي تدخل الاسلام ويقبل منها وأيضاً تسبق عمر الذي أسلم في السنة الرابعة كما تروي كتب السيرة بما يعني انها ولدت قبل البعثة حسب هذه الرواية، ثم كلام ابن حجر في كتابه 'الإصابة في معرفة الصحافة' حين ذكر أن السيدة فاطمة بنت الرسول ولدت عام بناء الكعبة وكان الرسول في سن الخامسة والثلاثين وفاطمة أكبر من عائشة بخمس سنين بما يعني أن عائشة قد ولدت في عام بعثة النبي التي استمرت في مكة ثلاثة عشر عاما أي أن النبي دخل بعائشة في المدينة وهي بنت خمسة عشر عاما، ثم في السيرة أن أسماء بنت أبي بكر كانت أكبر من أختها عائشة بعشر سنوات وكان عمر أسماء يوم هجرة الرسول للمدينة سبعة وعشرين عاما يبقى أن عائشة وقتها كان عمرها سبعة عشر عاما وتزوجها النبي في العام الثاني من الهجرة أي وهي في التاسعة عشرة من عمرها، ولكن لماذا يترك بعضنا هذه الروايات المتعددة المنطقية والثابتة ويرفضون تصديقها ويصممون على خرافة أن التي تزوج طفلة؟! هذا أمر يستدعي طبيباً نفسياً، لا مؤرخاً أو فقيهاً!'.

    جمعية دينية تدعو
    إلى إحياء السنة وإماتة البدعة

    وثالث المعارك ستكون من نصيب الدكتور الشيخ محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة، وعضو مجمع البحوث الإسلامية في الحديث الذي نشرته له 'أخبار اليوم' يوم السبت في صفحة - نور الإسلام - التي يشرف عليها زميلنا محمد الزرقاني، وأجراه معه زميلنا أحمد مراد، وسأله عن تحول الجماعة للاشتغال بالسياسة وتأييد الإخوان المسلمين، لكنه نفى، وقال:
    'تأسست الجمعية الشرعية في 11 ديسمبر عام 1912م وهي أول جمعية منظمة تدعو إلى إحياء السنة وإماتة البدعة وهناك جملة من الأغراض التي تأسست الجمعية لأجلها منها نشر التعاليم الإسلامية الصحيحة لإنارة العقول وإنقاذ المسلمين من فساد المعتقدات والبدع والخرافات، وفتح مكاتب لتحفيظ القرآن الكريم، ومدارس لتعليم أبناء المسلمين أحكام الدين وآدابه وإنشاء المساجد لتقام فيها الشعائر الدينية وإعانة المنكوبين والبائسين وما تقوم به الجمعية الآن لا يخرج قيد شعرة عن هذه الأغراض العامة.
    كما ان القائمين عليها لم يغيروا ولم ينحرفوا في قليل ولا كثير عما قرره الإمام المؤسس منذ أكثر من مائة عام ومن ثم لا تتعرض الجمعية للشؤون السياسية التي يختص بها ولي الأمر، والجمعية الشرعية جهة دعوية لا إخوانية ولا سلفية، وهي 'بنت الأزهر' هدفها فقط تنقية الدين من البدع والخرافات والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، فضلا عن نشأتها كانت سابقة على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية حيث بلغ عمرها الآن مائة وثلاثة سنوات وليس لها أي توجهات سياسية على الإطلاق حيث أن مهمتنا دعوية فقط من خلال الخطب والدروس في أكثر من 5 آلاف مسجد في جميع أنحاء الجمهورية بالإضافة إلى 61 معهدا لإعداد الدعاة و3 معاهد للقراءات والقرآن الكريم و1884 مكتباً لتحفيظ القرآن الكريم'.

    جمعية العاملين بالكتاب
    والسنة تتدخل بالسياسة

    هذا ابرز ما قاله، وهو رد غير مباشر على ما قلناه عنه، وللأسف فان مقالاته منشورة في جريدة 'عقيدتي' ولا يمكن التنصل منها، وأود ان اذكره بتسلسل مواقفه بدءاً من انتخابات مجلس الشعب، إذ كان قرار الجمعية منع أي عضو فيها من الترشح للانتخابات والانغماس في العمل السياسي، وأن الجمعية تقتدي بالأزهر في ذلك، ثم فوجئنا بأن نائبه وهو وزير الأوقاف الحالي الدكتور الشيخ طلعت عفيفي، وهو في نفس الوقت نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التي تكونت لجمع الجماعات الدينية والدعاة، في عضويتها ومنهم الإخوان المسلمون، تبدأ في عقد جلسات لبحث من تؤيد، في انتخابات رئاسة الجمهورية، بدأت تستقبل المرشحين، في البداية استقبلت خيرت الشاطر، ثم محمد مرسي، وعبدالمنعم أبو الفتوح، ومناقشتهم في برامجهم لترى أيهم الملتزم بتطبيق الشريعة لتؤيده، والموافقة على ما انتهت إليه من مدة بإعداد دستور متكامل كان قد وضعه أيام الرئيس السادات عندما كان الدكتور صوفي أبو طالب رئيسا لمجلس الشعب - عليه رحمة الله - وبمشاركة من شيخ الأزهر المرحوم الدكتور الشيخ عبدالحليم محمود، وينص صراحة على تطبيق الحدود، والتزم خيرت ومرسي وأبو الفتوح، الذي أيدته جمعية الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور، والجماعة الإسلامية وذراعها السياسية، البناء والتنمية، أي أن الجمعية الشرعية اختارت عبر نائب رئيسها العام، ونائب رئيس الهيئة الشرعية الدكتور طلعت عفيفي، تأييد مرشح الإخوان، ولو أنه كان للجمعية الشرعية موقف محايد كما يعلن الشيخ المهدي لأعلن الشيخ عفيفي رفضه التدخل في السياسة، وهو نفسه، أي الشيخ مختار المهدي، بدأ في مقالاته في عقيدتي، منحازا للدكتور مرسي، وموجها النصائح للجماعات الإسلامية بأن تتوحد للاحتفاظ بالحكم، لأنه لو ضاع منها لن تناله بعد ذلك، كما بدأ يكتب كسياسي، ويهاجم ويغمز في عهود سياسية سابقة من الناحية الدينية، رغم انه باعترافه، واستعراضه لنشاط الجمعية، يتضح ان نموها وتوسعها بدأ في عهد الاشتراكية والكفر، أيام خالد الذكر، وفي عهدي السادات ومبارك؟ بل ان القفزة الكبرى الحقيقية في توسع الجمعية بدأ مع ثورة يوليو وأيام عبدالناصر، وقوله عن معاهد الدعاة، فإن أول معهد أنشأته وزارة الأوقاف، لا الجمعية عام 1970 أيام الاشتراكية، وكان الوزير وقتها صديقنا المرحوم وعضو مكتب إرشاد الإخوان السابق الدكتور عبدالعزيز كامل، والذي تولى أمانة الشؤون الدينية بالتنظيم السياسي الوحيد، الاتحاد الاشتراكي، وكان المعهد في بدايته في المسجد التابع للجمعية الشرعية بشارع الجلاء القريب من محطة السكك الحديدية بميدان رمسيس وبجوار مبنى الهلال الأحمر، الواقع في شارع رمسيس، وعلى بعد خطوات من مستشفى السكة الحديد.

    رأسمالية الإخوان

    الإفلاس، هذا ما أقوله وأنا مستريح بأنني لم أظلــــم أحدا أو اتجنى على أصحابنا من الإخوان وغيرهم الذين روجوا من قبل لحكاية الاقتصــــاد الإســلامي، ليخفوا وراء اليافطة دعـــوتهم للرأسمالية وتحكــــمها، وهذا حــقهم، بشرط أن يبعدوا الدين عن أهدافهم الاقتصادية، فليس من الإيمان تحول الإسلام من دعوة إلى كل الناس في كل العالم، إلى مذهب اقتصادي، وإذا كان كل دين يعرف اختلاف المذاهب بين المؤمنين به، فلن نجد إلا نفرا من بيننا نحن المسلمين، من يعمل على تحديد من هو المسلم بناء على مذهبه الاقتصادي، لاننا لو قلنا ان الاقتصاد بشكله الذي يدعون إليه هو المعبر عن الإسلام، فإن الأشكال الأخرى خارجة عنه.

    الاخوان فشلوا بتحديد
    ماهية الاقتصاد الاسلامي

    ومع ذلك، فقد فشلوا في تحديد ما هو الاقتصاد الإسلامي، ويشاء ذو الجلال والإكرام أن يعطي لعباده المسلمين، الدليل على عدم تصديق هؤلاء الناس، عندما أخذوا يبررون الربا - والعياذ بالله - بعد أن بدأت حكومة الإخوان في التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وأخفوا تماما ربا قروض ودائع إخواننا المسلمين، من قرض البنك الإسلامي للتنمية، وفيه ربا، أفحش من ربا صندوق الكفرة، بل أن وزارات حكومة الإخوان تتعامل مع بعضها بالربا، فقد نشرت صحف الجمعة، ومنها صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' الخبر التالي في صفحتها الثالثة لزميلتنا رضوى سلاوي: 'أعلنت وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية انه تم الاتفاق مع وزارة المالية على سداد الأخيرة لمبلغ مائة وواحد وأربعين مليار جنيه من أموال المعاشات على مدار عشر سنوات وذلك بنسبة فائدة قدرها تسعة في المائة سنوياً'.
    أي أن وزارة التأمينات تأخذ، حسب مفهوم أصحاب الاقتصاد الإسلامي، ربا من وزارة المالية، وإذا كانوا يبررون ربا صندوق النقد بأنه يخضع لفقه الضرورات تبيح المحظورات، فما هو الحكم في ربا تأخذه وزارة من وزارة أخرى تخضعان لحكومة إسلامية؟

    حتة اشتراكية
    مع شوية رأسمالية

    وهذه المأزق التي يجدون أنفسهم فيه، وإعلان إفلاسهم الفكري والسياسي، سببه انهم يحاولون القيام بمحاولة لإخفاء أهدافهم الحقيقية، باللجوء إلى عملية قص ولزق، أي حتة اشتراكية مع شوية رأسمالية، أي على طريقة أحمد عدوية، حبة فوق وحبة تحت، للخروج بشيء مختلف لا رأسمالي ولا اشتراكي، وهذا أمر لا يستقيم في قضية تعتمد على أموال واستثمارات ومصالح ومصانع وأنشطة تجارية وبنوك محلية وعالمية ومصائر شعوب دول ومواردها، وميزانياتها ومعاملاتها وطبقات وفئات اجتماعية، وتعاملات وتبادلات مع دول العالم، هذه أمور لا مجال فيها للظهور بشكل وإخفاء الشكل الحقيقي، لأنه يؤدي الى اهتزاز المنطق الذي يتحدث به الإنسان وبكلامه، وعدم فهمه.

    التطبيق العملي للهدي
    النبوي في الاقتصاد

    وهو ما دعا اليه الدكتور حسين حسين شحاتة الإخواني والخبير الاستشاري في المعاملات المالية الشرعية، الذي قال يوم الخميس في 'الحرية والعدالة': 'وحتى نتقدم لابد من الرجوع إلى الإسلام من جديد، التطبيق العملي للهدي النبوي في الاقتصاد، يجب أن تتحول عاطفة حب الرسول صلى الله عليه وسلم من مشاعر الى شرائع لتكون حية في حياتنا بالاتباع، وتعتبر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القولية والعملية والإقرارية لها التفسير والتطبيق العملي للقرآن الكريم والواجبة الاتباع، ومن ناحية أخرى يجب على فقهاء المسلمين وعلماء الاقتصاد الإسلامي تحويل هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في مجال الاقتصاد الى برامج عملية، وتتمثل الإجراءات العملية لتطبيق هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في مجال الاقتصاد في الآتي: أولا: يقوم كل مسلم بأن يطبق مفاهيم الاقتصاد الإسلامي على نفسه أبدأ بنفسك وادع غيرك.
    ثانيا: تقوم كل أسرة بتطبيق مفاهيم الاقتصاد الإسلامي في كافة معاملاتها داخل وخارج الأسرة وتكون نموذجاً يقتدى به في المجتمع، ثالثاً: يقوم المجتمع بما فيه من وحدات اقتصادية وغير اقتصادية بتطبيق مفاهيم الاقتصاد الإسلامي ويكون له برنامج يلتزم به.
    رابعاً: تلتزم الحكومة في الدولة التي تحكم بأحكام ومبادىء الشريعة الإسلامية بأن تكون القوانين والقرارات والتعليمات مطابقة لأحكام ومبادىء الشريعة الإسلامية.
    خامساً: تلتزم الحكومات الإسلامية على المستوى العالمي بتطبيق مفاهيم الاقتصاد الإسلامي على الأقل فيما بينها حتى يسود هذا الاقتصاد العالم.. إن تم تنفيذ هذا البرنامج نكون حقاً من الذين يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم عاطفة وعملاً'.
    ولن أعلق على كلامه لأنني تعبت، ولكن ألم يلحظ تناقضاته وهو يطالب بالتزامات الحكومات الإسلامية بتطبيق مفاهيم الاقتصاد الإسلامي فيما بينها بينما كان في المقال السابق يدافع عن قرض بنك التنمية الإسلامي للهيئة العامة للبترول وهيئة السلع الغذائية بفائدته السنوية الثابتة وقدرها ثلاثة واثنان من عشرة في المائة؟
    أما مطالبته بأن نسير على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الاقتصاد، فانها تتناقض تماما مع دفاعه عن رجال أعمال الإخوان من أصحاب الملايين، دون أن يلحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يملك شيئاً يورثه، ولا كان صاحب تجارة، ومثله عمر وعلي وملايين المسلمين، فلماذا لا يكونون مثله وعلى هديه في الملكية؟

    لا تنمية دون أمن ولا أمن دون تنمية

    ومن مظاهر إفلاس هؤلاء الدعاة، كان مقال في نفس العدد لصاحبنا الإخواني الدكتور أشرف محمد دواية المستشار والخبير في التمويل والاقتصاد الإسلامي، إذ قال هو الآخر: 'الأمن يعني اطمئنان النفس وزوال الخوف، ولا تنمية دون أمن ولا أمن دون تنمية وقد أكرمنا الله تعالى بنعمة الإسلام وهو دين الأمن والسلام وجعل سبحانه الأمن ركناً أساسياً لتحقيق التنمية فقال تعالى: 'لإيلاف قريش، إلافهم رحلة الشتاء والصيف، فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف' 'قريش: 1- 4' فجعل الله تعالى الأمن نعمة وركيزة لنمو العمل التجاري وفتح أبواب الرزق ورغد العيش ومن ثم تحقيق التنمية المستدامة بمفهوم العصر، ويسير الفكر الاقتصاد المعاصر في هذا الاتجاه بنظرته للأمن على أنه أساس الاستقرار وجذب رؤوس الأموال وتنمية الادخار وتحفيز الاستثمار وتفريغ الطاقات والقدرات لخدمة المجتمع، وما زال الأمن في مصر مترهلاً والبلطجة وسوء السلوك وغياب النظام وقطع الطرق هو سيد الموقف، وإن شهد تحسناً ملحوظاً عن ذي قبل، ومما لا شك فيه أن هذا بلا شك سيحول دون التقدم نحو طريق النهضة المنشودة والتنمية المأمولة، إن فقه المرحلة الاقتصادية يتطلب أمنا واعياً ورجل شرطة من طراز فريد من خلال هيكلة جهاز الشرطة وتغيير عقيدة الشرطة بأن تكون فعلا لا قولا في خدمة شعبها والولاء لوطنها لا حاكمها، ولعل من أهم أنواع الأمن المعاصر هو الأمن الإعلامي من خلال محاربة البلطجة الإعلامية القائمة على الشائعات والافتراءات، ومن العجب أن تسمع من ينتقد ليلا ونهارا حبس الإعلاميين وكأنهم من شريحة ليست من بني البشر، فشتان ما بين الإعلامي الناقد المحترم والإعلامي صاحب الافتراءات الذي يكذب ولا يصدق ويهدم ولا يبني ويجرح في الأعراض دون قيم أو أخلاق. إننا نعتقد أن العمل على توفير الأمن وتحقيق الاستقرار قد يتطلب بعض الوقت ولكنه يجب أن يتم الانتهاء منه في المدى القصير جدا حتى تظهر إرهاصات الخطوات الأولى لتنمية حقيقية وتولد النهضة من رحمها ويتحقق فينا وعد الله للمؤمنين العاملين المخلصين'.
    والآن، بماذا نرد على هذا الخبير في التمويل؟ نشكره طبعاً، لأنه اكتشف لنا فقهاً آخر، بالإضافة إلى فقه الضرورة والمآلات التي أباحت لهم وحدهم التعامل بالربا - والعياذ بالله - يأتي لنا بفقه الشرطة، وفقه سجن الكتاب والصحافيين، لهذا قلنا ان هؤلاء الناس أفلسوا، فمتى سيعترفون بإقامة المزاد الذي سيعلنون فيه إفلاسهم؟

    فتنة الفيلم:
    تعاملنا كان غير حضاري

    وإلى بعض من ردود الفعل على الفيلم المسيء لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، والطريقة التي واجه بها المسلمون في بعض البلاد الموقف وأثارت استياء واستنكار الكثيرين، ومنهم زميلنا وصديقنا ونائب رئيس تحرير مجلة 'آخر ساعة' القومية حسن علام وقوله عنها: 'لابد أن نصارح أنفسنا بأننا تعاملنا مع هذه الأزمة بشكل غير حضاري بالمرة، كان المفروض أن نحتج على هذا العمل الهابط بطريقتين عبر القنوات الرسمية والدبلوماسية لمخاطبة أمريكا للفت الأنظار لاولئك المتاجرين بقضية الفتنة الطائفية من أقباط المهجر وبأن للحريات حدوداً، أما الطريقة الثانية فبوقفات احتجاجية سلمية للتعبير عن غضب الشارع العربي والإسلامي للتنديد بهذه الإساءة في حق نبيهم الكريم، أما ما حدث في دول العالم العربي والإسلامي فيعكس حجم تلك البلطجة المرفوضة من عنف وقتل وإصابات وإشعال النيران في المباني والممتلكات والسيارات وتراشق بالحجارة على السفارات الأمريكية والاعتداء على الدبلوماسيين والصدام المستمر بين المواطنين وقوات الأمن'.
    طبعاً، طبعاً، هذه أعمال مرفوضة، إذ ما ذنب الدبلوماسيين الأمريكان، وما علاقتهم بالفيلم أصلاً.

    الأنبا بطرس: لن نقبل ان
    يتطاول احد على اشقائنا المسلمين

    وفي 'جمهورية' الثلاثاء كتب الأنبا بطرس الأسقف العام للكنيسة الأرثوذكسية مستنكرا الفيلم بقوله: 'لا شتامون يدخلون الملكوت، الله هكذا قال في الكتاب المقدس، فأي أحد يسيء أو يتلفظ بألفاظ جارحة تخدش حياء الآخرين، أو تسيء إليهم مصيره الهلاك، ونحن نستنكر هذا الكلام الذي يسيء لأشقائنا المسلمين الذين نقدرهم ونحترمهم ونحترم بني الإسلام ولا نقبل أن أحداً يتطاول عليه ولا على أشقائنا المسلمين، ونحن نشجب كل هذه التصرفات المسيئة التي أساءت لأصحابها الذين فعلوها.
    إزدراء الأديان ليــــس من طبيــــعة المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين لأننا جميعاً نعلم أن الإسلام والمسيحية يدعو إلى المحبة والتسامح وكل منا يحترم عقيدة الآخر، وازدراء الأديان أو الإساءة للأنبياء خطية مخالفة للانجيل الذي يدعو الى المحبة وقبول الآخر واحترام عقائد الآخرين وتقديسها، وكما تقول الآية 'لا تظنوا أنني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل: 'متى 5: 17' نحن نستنكر بشدة تلك الأفعال التي أساءت لأشقائنا المسلمين والنبي الكريم'


    -----------------

    عبور

    جهل إعلامي

    24/09/2012 08:37:35 م




    بقلم : جمال الغىطانى


    جمال الغىطانى



    بعض الاعلاميين من مقدمي برامج التوك شو،‮ ‬يفهمون منطق هذه البرامج من منطلق خاطيء،‮ ‬وهو جمع المتناقضين وتأجيح الحدة إلي أن يصل الأمر بالمتناقشين الي تبادل السباب وأحيانا الضرب علي الهواء،‮ ‬كما يجري أحيانا في برنامج الاتجاه المعاكس الذي أسس لهذا النوع،‮ ‬الكارثة تتضاعف عندما يكون الاعلامي جاهلا،‮ ‬في الاسبوع الماضي رأيت أكثر من برنامج علي قناة واحدة ومذيعة لا تعرف شيئا عما تناقشه تخاطب ذلك الشخص الذي دعا الي حرق الانجيل وتبول حفيده عليه،‮ ‬وتخاطبه‮ »‬يا شيخ فلان‮..« ‬مرة سمعنا افتراءاته وسبابه للكنيسة وتهجمه علي الاخوة الاقباط ومما يدينون به وما يعتقدونه،‮ ‬وتهجمه علي البابا شنودة‮ (‬انا محبش اقول عليه بابا،‮ ‬هو بالنسبة لي نظير جيد‮..)‬،‮ ‬بينما المذيعة التي لا تعرف كيف ترد تخاطبه بلقب الشيخ،‮ ‬في الليلة الثانية استضافته في مواجهة شخصية قبطية ومرة أخري سمعنا ما يؤجج الفتنة الطائفية،‮ ‬تهجم صريح واهانة للإخوة في الوطن،‮ ‬ومحاولات ممجوجة لتبرير قوله بتمزيق الانجيل،‮ ‬مثل هذه القضايا يجب الا تطرح من المنابر الاعلامية،‮ ‬ولكن مكان مناقشة هذه الافكار التحريضية في النيابة العامة لما تهدده لأمن الوطن ولوحدته،‮ ‬الغريب ان الاعلامية التي بدت جامدة في الحوار لفقرها الثقافي استضافت للمرة الثالثة الشيخ الدكتور عبدالرحمن البر مفتي جماعة الإخوان والاستاذ بالازهر،‮ ‬والفقيه العالم،‮ ‬جاءت به في مواجهة نفس الشخص الذي راح يتحدث زاعقا مرددا أفكاره المدمرة،‮ ‬مما دعا الدكتور البر الي التساؤل‮: ‬لماذا لا تسمع؟
    مثل هذه البرامج مدمرة وخطيرة،‮ ‬ولو حدث وتم التعرض لمثل هذه الافكار فلابد ان يكون الاعلامي واعيا،‮ ‬مثقفا،‮ ‬حازما،‮ ‬كما فعلت الاعلامية ريهام السهلي عندما منعت الشخص نفسه من التهجم علي الكنيسة والانجيل،‮ ‬لكن يبقي ان مثل هذه الافكار الخطيرة يجب الا تطرح للنقاش من خلال التليفزيون بحثا عن الاثارة والا سنري يوما القس توم جونز في احد برامج التوك شو للتسخين


    -------------------------

    أراء حرة


    أحلام مصرية جداً

    القضاء المصري بخير يا شباب مصر‮..‬

    24/09/2012 09:24:08 م




    [email protected] - بقلم : نهاد عرفة


    نهاد عرفة



    التصريح الذي صرح به محامي جماعة الإخوان بعد صدور حكم المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة بتأييد حكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب أثار الكثير من الدهشة والاستغراب،‮ ‬حين وصفه بالسابقة الخطيرة في تاريخ مجلس الدولة وأن الحكم يضر بسير العدالة‮..!!‬
    وتصريح آخر من رئيس اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة بأن الحزب‮ ‬لا يقاتل علي عودة المجلس لصالح الإخوان فقط ولكن لأن الأحزاب والتيارات الإسلامية إرتأت أن لها حقا قانونيا في عودة البرلمان‮..!! ‬وتصريح مدير مكتب رئيس مجلس الشعب الذي أكد أن المجلس ما زال قائمًا إلي أن يصدر قرار من السلطة التنفيذية،‮ ‬ممثلة في الرئيس يقضي بحل المجلس،‮ ‬أي أنه لا يتلقي أحكامًا قضائية،‮ ‬ولكن يتلقي قرارات من السلطة التنفيذية الممثلة في الرئيس علي حسب قوله‮..!!.‬وغيرها من التصريحات المستفزة التي تناوب عليها أعضاء الجماعة وبعض الشخصيات من التيارات الإسلامية والتي تؤصل في أبنائنا وشبابنا عدم إحترام أحكام القضاء والإعتراض عليها بل والتهجم علي القضاة والمحاكم كما نشاهد دائماً‮ ‬من التظاهرات العنيفة أمام أبواب المحاكم عند النظر في أي قضية تخصهم للتأثير علي سير العدالة،‮ ‬وكما نشاهد من التعليقات الساخرة وغير المسؤولة بمواقع الفيس بوك علي أي حكم قضائي لا يروق لهم‮.‬
    لقد أكدت المحكمة أن مجلس الشعب الذي تم انتخابه عقب ثورة ‮٥٢ ‬يناير،‮ ‬قد زال وجوده بقوة القانون،‮ ‬وذلك في ضوء الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا في ‮٤١ ‬يونيو الماضي،‮ ‬والقاضي بعدم دستورية بعض مواد قانون مجلس الشعب الذي تكون هذا المجلس علي أساس منها،‮ ‬وقالت المحكمة الإدارية العليا في حيثيات حكمها،‮ ‬إنه متي كانت الانتخابات التي أسفرت عن تكوين مجلس الشعب قد أجريت بناء علي نصوص ثبت عدم دستوريتها،‮ ‬فإن مؤدي ذلك أن تكوين المجلس بكامله يكون باطلا منذ انتخابه،‮ ‬بما يترتب عليه زوال وجوده بقوة القانون اعتبارا من تاريخ انتخابه دون حاجة لاتخاذ أي إجراء آخر،‮ ‬إذن الحكم واضح وقاطع‮ ‬ولاتوجد أي ضرورة للتصريحات حول الحكم بوسائل الإعلام‮..!! ‬ولذلك علي جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة الاستعداد للإنتخابات التشريعية القادمة بدلاً‮ ‬من التعليق علي أحكام القضاء‮..!!‬
    لقد جاء حكم المحكمة الإدارية العليا ليعيد للمحكمة الدستورية العليا احترامها ووقارها بعد أن طالتها ألسن المعارضين ممن لا يقبلون بأحكام القضاء إلا إذا كانت في صالحهم‮.. ‬أقصد هنا جماعة الإخوان التي جاءت من صفوف المعارضة وحظي مرشحها د‮. ‬محمد مرسي علي منصب رئيس مصر في أول انتخابات حرة بعد ثورة ‮٥٢ ‬يناير،‮ ‬وهو مايثير دهشتي‮.. ‬لماذا يكره الإخوان المعارضة رغم أنهم جاءوا من صفوف المعارضة‮..‬لماذا يكرهون كل من يعارضهم رغم أنهم جاءوا للحكم بعدد كبير من أصوات معارضيهم،‮ ‬وهل يصل الأمر إلي الرفض العلني لأحكام القضاء‮..!!‬
    إن جماعة الأخوان والأحزاب والتيارات الإسلامية جزء من الشعب المصري يعيش معنا وإذا أرادوا الاستمرار في الحكم بلا ثورة شعبية أخري فعليهم احترام قاعدة قانونية‮ ‬وشرعية مهمة تقول إننا لابد أن نحتكم للقانون وأن نحترم سيادة القانون،‮ ‬والمسألة في النهاية ليست قوة وفرد العضلات علي المؤسسات القضائية،‮ ‬ففي مصر ثلاثة أنواع من القضاء علينا الحفاظ عليهم إذا أردنا الحفاظ علي الدولة،‮ ‬القضاء العادي والقضاء الإداري والمحكمة الدستورية العليا التي تشكل أعلي سلطة قضائية في مصر وضمن أهم ثلاث محاكم دستورية علي مستوي العالم،‮ ‬وهي محمية من المجتمع الدولي وأحكامها نهائية‮."‬وتقوم وحدها بتحديد الآثار التي تترتب علي الحكم بعدم دستورية نص في قانون أو لائحة ومن ثم فلا اختصاص لأية جهة في هذه الحالة في تحديد الآثار مرة أخري‮ " ‬وهو ما أكدت عليه المحكمة الإدارية العليا في حكمها الأخير‮..!‬

    ---------------------


    عبدالناصر والاخوان والثورة
    الياس خوري
    2012-09-24




    من المنطقي والعقلاني ان اتفق مع شريف يونس وخالد فهمي والعديد من المثقفين المصريين، على ان ثورة 25 يناير لم تُسقط حسني مبارك عن عرش جمهوريته الوراثية فقط، بل قامت ايضا باسقاط المنظومة الشرعية التي اسسها الإنقلاب العسكري الذي اتخذ شكل تغيير اجتماعي وسياسي كبير واصطلح على تسميته باسم ثورة 23 يوليو.
    كما ان قراءتي الشخصية لهزيمة الخامس من حزيران/يونيو، اوصلتني الى قناعة بأن شرعية الانقلاب العسكري تهاوت بعد فضيحة الفشل في بناء جيش قوي، وبعد هزيمة كارثية حلت بمصر خلال ثلاث ساعات استغرقتها عملية تدمير سلاح الطيران. فتفكك الجيش وتشرّده في سيناء كان دليلا على ان البنية نفسها كانت مضروبة، اذ رغم الكارثة التي حلت بالطيران، وهي غير مفهومة عسكريا الا بوصفها تقصيرا يعادل الجريمة، فإن انهيار الجيش لم يكن حتميا، الا لأنه كان فاقد الأهلية لخوض الحرب.
    ومع ذلك فإن عبدالناصر لا يزال يحتل مكانة خاصة في وجدان الكثيرين، وهذا ما جعلني انتشي وانا استمع في ميدان 'عابدين' في القاهرة، الى اغنية 'وطني حبيبي الوطن الأكبر'، واهتف تحت صورة كبيرة لناصر مع الجموع التي احتشدت من اجل اعلان تشكيل التيار الشعبي المصري مساء الجمعة 21 ايلول/سبتمبر.
    هل هي النوستالجيا الى صورة الأب؟
    كان عبدالناصر يحمل صفة مزدوجة: كان الأب بما تحمله الأبوة من مهابة وشعور بالآمان، وكان الابن بما يعني ذلك من استعداد الناس لمغفرة الأخطاء. وهو عكس خلفائه ومقلديه من المستبدين العرب، الذين استبدلوا صورة الزعيم الأب بصورة الوحش المخيف. لا يمكن ان يرى المواطن في تماثيل المقلدين الكاريكاتوريين لناصر وصورهم سوى الترهيب والتخويف، فهم فوق الناس، وضخامتهم توحي بقدرتهم على دوس الجميع بأحذيتهم.
    اغلب الظن ان فرحي وفرح يسري وناهد نصرالله ومجموعة الأصدقاء والصديقات المصريين الذين كانوا معي، وهؤلاء لم يكونوا ناصريين بل كانوا من اشد المنتقدين للتجربة الناصرية، باستعادة شيء من اجواء الحقبة الناصرية، جاء من مكان لا علاقة له بالحنين، بل من لحظة مرتبطة بمسألتين:
    الأولى هي المناخ السياسي والثقافي في مصر بعد انتخاب الاخواني محمد مرسي رئيسا. فلقد حملت خطب الرئيس الجديد شيئا من ثأر الجماعة من الخمسينيات و الستينيات، اي من زمن ناصر، حين استطاع الرجل ان ينتصر ايدولوجيا وسياسيا على الفكر الاخواني، عبر مشروعه السياسي المناهض للهيمنة الاستعمارية، وعبر مشاريع التصنيع التي بدأها مع السد العالي، وعبر محاولته بناء دولة الرعاية الاجتماعية. لن اكرر المكرر هنا لأقول ان مقتل التجربة كان في تسليط حكم المخابرات واخراج الشعب من السياسة، فالبنية الديكتاتورية لم تحصّن النظام الا لتقوِّضه بعد ذلك، وهذا ما اشارت اليه السهولة النسبية التي حقق فيها انور السادات انقلابه السياسي على الناصرية.
    غير ان نجاح الاخوان الانتخابي، والذي يعود جزئيا الى عجز التيارات القومية واليسارية والليبرالية والاسلامية المستنيرة عن التوحد في مشروع سياسي- انتخابي، اعاد النقاش، ولو بشكل موارب، الى الماضي. لكن لا بد من التنويه بأن تجربة ميادين الثورة منعت الشطط الذي كان من الممكن ان يدمر كل شيء، فيما لوتم الانحياز الى مرشح النظام القديم احمد شفيق بصفته ممثلا للمؤسسة العسكرية التي انتجت الناصرية.
    هذا الثأر من ناصر، لم يأت بسبب اخطاء نظامه، بل جاء نتيجة العقلية القديمة التي تحكمت بالاخوان، وقادتهم الى اخطاء سياسية قاتلة في زمن ناصر، وقد تقودهم اليوم الى مصير مشابه.
    والثانية هي شعور نخب الثورة وشبابها بأن ميدان التحرير قد سُرق منها. وان الجماعة الاخوانية التي ترددت في الانخراط في الثورة في البداية، ثم راوغت ورقصت تانغو التعديل الدستوري مع المجلس العسكري، كشفت عن مشروعها الذي يجسده المليونير خيرت الشاطر، الذي يستعد للعب دور احمد عز في النظام الجديد، وفاوضت الامريكان وقدمت كل التنازلات المطلوبة، قد نجحت في الاستيلاء على السلطة والثورة، وهي تسعى اليوم الى أخونة مؤسسات الدولة.
    خيبة الأمل شعور سابق لأوانه. فالثورة ليست نشوة ايام ميدان التحرير التي تحولت الى اسطورة مصرية جديدة، بل هي مسار طويل ومعقد وبالغ الصعوبة. الثورات ليست جميلة الا في الكتب، لكنها في الواقع اليومي مريرة وصعبة ومأسوية ايضا. والناس لا تثور كي تتمتع، لأنها تعلم ان نشوة الثورة قصيرة، وان ما ينتظرها هو الهول. لا يثور الناس الا حين تنفجر الثورة فيهم، اي حين تصير الثورة مسألة لا مفرّ منها، لأن الناس لن تخسر فيها سوى قيودها. والا كيف نفسّر هذا الاصرار البطولي الاسطوري الذي يبديه الشعب السوري على الاستمرار في ثورته، رغم الدمــار والقتل والمجازر والقصف الوحشي.
    انتخاب مرسي كان متوقعا ومنطقيا، فالنظام القديم تم استبداله بالقوة الوحيدة المنظمة التي بنت نفوذها من خلال شبكات اجتماعية، ومد ايديولوجي اصولي، احتل الفضاء الاعلامي من الخليج الى الخليج. لكن هذا قد يعني ايضا ان حكم مرسي وجماعته ليس سوى مرحلة قد تقصر او تطول. سقوطها ليس مرهونا بفشلها في تقديم حل لمشكلات مصر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فقط، بل مرهون ايضا بمدى قدرة البدائل السياسية من ديموقراطية وقومية ويسارية على تعلم السياسة والتشكل في قوى منظمة وفاعلة وتحمل رؤية جديدة.
    هذا لا يعني ان بديل الاخوان سوف يكون عودة الناصرية، فالناصرية كمشروع لا يقوم بغير ثلاثة عوامل: الجيش والزعيم الكارزمي والأزمة العامة.
    مصر في ازمة انتقال، لكن بعد عقود طويلة من حكم االجيش وصيحة الميدان باسقاط حكم العسكر، فمن غير الممكن ان يملك الجيش شرعية الحكم، خصوصا بعد اخراج الفاكهة الفاسدة من مواقعها بسهولة مطلقة، مثلما حصل مع المشير طنطاوي والفريق عنان، اما الزعيم الكاريزمي فلا وجود له ولا جدوى من انتظاره.
    العودة الى اغاني مرحلة الناصرية، ليست سوى محاولة لبناء توازن نفسي في مواجهة صعوبات المرحلة الجديدة من الثورة المصرية، توازن يستعيد شيئا من المعاني، وينقذ اللغة السياسية من التسطّح الذي يسم الفكر الأصولي، لا اكثر. اما المستقبل فمرهون بنضج النخب السياسية المدنية وقدرتها على تقديم رؤية من اجل ان تكون مصر وطنا لجميع ابنائه بطوائفهم المختلفة، حيث تسود قيم المساواة والعدالة.
    عند خروجنا من ميدان 'عابدين'، قال احد الأصدقاء ان تحليلي جيد ومنطقي، لكنه لا يتناسب مع نشوتي في الميدان، وسألني اذا كنت احب عبدالناصر.
    طبعا احبه، ولكن!
    ابتسم صديقي وطلب مني ان لا استخدم كلمة ولكن، وقال ان مصر الحديثة عرفت حضورين لا يمكن مقاومة سحرهما: ام كلثوم وجمال عبدالناصر.
    هذا صحيح قلت، واردت ان اكمل بكلمة ولكن، لكنني وجدت ان هذه الكلمة لم تكن مناسبة في تلك اللحظة على الأقل.



    -------------------

    عادل امام رجل سياسة من الطراز الرفيع
    عماد ابو يونس
    2012-09-24




    انا لا أبالغ ان قلت ان عادل امام اصبح متفوقا في مجال السياسة أيضاً، والا لما هذا الكم الهائل من الانتقادات والمديح، لماذا يدور عنه الحديث أسبوعيا في اشهر الصحف العربية، حتى جريدة القدس العربي وخلال هذه السنة وحدها نشرت 14 موضوعا وخبرا يتحدث عن الزعيم عادل امام، وخصوصا الان بعد تقديم مسلسله فرقة ناجي عطا الله من خلال الشاشات العربية في شهر رمضان، ولكم قرأت من التعليقات الإيجابية والسلبية، وكم قرات من أبحاث تدور حول عمله الاخير المذكور سابقا، وانا أيضاً لم اجد نفسي الى وانا أخوض في كتابة بحث مصغر يدرس فرقة ناجي عطا الله من عدة نقاط واتجاهات.
    عادل امام هو الممثل رقم واحد في العالم العربي، والذي تعودنا ان نشاهده من خلال اعماله، بدأ بالظهور بهالة جديدة خلال السنين القليلة الفائتة، ظهر يحمل موقفا سياسيا، في البداية داعما لنظام حسني مبارك وبعدها معتذرا ومؤيدا للثورة بإرادته او ربما مجبرا بسبب الضغط السياسي والاجتماعي، وبالإضافة الى ظهوره من خلال مواقفه من الثورة المصرية بدأنا نلاحظ ونشاهد ونقرأ عن موقفه من العراق وسوريا ورحيل بشار او بقائه، وقضية لبنان ودور حزب الله من هذه المرحلة التاريخية للشرق الاوسط.
    عادل امام تجاوز ال65 من العمر وربما السبعين، ومما لا شك فيه انه يعلن وبشكل موسع ومن خلال كل وسائل الاعلام ومن خلال اعماله السينمائية او الدرامية موقفا من جميع القضايا العربية وله في ذلك نظرياته الخاصة، وهناك يقع اللا محظور في المحظور، فيكفيك عزيزي القارئ مجرد البحث عن اسم الممثل عادل امام من خلال موقع البحث غوغل حتى تجد هناك الكثير من المقالات والأبحاث، منها من يمتدح الموقف وينتقد العمل، منها من يمدح العمل والموقف، ومنها من يسبه ويقلل من قيمة اعماله ويرى في آرائه مواقف انهزامية هدامة.
    عادل امام رجل التناقضات فمرة يكيل الكيل على حماس وفي ناجي عطا الله يثني على موقفها في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، مرة يدافع عن الرئيس المخلوع حسني مبارك ومرات نجده ثائرا يدعم الثوار وينكر انتماءه الى الفئة الحاكمة، مرة يتعرض لحزب الله والسوريين بالتجريح ومن ثم في ناجي عطا الله نجده داعما لحزب الله بل يعتبر مصر ام المقاومة والأم الحنون لحزب الله.
    شيء وحيد على مدار العقود الفائتة لم يتغير من موقف وطرح امام هو قضية المسلم الملتحي، طبعا مع الأخذ بعين الاعتبار موقفه المتناقض من حماس، فبدون هذا الموقف نجد ان امام يساري علماني يرى ان مصيرنا مع الاخوان وخصوصا السلفيين هو مصير كارثي، ربما امام صادق وربما لا، ولكنه يتناول أمرا مهما لم يتناوله احد من قبل ان امام الممثل عانى من تهديد السلفيين له بحياته ثمنا لأعماله السينمائية، ولولا ذلك لما شاهدنا امام يتعرض لموقف السلفين اصلا، فأعمال امام التي تعرضت للسلفيين بدأت في بداية سنوات التسعينيات.
    امام رغم كونه ممثلا وليس سياسيا الا انه يثير حنق الكثير من الكتاب ويثير إعجاب الكثير من الكتاب أيضاً، فالكثير من كتابنا اصحاب المقالات السياسية تعرضوا له بمقالات تتحدث عنه او عن موقفه من هذه القضية او تلك، وجميع هؤلاء أخذوه مجالا للبحث والنقاش، وخصوصا مواقفه الشخصية والفنية من قضية المقاومة في العالم العربي وقضية اسرائيل والقدس والقرضاوي، لقد استطاع امام ان يجلب الكتاب والباحثين كما جذب المشاهد العربي، ومع ذلك الجلب استطاع ان يزيد معجبيه ومنتقديه أيضاً.
    امام سياسي من الدرجة الاولى، ولعل سياسيين معروفين على مستوى العالم العربي لم يستطيعوا ان يبرزوا موقفهم كما ابرزها امام.

    كاتب وباحث فلسطيني



    24092012074634.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

09-26-2012, 04:15 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)





    مخاوف من تحويل الإخوان الجنسية المصرية لجنسية إخوانية..

    السلفيون يقولون ان الشيعة لهم دين غير الاسلام
    حسنين كروم
    2012-09-25




    القاهرة - 'القدس العربي'



    على الرغم من كثرة الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة امس فان ما اعتبره الأهم منها جميعاً هو ما قامت به جريدة 'الحرية والعدالة' - لسان حال حزب الإخوان - التي واصلت التأكيد على موقفها من وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي ورئيس الأركان الفريق صبحي صدقي وتجاهل مؤتمراتهما وتصريحاتهما، فلم تنشر أمس خبر حضورهما اجتماعا مع قيادة القوات البحرية، واستمرار السيسي في الإشارة إلى عبارة ملفتة، وهي الحفاظ على كيان الجيش،ايضا فبينما اهتمت الصحف كلها بالحكم الذي أصدرته محكمة جنايات الإسماعيلية بإعدام أربعة عشر والمؤبد لأربعة والبراءة لسبعة من المتهمين بالهجوم على قوات الأمن في سيناء، فإن نفس الجريدة في صفحتها الأولى التي تخصصها للعناوين والمانشيتات، وضعت العنوان اسفل الصفحة بطريقة توحي بعدم أهميته لها، وكتبت عنه خبرا صغيرا جدا يسار أسفل الصفحة الثالثة، رغم ان الحكم لم يصدر ضد أي من أعضائها، لكن موقفها من الجيش وما يحدث في سيناء اصبح واضحاً وهو لا يمكن أن يحدث إلا بتعليمات، ولهذا فأنا أستغرب ان تروج وسائل الإعلام الى مقولة ان هذا اول حكم بالإعدام ضد إسلاميين في عهد مرسي، وهو كلام يشكك في نزاهة القضاء، وكأن الحكم جاء بتعليمات من الرئيس، وهو ما لم يحدث، وإلا لقامت الجماعة وحزبها بالتهليل له بواسطة صحيفتها.
    أيضاً أبرزت الصحف توجه الرئيس إلى نيويورك وحشد إسرائيل دباباتها على الحدود، ورفضها أي تعديل على اتفاقية توزيع القوات . وأخبرنا زميلنا الرسام يوم الاثنين في 'اليوم السابع' محمد عبداللطيف بشيء لا أصدقه، إذ كان العنوان - إسرائيل تنشر دباباتها على الحدود ـ والرسم للرئيس أمام حبل غسيل منشور عليه ملابس داخلية وهو يقول متحدياً:
    - احنا كمان مش حنقف ساكتين.
    وإلى شيء من أشياء عندنا:

    معارك الإسلاميين حول وجود
    رأس الحسين بمسجده في القاهرة

    ونبدأ بالإسلاميين ومعاركهم، ومنها المعركة التي فتحها عاصم عبدالماجد، من الجماعة الإسلامية، ضد الطرق الصوفية عندما قال ان رأس سيدنا الحسين بن علي ليس موجودا في القبر الموجود داخل مسجده بالقاهرة، وأن ما هو موجود جسد مسيحي، وهو ما أثار غضب الصوفيين وغيرهم، ومنهم الشيخ عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية الذي نشرت له 'الجمهورية' يوم الخميس حديثاً أجراه معه زميلانا أحمد الداوي وعمر عبدالجواد، ومما قال فيه: 'هذه نقطة في مسلسل الفتن الذي يحاق بمصر، نحن نعلم من خلال الحجج الدامغة والذي أثبته المؤرخون أن رأس الحسين بمصر حيث رأى الشيخ محمد زكي إبراهيم في كتابه - مراقد أهل البيت - حيث أكد أن المؤرخين وأهل السير سوى المتأسلفة يجمعون على أن رأس الحسين بمصر. ونقول لعبدالماجد لماذا أثرت هذا الموضوع في ذلك الوقت تحديدا، كل شخص يحمل شهادة أن لا إله إلا الله يجب أن يتحرى الدقة في الحديث عن آل البيت والصحابة فنرفض أن يتعدى أي شخص على الصحابة أو التابعين، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: 'أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم'، فالذين قالوا بأن رأس الحسين غير موجود بمصر لا يعني أنه بمثابة الإساءة للحسين فالقول بوجود الحسين أو عدم وجوده في مكان يترتب عليه الإساءة للحسين وإنما يترتب عليه الفتنة بين المسلمين، فعندما نقول بأن قبر الحسين لشخص مسيحي يترتب عليه فتنة بين المصريين، فقد أراد الله أن يقطع حجة القائلين بعدم وجود الرأس بالقاهرة وأن يسمهم على الخرطوم، فقد عثر الباحثون بالمتحف البريطاني بلندن منذ سنوات على نسخة خطية محفوظة من تاريخ 'أمد' لابن الأورق المتوفى عام 572 هجرية ومكتوبة عام 560 هجرية أي قبل وفاة المؤرخ بحوالى 12 عاما ومسجلة بالمتحف، وقد أثبت صاحب هذا التأريخ الطريقة اليقينية أن رأس الحسين نقل من عسقلان الى مصر عام 549 هجرية أي في عهد المؤرخ وتحت سمعه وبصره وبوجوده ومشاركته ضمن جمهور مصر لاستقبال رأس الحسين، ولا نظن أن مخلوقا يتمتع بذرة من الانصاف يشكك في وجود الرأس الشريف بمصر بعد ذلك، أو يشكك في أن ظهور تلك النسخة الخطية في هذا الوقت كما جاء في كتاب - العدل الشاهد في تحقيق المشاهد - أن المرحوم عبدالرحمن كتخدا القره غلي لما أراد توسعة المسجد المجاور لقبر الحسين عام 1175 هجرية قيل له: إن هذا المشهد لم يثبت فيه دفن الحسين فأراد تحقيق ذلك فكشف المشهد الشريف بمحضر من الناس ونزل فيه الجوهري الشافعي والشيخ الملوي المالكي وكان من كبار العلماء في ذلك العصر وشاهدوا ما بداخل البرزخ ثم ظهرا بما شاهدوه وهو كرسي من الخشب الساج عليه طشت من ذهب فوقه ستارة من الحرير الأخضر تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيق داخلها الرأس الشريف، والمفاجأة أن المحبين وجدوا ريح المسك تفوح من القبر الشريف ثلاثة أيام والمغرضين وجدوا دما طاردهم أياماً.
    على التيار الإسلامي أن يشغل نفسه بتوفير الطعام والشراب للحواري والأزقة بدلا من خوض خلافات لا طائل من ورائها سوى الفتنة الاجتماعية وأولى أن ننشغل بهذه القضية فآل البيت ليسوا موجودين بمصر فقط ولا في غيرها وإنما موجودون في قلوب المسلمين جميعاً، والله لو علقوا لنا المشانق على كل باب وقتلوا الأجنة في بطون الامهات سيظل حب آل البيت في النفوس إلى أبد الآبدين بما لهم من عطاء غمر الأمة الإسلامية'.

    المصريون سنيو المذهب شيعيو الهوى

    وفي حقيقة الأمر فأنا لا أعرف مبرراً لأن يثير عاصم هذه القضية، وهو محسوب على حزب سياسي، فما هي أهميتها الدينية الآن وما الذي يستفيده الناس منها، وهو وغيره يعلمون أن المصريين يتمسكون لأبعد الحدود بمراقد آل البيت، لدرجة وصفهم بأنهم سنيو المذهب، شيعيو الهوى، بالإضافة إلى قضية خطيرة، وهي محاولة إثارة فتنة بين الشيعة والسنة في العالم العربي بتصوير ما يحدث في سورية بأنه صراع طائفي، لا ثورة شعب من أجل حريته وكرامته، وهو ما يحمل اخطارا لتفجير الصراعات الطائفية في المشرق والخليج العربي، والكفيل بإنهاء رابطة القومية العربية وسعينا للوحدة، بإحلال الولاء للمذهب، قبل الولاء للوطن، في كل بلد عربي وقبل الولاء لوطن عربي أشمل تسعى شعوبنا لتوحيده.
    ولا أحد يستفيد من المحاولات التي يشعلها بعض السلفيين والمتطرفين الشيعة وإسرائيل، إلا دعاة تقسيم البلاد العربية، للقضاء حتى على الدولة الوطنية بحدودها الحالية، ولذلك ليس غريبا اننا كنا نسمع ونقرأ أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان شماتة في حزب الله، ودعوة لعدم التعاطف معه، لأن الشيعة أخطر علينا من اليهود، بل أن بعضهم حاول أن ينسب الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم إلى إخواننا الشيعة.

    السلفيون يتهمون الشيعة
    بالمشاركة بالفيلم المسيء للرسول

    وتورطت في الترويج للجريمة جريدة 'الفتح' الأسبوعية التي تصدر كل جمعة عن جمعية الدعوة السلفية التي خرج منها حزب النور، فنشرت يوم الجمعة الماضي موضوعا رئيسياً أعلى صفحتها الأولى فوق الترويسة، جاء فيه: 'أكد الشيخ ناصر رضوان الباحث في الشأن الشيعي والفرق والمذاهب والأديان، أن الفيلم المسيء استمد مادته من كتب دين الشيعة، وليس من كتب الإسلام، وكل مصادره من دين الشيعة الذي لا يمت بصلة الى دين الإسلام، فليس في دين الإسلام حمير تتكلم وتروي الأحاديث إلا في كتب دين الشيعة، وكان السيناريو مأخوذاً من كتاب الكافي، للكليني، أحد أكبر علماء الشيعة عندهم، بل يصرح الفيلم باسم حمار الشيعة، عفير، صاحب المعجزات المزعومة في دينهم، وهذا أحد الدلائل البسيطة على أن دين الشيعة دين يخالف دين الإسلام، بل هو معول هدم يستخدمه أعداء الإسلام، للنيل من الإسلام'.

    لا يوجد في الدنيا
    ما يسمى دين الشيعة

    وطبعاً لا يمكن أن تهتم الجريدة بإبراز هذا الجنون إلا إذا كان يوافق هوى من تنطق باسمهم وتعبر عنهم جمعية وحزباً، والملاحظ هنا تكرار كلمة دين الشيعة، وهو ليس دين الإسلام ولا يوجد في الدنيا ما يسمى دين الشيعة، ولو كان ذلك صحيحا، كلنا عرفنا أن هناك دينا اثني عشريا أو جعفريا، ودينا زيديا، ودينا أباضيا، وهذا الاتهام يعني ان جمعية الدعوة السلفية وحزب النور يكفرون كل دول المؤتمر الإسلامي الذي انعقد برئاسة رئيس مصر في إيران، أي في دولة دين الشيعة، ويكفر رئيس مصر الذي دعا لتشكيل لجنة من مصر والسعودية وتركيا وإيران لبحث حل الأزمة السورية، ويكفر أيضاً حكام السعودية ودول الخليج التي تعترف بأن مواطنيها الشيعة مسلمون لا أصحاب ديانة أخرى.
    هل هؤلاء يمكن النظر إليهم بثقة دون أن نتساءل عن حقيقتهم وما الذي يخبئونه لنا كمسلمين، ووطنيين داخل أوطاننا، وكعرب نسعى لوحدة أساسها القومية العربية، ومن وراءهم؟

    لماذا لا يشارك الليبراليون
    والناصريون بالدولة؟

    وإلى المعارك التي خاضها الإخوان المسلمون ضد خصومهم ومهاجميهم ونبدأها من يوم السبت مع زميلنا خفيف الظل سليمان قناوي رئيس تحرير 'أخبار اليوم' الذي تقدم بطلب يعلم مقدما انه مرفوض، على طريقة عبدالحليم حافظ ونزار قباني، طلبك مرفوض، مرفوض يا ولدي، قال: 'عجيب أمر الإخوة الليبراليين والناصريين واليساريين أشبعونا انتقادا لما يسمونه 'أخونة الدولة'، وهم بأفعالهم ساعدوا بل دعموا هذا الاتجاه، برفضهم واعتذارهم عن تولي أي منصب سواء في حكومة الدكتور هشام قنديل أو في الفريق الرئاسي وقد تسببوا في تعطيل تشكيل الاثنين، مجلس الوزراء والفريق الرئاسي في نفس الوقت الذي انتقدوا فيه هذا التأخير ولو وافق عشرة منهم على الانضمام الى الحكومة ونصف هذا العدد ضمن مستشاري الرئيس ما تحققت أبدا هواجسهم في 'أخونة الدولة'. لا نريد أن نقول إن ما فعلوه يعد هروباً من المسؤولية في وقت عصيب ترتج فيه الأرض من تحت أقدام أي مسؤول بفعل الإضرابات والمطالب الفئوية بزيادة الأجور وغيرها في وقت يزيد العجز فيه في الميزانية ربما يريد أن يحمل الإخوان كل الأمانة التي عجزت السموات والأرض والجبال على ان تحملها وحملها الإخوان ليفشلوا فيقيموا الحجة عليهم. في كل الأحوال لن يرضى الليبراليون والناصريون واليساريون عن الإخوان لأنهم في الحالتين 'وجود قلة قليلة من الإخوان في الموقعين أو احتلالهم لكل مقاعد الحكومة والفريق الرئاسي' يؤخونون الدولة'.

    أم الاخوان و###### السلطة

    وفي اليوم التالي - الأحد - شن زميلنا في 'الحرية والعدالة'، وأحد مديري تحريرها علاء البحار، هجوما آخر ضد الذين كتبوا عبارات مسيئة للإخوان في الرسوم الغرافيتي، وقال عنهم: 'تخيلوا من يدعي أنه ثورجي كبير ويطلق عليه لقب 'مناضل' يكتب عبارة على الجدران في التحرير رمز الثورة بها سب بالأم تقول 'أم الإخوان'، ومناضل آخر من إياهم يكتب عبارة يتهم فيها أناساً ثاروا بجانبه في 25 يناير يقول فيها: 'أنا، إذن أنا ###### السلطة'،
    وغيرها من الشتائم التي يندى له الجبين ولا أستطيع أن أعرضها عليكم حتى لا تؤذي مشاعركم، وللأسف نجد عددا ليس بقليل من السياسيين والإعلاميين يدافعون عن هذا النهج بحجة حرية الرأي وضرورة احترام المعارضة، ولا أعرف في أي عرف أو قانون يتم اعتبار السب بالأب أو الأم معارضة وانتقاداً، بل وصل الأمر إلى أن البعض لا يتم إجازته في هذه المجموعات 'غير الثورية' إلا إذا كان يجيد السباب، لا سيما ضد الإخوان المسلمين، وتتحول حرية الرأي إلى قلة أدب، وقلة الأدب دليل على ضعف موقف من يتبنى هذا الاسلوب، علينا ان نتعامل مع هذا الموضوع بجدية فيتم تغليظ العقوبة على من يجاهر باستخدام الألفاظ النابية دون التعدي على حقوق المعارضة في استخدام جميع الوسائل المشروعة للتعبير عن آرائها، وقبل التعامل بالقانون يجب على العقلاء من جميع التيارات السياسية أن يواجهوا هذه الظاهرة عن طريق التوعية. باختصار، الأدب فضلوه على العلم'.

    التحالفات الليبرالية
    واليسارية والاشتراكية حتمية

    ونظل في 'الحرية والعدالة' يوم الاثنين وقول صاحبنا ورجل الأعمال الدكتور حمزة زوبع: 'ظهور التحالفات الليبرالية واليسارية والاشتراكية حتمية ضرورية ستساعد في تطوير الأداء السياسي في مصر، وستدفع الحزب الحاكم والرئيس إلى مزيد من العمل وتصويب الأخطاء واختيار أفضل من يقوم بالمهمة لأن وراءه عيونا لا تنام وعقولا لا تتوقف عن التفكير، وشاشات تلفزة تتعقب خطواته وحركاته وحتى سكانته، والإعلان عن تيار شعبي جديد من ميدان عابدين في وسط القاهرة أمر يبعث على الأمل في منافسة سياسية ناجعة ونافعة ومثمرة لأن مصر وباختصار تحتاج الى اليسار الشعبي الذي غاب لعقود بفعل قرب هذا التيار من السلطة في السابق، واتحدث هنا عن حزب التجمع التقدمي الوحدوي الذي اختفى في ظروف غامضة، كما تابعت بعض الكلمات والهتافات، ولا أخفيكم سراً، انني لم أتفاءل بعدما سمعت هتافات تندد بالإخوان وتطالب بسقوط المرشد وتنال من خيرت الشاطر، ذلك لأن مصر ليست في حاجة إلى هتافات وشعارات، بل الى العمل والدعم والمساندة، كنت أتوقع أن يكون التيار الشعبي الجديد قد تخلى عن طريقة اليسار المصري العقيمة التي تركز على الهتاف والتظاهر دون أن يكون لديها استراتيجية واضحة للتغيير، وأزعجني المخرج خالد يوسف كثيرا بتصريحاته الأخيرة التي تلت لقاءه بالرئيس مرسي مع مجموعة الفنانين والمثقفين، وأزعجني اكثر بتصريحه لهيئة التيار الشعبي، إذ قال: انطلاق التيار الشعبي المصري اليوم، أعطانا الأمل من جديد في فرض إرادتنا، على ما وصفها بقوى الاحتلال الإخواني.. استحي عيب يا خالد، الإخوان أهل البلد'.

    يسقط يسقط حكم المرشد!

    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم على زوبع، وأنت مالك بالهتافات ضد المرشد، وهي كانت، يسقط يسقط حكم المرشد، حيث اسقط كلمة حكم، وهل يطالب بالهتاف بحياته وحياة الشاطر، أما الملفت أكثر، فهو قوله الإخوان أهل البلد، وهو ما يعني أن هؤلاء الناس يجهزون خطة بتغيير الجنسية المصرية إلى الجنسية الإخوانية، وهي تذكرنا بالعبارة التي يرددونها ولقنوها لشبابهم وهي الإخوان أسيادكم.
    والغريب في أمر صاحبنا زوبع، انه قبل جولة الإعادة في انتخابات رئاسة الجمهورية بين محمد مرسي، وأحمد شفيق يا راجل، كتب في الحرية والعدالة يقول، اننا كإخوان أخطأنا في حق قوى الثورة عندما تخلينا عنها، وتركنا الميدان واقتربنا من المجلس العسكري.
    وطالب الجماعة بإعلان التوبة وأنها لن تعـــــود إلى ذلك مرة أخرى، وكتب آخر لا أذكر اسمه الآن لكنه موجود في التقرير وقتها يطالب بالتوبة، ولكن بعد إعلان فوز مرسي نسوا ذلك ويتحدثون عن أن الإخوان أهل البلد وأصحابه وأنهم أسيادكم.

    الإخوان وزجاجات زيوتهم في الانتخابات

    وإلى الساخرين ومعاركهم، ونبدأ بإمامهم، زميلنا بـ'الأخبار' أحمد رجب وقوله يوم الأحد في بروازه اليومي - نص كلمة - الذي يوازي أهمية مقال مفيد على صفحة كاملة، قال وهو يداعب الإخوان وزجاجات زيوتهم التي وزعوها في انتخابات مجلس الشعب: 'كانت المتحدثة التليفزيونية تشرح استعمالات الزيوت النباتية كزيت الذرة وعباد الشمس والفول السوداني والزيتون وغيرها وأسهبت في شرح الفوائد ولم تذكر أهم فائدة، وهي أن زجاجة زيت توصلك إلى مجلس الشعب'.
    أما الساخر الثاني فكان في نفس العدد وهو زميلنا هشام مبارك الذي ترك حكاية زيت الإخوان الى نهضتهم، فقال في بروازه اليومي - احم، احم: 'تعاملني زوجتي معاملة عادل حمودة وإبراهيم عيسى للرئيس مرسي، مش طيقاني وحطاني على رأسها وزاعقة فإذا قمت بتوجيه البنات فأنا أسعى لأخونة البيت، وإذا تحدثت بالآية والحديث صاحت مدنية مدنية، ولو طالبتهن بالاحتشام فأنا ضد الحريات، الأغرب أنها حاولت منعي من صلاة الجمعة بالمسجد بحجة أنها تكلف ميزانية البيت ثلاثين جنيها بنزين للعربية، وهذا ضد النهضة المأمولة للبيت، وعندما قلت ان الجمعة بالذات لازم تتصلى مع الجماعة، قالت الصغيرة كلمات، وهي يعني جماعة الإخوان أحسن من جماعة ماما في إيه؟ قلت سيبيني أنزل الجمعة وأوعدك أبقى أصلي بيكم العصر، فصاحت كلمات وهي تغلق الباب ورائي: قال يا مستني الإخوان ينهضوا بمصر يا مستني شارون يصلي العصر'.
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وكيف فاتني مثل هذا المثل الشعبي المؤثر، وأنا من ولد وتربى وعاش وكبر، في حواري اعرق الأحياء الشعبية في القاهرة، بولاق أبو العلا؟

    بكاؤنا على وطن يعيد
    إنتاج مساوئه وفساده وتخلفه

    والغريب أن خفيف ظل آخر هو زميلنا بـ'الجمهورية' محمد أبو كريشة، مدير عام التحرير اتحفنا بعدة أمثلة شعبية واستشهادات محببة للنفس، قال في نفس اليوم مظهرا محبته للمحظورة سابقاً والحاكمة حالياً: 'بكاؤنا على وطن منحوس ولو علقوا فيه فانوس، بكاؤنا على وطن يعيد إنتاج مساوئه وفساده وتخلفه منذ فرعون إلى يوم يبعثون، أنا وحدي لا يخدعني أبداً أي 'نيولوك' للفساد والتخلف والسوء يحلق، يلتحي، يخلع، يلبس، يتعمم يسير حاسر الرأس، يتبرج، يحتشم، تسميه 'وطني' تسميه 'حرية وعدالة'، 'هو، بغباوته وشكله العكر'، كل ما أعرفه وأضمنه لكم اننا في وطن محتل لا يملك قراره ولا إرادته ولا سيادته، وبالتالي فإن الدولة المدنية وحقوق المرأة وحقوق الأقليات وحق الإنسان في المثلية والانحراف والخطأ، كل هذا مضمون أمريكياً وغربياً، لذلك لن تكون هناك دولة دينية في مصر، ولن يكون هناك تطبيق للحدود الشرعية، ولن تكون هناك حرب ضد إسرائيل، ولن يكون هناك أي تعديل أو لعب في معاهدة السلام، وسيكون أحمد الحالي مثل الحاج أحمد السابق، غاية الأمر اننا مسموح لنا كما حدث مع النظام السابق بالهرتلة والهرجلة وبمساحة من الكلام الكبير من عينة، لن نسمح وسنتصدى وسنواجه، ولن نقبل التدخل في قرارنا وشؤوننا وملابسنا الداخلية 'وشوية إدانة' على حبتين شجب على معلقتين استنكار على مظاهرتين ثلاثة وشوية طواف وسعي، ورمي جمرات على السفارات الغربية، لكن هذا كله يجب أن يكون محكوماً ومقنناً ومنضبطاً وفي حدود المساحة المسموح بها من الرب الغربي، وإلا سنفاجأ برئيس الوزراء يواجه هذا السعي وتلك الهرولة ورومي الجمرات بكل حزم وقوة، وكله بالقانون والمقصود طبعاً هو القانون الأمريكي، لا فرق بين تابع بلحية وتابع حليق'.

    طواف الإخوان والسلفيين
    حول السفارة الأمريكية

    وأول مثل وهو عن المنحوس، فان صحته، المنحوس منحوس ولو علقوا على راسه فانوس، وأما عبارة هو بغباوته وشكله العكر، فقد قالها الفنان الراحل رياض القصبجي عندما شاهد الفنان الراحل إسماعيل ياسين، في فيلم إسماعيل ياسين في الاسطول، وهو في طابور المجندين الجدد، وكان معه في فيلم إسماعيل ياسين في البوليس الحربي وإسماعيل ياسين في الطيران، أما الجديد الذي استحدثه كريشة، فهو حكاية طواف الإخوان والسلفيين حول السفارة الأمريكية ورميها بالجمرات، على أساس انهم كانوا يصفونها بالشيطان الأكبر، أي ابليس، والد كل الأبالسة، رغم انهم عملاء أو تابعون له، أي أبالسة صغار، إذا أخذنا باكتشاف محمد أبو كريشة.

    عريها عريها ورينا رجليها!

    وإلى محمد آخر، وهو زميلنا كاتب 'صوت الأمة' الساخر محمد الرفاعي، وهو من المعجبين الدائمين، بأصحابنا الإخوان والسلفيين، فقال يداعبهم: 'بنفس طريقة الحاج مبارك بتاع أول طلعة جوية، خرمت باب الحرية، واللي لسه لابد في الدنيا ولاخط الصعيد، عندما كان يريد توريد العيال بتوع تحيا مصر في الشوال لأمن الدولة، أو إرسالهم في قفف إلى قسم قصر النيل، وبنفس طريقة العسكر بتوع، على صدرها تنور، على بطنها تنور، وعريها عريها ورينا رجليها، خصوصا المناضل الكهربائي حمدي بدين عندما يبدأون عمليات السحل والقتل وكشوف العذرية، وهم يغنون ويهتفون، قولوا لأبوها إن كان جعان يتعشى، يبدأ الدكتور هشام قنديل رئيس وزراء حكومة السمع والطاعة، وخدني لحنانك خدني يامولانا المرشد، مشواره النضالي البطولي بتصفية المعارضين ولاد الأبالسة، والعيال بتوع أبجد هوز حطي كلمن، شكل الحكومة بقى منسجم، والإخوة بتوع يا سواق يا شاطر ودينا القناطر، يبدأ رئيس وزراء حكومة خلي شوية على، وشوية عليك، بالتعاون المشترك مع وزارة. طفي النور يا ولية، إحنا عساكر الدورية لتصفية أي جيوب ثورية أو بؤر اعتصامية، أما البلطجية، فربنا ينتقم منهم ويحرقهم بجاز، فقد سارع سيادته أثناء أحداث السفارة الأمريكية وأعلن اكتشافه المذهل والعبقري وهو أن العيال اللي عند السفارة مأجورين وقابضين - طبعاً الحمد لله من قبل ومن بعد إنه ما مقالش إنهم بيطفحوا كنتاكي وكل واحد راقع مائة دولار - دون أن يقول لنا سيادته ما هو مصدر معلوماته لأنه رئيس وزراء وليس مخبراً في أمن الدولة، إذا كان سيادته لديه معلومات مؤكدة فليعلنها فورا أو يعتذر، أما إذا كانت مجرد كلمة السر زي مبارك ما كان بيطلع في التليفزيون، وأول ما يقول إديها كمان حرية، يخرج الحاج حبيب العادلي ويفضل يرقع العيال حرية من جميع الجهات لحد ما يقطعوا النفس أو يبوسوا الجدم ويبدوا الندم، على غلطتهم في حج الغنم، يا حاج هشام، عودة الداخلية، لا تعني أبداً عودة نظام الفاشيسك لصاحبه المعلم حسني مبارك، وولده حبيب العادلي'.
    والآن الى الهوامش لنفسر فيها ما جاء في المتن، حمدي بدين مقصود به اللواء حمدي قائد الشرطة العسكرية السابق، وعبارة قولوا لابوها ان كان جعان يتعشى، هي من الأغنيات الشعبية التي كانت النساء والفتيات تغنيها في ليلة الدخلة للعروسة، وكان معها أغنية أخرى، هي على ما أذكر، هيصة عند العروسة، كسكسي وبلوظة، أما خدني لحنانك خدني فهي أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم، والباقي بعيد بعيد، ولم تذكر أم كلثوم ان يأخذها الحبيب إلى المرشد العام، وأما ابجد هوز حطي كلمن، فهي أغنية للفنانة والمطربة الراحلة ليلى مراد، في فيلم - غزل البنات - وكانت تغنيها للاستاذ حمام، وكان في الفيلم الفنان نجيب الريحاني، وأما سواق يا شاطر ودينا القناطر، فكان الناس يغنونها وهم في الاتوبيسات المتوجهة بهم في أيام العطلات والأعياد الى حدائق القناطر الخيرية شمال القاهرة، وأما حكومة خلي شوية علي وشوية عليك، فهي من أغنية الفنان الراحل سيد مكاوي.
    وأخيراً فان عبارة يبوسوا الجدم ويبدوا الندم على غلطتهم في حج الغنم، فهي من أغنية كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم، سلامة.

    مصور ورئيس وزراء
    يأكل بمطعم فول وطعمية

    وإلى المعارك السريعة والخاطفة ويبدأها اليوم زميلنا بـ'الأخبار' وإمام الساخرين أحمد رجب بقوله يوم الأربعاء في بروازه اليومي - نص كلمة - والذي يوازي في أهميته مقالا على صفحة كاملة: 'لا رداً على تعليقات: عندما ترى صور رئيس وزراء يأكل في مطعم فول وطعمية، فاعلم أن اصطحاب المصور ضروري في أكل الفول بعكس أكل الفراخ، كذلك وجود المصور ضروري إذا لبس المحافظ جلابية في جولته بالمحافظة، ويعتبر المصور ضرورة هامة في الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء أو الوزير، والمصريون يعلقون على هذا كله بضحكة وكلمة واحدة، قديمة'.
    ورجب يقصد الدكتور عصام شرف بمطعم الفول، وأما المحافظ أبو جلابية فهو سعد الحسيني من الإخوان المسلمين، محافظ كفر الشيخ.

    أين ضبط النفس يا رجال الأمن؟

    وفي نفس العدد خاضت زميلتنا آمال عبدالسلام في بابها بالصفحة الثانية - حديث الناس - خمس معارك، اخترنا منها ثلاثا، هي:
    ' ـ ما حدث أمس الأول ضد طلبة جامعة النيل يعتبر جريمة، فلا يعقل مواجهة مصريين لا يطالبون بامتيازات خاصة وكل ما يطالبون به هو حقهم في العلم، ان يضربوا ويسحلوا ويهانوا، أين ضبط النفس يا رجال الأمن؟ وأين روح القانون يا سيادة المحامي العام الاول لنيابات الجيزة؟!
    - لجنة نظام الحكم بالجمعية التأسيسية للدستور، غير الشرعية حتى الآن قررت الإبقاء على مجلس الشورى في الدستور الجديد، مع تغيير اسمه لمجلس الشيوخ!، كمن غير اسمه من جمعة الأصلي، لعبدالسميع الأصلي!
    - فشلت مفاوضات وفود الرئاسة في سيناء، والبدو يقطعون الطريق الدولي، ونحن مازلنا في انتظار نتيجة التحقيقات في حادث رفح الذي وقع منذ شهر، الصبر جميل، وربنا يسترها علينا، ولك الله يا مصر'.

    الشعب تعب ويجب
    أن تكونوا سببا في راحته

    وإلى مجلة 'اكتوبر' القومية، وزميلنا محمود عبدالشكور الذي خاض ثلاث عشرة معركة اخترنا منها ستا هي: 'لا المسيحية تدعو إلى الإساءة إلى الآخرين ولا الإسلام يحض على قتل الدبلوماسيين.. أيتها الفاشية المختفية وراء الدين متى نستريح منك؟
    - أختلف مع عادل إمام سياسياً وانتقد بشدة الكثير من اختياراته الفنية ولكن لا يمكن أن أختلف حول موهبته ولا حول شجاعته في مواجهة طيور الظلام.
    - أعضاء حزب النور غاضبون من تدخل مشايخ الدعوة السلفية في شؤونهم، وأنا غاضب من تدخل الاثنين في شؤون المصريين.
    - قال د. زويل' لأعضاء التأسيسية: 'الشعب تعب ويجب أن تكونوا سببا في راحته' أخشى أن يكونوا سببا في إراحة الشعب من الدنيا وبلاويها.
    - مسلسلان أتمنى أن ينتهيا إلى الأبد بعد أن أصابانا بالسأم: الأول هو 'جعلوني بلطجيا' والثاني بعنوان 'من قتل المشير عامر؟'.
    - لو كنت إخوانياً لرصدت مكافأة لمن ينجح في إقناع د. حسن البرنس' بالتوقف عن التصريحات والصمت لمدة أسبوع'.

    لولا الإخوان ما كان مرسي رئيساً

    وإلى جريدة 'روزاليوسف' يوم الأحد مع زميلتنا فاطمة سيد أحمد التي خاضت في بابها اليومي - خط أبيض أربع معارك، كانت الأولى منها هي: 'من يطالبون د. مرسي بالاستقلال عن الإخوان يضللون أنفسهم والشعب، لأنه بصراحة لولا الإخوان ما كان مرسي رئيساً، وعندما تم ترشحه للرئاسة كان رئيس حزب الحرية والعدالة وهو حزب الجماعة والذي قام بتمويل حملة مرسي هم الإخوان، والذين زغردوا وهللوا في الشوارع عندما نجح مرسي هم الإخوان، والذين لوحوا بمشروع غير موجود في الأصل، اسمه النهضة، هم الإخوان والذين يتحدثون الآن في كل شؤون وأمور الدولة، الإخوان'.
    ونظل في يوم الأحد، ولكن بعد أن ننتقل الى 'الوفد' لنكون مع زميلنا محمد زكي حيث اخترنا خمس معارك من بين خمس عشرة هي:
    - الزيارات المفاجئة لرئيس الحكومة هشام قطونيلة الأول بتفكرني دايماً بالمفتش 'كرومبو'، هاااااي هيء!
    - أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى 'تحت الحل' يتعامل مع المجلس الأعلى للصحافة بمنطق العزبة عزبتنا!
    - لحد دلوقتي مش عارف وزير التصريحات الخارجية محمد كامل عمرو بيشتغل إيه على المركب؟!
    - تقليص صلاحيات الرئيس مرسي الأول في الدستور الجديد إلى 'النص' كلام فرعنة نص نص!
    - أخيراً وبعد طول انتظار وترقب، الرئيس 'مرسي' حدد صلاحيات نائبه محمود مكي يا فرج الله!'.


    ---------------------

    الرئيس مُرسي يستطيع..ولكن!
    رشاد أبوشاور
    2012-09-25




    نعم: يستطيع الرئيس مرسي..ولكن!
    يستطيع أن يلعب دورا تاريخيا، يحتسب له، ولمصر، ويرتد نفعا وكسبا صافيا له، ولمصر، حاضرا ومستقبلاً، ولكن!
    الرئيس مرسي يستطيع إخراج سورية من محنتها، بتوظيفه لثقل مصر التي هو رئيسها.
    إذا فعل، وهو برأيي قادر، فسيخدم مصر نفسها، لأن سورية ستضيف قوة إلى قوة مصر، في وجه من يستهدفونها، وفي مقدمتهم أمريكا والكيان الصهيوني، الحليفين اللذين ينصبان الفخاخ في طريق مصر، حتى تقع أقدام مصر فيها، فلا تتحرك إلى المستقبل، وإنما تبقى رهينة العوائق والموانع السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والأمنية، بحيث تعجز عن الخروج إلى فضائها العربي، والأفريقي، والإسلامي، بحرمانها من كل ما يمنحها ثقلاً وقدرةً وحضورا فاعلاً. ( أذكّر بحضور مصر الناصرية في الخمسينات والستينات بقيادة جمال عبد الناصر، ولا سيما في قيادة دول عدم الانحياز..وآمل أن لا يزعج هذا التذكير الرئيس مرسي).
    شعب مصر ثار على نظام مبارك المرتهن لأمريكا والكيان الصهيوني، وهما من غضتا النظر والسمع عن قبيح فعاله، من فساد، وعزلة عن الأمة العربية، وافتقاد لأي دور في المجال الحيوي الذي طالما أدت فيه مصر دورا كبيرا، بوأها مكانة مرموقة تليق بها.
    للتذكير: لم تكن مصر غارقة في الفساد، والمديونية، وافتقاد الأمن كما هي اليوم، في زمن جمال عبد الناصر، رغم كل المؤامرات التي استهدفتها.
    عندما كانت مصر وسورية تلتقيان، كانتا تشكلان ذراعي الأمة القويين المقاتلين، وهو ما اختبر في المواجهات والمنازلات التاريخية الكبرى التي شكلت مفارق طرق، ولحظات تحوّل، وما هو بغريب أنهما التقتا بهدف خوض تلك المعارك المجيدة على أرض فلسطين التي شاءت أقدارها، وجغرافيتها، أن تكون دائما أرض المعارك الكبرى، وامتحان قدرات الأمة، وهذا ما حدث في معارك: حطين، وعين جالوت، وغيرهما،حيث انتصرت جيوش البلدين..الموحدة، على الفرنجة( الصليبيين)، والمغول، فتمّ إنقاذ الأمة التي استبيحت لعقود، لتنهض من جديد، وتصون هويتها، وموقعها، وحدودها، ومقدساتها، وتفوّت الفرصة على من غزوها بهدف استباحتها، ونهب خيراتها، وتركها خرابا بحيث لا تقوم لها قائمة.
    كان أبرز قادة تلك المعارك المفصلية التاريخية من غير العرب، لكنهم وعوا ما ينتظرهم، فأعلوا من شأن الأهداف الجليلة، وبهذا تألقوا قادة وأبطالاً تاريخيين سجلوا أسماءهم في أنصع الصفحات وأكرمها: صلاح الدين الأيوبي، ق(.........)، الظاهر بيبرس، قلاوون، نور الدين محمود...
    ولأن لقاء مصر وسورية يعني خروج الأمة من حالة الضعف والهوان، فلم يكن مستغربا أن أعداء الأمة استهدفوا أي تقارب مصري سوري، وهو ما حدث عندما اتحدت مصر وسورية عام 1958.
    لم يكن غريبا أن يلتقي كل أعداء الأمة، داخليين وخارجيين، لأن وحدة مصر وسورية هددت مصالح تلك القوى، رئيسة، أو تابعة: أمريكا، الكيان الصهيوني، بريطانيا وفرنسا _ اللتين لم تنسيا ثأرهما من جمال عبد الناصر الذي هزمهما سياسيا بإفشال عدوانهما الثلاثي مع الكيان الصهيوني عام 1956 _ السعودية، وبقية القوى الرجعية العربية، والطائفية، والإقطاعية التي تضررت من إعادة الأرض للفلاحين المضطهدين في سورية إبّان زمن الوحدة القصير، أسوة بما حدث في مصر من قبل.
    الرئيس مرسي يستطيع بثقل مصر أن يسهم إلى مدى بعيد في إخراج سورية الشعب والوطن والمؤسسات من مستنقع الدم..ولكن!
    اللاكن الاستدراكية هذه لها أسباب، وإن كانت لا تغلق الباب.
    في مؤتمر قمة عدم الانحياز كان مخيبا ظهور الرئيس مرسي كطرف منحاز في الموضوع السوري، وهو يحرّض دول عدم الانحياز ضد سورية، غير آبه بأنه يضع مصر طرفا في الصراع، وليس صاحبة دور في الحل!
    الحل في سورية يبدأ من داخل سورية، بدعم عربي غير منحاز، فالحوار هو المخرج، وهو ما يضمن وحدة الشعب السوري، وسلامة البلد، وصون المؤسسات التي يجب أن تبقى ثروة لكل السوريين راهنا ومستقبلاً، لأنها بنيت بعرقهم، ودمهم، وبمالهم.
    مصر يكون لها دور حين تقف بين القوى المتصارعة في سورية، لتقول كلمتها: يكفي اقتتال، هيا إلى الحوار، و..من يرفض الحوار ، ويعيقه، من داخل سورية، أو خارجها..يُفضح، ويُتخذ منه موقف واضح.
    الحق أن الأطراف التي ترفض حوار السوريين مفضوحة، فهي تموّل، وتسلّح، وتشحن طائفيا سواء في وسائل إعلامها، أو في تصريحات ساستها المعلنة التي لا تجد حرجا في الإعلان عن دعمها للجماعات المسلحة تأجيجا للصراع المدمر لسورية!
    في لقائه مع وزراء خارجية دول الجامعة، يوم 5 أيلول الجاري، خرج الرئيس مرسي عن النص المكتوب الذي كان يقرأ منه، وانفعل فجأة وهو يطلب من النظام السوري، بلهجة آمره: على النظام أن يسلّم الحكم في سورية ويرحل..هكذا ببساطة!
    هذا القول لا يحل المشكلة في سورية، فلا النظام ينصاع لأمر الرئيس مرسي، ولا الجهات المسلحة تأتمر بأمره، لأن أمرها في يد من يموّلها ويسلحها!
    أعود إلى اللاكن، فأتساءل: كيف يوفق الرئيس مرسي بين دعوته لتشكيل لجنة رباعية تضم مصر وإيران والسعودية وقطر، مهمتها مساعدة سورية على الخروج من محنتها، وبين انحيازه ضد نظام الحكم السوري؟!
    دعوة الرئيس مرسي للرباعية بشّرت بدور مصري منتظر، ولكن خطابي الرئيس مرسي أمام دول عدم الانحياز، وأمام وزراء خارجية دول الجامعة، شكك في جدية دعوته!
    حتى تسقط ( اللاكن) يشترط أن يكون الدور المصري نزيها، حريصا على سورية، وأن يؤدي الرئيس مرسي دوره كرئيس لمصر، وليس كعضو في مجلس الإرشاد، وأن يتخلى عن وهم الهيمنة على سورية إخوانيا، كما حدث في مصر، وليبيا، وتونس، فوضع الأخوان في سوريه غيره في مصر وأخواتها.
    الأخوان في مصر وصلوا إلى الرئاسة، ومجلسي الشعب والتشريعي بالانتخاب، وإخوان سورية يحاولون الاستيلاء على الحكم في سورية بالسلاح، وهو ما يستدعي أن تدافع السلطة / نظام الحكم _ بالسلاح، لمواجهة من خيارهم السلاح، مع عدم نسيان من يدعمونهم مالاً وسلاحا، ويحرضون على التدخل الخارجي كما حدث في ليبيا تحديدا، وهو ما يطالب به المجلس الوطني، والجيش الحر، وخلفهما السعودية وقطر!
    إذا كان الرئيس مرسي يراهن على ظهور دولة إسلامية، تضم تركيا، وغير تركيا، فإنه يذهب بعيدا في الوهم، ويفوّت مع الأخوان المسلمين فرصة تاريخية لنهوض العرب بقيادة مصر، ويأخذ الحراكات الثورية العربية إلى متاهات ستبدد أحلام ملايين العرب، ويضيع فرصة بروز قوة عربية تضع في يد العرب كل عناصر وأسس النهوض..وبقيادة مصر.
    إذا كان الرئيس مرسي والأخوان ينطلقون من أن الأمة الإسلامية هي الحقيقة، وأن الأمة العربية ليست شيئا، فإن الأهداف التي يعملون لها ستأخذ إلى أحد المسارين: إقليمية ضيقة مساومة للحفاظ على الحكم، وأممية إسلامية لا تتحقق، وفقط ستنجح في إضاعة فرصة تاريخية على الأمة العربية، بتمزيق طاقات القوى بين إسلامية بكافة تلاوينها التي برزت بعد الاستحواذ على الحكم في مصر، وتونس، وليبيا.. وقومية، وعلمانية!
    نعم: يمكن للرئيس مرسي، ومعه مصر بثقلها، أداء دور تاريخي في إخراج سورية من المحنة، وهو ما سيعني إنهاء مؤامرة إشغال العرب، وتمزيق صفوفهم، والعبث بأمنهم.
    هل سيتصرف الرئيس مرسي كرئيس لمصر أكبر دول العرب وأقدرها على التجميع، والتوحيد، والحشد، وأحوجها في معركة استقلال إرادتها لكل بلاد العرب، الصغيرة والكبيرة، مشرقا ومغربا..وكرئيس للعرب، كما كان ناصر، وليس للإخوان فقط؟!


    -----------------

    العدد الحالى الاعداد السابقة رقم العدد: 18862 الأربعاء 26 سبتمبر 2012





    أقرأ فى هذا العدد


















    --------------------------------------------------------------------------------
    أراء حرة


    صباح جديد‮ ‬

    أخونة الدولة ودولنة الإخوان‮!‬

    25/09/2012 11:10:46 م




    [email protected] - بقلم ‮:- ‬‮ ‬أحمد جلال


    ‬أحمد جلال



    يخطئ الإخوان عندما يعتقدون أن الهيمنة علي كل السلطات والتكويش علي كل المناصب في صالحهم فيما يسمي أخونة مؤسسات الدولة‮ ‬،‮ ‬خاصة أن ذلك سيزيد حالة التنافر والتناحر التي نعيشها فعلا‮ ‬،‮ ‬والتشكيك في كل القرارات التي يصدرها أي مسئول ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين‮ ‬،‮ ‬باعتبار أنها لا تصدر للصالح العام ولا تبتغي وجه الله‮ ‬،‮ ‬وإنما تصدر بناء علي تعليمات من مكتب الإرشاد لخدمة أهداف ومصالح الجماعة‮ !‬
    وتخطئ كل القوي السياسية الأخري في المجتمع إذا اعتقدت أنه من السهولة والبساطة أن يخلع أحد من الجماعة عباءة الإخوان عند توليه أي منصب سياسي أو عمل نقابي‮ ‬،‮ ‬لأنه ليس ممكنا تغيير قناعات ترسخت في الوجدان وأفكار ثبتت في الرؤوس سنوات طويلة‮ ‬،‮ ‬وهو الذي يجعل من الصعوبة علي كل المنتمين للجماعة التفكير ــ مجرد التفكير ــ في التنازل عن معتقدات‮ ‬جاهدوا من أجلها وتعرضوا بسببها للتنكيل والسجن‮ ‬،‮ ‬مما يجعل من المستحيل علي كل القوي السياسية أو المجتمعية الأخري دولنة الإخوان‮!‬
    والخاسر الأكبر من هذا النزاع الذي لم يعد يجدي ولا يبشر بأي خير هي مصر‮ ‬،‮ ‬التي لا تزيدها الأيام إلا فرقة بين أبنائها‮ ‬،‮ ‬بدليل الهجوم اللاذع الذي وجهه حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي بعد أن فشل في انتخابات الرئاسة‮ ‬،‮ ‬عندما قال أن مصر أكبر من أن يتحكم فيها فصيل أوجماعة منتقدا كل رموز الإخوان الذين اتهمهم بالسعي للسيطرة علي البلاد،‮ ‬وهو ما جعل عددا من قيادات الإخوان ترد عليه لتستمر حالة الجدل السفسطائي بين الإخوان وباقي التيارات السياسية‮.‬
    الإخوان المسلمون والسلفيون وكل الأحزاب وباقي التيارات أحرار في أفكارهم وفيما يعتقدون ويؤمنون‮ ‬،‮ ‬المهم أنهم جميعا أجزاء مهمة في نسيج الوطن والأهم أن يخدم كل من يتصدي للعمل العام وطنه بكل أمانة ومصداقية بعيدا عن التشكيك والإساءة‮ ‬،‮ ‬مادامت المصلحة العامة هي الغاية والمراد‮ ‬،‮ ‬أما إذا استمر الحال كما هو عليه فلن تشهد مصر أي خير‮ ‬،‮ ‬ووقتها لن يجدي شد شعر كل الرؤوس من الحسرة والندم‮ !‬





                  

09-27-2012, 04:28 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    15qpt1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    بلاغ ضد د.الكتاتني وأعضاء مجلسه

    لرفضهم تسليم المخصصات واستمرار صرف بدل الجلسات

    26/09/2012 10:48:02 م




    الإسكندرىة‮ - ‬أشرف شرف‮


    ‮د‮. ‬سعد الكتاتنى



    تقدم الناشطان السياسيان المحامي هيثم نصار بريك وإسلام محمود ببلاغ ضد الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل بتهمة إهدار المال العام.. وأفاد مقدما البلاغ ان الدكتور »سعد الكتاتني« يرفض تسليم السيارة التي كانت مخصصة له أثناء فترة توليه منصب رئيس مجلس الشعب واستندا إلي حوار »الكتاتني« مع الإعلامي »إبراهيم عيسي« والتي اقر فيها برفضه تسليم السيارة رغم حل مجلس الشعب.. كما وجها أيضا اتهاما لجميع أعضاء مجلس الشعب السابق بإهدار المال العام.. وذلك لاستمرار تحويل بدل الجلسات علي حساب الأعضاء في البنوك رغم انعدام وجود المجلس بحكم قضائي من الدستورية العليا وتأييد المحكمة الإدارية للحكم بالاضافة إلي عدم انعقاد جلسات المجلس أو لجانه


    ----------------

    عبور

    المتحـــولون

    26/09/2012 09:42:28 م




    بقلم :- جمال الغىطانى


    جمال الغىطانى



    الأخطر من الإخوان علي الدولة المتحولون أو المتأخونون وهؤلاء نجدهم في جميع المجالات،‮ ‬سياسية واقتصادية واجتماعية،‮ ‬يطالعنا بعضهم عبر شاشات التليفزيون،‮ ‬اما ضيوفا أو اعلامين،‮ ‬بداية التحول إشارات وعبارات مثل‮ »‬الإخوان فصيل سياسي وطني ومن حقه‮..« ‬او تساؤل من المذيع‮ »‬لكن‮.. »‬أليس من الواجب أن نعطيهم فرصة؟‮« ‬ثم يتم التصعيد في النبة وطبعا للاستجابة،‮ ‬فإذا لم تحدث يواصل المتحول خطاه‮. ‬فيكثر من مظاهر التدين وينتهي ذلك عادة بإطلاق اللحية،‮ ‬غير أن اللحية الاخوانية ذات سمات خاصة،‮ ‬ليست كثيفة،‮ ‬واكتمالها يكون عبر انتماء طويل وترتيب صارم،‮ ‬فالجماعة شبه مغلقة،‮ ‬وخروجها إلي النور يجعلها في حالة بربشة يبدو أنها لم تنته بعد،‮ ‬وفي مثل هذه الظروف تكون فائدة التحول‮. ‬ويبدو أن قواعد اللعبة واحدة،‮ ‬اتابع تحول البعض عبر عهود مختلفة،‮ ‬احدهم كان نجما لامعا في العهد المباركي،‮ ‬كان مقربا،‮ ‬موثوقا به،اعلاميا كبيرا في الزمن الناصري،‮ ‬ثم حاول عرض نفسه في الزمن الساداتي فأعرض عنه من بيده الأمر،‮ ‬وفي عصر مبارك استقر به الحال وكان يمهد للتوريث بطرح اسئلة علي الضيوف من نوع أليس من حقه فرصة؟ هل نحرمه لأنه ابن الرئيس؟ انه نفس الوزن الذي يقول به‮ »‬أليس من حقهم فرصة؟‮« ‬في الشهور الاخيرة لاحظت أنه بدأ يردد الآيات الكريمة ويكثر من الاستشهاد بها،‮ ‬ويستضيف باستمرار من يدفع بهم الاخوان للحديث كواجهة اعلامية،‮ ‬مثل حلمي الجزار وابوبركة والبرنس واخيرا دخل علي الخط عصام العريان لكنه لا يتحدث كإعلامي انما داخله رئيس مشتاق،‮ ‬اعود الي صاحبنا الاعلامي المتنقل بخفة وطلاوة عبر العصور،‮ ‬فوجئت به الاسبوع الماضي رافعا يديه بخنوع مرددا الدعاء،‮ ‬ذارفا الدموع،‮ ‬قمة في التحول‮.‬


    ---------------



    مصر تبلغ حماس رسميا رفضها اقامة منطقة تجارة حرة مع قطاع غزة

    2012-09-26



    اسماعيل هنية


    رام الله ـ "القدس العربي" من وليد عوض: علمت "القدس العربي" من مصادر فلسطينية رسمية الاربعاء بأن مصر ابلغت حركة حماس بشكل رسمي رفضها لاقامة منطقة تجارة حرة على الحدود مع قطاع غزة.
    واوضحت المصادر بأن رئيس الوزراء المصري هشام قنديل ابلغ رئيس الوزراء الفلسطيني المقال في قطاع غزة اسماعيل هنية الذي زار القاهرة الاسبوع الماضي بالقرار المصري الرافض للمنطقة الحرة المقترحة من حماس ما بين مصر وقطاع غزة كون تلك المنطقة ستجذر قطاع غزة كيان فلسطيني مستقل عن باقي الاراضي الفلسطينية.

    واشارت المصادر الى ان مصر تخشى استغلال اسرائيل لمنطقة التجارة الحرة الهادفة لحل مشاكل غزة الاقتصادية لالحاق القطاع - المستقل اقتصاديا من خلال منطقة التجارة الحرة - بمصر وحل مشكلته الديمغرافية والسكانية على حساب الاراضي المصرية ليستوعب القطاع الفلسطينيين العائدين من الخارج مثل اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سورية والعائدين من لبنان.

    ومن جهته اكد نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس لـ"القدس العربي" الاربعاء بأن مصر رفضت سعي حماس لانشاء منطقة تجارة حرة على الحدود ما بين غزة ومصر وابلغت قيادة الحركة بالقرار.

    واضاف حماد قائلا "الاخوة في مصر يعلمون خطورة ان تتحول قضية قطاع غزة لمصر"، مشيرا الى خطورة اقامة منطقة تجارة حرة بعمق كيلومتر واحد في القطاع و8 كيلومتر في الاراضي المصرية بحيث تصل للعريش على حد قوله.


    وتابع حماد قائلا لـ"القدس العربي" "اعتقد بأن اسماعيل هنية - خلال زيارته الاسبوع الماضي لمصر- سمع من الاخوة المصريين كلام واضح حول هذه المسألة"، مضيفا "المشروع الاسرائيلي واضح تماما ومنذ سنوات وليس جديد ان حل القضية الفلسطينية يكون في قطاع غزة مع توسع باتجاه سيناء، وقصة منطقة حرة بمعنى كيلومتر داخل غزة ثم 8 كيلومتر داخل سيناء لغاية العريش تحتاج الى تفكير استراتيجي، فالموضوع ليس موضوع فلوس"، وذلك في اشارة الى عرض دولة قطر مليار دولار على مصر لاقامة منطقة التجارة الحرة مع غزة لحل مشكلتها للابد على حد قول القطريين.


    وتابع حماد "اقامة منطقة حرة بين غزة ومصر امر خطير وغير مقبول اطلاقا والسبب في ذلك محاولة اعتبار قطاع غزة وكأنه كيان مستقل الامر الذي يسهل على الاسرائيليين تنفيذ مخططاتهم" بحل القضية الفلسطينية على حساب الاراضي المصرية.


    واضاف حماد قائلا "اخوانا في مصر يدركوا خطورة هذا الامر وانا لا اعتقد بأن الحكومة المصرية يمكن ان تتجاوب مع هذا الامر" في اشارة لسعي حماس انشاء منطقة تجارة حرة مع مصر بتمويل قطري لحل مشاكل قطاع غزة الاقتصادية ككيان مستقل ومحرر من الاحتلال الاسرائيلي.


    وبشأن شروع قطر باعادة اعمار غزة وارسال وفد قطري للقطاع لمباشرة الاعمال دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية في رام الله، واعلان رئيس الوفد القطري عن اقتراح الدوحة بتقديم مليار دولار لاقامة المنطقة الحرة على الحدود بين غزة ومصر، قال حماد " ليست المشكلة الكبيرة بالنسبة لنا ان هناك احد يريد ان يقوم باعمار قطاع غزة بل نتمنى ان يكون ذلك عبر قنوات رسمية، ولكن اذا حصل لا اعتراض عليه، ولكن الاعتراض الاساسي والمرفوض رفضا قاطعا من القيادة الفلسطينية هو اقامة منطقة ذات طابع جمركي ما بين كيان ـ غزة - مع جمهورية مصر العربية حتى لا تتجذر فكرة انه في كيان مستقل في غزة".


    واشار حماد بان "هذا هو موقف الجانب المصري كذلك" والذي ابلغ حماس برفضه لاقامة منطقة تجارة حرة ذات طابع جمركي بين غزة ومصر، كون تلك المناطق التجارية الحرة لا تقوم الا بين كيانين مستقلين, مضيفا "هذا موقف مصري فلسطيني, وليس نحن لوحدنا ندرك خطورة الموضوع بل الاخوة المصريين يدركون خطورته".


    وتابع حماد "واخر مرة كان اسماعيل هنية في مصر سمع هذا الكلام بوضوح، واذا سألت اي مسؤول مصري ستسمع منه الجواب الذي قلته لك".


    وشدد حماد على ان الرفض لاقامة منطقة تجارة حرة ما بين غزة ومصر هو قرار فلسطيني مصري مشترك، وان القرار بالرفض ابلغ لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة خلال زيارة هنية وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس لمصر الاسبوع الماضي.


    واشار حماد الى انشاء منطقة تجارة حرة ذات طابع جمركي بين غزة ككيان مستقل ومصر سيكرس الانقسام الفلسطيني، مرحبا بقرار قطر الشروع في اعادة اعمار غزة رغم عدم تنسيقها مع السلطة الفلسطينية.


    واضاف حماد "اعادة الاعمار والمساعدة في اعادة الاعمار غزة هذا شيء جيد , طبعا نتمنى ان يكون ذلك من خلال الشرعية الفلسطينية لكن لسنا نحن عقبة في وجه اي واحد يريد يساعد في اعادة الاعمار".



    ------------------



    مرسي يرفض مجاراة دول الخليج بالتدخل العسكري في سورية..

    سلفي يكشف كيف يبرر السلفيون المفاسد والخيانة
    حسنين كروم
    2012-09-26




    القاهرة - 'القدس العربي'


    أبرز ما في صحف مصر امس من أخبار وموضوعات كان حضور رؤساء الدول اجتماعات الأمم المتحدة، وكلمة الرئيس الأمريكي أوباما، والتي حملت تهديدات مبطنة لبعض الدول العربية ومنها مصر وليبيا وتونس واليمن بسبب الاعتداءات والهجمات التي تعرضت لها السفارات الأمريكية في المظاهرات ضد الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك كلمة أمير قطر التي طالب فيها بتدخل عسكري عربي ودولي في سورية وهو ما يكشف عن الأزمة المكتومة بين قطر ومصر، خاصة بعد تجديد الرئيس محمد مرسي رفضه أي تدخل خارجي في سورية، كما أن قطر مستاءة من استبعاد مصر لها، من اللجنة التي دعت الى تشكيلها لبحث الأزمة من مصر والسعودية وإيران وتركيا، كما اجتمع الرئيس مرسي مع الجميلة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية والتي أكدت بدورها ان على مصر مواصلة سياسة الإصلاح الاقتصادي، وهي بالمفهوم الأمريكي رفع الدعم، والعودة إلى سياسة الخصخصة، أي بيع ما تملكه الدولة من مرافق ومؤسسات.. والملفت ان الإخوان المسلمين لم يحددوا حتى الآن موقفهم من هذه القضية خاصة مع حالة السعار التي تنتاب تجارهم وتجار السلفيين لوراثة رجال أعمال نظام مبارك أو مشاركتهم أو الاستفادة من القروض والاتفاقيات الجديدة مع قطر والصين والجهات الدولية المانحة للمعونات.
    وأشارت الصحف إلى استمرار التحركات السياسية بين الأحزاب والقوى لتكوين تكتلات انتخابية، لمواجهة الإخوان المسلمين والسلفيين، ولكن زميلتنا الجميلة الرسامة ياسمين بمجلة 'صباح الخير' أخبرتنا أنه أثناء سيرها في أحد شوارع القاهرة شاهدت شخصاً يمثل الإخوان ويحمل كيساً هائلاً مليئاً بالأموال ويقول ضاحكاً وهو ينظر للياقطات عن الأحزاب الأخرى: ولا يهمني مادام معايا الزيت والسكر.
    ومن أخبار وموضوعات صحف امس، إصدار محكمة الجنايات في السويس، حكماً بالسجن خمسة عشر عاما على المتطرفين الثلاثة الذين قتلوا طالب الجامعة وليد بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان ابني طارق رئيس نيابة الإسماعيلية المشرفة على نيابات السويس والإسماعيلية وبورسعيد وشمال وجنوب سيناء ممثل الادعاء فيها.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

    الصندوق الكويتي للتنمية
    يفضح علماء الدين الإخوان والسلفيين

    ومن أخبار صحف امس توقيع الحكومة مع الصندوق الكويتي للتنمية على قرض قدره ستون مليون دولار لتمويل المرحلة الثانية من مشروع مد أنابيب الغاز الطبيعي للمنازل في القاهرة والجيزة، وهو من المشروعات السابقة في عهد مبارك.
    والذي أعجبني من الجانب الكويتي هي الضربة التي وجهها الى كل رجال الدين الإخوان والسلفيين وهم من نوعية وعاظ وفقهاء السلاطين، الذين بعد أن كانوا يعتبرون الفائدة السنوية الثابتة على الودائع والقروض ربا - والعياذ بالله - سارعوا للدفاع عن حكومة الإخوان لطلبها القرض من صندوق النقد الدولي، وقالوا ان الفائدة السنوية لا تعتبر من نوع والعياذ بالله - إنما هي مصروفات إدارية وتخضع لمبدأ الضرورات تبيح المحظورات، وفقه المآلات، خاصة أن النسبة وهي واحد واثنان من عشرة في المائة، مصروفات إدارية يبيحها الشرع، واغلقوا جميعا أفواههم على ألسنتهم من قرض سابق مع بنك التنمية الإسلامي بفائدة سنوية تصل الى ثلاثة واثنين وعشرة في المائة، وقال المفتي الاقتصادي للإخوان الدكتور حسين حسين شحاتة انها مصروفات إدارية وعجز عن تفسير ارتفاع مصروفات أصحاب الاقتصاد الإسلامي على المصروفات الإدارية لقروض الكفرة، المهم ان القرض الكويتي نص على أن تكون الفائدة السنوية اثنين ونصف في المائة، يضاف إليها خمسة من عشرة في المائة سنويا مصاريف وخدمت إدارية، أي أوضحوا الفرق بين - والعياذ بالله الربا وبين الخدمات الإدارية.

    ألتراس الأهلي يهاجم مدينة الانتاج
    الإعلامي ويمنع المعلقين الرياضيين

    كما قام المئات من أعضاء ألتراس الأهلي بمهاجمة مدينة الانتاج الإعلامي ومنعوا كلا من المعلقين الرياضيين أحمد شوبير ومدحت شلبي ومصطفى يونس من تقديم برامجهم في قناة مودرن سبورت بسبب هجماتهم عليهم، وكان قد سبق للإخوان المسلمين، أن نظموا هجموما سابقا على المدينة ولكن على أبوابها لمنع عدد من مقدمي البرامج من العمل لأنهم يهاجمون الجماعة، كما أشعلت الدكتورة منال الطيبي، عضو اللجنة التأسيسية للدستور أزمة بسبب استقالتها منها واتهامها اللجنة بالخضوع للإخوان والسلفيين، وقيام رئيسها حسام الغرياني بمهاجمتها وردها عليه في مؤتمر صحافي، كما قام زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير 'التحرير' إبراهيم عيسى في برنامجه على قناة القاهرة والناس مساء الثلاثاء أول أمس بمهاجمته واتهام اللجنة بالخضوع للإخوان.

    الاقتراب من الجيش والاجهزة الامنية
    قد يقلب المعادلة ضد الاسلاميين

    والى المعارك التي لا تهدأ حول الرئيس، معه أو ضده، وتعرضه إلى عاصفة من الانتقادات بحيث لم يعد يدافع عنه إلا بعض الإخوان المسلمين، لأن عدداً منهم من المرتبطين أكثر بمكتب إرشاد الجماعة ومجموعة بديع والشاطر، يهاجمونه بطريقة غير مباشرة، والله أعلم ان كان ذلك نتيجة خلافات حقيقية، أم هناك توزيع أدوار بين الجماعة والرئيس، بحيث يبدو في قراراته وسياساته وكأنه يتصرف كرئيس لكل المصريين، لا لصالح الجماعة، وان كنت أميل إلى الاحتمال الثاني، وهو ان هناك مخططاً عاماً ان يبدو الرئيس بعيدا عن الجماعة، حتى يعبر الإخوان الأزمات التي بدأت تعترض طريقهم، وإلى أن تنتهي انتخابات مجلس الشعب القادمة، لصالحهم، وبعدها سوف يشكر الرئيس كل القوى والشخصيات غير الإخوانية المساعدة له، ويبعدها، وتبدأ المرحلة الأخطر في حياة ومستقبل الجماعة، وهي تنفيذ مخططها الذي لن تتخلى عنه، وهو السيطرة الكاملة والمباشرة على أجهزة الدولة، بدءاً بالجيش والمخابرات العامة والحربية والأمن الوطني والاقتصاد والوزارات التي تضمن لهم إنشاء الفرد المسلم، ثم الأسرة المسلمة، وصولا للمجتمع المسلم الإخواني كما حدده المرحوم حسن البنا، هذا رأيي، وتلك رؤيتي لما سيحدث. أما إلى أي مدى سوف ينجح هؤلاء الناس في مخططهم.
    فهذا شيء آخر، لأن غيرهم متحفزون لهم، وخاصة إذا اقتربوا من الجيش وأجهزة الأمن، ووقتها الله وحده هو الذي سينقذ مصر من الكارثة التي ستتعرض لها، أو يتغلب الجناح المعتدل داخل الجماعة على الجناح المتطرف والمسيطر حاليا، ويقنع بالمنافسة السياسية وترك الجيش وأجهزة الأمن بعيدا عنها حتى لا يجبر الآخرين على لعب نفس لعبتهم وتدخل البلد في دوامة الانقلاب والانقلاب المضاد.

    'الدولة الشخصية' لم تتغير في مصر

    وإلى بعض مما شهدته صفحات الصحف، ففي 'صوت الأمة' قال رئيس تحريرها زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل: 'بدت الدولة عند رأسها في زمن مبارك عائلية وشخصية إلى أبعد حد، ولم تتغير فكرة 'الدولة الشخصية' إلى الآن، وبدت 'جماعة الإخوان' عند رأسها بديلا لعائلة المخلوع وتواترت دواعي عملية تحطيم الدولة وبدأ الإحلال في المناصب الكبرى كما كان بالضبط، ومع فارق صوري بسيط وهو ان محاسيب الجماعة حل عليهم الدور بدلا عن محاسيب العائلة، ويكفي أن تقرأ لوائح تعيينات الرئيس الإخواني، وسوف تجد القاعدة المدمرة سارية بالحرف وباستثناءات قليلة جدا لعل أهمها تعيين القاضي الجليل هشام جنينة رئيساً للجهاز المركزي للمحاسبات، وقد صدر قرار تعيين جنينة من الرئيس الإخواني محمد مرسي، وكان أول تصريح للمستشار جنينة قاطعاً في طلب الاستقلال، ورفض تبعية جهاز المحاسبات لأي أحد حتى ولو كان الرئيس وهو ما يكشف بمفهوم المخالفة عوار التعيينات الأخرى والتي بدت صادمة مفزعة ليس في 'اخوانيتها' بل في 'متأخونيها' فليس لدى جماعة الإخوان كفاءات تصلح لإدارات دولة وان وجدت فهي كفاءات من الدرجة العاشرة ويجري إكمال النقص 'الإخواني' بإحلال المتأخونين والمؤلفة قلوبهم وجيوبهم من الفلول، القسم العجيب الذي أداه مدير جهاز المخابرات الجديد اللواء محمد رأفت شحاتة، وليس العجب - لا سمح الله - في وضع شحاتة يده على المصحف الشريف أثناء أداء القسم أمام الرئيس مرسي وربما لا يكون العجب في تلوين ألفاظ القسم بطابع ديني غلب على طابعه الوطني والدستوري، فلا إشارة في نفي القسم المذاع الى الدستور ولا إلى النظام الجمهوري بل حلت عبارة 'أن يكون ولائي كاملاً لرئيس الجمهورية' وكأن مدير المخابرات مجرد موظف عند سيادة الرئيس، والرئيس نفسه في أي نظام دستوري عرضة للاتهام بجريمة الخيانة العظمى، فهل يكون مدير المخابرات وقتها في حال 'الولاء الكامل' لرئيس خائن، وقد لا يكون الكلام متاحاً الآن وإلى حين عما يجري في كيانات أخطر من جهاز المخابرات ذاته'.

    ديكور توزيع المناصب حول مرسي

    وامتدت موجات الغضب من الرئيس والإخوان إلى من كانوا يؤيدونه من التيار الإسلامي، والذين وجدوا أنهم يجاملون خصومهم ولا يقدرون من ساندوهم، فقد قال في نفس اليوم - الأحد - زميلنا جمال سلطان رئيس تحرير 'المصريون' اليومية المستقلة - ذات التوجه الإسلامي:
    'هل يمكن أن يخبرنا أحد العقلاء عن أي بصمة أو وجود لمن يسمون بالفريق الرئاسي الذي اختارهم الرئيس محمد مرسي وكلفهم بأن يكونوا مساعدين له أو مستشارين؟ الحقيقة أنه بدا منذ اللحظة الأولى للإعلان عن الفريق الرئاسي ان الدكتور مرسي ومستشاريه الحقيقيين أرادوا أن يصنعوا 'ديكوراً' للإيحاء بأن الرئيس الجديد و'عشيرته' منفتحون على الجميع وأوفوا بوعدهم بتشكيل مجلس رئاسي من تيارات مختلفة، لكن الحقيقة أن 'العشيرة' تعمدت تجاهل أي شخصية لها ثقل شعبي مباشر واتجهت الى بعض النخبة الإعلامية والثقافية التي لا يمثل أحد منهم أي ثقل جماهيري، وعندما كانت تطرح علامات استفهام حول تجاهل شخصيات وطنية مهمة وثقيلة مثل الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح كانوا يقولون ان الرئيس عرض عليه المنصب لكنه اعتذر.
    وآخرون غير أبو الفتوح نسبوا لهم هذا الادعاء ثم تبين أن كل ذلك أكاذيب واختلاقات لا تليق بأهل الدين لتمرير هذا الموقف الإقصائي والذي يشي بنزعة الى الاستئثار والاستبداد بالسلطة، المناصب الحقيقية ودوائر التأثير المباشرة والحقيقية بدأ الرئيس مرسي يوزعها على 'عشيرته' في الوزارات والإدارات والمحافظات والمجالس القومية، ولو امتد الوقت بهذه الطريقة فإنه في رأس العام الأول ستكون إدارات الدولة المصرية بكاملها في قبضة 'العشيرة' بكل تأكيد، لقد انشغلت الرئاسة داخلياً بمحاولة إرضاء مكتب الإرشاد وتعاملت مع الدولة ووظائفها العليا كغنائم يتم توزيعها على 'المنتصرين'.

    الصراع المحتدم بين الاسلاميين
    والعلمانيين في الصحف

    واستمرت الشكوى من جانب من ناصروا الإخوان ومرسي، وكانوا يأملون في الفوز بجانب من الكعكة، ولكنهم أخذوا مقلباً عظيماً، وكان من بينهم أستاذ الجامعة الدكتور صلاح عز، وهو من مؤيدي عبدالمنعم أبو الفتوح ايضا.
    ثم أخذ يكتب في 'الحرية والعدالة'، ويطالب الإخوان والرئيس بعزل صحافيين وكتاب، بل وحبسهم ايضاً لأنهم علمانيون ويساريون وفلول، خاصة من 'الأهرام' و'الأخبار'، وفتحهما للكتاب الإسلاميين، ثم بدأت 'الأهرام' تنشر له مقالا بصفة منتظمة، وفجأة أوقفت مقالاته منذ حوالى شهر، فرد على ذلك بمقالين في 'الحرية والعدالة' الأول يوم السبت، ومما قاله فيه مهاجما الرئيس: 'هي فريضة علينا أن نُقُوم الرئيس مرسي ونلفت انتباهه على أخطائه وأخطاء من حوله، وفريضة علينا ألا نتركه هو وإخواننا في مجلس الشورى والجمعية التأسيسية فريسة لضغوط علمانية شرسة تستهدف علمنة مصر ودستورها وتحويل المادة الثانية الى ديكور والوجود الإسلامي السياسي إلى شكل بلا مضمون، وفريضة علينا أن ندفع في الاتجاه المضاد لما يدفع إليه الغوغاء الأفاقون المنتشرون في الصحف والفضائيات والأحزاب العلمانية والناصرية، لأننا إن لم نفعل فإن النتيجة حتماً ستكون وقوع إخواننا المسؤولين في المحظور، لقد حاولت خلال الأسبوع الماضي الوصول إلى ثلاثة مواقع للسلطة لإسداء النصح لهم على المستوى الشخصي وباءت محاولاتي بالفشل لأن الاتصالات لا يرد عليها أحد، والرسائل 'اس. ام. اس' ايضا لا يرد عليها أحد، اجتماع الرئيس فور توليه السلطة برؤساء تحرير الصحف والفضائيات وجلهم من العلمانيين وهو ما لم يفعله مع غيرهم من المهنيين وكأنه يريد أن يتقي شرهم ثم اجتماعه الشهير مع مجموعة من الفنانين ومثقفي حظيرة فاروق حسني، وهو الاجتماع الذي أقصى الإسلاميين عنه بالكامل وهم الأكثر تعبيرا عن ثقافة وهوية شعب مصر، وكأننا مازلنا في زمن مبارك، ثالثا: حالة العلاقة بين الرئيس من جانب والجماعة آخر فقد أحدثت تهمة 'حكم المرشد' الأثر الترويعي نفسه الذي تحدثه تهمة 'معاداة السامية' في الغرب حتى أصبح كل من الرئيس والجماعة يتجنبان بعضهما البعض خوفاً من أن يتصيد الإعلام مكالمة أو لقاء ينصب عليه السيرك الإعلامي'.

    ما يقوم به مجلس الشورى
    للسيطرة على 'الأهرام'

    وفي اليوم التالي - الأحد- أكمل الدكتور صلاح عز مقاله فكشف فيه دون ان يدري عما يقوم به مجلس الشورى للسيطرة على 'الأهرام'، فقال: 'هذه النوعية من البشر لا يجوز لها إلا رد واحد، وهو لا شيء ولا بديل عن عقوبة الحبس لردع وتحجيم كل من يظن نفسه مركز قوة أو أن تسلطه على خفير إعلامي يمنحه حق البلطجة على الناس ونشر الأكاذيب عنهم، وإهانتهم وتعالوا نرى ماذا كانت نتيجة إكرام اللئيم والاستسلام لترويعه وابتزازه في مجلس الشورى والجمعية التأسيسية.
    منذ شهور وأنا أكتب بصفة غير منتظمة في 'الأهرام' وتقبلت هذا الوضع بصفة مؤقتة انتظاراً للتغييرات الصحفية، وكنت أتعجب من أن شخصاً مثلي غير مسموح له بالانتظام في 'الأهرام' لأن أبواق مبارك وعملاء أمن الدولة وكتاب الحظيرة ممن يشهد عليهم أرشيفهم يحتكرون مساحات، ملكها لهم مبارك وأمن دولته، ثم نما إلى علمي منذ أسبوعين أن مجلس الشورى توصل الى اتفاق مع 'الأهرام'، من أجل تعديل بعض الخلل المترسخ لصالح التيار العلماني على تخصيص مساحات ثابتة يومياً لسبعة كتاب إسلاميين بصفة منتظمة، وأن المطلوب مني كأحد هؤلاء الكتاب إرسال مقال الى رئيس التحرير وهو ما فعلته، ثم تبين لي أن طرفا أو أطرافا في 'الأهرام' تدخلت لنقض هذا الاتفاق، وأن مجلس الشورى أسقط في يديه.
    كما فهمت مما جرى أن نخبة الريشة - من الأبواق والعملاء وكتاب الحظيرة ومركز الدراسات - التي ترى أنها ملكت 'الأهرام' بوضع اليد ترفض تغيير الأوضاع القائمة، وأنها لن تسمح للكاتب الإسلامي بالنشر إلا إذا كان مقاله مقبولا لديها، وفقط إذا توفرت المساحة له، هذا الانقلاب على مجلس الشورى كشف الوجه الحقيقي والهدف الاصيل للنخبة المستبدة، بعد أن اطمأنوا الى انبطاح الجمعية التأسيسية لهم، ورضوخ أعضائها للترويع الذي مارسوه بمنهجية وإصرار، لقد أصبحوا محصنين يستطيعون من الآن فصاعدا أن يركبوا هذا الشعب ويفعلوا بأملاكه ما يحلو لهم فلماذا يسمحون لسبعة كتاب إسلاميين بالوصول الى 'الأهرام'؟
    الواضح أن حكام 'الأهرام' يتعاملون مع الإسلاميين بنفس منطق الصهاينة الأمريكيين'.

    مجلس الشورى الإخواني
    يخطط للسيطرة على الصحف القومية

    إذن فهذا دليل لا يمكن نفيه يثبت ان رئيس مجلس الشورى الإخواني الدكتور أحمد فهمي يخطط مع جماعته للسيطرة على الصحف القومية بخطط تدريجية، وبتسلل ناعم، وعليه أن ينفي ما كتبه في صحيفة الحزب الدكتور صلاح عز، وهو ما يعني ايضا وجود مشكلة كما أشرنا من قبل أكثر من مرة بين مكتب الإرشاد والحزب وبين الرئاسة، وإلا لما تورطت الجريدة في النشر، اللهم إلا إذا كانت تتمتع بحرية مهنية، وهو ما لا أتصوره، لأنها قاطعت من قبل نشر مؤتمرات لوزير الدفاع ورئيس الأركان، وحذفت كلاما لمرسي نفسه.
    لكن ما لا يريد الدكتور صلاح ان يقترب منه، أن الاتفاق تم تنفيذه فعلا، ولم يكن اسمه في القائمة كما ضحك عليه بعض الإخوان، والدليل ان 'الأهرام' بدأت في نشر مقال اسبوعي للدكتور جمال حشمت وللدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، وكتب مقالين، تحت عنوان ثابت هو - نهضة قلم - وبدأ في الأول الحديث عن الكاتب والمفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي ليحاول المزاوجة بين ما كتبه وبين مشروع نهضة الإخوان الوهمي، وأخذ يفسر لنا معنى كلمة نهضة في القواميس، ومنها نهض، وانهض في محاولة منه لاستعراض عضلاته، وفشلت في أن أفهم منه أي شيء مما يقوله، حتى كلامه عن مالك بن نبي كان مرتبكا وغير متماسك، وفكرت ان استخرج من مكتبتي بعض كتبه التي احتفظ بها.
    وكان مالك قد زار القاهرة، ولكني تراجعت وتذكرت المقلب الذي شربته حتى الثمالة عندما اخذت كلام الشيخ يوسف القرضاوي في مذكراته مأخذ الجد وأخذت انقب وراءه فيما لا يقل عن أربعين كتابا ومرجعا، ومنها احياء الأرض الموات لأبو يوسف وغيره رغم صعوبتها، واكتشفت انه كان يقول أي كلام حتى عن الوقائع التاريخية، الى ان علمت بأسماء بعض من شاركوا في اعداد المذكرات بعد ان لاحظت تشابها فيما كان يسرده من وقائع وبين ما كتبوه في كتب ومقالات، وكدت أشرب نفس المقلب من الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين وهو يبدي غيظه من أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - لأن خالد الذكر نادى بالاشتراكية واتخذه الاشتراكيون نموذجاً، رغم انها ضد الإسلام، لكني كنت هذه المرة على قدر من الحيطة والذكاء، واكتفيت بإعادة قراءة ثلاثة كتب فقط لا غير اثنان من مؤلفات المرحوم الشيخ محمد الغزالي عضو مكتب الارشاد في الأربعينيات واستاذ أساتذة المرشد، عن اشتراكية الإسلام والدفاع عن أبو ذر، والثالث عن السلطان حسين كامل، الذي أشاد عام 1915 بالاشتراكية، ثم الاستعانة بصديقنا والشاعر، ورئيس جهاز الثقافة الجماهيرية بوزارة الثقافة سعد عبدالرحمن، لمعرفة القصيدة التي قال فيها أحمد شوقي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، عام 1912 الاشتراكيون أنت إمامهم، المهم ان الدكتور ياسر، حتى يثبت لنا انه قرأ مؤلفات مالك بن نبي فعلا، وفهمها، فإن واجبه ان يستعرض الظروف التي كتبها فيها وثورة الجزائر، ومساراتها وتجربة بنائها أيام المرحوم هواري بومدين، وتحكم العسكريين فيها بعد ذلك والانحراف بها، والاضطرابات ايام الشاذلي بن جديد وأدت إلى ظهور الجبهة الإسلامية للانقاذ والأخذ بالتعددية الحزبية وإنشاء الإخوان المسلمين حزب حركة المجتمع الإسلامي بقيادة المرحوم محفوظ نحناح والذي كان يعرف اختصارا باسم - حماس - وتغير بعد ذلك الى اسم حركة مجتمع السلم المعروف اختصارا باسم - حمس - وكيف تحالف الإخوان مع العسكريين في الإطاحة بنتائج الانتخابات أواخر عام 1990 وأوائل 1991، وأخذوا يدافعون عن الانقلاب في الدول الأوروبية وأمريكا، وهو الانقلاب الذي أدى الى سنوات المذابح المروعة والحرب الأهلية، وتوليهم عددا من الوزارات، ثم انهيار نفوذهم، وتشتتهم، أحسن - أي ما دام قد اقترب من تجربة الجزائر فما يهمنا هو دورهم فيها، وقد أعطيناه فكرة موجزة عنها، فهل يعلم عنها شيئاً، أم يعلم ولم يقترب منها، حتى لا يحس أن مصيرهم في مصر لن يختلف عما انتهوا إليه الآن في الجزائر؟
    المهم انني علمت من زميلنا وصديقنا العزيز والكاتب الكبير بـ'الجمهورية' محمد العزبي، بأن ياسر هو ابن زميلنا المرحوم والكاتب الكبير محمد علي ماهر، ويبدو أن ياسر يشتاق إلى المهنة.

    غرائب طريقة تربية الجمعيات
    السلفية لعناصرها

    وإلى إخواننا السلفيين ومعاركهم فيما بينهم، حيث ابدى أخونا السلفي المبتسم، أحمد عبدالمجيد مكي، لأن صورته المنشورة مع مقاله يوم الأحد في 'المصريون' وهو يبتسم، أبدى غضبه من طريقة تربية الجمعيات السلفية لعناصرها، واستشهد بما وقع من عضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور أنور البلكيمي فقال: 'على الرغم من أن الرجل اتى منكراً من القول وزوراً إلا أن المسؤولية الأخلاقية عن فعلته لا تعصب كاملة برقبته فللمربي وللمدرسة التي ينتمي إليها النائب حظ ونصيب، وعليهم إعادة النظر في منزلة الأخلاق والسلوك التي يربون عليها الناشئة والاتباع، وتصحيح المفاهيم الملتبسة التي توحي بأن الأهم هو مسائل الاعتقاد النظرية ثم لا يضرب الإنسان بعد ذلك أن يعيث في الأرض فساداً أو يشهر في أعراض الآخرين، وكأن نبي الرحمة لم يلخص للناس رسالته في كلمات معدودات 'إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق' والمسلم يُطيعُ على كل شيء إلا الخيانة والكذب.
    كما يتوجب عليهم أيضا العناية بمشكلات الشباب النفسية والاجتماعية واستهدافها بالتقويم والتهذيب التربوي لذاتها.
    لقد كشف حادث البلكيمي أن البيئة السلفية ليست بيئة نقية، وأن عدم النقاء قد يطال الثوابت والمحكمات، بل طالها بالفعل، ينتمي البلكيمي إلى المدرسة التي حشت ذاكرته بتعظيم الإنسان المظهر على الإنسان الجوهر.
    يسهل الوقوف على ذلك بتتبع مؤلفات أقطابها ومنها 'الأدلة على تحريم حلق اللحية' 'اللحية لماذا؟' 'بل النقاب واجب' 'بدعة تقسم الدين الى قشور ولباب' وغيرها الكثير ولا أقلل من أهمية ذلك بل ربما يكون بعض ما اختاروه اقرب إلى الصواب، لكن ليتهم حين رجحوا رأياً على آخر ساقوا رأيهم مساق الظنيات التي يسغها الاجتهاد المعتبر ولم يسوقوها مساق القطعيات التي لا تبقي لأحد معها قولا.
    إن من سمات الإنسان الجوهر، الاستقلالية، الاستعداد الدائم لقبول الحق أياً كان مصدره، والتراجع عن الخطأ وتعديل الرأي وحضور العقل والقدرة على النقد البناء وتقبله والمناقشة والمعارضة الهادفة، وهي صفات تدل على أن صاحبها يمتلك ذاتاً عظيمة متكاملة لا تفتقر إلى الإضافات والرتوش الخارجية، فعظمته نابعة من داخله وليست نابعة من عظمة أنفه، أما الإنسان المظهر فهو يعيش في جلباب شيخه ومن يمثله ويهيمن عليه الإغراق في مشابهة بني جماعته فإذا تجاوزت الطلاء الخارجي وجدت نفسك أمام إنسان بدائي في فكره ومشاعره وتطلعاته'.

    موجة طلاب تمثيل بعد استهداف الفنانين

    وإلى معركة أخرى طريفة فقد نشرت 'الجمهورية' يوم الاثنين في صفحة فنون تحقيقا لزميلتنا الجميلة سحر صلاح الدين، عن تزايد أعداد المتقدمين لمعهد التمثيل، فقالت: 'يقول د. سناء شافع استاذ التمثيل والعميد الاسبق لمعهد الفنون المسرحية، كنا نتوقع أن يقل القبول هذا العام خصوصاً ونحن نتعرض لهجمة شرسة على الفن والفنانين وصلت لحد السب والقذف والإهانة، ولكننا فوجئنا بأن الأعداد زادت بشكل كبير على قسم التمثيل والإخراج ولذلك اخترنا قراراً برفع درجات القبول مقارنة بالسنوات الماضية ووصلت هذا العام الى 65 ' كحد أدنى لكننا وجدنا أعداداً مضاعفة بالمقارنة بالسنوات الماضية وذلك يدعو الى التفاؤل وعدم الخوف على مستقبل الفن والإبداع والذي هو خط أحمر، وهرم رابع من أهرام مصر، هو معهد التمثيل الفريد من نوعه على مستوى الوطن العربي، وقد تخرج منه قمم في التمثيل، ورغم أن الاختبارات صعبة جدا إلا أنه نجح عدد كبير من حاملي الشهادات الثانوية ومن خريجي الجامعات، ولأول مرة نطالب كمجلس أكاديمية بزيادة عدد المقبولين لأننا أمام مواهب حقيقية نشعر أن عدم قبولها خسارة كبيرة للفن، وهؤلاء الشباب ثروة سوف تضاف للفن والأخطر أنه بعد ثورة 25 يناير هناك وعي أكثر بالفن والإبداع ورغبة حقيقية لتقديم الأفضل في كل أنواع الفنون، هؤلاء الشباب سوف يقودون البلد فنياً.
    أنا متفائل أنه لا يستطيع إنسان على وجه الأرض أن يعيق عملية الإبداع والثقافة، ومن يحاول سوف يفشل فشلاً ذريعاً لأنها خطوط حمراء وكلما تقدمت الفنون تقدمت الدول وكلما قويت المعارضة حتى لو بالفن، كان المناخ أكثر صحة، ونحن في الأكاديمية ضد الفن المبتذل وننادي بالفن الرفيع الذي يعبر عن قضايا الناس الحقيقية'.

    السلفيون ومطالبتهم
    بتزويج البنت بسن التاسعة

    وآخر المعارك ضد السلفيين ستكون لجميلة أخرى هي زميلتنا بـ'الأخبار' ثريا درويش التي قالت عن المطالبة بأن يتضمن الدستور الجديد نصاً على زواج البنت في التاسعة إذا بلغت، فقالت ساخرة يوم الثلاثاء: 'أي صاحب عقل رشيد كامل الأهلية لن يقبل بدستور يستبيح براءة الأطفال، ويستحيل تحديد سن زواج البنات حتى لو كانت الحــــــلوة لسة صغيرة في العاشرة أو التاسعة من عمرها، أو كان العريس عجوزاً ثرياً ذا لحية وعمامة وجلابية، المهم، سترة البنت إذا بلغت، ما هذا التخلف، نعيش في عصر المعلومات والسموات المفتوحة وحقوق الإنسان ومازال بيننا من يراهن على قهر البنات، أجمل الكائنات وإسقاط المرأة وإعادتها إلى عصر الحريم وسوق الرق والنخاسة'.
    صحيح، كيف يفكر هؤلاء الناس الذين ابتلانا الإخوان المسلمون بوضعهم في اللجنة ليضعوا لنا الدستور ويختبئون خلفهم؟ لقد جعلتني ثريا أفكر في حالي وإذا جاء صاحب لحية وجلابية وعمة ليتزوج واحدة من حفيداتي الخمس، وكلهن، اللهم لا حسد، جميلات، ومنهن ثلاث وصلن الى التاسعة وما بعدها بقليل، وهل أوافق وأبارك إذا كان من أصحاب الملايين، والمليارات أم لا؟
    أهؤلاء هم الذين يحكمون مصر هي أمي، ونيلها هو دمي وشمسها في سماري رغم اني أبيض البشرة؟

                  

09-30-2012, 04:33 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    amr-selim-1206-sudan3sudan1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    صحف القاهرة تهاجم الرئيس والجماعة.. ا

    لأحزان تسود الشارع السلفي بسبب انشقاقات النور
    حسام عبد البصير
    2012-09-28




    القاهرة - 'القدس العربي' بالرغم من أنه قابع في السجون الأمريكية منذ ما يزيد على عقدين من الزمان إلا أن عمر عبد الرحمن زعيم تنظيم الجهاد كان حاضراً بقوة في صحف الجمعة، وبدا في بعض الأحيان أنه منقذ الرئيس المنتخب محمد مرسي حينما حصد اصوات الجهاديين عندما تعهد بإعادة الشيخ الأسير لأسرته التي تعتصم امام السفارة الأمريكية منذ ما يزيد على عام، لكن الرئيس مرسي إتهم الثوار الذين اقتحموا السفارة الأمريكية بأنهم السبب في فشل إعادة عبد الرحمن. وقد أشارت 'الأهرام' في صفحتها الأولى للأمر حينما كتبت على لسان الرئيس: أحداث السفارة الأمريكية سبب تعثر مفاوضات عمر عبد الرحمن من أمريكا.
    وحذت 'المصري اليوم' حذوها وعنونت: مرسي: لن أعيد تشكيل 'التأسيسية'.. وأتمنى مبادلة عمر عبدالرحمن.. ومن مواضيعها أيضاً: وزير المرافق: لدينا أجود مياه شرب في العالم..السيسي يزور ضريح الزعيم نائباً عن الرئيس.. مرسي: لن أعيد تشكيل التأسيسية.. الداخلية توافق على تسليح قبائل سيناء لتأمين الحدود. اما صحيفة 'التحرير' فتصدرتها العناوين التالية.. شفيق: التقيت ياسر برهامي وأشرف ثابت في منزلي وعماد عبد الغفور بمنزل أحد أصدقائي قبل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة.. الفريق: جمعتني لقاءات بقيادات من الإخوان.. وهناك اتصالات معهم حتى الآن.. و'كله هيتكشف في وقته'.. برهامي: وسطاء رتَّبوا لقائي مع شفيق.. وشخصيات سياسية حضرت اللقاء.. خبراء: خطاب مرسي أمام الأمم المتحدة يعيد إنتاج سياسة مبارك الخارجية. أما صحيفة 'الاخبار' فعنونت اجتماعا وزاريا برئاسة قنديل .. 700 ألف فرصة عمل جديدة هذا العام.. مرسي يكلف قنصل نيويورك بمتابعة قضية منى الطحاوي.. السلطات الأمريكية تفرج عن الصحافية المصرية. أما صحيفة 'اليوم السابع' فتناولت الموضوعات التالية: وزير البترول: تغليظ عقوبة المواد البترولية بغرامة كبيرة وحبس لـ5 سنوات.. مرسي يبرئ الجيش من قتل الثوار.. قاضي الطيارين يستدعي نائب رئيس الجمعية لمواجهته بتخصيص أرض لأبناء أبو غزالة.. مصادر: الكتاتني سلم سيارات مجلس الشعب.
    أما 'الأخبار' فتناولت: تأييد السجن 6 سنوات للمدرس المتهم بالإساءة للرسول.. البورصة تفقد 5.3 مليار جنيه بسبب عمليات جني الأرباح.. مقتل مكتشف مخبأ القذافي بعد اختطافه وتعذيبه لمدة 50 يوماً.

    مبارك قال الكفن مالوش جيوب
    أما مرسي فلا يريد شيئاً من الدنيا

    البداية ستكون مع تصريحات الرئيس مرسي في الولايات المتحدة أمام عدد من المصريين وقد بدا إلى حد كبير شديد الشبه بالرئيس مبارك الذي قال في بداية حكمه الكفن مالوش جيوب، أما مرسي فقال عمري 63 سنة ولا اريد من الدنيا شيئاً: أعلن الرئيس محمد مرسي تعيينه أيمن علي مستشاراً لشؤون المصريين بالخارج، وأنه يدرس تشكيل هيئة مستقلة لهم، ودعاهم إلى الاستثمار في وطنهم مع توفير الضمانات اللازمة بعد تشكيل صندوق لدعم الاقتصاد. وقال الرئيس خلال لقائه الجالية المصرية في أمريكا: 'هناك 8 ملايين مصري في الخارج، لو اقتطع كل منهم 10 دولارات شهرياً ستكون لدينا حصيلة كبيرة'، وتعهد بدعم مشاركة المغتربين في الانتخابات المقبلة. وعاد الرئيس ظهر أمس إلى القاهرة بعد زيارة إلى مقر الأمم المتحدة، ألقى خلالها كلمة مصر في الدورة الـ67 لجمعيتها العامة. وقال الرئيس في كلمته أمام الجالية المصرية بنيويورك، مساء أمس الأول، إن الأمة تم تهميشها عشرات السنوات، وليس من المستبعد تعثرها عند محاولتها الخروج إلى النور، لذا 'لازم نصبر على بعض' وطمأن الرئيس الأقباط بقوله: 'أعداؤنا كثيرون ويفرحون عند اختلافنا، ولا يميزون بين مسلم ومسيحي أو مسجد وكنيسة، ولن يحمل أحد هموم الأقباط أكثر من المصريين أنفسهم'.
    وقال: 'أنا وابن عمي على الغريب'، وأضاف: 'أخاف الله ولو كذبت سيحاسبني، وعمري 63 عاماً ولم أعد أريد شيئاً من الدنيا، وأتحمل الإساءات والانتقادات الموجهة لي، لأنني أتولى عملاً عاماً'. وانتقد مرسي أحوال المرأة الأمريكية، وتساءل: 'كم حالة للمعاشرة الجنسية بالضرب تسجلها أقسام الشرطة للمرأة في أمريكا؟ وهل يعولها زوجها؟'، مضيفاً: 'في مصر حقوق المرأة محفوظة وتعمل في كل مكان'. ورد على طلب أحد الحضور بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، قائلاً: 'لا أملك ذلك، أراقب عملها، وجميع القوى السياسية ممثلة فيها، والاعتراض الوحيد هو على نسبة التمثيل، والجميع متفق على بقاء المادة الثانية من الدستور'. وقال الرئيس إن عدد المعتقلين 2012 فقط تم الإفراج عن ألف منهم ويجري بحث الحالات المتبقية، وضباط 8 إبريل خرجوا من السجن باستثناء 4 سيتم إطلاق سراحهم قريباً، والقوى السياسية طلبت الإفراج عن 371 معتقلاً، وتبين أنهم سجناء جنائيون'، مشيراً إلى العفو عن بعض المتهمين في أحداث ماسبيرو، معتبراً أن اعتقال بقيتهم ضرورة لمصلحة الوطن. ولفت إلى تدخله في موضوع الدكتور عمر عبدالرحمن، المفتي السابق للجماعة الإسلامية، بدوافع إنسانية، وأنه يتمنى أن يقضي 'عبدالرحمن' بقية مدة سجنه في مصر من خلال اتفاقية تبادل المتهمين.

    فوازير الرئيس في امريكا:
    مصر دولة مدنية ام دينية؟

    وإلى توابع تصريحات مرسي في امريكا والذي تصدى له رئيس تحرير جريدة 'التحرير' ابراهيم عيسى بقوة منتقداً إياه: من أهم الفوازير السياسية التي سيحتار الفلاسفة والسياسيون في مشارق الأرض ومغاربها في فهمها من حيث خرافتها واستحالتها التي تنافس طائر النهضة الذي أطلقه الرئيس مرسي في فترة الدعاية الانتخابية، فإذا كانت المستحيلات ثلاثة، وهي الغول والعنقاء والخِلّ الوفي، فقد أضاف إليها الدكتور مرسي لتصبح المستحيلات خمسة، الغول، والعنقاء، والخل الوفي، وطائر النهضة، وحد يفهم فزورة الرئيس!أما هذه الفزورة التي أطلقها في سماء الولايات المتحدة الأمريكية في حواره المصاب بالأوتيزم السياسي مع شبكة 'بي بي إس'، فقد قال الرئيس - حسب الترجمة الرسمية لوكالة أنباء الشرق الأوسط- مؤكدا، وخد بالك كويس وركِّز وحاول أن تتخيل السيدة المذيعة الكبيرة آمال فهمي تقرأ نص هذه الفزورة: 'إن مصر دولة مدنية ووطنية، ومفهوم الدولة الإسلامية يقوم على مدنية الدولة، وأنها ليست دولة علمانية أو دينية ولا تقوم على أساس الدين'، لنتأمل الفزورة حتى نفهم أولها من آخرها، فالرئيس يقول إن مصر دولة مدنية ووطنية (مش عارف وطنية هنا يعني إيه! هل هناك من اتهم مصر في حُمَّى الاتهامات بأنها غير وطنية! أم يقصد أنها وطنية بمعنى أنها ليس لديها طموحات إقليمية قومية؟ يمكن)، ثم إن مفهوم الدولة الإسلامية يقوم على مدنية الدولة (يا مثبِّت العقل والدين! يعني الدكتور مرسي رأيه إن فيه دولة إسلامية، لكنها تقوم على مدنية الدولة، يعني الدولة الإسلامية مثل حيوان الكانجرو يضع المدنية في حجره مثلا، طيب نفهم من كده إن مصر دولة إسلامية، أم أنها دولة مدنية، أم أنها كاروهات إسلامية غامق على مدنية فاتح؟)، ثم يتحفنا الرئيس تفزيرا للفزورة بأنها (اللي هي مصر) ليست دولة علمانية أو دينية ولا تقوم على أساس الدين (كويس جدا، تبقى مصر والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، هي مدنية بس مش علمانية، وهي أيضا إسلامية بس مش دينية، والراجل فيكم اللي يفهم!).
    كل هذا التفاف رئاسي كي لا يقول الدكتور مرسي أي حاجة لها معنى تزعل أي حد، فالمدني ينبسط، والإسلامي ينبسط، والأمريكي يرتاح.

    لماذ لا يتبنى اوباما ورومني
    مشروع النهضة على الطريقة الاخوانية؟

    في الولايات المتحدة لا يوجد من يتحدث عن مشروع للنهضة، أو عن أمريكا القوية، أو عن تمثيل التيار الشعبي، هذا ما يقره عبد المنعم سعيد في 'الأهرام'، فمثل هذه الأمور من البديهيات، فلم يظهر مرشح بعد يدعو إلى النكوص والتراجع إلى ما كانت عليه أمريكا في القرن الثامن عشر ولا يوجد إطلاقا شخص واحد يفضل الدولة ضعيفة، ومن أصل الأمور أن مهمة السياسي هي الذود عن الشعب. القضية في السياسة كيف يحدث ذلك ومن خلال سياسات محددة توجد دلائل وبراهين على أن السياسي لديه القدرة على تحقيقها، والأهم توفير التكلفة والموارد اللازمة لوضعها موضع التنفيذ. المرشح هنا ليس مطلوبا منه أن يقدم برنامجا حتى ولو سمى ما سوف يقوم به بهذا الاسم، وإنما خطة عمل لها مواقيتها والأدوار المحددة لكل من سيقوم بها. ويتابع سعيد: أمريكا مشكلاتها معروفة لأهلها، وهي متفق عليها ويجري الحديث عنها صباح مساء، لأن الجمعيات الأهلية ومراكز البحوث والروابط والاتحادات، لا تكف عن إصدار التقارير والسياسات المقترحة. الكل يعرف هنا أن أمريكا لديها مشكلات عالمية لها علاقة بالصين وروسيا والأعباء الأوروبية وإيران وحماية إسرائيل والنفط، ولكن التعامل مع كل ذلك يحتاج إلى تكلفة باهظة حتى ولو في دولة ناتجها القومي الإجمالي هو15 تريليون دولار، وهو ما يماثل كل أوروبا، وثلاثة أمثال الصين، وأكثر من الهند والصين واليابان مجتمعين.
    التعامل مع كل ذلك يحتاج لمجموعات من السياسات التي تجعل المنتجات الأمريكية أكثر قدرة على المنافسة من خلال تكنولوجيات جديدة، وليس من خلال تخفيض الأجور لكي تماثل تلك التي في الهند أو الصين. وسياسات للطاقة تجعل أمريكا أقل اعتمادا على النفط، وتعطي للولايات المتحدة سبقا هائلا في مجالات الطاقة الشمسية والرياح وغيرها من المصادر النظيفة. مثل ذلك يحتاج لسياسات تعطي الحوافز، وتوسع الأسواق، وتجعل المناطق جاهزة للتعامل مع كل ما هو جديد. كل ذلك مرتبط بالاقتصاد كله الذي لا يزال يعاني من عجز الموازنة الكبير، ويحتاج توازنه لسياسات ضريبية، وأخرى للتنمية البشرية قوامها تعليم يكفي للتعامل مع القرن الذي نعيش فيه. كل ذلك تفاصيله كثيرة، ولكن السياسيين وظيفتهم التعامل مع هذه التفاصيل، والسياسة هي البحث عن أفضل السبل للوصول إلى أعظم النتائج. والمهم في كل الأحوال أن ما سوف ينتهي إليه الأمر في صناديق الاقتراع لن يكون حول عما إذا كنا نريد النهضة أم لا، أو نرغب في نظافة البلاد في مائة يوم، وإنما كيف سنحقق هدفا لا يختلف أحد عليه.

    دستور بلحية ونقاب

    ونبقى مع 'الاهرام' التي تصدى خلالها مكرم محمد احمد لمحاولات الاسلاميين اسلمة الدستور فكتب : تغلب المسحة الدينية على عدد من مواد الدستور الجديد لتكشف عن بصمات القوة الاكبر تأثيرا داخل الجماعة التأسيسية المنوط بها كتابة الدستور، ومن بين 74 مادة تشكل البابان الأول والثاني المعنيان بمقومات الدولة والحقوق والواجبات يمكن أن تعد ثماني مواد يشكل الدين صلب مضمونها.. وربما يرى كثيرون أن الأمر لا يمثل أي مشكلة لان الدستور يعبر عن دولة إسلامية، لكن الصحيح أن الدستور ينبغي أن يعكس الخطوط الأساس لدولة مدنية دينها الرسمي الاسلام، لكن الإسلام لا يمثل دينها الأوحد لان هناك ما يقرب من عشرة ملايين قبطي مسيحي لهم نفس الحقوق والواجبات، ولا تشير معظم المواد الدستورية ذات الصبغة الدينية الى ضرورات ملزمة توجب ايرادها ضمن ابواب الدستور، وان كانت تؤكد حرص قوى الاسلام السياسي على اثبات سطوتها على عملية كتابة الدستور وإعطاء ملمح اساسي للدستور الجديد يميزه عن كل دساتير مصر السابقة.
    وإحقاقا للحق فإن بعضا من هذه المواد لا يخلو من مزايدات لا تفيد شيئا ولا مسوغ لوجودها سوى انها تقول للجميع بلسان انصار الاسلام السياسي نحن هنا لأنه اذا كانت السيادة بالفعل للشعب طبقا للمادة الرابعة من مشروع الدستور باعتباره مصدر السلطات وجب الوقوف عند هذه الحقيقة الناصعة دون أي اضافة او تزيد، تعرف الماء بالماء عندما يصر البعض على اضافة عبارة تقول ان سيادة الشعب تتحقق من خلال سيادة الله التي وضعها الله في الامة كي تمارسها!، وأظن ان المادة التاسعة المتعلقة بالذات الالهية باعتبارها مصونة لا تمس لا تعدو ان تكون تحصيل حاصل لا تستوجب نصا في الدستور.

    ما سر العلاقة التي تربط الغرياني بالاخوان؟

    ونبقى مع 'الدستور' الجديد ورئيس اللجنة المكلفة بكتابته المستشار حسام الغرياني الذي تساءل بشأنه حازم عبد العظيم في 'المصري اليوم': هل كانت تزكية عصام العريان للغرياني بناء على مباركة مكتب الإرشاد؟ وكنا قرأنا سابقاً قبل ترشيح مرسي لرئاسة الجمهورية أن مكتب الإرشاد عرض على المستشار الغرياني الترشح للرئاسة! إذن الغرياني مقرب إلى الإخوان ويبدو أنه يميل إليهم أيديولوجيا أيضاً! فعندما كان رئيساً للمجلس الأعلى للقضاء كان متوائماً مع المجلس العسكري، ولم نر له موقفا من الأحداث الدموية في محمد محمود، وسحل النساء في موقعة مجلس الوزراء! وكانت مواقفه الصامتة متسقة مع توجه الإخوان! كما كان تناوله لقضية المستشار عبدالمعز إبراهيم في سفر الأمريكان مشوشاً وضبابياً! لا أقصد بكلامي هذا أن سيادة المستشار عضو منتسب لتنظيم الجماعة، ولكنه ينتمي لنفس المدرسة الفكرية! وبالتالي ينزعج جداً من أي تصرف ثوري! ينزعج جداً من الخروج عن القوالب الفكرية الجامدة، ينزعج جداً من الاعتراض الصريح المباشر.
    هذا ما حدث في موضوع منال الطيبي الناشطة الحقوقية والسياسية. رد فعل المستشار الغرياني على استقالة الطيبي يدعو إلى القلق من طريقة عمل إدارة اللجنة داخلياً. سيادة المستشار استهزأ ببيان الاستقالة ورفض قراءته بعصبية واضحة، وطبعاً مع تصفيق الأعضاء الذي ذكرني بتصفيق نفس نوعية الأعضاء لمصطفى بكري عندما اتهم البرادعي بالعمالة. كنت أتمنى أن يرتفع المستشار الغرياني قاضي القضاة فوق الحدث، ويتناوله بكل هدوء وشموخ وموضوعية، وأن يفند ما جاء فيه. ولكن يبدو أن البيان كان محرجاً لأنه يتعرض لذات الرئيس الإخواني الذي كما وصفته الطيبي رئيس يضع أسس دولة دينية استبدادية فاسدة لما يسمى بالإسلام السياسي! يا سيادة المستشار أرجو أن يتسع صدرك للطيبي ولملايين المصريين الذين لديهم قلق شديد من الجماعة الإخوانية.

    الدستور الجديد بين قهر المرأة وتأليه الرئيس

    وما زال الهجوم على لجنة الدستور وسعي الاخوان للاستئثار بها محل الحديث خاصة بعد الهجوم الذي شنته منال الطيبي على الاسلاميين وهو ما جعل سحر جعارة في 'المصري اليوم' تنضم إليها: الدكتورة 'منال الطيبي في استقالتها من اللجنة التأسيسية للدستور، وصفت ما تم إعداده حتى الآن بأنه 'دستور طائفي'، وهو أيضا مشروع دستور يكرس الديكتاتورية في عدة مواقع أهمها النص على ملكية الصحف والقنوات التليفزيونية لمجلس الشورى.. وكأنه ضمانة لوجود جوقة إعلامية تبرر أخطاء النظام (أي نظام) وتهلل للحاكم وتزيف وعي الجماهير.
    السؤال الجوهري الآن: هل الجماهير العريضة طرف أصيل في الحوار المجتمعي حول الدستور؟ هل هي معنية أصلا بالحريات العامة وحقوق المواطنة.. أم أنها مشغولة بسعر المانجو وزواج القاصرات؟ بنفس آليات حكم 'مبارك' يتم إلهاء الناس بمصاريف المدارس وتحريك سعر السولار، بينما تولول النخبة على الدستور الجديد للبلاد! كنا ننتظر من دستور يأتي عقب ثورة أن يبدأ بمحو كل أشكال التمييز على أساس الدين، 'مشايخ' اللجنة التأسيسية للدستور يؤكدون أن مصر لن تكون دولة 'دينية' في الدستور بل دولة 'إسلامية'.. وهذا كارت إرهاب لأنصار مدنية الدولة واستغلال لجهل البسطاء ممن سوف يستخدمونهم لإقرار دولتهم الدينية. تحت شعار الدولة الإسلامية تُسلب المرأة حقها في تولي بعض الوظائف العليا كالقضاء مثلا، التي يعتبرها مشايخ اللجنة من 'الولاية العامة' التي لا تجوز للنساء! والمادة 36 من باب 'الحقوق والحريات' تنص على أنه: 'تلتزم الدولة باتخاذ كل التدابير التي ترسخ مساواة المرأة مع الرجل '. وهي المادة الوحيدة في الدستور، التي تشترط عدم الإخلال بأحكام الشريعة الإسلامية.. علما بأن 'أحكام الشريعة' هي أحكام 'ظنية الثبوت.. ظنية الدلالة' بعكس المبادئ التي تكون 'قطعية الثبوت.. قطعية الدلالة' حسب تفسير المحكمة الدستورية العليا، وهكذا نفتح الباب لفتاوى لا ترى في المرأة إلا جنساً يسير على قدمين.

    الصدام قادم بين الرئيس والسلفيين

    ونتحول نحو صحيفة 'الشروق'، حيث جمال الدين حسين يتوقع ما لا يحمد عقباه: المعطيات الراهنة تقول ان الصدام أو الخلاف سيحدث لا محالة بين مرسي والسلفيين بحكم ضرورات الواقع الصعبة والحالة المزرية التي وجد عليها مرسي معظم القطاعات والمؤسسات والوزارات.
    مرسي وافق على قرض صندوق النقد الدولي، في حين ان قيادات كثيرة في الحركة السلفية اعترضت على ذلك وبعضها اعتبره ربما مرسي اضطر إلى محاربة المتطرفين في سيناء ثم وجدنا الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل يسأله عن السند الشرعي لقتال هؤلاء، مرسي يحب الرسول مثل السلفيين وسائر المصريين والمسلمين، لكن السلفيين يريدون موقفا حاسما من أمريكا في هذا الصدد، في حين أن واقع الحال سيجعل مرسي يتصرف بطريقة مختلفة والسبب ان قرض الصندوق وبقية المعونات الاخرى يحتاج موافقة أمريكا. الواقع المزري لاقتصادنا، وحاجته الملحة للخارج ستفرمل أي قرار يعرقل علاقة القاهرة وواشنطن، ثم ان الإخوان يؤمنون حتى الثمالة باقتصاد السوق، وبالتالي لا يجدون في العلاقة الاقتصادية مع الغرب مشكلة عويصة. يحتاج مرسي وإدارته لاستثمارات كثيرة لينطلق الاقتصاد وأي عوائق تقف أمام هذا الانطلاق لن تكون في صالح الإخوان ومرسي وبالتالي يصعب تصور أن يستجيب مرسي لنداءات بعض السلفيين بقطع العلاقات مع واشنطن نصرة للرسول. ثم إن مرسي يدرك أن هذا الوقت ليس ملائما للدخول في صراعات مفتوحة مع أمريكا أو حتى مع إسرائيل، لكن بعض السلفيين لا يدرك ذلك .استعجال الصدام بين مرسي والسلفيين ربما ليس مصلحة إسرائيلية فقط ولكنه قد يكون هدفا لقوى أخرى في الداخل تعتبره ورقة مهمة لتعويق مرسي 'بأهداف صديقة' بعد ان فشلت الوسائل التقليدية حتى الآن. وبالتالي يصبح السؤال هو: هل سينجر السلفيون إلى هذه اللعبة المدمرة ويكونون هم الصخرة التي قد تتحطم عليها آمال الإخوان؟!

    عندما أصبحت السلطة
    في يد الاخوان أصبح بائع الألبان وزيراً

    ماذا بعد أن وصل الاخوان للسلطة هذا ما يؤرق الكثيرين من بينهم الدكتور أحمد يوسف أحمد الذي تصدى للأمر في صحيفة 'الشروق': سلطة الحكم قد دانت للإخوان فماذا فعلوا بها؟ لم يخرج الإخوان من عباءة تركيز السلطة في يد واحدة، كما كان الحال في عهد مبارك، ولم يخرجوا أيضا من عباءة تجنيد حشد من المستشارين، لا عمل واضحا لهم حتى الآن وكرر رئيس الجمهورية تقليد مفاجأة الرأي العام بشخص رئيس مجلس الوزراء، وأعادنا سويا إلى مشهد قمة الارتباك في مشاورات التشكيل الوزاري، واختيار شخصيات بعضها غير مؤهل للمنصب الذي يشغله وحرصت 'السلطة الإخوانية' ممثلة في مجلس الشورى على الاقتداء بالنظام القديم في اختيار شخصيات موالية لمناصب رؤساء تحرير الإصدارات الصحافية القومية، وكذلك فعل مجلس الشورى مع رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحافية، ثم في إعادة تشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس الأعلى للصحافة (قليل من الليبراليين واليساريين يضيف لمسات جمالية للتشكيل) ودفع التنمية الاقتصادية يتم بالطرق نفسها التي سادت عهد مبارك: زيادة الاستثمار الأجنبي والاعتماد على قروض ومساعدات خارجية من مصادر تبدأ بقطر وتنتهي بالبنك الدولي. في ثورة يوليو كان تأميم شركة قناة السويس من أجل بناء السد العالي، وكان الحديث عن حشد المدخرات المحلية لتمويل التنمية، وعن إحلال الواردات بإنتاج وطني ما أحوجنا إليه اليوم وقد استنزفت مواردنا في استيراد أتفه السلع التي نستطيع بسهولة أن ننتج أفضل منها، وعن صناعة ثقيلة أنجز العديد من مشروعاتها بالفعل، وعن برنامج صواريخ حرية ظلم كثيرا دون معرفة تفاصيل الجهد الخارق الذي بذلته مجموعة من خيرة المهندسين المدنيين والعسكريين بالمعايير العالمية. ومن الأمانة أن نشير إلى ما ورد في الحديث التليفزيوني لرئيس الجمهورية الذي أدلى به مؤخرا لقناة 'النيل' الإخبارية عن حلمه بأن تدخل مصر مجال صناعة الطائرات والسفن والصناعة الثقيلة، لكن المفارقة أنه اختار وزيرا للصناعة تتركز خبرته العملية في صناعة الألبان.

    رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون
    يعترف بالتنسيق مع الرئاسة

    إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون، كشف عن وجود 'تنسيق تام بين مؤسسة الرئاسة وأحيانا وزير الإعلام ومجلس الوزراء، وبين قطاع الأخبار حول ما يقدم في القطاع من أخبار لتقديم الرأي الموضوعي وتغطية كل الآراء والاتجاهات'، مضيفاً أنه 'من الطبيعي أن يكون هناك تنسيق مع د. ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ووزير الإعلام والوزارات المعنية حسب الاحتياج' وشدد على أنه صاحب القرار النهائي فيما يقدم من عدمه وفقا لأهميته الإخبارية، وأوضح أنه كان يعمل خلال الفترة الانتقالية وفق الخطة التي يحددها، ولم يكن هناك أي تعليمات أو توجيهات، إنما هناك سياسة تحريرية نلتزم بها.
    وقال 'الصياد' إنه أعطى رئيس التحرير خلال 'الفترة الانتقالية' الصلاحيات الكاملة لاتخاذ القرار دون الرجوع إلى القيادات الأعلى طالما يؤدي المطلوب منه مهنيا، لافتا إلى أن 'الاستئذان لنشر الأخبار كان السبب الرئيسي في تأخر الخدمة الإخبارية للتليفزيون المصري، لكن بعد 30 يونيو جاء نظام جديد، ولا شك أن هناك نوعاً من الحوار الدائم والتنسيق، لكن لا توجد لدي تعليمات أو أوامر لأي شيء، ولم يتدخل أحد في تحديد الضيوف أو غيره'.وحول مديونية الاتحاد، قال 'الصياد' إنها مدونية وصلت إلى نحو 18 مليار جنيه'، مضيفاً: 'أنا ورثت إرثاً من النظام السابق بمديونية كبيرة جدا مش عارف أدفعها منين، إحنا مش هنضحك على بعض، مديونين للوكالات بمبالغ قديمة، ومنذ أيام كان لدى صاحب إحدى الوكالات يطالبني بمديونية مليون جنيه من عام 2007، نحن الآن في 2012، مش عارف هل أسد ديوني أم ديون غيري'.

    مرثية لعبد الناصر من حمدي رزق: لا تحزن

    ونبقى مع 'المصري اليوم'، حيث ارسل حمدي رزق للزعيم الراحل جمال عبد الناصر مرثية جاء فيها: لا تحزن يا حبيب الملايين، أولادك في ميدان التحرير شبوا عن الطوق، افرح بهم، قرّ عينا، صدقني أنهم يحفظون لمصر الجميل، حسنو الرباية، وطنيون، لا باعوا ولا اشتروا مصر بثمن بخس دراهم قطرية معدودة، مصر عندهم أغلى ما في الوجود لا تحزن من شبيبة السمع والطاعة إن حملوك إرث طغاتهم، لا تحزن إن حاسبوك حساب الملكين في زمن الإخوان، كتابك بيمينك، عمرك، شبابك، كهولتك، شيخوختك، سنوات طوال، طولها أشغال شاقة في حب الوطن، خدمة إجبارية في أرض الوطن الذي ينكرون كنت تتوق للراحة بعد عناء، إذن استرح من وعثاء الطريق، امسح عنك غبار عصر مغبر القسمات، لا تحمل نفسك ما لا طاقة لك به، حان وقت الراحة، قرّ عينا، كنت تتمنى وقتا مستقطعاً للعلاج مما ألم بك وأثقل حركتك، وأرهق صحتك، استرح في دار القرار، هناك جنود مجندة ترعى ثورة أولادك، تحميها من الاختطاف الذي يناوشها، الغربان الشوم تحوم حول الحمى توشك أن تواقعه، ألا لكل وطن حمى، ألا إن حمى الوطن محارمه، ومحارم وطننا الخيانة، خيانة العهد، وإذ أخذنا من الثائرين ميثاقا غليظاً لا تحزن، وارفع الرأس أنت مصري، هل ترى من فتور؟ ثم أمعن البصر مرتين، ستجد أولادك في ميدان التحرير ينشدون الحرية، إنهم يحبونك، لكنهم يكرهون عيشتهم التي تركتهم عليها، وثاروا عليها، 'دنياهم' التي اسودت في أعينهم، ينعون مستقبلهم الذي صار شائهاً مشوهاً بفعل عمليات التجريف التي مارستها عصابات النهب المنظم لثروات البلاد، خربوا النفوس ودقوا الرؤوس، ونهبوا الفلوس، حقاً الفلوس بتغير النفوس! لا تحزن، ما بدر من نفر من المرجفين لا ينقص من قدرك، من قدر جيلك، أولادك يعرفونك، يعرفون العنوان، أصلهم طيب، من شجرة طيبة أصلها المصري ثابت وفرعها صاعد في السماء كسبت الرهان، شبابك الذين أحببت، مصريون بحق وحقيق، نفر منهم ضل بهم السبيل، أضلتهم عصابات معلومة الأهداف، تبغي التمكين، لكنهم المصريون الحقيقيون لا يضلون، سرعان ما يفيقون إلى واقعهم الأليم.

    ليس من المنطق
    أن نطالب الرئيس بالاستقالة

    وإلى المدافعين عن سياسية الرئيس مرسي ومن بينهم محمد حسن البنا في 'الأخبار': والمتظاهرون يطالبون بأن يستقل الرئيس عن توجيهات حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان.. وهذا مطلب موضوعي.. وعلى الرئيس أن يثبت للجميع أنه رئيس دولة مدنية.. وانه رئيس لكل المصريين على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم.. وأن يتم تشكيل مؤسسة الرئاسة بعيدا عن تأثيرات وترشيحات جماعة الإخوان.. وان يسعى إلى ضم أصحاب الرؤى والافكار المختلفة حتى وإن كانت مضادة لرأيه وفكره.. الشرط الوحيد الذي أراه جوهريا في الاختيار هو الانتماء والوطنية وعشق مصر.. وأرى أن هذا التشكيل تأخر كثيرا لدرجة أثارت اللغط حول النوايا الرئاسية أما المطلب. الجوهري الثاني والمهم أيضا فهو اطلاق حرية الرأي والإبداع.. وأنا مازلت عند رأيي وسياستي في ان الحرية مطلقة للرأي والتعبير طالما لا تمس الحرمات الخاصة للمواطنين.. ولا تسبب قذفا أو سبا يقع تحت طائلة قانون العقوبات.. سواء في الصحافة أو الفضائيات أو المظاهرات أو جميع وسائل التعبير.. وهذه أسس وقواعد مستقرة في العالم وفي مصر.. أما الابتزاز والقهر الفكري الذي يمارسه البعض فلن يكون له مكان لا في عقول ولا قلوب الشعب المصري. لقد أصدر الرئيس مرسي قرارا جمهوريا بقانون يلغي الحبس الاحتياطي للصحافيين.. وهو بهذا ينتصر لحرية الصحافة وحق المواطنين في التعبير وهذا القرار لا يحتاج مزايدة من أحد. لقد أتاحت الثورة للبعض ممارسة البلطجة والتزييف.. لكنها في المقام الأول أتاحت الحرية والكرامة للمواطنين.. وعادت مصر إلى أبنائها بعد أن اختطفها زبانية الرئيس السابق حسني مبارك.. ونهبوا ثرواتها وهربوا أموالها وطمسوا هويتها واليوم نحتاج إلي كل يد.. حكومة ومعارضة لبناء مصر.. ولن يثنينا عن ذلك اختلاف الرأي والرؤى.

    حزب الترامادول
    الأكثر شعبية في مصر

    وإلى الأدمان ومشاكله والتراخي الذي تواجه به الحكومة تلك القضية حسب ما يشير عماد الدين أديب في جريدة 'الوطن': أقوى حزب شعبي في مصر خلال المرحلة الأخيرة هو حزب 'الترامادول'! هذا الحزب الذي استهلك خلال 3 سنوات أكثر من نصف مليار حبة من هذا العقار المخدر اللعين! و'الترامادول' لمن لا يعرف هو مسكن للألم له مفعول مقارب للكودايين، ويصنف على أنه مسكن شديد للألم وغالباً ما يستخدم لتسكين آلام مرضى السرطان والأورام الخبيثة أو يمكن تعاطيه من خلال الحبوب أو الحقن الوريدي من 50 إلى 100 ملليغرام والجرعة الزائدة من الترامادول 'أي ما هو أكثر من 400 ملليغرام' من الممكن أن تصيب الإنسان بتقلصات عصبية حادة تشبه حالة الصرع. هذا العقار الشعبي هو رقم واحد في الأسواق المصرية بعد ارتفاع أسعار البانجو والحشيش، وندرة الكوكايين، وسوء تأثير شم 'الكلة' على أطفال الشوارع؛ نظراً لرداءتها الشديدة!
    إنه العقار الذي يسكن ألم الفقر والعوز والحاجة والتفسخ الأسري، وارتفاع سن الزواج واستمرار العنوسة والإحباط الجنسي والشعور بالإحباط العام والغضب الاجتماعي، إنه الملجأ الخاطئ الذي يعتقد البعض أنه القادر على إحداث التوازن الكمي والنوعي مع كل أنواع الألم الإنساني والجسدي والاجتماعي، انه ملاذ 6 ملايين طفل من أطفال الشوارع وملايين عمال اليومية العاطلين، وملايين طلاب المدارس الثانوية والمعاهد الفنية والجامعات الذين لا يرون طاقة أمل في غد مشرق يعدهم بوظيفة لائقة وإمكانية لتكوين أسرة، كان الترامادول، كما هو ثابت في التحقيقات مع الكثير من أطفال الشوارع الذين كانوا يصطدمون في التظاهرات مع جهات الأمن لساعات طوال ولأيام متتالية 'العنصر الداعم والمساعد' لمواجهة الغازات والرصاص المطاطي وألم العصي.

    حجازي: لقاء برهامي بشفيق صدمة للثوار

    أعرب الداعية الإسلامي صفوت حجازي، الأمين العام لمجلس أمناء الثورة، أن ما يتردد بشأن اعتراف القيادي السلفي ياسر برهامي بلقاء الفريق أحمد شفيق ليلة إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، رغم نفيه هذا اللقاء أمس الثلاثاء. وأضاف حجازي هذا الخبر شكل صدمة كبيرة لي كثوري وإسلامي، ولابد من إعلان الحقائق حتى لا يتقول أحد وقال 'لنا حقوق كثوار وإسلاميين، وأنا لست تابعا لاي حزب، ويجب على حزب النور او الدعوة السلفية توضيح الموقف بتفاصيله، ما الذي تم، ولماذا ذهبوا، وما المفاوضات التي جرت في الوقت الذي كانت كل القوى الثورية في ميدان التحرير تأهبا لرفض النتيجة إذا ما أعلن فوز شفيق '. وتابع ' إذا صح الكلام، فهذا ليس لقاء عابر لان الوقت ليس وقت اللقاءات العابرة، ولا الظرف ولا المسألة ولا الأشخاص عابرين، لذا نريد محاسبة كل من يخطئ في حق هذه الثورة'
                  

10-01-2012, 04:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    30qpt970.jpg Hosting at Sudaneseonline.com










    بعد انكارهم الاتصال مع أحمد شفيق الإخوان يعترفون به..

    ورطة رئيس مجلس الشعب
    حسنين كروم
    2012-09-30




    القاهرة - 'القدس العربي'

    في رأيي أن أهم ما جاء في صحف يومي السبت والأحد، هو تجاهل صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة ' الإشارة إلى الخطبة التي ألقاها الرئيس بعد أدائه صلاة الجمعة في مسجد الحمد بالتجمع الخامس، وكان فيها في غاية التأثر، وهو يطلب من الناس عدم تصديق الإشاعات، وذكرهم بحديث الافك مع أم المؤمنين السيدة عائشة، رضي الله عنها وأرضاها، ولا أعرف السبب في ذلك، وهو ما لا يمكن ان يحدث إلا بتعليمات. كما واصلت الجريدة موقفها الرافض لنشر أي تصريحات لوزير الدفاع أو قرارات له، فبينما نشرت كل صحف الأحد تصديق الفريق أول عبدالفتاح السيسي على الأحكام بالسجن سنة مع ايقاف التنفيذ على واحد وعشرين ضابطا من المتهمين بعدم الانضباط في حادثة الثامن من ابريل الماضي فإن 'الحرية والعدالة' لم تشر إلى الخبر كالعادة، كما اشارت الصحف الى سفر الرئيس لتركيا لحضور مؤتمر حزب العدالة والتنمية وتأكيداته على حماية الأقباط في سيناء.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة جدا، وهامة جدا لدينا، والله الموفق والمستعان.

    اسرار اتصالات الاخوان مع شفيق

    بينما كان موضوعها الرئيسي في الصفحة الأولى هو التصريحات التي أدلى بها القيادي ورجل الأعمال ورئيس لجنة التواصل مع رجال الأعمال الذي عينه الرئيس فيها، حسن مالك، وأدلى بها لزميلنا محمد حسين، واعترف فيها باتصاله مع الفريق أحمد شفيق، بعد ان كان الإخوان قد نفوا تصريحات شفيق، وتحدوه ان ينشر أسماء للإخوان الذين اتصلوا به، ولكنهم اعترفوا بها، وقال مالك: 'في شهر يوليو 2011 اتصل بي الفريق أحمد شفيق وطلب مقابلتي، وتقابلنا في منزل صديق لنا، وطلب مني خلال اللقاء مقابلة د. محمد مرسي أو د. محمد سعد الكتاتني، أو د. عصام العريان، فسألته عن الهدف من المقابلة، فقال لي، عايز رأيهم في ترشحي لرئاسة الجمهورية لأنهم إذا لم يوافقوا، فلن أترشح، فقلت له، لو عايز رأيي الشخصي لا تترشح لأن الرئيس المخلوع حسني مبارك حرقك، ثم أخبرته اني سأبلغ الإخوان بطلبه إلا أن د. محمد مرسي رد بأن الإخوان ليسوا على استعداد لمقابلته، ألح الفريق شفيق واتصل بي عدة مرات، فاعتذرت له بشكل دبلوماسي، فطلب ان أرتب له لقاء مفاجئاً معهم في بيتي قائلاً، أنت بخيل ولا إيه؟ فقلت له، ان هذه الطريقة ليست جيدة، والتقيت بالفريق شفيق بعد عودتي من السفر حيث ذهبت إليه وأبلغته اعتذار الإخوان، وهذه الاتصالات انقطعت تماما بعد ترشح شفيق للرئاسة'.
    أي ان اكثر من لقاء حدث فعلا، فلماذا أنكروا في البداية وتحدوا شفيق أن يذكر أسماء! ثم اضطروا لكشف أحد الأسماء التي التقى بها فعلا، فهل هناك شخصيات أخرى التقاها شفيق، ولا يعلم عنها مالك شيئاً، وسيقوم شفيق بخطوة أخرى لإحراجهم والكشف عنها، على أساس أن الإخوان لا يخبرون من يدفعونهم لإجراء اتصالات بالكشف لهم عن الآخرين الذين يقومون بنفس المهمة؟
    لكن الملفت هنا في كلام مالك، انه أغفل تماما ذكر أي دور للمرشد العام الدكتور محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، وهو شريكه في الأعمال، وصديقه الصدوق، وكأنهما يتقلدان مناصب حزبية في المكاتب الإدارية بالمحافظات او اعضاء في مجلس شورى الجماعة، رغم ان الحزب ورئيسه الدكتور محمد مرسي والكتاتني وصديقنا العزيز عصام العريان وغيرهم لا يتحركون خطوة دون إذن وتوجيه من مكتب الارشاد فلماذا يخفي مالك الحقيقة؟
    على كل حال لن يتمكن أحد من التغطية على أسرار هذه الفترة وما سبقها، وسوف يقوم الأمريكيون بالذات، في الكشف التدريجي للتهديد والتخويف، والإجبار على اتباع سياسات معينة، وهي أسرار تملكها أطراف أخرى قد تدخل في معارك تكسير عظام.

    جانب خطير من أسرار مفاوضات
    وزير المالية مع صندوق النقد

    والأمر الثاني الملفت هو أن وزير المالية الدكتور ممتاز السعيد كشف هو الآخر عن جانب خطير من أسرار المفاوضات مع مديرة صندوق النقد الدولي التي جاءت للقاهرة، الجميلة كريستين لاجارد، وقابلت الرئيس مرسي وعددا من المسؤولين، وكان مسؤولون في الصندوق من قبل قد تقابلوا مع قادة من الإخوان، المهم ان كل المسؤولين نفوا ان يكون الصندوق طلب منهم أشياء محددة للموافقة على قرض الأربعة مليارات وثمانمائة مليون دولار، بعد ان كان طلب حكومة الدكتور كمال الجنزوري مليارا ومائتي مليون دولار، وعارضه الإخوان، والآن هم يطلبون مضاعفته ثلاث مرات على أساس انهم أناس أهل بركة والخير يجري وراءهم، كل قادة الإخوان والمسؤولون نفوا انهم بحثوا مع الصندوق أي شروط، ومنهم وزير المالية الذي فاجأ الجميع أول أمس واعترف لقناة سي بي سي، بأن الصندوق لم يضع شروطاً على أساليب وأوجه صرف القرض المنتظر منحه لمصر، لكنه يريد فقط تخفيض حجم الدين وترشيد الانفاق في الموازنة العامة، وأن الحكومة تقوم حاليا بترشيد الدعم، وأن الرئيس مرسي والحكومة رفضوا كلياً طلب الصندوق خفض قيمة الجنيه مقابل العملات الأخرى لأنه يؤدي إلى رفع أسعار السلع والخدمات حيث ان حجم الواردات يفوق حجم الصادرات.
    وهذا الكلام أنقله عن صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' امس في تغطية زميلنا محمد سليم، حتى لا يقولوا ان الصحف الأخرى تفتري عليهم، المهم، ان طلب صندوق النقد تخفيض سعر الجنيه حقيقي، ورفضه أو قبوله قضية أخرى، المهم ان الوزير يكذب تكذيب الحكومة السابق بتقدم الصندوق بهذا الطلب، لكن المهم الآن، وما الذي طلبه الصندوق ايضا مثل بيع مؤسسات ومصانع الدولة واستئناف برنامج التخلص منها والذي كان جمال مبارك وشلته قد بدأوا تنفيذه وأوقفه جناح داخل النظام بالتحالف مع الجيش وأجهزة الأمن.

    كيف اصطفى الله مرسي

    وإلى الرئيس والمعارك الدائرة حوله وبسببه، معه وضده، وممن كانوا معه، يوم الثلاثاء اثنان بصفحة آراء حرة بجريدة الإخوان 'الحرية والعدالة' أولهما الدكتور إبراهيم محمد عبدالحميد أبو سكين، استاذ أصول اللغة العربية بجامعة الأزهر، وقوله: 'لقد وفق الله تعالى بفضله الأستاذ الدكتور المهندس محمد مرسي واصطفاه رئيساً لجمهورية مصر العربية بعد نضال مرير مع فرعون مصر وعصابته الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد وبعد أن تجرع كأس الضيم هو وجماعة الإخوان المسلمين في طول البلاد وعرضها قال تعالى: 'ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون'.
    وقد أظفره الله على منافسيه ورزقه النصر والظفر والغلبة والظهور والعلو بتوفيقه بفضله تعالى فاستمال القلوب النافرة ورد الأهواء الشاردة وذلل الصعاب على الرغم من دخوله حلبة المنافسة متأخرا وتلك من إرهاصات النصر وبشائر الخير وطلائع التمكين، وقد قرن رئيس الجمهورية بالصواب تدبيره وأبرم بالسداد أموره ووصل بالجد عمله.

    ولو أنه ذاك النبي المطهر

    عندما بلغ السيل الزبى، وجاوز الحد وجدناه حازم الرأي، ماضي العزيمة، نافذ البصيرة، سريع البديهة محروساً بعين الله، ولله در القائل:
    'وما من أحد ألسن الناس سالماً
    ولو أنه ذاك النبي المطهر
    فلا تكترث بالناس في المدح والثنا
    ولا تخشى غير الله، والله أكبر'.
    وثانيهما كان قصيدة كتبها عبدالناصر الكومي، ومن أبياتها:
    'أعطوا المجال جماعة الإخوان
    حتى يعم الخير كل بنان
    هذي الجماعة عذبت في دينها
    قتلاهم في معجم 'الطغيان'
    أعطيتم 'الوطني' أكبر فرصة
    زرع الخراب أطاح بالعمران
    ماذا جنينا منه إلا خسة
    وضحالة وتخلفاً بهوان
    هذ الجماعة لا نرى بها سارقاً
    أو فاسداً في ظلمة الإدمان
    هي لا تصفي بالحساب عدوها
    ويعيش بين ظهورنا بأمان
    تعفو وتصفح عن جبال إساءة
    فاقت عصور الشرك والأوثان
    فاستبشروا خيراً ولا تتنازعوا
    كتنازع البازي مع العقبان
    يا من تعادون الجماعة ويحكم!
    أتفضلون قياصر الرومان؟!
    هاقد دعوتم للخراب فحسبكم
    أيبدل الإيمان بالكفران
    أنا لست عضوا في الجماعة
    إنما عاشرتهم في سالف الأزمان
    فتكاتفوا خلف الرئيس بألفة
    فالود يلقى الحقد في النيران'.

    الرئيس مرسي يتمتع بدعم إلهي

    وقد تعجبت جداً، أن يكون اسمه عبدالناصر، وليس عضوا في الجماعة، ويقول عنها ذلك، ثم كيف يطالب بمنح الفرصة للرئيس وهو الذي قال مهاجما عبدالناصر والستينيات وما أدراك ما الستينيات واسمه على اسمه، اللهم إلا إذا كان ينتحل الاسم، أما اسمه الحقيقي فغير ذلك.
    وتسبب المستشار القانوني للرئيس الدكتور محمد فؤاد جاد الله في مشكلة للرئيس لأنه كشف عن سر كان يحرص الرئيس على إخفائه من شدة التواضع، وهذا السر أثار غضب زميلنا وصديقنا حمدي رزق، فقال عنه في عموده اليومي بـ'المصري اليوم' يوم الخميس وقد وجد كنزا: 'قطع المستشار محمد فؤاد جاد الله، المستشار القانوني لرئيس الجمهورية قول كل خطيب قال لا فضل فوه ومات حاسدوه: 'الرئيس مرسي يتمتع بدعم إلهي في اتخاذ قراراته وأن قرارات الرئيس سبقت في كثير من الأحيان طموحات الشعب المصري خاصة في 12 أغسطس وأن 21 أغسطس شهد قيام دولة حقيقية وليست دولة صورية'، بصراحة غلب حماري مع جماعة الرئيس مرسي ناقص يترضون عليه باعتباره من الخلفاء الراشدين الراضين المرضيين، الرئيس مرسي العياط يتمتع بدعم إلهي، يا حلاوة يا ولاد، عشنا وشفنا رئيس مدعوم ليس من جماعة ماء السماء الطهور 'الإخوان' بل من السماء نفسها، حتى المرشد بديع الزمان لا يجرؤ على إنكار الدعم الإلهي، لكن الدعم الإلهي كالوحي الإلهي لا ينكره إلا القوم الكافرون، هل هذا كلام يصدر عن المستشار القانوني لرئيس الجمهورية، وتقولي هنكسبها، سبت إيه للشيخ المحلاوي تخصص إلهيات، بالضرورة تعيين سعادتك مستشارا كان دعما إلهياً طبعاً أنت اللي كنت واقف ساعة الدعم الإلهي ما نزل، إلهي وأنت جاهي لا تحصل دعماً ولا توصل استشارات يا محمد يا أبن فؤاد يا ابن جاد الله يا ابن حوا وآدم'.

    مرسي يمس بالذات الإلهية؟

    أيضا، وفي نفس اليوم أثارت حكاية الدعم الإلهي وغيرها أعصاب زميلنا أسامة سلامة رئيس تحرير مجلة 'روزاليوسف' السابق فقال عنها في نفس اليوم الخميس في 'التحرير': 'ماذا لو قدم شخص بلاغا للنائب العام يتهم فيه د. مرسي بالمساس بالذات الإلهية؟ فعدم تعليقه على تصريحات مستشاره يعني موافقته الضمنية عليها! فهل كان د. مرسي نبياً ملهماً لا يأتيه الباطل؟ وهل لو أصدر قراراً وتراجع عنه يكون الإلهام خاطئاً؟ 'حاشا لله واستغفره'، هناك بالتأكيد من يتوهم إمكانية تحويل د. مرسي إلى فرعون لا يحاسبه أو يناقشه أحد إذ لا تأتي قراراته من السماء!
    فكيف لنا أن نعارضه إذن ونقول له أنت مخطىء؟! فهل لم يكن مستشار الرئيس مدركاً مغبة ما يقول ويفعل وأنه بذلك يلقي بالرجل في ورطة لا يحسد عليها؟! لا أدري من رجال الرئيس نصحه بالكلام عن المانجو وزيادة محصولها هذا العام كدليل على تحسن الأوضاع في البلد فأصبح بسببه مثاراً للتعليقات الساخرة، لا يخلو أيضا الطابور الخامس الذي يعمل ضد الرئيس 'ابنه' الذي أخذته العزة بالاثم فهاجم أحد معارضي والده على موقع الفيس بوك وقال لمحادثة 'اسمه السيد الرئيس يا بغل!' وهذا لفظ لا يصدر إلا من شخص يشعر بالقوة والحماية الزائدة! قد يقول قائل ان د. مرسي غير مسؤول عن تصرفات ابنه، لكنه بلا شك مسؤول عن تربيته وتعليمه وتهذيبه! لماذا لم يجبره على الاعتذار الى من أخطأ في حقه؟! أو اعتذر هو ضارباً المثل والقدوة في الاعتراف بالخطأ؟ أما خيرت الشاطر الذي أدلى بتصريحات تشكك في وجود مشروع النهضة فقد وضع د. مرسي في مأزق بعد أن بنى برنامجه الانتخابي على هذا المشروع وأطال الشرح فيه على مدى شهور الانتخابات فمن الصادق فيهما ومن الكذاب؟ مرسي أم الشاطر؟'.
    وفي حقيقة الأمر فان المستشار القانوني جاد الله سيقع في حيص بيص، فيما لو خفضت الحكومة دعم السلع أو الفتة، فهل سيترتب عليه تخفيض الدعم الإلهي لقرارات الرئيس، وإلغاؤها؟

    ليس من حقك أن تسخر
    من الرئيس وتستهزىء به

    وآخر زبون عندنا اليوم سيكون زميلنا الإخواني أحمد غانم، وقوله يوم السبت في 'الحرية والعدالة' مدافعا عن الرئيس: 'أتفق أو أختلف مع الرئيس مرسي في أدائه أو قراراته أو سياساته فهذا حقك لكن ليس من حقك أن تقلل من جهد الرجل وعمله الدؤوب، ليس من حقك أن تسخر من الرئيس وتستهزىء به وأنت جالس خلف شاشة الكمبيوتر ترتدي الترننج وتمسك بالريموت وتنتقل بين القنوات التليفزيونية وهو بالكاد لا ينام إلا سويعات قليلة من أجل أن ينهض بوطنه، ويحل مشاكل شعبه، ويعيد مصر الى موقعها الريادي الذي فقدته طيلة عهد المخلوع.
    هناك فئة من البشر لن يرضيها أي شيء مادام أنه مذيل بتوقيع الرئيس مرسي رغم أنهم لا يمثلون إلا نسبة ضئيلة جدا من مجموع الشعب المصري الأصيل! شيء مزعج أن تختزل هذه الفئة الحاقدة انجازات مرسي وجهده في تأدية الصلاة يوم الجمعة وإلقاء الخطب وترديد الصلاة على الرسول في المحافل والمؤتمرات الدولية ناسية بل متناسية ان هذا الرئيس استطاع أن ينقل مصر في غضون 42 يوماً بالتمام والكمال من دولة عسكرية إلى دولة مدنية ويؤسس لعهد جديد يضع لبناته بمشاركة جهود كل المخلصين من أبناء الوطن، البعض ينسى أو يتناسى أن مرسي رضي أن يتحمل مسؤولية بلد أقرب ما يكون إلى 'الخرابة'. مطلوب من الرئيس حركة تغيير محافظين شاملة تتبعها حركة تغيير في رؤساء مجالس المدن والملفات الخمسة في المؤتمر امام الرئيس في عملية تقييم الأداء، سيدي الرئيس ليس على رأسك بطحة حتى لا تخرج علينا لتصارحنا بالمشاكل والمعوقات التي تقف أمام نهضتنا، ننتظر منك خطابا يوم 8 أكتوبر تتحدث فيه عن مشروع المائة ما أنجز وما لم ينجز، فالمصارحة مطلوبة والمكاشفة ستخرس كل الألسنة المتربصة'.

    الاخوان يرثون الحزب الوطني

    وإلى معارك الإخوان التي لا تهدأ، وهذا طبيعي لأنهم أصبحوا حكام البلاد، ويقومون بأفاعيل يعجز الجان عن الاتيان بها، لدرجة انهم أصابوا بالجنون، كثيرا من حلفائهم السلفيين والحلفاء الإسلاميين الآخرين الذين انقلبوا عليهم بعد أن لم يلق لهم الإخوان بمنصب هنا أو هناك، سواء في المجلس الأعلى للصحافة أو المجلس القومي لحقوق الإنسان، او المستشارين والمساعدين، أو فتح صفحات الصحف القومية لهم، أو اجتماع الرئيس بهم، بل وفضلوا مداعبة العلمانيين الكفرة أعداء الإسلام، ومنحهم المناصب، مما أصاب هذا الفريق بالصدمة.
    أما من هاجموا الإخوان، من خصومهم فكان من بينهم الدكتور إبراهيم زهران، رئيس حزب التحرير المصري وهو حزب صوفي، قال في صحيفة الحزب 'التحرير المصري' التي تصدر كل ثلاثاء: 'أن يأتي حزب أو فصيل سياسي ليرث الحزب الوطني الديمقراطي كحزب سلطوي شمولي ويريد من بقية الأحزاب أن تلعب دور الكومبارس على المسرح فهذا يعني أن النظام لم يتغير بعد، ومما يزيد الطينة بلة أن يكون الحزب السلطوي له أيديولوجية مما يعني أنها فاشية جديدة، والحل يكمن في قيام تكتلات على أساس فكرة يقبل بها المواطن البسيط ويتجمع حولها ومن أجلها، والأمثلة القريبة كانت في حركة 'كفاية' وفي حملة 'لا لنكسة الغاز' و'وقف تصدير الغاز لإسرائيل' وفي مصر ضد التوريث وفي الجمعية الوطنية للتغيير، 'الشعب يريد تغيير النظام' ما زالت ترن في أذن وقلب وعقل ووجدان كل مصري وإلى أن يتغير ونشعر جميعاً بالحرية والعدالة الاجتماعية ونقضي على البطالة وما أسهل ذلك إذا وجدت الإرادة السياسية'.

    تجربة البرلمان 'الباطل' ضمت
    النائب الكذاب ونائب الفعل الفاضح

    وفي نفس اليوم الثلاثاء أراد زميلنا بـ'الأخبار' محمد عبدالحافظ مداعبة الإخوان وحلفائهم السلفيين بقوله: 'تجربة البرلمان 'الباطل' ضمت النائب الكذاب ونائب الفعل الفاضح والنائب ذا اللسان الطويل وتحول مجلس الشعب إلى ساحة لتصفية الحسابات وترسيخ قواعد الاستحواذ من خلال استغلال الحصانة وسلطة التشريع ولست هنا في محل البكاء على اللبن المسكوب أو الشماتة - معاذ الله - ولكن رب ضارة نافعة، فقد كانت فرصة ذهبية لكل الناس ليروا بأعينهم أداء النواب الذين اختاروهم ولكي يستبدلوهم بآخرين يبقى على الرئيس ان يطرح قانون الانتخابات الجديد على كل القوى السياسية والأحزاب قبل إقراره حتى يخرج منضبطا خالياً من أي عوار تشريعي لتلافي شبهة عدم الدستورية والوقوع في فخ بطلان جديد، في يد الشعب وحده أن يجعل البرلمان القادم أقوى برلمانات العالم إذا أحسن اختيار ممثليه، لا نريد حزبا وطنيا 'مركب ذقن'.

    إحالة الأمين العام لمجلس
    الشعب لمحكمة الجنايات

    وبمناسبة مجلس الشعب، فقد وقعت الاسبوع الماضي حادثة ملفتة وهو قرار المستشار عاصم الجوهري رئيس جهاز الكسب غير المشروع بإحالة الأمين العام لمجلس الشعب سامي مهران الى محكمة الجنايات بتهمة استغلال منصبه في الإثراء غير المشروع، وكان القرار ضربة خطيرة للإخوان خاصة رئيس مجلس الشعب الإخواني السابق سعد الكتاتني.
    والغريب في الأمر ان جريدة 'الحرية والعدالة' هللت في تحقيق لها يوم الثلاثاء قبل الماضي، شارك فيه زملاؤنا محمد حسين وخالد عفيفي وسيد فودة، هللوا فيه قائلين: 'سامي مهران أحد أعضاء النظام السابق والذراع اليمنى لفتحي سرور - رئيس المجلس السابق - استطاع أن يبسط قبضته على دهاليز وأسرار مجلس الشعب طوال فترة وجوده في البرلمان وساعده على ذلك انه حاز على ثقة فتحي سرور وزكريا عزمي رئيس ديوان الرئيس المخلوع، كما ساعده ايضا خريطة التعيينات داخل المجلس التي تحكم فيها بشكل كبير، كما كان مهران هو المحرك الحقيقي للبرلمان فأدار جلسات المجلس في عهد فتحي سرور وعانى منه المستقلون والمعارضون وكان يتعمد وضع طلباتهم في نهاية قائمة الطلبات، وعقب ثورة يناير بادر بتعيين المئات من أبناء السيدة زينب اتهموا بالمشاركة في موقعة الجمل لصالح النظام القديم وأثير حينها أن من بين المعينين طلابا في الجامعات مازالوا في دراستهم، ولعب مهران - وفق مصادر برلمانية - دوراً في محاولة إفشال عمل نواب برلمان الثورة، حيث أصدرت تعليمات للباحثين العاملين بلجان المجلس النوعية البالغ عددها 19 لجنة بعدم التعاون مع النواب والتوقف عن إبداء النصيحة وتقديم الاستشارة لهم بل استخدام جواسيسه في مراقبة الباحثين لتقديم تقرير له عن الموظفين المتعاونين مع النواب خاصة نواب حزبي 'الحرية والعدالة' و'النور'.

    ما موقف رئيس البرلمان
    من احالة الرجل المقرب منه؟

    أما الغريب في الأمر فهو ان رئيس مجلس الشعب الإخواني الدكتور سعد الكتاتني، احتفظ بسامي مهران في منصبه، رغم وجود قرار من النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بمنعه من السفر للتحقيق معه في الاتهامات الموجهة إليه، ولم يكتف الكتاتني بذلك، وإنما في أول رحلة له خارج مصر الى الكويت، اصطحب سامي معه، وطلب من النائب العام إذناً له بالخروج من مطار القاهرة، وتكرر ذلك مرتين بعد ذلك، وبعد صدور حكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب وبطلانه، استمر سامي مهران في تخصيص نفس السيارات التي كانت مخصصة للكتاتني له ثم جاء حكم المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة، بأن أحداً ليس من حقه مناقشة قرار المحكمة الدستورية، بالحل وهو يشمل الثلثين المنتخبين بالقوائم والثلث المنتخب الفردي، ليضع نهاية لآمال الإخوان في عودة المجلس، وهو ما دفع زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي لـ'التحرير' لأن يقول شامتاً وعيناه تنظران للكتاتني: 'أنهى مجلس الدولة الجدل الذي فرضته جماعة الإخوان خلال الشهور الماضية من أن مجلس الشعب قائم، ضاربين عرض الحائط بحكم المحكمة الدستورية العليا، فالمحكمة الإدارية العليا قالتها بوضوح ان مجلس الشعب زال وجوده بقوة القانون و الولاية لمجلس الدولة على الأحكام الدستورية، وقد حاولت الجماعة والمتحالفون معها خلال الفترة الماضية بذل كل ما يملكون من جهد وجدل 'رغم نبذهم الجدل فهم يتبعون السمع والطاعة' لإقناع الناس بأن حكم المحكمة الدستورية ببطلان مجلس الشعب في حكم المنعدم منذ انتخابه وينطبق فقط على الثلث الفردي، وأن الأمر في يد المحكمة الإدارية العليا، وبعد ذلك الحكم البات الواضح هل يعيد الريس الكتاتني سيارة مجلس الشعب وحراسه ومميزاته وأمينه العام المحال الى الجنايات بالكسب غير المشروع، أم أنه مازال يصر على أنه الريس؟'.

    تحول ولاء الأمن
    من رئاسة الوزراء الى الرئيس

    أما في جريدة 'روزاليوسف' القومية، فإن زميلتنا الجميلة فاطمة سيد أحمد قالت عن القسم الجديد لرئيس المخابرات العامة على المصحف امام الرئيس: 'بعد أن وضع رئيس المخابرات العامة الجديد اللواء محمد رأفت شحاتة يده على المصحف ليؤدي يمين الولاء لرئيس الجمهورية تذكرت الصورة التي كانت تنشر دائماً عن جماعة الإخوان وهم يضعون أيديهم على المصحف ليؤدوا قسم الولاء والطاعة للمرشد، معنى هذا أننا بصدد تقارير وتسجيلات ستقدم للرئيس ليصير عالماً لكل صغيرة وكبيرة.
    وعلى نفس الطريق قدم اللواء محمد عمر هيبة رئيس جهاز الرقابة الإدارية أيضاً يمين الولاء بشكل آخر، فقد قام بتقديم ملفات الفساد الى الرئيس ولم يكتف بهذا بل صرح أن هذه الملفات سيعلن عنها د. مرسي قريباً، وهو في ذلك يلغي تبعيته لرئيس الوزراء، كما ينص الدستور الذي يخشى هيبة أن يتم إلغاء دور الرقابة فيه، ومع الاعتذار للسيدين رؤساء الأجهزة المخابراتية والرقابية، إلا أن هذه التبعية المغلقة عليهم والرئيس إنما تخلق زائري فجر جددا حتى ولو كانوا غير تابعين لتلك الأجهزة'.

    الاخوان اجهزوا على العسكر
    والقوميين والتغريبيين والشيوعيين

    ونترك الساخطين على الإخوان إلى الإخوان وأنصارهم، ونبدأ مع زميلنا الإخواني عامر شماخ وقوله يوم الأربعاء في 'الحرية والعدالة' مهدداً ومتوعداً: 'من حق الإخوان بل من حق الشعب أن يسترد هويته الضائعة التي جاهد من أجلها طويلا وختم هذا الجهاد بثورة يناير المباركة، تلك الهوية الإسلامية النظيفة التي أجهز عليها العسكر وأشياعهم من القوميين والتغريبيين والشيوعيين ومن لا هوية لهم على مدار قرن وزيادة، وهاهو الشعب قد استبعد كل هؤلاء ونحاهم عن طريقه وبدأ السير في طريق العدل والنزاهة، فلماذا يستكثر هؤلاء الرجعيون على الشعب حقه في الاستناد الى مرجعيته القويمة؟ وهل ولوا أنفسهم للحديث باسم هذا الشعب وتحديد مطالبه؟! ولهذا أرفض وبشدة موقف بعض قادة الجماعة ممن يظهرون في وسائل الإعلام ينفون 'أخونة الدولة' كأن 'على رأسهم بطحة' ويردون على المخبولين إياهم مبررين تعيين أخ هنا أو هناك في منصب من المناصب.
    أقول إن 'أخونة الدولة' ليست عشقاً حراماً، وليست تهويدا للدولة بل هي حق مشروع لفصيل وطني محترم في أن يتولى إصلاح بلده ورسم خطط مستقبله ونهضته وتنفيذ مطالب الشعب بوقف أعمال السلب والنهب وإزاحة المنحرفين عن أماكن اتخاذ القرار ورد الحقوق الضائعة لأصحابها، لينطلق الإخوان الى إصلاح ما أفسده المفسدون غير ملتفتين الى صوت هنا أو هناك، مقتنعين بأنهم وكلاء شعبهم فيما يفعلونه، والشعب وحده بفصائله الوطنية المعروفة هم الذين يضعون للإخوان حدود حكمهم وما لهم وما عليهم وليس هؤلاء الإمعات العاطلين الذين لا يجيد أحدهم سوى شتم الإخوان وهو يعلم 'علم اليقين' أن الإخوان لا يردون على إساءة ولا يعرفون الالفاظ القذرة التي يتداولها هؤلاء الحاقدون'.
    والملاحظ هنا استخدام كلمة منذ قرن وزيادة، أي ليس من ثورة يوليو وحكم العسكر، وانما من قبل الثورة الشعبية ضد الاحتلال البريطاني بقيادة خالد الذكر سعد زغلول في مارس 1919، وتحديدا منذ بدء الإمام المجدد محمد عبده عملية تجديد الدعوة والإصلاح الديني، وهو نفس فكر قيادة الجماعة الآن، المتأثرة بأفكار أبو الأعلى المودودي وسيد قطب.

    الاخوان وعبدالناصر والسفارة البريطانية

    أما المسكين زميلنا الإخواني بـ'الأخبار' عصام السباعي، فقد كتب يوم الأربعاء كلاما غير مفهوم، إذ قال: 'تصريح الرئيس جمال عبدالناصر إلى مندوب 'الأهرام' في 12 سبتمبر 'ايلول' 1953 يكذب فيه مزاعم حل جماعة الإخوان المسلمين.
    وقال عبدالناصر في زيارة لمقر الإخوان المسلمين بمحرم بك في 18-4-1953: ان تواجدي بينكم يشعرني بدرس عظيم واني أتذكر دائماً ما قاسيتموه في الماضي وكيف صمدتم وكيف ازداد إيمانكم وازدادت قوتكم، وفي كلمته للإخوان بالمنصورة في 9-4-1953 قال: يسعدني ان التقي بكم دائماً لأشعر بالإيمان والقوة والأمل في المستقبل واني لأنظر الى الماضي فأرى كيف قامت دعوة الإخوان المسلمين ثم انظر إليكم الآن فأجد فيكم غايتنا، انها لعبة السلطة والمصالح واللعب بالكلام على حساب الأوطان بما في ذلك الإخوان والتي تنتهي بالنكسة والعار!'.
    والسباعي المسكين لا يفرق بين حادثين، الأول أن ثورة يوليو، حين اصدرت قرار حل الأحزاب السياسية لم تطبقه على الإخوان، باعتبارهم جمعية، وعندما انكشفت المفاوضات السرية التي أجراها مرشد الإخوان الثاني المرحوم احمد حسن الهضيبي وآخرون مع المسؤولين في السفارة البريطانية وتوصلوا معهم الى نقاط اتفاق للجلاء من وراء ظهر الحكومة ومجلس قيادة الثورة، صدر قرار حل الجماعة، وترافق ذلك مع استمرار محاولتها فرض أوامرها على قيادة الثورة، وفصلها أعضاء مكتب الارشاد الذين قبلوا مناصب وزارية مثل المرحوم الشيخ أحمد حسن الباقوري.


    --------------------

    خواطر

    علاقة الجماعة بأمريكا واقع لا يمكن إنكاره‮!‬

    30/09/2012 06:10:46 م




    [email protected] - بقلم‮ :-‬‮ ‬جلال دويدار


    ‬جلال دويدار



    لفت انتباهي فيما نشرته الصحف المصرية خبراً‮ ‬تناول اجتماعاً‮ ‬لقيادات جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة في مصر‮. ‬كان يمكن أن أقبل بخبر الاجتماع باعتباره حدثاً‮ ‬عادياً‮ ‬يدخل ضمن الأنشطة الروتينية التي تقوم بها الجماعة‮.. ‬ولكن ما أثارني تمثل فيما أعلنه المجتمعون عن رفضهم لاتهامات رومني المرشح للرئاسة الأمريكية بشأن وجود علاقات للجماعة مع إدارة الرئيس الحالي أوباما الذي ينافسه في هذه المعركة الانتخابية‮.‬
    كنت أرجو وعلي ضوء الحقائق التي يشهد بها الجميع أنه ليس هناك ما يشين في وجود هذه العلاقات‮. ‬هذا النفي كان لابد أن يثير الشكوك حول طبيعة هذه العلاقات التي كنت أرجو أن يتسم تصريح الجماعة حولها بالمصداقية والتي يبدو أنها لم تتعود عليها بعد‮.‬
    الغريب في هذا الموقف الإخواني هو الاعتقاد بأن المصريين أو العالم مصابون بداء فقدان الذاكرة‮. ‬كان عليهم أن يدركوا أن هناك كثيرين مازالوا يذكرون ما دار في اجتماعات المسئولين الأمريكيين برموز الجماعة والتصريحات التي صدرت عنها وأكدت علي تفهم الجماعة للمطالب الأمريكية بشأن السلام مع حبيبة القلب إسرائيل التي من بينها الالتزام باتفاقيات كامب ديفيد للسلام‮.‬
    كما لا يمكن لأحد أن ينسي تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي تحمل شبهة الدعم والمساندة للجماعة في انتخابات الرئاسة بما في ذلك التشكيك في موقف المجلس الأعلي للقوات المسلحة بشأن تسليم السلطة‮. ‬إن هذه الأمثلة التي تكشف العلاقة بين الجماعة وإدارة أوباما ليست إلا قليلا من كثير مادام يخدم مصلحة واشنطن وتل أبيب‮.. ‬وما خفي كان أعظم


    ------------------

    نهـار



    30/09/2012 06:16:06 م




    [email protected] - بقلم : عبلة الروىنى


    عبلة الروىنى



    ليس أقل من تقديم وزير الاعلام لاستقالته بعد فضيحة حواره مع مذيعة قناة‮ »‬دبي الفضائية‮« ‬والتي وصفت بمحاولة للتحرش‮!!‬
    عندما قالت له مذيعة البرنامج‮ »‬زينه يا زجي‮« ‬انها احضرت بعض الاسئلة من صحفيين،‮ ‬رد الوزير ضاحكا‮ »‬بشرط الا تكون الاسئلة سخنة زيك‮«!! ‬وبسرعة علقت المذيعة‮ »‬انا اسئلتي هي اللي سخنة‮«!!‬
    العاملون في ماسبيرو يتبادلون مقاطع الفيديو للبرنامج بالكثير من السخرية،‮ ‬وكذلك صفحات التواصل الاجتماعي،‮ ‬وتحول السؤال إلي استفتاء‮ »‬هل يعتبر ما قام به وزير الإعلام مع مذيعة قناة دبي،‮ ‬تحرشا أم مغازلة أم مجرد زلة لسان؟‮!«‬
    والمسألة ليست خطأ الوزير أو خطيئته،‮ ‬ليست زلة اللسان أو المغازلة،‮ ‬ولكن لغة الإعلام ومستوي الخطاب الذي هبط به الوزير‮ »‬عضو جماعة الإخوان المسلمين‮« ‬إلي مستوي‮ ‬غير لائق لا دقة في استخدام اللغة ولا مسئولية في التعامل مع المشاهدين ومخاطبة الرأي العام‮.‬
    سلوك الوزير اثار العديد من المنظمات النسوية ومنظمات حقوق الإنسان إلي حد اصدار بيان استهجن ما حدث،‮ ‬بينما اعتبرت إحدي الحقوقيات‮ »‬داليا عبدالحميد‮« ‬ان ما قام به الوزير‮ »‬هو امتداد طبيعي للقيم السائدة في المجتمع المصري،‮ ‬والتي تتجلي في السكوت علي حوادث مثل استخدام الرجل لنفوذه ووضعه الوظيفي وسلطته في اهانة العاملات والموظفات في مقر العمل والتحرش بهن‮.‬
    عبارة وزير الإعلام والتي وصفت بالتحرش،‮ ‬تناقض حالة التشدد ومطالبة المذيعات بالاحتشام وعودة المحجبات للظهور علي الشاشة‮.. ‬هذا التناقض يفضح تناقضات اخري للكثيرين من رموز تيار الإسلام السياسي،‮ ‬حيث الكذب والاختلاق والتجاوز الخلقي،‮ ‬من كذب حازم أبوإسماعيل‮ »‬في جنسية والدته‮« ‬وكذب البلكيمي في واقعة‮ »‬تجميل انفه‮«‬،‮ ‬إلي الفعل الفاضح في الطريق العام للشيخ ونيس،‮ ‬وكذب الشيخ ياسر برهامي في واقعة ذهابه إلي بيت الفريق أحمد شفيق‮!!‬
    من يرفع راية الدين والأخلاق،‮ ‬ويدعو إلي سبيل الله عليه ان يطابق كلامه فعله،‮ ‬وان يكون قدوة ومثالا‮.‬


    -------------------

    مقالات


    الموقف السياسي

    استمرار مغالطات أبو اسماعيل

    30/09/2012 06:21:30 م




    [email protected] - بقلم : السىد النجار


    السىد النجار



    انتفض تيار الاسلام السياسي رعبا من لقاء ثلاثة من رموز القوي الوطنية‮.. ‬عمرو موسي‮.. ‬محمد البرادعي‮.. ‬حمدين صباحي‮.. ‬ورغم ان كل ما صدر عن اللقاء يؤكد أن الهدف منه الاطمئنان لمشروع دستور دولة مدنية ديمقراطية‮.. ‬والعمل علي عدم سيطرة تيار أو فصيل واحد علي الحياة السياسية والعمل الوطني في مصر‮.. ‬إلا أن تيارات الاسلام السياسي‮.. ‬لم تر في اللقاء إلا هدفا واحدا‮.. ‬وهو مواجهة المشروع الاسلامي ومقاومة تطبيق الشريعة الاسلامية‮.. ‬وغيره من الكلام السخيف الممجوج الذي أستمع اليه الناس طوال الفترة الماضية‮.‬
    هذا التيار لم يصل بعد الي النضج السياسي رغم طوال الشهور بعد الثورة،‮ ‬مستمر في ترديد الاسطوانة المشروحة الدائمة لديهم‮.. ‬اما نحن فالدين والاسلام والله‮.. ‬وإما الآخرون الكافرون العلمانيون الليبراليون‮.. ‬اللعبة لم يعد منها طائل في دغدغة مشاعر المواطن الدينية‮.. ‬ورغم ذلك هم مصرون علي هذه النغمة‮.. ‬دون ان يستفيدوا من تجربة صراع السلطة السياسية بين قيادات أعتي الأحزاب الدينية‮.. ‬حزب النور السلفي‮.. ‬وإنه لا علاقة الدين والاسلام بكل الالاعيب السياسية والحزبية‮.. ‬ورغم ذلك أصبح كل أعضاء تيار الاسلام السياسي يسيرون علي هدي جماعة الإخوان المسلمين‮.. ‬هم يرون أنهم جماعة المسلمين‮.. ‬وكل من ليس منهم،‮ ‬ليس من المسلمين‮.. ‬ولا لوم علي هذه الجماعة اذا تعاملت مع الناس علي أساس انها جماعة‮ »‬من‮« ‬المسلمين‮. ‬ولكن تلاميذ السياسة الجدد من قيادات الاسلام السياسي متمسكون بأنهم المسلمون وغير ذلك من الناس ضد الاسلام ومن الخارجين المارقين‮.. ‬أستمعوا الي تعليق حازم صلاح أبو اسماعيل علي اجتماع موسي والبرادعي وصباحي‮.. ‬لتعرفوا كم الادعاءات الباطلة لكل القوي الوطنية السياسية من خارج التيار الاسلامي‮. ‬وكم مغالطات التدليس علي الناس والاستمرار في الخلط المغرض ما بين الدين الاسلامي‮.. ‬والإسلام السياسي‮.‬
    أرجو أن يراجع هؤلاء أنفسهم ويتقوا الله بقول كلمة حق وهم يعملون جيدا أن ما يرددونه باطل‮.. ‬وأن يكفوا عن هذه المغالطات قبل أشتعال معركة الانتخابات البرلمانية‮.. ‬حتي لا تتحول المنابر الي فتنة للمسلمين مع كل تيارات العمل‮ ‬السياسي الوطني



    ------------------

    أضواء‮.. ‬وظلال

    حـتي أنـت‮.. ‬يا‮ »‬نـور‮«!!‬

    30/09/2012 07:51:21 م




    [email protected]‭ ‬ - بقلم ‮:‬ خالد جبر


    خالد جبر



    ‮ ‬الانطباع العام للناس عن الجماعات السلفية في مصر هو أنهم ناس طيبون‮. ‬ورغم أن هذا الوصف في قاموسنا الحالي‮ ‬يحمل أكثر من معني الا أنني سأسبقك وأقول انني أقصد المعني الايجابي‮.. ‬فهم فعلا طيبون‮.. ‬متسامحون‮.. ‬أمور السياسة لا تعنيهم كثيرا‮.. ‬وكانوا مرتاحين منها‮.‬
    ‮ ‬أنظر ماذا فعلت بهم السياسة‮..‬كيف تحولوا وتبدلوا عندما اقتحموا عالم السياسة‮ ‬ودخلوا اليها وهم لا‮ ‬يدرون الي أي مكان‮ ‬يدخلون وفي‮ ‬أي عالم‮ ‬يعيشون وعن أي كلام‮ ‬يتحدثون‮. ‬لقد حولتهم السياسة الي رجال آخرين ولحست عقولهم الكاميرات‮.. ‬ولعبت برؤوسهم مقاعد السلطة والقرب من السلطان‮ .‬
    ‮ ‬فوجئت هذه الجماعات بثورة الشباب في‮ ‬يناير‮.. ‬والسبب الرئيسي وراء ذلك هو قلة خبرتهم السياسية والحياتية‮.. ‬فقد اقتصر نشاطهم علي الدعوة وكفي الله المؤمنين القتال‮.. ‬وكانوا‮ ‬ينتقدون جماعة الأخوان لأنهم‮ ‬يخلطون الدين بالسياسة‮.. ‬وأي خلط للدين بالسياسة لا‮ ‬ينتج الا فخفخينا‮.. ‬مشروب له الف طعم وليس له أي طعم‮. ‬وكان رد فعلهم متباينا جدا‮ ‬بين رافض لمبدأ‮ ‬الخروج علي الحاكم حتي لو كان ظالما وبين مؤيد لاسقاط النظام علهم‮ ‬يجدون الفرصة للخروج من القمقم الي النور‮.‬
    ‮ ‬النور هو الاسم الذي اختارته الجماعات الدعوية السلفية بمختلف اتجاهاتها‮ ‬للحزب السياسي الذي أسسوه بعد الثورة‮.. ‬وكان من المفترض أن‮ ‬يكون حزبا سياسيا مختلفا عن كل الأحزاب‮.. ‬أو علي الأقل مختلفا عن تلك الأحزاب التي بنيت علي الأشخاص وماتت بسببهم‮.. ‬لكن هذا لم‮ ‬يحدث فالحزب انغمس في السياسة منذ اليوم الأول وغرق فيها‮.. ‬عقد التحالفات الانتخابية وحقق نسبة عالية لم تكن متوقعة في الانتخابات البرلمانية‮.. ‬وتحول رموزها من جنة الدعوة الي نار السياسة‮.‬
    من منا لايتبادر الي ذهنه عند الحديث عن الأداء البرلماني لحزب النور أسماء البلكيمي ومناخيره وعلي ونيس وغرامياته ونادر بكار واعتذاراته‮.. ‬ولهذا فان نفس الناس الذين‮ ‬يرون أن السلفيين طيبون هم أنفسهم الذين‮ ‬يرون أن محصلة أدائهم السياسي كانت صفرا‮.. ‬وأنه لو كان مجلس الشعب قد استمر لأرتفعت أعداد الفضائح بصورة لم‮ ‬يحققها أي حزب سياسي في العالم‮.. ‬الحمد لله انه تم حل المجلس‮.‬
    ‮ ‬دخل الحزب الي المرحلة الثانية من مراحل انهياره واقترب من أن‮ ‬يعود ليتفرغ‮ ‬للدعوة من جديد‮.. ‬فقد انقسم الحزب علي نفسه‮.. ‬وانقلبت جماعة أشرف ثابت علي جماعة عماد عبد الغفور‮.. ‬واحدة تتهم الأخري بالعمالة لأمن الدولة ولقاء شفيق والترتيب معه لمرحلة مابعد فوزه بالرئاسة‮.. ‬والثانية تتهم الأولي بالتأخون وقبول القرب من الرئيس ومساعدته دون استشارة الحزب‮.. ‬وهكذا اوقع الحزب نفسه في الدوامة التي كان النظام السابق‮ ‬يبذل مجهودا كبيرا حتي‮ ‬يوقع فيها الأحزاب الورقية فيما قبل الثورة‮.‬
    ‮ ‬حدث كل هذا وأعضاء الحزب مشغولون بحفل زفاف منقذهم والمعتذر باسمهم نادر بكار وفقه الله في حياته الجديدة‮.. ‬عله‮ ‬ينشغل قليلا عن الظهور الدائم في التليفزيون‮. ‬ولكن مانستاء منه هو تبادل الاتهامات‮ ‬بهذه الصورة التي لا تليق بالشكل الذي‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون عليه اصحاب هذه الهيئه‮.. ‬كلام لا‮ ‬يحدث ولا في نادي الزمالك‮.. ‬وهو الأمر الذي سيفقد الحزب ورموزة ثقة الناخبين في الانتخابات المقبلة‮.. ‬بعد أن حوله أعضاؤه ونوابه من صفحة البرلمان الي‮ ‬صفحات الحوادث والكاريكاتير‮.‬


                  

10-01-2012, 04:46 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    30qpt970.jpg Hosting at Sudaneseonline.com










    بعد انكارهم الاتصال مع أحمد شفيق الإخوان يعترفون به..

    ورطة رئيس مجلس الشعب
    حسنين كروم
    2012-09-30




    القاهرة - 'القدس العربي'

    في رأيي أن أهم ما جاء في صحف يومي السبت والأحد، هو تجاهل صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة ' الإشارة إلى الخطبة التي ألقاها الرئيس بعد أدائه صلاة الجمعة في مسجد الحمد بالتجمع الخامس، وكان فيها في غاية التأثر، وهو يطلب من الناس عدم تصديق الإشاعات، وذكرهم بحديث الافك مع أم المؤمنين السيدة عائشة، رضي الله عنها وأرضاها، ولا أعرف السبب في ذلك، وهو ما لا يمكن ان يحدث إلا بتعليمات. كما واصلت الجريدة موقفها الرافض لنشر أي تصريحات لوزير الدفاع أو قرارات له، فبينما نشرت كل صحف الأحد تصديق الفريق أول عبدالفتاح السيسي على الأحكام بالسجن سنة مع ايقاف التنفيذ على واحد وعشرين ضابطا من المتهمين بعدم الانضباط في حادثة الثامن من ابريل الماضي فإن 'الحرية والعدالة' لم تشر إلى الخبر كالعادة، كما اشارت الصحف الى سفر الرئيس لتركيا لحضور مؤتمر حزب العدالة والتنمية وتأكيداته على حماية الأقباط في سيناء.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة جدا، وهامة جدا لدينا، والله الموفق والمستعان.

    اسرار اتصالات الاخوان مع شفيق

    بينما كان موضوعها الرئيسي في الصفحة الأولى هو التصريحات التي أدلى بها القيادي ورجل الأعمال ورئيس لجنة التواصل مع رجال الأعمال الذي عينه الرئيس فيها، حسن مالك، وأدلى بها لزميلنا محمد حسين، واعترف فيها باتصاله مع الفريق أحمد شفيق، بعد ان كان الإخوان قد نفوا تصريحات شفيق، وتحدوه ان ينشر أسماء للإخوان الذين اتصلوا به، ولكنهم اعترفوا بها، وقال مالك: 'في شهر يوليو 2011 اتصل بي الفريق أحمد شفيق وطلب مقابلتي، وتقابلنا في منزل صديق لنا، وطلب مني خلال اللقاء مقابلة د. محمد مرسي أو د. محمد سعد الكتاتني، أو د. عصام العريان، فسألته عن الهدف من المقابلة، فقال لي، عايز رأيهم في ترشحي لرئاسة الجمهورية لأنهم إذا لم يوافقوا، فلن أترشح، فقلت له، لو عايز رأيي الشخصي لا تترشح لأن الرئيس المخلوع حسني مبارك حرقك، ثم أخبرته اني سأبلغ الإخوان بطلبه إلا أن د. محمد مرسي رد بأن الإخوان ليسوا على استعداد لمقابلته، ألح الفريق شفيق واتصل بي عدة مرات، فاعتذرت له بشكل دبلوماسي، فطلب ان أرتب له لقاء مفاجئاً معهم في بيتي قائلاً، أنت بخيل ولا إيه؟ فقلت له، ان هذه الطريقة ليست جيدة، والتقيت بالفريق شفيق بعد عودتي من السفر حيث ذهبت إليه وأبلغته اعتذار الإخوان، وهذه الاتصالات انقطعت تماما بعد ترشح شفيق للرئاسة'.
    أي ان اكثر من لقاء حدث فعلا، فلماذا أنكروا في البداية وتحدوا شفيق أن يذكر أسماء! ثم اضطروا لكشف أحد الأسماء التي التقى بها فعلا، فهل هناك شخصيات أخرى التقاها شفيق، ولا يعلم عنها مالك شيئاً، وسيقوم شفيق بخطوة أخرى لإحراجهم والكشف عنها، على أساس أن الإخوان لا يخبرون من يدفعونهم لإجراء اتصالات بالكشف لهم عن الآخرين الذين يقومون بنفس المهمة؟
    لكن الملفت هنا في كلام مالك، انه أغفل تماما ذكر أي دور للمرشد العام الدكتور محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، وهو شريكه في الأعمال، وصديقه الصدوق، وكأنهما يتقلدان مناصب حزبية في المكاتب الإدارية بالمحافظات او اعضاء في مجلس شورى الجماعة، رغم ان الحزب ورئيسه الدكتور محمد مرسي والكتاتني وصديقنا العزيز عصام العريان وغيرهم لا يتحركون خطوة دون إذن وتوجيه من مكتب الارشاد فلماذا يخفي مالك الحقيقة؟
    على كل حال لن يتمكن أحد من التغطية على أسرار هذه الفترة وما سبقها، وسوف يقوم الأمريكيون بالذات، في الكشف التدريجي للتهديد والتخويف، والإجبار على اتباع سياسات معينة، وهي أسرار تملكها أطراف أخرى قد تدخل في معارك تكسير عظام.

    جانب خطير من أسرار مفاوضات
    وزير المالية مع صندوق النقد

    والأمر الثاني الملفت هو أن وزير المالية الدكتور ممتاز السعيد كشف هو الآخر عن جانب خطير من أسرار المفاوضات مع مديرة صندوق النقد الدولي التي جاءت للقاهرة، الجميلة كريستين لاجارد، وقابلت الرئيس مرسي وعددا من المسؤولين، وكان مسؤولون في الصندوق من قبل قد تقابلوا مع قادة من الإخوان، المهم ان كل المسؤولين نفوا ان يكون الصندوق طلب منهم أشياء محددة للموافقة على قرض الأربعة مليارات وثمانمائة مليون دولار، بعد ان كان طلب حكومة الدكتور كمال الجنزوري مليارا ومائتي مليون دولار، وعارضه الإخوان، والآن هم يطلبون مضاعفته ثلاث مرات على أساس انهم أناس أهل بركة والخير يجري وراءهم، كل قادة الإخوان والمسؤولون نفوا انهم بحثوا مع الصندوق أي شروط، ومنهم وزير المالية الذي فاجأ الجميع أول أمس واعترف لقناة سي بي سي، بأن الصندوق لم يضع شروطاً على أساليب وأوجه صرف القرض المنتظر منحه لمصر، لكنه يريد فقط تخفيض حجم الدين وترشيد الانفاق في الموازنة العامة، وأن الحكومة تقوم حاليا بترشيد الدعم، وأن الرئيس مرسي والحكومة رفضوا كلياً طلب الصندوق خفض قيمة الجنيه مقابل العملات الأخرى لأنه يؤدي إلى رفع أسعار السلع والخدمات حيث ان حجم الواردات يفوق حجم الصادرات.
    وهذا الكلام أنقله عن صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' امس في تغطية زميلنا محمد سليم، حتى لا يقولوا ان الصحف الأخرى تفتري عليهم، المهم، ان طلب صندوق النقد تخفيض سعر الجنيه حقيقي، ورفضه أو قبوله قضية أخرى، المهم ان الوزير يكذب تكذيب الحكومة السابق بتقدم الصندوق بهذا الطلب، لكن المهم الآن، وما الذي طلبه الصندوق ايضا مثل بيع مؤسسات ومصانع الدولة واستئناف برنامج التخلص منها والذي كان جمال مبارك وشلته قد بدأوا تنفيذه وأوقفه جناح داخل النظام بالتحالف مع الجيش وأجهزة الأمن.

    كيف اصطفى الله مرسي

    وإلى الرئيس والمعارك الدائرة حوله وبسببه، معه وضده، وممن كانوا معه، يوم الثلاثاء اثنان بصفحة آراء حرة بجريدة الإخوان 'الحرية والعدالة' أولهما الدكتور إبراهيم محمد عبدالحميد أبو سكين، استاذ أصول اللغة العربية بجامعة الأزهر، وقوله: 'لقد وفق الله تعالى بفضله الأستاذ الدكتور المهندس محمد مرسي واصطفاه رئيساً لجمهورية مصر العربية بعد نضال مرير مع فرعون مصر وعصابته الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد وبعد أن تجرع كأس الضيم هو وجماعة الإخوان المسلمين في طول البلاد وعرضها قال تعالى: 'ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون'.
    وقد أظفره الله على منافسيه ورزقه النصر والظفر والغلبة والظهور والعلو بتوفيقه بفضله تعالى فاستمال القلوب النافرة ورد الأهواء الشاردة وذلل الصعاب على الرغم من دخوله حلبة المنافسة متأخرا وتلك من إرهاصات النصر وبشائر الخير وطلائع التمكين، وقد قرن رئيس الجمهورية بالصواب تدبيره وأبرم بالسداد أموره ووصل بالجد عمله.

    ولو أنه ذاك النبي المطهر

    عندما بلغ السيل الزبى، وجاوز الحد وجدناه حازم الرأي، ماضي العزيمة، نافذ البصيرة، سريع البديهة محروساً بعين الله، ولله در القائل:
    'وما من أحد ألسن الناس سالماً
    ولو أنه ذاك النبي المطهر
    فلا تكترث بالناس في المدح والثنا
    ولا تخشى غير الله، والله أكبر'.
    وثانيهما كان قصيدة كتبها عبدالناصر الكومي، ومن أبياتها:
    'أعطوا المجال جماعة الإخوان
    حتى يعم الخير كل بنان
    هذي الجماعة عذبت في دينها
    قتلاهم في معجم 'الطغيان'
    أعطيتم 'الوطني' أكبر فرصة
    زرع الخراب أطاح بالعمران
    ماذا جنينا منه إلا خسة
    وضحالة وتخلفاً بهوان
    هذ الجماعة لا نرى بها سارقاً
    أو فاسداً في ظلمة الإدمان
    هي لا تصفي بالحساب عدوها
    ويعيش بين ظهورنا بأمان
    تعفو وتصفح عن جبال إساءة
    فاقت عصور الشرك والأوثان
    فاستبشروا خيراً ولا تتنازعوا
    كتنازع البازي مع العقبان
    يا من تعادون الجماعة ويحكم!
    أتفضلون قياصر الرومان؟!
    هاقد دعوتم للخراب فحسبكم
    أيبدل الإيمان بالكفران
    أنا لست عضوا في الجماعة
    إنما عاشرتهم في سالف الأزمان
    فتكاتفوا خلف الرئيس بألفة
    فالود يلقى الحقد في النيران'.

    الرئيس مرسي يتمتع بدعم إلهي

    وقد تعجبت جداً، أن يكون اسمه عبدالناصر، وليس عضوا في الجماعة، ويقول عنها ذلك، ثم كيف يطالب بمنح الفرصة للرئيس وهو الذي قال مهاجما عبدالناصر والستينيات وما أدراك ما الستينيات واسمه على اسمه، اللهم إلا إذا كان ينتحل الاسم، أما اسمه الحقيقي فغير ذلك.
    وتسبب المستشار القانوني للرئيس الدكتور محمد فؤاد جاد الله في مشكلة للرئيس لأنه كشف عن سر كان يحرص الرئيس على إخفائه من شدة التواضع، وهذا السر أثار غضب زميلنا وصديقنا حمدي رزق، فقال عنه في عموده اليومي بـ'المصري اليوم' يوم الخميس وقد وجد كنزا: 'قطع المستشار محمد فؤاد جاد الله، المستشار القانوني لرئيس الجمهورية قول كل خطيب قال لا فضل فوه ومات حاسدوه: 'الرئيس مرسي يتمتع بدعم إلهي في اتخاذ قراراته وأن قرارات الرئيس سبقت في كثير من الأحيان طموحات الشعب المصري خاصة في 12 أغسطس وأن 21 أغسطس شهد قيام دولة حقيقية وليست دولة صورية'، بصراحة غلب حماري مع جماعة الرئيس مرسي ناقص يترضون عليه باعتباره من الخلفاء الراشدين الراضين المرضيين، الرئيس مرسي العياط يتمتع بدعم إلهي، يا حلاوة يا ولاد، عشنا وشفنا رئيس مدعوم ليس من جماعة ماء السماء الطهور 'الإخوان' بل من السماء نفسها، حتى المرشد بديع الزمان لا يجرؤ على إنكار الدعم الإلهي، لكن الدعم الإلهي كالوحي الإلهي لا ينكره إلا القوم الكافرون، هل هذا كلام يصدر عن المستشار القانوني لرئيس الجمهورية، وتقولي هنكسبها، سبت إيه للشيخ المحلاوي تخصص إلهيات، بالضرورة تعيين سعادتك مستشارا كان دعما إلهياً طبعاً أنت اللي كنت واقف ساعة الدعم الإلهي ما نزل، إلهي وأنت جاهي لا تحصل دعماً ولا توصل استشارات يا محمد يا أبن فؤاد يا ابن جاد الله يا ابن حوا وآدم'.

    مرسي يمس بالذات الإلهية؟

    أيضا، وفي نفس اليوم أثارت حكاية الدعم الإلهي وغيرها أعصاب زميلنا أسامة سلامة رئيس تحرير مجلة 'روزاليوسف' السابق فقال عنها في نفس اليوم الخميس في 'التحرير': 'ماذا لو قدم شخص بلاغا للنائب العام يتهم فيه د. مرسي بالمساس بالذات الإلهية؟ فعدم تعليقه على تصريحات مستشاره يعني موافقته الضمنية عليها! فهل كان د. مرسي نبياً ملهماً لا يأتيه الباطل؟ وهل لو أصدر قراراً وتراجع عنه يكون الإلهام خاطئاً؟ 'حاشا لله واستغفره'، هناك بالتأكيد من يتوهم إمكانية تحويل د. مرسي إلى فرعون لا يحاسبه أو يناقشه أحد إذ لا تأتي قراراته من السماء!
    فكيف لنا أن نعارضه إذن ونقول له أنت مخطىء؟! فهل لم يكن مستشار الرئيس مدركاً مغبة ما يقول ويفعل وأنه بذلك يلقي بالرجل في ورطة لا يحسد عليها؟! لا أدري من رجال الرئيس نصحه بالكلام عن المانجو وزيادة محصولها هذا العام كدليل على تحسن الأوضاع في البلد فأصبح بسببه مثاراً للتعليقات الساخرة، لا يخلو أيضا الطابور الخامس الذي يعمل ضد الرئيس 'ابنه' الذي أخذته العزة بالاثم فهاجم أحد معارضي والده على موقع الفيس بوك وقال لمحادثة 'اسمه السيد الرئيس يا بغل!' وهذا لفظ لا يصدر إلا من شخص يشعر بالقوة والحماية الزائدة! قد يقول قائل ان د. مرسي غير مسؤول عن تصرفات ابنه، لكنه بلا شك مسؤول عن تربيته وتعليمه وتهذيبه! لماذا لم يجبره على الاعتذار الى من أخطأ في حقه؟! أو اعتذر هو ضارباً المثل والقدوة في الاعتراف بالخطأ؟ أما خيرت الشاطر الذي أدلى بتصريحات تشكك في وجود مشروع النهضة فقد وضع د. مرسي في مأزق بعد أن بنى برنامجه الانتخابي على هذا المشروع وأطال الشرح فيه على مدى شهور الانتخابات فمن الصادق فيهما ومن الكذاب؟ مرسي أم الشاطر؟'.
    وفي حقيقة الأمر فان المستشار القانوني جاد الله سيقع في حيص بيص، فيما لو خفضت الحكومة دعم السلع أو الفتة، فهل سيترتب عليه تخفيض الدعم الإلهي لقرارات الرئيس، وإلغاؤها؟

    ليس من حقك أن تسخر
    من الرئيس وتستهزىء به

    وآخر زبون عندنا اليوم سيكون زميلنا الإخواني أحمد غانم، وقوله يوم السبت في 'الحرية والعدالة' مدافعا عن الرئيس: 'أتفق أو أختلف مع الرئيس مرسي في أدائه أو قراراته أو سياساته فهذا حقك لكن ليس من حقك أن تقلل من جهد الرجل وعمله الدؤوب، ليس من حقك أن تسخر من الرئيس وتستهزىء به وأنت جالس خلف شاشة الكمبيوتر ترتدي الترننج وتمسك بالريموت وتنتقل بين القنوات التليفزيونية وهو بالكاد لا ينام إلا سويعات قليلة من أجل أن ينهض بوطنه، ويحل مشاكل شعبه، ويعيد مصر الى موقعها الريادي الذي فقدته طيلة عهد المخلوع.
    هناك فئة من البشر لن يرضيها أي شيء مادام أنه مذيل بتوقيع الرئيس مرسي رغم أنهم لا يمثلون إلا نسبة ضئيلة جدا من مجموع الشعب المصري الأصيل! شيء مزعج أن تختزل هذه الفئة الحاقدة انجازات مرسي وجهده في تأدية الصلاة يوم الجمعة وإلقاء الخطب وترديد الصلاة على الرسول في المحافل والمؤتمرات الدولية ناسية بل متناسية ان هذا الرئيس استطاع أن ينقل مصر في غضون 42 يوماً بالتمام والكمال من دولة عسكرية إلى دولة مدنية ويؤسس لعهد جديد يضع لبناته بمشاركة جهود كل المخلصين من أبناء الوطن، البعض ينسى أو يتناسى أن مرسي رضي أن يتحمل مسؤولية بلد أقرب ما يكون إلى 'الخرابة'. مطلوب من الرئيس حركة تغيير محافظين شاملة تتبعها حركة تغيير في رؤساء مجالس المدن والملفات الخمسة في المؤتمر امام الرئيس في عملية تقييم الأداء، سيدي الرئيس ليس على رأسك بطحة حتى لا تخرج علينا لتصارحنا بالمشاكل والمعوقات التي تقف أمام نهضتنا، ننتظر منك خطابا يوم 8 أكتوبر تتحدث فيه عن مشروع المائة ما أنجز وما لم ينجز، فالمصارحة مطلوبة والمكاشفة ستخرس كل الألسنة المتربصة'.

    الاخوان يرثون الحزب الوطني

    وإلى معارك الإخوان التي لا تهدأ، وهذا طبيعي لأنهم أصبحوا حكام البلاد، ويقومون بأفاعيل يعجز الجان عن الاتيان بها، لدرجة انهم أصابوا بالجنون، كثيرا من حلفائهم السلفيين والحلفاء الإسلاميين الآخرين الذين انقلبوا عليهم بعد أن لم يلق لهم الإخوان بمنصب هنا أو هناك، سواء في المجلس الأعلى للصحافة أو المجلس القومي لحقوق الإنسان، او المستشارين والمساعدين، أو فتح صفحات الصحف القومية لهم، أو اجتماع الرئيس بهم، بل وفضلوا مداعبة العلمانيين الكفرة أعداء الإسلام، ومنحهم المناصب، مما أصاب هذا الفريق بالصدمة.
    أما من هاجموا الإخوان، من خصومهم فكان من بينهم الدكتور إبراهيم زهران، رئيس حزب التحرير المصري وهو حزب صوفي، قال في صحيفة الحزب 'التحرير المصري' التي تصدر كل ثلاثاء: 'أن يأتي حزب أو فصيل سياسي ليرث الحزب الوطني الديمقراطي كحزب سلطوي شمولي ويريد من بقية الأحزاب أن تلعب دور الكومبارس على المسرح فهذا يعني أن النظام لم يتغير بعد، ومما يزيد الطينة بلة أن يكون الحزب السلطوي له أيديولوجية مما يعني أنها فاشية جديدة، والحل يكمن في قيام تكتلات على أساس فكرة يقبل بها المواطن البسيط ويتجمع حولها ومن أجلها، والأمثلة القريبة كانت في حركة 'كفاية' وفي حملة 'لا لنكسة الغاز' و'وقف تصدير الغاز لإسرائيل' وفي مصر ضد التوريث وفي الجمعية الوطنية للتغيير، 'الشعب يريد تغيير النظام' ما زالت ترن في أذن وقلب وعقل ووجدان كل مصري وإلى أن يتغير ونشعر جميعاً بالحرية والعدالة الاجتماعية ونقضي على البطالة وما أسهل ذلك إذا وجدت الإرادة السياسية'.

    تجربة البرلمان 'الباطل' ضمت
    النائب الكذاب ونائب الفعل الفاضح

    وفي نفس اليوم الثلاثاء أراد زميلنا بـ'الأخبار' محمد عبدالحافظ مداعبة الإخوان وحلفائهم السلفيين بقوله: 'تجربة البرلمان 'الباطل' ضمت النائب الكذاب ونائب الفعل الفاضح والنائب ذا اللسان الطويل وتحول مجلس الشعب إلى ساحة لتصفية الحسابات وترسيخ قواعد الاستحواذ من خلال استغلال الحصانة وسلطة التشريع ولست هنا في محل البكاء على اللبن المسكوب أو الشماتة - معاذ الله - ولكن رب ضارة نافعة، فقد كانت فرصة ذهبية لكل الناس ليروا بأعينهم أداء النواب الذين اختاروهم ولكي يستبدلوهم بآخرين يبقى على الرئيس ان يطرح قانون الانتخابات الجديد على كل القوى السياسية والأحزاب قبل إقراره حتى يخرج منضبطا خالياً من أي عوار تشريعي لتلافي شبهة عدم الدستورية والوقوع في فخ بطلان جديد، في يد الشعب وحده أن يجعل البرلمان القادم أقوى برلمانات العالم إذا أحسن اختيار ممثليه، لا نريد حزبا وطنيا 'مركب ذقن'.

    إحالة الأمين العام لمجلس
    الشعب لمحكمة الجنايات

    وبمناسبة مجلس الشعب، فقد وقعت الاسبوع الماضي حادثة ملفتة وهو قرار المستشار عاصم الجوهري رئيس جهاز الكسب غير المشروع بإحالة الأمين العام لمجلس الشعب سامي مهران الى محكمة الجنايات بتهمة استغلال منصبه في الإثراء غير المشروع، وكان القرار ضربة خطيرة للإخوان خاصة رئيس مجلس الشعب الإخواني السابق سعد الكتاتني.
    والغريب في الأمر ان جريدة 'الحرية والعدالة' هللت في تحقيق لها يوم الثلاثاء قبل الماضي، شارك فيه زملاؤنا محمد حسين وخالد عفيفي وسيد فودة، هللوا فيه قائلين: 'سامي مهران أحد أعضاء النظام السابق والذراع اليمنى لفتحي سرور - رئيس المجلس السابق - استطاع أن يبسط قبضته على دهاليز وأسرار مجلس الشعب طوال فترة وجوده في البرلمان وساعده على ذلك انه حاز على ثقة فتحي سرور وزكريا عزمي رئيس ديوان الرئيس المخلوع، كما ساعده ايضا خريطة التعيينات داخل المجلس التي تحكم فيها بشكل كبير، كما كان مهران هو المحرك الحقيقي للبرلمان فأدار جلسات المجلس في عهد فتحي سرور وعانى منه المستقلون والمعارضون وكان يتعمد وضع طلباتهم في نهاية قائمة الطلبات، وعقب ثورة يناير بادر بتعيين المئات من أبناء السيدة زينب اتهموا بالمشاركة في موقعة الجمل لصالح النظام القديم وأثير حينها أن من بين المعينين طلابا في الجامعات مازالوا في دراستهم، ولعب مهران - وفق مصادر برلمانية - دوراً في محاولة إفشال عمل نواب برلمان الثورة، حيث أصدرت تعليمات للباحثين العاملين بلجان المجلس النوعية البالغ عددها 19 لجنة بعدم التعاون مع النواب والتوقف عن إبداء النصيحة وتقديم الاستشارة لهم بل استخدام جواسيسه في مراقبة الباحثين لتقديم تقرير له عن الموظفين المتعاونين مع النواب خاصة نواب حزبي 'الحرية والعدالة' و'النور'.

    ما موقف رئيس البرلمان
    من احالة الرجل المقرب منه؟

    أما الغريب في الأمر فهو ان رئيس مجلس الشعب الإخواني الدكتور سعد الكتاتني، احتفظ بسامي مهران في منصبه، رغم وجود قرار من النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بمنعه من السفر للتحقيق معه في الاتهامات الموجهة إليه، ولم يكتف الكتاتني بذلك، وإنما في أول رحلة له خارج مصر الى الكويت، اصطحب سامي معه، وطلب من النائب العام إذناً له بالخروج من مطار القاهرة، وتكرر ذلك مرتين بعد ذلك، وبعد صدور حكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب وبطلانه، استمر سامي مهران في تخصيص نفس السيارات التي كانت مخصصة للكتاتني له ثم جاء حكم المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة، بأن أحداً ليس من حقه مناقشة قرار المحكمة الدستورية، بالحل وهو يشمل الثلثين المنتخبين بالقوائم والثلث المنتخب الفردي، ليضع نهاية لآمال الإخوان في عودة المجلس، وهو ما دفع زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي لـ'التحرير' لأن يقول شامتاً وعيناه تنظران للكتاتني: 'أنهى مجلس الدولة الجدل الذي فرضته جماعة الإخوان خلال الشهور الماضية من أن مجلس الشعب قائم، ضاربين عرض الحائط بحكم المحكمة الدستورية العليا، فالمحكمة الإدارية العليا قالتها بوضوح ان مجلس الشعب زال وجوده بقوة القانون و الولاية لمجلس الدولة على الأحكام الدستورية، وقد حاولت الجماعة والمتحالفون معها خلال الفترة الماضية بذل كل ما يملكون من جهد وجدل 'رغم نبذهم الجدل فهم يتبعون السمع والطاعة' لإقناع الناس بأن حكم المحكمة الدستورية ببطلان مجلس الشعب في حكم المنعدم منذ انتخابه وينطبق فقط على الثلث الفردي، وأن الأمر في يد المحكمة الإدارية العليا، وبعد ذلك الحكم البات الواضح هل يعيد الريس الكتاتني سيارة مجلس الشعب وحراسه ومميزاته وأمينه العام المحال الى الجنايات بالكسب غير المشروع، أم أنه مازال يصر على أنه الريس؟'.

    تحول ولاء الأمن
    من رئاسة الوزراء الى الرئيس

    أما في جريدة 'روزاليوسف' القومية، فإن زميلتنا الجميلة فاطمة سيد أحمد قالت عن القسم الجديد لرئيس المخابرات العامة على المصحف امام الرئيس: 'بعد أن وضع رئيس المخابرات العامة الجديد اللواء محمد رأفت شحاتة يده على المصحف ليؤدي يمين الولاء لرئيس الجمهورية تذكرت الصورة التي كانت تنشر دائماً عن جماعة الإخوان وهم يضعون أيديهم على المصحف ليؤدوا قسم الولاء والطاعة للمرشد، معنى هذا أننا بصدد تقارير وتسجيلات ستقدم للرئيس ليصير عالماً لكل صغيرة وكبيرة.
    وعلى نفس الطريق قدم اللواء محمد عمر هيبة رئيس جهاز الرقابة الإدارية أيضاً يمين الولاء بشكل آخر، فقد قام بتقديم ملفات الفساد الى الرئيس ولم يكتف بهذا بل صرح أن هذه الملفات سيعلن عنها د. مرسي قريباً، وهو في ذلك يلغي تبعيته لرئيس الوزراء، كما ينص الدستور الذي يخشى هيبة أن يتم إلغاء دور الرقابة فيه، ومع الاعتذار للسيدين رؤساء الأجهزة المخابراتية والرقابية، إلا أن هذه التبعية المغلقة عليهم والرئيس إنما تخلق زائري فجر جددا حتى ولو كانوا غير تابعين لتلك الأجهزة'.

    الاخوان اجهزوا على العسكر
    والقوميين والتغريبيين والشيوعيين

    ونترك الساخطين على الإخوان إلى الإخوان وأنصارهم، ونبدأ مع زميلنا الإخواني عامر شماخ وقوله يوم الأربعاء في 'الحرية والعدالة' مهدداً ومتوعداً: 'من حق الإخوان بل من حق الشعب أن يسترد هويته الضائعة التي جاهد من أجلها طويلا وختم هذا الجهاد بثورة يناير المباركة، تلك الهوية الإسلامية النظيفة التي أجهز عليها العسكر وأشياعهم من القوميين والتغريبيين والشيوعيين ومن لا هوية لهم على مدار قرن وزيادة، وهاهو الشعب قد استبعد كل هؤلاء ونحاهم عن طريقه وبدأ السير في طريق العدل والنزاهة، فلماذا يستكثر هؤلاء الرجعيون على الشعب حقه في الاستناد الى مرجعيته القويمة؟ وهل ولوا أنفسهم للحديث باسم هذا الشعب وتحديد مطالبه؟! ولهذا أرفض وبشدة موقف بعض قادة الجماعة ممن يظهرون في وسائل الإعلام ينفون 'أخونة الدولة' كأن 'على رأسهم بطحة' ويردون على المخبولين إياهم مبررين تعيين أخ هنا أو هناك في منصب من المناصب.
    أقول إن 'أخونة الدولة' ليست عشقاً حراماً، وليست تهويدا للدولة بل هي حق مشروع لفصيل وطني محترم في أن يتولى إصلاح بلده ورسم خطط مستقبله ونهضته وتنفيذ مطالب الشعب بوقف أعمال السلب والنهب وإزاحة المنحرفين عن أماكن اتخاذ القرار ورد الحقوق الضائعة لأصحابها، لينطلق الإخوان الى إصلاح ما أفسده المفسدون غير ملتفتين الى صوت هنا أو هناك، مقتنعين بأنهم وكلاء شعبهم فيما يفعلونه، والشعب وحده بفصائله الوطنية المعروفة هم الذين يضعون للإخوان حدود حكمهم وما لهم وما عليهم وليس هؤلاء الإمعات العاطلين الذين لا يجيد أحدهم سوى شتم الإخوان وهو يعلم 'علم اليقين' أن الإخوان لا يردون على إساءة ولا يعرفون الالفاظ القذرة التي يتداولها هؤلاء الحاقدون'.
    والملاحظ هنا استخدام كلمة منذ قرن وزيادة، أي ليس من ثورة يوليو وحكم العسكر، وانما من قبل الثورة الشعبية ضد الاحتلال البريطاني بقيادة خالد الذكر سعد زغلول في مارس 1919، وتحديدا منذ بدء الإمام المجدد محمد عبده عملية تجديد الدعوة والإصلاح الديني، وهو نفس فكر قيادة الجماعة الآن، المتأثرة بأفكار أبو الأعلى المودودي وسيد قطب.

    الاخوان وعبدالناصر والسفارة البريطانية

    أما المسكين زميلنا الإخواني بـ'الأخبار' عصام السباعي، فقد كتب يوم الأربعاء كلاما غير مفهوم، إذ قال: 'تصريح الرئيس جمال عبدالناصر إلى مندوب 'الأهرام' في 12 سبتمبر 'ايلول' 1953 يكذب فيه مزاعم حل جماعة الإخوان المسلمين.
    وقال عبدالناصر في زيارة لمقر الإخوان المسلمين بمحرم بك في 18-4-1953: ان تواجدي بينكم يشعرني بدرس عظيم واني أتذكر دائماً ما قاسيتموه في الماضي وكيف صمدتم وكيف ازداد إيمانكم وازدادت قوتكم، وفي كلمته للإخوان بالمنصورة في 9-4-1953 قال: يسعدني ان التقي بكم دائماً لأشعر بالإيمان والقوة والأمل في المستقبل واني لأنظر الى الماضي فأرى كيف قامت دعوة الإخوان المسلمين ثم انظر إليكم الآن فأجد فيكم غايتنا، انها لعبة السلطة والمصالح واللعب بالكلام على حساب الأوطان بما في ذلك الإخوان والتي تنتهي بالنكسة والعار!'.
    والسباعي المسكين لا يفرق بين حادثين، الأول أن ثورة يوليو، حين اصدرت قرار حل الأحزاب السياسية لم تطبقه على الإخوان، باعتبارهم جمعية، وعندما انكشفت المفاوضات السرية التي أجراها مرشد الإخوان الثاني المرحوم احمد حسن الهضيبي وآخرون مع المسؤولين في السفارة البريطانية وتوصلوا معهم الى نقاط اتفاق للجلاء من وراء ظهر الحكومة ومجلس قيادة الثورة، صدر قرار حل الجماعة، وترافق ذلك مع استمرار محاولتها فرض أوامرها على قيادة الثورة، وفصلها أعضاء مكتب الارشاد الذين قبلوا مناصب وزارية مثل المرحوم الشيخ أحمد حسن الباقوري.


    --------------------

    خواطر

    علاقة الجماعة بأمريكا واقع لا يمكن إنكاره‮!‬

    30/09/2012 06:10:46 م




    [email protected] - بقلم‮ :-‬‮ ‬جلال دويدار


    ‬جلال دويدار



    لفت انتباهي فيما نشرته الصحف المصرية خبراً‮ ‬تناول اجتماعاً‮ ‬لقيادات جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة في مصر‮. ‬كان يمكن أن أقبل بخبر الاجتماع باعتباره حدثاً‮ ‬عادياً‮ ‬يدخل ضمن الأنشطة الروتينية التي تقوم بها الجماعة‮.. ‬ولكن ما أثارني تمثل فيما أعلنه المجتمعون عن رفضهم لاتهامات رومني المرشح للرئاسة الأمريكية بشأن وجود علاقات للجماعة مع إدارة الرئيس الحالي أوباما الذي ينافسه في هذه المعركة الانتخابية‮.‬
    كنت أرجو وعلي ضوء الحقائق التي يشهد بها الجميع أنه ليس هناك ما يشين في وجود هذه العلاقات‮. ‬هذا النفي كان لابد أن يثير الشكوك حول طبيعة هذه العلاقات التي كنت أرجو أن يتسم تصريح الجماعة حولها بالمصداقية والتي يبدو أنها لم تتعود عليها بعد‮.‬
    الغريب في هذا الموقف الإخواني هو الاعتقاد بأن المصريين أو العالم مصابون بداء فقدان الذاكرة‮. ‬كان عليهم أن يدركوا أن هناك كثيرين مازالوا يذكرون ما دار في اجتماعات المسئولين الأمريكيين برموز الجماعة والتصريحات التي صدرت عنها وأكدت علي تفهم الجماعة للمطالب الأمريكية بشأن السلام مع حبيبة القلب إسرائيل التي من بينها الالتزام باتفاقيات كامب ديفيد للسلام‮.‬
    كما لا يمكن لأحد أن ينسي تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي تحمل شبهة الدعم والمساندة للجماعة في انتخابات الرئاسة بما في ذلك التشكيك في موقف المجلس الأعلي للقوات المسلحة بشأن تسليم السلطة‮. ‬إن هذه الأمثلة التي تكشف العلاقة بين الجماعة وإدارة أوباما ليست إلا قليلا من كثير مادام يخدم مصلحة واشنطن وتل أبيب‮.. ‬وما خفي كان أعظم


    ------------------

    نهـار



    30/09/2012 06:16:06 م




    [email protected] - بقلم : عبلة الروىنى


    عبلة الروىنى



    ليس أقل من تقديم وزير الاعلام لاستقالته بعد فضيحة حواره مع مذيعة قناة‮ »‬دبي الفضائية‮« ‬والتي وصفت بمحاولة للتحرش‮!!‬
    عندما قالت له مذيعة البرنامج‮ »‬زينه يا زجي‮« ‬انها احضرت بعض الاسئلة من صحفيين،‮ ‬رد الوزير ضاحكا‮ »‬بشرط الا تكون الاسئلة سخنة زيك‮«!! ‬وبسرعة علقت المذيعة‮ »‬انا اسئلتي هي اللي سخنة‮«!!‬
    العاملون في ماسبيرو يتبادلون مقاطع الفيديو للبرنامج بالكثير من السخرية،‮ ‬وكذلك صفحات التواصل الاجتماعي،‮ ‬وتحول السؤال إلي استفتاء‮ »‬هل يعتبر ما قام به وزير الإعلام مع مذيعة قناة دبي،‮ ‬تحرشا أم مغازلة أم مجرد زلة لسان؟‮!«‬
    والمسألة ليست خطأ الوزير أو خطيئته،‮ ‬ليست زلة اللسان أو المغازلة،‮ ‬ولكن لغة الإعلام ومستوي الخطاب الذي هبط به الوزير‮ »‬عضو جماعة الإخوان المسلمين‮« ‬إلي مستوي‮ ‬غير لائق لا دقة في استخدام اللغة ولا مسئولية في التعامل مع المشاهدين ومخاطبة الرأي العام‮.‬
    سلوك الوزير اثار العديد من المنظمات النسوية ومنظمات حقوق الإنسان إلي حد اصدار بيان استهجن ما حدث،‮ ‬بينما اعتبرت إحدي الحقوقيات‮ »‬داليا عبدالحميد‮« ‬ان ما قام به الوزير‮ »‬هو امتداد طبيعي للقيم السائدة في المجتمع المصري،‮ ‬والتي تتجلي في السكوت علي حوادث مثل استخدام الرجل لنفوذه ووضعه الوظيفي وسلطته في اهانة العاملات والموظفات في مقر العمل والتحرش بهن‮.‬
    عبارة وزير الإعلام والتي وصفت بالتحرش،‮ ‬تناقض حالة التشدد ومطالبة المذيعات بالاحتشام وعودة المحجبات للظهور علي الشاشة‮.. ‬هذا التناقض يفضح تناقضات اخري للكثيرين من رموز تيار الإسلام السياسي،‮ ‬حيث الكذب والاختلاق والتجاوز الخلقي،‮ ‬من كذب حازم أبوإسماعيل‮ »‬في جنسية والدته‮« ‬وكذب البلكيمي في واقعة‮ »‬تجميل انفه‮«‬،‮ ‬إلي الفعل الفاضح في الطريق العام للشيخ ونيس،‮ ‬وكذب الشيخ ياسر برهامي في واقعة ذهابه إلي بيت الفريق أحمد شفيق‮!!‬
    من يرفع راية الدين والأخلاق،‮ ‬ويدعو إلي سبيل الله عليه ان يطابق كلامه فعله،‮ ‬وان يكون قدوة ومثالا‮.‬


    -------------------

    مقالات


    الموقف السياسي

    استمرار مغالطات أبو اسماعيل

    30/09/2012 06:21:30 م




    [email protected] - بقلم : السىد النجار


    السىد النجار



    انتفض تيار الاسلام السياسي رعبا من لقاء ثلاثة من رموز القوي الوطنية‮.. ‬عمرو موسي‮.. ‬محمد البرادعي‮.. ‬حمدين صباحي‮.. ‬ورغم ان كل ما صدر عن اللقاء يؤكد أن الهدف منه الاطمئنان لمشروع دستور دولة مدنية ديمقراطية‮.. ‬والعمل علي عدم سيطرة تيار أو فصيل واحد علي الحياة السياسية والعمل الوطني في مصر‮.. ‬إلا أن تيارات الاسلام السياسي‮.. ‬لم تر في اللقاء إلا هدفا واحدا‮.. ‬وهو مواجهة المشروع الاسلامي ومقاومة تطبيق الشريعة الاسلامية‮.. ‬وغيره من الكلام السخيف الممجوج الذي أستمع اليه الناس طوال الفترة الماضية‮.‬
    هذا التيار لم يصل بعد الي النضج السياسي رغم طوال الشهور بعد الثورة،‮ ‬مستمر في ترديد الاسطوانة المشروحة الدائمة لديهم‮.. ‬اما نحن فالدين والاسلام والله‮.. ‬وإما الآخرون الكافرون العلمانيون الليبراليون‮.. ‬اللعبة لم يعد منها طائل في دغدغة مشاعر المواطن الدينية‮.. ‬ورغم ذلك هم مصرون علي هذه النغمة‮.. ‬دون ان يستفيدوا من تجربة صراع السلطة السياسية بين قيادات أعتي الأحزاب الدينية‮.. ‬حزب النور السلفي‮.. ‬وإنه لا علاقة الدين والاسلام بكل الالاعيب السياسية والحزبية‮.. ‬ورغم ذلك أصبح كل أعضاء تيار الاسلام السياسي يسيرون علي هدي جماعة الإخوان المسلمين‮.. ‬هم يرون أنهم جماعة المسلمين‮.. ‬وكل من ليس منهم،‮ ‬ليس من المسلمين‮.. ‬ولا لوم علي هذه الجماعة اذا تعاملت مع الناس علي أساس انها جماعة‮ »‬من‮« ‬المسلمين‮. ‬ولكن تلاميذ السياسة الجدد من قيادات الاسلام السياسي متمسكون بأنهم المسلمون وغير ذلك من الناس ضد الاسلام ومن الخارجين المارقين‮.. ‬أستمعوا الي تعليق حازم صلاح أبو اسماعيل علي اجتماع موسي والبرادعي وصباحي‮.. ‬لتعرفوا كم الادعاءات الباطلة لكل القوي الوطنية السياسية من خارج التيار الاسلامي‮. ‬وكم مغالطات التدليس علي الناس والاستمرار في الخلط المغرض ما بين الدين الاسلامي‮.. ‬والإسلام السياسي‮.‬
    أرجو أن يراجع هؤلاء أنفسهم ويتقوا الله بقول كلمة حق وهم يعملون جيدا أن ما يرددونه باطل‮.. ‬وأن يكفوا عن هذه المغالطات قبل أشتعال معركة الانتخابات البرلمانية‮.. ‬حتي لا تتحول المنابر الي فتنة للمسلمين مع كل تيارات العمل‮ ‬السياسي الوطني



    ------------------

    أضواء‮.. ‬وظلال

    حـتي أنـت‮.. ‬يا‮ »‬نـور‮«!!‬

    30/09/2012 07:51:21 م




    [email protected]‭ ‬ - بقلم ‮:‬ خالد جبر


    خالد جبر



    ‮ ‬الانطباع العام للناس عن الجماعات السلفية في مصر هو أنهم ناس طيبون‮. ‬ورغم أن هذا الوصف في قاموسنا الحالي‮ ‬يحمل أكثر من معني الا أنني سأسبقك وأقول انني أقصد المعني الايجابي‮.. ‬فهم فعلا طيبون‮.. ‬متسامحون‮.. ‬أمور السياسة لا تعنيهم كثيرا‮.. ‬وكانوا مرتاحين منها‮.‬
    ‮ ‬أنظر ماذا فعلت بهم السياسة‮..‬كيف تحولوا وتبدلوا عندما اقتحموا عالم السياسة‮ ‬ودخلوا اليها وهم لا‮ ‬يدرون الي أي مكان‮ ‬يدخلون وفي‮ ‬أي عالم‮ ‬يعيشون وعن أي كلام‮ ‬يتحدثون‮. ‬لقد حولتهم السياسة الي رجال آخرين ولحست عقولهم الكاميرات‮.. ‬ولعبت برؤوسهم مقاعد السلطة والقرب من السلطان‮ .‬
    ‮ ‬فوجئت هذه الجماعات بثورة الشباب في‮ ‬يناير‮.. ‬والسبب الرئيسي وراء ذلك هو قلة خبرتهم السياسية والحياتية‮.. ‬فقد اقتصر نشاطهم علي الدعوة وكفي الله المؤمنين القتال‮.. ‬وكانوا‮ ‬ينتقدون جماعة الأخوان لأنهم‮ ‬يخلطون الدين بالسياسة‮.. ‬وأي خلط للدين بالسياسة لا‮ ‬ينتج الا فخفخينا‮.. ‬مشروب له الف طعم وليس له أي طعم‮. ‬وكان رد فعلهم متباينا جدا‮ ‬بين رافض لمبدأ‮ ‬الخروج علي الحاكم حتي لو كان ظالما وبين مؤيد لاسقاط النظام علهم‮ ‬يجدون الفرصة للخروج من القمقم الي النور‮.‬
    ‮ ‬النور هو الاسم الذي اختارته الجماعات الدعوية السلفية بمختلف اتجاهاتها‮ ‬للحزب السياسي الذي أسسوه بعد الثورة‮.. ‬وكان من المفترض أن‮ ‬يكون حزبا سياسيا مختلفا عن كل الأحزاب‮.. ‬أو علي الأقل مختلفا عن تلك الأحزاب التي بنيت علي الأشخاص وماتت بسببهم‮.. ‬لكن هذا لم‮ ‬يحدث فالحزب انغمس في السياسة منذ اليوم الأول وغرق فيها‮.. ‬عقد التحالفات الانتخابية وحقق نسبة عالية لم تكن متوقعة في الانتخابات البرلمانية‮.. ‬وتحول رموزها من جنة الدعوة الي نار السياسة‮.‬
    من منا لايتبادر الي ذهنه عند الحديث عن الأداء البرلماني لحزب النور أسماء البلكيمي ومناخيره وعلي ونيس وغرامياته ونادر بكار واعتذاراته‮.. ‬ولهذا فان نفس الناس الذين‮ ‬يرون أن السلفيين طيبون هم أنفسهم الذين‮ ‬يرون أن محصلة أدائهم السياسي كانت صفرا‮.. ‬وأنه لو كان مجلس الشعب قد استمر لأرتفعت أعداد الفضائح بصورة لم‮ ‬يحققها أي حزب سياسي في العالم‮.. ‬الحمد لله انه تم حل المجلس‮.‬
    ‮ ‬دخل الحزب الي المرحلة الثانية من مراحل انهياره واقترب من أن‮ ‬يعود ليتفرغ‮ ‬للدعوة من جديد‮.. ‬فقد انقسم الحزب علي نفسه‮.. ‬وانقلبت جماعة أشرف ثابت علي جماعة عماد عبد الغفور‮.. ‬واحدة تتهم الأخري بالعمالة لأمن الدولة ولقاء شفيق والترتيب معه لمرحلة مابعد فوزه بالرئاسة‮.. ‬والثانية تتهم الأولي بالتأخون وقبول القرب من الرئيس ومساعدته دون استشارة الحزب‮.. ‬وهكذا اوقع الحزب نفسه في الدوامة التي كان النظام السابق‮ ‬يبذل مجهودا كبيرا حتي‮ ‬يوقع فيها الأحزاب الورقية فيما قبل الثورة‮.‬
    ‮ ‬حدث كل هذا وأعضاء الحزب مشغولون بحفل زفاف منقذهم والمعتذر باسمهم نادر بكار وفقه الله في حياته الجديدة‮.. ‬عله‮ ‬ينشغل قليلا عن الظهور الدائم في التليفزيون‮. ‬ولكن مانستاء منه هو تبادل الاتهامات‮ ‬بهذه الصورة التي لا تليق بالشكل الذي‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون عليه اصحاب هذه الهيئه‮.. ‬كلام لا‮ ‬يحدث ولا في نادي الزمالك‮.. ‬وهو الأمر الذي سيفقد الحزب ورموزة ثقة الناخبين في الانتخابات المقبلة‮.. ‬بعد أن حوله أعضاؤه ونوابه من صفحة البرلمان الي‮ ‬صفحات الحوادث والكاريكاتير‮.‬


                  

10-02-2012, 04:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    السيد بدوي رئيس حزب 'الوفد': تولي 'الاخوان' الحكم خصم من رصيدهم والرئيس المقبل لن يكون منهم..

    و'اخونة' الدولة مازالت في بدايتها

    2012-10-01




    القاهرة - من جاكلين زاهر:


    رأى السيد البدوي رئيس حزب 'الوفد' المصري أن سيطرة جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة على زمام الأمور في مصر أدى إلى تراجع شعبيتها ، وتوقع تراجع عدد مقاعدها في المجالس النيابية القادمة.
    وقال في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية في مقر حزبه قبيل سفره إلى تركيا لحضور المؤتمر الدوري لحزب 'العدالة والتنمية' الحاكم:'الإخوان لم يحصلوا على أغلبية مطلقة في الانتخابات السابقة رغم تعاطف الناس معهم لما عانوه من اضطهاد في ظل النظام السابق .. أما اليوم فهم يمسكون بالحكم وفشلوا في تلبية الحد الأدنى من توقعات المواطنين العالية في تحسن أحوالهم بعد زوال نظام مبارك'.
    وأضاف :'تولي الإخوان للحكم خصم من رصيدهم ولم يضف ، وبالتالي أقول أنه ليس ممكنا فقط بل ربما أكيد أن رئيس مصر القادم لن يكون من الإخوان'.


    وأوضح :'دورنا كأحزاب مدنية أن نمنع الإخوان عبر المنافسة الانتخابية من الفوز بالأغلبية لأنه لو تحقق لهم ذلك وشكلوا الحكومة فسيكون من الطبيعي أن يأتوا بقياداتهم والموالين لهم لتولي كافة المناصب التنفيذية''بكافة مؤسسات الدولة وبالتالي تستكمل عملية أخونة الدولة التي لا تزال في بدايتها حتى الآن'.
    وحذر رئيس أقدم حزب ليبرالي في مصر من أن أعضاء الجماعة سيحاولون بشتى الوسائل التأثير على الناخب من خلال استغلال المساجد في الدعاية ودغدغة مشاعر البسطاء بالحديث عن الدين والاستفادة من قياداتهم ممن يوجدون بمواقع تنفيذية بالدولة ، فضلا عن قدرتهم المعروفة تنظيميا وماليا ، ولكنه استبعد تماما أن يتورطوا في تزوير الانتخابات كما كان يفعل النظام السابق لأنهم يدركون أنه في حال فعلوا ذلك سيسقطون ويسقط معهم رئيس الدولة.


    وتوقع البدوي أن يكون البرلمان القادم متوازنا بين الأحزاب التي تمثل تيار الإسلام السياسي وبين الأحزاب المدنية ، وألا يتمكن تيار أو فصيل بعينه من السيطرة على البرلمان كما حدث في الانتخابات السابقة حيث كانت الأغلبية للتيار الإسلامي.
    وتابع :'بالطبع المهمة شاقة أمام الأحزاب المدنية ، ولكننا نعتمد على وعي الناس وعلى نشاط مرشحينا في الشارع والعمل مع الناخبين بجدية' ، لافتا إلى حصول المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق على ما يقرب من نصف أصوات الناخبين في جولة الإعادة رغم أنه لم يكن الخيار الأمثل لكل المصريين.


    وحول تقييمه للرئيس محمد مرسي مع اقتراب انتهاء المئة يوم الأولى على توليه الحكم والتي كان قد تعهد خلالها بحل عدد من المشكلات المزمنة التي يعاني منها المواطن المصري ، قال :'مرسي لم يحقق أو ينجز أي شيء خلال هذه المدة ، اللهم باستثناء إنهاء الحكم العسكري .. مستندا في ذلك إلى قدرة جماعة الإخوان على الحشد والنزول للميادين إذا ما حدث صدام'.
    وانتقد البدوي أداء قيادات في جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ، وقال :'كل عضو بالجماعة وكل قيادة بالحزب تتحدث وكأنها تتحدث بلسان رئيس الجمهورية'.
    وأضاف :'لا أحد يطالب الرئيس بالانسلاخ من عقيدته الداخلية كعضو بالجماعة وحزبها .. ولكننا نقول له طالما أصبحت رئيسا لمصر عليك أن تنسى انتماءك السياسي وتصير رئيسا لكل المصريين'.
    وانتقد البدوي ما أسماه 'إفراط' الرئيس في إصدار قرارات العفو الرئاسي ، وقال :'منذ عام 1923 وحتى تسلم مرسي الرئاسة ، لم تصدر قرارات بالعفو إلا في حالات محدودة جدا .. كما أنه ليس من حق رئيس أن يصدر عفوا عمن أدين بجرائم قتل لأن هذا ليس من حقه طبقا للشريعة الإسلامية التي تشترط صدور العفو من ولي الدم بصورة أساسية'.


    واعتبر البدوي ما تردد عن رفض مصر إقامة منطقة تجارة حرة مع غزة بأنه نتيجة للضغوط الشعبية ، وقال :'حماس جزء من الإخوان ، ولكن الشعب المصري لن يسمح لأي رئيس أو حزب بأن يعبث بالأمن القومي لصالح أي طرف خارجي'.
    كما انتقد البدوي تراخي الدولة في التصدي لمحاولات التضييق على الأقباط من قبل بعض العناصر المتشددة ، وقال :'من منطلق أنه لا يوجد أخطر من اللعب على وتر الفتنة الطائفية لتهديد أمن مصر واستقرارها ، فإننا ندعو الرئيس للاهتمام والحفاظ على الوحدة الوطنية والتصدي بشدة لمن يحاول العبث بها .. وسنعمل على أن يكون دستور مصر الجديد ضامنا لحرية العقيدة والعبادة وممارسة الشعائر'.


    واستبعد أيضا أن يكون للإخوان المسلمين علاقة بالخلافات التي يشهدها حزب النور السلفي ، المنافس الأكبر للإخوان في الانتخابات السابقة ، وقال :'بالعكس ، الإخوان يحرصون على بقاء السلفيين بالساحة ليكونوا هم الفزاعة التي تظهر أمام الرأي العام مدى وسطية واعتدال الإخوان ، كما أنهم أذكياء ولا يمكن أن يفتحوا جبهة صدام مع السلفيين'.
    وفي رده على تساؤل حول تقييمه لتخوف بعض المراقبين من محاولات بعض الدول الخليجية وتحديدا قطر من توسيع استثماراتها بصورة كبيرة في مصر ، قال البدوي :'نحن نرحب بكل الاستثمارات القطرية والتركية وكل الاستثمارات الأجنبية ما عدا الإسرائيلية'.
    وتابع :'لكننا نرفض فكرة الاستحواذ على الاقتصاد بمصر لأن ذلك بالضرورة سيؤثر على القرار السياسي .. كما أن هناك تخوفا مشروعا من أن تكون الأنشطة الاستثمارية لبعض الشركات واجهة تخفي خلفها أهدافا وأطماعا غربية'.
    ووصف البدوي التحالفات التي يعلن عنها يوميا بين الأحزاب الليبرالية بأنها 'تحالفات مرحلية مؤقتة' تهدف فقط لدعم الأحزاب الليبرالية لبعضها البعض في مواجهة تحديات المرحلة الانتقالية ، ولن تتحول إلى تحالفات انتخابية.
    وأكد أن حزبه سيخوض الانتخابات منفردا بقائمة تحمل اسمه ، ورحب في الوقت نفسه بأي أسماء وطنية تبدي رغبتها في الانضمام لقوائم حزبه.



    ------------------------


    اخوان تركيا يتعاملون مع إخوان مصر بالربا..

    فتوى سلفية بتحريم نزول النساء للاستحمام بالبحر
    حسنين كروم
    2012-10-01




    القاهرة - 'القدس العربي'


    صحف مصر أمس الاثنين حملت الكثير من الأخبار والموضوعات التي تنذر بالأخطار التي يدفع الإخوان المسلمون البلاد إليها، إذا كان ثمنها إفلاتهم من المأزق الخطير الذي وجدوا أنفسهم فيه وتأكدهم من ان حكم البلاد ليس بالسهولة التي تخيلوها، وأن مشاكلها لا حلول لها عندهم، وإنما في الخضوع للخارج وشروطه.
    أيضا أشارت الصحف الى توقيع مصر وتركيا على إرسال تركيا وديعة في البنك المركزي قدرها ألف مليون دولار، بفائدة سنوية بسيطة ،حوالى واحد في المائة، أي أن الإخوان المسلمين في تركيا ومصر يتعاملون فيما بينهم بـ'والعياذ بالله' بالربا، كما تمت إحالة أحمد شفيق وآخرين الى محكمة الجنايات بتهم تبديد المال العام.
    وإلى شيء من أشياء لدينا.

    مرسي من تركيا تخلى
    عن دور المحايد ضد سورية

    وأول نذر الخطر، هو ما حدث من الرئيس مرسي في تركيا ومن مستشاره السياسي الدكتور سيف عبدالفتاح استاذ العلوم السياسية، ففي خطابه في افتتاح أعمال مؤتمر حزب العدالة والتنمية، طالب الرئيس بضرورة الإطاحة بالرئيس السوري، بينما هو الذي دعا لتشكيل اللجنة الرباعية من مصر وتركيا وإيران والسعودية، للتباحث مع النظام السوري لحل الأزمة سلمياً، ومنع التدخل الأجنبي، وهو ما أغضب السعودية التي لم تحضر اجتماعاتها، كما أغضب قطر، وهو ما يعني تخليه عن دور المحايد، وهو ما يفترض في أي وسيط، وزاد الطين بلة تصريحات مستشاره السياسي واستاذ العلوم السياسية الدكتور سيف عبدالفتاح وهو غير إخواني لوكالة أنباء الأناضول التركية، التي قال فيها ان مصر ستدرس مع قطر آليات تنفيذ اقتراح أميرها بقيام الدول العربية بالتدخل العسكري في سورية بسبب عدم رغبة مجلس الأمن في ذلك، وان مصر توافق على أن يكون التدخل العسكري عربياً، وهذا التصريح الخطير لا يمكن أن يصدر عنه إلا بموافقة الرئيس عليه، أما إذا كان اقتراحه هو دون أن يطلع الرئيس عليه فاننا أمام كارثة مضاعفة، اما الأمر الأشد خطورة، فهو أن يكون الرئيس قد أعطى هذا الالتزام من وراء ظهر القيادة العسكرية، التي قد تجد أمرا لها بإرسال القوات للقتال في سورية دون أخذ رأيها ودون أخذ موافقة مجلس الشعب غير الموجود حالياً.

    هل يتخيل عاقل ان يقاتل
    الجيش المصري شقيقه السوري؟

    والأخطر والأبشع أن يجد الجيش المصري نفسه يقاتل الجيش السوري، بينما رفض الزعيم الراحل جمال عبدالناصر - آسف جدا - قصدي خالد الذكر، عندما وقع الانقلاب الذي قادته مجموعة من العسكريين السوريين في الثامن والعشرين من سبتمبر سنة 1961 وفصلت به سورية وهي جزء من دولة واحدة، مع مصر هي الجمهورية العربية المتحدة، وتم انزال قوة من الصاعقة المصرية في اللاذقية لتنضم الى القوات السورية الرافضة للانفصال، ولكن عندما علم بأنه سيحدث بينها وبين القوات السورية الانفصالية اشتباك، أصدر أوامره بها بأن تستسلم لها فورا حتى لا يتقاتل الجيشان وكانت قوة الصاعقة بقيادة اللواء جلال هريدي مؤسس الصاعقة والذي كرمه الرئيس مرسي من أيام فقط، أما الآن، تحت حكم المحظورة سابقاً والحاكمة حاليا، فانها ومن وراء ظهر الشعب والجيش تبحث آليات ارساله للحرب في سورية لاسقاط نظام الأسد، ولا أعلم ان كان الرئيس يقدم هذا التنازل الى قطر حتى يدفعها الى التراجع عن رفضها امداد مصر بالغاز بحجة انها لا تملكه وانما الشركات الخاصة هي صاحبته، ثم يقوم بالمراوغة بعد ان يصل الغاز وباقي مبلغ الوديعة بألفي مليون دولار، ووصل منها خمسمائة، على طريقة استنوا بقى لم ندرس آليات التنفيذ، أو اهيه وضحكنا عليكم.

    كارثة تهجير الأسر القبطية في مدينة رفح

    ومن الموضوعات الأخرى الخطيرة، كارثة تهجير الأسر القبطية في مدينة رفح، والغريب أن يقوم نائب محافظ شمال سيناء الإخواني ورئيس المكتب الإداري لحزب الحرية والعدالة، الدكتور علي قطامش بنفي وجود مشكلة في مداخلة تليفزيونية له في البرنامج الذي يقدمه الإعلامي البارز حافظ الميرازي بينما كذبه الحاضرون من أبناء المدينة، فاعتذر، أما زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب حلمي التوني فكان رسمه يوم الأحد في 'التحرير' عنوانه - الدولة ترضخ لتهجير الأقباط المصريين من رفح - ونعامة تدفن رأسها في الرمال وبجواره تعليق: أسد علي وفي سيناء نعامة، ونترك النعامة في حراسة حلمي، الى'المساء' القومية في صفحتها الأولى وحديث للقيادي الإخواني الذي أدلى به لزميلنا محمد سليم سلام مراسلها في العريش، وجاء فيه بالنص: 'أعلن الدكتور عبدالرحمن الشوربجي عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، والنائب البرلماني السابق عن شمال سيناء، ان الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية لن يقوم بالتصديق على الحكم الصادر بأعضاء تنظيم التوحيد والجهاد الذي هاجم مبنى قسم ثاني العريش ومبنى بنك الإسكندرية مما أدى الى استشهاد ضباط وأفراد من القوات المسلحة والشرطة المدنية والاستيلاء على أسلحة وذخيرة خلال العام الماضي، وأن الرئيس أكد له ذلك، وأنه طلب منه - أي من الرئيس - اعادة اجراءات محاكمة أعضاء التنظيم مرة أخرى لاعتمادها على تقارير الأمن الوطني - أمن الدولة سابقا - والتحقيقات المفبركة والشهود المجهولين وأن الحكم مسيس لصدوره في توقيت غير مناسب، وفيه ظلم وجور لأبناء سيناء، واستمرار لسياسات النظام السابق ،وأنه لم يصدر أي حكم مماثل على الاعتداء على باقي أقسام الجمهورية حيث ان عشرات الأقسام هوجمت بمختلف المحافظات اثناء وبعد الثورة، كذلك الضباط الذين قتلوا الثوار لم تصدر أحكام ضدهم، وبرغم ذلك صدر الحكم بالإعدام ضد أبناء سيناء، وأنه يتنبأ بثورة كبيرة في سيناء وفي مصر كلها إذا تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم'.

    رأسمالية الإخوان: شعار الاقتصاد الإسلامي
    ليخفوا وراءه سعار تجارهم

    والى رفع الإخوان المسلمين والسلفيين شعار الاقتصاد الإسلامي ليخفوا وراءه سعار تجارهم لتقاسم كعكة الاقتصاد مع رجال أعمال مجموعة جمال مبارك، أو مشاركات مع رجال أعمال عرب، واستخدام السلطة التي أصبحت تحت أيديهم لتسهيل أمورهم، وإغراء الأجانب حتى لو كانوا يهودا في صورة مستثمرين أوروبيين أو أمريكان، بإلقاء نفحات إليهم وإعادة مسيرة بيع ممتلكات الدولة تنفيذا لمطلب استئناف سياسة الإصلاح الاقتصادي، وما يكشف حقيقة سعارهم وتعجلهم المجنون لجني الثمار، أنهم لم يقدموا شيئاً متميزاً للاقتصاد الذي ينادون به، وانما على طريقة المطرب أحمد عدوية، حبه فوق وحبة تحت، أو شوية اشتراكية مع شوية رأسمالية ونقلبهم على بعض يطلع اقتصاد إسلامي، أي كلام، وحتى ما كانوا يتفاخرون بأنه تفرد، وهو وصف الفوائد الثابتة على الودائع والقروض بأنها ربا - والعياذ بالله - أصبحوا يرتكبونها ويبررونها دينيا.

    القطاع الخاص والإسلام

    ومن أحدث الذين أقحموا أنفسهم في حكاية الاقتصاد الإسلامي كان الدكتور رفعت العوضي أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر الذي نشرت له 'الحرية والعدالة' يوم الجمعة قبل الماضي حديثاً أجراه معه زميلنا فجر عاطف، قال فيه: 'الإسلام له تشريعاته الاقتصادية التي سبق تطبيقها في الحضارة الإسلامية، وفي العصر الحديث قامت حولها دراسات عديدة فالاقتصاد الإسلامي يضم ثلاثة قطاعات رئيسية وهي القطاع الخاص والإسلام يحترم الملكية الخاصة بشدة حتى أنها في التعبير التشريعي ملكية محترمة، ووظيفة هذا القطاع أن تقوم بعملية النمو الاقتصادي وهو مسؤول عن زيادة كل من الناتج والدخل القومي ورسالته تحفيزية ليبذل كل فرد جهده وطاقته، والقطاع الخاص هو القطاع العام ووظيفته تحقيق الاستقرار للاقتصاد وفي ظله لا تحدث المشكلات التي تحدث في ظل القطاع الحر، وطبق النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا القطاع فيما يعرف باسم الحمى، ومن بعده الخلفاء الراشدون. القطاع الثالث هو القطاع التكافلي وهو يحقق العدالة أو ما يعرف بالتكافل الاقتصادي، وهو ايضا قطاع مستقل وله تشريعاته، منها الوقف والإدارة الخاصة بتحقيق التكافل، وإذا طبق الاقتصاد الإسلامي أو إذا انبرت الدولة اقتصاديا بما يضمن وجود هذه القطاعات الثلاثة فستكون أمام نظام يحقق كل الوظائف التي ترجوها كافة المداخل الاقتصادية الأخرى في العالم ويخلو في الوقت نفسه من مشكلات تلك الأنظمة وأهمها مشكلة الفقر التي عجز العالم عن ايجاد حل لها في حين أنها تجد حلا في الاقتصاد الإسلامي في قطاعه التكافلي متمثلا في مؤسسات الوقف والزكاة'.

    مشكلة الفقر لم تجد حلاً لها في العالم
    إلا في الاقتصاد الإسلامي

    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أهذا هو الاقتصاد الإسلامي المتميز؟ وفي ماذا يختلف عما طبقه نظام خالد الذكر، بل وما نادت به الحركة النقابية، والاشتراكية في بريطانيا وما نادى به دعاة الأنظمة التعاونية في القرن التاسع عشر في البلاد الاسكندنافية، السويد والنرويج والدانمارك، وحزب المؤتمر في الهند من أيام غاندي ونهرو وانديرا؟
    وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم مع القطاع العام فلماذا يهاجمه المرشد العام الدكتور محمد بديع ويهاجم بسببه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، عندما اعتبره اشتراكية تحارب الإسلام، ثم من الذي منع الجمعيات التي تجمع الزكاة وتوزعها من العمل من قديم؟ أما حكاية أن مشكلة الفقر لم تجد حلاً لها في العالم إلا في الاقتصاد الإسلامي في مؤسسات الوقف والزكاة، فهذا أمر غريب لأن رجال الأعمال الأمريكان والأوروبيين الكفرة يساهمون بجانب هائل من ثرواتهم في التعليم والأبحاث العلمية ومساعدة الفقراء والمرضى في الدول الفقيرة ومنها الإسلامية، بينما المليارديرات المسلمون، معظمهم لا هم لهم إلا اكتناز ثرواتهم التي حصلوا عليها بالاستغلال.
    ان مشكلة الفقر وحلها مسؤولية الدولة، لأن الفقراء الأحق بثروات بلادهم فهي مال الله في الأرض، دون أن ينتظروا إحسانا من الإخوان والسلفيين، الذين يريدون اكتناز الثروات من دماء فقراء المسلمين، ثم يخرجون لهم صدقة أو زكاة مما سرقوه منهم ليدخلوا بها الجنة، وإن شاء الله لن يتخطوا أعتابها، اللهم آمين، آمين، يا رب العالمين.

    مواد دستورية مقترحة للسيطرة على السوق

    ومما يقدم الأدلة كل يوم على نوايا هؤلاء الناس، التحقيق الذي نشرته الصفحة الاقتصادية في 'الأهرام' يوم الثلاثاء لزميلتنا آمال علام، وجاء فيه: 'أعدت اللجنة الاقتصادية بحزب 'الحرية والعدالة' مشروع قانون بتعديل القانون رقم 3 لسنة 2005 بشأن حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية وذلك لتنفيذ أحد مطالب ثورة 25 يناير والخاص بمحاربة الفساد لإحالته إلى مجلس الوزراء لمناقشته وإقراره في حالة وجود ضرورة ملحة لذلك، وأشار محمد جودة المتحدث باسم اللجنة: ان التعديلات المقترحة تشمل تغيير المادة '1' لتصبح السيطرة على سوق معينة في تطبيق أحكام هذا القانون هي قدرة الشخص الذي تزيد حصته على خمسة وعشرين في المائة من تلك السوق على أحداث تأثير فعال على الأسعار، أي مقابل الخدمة أو حجم المعروض منها دون أن يكون لمنافسيه القدرة على الحد من ذلك التأثير وزيادة حصة الشخص على ستين في المائة من السوق وفي هذه الحالة يجب على الشخص إثبات عدم قدرته على التأثير الفعال على الأسعار أو حجم المعروض ويحدد الجهاز الإجراءات اللازمة لذلك باللائحة التنفيذية لهذا القانون وفي المادة '6' يحظر الاتفاق أو التعاقد بين أشخاص متنافسة في أي سوق معينة إذا كان من شأنه رفع أو خفض أو تثبيت أسعار بيع السلع أو أسعار تقديم الخدمات محل التعامل'.
    وما أود التنبيه إليه هو أن الصفحة الاقتصادية لـ'الأهرام' أصبحت شبه متحدث رسمي باسم اللجنة الاقتصادية لحزب الحرية.

    عودة الدولة بقوة الى صناعة الحديد

    والمهم ان هذه اللجنة بدأت في تحديد ملامح الاقتصاد المصري وتوجيهه وفق مصالح الإخوان وتحالفاتهم مع رجال اعمال نظام مبارك، على طريقة اديها ميه، تديك طراوة، أو يا بخت من نفع واستنفع، أو على طريقة علاء وجمال مبارك، فيها لا اخفيها، أو، اللي ياكل لوحده يزور، ذلك أن كل ما يقترحونه هو نفسه الذي كان سائداً مع مجموعة جمال مبارك، ذلك أن الصراع الذي كان موجودا هو في الاحتكار الذي يمارسه أحمد عز في سوق الحديد، حيث وصلت نسبته إلى ستين في المائة، وعندما طالب البعض ومنهم جناح قوي داخل النظام دعمه المشير طنطاوي وزير الدفاع، ومعه مجموعة داخل مجلس الوزراء ضمت سيد مشعل وزير الدولة للانتاج الحربي ووزير الطيران المدني أحمد شفيق يا راجل، وانضم إليهم وزير الاقتصاد والتجارة رشيد محمد رشيد، ووراءهم المخابرات العامة وصفوت الشريف وزكريا عزمي ومجموعة وراءهم داخل الحزب الوطني، وأنا هنا لا أكشف عن أسرار، وإنما أعيد التذكير بالمعارك العلنية التي دارت على صفحات الصحف القومية وفي مجلسي الشعب والشورى، وكنا نقوم بتغطيتها في التقارير بتوسع يوما بيوم، المهم انه تم تقديم اقتراحات بتحرير نسبة أقل من خمسين في المائة لتكون دليلا على الاحتكار، وقدمت مجموعة جمال مبارك نسبة الستين في المائة حد أقصى، أي للمحافظة على نسبة عز، ولم يتم الاتفاق لأن صديقنا وزير الاقتصاد الأسبق ورئيس اللجنة الاقتصادية بالحزب الوطني الدكتور مصطفى السعيد، اعلن انه تم الابتعاد عن تحديد نسبة للاحتكار، حتى لا يتم تنفيذها على ملكية الدولة لقطاع الكهرباء والسكك الحديدية، والتليفونات الأرضية والمياه، لأن الدولة تعتبر محتكرة هنا، وتم الاتفاق على الانصراف عن محاربة الممارسات الاحتكارية.
    وفي نفس الوقت عودة الدولة بقوة الى صناعة الحديد ومنح رجال أعمال رخص أخرى لخفض نسبة أحمد عز.

    الاخوان يريدون نسبة ستين
    كحد اقصى للاستثمار

    وقامت معركة أخرى حول إعفاء المبلغ عن ممارسة الاحتكار من الغرامة والمحاكمة واعتباره شاهدا، لكن جمال ومجموعته رفضا وأصرا على ان يتحمل غرامة، لمنع أي رجل أعمال عن الإبلاغ، وبعد أن كان مبارك موافقاً على ما طلبه رشيد وصفوت الشريف وزكريا عزمي والمشير طنطاوي عاد ورضخ لجمال مبارك، وهو ما أدى الى احتجاج رشيد وتلويحه بالاستقالة، ووعده مبارك بتصحيح الموقف فيما بعد.
    وتمت إحالة ملف عز على جهاز حماية المنافسة من الاحتكار، وقد أخبرني رشيد محمد رشيد، بأنهم بعد البحث لم يجدوا لعز ممارسات احتكارية، وكان ذلك في لقاء منذ أكثر من عامين في منزل صديقنا العزيز سفير السعودية السابق هشام الناظر، ومنذ حوالى شهر صدر تقرير آخر عن جهاز الحماية نفى ممارسات أحمد عز الاحتكارية.
    أي ان الإخوان المسلمين، لم يأتوا بأي جديد سوى تحديد نسبة قصوى هي ستون في المائة، وهذا معناه صراحة، وعلى المكشوف ان تتخلى الدولة عن نسبة أربعين في المائة أو أكثر في قطاعات الكهرباء والمرافق والسكك الحديدية والاتصالات والموانىء والمطارات، وهلم جرا، لرؤوس الأموال الأجنبية والخاصة، أي على المكشوف يريد الإخوان تنفيذ ما عجز جمال مبارك ومجموعته عن تنفيذه، وبالتالي تمهيد الطريق أمام الصفقات مع صندوق النقد الدولي وأمريكا، ورجال أعمالهم.

    الاخوان يسعون لاحتكار سوق الأدوية

    وقد فاجأتنا جريدة 'فيتو' الاسبوعية المستقلة، التي تصدر كل ثلاثاء، في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي بتحقيق مثير أعده زميلنا عمرو الديب جاء فيه دخول خيرت الشاطر مجال الأدوية وقال: 'شركة انسبير فارما للأدوية عقب فوز الرئيس محمد مرسي بالرئاسة وذلك حسب تأكيدات مصادر ربطت بين خطوة الشاطر ورغبة الإخوان في بدء تنفيذ مشروع النهضة باحتكار سوق الأدوية في مصر وجمع الأموال لحصالة جماعة الإخوان المسلمين بعيدا عن حصالة الوطن، المصادر كشفت ان شركة الشاطر تهتم هذه الأيام بانتاج الأدوية الجنسية لأنها الأكثر مبيعاً مثل عقار جويبوكس لعلاج سرعة القذف عند الرجال وعلاج الضعف الجنسي وغيرها من الأدوية وأنها اتفقت مع شركة روش وهي شركة متعدد الجنسيات وبها مستثمرون إسرائيليون على طرد الدواء المصري البديل للانترفيون الذي يعالج الالتهاب الكبدي الوبائي وتنتجه شركة مينا فارم، وتعامل الشاطر مع شركة روش يثير التساؤلات خاصة وأنها شركة احتكارية معروفة بممارستها المستمرة لاحتكار سوق الدواء في مصر'. وأنا لا أعرف مدى صحة الخبر، ولو صدقت الجريدة فسأتقدم بطلب عضوية للجماعة وأجمع أمثالي من المرضى العواجيز بالتوجه لمقرها في المقطم لنهتف، يعيش يعيش حكم المرشد.

    معارك الإسلاميين

    وإلى اخواننا الذين يقولون انهم ينتمون إلى التيار الإسلامي، ومعاركهم حيث يضرب أصحابها في كل اتجاه وبعضها غريب وطريف، وأخرى تتميز بالجدية، ومنها أجد نفسي طرفا فيها، ومرغماً عليها، مثل تلك التي أثارها الداعية والشيخ والرجل الطيب فعلا، محمد الراوي الذي نشرت له مجلة 'آخر ساعة' حديثا أجراه معه زميلنا وصديقنا وأحد نواب رئيس تحريرها، تهامي منتصر، والشيخ الراوي - هو ابن خاله المرحوم الشيخ محمد فرغلي الذي كان من بين الذين اعدموا من الإخوان بعد محاكمتهم في محاولة اغتيال خالد الذكر جمال عبدالناصر في ميدان المنشية في شهر أكتوبر سنة 1954، المهم قال الراوي عن التحاقه بالأزهر: 'بدعوى وتشجيع من خالي الشهيد الشيخ محمد فرغلي التحقت بالأزهر بمعهد أسيوط وزاملت الشيخ يوسف القرضاوي حتى تخرجت في كلية أصول الدين قسم التفسير وعملت إماماً بوزارة الأوقاف مع الشيخ الغزالي عليه رحمة الله رغم الحصار حول الدعوة في عهد عبدالناصر، حتى وقع الصدام بين الإخوان والرئيس عبدالناصر ونظامه وراح ضحيته علماء شنقهم عبدالناصر وزبانيته بغير حق إلا أن يقول ربنا الله، وبالطبع كان منهم خالي والد زوجتي المجاهد الكبير الفدائي الشيخ محمد فرغلي الذي احتسبناه عند الله وفوضنا أمرنا لله، ولعلك ترى ماذا فعل الله لهم من نكسة ووكسة، بل لقد سلطهم الله على أنفسهم حتى يدسوا السموم ويتآمروا لقتل بعضهم ومنهم من أغرقه الله كفرعون كحمزة البسيوني والدجوي'.

    قصة توجه الشيخ الراوي
    للسعودية للعمل ضد عبدالناصر

    وقد تعجبت من تورط الشيخ في هذه الأكاذيب والمتناقضات، رغم تخطيه للثمانين عاما - أطال الله في عمره وعمرنا، رغم انكشافها من قبل، فمنذ عدة سنوات، كان قد ادعى انه فر إلى السعودية من ارهاب النظام، ليواصل جهاده مع إخوانه من هناك، وكنت قد أشرت في مقال لي من سنوات، عند الرد على بعض الإخوان وأكاذيبهم وفي المقال القادم، قلت انه سيكون عن الشيخ محمد الراوي، وفوجئت بتهامي يتصل بي، ويسألني عما سأقوله عن الشيخ لأنه صديقه، وقد وسطه للاتصال بي، فقلت له، سوف يقرأه، وعلى كل حال طمأنه، فسألني ان كان ممكنا أن يحصل على المقال قبل نشره، فرفضت، وذكرته انه يعلم ان ذلك مستحيل مهنياً، وكان المقال سردا لما قاله الشيخ نفسه عن خاله، وعن عمله موظفاً حكومياً في الأوقاف، وممارسته الدعوة الإسلامية، وأحاديثه في إذاعة القرآن الكريم وكتبه التي ألفها وطبعت في مصر على نفقة الدولة، ثم ارساله مبعوثا الى نيجيريا لنشر الدعوة الإسلامية، ذلك كله حدث معه وهو ابن شقيق أحد الذين تم إعدامهم، فأين الحصار حول الدعوة الإسلامية، وكان يتولاها الشيخ الفقيه والمجدد محمد الغزالي عضو مكتب إرشاد الجماعة السابق، وأين الإيذاء الذي لحق به بسبب خاله؟ وأما سفره إلى السعودية، عام 1965، فحدث وهو في البعثة في نيجيريا وهو التوقيت الذي تشكلت فيه أول خلية من الإخوان في السعودية تحت إشراف المسؤول عن جهاز المباحث في وزارة الداخلية، وقتها الأمير نايف بن عبدالعزيز، والذي تولى ملف اليمن، وأصبح بعد ذلك وزيراً للداخلية ثم ولياً للعهد - عليه رحمة الله - وكان الصراع في اليمن بين مصر التي تساند الثورة والنظام الجمهوري، وبين السعودية التي تساند الملكيين، ومعها الأردن وشاه إيران وأمريكا وبريطانيا التي كانت لا تزال تحتل المدن ومشيخات جنوب اليمن، وإمارات الخليج، قطر والبحرين والإمارات التي شكلت فيما بعد دولة الإمارات عام 1970 ومجموعة الإخوان التي تشكلت تحت رئاسة الأمير نايف استدعت الشيخ يوسف القرضاوي وضمته إليها، وكان مبعوثا من مصر في قطر، أي لاهربا من اضطهاد أو ظلمـ انما كان معززا مكرما من نظام الكفر والكفرة، وتم استدعاء الشيخ الراوي من نيجيريا، وتم تكليف هذه المجموعة بالحملة الإعلامية ضد نظام عبدالناصر - آسف - قصدي خالد الذكر، وأنا لا أدعي على أحد، أو أذكر أخبارا علمتها او نقلا عن مصادر غير إخوانية، إنما من مذكرات الشيخ يوسف القرضاوي نفسه، فهل يجوز دينياً للشيخ الراوي بعد ذلك كله أن يدعي ما ادعاه؟
    وهكذا ذكرنا الراوي، بما لم أكن أحب تذكيركم به من أفاعيل هذا النفر من الإخوان والسلفيين، أقول نفر، لأن هناك آخرين منهم لا تقبل ضمائرهم قول كهذا.

    من أكبر الكبائر نزول 'المرأة' في البحر

    ومن الراوي والشعراوي والقرضاوي، إلى الربيعي، حيث أضحكنا عليه مشكورا مأجورا زميلنا وصديقنا حمدي رزق يوم الأربعاء في مقاله اليومي بـ'المصري اليوم'، حيث قال، وأنعم بما قال: 'تغريدة منسوبة للشيخ السلفي علي الربيعي تقول: إن نزول المرأة للبحر يعتبر 'زنى' وأن من أكبر الكبائر نزول 'المرأة' في البحر حتى لو كانت محجبة لأن البحر 'ذكر' وبدخول الماء إلى مكان حشمتها تكون قد زنت' ويقع عليها الحد.
    أول مرة أعرف أن البحر 'ذكر' يا ابن الإيه يا بحر، ذكر ومستخبي في الميه وكل النساء ترتمي في أحضانك، أخيرا عرفت سر إلحاح الفاتنات على نزول البحر. تغريدة البحر الذكري المجنون لم تحدد هل البحر الذكر هو البحر الأحمر أم البحر الأبيض، أخشى أن نساء مصر محاصرات جنسياً بين بحرين 'ذكرين' وبينهما نيل طويل بالمناسبة، هل زنى البحار ينسحب على زنى الأنهار، هل الانهار تزني؟!.
    أخيراً فهمت معنى أغنية 'ادلع يا رشيدي على وش الميه' طبعا رشيدي هذا هو البحر وتغني له الغندورة 'سيب رجلي وامسك أيدي'، لكن ما لم استطع عليه صبرا، هل نزول النساء حمام السباحة من قبيل الزنى؟ ونسأل الربيعي 'لو قال بهذا ما حكم الشرع في نزول الرجال البحر باعتباره 'ذكرا' فيه حاجة حرام، وهل نزول الرجل البحيرات 'زنى' باعتبار البحيرات مؤنثات؟ وهل نزول الفلاح الترعة لري الغيط يصبح محرماً؟!'.

    زنى البحر بالرجال والنساء!

    لا، لا، هذه أسئلة محرجة جدا ونحتاج إلى فتاوى جريئة، خاصة زنى الرجال في البحيرات، وهل هو زنى فعلا، أم تحرش جنسي، أم نوع من اللمم، أو مفاخذة؟
    لكن الكارثة الكبرى، هي ما يتعرض له الرجال من البحر الذكر، لو نزلوا إليه للعوم، أو البلبطة مع زوجاتهم، وهنا تكون المصيبة مصيبتين، وبمناسبة تعرض الرجال دون أن يدروا أو يعوا بما يفعله فيهم وفي نسائهم، البحر، اذكر انه كان لي صديقان ظريفان جدا، صلاح، وسالم، يملكان مكتبة ودار نشر إسلامية، خلف الباب الأخضر لمسجد سيدنا الحسين رضي الله عنه - وكنت من وقت لآخر، أحب الجلوس عندهما وكانت المكتبة تقوم بارسال كتب لي لبعض الدول العربية، وطلب مني ان اتوسط عند زميلنا وصديقنا والكاتب الإسلامي الكبير احمد بهجت لطبع كتب له، وعرضت الأمر عليه، فوافق، وذهبنا إليهما، وطلب احمد رؤية وقراءة عدد من الكتب التي صدرت عن المكتبة، فأعطاه سالم عدداً منها، ولفت نظر أحمد، أحدها، وكان عن أصول جماع الزوج لزوجته، ففتحه وأخذ يقرأ منه، وأطلق ضحكة من ضحكاته الصافية والمميزة، وقال لي: الحق، شوف اللي بيتعمل فينا ياعم حسنين.
    والفقرة التي أضحكته، كانت عن ضرورة ان يقوم الزوج عندما يجامع زوجته ان يغطي مؤخرته، لأن الشيطان يكون موجودا في الغرفة وقتها، ويتحين أي فرصة، لظهور مؤخرة الزوج، أو فرج الزوجة ليسرع بالدخول فيها وممارسة - والعياذ بالله - وقال أحمد لا يا عم قوم بينا، ده احنا اتعمل فينا عمايل، يالا نروح الفيشاوي.
    وغادرنا المكتبة وسط دهشة سالم وصلاح، وقال سالم لأحمد:
    - طيب هنتفق امتى؟
    فقال له، حسنين هايقولك بعدين.
    رحم الله الصديق والزميل العزيز أحمد بهجت، الموهوب، والرقة والإنسانية والنفس الشفافة التي كان يتميز بها.
    لكن كله كوم، وحكاية البحر وما يفعله كوم تاني، فهل مثل هؤلاء اصبحت مصر مهددة لأن تكون تحت حكمهم؟



    --------------------------------------------------------------------------------
    مصر: قبائل النخب والفلول وتراجع عقدة الخوف من الرئيس
    أحمد عبد الرازق
    2012-10-01



    وكأن قبائل النخب المصرية المتحالفة مع الفلول تعبر عن صدمة عميقة ماتزال تلازمها في طريقة الخطاب وهي تخرج من عهد حاكم فرد متسلط كانت تضعه في مرتبة إله أو نصف إله إلى عهد رجل يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ويخاطب الجميع بالحسنى يعرض عليهم حلولا ويطالبهم بأن يشاركوه هذه الحلول وأن يرتفعوا لمستوى المسؤولية وأن يرضوا كما يرضى العالم المتحضر بما تفرزه الديمقراطية.
    هؤلاء الذين يقودون حملات التشويه عبر كافة وسائل الإعلام الكترونية وغير ألكترونية في حق رئيس مصرالمنتخب الجديد لم يكن أحدهم ليفكر حتى في أكثر أحلامه جرأة على أن ينادي المخلوع باسمه المجرد ولعل كثيرا من المصريين يتذكــــرون كيف كان هؤلاء المنافقون وحين يتناولون مصائب مصر ومشاكلها إبان العهد البائد يأتون بالنقد الشديد على كل من يعمل تحت إمرة مبارك محملين إياهم المسؤولية عما وصلت إليه البلاد من تردي لكنهم كانوا وحينما يصل الأمر إلى المخلوع نفسه يرددون العبارة الشهيرة التي تنضح نفاقا وازدواجية .. 'لكننا ندرك أن سيادة الرئيس لا يرضى بذلك' وذلك رغم أدراكهم العميق بأن الرجل كان السبب الرئيس وراء مصائب مصر كلها وأن من حوله كانوا مجرد أدوات .
    لم تكن هذه العبارة الشهيرة لتحرج الرئيس الذي ربما وصل ساعتها إلى مرحلة 'تطنيش' كامل لكل مايكتبه مثقفو مصر سواء كانوا من جوقته أو من معارضيه لكنها بالتأكيد كانت تزيده صلفا على صلف وتعزز موقعه كدكتاتور فوق الجميع فقد عرف الرجل كثيرا على أنه يكره المثقفين الواعين بقضايا مصر كراهية شديدة .. والآن وبعد أن صار لمصر رئيس مدني يحاور ولايأمر ويظهر انفتاحا على الجميع يبدو التحول في خطاب هؤلاء غير مفهوم حتى لأكثر المحللين موضوعية .. ترى هل هي مشكلة التحول الذي فاجأ الجميع بعد خروج مصر من عهد الدكتاتور الفرد بأجهزته القمعية؟ أم أنها مشكلة عميقة متجذرة في نفسية وعقلية المثقف المصري الذي إعتاد على أن يدور في فلك سلطة يمجدها ويخشاها في نفس الوقت أوهو يخشاها فيمجدها بترتيب أكثر منطقية؟ أم أن الحالة الجديدة في مصر ساهمت في رفع الغطاء عن مجموعات المثقفين المرتزقة الذين كانوا لسنوات طويلة رديفا لنظام دكتاتوري وكشفت حقيقتهم كمجموعات هي أقرب إلى مصالحها الخاصة من مصالح الوطن الذي ظلت تتشدق بها لسنوات طويلة؟
    ليس هناك من شك في أن صورة مصر الآن ليست كما كانت أيام مبارك ففي مصر الآن حالة حراك مختلفة لا ينكرها أحد وبعيدا عن الانتماءات السياسية فإن الحالة الجديدة هي أقرب للديمقراطية منها إلى الحالة في عهد مبارك وبصرف النظر عن إنتماء الرئيس الجديد فإنه من المفترض أن يكون مثقفو مصر ونخبها منحازين للديمقراطية وليس العكس، غير أن المشهد الحالي ينم عن غير ذلك إذ يبدو هؤلاء المثقفون والإعلاميون وجلهم من التيار الليبرالي المتحالف مع الفلول وقد فاجأتهم حالة التحول فباتوا غير قادرين على التعامل مع وضع هو أقرب للديمقراطية التي يفترض أنهم أكثر من يؤمن بها .. فبينما يحتاج الوضع الديمقراطي إلى مقاربات مناسبة من قبل المعارضين للحكم كأن يطرحوا مثلا برامج واضحة من أجل مصر أو أن تعكس لغة خطابهم حرصا على المصلحة الوطنية وليس على المصلحة الخاصة يبدو الحاصل غير ذلك تماما ذلك أن هذه النخب تبدو مهمومة بتشويه الآخر أكثر من كونها مهمومة بإيجاد البديل الذي يلامس مصالح الناس وهمومهم، والمتابع لحالة هذه المجموعات وحملاتها لايمكنه أن يخطئ تكريسها الواضح لاسلوب السباب والتشويه وتصيد الأخطاء للآخر وهي لاتدري أنها وفي غمرة هذه المعارك التي ليس لها من هدف معلن سوى إسقاط النظام تفقد تأييد واحترام الغالبية من أبناء الشعب المصري التي باتت تدرك يوما بعد يوم مدى اتساع الهوة بينها وبين هذه المجموعات كما بدأ يترسخ لديها اعتقاد قوي بأنها فصائل تعمل لمصالح خاصة وليس من أجل مصلحة وطنية، وفي تصوري أن مجموعات كبيرة من هذه النخب باغتتها عملية التحول من حكم الدكتاتور إلى حكم الرئيس المدني الذي يتقبل النقد ويؤمن بالحوار فإذ بها تبدو غير مدركة لطريقة التعامل مع مرحلة جديدة تحتاج إلى استخدام لغة جديدة وإظهار حرص على إحترام رئيس وصل لمنصبه عبر صناديق الإقتراع على اعتبار ان احترامه هو من احترام ارادة الشعب والوطن بكامله كما يحدث في كل ديمقراطيات العالم.
    في جانب آخر لايمكن لأحد أن ينكر أن جانبا كبيرا مما يعج به المشهد المصري حاليا من معارك التشويه والشتائم للنظام الجديد التي تقودها بعض النخب بمنابرها الإعلامية تعكس فكرة إنتفاء شعور الرهبة والخوف من الرئيس الدكتاتور والذي تجذر في عقلية العديد من المثقفين والإعلاميين المصرييين وهنا لايمكن إنكار حقيقة أن هناك بعضا من المثقفين اتسموا بالشجاعة أيام مبارك ودفعوا ثمن أرائهم الواضحة لكن بعيدا عن هؤلاء الذين يمثلون قلة فإن قطاعا كبيرا من المثقفين في مصر إعتاد على أن يدور لسنوات طويلة في فلك السلطة وأن يكون أداة من أدواتها بينما كان آخرون من نخب المعارضة الشكلية والوهمية ينتقدون كل مسؤول في عهد مبارك لكنهم كانوا يتوقفون عند السيد الرئيس رهبة وخوفا حتى روج البعض لنظرية المؤامرة التي كانت تقول إن بعضا من النخب المعارضة هم جزء من النظام وأنهم يمارسون مهمتهم بتكليف من أجهزة أمنية في مايشبه المسرحية.
    ويبقى القول أنه وضمن تحليل موقف النخب المصرية الليبرالية الفلولية والذي يبدو مدعاة للإلتباس فإنه يجب الإشارة إلى حقيقة أن مجموعات كبيرة من هذه النخب ظلت طوال فترة مبارك صاحبة إمتيازات كبيرة ساعدها النظام على تنميتها لسنوات وقد عاودت بعد الثورة وبعد وصول نظام منتخب للحكم في مصر للتكتل من جديد وهي في حملاتها المنسقة لتشويه النظام الجديد تنطلق أولا وقبل كل شئ من منطق المصلحة الخاصة أولا يفضحها في ذلك خطابها المشغول بالترصد والتصيد اكثر من انشغاله بالمشاركة في بناء الوطن والسعي المحموم من أجل الإبقاء على مصالحها وحصصها القديمة والبقاء في مرتبة أعلى من مرتبة مصلحة الشعب المصري .. لكن ربما تدرك هذه المجموعات في قرارة نفسها رغم ماتحدثه من ضجة حجمها الحقيقي في الشارع المصري فالواضح جدا لكل متابع ان المواطن المصري بات الآن واعيا بتفاصيل مايجري على ساحته السياسية وهو يعرف بفطرته من الذي ينحاز إلى همومه ومشكلاته ومن الذي يتاجربهذه المشكلات والهموم.

    ' كاتب مصري


                  

10-03-2012, 04:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    14qpt3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com








    نائب رئيس الجمهورية يؤكد رفض التدخل العسكري في سورية..

    وسجال حول زج الجيش المصري بسورية
    حسنين كروم
    2012-10-02


    القاهرة - 'القدس العربي'


    أبرز ما في صحف مصر امس هو اجتماع رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والمستقلة مع نائب رئيس الجمهورية محمود مكي، وهو من الشخصيات التي تحظى باحترام وتقدير كبيرين من الجميع لنزاهته وصلابته أثناء نضال قضاة الاستقلال ضد النظام، وللأسف فإن بعضهم - بعد نجاح الثورة - كشف عن وجه لا يختلف عن وجه النظام الذي قاتلوه، وغاب عن الاجتماع زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير 'التحرير'، عامدا متعمدا، أما رئيس تحرير 'صوت الأمة' زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل فأكد أنه لم يحضر لأنه توقع سماع كلام كالذي سمعه من قبل من اجتماع مع الرئيس، وهو لا يصدقه وان كان قد أشاد بنائب الرئيس، وأبرز ما قاله النائب انه لا يمكن التراجع عن قضية حرية الصحافة، أو الاقتراب من القضاء وأحكامه، أما القضية الأخطر في رأيي فهي تصريح الدكتور سيف عبدالفتاح مستشار الرئيس للشؤون السياسية، بأن مصر تدرس المقترحات القطرية بالتدخل العسكري العربي في سورية، وقال عنها مكي للصحافيين بالنص:
    - الرئيس أكد بشكل علني وفي الجلسات المغلقة ان مصر ترفض حل الأزمة عسكرياً ولا تتدخل في الشؤون السورية إلا بالطرق السياسية في إطار الرباعية العربية. وإلى بعض مما لدينا:

    مصر لن تسمح بتدخل
    عسكري عربي في سورية

    نفى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر علي امكانية التدخل العسكري في سورية بواسطة قوات عربية، كما نفى وجود أي مشروع لإقامة منطقة تجارة حرة مع غزة وأنه فكرة طرحتها وسائل الإعلام، وللأسف فكلامه غير صحيح بالمرة لأن الذي طرح الفكرة وشرحها هو أحد مستشاري الرئيس والقيادي في حزب الوسط الدكتور محمد محسوب، وعدد من مسؤولي الإخوان، ومع ذلك فلا أعرف ان كان الدكتور سيف عبدالفتاح سوف يستمر في منصبه أم سيستقيل، أم يقيله الرئيس بسبب عملية التوريط التي ورطه فيها بحكاية الزج بالجيش المصري في هجوم عسكري على سورية من وراء ظهر الجيش والشعب. ومن الواضح ان هناك حالة من التخبط وقع فيها الإخوان والرئاسة معاً وعدم القدرة على التصرف بوضوح إزاء القضايا التي تكاد تكسر عظامهم، وأولها الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تزداد سوءا والموقف من الإرهابيين في سيناء وسعيهم لإقامة إمارة إسلامية فيها، وقد أخبرنا زميلنا بـ'الأخبار' والرسام الموهوب مصطفى حسين، انه رأى في المنام الرئيس الراحل أنور السادات وهو طائر في السماء ويدلي بحديث تليفزيوني يقول فيه:
    - شوف أنا تعبت وشقيت إزاي لما رجعنا سينا، وإزاي ولاد الأبالسة بيبهدلوها ويبعثروا فيها.

    أحمد شفيق يتلاعب بأعصاب الإخوان

    كما واصل أحمد شفيق يا راجل التلاعب بأعصاب الإخوان بمواصلته تسريب نقاط صغيرة من أسرار يملكها عن اتصالات الإخوان به، ونشرت له 'التحرير' أمس اتصالاً هاتفياً مع زميلنا إسماعيل الوسيمي قال فيه رداً على تصريحات مالك:
    'منذ فترة طويلة تم عقد اجتماع مجلس إدارة لإحدى الإدارات التي كنت أترأسها بشقة أحد الزملاء الأعضاء في مجلس الإدارة في غاردن سيتي على النيل، وبعد فترة حضر حسن مالك، ووقتها لم أكن أعرفه شخصياً رغم أني أفرجت عنه حين كنت رئيساً للوزراء ومعه آخرون من الإخوان، وكانت الجلسة ودية جدا، وبعد فترة زارني في بيتي مع نفس الزميل قبل انتخابات الرئاسة ولم نتحدث عن الرئاسة مطلقاً'.

    سيطرة الاخوان على 'الاهرام'

    أما 'الأهرام' فقامت أمس ايضا بإظهار دليل آخر على سيطرة الإخوان عليها بالفعل، بأن أعادت في صفحتها الخامسة نشر جزء من تصريحات حسن مالك لصحيفة 'الحرية والعدالة' منذ أربعة أيام عن المقابلة، ووضعت اسم زميلنا هاني عزب عليها، دون أن تشير إلى انه صرح له بذلك، وحين تهوي 'الأهرام' بكل تاريخها وثقلها الى هذا المستوى، فهو شيء محزن وكان بإمكانها أن تجري مقابلة خاصة مع مالك. كما نشرت 'الأهرام' مقال الدكتور صلاح عز، بعد أن كانت قد منعته فترة، وأخذ يكتب مقالات في 'الحرية والعدالة' يشكو فيها من ذلك، والسماح لعدد آخر من الإخوان بالكتابة، ونشرت الصحف عن سحب الدكتور سعد الكتاتني أول استمارة للترشح لرئاسة حزب الحرية والعدالة في الانتخابات التي سيجريها المؤتمر العام في التاسع عشر من الشهر الحالي، والواضح ان مكتب الارشاد غير راض عن تولي صديقنا العزيز ونائب رئيس الحزب الدكتور عصام العريان رئاسته.

    رئيس تحرير صحيفة إسلامية يتهم
    الإخوان بالتنكر له بعد مساعدته لهم

    والى الحكايات والروايات، وستكون هذه المرة لزميلنا جمال سلطان، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة 'المصريون' - اليومية المستقلة - وصاحبها، وكذلك موقع 'المصريون' الالكتروني، وهو ينتمي إلى التيار الإسلامي الأقرب للجهاد، ولكن مع قدر من الانفتاح، وتنتابه شكوك في الإخوان ومواقفهم المعادية نحو القوى والتيارات الإسلامية الأخرى، ولقد تلقى مع غيره صدمة عنيفة عندما وجدوا الرئيس محمد مرسي يعقد لقاء مع كتاب وفنانين من خصومه ولا يدعو أحدا منهم، وعندما تم تشكيل المجلس الأعلى للصحافة تم استبعاد من ساندوه في الانتخابات، ولم يتم ضم جمال الى المجلس الأعلى للصحافة أو المجلس القومي لحقوق الإنسان، بل وتعرض - حسب كلامه ـ الى هجوم من الإخوان، وقال جمال يوم الأربعاء الماضي، عن مساندته للإخوان أيام نظام مبارك، عندما كان يملك الموقع الالكتروني: 'اتصل بي عدد كبير منهم للشكر والعرفان والتقدير للموقف النبيل ثم اتصل بي الدكتور محمد بديع المرشد العام ليؤكد الشكر ويدعو لي ولأخي محمود كثيرا، كما أصر على أن نزوره في مكتب الارشاد من أجل تقديم الشكر من خلال أعضاء الارشاد جميعاً وذهبنا بالفعل الى المكتب الذي كان بالمنيل وكان محاصراً وقتها برقابة صارمة ورصد دقيق من قبل مباحث أمن الدولة وأخذنا الدكتور بديع بالأحضان وكذلك الدكتور محمود عزت والدكتور محمد مرسي وبقية الأعضاء إلا من كان مسجونا وقتها كالمهندس خيرت الشاطر، وبعد احتفالية قصيرة انصرف أعضاء المكتب لاجتماعهم ثم دخلنا في اجتماع خاص مع المجموعة الإعلامية الإخوانية بإشراف وحضور الدكتور محمد مرسي، شكرنا الرجل طويلا وأثنى علينا وعلى موقع 'المصريون' وتبادلنا النكات والقفشات بوصفنا 'بلديات' فكلانا من الشرقية وسألنا عن انطباعنا عن إعلام جماعة الإخوان فسألته مباشرة يا دكتور مرسي هل أنت مقتنع بأن جمال سلطان عميل للمخابرات الإسرائيلية؟
    ومحمود سلطان عميل للمخابرات الأمريكية؟ وربما لو كان لنا شقيق ثالث في الصحافة لكان عميلا للمخابرات الروسية؟

    أنتم دعوتمونا لكي تشكرونا

    اندهش حقاً من السؤال وقال من يقول هذا الخرف؟ قلت له جماعتك، زادت دهشته فقلت له: إذا فتحت الموقع الرسمي للجماعة الآن ستجد كوادركم يهاجموننا بهذه الاتهامات وربما بأسوأ منها، نظر الدكتور محمد مرسي إلى من حوله وكان بينهم الدكتور جمال نصار والمهندس علي عبدالفتاح وآخرون، فطأطأوا رؤوسهم ثم أجاب بعضهم بأن هذه أخطاء عارضة ويتم حذفها، فقلت له: افتح الكمبيوتر الآن وأنا أطلعك عليها من موقع الجماعة في هذه اللحظة، فسكت الجميع فأضفت له قائلا: أنتم دعوتمونا لكي تشكرونا وتثمنوا موقفنا في الدفاع عنكم في وجه الهجمة الشرسة، بينما كوادركم تشتمنا وتشنع علينا وتنشر الأكاذيب في كل مكان عنا، نظر لي الأستاذ محمود سلطان نظرة عتاب كأنه يدعوني الى التوقف لأن اللغة كانت عنيفة لكني واصلت الكلام قلت للدكتور مرسي أنتم تدعمون صحفاً علمانية وتدعمون صحيفة فلان 'أبو حمالات' كما يصفه نشطاء الإخوان الآن بشراء ثلاثين ألف نسخة يومياً من صحيفته، أنا لا أبحث عن دعمك ولا دعم غيركم لكني فقط أتمنى أن تتوقفوا عن الطعن في شرفنا وأن تلتزموا بأخلاق الإسلام والمروءة في الخصام أو الخلاف، وأن تتجنبوا الكذب حتى لو ظننتم فيه مصلحة لكم أو حماية للجماعة وسمعتها، وأن تتوقفوا عن ملاحقة 'المصريون' عند المعلنين الذين تتصلون بهم لتحذروهم من التعاون الإعلامي مع الموقع من أجل إسكاتنا وتركيعنا أو كسر إرادتنا أو إغلاق الموقع وإفلاسه،.طلب مني ذكر وقائع فذكرت له واقعتين دامغتين'.
    وفي اليوم التالي - الخميس أكمل جمال روايته قائلاً: 'أبدى الدكتور محمد مرسي انزعاجه من تلك المعلومات وأكد أنه سيحقق فيها، غير أن شيئاً لم يتغير أبداً، نفس الممارسات ونفس الروح، لقد كانوا يشتموننا ويشنعون علينا في نفس الوقت الذي يحرصون فيه على أن يرسلوا لنا مقالات أسبوعية منتظمة لكوادرهم مثل عصام العريان ومحمد جمال حشمت وجابر قميحة وحمزة زوبع وغيرهم وننشرها بكل رحابة صدر، ثم بعد أن ذهب 'الخوف' أداروا ظهورهم لـ'المصريون' وانتقلوا إلى صحف أخرى كانت تلقي كتاباتهم في سلة المهملات، غير أني ذكرت الواقعة السابقة للحوار مع الدكتور محمد مرسي والتي أحكيها للمرة الأولى لكي أنبه إلى أمرين خطيرين بالفعل: الأول هو أن كوادر جماعة الإخوان تتعامل بعنف منهجي مخيف مع المخالف لهم، ويزداد هذا العنف توترا إذا كان من داخل التيار الإسلامي ولن يغفر لك معهم أن تكون قد وقفت بنبل معهم في محنة وتبدأ الاتهامات والإدانات بدءا من أنك حاقد ومريض القلب، فاسد النية وعميل للشرق أو الغرب، وانتهاء الى ان تكون عدواً للإسلام والدعوة الإسلامية وعدواً لله والوطن ويتخلل ذلك نشر حملات من الأكاذيب والتشويه للآخرين والطعن في الأعراض أخطر ما فيها أنهم يفعلونها وهم يتصورون أنها 'قربى' إلى الله، فالشاب المتحمس من هؤلاء يتقرب إلى الله بالكذب عليك واتهامك بما ليس فيك إذا كان هذا يراه نصراً للجماعة ودفاعاً عن مصالحها، والخطورة الأكبر تأتي قطعاً عندما تتحول الجماعة من تنظيم معارض مطارد إلى سلطة تملك القرار السياسي والأمني والاقتصادي، فالذي كان يتهمك بالأمس أنك عميل للمخابرات الإسرائيلية مثلا، اليوم هو في السلطة سيحول هذا الكلام من مجرد شتائم وتشويه إلى 'ملف' اتهام قد ينتهي بك إلى حبل المشنقة أو ظلام الزنازين'.
    إييه، إييه، وهكذا ذكرني جمال بالهجوم الذي شنه موقع 'المصريون' منذ سنوات ضد 'القدس العربي' ورئيس تحريرها عبدالباري عطوان، وضدي، واتهمنا بأننا نعمل لحساب المخابرات الإسرائيلية. ونقلوا عن لساني، بأنني قلت لبعض أصدقائي، انني مفروض من إسرائيل على عبدالباري، وهكذا، ذوقوا مما كنتم تقولون، وهكذا انتقم المحظورون سابقاً والحكام حالياً، لنا، لذلك لا بد من مجاملتهم ورد الجميل لهم.

    سيد قطب يخرج من محبسه ويزيد الانصار

    وإلى الإخوان المسلمين ومعاركهم، فيما بينهم، فقد واصل الإخوان الذين خرجوا من الجماعة، مهاجمتها ومنهم المحامي والكاتب خفيف الظل ثروت الخرباوي الذي قال يوم الثلاثاء قبل الماضي في 'الدستور' - اليومية المستقلة: 'ما أن مرت سنوات المحنة الأولى على الإخوان التي بدأت من عام 1954 حتى بدأ تأثير سيد قطب يتزايد، فها هو يخرج من محبسه ويجتذب أنصاراً من طلبة الجامعة فضلا عن عدد من الشباب صغير السن الذي لم يتشكل له قوام فكري بعد، شباب لا علاقة لهم بحسن البنا ولم يعرفوه ولم يتأثروا بأفكاره، كان من هؤلاء الشباب - وقتها - محمود عزت ومحمد بديع وصبري عرفة وجمعة أمين وسيد النزيلي 'وتبعهم بعد ذلك فريق تتلمذ على يد أعضاء النظام الخاص 'الحاج مصطفى مشهور وصحبه' مثل محمد مرسي ومحمود غزلان والكتاتني'.

    المرشد حسن الهضيبي
    ومعنى كتابه 'دعاة لا قضاة'

    وحين تنادى الشباب وهم في سجون النظام الناصري بأفكار سيد قطب حاول المرشد حسن الهضيبي لمقاومة حركة ذلك القطار القطبي التكفيري فكتب كما يعرف الكافة كتابه الشهير 'دعاة لا قضاة'، وقد يكون هذا الكتاب قد أعطى قوة لفريق الدعاة الذين تتلمذوا على يد حسن البنا ولم يعرفوا سيد قطب بل نفروا من أفكاره ومحوها إلا أن جماعة الإخوان في السبعينيات حملت على أك########ا هؤلاء وهؤلاء فكان إخوان حسن البنا على رأس الجماعة وكانت فرقة سيد قطب من وراء ظهرها غير مرئية وكأنها تنتظر وثبة تقفز بها على رأس الجماعة، وحين كان إخوان البنا هم القادة والرأس والعقل كان القرضاوي والغزالي هم فقهاء الجماعة، وكانت كتب القرضاوي هي المرجع الفكري والفقهي لأفراد التنظيم وهي اكثر الكتب وجودا في المنهج الثقافي للإخوان، كان الاستاذ عمر التلمساني رحمه الله - وقتها - حائط صد يحول دون اختراق القطبين عقل الإخوان لذلك اقترب هذا الشيخ بفراسته من جيل الشباب واجتذبهم وعلمهم، فكان من تلاميذه عبدالمنعم أبو الفتوح وعصام العريان وإبراهيم الزعفراني ومختار نوح وأبو العلا ماضي والسيد عبدالستار المليجي وخالد داود وحامد الدفراوي وأسامة رسلان هذا الجيل الذي قدم الإخوان للرأي العام في ثوب جديد منبت الصلة عن ثوبه القديم الذي تمزق وتخضب بالدماء في خضم الاغتيالات والخلافات مع الأنظمة، وبعد أن مات التلمساني رحمه الله ومات من بعده من مات من المرشدين آلت الأمور الى أهل سيد قطب وخاصته وأولوياتهم هي التنظيم ثم التنظيم ثم التنظيم فهو عندهم وفقاً لمدرسة قطبهم غاية لا وسيلة، فإذا اشتد عود التنظيم وبنيانه ونجح الجمع القطبي المسلم في لم شمله تحت إطار واحد آنذاك يسهل دك بنيان المجتمع الجاهلي وفرض الإسلام عليه لأنه مجتمع في ظنهم، أشد في جاهليته من جاهلية القرون الأولى وما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب! فهل تعود 'الإخوان' لأهلها ذات يوم؟ لا أظن'.

    كيف مازح مرشد الإخوان الفنان عادل إمام

    وفي اليوم التالي - الأربعاء - شن الإخواني السابق مصطفى كمشيش هجوماً على المرشد العام الدكتور محمد بديع لمقابلته صديقنا نجم النجوم الفنان عادل إمام في حفل السفارة السعودية فقال في 'المصريون': 'في حفل السفارة السعودية بيومها الوطني 23- 9 وقف الدكتور بديع مرشد الإخوان يمازح ويحاور الفنان عادل إمام والفنانة رجاء الجداوي ومعهما محمد عبداللاه القيادي السابق بالحزب الوطني المنحل ثم وقف مع مجموعة من السيدات ضيوف الحفل في حوار لطيف أيضا ولا أجد حرجاً فيما فعله فضيلة المرشد للتعريف والتوضيح والتقارب، ومن قبل شاهدنا لقاء الرئيس محمد مرسي مع ثمانين مثقفاً وفناناً مصرياً في لقاء استمر لمدة ثلاث ساعات كان يضم عادل إمام 'بطل أفلام الإرهاب والكباب والإرهاب وطيور الظلام وغيرها'، وكان الإسلاميون يقولون 'قديما' نحن نريد 'إمام عادل' لا 'عادل إمام'.

    مرسي قابل الخصمين اللدودين
    لكل ما هو إسلامي

    كما استقبل الرئيس أيضاً الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي والكاتب محمد سلماوي الخصمين اللدودين لكل ما هو إسلامي والمخرج خالد يوسف 'وهو من هو' وغيرهم، ولم يدع إلى هذا اللقاء أي مثقف إسلامي مما حدا بالمثقفين الإسلاميين أن يصدروا بيانا يستنكرون إقصاءهم من لقاء الرئيس حين اكتفى بالرموز العلمانية واليسارية كما كان يفعل مبارك، لكن الذي لا أفهمه 'هو كيف يتقبل الإخوان ذلك الآن وكانوا من قبل يستنكرونه بشدة على الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح حينما التقى بالأديب الراحل نجيب محفوظ، لقد نال بعضهم من أبو الفتوح واتهموه وقتها بأنه يغازل العلمانيين، واتهمه الداعية وجدي غنيم بأن أبو الفتوح 'ناقصه يدق صليب'! إن أسهم أبو الفتوح انخفضت بشدة لدى قيادة الإخوان المسلمين وتم تشويهه بسبب قيامه بأفعال وأقوال قام الإخوان 'حالياً' بأكثر منها بكثير، لقد فعلها أبو الفتوح برؤية متقدمة ومبكرة للتلاقي والتفاهم والتحاور، لكن ذلك لم يرق لقيادة الإخوان، وحينما أيدت الفنانة المهذبة آثار الحكيم أبو الفتوح في حملته الرئاسية لم يسلم الرجل من سهام نافذة من الإخوان، وحينما أيدت الفنانة جيهان فاضل الدكتور مرسي احتفى بذلك الإخوان ولم يجدوا في ذلك حرجاً، فكيف يقبل العقل الإخواني ذلك؟ وكيف يمرر الآن ما كان يستنكره على أبو الفتوح؟ إن المجتمع الذي يرى ويسمع ما يجري من قيادة الإخوان صوب بعض رجال الإخوان وشبابها من إقصاء وفصل، وبينهم ما بينهم من إخوة وفكر وتاريخ ونضال وسجون وقيام ليل وعبادة وذكر، قد يتوجس من إمكانية قبول الإخوان 'فعلياً' بالمختلف معهم من التيارات الأخرى'.

    ما قيمتهم ونبيهم وقائدهم
    يتآمر عليه المجرمون الساقطون!؟

    وعلى طريقة أم كلثوم - سمعت صوتاً آتياً في السحر، فقد سمعت يوم الخميس صوتا آتياً من 'الحرية والعدالة' يحدثني بأن لا أستمع إلى أي خرباوي أو كمشيشي، وإنما له، وكان الشيخ عبدالله الخطيب عضو مكتب الإرشاد السابق، الذي حاول إقناعي بأن المسيحيين أعدائي بقوله: 'المسلم يتساءل: هل أخرج الله هذه الأمة لتصير إلى هذا الهوان حتى يقتحمها اللصوص وسفاكو الدماء، من كل جانب ولا تتحرك ولا تصد أو تدافع عن الدماء والأعراض والأموال؟ هل صار الهوان بهذه الأمة أن يسب رسولها ولا تتحرك؟ أين رؤساؤها وأين كبراؤها هل ماتوا؟ هل ذهبوا إلى غير رجعة؟ ما قيمتهم ونبيهم وقائدهم يتآمر عليه المجرمون الساقطون، وأما آن لهذه اللطمات أن تنتهي؟ ولهذه المذابح أن تتوقف؟ أهذه الأمة التي تلقت وعد الله بالنصر والتمكين؟ ان الدماء التي أريقت في فلسطين وتراق في كوسوفا وفي كشمير وفي كل بقعة يقال فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله والمعارك التي تدور ليست أبداً معارك شعب مع شعب إنما هي معركة العقيدة، معركة الحق والباطل، معركة الإسلام السمح ضد البرابرة والزنادقة والآفاقين والملحدين، إنها امتداد لمعارك اليهود مع رسول الله منذ بدء الإسلام ومع الطغاة البغاة الظالمين من أعداء البشرية والإنسانية، وقال تعالى: 'ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم' 'البقرة - 12'.
    يا ألطاف الله؟ النصارى، أي أشقاؤنا المسيحيون أعداء لنا ولديننا؟ أي علينا محاربتهم دفاعا عن إسلامنا، أهذا كلام تقوله لي، يا شيخ عبدالله يا عضو مكتب الإرشاد السابق، وبالتأكيد يقوله أعضاء حاليون؟ والذي نعلمه أن الله سبحانه وتعالى قال لنا في كتابه ان الأكثر مودة لنا قسيسا ورهبانا، ورسولنا الكريم تزوج منها وأبقاها على دينها، وأباح لنا الزواج من اليهودية والمسيحية؟
    أهذا كلام يكتبه في مثل هذه الظروف المشتعلة إلا إذا كان يساهم فعلاً في إشعال فتنة طائفية، ومع ذلك فكيف قبل ضميره الديني والإنساني نسيان أن الدول المسيحية هي التي مولت ودربت وساندت المجاهدين الإسلاميين في افغانستان لإسقاط احتلال الكفرة الشيوعيين، وأمريكا المسيحية هي التي ساندت باكستان المسلمة بعد نشأتها عام 1947 في أعقاب انفصالها عن الهند، وأغدقت الأسلحة على جيشها ضد الهند الهندوسية، وهي التي في عهد بيل كلينتون تدخلت عسكريا لضرب العرب المسيحيين دفاعا عن المسلمين في البوسنة والهرسك، وساعد العالم المسيحي الكاثوليكي في قيام الدولة ودخل في عداء مع المسيحيين الأرثوذكس؟

    النزول بسن زواج البنت إلى سن التاسعة

    وإلى الإسلاميين ومعاركهم، واستمرار الجدل حول الاقتراح الذي تقدم به عضو سلفي في اللجنة التأسيسية للدستور بأن يوضع في الدستور الجديد مادة تنص على النزول بسن زواج البنت إلى سن التاسعة إذا وصلت الى مرحلة البلوغ، على أساس أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وهي في التاسعة، وهو ما نفاه الكثير من علماء الدين، كما نفاه باحث آخر من سوهاج اسمه ياسر بطيخ نشرت له جريدة 'الخميس'، الاسبوعية المستقلة بحثا جاء فيه:
    1- تم الزواج من السيدة عائشة رضي الله عنها في العام الأول الهجري.
    2- هجرة الحبشة كانت هي السنة الخامسة من البعثة.
    3- كانت السيدة عائشة مخطوبة لابن مطعم بن عدي قبل هجرة الحبشة.
    4- بين الهجرة النبوية الى المدينة المنورة والبعثة النبوية 13 عاما هي عمر الدعوة في مكة.
    على افتراض عمرها وقت البعثة النبوية سبع سنوات وإضافة خمس سنوات إليها حتى هجرة الحبشة فيكون عمرها 12 عاما وقت ان كانت مخطوبة لابن مطعم، الهجرة الى المدينة المنورة كانت بعد الهجرة إلى الحبشة ثماني سنوات أي بعد 13 سنة من البعثة النبوية أي أن عمرها وقت الهجرة النبوية الى المدينة المنورة كان عشرين عاما وعلى أقل تقدير كان 18 عاماً، تزوجها سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عامه الأول من الهجرة.

    زواج السيدة عائشة
    من الرسول بعد الثامنة عشرة

    دعونا نلقي نظرة على متن هذه الرواية، السيدة عائشة بعد الهجرة نزلت مع أهلها في بني الحارث وكانت تلعب في أرجوحة؟ وهل كانت هناك أرجوحات في هذا العصر؟ ومعها بعض أصدقائها من البنات، جاءتها أمها أم رومان وهي تركض منادية عليها فذهبت تجري الى امها وهي لا تدري ماذا تريد منها، وعندما وصلت اليها وكانت تلهج من جريها أو من مرضها، غسلت أم رومان وجهها ومسحت رأسها من آثار اللعب ودخلت بها الى الدار الذي كان به بعض نساء الأنصار، أم رومان أسلمت السيدة عائشة إلى نساء الانصار اللاتي حاولن تمشيط شعرها وتزيينها على قدر الاستطاعة ثم تفاجأت السيدة عائشة حتى أصابها الرعب بسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فسلمه نساء الأنصار السيدة عائشة وذهب بها، أي رواية تلك؟ هل يعقل أن يتزوج الرسول بهذه الطريقة؟ يرسل نسوة من نساء الأنصار ليحضرن السيدة عائشة ويأتي ليتسلمها منهن؟ أين كان والدها أبي بكر الصديق؟ أين كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يوم عرسه؟ أين أهل العروس أم ليس لها إلا أم رومان؟ هذه الرواية باطلة نقلا ومنطقياً وأنكر أن تكون من مرويات السيدة عائشة رضي الله عنها مهما دافع عن الرواية المدافعون فإنكاري هو دفاع عن سيد المرسلين - صلى الله عليه وآله وسلم - وحتى لا يـأتي الزمن الذي نجد فيه من يغتصب طفلة صغيرة بسن التاسعة أو العاشرة ويعتذر بأنها سنة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو يأتي الطاعنون ليطعنوا في سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بأنه تزوج طفلة لا تدرك من أمرها شيئاً'.

    أزهى عصور اغتيال
    الصحافة وتكميم الأفواه

    وإلى الصحافيين ومعاركهم، ومنها الهجمة التي يتعرضون لها من الأعضاء الإخوان المسلمين والسلفيين في اللجنة التأسيسية للدستور ومطالبتهم بأن يتم وضع مادة فيه لحبس الصحافيين وغلق الصحف، وهو ما دفع زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' ونقيب الصحافيين الأسبق جلال عارف لأن يقول يوم الاثنين قبل الماضي: 'اللجنة تعمل بكل إخلاص لكي يكون الدستور الجديد هو الطريق إلى أزهى عصور اغتيال الصحافة وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات، لم يكن في المواد المطلوبة لضمان حرية الصحافة في الدستور ما يمكن اعتباره امتيازا للصحافيين ولا دليلا على أن الصحافيين على رأسهم ريشة كما زعم المتحدث الرسمي باسم جماعة 'الإخوان المسلمين' زورا وبهتانا، بل كان المطلوب هو ضمان حق كل مصري في صحافة حرة فإذا بنا أمام هذه المسودة التي نشرتها الأخبار والتي تقول بكل وضوح ان من يسيطرون على عملية وضع الدستور 'بالمخالفة للقانون' يقودون انقلاباً على الحريات ويريدون التنكيل بالصحافة وحرية الرأي كما لم يحدث حتى في ظل النظام البائد، هي ليست معركة الصحافيين وحدهم بل هي معركة كل المثقفين والمفكرين ورجال السياسة، بل هي معركة كل مواطن يبحث عن الحرية وهي أيضا معركة رجال محترمين داخل لجنة الدستور حاولوا منع الكارثة ولم ينجحوا وأظن أن مكانهم الآن لا يمكن أن يكون بجانب من يركزون جهدهم لإقرار دستور يضمن تحقيق أولوياتهم في قتل الصحافة وحصار الحريات واضطهاد المرأة أو زواج الأطفال! يعلمنا التاريخ أن من يخشى الكلمة الحرة يكتب نهايته! ؟

    دسترة الحبس
    في قضايا النشر

    طبعاً، طبعاً، وهذا ما نتمناه وندعو الله ان يرينا يوماً في المحظورة سابقاً والحاكمة حالياً، والتي قال عنها في اليوم التالي - الثلاثاء الماضي - في 'الأخبار' أيضاً زميلنا خالد ميري: 'أعضاء الجمعية الكرام تفتق ذهنهم عن عجيبة لا تعرفها كل دساتير العالم، يريدون دسترة الحبس في قضايا النشر، يا حلاوة، يحدث ذلك في الوقت الذي يشن فيه د. عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب 'الحرية والعدالة' هجوماً ساخناً على وسائل الإعلام والصحافة يتهمهم بمعاداة الإسلام والمشروع الإسلامي. يا سيدي الإسلام هو من يطالبنا بقول الحق ونقل الحق وعدم السكوت على الباطل أو خلط الأوراق، ويا دكتور من يختلف معك في الرأي لن يكون خارجاً على الملة أو عدوا للإسلام، يرحمكم الله أنسوا هذه النبرة العدائية، وإذا كانت الأخطاء والخطايا موجودة في كل مكان فالغالبية الساحقة لرجال الصحافة والإعلام لا يراعون إلا ضمائرهم ووجه الله والحقيقة، ولا ينتظرون من أخد جزاء ولا شكورا'.

    مشكلة تشابه الاسم

    وفي نفس اليوم - الثلاثاء - الماضي أثار زميلنا وصديقنا في 'المساء' ورئيس تحريرها الاسبق، مشكلة تشابه الاسم بينه وبين شخص آخر، قال محمد فودة والدموع تكاد تسقط من عينيه: 'أود بداية أن أؤكد أنني صاحب هذا المقال اليومي بجريدة 'المساء' لست الشخص الذي يحمل نفس الاسم والمتزوج من السيدة الفنانة غادة عبدالرازق، ولست أيضا الشخص الذي يحمل هذا الاسم والذي حكم عليه بالسجن سبع سنوات في قضية تتعلق بالفساد ثم خرج ليباشر نشاطه بزعم انه كاتب صحافي وليس هو كاتباً ولا صحافياً وإلا فليثبت أنه كذلك من خلال عضويته في النقابة ورقم هذه العضوية، وأؤكد أيضا انني لست هذا الشخص الذي يسمح له الزميل خالد صلاح رئيس تحرير صحيفة 'اليوم السابع'، الناجحة ليكتب فيها مقالا بين حين وآخر ويوقعه باسم 'محمد فودة'، وقد طلبت من عدد من الزملاء أن يبلغوا 'خالد' بأن هذا عيب في حق زميل قديم ولا يتفق مع التقاليد الصحافية العريقة.

    السكرتير الصحافي لوزير الثقافة!

    لكن يبدو أن 'خالد' له رأي آخر، وأؤكد للمرة الثالثة أنني لست الشخص المسمى بـ'محمد فودة' والذي كان يعمل في مكتب الوزير السابق الفنان فاروق حسني وسمى نفسه السكرتير الصحافي لوزير الثقافة، فاختلط على الناس أنه صحافي وليس هو بصحافي ولست أيضا الشخص الذي كان على صلة بمحافظ الجيزة الاسبق المستشار ماهر الجندي وحوكما معا وصدر حكم بإدانتهما، ولست ايضا الشخص الذي كتب مقالا بالأمس في صحيفة 'اليوم السابع' تحت عنوان 'أحمد قطان، دبلوماسي، من طراز فريد' فقد دعيت لحضور حفل السفارة السعودية من قبل السفير قطان ولكني اعتذرت عن عدم الحضور لظروف خاصة، وبالتالي لم أكتب عن هذا الحفل وتعمدت الإشارة الى هذا الموضوع هنا حتى لا يختلط الأمر على السفير القطان. الغريب إن هذا الأخ تنشر له أخبار بطريقة ما في صحيفتي 'الجمهورية' و'المساء' تحت اسم الكاتب الصحافي محمد فودة وهو بذلك يريد أن يبلغني رسالة مفادها انه قادر بكل الوسائل على ان يغزوني في عقر داري التي أمضيت فيها اكثر من خمسين سنة، ولست أفهم كيف يوافق الزميل جمال عبدالرحيم رئيس تحرير 'الجمهورية' والزميل مؤمن الهباء رئيس تحرير 'المساء' على ذلك؟ ولا أجد أمامي إلا نقيب الصحافيين الاستاذ ممدوح الولي وأسأله ألا يوجد في قانون النقابة وميثاق شرفها ما يمنع السطو على الأسماء الصحافية؟! وإذا كان هذا يحدث وأنا مازلت على قيد الحياة، فماذا سيحدث بعدما يحين الأجل؟!'.
    أما النكتة الأهم، فهي أن محمد فودة آخر، ظهر في 'الأهرام'، وهو زميل يكتب أخبارا في الصفحة الثانية.



    -------------------

    في الصميم

    الجهاد بماء النار‮!!‬

    02/10/2012 07:32:53 م




    [email protected] - بقلم : جلال عارف




    عرفت بالأمر من مقال الزميل العزيز الناقد السينمائي الكبير سمير فريد في‮ »‬المصري اليوم‮« ‬أول أمس‮. ‬تعرضت الزميلة ناهد نصر الصحفية بالأهرام لحادث بشع في الأسبوع الماضي حين ألقي أحد المجرمين بماء النار علي ظهرها وهي في طريقها للعمل لأنها لا ترتدي الحجاب‮!!‬
    لم يأخذ الحادث ما يستحقه من اهتمام‮.. ‬ربما خشي البعض من الفزع الذي يمكن ان تثيره الجريمة،‮ ‬وربما رأي البعض أننا أمام حادث فردي،‮ ‬لكن السكوت علي ما جري لا يقلل من حجم الخطر،‮ ‬ودفن الرءوس في الرمال لا يعني إلا تشجيع المجرمين علي الاستمرار في إرهاب المجتمع‮.‬
    قبل أيام أيضا‮.. ‬كان والد شهيد السويس الشاب الذي دفع حياته لأنه تجرأ وخرج يتنزه مع خطيبته،‮ ‬يقدم للمحكمة ما يقول انه الأدلة علي ان قتلة ابنه ليسوا إلا جزءا من تنظيم كبير ينتشر في انحاء مصر يطاردون الناس ويستخدمون القوة لفرض ما يرونه‮ »‬الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‮« ‬كما يرونه هم،‮ ‬بعيدا عن القانون وفي‮ ‬غياب سلطة الدولة‮!!‬
    المآسي تبدأ صغيرة ثم تكبر‮. ‬قبل شهور كانوا يكتفون بنشر الرعب وتوجيه الشتائم،‮ ‬الآن دخلنا عصر ماء النار‮. ‬انهم لا يطاردون فقط النساء في الشوارع،‮ ‬ولكنهم يطاردون مصر التي نعرفها ونحبها‮. ‬عصر ماء النار سوف تجد بعض ملامحه في فضائيات توزع فتاوي التكفير،‮ ‬وفي اغتصاب المنابر لنشر الكراهية،‮ ‬وفي أصوات تعلو‮ -‬حتي داخل الجمعية التأسيسية للدستور‮- ‬تتمسك بقهر المرأة وزواج الأطفال وضرب الحريات‮.‬
    عصر ماء النار يأخذ سيناء إلي المجهول‮. ‬يدخل بنا النفق المظلم من خلال‮ »‬التهجير‮«. ‬ليس الأقباط فقط هم الهدف،‮ ‬بل الكل في خانة الأعداء والكافرين‮.. ‬من قوي اليسار والمؤمنين بالديمقراطية،‮ ‬من يرفضون الخروج علي صحيح الإسلام كما عرفته مصر رسالة للحق والحرية والتسامح،‮ ‬وكما جسده الأزهر الشريف بوسطيته واعتداله علي مر العصور‮.‬
    استعادة سيناء من قبضة الإرهاب واجب مقدس‮. ‬لكنه‮ -‬كما قلنا مرارا‮- ‬لن يكتمل،‮ ‬وربما لن يتحقق الا بإنقاذ مصر كلها من المصير المظلم الذي تقاد إليه‮. ‬انها معركة كل القوي الوطنية بلا استثناء،‮ ‬ومعركة الجيش والشعب معا ضد إرهاب يعادي الحياة ويدمر الوطن‮. ‬أي مهادنة أو مساومة هنا هي فعل خيانة‮. ‬الخيار واضح‮: ‬اما استعادة مصر التي أجبناها وعشنا فيها وعاشت فينا،‮ ‬وإما‮ »‬عصر ماء النار‮« ‬تنعمون فيه بالعدل والامان كما الصومال،‮ ‬وبالحرية والازدهار كما في كهوف أفغانستان‮!!‬
    مصر‮ -‬باذن الله ورعايته‮ - ‬ستنتصر لنفسها‮.‬




    -------------------

    علي مزاجي‮!‬



    02/10/2012 07:38:17 م




    بقلم : سعىد إسماعىل





    غير معقول،‮ ‬أن يتحول الدكتور ياسر علي،‮ ‬من متحدث رسمي باسم رئاسة الجمهورية،‮ ‬إلي متفرغ‮ ‬رسمي لنفي،‮ ‬أو تصحيح،‮ ‬أو توضيح ما ينشر في بعض الصحف،‮ ‬ويذاع من خلال الفضائيات،‮ ‬من تصريحات،‮ ‬وبيانات يدلي بها‮ »‬أبوالعُريف‮«‬،‮ ‬تتناول قضايا في منتهي الخطورة،‮ ‬وبعضها منسوب إلي رئيس الجمهورية شخصيا‮.. ‬ثم يتضح أنها فشنك،‮ ‬لا أصل لها ولا فصل‮!‬
    منذ أيام خرج علينا‮ »‬أبوعُريف‮« ‬ـ ينتسب إلي مؤسسة الرئاسة‮! ‬ـ ليعلن أن مصر تؤيد اقتراحا قطريا بإرسال قوات عربية إلي المناطق التي حررها الجيش الحر في شمال سوريا‮.. ‬وأضاف بأن الرئيس محمد مرسي بحث مع القادة الأتراك،‮ ‬أثناء وجوده في أنقرة،‮ ‬هذا الاقتراح لحماية المدنيين السوريين من عمليات القتل العشوائي التي تقوم بها عصابات بشار الأسد‮.. ‬وبعد يومين كاملين من البلبلة،‮ ‬أعلن الدكتور ياسر علي،‮ ‬ان ما أعلنه‮ »‬أبوالعُريف‮« ‬فشنك‮!.. ‬وأن الرئيس مرسي لم يبحث إرسال قوات إلي سوريا،‮ ‬وأنه يعارض التدخل الخارجي في الأزمة السورية‮!‬
    منذ أيام أيضا أعلن‮ »‬أبوعُريف‮« ‬آخر ـ من داخل مؤسسة الرئاسة أيضا ـ ان القيادة المصرية،‮ ‬تبحث إقامة منطقة للتجارة الحرة علي الحدود بين مصر وقطاع‮ ‬غزة،‮ ‬لتعويض حماس عن الأنفاق‮ ‬غير الشرعية التي ستقوم السلطات المصرية بردمها‮! ‬ومرة أخري يؤكد الدكتور ياسر علي ان ما قاله‮ »‬أبوالعُريف‮« ‬فشنك أيضا‮.. ‬وأنه لا يوجد أي مشروع رسمي لإقامة مثل تلك المنطقة الحرة‮.. ‬وأن مصر لن تقبل أي خروقات للسيادة المصرية علي أرضنا من أي طرف‮!‬
    طبعا هناك بيانات وتصريحات فشنك كثيرة،‮ ‬أدلي بها أشخاص من داخل مؤسسة الرئاسة اضطر المتحدث الرسمي لنفيها أو تكذيبها‮.. ‬وفي تقديري انه يوجد داخل هذه المؤسسة الرفيعة،‮ ‬أشخاص من هواة المنظرة و»الفشخرة‮« ‬خارج نطاق السيطرة،‮ ‬يحرصون علي الادعاء إنهم علي علم ببواطن الأمور،‮ ‬ويسعدون بممارسة هوايتهم في مجالسهم الخاصة،‮ ‬ليتلقفها الأرزقية بتوع الصحف والفضائيات إياها لاستغلالها في إثارة البلبلة داخل مؤسسة الرئاسة وخارجها‮!‬
    إيه حكاية هؤلاء الهواة بالضبط؟ وإلي متي يستمرون في برطعتهم؟
                  

10-04-2012, 04:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)




    الرأي الكويتية: وسيط خليجي سعى لتسوية خلافات بين مرسي والشاطر

    2012-10-03



    محمد مرسى وخيرت الشاطر


    الكويت- (د ب أ): كشفت مصادر قريبة من مؤسسة الرئاسة المصرية لصحيفة (الرأي) الكويتية أن وسيطا خليجيا تدخل لتسوية خلافات بين الرئيس المصري محمد مرسي ونائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر خيرت الشاطر.
    وأوضحت الصحيفة الأربعاء أن هذه الخلافات برزت بعد قرارات اتخذها الرئيس وعارضه فيها الشاطر وكان آخرها تفويض مرسي صلاحياته بعد مغادرته البلاد في إحدى الزيارات الخارجية إلى وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وليس رئيس الوزراء هشام قنديل كما كان يرغب الشاطر.

    وذكرت المصادر أن الشاطر ذكر مرسي بأنه هو من قام بتزكية ترشيحه للرئاسة كبديل عنه عندما كانت الجماعة حينها تتحسب لاستبعاد اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية نائب المرشد من الترشح.

    وأشارت المصادر إلى أن المرشد العام للجماعة محمد بديع تدخل لتسوية الخلافات قبل سفر الرئيس لإلقاء كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إلا أنه لم يفلح في ذلك ، وسافر مرسي والخلافات قائمة.

    وكشفت عن قيام وساطة خليجية لمحاولة التقريب في وجهات النظر بين الرجلين حتى لا تظهر خلافاتهما إلى العلن، ما قد يتسبب بإشكالات يصعب حلها لاحقا أو تكون معالجتها باهظة للغاية.

    وأضافت الصحيفة أن المصادر ذكرت أن الشاطر أبلغ الوسيط الخليجي أن قيام مرسي بتفويض صلاحياته كرئيس جمهورية مدني منتخب لعسكري هو وزير الدفاع معناه العودة إلى عهد الرئيس السابق حسني مبارك "الذي اتسم بكبت الحريات والاضطهاد


    -----------------------

    المرشد العام يتحدى مرسي ووزير الأوقاف ويبدأ عقد لقاءات لمناقشة الأوضاع في مصر وسورية بمسجد
    حسنين كروم
    2012-10-03




    القاهرة - 'القدس العربي'

    حفلت الصحف المصرية الصادرة امس بالعديد من المواضيع الخلافية، فقد نشرت الصحف تصريحات المتحدث العسكري العقيد اركان حرب احمد محمد علي، التي أكد فيها ان العملية نسر مستمرة، وتم ضبط أسلحة مضادة للدبابات، وأن حل القضية في سيناء ليس حلاً أمنيا فقط، وأن الجيش سيواصل العملية، وقد أخبرنا يوم الثلاثاء زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب عمرو سليم في 'الشروق'، بأن كتب كلمة سيناء ضخمة وباللون الأحمر، وتحتها الرئيس مرسي يقول عن الفزورة:
    - قطعة غالية علينا من خمسة حروف، لو طنشنا على اللي بيحصل فيها حتروح مننا، تبقى إيه؟ بس عرفتها، سورية.
    أيضاً فقد تواصلت الإضرابات والاعتصامات الفئوية. وإلى شيء من أشياء كثيرة لدينا:

    المرشد يعقد لقاءات سياسية بمسجد للأوقاف

    أخطر الأخبار والموضوعات في صحف مصر امس - في رأيي - لم يكن لها أي بروز أو اهتمام، وأولها نشر 'الأخبار' خبرا صغيرا، في صفحتها الرابعة نصه هو: 'اقيم امس لقاء الثلاثاء لمرشد جماعة الإخوان المسلمين بمسجد خامس الخلفاء الراشدين بمصر الجديدة، حيث التقى د. محمد بديع المرشد العام للجماعة أمس بعدد من أعضاء الجماعة والمواطنين بحضور د. عطية فياض استاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بجامعة الأزهر، وتناول اللقاء آخر المستجدات على الساحة والوضع العام في سورية وغيرها من البلدان العربية، وكانت الجماعة قد قررت إعادة لقاء الثلاثاء الذي بدأ مع دعوة الإخوان على يد مؤسسها الشيخ حسن البنا'.
    وخطورة هذا التصرف من المرشد، انه بينما كان المرحوم حسن البنا ثم المرشد الثاني المرحوم أحمد حسن الهضيبي يعقدان لقاء الثلاثاء في المقر العام للجماعة في حي الحلمية الجديدة القريب من قلعة صلاح الدين، وشارع محمد علي، وهو المبنى الذي تحول بعد حل الجماعة إلى مقر لقسم شرطة الدرب الأحمر، فإن المرشد بدلا من عقد اللقاء في المقر العام للجماعة في المقطم، فإنه يعقده في مسجد تابع لوزارة الأوقاف ويتحدث في أمور سياسية أي لا يتحدى رئيس الجمهورية بالتدخل في سلطاته، فقط وانما ليثبت ايضا ان وزير الأوقاف الدكتور الشيخ طلعت عفيفي من الإخوان رغم نفيه المتكرر، ورغم ادعاءاته بأنه لن يسمح باستخدام المساجد لأهداف سياسية. ولا اعرف ما اذا كان قادة الأحزاب السياسية الأخرى سوف يطالبون بالتمتع بنفس الميزة أم لا.

    اطلاق مشروع إقليم قناة
    السويس بذكرى حرب اكتوبر

    وأما الموضوع الثاني الذي يفوقه أهمية، فكان الاجتماع الذي عقد بمقر الأبحاث بهيئة قناة السويس في الإسماعيلية بحضور رئيسها مهاب مميش مع وزراء الإسكان والنقل والصناعة ومحافظي السويس والإسماعيلية وبورسعيد، لبحث الإعلان بمناسبة حرب أكتوبر عن مشروع محور إقليم قناة السويس، وفي ذات اليوم، هللت صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' للمشروع بإشارة ضخمة عنوانها - تفاصيل مشروع قناة السويس ورسم كروكي على حوالى خُمس الصفحة لا أحد يفهم منه شيئاً معتز ودنان وعرفة أبو المجد، قالا انه أول مشروع قومي من مشاريع النهضة، وقد ابتلاني الإخوان بالقراءة المتأنية له رغم اني سبق وقرأته، من أيام خطط جمال مبارك وشلته، ولا جديد فيه، ولكن المغزى هنا ان الإخوان أكدوا على عجل اجتماعا وزاريا، ورسومات كروكية نشرتها جريدتهم، مما يؤكد انه تم اعدادها في اللجنة الاقتصادية للحزب، لكن الجديد هو ان ربك اوقع هؤلاء الناس في شر اعترافاتهم بما يتفقون عليه سرا لبيع البلاد، واستئناف مسيرة جمال مبارك وشلته، ذلك ان وزير الإسكان الدكتور طارق وفيق قال، نقلا عن زميلينا في 'الشروق'احمد عبدالحفيظ وأميرة محمدين: 'سيتم تأسيس شركة قابضة عالمية لإدارة المشروع وسيكون هناك إطار قانوني لإدارة المشروع وتنفيذه والحكومة بدأت في تلقي طلبات عقود للاستثمار في هذه المنطقة'.

    مفتي الإخوان يكشف الحسد السياسي لمرسي

    ونبدأ بالرئيس والمعارك العنيفة الدائرة حوله، ضده أو معه، ومن الذين ساندوه كان مفتي جماعة الإخوان، والذي يخططون لأن يتولى مشيخة الأزهر، الدكتور عبدالرحمن البر، الذي كتب مقالا يوم السبت في 'الحرية والعدالة' عنوانه - الحسد السياسي - حدثنا فيه عن أن الحملات التي يتعرض لها الرئيس سببها الحسد، وأخذ يدعم اكتشافه بالآيات القرآنية، وأبيات الشعر، ومما قال: 'ما تكرر ذكره في المواقع الالكترونية وذكرته بعض الصحف من أن نائب رئيس شركة 'أوراكل' الأمريكية وأحد أعضاء الوفد الاقتصادي الأمريكي الذي زار مصر قبل أسبوعين تقريبا قال: المعارضة المصرية أعطتنا صورة سلبية ولقاءاتنا بالحكومة بددتها، وهو يشير إلى ما سبق أن نقله بعض المشاركين في هذا الاجتماع عن بعض السياسيين وبعض مرشحي الرئاسة السابقين من التيارات السياسية الليبرالية واليسارية الذين انصب اهتمامهم في الحديث على تخويف الوفد الاقتصادي من عدم الاستقرار في البلاد وعدم استتباب الأمن وقرب قيام ثورة على الرئيس مرسي وكأنهم يقولون لهم بالمختصر المفيد خذوا أموالكم واذهبوا باستثماراتكم إلى بلد آخر وأسرعوا بالهرب من مصر المضطربة، والعاقل تستبد به الحيرة من هذا المنطق الخالي من المسؤولية الذي يدل على أن بعض هؤلاء السياسيين يعملون على إفشال وسقوط الرئيس مرسي أكثر مما يعملون على إنقاذ البلاد ويرون أن سقوط البلاد أمر لا بأس به إذا اقترن به سقوط الرئيس مرسي ومشروع النهضة الذي يدعو إليه ولا أرى تفسيراً لهذا التصرف وأشكاله إلا الحسد وإنه يصدق عليهم قول القائل، حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه.
    فالقوم أعداء له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها
    حسداً وبغياً إنه لدميم
    من الواضح أن النجاحات التي يحققها الرئيس مرسي والتوفيق الإلهي الذي يحالفه في كثير من القرارات التي يتخذها محلياً وإقليمياً ودولياً تثير الكثير من حسد أولئك الذين يتمنون له الفشل، لست هنا في مقام المتملق أو المدافع عن الرئيس أو المبرر لأي أخطاء قد يرتكبها هو أو الجهاز الذي يستعين به ويعمل معه لكنني أردت فقط التنبيه على خطر وخطأ هذا المسلك الموغل في التشويه والدعوة إلى الاعتدال في النقد، فليس الرئيس إلا واحداً منا غير أنه أثقلنا حملا وأعظمنا بين يدي الله مسؤولية ومن واجبنا نحوه أن ننصحه وأن نقوم انحرافه وأن نصحح خطأه وأن ننتقد غير النافع من سياساته وأن ندفعه إلى الشفافية في قراراته وأن ندعوه لتقويم المعوج من أعوانه واستبداله المنحرف من وزرائه وجهازه.
    لكن من حقه ومن واجبنا أيضاً أن نثني على القرارات الصائبة التي يتخذها وأن نلتمس العذر له عن الأخطاء غير المقصورة التي قد تقع منه أو من بعض أعوانه'.

    من حرض المستثمرين
    الاميركان اخواني وليس صباحي

    وعلى فكرة فنحن نوافقه على حكاية الحسد، وهو مذكور في القرآن، وهناك وصفة لمنعه، وهي قراءة المعوذتين ، مذكور أيضاً في الأمثال الشعبية، مثل العين فلقت الحجر، وفي الأغاني أيضاً، مثل عين الحسود فيها عود يا حلاوة، عريس قمر وعروسته نقاوة، وأغنية رشوا الملح عليه م العين.
    لكن الذي لا نوافقه عليه هو أن لا يقول الصدق في الواقعة التي ينسبها إلى زميلنا وصديقنا والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، حمدين صباحي، دون أن يذكر اسمه، والادعاء بأنه حرض رجال الأعمال الأمريكان، وللأسف فالذي أطلق هذه الكذبة شخص إخواني، وكذبها على الفور وبرجولة ونزاهة رئيس اللجنة الاقتصادية، بحزب الحرية والعدالة الذي كان حاضراً الاجتماع، وأشاد بمواقف حمدين، وحين يأتي بعدها بأكثر من اسبوع مفتي الجماعة، وشيخها الذي تريده للأزهر، ويدعي بغير ذلك، فماذا نقول عن أي فتوى تصدر عنه، خاصة وأنه أفتى مقدماً بأن هناك توفيقاً إلهياً يحالف الرئيس في كثير من القرارات، أي أن هناك عددا قليلا من القرارات يتخلى فيها الله عنه، أو يتخلى هو عن الله فيها لذلك لا يوفقه، أي يوحي إليه بها شياطين الانس، وهو قد حددهم بعبارات واضحة بقوله بالنص: 'ومن واجبنا نحوه أن ننصحه وأن نقوم انحرافه وأن نصحح خطأه، وأن ننتقد غير النافع من سياساته، وأن ندفعه الى الشفافية في قراراته، وأن ندعوه لتقديم المعوج من أعوانه واستبدال المنحرف من وزرائه وجهازه.
    وفي رأيي أن هذه عبارات عنيفة جدا، جدا نحو الرئيس من عضو مكتب إرشاد ومفتي للجماعة، وتكشف عن خلافات خطيرة جدا، وأن الرئيس يفلت من سيطرة المكتب عليه، ولو كان الأمر أمر نصيحة، لاستخدم عبدالرحمن عبارات، مثل النقد للرئيس جائز أو يحدد خطأ ما في قراراته، أما أن يستخدم تعبيرات مثل انحرافه، وغير النافع من سياساته، وندفعه إلى الشفافية في قراراته بما يوحي انهم يشكون فيه، وتقويم المعوج من أعوانه بما يعني أن لهم اعتراضات على بعضهم، واستبدال المنحرف من الوزراء وجهازه بما يعني أن هناك من يستغلون سلطاتهم ومناصبهم لتحقيق منافع، ولا أريد أكثر من ذلك، في تفسير كلمة منحرف.
    والسؤال الآن للمفتي، كيف جمع في الرئيس بين التوفيق الإلهي له والاتهامات المروعة التي يوجهها إليه؟

    اتهامات لمرسي بالحديث عن انخفاض أسعار
    المانجا لأن قيادات الإخوان يملكون مزارع لها

    وحدث حادث شديد الغرابة إذ لم يلحظ البر أن هناك طابورا طويلاً من الحساد، على طريقة المطرب الراحل محمد عبدالمطلب في أغنية 'يا حاسدين الناس، مالكم ومال الناس' وأولهم كان زميلنا بـ'الجمهورية' عبدالنبي الشحات الذي قال في نفس اليوم: 'في يوم من الأيام، قال الشعب لماري انطوانيت اننا لا نجد الخبز يا جلالة الملكة، فقالت لهم: كلوا بسكويت واليوم يتكرر الموقف للشعب المصري يريد العيش والخضار فخرج علينا الرئيس مرسي قائلا: كلوا مانجا، على اعتبار أنها أرخص بكثير من الخضراوات والطماطم، وحتى لا يعتقد البعض اننا نصطاد في الماء العكر، ونتوقف عند جملة عارضة قالها الرئيس في سياق حديثه الطويل لقناة النيل لـ'الأخبار'، أود أن أؤكد أن نفس الجملة كررها السيد الرئيس في لقائه بأبناء الجالية المصرية بإيطاليا خلال زيارته الأخيرة هناك حيث قال لهم بالنص: 'المانجو وصلت 3 جنيهات والعويس بـ10 جنيهات والمحصول جيد'، وبعدين هي المانجا بقت لمستوى الحالة الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الناس.
    طيب والنبي إيه الفارق بين هذا التصريح وبين تصريح الأخ أحمد عز مفجر ثورة الفساد في مصر ومهندس تنظيم الحزب الوطني المنحل حينما خرج علينا وقال: 'فقر إيه اللي انتو بتقولوا عليه ما تشوفوا كم عربية دخلت مصر وكل الناس دلوقتي بقت تركب عربيات، قطعا هذا الكلام العبيط آثار غثيان الناس في الشارع حينذاك واليوم يخرجون علينا ببدعة جديدة وكأن النظام القديم وفر لنا الكوسة والنظام الجديد وفر لنا المانجا'.

    مرسي يعيد كابوس سيارات مرافقي الرئيس

    والثاني كان في اليوم التالي - الأحد - وهو زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' صلاح منتصر الذي حكى لنا عن رسالة تلقاها، قال: 'رسالة 'أ. ر' الذي اراد إخفاء اسمه حتى لا يضعه المسؤولون عن موكب الرئيس في أدمغتهم وهم قادرون على معرفة عنوانه من اسمه، تقول الرسالة، أسكن في شارع الميرغني بمصر الجديدة الذي تجتازه السيارات بسرعة لا تقل عن ستين كم في الساعة وكما نعاني قبل الثورة من تقليد سيىء للغاية وهو إغلاق المرور في هذا الشريان بواسطة شرطة الرئاسة عدة مرات في اليوم لكي ينساب موكب الرئيس السابق بسرعة الريح جيئة وذهاباً، وقد سعدنا باختفاء هذه الظاهرة الفرعونية منذ تنحي مبارك، اليوم 'الأحد 23 سبتمبر 2012' في حوالى العاشرة صباحا فوجئنا بقطع المرور في شارع الميرغني لكي يسمحوا لموكب الرئيس مرسي بالانسياب السريع عائدا من المطار الى مقره في مبنى الاتحادية 'مكتب الرئيس' المطل على الميرغني، والمفاجأة ان الرئيس مرسي لم يكن في الركب حيث كان قد استقل الطائرة إلى نيويورك، وأما هؤلاء الذين أغلقت شرطة المرور أو الرئاسة من أجلهم الطريق أمام المواطنين فكانوا سائقي الركب العائدين من المطار بسياراتهم الخالية إلا من بعض الموظفين، يعني لم نكتف بركب الرئيس في طريقه للسفر وإنما زاد عليه ركب السائقين وهم عائدون وتعطيل المرور مجاملة لهم ومزيداً من تعذيب المواطنين'.

    مرسي رجل ثرثار يخرج من خطاب إلى خطاب

    وترك صلاح الطابور ليتقدم زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل رئيس تحرير 'صوت الأمة' ليقول لعبد الرحمن البر: 'الرئيس محمد مرسي رجل ثرثار يخرج من خطاب إلى خطاب وإذا عزت عليه المناسبة افتعل مناسبة وقد حول مناسبة صلاة الجمعة إلى فرصة أسبوعية إضافية للكلام، لا يذهب ليؤدي سنة التعبد الخاشع بصلاة الجمعة بل ليحولها إلى استعراض ديني ودنيوي، يرائي فيه الناس بصلاته ويحيط نفسه بآلاف من الجنود والضباط ويمنع آلاف المصلين من الصلاة في مساجد كبرى ويحمل أوزار وذنوب الجنود والمصلين الذين يحول وجوده وحراسته دون صلاتهم.
    هذا بالطبع فوق تكليف ميزانية الدولة الخاوية ثلاثة ملايين جنيه أسبوعيا لتأمين صلاة سيادته '!' وبعد مرور مائة يوم على تنصيبه لا يزال مرسي يتصرف وكأنه في حملة انتخابية يطلق الوعود والتعهدات ويردد الاكليشيهات المحفوظة ودون أن يتذكر وعوده أيام كان لا يزال مرشحا للرئاسة لا يتذكر حكاية المائتي مليار دولار التي ستهبط على مصر فور انتخابه، ولا ملايين الأفدنة التي قال انها جاهزة للزراعة فورا و'عنده ميتها' ولا مشروع النهضة الذي تبين أنه مطب هواء ولا حكاية التعهدات الخمسة التي وعد بانجازها في المائة يوم الأولى بعد تنصيبه وهي حل مشاكل الطاقة والمرور والأمن والعيش والنظافة وقد مرت المائة يوم ودون أن تحل مشكلة واحدة ولا حتى جرى التقدم لحل المشكلة واحدة سنتيمترا واحدا بل زادت الطينة بلة وتحول المشهد العام إلى فوضى شاملة وزادت بركات مرسي المشاكل تعقيدا وأضيفت للأزمات الخمس التي وعد بحلها أزمات أخرى ومن نوع انقطاع المياه وتسمم مياه الشرب ولأن الذي يكذب ينسى ولا يعمل دائماً بالحكمة القائلة 'إذا كنت كذوباً فكن ذكوراً'، فإن مرسي لا يكاد يتذكر الوعود الخمسة ويتذكر - فقط - بحسب تصريحاته المتكررة أنه تربى في جماعة الإخوان، وهكذا ثبت مرسي انه ابن حقيقي لقيادة الإخوان ومطيع نموذجي لأكاذيبها ومردد 'ببغاوي' لادعاءاتها عن العمل بشريعة الإسلام وهي الادعاءات التي ثبت عكسها بالضبط، فشريعة الإخوان هي شريعة البيزنس وقد مرت مائة يوم على حكم الرئيس الإخواني وهي فترة اختبار كافية والنتيجة على ما نعرف، فمرسي يكرر في أيامه الأولى ما فعله مبارك بالضبط في سنواته الأخيرة، كانت مصر 'عزبة خاصة' لمبارك وعائلته ومليارديراته وصارت 'غنيمة خاصة' لمرسي وجماعته ومليارديراتها إنها مائة يوم من الكذب'.

    هل معقول ان يكذب الرئيس؟

    وبعده أطلت علينا الجميلة نوارة نجم بطلعتها البهية لتقول في 'التحرير': ' 'لن أخون الله فيكم' هكذا ختم الرئيس محمد مرسي خطابه الأول بعد حلفه اليمين الدستورية، مشكلتي أنني أصدق الناس، يعني راجل كبير واستاذ في الجامعة ومعلم أجيال ويصلي ويشركنا معه في كل فريضة يؤديها، الرئيس صلى الفجر، الرئيس صلى الضهر، الرئيس ابتسم في وجه أحد حرسه فبكى كل من في القصر الجمهوري، معقولة بعد كل ده يكذب؟ ده حتى عيب يعني وشكله قدام عياله حيبقى وحش، لكن ما يحدث في سيناء من مهازل يهدد الأمن القومي المصري حيث ان الاشتباكات تقتصر على الطرفين إسرائيل والجماعات المسلحة بينما تقف قواتنا المسلحة المصرية التي برعت في الفندقة والمكرونة وتعبئة زيت الزيتون والحلل والطاسات تشجع اللعبة الحلوة، وملبسنا كلنا الطاسة رسمي، التهديدات انهالت على ثلاثين أسرة مسيحية بينما تم الاعتداء على محل مملوك لأحد المواطنين المسيحيين وبدلا من أن يقوم جهاز المخابرات المصري بدوره في تتبع التهديدات الموجهة بشكل طائفي لاشعال الفتنة في مصر وإفزاع المواطنين أو أن تقوم قوات الأمن أو الجيش بحماية المواطنين وإشعارهم بالأمن الذي يستتبع الشعور بالانتماء اهتم جل الناس بوصف تهجير الأسر المسيحية بـ'الطوعي'!
    تهجير وطوعي! ده زي سرقة بالتراضي واغتصاب بالتوافق'.

    هجرة الأقباط وأمن رفح

    وقبل أن أترك هذا الموضوع إلى غيره سمعت صوتاً آتيا من السحر، يقول، كوسة، كوسة، وكان لزميلنا محمد الدسوقي سكرتير عام تحرير 'اليوم السابع'، وهو يصيح، كيف تتجاهلني وأنا قلت يوم السبت عن هجرة الأقباط وأمن رفح: 'غريبة أمر هذا الخجل، لماذا تأخر عن زيارة الرئيس محمد مرسي كل هذا الوقت؟ وغريبة أمر الرئيس محمد مرسي نفسه لأنه لم يعرف طريقه للكسوف بعد، رغم عجزه عن صد هؤلاء الذين أجبروا مواطنين آمنين على إخلاء منازلهم وترك ممتلكاتهم إلى حيث منطقة جغرافية أخرى، الأمر الحادث بخصوص تهجير أسر مسيحية من رفح استجابة لتهديدات الإرهابيين يشبه امتثالك وخضوعك وخنوعك أمام مجموعة من البلطجية وهم يدفعون أهل بيتك أو أبناء عمومتك للهجرة من منازلهم خائفين مروعين دون أن تستطيع سيادتك أن ترد عنهم كيد المعتدين، أننا لا نخشى على الرئيس محمد مرسي فهو الذي استشهد كثيراً بسيدنا عمر بن الخطاب وفترة حكمه ومنحنا الأمل في تطبيق تجربته وعدله وهو الذي قال لنا إنه لا ينام ولا يشعر براحة لو أن مواطنا مصرياً يعيش مظلوماً، وهاهم مواطنون يهجرون ويروعون وتدمر منازلهم وبيوت عبادتهم دون أن تهتز رموش الرئيس الذي ذهب ليمارس هوياته في الخطاب بعد صلاة الجمعة بأحد مساجد التجمع الخامس وكأن الملل يقتل أوقات فراغه'.

    رأسمالية الإخوان

    وإلى الإخوان وأخطر القضايا والملفات، وهي الاقتصاد وسعيهم للسيطرة عليه بواسطة تجارهم، وقد نشرت 'الأهرام' يوم السبت في صفحة - الاقتصاد والاستثمار - حديثا مع رجل الأعمال حسن مالك، الذي عينه الرئيس رئيساً للجنة التواصل بين الرئاسة ورجال الأعمال، ومما قاله مالك: 'ليس هناك جمعية تسمى 'تواصل' هي لجنة تم تشكيلها بمبادرة من رجال الأعمال أنفسهم والذين طلبوا عقب لقاء لهم برئيس الجمهورية أن يكون هناك تواصل يستمر مع الرئاسة، فكان رد الرئيس عليهم شكلوا لجنة تقوم بهذا الغرض، وتم تشكيل اللجنة بعد تطوير شكلها لتمثل جميع منظمات الأعمال في مصر وقد نطور فيها مستقبلا بما يحقق الغرض الأساسي لتشكيلها، اللجنة تتشكل من ممثلين اتجاه الصناعات والغرف التجارية وجمعية رجال الأعمال وشباب رجال الأعمال وقطاعات الكهرباء والتعدين والاتصالات والنسيج والمجتمع المدني، وقد نقبل عددا آخر حتى تمثل كل القطاعات، هذه اللجنة وجدنا أنها يمكن أن تؤدي دورين معاً دور تنسيقي بين جميع منظمات مجتمع الأعمال المدني كما تقوم في نفس الوقت بالتواصل مع مؤسسة الرئاسة.
    وأتساءل هل من الأفضل أن يكون هناك تواصل معلن وشفاف معروف للناس مع الرئاسة، أم علاقات وصلات تدور في الخفاء؟ الإجابة لا تحتاج الى تفكير، وهي تقوم حاليا بعدة أدوار غاية في الأهمية حيث تنقل نبض قطاع الأعمال بالكامل لرئيس الجمهورية، ورفضنا أن تقوم اللجنة بنقل المشكلات فقط للرئاسة، ولكن عليها أن تقترح الحلول أيضاً بما لدى أفرادها من خبرات وذلك للمساعدة في اتخاذ القرارات الصحيحة بشكل صائب'.

    قصة جمعية 'ابدأ'التي شكلها
    الإخوان ويرأسها حسن مالك

    والملفت للانتباه هنا أن زميلنا أحمد عبدالحكم لم يوجه إليه سؤالاً ضرورياً، وهو قصة جمعية ابدأ التي شكلها الإخوان ويرأسها حسن مالك، وتضم في عضويتها عدداً من رجال الأعمال تزايد عددهم بعد وصول الرئيس مرسي للحكم، بينما كان مفترضا أن ينضم هو الى منظمات رجال الأعمال الموجودة بالفعل، لا أن يؤسسوا منظمة جديدة، والغريب أن كل أهدافها التي أعلنت انها قامت من أجلها هي نفسها مسؤوليات وزارة التعاون الدولي، أي بصراحة، قامت حتى تحصل على منح والمعونات الأجنبية، أو جانب منها لحساب خلق طبقة من رجال الأعمال الإخوان باستخدام السلطة، أي انه لم يكن لرئيس الجمهورية الحق في أن يعينه مسؤولا عن لجنة للتواصل مع رجال الأعمال، وكان الأولى أن يعين واحدا من رؤساء المنظمات الموجودة والقوية وجاءوا بالانتخاب، لا رئيس منظمة حزبية حديثة، طالما يريد أن يكون همـــــزة الوصــل بينه وبين رجال الأعمال واحدا منـــهم، هـــذا رغم أن المهمة أصلا موجودة، وهي لوزير الاستثمار، ولأن حل أي مشاكل لرجال الأعمال المصريين والمستثمرين الأجانب هي مسؤولية الوزارة، لا الرئيس، الذي سيعرض نفسه للأقاويل باجتماعاته المستمرة مع المستثمرين، ليبحث مشروعاتهم أو مشاكلهم، وهي نفس الأقاويل التي ستثور حتماً عندما يعين زميلا له في الحزب رئيساً للجنة يتم اختراعها للتواصل مع رجال الأعمال والمستثمرين، وهي بالضبط نفس المهمة التي كان يقوم بها جمال مبارك، لكن بدون لجنة تواصل يشكلها والده.

    امتلاك وزراء وقيادات 'الحرية والعدالة'
    أكبر شركات الاستشارات الهندسية في مصر

    وفي اليوم التالي - الأحد - نشرت 'الصباح' اليومية المستقلة، في أول عدد لها تحقيقا لزميلتنا الجميلة منة يحيى، جاء فيه: 'حصلت 'الصباح' على مستندات تكشف امتلاك عدد من وزراء حكومة الدكتور هشام قنديل وقيادات حزب 'الحرية والعدالة' لواحدة من أكبر شركات الاستشارات الهندسية في مصر والوطن العربي ومنهم الدكتور رشاد المتيني وزير النقل والدكتور مصطفى مسعد وزير التعليم العالي إلى جانب الدكتور عمرو دراج أمين عام الحرية والعدالة والدكتور عادل عبدالجواد رئيس المجلس الاستشاري لوزير التعليم العالي وعدد من قيادات حزب جماعة الإخوان المسلمين وهي شركة 'إجيك' للاستشارات الهندسية، مجموعة من الشركات في الإمارات والجبيل والرياض ومكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية وقطر وطرابلس بجانب الفرع الرئيسي في القاهرة.
    وقال الدكتور عادل عبدالجواد رئيس المجلس الاستشاري لوزير التعليم العالي ورئيس القسم الهيكلي في الشرطة لـ'الصباح' أن وزيري التعليم العالي والنقل الحاليين تقدما باستقالتهما من مجلس الإدارة عقب تولي منصبيهما تبعاً للقانون إلا أنهما يحتفظان بحصصهما في الملكية، عضوية الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في مجلس إدارة الشركة، وتابع متعجباً 'وما المانع في ذلك نحن أصدقاء وليس هناك ما يمنع الشراكة'.

    شركة 'اجيك' للاستشارات الهندسية

    وفي اليوم التالي - الاثنين - نشرت تحقيقاً آخر شارك في إعداده زميلانا عمار ياسر ومنة يحيى جاء فيه: 'كشف الدكتور مصطفى مسعد وزير التعليم العالي أنه لا يزال يحتفظ باستثماراته داخل شركة 'اجيك' للاستشارات الهندسية، وإنه استقال من مجلس إدارة الشركة عند توليه المنصب الوزاري تبعاً للقانون وهذه الاستثمارات لا تتعارض مع منصبه إنه ينتمي إلى حزب 'الحرية والعدالة' لكنه يتعامل بشكل حيادي داخل منصبه، يعامل جميع أعضاء هيئة التدريس والطلاب بشكل متساو تماماً وصداقاته لا تؤثر على قراراته، ان قراره عودة عمل المجلس الاستشاري لوزير التعليم العالي الذي يترأسه الدكتور عادل عبدالجواد رئيس القسم الهيكلي في شركة 'أجيك' يرجع إلى حاجته لمجموعة من المستشارين لأخذ الرأي بشأن قراراته ومواقف الوزارة.
    وقال الدكتور رشاد المتيني وزير النقل انه قدم استقالته من مجلس إدارة 'اجيك' عقب توليه وزارة النقل تطبيقاً للقانون، أنه لا يزال يمتلك حصة في الشركة لكنه ترك الإدارة، وان وجوده في شركة ناجحة متخصصة في مجاله يدل على قدرته على النجاح في الوزارة وأن يترك عمله الخاص لخدمة البلاد ليس سبة، من جانبها قالت مصادر مطلعة: أن الدكتور المتيني ترك منصبه في الشركة ليخلفه ابنه الدكتور نور الذي يعمل حالياً بالمعهد القومي للنقل التابع لوزارة النقل'.

    نعم الشعوب تستحق
    حكامها لكن إلى هذا الحد؟!

    وبالإضافة لذلك، شاهدت في نفس اليوم وكلي ألم وحزن زميلنا بمجلة 'صباح الخير'، طارق رضوان، وهو يرفع يديه للسماء في إحدى صفحات 'التحرير' ويبكي بصوت عال، وهو يناجي ربه قائلاً: 'يا الله، لماذا تعاقبنا، ذلك العقاب وتنزل بنا تلك اللعنة، نعم الشعوب تستحق حكامها لكن إلى هذا الحد، فهذا هو العقاب الإلهي بحق ما يفعله الإخوان بمصر وبالمصريين لم يفعله اللصوص من قبلهم، من قال إني لص علانية لم يفعل بتلك الأمة وبشعبها المسكين مثلما يفعل الإخوان، الشعب داخل على مجاعة لا مفر، وهم لا يستحون أبداً، سيرفع الدعم تماماً، وتدريجياً وستشتعل الأسعار بجنون بما لا يتخيله أحد، رفع الدعم عن كل السلع المباشرة التي تمس كل المواطنين، لا فرق ما بين غني وفقير ولن يشعر أحد، هل شعر أحد بأن المياه ارتفعت أسعارها دون أن ندري؟ وهكذا سترتفع أسعار الكهرباء والطاقة بجميع فروعها ولن نلاحظ إلا عندما نجد الأسعار الغذائية، مرسي تكلم عن ان توفر المانجو في الأسواق دليل على الخير الذي يحمله الإخوان لمصر والذي يعمل البلاد، لكن أن يكون الإخوان هم ملوك مزارع المانجو في مصر فهنا لابد أن نتوقف عما يدار حولنا، فمهدي عاكف يمتلك مزرعة للمانجو هي من كبريات المزارع في مدينة الإسماعيلية.
    هنا لابد أن نتحسس ما يقــــال وعندما نجد أن وزير التربية والتعليم الإخواني 'رغم أنه ينفي' هو وأخوه من كبار قيادات الإخوان ومسؤولي التعليم في الجماعة وللوزير كتيبات للتعليم تدرس لشباب الإخوان، عندما أجد هذا الرجل يسحب طبع الكتب الدراسية من المطبعة الأميرية ومن مطابع أخرى في الدولة لكي يطبع الكتب الدراسية في مطبعة الرحمة التابعة للإخوان'.


    ------------------------

    مصر : بين الطائفية والإسلام السياسي
    حسان كروم
    2012-10-03



    تتجاور المصطلحات وتختلف تعريفاتها فبين الجماعة والأمة علاقات متقاربة لكنها تعريفات لأمور متداخلة في ذاتها؛ إذ إن الجماعة في أضيق تعريفاتها (من الناحية السوسيولوجية) هي مجموعة من الناس تربطهم علاقات دموية، دينية، أو لغوية، بينما الأمة في أبسط تعريفاتها هي: جماعة من الناس يرتبط أفرادها بروابط معينة مثل اللغة أو التاريخ أو الجنس من ناحية ، والمصالح المشتركة والغايات الواحدة من ناحية أخرى، وعند الربط بين هذين المفهومين بمفهوم المجتمع وتطوره وبنائه على أساس تفرد الفرد بشكل أكبر وبنية مؤسسات وتكوين علاقات أقوى، والتأسيس لمايسمى بالهوية، يتضح أنه كلماكان المجتمع قويا عكس هذا قوة الدولة على أنه لابد من التفرقة هنا بين الدولة ومؤسساتها وبين النظام.
    لقد مر المجتمع والدولة معا بكثير من التغيرات التاريخية والعلاقات الداخلية التي انعكست على تكوينهما وممارسة دورهما الطبيعي، وفي محاولة لتفكيك المجتمعات وإزالتها وإعادة تركيبها لعبت السياسة دورا أساسيا في تلك المسألة، ومع أن المجتماعات الشرقية ذات خصوصية معرفية وثقافية من ناحية النشأة والتكوين والظروف التاريخية تختلف عن المجتمعات الغربية، ومع كون الدين في أساسه ظاهرة شرقية ومكونا من مكونات المجتمعات الشرقية فقد لعب دورا كبيرا في تكوين تلك المجتمعات، ومع التوسع الاستعماري الغربي منذ القرن السادس عشر وفي سبيل تدخل الغرب في المجتـــمعات العربيـــة ســعى إلى خلخة نظام البني الاجتماعية لتلك المجتمعات من خلال إثــــارة مشــكلة الأقليات الدينية والتي ســـتتحول فيــما بعد في القرن التاسع عشر إلى مشكلة كبرى عالمية ' المسألة الشرقية'، فمن أجل الحصول على موطىء قدم في المنطقة العـــربية عمـــلت القوى الكبرى الأوروبية (فرنسا، روسيا، إنجلــــترا، ألمانيا) كل ماتستطيع لفرض حمايتها على الأقلـــيات الدينية في الدولة العثمانية، وتواكب هذا مع حركة استشراقية حاولت الرجوع في أصل التكوين لتلك المجتمعات ـ خاصة المجتمعات السامية ـ إلى أصول إثنية وعرقية ودينية، محاولة الارتداد بها إلى طبيعتها وإطلاق أحكام عامة من أن الفرد السامي لا يستطيع أن يتخطى المسافة التي تفصله عن أصوله وهي الأصول التي تتحكم في تنظيم حياته (الزماني/المكاني) ومن ثم هو متمحور حول ذاته ورؤيته لنفسه.
    ومع تفكك الإمبراطورية العثمانية تصدرت المشكلات الداخلية إلى الدول المنفصلة عنها، وعلى رأسها مشكلة الأقليات، ولقد تحولت تلك الأقليات إلى أقليات برجوازية بسبب عامل العلمنة والتحديث التي مارسها الإنسان الغربي في إطار الحضارة الغربية، وفي إطار عدائه التاريخي للدين كرد فعل على تجربة العصور الوسطي، وتم إحلال المادة محل الدين فأصبحت هي الجوهر والمرجعية للإنسان الغربي واستبدلت بتلك العلاقات علاقــــات القوة المادية، ونتـــج عن ذلك أن الصراع هو أساس العـــلاقات بين الدول وبين الدولة والفرد وبين الإنسان وأخــــيه الإنسان، أي أن ماساد هو رؤية ميكافيللي وهوبز للإنسان (الإنسان ذئب لأخيه الإنسان) والتي طورها داروين واستفاد منها ماركس، وهي الرؤية التي سيطرت على العلاقات الدولية والإنسانية وعلى اقتصاديات السوق سواء على المستوي المحلي أو المستوي العالمي، ومع نشوء فكرة القومية والدولة المركزية وسيطرت الفرد وتغول الأنظمة الاستبدادية، بدأت المشكلة الطائفية تطــــفو على الســطح بصورة أكبر، فانسحاب الدولة من المجال العام وإحكام القبضة الأمنية، وعدم تلبية الحاجات الأساسية للفرد أدي إلى لجوء الأفراد للدين واحتمائهم به، فاحتمى المسيحي بالكنيسة واحتمى المسلم بالمسجد، مما ساهم في تكوين جماعة انعزالية مغلقة تشعر بكونها أقلية مضطهدة ومنتقصة حقوقها، وتهيئة المناخ لنشوء فكر متشدد يقوم على الكراهية والإقصاء والنزوع إلى الانفصال والخوف من الاندماج والانصهار في المجتمع خوفا على الجماعة ووحدتها.
    تزامن كل هذا مع فكرة الدولة الإسلامية (أحد مخلفات الاستعمار) مع نهاية القــرن التاسع عشر، وكذلك حتمــــية الحـــل الإسلامي كمواجه لحتمية الحــــل الاشــتراكي في ســــتينات القرن الماضي، ومن هنا أصبحت عملية الولاءات الدينية هي الأساس الذي يحكم العلاقة داخل المجتمع المصري، وتواكب هذا مع وجود كاريزما قوية للبابا شنودة الثالث الذي صـــبغ الكنيـــسة ومؤسساتها بطريقة تفكــــيره وأصبحت الكنيـــسة فــي عـــهده دولة داخل دولة لها قوانينـــها الخاصة التي لا تخضع لقانون الدولة، وقد لوحظ ذلك في رفض الكنيسة لقرارات القضاء، وبروز مشكلة بناء دور العبادة، إلى جانب مشاكل الزواج بين مسلمين ومسيحيين، وترك الديانة إلى الديانة الأخرى؛ وفي المقابل لذلك قام الخطاب الديني السلفي ـ برعاية أمنية ـ بالتصــــدي لتلك الأمور وتصــدير مقولات تذهب إلى التكفير والجزية وإقامة الحد وغيره من المقولات التي لا تستند إلى أسس شرعية أصيلة، مما ولد حالة من الخوف لدى الأقباط، وقد اســتغل النظام القمعي لمبارك تلك الحالة وروج نفسه على أنه الحامي لتلك الأقلية مستخدما إياها في إطالة عمره واستمراره وتوظيفها لصالحه لاعبا على وتر الأمن والاستقرار لتلك الفئة، وقد خلق هذا الأمر مراكز قوى أهلية داخل الإدارة السياسية تعمل لمصالحها الخاصة (السلطة التنفيذية تتدخل في اختيار البابا وعزله كما فعل السادات).
    إن استخدام الولاءات الدينية يقـــوض من آليات الاخــــتيار الداخلية، وفـــرص الاندماج والانصــــهار في تكوين مجتمع قوي لخلق دولة قوية، كما أنه يخـــلق مراكز قوى أهــــلية داخل الإدارة السياسية تعمل على خدمة المصالح الخاصة، وتنسحب الفكرة ذاتها هنا إلى الدستور (فما حدث فيه من نسبة 50' للتيارين عكس أيضا الدور الطائفي في عمل اللجنة التأسيسية) فالدستور بكونه عقدا اجتماعيا بين أفراد المجتمع الواحد وتكوين الحريات الفردية كعامل مؤسس فيه وكل ما يضعف هذا العقد أو يقوض أركانه وبناءه يلغي في الأساس المنافسة الحرة على المناصب المسؤولة، ويقود إلى تقويض أسس الدولة الحديثة والقضاء على الحريات الفردية المرتبطة به وعلى الفرد المواطن نفسه، واستمرار أصحاب المصالح والنفوذ في التحكم في الدولة ومواقع الحكم وإضعاف المجتمع، ويعمق من سلطة المؤسسة الدينية على حساب سلطة الدولة ويجعل الأمر دوما على حافة الصراع والانهيار.
    إن الخطر الحقيقي يتهدد المصريين جميعا باختلاف مكوناتهم، ولن يفرق بين دين أو عرق، بل الجميع في نظره سواء، فلابد من بلورة مشروع وطني خارج إطار الدين يقوم على القواسم المشتركة للمصريين جميعا باعتبارهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات.

    ' باحث مصري في اللسانيات المقارنة

                  

10-04-2012, 11:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    amr-selim-1277-sudan4sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

10-07-2012, 04:25 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    امحمد مرسي يدعو المصريين الى الاستعداد لـ 'عبور ثالث' نحو الإنتاج والتنمية والأمن

    2012-10-05


    القاهرة - يو بي اي:

    دعا الرئيس المصري محمد مرسي الجمعة، المصريين إلى الاستعداد لـ'عبور ثالث' نحو الإنتاج والتنمية والأمن.
    وأكد الرئيس المصري محمد مرسي، خلال لقائه مشايخ وعواقل قبائل سيناء وممثلي عدد من القوى السياسية والفكرية بمدينة العريش (شمال شرق)، على ضرورة تضافر جهود المصريين من أجل ما سمّاه 'العبور الثالث' نحو الإنتاج والتنمية والأمن.
    وقال إن العبور الأول تمثَّل في حرب أكتوبر/تشرين الأول العام 1973 ضد إسرائيل، والثاني تجسَّد في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالنظام المصري السابق.
    وأضاف 'إنني أُعلن من سيناء أننا في مصر الجديدة بحاجة إلى عبور ثالث، وهو عبور للتنمية والإنتاج والأمن'، مشيراً إلى أن ذلك لن يكون إلا بتضافر جهود كل أبناء مصر بكل فئاتهم بالإضافة إلى الجيش بكل إمكانيات ورجاله وعتاده.
    وتابع مرسي 'نتحدث بكل فخر واعتزاز عن تاريخنا العظيم'، وأشار الى 'نصر السادس من أكتوبر/تشرين الأول'، و'ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني'، قائلاً 'ولكي يتحدث عنا الأبناء والأحفاد لا بد من العبور الثالث بتحقيق التنمية وهو ما لن يتأتي الا ببذل العرق والجهد'.
    وحول قيام عدد من المتشددين بتهجير أسر مسيحية من مدينة رفح (أقصى شمال شرق صحراء سيناء)، قال مرسي إن 'أمن المسيحيين مسؤوليتنا جميعاً، ولا نقبل أي إهانة لأي مصري على أرضها'.
    وأضاف أن 'ما حدث لهم (المسيحيين) هو تصرّف شخصي و جريمة كأي خطأ يرتكب في إطار مخالفة القانون'، لافتاً إلى أن التحقيقات تجرى بشأن ما حدث.
    كما أكد الرئيس المصري أن عهد الإبتزاز والإتاوات والتفرقة بين المصريين مضى ولن يعود، 'ولقد عانينا من هذا العهد ونبذل جهداً كبيراً لنتخلص مما تبقى من آثاره'.
    وحول الأوضاع في سيناء، قال الرئيس مرسي إن 'سيناء جزء من مصر وما يسري على أبناء مصر يسري عليهم، ونحن نعيش في مناخ واحد، ولذلك هناك بعض المطالب التي طلبها مشايخ القبائل لا بد من مراعاة تطبيق القانون فيها'، موضحاً أن هناك 252 شخصاً محكومم عليهم في 290 حكماً قضائياً.
    وأضاف قائلاً 'نحن نريد أن يسري القانون عليهم، وبالتالي فهذه أحكام صدرت والقرار الذي اتُخذ بإعادة الإجراءات في الأحكام الغيابية هو إجراء قانوني من خلال النيابة العامة، وهو أمر حتمي لحرصنا على استقلال القضاء'.
    وتشهد صحراء سيناء منذ قرابة شهرين عمليات عسكرية موسعة تقوم بها وحدات من الجيش المصري معززة بالمروحيات والآليات المدرعة وبالتعاون مع الشرطة المدنية لتطهيرها من عناصر مسلّحة قتلت 16 ضابطاً وجندياً من عناصر حرس الحدود المصريين أوائل أغسطس/آب الفائت.
    كما شهدت مدينة رفح أقصى شمال شرق سيناء مؤخراً عمليات تهجير لمسيحيين، حيث أفادت تقارير حقوقية متطابقة، بقيام متشددين إسلاميين بإجبار نحو 9 أسر مسيحية على مغادرة منازلهم، قبل أن تؤكد رئاسة الجمهورية المصرية على لسان الناطق باسمها ياسر علي 'إنتهاء أزمة تهجير الأسر المسيحية من رفح وبدء عودتهم إلى منازلهم'.




    ----------------

    المسئول التنفيذي للنقد الدولي

    الحكومة المصرية تسعي لتحقيق طلبات صندوق النقد

    06/10/2012 08:34:42 م




    الرىاض‮ -‬‮ ‬حازم الشرقاوى‮:‬


    أكدت كريستين لاجارد الرئيس التنفيذي لصندوق النقد‮ ‬الدولي ان هناك مفاوضات تجري حاليا مع مصر عبر فرق عمل تبحث تقديم قروض لانعاش الاقتصاد المصري،‮ ‬واضافت انه يمكن تقديم مساعدات لمصر باعتبارها احدي الدول الأعضاء‮ ‬إذا تحققت بعض متطلبات الصندوق التي تعمل الحكومة المصرية حاليا علي توفيرها‮. ‬جاء ذلك أمس في المؤتمر الصحفي المشترك مع إبراهيم العساف وزير المالية السعودي والدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أمين عام مجلس التعاون‮ ‬الخليجي في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون‮.‬

    -----------------




    من الدولة وواشنطن يهددان قيادات الجهاد..

    فتنة في حزب النور..

    ولادة متعسرة للدستور الجديد
    حسام عبد البصير
    2012-10-05




    القاهرة- 'القدس العربي'

    في يوم عرسه الذي كان يوصف فيه بأنه بطل الضربة الجوية كان هناك في مستشفى سجن طرة يشكو لزوجته كلما حلت عليه سوء الحال ونكران الجميل وليالي السجن الطويلة، بينما احتل غريمه محمد مرسي موقعه، فعلى مدار قرابة ثلاثين عاماً كان الرئيس المخلوع يتوجه في مثل ذلك اليوم لنصب الجندي المجهول ليضع إكليلاً من الزهور بمناسبة انتصارات أكتوبر المجيدة، غير أن الرئيس مرسي قام عنه بالمهمة هذه المرة تاركاً إياه للوحدة وايام السجن الكئيبة وآلام المفاصل ومتاعب الشيخوخة. وقد اهتمت صحف الجمعة بصور الرئيس وهو يضع الزهور ويصافح جيهان السادات ونجلها إلا أن مبارك وجد سنداً له هذه المره حينما كنا ننقب في الصحف عثرنا على من يدافع عنه مطالباً بحسن معاملته ونقله من طرة شفقة بعمره وبعد أن اصبح نسياً منسيا.
    ومن موضوعات صحف الأمس التي تصدرت الصفحات الأولى: محاكمة جديدة لمبارك والعادلي في قتل المتظاهرين.. مرسي يجتمع بالمجلس العسكري للمرة الأولى بعد إقالة طنطاوي وعنان وعبدالحكيم عبدالناصر رئيساً للحزب 'الناصري' الجديد .. مزيد من الجدل حول الدستور الجديد .. ازمة حزب النور بين الحل أو الدخول في نفق الانشقاقات ..نجاة بعثة الأهلي من حادث في نيجيريا.. حكم جديد على أحمد عز بالسجن 7 سنوات و19.5 مليار جنيه غرامة في 'غسيل الأموال'.. الاضرابات الفئوية تتفاقم .. خطة 'الكروت الذكية' لتوزيع البنزين والسولار 1800 لتر للسيارة سنوياً و10 آلاف للشاحنات والميكروباص .. بدء حساب الرئيس على وعود المائة يوم.. البرلمان التركي يسمح بتدخل قوات برية في سورية.. ودمشق تعتذر.. 'نقابة البترول' تهنئ مرسي 'قائد نصر أكتوبر العظيم'

    الجهاديون تلقوا تهديدات
    من جهات امريكية ومصرية

    البداية ستكون مع تصريحات إنفردت بها صحيفة 'الوطن' حيث كشف الشيخ محمد الظواهري، زعيم الدعوة الإسلامية الجهادية، عن تعرضه لتهديدات بالاعتقال من 'الأمن الوطني'، والمخابرات الأمريكية، إذا استعادوا نشاطهم الجهادي، وشدد على أنهم 'لن يتراجعوا' وقال لـ'الوطن'، إنه تلقى رسائل من الأمن الوطني 'أمن الدول سابقاً'، والمخابرات الأمريكية تقول 'إذا استعدتم نشاطكم الجهادي فسنعتقلكم ونستهدفكم'، وأشار إلى أن رسائل المخابرات الأمريكية جاءت عبر صحافيين أمريكيين يعملون لحسابها، وحمل معظمها 'تهديدات مضمرة'.وأضاف الظواهري: 'أما الأمن الوطني فأرسل لنا عدة مرات تهديدات باعتقالنا، لكننا لم نعتد بهذا، ولن نتراجع'، وأشار إلى أن المظاهرات التي نظمتها جماعته مؤخراً أمام قصر 'الاتحادية' كانت رسالة واضحة للأمن الوطني وللجميع 'اننا لن نرجع مرة أخرى للوراء وأن نشاطنا سلمي، وليس عندنا ما نخفيه' وقال إن الإعلان عن جماعة 'الدعوة الإسلامية الجهادية'، والكشف عن قياداتها، جاء احترازاً لتلفيق تهم تدعي أن لدينا تنظيماً يعمل تحت الأرض، أو أننا نخطط لعمليات ضد النظام، ووجه خطابه إلى الأمن الوطني قائلاً: 'هذه التهديدات لن تخيفنا ولن تؤثر في مسارنا، فنحن لن نخاف من أحد، ولا يوجد لدينا شيء نخفيه. وأضاف شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري: 'من حقنا كتيار أن نعلن عن أنفسنا وأفكارنا، وإذا خشينا من ذلك فسنرجع للوراء، لكننا لن نعود أبداً، وسنتحدث عن أفكارنا بوضوح كامل وشفافية، وإذا كان لديهم شيء فليأتوا لنتناقش فيه بالكتاب والسنة'. كان 'جهاديون' أعلنوا، من أمام قصر الاتحادية، عن تأسيس جماعة 'الدعوة الإسلامية الجهادية'، وتشكيل مكتب إعلامي لها، على أن يكون داود خيرت هو المتحدث الرسمي باسمها، بعدما نظموا وقفة احتجاجية بعنوان 'لا لعودة أمن الدولة'؛ للتنديد بعدم الإفراج عن المعتقلين من أبناء حركة الجهاد من السجون.

    مفتي الجهاد يهاجم الاخوان بسبب
    ترشيح أمرأة لرئاسة الحرية والعدالة

    قال الشيخ أسامة قاسم، مفتي جماعة الجهاد في مصر إنه لا يجوز أن تتولى امرأة منصب رئاسة حزب إسلامي، مثل حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين، لأنه مخالف للشرع وتعاليم الإسلام وكانت الدكتورة صباح السقاري، أمينة المرأة بحزب الحرية والعدالة بوسط القاهرة، أعلنت عن خوضها انتخابات الحزب، الشهر الحالي. وأضاف قاسم، لـ'الوطن': 'لا يجوز أن تتولى امرأة قيادة الرجال، فإذا تولت المرأة زمام الأمور فإننا نقلب موازين الأمور ونخالف الشرع والمنطق والعقل، استناداً لقول الرسول: لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة'. وأوضح أن الرجال قوّامون على النساء لأسباب خلقية كسعة الصدر، وإذا كان إنشاء الأحزاب في تلك الأوقات الحرجة التي تمر بها البلاد بعد قيام ثورة 25 يناير جائزاً، فلا يجوز أن تتولى امرأة مناصب الرجال وأعمالهم. في المقابل، قال الدكتور عبدالخالق الشريف، عضو مجلس شورى جماعة الاخوان، مسؤول قسم نشر الدعوة بالجماعة: 'فتوى عدم جواز تولي المرأة أمور الرجال، اقتصرت عند جمهور العلماء على منصب رئيس الجمهورية فقط، ولا تمتد إلى المناصب الجزئية كرئاسة حزب سياسي أو منصب محافظ أو مستشار للرئيس'. وأضاف لـ'الوطن': 'حديث الرسول كان يتعلق بتولي ابنة كسرى ملك الفرس، شؤون الحكم'، مشيراً إلى أن حزب الحرية والعدالة يعتبر ترشح امرأة لرئاسة الحزب، مبدأ لمشاركة المرأة في الحياة السياسية، لأن الإسلام رفع من شأنها في القرآن وحرّم عملية وأد البنات التي كانت تحدث أيام الجاهلية'.

    العريان يطالب بتأجيل الحساب
    وجلال يؤكد انه لن يقدم شيئاً

    ونبقى مع المدافعين عن مرسي حيث اعتبر الدكتور عصام العريان، عضو مجلس الشعب السابق، والمرشح لشغل منصب رئيس حزب الحرية والعدالة أن امحاكمة الرئيس على أدائه لا بد أن تكون بنهاية المدة'، مشيراً إلى أن الدكتور محمد مرسي فاز في الانتخابات الرئاسية، لأن اوراءه قوة سياسية منظمة'، مؤكداً على أن مرسي لا يتقاضى راتبه من خلال وظيفته كرئيس، كما نفى حصوله على أي ابدلات سفرب. وعبر االعريانب عن رضاه على أداء الرئيس مرسي في الـ100 يوم الأولى من حكمه، موضحاً بقوله: اأنا راضٍ عن المئة يوم الأولى للرئيس مرسيب، غير ان رجب جلال في االمصري اليومب رد بسرعة على العريان وغيره من المتعاطفين مع مرسي : لم يفعل الرئيس شيئاً يشير إلى تحقيق هذا الوعد، وكل قراراته انطلقت من محورين: الأول هو التسيير العادي جداً لأمور الدولة والتفاصيل اليومية، والقرارات الروتينية، والثاني يشمل القرارات التي يريد من خلالها أن يكتب اسمه في صفحة الزعماء (انظر إلى قراره بإقالة المشير والفريق الذي اعتبرته جماعته أنه يشبه السادات في التخلص من مراكز القوى)، وما بين المحورين يسعى للحصول على قدر من المتعة بالسفر إلى السعودية، وتركيا، والصين، وإيطاليا، دون أن يكون للزيارات أي مردود سياسي أو اقتصادي. لا تنتظروا إذن حدوث طفرة في شكل أو محتوى هذا االنجعب المسمى مصر، سواء بعد انتخاب الرئيس، أو بعد تلك التي يسمونها ثورة كما كان ينتظر الحالمون، ففي بلد يتجاهل القضاء ويحتكم للجلسات العرفية لا يوجد مستقبل. تأكدوا أنه لن تحدث نهضة في بلد يدور فيه الجميع حول السلطة، ولا أحد حول الوطن، وتحاول الجماعة أن تثبت أقدامها وتسيطر على كل أوتاد الخيمةب.

    السلفيون وشفيق وجنون السلطة

    'الإسلام' بكل قدسيته أبعد ما يكون عن 'جنون السلطة'، الذي تحكم في البعض عقب الثورة، تلك كانت شهادة سحر جعارة في 'المصري اليوم' والتي تابعت:الآن، بدأت تتفتح الملفات وتتكشف الصفقات السياسية، ورغم أنها صفقات بلحى طويلة وفتاوى، 'تحرم الثورة أصلا'، إلا أنها تصافح من سموهم 'الفلول' طلباً لنصيبهم من الوطن.. فلا قضية ولا من يناضلون! لقد خرج علينا الدكتور صفوت حجازي بشهادته في حق قيادات التيار السلفي: (الشيخ 'ياسر برهامي'، والدكتور 'عبدالمنعم الشحات' و'أشرف ثابت' القيادي البارز بحزب 'النور')، الذين التقوا بالمرشح الرئاسي السابق الفريق 'أحمد شفيق' ليلة إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، وهو الأمر الذي لم ينكروه. وبحسب شهادة حجازي فتلك القيادات لم تقف خلف الدكتور محمد مرسي في جولة إعادة انتخابات الرئاسة، وأنهم التقوا شفيق: 'طلبا للأمان وليس حقناً للدماء، ولكي يعرفوا نصيبهم عندما يصبح رئيسا للجمهورية' خدعونا فقالوا 'شفيق- فلول'، وسواء الاخوان أو السلفيون فجميعهم كانوا على اتصال مباشر بـ'زعيم الفلول'، خشية أن يأتي رئيسا للجمهورية. إنها القضية التي تهدد وحدة حزب 'النور'، وقد تطيح بوجود الدكتور 'حجازي' على قناة 'الناس' التي تبرأت منه.. لكن الأهم من ذلك أنها تنسف مصداقية من يخدعون البسطاء باسم الدين، تكشف كذبهم وتضليلهم للناس وحرصهم على مصلحتهم قبل أي شيء.. الفريق شفيق أكد الواقعة وأنكر سعيه للقاء قيادات الاخوان.. لكن المثير- في المداخلات الهاتفية- أن رجل الأعمال الاخواني 'حسن مالك' كان هو الآخر ضيفاً في حديقة منزل 'شفيق'! طبيعي جدا أن يتلمس 'شفيق' موقف الاخوان من ترشحه لانتخابات الرئاسة، أو أن يخطب ودهم ويطلب أصواتهم.. لكن من غير الطبيعي أن يكون 'مالك' ودوداً للدرجة التي يذهب معها إلى 'زعيم الفلول' ليعتذر نيابة عن قيادات الاخوان عن عدم اللقاء معه.. تلك الصفقات السياسية لابد أن تكتب للتاريخ، أن يعرفها الشعب أي الفريقين كان بطلاً للانتهازية السياسية.

    مولانا الغرياني ماذا فعلت في الدستور؟

    ونبقى مع المعارك الصحافية حيث حمدي رزق في 'المصري اليوم' يحمل بشدة على رئيس اللجنة التأسيسية للدستور: معقول يا مولانا الغرياني تدحض الأحكام القضائية (مسبقاً) بقرارات رئاسية (لاحقة) تمحق الأحكام القضائية (السابقة) وتلغي أثرها (اللاحق) تماماً، بدلا من التوصية باحترام أحكام القضاء وأنت أهل لهذا الاحترام، وتبجيلها وأنت من كنت ترتقي مبجلا المنصة العالية، وتضعها موضعها من التنفيذ الأمين، تفقأ الأعين وتوصي بالالتفاف على الحكم باستخدام مفرط لصلاحيات الرئيس فرضا وجدلا لا توجد شروط لتشكيل الجمعية في الإعلان الدستوري، هل هذا مدعاة لاستمرارها بنفس التشكيل (إذا حلت يوم 12 أكتوبر)، هل يرتضي المبجلون، كتبة الدستور، أن يستمروا رغم أنف القانون، نفر منهم يستصرخ الضمائر الوطنية بانسحابات مسببة، الجمعية تمشي في الطريق البطال، ألا يكفي أنها جمعية أسست بليل، وبقرارات من مجالس نيابية منحلة، يا سيدي ما بني على باطل فهو باطل، كيف تبني جمعية جديدة بنفس تشكيل الجمعية الباطلة المبنية على برلمان باطل، لا بد من إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية على أسس وطنية سليمة، دون وصاية المحتسبين الجدد، ألا تعلم يا شيخنا الجليل أن الممرور (من المرارة) لا يحكم، وأن طالب عضوية التأسيسية لا يولي، دعك يا مولانا مما يصدر عن هذه التأسيسية المرذولة، هو والعدم سواء، إن الباطل كان زهوقا، هل تقبل على مشوارك القضائي المعتبر تضييع القانون في احتراب سياسي حزبي، كيف تتحمس يا مولانا لجمعية يشكك في نسبها القاصي والداني، ويتحمس لها - فقط - الاخوان والسلفيون والموالي والمؤلفة قلوبهم كلما سمعت الدكتور محمد البلتاجي يتحدث عن دستور نباهي به الأمم خشيت، حاسب يا مولانا الغرياني، متى كانت حدأة الاخوان تصوغ دساتير وطنية، دستور الاخوان ليس بخاف، يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف، عموما اللي ما يشوفشي من غربال الوطن، يبقى إخوان.. والسلام

    برهامي: عبد الغفور ليس رئيساً للنور

    ونتحول نحو أزمة حزب النور السلفي التي تهدد شعبيته بسبب الصراع بين قياداته، فقد أكد الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية أن ما يثار حول عزل الدكتور عماد عبدالغفور من رئاسة حزب النور ليس صحيحا لأن الدكتور عماد ليس رئيسا للحزب وإنما قائم بأعمال رئيس الحزب بوصفه وكيل المؤسسين، وهناك مادة تقرر ذلك في اللائحة الداخلية للحزب والتي تقضي بانتهاء ولاية عبد الغفور كقائم بأعمال رئيس للحزب بمجرد إقامة انتخابات مجلسي الشعب والشورى. أضاف أن ما يحدث من خلاف سوف تقوم بحله لجنة شؤون الأحزاب وأننا سنرضى تماما بما سيؤول إليه قرار اللجنة.. بالإضافة إلى أننا مستعدون لأي حكم سيصدر منها. وأكد برهامي على أن أي رئيس دائم للحزب لابد أن يكون نابعا من الانتخابات.

    .. وعزازي يدعم عبد الغفور

    ونبقى مع أزمة حزب النور حيث أكد الشيخ عادل عزازي القيادي بالدعوة السلفية بالجيزة تأييده للدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب 'النور' قائلاً انه لن يسحب هذا التأييد إلا إذا صدر قرار من هيئة شؤون الأحزاب بصحة قرارات الهيئة العليا بسحب الثقة منه. وأوضح عزازي في بيان له أن خوضه للانتخابات الداخلية لحزب 'النور' لا يعني اعترافاً بقرار الهيئة العليا بسحب الثقة من عبد الغفور، مشيراً إلى أنه شارك لكي يظهر حقيقة ما يتردد أن في الحزب تياراً يعمل بتوجيه من بعض القيادات. وأضاف ' شجعني على هذا الترشيح أني علمت من أمانة الحزب أن الشيخ محمد الكردي رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بمحافظة الجيزة قد رشح نفسه هو الآخر .. حيث أنني والشيخ محمد الكردي نتمتع بتأييد واسع في المحافظة كما أننا عضوان بمجلس الشعب على قوائم الحزب مما يجعلنا على يقين أن نتائج الانتخابات إذا لم تكن موجهة فإنها ستكون لصالحنا'. وقال 'فوجئت بانسحاب الشيخ محمد الكردي حيث بلغه أن الأمانات موجهة لانتخاب سبعة أشخاص بأعينهم، وطلب مني أن انسحب بسبب هذه المهزلة كما طلب ذلك مني كثير من الفضلاء، ولكنني آثرت الاستمرار إحسانا للظن، وحتى ينجلي الأمر على حقيقته'.

    الغدة النكافية بين مرسي ومبارك والدستور

    ونتحول نحو الساخرين ومن بينهم غادة شريف في 'المصري اليوم': شوف عزيزي القارئ، وحياة حمادة ابنك يا شيخ إوعى تكون متعجب من انتشار مرض الغدة النكافية هذه الأيام، فبعد أن برطعت في الكبار كان من الطبيعي أن تتوجه للأطفال وتلك طبيعة المرحلة الانتكافية.. فها أنت ترى في تأسيسية الدستور قوى التيار الإسلامي بتتناكف ليل نهار في القوى المدنية فتحدث تلك الزمبليطة التي تدور حاليا حول مواد الدستور. والقوى المدنية تناكف بعضها أيضا، فما إن يعلن حمدين صباحي عن نيته في تشكيل تيار شعبي إلا وتسرع قوى مدنية أخرى بالإعلان رسميا عن قيام التيار الثالث ليسبقوا تيار حمدين ولا اللي بيثبت حالة في القسم.. وبعد أن أمتعنا الاخوان والمجلس العسكري ونحن نتابع أداءهم في حلقات مسلسل 'ناقر ونقير' أصبحنا الآن نتابع 'ناكف ونكيف'..طول عمرك يا مواطن وانت عامل مثل الشريك المخالف.. لم يكن يعجبك مبارك، وكم طلعت فيه القطط الفاطسة، والآن تتنقرز وتتأوز على الريس مرسي رغم أنك أنت اللي جبته بإيديك وحياة عينيك وفداها عينيا.
    لماذا بقى أنت قاعد له عالواحدة هكذا ومش راضي تقوم؟ وكمان لا يعجبك أنه استشهد برخص سعر المانجة في عهده واعتبره دليلاً على أنه فتح عكا؟ طبعا بغض النظر عن أنه كان يستشهد بأردأ أنواع المانجة، لكن المهم النية والقلب الأبيض.. أصلك مش واخذ بالك يا مواطن، حكم الدول في العموم لا يستقيم إلا بالنية والقلب الأبيض والحق على عبحق! لذلك سيادتك في النهاية هتلف تلف وستكتشف في الآخر أن الريس مرسي عداه العيب، بينما كل العيب يقع عليك أنت.. أيوة إنت.. إنت يا ساهي يا سكر إلهي مش عالبطاقة.. لأنك لو كان وسطك وسط كمانجة وعودك مرسوم عالسنجة كنت عرفت قيمة المانجة!

    الدستور الإسلامي لم يحن وقت خروجه للنور

    ونتحول نحو الجدل المستمر بشأن الدستور الجديد والذي يتوقع جمال الدين حسين في 'الشروق' ان تنتهي قريباً : أغلب الظن أنه خلال أسابيع قليلة سيتوافق الاخوان المسلمون مع معظم القوى المدنية على الدستور الجديد حتى لو اعترض جزء من السلفيين الذين يريدون دستورا 'طالبانيا' وجزء من 'المدنيين' الذين يريدون دستورا هولنديا أو سويديا. أغلب الظن أيضا أن المنتج النهائي في نهاية المطاف لن يخرج كثيرا عن إعادة إنتاج دستور 1971 محذوفا منه بعض المواد المسيئة والمعيبة، هل معنى التوافق المتوقع وموافقة الاخوان المسلمين على المواد السبع المختلف عليها أنهم صاروا ديمقراطيين أو مؤمنين بالدولة المدنية فجأة؟ أغلب الظن أن الاجابة هي لا، لكنها ضرورات السياسة التي تجعل بعض الأحزاب السياسية تضحي بالفرع مقابل الحفاظ على الأصل رغم كل الضجيج ومعظمه مفتعل على وجود خناقات ومشادات ومعارك على الدستور، فلم يكن كثيرون يعتقدون أن الاخوان سيخسرون القوى المدنية الآن وهم يريدون أكبر توافق ممكن في هذه اللحظات لأسباب متعددة، السبب الأول أن انسحاب القوى المدنية من اللجنة التأسيسية سيبعث برسالة إلى الداخل والخارج أن الدستور الجديد هو 'منتج إخواني سلفي' خالص وخالٍ من أي مواد مدنية، ما قد يدمر صورة مرسي في الخارج وهو آخر أمر يريده الرئيس في الآن. السبب الثاني أن هناك انتخابات مقبلة ولا يريد الاخوان إعطاء خصومهم ومنافسيهم 'كارتا' جاهزا بأنهم 'أخونوا وسلفنوا' الدستور. السبب الثالث أن اللحظة المناسبة لاصدار دستور إسلامي لم تحن بعد وبالتالي فمن العبث دخول معركة خاسرة البعض يسأل وهل في سبيل كسب الاخوان للقوى المدنية يجازفون بخسارة بعض أنصارهم السلفيين؟ الاجابة نعم، لكن ذلك لا يعني تحالفا بل هو في صالح الاخوان على المدى البعيد، لأنه سيظهرهم بأنهم يؤمنون بالدولة المدنية.

    لأنه في سنة أولى سياسة
    لا بد من منحه فرصة

    ونبقى مع الجدل الدائر حول ما فعله الرئيس محمد مرسي خلال المائة يوم الأولى من ولايته وإلى ما تناولته عبلة الرويني في صحيفة 'الأخبار' في هذا الشأن : فلا اعتراض لي على الديمقراطية التي أتت بمرسي رئيسا للجمهورية، وأتصور أن النقد، والإختلاف، والمراجعة، والأسئلة، والاهتمام، والمشاركة، ووعي الناس المتزايد، دليل صحة وحيوية واقع أجتماعي يحاول أن يتعافى .. ومع احتفالات أكتوبر لابد أن نحسب للرئيس خطوة إيجابية، بإعادة الحق لأصحابة، وقيامه بمنح قلادة النيل، ووسام نجمة الشرف لاسم الفريق سعد الدين الشاذلي، أحد الأبطال الحقيقيين، صناع نصر أكتوبر .. القلادة رد اعتبار واجب لقائد عظيم، تم التعتيم على دوره لسنوات طويلة، ولعل التكريم الفعلي والضروري هو تقييم دوره العسكري، وكيف ساهم في صياغة النصر ومع احتفالات أكتوبر أيضا، فوجئنا بإعلان ( لا شأن للرئيس به ) لكنه فضيحة أخلاقية من قبل أن تكون فضيحة سياسية، فقد نشرت النقابة العامة لعمال البترول وأعضاء لجانها النقابية، إعلانا كتبت فيه ( تحية خاصة الى السيد الرئيس محمد مرسي قائد نصر أكتوبرالعظيم ).. ولا طاقة لي على التعليق ! لكن بالتأكيد أن انتقاد الرئيس، والإختلاف حول سياساته أو قراراته، مراجعتها ومناقشتها، أكثر أهمية وجدوى من جماعات المنافقين، والمتسلقين، الملكيين أكثر من الملك نفسه ! فيما هاجم هيثم دبور في جريدة 'الوطن': أقترح على الاخوان المتباهين بشعار 'وأعدوا' بعد فشل الرئيس في وعود المائة يوم تغيير شعار الجماعة 'وقل اعملوا'.

    على من يكذب الاخوان؟

    وإلى الهجوم على الاخوان ورئيسهم وحكومتهم ونتوجه إلى جريدة 'الوطن' والدكتور محمود خليل: الاخوان وحزب الحرية والعدالة والرئيس مرسي يريدون أن يؤكدوا لنا أنهم مختلفون مع بعضهم البعض، مطالبين جموع الشعب الطيب بأن يصدق هذه الأخبار، اعتماداً على ما هو معروف عنهم من سذاجة، ليقتنعوا بأن الرئيس أحياناً ما يغضب على الاخوان، وأنه لا ينسّق معهم، أو يأخذ مشورتهم في قراراته، وأن الاخوان لا ترضيهم طريقة أداء حكومة 'قنديل' التي اختارها 'مرسي'، في ظل عجز الوزارات المختلفة عن التعامل مع مشاكل الأمن والوقود والخبز والمرور وخلافه! على الشعب وهو يقوم بمطالعة أو الاستماع إلى هذه الأخبار أن يكون عند حسن ظن الاخوان ويستدعي من مخزون سذاجته وتعاسته ما يساعده على قبولها ' ابني غلط وانا حأدبه'.. هذه العبارة تحمل مبدأ في 'الخناق' يعرفه جيداً كل من عاش في واحد من الأحياء الشعبية، ومعناه أنك إذا وجدت 'ابنك' قام بـ'ملابطة' شخص أقوى منه، فعليك أن تسارع إلى الإمساك به قبل أن تطاله اليد 'العفيّة'، وتقول لصاحبها: ابني غلطان، والغلط راكبه، وأنا حأدبه بإيدي، ثم تشرع بعد ذلك في ضربه في غير إيجاع، حتى تمتص غضب من يريد الفتك به. فمهما كان الأمر، فإن يدك سوف تكون 'أحن' عليه من يد الغريب الغريم. ذلك ما يفعله الاخوان بالضبط، رافعين شعار 'بيدي لا بيد عمرو'. فالجماعة؛ إخواناً وحزباً ورئيساً، لا تفعل شيئاً أكثر من غسل اليدين من الآخر، حتى يتمكنوا من امتصاص غضب الشارع وهجوم المعارضة عليهم. فـ'الشاطر' يغسل يديه من 'مرسي'، و'مرسي' يغسل يديه من 'الاخوان'، و'حزب الحرية والعدالة' يغسل يديه من 'الحكومة'.. وكسبنا جميعاً صلاة النبي، عليه الصلاة والسلام. المشكلة أن 'الجماعة' لا تستوعب أن الزمان اختلف، وأن مصر 'امبارح' غير مصر 'النهاردة'.. جايز 'بكرة' يعرفوا!

    الرئيس يفرج عن طفلين
    قبطيين متهمين بازدراء الاسلام

    ومن الموضوعات التي اهتمت بها صحف الجمعة قضية احتجاز طفلين من أقباط الصعيد بقرار من النيابة العامة بعد أن وجهت لهما تهمة ازدراء الاسلام، وهو الأمر الذي احدث حالة من الحزن في صفوف رجال الكنيسة والشارع القبطي بوجه عام. وقد قال الناشط القبطي نجيب جبرائيل ان الرئيس المصري محمد مرسي طلب من النائب العام الافراج عن الطفلين القبطيين اللذين تم احتجازهما على ذمة التحقيق بتهمة ازدراء الدين وذلك استجابة لمذكرة رفعها اليه. وقال جبرائيل لوكالة فرانس برس 'قدمت مذكرة للرئيس مرسي وساعدني في نقلها اليه مساعد رئيس الجمهورية القبطي سمير مرقص وبالفعل اعطى الرئيس توجيهاته للنائب العام للافراج عن الطفلين لان احتجازهما مخالف لاتفاقيات دولية بشأن حقوق الطفل تلتزم بها مصر'.وقررت النيابة العامة في محافظة بني سويف الثلاثاء توقيف طفلين مصريين قبطيين وايداعهما دارا لاحتجاز الاحداث لمدة اسبوع على ذمة التحقيق في الاتهام الموجه اليهما بازدراء الاديان، بحسب ما افاد مصدر قضائي. وقال المصدر ان الطفلين، نبيل ناجي رزق '10 سنوات' ومينا نادي فرج '9 سنوات' اودعا مركزا لاحتجاز الاحداث لمدة اسبوع بناء على قرار من النيابة على ذمة التحقيق في شكوى تقدم بها اهالي قرية 'عزبة ماركو' في محافظة بني سويف تتهمهم بازدراء الدين الاسلامي لقيامهم بالتبول علنا على اوراق كانت تحوي آيات قرآنية، وهذه اول مرة يتهم فيها اطفال بازدراء اديان في مصر.
    الفرق بين نصر السادات
    ونكسة طنطاوي

    ومن المعارك الصحافية التي شهدتها صحف الجمعة تلك التي قادها جلال دويدار في صحيفة 'الأخبار' والذي هاجم بشدة المشير المتقاعد حسين طنطاوي ومجلسه العسكري وذلك في معرض رصده لانتصار السادس من أكتوبر: ما قام به مجلس انور السادات ومن ورائه كل رجال القوات المسلحة الباسلة تمثل في تحقيق اعظم انجاز عسكري وسياسي في التاريخ المصري الحديث بإلحاق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي المدعم امريكيا والذي ظل لسنوات طويلة يعمل في ممارسة سياساته العدوانية تحت شعار ' اليد الطويلة '. استطاعت قواتنا المسلحة بانتصار 6 أكتوبر العظيم ان تكسر هذه اليد وتقضي على غطرسة القوة والعدوان وفي عام 1102 أوكلت مسؤولية إدارة شؤون الوطن للمجلس الاعلى للقوات المسلحة بعد سقوط النظام السابق . كان عليه ان يعمل بشفافية من اجل تمهيد الطريق لاستعادة الشعب لحقوقه المسلوبة في وطن ديمقراطي يتمتع فيه بحياة كريمة وتشمل كل اطيافه في ظل من المواطنة الصحيحة والسليمة، تحليلا لنتائج هذه المهمة فإن الواقع يقول ان هذا المجلس قد فشل في مهمته بجدارةليس ادل على هذه الحقيقة من تلك الاخطاء المتعمدة التي وقع فيها وادت الى الاخلال بمهمة الاستجابة لمتطلبات الديمقراطية التي تنأى بمصر عن الوقوع في براثن نظام فصيل سياسي واحد على نفس نمط الحزب الوطني الذي سيطر على الحياة السياسية المصرية طوال ثلاثين عاما تجسدت استراتيجية مجلس اعلى طنطاوي وعنان ومعاونيهم بعد ثورة 52 يناير في تسليم مصر لهذا الفصيل، وهو ما كانت بدايته طبخ الاعلان الدستوري الذي قامت باعداده اللجنة الاخوانية برئاسة المستشار طارق البشري حتى الوصول الى مرحلة كل ما احاط بالانتخابات الرئاسية من خروقات . نعم هناك فرق شاسع بين ما حققته قواتنا المسلحة بمجلسها الاعلى الذي رأسه السادات الرجل الذي سبق عصره ومعاونوه من القادة العظام عام 3791 اعدادا وتخطيطا وتنفيذا لانتصار اكتوبر المبهر وبين نكسة الديمقراطية التي تبناها المجلس الاعلى برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي الذي شاءت الاقدار ان يتولى السلطة بعد ثورة 52 يناير المجيدة .

    هل يعفو مرسي عن مبارك
    في ذكرى احتفالات أكتوبر؟

    منذ زمن بعيد لم نعثر على صاحب قلم يدافع عن الرئيس المخلوع غير ان الكاتب إبراهيم عيسى الذي اشتهر بمعارضة مبارك في السابق تطوع للدفاع عنه: تأتي الذكرى التاسعة والثلاثون لحرب أكتوبر العظيمة وآخر قائد حي من قادة هذا النصر محبوس في سجن طرة ،ألا يجب احتفالا بالذكرى الغالية أن ننقل الرجل من السجن إلى مستشفى القوات المسلحة؟ إنه - شئنا أم أبينا- بطل من أبطال هذه الحرب، انه آخر قائد حي على وجه الأرض من الذين وقفوا في غرف عمليات أكتوبر.لا بد أن نفرق هنا بين الرئيس محمد حسني مبارك الذي ثُرنا عليه، والفريق محمد حسني مبارك قائد سلاح الطيران في أعظم انتصار مصري في التاريخ الحديث، بل هو النصر العسكري الوحيد لمصر منذ عهد محمد علي، الرئيس عارضنا سياسته وقاومنا استبداده وثُرنا على حكمه وحاكمناه وحكمنا عليه بالسجن المؤبد.. أما الفريق الذي كان لواءً قائداً من أبطال حرب أكتوبر فهو من يجب أن نتعامل معه في هذه الذكرى حتى ندرك كم أن أكتوبر في ضميرنا الوطني ليس بالأوسمة لقادة رحلوا، بل لقائد أخطأ بعد حرب أصاب فيها وبذل خلالها ما بذله قادة معركتنا العظام. أقولها اقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين دخل مكة فاتحا بنصر من عند الله فغفر وعفا وقال لصناديد الكفر الذين حاربوه وقتلوا المسلمين 'اذهبوا فأنتم الطلقاء' أؤكدها، وليس بعد النبي قدوة تماثله، لكن حذواً بالإمام علي كرَّم الله وجهه حين صلى على قتلى المسلمين من جيشه ومن جيش الصحابة الذين حاربوه وقاتلوه في موقعة الجمل وفي حرب صفين أكررها، انتصارا لقيم الإسلام عند معاوية رضي الله عنه حين عفا وأكرم قادة جيش الحسن بن علي الذين حاربوه وقاتلوه وقتلوا رجاله، فقد طلب من قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه وعن والده، أنصار رسول الله، أن ينضمّ إلى دولته وسلطته رغم الدم المراق بينهما.

    مليونيرات الاخوان لا يكترثون بفقراء المصريين

    لقد عشت طويلا ومرت بمصر أزمات وحروب، لكن لم يحدث قط أن بلغت الأسعار هذه الأرقام الخرافية.. وأحمد الله أنني أعيش وحدي، وأكتفي بطعام عصفور في إفطاري وغدائي، ولا أتعشى إلا بكوب صغير من الزبادي، تلك كانت إعترافات محمود سالم في الدستور في مستهل هجومه على مرسي والجماعة التي تدعمه :إن سيادة الرئيس محمد مرسي وشلة الاخوان الذين قفزوا إلى كراسي الحكم لم يشعروا ولن يشعروا بارتفاع أسعار الأكل، فهم يتقاضون مرتبات ضخمة وبعضهم يقف في صف المليونيرات بل البليونيرات، خيرت الشاطر مثلا، والناس تتصور أن هؤلاء سيتدخلون لإنقاذ الاقتصاد المتهاوي.. والحقيقة أنهم ينقذون ما يخصهم وفي الأغلب يضاعفون الأرباح. إنني أرى حول الرئيس مرسي وجوها سمحة ومبشرة.. لكن ناتج أعمالهم لا يبشر بالخير.
    إننا لا نريد خبراء وجهابذة، لكن نحتاج إلى وزراء فيهم البركة.. والبركة تأتي من رضا الله. إن من يرَ صور وزير الداخلية الوسيم المبتسم يظن أن هذا الرجل الواثق بنفسه يستطيع أن يفرض الأمن.. لكن الانفلات الأمني يزداد.. من يصدق أن في مصر المحروسة يتم سرقة البنوك وأماكن الصرافة والبيوت والمحلات فيها جهارا نهارا.. ولا يوجد شرطي واحد يتدخل.. والقليل الذي يجازف بالتصدي للعصابات يُقتل! والسياسة الخارجية مرتبكة.. وبعض الزيارات التي قام بها الرئيس مرسي ليس لها أثر إلا استهلاك العملة الصعبة. والناس تتعجب وتمصمص الشفاه وهم يرون موكب الرئيس ذاهباً وآيباً فيتوقف المرور في العاصمة وغيرها لمرور موكب الرئيس.. وقد كنا نتصور أن الموكب الرئاسي الفخم الضخم انتهى زمنه.. لقد اصطاد بعض الصحف العربية قول الرئيس مرسي بأن أسعار المانجة انخفضت، وامتلأت صفحات 'فيسبوك' بالتريقة على هذا التصريح، وقالت إحداها.. 'كان على الرئيس أن يتحدث عن (منجانية) التعليم وليس عن أسعار المانجة'حتى القوة الناعمة التي بنت لمصر مكانتها في العالم العربي تساقطت وتضاءل إنتاجها'.



    -------------------

    رؤية رجل الدولة التي افتقدناها في حوار الرئيس مرسي
    د. حسن عبد ربه المصري
    2012-10-05



    إختلف التوقع كثيراً بعد متابعة حديث الرئيس محمد مرسي مع التلفزيون المصري، ومن ثم تضاءل الأمل وخَفُت الحماس عند الغالبية لأنه أي الرئيس لم يتحدث عن خطة أو برنامج للنهضة أو حتى عن جدول زمني لمتابعة التطوير الجزئي لبرنامجه الإنتخابي وفق منهج شعبي لمحاسبة المقصرين في حق الشعب.
    وأزعم أن مطالبة بعض الأنصار والمؤيدين، على إمتداد الاسابيع الماضية منذ آلت إليه المسؤولية في 30 حزيران الماضي بضرورة منح 'أول رئيس مصري منتخب' الفرصة الكافية للتعرف على 'الإحتياجات وترتيب الألويات' أصبح غير ذي جدوى، لأن الرئيس قلب' الحسبة العددية ' للمائة يوم الأولى من حكمه إلى 'حسبة نوعية' قد لا يتفق إثنان على مفردات تشكيلها مما يجعلنا نستعد لسماع إقتراح مدها إلى مائتين لكي تؤتي بثمارها.
    توقعت الغالبية أن يأتي الحديث مباشراً من عقل وتفكير الرئيس إلى عقولهم وتفكيرهم، ولكنه بُث اليهم مسجلاً .. وتوقعوا أن يجري الحوار حول ما يتحدث به الناس في شواع العاصمة ومدن الوطن الكبرى وفي داخل القرى والنجوع، ولكنهم إكتشفوا من البداية أن أسئلة الحوار لا تمت لما انتظروه بصلة.
    كلاهما ظهر حافظاً لما سيدلي به، المحاور والرئيس ..
    كلاهما أسلم صوته وصورته لعملية المونتاج، التي أعقبت التسجيل ..
    كلاهما ساهم في مضاعفة المسافة الفاصلة بين الرئيس وشعبه، فلا الاسئلة كانت في العمق ولا الإجابات جاءت شافية ..
    لم نسمع من الرئيس رؤية مستقبلية واضحة ومحددة، حول:
    أولاً .. مشروع النهضة التي إرتكزت عليه حملته الإنتخابية بعد أن آل إليه بالميراث من خيرت الشاطر .. كيف سيوضع موضع التنفيذ؟ كيف ستشارك فيه القوى الشعبية؟ هل سيُترك الإستثمار فيه لأصحاب رأس المال من كوادر جماعة الاخوان المسلمين؟ أم سيفتح الباب لرأس المال الوطني ان يساهم فيه على مستوى الخبرة والتمويل؟ ما هي المجالات التي سيهتم بها على المستوى الصناعي والزراعي والإنتاجي؟.
    كنا نتوقع أن يزيل الرئيس بكلمات قاطعة هالات الغموض التي أحاطت بالمشروع على أثر التصريحات التي جرت على لسان العديد من المتحدثين بأسم الجماعة من عينة:
    أن المشروع سيطرح على الشعب لكي يقول رأيه فيه.
    أن المشروع في دور التشكيل والبلورة.
    أن المشروع سيأخذ دوره في اولويات الإهتمام الرئاسي في الوقت المناسب.
    لا بد من إعادة تأهيل البنية التحتية لمصر لكي تتناسب مع إحتياجات المشروع.
    ويضيق الحيز عن أن نشير للعديد من هذه الأقاويل التي تركت صدمة وحسرة في نفوس الغالبية ممن توقعوا الخير العميم لمصر في ضوء ما لهجت به الألسن دعاية وترويجاً لهذا المشروع طوال أشهر الحملة الإنتخابية الرئاسية.
    ثانيا .. مستقبل تطوير الخدمة التعليمية بكل مشتملات منظومتها، لم يشر الرئيس إلى خطة أو مشــــروع برنامج احــيل للمختصين لدراسته .. لم يشر إلى خطوط عريضة تُحدد ملامح مستقبل ملايين الدارسين المنخرطين في دور التعليم من بداية السلم إلى أعلاه .. لم يتعرض حتى لخطة تطوير تغطي الثلاث سنوات القادمة، تقوم على تنويع النسق التعليمي الذي يوفر للسوق المحلية إحتياجاتها من اليد العاملة.
    كل ما ركز عليه الرئيس وكرره أكثر من مرة هو ما توفره الدولة لميزانية التعليم وما تقدمه القطاعات الأخرى في العام المالي الحالي، وإحتياجات الميزانية في العام القادم دون أن يحدد بشكل قريب من الواقع من أين ستأتي حكومة البلاد بهذه الزيادة المطلوبة، وهي بمليارات الجنيهات؟.
    ثالثاً .. مستقبل تحسين الخدمة العلاجية التي يعاني من تدهورها القطاع الأكبر من المواطنين الذين صوتت الغالبية العظمى منهم له في المرتين الأولى والثانية، بالرغم من أنه أشار في أكثر من مؤتمر جماهيري عقدته حملته الانتخابية على مستوى محافظات الوطن إلى فساد سياسات النظام السابق في هذا الميدان، وإلى ضرورة أن توفر الدولة للمواطن المصري البسيط وأسرته سبل العلاج المدعوم.
    وكنا نتوقع منه كبداية أن يبشرنا بنقل تجربة جماعة الإخوان المسلمين في هذا القطاع إلى المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية وأن يعدنا بضخ بعض إستثمارات 'الرأسماليين من كوادرها' لتشغيل ما يسمى 'بالعيادات الشعبية' التي تقوم على خدمة المحتاجين للعلاج والرعاية بأقل نفقات وأن يعلن تكليفه لوزارة الصحة أن تُفعل رقابتها للمستشفيات التابعة لها بحيث يتوفر لمن يترددون عليها الحد المعقول من الخدمة التي هم في حاجة ماسة إليها والتي طالما إنتقدها هو على وجه التحديد خلال عضويته لمجلس الشعب في دورة عام 2005.
    رابعاً .. وخامساً .. وسادساً .. الخ ..
    لم يكن هناك حوار مثمر حول العشوائيات التي يقال ان سكانها بلغوا نحو 15 مليون نسمة، سواء منهم من هو ملتصق بعاصمة البلاد أو قريب من مدن الجمهورية الكبرى أو يستوطن الفضاء البيئي لعدد من محافظاتها.
    ولا كان هناك حوار حول المزارع المصري ومشاكله التي تتنوع من توزيع المياه ونوعية المحاصيل وسلفياته من البنوك وتسعيرة الحاصلات والتأمين المجدي على انتاجه الزراعي والحيواني، وحاجته الماسة إلى العون الإجتماعي .
    ولم نسمع حواراً حول الأمور الحياتية للمواطن المصري الذي يعاني الأمرين من إحتياجات ليست بخافية لا على الرئيس ولا على طاقم مستشاريه ولا أعضاء وزارته.
    أسعار حاجياته التي ترتفع كل صباح
    مستلزمات أسرته التي تختفي من الأسواق
    الأمن والأمان الذي أصبح لا يستشعره إلا فيما ندر
    تلال القمامة التى تضر ابلغ الضرر بصحة الشعب بكل فئاته
    انسداد فرص العمل، بسبب توقف المراكز عن الإنتاج وتراجع حجم الاستثمار فيما هم جديد وواعد
    تدني الأجور والعوائد المادية
    تضاعف أزمة الأسكان
    الأعطال التي يعاني منها بسبب الإضرابات والإعتصامات
    القلق الذي يسود يومه وليله بسبب التظاهرات
    فقدان الثقة في حلول فورية عاجلة او تدريجية متأنية لما يعيش فيه من ضبابية سياسية وإجتماعية طال أمدها
    تلاشي قدرته على الصبر
    تآكل إمكانياته على مواجهة الغد
    لم يكن هناك حوار ..
    ولم نسمع عن نية تشكيل لجنة أو لجان لتبادل الرأي وتدارس الحلول العاجلة ومتوسطة الأجل للمشاكل 'المُستَنزفة لطاقات المجتمع' والتي يكتفي من يتصدرون الصفوف اليوم بالإشارة إليها كـ'إرث' تركه خلفه النظام السابق بعد أن نهب خيرات البلاد على إمتداد الثلاثين عاما دون أن يُجهدوا أنفسهم 'وهم الأمناء على الثورة' في إيجاد حلول غير تقليدية لها ..
    سيقول البعض أن مثل هذه الإنتقادات تعكس تسرعا في الحكم على الأشياء.
    وسيرى البعض الآخر أنها تشاؤمية أكثر مما يجب ..
    وسيميل فريق ثالث إلى تصنيفها ضمن خانة (الناقمون) على التيار السياسي الإسلامي بعامة وجماعة الإخوان المسلمين خاصة.
    وربما تفتح الباب على مصراعيه لفريق رابع وخامس وسادس .. الخ .. لكي يصفها بأنها لم تر سوى نصف الكوب الفارغ.
    والحقيقة غير ذلك تماماً ..
    فعلى قدر إحترامنا للظروف الداخلية والخارجية التي أحاطت بفوز الرئيس محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية في أول إنتخابات شعبية نزيهه وشفافية، فإننا عبرنا كما فعل غيرنا عن شعور الغالبية العظمى من المصريين الذين اصبح رئيساً لهم سواء الذين إختاروه أو الذين لم يختاروه.
    وعلى قدر معرفتنا بحجم العبء الذي على كاهله وثقل المسؤولية التي تسلمها، جاء عرضنا لإبعاد وإطار النظرة الشاملة التي كانت هذه الغالبية تتوقع ان تتعرف عليها وهي تستمع إلى الرئيس في حواره الأول مع تلفزيون الدولة.
    وعلى قدر متابعتنا اللصيقة لكلمات الرئيس محمد مرسي الجماهيرية منذ منتصف ايارالماضي وحتى تسلمه المسؤولية، وكذا خطاباته الرسمية بدءاً من يوم 30 حزيران، على قدر ما كنا ننتظر مع جموع الشعب أن يأتي حواره التلفزيوني هذا معبراً عن وضع أولويات عملية لمشكلات المواطن الرئيسية ومن ثم إستنباط خطط ومقترحات ليست إعتيادية لحلها، وتكليفات محددة للجهات التنفيذية للبدء فوراً في القيام بها، وتشكيل للجان شعبية مستقلة للمتابعة ولتقصي الحقائق بحيث تكون حكماً عدلاً بين الطرفين الجهاز التنفيذي والمواطنين، وتعُهد مُلزم بمحاسبة الفريق الرئاسي ومجلس الوزراء إن لم يعملوا كمجموعة واحدة متعاونة من أجل تنفيذ أجندة هذه الاولويات وتلك الخطط والإلتزام ببرامجها الزمنية.
    إننا لا نتعجل الأمور ..
    ولكننا ننظر إليها من نفس المنظار الذي أكد ان صندوق الإنتخاب أتى بالمرشح محمد مرسي رئيساً للجمورية لكي يحقق أهداف الثورة ..
    ونتساءل ..
    إذا كان أملنا قد خاب هذه المرة فهل ينبلج عن تحقيقه صبح قريب؟.

    ' استشاري اعلامي مقيم في بريطانيا


    ----------------

    مقالات


    آخر عمود

    الاعتراف بالجريمة العظمي

    06/10/2012 09:46:17 م




    [email protected] - بقلم :- إبراهـيم سـعده


    إبراهـيم سـعده



    أصدر الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية قراراً جمهورياً بمنح اسم الرئيس الراحل محمد أنور السادات قلادة النيل العظمي ووسام نجمة الشرف، تقديراً لقراره التاريخي في حرب أكتوبر وحضر جمال السادات. وهو القرار الذي قوبل بترحيب كبير من معظم القوي السياسية بما فيها العديد من القوي التي كانت تعارض سياساته وتهاجمه في حياته، وحتي بعد رحيله في أبشع جريمة اغتيال قام بها قتلة الجماعة الإسلامية في يوم 6أكتوبر1981، وتتضاعف بشاعة ودناءة الجريمة عندما حددوا يوم تنفيذها في ذكري يوم نصر أكتوبر 1973 (..)
    أعجبني ما قرأته أمس بلسان القيادي بالجماعة الإسلامية: السيد/ ناجح إبراهيم الذي أكد أن :[الرئيس الراحل محمد أنور السادات ظُلم، ولم يكن يستحق هذه النهاية المؤلمة]. وأضاف قائلاً إن [الجماعة تناست حسنات السادات].
    ولا بأس من أن الاعتراف بالخطأ من القيادي جاء متأخراً 31 عاماً، مادام السيد/ ناجح إبراهيم أضاف إليه تفسيراً لهذا "الخطأ" ـ علي حد تعبيره ـ ولهذه "الجريمة الإرهابية البشعة".. كما نصفها، والعالم كله معنا. فالقيادي في "الجماعة" ـ المسئولة عن اغتيال: بطل الحرب والسلام ـ يُذكّر "جماعته" بأنه عندما تولي السادات الحكم ـ وجد مصر محطمة. ومهزومة. والبنية التحتية مدمرة. وسيناء محتلة. وكل موارد الدولة موجهة للمجهود الحربي إلي جانب تفوق إسرائيل علي مصر في التسلح. وسماء مصر مفتوحة للطيران الإسرائيلي! ورغم هذه الحقائق كلها، وغيرها.. إلاّ أن الجماعة الإسلامية ـ نقلاً حرفياً عن ناجح إبراهيم ـ : [كانوا يريدون رئيسا كـ:عمر بن الخطاب (..). ولا يمكن أن نعتبر أن أي رئيس يحكم البلاد هو "ابن الخطاب". وهذا ما يتكرر ـ الآن ـ مع الرئيس محمد مرسي، حيث نرتكب معه نفس أخطائنا مع "السادات".. وعلينا أن نقتنع بأن عمر بن الخطاب لم ، ولن، يظهر في زماننا].
    ومن حق ناجح إبراهيم أن يقول ما قاله. تماماً كحق أي مصري أن يوافقه علي رأيه أو يعارضه فيه. لكن المذهل أن نسمع، ونري، من يعطي لنفسه الحق في التطاول علي بطل حربنا وسلامنا ـ الراحل العظيم أنور السادات ـ وينهال عليه بالبذاءة والاتهامات واصفاً قرار الرئيس محمد مرسي بتكريم السادات بأنه : "عار علي المصريين ورئيسهم"!
    وأكثر ما أثار اشمئزازي من هذه الوقاحة والصفاقة أن صاحبها ليس مصرياً، وإنما ـ للأسف الشديد ـ يحمل الهوية الفلسطينية، ويعرفه البعض "شاعرا" ـ علي طريقة: "راجعون.. راجعون" ـ وللأسف الأشد أن بعض وسائل الإعلام المصري تنشر أشعاره التي أزعم أنني لم أقرأ له بيتا واحداً من أي قصيدة من قصائده التي يتعيش من نظمها، وبيعها لناشريها.
    .. ما قاله هذا الفلسطيني ـ ضد بطل حربنا وسلامنا، ورفضاً لتكريم الرئيس المصري له بمنح اسمه أعلي وسام مصري ـ سأضطر مرغماً للتعليق عليه غداً.


    ----------------

    نهار



    06/10/2012 07:42:04 م




    [email protected] - بقلم : عبله الروىنى‮ ‬


    عبله الروىنى‮ ‬



    ازدراء الأديان جريمة،‮ ‬وتقطيع الكتب السماوية جريمة،والإساءة لعقائد الآخرين جريمة،‮ ‬لكن عندما يقوم‮ (‬ابو الإسلام‮) ‬بتقطيع الأنجيل في قلب ميدان التحرير،‮ ‬ويعود الي بيته سالما،‮ ‬ينام وسط أهله وأولادة مطمئنا،‮ ‬بينما يتم إيداع طفلين صغيرين الأحداث بمدينة بني سويف،‮ ‬بسبب قيامهما بتقطيع المصحف،‮ ‬الطفل مينا ناجي فرج‮ ( ‬9‮ ‬سنوات‮) ‬والطفل نبيل ناجي رزق‮ (‬10‮ ‬سنوات‮).. ‬نكون أمام واقعة ظلم وتمييز،‮ ‬ونكون أمام عنف وقسوة،‮ ‬وإنتهاك للقانون أيضا‮..‬
    واستغاثة أخري موجعة،‮ ‬من كميل كمال،‮ ‬ألقي القبض علي أبنه بيشوي‮ (‬مدرس‮) ‬بتهمه ازدراء الدين الأسلامي علي صفحتة‮ (‬بالفيسبوك‮)‬،‮ ‬وصدر الحكم بحبسه‮ ‬6‮ ‬سنوات‮ (‬3‮ ‬سنوات لازدراء الأديان،‮ ‬وسنتان لإهانة رئيس الجمهورية،‮ ‬وسنه لإزعاج المدعي‮)! ‬وعندما قدم الأب مايثبت اختراق صفحة ابنه،‮ ‬وقيام صديق للأبن بدس المكتوب فيها،‮ ‬كان رد وكيل النيابة‮ (‬مش مهم،‮ ‬الاثنين مسيحين،‮ ‬واحد يخلص ويسد‮)!!‬
    العقوبة علي الفيسبوك ايضا ظلم،‮ ‬فكل شيء مباح دون قدرة علي تحديد المسئولية،‮ ‬والعقوبة علي الأطفال تتجاوز الرحمة والإنسانية،‮ ‬تتجاوز الأديان نفسها،‮ ‬والعقوبة علي ازدراء الأديان بحاجة الي مراجعة قانونية،‮ ‬بحاجة الي العدل والأنصاف والرحمة،‮ ‬والله أرحم الراحمين‮.‬


    ---------------


    بـ‮ .. ‬حرية‮!‬

    التار ولا العار

    06/10/2012 07:58:00 م




    [email protected] - بقلم : محمد عبدالحافظ


    محمد عبدالحافظ



    لم تكن حرب السادس من أكتوبر،‮ ‬لاستعادة الأرض المحتلة فقط،‮ ‬ولكن كانت لاستعادة الكرامة التي سحقتها النكسة،‮ ‬ولاستعادة الأمل الذي فقده كل المصريين بعد هزيمة‮ ‬67‭.‬
    استرد المصريون عزتهم،‮ ‬بأيديهم وعزيمتهم،‮ ‬واصرارهم،‮ ‬وعبقريتهم وبسالتهم،‮ ‬في هذا اليوم المجيد الذي سيظل يتذكره العالم كله بكل احترام وتبجيل للشعب الذي هزم إسرائيل التي كانت لا تقهر،‮ ‬ولولا تدخل أمريكا وقتها ما كانت القدس أسيرة حتي الآن‮.‬
    أيد الله المصريين،‮ ‬ونصرهم علي أعدائهم،‮ ‬وألهمهم القوة والعزيمة ويسر لهم العبور‮. ‬ليحققوا المعجزة‮.‬
    رحم الله أنور السادات صاحب القرار الشجاع بالحرب،‮ ‬وصاحب القرار الشجاع بالسلام ونحن منتصرون‮.. ‬ولولا السادات ما استطعنا ان نرفع رؤوسنا،‮ ‬فلقد أدار الدفة بكل حكمة واقتدار ورجاحة عقل،‮ ‬ولولا القتلة الذين اغتالوه لكانت مصر الآن في حال أفضل‮.. ‬وحسنا فعل الرئيس مرسي بتكريم السادات ورئيس أركان حربه سعد الشاذلي بمنح اسميهما قلادة النيل،‮ ‬ليرد لهما بعضا مما يستحقانه‮.‬
    ويبقي أن يؤكد الرئيس هذا التكريم بالحفاظ علي سيناء الغالية،‮ ‬ويعمل علي انمائها،‮ ‬وتطويرها،‮ ‬وحمايتها،‮ ‬وسد منافذ التخريب فيها‮!‬
    سيناء هي رمز النصر الأعظم للمصريين،‮ ‬رواها الشهداء بدمائهم ونحن نبخل عليها بعرقنا‮.‬
    وكل سنة وكل المصريين بخير،‮ ‬ونحن من نصر لنصر بإذن الله

                  

10-08-2012, 04:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    .3.3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





    مرسي يتعهد بإعادة مائة مليار جنيه من شركات كويتية ومصرية من مخلفات حكومة مبارك
    حسنين كروم
    2012-10-07



    القاهرة - 'القدس العربي'


    أبرز ما في صحف مصر يومي السبت والأحد، كان زيارة الرئيس محمد مرسي الى مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، وعدم قيامه بزيارة مدينة رفح حيث مشكلة الأسر القبطية، وتركيز الصحف الحزبية والمستقلة على هذا، وعلى أنه ذهب إلى العريش بحراسة عشرة آلاف جندي شرطة بالإضافة للحرس الجمهوري ومائة عربة مدرعة.
    وواصلت الصحف الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر وكررت نفس ما كانت تنشره في الأعوام السابقة دون أي إضافة، باستثناء ما أخبرنا به زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب عمرو سليم في 'الشروق' أمس بأنه كان في زيارة لمسؤول إعلامي، فوجده قد أزال السورة القرآنية المعلقة على الحائط، ووضع بدلا منها عبارة، اللي يتجوز أمي، أقوله يا مرسي، وأنه سمع صديقه الإعلامي يتحدث في الهاتف مع الرئيس ويقول له: بس غريبة فعلا يا دكتور مرسي انك ما بتعرفش تسوق طيارة مع ان أغنية النسر المصري شق السما متفصلة على سعادتك بالمللي.
    وأشارت الصحف الى الاتفاق داخل حزب النور السلفي على حل الأزمة داخله واستمرار عماد عبدالغفور رئيساً وإعادة الانتخابات يوم الخميس القادم، وقال الشيخ ياسر برهامي النائب الثاني لجمعية الدعوة السلفية التي خرج منها الحزب، ان خلافات الحزب تشبه خلافات الصحابة، لكنها انتهت سلمياً، بعكس خلافات الصحابة التي أدت إلى الحروب، أي انهم بطريق غير مباشر افضل من الصحابة، كما قال برهامي ان لديه قائمة بأسماء قيادات الإخوان المسلمين الذين قابلوا أحمد شفيق، وواصلت الصحف نشر أنباء الغدة النكافية وتفشيها بين التلاميذ وأخبار الحج، واستيراد لحوم لزوم عيد الأضحى. وإلى بعض مما عندنا:

    الرئيس والاخوان يحتفلون
    بالستاد بانتصارات اكتوبر

    والى مرسي وخطابه الذي ألقاه بمناسبة ذكرى انتصارات حرب أكتوب،. وكان واضحاً ان الاحتفال قامت جماعة الإخوان بتنظيمه، لأنه كان في استاد ناصر الذي سماه السادات استاد القاهرة بينما كان المفروض ان يوجه كلمة للشعب عبر التليفزيون والإذاعة، ودخل ارض الستاد في سيارة مكشوفة طافت به وهو يحيي الحاضرين الذين توزعت عليهم الهتافات التي يدركها كل من له خبرة في العمل الحزبي، وكان واضحا ان هذا الاعداد هو محاولة لوقف استمرار هبوط شعبية الإخوان والرئيس خاصة مع تزايد الهجمات من فشل تعهده بحل خمسة مشاكل في المائة يوم الأولى من حكمه، وانتقاد رحلاته في الخارج وتزايد المشاكل وسياساته في الاقتراض، وما نشرته 'الوفد' عن بدلات السفر التي يتقاضاها، هو ومرافقوه.
    وكان موفقاً في الرد على هذه النقطة، بأن نفى انه يتقاضى أي بدل، ولن يفعلها وأنه يسكن في شقة في التجمع الخامس، وسيخرج من الحكم وليس عنده ما هو اكثر منها، ولكنه لم يقترب من الهجمات على أولاده وذهابهم مع أقاربهم وأصدقائهم الى قصر المنتزه في الإسكندرية وكابينة مبارك وعبدالناصر - سابقا - وما نشرته 'الفجر' عن اصطحابهم أقاربهم وأصدقائهم الى استراحة الملك فاروق في القناطر الخيرية.

    المشاكل مع بعض الشركات
    الكويتية والمصرية والأجنبية

    أيضا فقد اعترف بأنه لم يحقق أهدافه الخمسة مائة في المائة، ولكنه حقق نسبة فوق الخمسين في المائة، في كل منها، وأخذ يعدد المشاكل الموجودة مع بعض الشركات الكويتية والمصرية والأجنبية التي أعطاها النظام السابق ميزات وأضاع حقوق الدولة وسكت عن مخالفاتها التي حققت من ورائها آلاف المليارات، وأن الدولة مصممة على استرداد ما لا يقل عن مائة مليار جنيه مع المحافظة على قانونية العقود، وفي الحقيقة فان كل الامثلة التي حددها، كانت في فترة مبارك قد صدرت ضدها أحكام قضائية وبدأت حكومة نظيف تتفاوض لحلها باسترداد أموال الدولة، وكان ذلك بأوامر من مبارك نفسه وذلك في إطار البحث عن موارد مالية للدولة.
    ومن يعود إلى التقارير المرسلة في السنوات الماضية سوف يجد عرضا وشرحاً وافياً لكل ذلك، أي أن هذا المورد الذي تحدث عنه الرئيس هو تقدير، يأتي أو لا يأتي، وحتى إذا جاء فلن يأتي الا على سنوات طوال، بعد التوقيع على الاتفاقيات المنظمة، أو اللجوء للتحكيم الدولي، وإمكان خسارته، المهم ان الوضع الاقتصادي من السوء بحيث لن تنفع فيه الأمنيات.
    وكما قلنا فانه سوف يكسر عظام الإخوان مهما فعلوا وقالوا، وبدأ رئيس الوزراء نفسه يؤكد أن حل المشاكل يحتاج الى عشرات السنين، ولابد من إلغاء الدعم.

    مجلة تحتفل بمرسي
    باعتباره بطل حرب اكتوبر

    والملفت انه في نفس اليوم بدأت مشاكل انقطاع التيار الكهربائي تعود، كما تعرض منزل أحد الأقباط في رفح إلى إطلاق النار على أحد شبابيكه، كما وقعت فضيحة مدوية وظريفة عندما نشرت مجلة 'العمل' التي يصدرها اتحاد نقابات العمال إعلانا مدفوع الأجر من نقابة العاملين بالبترول يهنىء الرئيس مرسي بذكرى انتصار أكتوبر، باعتباره هو بطل الحرب، والمسخرة كانت في نفي رئيس النقابة انهم ارسلوا الإعلان بصيغته المنشورة وأن أحد المحررين هو الذي أخطأ ووضع اسم مرسي، بينما أكد الصحافيون انهم نشروا الإعلان كما جاءهم، وقام الإخوان في إطار الاحتفال بانتصارات أكتوبر بتنظيم موكب للجري قاده صديقنا عصام العريان وبعض قيادات الإخوان من العجائز بالإضافة إلى محافظ الجيزة الدكتور علي عبدالرحمن، وهو عجوز مثلنا، وشباب الإخوان، أخذوا يجرون من أمام جامعة القاهرة إلى الأهرامات لتشجيع السياحة ولفائدة الرياضة، وهي طريقة مبتكرة من المحظورة سابقاً والحاكمة حاليا للاحتفال لكن الذي يحيرني هو ما هي أسماء الحبوب التي تقاضاها هؤلاء المرضى العواجيز ومكنتهم من الجري من جامعة القاهرة الى 'الأهرام' وهي مسافة لا نقل عن خمسة عشر كيلو مترا.

    هجوم على الرئيس من طوب الارض

    والى المعارك الدائرة حول الرئيس، معه وضده، حيث قال عنه زميلنا وصديقنا العزيز بـ'الأخبار' عبدالنبي عبدالباري، يوم الأربعاء، في بروازه اليومي - ع الماشي - بصفحة - قلب مصر' -كلمة حق يجب أن تقال إنصافاً للرجل الذي تربع على عرش مصر بصندوق الانتخابات الذي نحترم إرادته فبرغم اعتراضي على بعض ممارسات جماعته التسلطية المقلقة، إلا أني أتساءل كيف يمكن للرئيس مرسي أن يتفرغ لمهامه الثقيلة في ظل الهجوم اليومي عليه من طوب الأرض وكل من هب ودب متجاهلين أنه لم يمض على توليه المسؤولية سوى شهور قليلة، وفي ظروف بالغة القسوة والصعوبة، إن العدالة تقتضي يا سادة أن نعطيه الفرصة كاملة ونؤازره بصدق وإخلاص وأن يكون كل منا خلفه مناصره وحليفه ثم نحاسبه في نهاية فترته الرئاسية بقدر ما حققه من إنجازات أسعدت شعبه أو إخفاقات ضاعفت من معاناته وتجريفه بدلا من الإصرار ظلماً على إحباطه وتكسير مجاديفه'.

    استخدام علاقة الرئيس بالله لتعزيز سلطته

    لكن هذا الكلام لم يعجب زميلنا في 'التحرير' وائل عبدالفتاح الذي سارع بالقول في نفس اليوم مهاجماً الرئيس بسبب ما اعتبره تجارة بالإيمان، قال عن فشل برنامج المائة يوم لحل المشاكل الخمسة: 'لم يحقق منها إلا الإفراط في كل ما ينتمي إلى عملية تسويق شخصي لرئيس مؤمن جديد، السادات كان أول رئيس يستخدم علاقته بالله في صناعة شعبية يواجه بها عبدالناصر المعتمر على كاريزما أبطال التحرر من الاستعمار، المرسي يسير على نفس الطريق مستخدماً هذه المرة فكرة صدامات القادم من عالم مختلف الى عالم الأضواء الرئاسية، فتخرج الافيهات الناتجة عن هذه الصدامات وسط مصمصة المعارضين له 'كسفتنا والله' وصيحات إعجاب فرق التشجيع وانظروا الى عفويته وتلقائيته، وعليه طول الوقت أن يعلي من سيطرة هذه الجماعة في نفس الوقت الذي يخفي الجلابية بأزرار الجاكت المدني. إنجازات مرسي في المائة يوم لا تتعدى انتصاراته في الصراع على السلطة مع المجلس العسكري، بعيدا عن الجدل حول ما إذا كان انتصاراً فعلاً أو تغطية على صفقة الخروج الآمن للعسكر الذي ارتكبوا جرائم كبرى في المرحلة الانتقالية ولم يحاسبهم أحد'.

    مطالبة الرئيس بعدم اصطحاب
    كاميرا التليفزيون أثناء الصلاة

    وفي اليوم التالي - الخميس - قام زميلنا بـ'الأخبار' ورئيس تحرير 'أخبار اليوم' السابق السيد النجار بمخاطبة الرئيس قائلا: 'سيادة الرئيس رجاء إصدار قرار فورا بعدم مرافقة كاميرا التليفزيون أثناء الصلاة، الشعب المصري يعي تماماً إنه اختار رئيساً مؤمناً نقياً ورعاً يخاف الله، وليس غريباً أن يكون محافظاً على الصلوات الخمس في مواقيتها، وحريصاً على التواصل مع شعبه من حوله في المسجد بعد كل صلاة، صلاة الجمعة تحديداً، ولكن ما معنى ان تنقل كاميرا التليفزيون أداء الرئيس لمناسك صلاته وخشوعه لله، ما معنى أن تصبح صلاة الرئيس موضوعاً تتقول به الألسنة ويتندر به البعض خاصة مع زيادة عدد رجال الأمن حول الرئيس أثناء الصلاة، إن الصلاة ليست فرضاً على جدول الأعمال ولكنها عبادة ما بين الإنسان وربه، وكلما كانت بعيدة عن طقوس احتفالية كانت نسكاً لله وحده، سيادة الرئيس صلاتك لربك وليست لشعبك'.

    ابن مرسي يخاطبه من السعودية:
    إن لأسرتك عليك حقاً يا سيادة الرئيس

    وبعد مغادرتي 'الأخبار'، وقبل ان أصل إلى 'المصري اليوم' سمعت صوت موسيقى لفرقة بلدية وصوت مطرب شعبي يخلط بين أغاني سيد درويش وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ، ولما اقتربت اكثر اكتشفت انه زميلنا وصديقنا حمدي رزق، يصيح: 'في 'تغريدته' الفيسبوكية قطع أسامة ابن الرئيس مرسي نياط قلبي وقلوب العذارى، قلب علينا المواجع وصار قلبي ينزف، أسامة يفتقد والده بشدة يخاطبه على البعد من السعودية، إن لأسرتك عليك حقاً يا سيادة الرئيس- الأسرة الصغيرة، أسرة أبو أحمد والأسرة الكبيرة 'مصر' أسرة أبو أحمد برضه، ترجع بالسلامة من البعثة الرئاسية يا أبو أحمد وسالمة يا سلامة، الريس راجع بالسلامة.
    أنا مشتاق وعندي لوعة ولكن مثلي لا يذاع له سر، أنت فين يا والدي باعتبار الريس والدنا كلنا ولنا فيه ما لأسامة وأكثر ووحشتنا قد أسامة وأكثر. فين أيامك يا ريس، فين لياليك، فين أراضيك، فين خطبك في التحرير وفتحة الصدر دون القميص الواقي، الشباب على قهوة 'خلف' في المنيل يسألوني عنك يا نور عيوني إنت فين والحب فين، ولا ليلة ولا يوم أنا دقت النوم أيام بعدك، حقاً من نيويورك لأنقرة.
    خدلك هدنة ريح العضمتين، السن له أحكام، فك الشنط وشوف حال البلد، مصر بحطة أيديك لا نظافة ولا مرور ولا سولار، غرقانة في المانجة، وحشتني أنا وأسامة، والكفر نفر نفر، نبات على ذكراك، ذكريات حكمك يا ريس ما أنسهاش هي أيامي اللي قلبي فيها عاش 100 يوم فيها أحلامي قلتها وحققتها لي فيها أحلامي لسة أنا ما قلتهاش، ياريس عد لأهلك وناسك، الريس مرسي بيقلد عبدالحليم، سواح وماشي في البلاد سواح صحيح اللي انكتب على الجبين لازم تشوفه العين، المصيبة مكتوب على جبين الرئيس.
    علمت من أحد مستشاري الرئيس أن أول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية سيزور القاهرة في طريقه لتأدية مناسك الحج وسيقضي ليلة في مسقط رأسه في الشرقية قبل أن يطير ثانية طائر النهضة محلقاً'.

    كثرة تردد أبناء مرسي
    مع أقاربهم على استراحة الملك فاروق

    والملاحظ أن حمدي تلقى دعماً مباشراً وصريحا في حكاية أولاد الرئيس في الصفحة الثانية من جريدة 'الفجر' الاسبوعية المستقلة في باب - أسرار الأسبوع - إذ قالت: 'لم يكن يعرف الملك فاروق يوماً أن استراحته الموجودة بالقناطر الخيرية ستصبح مرتعاً لأولاد أول رئيس إخواني يحكم مصر، ولكن ذلك ما حدث، ويبدو أن أولاد الرئيس مرسي يعيشون حالة من الفزع والانبهار الذي يجعلهم لا يتركون شيئاً إلا ويستمتعون به، لكن ما حدث الآن أصبح يشكل عبئاً وازعاجاً لوزارة الداخلية التي عليها تأمين الرئيس وعائلته وحاشيته كالمعتاد طبعاً، وفي أروقة وزارة الداخلية يقال إن ذلك جعل مدير شرطة المسطحات المائية يتحدث مع وزير الداخلية بشأن تواجد أبناء مرسي مصطحبين أقاربهم ليلاً نهاراً في استراحة الملك فاروق في القناطر الخيرية. وكما أكد مصدر بالوزارة فإن أبناء الرئيس يتخدون من الاستراحة مرتعاً لهم ولأبناء عمومتهم وأبناء خالتهم يومياً وبشكل مستمر مما يحمل أعباء زائدة على شرطة المسطحات المائية وهو ما يترتب عليه ارتفاع أعداد الخدمة التي تقوم بتأمين الاستراحة من ضباط وأمناء وأفراد وزيادة عدد سيارات الشرطة بالإضافة لقوات الحرس الجمهوري'.

    ذكرى جمال عبدالناصر
    الاكثر شعبية في مصر

    أما آخر من ساهم في هذا اليوم الكبيس بالنسبة للرئيس فكان زميلنا في 'الأهرام' محمود معوض الذي قال: 'في يوم الجمعة الماضي الموافق 28 سبتمبر 'ايلول' تحل ذكرى خالد الذكر جمال عبدالناصر الذي شعر الشعب بالفجيعة في موته فخرج عن بكرة أبيه في مشهد أسطوري أعتقد أنه لن يتكرر في التاريخ المعاصر، وإذا كانت الخيارات في التاريخ هي المقياس لمعرفة حجم وقيمة الزعامة الشعبية وتأثيرها الشخصي على الجنس البشري، فإن موكب جنازة عبدالناصر كان أصدق تعبير ليس عن شعبية الرئيس وإنما عن حب وعشق الشعب لرئيسه المحبوب الذي كرس حياته من أجله حتى اللحظة التي مات فيها، وحتى لا تختلط الأوراق عند كتابة مسودة التاريخ فإن المرء يحتاج إلى إلغاء عقله قبل أن يحاول انكار الرصيد الديمقراطي الضخم الذي وضعه محمد مرسي في بنك المستقبل لحساب الحرية السياسية، لكنه حتى الآن ليس له رصيد يذكر في بنك العدالة الاجتماعية الذي ظل حتى تاريخه بنكاً احتكارياً ناصرياً بامتياز في ظله ذاق الشعب المصري ولأول مرة في تاريخه طعم العدالة الاجتماعية على يد جمال عبدالناصر، منذ نصف قرن وتحديداً في مساء يوم الاثنين الموافق 4 ديسمبر عام 1962 قال جمال عبدالناصر رداً على الانتقادات الموجهة للثورة في الاجتماعات العلنية للجنة التحضيرية لمؤتمر الاتحاد الاشتراكي برئاسة أنور السادات وفيما يمكن تسميته بالدروس التاريخية قال جمال عبدالناصر عندما تطرق الحوار إلى ما يمكن تسميته بـ'الظلم السياسي' فرضت قضية الإخوان المسلمين نفسها على لسان جمال عبدالناصر الذي قال: نحن لم نظلم، نتكلم إذن على المفتوح، حاكمنا الإخوان المسلمين لماذا؟ هل حاكمناهم إفتراء، أم لأنه كان يوجد جيش مسلح ليستخدم للانقضاض على هذا الشعب، ألم يحدث هذا في سنة 1954؟ هل بدأنا بالعدوان؟ هل تركناهم في السجون أم خرجوا من السجون وأكثرهم أفرج عنه قبل أن تنتهي مدة العقوبة وأكثرهم كانوا في وظائف وفصلوا، وضع لهم قانون خاص لكي يعودوا الى وظائفهم، هذا هو العدل الذي كنا نتبعه ونسير عليه، لم نقل أبداً أن هذه فرصة ليبقوا في السجن وأمامهم عشر سنوات أو خمس عشرة سنة فنتخلص منهم، أنا لا أريد أن أتخلص من أي شخص في هذا البلد، أريد أن أجمع كل أبناء هذا البلد وقد خرج منهم بعد سنتين وثلاث وأربع عدد كبير جدا من الذين هداهم الله وأرجو أن يهديهم الله'.
    والمناقشات التي يشير إليها معوض، كانت على الهواء مباشرة عبر الإذاعة والتليفزيون.

    الخلافة وبيعة الإخوان وبيعة القبور

    وإلى الإخوان المسلمين، المحظورة سابقاً والحاكمة حالياً والقضايا التي تثيرها، وهي كثيرة ومتنوعة، وجديدة على المصريين الذين يفاجأون كل يوم بما يدهشهم من أفاعيل وأفانين الجماعة، ومنها حكاية البيعة والخلافة، فبالنسبة للبيعة قال زميلنا الإخواني هاني المكاوي يوم الثلاثاء في 'الحرية والعدالة' عن إعلان أربعة أحزاب وقوى ناصرية التوحد يوم الجمعة في ضريح خالد الذكر في ذكرى وفاته وقال ساخراً منهم: 'لعل ما حدث يذكرنا بالمصطلح الذي روج له الناصريون والعلمانيون وهو مصطلح 'بيعة المقابر' اذي ظهر في أعقاب تولي الاستاذ مصطفى مشهور المرشد العام للإخوان المسلمين الاسبق - رحمه الله - عام 1996 مهام منصبه بعد وفاة المرشد السابق له الاستاذ محمد حامد أبو النصر يرحمه الله، وقد اخترع الصحفيون الناصريون والعلمانيون هذا المصطلح عندما بويع الاستاذ مصطفى مشهور - يرحمه الله - عند قبر الأستاذ مصطفى مشهور وبذلك اكتسب منصبه ومهمته من 'بيعة القبور'، ورغم مخالفة هذا الادعاء للائحة الإخوان التي تؤكد انتخاب المرشد العام ومكتب الارشاد، لقد تجاهل هؤلاء انعقاد مجلس الشورى المخول باختيار أو ترشيح اسم المرشد، وتجاهلوا كذلك الاجراءات الأخرى التي تنعقد بعد موافقة مجلس الشورى نظرا لأن منصب المرشد العام يخص إخوان العالم كله وليس المصريين وحدهم وحتى بفرض 'بيعة المقابر' لو استخدمنا مصطلحهم فقد كان الظرف آنذاك عصيباً، فقد شهد عام 1995 محاكمات عسكرية للعشرات من قيادات الإخوان، ولذلك كان من الطبيعي أن يعلن المستشار مأمون الهضيبي بعد الفراغ من دفن جثمان الأستاذ أبو النصر أمام الحضور ان المرشد الجديد هو الاستاذ مصطفى مشهور سعياً وراء الحفاظ على كيان الجماعة.
    وبدلا من وقوف معشر الصحافيين الناصريين والعلمانيين وراء حق الجماعة في تنظيم انتخاباتها أو الاعتراض على الاضطهاد الذي تتعرض له في مواجهة طغيان نظام مبارك كانت عادتهم دائما هي الوقوف في معسكر الحاكم المستبد فاخترعوا مصطلح 'بيعة المقابر' لتخويف الرأي العام من الإخوان، ويأتي اليوم وتستخدم المصلح 'بيعة القبور' ولكن على الطريقة الناصرية التي تكرس فيها 'الفرد' حيث تبايع أربعة أحزاب ناصرية الزعيم الراحل على التوحد من أجل عبدالناصر ولو أفلحوا لتوحدوا من أجل مصر، فبعد ثورة 25 يناير انتهى تقديس الأفراد وأصبحت البيعة لله ثم الوطن'.

    القسم بالسمع والطاعة

    وبمناسبة البيعة فقد نشرت جريدة 'المسلمون' الاسبوعية المستقلة في عددها يوم الاثنين تحقيقا عنها أعدته زميلتنا ناهد النبراوي، جاء فيه: 'يؤكد د. محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الإخوان المسلمين أن القسم بالسمع والطاعة مبدأ عند الإخوان المسلمين يؤديه كل عضو يلتحق بهذه الجماعة بل ويؤديه كل عضو بلغ منصباً كبيرا حيث يقسم على انه يسمع ويطيع لرأس الجماعة على أساس أن الأمور تؤخذ بمبدأ الشورى، وهذا مبدأ إسلامي أصيل.
    وفيما يتعلق بالقسم الذي أداه الرئيس الحالي الدكتور محمد مرسي بوصفه عضوا بجماعة الإخوان المسلمين، أنه بمجرد أن تم انتخاب د. مرسي فقد حللته الجماعة من القسم وأنه يجب علينا الآن نحن الجماعة كمواطنين أن نطيع رئيس الجمهورية في المعروف لأننا في النهاية مواطنون مصريون من شعب مصر.

    مخاوف من تسلل المخابرات
    الأجنبية للدولة بسبب بيعة المرشد

    وهكذا يلجأ هاني الى نفس عادة الإخوان التي لن يتخلوا عنها أبدا، وهي الجرأة في الكذب - وأقولها آسفاً - لأن الناصريين ومنظمات حقوق الإنسان وكل القوى والأحزاب، كانت تدافع عن الإخوان المسلمين، بل ومتحالفة معهم في هذه الفترة التي يتحدث عنها وما سبقتها، ولم يحدث أبداً ما يدعيه عليهم، وهو يخلط هنا بين جماعته وبين الجماعات الإسلامية خاصة الجماعة الإسلامية، والجهاد - بسبب اشتعال العمليات الإرهابية وقتها وصدامهم مع النظام فقد كان الجميع بمن فيهم الإخوان ضد الإرهاب - بالإضافة إلى أنه لا يوجد تنظيم أو حزب في مصر يعرف ما يسمى البيعة، لا بيعة قبول ولا بيعة كازينوهات ومنتزهات، لكن الأمر الخطير هو ذكره الحقيقة المرعبة في تكوين هؤلاء الناس، وهو ان مرشد الجماعة يشارك في اختياره الإخوان في دول العالم كله، والإخوان في مصر بمن فيهم رئيس الجمهورية يعطون البيعة له، وقد لاحظنا انه عند ترشح محمد مرسي للرئاسة أعفاه المرشد العام الدكتور محمد بديع من بيعته له، ومن الممكن أن يكون الإعفاء على طريقة كده وكده قدام الناس، أما الأخطر فهو امكانية ان يكون المرشد غير مصري، أي مسلما تركيا أو ماليزيا أو أمريكيا، ويعطي له إخوان مصر البيعة، بالإضافة الى ان حكاية عالمية انتخاب المرشد لن تكون بعيدة عن أجهزة مخابرات عالمية عديدة، فلمن يكون ولاء الإخوان هنا؟

    لا يوجد ما يسمى بيعة أو قسم
    أو ولاء لأي فرد آخر سوى الإمام

    وبدأ د. محمود مزروعة الاستاذ بجامعة الأزهر حديثه بأن التاريخ الإسلامي لا يذكر شيئاً عن مبدأ أو قسم اسمه السمع والطاعة، إنما هناك بيعة لإمام المسلمين، وذلك عندما بايع المسلمون أبا بكر رضي الله عنه وقتما اختاروه في سقيفة بني ساعدة باحثين عمن يخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن المبايعة لعامة الناس وتكون البيعة على السمع والطاعة للإمام طالما يطبق شرع الله في خلقه ولا تكون هذه البيعة إلا لإمام المسلمين، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 'من أعطى صفحة يده لإمام المسلمين فلا يعطي بيعة أخرى، ومن خرج على إمام المسلمين ينازعه الخلافة بعد المبايعة فاضربوا عنقه'، وهذا معناه أنه لا يجوز لمسلم أن يحدث فتنة بين المسلمين ولا يشق عصا الطاعة حيث لا يوجد سمع ولا طاعة ولا بيعة إلا لخليفة المسلمين، لا يوجد ما يسمى بيعة أو قسم أو ولاء لأي فرد آخر سوى الإمام أو الخليفة حيث لا بيعة لمرشد الإخوان ولا لأي قاض ولا لرئيس الوزراء ولا لوزير. إن قسم الولاء والطاعة عند الإخوان ليس شرعياً لأن هذا القسم لم يكن لخليفة المسلمين ولإمامهم حيث ان الإمارة لا تتجزأ فلا توجد بيعة أو قسم أو طاعة لفرد على أنه لجماعة أو لحزب، ثم تعاد المبايعة الى رئيس الجمهورية بالسمع والطاعة، فهذه تجزئة للمبايعة يرفضها الإسلام ولا تجوز شرعاً وبالتالي فإن البيعة أو القسم على السمع والطاعة في جماعة الإخوان للمرشد العام على أساس انه رئيس لهذه الجماعة وأنه يجب الامتثال لأوامره ونواهيه، وهذا مبدأ لا يتم الاعتراف به على المستوى الشخصي والعام من بقية المواطنين. إن القسم بالولاء والطاعة عند الإخوان المسلمين انطلق من أنهم تكلموا عن البيعة لأنفسهم ولمرشدهم على أساس انهم كانوا يفسقون أو يكفرون الناس والمجتمع وكانوا ينظرون الى رئيس الدولة والوزراء والمسؤولين على أنهم ليسوا ملتزمين بطاعة الله ورسوله، وليسوا على دين الله الصريح، وأنهم مبتدعة، ولهذا كانوا ينظرون لأنفسهم على أنهم الأمة المسلمة وينظرون الى مرشدهم بأنه الخليفة الذي يلتزم بشرع الله وسنة رسوله ومن ثم كانت مبايعتهم له أو القسم على السمع والطاعة على انه الإمام الأول كما كانوا يرون حسن البنا ومن خلفه من مرشدي الإخوان المسلمين ويطلقون عليهم كلمة الإمام'.

    من هو خليفة المسلمين؟

    هذا ما جاء في تحقيق 'المسلمون'، وكلنا يذكر تصريح المرشد العام للإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع الذي قال فيه، بعد فوز مرسي ان تحقيق حلم البنا في الخلافة العظمى بدأ يتحقق، وكررها الكثير من الإخوان دون أن نعرف من خليفة المسلمين، مرشد الجماعة في مصر، أم غيره من دولة أخرى، من تركيا مثلا خاصة وأن حزب العدالة والتنمية الحاكم إخوان مسلمون، ومرسي حضر مؤتمر الحزب الرابع، لذلك صاح يوم الثلاثاء زميلنا في 'الحرية والعدالة' محمد جمال عرفة هاتفاً بعد أن بكى من شدة تأثره بالمشهد واسترجاع التاريخ: 'بصرف النظر عن أن الفيلم التركي 'السلطان الفاتح' المدبلج بالعربية والمعروض حاليا في السينما وقع في أخطاء فنية واستراتجية أضعفت تناوله لقضية فتح المسلمين للقسطنطينية عام 1453 على يد الأترك العثمانيين في عهد السلطان محمد الثاني 'الفاتح' بعد احتلال الامبراطورية البيزنطية لها، فالأهم هو مغزى هذه الخطوة بانتاج فيلم يسرد حقبة تاريخية مضيئة من التاريخ الإسلامي بالتزامن مع عقد المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية التركي الذي رفع شعار 'نسير على خطى أجدادنا الفاتحين مثل السلطان محمد الفاتح'، وبالتزمن مع صعود الإسلاميين في دول الربيع العربي خصوصا مصر ومشاركة الرئيس مرسي لهم هذه الفرحة، أنه يأتي في توقيت مناسب للنهضة التي تشهدها تركيا وبدأت في مصر وباقي دول الربيع العربي تسير على خطاها لاستعادة التاريخ الإسلامي الناصع، تاريخ الفتوحات العلمية والانجازات واعتبار صحف غربية الرئيس مرسي نموذجاًَ لهذه القيادات التاريخية التي ستغير وجه المنطقة'.

    جيوش الخلافة الضائعة

    إييه، إييه، وهكذا ذكرنا عرفة بالذي كان ياما كان عندما وقفت جيوش العثمانيين على أبواب مدينة فيينا، بعد ان كان متوقعا ان تكمل زحفها إلى باقي أوروبا، وبما أن تركيا أصبحت عضوا في حلف الأطلنطي، فإن جيوش الخلافة عليها أن تزحف على سورية لتحررها من الصليبيين، وعلى رأسها الجيش المصري، لكن الغريب في الأمر ان مستشارة الرئيس الإخوانية الدكتورة أميمة كامل سخرت من حكاية الخلافة في حديث نشرته لها مجلة 'نصف الدنيا' يوم السبت قبل الماضي وأجرته معها زميلتنا هبة محمد باشا:
    وسألتها: وماذا عن الدعاوى التي نسمعها لإحياء الدولة الثيوقراطية، ذات الخلافة الإسلامية؟
    فقالت بالنص: 'الخلافة الإسلامية كانت في فترة زمنية وانتهت، فالعالم الآن لا يتحمل هذه الفكرة مطلقاً'.

    الفتاوى حول الوديعة والزكاة

    وإلى الفتاوى من 'اللواء الإسلامي' والتي يشرف عليها زميلنا عبدالعزيز عبدالحليم، وفي باب اسألوا فضيلة المفتي، الدكتور علي جمعة، ارسل إليه المواطن حسين محمود من القاهرة يسأله:
    أودعت منذ سنتين مبلغا من المال قيمته أحد عشر الف جنيه مصري ببنك فيصل الإسلامي على ان يصرف لي العائد عن هذا المبلغ كل ثلاثة شهور وهذا العائد يدخل في نفقة الحياة اليومية الضرورية لأن دخلي لا يفي هذه النفقات الضرورية، فهل أنا ملتزم بأداء زكاة المال عن المبلغ المودع بالبنك خلال هاتين السنتين وما قيمتها عن كل سنة؟
    فرد عليه المفتي قائلا: الزكاة فريضة وركن من أركان الإسلام الخمسة تجب في حال المسلم متى بلغ النصاب المقرر شرعا وحال عليه الحول، وكان خالياً من الدين فائضاً عن حوائج المزكي الأصلية وحاجة من تلزمه نفقته والنصاب الشرعي هو ما قيمته 85 غراما من الذهب عيار 21 بالسعر السائد وقت إخراج الزكاة، وعلى ذلك وفي واقعة السؤال فإنه يجب على السائل أن يخرج الزكاة على رأس المال جميعه ولا زكاة على العائد ما دام انه يصرفه أول بأول في نفقات حياته وتكون الزكاة على السنتين اللتين لم يزل فيهما، حتى تبرأ ذمته أمام الله تعالى وقيمة الزكاة ربع العشر أي 2.5' ومما ذكر بعلم الجواب'.
    لكن المهم هنا ان السائل لم يوضح ان كانت الفائدة التي يعطيها له بنك فيصل ثابتة، وتصبح والعياذ بالله ربا أم أنها متغيرة، كما ان المفتي لم يعالج هذه القضية.
    وإذا كانت الفائدة أقل من ربع العشر، فان دفعـــــها عن المبــــلغ المودع سيؤدي بالتدرج الى تبديده، أم لا، ولن يجد الرجل ما يصرفه على ضروريات أسرته بعد مدة، وبالتالي هل كان على المفــــتي ان يحــدد مبلغا تطبق علـــيه الزكــــاة، حتى لا يتعرض أمثال هذا الرجل الى ذلك المـــأزق، أم لا؟ هذه مسألة تحتاج إلى رأي


    -------------------

    تأجيل قضية اتهام علاء وجمال مبارك بالتربح من البورصة
    اقوال شاهد الاثبات الاول اشارت الى تبرئتهما

    2012-10-07




    القاهرة ـ أ ش أ: قررت محكمة جنايات جنوب القاهرة برئاسة المستشار رضا شوكت تأجيل محاكمة نجلي الرئيس السابق حسني مبارك جمال وعلاء و 7 متهمين آخرين في قضية مخالفات بيع البنك الوطني المصري إلى جلسة (الثلاثاء)..
    وجاء قرار التأجيل لاستكمال سماع أقوال شاهد الإثبات الأول ماهر أحمد صلاح الدين محمد (رئيس الإدارة المركزية لشكاوى المتعاملين بالهيئة العامة للرقابة المالية) وسماع شهادة الشاهد الثاني.. كما تضمن قرار المحكمة التنبيه على الشاهد الأول بإعداد تقرير مفصل حول علاقة جمال مبارك بالأموال التي آلت إليه وساهمت في عمليات البورصة من عمله..
    وتم إدخال المتهمين جميعا قفص الاتهام , وتبين للمحكمة أثناء إثبات الحضور, تغيب أحد المتهمين (أحمد فتحي حسين - مخلى سبيله أثناء التحقيقات) غير أن دفاعه الدكتور حسنين عبيد المحامي برر ذلك بوجود عذر طبي , مشيرا إلى أن موكله يعاني من أمراض عدة حالت بينه وبين حضور الجلسة, وقدم للمحكمة شهادات طبية تفيد ذلك, وقررت المحكمة ضمها لمحضر جلسة اليوم.
    وسأل المستشار رضا شوكت هيئة الدفاع عن المتهمين حول الطلبات التي سبق لهم وأن قرروها بالجلسة السابقة, مشيرا إلى ورود كتاب الإدارة المركزية للشئون القانونية بالبنك المركزي المصري بشأن ضم بعض المستندات وقررت المحكمة ضمه للجلسة, فيما طلب الدفاع أجلا للاطلاع عليه.
    وأشار الدفاع إلى وجود مستندات أخرى مطلوبة من هيئة الرقابة الإدارية تتعلق بالقضية, وطلب إلى المحكمة أن تستصدرها, بدعوى أن الرقابة الإدارية رفضت محنهم هذه الشهادات إلا عن طريق مكاتبات رسمية من المحكمة.
    واستمعت المحكمة في أعقاب ذلك إلى أقوال شاهد الإثبات الأول ماهر أحمد صلاح الدين محمد (رئيس الإدارة المركزية لشكاوى المتعاملين بالهيئة العامة للرقابة المالية) والذي قال إنه كان يترأس اللجنة المنتدبة من النيابة العامة لفحص التصرفات التي تمت بين شركات (هيرمس) وشركات القطاع العام وصناديق البنوك وأصول الدولة.


    جاءت' أقوال شاهد الإثبات أمام المحكمة' تشيرإلى براءة لجمال مبارك،' بعد أن قامت المحكمة بتوجيه العديد من الأسئلة الي الشاهد،' أكد فيها إجابته علي أسئلة المحكمة،' وأن جمال مبارك لم يشارك في عمليات البورصة،' باسمه ولكنه عضو مجلس إدارة الشركه،' التي حصلت علي أرباح صفقات البورصه،' و لم نقل أنه تربح من الصندوق إطلاقا و عمليات الشراء،' لم تكن لحساب جمال مبارك و لا نستطيع حساب الربح له بمفرده،' و لكنه تقاضي الأموال التي جاءت من شركته بصفه غير قانونيه،'' وهي أموال حسن الأداء لشركه هيرميس و أن الشركه التي هو مساهم بها لها 50 ' و له النصف تقريبا و التقرير لم ينسب لجمال أي مخالفه و لكن نسب له ما تحصل عليه من أموال ، في الوقت الذي كشف الاشاهد عن شبكة المصالح التي أقامها المتهمون من اجل الاستحواذ على أسهم البنك الوطني 'شهد بأنه ترأس اللجنة المنتدبة من النيابة العامة لفحص التصرفات التي تمت بين شركات E.F.G هيرمس وشركات القطاع العام وصناديق البنوك وأصول الدولة،' حيث تبين للجنة وجود مخالفات شابت صفقة بيع البنك الوطني المصري ( الذي يساهم فيه بنوك قطاع عام ) تمثلت في أن المتهمين الأول والثاني عضو مجلس إدارة البنك،' رغبا في بيع الأسهم التي يمتلكونها بالبنك وعددها 2.5 مليون سهم تقريبا بسعر مرتفع ، بسبب فشل صفقة بيع البنك للشركة المصرية العربية الدولية.
    وأضاف الشاهد أن أسعار السوق آنذاك لا تحقق لهم هذا الهدف،' وأن سبيل تحقيقه هو بيع البنك كاملا لأحد الكيانات القوية فكان لابد من اتفاق مجموعة مرتبطة تكون حصة حاكمة تمكنهم من تحقيق هذا الهدف،' فكانت شركتي هيرمس القابضة والنعيم كبري الشركات المالية ملاذهما لتنفيذ غايتهما ، ونظرا لكون المتهمين الأول والثاني تربطهما علاقة بالمتهم الثالث وهناك علاقات تجارية مشتركة بينهم في عدد من الشركات التي تعمل في مجال البترول فضلا عن امتلاك شركة نايل أنفستمنتز (احدي شركات شركة النعيم القابضة) لحوالي 1.850.000 سهم من أسهم البنك،' فاتفق المتهمون من الأول إلي الرابع علي بيع البنك،' لمستثمر استراتيجي وبدأ في تنفيذ ذلك المخطط باستحواذ صندوق حورس (2) علي نسبة 9.9 من أسهم البنك الوطني بشراء 7.845.000 سهم وتم ضم المتهمين الثالث والرابع لعضوية مجلس إدارة البنك ممثل لصندوق حورس (2) والثاني لشركة نايل أنفستمنتز،' وضم المتهم الرابع ممثلا لشركة نايل أنفستمنتز،' وإقصاء رئيس مجلس إدارة البنك والعضو المنتدب آنذاك.


    وأشار الشاهد إلى أن المتهم الأول تولى رئاسة مجلس الإدارة،' حال كون المتهمين الثامن والتاسع أعضاء بالمجلس، فأتيحت لهم بصفتهم معرفة بيانها كافة المعلومات المتعلقة بالمركز المالي للبنك،' والتي من خلالها تمكنوا من مقارنة القيمة الحقيقية للسهم،' بالقيمة السوقية المتداول' وقت الشراء،' وأيقنوا تحقيق أرباحا هائلة لهم ولشركاتهم، من خلال تجميع أكبر قدر من الأسهم بشكل احترافي متتابع بينهم،' لعدم شعور السوق بهذا التجميع حتى يتمكنوا من الحصول علي سهم البنك بأقل الأسعار،' دون زيادة رغم إن السهم في ذلك التوقيت لم يكن له جاذبية في السوق،' لوجود أسهم أخري أكثر نشاطا ومضاعفة للربحية،' وبقصد إبعاد المتعاملين بالبورصة عن شراء أسهم البنك، بالتأكيد علي عدم وجود حدث جوهري وعدم الإفصاح عن المعلومة الجوهرية المتمثلة في اتفاقهم علي بيع البنك،' ووجود مستثمر لديه شهيه قوية لتملكه .


    ' كما تبين من الفحص أن قيام شركة هيرمس بشراء كميات كبيرة من أسهم البنك لم يكن لمجرد تحليل سهم البنك أو من قبيل المغامرة أو المضاربة علي سهم بالبورصة، وإنما بغرض اتخاذ قرار بيع البنك والحصول علي أكبر ربحية نتيجة بيعه لمستثمر استراتيجي،' ولم يتم إظهار الروابط بينهم والتي لو ظهرت لتم اعتبارهم شخصا واحدا طبقا للقانون،' وقد تبين أن اتجاه إدارة البنك الممثلة لكبار المساهمين،' هو بيع البنك بشكل يحقق أقصي ربح ممكن للمجموعة المرتبطة وهم كل من المتهمين الأول والثاني ومجموعتي النعيم وهيرمس كمساهمين وأعضاء مجلس ادارة
    ' وأوضح الشاهد أنه في ظل وجود المتهمين الثامن والتاسع،' أصبحوا يكونون أغلبية مجلس ادارة البنك وقوة تصويتية بالجمعية العامة كمساهمين لهم،' سيطرة مباشرة وغير مباشرة على معظم أسهم البنك،' واتفاقهم جميعا علي هدف بيع البنك،' مما ينطبق عليه وصف المجموعة المرتبطة عملا بقانوني سوق المال والبنك المركزين' وقد بدأ تنفيذ خطة بيع البنك منذ مارس 2006 بتجميع حصة حاكمة للمجموعة المرتبطة،' حيث كانت الأسعار منخفضة،' ثم ضم المتهمين الثالث والرابع لعضوية مجلس الادارة ثم توقيع اتفاق بتاريخ17/12/2006 بين كبار المساهمين ومجموعة هيرمس والنعيم،' للترويج لبيع أسهم البنك،' ثم استكمال خطة البيع حتى اتمام الصفقة وتحقيق ارباح هائلة لصالح المجموعة المرتبطة ولم يتم النشر أو الافصاح، إلا بعد سيطرة المجموعة المرتبطة.
    ' وقبل إصدار المحكمة قرارها برفع الجلسة وجهت كلمة إلى الصحفيين والإعلاميين، وه أن ما جاء في أقوال الشاهد هو يدل علي ربح جمال مبارك بصفته رئيس مجلس إدارة الشركة،' وليس بسبب عمليات البورصة،'وهذا ماينتفي مع الأوراق المقدمة الينا من النيابة العامة،' ولذلك نطالب كل الصحفيين والأعلاميين بتوخي الحظر فيما ينشر بوسائل الإعلام حتي لايتأثر الرأي العام ولاتقفوا للمتهمين موقف مناصرة لحين الأنتهاء من المحاكمة والقضاء يقول كلمته الأخيرة حتي لا تسقط قيمة العدل.

                  

10-09-2012, 05:12 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)


    الإخوان ينسبون مشروعات حسني مبارك لهم..

    ويعودون لمشروع جمال مبارك لبيع ممتلكات الدولة
    حسنين كروم


    2012-10-0


    القاهرة - 'القدس العربي'


    لا جديد في أخبار وموضوعات الصحف المصرية امس الاثنين ، إذ واصلت استعادة أحداث وذكريات بطولات الجيش في حرب السادس من أكتوبر، دون أن يكون فيها أي جديد، غير التذكير بالذكرى العاطرة لهذه الحرب وتضحيات ضباطنا وجنودنا البواسل وكذلك تضحيات الشعب.
    ونشرت الصحف عن اعتراف رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل لعدد من السياسيين بأن الوضع الاقتصادي خطير، وأن الفساد منتشر، كما واصل الأطباء إضرابهم، وتعرض الرئيس مرسي إلى هجمات ضارية بسبب خطابه وتأكيده تحقيق نسب نجاح لا بأس بها في برنامج المائة يوم باستثناء جريدة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' التي كان عنوانها - العبور الثالث انطلاقة نهضة ـ بينما أخبرنا زميلنا والرسام الموهوب بـ'الأخبار' مصطفى حسين، بأنه بلغه من مصدر موثوق جداً، بأن الرئيس كان مع المتحدث باسم رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر علي، وقال له وهو في حالة صعبة:
    - يا ياسر يا بني ما تكتب طلب يدونا 100 يوم تانيين ومستعدين أي رسوم مطلوبة.
    أيضا توالت الإضرابات والمظاهرات الفئوية.
    وإلى قليل من كثير عندنا:

    انتصار اكتوبر العظيم
    واضاعته مصريا

    والى الموضوع الاكثر سخونة وهو حرب اكتوبر ومحاولة سرقة ثمارها، فقد تمت سرقة نتائجها بعد أن تحول السادات - عليه رحمة الله - ونظامه إلى فتح أبواب مصر لأكبر عملية نهب منظم لثرواتها، امام الطبقة الجديدة والمستثمرين الأجانب، بدلا من إعادة بناء مصر واقتصادها، مثلما فعلت المانيا واليابان رغم ما تعرضتا له من دمار هائل، وهي نفس السياسة التي سار عليها مبارك وأشد سوءا، ومثلما ضاعت ثورة يناير، واختطفها الإخوان والسلفيون، ويريدون احلال تجارهم الذين انتابتهم هوجة سعار رهيبة لوراثة رجال أعمال مبارك وابنه أو مشاركتهم او الحصول على قسم من الاقتصاد باستغلال السلطة السياسية، وهذا هو الجديد الذي لا بد من التركيز عليه ومتابعته بدقة، والجديد الذي كنا نتوقعه عن الحرب هو إعادة التحقيق في كيفية حدوث ثغرة الدفرسوار وبدء عبور قوات شارون قناة السويس في الرابع عشر من أكتوبر مع بدء الهجوم المضاد الإسرائيلي، وتطويقه مدينة السويس ومحاصرة الجيش الثالث، والوصول الى مسافة تبعد عن القاهرة مائة وواحد كيلو متر، وحرمان الجيش الثالث شرق القناة من أي حماية جوية بعد قيام الدبابات الإسرائيلية التي عبرت بتدمير قواعد صواريخ سام 322، التي كانت تحمي الجيش الثالث من أي غارات جوية، ومسؤولية السادات عن نقل الفرقة المدرعة التي كانت موجودة غرب القناة والمخصصة لمنع أي اختراق إسرائيلي للقناة، وما هي، وهو القرار الذي اتخذه لقيام الفرقة بالعبور وشن هجوم مموه باتجاه منطقة المضايق وخرجت دباباتها عن حماية الصواريخ في الضفة الغربية وأصبحت هدفا سهلا للطائرات الإسرائيلية، وبرر السادات ذلك بأنه لتخفيف الضغط على سورية حسب طلب الرئيس حافظ الأسد، بينما عارضه الفريق سعد الشاذلي رئيس الأركان وآخرون، وأيده قائد الجيش الفريق إسماعيل، وهذه هي القضية المطلوب تشكيل لجنة عسكرية سياسية لبحثها مثلما شكل الإسرائيليون لجنة 'اجرافات' للتحقيق في تعرض الجيش الإسرائيلي للمفاجأة.

    رأسمالية الإخوان
    والشركات القابضة الجديدة

    ونبدأ بالمحاولات المحمومة التي يقوم بها تجار الإخوان للسيطرة بأي شكل وطريقة على جانب من اقتصاد البلاد، سواء كان مملوكاً للدولة، أو مشاركة مع رجال الأعمال الموجودين، او استخدام سلطة الدولة لتكوين مجموعة من رجال أعمالهم، وقد نشرت 'الأهرام' يوم الاثنين قبل الماضي في صفحة - مال وأعمال - تحقيقاً جاء فيه: 'قيام جمعية نهضة وتعدين بطرح فكرة إنشاء شركة قابضة للصناعات التعدينية تهدف بالأساس إلى مشاركة أكبر عدد من الشعب المصري في هذا المجال لما تحققه تلك الصناعات من عائد اقتصادي مجز لتصبح ثروات مصر لأهل مصر.
    مطالبة محافظ مرسى مطروح بسرعة طرح ملاحات بمنطقة منخفض القطارة فوراً للاستثمار حيث تتوافر بالمنطقة كميات هائلة من الملح الصخري والكافي لإنشاء أكثر من 580 ملاحة على تخصص تلك المشروعات للشباب بما يسهم في إعداد جيل جديد من صغار مستثمري القطاع التعديني وتوفير مئات من فرص العمل الجديدة وفورا.
    وصرح حمدي زاهر رئيس جمعية نهضة وتعدين بأن المؤتمر شهد العديد من النتائج والمبادرات، وبالنسبة للشركة القابضة حددت قائمة بـ80 مشروعاً تعدينيا تستهدف إقامتها خلال الفترة المقبلة وفور استكمال إجراءات تأسيس الشركة وشركاتها التابعة'.
    وما يجب أن يعلمه القارىء، هو أنه توجد شركة عامة قابضة، فما الداعي لإنشاء شركة قابضة أخرى إلا إذا كان هناك تخطيط من الإخوان للعودة إلى المشروع الذي أعده جمال مبارك ودفع وزير الاستثمار الاسبق محمود محيي الدين بطرحه وهو تحويل كل شركات القطاع العام إلى أسهم وتوزيعها على الشعب باسم الصكوك ويكون من حق كل صاحب صك أن يبيعه، وكان الهدف أن يبيع الشعب ما يملكه بإرادته في البورصة، أو السوق لمن هو قادر على تجميع ملايين الصكوك، بحيث تنتقل إليهم ملكية هذه المصانع والمؤسسات، وأحدث الاقتراح ردود أفعال عنيفة حتى من داخل النظام، ذلك أن كلا من رئيس مجلس الشعب المحبوس حاليا، الدكتور أحمد فتحي سرور وصديقنا المحبوس حاليا صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني وصديقنا وزير الاقتصاد الأسبق ورئيس اللجنة الاقتصادية بالحزب الوطني الدكتور مصطفى السعيد، وصديقنا الدكتور مفيد شهاب الدين وزير شؤون مجلسي الشعب والشورى، كل منهم أخبرني أنه فوجىء بالقرار، ولم يسبق أن تمت مناقشته معهم، وقال لي سرور، الله، ده أنا قيادة كبيرة في الحزب وما اعرفش، أما صفوت ومفيد فقد قال لي كل منهما، المشروع لن يمر، وهو ما حدث، خاصة أن المشير طنطاوي وزير الدفاع كان يقف بالمرصاد لرئيس الوزراء أحمد نظيف ومحمود محيي الدين بالذات، أي أن الإخوان يعيدون المحاولة عن طريق جمعية نهضة جديدة.

    جمعية 'ابدأ' تنضم لاتحاد
    الغرف التجارية واتحاد الصناعات

    ثم نتحول إلى 'التحرير' يوم الثلاثاء التي نشرت حديثا مع رجل الأعمال ورئيس جمعية رجال الأعمال المهندس حسين صبور أجرته معه زميلتانا الجميلتان بيسان كساب، وأميرة جاد، قال فيه عن الجمعية التي شكلها حسن مالك: 'الجمعية المصرية لتنمية الأعمال 'ابدأ' التي أسسها رجل الأعمال الإخواني حسن مالك، لاحظت مثلا في حفل الإعلان عن تأسيس الجمعية في أحد فنادق القاهرة الجديدة أن عدد الحضور من رجال الأعمال تجاوز الألف، ولعل ذلك بطبيعة الحال يرجع إلى اعتقاد رجال الأعمال إمكانية حصولهم على مميزات أو خدمات لكن لا يعني ذلك بالضرورة أن الجمعية ذات طابع سياسي، على الرغم من أنها أسست بعد فوز الإخوان المسلمين في الانتخابات التشريعية، فهذا مما لا أستطيع الجزم به أو تأكيده خصوصا أن تأسيسها لم يمض عليه سوى شهور، كما أني لست عضوا فيها ولكن في كل الأحوال لا توجد منافسة نهائياً مع جمعية 'ابدأ' ونحن 'في جمعية رجال الأعمال المصريين' نرحب بالتعاون معهم وتبادل الخبرات، فقائمة الجمعيات التي تعمل في خدمة رجال الأعمال طويلة للغاية، وتتسع لتشمل على سبيل المثال فقط لا الحصر اتحاد الغرف التجارية واتحاد الصناعات واتحادات المستثمرين ومستثمري المدن الجديدة والمصدرين أو جمعيات رجال الأعمال ورجال أعمال الإسكندرية وشباب الأعمال، هذه القائمة الطويلة لا تتضمن التنافس فيما بينها وجمعية رجال أعمال إسكندرية أطلقت الإصدار الأول من مؤشر 'إصلاح' لتطوير مناخ الأعمال المصري في العام 2009 ثم عادت وطرحت الإصدار الثاني عن العام الماضي بالتعاون مع جمعية رجال الأعمال المصريين، فلم يكن مطروحا على الأخيرة مثلا أن تنفرد بدلا من ذلك بإطلاق مؤشر آخر، كما أن جمعية رجال أعمال إسكندرية يعود لها الفضل في أفضل مجهود ونجاح في خدمة الصناعات الصغيرة والحرفيين منذ نحو ثلاثين سنة وقت تأسيسها في الإسكندرية'.

    الملامح الرئيسية لتطوير
    إقليم قناة السويس

    وكانت 'الشروق' قد نشرت يوم الأربعاء الماضي تصريحا لوزير الإسكان أدلى به لزميلينا أحمد عبدالحافظ وأميرة محمدين، قال فيه: 'كشف الدكتور طارق وفيق وزير الإسكان الملامح الرئيسية الخاصة بتطوير إقليم قناة السويس الذي ستتضمنه الوثيقة الأولى من المخطط الاستراتيجي القومي لمصر الذي يضم عددا من المشاريع تنتهي المرحلة الأولى في 2017. ووصف وفيق هذه اللحظات بأنها مثل لحظات العبور وتأميم القناة فيجب حشد وتعبئة الشعب المصري بالكامل خلف هذا المشروع'.
    وكنا قد أكدنا أكثر من مرة أن كل المشروعات التي يتحدثون عنها، أما كان قد تم البدء ببعضها قبل سقوط مبارك بسنوات وتعثرت أو فشلت، أو تمت الموافقة عليها مبدئياً، وفي نفس المدة، أي عام 2017 كما أعلنت حكومة الدكتور أحمد نظيف، التي تشكلت عام 2004 وسقطت مع اندلاع ثورة يناير، بل ان مشروع إنشاء انفاق أخرى تمر تحت قناة السويس، ليربط سيناء بالضفة الغربية، ليخفف الضغط عن النفق الوحيد، نفق الشهيد أحمد حمدي، وليكون أوسع منه، تم طرحه من جانب محافظ الإسماعيلية وقتها اللواء مراد موافي والمسؤولين في المحافظة على مبارك، وإنشاء منطقة صناعية على الضفة الشرقية في القنطرة شرق وهي امتداد للمحافظة، وعلى أن تكون فيها صناعات غذائية قائمة على المساحات التي تمت زراعتها، وقدم المشروع المجلس المحلي للمحافظة، عندما كان يرأسه صديقنا ورجل الأعمال ورئيس شركة المقاولون العرب الأسبق المهندس إسماعيل عثمان، وهو من خفيفي الظل المشهورين، وبعدها تم نقل اللواء موافي محافظا لشمال سيناء، ثم مديرا للمخابرات العامة، ولم يتم البدء في المشروع باستثناء قيام بعض المسؤولين في الحزب الوطني الحاكم بالاستيلاء على آلاف الأفدنة التي تم استصلاحها لتروى من مشروع ترعة السلام وهم أمام المحكمة الآن، وصدرت ضد بعضهم أحكام وتورط فيها وزير الزراعة الاسبق أمين أباظة، أما بالنسبة لمحافظة بورسعيد، فكل ما طلبته بسبب ضيق مساحتها توفير امتداد لها في سيناء في الضفة الشرقية لتتخطى حدود بورفؤاد المواجهة مباشرة للمدينة، ومنطقة رأس العش، التي دارت فيها أول معركة بعد هزيمة 67 مباشرة وتمكنت فيها قوات الصاعقة من تدمير الدبابات الإسرائيلية التي تقدمت لاحتلالها، وتمت الموافقة على الطلب وتم مد حدود المحافظة داخل سيناء، حتى منطقة بالوظة، التي كانت مقرا للقيادة الإسرائيلية في سيناء، وحدث هذا عام 2005 وهكذا بالنسبة لمشروع شمال غرب خليج السويس والسويس وشرق التفريعة في بورسعيد على البحر الأبيض، ووادي السيلكون في الإسماعيلية.

    الإخوان يسطون على
    ما هو موجود من انجازات

    أي أن الإخوان يقومون بالسطو على ما هو موجود أو مخطط له، حتى لو كان فاشلا ونسبته إليهم على أنه من مشروع النهضة رغم أن مخترعه خيرت الشاطر، أكد انه لا مشروع محدد، وأن المطلوب أن يتناقش الجميع حوله ويقترحوه، وأنه مشروع فكري حتى الآن.
    كل هذا لا يعنيني، لكن ما يهمني هنا هو تلك الجرأة المدهشة التي يقومون بها، وهي عدم الاكتفاء بالسطو على ما كان موجودا أيام مبارك ونسبته إليهم، وإنما بدأت تتلبسهم عقدة المشروع القومي الذي يلتف حوله الشعب المصري مثلما التف حول تأميم خالد الذكر جمال عبدالناصر وإنشاء السد العالي، وكان المشروع القومي هو عقدة مبارك، ولم تتوقف المناقشات طوال سنوات حكمه عن ضرورة العثور على مشروع قومي لتنفيذه وتعبئة الشعب حوله، وأصبح عدد كبير من مشاريعه قومية، موازيا للسد العالي وأهم منه لدرجة انه بعد انتهاء العمل من كل محطة لتوليد الكهرباء، تخرج التصريحات بأنها تكلفت أضعاف ما تكلفه السد العالي، وتنتج أضعاف ما أنتجه السد، وبعد الانتهاء من بناء عدة مساكن أو حي في مدينة، يقولون انه استخدمت فيه كمية من الاسمنت والأحجار والحديد أكثر مما تم استخدامه في السد، وهكذا دواليك.

    فضيحة موافقة مبارك
    على طمي النيل لعبور شارع

    ووصلت الأمور الى حد المسخرة، عندما وافق مبارك، على مشروع قدمه إليه وزير الإسكان المسجون حاليا بعدة تهم وهو محمد إبراهيم سليمان بردم أجزاء من نهر النيل في المنطقة من أمام الكورنيش في حي بولاق أبو العلا بالقاهرة المواجهة لوكالة البلح حتى مجرى العيون المواجهة للمنيل على الضفة الأخرى وإنشاء طريق آخر مواز للكورنيش تسلكه السيارات القادمة من شمال القاهرة الى جنوبها دون أن تمر في الكورنيش الحالي، ويخف الزحام امام فنادق هيلتون رمسيس وهيلتون النيل والكونتيننتال، والمريديان والفور سيزون، لأن أصحابها اشتكوا، وحدث ذلك من وراء ظهر رئيس الوزراء ووزير الري ومحافظ القاهرة وكل المسؤولين، رغم ان المشروع لم يكن سيؤدي إلى تضييق عرض النهر فقط، انما الى نهر في ضفة واطماء في الثانية، ورغم الفضيحة فقد وافقت الوزارة، بل وخرج وكيل وزارة للإسكان وقتها ليقول بالنص ان هذه اثار جانبية تشبه اثار السد العالي، لأنه أدى الى النهر بسبب قلة الطمي وسرعة جريان المياه وتمت معالجتها بتبطين الجوانب وأن المشروع مهم كالسد، ونتيجة لانكشاف الفضيحة تم التراجع عن المشروع، المهم ان نفس التشبيهات التي استخدمها وكيل الوزارة الاسبق يستخدمها الآن وزير الإسكان الحالي طارق وفيق، بأن لحظة اجتماع الوزراء لبحث المشروعات تشبه قرارين تاريخيين، وهما تأميم قناة السويس وحرب أكتوبر معا، أي أن الإخوان يسرقون أفكار مشروعات مبارك وبعضها فاشل، ليضعوا اسمهم عليها ويعتبرونها انجازا تاريخيا يتفوق على انجاز خالد الذكر بتأميم شركة قناة السويس وبناء السد العالي، منفردا، وعلى انجاز الرئيس الراحل أنور السادات بالعبور منفردا، لأن أهميته لا توازيها إلا حاصل جمع الانجازين معاً، بينما هم جمعوا بين عقدة السادات من جانب عبدالناصر - آسف، قصدي خالد الذكر، وبين عقدة مبارك من انجاز السادات، بأن أسند إلى نفسه سبب الانتصار بحكاية الضربة الجوية الأولى، أي باختصار يحتاج الإخوان، أما الى عيادة نفسية، أو البحث لهم عن مشروع قوي آخر، فماذا يكون يا ترى، يا هلترى؟

    معارك الاسلاميين
    وحرمة بيع جسد الإنسان

    وإلى إخواننا في التيار الإسلامي ومعاركهم ونبدأ من 'اللواء الإسلامي' وزميلنا رضا عكاشة الذي شن هجوما لا حدود لقسوته على الدكتورة منال الطيبي، ممثلة النوبة في اللجنة التأسيسية للدستور لأنها تجرأت وقدمت استقالتها منها، وفي هذا إحراج ما بعده إحراج لأصحابه الإخوان والسلفيين فقال عنها: 'مصيبة أن يوضع إنسان في غير محله ومصيبة أكبر أن يظن هذا ال######## أن الكون سوف يضيع بدونه، هذه المعاني جالت في ذهني وأنا أستمع الى النجمة الجديدة في سماء الحنجورية وهي منال الطيبي، طبيبة أو ناشطة حقوقية وقد كدت أكره مادة النون والشين والطاء، اختيرت عضوة في تأسيسية الدستور يعني واحدة من مائة شخصية نحتاج لرأسها لتضع دستور هذا الوطن، مؤكدا لاختيار كان خاطئا من الأول رغم تفهمي لمحاولات إرضاء زعامات بعض المغلولين! ولكن العجيب انها اكتشفت ان الدستور الذي أوشك على الانتهار سيىء لماذا ياهانم؟ لم أجد في ظاهر كلامها إلا سببين: الأول لأن الدستور سوف يبيح زواج الأطفال، والثاني اعتراضها على كلمة حذفت من نص اقترحته حول حرمة بيع جسد الإنسان، السبب الكامن الذي لاحظته في كلام الناشطة هو أنها تكره ريحة حاجة اسمها الدين وأنها تريد أن تكون من حيث تدري ولا تدري معول هدم لهذا الوطن لصالح من يدفعون أكثر نحو تأخر البلاد والعباد! نفس الحساسية من ثقافة وهوية وإسلام هذا الوطن، كأن كلمة دين عفريت يركب بعض هؤلاء الجهال، لهذا الوطن بدينه وطينه، كم دفن تحت أحذيته عدد لا بأس به من المأجورين والخونة وال########ين'.
    ورضا هو الذي طالب في نفس المكان بإضافة حد جديد إلى الحدود، وهو حد قطع اللسان، أي قطع لسان كل من يهاجم الدعاة وينشر الشائعات، لأنه اكتشف أن الحدود التي شرعها الله، وأمر بها رسوله عليه الصلاة والسلام، ناقصة، رغم ان اطلاق الشائعات أيام الرسول وقبل اكتمال نزول القرآن على الرسول كانت معروفة وطالت الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه، ومع ذلك لم يرد حد اسمه قطع اللسان، أي أن زميلنا الذي يوجه تهم الكفر ومحاربة الإسلام يمينا وشمالا يتهم الله والرسول بالسهو - واستغفرك اللهم، واغفر له لأنه لا يعلم بشرط أن يتوب توبة نصوحة.

    اتهام حكم عبدالناصر بإفساد العقل

    أما زميله الثاني وعلى شاكلته وهو زغلول عبدالحليم فقال بعد أن تظاهر بالبسملة والحوقلة وصرخ: 'لقد تسبب الاستبداد السياسي في إفساد العقل لا أقول خلال مدة الحكم العسكري للبلاد الذي امتد من قيام 'ثورة' يوليو 1952 وحتى 12 أغسطس 2012 فلا يرى كتاب تلكم الفترة إلا ما يملي عليهم أو ما يحاول كل منهم أن يقدمه للحاكم الإله الذي تربع على عرش البلاد، فأكثر فيها الفساد وكان كتاب الفترة الناصرية هم الذين أسسوا لكل الثقافات التي تدور على محور الثقافة الاشتراكية ورفض الدين ومحاولات إضعافه في النفوس وعلى التزويج للإلحاد، كانت خطوة إصدار كتاب 'فلسفة الثورة' خطوة رائدة تبعتها خطوات أخرى أكثر منها خطورة وأشد منها بأساً إشباع البطون وتحقيق الأهواء، كانت ظاهرة تستحق النظر في النظام الاستبدادي الناصري وهي وسيلة منحطة لبلوغ غاية أكثر انحطاطاً، أقول للحمقى والمغفلين أن يوم 12-8-2012 هو يوم من الأيام الخالدة في تاريخ الأمة يوم فريد عطية من الله سبحانه وتعالى لهذا الشعب الذي صبر على الفقر والجوع والمرض منذ آلاف السنين، يوم لا يمكن أن يسقط من ذاكرة الأمة، إن محاولات الترويج للإلحاد والزندقة قديمة رأيناها في كلام الحلاج وابن عربي والسهروردي والنظام ومن نحا نحوهم وسلك طريقهم من الأبالسة في كل أرجاء الأمة الإسلامية من شرقها إلى غربها'.

    أهم كتب سيد قطب والغزالي
    والخولي صدرت في عهد عبدالناصر

    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ما هذا المستوى في استخدام الشتائم والاتهامات، والجهل، نسي المسكين أن أهم كتب سيد قطب ومحمد الغزالي والخولي وسيد سابق وهم من قادة الإخوان صدرت في عهد نظام الكفر أيام خالد الذكر، وأن قرار منع نشر رواية 'أولاد حارتنا' في كتاب صدر بعد توصية لجنة من علماء الدين على رأسها الشيخ محمد الغزالي، وأن أكبر توسع في البعوث الإسلامية والأزهر وإنشاء أول مدارس أزهرية للبنات تم في عهد الكافر عبدالناصر، وفوجئت بمن يضع يده على فمي واستدرت إليه فوجدته خفيف الظل زميلنا بـ'الجمهورية'، ومدير عام التحرير محمد أبو كريشة، ويقول لي: لا تكمل ولا تتعب نفسك معهم ودعهم لي فأنا أكثر منك معرفة لهم وخبرة منهم، ولي معهم تجارب، وقلت فيها الكثير فتركته يعلمني فأنشد يقول: 'ما زلت عند قولي وليست لدي أقوال أخرى إذا كان الخيار بين كافر ومنافق فإنني أختار حاكماً أو نائباً أو مديرا أو صديقا كافرا اختار الامر، لأن المنافق أمر منه، المنافق ليس له صديق في السر ولا عدو في العلن، الجميع أصدقاؤه في العلن، والجميع أعداؤه ويكرههم في السر، وعندي روشتة لا تخطىء أبداً، عندي وصفة 'ما تخيبش' تساعدك في المنافقين، دعك من ألسنتهم وأقلامهم وشعاراتهم وتصريحاتهم وخطبهم وانظر بالله عليك إلى 'سحنتهم' تأمل وجوههم والله العظيم وجوه الكفرة أكثر سماحة وإشراقاً من وجوه المنافقين، فما بالك بوجوه المؤمنين، حقا منتهى الإشراق والطلاقة والذي يخادع الله لا يخدع إلا نفسه وسيفضحه الله في وجهه وملامحه وسحنته، قلبه الأسود سيطفح على وجهه، ترى المنافقين وجوههم مسودة لأنهم كذبوا على الله، ولم يقل الله عز وجل 'وجوههم سوداء' بل قال: مسودة، والمسودة هي المكفهرة التي عليها غبرة ترهقها قترة، أما الوجوه السوداء فسوادها ليس ذماً ووجوه المؤمنين بالله حقا قد تكون سوداء أو سمراء، لكنها أبداً ليست مسودة.
    لقد أوتوا الرخامة والسماجة كلها، وطلب منهم أن يوزعوها على الناس 'فرخموا وطمعوا فيها كلها'، لا تلجأ إلى تقييم المواقف والتصريحات والوعود فإن تقييمك سوف يفشل فلا توجد في مصر مواقف ولا توجد حقائق، كن مع الله، استعن على ذلك بالله، أسأله الهداية، وساعتها سيدلك سبحانه وتعالى على الحقيقة، سيفضح أمامك المنافقين وترى فضيحتهم على وجوههم. مشكلتي مع النخب المصرية الآن خصوصا النخب الدينية لا استريح لوجوههم المسودة فأنفر من كلامهم ومن مواقفهم، ولو تحدثوا بالقرآن والسنة، حتى ضحكاتهم وابتساماتهم مسودة ومنفرة 'وجوههم تخر سماجة وتقل دمساً' كأنهم خارجون لتوهم من القبور، تراهم شعثاً غبراً كأنهم قادمون لتوهم من الصحراء الغربية سيراً على الأقدام 'زي ما يكونوا قائمين من النوم أو الموت' ولم يغسلوا وجوههم'.
    وبعد ان انتهى من معلوماته التي كنت أجهلها قمت وقبلت رأسه، وقلت له، شكرا، شكرا، يا أخ العروبة والإسلام فقد علمتني الكثير مما كنت أجهله عن هؤلاء القوم خاصة ثقل ظلهم وسواد قلوبهم، فشكرا، شكرا، يا أبو كريشة.

    تزييف خيرت الشاطر ثورة يناير
    بعد تزييفه مشاركته بمظاهرات 68

    وقبل التحول إلى قضية أخرى، فاجأني صاحبنا براء الخطيب وهو من اليساريين بأن قال انه سيعلمني شيئاً آخر مما أجهله عن خيرت الشاطر، فقلت يا مرحبا يا مرحبا نورك غطى ع الكهرباء، فانشد في 'اليوم السابع' يوم الأربعاء قائلا: 'جاء تصريح خيرت الشاطر نائب المرشد الذي أكد فيه أن 'التاريخ سوف يثبت أن كل شهداء ثورة يناير من شباب الإخوان المسلمين'، وربما يكون هذا التصريح إيذانا بتزوير انضمام هؤلاء الشهداء للإخوان المسلمين عبر تزوير اشتراكات مدفوعة بأسمائهم أو تزوير يتم بمقتضاه وضع أسمائهم في كشوف 'أسر' أو 'شعب' الإخوان المسلمين، وليس غريباً أن ينبري بعض سفهاء الميليشيا الالكترونية المنتشرة كالوباء على مواقع كل الصحف اليومية بشهادات كاذبة ينسبون لأنفسهم علاقات تنظيمية بكل هؤلاء الشهداء، يكفي أن يصدر نائب المرشد العام تكليفاً أو تعميما لشباب الجماعة بالإدلاء بشهادات كاذبة بأن الشهداء كانوا من زملائهم، ونائب المرشد الذي ادعى لنفسه تاريخاً في الحركة الطلابية في نهاية الستينيات 'وما أدراك ما الستينيات' حيث كانت حركة الطلبة النضالية سنة 1968 هي جوهرة نضال الشعب المصري ضد فساد الطغمة العسكرية الحاكمة صاحبة النكسة المعروفة بالهزيمة المذلة عام 1967 وطلباً لمحاكمة المسؤولين عن الهزيمة التي استخدمها الطالب 'محمد خيرت سعد عبداللطيف الشاطر' في الترويج لتاريخ نضالي ليس له وأذاع عن نفسه كذباً بأنه أحد زعماء انتفاضة الطلبة في سنة 1968 ولم يصحح مطلقاً ما روجه البعض عنه في هذا الصدد لأن طالب الهندسة رئيس لاتحاد الطلبة وأحد زعماء انتفاضة 1968 هو 'عاطف محمد الشاطر' وليس 'محمد خيرت سعد عبداللطيف الشاطر' الذي استغل مع الإخوان المسلمين لقب 'الشاطر' المشترك بين 'عاطف محمد' و'محمد خيرت' مع أن 'عاطف' من مواليد السويس ووالده هو المهندس محمد الشاطر بشركة النصر للأسمدة بالسويس، وكان طالبا في السنة الثانية وهو مقيم حاليا بمراكش بالمغرب حيث يعمل في صناعات الجلود وله شقيق هو المهندس إبراهيم محمد الشاطر بالمغرب وخيرت من المنصورة وكان في هذه السنة طالبا في إعدادي هندسة'.
    لا حول ولا قوة إلا بالله، كيف يهاجم هذا اليساري نظام خالد الذكر بهذه الطريقة؟ وأين؟ في اقطاعيتي؟ ولذلك قررنا حذفها من التقرير.

    وزير الاعلام لمذيعة قناة العربية:
    'بلاش تكون آراء سخنة زيك'

    وأخيراً، إلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها من يوم الأحد قبل الماضي مع زميلنا في 'اليوم السابع' ومدير عام التحرير محمد الدسوقي رشدي حيث اخترنا خمسا من عشر معارك هي: 'ـ حيثما يقف رئيس دولة ليخطب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ويبل أصابعه من فمه لكي يقلب ورق الخطاب التائه منه فلا تستغرب أبداً خوف الخائفين على حضارة مصر في ظل العهد الجديد.
    - حينما يقول وزير الإعلام المصري 'الإخواني' لمذيعة قناة العربية 'بلاش تكون آراء سخنة زيك' فلابد أن نطالب الدولة بتوفير أكبر كم ممكن من الأطباء النفسيين لعلاج العقد النفسية الكامنة في نفوس هؤلاء الذين دنت الدنيا لهم وتبدلت قطوفها أمامهم فكشفت أمراضهم ورفعت عنهم غطاء التدين المزيف.
    - حينما تراجع دفاتر الدولة القديمة وتتذكر كل هذا الهجوم الإخواني على المجلس العسكري من أجل إصدار قانون العزل السياسي ثم تكتشف أن الحكومة التي شكلها الرئيس مرسي تضم وزراء مثل ممتاز السعيد وأسامة صالح خدموا نظام مبارك اكثر من مبارك نفسه لابد أن تسأل نفسك كيف ينجح الإخوان في الضحك علينا وتمرير هوائهم الأخلاقي دون أن يغضب منهم أحد؟
    - حينما تنفي الصحف الانكليزية أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قدم أي وعود بخصوص عودة الأموال المصرية المهربة، لابد أن تسأل هل اصبح الكذب أمراً مشروعاً بالنسبة للمتحدث الرسمي للرئاسة الذي أخبرنا منذ أيام عن هذا الوعد؟
    - حينما تنشر جريدة الإخوان تصريحاً لراعي كنيسة شمال سيناء تقول فيه انه لا يوجد شيء اسمه تهجير مسيحيين من رفح ثم يظهر الرجل على شاشات التليفزيون فيؤكد انه لم يصرح بأي شيء لجريدة الإخوان، لا بد أن نعرف أن الإساءة الحقيقية للدين ولنبيه الكريم تأتي من عند هؤلاء الذين يجعلونه جسراً لأطماعهم السلطوية'.

    نجاحات مرسي المتوالية وتعداد الاقباط

    ويوم الأربعاء خاض زميلنا الإخواني عامر شماخ في 'الحرية والعدالة' ثماني عشرة معركة اخترنا منها ثلاثا حتى يستريح من ناحيتنا، لأنه مسكين وصعبان علي، هي:
    - النجاحات المتوالية التي حققها رئيس الجمهورية أطارت صواب الناصريين وجعلتهم يهرفون بما لا يعرفون وذكروني بالذين قالوا 'ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا! '.
    - ألح الأقباط في ما مضى من أجل إعلان تعدادهم الرسمي معتبرين عدم إعلان ذلك اضطهادا لهم، ولما ألمح رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الى تعدادهم الحقيقي اعترضوا اعتراضا شديدا مشككين في الأرقام المعلنة ما المطلوب إذاً؟!
    - غريب وعجب ان تحتل الطائفة الناصرية بذكرى وفاة طاغية مصر ومؤسس دولة العسكر في وقت نحتفل فيه بزوال الطغاة وانهدام دولة العسكر، إنهم بدلا من أن يستحيوا مما فعله 'الزعيم' في حق البلاد والعباد، راحوا يعددون مآثره على طريقة 'اللص الشريف'.. رحم الله عشرات الأنفس التي قتلها زبانية 'خالد الذكر' تحت جحيم التعذيب'.
    ألم أقل لكم انه مسكين؟ خالد الذكر لص شريف؟
    ولكن ماذا نفعل مع شخص تجرأ وفي نفس صحيفة المؤمنين بالله، بتهديد الله سبحانه وتعالى، بأنه سيكون له تصرف آخر إذا أدخل عبدالناصر الجنة، وهو ما كتبه بالنص، وأشرنا إليه في حينه.


    ---------------------

    ما لم تفهمه جماعة الإخوان المسلمين في مصر ومفهوم 'التناحة'!
    د. يحيى مصطفى كامل
    2012-10-08




    ليست بالمرة الأولى التي أصف فيها ما يحدث في مصر من تطوراتٍ بالغرائبية أو 'الفانتازيا'، ولا يرجع ذلك إلى عداءٍ مستحكم مع جماعة الإخوان المسلمين أو كراهيةٍ متأصلة، وإنما لأن مجمل تحركاتهم حتى الآن من زياراتٍ خارجية عالية الوتيرة بغرض تقديم فروض الولاء والطاعة أو التسول من قبل الرئيس، إلى ما يصدر من تصريحاتٍ مدهشة ومضحكة في أغلب الأحيان، إلى مشروع النهضة الذي تبخر وحاولوا الإيحاء لنا بأننا تصورناه أو أنه 'شُبه لنا' في حين أن مشروعاً كذلك لم يوجد أبداً، إلى قرض صندوق النقد الدولي أرباً هو أم لا، إلى نوعية الجدل الدائر على الساحة والذي لا يندر أن يتدنى إلى مستوىً منحط من التلاسن والسباب بينهم وبين الأطراف الأخرى...هذه وأمثلةٌ عديدةٌ أخرى تنم عن تخبطٍ شديد لا يثير سوى الضحك الممزوج بالغيظ ويضعنا أمام واقعٍ يذكرنا بروايات الواقعية السحرية لكتاب أمريكا اللاتينية، أو (وهو الأقرب لنا) بما يطالعنا من أحداثٍ في كتب كبار المؤرخين من أمثال ابن إياس الحنفي والمقريزي تثير العجب والقرف والرعب.
    كما أن الحديث عن إعادة إنتاجهم لسياسات مبارك بات مكروراً...إلا أن التمحيص يكشف عن عدم دقة هذه المقولة (أو الأطروحة إذا شئت التحذلق) فصعود جماعة الإخوان المسلمين إلى أعلى مكان، إلى سدة الرئاسة، لم يتم عن طريق توريثها سلمياً بسلاسة من قبل مبارك وأوباشه وإنما أعقب حراكاً شعبياً ضخماً وهادراً ومهيباً أجبر مباركاً على الرحيل وسجنه ومن ثم قدمه ذليلاً كسيفاً للمحاكمة، كما أن ذلك الصعود جاء أيضاً نتيجة انتخاباتٍ رسمية بعد مرحلةٍ انتقاليةٍ فاشلةٍ حفلت بالانتفاضات التي تم قمعها بوحشية من قبل النظام مصطفاً وراء المجلس العسكري؛ بالتالي فإن إعادة إنتاج سياسات مبارك من قبل الجماعة لا يدل على انحيازاتٍ واختياراتٍ طبقية واقتصادية-اجتماعية فحسب، وإنما ينم عما هو أدهى وأخطر من ذلك بمراحل، ألا وهو أن الجماعة غابت عنها متغيراتٌ عديدة ولم تفهم مغزى الحدث الثورى وتبعاته.
    بدايةً لم تفهم قيادات الجماعة خطورة يوم 25 يناير، بل واستغرقهم الأمر أربعة أيام ليصلوا إلى إدراك جدية التطورات وأن الأمور لن تعود إلى الوراء ولتترسخ لديهم قناعة بحتمية المشاركة لئلا يفوتهم نصيب من الكعكة المستقبلية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، ففي خضم فوران الفترة الانتقالية راهنوا على العسكر وتحالفوا معهم متصورين أن ذلك التحالف مانعهم من التيارات الشعبية الصاعدة التي أفرزها 25 يناير والتي تبحث لها عن أرضيةٍ في الشارع، مما يدل على أنهم لم يدركوا أن أركان الدولة العميقة من عسكرٍ ومنظومةٍ استخبارية مهزوزون متضعضعون بصورةٍ ربما لم نعهدها عليهم أو يعرفوها من قبل وأن زمن الشعوب قد عاد برجوع الجماهير إلى الشارع طرفاً رئيسياً حاسماً في العملية السياسية... بمعنى آخر، لم يدركوا أن أطراف المعادلة ومفرداتها قد تغيرت وأن واقعاً جديداً ذا صيغٍ وتوازنات جديدة آخذٌ في التشكل وإن لم يظهر للوجود في شكله النهائي بعد... أما انتهاجهم نفس سياسات مبارك الاقتصادية مع إحلالهم كوادر إخوانية من عينة الأخين حسن مالك وخيرت الشاطر محل رموز العهد السابق كأحمد عز فيشير إلى عجزٍ تام عن إدراك أسباب الثورة الاجتماعية-الاقتصادية، فالمصريون لم ينزلوا إلى الميادين والشوارع ولم يتحلقوا حول الشباب المعتصم لنزوةٍ تسلطت عليهم أو بدافعٍ من الملل وإنما لأن المجتمع يعيش أزمةً عميقةً ويشهد صراعاً طاحناً بين طبقاته، بين من يملكون ومن لا يملكون نتيجة النهب والسياسات الاقتصادية المجحفة والمنحازة لقلةٍ من الأغنياء المستفيدين من علاقاتهم بالقصر وأسرة مبارك الذهبية ولتحلل الدولة من كل التزاماتها إزاء المعوزين من مواطنيها الذين يشكلون أغلبية الشعب والطبقة الوسطى المــــتآكلة التي ما فتئــــت تنزلق إلى مستنقع الفقر، الأمر الذي كان مثار التندر والنــــكات، وقد وجدت هذه الأزمة أفضل تعبيرٍ عنها في ما عرف حينذاك بقضية التوريث التي لخصت فشملت أبعاد المشكلة ...كل ذلك عجز الإخوان عن فهمه ويتعاملون مع ثورة الشعب المصري كما لو كانت تغيراً مزاجياً يود إضفاء صبغة إسلامية وشرعية على المجتمع وستر قبح التفاوتات الطبقية والفقر المؤلم بغلالة من الرطانة الشرعية؛ لم يفهموا أن الهيمنة السعودية وارتهان مصر لمصلحة الخليج بنفطه وإسرائيل وأمريكا هي السبب الرئيسي فيما حل بمصر من انتكاس وها هم يسلكون نفس نهج التسول والاستجداء عوضاً عن محاولة إعادة رسم خريطة الاقتصاد المصري بالتركيز على الإنتاج، ولا أعلم من الذي أشار عليهم بأن التواصل مع الجمهور يعني أن يقضي الرئيس وقته متجولاً بين المساجد يخطب في جمهورٍ ضجر دون أن يكون لديه ما يقوله ويقدمه مما من شأنه أن يحدث تغييراً إيجابياً على الأرض حتى صار الأمر برمته مزحةً مكررةً وثقيلة الظل!
    و لعل سؤالاً ملحاً يثور هنا: لماذا لا يفهم الإخوان المسلمون؟!
    الإجابة الموجزة على ذلك بسيطة: لأن الحدث أكبر منهم...فالإخوان لم يكونوا يوماً تنظيماً ثورياً (باعتراف قياداتهم) على الرغم من كونهم طلاب سلطةٍ بامتياز، وباستثناء الاغتيالات السياسية لا يمتلكون نظريةً متماسكةً للثورة وقد اعتمدوا في تاريخهم على مهادنة السلطة ما أمكنهم ذلك والسعي إلى اكتساب النفوذ من ورائها، وكان أسلوبهم دائماً محاولة التمدد عن طريق نشر خطابهم في المجتمع بهدف الهيمنة الفكرية بحيث يزداد جمهور المتعاطفين معهم ويصبح السواد الأعظم إما منضوياً في التنظيم مؤتمراً بإمرة قياداته أو متعاطفاً معه ويلعب على أرضيته، وبذا يتمكنون من التغلغل في جسد الدولة والانسلال إلى نسيج النظام...لكن الثورة عاجلتهم على غير استعدادٍ منهم أو رغبة فراهنوا على العسكر لأنهم لا يعرفون غير ذلك... فما هم إلا وجهٌ آخر لنفس انحيازات نظام مبارك، وعلى الرغم من امتلاكهم التنظيم المحكم الذي أوصلهم للسلطة لا يصدرون عن رؤيةٍ اقتصاديةٍ-اجتماعيةٍ مغايرة أو بديلة للمجتمع، ولا يملكون أدوات التحليل النقدي ومفرداته، فمن حسن حظهم (وسوء حظ الوطن) أن الفصائل التي تمتلك رؤيةً مغايرة ومنطقاً متماسكاً كانت تعاني الوهن والضمور وسوء التنظيم والتشرذم طوال العقود الثلاثة الماضية لأسبابٍ ليس هنا المجال للخوض فيها.
    الملاحظ ( والمسلي أيضاً) أن الإخوان باتوا يدركون أو يشعرون أن هناك مشكلة، ولكنهم ليس لديهم حلول للأسباب التي أسلفنا، ولما كانوا على غير استعدادٍ للاعتراف بالخطأ أو لا سمح الله أن يتركوا السلطة التي انقطعت أنفاسهم وراءها ما يزيد على الثمانية عقود فقد لجأوا إلى سلاح التناحة ...والتناحة في المصطلح المصري الدارج تعني مزيجاً من البلادة والعناد وافتعال العبط مع الاستمرار والتمادي كأن شيئاً لم يكن ولم يحدث من قبل شخصٍ (أو جماعة في حالتنا) يدرك تمام الإدراك وجود خطأ أو مشكلة خطيرة... وقد تفوقوا على مبارك في ذلك لأنه، على بلادته وغبائه، لم يتمادَ في أعقاب ثورةٍ شعبية... بـالتناحة نستطيع أن نصف ونفسر استمرار الرئيس مرسي (والجماعة وراءه) في نفس السياسات التي تسببت في الثورة وتجاهل المطالب الشعبية والإضرابات الفئوية وخطوات الاستحواذ على مرافق الدولة وآليات العنف فيها، كما أنه بـالتناحة نفهم إصرارهم اليائس على فرض رؤيتهم على الجمعية التأسيسية بغرض إنفاذ دستورٍ يكبل الدولة الجديدة في مشروعهم ويلفها في شباك مزاجهم الخاص حتى لو أتت الانتخابات بأشخاصٍ آخرين.
    لقد خسرت الجماعة في أقل من عامين من الحرية النسبية ما لم تخسره في تاريخها الحديث منذ سبعيــــنيات القرن الماضي، وتسببت في شيوع حالةٍ عميــــــقةٍ من الإحباط والكفر بالثورة بين قطاعاتٍ عديدة، ومازالت لم تفهم تماماً ومازالت مصرةً على المضي في مشروع التمكين، وفي ظل ذلك يتعين على القوى المدنية المناوئة أن تتحد لكي لا ندفع جميعاً تكاليف باهظة للوقت الضائع من عمر الثورة بسبب 'تناحة' الجماعة.

    ' كاتب مصري (زميل الكلية الملكية لأطباء التخدير في بريطانيا
                  

10-10-2012, 05:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    05qpt1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    الحكومة تستعد لبيع مصانع الغزل والنسيج لطمأنة صندوق النقد.. مطالبة السلفيين بالزواج من الصوماليات بدلا من السوريات
    حسنين كروم
    2012-10-09




    القاهرة - 'القدس العربي'


    رغم وجود أخبار وموضوعات تصدرت صحف مصر امس الثلاثاء فانني اعتقد أن أخطرها خبران لم يلفتا الانتباه, الأول هو حضور وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي بيانا عمليا لعناصر من الوحدات الخاصة من الصاعقة والمظلات, وحضور الفريق صدقي صبحي رئيس الأركان ندوة علمية عسكرية نظمتها إدارة الشؤون المعنوية للجيش في إطار احتفالاته بنصر أكتوبر, فالصحف كلها نشرت الخبرين بينما واصلت جريدة 'الحرية والعدالة', رفض نشر أي أخبار خاصة بالاثنين, السيسي وصدقي. والخبر الثاني كان عن تصريحات وزيري الاقتصاد والاستثمار بعد اجتماع رأسه رئيس الوزراء لبحث حل مشاكل مصانع الغزل والنسيج العامة وأكدا فيها انه يتم بحث إشراك القطاع الخاص فيها, أي بصراحة ووضوح, بيعها, وكان الاثنان قد صرحا من أيام بأنه لا تفكير في العودة لبرنامج الخصخصة.
    والتصريحات الأخيرة المتناقضة تسبق مجيء بعثة صندوق النقد الدولي و'الأهرام' كانت التي جعلته موضوعها الرئيسي لأنها تريد ترويجه, وأما الخبران الآخران اللذان اهتمت بهما الصحف, فأولهما مثير للحزن والأسى لانقلاب سيارة نقل جنود شرطة وسط سيناء ومقتل واحد وعشرين وإصابة سبعة وعشرين اخرين, والثاني مفرح وهو قرار الرئيس بالعفو عن الذين صدرت ضدهم أحكام بسبب مشاركتهم في الثورة والدفاع عنها.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة جدا عندنا, والله الموفق والمستعان.

    انجازات مرسي خلال
    مئة يوم كما يراها انصاره

    ونبدأ بالرئيس والمعارك الدائرة حوله وبسببه خاصة بالنسبة لوعده بالمائة يوم الأولى من حكمه التي سيحل فيها خمسة مشاكل قال عنها باهر التهامي في مجلة 'أكتوبر': 'إذا كان هؤلاء المغرضون يلوون عنق الحقيقة ويدعون أن برنامج المائة اليوم لم يؤت ثماره فإننا إذا ما استعرضنا بعضا من جوانب الانجازات خلال هذه المائة يوم فلابد أن نذكر في مقدمتها الجانب الأمني الذي كان ينغص على المصريين حياتهم حتى وصل لدرجة الهلع من السير ليلا في الشوارع وقد كانت الحوادث التي شاعت في ربوع الوطن نذيراً يؤكد هواجس المواطنين.
    وقد اختفت هذه الظاهرة نسبياً كنتيجة ايجابية لما بذل من جهود أمنية في هذا الجانب وقياساً على ذلك فقد عاد الأمن بشكل واضح وإن كان لم يصل بعد إلى الشكل المأمول. ولكن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة, وقد بدأ بالفعل بخطوات عديدة.
    وإذا كان برنامج 'المائة يوم' يلقي نقداً يعدد سلبياته فقط في الوقت الذي يغفل فيه المتربصون ما تحقق خلاله من انجازات ايجابية فإن هناك من هذه الانجازات ما يتجاوز مقاصد المائة يوم الآنية إلى مقاصد آجلة تعمل بشكل فعال لاكتمال تحقيقه, وإن كان المواطن العادي لا يلمس ذلك بشكل مباشر, والغريب والمدهش أن هؤلاء المتربصين يدركون جيداً الجهد الذي يبذله الرئيس مرسي طواعية ورغبة أكيدة لديه في عبور ما يعانيه المجتمع المصري من أزمات ويكفيه رحلاته المكوكية السريعة لبلدان صديقة تمد يد العون لمصر في هذه الظروف الاستثنائية.
    والتصور الخاطىء هو أن نعتبر أن مدة رئاسة الدكتور محمد مرسي هي مائة يوم فقط ولأصحاب هذا التصور المريض نقول لهم إنها المائة يوم الأولى من أربع سنوات قادمة نستلهم خلالها كل نوازع الخير والأمنيات الطيبة لمصرنا الحبيبة, ونستدعي كل عوامل الانتماء ليستمر معدل الإصلاح في صعوده الايجابي ونحمد الله أن كل العوامل البادية في الأفق مبشرة بمستقبل مشرق تتحقق فيه كل الآمال إذا ما خلصت النوايا الطيبة على إصلاح ما أسدته ثلاثة عقود من الإهمال والقمع والاستبداد هي عهد حكم وجائر فاسد لا أعاده الله'.

    برنامج الرئيس: مئة فضيحة وفضيحة

    ولم يكن باهر يدري بما يخبئه له في 'المصري اليوم' يوم الأحد, زميلنا وصديقنا حمدي رزق من القول: 'حتماً سيجري تغطية نكوص الرئيس بوعوده والعجز الإخواني عن إدراك برنامج المائة يوم بمائة فضيحة أو بفضيحة تساوي مائة بتفجير سلسلة من القضايا ليس بغرض حرب الفساد 'ياريت ياخويا' كما يزعمون, هذه الحكومة أبعد ما تكون عن حرب الفساد, فساد, إنت بتقول فساد, فساد والحكومة الإخوانية تستعد لاستقبال المهندس رشيد محمد رشيد مبرأ من فساد, وخلال أسابيع سيكون بيننا, وغيره كثير, ويا بخت من رضي عنه الإخوان وشاطرهم الهمام, الفساد له أيام وله شهور ومواسم, الفساد طول الموسم يا مولانا.
    حبكت مع مليونية المائة يوم الليلة يا مرسي, فساد إيه اللي أنت جاي تقول عليه 'الآن' يارب يا خويا يارب شجر الفساد طارح ولا شجر المانجو, المائة يوم كماكينة الطحين تحتاج إلى دماء, تزفرها, جوقة 'مرسي' ستعزف لحن الفساد الجنائزي حتى الفساد صار قربانا ويقدم في مواسم الفشل, سحقاً يا من جعلتم الحرب شهوراً ومواسم'.
    وهكذا يواصل حمدي هوايته في الاستعانة بالأغاني بعد تحويرها, مثل, فساد إيه اللي انت جاي تقول عليه, على وزن أغنية أم كلثوم حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه, وعبارة لحن الفساد, تشبها بأغنية عبدالحليم حافظ, لحن الوفاء.
    أما المفاجأة المذهلة فكانت في خروج الفنان الراحل إسماعيل من قبره ليسخر من الرئيس, وهو ما علمناه منه شخصياً, في البرواز المبتكر لصحيفة 'الصباح' اليومية المستقلة في صفحتها الأخيرة, وخصصته لإسماعيل يس لكتابته تحت عنوان, ربع كلمة - تشبهاً ببرواز زميلنا بـ'الأخبار' وإمام الساخرين أحمد رجب - نص كلمة - إسماعيل يس قال يوم الأحد: 'اشتهر الرئيس الراحل أنور السادات بـ'ميت أبو الكوم', بيقول التاريخ ان الرئيس مرسي اشتهر بـ'أبو ميت يوم'.

    لا أمن تحقق ولا مرور انتظم

    وبمجرد أن سمع زميلنا في 'الجمهورية' عبدالجواد حربي نبأ مشاركة إسماعيل يس في الهجوم حتى تشجع وقال في اليوم التالي: 'انصرفت المائة يوم الأولى من ولاية الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي, والحالي كما نراه في الملفات الخمس التي أعلن عنها في برنامجه الانتخابي, الأمن والمرور والنظافة ورغيف العيش والوقود, فلا أمن تحقق ولا مرور انتظم, والقمامة تلال تجاوزت أعمدة الكهرباء, ورغيف العيش تضاءل حتى أصبح في حجم الجنيه المعدني الذي ورثناه عن مالية الهارب يوسف بطرس غالي, أما الوقود بالطوابير وصلت أمام محطات الوقود إلى مئات الأمتار, وأغلقت الشوارع والطرق أمام حركة المرور, هذا هو واقع الحال في الشارع المصري, ومن هنا فاجأتني الأرقام والنسب التي أعلن عنها الدكتور محمد مرسي في الاحتفالية التي أقامتها القوات المسلحة, من أين جاء بها, ولماذا لم يتحقق منها ويتحرى صحتها قبل إعلانها, الأرقام والنسب التي وردت على لسان الرئيس المنتخب ذكرتني بأرقام قيادات الحزب إياه, وحكوماته المتعاقبة على مدى الثلاثين عاماً الماضية وتبين انها بعد ان سقط رأس النظام كانت جميعها بالسلب وعادت علينا جميعاً بالفقر والكيد والنكد'.

    'المصريون' متضايقة
    من خطاب الرئيس ومظاهر الاحتفال

    ونتحول إلى 'المصريون' اليومية المستقلة ذات التوجهات الإسلامية التي بدأت تنقلب على الإخوان فكان كاريكاتيرها يوم الاثنين لزميلنا خفيف الظل بجريدة 'المسائية' أحمد عبدالنعيم عن الرئيس جالساً إلى مكتبه وأمامه أوراق عناوين المشاكل التي وعد بحلها وببغاء يقول له, الميت يووووم, وكررها ثلاث مرات ولا أعرف ماذا يقصد البغبغان, وهل هو معارض أم مؤيد.
    أما رئيس التحرير زميلنا جمال سلطان, فقال معبرا عن ضيقه من خطاب الرئيس ومظاهر الاحتفال: لا أتردد في تسجيل اعتراض على عملية اصطناع الحشد الجماهيري في استاد القاهرة, وقد تابعت بنفسي مئات الحفلات الكبيرة والصغيرة من مختلف أنحاء محافظات الجمهورية وهي تصطف على جانبي جميع الطرق المؤدية إلى استاد القاهرة بما فيها شارع صلاح سالم وشارع الفنجري وشارع يوسف عباس وغيرها, وتسببت في اختناق مروري كبير قبل وبعد الخطاب, الحشد المصطنع الذي أتي عبر تكليفات لكوادر جماعة الإخوان ضار جدا من الناحية السياسية, ويعطي رسالة خاطئة بأن محمد مرسي هو رئيس الإخوان المسلمين وليس رئيس مصر بكل طوائفها وتياراتها السياسية ولا اعرف بالضبط كيف أوصل الرسالة لقيادات الجماعة بعيدا عن أي إساءات للفهم, انتبهوا أيها السادة, ليس مطلوبا لمصر الآن, ولن يمكن صناعة زعيم, وإنما رئيس قادر على النهوض بالوطن اقتصادياً وتعليمياً وصحياً وأمنياً, وتحقيق أجندة مطالب ثورته, وأكرم للرئيس ألف مرة أن يحضر كلمته لف شخص فقط بشكل عفوي ومن مختلف التيارات السياسية من أن يحشد له مائة الف من أبناء الجماعة كتكليف واستعراض للقوة'.

    ايجابيات خطاب
    مرسي كما يراها انصاره

    ونظل في نفس عدد 'المصريون' لنكون مع الإخواني السابق مصطفى كمشيش وقوله عن الاحتفال: 'من ايجابيات الاحتفال:
    لم يوجه الرئيس بذكاء حديثه للنخبة, لكنه توجه بأغلب حديثه للمواطن المصري مباشرة بلغة بسيطة مرتجلة تتعلق بتفاصيل حياته اليومية.
    توضيح نسب المنجز مما تعهد بانجازه مما يعكس قدراً من الشفافية.
    توجيه التحية لقيادات القوات المسلحة السابقة الذين تم عزلهم وعلى رأسهم طنطاوي وعنان, وهذا من الانصاف, فالمنصف ينظر للقضية من عدة زوايا لا من زاوية واحدة, فالمجلس العسكري أدار المرحلة الانتقالية سياسياً بقدر كبير من الارتباط والخطأ, لكنه بقيادة طنطاوي وعنان أدار نزه انتخابات في تاريخ مصر لمجلسي الشعب والشورى, وأول انتخابات رئاسية تعددية حرة ونزيهة في تاريخ مصر, ثم قام بتسليم السلطة للرئيس المدني المنتخب, ولم يقم بانقلاب عسكري.
    حديث الرئيس في أدق التفاصيل عكس جهده المبذول الذي يفوق قدرة كثير من البشر.
    أما ما نراه من سلبيات فمنها:
    1 - استمعنا لحديث الرئيس المفعم بالتفاصيل وكأنه حل محل رئيس الوزراء.
    2 - قال الرئيس انه لا يقبل ان يأكل المصريون من الربا لكنه عاد وقرر أن قرض صندوق النقد ليس ربا وكذلك الوديعة القطرية, والقرض التركي, وتحدث عما سماه خدمة الدين, دون أن يوضح أن اسمها فائدة, ومن ثم أقحم نفسه في مواجهة مباشرة مع علماء الأمة الثقات الذين اعتبروا فوائد البنوك ربا, ولم يتعلق التحريم أبداً بصغر قيمة الفائدة أو كبرها, لقد حاول بعض الناس من غير الإسلاميين ان يضعوا أسماء مقبولة لمسميات قبيحة, فعلى السبيل, سموا الخمور, مشروبات روحية والربا فائدة لكن أن يسميها رئيس إسلامي خدمة دين, فهذا غير مقبول.
    ان الحكم الذي تعهد بتحقيق العدالة الاجتماعية كنهج جديد نراه في سياساته يصطحب رجال الأعمال في رحلته للصين, وكأن دولة رجال الأعمال مازالت قائمة, والشاهد ان السياسة لم تتغير وأن غيرت الوسائل.
    لقد بدا الرئيس بجهازه وحكومته أشبه بمن يقوم بتسيير الأعمال اليومية أو إطفاء الحرائق دون أي رؤية معلنة للشعب تتعلق بالمستقبل'.

    مرسي وجه 'سلسلة صفعات'
    لمناضلي الفضائيات

    لا, لا, هذا كلام غير مقبول من الإخواني المستقيل ولا من غيره, وإنما المقبول هو قول زميلنا الإخواني بجريدة 'الحرية والعدالة', محمد جمال عرفة: 'أبلغ وصف لخطاب الرئيس مرسي في احتفالات أكتوبر باستاد القاهرة هو أنه 'سلسلة صفعات' لمناضلي الفضائيات وصحف رجال الأعمال 'الفلول' الذين اعتادوا نشر الأكاذيب في برامجهم أو صحفهم لتشويه كل شيء جميل في هذا البلد لمجرد ان من فعله هو واحد إخواني, أو أمس كتبت هنا أذكر هؤلاء الكذابين الذين سعوا لتشويه انجازات جولات الرئيس الخارجية بدعاوى أنه أخذ بدلات سفر كثيرة والذين سعوا لتشويه جولاته الداخلية بحكاية الملايين المزعومة التي تتكلفها مصر عندما يذهب ل'صلاة الفجر', الرئيس صفعهم مرة أخرى عندما تحدث بكل شفافيه عن إخفاقات وقعت في بعض الملفات خصوصاً ملف النظافة أربعون في المائة من المنشود فقط تحقق' وتحدث بشفافية عن أن السبب هو ثلاثة من شركات النظافة الأجنبية التي تعاقد معها النظام السابق حتى عام 2017 ولا تقوم بما هو واجب عليها وتهدد مصر بالتحكيم الدولي وغرامات كبيرة لو فسخت معها العقود, ما لا يدركه كثير من معارضي الدكتور مرسي هو أنه لأول مرة يأتي رئيس لمصر يتحدث علنا عما حققه وما لم يحققه وهو ما لم تألفه الشعوب العربية من قبل, لأول مرة يظهر الرئيس كخادم للشعب ويؤكد أنه ليس هناك ما يخفيه عن شعبه, لماذا يتجاهلون كل ذلك ويتمسكون بالتفاهات ومحاولة تشويه الثوب الأبيض للرئاسة لأول مرة في تاريخ مصر!'.

    مرسي لم يلم احدا
    وتحمل المسؤولية كاملة

    وفي نفس العدد قال أحمد عبدالمنعم: 'كان بوسع مرسي أن يبرر وأن يلقي باللائمة على القوى السياسية والأحزاب والمنظمات وقوى الشعب التي لم تساند برنامجه مثلا, لكنه لم يفعل وتحمل المسؤولية كاملة, وما قاله عن الفساد في القطاعات المختلفة ليس من منطق تبريري, لكنها وقائع ثابتة ومحددة ومحل تحقيقات في النيابة بيان مرسي قد يفوق في أهميته خطابه في ميدان التحرير حين فاز في الانتخابات فهناك فرق بين الخطاب 'الحماسي' أو التعبوي الذي يستهدف شحن الطاقات والخطاب الواقعي الذي يلمس مشاكل الناس ويقدم رؤية للحل, وقبل كل ذلك إقرار بالمسئولية عن أي تقصير انه نموذج مختلف من الرؤساء لم يألفه المصريون على مدار تاريخهم الطويل نموذج 'الرئيس المسؤول'.

    'الإخوان' عند القيادة
    بالذات قوة رجعية ويمينية بامتياز

    وإلى الإسلاميين من إخوان مسلمين وسلفيين, والمعارك الدائرة بسببهم, معهم وضدهم, هذا ومن المعلوم لنا جميعاً مدى محبة زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير 'صوت الأمة', عبدالحليم قنديل لهم وانحيازه إليهم, ولذلك لم يكن غريباً أن يعبر عن هذا بالقول: 'الإخوان عند القيادة بالذات قوة رجعية ويمينية بامتياز, وما من فارق ملموس بين جماعة الإخوان وجماعة مبارك اللهم إلا في هيئة الذقون والتي لا يزال يحتفظ بها بعض قادة الإخوان, وعلى سبيل المثال التضليل الديني, وإن كان بعضهم قادة الإخوان يختصون المسافة حتى في الذقون فالميل السلوكي ظاهر في تخفيف الذقون وإثقال الجيوب والتصرف بذات الطريقة الموروثة عن جماعة مبارك, تأمل مثلا - صورة الملياردير الإخواني حسن مالك, والذي اختاره خيرت الشاطر كبديل و'دوبلير' لدور أحمد عز, مالك خفيف الذقن وأصبح بسرعة حلقة الوصل بين الرئيس الإخواني ومجتمع البيزنس, وتأمل أيضاً صورة عصام الحداد شريك خيرت الشاطر في البيزنس والرجل حليق الذقن وجرى اختياره عيناً لمرسي على شبكة العلاقات الخارجية, وصار وزير الخارجية الفعلي ويبدو كنسخة مكررة لدور عمر سليمان الى جوار مبارك, وربما لا نفاجأ بنقل اجتماعات مكتب الإرشاد قريباً إلى قصر الرئاسة, وحتى تكتمل هيئة التطابق مع سلوك عائلة مباركو فثمة حكومة خفية وأخرى ظاهرة للعيان, الحكومة الظاهرة تسكن مبنى مجلس الوزراء والحكومة الخفية في بيت الرئاسة, والذي حلت فيه حكومة الجماعة محل حكومة العائلة, كانت الرئاسة مزدوجة لمبارك ونجله وصارت الرئاسة مزدوجة لمرسي وخيرت الشاطر, والأخير يفضل استخدام جماعة حليقي الذقون, وربما اكتفاء بذقنه الشخصية الكثيفة وكأننا بصدد عملية غسيل ذقون وإحلال حسابات البيزنس محل صلاة التراويح, فلا يعد للذقن من فائدة بيزنسية ترتجى وآن الأوان لخلع الذقون وكشف الأقنعة'.

    عبدالحليم وابتكار
    مفهوم غسيل الذقون

    وهكذا يمكنني أن أهنئ عبدالحليم على ابتكاره عبارة - غسيل الذقون - والمقصود اللحى, وهو بارع في نحت العبارات وابتكارها, وهو يذكرني بعبارة مدهشة كان زميلنا وصديقنا والمفكر المرحوم عادل حسن الأمين العام السابق لحزب العمل ورئيس تحرير صحيفة 'الشعب' عندما كانت تصدر كتب مرة مقالا ضد استاذ الاجتماع بالجامعة الأمريكية, ورئيس مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية الدكتور سعد الدين غبراهيم, وقال انه متأكد بأنه شيطان في صورة أنس, ونشر مع المقال صورة كبيرة للدكتور سعد, وهو يحملق بعينيه وشعره منكوش على الجانبين لأن مقدمة الرأس ووسطها صلعاء, وأخذ يتفنن في الشرح, لإقناعنا انه شيطان فعلا شكلاً وكلاماً.

    'الجمهورية' تتحدث
    عن الجلاليب والزنى

    وفي نفس اليوم - الأحد - أراد زميلنا بـ'الجمهورية' مدير عام تحريرها, محمد أبو كريشة, الذي يجمع بين خفة الظل والجرأة, ومكر الثعالب, وقراءاته في التاريخ الإسلامي والعربي منافسة عبدالحليم في حكاية الذقون بأن أضاف إليها الجلاليب والزنى - والعياذ بالله - فقال بعد أن مسح دمعتين من نوع دموع التماسيح: 'أشاطركم وتشاطرونني الأحزان عى وطن ظن أنه انتصر فإذا به قد انتحر, على شعب غشي الوعي وطردوه عند تقسيم الغنائم, شعب اعتاد أن يغرم ليغنم السادة المتعاقبون على قلبه, القاعدون على تله, اختلف الحرامية فظهر المسروق وإذا بالمسروق شعب ووطن, لا فرق بين من سرقنا باسم الشيطان ومن سرقنا باسم الله, كلهم لصوص, ظننا أنهم مختلفون فإذا بهم قد تشابهت قلوبهم, إن السابق خير من اللاحق, لن تجد لسنة الله تبديلا, ويقول صديقي الشيخ محمود البرامج عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: 'ا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تقوم الساعة' ليس هذا قولنا ولا هو من عندنا ولكنه قول المعصوم 'صلى الله عليه وسلم' والذي يقول أن القادم أفضل وأن الأيام الآتية أحلى وأن الدنيا ستصبح في عهده حلاوة وبقلاوة إنما يسبح ضد التيار ويقول ما يخالف الناموس الكوني وسنة الله في خلقه هذا كله ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله, الفرق بين نظام ونظام في بلدي شكلي, ذقني, جلبابي منهم من يقصر ومنهم من يطيل, كلهم يصلون ويزنون, والفرق أن نظاماً ما يصلي أولاً ثم يزني, والآخر يزني ثم يصلي, ثم لا تتشابه قلوب أنظمة الحكم في مر فقط بل تشابهت أيضا ألسنتهم وخطابهم وتصريحاتهم ووعودهم المكذوبة وحيلهم الخائبة ليسوا أذكياء ولكننا نحن الأغبياء, ليسوا مبدعين, ولكننا نحن الحمقى ونحن المسطولون ولكن عذاب الله شديد, اختلفت وسائلهم لكن الفساد واحد والكذب واحد وأسفاره وطائرته وحاشيته وبطانة السوء, زمان كان فساد وخفة دم, كان ظلم وظرف, كان اللصوص ظرفاء وكان الساسة على جبروتهم بلغاء وفي غاية اللطف وخفة الظل وبعد قليل تعاقب علينا الثقلاء, ثقل ظل وقلوب مليئة بالغل, علاسة مع قهر وظلم, سماجة مع وجود وعسف بلاهة مع حماقة مع دم يلطش'.

    هتك ستر لقاءات
    الاسلاميين باحمد شفيق

    ولم يكن ممكنا يرى زميلنا وصديقنا ووكيل نقابة الصحافيين جمال فهمي ما يحدث من عبدالحليم وأبو كريشة ولا يساهم بشيء من عنده عن الإخوان والسلفيين, خاصة وأنه يجهم حباً جماً, فقال عنهم ي 'التحرير' في نفس اليوم: 'أظننا خلاص تعودنا على تلك الآيات المدهشة من آيات الكذب والنفاق والمخاتلة التي ينتجها يومياً السادة الأفاضل المتمسحون بالدين الحنيف, بينما هو يحتشدون ويعربدون بغشم وجلافة على مسرح السياسة والحكم في هذا البلد المنكوب, ومع ذلك أقر واعترف بأنني لم أتمكن بسهولة من ابتلاع وتصديق حقيقة تلك الفضيحة المدوية المتمثلة في هتك ستر وكشف سر اجتماعات ولقاءات ساخنة وحميمة جمعت رهطاً من أصحاب الفضيلة شيوخ 'السلفية' ورهطاً آخر من قادة وشيوخ 'الإخوان' بالجنرال أحمد شفيق, في وقت كان كل هؤلاء يملؤون الدنيا صخباً وضجيجاًَ وجعيراً ضد الرجل باعتباره من أركان نظام المخلوع أفندي, ومجرماً هارباً من وجه العدالة قتل شهداء ثورة تذكروها واستدعوها فجأة آنذاك لأسباب انتخابية انتهازية مشتركة'.

    ترشح الدكتورة صباح السقاري لمنصب
    رئيسة حزب الاخوان حل عبقري

    أما زميلنا وصديقنا بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي, فقد تقدم باقتراح لا بأس لإخوان هو: 'تاهت ولقيناها ولو أراد حزب الحرية والعدالة أن يضرب عشرين عصفواً بحجر واحد, فعليه أن يختار الدكتورة صباح رئيسة للحزب, وعلى الحزب أن يقنع باقي المرشحين المتنافسين بالتنازل للدكتورة صباح لتصبح هي الرئيسة الجديدة لحزب الغالبية في مصر, ورب ضارة نافعة, وربما كان ترشح الدكتورة صباح السقاري لمنصب رئيسة الحزب هو الحل العبقري حتى لا يشتعل الصراع المكتوم داخل أروقة الحزب بين الكتاتني والعريان, صحيح أن الديمقراطية تشجع الجميع على الترشح, لكن في ظروف الحزب الوليد, علينا أن نلجأ الى التوافق لا المنافسة, ونزول الدكتورة صباح للانتخابات الداخلية هو الحل المثالي, ولا ننسى أن حزبا لحرية والعدالة متهم على طول الخط بأنه معاد للمرأة, وأن قياداته كلها من المتشددين الرجال, وأنهم يتحيزون ضد الجنس الناعم واللطيف, بحجة أم المرأة لا تصلح للقيادة, ويستطيع حزب الحرية والعدالة أن ينسف تلك الاتهامات بدعمه للدكتورة صباح, وهي رسالة للداخل والخارج أيضاً أنه لا يفرق بين الرجل والمرأة'.
    ويخيل إليَّ والله أعلم أن عاصم الناصري الاتجاه يتمنى أن يحدث هذا وتتولى امرأة رئاسة حزب الإخوان حتى يخرج بعد ثانية واحدة, ليذكرهم بالحديث الشريف, لن يفلح قوم ولوا امرأة عليهم.

    الرئيس ومبادرة كلينتون
    والزواج من السوريات

    وإلى المعارك السريعة والخاطفة, ونبدأها مع زميلنا بمجلة 'أكتوبر' محمود عبدالشكور الذي خاض ثلاث عشرة معركة اخترنا منها خمسة هي:
    قال الرئيس 'مرسي' أمام مبادرة 'كلينتون' في نيويــــورك إنه لا يحب القروض مع أننا نحاول اقتراض يقارب الخمسة مليارات دولار من صندوق النقد الدولي.
    انتظروا دستوراً مختلفاً لا يجعل مصر دولة دينية ولا يجعلها دولة علمانية ولكنها ستصبح مدنية تعتمد على القروض الخارجية ذات المصاريف الإدارية غير الربوية!.
    عندما شاهدت ابتسامة 'د. أشرف ثابت' وسعادته بمصافحة 'عادل إمام' قلت على الفور: 'أشوف صوركم أصدقكم, واسمع فتاويكم استعجب'.
    من نوادر المرحلة الانتقالية الثانية كيلو المانجو بثلاثة جنيهات وكيلو الطماطم بسعة جنيهات, انتظروا قريبا تحطيم أسعار الأناناس والكيوي وجوز الهند.
    أرجو من الذين اقترحوا نصرة سوريا بالزواج من السوريات ألا ينسوا أيضاً نصرة أهلنا في الصومال'.
    وأشرف ثابت من قادة حزب النور السلفي, أما من حيث الزواج من الصوماليات, فسوف يقول الإسلاميون ان مشكلتهم انتهت بعد دخول قوات الحكومة والاتحاد الافريقي مدينة كيسمايو ومطاردة شباب المجاهدين, بالإضافة إلى أن دمشق كانت عاصمة الخلافة الأموية, ونحن قوم ندعو لعودة الخلافة وخطوتها الأولى الزواج من السوريات.

    حكومة قنديل:
    الكلام ما عليهوش جمرك

    وفي نفس العدد خاض زميلنا وصديقنا ورئيس تحريرها السابق محسن حسنين سبعة معارك اخترنا منها أربعة هي:
    بصراحة المتهم الذي ارتكب جريمة تبادل الزوجات ده ما تكفيهوش عقوبة السبع سنين سجناً التي حكم عليه بها, دا المفروض يعدموه! هاتقولولي ليه؟! أقول لكم لأنه طلع راجل 'خرونج' مش كنج كونج!
    لقيت نفسي فجأة بأحط أيدي على جيبي وأنا أقرأ تصريحات د. عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة والتي يؤكد فيها أن الجماعة تعد المصريين بـ'أنهار من عسل'! ربنا يستر, خير اللهم اجعله خير!
    بعد إعلان نية وزارة المالية فرض ضريبة قدرها قرش صاغ على كل دقيقة محمول, فإن حكومة د. هشام قنديل ستدخل موسوعة جينيس باعتبارها أول حكومة في التاريخ تلغي عبارة إن الكلام ما عليهوش جمرك'!!
    طبيعي جدا أن ينفي د. يوسف ممدوح شلبي رئيس الإدارة المركزية للحجز البيطري تلقي مصر أي طلب من إسرائيل لاستيراد مليون حمار, فمن المعروف أن إسرائيل مليانة 'حمير'!.

    رقية السادات وعمرو خالد

    وأما ثالث وآخر الزبائن فسيكون زميلنا بـ'الأهرام' سامي خير الله, الذي خاض يوم الاثنين تسع معارك اخترنا منها ستة هي:
    - د. محمد مرسي: برنامج المائة يوم لا يكفي في ظل تعطل عجلة الانتاج والمظاهرات الفئوية, اقترح مدة الفترة لتصبح ألف يوم.
    - د. هشام قنديل: قالوا عنك انك واضح وصريح وطيب, هذا لا يجدي, لكنك تحتاج لقليل من الدهاء والمكر والشراسة في ظل عدم وجود رؤية أو خطة واضحة لمجلسك الموقر.
    - رقية السادات: قلت ان والدك مات وفي حقيبته قرار إقالة مبارك, تصريح غريب كانت أولى به جيهان السادات القريبة من حقيبته ومن قلبه.
    - د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد, انتقادك الدائم لطنطاوي وعنان عقب خروجهما, أمر غريب عندما نعود بالذاكرة إلى مدحك لهما والثناء عليهما أثناء وجودهما, سبحان مغير الأحوال.
    - د. عمرو خالد: لقد منحك محبوك ثقتهم كداعية إسلامي مودرن دخل قلوب وعقول الشباب, أخشى أن تفقد ثقتهم وأنت رئيس لحزب تبحث عن منصب سياسي من نوع جديد, أرجو الحذر.
    - النقابة البترولية, لقد أخطــــأت في إعلانها عــــندما قالــــت ان د. مرسي قائد حرب أكتوبر العظيم وغفــلت ان تذكر انه قائد الضربة الجوية, نفاق رخيص'


    ------------------

    عبور

    أيها المشير‮.. ‬سلاما

    09/10/2012 09:46:27 م




    بقلم :- جمال الغىطانى


    جمال الغىطانى



    يبدو أن المشير طنطاوي يتعرض لعملية اغتيال معنوي تشبه تلك التي نالت من الفريق البطل سعد الشاذلي،‮ ‬والذي جاء تكريمه بعد فوات الأوان،‮ ‬الشاذلي قاوم مجاهرا،‮ ‬كتب وتحدث ودافع عن نفسه،‮ ‬أما المشير طنطاوي الذي لا يجيد الكلام فمحاصر بصمته قبل الصمت الخارجي والذين يعرفون الحقيقة يخشون اعلانها لقسوة الضجيج الذي تتعدد مصادره،‮ ‬سواء من المصادر الإخوانية‮. ‬أو بعض التجمعات التي تتحدث باسم الثورة وترهب من خلالها الآراء المختلفة،‮ ‬فقط سأذكر بعض العناوين للعناصر التي تجعل من هذا الرجل رمزا وطنيا يجب احترامه وتكريمه‮. ‬حتي لا تتكرر مأساة الشاذلي مرة أخري بطريقة مغايرة‮.‬
    ‮ ‬المشير طنطاوي عسكري مصري منضبط‮. ‬لم يعرف في حياته الا الجندية المصرية‮. ‬ولم تكن له تطلعات سياسية‮. ‬حارب كجندي في سلاح المظلات وقاد كتيبة في معركة المزرعة الصينية تعد من اشهر المعارك في حرب اكتوبر،‮ ‬وتدرج في المراتب حتي وصل الي منصب القائد العام‮.‬
    ‮ ‬حرص علي تحديث الجيش والحفاظ علي قدراته القتالية‮. ‬وطور المشروع الاقتصادي الذي يحقق الموارد المالية اللازمة بحيث لا يصبح الجيش عبئا علي الدولة،‮ ‬وللأسف لم يستطع توصيل حقائق هذا المشروع الي الرأي العام،‮ ‬وتنفق حكومة الإخوان منه الآن لسد العجز في مجالات مختلفة‮.‬
    ‮ ‬اتخذ موقفا ضد التوريث،‮ ‬وتحول الموقف الي عقيدة للجيش كله،‮ ‬ومن هنا كنا الانحياز للثورة وكان حرصه شديدا علي الالتزام بمبدأ أصبح من القوانين التي تحكم عقيدة الجيش منذ ايام مينا موحد القطرين‮. ‬ألا تنطلق وسيلة قتل الي صدور الشعب‮. ‬وكان ذلك أحد أهم اسباب نجاح الثورة خاصة في مرحلة ميدان التحرير،‮ ‬وكانت تعليماته صارمة للجيش الذي وقف صامتا في مواجهة الاهانات التي كانت توجه اليه من عناصر مشبوهة وهذه صفحة سوداء لم تفتح بعد‮.‬
    ‮ ‬رغم ان السلطة كانت بيده،‮ ‬فقد امتثل علي الفور لقرار الرئيس مرسي،‮ ‬واحترم الشرعية،‮ ‬والأمر هنا يرجع اليه‮. ‬فلم يكن فيه تدبير اسطوري‮. ‬ولا مغامرة محسوبة‮. ‬لقد كان الرجل زاهدا في السلطة مثل سوار الذهب‮. ‬خرج الي موقعه في التقاعد‮. ‬وبدأت السهام تصوب اليه من مصادر شتي،‮ ‬وربما نراه في السجن خلال الاسابيع القادمة‮.‬
    ‮ ‬ما ذكرته ليس بالهين،‮ ‬ولكن يظل للرجل اخطاء،‮ ‬منها عدم استيعاب ما جري في يناير،‮ ‬ولنا أن نتخيل لو أن الجيش اتحد مع شباب الثورة واتجه الجميع الي بناء مصر جديدة يكون الإخوان مجرد عنصر فيها وليس القوة المهيمنة المضادة لكل ما حفلت به الثورة‮. ‬لكنني أرجع الاسباب إلي قلة الخبرة،‮ ‬وإلي الدور الذي لعبته لجنة الدستور برئاسة طارق البشري والذي كان يجلسه المشير إلي يمينه،‮ ‬وإلي الدور لذي قام به اللواء ممدوح شاهين وثيق الصلة بالإخوان‮.‬
    أكرر باختصار،‮ ‬الرجل اخلص للجيش ولمصر،‮ ‬وقاوم التوريث وانتصر‮ ‬للثورة،‮ ‬وامتثل للشرعية،‮ ‬اخطاؤه نتيجة حسن النوايا وليس سوء القصد،‮ ‬فقط،‮ ‬إنما أردت التوضيح في وقت صعب،‮ ‬أقول هذا ولا تربطني بالرجل أي صلة علي المستوي الشخصي،‮ ‬ولكنه ضميري الذي يجب أن اتبعه في قول ما أراه خطأ،‮ ‬اقول من اعماقي مقتنعاً‮: ‬ياسيدي سلاما وشكراً،‮ ‬لقد أديت واجبك وتركت السلطة وانت في قمتها،‮ ‬لك السلام والشكر‮.‬


                  

10-11-2012, 04:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    ابن الشيخ القرضاوي يتهم مرسي بالتدليس..

    وأسباب عداء الإخوان لمحمد علي باشا والقومية
    حسنين كروم
    2012-10-10


    القاهرة - 'القدس العربي'


    لا أخبار أو موضوعات ملفتة للانتباه في كل أخبار وموضوعات صحف مصر امس، حتى الخبر الأخطر في رأيي، وهو استمرار صحيفة حزب الإخوان المسلمين 'الحرية والعدالة' تجاهل أخبار وزير الدفاع وعدم نشرها، وهو حضوره حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط الاحتياط، رغم نشر الصحف الأخرى له، وهو ما يؤكد أن الإخوان يجهزون شيئاً ضد قيادة الجيش لرفضها تنفيذ مطالب بتحويل الجيش إلى إدارة لهم، مثلا، الله اعلم - لكن ما يحدث من هؤلاء الناس بالنسبة للجيش لغز لا بد من حله، وإلا فان البلاد سوف تتعرض لأخطار شديدة، سيدفعون هم قبل غيرهم، ثمنا أفدح مما يتصورونه وهو ما حذرنا منه من أشهر خاصة من أحد أجنحتهم التي تخطط لاتخاذ الاجراءات التي تجعل وجودهم أبدياً في السلطة.
    كما نشرت الصحف عن قرار المستشار يحيى جلال مساعد وزير العدل لشؤون الكسب غير المشروع بضبط وإحضار زميلنا وصديقنا إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة مؤسسة 'الأهرام' الأسبق للتحقيق معه في اتهامه بالإثراء غير المشروع.
    ونشرت 'المساء' تصريحات لإبراهيم أدلى بها هاتفيا من باريس لزميلنا مختار عبدالعال، حيث يقوم بفحوص دورية، وأبدى تعجبه من أمر الضبط، رغم انه لم يتم استدعاؤه على الإطلاق طوال الفترة الماضية في أي بلاغ أو قضية وأنه تم التحقيق معه أيام جمال مبارك وصفوت الشريف لمدة أربع سنوات وتم حفظ التحقيقات، كما نشرت الصحف عن تصميم الأطباء على تصعيد إضرابهم واعتراف رئيس الوزراء بخطورة الوضع المالي والاقتصادي، وقيام الرئيس بزيارة لأوغندا لحضور احتفالاتها بعيد استقلالها، وسيواجه هناك شبح خالد الذكر أيضاً.
    وإلى شيء من أشياء عندنا:

    احتفالات نصر اكتوبر: كل معازيم الرئيس من الإخوان والجهاديين!

    ونبدأ بالمعارك التي ازدادت اتساعاً وعنفاً حول الرئيس وبسببه، نتيجة خطابه الذي ألقاه في استاد ناصر بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر، والحشد الإخواني الذي حدث، ودورانه داخل الاستاد في سيارة، ودعوة عدد من قادة الجماعة الإسلامية الذين اتهموا بالمشاركة في لتخطيط لاغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، صاحب قرار الحرب، وقد قام المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر علي بنفي أن الرئاسة هي التي وجهت الدعوات، وإنما الجيش هو من دعا، وقد أدى خطاب الرئيس إلى عاصفة من الهجوم العنيف ضده، ففي 'الوطن' يوم الاثنين، قال الطيب خالد منتصر والذي يطلق عليه بعض الإسلاميين خالد مَنتَصب، بسبب كثرة كتاباته عن الجنس، المهم أن منتصب، آسف جدا - جداً - قصدي منتصر قال:
    'من حق الرئيس أن يكون كل معازيمه من الإخوان والجهاديين، حتى ولو كان من بينهم قتلة السادات صاحب قرار العبور! ومن حقه أن يدخل الاستاد في سيارة مكشوفة، لكن من حقنا أيضاً أن تكون الأرقام التي قالها في خطابه مكشوفة كسيارته، شفافة كسيرته، نعرف كيفية حسابها وإلا عدنا إلى أرقام عصر مبارك التي كان يضعها له المسؤولون ويجملون ويزينون وهو يسردها في مجلس الشعب بكل ثقة، هل أصبح الفرق أن الذي يقدم الأرقام للرئيس من الإخوان بعد أن كان من الحزب الوطني؟
    الرئيس لا بد أن يهتم في خطاباته بالعموميات والخطوط العريضة ليس من المعقول أن يغرق في التفاصيل ويعدد من ضمن انجازاته ثلاثة وأربعون ألف مخالفة سير في عكس الاتجاه وستة آلاف مخالفة قيادة بدون رخصة وثلاثة آلاف مخالفة سير بدون ترخيص! لأنه لو كانت الانجازات بعدد الرخص المسحوبة لأقمنا لحبيب العادلي تمثالا من ذهب! الكلام عن القروض والميزانيات كلام اقتصادي وحديث في علم اقتصاد وليس كلام مذاهب فقهية مع كامل الاحترام للرئيس مرسي، ليس من الحصافة السياسية أن تعرض قضية القرض كجدل فقهي وترد بأن الفائدة صغيرة يادوب واحد في المائة!
    من حق الرئيس أن ينتقد ويهاجم منتقديه ويعنف بالحقائق والأدلة ولكن أن يهاجم بأنهم لا يعرفون صلاة الفجر فهو استخدام أسلوب طالما انقلب على الساحر لأنه سلاح في منتهى الخطورة، صلاة الفجر مكافآتها عند الله والشعب الجائع في النهاية لا يهمه أن يقيم الرئيس صلاة الفجر بقدر ما يهمه أن يقيم الرئيس العدل، الشعب الجائع لن يهتم كثيراً بصيام الرئيس في رمضان وسيثور عليه إذا جعله الرئيس يصوم طوال العام'.

    مرسي لم يذكر بحرف
    أو لفظ اسم الرئيس السادات

    أما زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير التحرير، فقد واصل مجاملاته للرئيس والإخوان بقوله في نفس اليوم: 'خطاب الرئيس مرسي بين جماهير جماعته وجمهور طلائع الجيش في استاد ناصر هو أفضل خطاب من خطاباته الكثيرة المفرطة، صحيح أنه خطاب طويل ممل ساعته الأولى عبارة عن رطانة تقليدية من كتاب الخطب المنبرية، كرر فيها الرئيس مرسي كل موضوعات التعبير التي كتبها تلاميذ مصر عن حرب أكتوبر ولم يلفظ الرئيس جملة واحدة مختلفة أو جديدة أو تحمل زاوية خلاقة، أو رؤية مبدعة للحرب، لكنه كلام مكرور وثرثرة معادة لخطيب مكبل بالبلاغة البالية وفي ظل الاحتفال الحفي بنصر اكتوبر، فإن مرسي لم يذكر بحرف أو لفظ اسم الرئيس السادات بطل وقائد الحرب حتى على سبيل الترحم على الرجل الذي أخرج الإخوان من قبول المعتقلات وآمنهم من خوف بل وكان بين حضور المنصة المحكوم عليهم في قضية قتل السادات في افتقار إلى الحد الأدنى من اللياقة السياسية والإنسانية.

    لماذا غاب طنطاوي
    وعنان عن الاحتفال؟

    ثم أن الرئيس مرسي استغرق وقتا في تكرار التحية للجيش وقادته الذين وقفوا 'بل وعبروا!!' مع الشعب في خمسة وعشرين يناير، ولكن المدهش أن المشير طنطاوي والفريق عنان لم يكن أيهما في هذا الاحتفال ولو بشكل بروتوكولي هش فالرجلان وعدد من أعضاء المجلس العسكري الذين أحالهم مرسي للتقاعد غابوا أو غُيبوا فالبعض منهم على ما يبدو سيكون في السجن مع نهاية هذا العام، لكن لماذا أصبح هذا الخطاب هو درة خطابات مرسي في المائة يوم إذن؟ كل ما قاله مرسي عن الاقتصاد يجعلنا أمام جمال مبارك وقد أطلق لحيته وكل الأرقام التي ذكرها مرسي تشي بأننا لم نقم بثورة على سياسة مبارك فالأرقام عن الدعم ووصوله الى مستحقيه وعن التجار الذين ينهبون الدعم ويسرقون الفقراء، وعن تحمل الدولة أعباء للفقراء وعدم المساس بالفقراء الذين يسكنون في القلب، والثرثرة عن تعطيل سائقي الميكروباص والأطباء وإضراباتهم، وعجلة الانتاج هو نفسه كلام مبارك ونظامه ورجاله بل إن مبارك ورجاله لم يصلوا يوماً إلى درجة الدفاع عن صندوق النقد الدولي، فهي جرأة لا تليق إلا برئيس أصابته الانتقادات بالتوتر، لكن أهم ما في هذا الخطاب على الإطلاق هو زعم الرئيس أن الفائدة الواحد والنصف في المائة ليست ربا، وأنه لن يرضى أن يأكل الشعب بالربا، فقد صار لدينا الرئيس المفتي ولقد ذكرني الرئيس بالشيخ الذي استضفته ذات مرة في حلقة عن فوائد البنوك وسألني قبل التسجيل عايزها حلال ولا حرام؟ّ'.

    المركب توشك على
    الغرق ولا جماعة ناجية

    ومن 'التحرير' إلى 'الشروق' في ذات اليوم لنكون مع زميلنا عماد الغزالي وقوله: 'سيكون مفيداً للسيد الرئيس ومستشاريه لو أنهم عكفوا لمدة ساعات على دراسة أسباب الفشل في خطة المائة يوم دون مكابرة بعيدا عن صخب ميليشيات الجماعة الالكترونية وأبواقها الفضائية، وأظن أن كثيرا مما قيل وكتب خلال الأيام القليلة الماضية يصلح مادة للنقاش فالمركب توشك على الغرق ولا جماعة ناجية، أريد أن أضيف الى ما سبقني إليه آخرون من اجتهادات ملاحظة تولدت لدى من متابعتي أداء الرئيس خلال المائة يوم وهي أنه لا يتصرف بعد بوصفه رئيساً لمصر وإنما خليفة للمسلمين، أريده أن يثبت أنه رئيس لكل المصريين وأن يشرح لنا بشفافية حقيقة أوضاعنا وحدود قدرته على تنفيذ طموحاتنا، نريد كلاماً لرجل دولة لا وعظاً من خطيب زاوية، وأن نعرف أن من انتخبوه وهم كتلة تساوي تقريبا من لم ينتخبوه أرادوه رئيساً لمصر لا إماماً للمسلمين وإنه إن كان مؤرقاً بشدة من الأوضاع في سورية، ولن يهدأ له بال حتى زوال النظام السوري كما قال، فإن فقراء مصر الذين يبلغ تعدادهم ضعف سكان سورية أولى بانشغاله وأن 'اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع' والبيت إن كان لا يعلم آيل للسقوط بهم.

    يحسب لمرسي تحييد الجيش

    وإلى يوم الثلاثاء، وزميلنا الإخواني محمد جمال عرفة وقوله في 'الحرية والعدالة' مدافعاً عن الرئيس ومنبهاً مهاجميه إلى ما تناسوه: 'لا أدري لماذا لم ينتبه أحد لما حققه الرئيس محمد مرسي في انجازات مهمة للغاية في ملفات أخرى خظيرة لم ترد أصلاً في برنامجه الخماسي ولكنها ستؤثر حتماً على تاريخ مصر بخلاف ما تعهد به خلال المائة يوم الأولى من حكمه! خذ عندك مثلا إنهاء مرسي للحكم العسكري لمصر المفروض منذ 60 عاماً وإنشاء دولة مدنية حقيقية عندما أقال - بضربة معلم - كبار قادة القوات المسلحة ورموز الحكم العسكري 'المشير طنطاوي والفريق سامي عنان' واضعاً كفنه على يديه، لأن أي رفض لهذه القرارات منهم كان سيكون معناه دخول مصر البوابة السورية الجهنمية الحالية وانشقاق الجيش وضمن العملية نفسها للتخلص من الرموز العسكرية تمت إقالة اللواء بدين قائد الشركة العسكرية وقائد الحرس الجمهوري ورئيس جهاز المخابرات اللواء مراد موافي، خذ عندك أيضاً قرارات الرئيس المتعلقة بتقوية مكانة مصر الخارجية مثل الوقوف بحزم ضد الإساءة الغريبة للرسول - صلى الله عليه وسلم - والسعي إلى تنمية سيناء وتعميرها وفرض الأمن بها ووضع العلاقات مع أمريكا في حجمها الطبيعي كأنداد لا كدولة 'تابعة' والحديث - لأول مرة - عن عدم التزام إسرائيل بمعاهدة السلام 'كامب ديفيد' لأنها لم تنسحب من الأرض الفلسطينية المحتلة'.

    عبدالرحمن يوسف القرضاوي:
    خطاب مرسي هو الأسوأ

    وكان في انتظاره في نفس اليوم - الثلاثاء - في 'اليوم السابع'، الكاتب والشاعر عبدالرحمن يوسف، ابن الشيخ يوسف القرضاوي ليقول: 'بدا خطاباً للأمة هو الأسوأ منذ توليه السلطة لأنه استغرق ساعتين وهذا لعمري أمر مرهق للسامع والمتكلم ولم يكن الرئيس مضطراً بأي حال من الأحوال لإرهاق نفسه والحاضرين بهذا الخطاب الطويل خصوصاً أن كل ما قيل كان يمكن أن يختصر 'بلا إخلال' في أقل من نصف مدة هذا الخطاب، ولأن سيادة الرئيس حاول تبرير الفشل في تنفيذ وعود المائة يوم الأولى بطريقة غير مقنعة في رأيي فكل من يعيش في مصر يدرك أن انجازات الرئيس في الوعود التي قطعها محدودة جداً وله كل العذر لذلك لم يكن مضطرا لإيراد كل هذه الأرقام ومحاولة الالتفاف على الفشل تعد فشلا جديدا وفيها شبهة تدليس على الأمة، جو الاحتفال لم يكن لائقاً برئيس لكل المصريين ومسألة حضور الاحتفال لأناس دون أناس وامتلاء المدرجات بأنصار الرئيس فقط قد يعد سنة سيئة لا ينبغي أن تمر دون أن نشير إليها، التشكيك في المعارضين من قبل السيد الرئيس لم يكن أيضاً موفقاً، لابد أن أذكر أن الخطاب لم يخل من ايجابيات أهمها أنه قد سن سنة حسنة في مصارحة الناس ومكاشفتهم بحقيقة ما يجرى في دهاليز الدولة'.

    .. و'التحرير' تتهمه
    بالكذب والنفاق

    وفي الحقيقة، فلم أفهم كيف يشيد بالخطاب في النهاية بينما اعتبره الأسوأ وتدليس، لدرجة أن عنوانه كان - أسوأ خطاب الرئيس - وإذا كان يوسف اتهم الرئيس بالتدليس فان سكرتير عام 'التحرير' زميلنا محمد الدسوقي رشدي اتهمه بالكذب والنفاق والخيانة، قال: 'الدكتور محمد مرسي فهو الذي ارتكب جريمة وعد الناس بحل أزماتها في مائة يوم وهو نفسه الذي فشل في تحقيق وعده ثم تحدث بالكذب وألقى في آذان الناس أرقاماً مجهلة حول بعض الانجازات ثم خان الأمانة ونسب لنفسه انجاز الدكتور كمال الجنزوري بتخفيض العجز في الموازنة ووقف وتفاخر في استاد القاهرة بأنه هو من فعلها ثم هو من قال يوماً انه لن ينام طالما في مصر مظلوم وهاهو يسافر وينام ويلقي القفشات في الخطابات بينما عائلات جنود رفح الستة عشر لم يعرفوا الفرحة ولم تعرف أرواح أبنائهم الراحة بسبب تأخر الثأر، هل ترى يا عزيزي ما فعله الرئيس في المائة يوم وعهد وأخلف وتحدث بالكذب وخان الأمانة واستحل لنفسه انجازات الغير، هي ثلاثة النفاق كاملة مكملة ارتكبها الدكتور مرسي ومع ذلك لم يخرج أحد ليقول بأنه الرئيس المنافق، الرئيس المؤمن ترك كل مشاكل مصر واستقطع جزءاً من خطابه الرئاسي للسخرية من الذين يسألونه وسؤالهم حق تكفله قيم الشفافية والحرية - عن تكلفة الحراسة لتي تقوم بتأمينه أثناء الجمعة ركز كثيرا على السخرية من سائليه وضربهم تحت الحزام بالإشارة الى انهم ليسوا أهل صلاة حينما قال انهم لا يعرفون صلاة الفجر دون أن يقدم إجابة واضحة عن تكلفة الحراسة الضخمة التي تتبعه أثناء صلاة الجمعة مكتفياً بالقول بأن الحراس موظفون في الدولة، غافلا عن أن الصور التي تبثها وكالات الأنباء والصحف عن صلاته في المساجد تفضح شيئاً أهم وأخطر من فكرة التكاليف، تفضح شيئاً يخص إفساد الصلاة على الكثير من المصلين بسبب أطقم الحراسة التي تحتل ما بعد الصف الأول لتأمين سيادته، بخلاف العشرات من المواطنين الذين يفشلون في الدخول الى المسجد بسبب إجراءات التأمين المشددة ألم يتدبر الرئيس المؤمن صوره وهو يخطب ويصلي يوم الجمعة ليرى الحراس وهم يقفون بوجوههم عكس القبلة ويحيطون بجسد سيارته في مشهد يأخذ من خلال الفرض الرباني ويدفعنا للتساؤل لماذا قام الرئيس بتمثيل مشهد إبعاد الحراس في ميدان الحرير طالما لا يأمن على نفسه من الصلاة منفرداً وبشكل طبيعي في بيت الله؟ سيادة الرئيس الذي وقف يحذر ويسخر من معارضيه ويتحدث عن أرقام وهمية لانجازات غير ملموسة نسي أو تناسى أنه كان يجب أن يشعر بالكسوف والخجل من نفسه وهو غير قادر على ان يفسر للناس سر تعديل جدول زيارته لسيناء وعدم قدرته على زيارة المنطقة المنكوبة رفح'.
    غاب أبطال أكتوبر عن احتفال
    ستاد القاهرة فحضر قتلة المنتصر!

    وانهمرت الهجمات على التقرير وفشلت في ايقافها، ففي 'أخبار' ذات اليوم، صاح زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين الأسبق جلال عارف قائلاً وهو مذهول مما شاهده في الاستاد من المدعوين: 'غاب أبطال أكتوبر عن احتفال ستاد القاهرة بالنصر العظيم لم توجه الدعوة للعسكريين الذين شاركوا في الحرب وحققوا الانجاز الذي سنظل نفخر به الى يوم الدين! ولم توجه الدعوة لأبطال المقاومة الشعبية وللفدائيين الذين سجلوا بطولات لا تنسى خلال حرب الاستنزاف ثم خلال اكتوبر العظيم، يبدو أن منظمي الحفل كانوا مشغولين بحشد الأنصار من جماعة الإخوان حتى كاد الاحتفال يتحول إلى احتفال حزبي '!!' لكن الأخطر كان أن المنصة التي خلت من أبطال أكتوبر لم تخل من الأخ طارق الزمر أو ممثلي الجماعة الإسلامية المتشددة جلسوا يتابعون المشهد على بعد خطوات قليلة من المكان الذي شهد الحدث الذي كانوا أبطاله حين أغتيل الرئيس الأسبق السادات ومعه العشرات من العسكريين والمدنيين أثناء الاحتفال بأكتوبر في حادث المنصة ويكتمل المشهد بتعطف الأخ محمد الظواهري زعيم السلفية الجهادية، وهو يبدي استعداده للتدخل لوقف العمليات الجهادية ضد جيش مصر إذا طلبت منه الجهات الرسمية السيادية ذلك وإذا تعهدت بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من طلبات 'المجاهدين'، هل هذه مصر التي عبرت في أكتوبر والتي انتصرت ثورتها في يناير!!'.

    القوات المسلحة لم تكن
    وراء دعوة قتلة السادات

    أما جلال الآخر، وهو زميلنا وصديقنا دلال دويدار رئيس تحرير 'الأخبار' الاسبق، فقال وهو ينفخ من شدة الغاضب وجعلني انفخ مجامله له: 'لا أعتقد أن رجال القوات المسلحة الذين قادهم السادات إلى النصر هم وراء هذه الدعوة التي تنم عن جليطة ما بعدها جليطة، ليس من وصف لما حدث سوى أنه عملية سحب بطريقة تفتقد للأصالة والإخلاص لقلادة النيل ونجمة الشرف اللتين ثم منحهما لاسم المرحوم العظيم السادات والذي يعد في مقدمة المستحقين لهما باعتباره صاحب قرار حرب الكرامة التي حققت النصر لمصر وفي هذا الشأن لا يمكن أن ننسى إشادة قطب إخواني بجريمة اغتيال السادات.
    إذا كنا قد وجهنا اللوم والإدانة للإعلام المصري عندما قام عن جهل بالاحتفاء بقاتل السادات بعد الإفراج عنه فإن دعوته لحفل ذكرى انتصار أكتوبر هو إجراء يتسم بمناهضة المسؤولية الوطنية وضد مشاعر الشعب المصري'.

    لماذا لم يقف قائد
    الجيش بجانب الرئيس؟

    أما زميلنا وصديقنا والأديب الكبير - بـ'الأخبار' ايضا، جمال الغيطاني، فقال وهو شديد الحزن: 'أخطر ما في احتفالية أكتوبر بالاستاد إخفاء الجيش المصري، لا يعني وجود بضع مئات من الجنود في المدرجات أنه كان ماثلاً، فالجيش المصري لم يكن يكمل المقاعد الفارغة في أكتوبر إنما كان يحرر وطناً ويبذل دماً، لقد اختفى الجيش تماماً هو جوهر اليوم والأيام ومحور الاحتفال، كان المفروض ان يقف الفريق أول عبدالفتاح السيسي الى جانب الرئيس في العربة المكشوفة، كان المفروض أن تصطف في أرض الاستاد وحدات رمزية من القوات التي حاربت.
    القائد العام الحالي جلس بعيداً، العبارات التي ذكرها الرئيس عامة لم يرد على لسانه اسم أي قائد لا جمال عبدالناصر ولا صاحب قرار الحرب أنور السادات ولا القادة العظام الذين قادوا الجيش إلى النصر محمد فوزي، عبدالمنعم رياض، أحمد إسماعيل تكريم سعد الدين الشاذلي بمفرده لا يكفي، أعي تماما أن ثمة دولة تزيح دولة وأن ما يجرى طبيعي خاصة أن الإخوان لا يؤمنون بعقيدة محورها الوطن وأنهم يعتمدون على الميليشيات العقائدية أكثر مما يحرصون على وجود جيش وطني قوي، أنني أثق في وطنية قادة الجيش ثقة مطلقة وفي مقدمتهم الفريق أول السيسي لكننا كنا نتمنى رؤية رموز أكتوبر والرجال الذين يستكملون المسيرة وليس عربة مدنية يستقلها رئيس 'مفرد ملهم' إنها الخطوة الأخطر في محو الذاكرة الوطنية'.

    مصر دوامة القروض
    وحدوتة التفاوض

    ونظل في 'الأخبار' لنكون مع آخر زبائن هذه القضية وهو زميلنا محمد عبدالحافظ وقوه: 'ستدخل مصر دوامة القروض وحدوتة التفاوض مع صندوق النقد وكان يمكن أن نقبل سماع هذه الأنباء إذا كان رئيس مصر غير محمد مرسي وإذا كانت الحكومة ليست حكومة قنديل وإذا كان حزب غير الحرية والعدالة هو المهيمن على أمور الحياة السياسية في مصر، فالرئيس ملتزم دينياً والحكومة إسلامية والحزب إخواني والمنطق يقول ان منطلق سياسات الثلاثة ستكون إسلامية وهذا شيء جيد ومستحب، ولكن الإسلام يحرم 'الربا' وصندوق النقد هو مبتدع الربا وأبو المرابين في العالم. ويطلب ضمانات بعضها انتهاج سياسات اقتصادية ستضر وتمس محدودي الدخل لأنه سيشترط إلغاء الدعم، بصراحة أنا مندهش من موقف الرئيس والحكومة والحزب الذين يرفعون راية الإسلام وأنا معهم في ذلك، ويخالفون نصاً قرآنياً ويسعون للاقتراض من الصندوق، الإسلام لا يتجزأ وتذكروا انه لا اجتهاد مع نص!'.
    هذا، وقد أخبرني زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب عمرو سليم انه مروره يوم الثلاثاء لحل الكورنيش سمع شابا يقول لصديقه وهما جالسان الى الدكة، وقد نقله للشروق: - ما حدش شايفنا يا فيفي، هاتي بوسة سلف
    فردت عليه: - بمصاريف إدارية واللا من غير. والحقيقة ان هذا يحتاج إلى فتوى.

    العداء للعروبة من الاخوان والسلفيين

    لا يعادي القومي والوحدة العربية - أنصار الدعوات الإقليمية فقط سواء لغربتهم في الارتباط بدول أو قوى أقرب إليهم من الناحية المذهبية، وإنما يعاديها أيضاً وبشكل أكثر شراسة، الإخوان المسلمون والسلفيون، لأسباب مذهبية ايضا، بسبب محاولاتهم بذر بذور الفتنة بين المسلمين السنة والشيعة، وبين المسلمين والمسيحيين العرب.
    ولأسباب أخرى خاصة بأوهامهم في إنشاء دولة الخلافة الإسلامية، التي يحكمونها، ولذلك يؤمنون بأن عدوهم الأول لتحقيق هذا الهدف هو القومية العربية والدعوة إلى الوحدة العربية، وازدادت حدة هذا العداء ب وصولهم الى الحكم في عدد من الدول، مصر وليبيا وتونس، وفي المغرب، وإيمانهم بأنهم سيحكمون سورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، بالإضافة الى حكم غزة، وفي تركيا كذلك، ومن الممكن هنا أن يكون الخليفة منها لا رئيس عربي لدولة قومية عربية، وهم من فترة دخلوا في خصومة تاريخية مع كل من يعتقدون في دعوته لاستقلال الدولة الوطنية، وكذلك القومية العربية خاصة، وأنهم ضد دعوات الخلافة الإسلامية، أو تأسيس وحدة الدول على أساس الدين، ولذلك تلمس كراهيتهم لدعاة الوطنية والقومية، حتى لو كانوا دعاة نهضة وتقدم حضاري لذا لم يقتصر عداؤهم مثلا لطه حسين وساطع الحصري، والشيخ محمد عبده وسعد زغلول وقاسم أمين ولطفي السيد ودعاة الإصلاح في تونس مثل خير الدين التونسي والطاهر الحداد، وإنما امتد ايضاً ليشمل محمد علي باشا أول مؤسس للدولة المصرية الحديثة، أي كل من اعتبروه تاريخياً عدوا للدولة العثمانية.

    ما دخل صباحي ومحمد علي
    وناصر بابن خلدون؟

    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم على صاحبنا الحمامي، وما دخل حمدين صباحي ومحمد علي باشا وخالد الذكر بابن خلدون؟
    بل ما دخل حسن البنا نفسه بابن خلدون؟ الملاحظ هنا هو التعصب المذهبي المقيت، والجهل بالتاريخ الذي يغلفه باستعراض عبارات من ابن خلدون، ويربط بينه وبين حزب الإخوان المسلمين - الحرية والعدالة - وحزب عبدالمنعم أبو الفتوح - مصر القوية، ولماذا تجاهل بقية الدعوات للدولة، كالدولة الحفصية والفاطمية في بلاد المغرب، والزنج والقرامطة، والمهدية في السودان، ولماذا تجاهل تحالف خلفاء وأمراء مسلمين مع الاسبان في الأندلس ضد إخوان لهم، ومع الصليبيين في المشرق عندما بدأت الغزوات الصليبية، ومع التتار والمغول، واتفاقات الدولة العثمانية مع الاسبان والانجليز والفرنسيين والروس، ضد إخوان لهم، مثلما تحالفوا مع الانجليز ضد محمد علي باشا، وأيدوا غزوهم لمصر أيام توفيق لضرب الثورة العرابية، وثورة المهديين في السودان التي سحبت ثورة الدراويش وأصدر الخليفة العثماني بيانات كفر فيها عرابي والمهدي.

    خلق تبريرات تاريخية لكراهية
    العروبة والوحدة العربية

    وهذا واضح من مقالات بعضهم، ومنهم صاحبنا هشام الحمامي الذي يقوم بمحاولة عبثية وخائبة لايجاد تبريرات تاريخية لكراهيتم لدعاة العروبة والوحدة العربية، قال المسكين يوم الأحد في جريدة 'المصريون' وهو مختبأ وراء ابن خلدون المؤسس الحقيقي في العالم لعلم الاجتماع، وهو مفخرة العرب والمسلمين: 'هكذا تحدث ابن خلدون' 'الأمم العظيمة استثمارها الحقيقي هو الإنسان'، بتدشينه أخلاقياً، والدين الخلق فمن زاد عنك في الخلق زاد عنك في الدين ومن نقص عنك في الخلق نقص عنك في الدين، كما يقول ابن القيم، من يدعون إلى هذه المعاني ليس لديهم شعور بأنهم 'شعب الله المختار' كما قال الأستاذ حمدين صباحي واصفاً الإسلاميين، فقط لديهم ضمير ديني وحس أخلاقي ووعي تاريخي، هذا الوعي التاريخي ازداد قوة بالاتجاه الواضح للإسلاميين بالتمييز بين العمل الدعوي والعمل الحزبي - أراه في 'الحرية والعدالة' وأراه في 'مصر القوية'، جيل السبعينيات يصالح التاريخ ويصالحه التاريخ بتطوير المسارات في الاتجاه الأصوب والأكمل، ابن خلدون سيقوم بتقديم تطوير حركي للدعوات الدينية في اتجاه البناء التنظيمي، دعم 'الدعوة' لـ'الدولة' رأيناه كثيرا في التاريخ الدعوة العباسية، دعوة المرابطين، دعوة الموحدين، وكل تجربة تاريخية لها ايجابياتها وسلبياتها وليس فرضا علينا حمل آثار الماضي أو تركاته خاصة إذا كانت تحمل بعض العيوب، لدينا المشروع والتجربة ونستطيع إعادة صياغتها على نحو أصح وأسلم من تلك العيوب، تجربة محمد علي '1805م- 1840م' الناهضة كانت من خلال الدولة العثمانية 'الخلافة الدينية' وحين أخذت هذه التجربة في التطور تجاهلت الدين فانتهى بها الأمر الى الفشل في تجديد الدولة العثمانية من الداخل انطلاقاً من مصر كما يرى البعض ثم فشل في إتمام مشروعه 'الإقليمي' وانتهى الحال إلى الاحتلال '1882م'.
    ثم جاءت حركة الضباط 'يوليو 1952م' استندت إلى العصبية 'الجيش' وتجاهلت حضور الدين، ليس فقط نتيجة للصدام مع الإخوان - الدين أكبر من الإخوان - ولكن استمراراً 'للغباء التاريخي' الذي بدأه محمد علي ومن لا يقرأ التاريخ محكوم عليه بتكراره كما يقولون فكرره 'أبو الهزائم حياً وميتاً' الأب الروحي للتيار الشعبي الصباحي' سلام على عمر ضائع لم يكن غير وهم جميل!
    ثورة 25 يناير كانت إعلانا بفشل مشروع حركة الضباط في يوليو 1952م لتبدأ مرحلة تاريخية جديدة لحمل عبء النهوض بالوطن فأشرقت علينا الدولة الخلدونية 'التنظيم لا الدعوة الدينية'.

    حكاية العصبية
    التي تحدث عنها ابن خلدون

    أما حكاية العصبية التي تحدث عنها ابن خلدون فكانت مستوحاة ايضا من تعاليم الإسلام الذي رفض العصبية باعتبارها تمييزا، لقبيلة على أخرى، أو جنس على جنس، ان أكرمكم عند الله أتقاكم، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وفي التاريخ الإسلامي تم اتهام الخلافة الأموية بالتعصب للجنس العربي، واستبعاد الموالي، وهو ما دعاهم للانقلاب عليها، وتحولها إلى المذهب الشيعي، ثم التحالف مع العباسيين، لاسقاط الخلافة الأموية، وكان رأس حربتهم أبو مسلم الخراساني ومع ذلك انقلب العباسيون على شيعة سيدنا علي كرم الله وجهه وآله، رغم انهم أبناء عمومتهم واعتمد العباسيون على الموالي واستبعدوا العنصر العربي، الى ان وقعت مذبحة البرامكة، وتطور الأمر بعد ذلك الى الاستعانة بالمماليك الذين تم استجلابهم من الدول الأوروبية والأسيوية، وأصبح خلفاء بني العباس ألعوبة في أياديهم، ونشأت اكثر من خلافة إسلامية تتصارع فيما بينها، فأين هو مشروع الخلافة الموحدة في التاريخ بعد مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه؟

    محمد علي بنى الدولة المصرية
    وقضى على الوهابيين

    أما بالنسبة لمشروع محمد علي فلم يكن تجديدا للدولة العثمانية انما كان بناء دولة مصرية لها امتداد في المشرق وأفريقيا تبني نفسها على التطور الذي حدث في أوروبا، وهذه الفكرة سبقها تنفيذ محمد علي أوامر الخليفة العثماني بارسال قواته الى نجد للقضاء على ثورة الوهابيين وآل سعود فأرسل حملة بقيادة ابنه طوسون، فشلت، والثانية بقيادة ابنه إبراهيم وقضت على الدولة الوهابية ودمرت عاصمتها - الدرعية - ثم ارسل محمد علي قواته بطلب من الخليفة للمشاركة في إخماد ثورة اليونانيين فيما عرف بحرب المورة، وكانت الدولة الروسية الارثوذكسية تساعد اليونانيين الارثوذكس وفيما بعد، تطورت فكرة الدولة المصرية الى الدولة العربية تحت تأثير إبراهيم باشا، الذي ظهرت ميوله لبناء هذه الدولة، ولذلك؛ حين قامت الحرب مع الدولة العثمانية هاجمت القوات المصرية العثمانيين واحتلت الشام كلها - سورية ولبنان وفلسطين والأردن حاليا - وعندما وصلت الى جبال طوروس، توقف إبراهيم باشا، ولم يواصل زحفه على تركيا ذاتها، رغم قدرته، وتوقف بقواته عند جبال طوروس، وقال انها الحد الفاصل بين العرب والأتراك، بالإضافة الى الحماية التي أعلنها الانكليز لدولة الخلافة، هذا باختصار هو التاريخ الذي اقحم صاحبنا الإخواني نفسه فيه ليصل الى التعبير عن عدائه سواء لدعوة الوحدة العربية وثورة يوليو بل والعداء لفكرة بناء الدولة الحديثة منذ أيام محمد علي وتصويرها هي وثورة 19 وثورة 23 يوليو بأنها كانت ضد الإسلام، وهذه آخر مرة، سوف أتورط فيها لمناقشة تاريخية مع أناس لا علم لهم به، لكن ماذا نفعل مع فلاسفة الإخوان ومعلوماتهم؟

    ------------------

    عفوا سيادة الرئيس مرسي.. لن تستطيع!
    د. فايز رشيد
    2012-10-10




    نشرت الكثير من الصحف العربية قبل بضعة أيام أبحاثا، تحدث فيها محللون سياسيون مصريون وعرباً، عن محاولة الرئيس محمد مرسي استعادة دور مصر في العالم العربي، والمنطقة والعالم. ذلك أن مرسي وخلال فترة قصيرة نسبياً زار السعودية وشارك في قمة دول عدم الإنحياز في طهران، وقام بزيارات إلى بكين ونيويورك وأنقره، وربما سيزور قريباً غيرها.أيضاً الرئيس مرسي شكى في تصريح له من 'تهميش دور مصر' الذي لا يتناسب مع حجمها السؤال هو: هل يستطيع مرسي استعادة دور مصر العربي والمناطقي والدولي؟ بموضوعية سنحاول الأجابة عن هذا التساؤل وبعيداً عن الأهواء، ونقول:
    إن الدور المصري عربياً وإفريقياً ودولياً تعزز في عهد الرئيس عبد الناصر، وكان في أوجه. هذا الدور الذي اســـتهزأ فيه مرسي من عبدالناصر، بطريقة غير مباشرة ، عـــندما خاطب سامعيه في خطاب له قائــــلا: 'تذكـــرون أوضاع مصر في الخمسينيات والستينيات، وما أدراك ما الستينيات'. مرسي في خطابه بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب أوكتوبر لم يتطرق الى الأمة العربية لا من قريب أو من بعيد . كذلك لم يتحدث عن افريقيا. هذا الدور لعبدالناصر لم يأتِ صدفةً، وإنما لأن الرئيس الراحل كان وطنيُا مصرياً وقومياً عربياً بامتياز، وقائدا دوليا .صنع عبدالناصر لمصر الكثير وغيّر فيها في المجالات المختلفة ما لم يستطع أحد إنكاره.
    عربياً ومناطقيا : تبنى عبدالناصر القضايا الوطنية العربية وأبرزها قضية فلسطين،أعاد للأمة العربية كبرياءها، ودافع عن الأمة العربية من المحيط إلى الخليج،عبّر عن نبض الجماهير العربية.في مواقفه السياسية اندغم مع ما تراه الجماهير العربية، ولذلك كان التماهي كبيراً بين الزعيم وأمته.اتخذ سياسات وطنية تقدمية من كل القضايا العربية والدولية. تبنى حركات التحرر الوطني في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.إسرائيل بالنسبة إليه ولسياساته كانت عدواً ليس للفلسطينيين فحسب وإنما لمصر وكل الدول العربية ولأمتنا جمعاء ولكل ما هو إنساني.
    دولياً:ساهم في إنجاز حركة عدم الإنحياز، ووقف ضد الولايات المتحدة والدول الغربية المنحازة لإسرائيل والتي هي ضد الأمة العربية وضد وحدتها. نسج أفضل العلاقات مع دول القطب العالمي الثاني. نال احترام زعماء غالبية الدول .استطاع أن يبني علاقات عنوانها الندية ومصلحة مصر والمواطن العربي مع الدول التي احترمت العرب ومصالحهم وقضاياهم. ناضل من أجل الوحدة العربية وهو حلم الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج. هذا غيض من فيض من تراث جمال عبد الناصر. كل هذه القضايا صنعت له الكاريزما وجعلت منه الأسطورة والمارد وبطل الجماهير العربية.
    الرئيس مرسي وخلال فترة قصيرة من حكمه بيّن خطوط وجوهر سياساته العربية والدولية وعلى صعيد المنطقة أيضاً.الرئيس مرسي محكوم بأيديولوجيا ومواقف حزب الحرية والعدالة (الإخوان المسلمون) من كافة القضايا العربية، فمثلاً في الشأن السوري جعل همه الرئيسي: إسقاط النظام. الأجدر بمن يريد أن يصبح (زعيماً) للأمة العربية أن يكون حله للأزمات على الصعيد العربي، شمولياً وواسعاً ولا يقف إلى جانب طرف دون آخر. كان عليه أن يدعو للحل السياسي بين أطراف الصراع في سوريا، لمنع تقسيم هذا البلد ولإبعاده عن شبح الأصولية والتطرف. في خطابه بذكرى حرب أوكتوبر، وفي نهاية الخطاب تحديدا: أشار الى عبور الشعب السوري في الحرب، لم يتحدث عن دور الجيش السوري في القتال. وغيرها وغيرها من القضايا العربية وعلى ذلك قِسْ.
    على صعيد المنطقة: اتخذ مرسي دوراً سلبياً من إيران. ورغم زيارته لها، لم يعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية لمصر معها. إيران جارة للدول العربية وهي دولة إسلامية ايضاً،وإحدى القوى المرشحة للعب دور أساسي ليس على صعيد المنطقة فحسب وإنما على الصعيد الدولي. هي تجاهر بعدائها لإسرائيبل ووقوفها مع الحقوق الوطنية الفلسطينية والأخرى العربية وهي دولة مجابهة للمخططات الأمريكية والإسرائيلية للمنطقة.
    المجتمع الدولي يريد منعها من إنتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية، بينما إسرائيل تمتلك ما يزيد عن (400) رأس نووي. الأجدر بمرسي ومن أجل أستعادة دور مصر أن يرفع من درجة الصداقة والتحالفات مع إيران، وليس انتهاج العكس.
    على صعيد المنطقة أيضاً: لأن حـــزب التنميـــة والعدالة (النسخة الكربونية) للإخوان المسلـــمين في مصـــر والعالم العربي) هو الذي يتسلم الحكم في تركيا، فمرسي مع سياسات هذا الحزب جملة وتفصيلاً، سواء اً كانت هذه السياسات ظالمة أو مظلومة. حتى اللحظة هناك اتفاقيات اقتصادية وعسكرية متطورة بين تركيا وإسرائيل. تركيا ما تزال قاعدة للحلف الأطلسي. القواعد الأمريكية ما تزال في تركيا. معظم قادة المعارضة التركية مسجونون.وغير ذلك من القضايا.
    بالرغم من ذلك يرى مرسي في أردوغان: مُلهماً وقائداً عالمياً، وأن مصر بحاجة إلى خبراته والى النصائح التركية فيما يتعلق بالسياسات.دعونا نقرأ ما جاء في خطابه في المؤتمر الأخير لحزب التنمية والعدالة في تركيا، والذي شارك مرسي في أعماله (رئيس دولة هي أكبر دولة عربية يشارك في أعمال مؤتمر حزبي!؟ تصوروا هذا التصغير والتقزيم لدور مصر!!) يقول مرسي مخاطباً أردوغان والمؤتمر '.... لا يزال عالمنا العربي والربيع العربي للثورات يحتاج (إليكم) وإلى (دعمكم) ، فما بعد الثورات والانتقال بالسلطة إلى الاستقرار، لا يقل أهمية عن الثورات نفسها، مواقفكم بجانب هذه الثورات أمر ضروري....) إلى أقوال أخرى من هذا القبيل، ثم قام بمبايعة أردوغان زعيماً للعالم الإسلامي. كان الأجدر برئيس مصر أن يكون هو الزعيم للعالم الأسلامي. هذا إن ينم عن شيء فإنما عن الشعور بالدونية الشديدة، والمسألة الأخيرة لا تصنع دوراً كبيراً لمصر، ولا تؤدي إلى زعامة رئيسها، بل تتناقض مع هذه المفاهيم.
    موقف مرسي من أمريكا والغرب ينبع من الحرص على العلاقة معهما والاحترام لهما، أيّاً كان مدى انحيازهما لإسرائيل وتعاميهما عن رؤية الحقوق الفلسطينية والعربية، وأيّاً كانت عداوة مواقفهما للقضايا العربية. موقف مرسي من إسرائيل واضح: الحرص على معاهدة كمب ديفيد معها، أيّاً كان استيطانها، وتهويدها للقدس وجرائمها ضد الفلسطينيين والعرب. معبر رفح للعلم ما زال يعمل وفقاً للنظام الذي اختطه عهد حسني مبارك.
    أما ثالثة الأثافي، فهي تجاهل مرسي وحزبه لذكرى وفاة عبد الناصر تجاهلا تاما، والقرار الذي أصدره 'بمنح الرئيس الأسبق محمد أنور السادات': قلادة النيل العظمى ووسام نجمة الشرف، تقديراً لقراره التاريخي في حرب أكتوبر 1973. لم ولا يدرك مرسي أن السادات أرادها حرباً تحريكية لا تحريرية، وإن السادات هو الذي انجز معاهدة كمب ديفيد مع إسرائيل،هذه التي أزاحت مصر عن دورها العربي.
    في الختام نقول: من الاستحالة بمكـــان على الرئيس مرسي بسياساته، استعادة دور مصر عربياً ومناطقياً ودولياً.

    ' كاتب فلسطيني

                  

10-14-2012, 05:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    amr-selim-1350-sudan4sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    النائب العام المصري يرفض قرار مرسي تعيينه سفيرا لدى الفاتيكان
    القضاة اعلنوا تضامنهم معه في اختبار جديد للقوة مع الرئاسة

    2012-10-12




    القاهرة - من محمد عبد اللاه: رفض النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود قرارا أصدره الرئيس محمد مرسي الخميس بتعيينه سفيرا لدى الفاتيكان. وأعلن المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة في اجتماع طاريء حضره بعض الاعضاء مساء اليوم التضامن مع محمود قائلا 'قضاة مصر يطالبون النائب العام بالبقاء في منصبه والذهاب الي مكتبه يوم السبت.'
    وصدر القرار الرئاسي بتعيين محمود سفيرا وسط غضب شعبي لصدور أحكام بالبراءة في قضايا قتل متظاهرين اثناء انتفاضة العام الماضي التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك. ويقول نشطاء إن النيابة العامة لم تقدم أدلة كافية ضد المتهمين في تلك القضايا.
    وكان نشطاء وسياسيون قد طالبوا بإقصاء النائب العام بعد سقوط مبارك.
    وقال المستشار عادل السعيد المتحدث باسم النيابة العامة لرويترز إن محمود 'أعلن أنه لم يتقدم باستقالته وأنه باق فى عملة طبقا لقانون السلطة القضائية.'
    ولا يجوز عزل القضاة في مصر وإذا شغلوا مناصب تنفيذية بدلا من مناصبهم القضائية يكون ذلك بموافقتهم.
    وقال رئيس نادي القضاة المستشار أحمد الزند اثناء اجتماع أعضاء في النادي الليلة لمؤازرة محمود 'النائب العام مستمر في عمله.'
    واضاف قائلا 'واهم من يظن أن بين القضاة طنطاوي أو عنان' في اشارة الي المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق والفريق سامي عنان رئيس الاركان السابق اللذين أحالهما مرسي إلى التقاعد في أغسطس آب لكنه عينهما مستشارين له.
    وأعلن نادي القضاة المصري رفضه لقرار رئيس الجمهورية محمد مرسي الذي أصدره أمس الخميس، بإقالة النائب العام، عبد المجيد محمود، وتعيينه سفيراً لدى الفاتيكان بعد الحكم الذي صدر بتبرئة المتهمين بما يعرف بـ'واقعة الجمل'.
    وأعلن النادي 'تضامن كافة القضاة' مع القاضي المقال، وتمسّكهم ببقائه في منصبه، وشدّد على أنه سيعود لممارسة عمله السبت.
    وقال المستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة، خلال المؤتمر الصحفي الذى عقده في ساعة متأخرة من مساء الخميس، رداً على قرار الإقالة، والذى حضره عدد حاشد من القضاة وأعضاء النيابة العامة والمحامين العموم، إن عبد المجيد محمود 'لم يتقدم باستقالته'.
    وأضاف أن ذلك 'ليس تشيعاً لشخص، وإنما انتصاراً للقانون ودولة القانون'، واعتبر أن 'الذين يريدون أن يعودوا للوراء ويحلموا لمصر أن تحكم بشريعة الغاب نقول لهم مصر دولة مركزية رائدة فى مجال سيادة القانون، واستقلال القضاء'.


    -----------------


    الرئيس المصري يقرر بقاء النائب العام عبد المجيد محمود في منصبه

    2012-10-13



    النائب العام عبد المجيد محمود


    القاهرة- (ا ف ب): اتفق الرئيس المصري محمد مرسي خلال لقاء السبت مع النائب العام عبد المجيد محمود على ان يبقى الاخير في منصبه لتنتهي الازمة التي فجرها قرار الرئاسة المصرية مساء الخميس باقالته، بحسب ما اعلن النائب العام المساعد عادل السعيد للصحفيين.
    وقال السعيد إن اللقاء بين مرسي ومحمود انتهى باتفاق على ان "النائب العام باق في موقعه، اذ كان هناك سوء فهم بشأن تعيينه سفيرا لمصر لدى الفاتيكان".

    وكانت رئاسة الجمهورية اعلنت مساء الخميس "تعيين النائب العام سفيرا لمصر لدى الفاتيكان" ما يعني اقالته من منصبه.

    ورد عبد المجيد محمود بعد بصع ساعات ببيان اعلن فيه انه "باق في عمله طبقا لقانون السلطة القضائية" الذي لا يتيح للسلطة التنفيذية بعزل أو اقالة النائب العام.

    وأدى قرار رئاسة الجمهورية إلى أزمة بين مرسي والقضاة الذين اعتبروا ان قرار الرئيس المصري تدخل غير مقبول في شؤون السلطة القضائية.

    واكد النائب العام المصري الجمعة في بيان انه تلقى "تهديدات مباشرة وغير مباشرة" من مسؤولين كبار من بينهم وزير العدل لدفعه إلى لقبول باقالته.

    واكد عبد المجيد محمود في هذا البيان، غير المسبوق، ان وزير العدل المستشار احمد مكي ورئيس اللجنة التأسيسية المستشار حسام الغرياني حذراه من احتمال تعرضه لاعتداء اذا ما رفض الامتثال للمرسوم الرئاسي الذي صدر بتعيينه سفيرا لمصر لدى الفاتيكان.

    وأوضح النائب العام في البيان، الذي يعكس عمق الأزمة بينه وبين الرئاسة، انه "تلقى اتصالات هاتفية حملت تهديدات له بصورة مباشرة وغير مباشرة وترغيبا له، للاستقالة من منصبه وتركه".

    واشار إلى أنه تم "الاتصال به تليفونيا ظهر الخميس، من جانب المستشارين أحمد مكي وزير العدل، وحسام الغرياني رئيس محكمة النقض السابق، حيث أبلغاه أنهما يتصلان به من مقر رئاسة الجمهورية".

    وأضاف أن "وزير العدل أبلغه صراحة أن المظاهرات التي ستخرج في كافة محافظات مصر الجمعة، سوف تطالب بإقالته من منصبه كنائب عام".

    وأوضح "تلقيت بالفعل اتصالا من جانب المستشار الغرياني، الذي أبلغني صراحة أنه يعرض علي ضرورة الرحيل من منصبي كنائب عام تحت ذريعة (خطورة الموقف)، فطالبته بإيضاح الأسباب على وجه الدقة، فأجابني الغرياني بالنص (أنا في حل من إبلاغك بالأسباب، وأقترح عليك أن تنتقل للعمل كسفير لمصر في دولة الفاتيكان)".

    واكد أن الغرياني قال له إن "المتظاهرين يمكن أن يتوافدوا على مكتبك وأن يقوموا بالاعتداء عليك".

    وجاء قرار اقالة محمود غداة حكم محكمة جنايات القاهرة الاربعاء ببراءة جميع المتهمين في القضية المعروفة اعلامية ب"موقعة الجمل" التي كان متهما فيها عدد من كبار المسؤولين في النظام السابق.

    والنائب العام متهم من قبل ناشطين "ثوريين" ومن جماعة الاخوان باخفاء وطمس الادلة في قضايا قتل المتظاهرين وهو ما ينفيه بشدة.


    -------------------


    عبدالمجيد يعود إلي مگتبه وسط استقبال حافل من القضاة والمحامين والمواطنين

    المجلس الأعلي للقضاء‮: ‬استجابة الرئيس لبقاء النائب العام يصون القضاء ويحفظ استقلاله
    محمود مگي‮: ‬الرئيس تلقي موافقة عبدالمجيد علي منصب السفير‮.. ‬والأزمة التي حدثت بها سوء‮ ‬نية

    13/10/2012 06:19:23 م




    كتبت‮ ‬خديجة عفيفى وخالد ميرى‮ ‬وأحمد مجدى‮:‬


    ‮> ‬الرئيس مرسى مع مجلس القضاء الأعلى ود‮. ‬عبدالمجيد محمود النائب العام عقب الاجتماع الذى عقد بالرئاسة أمس
    وافق الرئيس محمد مرسي علي التماس المجلس‮ ‬الاعلي للقضاء لاستمرار المستشار عبدالمجيد محمود في منصبه كنائب عام وايقاف قرار تعيينه سفيرا لمصر في الفاتيكان‮.‬
    واصدر المجلس الاعلي بيانا اعرب فيه عن شكره‮ ‬وتقديره للرئيس لتلبية رغبة النائب العام بالاستمرار في منصبه،‮ ‬واكد المجلس ان هذه الاستجابة تصب في خانة صون القضاء واستقلاله ودعا المجلس للرئيس بدوام التوفيق والسداد في خدمة مصرنا الغالية‮.‬
    وكان المجلس قد اجتمع امس برئاسة المستشار محمد ممتاز رئيس محكمة النقض عقب لقائه مع الرئيس وتناول لقاء الرئيس مع المجلس ما تناقلته وسائل الاعلام حول تعيين النائب العام سفيرا وما احاط هذا الموضوع من ملابسات‮.‬
    وعاد د‮. ‬عبدالمجيد محمود لمكتبه بدار القضاء العالي عقب لقاء الرئيس وسط استقبال حافل من القضاه والمحاميين والمواطنيين وعقد مؤتمرا صحفيا اكد فيه انه لبي دعوة الرئيس مع المجلس الاعلي‮ ‬للقضاء وان الرئيس شرح وجهة نظره في اتخاذ القرار،‮ ‬وقد قمت بتوضيح موقفي،‮ ‬واشار الي ان الرئيس اكد ان هناك سوء تفاهم في الامر برمته،‮ ‬وقال عبدالمجيد ان قضاة مصر لابد ان يحترموا المكان الذي يقفون فيه وان يكونوا قدوة يحتذي بها الاخرون،‮ ‬وان نعالج ازماتنا في اطار الوقار والهدوء‮. ‬ومن جانبه عقد المستشار محمود مكي نائب رئيس الجمهورية مؤتمرا صحفيا بمقر الرئاسة عقب اللقاء اكد فيه ان الاعلام شوه حقائق القضية حيث ان د‮. ‬عبدالمجيد لم يتقدم باستقالته،‮ ‬ولم يتم اقالته،‮ ‬وان الحقيقة انه تم عرض منصب السفير علي د‮. ‬عبدالمجيد ونقلت موافقته للرئاسة،‮ ‬ثم فوجئنا بجدل حول الموافقة،‮ ‬وقامت بعض وسائل الاعلام بعرضها كإقالة وبدأت سخونة الاجواء من بعض المتربصين بالقضاء والزج بالقضاء الي معارك سياسية‮ ..‬وقال‮: ‬لم يحدث في مراحل تعيين رجال القضاء في مناصبتنفيذية ان وجدت آليات معينة لعرض المنصب ولذلك لم يقم الرئيس بالاتصال مباشرة بالنائب العام وفضل ان يتصل به صديق حتي لا يحرجه كقدر من التكريم والاحترام وما وصل للرئيس ان هناك موافقة علي قبول المنصب والأزمة التي حدثت بها سوء نية وسوء فهم لتصوير المشهد كاقصاء او أبعاد للنائب العام‮.‬
    وقال ان الرئيس يؤكد دائما علي ان القضاء مستقل ولا يجوز التدخل في شئونه وأي مشكلات لدي القضاء تعالج داخليا وهو ما صرح به في العلن وإذا كان الرئيس يضمر بالسوء للنائب العام والقضاء فلم يكن هناك ما يمنعه ان يفعل ذلك منذ فترة ويجوز نقله من منصبه الي منصب قضائي آخر في نفس درجته بشرط موافقته أو موافقة مجلس القضاء الاعلي ولكن هذه الرغبة‮ ‬غير موجودة وكانت رغبته صيانته وصيانة القضاء من رغبات البعض لاستغلال أحكام القضاء في إشعال الفتنة‮. ‬واضاف مكي ان الرئيس لن يستخدم سلطته التشريعية الا في اضيق الحدود وخصوصا بالنسبة للسلطة القضائية‮.‬
    ومن جانبه أكد المستشار احمد الزند رئيس نادي قضاة مصر ان قضاة مصر قرروا اعتبار يوم‮ ‬14‮ ‬اكتوبر‮ ‬2012‮ ‬عيدا لاستقلال القضاء والذي يواكب انعقاد الجمعية العمومية‮ ‬غير العادية للاسرة القضائية متمثلة في القضاة ومجلس الدولة والمحكمة الدستورية العليا وهيئة النيابة الادارية وهيئة قضايا الدولة واساتذة القانون في الجامعات المصرية ومحامين مصر‮ .‬
    واضاف‮: ‬القضاء به فتنة الآن وبعض القوي السياسية تحاول الدفع به الي معارك سياسية‮. ‬وما خرج من تصريحات من مؤسسة الرئاسة سليم وهو ان قرار تعيين المستشار عبد المجيد محمود سفيرا للفاتيكان جاء بعد موافقته وليس إقالة كما صورت بعض وسائل الاعلام خطأ وقرار إبعاد النائب العام‮ ‬مسئوليته بالمشاركة مع‮ ‬المجلس الاعلي للقضاء‮.‬


    --------------------

    اشتباكات بين شباب الإخوان والمتظاهرين في ميدان التحرير
    عناصر من الجماعة حطمت منصة لمعارضي مرسي

    2012-10-12




    القاهرة - يو بي اي: تواصلت الاشتباكات بعد ظهر الجمعة بين شباب من جماعة الإخوان المسلمين وبين مجموعة من المتظاهرين بوسط القاهرة،فيما تزايدت أعداد المتظاهرين المشاركين في تظاهرة مليونية 'جمعة الحساب' في ميدان التحرير.
    ورفع المتظاهرون صوراً لعدد من 'شهداء ' ثورة 25 يناير، وأخرى للزعيم الراحل جمال عبد الناصر ولافتات منددة بسياسات نظام الحكم القائم في مصر، ما أدى إلى وقوع ملاسنات بين المشاركين في المسيرات وبين المتظاهرين المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين وللرئيس المصري محمد مرسي القيادي في الجماعة.
    وتدور اشتباكات متقطعة بين الفريقين بالشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير، تسفر عن إصابة البعض الذين يجري علاجهم من خلال سيارات الإسعاف المتواجدة.
    وقال الناشط طه سمير ليونايتد برس انترناشونال' ان عدداً من المتظاهرين أُصيبوا إصابات مختلفة جراء تلك الاشتباكات التي لم تستغرق وقتاً طويلاً'.
    وقام فريقان الأول من شباب جماعة الإخوان المسلمين والثاني من المتظاهرين المنتمين لتيارات ليبرالية ويسارية برشق بعضهما بالحجارة والزجاجات الفارغة بشارعي 'محمد محمود' و'قصر العيني'، ما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين تلقى بعضهم العلاج من خلال سيارات الإسعاف المتواجدة بمحيط ميدان التحرير.
    وقال متظاهرون إن شاباً نُقل إلى مستشفى 'المنيرة العام' لتلقي العلاج بسبب إصابته بجرح في الرأس.
    و هاجمت مجموعة من شباب الإخوان، مسيرة انطلقت من أمام مسجد 'النور' بحي العباسية بالقاهرة كانت في طريقها إلى ميدان التحرير على خلفية ترديد المشاركين في المسيرة هتافات 'الدستور للجميع .. مش لمرسي والقطيع'، و'بيع بيع .. بيع الثورة يا بديع' في إشارة إلى محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ما أثار حفيظة شباب الإخوان فوقعت اشتباكات بالأيدي بين الجانبين.
    وتوقفت المسيرة بسبب تلك الاشتباكات بمنطقة 'الدمرداش' بمنتصف المسافة بين ميداني 'العباسية' و'رمسيس' بوسط القاهرة لفترة قبل أن تستأنف طريقها إلى ميدان التحرير بعد تدخل العقلاء من الجانبين، فيما غابت الشرطة عن المشهد تماماً منذ بدء التظاهر.
    وكان شباب من جماعة الإخوان المسلمين حطَّموا، بوقت سابق ، منصة كبيرة أقامها متظاهرون بميدان التحرير، وقاموا بطرد عدد كبير من المتظاهرين خارج الميدان.
    وهاجم شباب الإخوان المنصة بعد أن طالب القائمون عليها، عبر مكبرات الصوت، بضرورة محاسبة الرئيس محمد مرسي على ما قام به بعد مرور مائة يوم على توليه المنصب رسمياً.
    ودفع تحطيم المنصة، أعدادا كبيرة من المتظاهرين إلى الهتاف 'همَّ اثنين مالهمش أمان .. العسكر والإخوان'، و'يسقط يسقط حُكم المرشد' في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
    كما ردَّد المعارضون للإخوان والرئيس مرسي أغنية أُعدت خصيصاً للتظاهرة تقول:
    'إصحى يا مرسي وصح النوم .. عدوا وفاتوا المية يوم
    إصحى يا مرسي بلاش تهجيص .. احنا زهقنا من الترقيص
    مشروع نهضة طلع فنكوش (كلام فارغ) .. و الـ 100 يوم كانوا حلَّق حوش
    100 يوم خلوا العيشة تيـــــــــت .. مرسي بييجي مصر ترانزيت'
    وكان آلاف المصريين بدأوا، ظهر اليوم، بميدان التحرير وعدد من محافظات البلاد تظاهرات، مطالبين بإعادة التحقيق في قضايا قتل متظاهري الثورة المصرية، وتطهير أجهزة الدولة من الفساد خاصة الإعلام والقضاء، ومحاسبة مرسي على تعهداته الواردة ببرنامج الـ100 يوم.
    واحتشد المواطنون المنتمون الى مختلف التيارات السياسية والفكرية والحركات والائتلافات بميدان التحرير وسط القاهرة، للمشاركة في فعاليات مظاهرة مليونية 'جمعة الحساب' لمواجهة مرسي بحجم الإنجازات التي وعد بتحقيقها بعد 100 يوم من توليه الرئاسة، والمقارنة بين تلك الوعود وبين ما تم تحقيقه منها على أرض الواقع.
    وكان مرسي تعهَّد بحل 5 أزمات يعانيها المواطنون خلال المائة يوم الأولى من توليه منصب رئيس الجمهورية رسمياً، وهي أزمات (رغيف الخبز، والنظافة، والأمن، والمرور، والطاقة).
    كما طالب المتظاهرون بمعاقبة قتلة متظاهري ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالنظام السابق، وإعادة فتح التحقيقات مجدَّداً في قضايا قتل المتظاهرين بجميع المحافظات وإبعاد الفاسدين عن مراكز صناعة القرار وعن الجهات التنفيذية في الدولة، وبحل الجمعية التأسيسية التي تقوم حالياً بوضع مشروع دستور جديد لمصر، ورفض الخروج الآمن لأعضاء المجلس العسكري السابق الذي أدار شؤون البلاد لنحو عام ونصف العام، وتحديد حدين أدنى وأقصى للأجور.
    وشهدت العديد من محافظات الجمهورية وقفات ومسيرات إحتجاجية للمشاركة فى فعاليات مليونية 'كشف الحساب' التى دعت إليها عدد من القوى والحركات السياسية.
    ففى محافظة القليوبية توجه أبناء المحافظة من مختلف التيارات والأحزاب إلى ميدانية التحرير للمشاركة فى المليونية.
    كما قامت حركة 6 ابريل بالمحافظة بإعداد منشورات تتضمن كشف حساب للرئيس مرسى منذ توليه السلطة لتوزيعها على المشاركين فى المظاهرات بميدان التحرير.
    وقال احمد عبدالله عضو حزب التجمع بالمحافظة إن المشاركين فى الجمعة يطالبون بتشكيل جمعية تأسيسية تضم جميع أطياف الشعب المصرى بهدف وضع دستور يعبر عن أهداف ثورة يناير والقصاص العادل لشهداء الثورة.




    ------------------

    مائتا جريح وبلطجة وحرائق في 'جمعة محاسبة الرئيس' بميدان التحرير
    مصر: 'حرب شوارع' بين 'الاخوان' ومعارضي مرسي

    2012-10-12




    القاهرة ـ لندن ـ 'القدس العربي': شهد وسط القاهرة الجمعة 'حرب شوارع' واشتباكات بالحجارة والقنابل الحارقة بين متظاهرين يؤيدون جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي ومناوئين لهم من الليبراليين واليساريين في ميدان التحرير.
    وتمثل أحداث الجمعة أول اشتباكات شوارع منذ تنصيب مرسي رئيسا نهاية حزيران/ يونيو وتعكس الخلاف الشديد بين الأحزاب والجماعات السياسية في وقت يعاد فيه تشكيل نظام الحكم في مصر.
    وارتفعت أعداد المصابين إلى 200 مصاب. وتم نقل العشرات من المصابين، أغلبهم من القوى المدنية والليبرالية، الى المستشفيات القريبة من موقع الاشتباكات حيث أصيب بعضهم بطلقات خرطوش وآلات حادة.
    وذكرت مصادر طبية ان هناك عشر حالات اصاباتها خطيرة في الرأس ، في الوقت الذي استمرت فيه المطاردات والمصادمات في الشوارع المحيطة بميدان التحرير.
    وكانت منطقة ميدان التحرير قد تحولت إلى ما يشبه 'حرب شوارع' بسبب الاشتباكات بين أنصار جماعة الاخوان المسلمين وأنصار القوى المدنية الذين تجمعوا بعد أداء صلاة الجمعة للمشاركة في 'جمعة محاسبة الرئيس' والاحتجاج على تبرئة المتهمين في 'موقعة الجمل' التي حدثت اثناء ثورة 25 يناير.
    وأحتل أنصار جماعة الاخوان الميدان وسيطروا على المداخل الرئيسية للشوارع المحيطة به وتمركزوا في الحديقة الواقعة بوسط الميدان محاولين منع القوى المدنية من دخولها، فيما حاول أنصار القوى المدنية التجمع في عدد من الشوارع المؤدية للميدان للعودة من جديد.
    واستخدم أنصار الاخوان الحجارة في التصدي لأنصار القوى المدنية وتكررت محاولات الكر والفر من الجانبين لتتحول شوارع المنطقة إلى ما يشبه 'حرب شوارع'، حيث انتشرت الحجارة لتملأ الشوارع من ميدان التحرير إلى ميدان طلعت حرب''القريب.
    وجاءت الاشتباكات'نتيجة معاودة''شباب القوى المدنية اعتلاء المنصة'الوحيدة في الميدان التي كانوا اقاموها، مرددين هتافات مناهضة لجماعة الاخوان مما أثار انصارها. وتبادل الطرفان القاء زجاجات المياه والحجارة على بعضهم البعض، في الميدان وبشارع محمد محمود، وتمكن البعض من هدم المنصة الوحيدة في الميدان وتردد انهم من الاخوان.
    وكانت مناوشات بدأت عقب قيام أنصار الاخوان بمحاولة الاستيلاء على المنصة.
    وقال الناشط الحقوقي طارق العوضي، الذي كان شاهدا على واقعة الاستيلاء على المنصة، إن عددا من شباب القوى''المدنية كانوا يعتلون المنصة مرددين شعارات تعبر عن مطالب مليونية 'كشف حساب' وقد رددوا هتافات ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان.
    وقال الإعلامي والسياسي حمدي قنديل في صفحته على فيسبوك 'عار على الإخوان المسلمين أن يهاجموا معارضيهم في ميدان التحرير. اسحبوا رجالكم على الفور. هذه ممارسات لم يجرؤ عليها الحزب الوطني أيام مبارك'.
    لكن مواقع إخبارية نسبت إلى المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين محمود غزلان القول إن المشتبكين مع النشطاء هم مؤيدون لمرسي غير أعضاء في الجماعة. وأضاف أنه كان مقررا نزول أعضاء الجماعة إلى الميدان بعد ساعات من اندلاع الاشتباكات، لكن القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان قال لقناة الجزيرة مباشر مصر إن مجموعات من أعضاء الجماعة ربما دخلوا الميدان مبكرا قبل الموعد المحدد.
    وقال عضو حزب الحرية والعدالة أحمد صبيح إن ما حدث هو محاولة من جانب القوى الليبرالية لمنع الإسلاميين من التعبير عن آرائهم في ميدان التحرير الذي يملكه جميع المصريين.
    وحذر السيد بدوي رئيس حزب 'الوفد' من اندلاع حرب اهلية، واتهم 'الاخوان' ضمنيا باستخدام ميليشيات واتباع اسلوب البلطجة للسيطرة على الميدان ومنع المعارضين من التعبير عن ارائهم.
    وأضرم مجهولون مساء الجمعة، النار بحافلتين وحطموا مجموعة كبيرة من السيارات في وسط القاهرة ،حيث تتواصل الاشتباكات بين عناصر من جماعة الإخوان المسلمين وبين عناصر مناهضة لها.
    وقامت مجموعة من الأشخاص مجهولي الانتماء بإضرام النار بحافلتين وحطموا مجموعة من الحافلات والسيارات المتوقفة بميدان عبد المنعم رياض المجاور لميدان التحرير حيث تتواصل الاشتباكات.
    وهرع العشرات من عناصر جماعة الإخوان المسلمين إلى ميدان عبد المنعم رياض حيث تعود ملكية السيارات والحافلات المحترقة إلى بعضهم.
    في غضون ذلك طالبت وزارة الداخلية المصرية، في بيان أصدرته مساء الجمعة، القوى السياسية بالانسحاب من ميدان التحرير تجنباً لمزيد من تدهور الأوضاع، والاكتفاء بالتظاهر عند ذلك الحد، و'لعدم إتاحة الفرصة لعناصر الشغب والخارجين على القانون'.
    وقالت الوزارة 'إن ما يحدث من احتكاكات وتراشقات بين المتظاهرين بميدان التحرير أمر مؤسف ولا يعبِّر عن روح ثورة 25 يناير التي أشاد بها العالم'.
    ودعت الأحزاب والقوى السياسية إلى اجتماع عاجل لممثلي الأحزاب والحركات المشاركة والشخصيات الوطنية مساء السبت بمقر الجمعية الوطنية للتغيير لتدارس الوضع واتخاذ القرارات والخطوات المناسبة في ضوء الاشتباكات التي شهدها ميدان التحرير الجمعة.
    وقالت تلك القوى - في بيان أصدروه مساء الجمعة - إن دعوتها للمظاهرة كانت سلمية منذ بدايتها وإن ما حدث اليوم من اشتباكات أدى إلى سقوط المصابين واتهمت القوى الموقعة على البيان 'منتمين إلى 'جماعة الإخوان' بالضلوع في الاشتباكات التي وقعت بين المتظاهرين المشاركين'.
    وقع على البيان كل من الجمعية الوطنية للتغيير التحالف الديمقراطي الثوري 'حزب التجمع الحزب الاشتراكي المصري، الحزب الشيوعي المصري، حزب التحالف الشعبي الإشتراكي، حزب العمال والفلاحين، حركة الديمقراطية الشعبية، اتحاد الشباب الاشتراكي، حركة مينا دانيال، الائتلاف الوطني لمكافحة الفساد و الحركة الثورية الشعبية (يناير)'.
    ووقعه أيضا كل من : التيار الشعبي المصري وحزب الدستور والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وحركة 6 إبريل (الجبهة الديموقراطية) واتحاد شباب الثورة والجبهة الحرة للتغيير السلمي وتحالف المنظمات النسوية وجبهة الإبداع المصري واللجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير وحزب الكرامة وحزب الجبهة الديمقراطية.

    النائب العام يتحدى مرسي: باق في منصبي وارفض تهديدات 'الاخوان'

    القاهرة - أ ش أ: أكد المستشار الدكتور عبد المجيد محمود النائب العام أن تمسكه بموقعه الوظيفي ليس طمعا منه في المنصب أو غيره من المناصب، وإنما يأتي دفاعا منه عن الحصانة القضائية التي يقررها الدستور والإعلان الدستوري وقانون السلطة القضائية لكافة رجال القضاء ضمانا للحقوق والحريات ومنعا لتدخل السلطة التنفيذية في شؤون القضاء والقضاة وحرصا منه على العدالة والسلطة القضائية برمتها.
    وقال المستشار عبد المجيد محمود في تصريحات له سرد خلالها التفاصيل الكاملة لمحاولات عزله من منصبه إنه لم يتقدم باستقالته مطلقا.. مشددا على أنه باق في عمله طبقا لقانون السلطة القضائية الذي ينص على عدم جواز عزل النائب العام أو نقله من وظيفته إلا بناء على طلبه وأن خدمته لا تنتهي إلا ببلوغ سن التقاعد..لافتا إلى انه لم تصدر عنه أية موافقات من أي نوع للعمل كسفير لمصر في الفاتيكان.
    وأكد النائب العام رفضه التام لأية تهديدات أو تصريحات غير مسؤولة تتضمن تجاوزا في الأسلوب، سواء لشخصه أو لصفته، لافتا إلى أن هذه التهديدات التي تصدر من بعض قادة جماعة الإخوان المسلمين الذين اعتادوا ذلك، لن تنال من تمسكه بالشرعية وسيادة القانون.
    وأضاف أنه يستند إلى تأييد جميع زملائه من أعضاء الهيئات القضائية ورجال القضائية والفكر والثقافة، خاصة وأن هذه التصريحات (المسيئة له) تخلط بين دور النيابة العامة وقضاة التحقيق في وقائع قضية 'موقعة الجمل' التي لم تباشرها النيابة العامة، كما انها تنال من هيئة المحكمة التي أصدرت الحكم.
    وأكد النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود أنه غير مسؤول عن إصدار قرار تعيينه سفيرا للفاتيكان بناء على أي فهم خاطىء، مشيرا إلى أنه أكد صراحة خلال الاتصالات الهاتفية التي أجراها معه المستشاران أحمد مكي وزير العدل وحسام الغرياني رئيس محكمة النقض السابق أنه يرفض ترك منصبه وأنه لن يصدر موافقة مسبقة في شأن أي أمر.. مشددا على انه أعلن خلال الحوار الذي دار بينه وبين مكي والغرياني، تمسكه بالحصانة القضائية المقررة قانونا لجميع القضاة.
    وكشف النائب العام النقاب عن تفاصيل الأزمة، موضحا أنه تلقى اتصالات هاتفية حملت تهديدات له بصورة مباشرة وغير مباشرة وترغيبا له،للاستقالة من منصبه وتركه..مشيرا إلى أنه قد تم الاتصال به تليفونيا ظهر أمس (الخميس) من جانب المستشارين مكي والغرياني،حيث أبلغاه أنهما يتصلان به من مقر رئاسة الجمهورية.
    وأضاف أن وزير العدل أبلغه صراحة أن المظاهرات التي ستخرج في كافة محافظات مصر يوم الجمعة سوف تطالب بإقالته من منصبه كنائب عام، وأنه أبلغه أيضا انه يجب عليه أن يترك منصبه على الفور..وأن وزير العدل اقترح عليه خلال الاتصال الهاتفي - أن يعود للعمل في المحاكم لحين تدبير منصب كريم له خاصة وأنه لم يكن هناك سوى منصب رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وأنه (أي وزير العدل) يرفض هذا المنصب للنائب العام لأنه غير لائق له.


    --------------


    عنان ينفي هروبه للامارات.. والمشير طنطاوي يعتزل الناس.. وأبو إسماعيل يطلق حزبا جديدا
    حسام عبد البصير
    2012-10-12




    القاهرة - 'القدس العربي' اهتمت صحف مصر الجمعة على نحو خاص بقرار الرئيس مرسي إقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود من منصبه وتعيينه نائباً لمصر في الفاتيكان. وبقدر ما لاقى القرار ترحيباً واسعاً في الشارع المصري، إلا أنه لاقى معارضة خاصة بين عدد من قضاة مصر ورجال النيابة العامة، الذين إعتبروا ماجرى لايمثل فقط إهانة لشخص النائب العام، بل لعموم أفراد الهيئة القضائية، وهو ما أسفر عن تنديد قيادات في المجلس الأعلى للقضاء على رأسها المستشار أحمد الزند بالقرار ومن اصدره.
    كما حفلت الصحف بالعديد من التحليلات للمئة يوم الأولى من حكم الرئيس المنتخب، وحرص عدد من رؤساء تحرير الصحف القومية على الدفاع عن الرئيس، بعضهم على إستحياء، والبعض الآخر إمتدحوه بنفس الطريقة التي كان كتاب السلطة يتملقون بها الرئيس المخلوع مبارك.
    ومن موضوعات صحف أمس الترتيبات التي تجريها القوى الوطنية لمواجهة الرئيس مرسي عقب انتهاء مهلة المئة يوم، ودعوة بعض القوى لاجباره على التنحي، والجدل المستمر حول الدستور الجديد، كما اهتمت الصحف على نحو مكثف بتوابع براءة المتهمين في موقعة الجمل، وشهدت صفحات الرأي العديد من المعارك الصحافية معظمها ضد الرئيس مرسي ورموز الاخوان، فيما دافعت الصحف الدينية عن الرئيس بشدة ولاحقت معارضيه. وإلى التفاصيل:

    النائب العام يرفض التنحي وقضاة يدعمونه

    البداية مع قرار الرئيس مرسي إقالة النائب العام وهو الذي اعتبره البعض زلزالاً وقد أكد المستشار عبد المجيد محمود في أول تصريح له لجريدة 'الوطن' أنه باق في منصبه، حيث يجلس حاليا في مكتبه وسط معاونيه لممارسة مهامه: وقال: لم أستقل وأمارس عملي في مكتبي وفقا لقانون السلطة القضائية الذي يقضي باتباع إجراءات يحددها القانون بإقالة أو إبعاد النائب العام من منصبه.
    وبسؤاله حول وجود تصور للتصعيد ضده، قال: 'أنا أمارس عملي الذي يحدده القانون لأننا جميعا يجب أن نحترم سيادة القانون'، ورفض التعليق على خطوات القضاة وأعضاء النيابة العامة في ما يتعلق بهذا القرار، فيما جاء المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة على رأس الداعمين للنائب العام، محذراً الرئيس أن يردع من حوله قائلا 'قل لهم يا سيادة الرئيس كفوا عن إهانة القضاة'. وأضاف 'نقول لكل ما يحاول أن يؤذي مصر بنصائحه أن يتقوا الله'، واشار الى أن البعض استغل بعض الأحداث لاتهام القضاء بالفاسد، واتهم كل من يقول ذلك بالفساد، فيما أكد المفكر السياسي، مصطفى الفقي أن عبد المجيد محمود بدأ حياته رجل قضاء وسيستمر رجل قضاء حتى نهاية حياته، مضيفا أن 'المساس بالسلطة القضائية أمر حساس للغاية، النائب العام صديق قريب، وعمل في بيئة سياسية صعبة أيام مبارك وأنا أعرف آراءه السياسية جيدا'.
    وأضاف الفقي 'الطريقة التي اقيل بها ليست طريقة رئيس جمهورية، والنائب العام هو رجل قضاء من الطراز الأول وأعمق من يفهم القضاء في مصر'، متسائلا 'إلى متى نحاكم الماضي ولا ننظر إلى المستقبل؟' واستطرد الفقي: 'يبدو أنه يوجد من يتدخل لاتخاذ مثل هذه القرارات والتصرفات، فلا يمكن تغيير الجياد أثناء المعركة'.
    فيما قال محمد أبو حامد، وكيل مؤسسي حزب الحركة الوطنية المصرية، أنه ليس من صلاحية رئيس الجمهورية عزل النائب العام، مشيرا إلى أن هذا القرار يعد بمثابة تدخل غير مقبول في السلطة القضائية يتعارض مع مبدأ الفصل بين السلطات وطالب بضرورة أن يتم الفصل بين السلطة التنفيذية، ممثلة في الرئيس، والسلطة التشريعية حتى لا يتم تطويع القوانين وإصدارها بما يخدم رؤية الرئيس بعيدا عن إرادة الشعب وأوضح أبو حامد في البيان الذي نشرته عدة صحف منها الوطن إن عزل النائب العام يأتي في إطار إرضاء الرأي العام.

    القاهرة تغلق مقاهيها
    ومطاعمها ليلاً لترشيد الكهرباء

    لن تعود القاهرة تلك المدينة التي تسهر حتى الصباح، وذلك عقب القرارات التي اتخذتها الحكومة أمس، فقد عقد الرئيس محمد مرسي اجتماعا أمس بحضور المستشار محمود مكي نائب رئيس الجمهورية، والدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء لبحث مستجدات الوضع الداخلي وعلى جانب آخر، قرر مجلس المحافظين في اجتماع له أمس برئاسة د. هشام قنديل إصدار قرار بقانون لإغلاق المحال التجارية في العاشرة مساء، تمتد إلى الثانية عشرة مساء بالنسبة للمطاعم، مع استثناء المحال التي تحمل رخصا سياحية، وكذلك الصيدليات، على أن يبدأ تطبيق هذا الأمر بعد عيد الأضحى المبارك. وأوضح أحمد زكي عابدين وزير التنمية المحلية أن قرار إغلاق المحال في العاشرة سيشمل المقاهي، وأنه يستهدف توفير الطاقة والكهرباء، والإسهام في حل مشكلات المرور والأمن والنظافة.
    وأشار الوزير إلى أنه يجري دراسة تطبيق عقوبات على المخالفين، تتراوح بين الغرامة والحبس، على أن تتدرج العقوبات من الإنذار إلى الإغلاق، وصولا إلى الحبس، كما قرر مجلس المحافظين توزيع البوتاغاز بالكوبونات مع بداية الشتاء المقبل، والبدء في توفير عبوات الغاز المضغوط وتوفيرها لقمائن الطوب ومزارع الدواجن، وذلك بدلا من استخدام أنابيب البوتاغاز المدعمة من الدولة.
    وأشار إلى أن وزير البترول قرر توفير عبوات الغاز المضغوط بواقع 25 جنيها للأنبوبة لهذه المنشآت في إطار ترشيد الدعم، وقال: إنه سيتم قريبا السماح بتوصيل الغاز الطبيعي إلى هذه القمائن والمزارع.

    الشيخ ابو إسماعيل الناس: دخلت
    في دين الله أفواجاً بعد الثورة

    الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الذي كان يعلق عليه السلفيون آمالهم بعد الثورة عاد للظهور مجدداً فقد اكد أنه سيعلن عن حزبه السياسى الجديد واسمه وهيكله التنظيمي وأبرز المؤسسين، غداً، من مسجد أسد بن الفرات عقب محاضرته الأسبوعية، وقال في تصريحات أثناء انعقاد مؤتمر 'حراس الشريعة' أمس الأول في قرية منية سمنود في الدقهلية بحضور نحو 70 من مشايخ السلفية، إن 'الحزب سيشارك بقوة في الانتخابات المقبلة وسيكون مع الوحدة وليس الفرقة' وأضاف: 'دعوة النبي محمد كانت في النوادي والمنتديات والأسواق، ومن يأتي إليه يربيه ويفقهه، ونحن تركنا قسماً ضخماً من المجتمع لدعاة الكفر يلعبون في عقولهم كما يشاؤون، وأول شيء يجب أن نفعله هو إعادة تشريح شرائح المجتمع، ورسم الخريطة لكي نصل للجميع'.
    من جانبه قال يسري حماد المتحدث باسم حزب النور وأحد حضور المؤتمر الحديث عن أزمة الحزب: 'المشروع الإسلامي الذي نتحدث عنه وضع قواعده وأصوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لتكون مثل سفينة نوح التي كل من ركب فيها نجا، وأريد من علمائنا أن يضعوا منهجاً للمسلمين في شتى الدول، فقد كنا نتكلم عن بعض القضايا في مجلس الشعب ولم نكن متوقعين أننا سنطالب الآن بأن نطبقها واقعاً يمشي على الأرض، والدولة الإسلامية الآن نحن المسؤولون عنها، ومشايخنا هم الذين يرسمون لنا الطريق حتى لا يضل من سار فيه' وأضاف: 'بعد ثورة 25 يناير دخل كثير من الناس في دين الله أفواجاً، وأصبحت الفضائيات تعج بكثير من مشايخنا وعلمائنا الذين كانوا ممنوعين.

    لا قواعد أمريكية في مصر
    ولا تخفيض للقوات المسلحة

    أكد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة أنه لاتوجد أي قواعد أمريكية أو أجنبية أخري في مصر وهذا أمر ثابت في سياسات الأمن المصري، يثار حول ذلك شائعات لامجال لها من الصحة. كما أكد أن ما يثار حول تخفيض قوتنا أمر مغلوط ولا أساس له من الصحة وعما أثير عن وجود تعاقد بين احدي الشركات الامريكية ووزارة الدفاع الامريكية لتقديم الدعم اللوجيستي والإداري لقوات أمريكية في مصر، قال المتحدث العسكري الرسمي العقيد أركان حرب أحمد محمد علي في مؤتمر صحافي له أمس لا توجد أي قواعد أمريكية أو أجنبية في مصر، وهذا الأمر المتعلق بوجود إحدي الشركات الأمريكية يأتي في إطار حرص مصر والقوات المسلحة الدائم على ترشيد الإنفاق لان الشركة تقدم الدعم الاداري للخبراء الفنيين الذين يقدمون خدماتهم في مجال التدريب والدعم الفني للاسلحة التي تتعاقد عليها القوات المسلحة والتدريب عليها وأعمال الصيانة لها لأن مصاريفهم تخصم من المعونة العسكرية والشركة هي مجرد وسيط في إطار الاتفاق العسكري المصري الأمريكي. وأضاف إن عقد هذه الشركة موقع بينها وبين وزارة الدفاع الامريكية بقيمة81 مليون دولار ولمدة عام واحد يمكن مده لأربع سنوات، وهذا العقد يتم بموافقة الجانب المصري، مؤكدا أن أمن القوات المسلحة غير قابل أن يكون عرضة للتشكيك أو التحليلات الخاطئة.

    مشروع النهضة مثل العنقاء والخل الوفي

    نفسي أعرف إيه هو.. هذا المشروع مثل 'العنقاء' التي أسمع عنها ولا أراها' كان ذلك تعليقاً لحازم الببلاوي نائب رئيس مجلس الوزراء السابق في حوار مع جريدة 'الوطن' نقتطف منه بعض الأجزاء عن أداء المجلس العسكري في الفترة الانتقالية اكتفى بعشر كلمات: 'كان سييء الإدارة وسييء الحظ لكنه لم يكن سييء النية'، أما رأيه في أداء الدكتور عصام شرف فلم يتجاوز الـ 9 كلمات: 'كان رجلا رقيقا بدرجة لا نستحقها ولا نحتاجها!'وعن رأيه في برنامج الأخوان الأقتصادي قال 'يا ريت يكون لهم برنامج. لكن حد يقولي إيه هو؟!'.
    أنا لم أر شيئا يبرهن أو يشير إلى أن لديهم توجها محدد الملامح. والغموض هو سمة الموقف الآن. وعدم الوضوح هو العدو الأكبر لأي نجاح اقتصادي. فلو أنك أعلنت - مثلا- أنك مع القطاع الخاص سيأتى إليك مستثمرون وينصرف عنك آخرون. وإذا ناصرت القطاعين الخاص والعام ستستفيد أشياء وتخسر أشياء أخرى، لكن إذا لم يكن لك توجه معروف فسينصرف عنك الجميع وعن أحطاء الأخوان قال: الإخوان لديهم مشكلتان أساسيتان أولاهما اقتصادية تتمثل في بعض المفاهيم الدينية التي يجب إعادة النظر فيها بحيث لا يتم تفسيرها كما فسرها أسلافنا منذ 14 قرنا. والمشكلة الثانية غير اقتصادية تتلخص في موقفهم العدائى من غير المسلمين، وعليهم أن يدركوا أنه لا يمكن أن تنجح دولة الآن ما لم تكن جزءاً من العالم.

    مصر في طائرة يقودها مرسي
    لكنها تحلق وسط اجواء رعدية

    ونتحول نحو عماد أديب في جريدة الوطن الذي تلاحقه هذه الأيام تهمة الأنضمام للأخوان بسبب دفاعه عن مرسي في خطابه الأخير: مصر في عاصفة، ولو افترضنا أنها مثل الطائرة التي تحمل شعباً ودخلت في مجال عاصفة رعدية في السماء تكاد تطيح بها، وفجأة أصبح الدكتور مرسي هو قائد هذه الطائرة، هنا يصبح السؤال ما هو موقفي كأحد الركاب من قائد الطائرة وهي تواجه صراع الحياة أو الموت؟ أؤمن بأن الموقف المسؤول هو ترك الخلاف في الرؤى والسياسة جانباً ومحاولة مساعدة قائد الطائرة على تجاوز العاصفة، أو على أقل تقدير عدم فعل ما يعيق عمله ليس النجاح اليوم، وليس الموقف المسؤول اليوم هو إفشال الرئيس؛ لأن فشله يعني فشلنا جميعاً، ونجاحه في الخروج من العاصفة هو نجاة ونجاح لنا جميعاً لا يمكن أن أبني نجاحي على فشل غيري، ولكن دعونا نخرج من عنق الزجاجة ومن العاصفة الرعدية المخيفة التي تهدد طائرة الوطن، ثم نقوم جميعاً بممارسة هوايتنا المحببة في الاختلاف مع الرئيس 24 ساعة يومياً على مدار العام ودعا اديب للتكاتف للخروج من الأزمة أولاً، ثم نختلف كما نشاء.

    هل تدخل مصر موسوعة
    جينز بسبب تبرئة المجرمين؟

    ونبقى مع تداعيات تبرئة المتهمين في موقعة الجمل والذي اثار ضغينة محمود خليل في صحيفة الوطن: اكثر من ألف شهيد سقطوا في ثورة 25 يناير، وتم تبرئة المتهمين بقتلهم الواحد تلو الآخر. ذهب الشهداء بتضحياتهم وبقى الجبناء الذين سفكوا دماءهم يسعون بيننا بدم بارد. وها نحن أولاء نعيش لنشهد تبرئة ساحة كل المتهمين في موقعة الجمل، ليوضع فصل الختام في محاكمات قتل شهداء الثورة. كانت البراءة نصيب من حوكموا خلال المرحلة الانتقالية، في ظل المجلس العسكري، وتكرر ذلك في عهد الرئيس مرسى! هكذا تستحق مصر الدخول في موسوعة 'جينيس' كدولة ضربت الرقم القياسي في عدد ما يسمى بـ'الجريمة الكاملة'، لتهد كل نظريات القانون التي عرفها الإنسان في كل زمان ومكان. فعلماء القانون كانوا ينفون وجود 'الجريمة الكاملة'، ويقولون إن أي مجرم، مهما كانت درجة حرصه واحترافيته، لا بد أن يترك قرينة وراءه تهدي المحققين ورجال القضاء إليه، لينال عقابه على الجرم الذي ارتكبه. ها هي مصر تنسف القاعدة في عهد العسكر، ثم الإخوان غير ان الكاتب عمرو حمزاوي وفي نفس الصحيفة رفض اتهام القضاة بالتستر على القتله لنستمع إليه وهو يقول: لا يمكن أن نلوم قضاة لم تصل لهم أدلة كافية تكشف عن هوية المتورطين في القتل والعنف وتحدد مسؤولياتهم. لا يمكن أن نلومهم على أحكام لم يقدم لهم ما يغير منها. بل المطلوب الآن وكي لا يتكرر الحديث عن الأدلة غير الكافية إلى ما لا نهاية ويبدو الأمر وكأن الأشباح هي التي قتلت المصريات والمصريين في موقعة الجمل وما سبقها وما تلاها وكي نحمي حقنا في المحاسبة، هو أن يشكل رئيس الجمهورية هيئة للعدالة الانتقالية بصلاحيات واضحة وبداخلها لجان لجمع الأدلة وتقصي الحقائق ولديها القدرة على إحالة نتائج عملها إلى النيابة العامة ومن ثم للقضاء. يستطيع رئيس الجمهورية أن يصدر قرارا بقانون يقضي بتشكيل هيئة للعدالة الانتقالية والكثير من دراسات المجتمع المدني ومقترحات بشأن الهيئة وتشكيلها وصلاحياتها يتم تداولها في الرأي العام وعلى الأرجح أمام الفريق القانوني للرئيس. الاحتجاج السلمي على إهدار حقوق الشهداء وحق مصر ضروري، إلا أن الفعل السياسي بتشكيل هيئة للعدالة الانتقالية هو مسؤولية وواجب رئيس الجمهورية.

    مرسي يسلي الشعب بعد اختفاء أغنية اكتوبر

    وإلى الساخرين ونختار منهم خالد كساب في جريدة التحرير والذي حمل بشدة على مرسي وجماعته: بلغني أيها الشعب القافش على بعضه.. أنه بعد المائة يوم إياهم ما عدُّوا.. نظر الملك 'ريس يار' إلى ما كان قد قاله سابقاً في وعده.. ثم حاول المقارنة بينه وبين ما تحقق بالفعل على أرض المملكة.. إلا أنه وجد النِسَب مش مسنكة.. فانشغل وقبل ما يطول انشغاله.. كان ما قد قرر فعله قد استقر خلاص في باله.. حيث قرر أن يبعث بالمنادي لينادي في الناس.. بأن يستعيذوا بالله من شر الوسواس الخناس.. ثم يتكلوا على الله ويطلعوا على الاستاد الكبير.. طلعة رجلٍ واحد مصحوبة بالتكبير.. ليرهبوا الأعداء والمعارضين.. هؤلاء الذين هم بغيظهم على طول ميتين.. و في الصباح كانت القوافل جميعها قد وصلت إلى المكان.. الذي أصبح مكتظاً بالأخوات والإخوان.. وبدأت الهتافات باسم الملك الذي كان مبسوطاً بكل هؤلاء الأحباب.. حتى أنه بعد أن لف لفة عليهم لتحيتهم طلب كمان لفة تانية قبل الصعود إلى منصة إلقاء الخطاب.. وبعدها صعد إلى المنصة.. وبانت زتونة القصة.. فالإحتفال طلع بالملك مش بذكري إنتصار المملكة.. وظل الملك يخطب في الشعب حتى باتت عقول الشعب من كتر الكلام منهكة.. وفاتت دقيقة.. وفاتت دقايق.. وفاتت وراها دقايق تضايق.. وبدلاً من أوبريت أكتوبر بتاع كل سنة اصبح عندنا الآن خطبة أكتوبر.. وهي خطبة طويلة طويلة طويلة أطول من السيجارة السوبر.. تسمعها فتشعر بالإنتعاش والإندهاش.. وبأنه بالفعل السيستم اللي فاكرينه إنتهى لسه ما انتهاش.. ولأن أتباع الملك جميعهم متبرمجين.. لهذا حتنقد الخطاب حيلبسولك وش 'يا عدو الدين'.. قبل أن يهتفوا باسم الملك لإغاظة الحُسّاد.. مع التأكيد على أنه 'إحنا مش عايزين نصنع فراعين جُداد'! بعد انتهاء الخطاب كان الشعب قد فرهد خلاص.. فنام ليلته منهكاً بعد أن غَلَبَهُ النعاس.

    الأغنياء مذعورون ينتظرون طمأنة الرئيس

    ونتحول نحو 'الأهرام' حيث رئيس تحريرها عبد الناصر سلامه يحذر من حالة الذعر التي تناتاب الأثرياء خشية ان يتم مصادرة ممتلكاتهم: أن تعلن الدولة، وبوضوح، خطتها في مواجهة عجز الموازنة البالغ 135 مليار جنيه من خلال برامج واقعية ومنطقية يقبلها المواطن، وخطتها لسداد الدين الداخلي والخارجي، البالغ 1.2 تريليون جنيه، وخطتها في مواجهة البطالة والفقر، وخطتها في الارتقاء بالتعليم، وتحسين الوضع الصحي والمعيشي للمواطن، ولن يتأتي أي من هذا أو ذاك بمصادرة أموال الأثرياء أو إرهابهم للقبول بذلك، فالمخاطر هنا أكبر بكثير من الإيجابيات، وما علا مجتمع أبدا ساد فيه الظلم، وما نمت دولة بنشر الخوف والفزع وسط مواطنيها وقد كان منتظرا بعد ثورة25 يناير أن تنطلق رءوس الأموال إلى آفاق أرحب من التنمية والبناء، وأن يعود رأس المال الوطني الهارب من الخارج، وأن تأمن العمالة المصرية المنتشرة في ربوع كوكب الأرض بالعودة السريعة إلى الاستثمار والنهوض بالوطن، وإلا فما جدوي قيام الثورة؟ وما العائد من كل ما حدث؟ لقد حدث العكس تماما بفعل تصريحات وممارسات لم تكن أبدا محسوبة انهارت معها سوق الأوراق المالية أحيانا، وارتبكت معها الأسواق التجارية أحيانا أخري، ودخلت الدولة في دوامة من القلق مع حوارات مجتمعية عقيمة ربما لا تسمن ولا تغني من جوع في ظل عدم وجود محددات واضحة المعالم للمرحلة المقبلة، وفي ظل عدم وجود ما يشير إلى أن هناك مشروعا قوميا يمكن الالتفاف حوله، وما أكثر هذه المشروعات التي كان يمكن التبشير بها وقد تابعنا تصريحات وزير الداخلية وهو يؤكد أن هناك قوى سياسية تعمل على إحداث القلاقل في المجتمع، وتابعنا تصريحات وزير الإعلام وهو يؤكد أن هناك وسائل إعلام تعمل على إسقاط الدولة، وتابعنا تصريحات مارقين يعتبرون أن هذا وذاك تعبير عن الديمقراطية والحرية، وفي النهاية يدفع المواطن فاتورة هذا اللغط وضريبة هذه الفوضى.

    هل تسترت المخابرات على أدلة قتل المتظاهرين؟

    هذا السؤال يطرحة ابراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة 'التحرير': إذا كان سبب البراءات المتتالية هو غياب الأدلة، فليتفضل الرئيس محمد مرسي ويجيب الأدلة.
    نعم هذه هي مسؤوليته منذ تولي الحكم، وهي في إمكانه منذ أكثر من مئة يوم وهي تحت أمره تالت ومتلِّت، فليتكرم ويحضرها ويقدمها سيادته حتى يفهم المصريون رأسهم من رجليهم الأدلة في أي قضية أو محاكمة هي إما تسجيلات سمعية تثبت تورط المتهمين أو فيديو مصور ومسموع لهم أو وثائق خطية تكشف تدبيرهم وتواطؤهم أو اعترافات شركائهم مثبتة ومؤكدة من يملك الأدلة أو يستطيع الحصول عليها إذا ما كانت متصلة بجهات الدولة ومسؤوليها مثلا؟ إنها مسؤولية ثلاثة أجهزة، هي المخابرات العامة والمخابرات الحربية وأمن الدولة وقد صار اسمه الآن الأمن الوطني..عظيم، إذن هذه الأجهزة تملك الأدلة إن وُجدت وإن أرادت كويس خالص.. طيب ما يورينا بقي الرئيس مرسي الأدلة لقد عيّن الرئيس مرسي مديرًا للمخابرات على عينه وقد جربه في المسؤولية أربعين يومًا ثم أقر تعيينه، وهو ابن الجهاز، ليس غريبا عنه ولا من الوارد التآمر عليه، لا من داخل الجهاز ولا من خارجه، حيث هو موضع ثقة الرئيس، ثم إن المدير الجديد أقسم أمام العالم كله عيانا بيانا على الولاء للرئيس مرسي، فليس هناك إطلاقا ما يعوق مرسي عن أن يطلب من مدير جهازه المخابراتي أن يأتيه بالأدلة التي يملكها الجهاز عما جرى منذ خمسة وعشرين يناير وياريت بالمرة الأدلة عن اختراق حماس وحزب الله الحدود وحصار السجون واقتحامها، وليقدمها الجهاز المخابراتي بناء على تعليمات السيد الرئيس المقسم على الولاء له إلى النائب العام، حيث الرجل على أحرِّ من الجمر للإمساك بأي أدلة، حيث نعلم أن العثور والحصول على الأدلة ليسا مهمة النيابة، بل التحقيق فيها هو مهمتها ثم إن المخابرات الحربية كان يديرها بكفاءة واقتدار الرجل الذي صار وزيرًا للدفاع والذي اختاره الرئيس حين أراد أن يطيح بما يحلو له ولأنصاره أن يصفوه بحكم العسكر.

    مبارك المرشد الروحي لمرسي

    ونتحول إلى تقييم الكتاب والمراقبين لمشوار المائة يوم والوعود التي اطلقها الرئيس مرسي والبداية مع زياد العليمي في 'المصري اليوم' والذي إنتقد مرسي: يبدو أن الرئيس أصر على السير على خطى سلفه - المخلوع - في انعدام الشفافية وإخفاء الحقائق على الشعب المصري، وإظهار الأمر كأنه أوفى بجميع تعهداته على أكمل وجه. فلم أجد بداً من مواجهة سيادته بما ورد نصاً في برنامجه الانتخابي حول مشروع المائة يوم، وما تم تنفيذه، ومراجعة النسب التي أوردها لما تحقق وسأنحي جانباً بعض الوعود السياسية التي ألزم بها الرئيس نفسه، خلال المؤتمرات الانتخابية أو البرامج التليفزيونية، مثل إعادة محاكمة قتلة الثوار، أو إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لتعبر عن المصريين، أو الإفراج عن الثوار المسجونين، وأكتفي بمناقشة النقاط الخمس التي تعهد الرئيس بتحقيقها خلال المائة يوم من واقع برنامجه الانتخابي: الخبز، والنظافة، والوقود، والأمن، والمرور ففيما يتعلق بالخبز، تعهد الرئيس برفع الإنتاج والقيمة الغذائية، وفصل الإنتاج عن التوزيع، والسماح للأفران بالعمل بعد الخبز أما بالنسبة للنظافة، فتعهد بربط مكافآت العاملين بهيئة النظافة بتحقيق الأهداف في مناطقهم، ومنح مكافآت إضافية وربطها برضاء المواطنين.
    وفي قضية الوقود، تعهد بإيصال أنابيب البوتاجاز للمنازل، وتكليف مفتشي التموين بمصاحبة سيارات نقل الوقود وفي جانب الأمن، تعهد الرئيس بربط مكافآت رجال الشرطة بتحقيق الأمن في مناطقهم، وربط مكافآت إضافية برضا المواطنين وعن نفس الموضوع كتب مصطفى النجار في جرية 'الشروق': لا شك أن المائة يوم شهدت بعض النجاحات وكذلك اخفاقات وليست كافية للحكم على الرئيس ولكن واجب المعارضة الوطنية أن تطلق جرس الانذار حرصا على مصلحة الوطن وألا تتوقف عن ذلك مهما علت أبواق النفاق ومهما اشتدت حملات الارهاب الفكري للمخالفين، مصر ليست الرئيس ولا جماعته ولا أي تيار سياسي، مصر وطن يستحق منا أن نبحث دائما عن الأفضل له ولشعبه.

    تطهير القضاء مطلب الملايين بعد براءة الجمل

    وإلى التعليقات التي اعقبت براءة كل المتهمين في موقعة الجمل والتي اسفرت عن حالة من الغضب في الشارع ومن بين الغاضبين د. حسن نافعه في 'المصري اليوم': لقد جاء هذا الحكم صادما لجميع فئات الشعب، وربما لكل شعوب الأرض، وذلك لأسباب عدة أيضا، أولاً: أن الجريمة وقعت تحت سمع وبصر الدنيا، وشاهدها العالم بأسره لحظة وقوعها، حيث كانت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية متواجدة في المكان، ونقلت وقائعها بالكامل على الهواء مباشرة. ثانيا: أكد العشرات من شهود العيان المتواجدين في المكان، بما في ذلك الأطباء الميدانيون، لوسائل الإعلام وفي نفس اليوم، وقوع قتلى وجرحى بالعشرات، إبان تلك الأحداث فهل جاء هذا الحكم الصادم وغير المبرر نتيجة خطأ في التقدير ارتكبه القاضي، أو بالأحرى قضاة الدائرة التي نظرت القضية، أم نتيجة إهمال جسيم ارتكبته أجهزة النيابة العامة التي قامت بالتحقيق في القضية وبتجهيز الأوراق التي نظرتها المحكمة والشهود الذين استجوبتهم؟ على الرغم من أننا لا نميل بطبعنا إلى إلقاء التهم جزافا، خصوصا حين يتعلق الأمر بالقضاء المصري، فإنه يبدو واضحا أن القاضي تمسك بالشكل على حساب المضمون، وهذا حقه، لكن هل حكم في النهاية بما يخالف ما وقر في قلبه وفي ضميره، بافتراض أن له قلباً وضميراً لا يختلفان كثيرا عن قلوب وضمائر الجميع؟! ولأنني لا أريد هنا أن أذهب إلى أبعد من ذلك، فسوف أكتفي بإثارة هذا التساؤل، عازفا عن البحث في النوايا أو التفتيش في الضمائر لمعرفة ما إذا كان الحكم قد صدر عن قناعة حقيقية بما هو مدون في الأوراق، أم أنه عكس شيئا آخر له صلة بمظاهر فساد لحقت بجميع الأجهزة والمؤسسات، بما فيها مؤسسة القضاء التي باتت في جميع الأحوال، وبصرف النظر عن هذا الحكم، في حاجة ماسة إلى التطهير.

    الحكم لا يرضي الشهداء ولا عائلاتهم

    ونبقى مع توابع الحكم فقد كتب حمدي رزق في 'المصري اليوم': لا نشكك في الأحكام، الحكم عنوان الحقيقة، والحقيقة علمها عند ربي، ولكن الاتهامات التي توجه للنائب العام جد خطيرة، المطلوب من المستشار عبدالمجيد أن يجيب عن أسئلة أسر الشهداء وهي عادلة ومشروعة في إطار من الشفافية، ولعل أخطرها: لماذا تتداعى أركان تلك القضايا واحدة تلو الأخرى، وتتوالى البراءات يلحق بعضها بعضاً؟ الطعن القضائي على أحكام الجمل - وهذا إجراء طبيعي - لا يكفي ولا يشبع ولا يسمن ولا يغني من جوع إلى الحقيقة، من فعلها، لا نطيق ظلم بريء، لا نتهم بريئا، سعادة النائب العام: لا أخاطبك على أرضية مطالبات بإقالتك، فتلك كبيرة قضائية لو يعلم الإخوان المسلمون، ولكن بيانا ضافيا يشفي غليل الصدور، معلوم أن كل مسؤول في مصر الآن مطلوب إقالته، بل رقبته إلا من رحم ربي.

    حكاية اب لطفلته

    ونبقى مع القضية التي تناولها الساخر هشام مبارك في صحيفة 'الأخبار' في صورة حكاية لطفلته: وحياتك عندي يا بابا تحكيلي حدوتة عشان أعرف أنام .
    - حدوتة إيه بس ياكلمات يابنتي سيبيني في حالي أنا تعبان ومصدع وعيني مزغللة .
    - عشان خاطري يابابا .. وغلاوة ماما عندك .
    - طالما حلفتيني بالغالية اسمعي ياستي .. كان فيه غابة كبيرة فيها حيوانات كتيرة وكان الأسد ملك الغابة مفتري وأول ما يجوع ياكل حد من السكان لغاية لما بلع عشرتلاف روح قام البوليس قبض عليه وحولوه للمحاكمة .
    - وأخذ براءة طبعا .
    - براءة إزاي إذا كان باقولك لهف عشرتلاف روح .. إعدام طبعاً .
    - إيه الظلم ده يا بابا أنا أعرف جمل زغنن أكل 19 روح وخد براءة .. يبقى كتير يعني علي أسد لما ياكل عشر تلاف؟

    دم الشهداء في رقبة مرسي والعسكر؟

    ولكن من المسؤول عن براءة المتهمين هذا مايكشفه وائل قنديل في صحيفة الشروق: الأيام أثبتت أن اليد الأمينة تخضبت بدماء الثوار ومارست القتل والتوحش ضد الثوار، حيث تحولت تلك الـ(أمينة) إلى خادمة في قصور الثورة المضادة، وراحت تمارس كل أنواع التلاعب والتآمر والتعبير عن الكراهية للثورة أخطأنا وأجرمنا في حق أنفسنا والجميع عندما طلبنا من الشباب إخلاء الميادين بعد 11 فبراير 2011، واعتبرنا أننا فعلنا ما علينا حين ساهمنا بجنيهات لطلاء الأرصفة وكنس الشوارع وأن الثورة نجحت وتمت بمجرد التقاط الصور التذكارية فوق الكبارى للشعب الفرحان بزوال المخلوع.
    إن هذه البراءات التي هطلت على جميع المتهمين في فضيحة العصر الشهيرة بـ'موقعة الجمل' بدأت منذ استسلمنا لوهم إمكانية الحصول على شيء ذي قيمة من مزج التبن بالتبر، وخضعنا لدغدغة المشاعر بكلام ناعم ومنمق عن أن ثورتنا بيضاء وطيبة وبنت حلال ولا يليق بها أن تجنح للانتقام من أعدائها وحين تركنا أنفسنا لموجات الابتزاز التي راحت ترهبنا بالصراخ الكذوب من محاكم التفتيش ومحاولة تصوير المطالبة بالقصاص والحساب العادلين للقتلة وحاشية القتلة من إعلاميين ومحللين سياسيين على أنها نزعات مكارثية دموية أخطأنا حين أكرهونا على مباركة الزواج الحرام بين الثورة والثورة المضادة، والسكوت على حكومات سفاح، سواء مع المجلس العسكرى أو مع محمد مرسي، وكأنه غير مسموح على الإطلاق أن يرأس حكومة مصر بعد الثورة شخصية لم تتلوث بالعمل مع النظام القديم، وراجع الأسماء من أحمد شفيق مرورا بعصام شرف والجنزوري وانتهاء بالشاب هشام قنديل، ستكتشف أنهم كلهم من بقايا النظام القديم إننا لم نقبل بمحمد مرسى رئيسا لكي يواصل لعبة التوأمة والمواءمة بين الثورة والثورة المضادة.

    عنان: أنا موجود في القاهرة
    والمشير لا يعاني نفسياً؟

    ونتحول إلى الانفرادات الصحافية ونختار منها ما ورد في 'المصري اليوم' على لسان الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة، نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق والذي تردد انه سافر للأمارات، قال عنان إنه موجود في القاهرة، ويمارس حياته بشكل طبيعي دون قيود، ويسافر إلى الإسكندرية، والعين السخنة، ويمارس الرياضة يومياً، ونفى صحة ما تردد 'أمس' عن سفره إلى الإمارات العربية المتحدة. وأضاف 'عنان'، في تصريحات خاصة لـ'المصري اليوم'، أنه غير مدرج على قوائم الممنوعين من السفر، ومن حقه السفر إلى أي جهة في أى وقت، دون قيود، موضحاً أنه لم يتم إبلاغه بأى إجراءات بخصوص بلاغات يقدمها البعض ضده، ولا يعلم شيئاً عن هذه البلاغات. وتساءل اعنان'، في أول تصريحات صحافية له عقب خروجه من منصبه: المصلحة من يتم تشويه صورتي، وما مبررات الزج بأخبار غير صحيحة، عن سفري وأنا موجود في مصر'، وتابع: الا مبرر لسفرى وما يتردد غير لائقب وطالب عنان وسائل الإعلام والصحف بأن اتتوخى الدقة في المعلومات ونفى صحة ما تردد عن إجرائه حواراً صحافياً في مطار القاهرة لدى مغادرته الإمارات، وقال: اكل ما نشر حول هذا الموضوع غير صحيح جملة وتفصيلاً وتابع اعنانب: الم يصدر أمر واحد من جانب القوات المسلحة، أو المجلس العسكري، بإطلاق طلقة رصاص خلال المرحلة الماضية، ومنذ اندلاع ثورة 25 يناير، وكنا مع الشعب، وانحزنا له طوال تلك الفترة، وأثق في أن المصريين بأخلاقهم الطيبة يحسنون الظن بناب. وكشف عنان عن أنه يتواصل مع المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكرى السابق، دورياً، للاطمئنان عليه، ونفى ما تردد عن سوء الحالة النفسية والصحية لطنطاوي.


    --------------------------

    في الصميم

    سلاح‮ »‬الدببة‮«!!‬

    13/10/2012 07:45:21 م




    جلال عارف


    جلال عارف

    السادة الافاضل الشجعان الذين كانوا يهدمون منصة الثوار في التحرير،‮ ‬ويعتدون علي المتظاهرين المسالمين كانوا يرتكبون جريمتهم،‮ ‬وهم يهتفون‮: »‬حرية وعدالة‮.. ‬مرسي وراه رجالة‮«!! ‬وهذا صحيح،‮ ‬ولكن المشكلة أن هؤلاء الــ‮ »‬رجالة‮« ‬تحولوا الي عبء علي الرئيس وعلي مصر،‮ ‬وأنهم اصبحوا مثل‮ »‬سلاح الدببة‮« ‬التي تقتل صاحبها،‮ ‬وتهدد أمن الوطن‮!!‬
    ‮»‬الرجالة‮« ‬الذين أشاروا علي الرئيس مرسي بعزل النائب العام الدكتور عبدالمجيد محمود من منصبه،‮ ‬كانوا يعلمون جيدا أنهم يخالفون الدستور والقانون،‮ ‬ويرتكبون عدوانا علي السلطة القضائية‮.. ‬وكانوا يعرفون ان النيابة العامة لم يكن لها علاقة بقضية‮ »‬موقعة الجمل‮« ‬ولم تكن هي التي حققت فيها‮. ‬ومع ذلك قادوا الرئاسة الي هذه الأزمة وتآمروا للاطاحة بالنائب العام الذي وصفه المستشار طارق البشري بأنه أفضل من شغل هذا المنصب علي مدي خمسين سنة‮. ‬ولا أظن أن البشري يمكن أن يتهم بأنه علماني او كاره للاسلام كما يفعل‮ »‬الرجالة‮« ‬مع كل من يخالفهم الرأي في هذا الزمن البائس‮!!‬
    و»الرجالة‮« ‬الذين حشدوا الانصار للعدوان الأثيم علي المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير،‮ ‬كانوا يعرفون بشاعة الجريمة التي يرتكبونها‮. ‬وكانوا يدركون أنهم يخونون شركاء الثورة،‮ ‬ويحاولون اسكات كل صوت يعارضهم بالقوة،‮ ‬ويفتحون الباب الذي أضاع أوطانا قبلنا حين قادتها الميليشيات الي النفق المظلم للحروب الأهلية‮.‬
    الاسوأ أبعد هذا كله،‮ ‬أن نجد قادة‮ »‬سلاح الدببة‮« ‬يغزون الفضائيات وبدلا من تقديم الاعتذار للشعب،‮ ‬اذا بهم يحاولون تبرير الجرائم أو التنصل منها،‮ ‬او العودة للحديث عن‮ »‬اللهو الخفي‮« ‬مرة أخري‮!!‬
    ومن حق الرئيس أن يترك‮ »‬سلاح الدببة‮« ‬يفعل مايشاء،‮ ‬اذا كان هو وحده الذي سيدفع ثمن اخطائهم وخطاياهم‮. ‬لكن الأمور الآن تتجاوز ذلك كله‮. ‬إنهم يحرقون الوطن‮.. ‬فماذا سيفعل السيد الرئيس؟




    -----------------

    بدون تردد

    القرار الصادم

    13/10/2012 07:48:07 م




    [email protected] محمد بركات


    محمد بركات

    جاء قرار الرئيس مرسي بتعيين النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود سفيرا في الفاتيكان،‮ ‬صادما بالنسبة للكثيرين الذين اعتبروه مخالفة صريحة وواضحة لنصوص القانون،‮ ‬التي لا تعطي للسلطة التنفيذية،‮ ‬أو رئيسها حق اقالة أو عزل النائب العام،‮ ‬واعتبروه أيضا بمثابة التدخل المباشر والواضح في شئون القضاء‮.‬
    والصدمة الأشد والأقوي كانت من نصيب رجال القضاء،‮ ‬وخبراء القانون،‮ ‬وجميع السياسيين والمتابعين والمهتمين بالشأن العام،‮ ‬المؤمنين بضرورة الالتزام بالقانون،‮ ‬واستقلال القضاء،‮ ‬وعدم المساس بالسلطة القضائية أو التدخل في شئونها،‮ ‬وأهمية وضرورة الحفاظ علي هيبتها واحترامها،‮ ‬بوصفها ركنا أساسيا من اركان الدولة،‮ ‬وأعمدتها الرئيسية،‮ ‬وضمانة لازمة لقيام العدالة وسيادة القانون‮.‬
    وترجع الصدمة الشديدة لهؤلاء جميعا،‮ ‬لأن أحدا منهم لم يتوقع أن يصدر عن الرئاسة مثل هذه المخالفة للقانون،‮ ‬في ظل التأكيدات المتكررة الصادرة عنها باحترام السلطة القضائية والحرص علي استقلالها،‮ ‬ومنع التدخل في شئونها،‮ ‬وآخر هذه التصريحات ـ بالمناسبة ـ جاء علي لسان الرئيس في خطابه أول أمس بالاسكندرية
    ‮. ‬وإذا ما اردنا مثالا علي قوة وضخامة التأثير الصادم للقرار لدي شيوخ القضاة وفقهائهم،‮ ‬يكفينا ما أعلنه المستشار طارق البشري تعقيبا علي القرار الصادم في رده علي اسئلة الصحفيين ونشر بالأمس‮.‬
    قال المستشار البشري بالنص‮ »‬ان قرار الرئيس مخمد مرسي بإقالة النائب العام،‮ ‬وتعيينه سفيرا في الفاتيكان هو عدوان علي السلطة القضائية،‮ ‬لا أظن انه حدث من قبل في تاريخ مصر،‮ ‬لأن المادة ‮٦٧ ‬من قانون السلطة القضائية رقم ‮٦٤ ‬لسنة ‮٢٧٩١ ‬تنص صراحة علي تحصين مناصب القضاء والنيابة العامة جميعها من العزل‮«.‬
    ‮»‬والغريب حقا ان تسأل النيابة العامة عن حكم صدر ضد مصلحة المدعين،‮ ‬فهذا أمر‮ ‬غير قانوني أو منطقي،‮ ‬لأن صلة النيابة العامة بأي دعوي تنقطع عند احالة القضية إلي المحكمة،‮ ‬وتصبح المحكمة التي ستصدر الحكم هي الوحيدة المعنية بالقضية‮«.‬
    واختتم المستشار البشري تصريحاته قائلا‮: »‬المستشار عبدالمجيد محمود أصلح من تولي منصب النائب العام في نصف القرن الأخير،‮ ‬فيما أعلم،‮ ‬وأنا أسف وغاضب أن يصنع بهذا الرجل ما يصنع الآن‮«.‬
    والآن،‮...‬،‮ ‬هذا مجرد مثال علي رد الفعل للقرار الصادم



    ------------------

    عبور

    أصبح رمزاً

    13/10/2012 07:50:01 م




    جمال الغىطانى


    جمال الغىطانى

    منذ مساء الخميس الماضي اصطف بين طابور الأسماء الخالدة في مسار هذا الوطن اسم جديد انضم إلي قضاة مصر العظام من أبعد أزمنة التاريخ المكتوب إلي اللحظة الراهنة،‮ ‬أصبح صنوا للقاضي العز بن عبدالسلام الذي تحدي السلطان المملوكي الجائر القوي في مواجهته وعزله،‮ ‬لسعد زغلول الذي خرج من داره علي رأس ثلاثة عشر من رجال مصر قاصدين المعتمد البريطاني لتقديم عريضة بالنيابة عن الأمة يطلبون البحث في شأن الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية،‮ ‬اعتقلهم المندوب السامي البريطاني فاشتعلت الروح الكامنة في هذا الشعب الفريد،‮ ‬المحير،‮ ‬واندلعت أعظم ثورة في تاريخنا المعاصر والتي مازلنا نعيش بلفح لظاها وجذوتها،‮ ‬لعبدالرحمن فهمي قاضي مصر العظيم،‮ ‬لعبدالرزاق السنهوري القانوني العبقري ومأساته الوفدية وموقفه الأبي من العلامات التي لا تمحي،‮ ‬مع هؤلاء يدخل عبدالمجيد محمود إلي صميم التاريخ منذ أن بدأت الأزمة مع احتلال الإخوان لمصر وبدأ مخططهم لهدم الدولة الحديثة التي تقدمت بمصر منذ عصر محمد علي،‮ ‬ولتفكيك الدولة المصرية العريقة التي اسسها مينا موحد القطرين،‮ ‬الإخوان لا يؤمنون بفكرة الوطن،‮ ‬فماذا يضيرهم إذا انقسمت مصر إلي شظايا،‮ ‬بدا الأمر كأنه قاب قوسين أو أدني خاصة بعد‮ ‬غياب الجيش من الساحة،‮ ‬وانقسام الثوار،‮ ‬وظهور المشبوهين والقتلة بدم بارد،‮ ‬لم يتبق إلا القضاء حصن الأمة الأخير‮. ‬وكما تم استغلال حادث رفح للاطاحة بالمشير والمجلس الواهن المسئول عن ايصال مصر إلي هذه اللحظة الحالكة‮. ‬حاول الاخوان استعادة نفس السيناريو باستغلال الحكم في موقعة الجمل للإطاحة بالنائب العام النزيه،‮ ‬الشريف،‮ ‬أفضل من تولي هذا المنصب خلال النصف قرن الأخير‮. ‬أقول عن معرفة قريبة وعميقة بالرجل الذي عرفته صديقا للمثقفين،‮ ‬عرفته من خلال العم محمود السعدني ومحمد عودة ونجيب محفوظ ـ رحمهم الله ـ وغيرهم الأحياء،‮ ‬ومن خلال زملائه الكبار أهل الاختصاص الذين يؤكدون ما أقوله‮. ‬وجدها الاخوان فرصة لتدمير هذا الحصن فكانت مسرحية العزل الذي تحول إلي قرار بالتعيين ثم إلي مجرد اقتراحات كما صرح الرجل الذي يذهلني تغير مواقفه أحمد مكي وهو من رموز استقلال القضاء ومعه المستشار الغرياني‮. ‬وصل بهما الأمر إلي تهديد الرجل وترويعه‮. ‬منذ أن بدأت المحنة كنت علي اتصال بالرجل الذي تعلقت به أبصار الوطن وكل من ينتمي حقا إليه‮. ‬بالتحديد منذ مساء الخميس الساعة السابعة مساء،‮ ‬ما جري يطول شرحه ولكن خلال الساعات التي تلت ذلك لم يغير الرجل موقفه،‮ ‬ألا يقبل الاعتداء علي مؤسسة القضاء،‮ ‬ألا ينثني،‮ ‬وفي إحدي مرات اتصالنا أكد لي انه لا يخشي لقاء ربه دفاعا عن استقلال القضاء الحصن الأخير‮. ‬هنا يجب الإشارة إلي عظمة قضاة مصر ومؤازرتهم له من خلال ناديهم العظيم،‮ ‬خلال تلك الساعات خرج الرجل من محدوديته ليصبح رمزا جليلا بموقفه وشجاعته في مواجهة العدوان والجور المستهدف لمصر ولما كان وسيكون‮.‬




    ---------------

    نهار



    13/10/2012 07:53:46 م




    [email protected] عبلة الروينى


    عبلة الروينى

    المشكلة في إقالة النائب العام،‮ ‬هو محاولة إقالة الدولة،‮ ‬تحويلها الي جماعة صغيرة،‮ ‬أو الي قبيلة،‮ ‬أو عشيرة‮.. ‬المشكلة في عزل النائب العام،‮ ‬هو ضرب دولة القانون،‮ ‬والتعدي علي دولة المؤسسات‮.. ‬بالتأكيد هناك استياء عام بسبب مهرجان البراءة للجميع‮ (‬من قتل الشهداء في موقعة الجمل؟ من حرض؟ من مول ؟ من دفع بالجمال والأحصنة والبلطجية الي الميدان ؟‮) ‬ليس ثمة أدلة ثابتة،‮ ‬ومن ثم كانت البراءة‮!!‬
    ‮ ‬تقديم الأدلة هو مسئولية النيابة العامة بالتأكيد،‮ ‬لكن الحديث عن تقصير النيابة العامة،‮ ‬والتحفظ علي أداء النائب العام،‮ ‬لا يعني علي الاطلاق الإطاحة بالمؤسسات والدولة والقانون‮.. ‬والغريب‮ ‬والمثير للدهشة هو موقف المستشارين القانونيين للرئاسة،‮ ‬كيف سمحوا بهذا العبث القانوني،‮ ‬وأوقعوا الرئاسة في مأزق جارح،‮ ‬بينما الصغير والكبير في مصر،‮ ‬من يفهم ومن لا يفهم،‮ ‬يدرك أن إقالة النائب العام،‮ ‬ليست من صلاحيات رئيس الجمهورية‮.. ‬
    اعتمدت الرئاسة علي أن القرار،‮ ‬هو قرار بتعيين النائب العام‮ (‬سفيرا للفاتيكان‮ ) ‬وليس قرارا بالعزل،‮ ‬لكن رفض النائب العام قبول منصب السفير،‮ ‬ورفض تقديم استقالته،‮ ‬فضح المأزق الرئاسي القانوني،‮ ‬وللمرة الثانية علي الرئيس أن يتراجع‮ (‬وتنزل كلمته الأرض‮) ‬بعد أن نزلت من قبل،‮ ‬حين تحدي المحكمة الدستورية العليا بقرار عودة مجلس الشعب،‮ ‬ثم ما كان له الا أن يتراجع‮..!!‬
    مأزق الرئاسة مع القضاء،‮ ‬ليس أمامه الا التراجع،‮ ‬وبدلا من تهديدات د‮. ‬عصام العريان‮ (‬مستشار الرئيس‮) ‬للنائب العام‮ (‬بقبول منصب السفير بكرامة،‮ ‬والا كانت هناك خيارات أخري‮) ‬فعلي الرئاسة قبول فكرة التراجع عن عزل النائب العام بكرامة،‮ ‬والا كانت هناك خيارات اخري‮ !‬



    ------------------

    مقالات


    بـ حرية

    الرجل الذي قال لا للرئيس

    13/10/2012 08:24:57 م




    [email protected] محمد عبدالحافظ


    محمد عبدالحافظ

    النائب العام قال لا للرئيس‮.. ‬رفض الضغوط التي مارسوها عليه للاستقالة،‮ ‬ولانهم يعرفون انه لا يجوز عزل أو اقالة النائب العام‮.. ‬فأوعز المستشارون للرئيس ان يسند له منصبا آخر ويتولي احد مساعديه القيام بعمل النائب العام،‮ ‬ولكنه قال لا‮.. ‬لان ذلك يعني انه فعلا اخطأ في قضية موقعة الجمل،‮ ‬ولو استسلم النائب العام وقدم استقالته،‮ ‬أو قبل منصب السفير لكان ذلك اعترافا ضمنيا بالخطأ في القضية‮.‬
    لا ادافع عن‮ »‬اسم‮« ‬النائب العام ولكني ادافع وبقوة عن‮ »‬المنصب‮« ‬الذي لو فقد مكانته وهيبته،‮ ‬لسقطت معه استقلالية وهيبة وعدالة القضاء‮. ‬ولو لم افعل ذلك لاصبحت شريكا لكل الذين يهاجمون القضاء،‮ ‬واحكامه،‮ ‬ولوافقت علي ارهاب القضاة بمليونيات ومظاهرات،‮ ‬واحتجاجات‮.‬
    المؤسسات تسقط واحدة‮ ‬تلو الاخري ولم يبق لنا سوي مؤسسة القضاء،‮ ‬التي نحتمي بها،‮ ‬ونثق فيها،‮ ‬ونأمل بها‮.. ‬فالعدل كان ويجب ان يظل اساس الحكم‮.‬
    القضاء لا يدار من الشارع،‮ ‬والاحكام لاتصدر بقرارات فوقية،‮ ‬ولا طبقا للاهواء،‮ ‬وتنفيذا لرغبات قوي سياسية‮.‬
    احترام احكام القضاء،‮ ‬وحماية استقلال القضاء هما حائط الصد الباقي للمصريين،‮ ‬وهو الذي يحمي مصرنا من الانهيار‮.‬
    تذكروا ان الاسلام اساسه العدل وليس الاستحواذ‮.‬
    ارفعوا ايديكم عن القضاء‮.. ‬فهو ليس محافظة ولا حكومة ولا برلمانا ولا حتي رئاسة

    amr-selim-1350-sudan4sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    -------------------
                  

10-15-2012, 04:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)



    ارتباك بين الاخوان بعد خسارتهم معركة عزل النائب العام..
    ويرفضون نشر تصريحات القوات الجوية بعيدها
    حسنين كروم
    2012-10-14


    القاهرة - 'القدس العربي' احتلت مظاهرات يوم الجمعة في ميدان التحرير وما حدثت فيها من اشتباكات بين الاخوان المسلمين وشباب الاحزاب والقوى السياسية الاخرى على صحف السبت والاحد، وكذلك الازمة التي تسبب فيها قرار الرئيس محمد مرسي باقالة النائب العام وتعينه سفيرا في الفاتيكان، ورفض المستشار عبد المجيد محمود للقرار وتحديه له وعقد رئيس نادي القضاة احمد الزند مؤتمرا عاجلا في النادي النهري للقضاة، وقال للرئيس لسنا طنطاوي وعنان، واسراع نائب الرئيس المستشار محمود مكي للتدخل لحل الازمة وايجاد مخرج مقبول منها للرئيس، وهو ما حدث وان كان زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب عمرو سليم قد ادعى ان مصر اصبح اسمها 'دقن ستان' ان مكتب الرئيس تعلوه يافطة مكتوب فيها 'الدقن اساس الملك '. بدلا من العدل وعلمنا منه بذلك في 'الشروق' امس والى بعض مما عندنا:

    النائب العام هزم الرئيس مرسي

    ونبدأ بأزمة النائب العام التي تم تدبيرها داخل جماعة الاخوان المسلمين ضمن تدابير اخرى تعتبر احدى قفزات الجماعة لاحكام سيطرتها التدريجية على مفاصل الدولة والسلطات، وايضا لتكون ضمن اجراءات يتم استغلالها شعبيا والتهليل لها للتغطية على الكارثة الاقتصادية التي ستضرب البلاد عما قريب، وبالتحديد بعد انتخابات مجلس الشعب القادمة.. عندما تتخذ حكومة الاخوان الاجراءات الاقتصادية الصعبة وتوقع حدوث ردود افعال عنيفة ضدهم وهو ما يتطلب اجراءات استثنائية يتم تمريرها على انها اجراءات تحقق مطالب الثورة.. وايضا للتغطية على فشل خطة المائة يوم صحيح ان الرئيس اعترف بانها لم تتحقق بالكامل ووصلت نسبة نجاحها الى ما فوق الستين في المائة، لكن الناس في الواقع لا يرون شيئا باستثناء تحسن نسبي في الامن، بالاضافة الى بروز تكتلات سياسية يعلن المشاركون فيها انهم يستهدفون انهاء سيطرة الاخوان ومنعهم من التحكم في البلاد ويعملون على تعبئة الناس في هذا الاتجاه.. اي ان هناك هدفا واضحا تتم الدعوة اليه بصرغ النظر عن مدى نجاحه او فشله، لكنه يخلق حالة من العداء للجماعة، ورغم كل ما ابداه ويبديه الاخوان والسلفيون من استهانة بما يحدث ومن ثقتهم في تحقيق الفوز في الانتخابات القادمة الا انه يمكن للمرء ملاحظة اهتزاز اعصابهم.. وسريان الخوف في صفوفهم ابتداء من قيادة الجماعة والحزب الى قواعدهم بان المرحلة القادمة ليست صعبة فقط وانما خطيرة جدا ولهذا لا بد من احكام قبضتهم على كل شيء لانهم لا يتصورون انفسهم خارج السلطة بعد ان امسكو بها لذلك كثرت التلميحات عن تفجير قضايا فساد جديدة وخطيرة والحاجة الى قوانين ثورية للحفاظ على مكاسب الثورة.
    وكلما اقترب موعد الجمعة الثاني عشر من اكتوبر الذي حددته القوى السياسية غير الاخوانية والسلفيية ضد الاخوان واسمتها جمعة كشف الحساب واسقاط اللجنة التأسيسية للدستور.. ولذلك حددت الرئاسة نفس اليوم لالقاء الرئيس خطابا في الاسكندرية وبدأ الكلام عن نزول الاخوان في الميدان ثم جاء حكم محكمة الجنايات بتبرئة جميع المتهمين في موقعة الجمل وما احدثه من صدمة شعبية اسرع الاخوان لاستغلالها للنزول للتظاهر ضدها يوم الجمعة في ميدان التحرير لاحتلاله وحرمان القوى الاخرى من مظاهرتها ضدهم، ولاتهام النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بأنه السبب لتقديمه ادلة هشة للمحكمة ادت الى اصدارها حكم البراءة وللمطالبة ايضا بتطهير القضاء والعودة الى الاجراءات الثورية واقالة النائب العام.

    كيف حاول الاخوان افشال موعد الجمعة الثاني عشر من اكتوبر

    والذي يوضح ملامح هذا المخطط الذي كان يتم الاعداد له هو دس مفتي الاخوان الدكتور عبد الرحمن البر احالة النائب العام في ثنايا مقاله يوم السبت في 'الحرية والعدالة'وقوله: 'ما رأيك عزيزي القارئ فيما يفعله كثير من المنتقدين للرئيس الدكتور محمد مرسي حيث اتهموه بعم الثورية لانه قيل ان يخوض الانتخابات في ظل حكم العسكر وزعموا ان لن يسقط حكم العسكر ولن يسقط الاعلان الدستوري المكمل تنفيذا لصفقة مزعومة عقدها الاخوان مع العسكر ولن يقدم للثوار شيئا ولن يخرج معتقليهم من السجون ولن يتمكن من تغيير النائب العام ولن يحافظ على دماء الشهداء واذا بالرئيس مرسي بعد اناة وحكمة ومشاورة لاهل الرأي يفاجئهم في الوقت المناسب باسقاظ حكم العسكر الذي استمر نحو ستين عاما وبأسقاط الاعلان الدستوري المكمل وبالعفو عن كل الثوار المعتقلين والمحكومين وبتغيير النائب العام وغير ذلك من القرارات التي لم يكن غير مرسي ليقتحمها ويتخذها فتمتلئ الافواه ماء ويبدأ طابور الذين يلتمسون العيوب في اختراع عيوب جديدة والبحث عن شيء يستمسكون به لمحاصرة الرئيس التدليل على فشله والادهى ان بعض من كان يطالب الرئيس مرسي بالتعجيل باتخاذ هذه القرارات هم من انتقدوها او عابوها'.

    تغيير النائب العام مخطط تدريجي للسيطرة على مفاصل الدولة

    هذا معناه بصراحة ان تغيير النائب العام او اقالته هي ضمن مخطط تدريجي بدأ من مدة وجاءت مناسبة حكم قضية موقعة الجمل لتكون الفرصة ولم يكن ممكنا ان يقول البر ذلك الا اذا كان المخطط تم وضعه اولا داخل الجماعة والحزب والمقال تم تسليمه قبل ان بعرف الدكتور البر رد فعل النائب العام والا لقام بتغيير العبارة.. واما الذي لحق برفض النائب العام وعلق عليه في نفس العدد فكان زميلنامحمد جمال عرفه المسؤل عن القسم الخارجي وقوله عن مواجهة الرفض:'بغدما اعلن عبد المجيد محمود تحديه قرار الرئيس الضمني بعزله- ترقيته لمنصب سفير مصر في الفاتيكان ـ وتأكيده انه لم يتقدم باستقالته وانه باق في منصبه طبقا لقانون السلطة القضائية وبعدما دخل 'الزند' و'تهاني الجبالي' على الخط وشحنا القضاه في معركة مفتعلة ـ السلطة التنفيذية- و-السلطة القضائية ـ اصبح امام دعاة الاصلاح والرئيس مرسر خيارات اخرى يجب ان يلجأ اليها 'الخيار الاول': الآمن وهو اصدار قرار فوري لقانون السلطة القضائية المتضمن تحديد سن التقاعد ب65 سنة مما يؤدي الى خلو منصب النائب العام لأن المستشار عبد المجيد محمود ولد عام 1946 وسنه حاليا 66 عاما ومن ثم سيكون هناك حاجة الى تعيين بديل عنه. 'الخيار الثاني':
    اقالة المستشارة تهاني الجبالي ضمنا وهي تصب النار على الزيت بتصريحات صحفية تشجع على رفض قرار الرئيس. 'الخيار الثالث': هو فتح ملفات النائب العام نفسه والتحقيق معه في الاتهامات الموجهة له من قبل ثوار ورموزالسياسة موفقا لقانون السلطة القضائية هو يخضع للمساءلة فقط من الجهات المنوط بذلك وهي المجلس الاعلى للقضاء والنقطة الاخيرة هي ما دعا اليها عدد من المحامين للتقدم اليوم السبت ببلاغ الى المستشار عدنان الفنجري القائم باعمال النائب العام ذد المستشار عبد المجيد محمود النائب العام يتهموه فيه بالتستر على رموز النظام السابق في قضايا فسادواخفاء ادلة تدين قتل الثوار.. لا اظن ان احدا يختلف على ان قرار الرئيس مرسي 'بالاقالة المغلقة' للنائب العام عبد المجيد محمود عبر تعيينه سفيرا في اصغر دويلة في العالم 'الفاتيكان' هو ضربة معلم، يدخل في سياق التغلب على منع القانون للرئيس من اقالته ومن ثم اللجؤ الى خيار سياسي يسمى 'شلوط لأعلى'!!'.

    يجب على النائب العام الجديد فتح كل الملفات دون استثناء

    وهذا تأكيد آخر لوجود مسبق للمخطط واكده ايضا رئيس تحرير مجلة 'اكتوبر' زميلنا احمد شاهين المرتبط اساسا بالجماعة والحزب بقوله: 'واذا كنا نتحدث عن الفساد المادي بكل مظاهره فان فساد القلوب والعقول هو الخطر الاكبر الذي نواجهه فما زالت الكثير من الافـــــكار والممارسات والآليات الممقوتة شائعة بيننا بدءا من الانفلات الاخلاقي ومرورا بفوضى الاعتصامات والاضرابات وانتهاء بالابتزاز السياسي الذي يمارسه بعض الساسة المعروفيــــن الذين يدعون الحرص على حقوق الشعب بينما الواقع يؤكد انهم حريصـــون على مصالحهم بالدرجة الاولى حتى لو تحقق ذلك على حساب مصر ومستقبل ابنائها.. وحتى تتطهر البلاد من اذناب الفساد يجب على النائب العام الجديد فتح كل الملفات دون استثناء حتى يعرف الناس من هـــــم الذين تسببوا في هذا الانهيار السيايي والمالي والاخلاقي بمن فيهم القابعون في السجون.. او من ينتظرون.. وعندما يطلب ان يكلف الرئيس الحكومة بوضع قانون جديد لحماية الثورة والمجتمع..فأننا نتوقع ان يشمل هذا التشريع انشاء محاكم ثورية ذات آليات وقوانين تتناسب مع روح 25 يناير'.

    سر تحدي النائب العام لمرسي

    ثم توالت التهديدات للنائب العام من عدد من قادة الجماعة مثل الدكتور محمد البلتاجي والقائم باعمال رئيس الحزب صديقنا العزيز الدكتور عصام العريان الذي نصح النائب العام بقبول المنصب الجديد- سفير في الفاتيكان- تجنبا لما هو آت. وقد اندهشت من تورط عصام في مثل هذه المعارك وبهذا القدر من الحدة غير المعروفة عنه والتي بدأت تظهر من مدة مما يكشف عن عنف وقوة التيار القطبي داخل الجماعة والحزب وعصام غير محسوب عليه، وانما على تيار المرشد الثالث المرحوم عمر التلمساني ومعه عبد المنعم ابو الفتوح والدكتور محمد حبيب صديقنا العزيز والنائب الاول السابق للمرشد العام السابق خفيف الظل / محمد مهدي عاكف، وكذلك صديقنا وعضو مكتب الارشاد السابق والمحامي مختار نوح والثلاثة خارج الجماعة الآن وبقي فيها من مجموعة التلمساني الدكتور حلمي الجزار.
    واعتقد الاخوان ان مجرد صدور قرار الرئيس بالاقالة سيدفع النائب العام الى سرعة القبول به ويعلنون تحقيق نصر آخر مشابه لنصر اقالة طنطاوي وعنان واعضاء المجلس العسكري لكن توقعاتهم انهارت بسرعة شديدة وتلقوا عدة ضربات عنيفة ومتتالية: 'الاولى' ان قرار الاقالة الذي اعلنه مدير مكتب الرئيس الدكتور احمد عبد العاطي قابله النائب العام بالرفض القاطع، وقال انه متمسك بالبقاء في منصبه الذي لا يستطيع احد عزله منه الا مجلس القضاء الاعلى وباجراءات محددة لادخل لاي سلطة فيها، وانه سيذهب الى مكتبه كالمعتاد ويباشر عمله منه وكشف عن مفاجآت مذهلة قال انه لم يتصل باحد ولم يقبل منصب سفير في الفاتيكان وان وزير العدل المستشار احمد مكي اتصل به وحاول اقناعه بترك المنصب لكنه رفض ثم اتصل به المستشار حسام الغرياني رئيس اللجنة التأسيسية للدستور ورئيس المجلس القومي لحقوق الانسان وطلب منه القبول بل والمح اليه الى ان ذهابه الى مكتبه فيه خطورة على حياته وانه قد يتعرض للاعتداء عليه مثلما تعرض عام 1946رئيس مجلس الدولة المستشار/عبد الرازق الستهوري-عليه رحمة الله- فرفض بعد ان اعتبره تهديدا وهاجم عبد المجيد الاثنين بطريقة مؤلمة عندما عبر عن دهشته من ان اثنين من قادة تيار الاستقلال في القضاء يكون هذا موقفهما ثم قام بغمزة اخرى اشد خطورة عندما قال انه لا يخشى الاغتيال وهو ما مارسه بعض الجماعات في اشارة الى الاخوان وادى موقف النائب العام الصلب الى تجميع صفوف اعضاء النيابة العامة بقوة وكذلك القضاة الذين خشوا ان يقبل المنصب ويفتح اول ثغرة في قدرة رئيس الجمهورية على التدخل في عزل القضاه.

    القضاء وجه خمس ضربات لمرسي والاخوان

    والضربة الثانية جاءت من رئيس نادي القضاه المستشار احمد الزند الذي دعا الى اجتماع عاجل في نادي القضاه النهري وخطب مهاجما الرئيس والاخوان وكانت اخطر عباراته هي: 'احنا مش زي طنطاوي وعنان' وتوالت احتجاجات الاندية والقضاه الرافضة لاي تدخل من الرئاسة في شيءون القضاء.
    والضربة الثالثة جاءت من التراجع السريع من الرئاسة ومن المسؤولين كل واحد ينفي ان هناك قرار بالاقالة انما عرض منصب السفير على النائب العام شفاهية فاذا قبل صدر واذا رفضه فهو حر ولا يعتبر ذلك تدخلا.
    والضربة الرابعة جاءت بعد تدخل نائب الرئيس المستشار محمود مكي مع مجلس القضاء الاعلى لايجاد مخرج معقول للرئيس بان يقابلوه ويقدموا التماسا اليه بالابقاء على النائب العام في منصبه لان هذه رغبته ويوافق الرئيس ويعبر عن احترامه للقضاء وبذلك تنتهي الازمة دون اهانات لاحد والملاحظ ان كل مستشاري الرئيس ومعاونوه تمت تنحيتهم جانبا وتصدر للتوسط نائب الرئيس حيث لا تزال الثقة فيه موجودة وكان قد هاجم اثناء اجتماعه من عدة ايام مع رؤساء مجالس ادارات وتحرير الصحف عددا من مستشاري الرئيس لانهم يسيئون اليه وفجأة وكرد غير مباشر عليه اقترح احد اعضاء اللجنة التأسيسية للدستور الغاء منصب نائب الرئيس من الدستور.
    واما الضربة الخامسة والاخيرة التي تلقاها الاخوان فكانت الاشتباكات العنيفة التي حدثت في ميدان التحرير يوم الجمعة بينهم وبين جماهير الاحزاب والقوى السياسية الاخرى التي دعت اولا لجمعة كشف الحساب وجاءوهم لافسادها بادعاء المشاركة فيها ضد البراءة للمتهمين في موقعة الجمل وبدأت المعركة عندما قاموا بهدم المنصة التي بدأت في مهاجمة الجماعة والمرشد وقاموا بمطاردة شباب الاحزاب والاشتباك معهم واصابة العشرات منهم الا انهم فوجئوا بتدفق حشود بشكل متتالي من جماهير هذه الاحزاب دخلت الميدان وهاجمتهم وطردتهم منه وادعت الجماعة انها امرت اعضائها بمغادرة الميدان وتجنب الاشتباكات بين قوى الثورة..دون اى اشارة الى قيامهم بهدم المنصة والبدء بالاعتداءات. كما تم احراق اتوبيسين وتدمير ثالث من الاتوبيسات التي احضرت الاخوان من احدى المحافظات وتعرض مقر حزبهم في مدينة المحلة الكبرى للهجوم.

    ما لم تلزم الجماعة حدودها وقانونية العمل ستواجه عاصفة داخلية

    وانا اعتبر المعركة التي حدثت يوم الجمعة اول طلقة تحذير للجناح المتشدد والمغرور داخل الجماعة، وللرئاسة ايضا وللجيش ولاجهزة الامن بأنه ما لم تلزم الجماعة حدودها وقانونية العمل وان تنزع من رأسها ومن عقول اعضائها انهم القادرون وحدهم على تحمل عئ المصادمات وممارسة العنف والقدرة على التنظيم والحشد واخافة خصومهم وكذلك الجماعات السلفية ومالم يوقفوا نهائيا خططهم للتغلغل في الجيش واجهزة الامن لاستخدامها ضد الخصوم كما يتوقع الجناح المتشدد فان القادم اسوأ.. وعلى الجميع ان يتخيل الآن ما الذي كان يمكن ان يحدث فيما لو توسعت رقعة الاشتباكات وامتدت الى شوارع المدن الاخرى واستمرت اياما. ما الذي كان سيفعله الرئيس هل سيأمر الشرطة بضرب الاخوان ام خصومهم وماذا سيكون عليه موقفها هل ستضرب خصوم الاخوان وتدخل في معارك معهم وتعرض نفسها ومراكزها للهجوم كما حدث من قبل واذا رفضت وعجزت ونزل الجيش فالى من سينحازبينما عقيدته الانحياز للشعب وعدم استخدامه اداة ضدهم؟

    ما حدث يوم الجمعة جرس انذار للاسلاميين بان يلزموا حدودهم

    لقد سبق وحذرنا الاخوان والسلفيين بان عنفهم لن يمر بسهولة لان الاخرين لديهم الجرأة والتصميم على الرد عليهم بالمثل ان لم يكن اعنف.. وما حدث يوم الجمعة جرس انذار لهم بان يلزموا حدودهم ويقتنعوا بأن الالتزام بقواعد واساليب العمل الديمقراطي الحقيقي..والالتزام بالقانون واحترام الآخرين هو الطري الاسلم للجميع.
    والغريب في الامر انهم لجأوا الى تراثهم التاريخي في ارتكاب اعمال الارهاب والتنكر لها .. قتلوا عام 1946 القاضي احمد الخازندار واعلنوا براءتهم من القتلة واغتالوا في ديسمبر عام 1949رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي باشا وتنصلوا من القاتل.. وحاولوا عام 1954 اغتيال خالد الذكر وادعوا في البداية ان من فعلها لم يستأذن ثم ادعوا فيما بعد انها تمثيلية، وتم كشف تنظيم سيد قطب عام 1965 بالصدفة واعترف سيد قطب وزينب الغزالي- عليهما رحمة الله - ثم ادعوا أنها مؤامرة لتصفية الاسلام .. نفس الاسلوب كرروه.. وادعوا في بيان لحزبهم انهم تعرضوا للضرب والشتم ولم يردوا على الاساءة وان من هدم المنصة بلطجية لا شبابهم وسارعوا بسحب عناصرهم من ميدان التحرير منعا للاشتباك رغم ان كل اجهزة الاعلام والفضائيات كانت تنقل كل ثانية صياحهم ـحرية..عدالة. مرسي وراه رجاله.. وهجموا على المنصة وهدموها وضربوا الشباب بعد ان سمعوا هتافا ضد المرشد العام.

    الاخوان خانتهم شجاعتهم ولم يتجرأ احد على نقد تراجع الرئيس

    والى بعض ردودالافعال ونبدأ مع الاخواني الذي يبذل جهودا لا بأس بها لينضم الى طائفة خفيف الظل وهو صاحبنا حمزة زوبع الذي كان عنوان بابه - ومصة- في 'الحرية والعدالة' يوم الاحد عبد المجيد سبع الليل قال فيه: 'خرج علينا مدعيا انه تعرض للتهديد والوعيد ولكنه ولانه بطل قومي قال له الزند .. انا معك مقاتلون.. فخرج سبع الليل على قومه في زينته وهو يهم بركوب سيارته متجها الى مكتبه بعد ان حشد المصورين من موقع وجريدة قائلا: لن اترك موقعي واذا ارادوا اغتيالي فليفعلوا.. لا اعرف من على وجه التحديد الذي يريد سبع الليل وكيف له ذلك ومن ورائه.. ابو زيد وابو عضل وابو ذراع.. وكل من باع بلده على مسرح القضاء وتاجر بدم الشهداء وينتظر عودة المخلوع المنتظر من جديد. لست من مؤيدي قرار ارساله سفيرا للخارج فهو اسوأ من يمثلنا واتصور ان الفاتيكان كان سيرفضه سفيرا لانه .. اي الفاتيكان.. لا يقبل المطاريد ومن لقظتهم اوطانهم،عقوبة مثل هذا الرجل هو بقاؤه في منصبه حتى تأتيه ساعة الاحالة على المعاش ومن بعدها يحال الى اقرب محكمة لينال جزاء ما فعل.الآن يحدثنا عن بطولاته وانه لن يقبل الاقالة ولا السقارة وانه مستعد للموت ان اراد القوم اغتياله..الموت بعيد عن شواربك فالمحاكمة هي آخر محطاتك ياكابتن'.
    والآن قد عرفنا لماذا تراجع الرئيس عن قراره باقالة النائب بعد ان كشف لنا زوبع وهو ان بابا روما اوصى لوزير خارجية الفاتيكان رفض اعتماد عبد المجيد محمود سفيرا لانه من المطاريد ولا بد لاصحاب الديانات السماوية التضامن معا لمحاربتهم. لكن الذي لم افهمه هو شوارب النائب العام وكل صوره منذ اكثر من عشر سنوات لم نر له شارب فكيف رآه زوبع ؟ الواضح ان عينه تخرج اشعة تحت الحمرا لترى ما هو ينبت تحت الجلد؟
    هل هذا مستوى في النقاش الم يكن من الاولى ومن الشجاعة ان يناقش تراجع الرئيس عن القرار؟ وبمناسبة التراجع فقد كان المانشيت الرئيسي لـ'الاهرام' في صفحتها الاولى غريبا جدا عليها وهو.'.الرئيس يتراجع والنائب العام مستمر' لأن 'الاهرام' اكثر قربا من مكتب الارشاد وحزب الحرية والعدالة فهل تعلن بذلك غضبهما على تراجع الرئيس. الله اعلم.. المهم ان الاخوان خانتهم شجاعتهم ولم يتجرأ احد على نقد الرئيس انما الجميع.. للخلف در.

    لن يوجد بعد الان حاكم محصن من النقد والغضب والاحتجاج

    ونتحول الى 'المصريون' اليومية المستقلة ذات التوجه الاسلامي لنكون مع رئيس مجلس ادارتها وتحريرها زميلنا جمال سلطان الذي ابدى عدم رضاه عما حدث بالقول عن مظاهرة الاحزاب والقوى الوطنية وقرار الاخوان المشاركة فيها: 'اذا كان من حقهم الكامل والمشروع ان يعبروا عن قناعاتهم بشكل سلمي وان يجهروا بغضبهم وتعلوا اصواتهم ويبعثوا برسالتهم كما يشاءون فقد فمنا بالثورة من اجل ذلك لهم ولنل وللجميع ولا يوجد ولن يوجد حاكم مقدس او محصن من النقد والغضب والاحتجاج وبالتالي كان مفهوما ان نزول الاخوان الى الميدان في هذا اليوم وهو قرار جاء متأخرا وفيه استعجال كان بهدف افشال هذه المظاهرة المناهضة للدكتور مرسي من حق الاخوان ان يتظاهروا في يوم آخر ويحتشدوا لاستعراض العضلات السياسية في اي يوم آخرا وفي نفس اليوم ولكن في مكان آخر تفاديا للتحرشات وانفجار العنف'.

    البشري: ما يحدث تجاه النائب العام عدوان على السلطة القضائية

    والى 'الاخبار' وتحقيق زميلنا هيثم النويهي وقول صديقنا والنائب الاول الاسبق لرئيس مجلس الدولة والفقيه القانوني والمفكر الاسلامي والمؤرخ المستشار طارق البشري: 'ما يحدث تجاه النائب العام عدوان على السلطة القضائية وان قرار اقالة النائب العام منعدم قانونا ويعبر على عدم فهم للقانون والسياسة'.
    وكان البشري في تصريحات اخرى قد اشاد بالنائب العام وقال انه افضل من شغل هذا المنصب منذ خمسين سنة.
    ونكتفي اليوم بهذا القدر من التعليقات ..وقبل الانتقال الى قضية اخرى نشرت الجمهورية امس في صفحتها الخامسة خبرا عنوانه 'مدير المخابرات القطرية في القاهرة' كتبه زميلنا حمزه الحسيني ونصه. 'وصل امس مدير المخابرات القطرية غانم بن خليفة بن غانم الكوبيس على طائرة خاصة قادما من الدوحة في زيارة تستغرق عدة ايام يبحث مدير المخابرات خلال زيارته لمصر مع عدد من المسئولين الملفات الامنية المتعلقة بالبلدين بالاضافة الى الاوضاع الحالية على الساحة الاقليمية والعالمية'.

    دفاع عن المشير طنطاوي واشادة بدوره في انتصار الثورة وتماسك الجيش

    والى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب اصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء وستكون اليوم عن المشير والمارشال.. فقد تلقى المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق ورئيس المجلس العسكري الاعلى يوم الاربعاء- تحية حارة من زميلنا وصديقنا بـ'الاخبار' والاديب الكبير جمال الغيطاني بقوله عنه وهو حزين لما يتم تدبيره له: 'يبدو ان المشير طنطاوي يتعرض لعملية اغتيال معنوي تشبه تلك التي نالت من الفريق البطل سعد الشاذلي والذي جاء تكريمه بعد فوات الاوان، الشاذلي قاوم مجاهرا..كتب وتحدث ودافع عن نفسه، أما المشير طنطاوي الذي لا يجيد الكلام فمحاصر بصمته قبل الصمت الخارجي والذين يعرفون الحقيقة يخشون اعلانها لقسوة الضجيج الذي تتعدد مصادره سواء من المصادر الاخوانية او بعض التجمعات التي تتحدث باسم الثورة.وترغب من خلالها الآراء المختلفة فقط سأذكر بعض العناوين للعناصر التي تجعل من هذا الرجل رمزا وطنيا يجب احترامه وتكريمه حتى لا تتكرر مأساة الشاذلي مرة اخرى بطريقة مغايرة.المشيرطنطاوي عسكري مصري منضبط لم يعرف في حياته الا الجندية المصرية ولم يكن له تطلعات سياسية. حرص على تحديث الجيش والحفاظ على قدراته القتالية وطور المشروع الاقتصادي الذي يحقق الموارد المالية اللازمة بحيث لا يصبح الجيش عبئا على الدولة وللاسف لم يستطع توصيل حقائق هذا المشروع الى الرأي العام وتنفق حكومة الاخوان منه الآن لسد العجز في مجالات مختلفة. اتخذ موقف ضد التوريث وتحول الموقف الى عقيدة للجيش كله.رغم ان السلطة كانت بيده فقد امتثل على الفور لقرار الرئيس مرسي واحترم الشرعية. لكن يظل للرجل اخطاء منها عدم استيعاب ما جرى في يناير ولنا ان نتخيل لو ان الجيش اتحد مع شباب الثورة واتجه الجميع الى بناء مصر جديدة يكون الاخوان مجرد عنصر فيها وليس القوة المهيمنة المضادة لكل ما حفلت به الثورة.. لكنني ارجع الاسباب الى قلة الخبرة والى الدور الذي لعبته لجنة الدستور برئاسة طارق البشري والذي كان يجلسه المشير الى يمينه والى الدور الذي قام به اللواء ممدوح شاهين وثيق الصلة بالاخوان'.

    كيف قتل المشير الثوار وهو من وقف بجوار الثورة؟

    وفي اليوم التالي- الخميس- دافع زميلنا بـ'الجمهورية' عبد الرازق توفيق عن المشير طنطاوي بقوله عنه 'استفزني ما قاله طارق الخولي عضو حركة السادس من ابريل بشأن المشير حسين طنطاوي واتهامه بأنه من الفلول وانه قتل الثوار وزاده المهندس ممدوح حمزة مطالبته بسحب قلادة النيل من المشير لأنه عمل ضد الثورة والثوار. كيف يكون المشير هو من قتل الثوار وهو الذي وقف الى جوار الثورة وساندها ولبى مطالبها المشروعة واشرفت القوات المسلحة على اكثر الانتخابات نزاهة وشفافية في تاريخ مصر سواء الانتخابات البرلمانية او الرئاسية واخذت القوات المسلحة على عاتقها عدم الانحياز لاي فصيل او تيار او جماعة او حزب وان الصندوق اختيار الشعب هو الحكم والفيصل وان الجميع مصريون ويأتي من يأتي. وقد جاء البرلمان اسلاميا والرئيس من الاخوان المسلمين.اذن الرجل لعب دورا محوريا في الانتقال بمصر الى بر الامان وعدم استدراجها الى مستنقع العنف والسقوط مثلما يحدث الآن في سوريا وحدث في ليبيا واليمن والدماء هناك مازالت تراق دون دين او رحمة والتزم بما وعد وسلمت القوات المسلحة السلطة لرئيس منتخب'.

    فطور صبحي صالح في نهار العاشر من رمضان

    ومن المشير الى الفيلد صول وهو محامي الاخوان صبحي صالح الذي كان يحكي عن ذكرياته عام 1973عندما سمع بنبأ عبور القوات المصرية. وقال منذ عدة اشهر انه كان يتناول طعام الغداء مع احد الاصدقاء وانقلبت الدنيا لان احد قادة الاخوان اعترف انه كان يفطر في رمضان وكان صبحي من قبل في سلاح البحرية برتبة صول وذاكر حتى حصل على ليسانس الحقوق. وقال عنه زميلنا وصديقنا حمدي رزق يوم الخميس في 'المصري اليوم' بعد ان ضبطه في سقطة اخرى: 'في الذكرى الاولى لفطور صبحي صالح في نهار العاشر من رمضان اكتوبر 1973 الساعة اثنين وخمسة ظهرا فات على الدكتور مرسي العياط بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة تكريم الفيلد صول مارشال بحري صبحي صالح تقدير على جهوده الاستثنائية في الحرب. صبحي صالح افطر في نهار زمضان جهرة للتعمية على توقيت الحرب .جزء من خطة الخداع الاستراتيجي. القوات المصرية كانت تعبر القناة صياما الصول صبحي كان يفطر ويهلل ..رمضان جانا وفطرناله بعد غيابواوبقالوا زمان. الصول صبحي بث رولاخرسا على فضائية صدى البلد شكواه ونجواه وقال ان ما تردد عن فطوره في نهار رمضان غير صحيح لأنه يصومه منذ كان عمره عامين. سبحانه وتعالى قال في محكم آياته وفصاله في عامين ولم يقل صيامه. البطل صبحي يقتبس وصيامه في عامين. معجز من المعجزات كان البطل يصوم حتى الزوال ويرضع مع آذان المغرب كانت رضعته بلح في لبن. على قد سنانه اللبنية ناقص يقول قيامه في عامين. البطل كان يقوم الليل وهو مازال في المهد صبيا. ناقص واوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا. ياعم الحاج ياايها الفقيه الدستوري المعتبر ركز يامولانا. اللي يصوم في سن سنتين يصلي في سن سنة ويزكي وهو في اللفة'.
    طبعاهذا ممكن جدا وانا اعرف بيبي صغير يختي عليه كان يفعل ذلك.

    'الحرية والعدالة' تواصل تجاهل اخبار الجيش

    ونظل في مجال الرتب العسكرية ونشيد ان جريدة حزب 'الحرية والعدالة' واصلت تعمدها تجاهل اي اخبار او موضوعات عن الجيش. فيوم السبت نشرت خبرا للمتحدث العسكري نفى فيه ما قيل عن خفض ميزانية الجيش ورفضت نشر خبر تفقد وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي احد تشكيلات الجيش الثالث وتصريحاته عن تماسك الجيش المصري. كما رفضت امس الاحد نشر تصريحات قائد الطيران اللواء يونس المصري بمناسبة عيد القوات الجوية بينما نشرت ثلث صفحة عن طائرة حزب الله بدون طيار التي طارت فوق اسرائيل.


    ------------------

    القتل الثاني
    عبد الحليم قنديل
    2012-10-14


    القصة سياسية بامتياز، وليست قضائية بأي معنى.


    وربما لايوجد مبرر لحشر اسم القضاء المصري في الموضوع، لا بالإشادة ولا بالإهانة، فالقضاء المصري في محنة، ولا يوجد استقلال للقضاء بالمعنى المفهوم، وإن وجد قضاة مستقلون، تتأبى ضمائرهم على الإنصياع لأوامر سياسية أو أمنية.
    ولعلك عرفت القصة التي نتحدث عنها، إنها أحكام البراءة المنهجية في كل قضايا قتلة شهداء الثورة المصرية، فلم يحدث، ولا مرة واحدة، ولا على سبيل السهو، أن صدر حكم آخر في أي قضية لقتل الشهداء، اللهم إلا حكم وحيد بالسجن المؤبد لمبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، وهو الحكم الذي جرى الطعن عليه بمحكمة النقض، ولو واصلت الأمور سيرها المألوف، فسوف تعاد المحاكمة، وربما تنتهي ـ هذه المرة أيضا ـ إلى تبرئة المخلوع من دم الشهداء.


    والأحكام الصادمة تثير الدهشة لأول وهلة، وربما تستثير السخرية، فالقضايا متعددة، والمتهمون مختلفون في كل قضية، وإن كان يجمعهم الولاء لنظام مبارك المخلوع، وبرغم تنوع الجغرافيات، واختلاف الملابسات، وإجراء تحقيقات نيابة مستقلة في كل قضية، بل وإجراء تحقيقات بمعرفة قاضي تحقيق كما جرى في موقعة الجمل، واختلاف الأدلة والشهادات والأحراز في كل حالة، واختلاف أسماء وأعمار الشهداء بالطبع، رغم كل هذا التنوع، فقد جاءت الأحكام واحدة، مع أن كل قاض جنائي يشكل عقيدته الخاصة المختلفة عن غيره كما يفترض، ومع أن من حق قضاة الجنايات أن يأمروا بإعادة التحقيق، وتوصيف التهم، لكن قاضيا واحدا لم يفعلها، واجتمعوا على حكم واحد برغم الإطالة المتعمدة في الجلسات، وأبرأوا ساحة كافة المتهمين بالقتل، وهو ما نتوقع تكراره في قضية مذبحة استاد بورسعيد، والتي راح ضحيتها خمسة وسبعون من شباب الألتراس، ودون أن يقدم للمحاكمة واحد من القتلة والمدبرين الكبار، وجرى الزج بأسماء شباب من بورسعيد، وعلى سبيل 'الانتقام المزدوج' من شباب بورسعيد وشباب 'ألتراس' الأهلي معا.


    وفي المعاني المجردة، فإن الحكم القضائي هو عنوان الحقيقة، وتطبيق القاعدة على أحكام البراءة العجيبة لايقود إلى معنى مريح أبدا، ولا يعني سوى واحد من إثنين، فإما أن المتهمين بالقتل ليسوا هم الذين فعلوها، أو أن الجريمة لم تقع أصلا، ولم يسقط فيها شهداء ولا مصابون، مع أن أعدادهم بالآلاف، ولديهم أسماء وعناوين وأسر مكلومة وحيوات كانت بهيجة أو كئيبة، وأرواحهم حية تطلب القصاص من القتلة، ولم تسترح بعد في مقامها الأبدي، ولا يتصور أحد عاقل أنهم قتلوا أنفسهم، أو أن كائنات هبطت من السماء هي التي فعلتها، وهو ما يعني أن أحكام البراءة التي صدرت ليست عنوانا لحقيقة معقولة أو مقبولة، بل هي عنوان لحقيقة مصنوعة ومزيفة عن عمد، وأن اليد التي زيفت الحقيقة أكبر من النيابة، وأكبر من القضاة، خاصة أن مئات الشهداء الإضافيين لم تفتح ملفات قتلهم أصلا، ولم يجر بشأن قتلهم أي تحقيق، وهم الشهداء الذين قتلوا في الموجة الثانية للثورة، والتي بدأت في 19 نوفمبر 2011، واستهدفت إسقاط حكم المجلس العسكري الموالي للمخلوع، والتي تنوعت مسارحها من ماسبيرو إلى ميدان العباسية، ودارت وقائعها الكبرى من حول ميدان التحرير، وفي شوارع مجلس الوزراء ومحمد محمود بالذات، ووقــــفت ضدها جمـــــاعة الإخوان المتحالفة وقتها مع جنرالات المجلس العسكري، والمتواطــــئة على ستر جرائمهم إلى الآن بعد انفراد الرئيس 'الإخواني' محمد مرسي بالسلطة.


    لا تطلقوا رصاص الانتقاد ـ إذن ـ على قضاة التبرئة الجماعية، فهم مجرد أسماء عابرة تصادف وجودها على مسرح الحوادث، وبعضهم في وضع الضحايا مهنيا، والذين تحطمت سمعتهم القضائية، فقد قدموا لهم ملفات مهلهلة عن عمد، وجرى طمس وإخفاء أدلة، وتكييف التهم بطريقة منحرفة ألغت عنصر المسؤولية السياسية والأمنية عن مذابح الشهداء، وصورت الأمر كما لو كان خناقة شوارع، ومشاجرات على الشيوع، يتعذر فيها معرفة اسم قاتل بعينه، ثم أن القضاة طلب منهم الحكم بإجراءات القوانين العادية، وقد كانت تلك هي الخطيئة الكبرى، والتي منعت إجراء محاكمات صحيحة وجدية بعد الثورة، ولسبب بسيط جدا، وهو أن الثورة ذاتها 'جريمة قلب نظام حكم' بمقتضى القوانين العادية، فالثورة فعل استثناء، وانقلاب على نظام القوانين العادية.


    والمحصلة ـ إذن ـ ظاهرة، فتبرئة المتهمين بالقتل تعني قتلا ثانيا للشهداء، وتعني تصريحا مفتوحا بالقتل، ولاحظ أن كل ضباط الشرطة وأفرادها، ومن رتبة اللواء إلى أدنى الرتب، وكل المسؤولين السياسيين في نظام مبارك، ومن صفوت الشريف إلى أصغر بلطجي، لاحظ أن كل هؤلاء جميعا أخذوا حكم البراءة، وتلك رسالة تطمين للقادة السياسيين والأمنيين في سلطة مرسي الوريثة لنهج مبارك، وفحواها أن اقتلوا ما شئتم دون خوف من عقاب أو حساب، وهذه أخطر الرسائل فيما جرى، فالتواطؤ لم يجر فقط ضد دم شهداء الثورة المصرية الأخيرة، بل التواطؤ متصل ضد أي ثورة أو تحرك جديد، وهو ما يفسر الحرص على تبرئة ساحة القتلة، وما يفسر ـ أيضا ـ سعي سلطة الرئيس مرسي إلى فرض حالة الطوارئ من جديد، وفي سياق بيئة قلقة تتزايد فيها موجات الغضب السياسي والاجتماعي، وتنذر بموجة ثالثة للثورة المصرية المغدورة، والتي لاتزال في الشارع وفي خانة المقاومة، بينما السلطة ـ باختياراتها الأساسية ـ لاتزال كما هي، وفى خدمتها ذات الجهاز الأمني الموروث عن مبارك، وبفارق وحيد، هو أن تحصين جماعة مبارك امتد إلى تحصين جماعة الإخوان هذه المرة، وأن القتل ـ لغير المحصنين ـ لا يزال مباحا، وبفتاوى دينية مزورة أو بأحكام البراءة الآلية.
    كاتب مصري

                  

10-16-2012, 04:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    561139_472481096118951_747563220_n4.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    القرضاوي: إيران وروسيا والصين أعداء الأمة ويجب الدعاء عليهم في الحج

    وطهران تقف ضد العرب لاقامة الامبراطورية الفارسية

    2012-10-13

    الدوحة ـ شن

    الداعية المعروف يوسف القرضاوي، الذي يعتبر المرجع الروحي لجماعة "الإخوان المسلمين" هجوماً قاسياً على إيران وروسيا والصين، واعتبرها من "أعداء الأمة" بسبب موقفها من الأزمة السورية، وحض الحجاج على الدعاء عليها في مكة، كما ندد بحكم البراءة الصادر بمصر في قضية "موقعة الجمل" طالبا بإعادة المحاكمة بحسب "سي ان ان".
    وقال القرضاوي، في خطبة الجمعة التي ألقاها من العاصمة القطرية الدوحة، إن الحكم المتعلق بقضية موقعة الجمل "عجيب" منتقداً النائب المصري العام وفريق عمله.

    وجاء في خطبة رجل الدين المصري الأصل: "ما حكمت به المحكمة المصرية بالنسبة لقضية الخيول والجمال، قضية الجمل كما يسمونها، الناس الذين أتوا بالجمال والخيول والبغال ودخلوا ميدان التحرير ليدوسوا الناس، والمحكمة للأسف حكمت ببراءة هؤلاء جميعاً للأسف، كما حكمت بالبراءة لمن كانوا مع مبارك، وهذا عجيب".

    وتابع قائلاً: "النائب العام ومن معه من قضاة لم يكونوا أمناء للأسف، لذلك أقاله الرئيس محمد مرسي وأحاله ليكون سفيراً بالفاتيكان، والنائب العام يقول إن الرئيس لا يستطيع أن يقيليني.. هذا عجيب؟؟ هل هو نبي؟ نحن مع الرئيس مرسي ونريد أن تعاد هذه القضية وأن تجمع لها الأدلة بحق".

    وتطرق القرضاوي إلى القضية السورية وقيام تركيا بإرغام طائرة ركاب سورية قادمة من روسيا على النزول في أراضيها لأجل التفتيش قائلاً: "هناك أمر ثالث هو ما حدث لتركيا، موسكو في هذه الفترة عدوة أولى الإسلام والمسلمين، لأنها وقفت ضد الشعب السوري الذي قتل منه 30 ألفاً بالسلاح الروسي".

    واعتبر القرضاوي أن على العالم العربي والإسلامي "أن يقف بوجه روسيا ويقاطعها، هي التي تقف بمجلس الأمن حتى لا يدين السوريين ويوجب مقاتلتهم،" وأضاف: "يجب أن نعلم أن الذين يقاتلونا ليس النظام السوري وحده، بل يقاتل معه الصينيون والروس والإيرانيون الذين يقاتلون برجالهم وأسلحتهم وأموالهم ويقدمون الملايين للميزانية السورية".

    وتابع بالقول: "إيران أيضاً هي عدوتنا، عدوة العرب، قتلى سوريا قتلهم الإيرانيون والصينيون والروس والجيش السوري.. الإيرانيون يقفون ضد العرب لأجل أن يقيموا إمبراطورية فارسية، الشاه السابق لم يقتل شعباً كما قتلتم أنتم، وكذلك عن طريق حزب الله الذي يرسل رجاله للقتال بسوريا ويعودون منه بالصناديق".

    ورأى القرضاوي أن الإيرانيين "خانوا رسالتهم وباتوا يقتلون المسلمين دون بأس لأنهم ليسوا على مذهبهم،" وأضاف: "الله سيحاسبهم حسابا عسيرا، يا أيها الإيرانيون اتقوا الله في المسلمين في سوريا وارحموهم وإلا ستأتيكم نقمة الله عاجلة،" قبل أن يوصي الحجاج بالدعاء على الإيرانيين والروس والجيش السوري.


    ---------------------

    رئيس حزب مصري يدعو الى حماية الاعلام من اتهامات جماعات 'الاسللام السياسي'

    2012-10-15


    القاهرة ا ش ا:

    بعد تصاعد حدة الهجوم على الفضائيات والإعلاميين وإلقاء اللوم على الإعلام وتحميله نتيجة أخطاء وتجاوزات الغير وإتهامه ظلماً بتضخيم الأحداث أدان النائب محمد أنور السادات ' رئيس حزب اٌلإصلاح والتنمية 'هذه التهم الغير مسئولة والتخبط والتجاوز الأخلاقى فى حق القنوات الفضائية والإعلاميين والتى تتنافى مع حرية الإبداع والتعبير.
    وأكد السادات أن المشكلة تكمن فى إحساس جماعة الإسلام السياسى منذ فوزهم بأغلبية برلمانية وأيضاً رئيس منتخب أن هناك من يحاول إنتزاع هذا النصر منهم ويشكك فى قدراتهم ونواياهم فضلا عن القنوات الدينية والفتاوى التى أزعجت المصريين من سياسيين وفنانين ومبدعين من تطبيق الشريعة الإسلامية وإتهامات بالكفر ويبقى المواطن البسيط هو الخاسربل أصبح فى حيرة من مستقبله وآماله ولايثق ولا يصدق أحدا والأزمة قائمة والتصعيد مستمر دون أن يكون هناك حل.
    ولهذا طالب السادات الاثنين تأسيسية الدستور بوضع تشريع عاجل يحمى الفضائيات والإعلاميين ويمنع التجنى عليهم دون سند أو دليل ويكفل لهم حماية قانونية تامة طالما يتم عملهم فى إطار مصارحة الشعب بحقيقة ما يحدث من حوله.



    -------------

    السياسية على خوض معارك شوارع مع الاخوان
    حسنين كروم:
    2012-10-15




    القاهرة ـ 'القدس العربي'

    كثيرة تلك هي الأخبار والموضوعات في صحف مصر امس الاثنين، أهمها في رأيي اثنان، الأول، دعوة الأحزاب والقوى السياسية التي دعت إلى جمعة كشف الحساب، واشتبكت عناصرها في معركة دموية مع الإخوان المسلمين في ميدان التحرير، بعد أن قاموا بهدم منصتهم والاعتداء على عناصرها، هذه القوى دعت إلى مليونية يوم الجمعة القادم تحت شعار - مصر مش عزبة - تحدياً للإخوان ومحاولاتهم السيطرة على الدولة، واستطيع أن أؤكد أن هذه القوى أصبحت أكثر تصميماً على الدخول في معارك شوارع مع عناصر الإخوان المسلمين، والرد على أي تحرش، أو اعتداء أو حتى استعراض قوة يمثله بعد أن تأكدت أن العملية الديمقراطية لن تتم كما كانت تأمل مع غرور القوة لدى الإخوان والسلفيين، وتهديد الآخرين بحشد عناصرهم وانزالهم الى الميادين، وأن مواجهتهم لن تنجح إلا بالرد عليهم بنفس الاسلوب، وندعو الله أن يحفظ مصر هي أمي، ونيلها هو دمي، وشمسها في سماري - رغم بشرتي البيضاء - من الانزلاق الى الحفرة التي تحفرها المحظورة السابقة والحاكمة حالياً، وندعوه أن تقع فيها وحدها، على طريقة من حفر حفرة لأخيه المؤمن وقع فيها. اما الخبر الاخر فهو استمرار تحدي صحيفة الاخوان الجيش بعدم نشر اخباره.
    ايضا توسعت الصحف في نشر ردود الأفعال من القضاة على إلغاء قرار الرئيس بإقالة النائب العام والاجتماع الطارىء الذي عقده نادي القضاة وحضره النائب العام لفترة قصيرة، ولما أراد الاستئذان لأن وراءه عمل طالبه الحاضرون بالبقاء، إلا أنه قال لهم، أن وراءه عملا في الفاتيكان، فضحكوا وانصرف، وهذه أول مرة أعرف فيها تمتع المستشار عبدالمجيد محمود بخفة ظل، لذلك سنضمه إلى القائمة، بعيدا عن الفاتيكان.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة لدينا:

    جريدة الإخوان ترفض نشر أخبار
    وزير الدفاع و'الاهرام' تتراجع

    ونبدأ باستمرار جريدة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' في إظهار تحديها لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، بأن منعت نشر خبر حضوره المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي بالذخيرة الحية، نصر 8 الذي يجريه الجيش الثالث، والكلمة التي ألقاها، وأبرز ما فيها قوله: 'ان القادة السابقين الذين سلمونا المسؤولية تعاملوا بكل شرف ومسؤولية وطنية مع ثورة الشعب وتفاعلوا معها وكانوا عند حسن الظن بها، وبذلوا أقصى جهد حتى تبقى مصر مستقرة تقف على قدميها، وضربت القوات المسلحة مثلا رائعا في إجراء انتخابات حرة نزيهة شهد عليها العالم أجمع وسلمت السلطة لقيادة مدنية منتخبة بشكل ديمقراطي، وأن القوات المسلحة فخورة بهذا الدور الوطني المشرف الذي سيظل التاريخ والعالم أجمع يذكره، وهذه عقيدة ثابتة لجيش مصر تجاه شعبه، وأن الدفاع عن الوطن والحفاظ على شرعيته وحماية أمنه القومي هو المهمة الرئيسية للقوات المسلحة التي لا تهاون فيها، وأنها ستظل دائماً الدرع الواقي والحصن الأمين لهذا الشعب العظيم'.
    وهكذا رد السيسي بطريقة غير مباشرة على الحملة التي تطالب بمحاكمة طنطاوي وعنان، والسؤال الآن، هو، ماذا يدبر الإخوان ضد قيادة الجيش، وما هو موقف الرئيس والقائد الأعلى مما تدبره جماعته؟
    المهم أن 'الأهرام' بدأت تبرز أخبار السيسي بعد أن تضامنت فترة مع 'الحرية والعدالة'.

    المصريون توقف
    نموهم عند فرعون

    والى المعارك التي تزداد اشتعالاً حول الرئيس، معه أو ضده بسبب تصريحاته أو سياساته، التي قال عنها يوم الأربعاء زميلنا بـ'الجمهورية'، خفيف الظل محمد أبو كريشة، مدير عام 'التحرير': 'حكامنا المتعاقبون يقلدون بعضهم حتى وهم يكرهون بعضهم ويخلعون بعضهم، نفس الحشود، ونفس الموعد، يوم الزينة، وأن يحشر الناس ضحى، ونفس المبدأ 'ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد'، تختلف المسميات والحشود واحدة، اتحاد اشتراكي، حزب وطني، حرية وعدالة 'هو بغباوته ووشه وشكله العكر'، نفس الوجوه التي عليها غبرة ترهقها فترة، ونفس كلماتهم، نفس السيارة المكشوفة والشمس المكسوفة، المصريون توقف نموهم عند فرعون ولم يتحرك قيد أنملة، لا يأتون بجديد، ليس من جديد عند الحاكم والمحكوم، شعب الطالب والمطلوب، وجدوا آباءهم على أمة وهم على آثارهم مهتدون ومقتدون، ما أشبه الليلة بالبارحة، هي، هي العيشة المالحة، والوشوش الكالحة، على رأي صديقي المهندس إسماعيل العوضي، وفي كل العهود من الاشتراكية إلى الانفتاح إلى الخصخصة إلى الأخونة نحن المتهمون والحاكم بريء، نحن مسرفون، نحن لا نرشد الاستهلاك، نحن منفلتون، نحن نزيل في الطرقات، نحن مفسدون، الدعم لا يذهب إلى مستحقيه وأنا أراهن أن يحدد لي الحاكم، أي حاكم، من الذي يستحق الدعم ومن الذي لا يستحقه، زمان قال مبارك 'المصريين في الخارج دول بياكلوا تفاح، واليوم يقول مرسي اللي بيحط بنزين 95 مدلع وغني وربنا يباركله.
    وقد أخطأ الرجلان المتضادان نفس الخطأ، فالمصريون في الخارج طافحين الدم، والذين يمونون بنزين 95 أيضاً طافحين الدم وقياس مستحقي الدعم وغير مستحقيه بالتفاح المباركي والبنزين المرسي' تسطيح للأمور وتبسيط مخل للقضية، وسنعود كما بدأنا أيام مبارك إلى حديث الدعم النقدي والدعم العيني، وقصر العيني، ومظلوم الأمس صار ظالم اليوم ومن كان سجاناً صار سجيناً ومن كان سجيناً صار سجاناً، ومن كان قطاً صار فأراً ومن كان فأراً صار قطاً، وما حدش فاهم حاجة لكن المؤكد عندي أن المظلوم لا يظلم أبداً، فإذا تمكن وظلم فإنه بالتأكيد لم يكن مظلوماً، بل كان يستحق السجن وعندما خرج منه لعب بأسلوب التشفي وتصفية الحسابات، والذي كان في سيارة مكشوفة أصبح في سيارة ترحيلات، والذي كان في سيارة الترحيلات صار في السيارة المكشوفة وأنا في كل العهود لا أرى إلا شمس مصر المكسوفة في السيارة المكشوفة'.

    محمد مرسي لمعارضيه:
    'ملهومش في صلاة الفجر!'

    أما زميلتنا والإعلامية البارزة الجميلة فريدة الشوباشي فأرادت المشاركة في الهجوم على الرئيس بطريقتها الخاصة، فقالت في نفس اليوم في 'المصري اليوم'، عن خطابه في استاد ناصر: 'أصدر الرئيس محمد مرسي قراراً جمهورياً، بأن معارضيه 'ملهومش في صلاة الفجر!'، وأبدأ فأقول للسيد الرئيس إننا لم نكن نعرف إذا ما كان يواظب على صلاة الفجر بانتظام أم لا، قبل انتخابه رئيساً للجمهورية، حيث انتشرت بعدها صورة وهو يصلي الصلوات الخمس، غير أن الخطير في كلام الرئيس أنه افتتح تقليداً جديداً هو محاسبة المصريين على صلواتهم، وقد يستتبع ذلك حتى لا يظلم أحد، أن ينشيء 'شرطة' تتولى مهمة التفتيش في البيوت فجرا للتيقن من أداء هذه الفريضة، ويكون ذلك قد استبدل مهمة 'زوار الفجر' لدواع سياسية في الماضي، بأخرى ليتحقق من أدائهم للصلاة قبل أن يلقى القبض عليهم، لمجرد معارضته، بأنهم لا يعرفون صلاة الفجر! وبناء عليه فلا يحق لأحد من الآن فصاعدا، الاعتراض على جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد أن قنن الرئيس أعمالهم التي أدت أحيانا إلى القتل، والمشكلة أن 'التفتيش' للوقوف على من يصلي الفجر من عدمه، يستوجب تخصيص قوات على دراية بالفترة الزمنية المتاحة لأداء الصلاة فجراً منذ رفع الآذان حتى نهايتها، وأتصور أنه كان يتعين على الرئيس، النزول الى الشارع بدون آلاف الجنود الذين يحرسونه كما لم يحرسوا رئيساً من قبل، وأن يتحقق من الأوضاع البائسة التي يعاني منها معظم المواطنين، وأرجو ألا يضايقه سؤالي فيتهمني بأنني 'ما يعرفش صلاة الفجر'؟!'.

    'المصريون' لمرسي: لماذا تحتاج
    إلى كل هذا الحشد ليحميك؟

    وانتقلت الهجمات إلى 'المصريون'، اليومية المستقلة ذات الاتجاه الإسلامي، يوم الأربعاء، بقول الجميلة فاطمة الزهراء علاء معتمد: 'كل هذا الحشد الكبير الذي أتيت به كموكب لك يحرسك ويحميك لماذا؟! لماذا تحتاج إلى من يحرسك ويحميك؟
    'أليس الله بكاف عبده'، ألا يكفيك هذا؟ بل ألا يكفيك حب شعبك وأهلك وأحبابك؟ أتستبدل سيئاً بسيء؟
    أم أننا لا نتعظ ممن سبقنا؟ أرجوك أن تتدارك هذا الأمر قبل أن يأخذ عليك ويستغله أعداء النجاح والمفسدون، أبي لقد وعدتك في أول مقالاتي أن أقيمك، وها أنذرا أفي بوعدي وأحذرك لأن هناك من ينتظر أن تقع في الخطأ مهما كان بسيطاً لكي يستغله، صدقني فكل الشعب يحبك وينتظر المزيد منك فلا تخذله، والله معك وسيوفقك، فلا تأبه لمن يحاول أن يثبط من همتك وعزيمتك، وثق بقدرتك على تحقيق هدفك'.

    سؤال للرئيس:
    أليس قرض صندوق النقد ربا؟

    كما شارك في الهجوم بنفس العدد، صديقنا المهندس والباحث الجاد، يحيى حسن عمر: 'لا بد أن نتوقف مع الفقرة من خطاب الرئيس الذي ذكر فيها قرض صندوق النقد الدولي وتساءل على الملأ فائدة واحد في المائة بعد سنوات عديدة هل هذا ربا؟! وكررها عدة مرات في تساؤل استنكاري حتى كاد يذهلني عن نفسي ويصرفني عن الحق الذي تعلمناه طوال عمرنا حتى تذكرت الآية القرآنية 'يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وزروا ما بقي من الربا، إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون' 'البقرة' فليس في رد القرض إلا رأس المال وما زاد عن ذلك فهو الربا عين الربا، فعجبا لك يا سيادة الرئيس تسأل فيما أربابك أن تجهله وتريد منا أن نؤمن على كلامك فيما لا سبيل إليه!! ما علاقة النسبة يا سيادة الرئيس بكونها ربا، أم لا أي النسب عندك إذا يبدأ بها الربا؟! سيادة الرئيس ليتك اثبتت الحرام وحرمته ثم قلت مثلا لكننا مضطرون إليه اضطرارنا للميتة ولحم الخنزير لمن يخشى الهلاك فهي حالة ضرورية والضرورات تبيح المحظورات، أرجو أن تكون مجرد زلة وكبوة جواد يا سيادة الرئيس وألا يكون بداية ترخص منهجي لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ثم تكون كل الممارسات من تحته هي ذاتها الممارسات السابقة فما على هذا انتخبناك وجزى الله عنا كل خير الشيخ حازم أبو إسماعيل فلو كان مكانك لما قال قالتك'.

    حال المصري اليوم: زعلان
    زهقان غضبان متضايق

    واستمرت النيران في اليوم التالي - الخميس - دون أن يطفئها أحد، ففي 'الجمهورية' قال زميلنا محمد فتح الله ساخراً: 'استبشرنا خيراً مع قدوم الدكتور محمد مرسي لرئاسة الجمهورية، وقلنا وداعاً للفقر والمرض والجهل بعد معاناة طويلة 'التيلة' في زمن المخلوع حسني مبارك، ولنبدأ الابتسامة مهما كانت لونها حتى ولو صفراء فمشروع النهضة أمامنا، والحرية والعدالة من خلفنا، ولكن فجأة وبدون مقدمات وجدتني أسمع أغنية مطرب الأنابيب 'زعلان زهقان غضبان متضايق' حيث وصفت حالتي وحالة كل مواطن مصري كان يحلم بسعادة العيش وبغددة الحياة، لكن يبدو أن العيب فينا وليس في مشروع النهضة، اختفت ابتسامتي فجأة بعد أن شاهدت احتفال رئيس الجمهورية بذكرى انتصار أكتوبر في الاستاد بدون المشير طنطاوي، ولا الفريق عنان، ليس حباً فيهما ولكن حباً في الشفافية التي انتظرناها طويلا مع حكم مرسي، فالرئيس أعلن أنه أقال المشير والفريق بالتراضي.
    وقال كمان أنه منحهما قلادة النيل تكريماً لجهودهما في نجاح ثورة 25 يناير وفي تسليم السلطة بصورة سلمية، طب هل من المعقول ألا توجه الدعوة إلى رموز القوات المسلحة مثل طنطاوي وعنان، خاصــــة أن د، مرسي وصف انتقال السلطة من عسكرية إلى مدنية بمثابة عبور ثان، ما أخفى ابتسامتي عدم الشفافية والوضوح في التصريحات والقرارات والأفعال فنحن شعب مل من اللف والدوران'.
    ومطرب الأنابيب الذي يقصده محمد هو الفنان والمطرب الشعبي ريكو.

    ليس مطلوباً من الرئيس أن يكون مفتياً

    أما آخر مهاجمي اليوم في 'الجمهورية' فهو رئيس تحريرها السابق زميلنا محمود نافع وقوله: 'جميل أن يكون مرسي مفوهاً وخطيباً يجذب مستمعيه ويستحوذ على قلوبهم، ولكن هذا مطلوب إذا كان خطيباً في مسجد يحببنا في الجنة والخير ويبعدنا عن النار والشر، أو إذا كان كادراً أو رئيساً في حزب ودوره أن يشعل حماس الناس ويسوقهم إلى أهداف الحزب سوقاً، لكن مرسي رئيس للجمهورية وعليه أن يحسب كل كلمة ويزنها ألف مرة قبل أن يقولها لأنها محسوبة عليه، يحسب له نقاؤه وسلامة النية والطوية، ويحسب عليه أيضاً أنه رئيس لأكبر دولة عربية وبالتالي لا يخرج الكلام من فمه إلا في اتجاهه وهدفه، فإن قال بالتلميح أو التصريح على سبيل المثال ان قوات مسلحة مصرية ستحارب في سورية فإنه يعني ذلك، ولا يليق أن يخرج بعده من يحسن الصورة ليقول إن الرئيس لم يقل أو انه قال لكنه لم يكن يقصد.
    كما أنه ليس مطلوباً من الرئيس أن يكون مفتياً يفتي في أي شيء وكل شيء، إلا إذا كان قد رجع إلى مستشاريه فأفتوه وقالوا له قل ولا تقل، على سبيل المثال لا الحصر كان من المهم أن يطمئن الشعب على القروض ومصاريفها وكيف ستفي مصر بالتزاماتها، ولكن ليس هذا معناه أن يخوض في مجال الفتوى فيتحدث عن قرض صندوق النقد ويدخل في التقييم الديني لمصروفاته، فيصف فائدة قرض الصندوق بأنها ليست ربا ويؤكد حسب قوله: 'لا أقبل أن يأكل المصريون من الربا، النتيجة أن كثيرين راحوا يتساءلون، وهل قرض الصندوق لوجه الله، وهل عليه مصروفات نسميها فائدة و جبنة رومي'.
    لا، لا، نسميها فائدة، أو جبنة بيضاء خالية من الملح، لا بسطرمة أو جبنة رومي لأن الأطباء منعوني عنها.

    مرسي من ألزم نفسه
    بتحقيق انجاز في المائة

    وإلى 'أخبار' نفس اليوم، الخميس - ومشاركة جميلة ثالثة في الهجوم على الرئيس هي زميلتنا آمال المغربي، وقولها: 'كلنا نعرف أن الرئيس مرسي هو الذي ألزم نفسه بتحقيق انجاز في المائة يوم الأولى من رئاسته وأن أحدا لم يجبره على ذلك، ولأنها مشاكل مستعصية فكان هذا الزام بمثابة مخاطرة غير محسوبة لأن المشاكل صعبة ولا تحتاج الى مائة يوم فقط بل أكثر من ذلك بكثير ولكن المشكلة انه يشعر انه حقق انجازات فيها تلك المشاكل تم حلها او في طريقها الى الحل وهذه مشكلة كبيرة في رأيي لأن المواطن لم يشعر بهذه الانجازات وهذا باعتراف تقرير جريء أصدره مركز المعلومات بمجلس الوزراء ونشر قبل أيام قليلة من خطاب الرئيس'.

    الأمن بدأ يعود من جديد الى مصر

    ونظل في 'الأخبار' لأن عددا من زملائها اعترضوا عليها، وهما اثنان، أولهما زميلنا عبدالرحمن عبدالحليم الذي مال إلى إنصاف الرئيس بقوله في باب - من قلب مصر -. 'إحقاقاً للحق فقد يلاحظ الجميع أن الأمن بدأ يعود من جديد ولا ينكر ذلك إلا جاحد بفضل جهود الشركة الذي ما زال مطلوباً منه الكثير، وهنا أقولها بكل وضوح جولات الرئيس مرسي الخارجية منذ توليه الحكم ناجحة بكل المقاييس لجذب الاستثمارات إلى مصر وإعادة عجلة الانتاج للدوران وهذه خطوة جيدة وتحسب له ولكن مصر تحتاج لهذا المجهود بالداخل لتنظيم الصف وإعادة الأمور لنصابها لا سيما أن أزمات البوتاجاز والوقود وارتفاع الأسعار غير المبرر الذي يجب وضع ضوابط صارمة للسيطرة عليها لأن السكوت عليها ينذر بثورة جياع قادمة لا محالة'.

    احتفال اكتوبر هذه السنة
    صورة رائعة للتلاحم بين الحاكم والشعب

    أما الثاني فكان مؤيداً للرئيس بشدة وشن هجوما عنيفاً على مهاجميه وهو زميلنا نبيل التفاهني الذي صاح بعد أن خبط بشدة على زجاج مكتبه وكاد يكسره: 'الاحتفال الذي أقيم باستاد القاهرة بمناسبة نصر أكتوبر جسد صورة رائعة للتلاحم بين الحاكم وأفراد الشعب، فلأول مرة يتولد الإحساس أن الحاكم من الشعب يعيش مثلهم حياة بسيطة ويحمل همومه وليس منفصلا عنهم في برج عاجي، ويقف مسلحاً بإيمانه بربه وبحب الناس دون خوف أو منزويا وراء سواتير زجاجية، وآلاف من الحواجز ورجال الحراسة، وهكذا ظهر الدكتور محمد مرسي في وسط ملعب الاستاد وهو يتحدث من القلب وقدم ما يشبه كشف حساب عن الفترة الوجيزة التي تولى فيها مقاليد الحكم، وفند الآراء المسمومة التي تنطلق بأصوات نشاز كالغربان لتشويه أي جهد أو قرار اتخذه الرئيس.
    وهذه الغربان كانت تعد مسبقا وقبل خطاب الرئيس حملة الهجوم لمجرد الهجوم فقط ورأينا واحدة من هذه الغربان ومباشرة بعد انتهاء الخطاب خرجت بطلعتها وهيئتها القميئة في برنامجها الممل لتستضيف شخصيات جاهزة لتنفيذ أغراضها في الهجوم على الرئيس ومجموعة الغربان أصبحت تثير الغثيان ببرامجها المشبوهة، ولكن هيهات أن يصلوا لغرضهم الدنيء فالرجل منتخب بإرادة شعبية وبانتخابات حرة وكما بدأت رموز من الغربان تتساقط وبالقانون فأتوقع أن تختفي البقية والفلول منهم قريباً هم نغمة نشاز في عهد ما بعد الثورة ويعجبني أن الدكتور مرسي لا يلتفت لما يقولونه من تفاهات ويمضي في طريقه لبناء الدولة الحديثة وبإذن الله سيتحقق ذلك بتوفيق الله أولا ثم بوقوف المصريين بإخلاص للنهوض ببلدهم'.

    الرئيس ومحاولة اقالة النائب العام

    وإلى المعركة التي اندلعت فجأة، بسبب قرار الرئيس إقالة النائب العام، وما ترتب عليه من تطورات سريعة ومتلاحقة انتهت بتراجعه، وبالمعركة التي دارت في ميدان التحرير بين الإخوان الذين دفعوا بعناصرهم لإفشال دعوة القوى السياسية ضد فشل برنامج الرئيس ومحاسبته وضد اللجنة التأسيسية للدستور وهي المعركة التي سقط فيها عشرات الجرحى، وأطلقت أول جرس انذار عن امكانية اندلاع حرب أهلية، يشعلها الإخوان وحلفاؤهم السلفيون، وكان زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل رئيس تحرير 'صوت الأمة' يكاد أن يغمى عليه من شدة الفرحة في الهزيمة التي لاقاها الإخوان، فقال عن هذه المعركة: 'أغلب شباب جماعة الإخوان أطهار وأنقياء وأتقياء لكن قيادتهم البائسة تورطهم في وحل الخطيئة وتنتهي بهم إلى مرتبة المجرمين المحترمين وعلى النحو الذي جرى في دراما ميدان التحرير الأخيرة وبدا فيه شباب الإخوان كأنهم عصابة بلطجة أدارت حرباً ضد المتظاهرين من القوى الوطنية والديمقراطية والاجتماعية، استخدمت فيها طوب الاسفلت والخرطوش والقذائف النارية وأصابت المئات بجروح بليغة، لكن شباب الثورة الوطنية العفية صمم على الصمود لخطر القتل وأزاح شباب الإخوان عن الميدان مرتين وفي المرة الثانية بدأ انسحاب شباب الإخوان وكأنه الهزيمة الأخيرة والتي تذكرك بانسحاب بلطجية المخلوع مبارك في موقعة الجمل الأولى وهو ما تكرر هذه المرة في موقعة جمل ثانية أدارتها هذه المرة قيادة الإخوان البائسة وراح ضحيتها هذه المرة شباب الإخوان بانسحابهم المخزي من ميدان الثورة وفرارهم إلى 'اتوبيسات' الحشد مدفوع الأجر وعودتهم إلى منازلهم مجللين بعار الاشتباك والصدام الدموي مع شباب الثورة التي لا تهزم'.
    وتشبيه معركة التحرير بأنها موقعة جمل ثانية جعلت الجمل الأول بطل المعركة الأولى سعيدا جداً، وقد أخبرنا زميلنا الرسام صاحب الريشة والفكرة الجميلة هاني شمس الدين في أخبار اليوم يتمشى في ميدان التحرير لمشاهدة مظاهرة، ولكنه شاهد عجباً، إذ رأى جمل يقف أمام المتظاهرين ويدلي بحديث تليفزيوني يقول فيه مبتسماً: على فكرة، كل الحيوانات التي كانوا معايا في الموقعة خدوا براءة كمان.

    رئيس مصر الحالي عضو سابق
    وحالي بتنظيم سري

    لكن زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير 'التحرير' إبراهيم عيسى ترك الجمل بما حمل، وقال يوم الأحد عن الرئيس قولاً عجباً، هو: 'لا تعيش مصر الآن تحت إدارة رئيس مخطط مدبر مفكر منضبط شفاف يظهر بوجه واحد أمام مواطنيه، هو غير ذلك، للأسف يبدو أنه لا يعرف ولا يملك أن يكون رئيساً فما يقدر على القدرة إلا ربنا.
    فرئيس مصر الحالي عضو سابق وحالي في تنظيم سري عاش حياته يخطط في الخفاء مع جماعته ويخفي عن أقرب الأقربين حقيقة موقفة وجوهر رأيه ويقول الفتحي سرور مواقف عكس ما يعتنقه ويعبر لصفوت الشريف عن عكس مشاعره تماماً، ويراوغ أسئلة التحقيقات في النيابة ويكذب عليها وينفي انضمامه الى الجماعة ويهادن السجانين من أجل مكاسب صغيرة، ويتفاوض مع المخابرات وأمن الدولة بأكثر من وجه، فهو يكرههم ويبتسم في وجوههم، وهو يخفي عنهم ويتظاهر بالصراحة وهو يعاهدهم، ويوقن أنه سيحنث معهم وهو يردد مع عمر سليمان كلاما من نوع أن الجماعة لا تطمع في الحكم، وأنهم يحترمون الرئيس مبارك وهم يطمعون طبعاً ولا يحترمون قطعاً، إذن فهو رئيس مدرب على ازدواج المواقف كما مرنته الجماعة.
    ثم هو شأن أعضاء الجماعة يوهمه جمهور السمع والطاعة بالعظة ويغتر بالحشد التنظيمي ويتصور نفسه أقوى من الآخرين ويظن كما يظن أعضاء كل الجماعات الدينية المغلقة والمنغلقة أنه أكثر إيمانا، فهو يصلي بينما الآخرون لا يعرفون صلاة الفجر وهو يفشل بشكل مزر في أن يكون رئيساً لكل المصريين، حتى إنه يحمي بلطجة الجماعة في الميدان ولا يتورع عن تلبية مطلبها في بيان الخميس الماضي بإقالة النائب العام فينفذ الرجل بمنتهى الانصياع السياسي المطلب وبمنتهى التخبط والعشوائية والتقول العصبي المتسرع الأهوج ضارباً هيبته الرئاسية برصاصة مؤذية ويهين مقامه الرئاسي بطريقة مثيرة للتعجب ويلعب رجلان مثل حسام الغرياني وأحمد مكي دوراً فادحاً في فضائحيته لضرب استقلال القضاء'.
    وإشارة عيسى بأن مرسي يقول لفتحي سرور ويعبر لصفوت الشريف، تذكير بعلاقاته معهما عندما كان عضوا في مجلس الشعب عام 2005.

    'الحرية والعدالة':
    العجلة لن تعود للوراء يوماً

    طبعاً، طبعاً، الرئيس لا يحب سماع صوت الغراب لأنه بالإضافة إلى قبحه، يتشاءم الناس منه، وعندما كانوا يتشاءمون من شخص يقولون عنه، ياعم ده شؤم زي الغراب النوحي، أي الذي ينوح، وإنما يحب الرئيس زقزقة العصافير وأصوات البلابل مثل بلبل الإخوان زميلنا لطفي عبداللطيف لقوله في نفس اليوم في 'الحرية والعدالة':
    'جاء مفعماً بالصدق والشفافية والصراحة والوضوح وقول الحق في خطابه الذي استمر قرابة ساعتين أمام الحشود التي اكتظ بها استاد القاهرة الرياضي، بث روح التفاؤل والأمل في نفوس المصريين، مؤكدا أن العجلة لن تعود للوراء يوماً وأننا سائرون بإذن الله - نحو الأفضل - وأن زمن الفساد ولى ولن يعود، ولا أحد فوق المساءلة، وأن أجهزة الرقابة والتحقيق مخولة بجميع الصلاحيات للقيام بدورها في جميع مؤسسات الدولة بدءا من مؤسسة الرئاسة وهو أمر لم نسمع به من قبل للذين يطنطنون بعهود القهر والذلة والإرهاب والرؤساء الذين كانوا لا يحاسبون بما يفعلون ولم يكن أي جهاز محاسب أو رقابي يقترب من مؤسسة الرئاسة في عهد عبدالناصر أو السادات أو المخلوع الذي عاث وهو وزوجته وأبناؤه وأركان حكمه في الأرض الفساد.
    ومن كان ينطق ببنت شفة عن حدث ما في مؤسسة الرئاسة كان يذهب وراء الشمس، كنا نتمنى من القوى السياسية والحزبية والشخصيات الوطنية بجميع ألوانها وأطيافها أن تتناول خطاب الرئيس بموضوعية ومنهجية وتقول له أخطأت في كذا وكذا وأصبت في كذا وكذا، وأن تطرح رؤاها في الإصلاح، وهذا ما قام به الكثيرون، أما بقايا الشيوعيين واليساريين - الذين استخدمهم مبارك ونظامه وجعلهم ديكور معارضة - ورجال 'العسكري' ومن يبحثون عن دور وشو 'إعلامي' فقد اثروا أن يكونوا منصات للشتيمة والسب والتجريح وبث الأكاذيب، وهؤلاء فقدوا مصداقيتهم وانتهى دورهم في زمن الحرية الذي لا يعرف إلا الحقيقة المجردة ولا شيء غير الحقيقة'.

    الاخوان نحو استعادة أدوات
    حكم البلطجة والاستبداد

    أما إبراهيم الثاني، زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي، فقال وهو يكز على أسنانه من شدة الغيظ في نفس العدد: 'وانكشف الإخوان وبان أنهم ليس لهم علاقة بالثورة وإنما - كما تشير جميع الأحداث الأخيرة - سطوا على الثورة، لم تكن جمعة 'موقعة جمل الإخوان' الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل انكشافهم.
    لقد بات واضحاً أنهم أعدوا العدة للسيطرة والتمكين على الحكم ومؤسسات الدولة من خلال التنظيم السري وبأدواته نفسها، واستعادة أدوات حكم البلطجة والاستبداد، كأنهم الحزب الوطني الفاسد والمنحل وقياداته التي كانت محرضة على موقعة الجمل، جمل أخرى، كما حدث في موقعة جمل الحزب الوطني ونظام مبارك في يوم الأربعاء الأسود الموافق 2 فبراير 2011، بل هل يطلب الرئيس أو رئيس حكومته وتشكيل لجنة تقصي حقائق حول ما جرى في موقعة جمل الإخوان؟ هل يستطيع مجلس حقوق الإنسان برئاسة المستشار حسام الغرياني الذي يثبت كل يوم أنه لم تكن الثقة به عندما كان في قضاة الاستقلال في محلها، فقد تحول الى شخص تابع يفعل كما كانت تفعل شخصيات حول مبارك '!'.

    من اشاروا على الرئيس مرسي عزل النائب
    العام كانوا يعلمون بمخالفتهم للدستور

    إييه، إييه، وهكذا ذكرنا منصور بجمل الإخوان والخوف كل الخوف أن يستغلوا التسمية لصالحهم، كالقول ان لحمه ليس به كوليسترول، وبوله يشفي من أمراض كثيرة خاصة إذا شربه العلمانيون واليساريون والناصريون والوفديون، وأنه سفينة الصحراء وصبور وهو زوج وقريب ناقة سيدنا صالح، وكان يحمل كسوة الكعبة من مصر إلى مكة هدية، وغضبه عظيم وانتقامه كبير، ومع ذلك فهو خجول جداً، إذ عاشر زوجته لا يفعلها أمام أحد، ومن الجمال الى الرجالة وقول زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' جلال عارف عنهم في نفس اليوم: 'الرجالة' الذين أشاروا على الرئيس مرسي بعزل النائب العام الدكتور المستشار عبدالمجيد محمود من منصبه كانوا يعلمون جيدا انهم يخالفون الدستور والقانون ويرتكبون عدوانا على السلطة القضائية وكانوا يعرفون أن النيابة العامة لم يكن لها علاقة بقضية موقعة الجمل ولم تكن هي التي حققت فيها، ومع ذلك قادوا الرئاسة إلى هذه الأزمة وتآمروا للإطاحة بالنائب العام الذي وصفه المستشار طارق البشري بأنه أفضل من شغل هذا المنصب على مدى خمسين سنة ولا أظن أن البشري يمكن أن يتهم بأنه علماني أو كاره للإسلام كما يفعل 'الرجالة' مع كل من يخالفهم الرأي في هذا الزمن البائس!!'.

    رد فعل مرسي على مليونية 'كشف الحساب'
    بمحاولة التخلص من النائب العام

    ونظل مع موقعة جمل الإخوان والتحرير التي قال عنها يوم الأحد أيضا زميلنا في 'الجمهورية' محمد الفوال: 'رد فعل مرسي على مليونية 'كشف الحساب' بمحاولة التخلص من النائب العام يذكرنا بما كان يفعله المجلس العسكري لاستباق المليونيات بالمراوغة لامتصاص غضب الشعب ما يشير إلى انه لا فارق بين ما كان قبل الانتخابات الرئاسية وبين وجود رئيس منتخب في ألاعيب اجهاض التظاهر وامتصاص الغضب الشعبي وقد اثبتت هذه الطريقة فشلها لأنها تعتمد على الترقيع وليس المواجهة وأدت إلى أخطاء فادحة دفعنا ثمنها غالياً وما زلنا نعيش آثارها السلبية، عندما فشلت المحاولة الاستباقية لاحتواء مليونية أمس الأول قامت كوادر الإخوان بغزوة لمنصة التيار الشعبي فدمروها لمنع محاسبة مرسي على وعوده، هل صحيح أن المسجد الذي صلى فيه مرسي الجمعة أغلق يومين لتأمينه وتم تجميل وتنظيف ورصف الشوارع بالمنطقة المحيطة؟ المثل يقول: 'اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع والشعب يعيش في بؤس'.



    ------------------

    بلاغات للنائب العام ضد قيادات اخوانية بالتحريض على العنف في مظاهرات الجمعة

    2012-10-15




    القاهرة 'القدس العربي': صرح المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة الاثنين بأن النائب العام كلف نيابة وسط القاهرة الكلية بسرعة التحقيق في البلاغات التى تلقتها بشأن الأحداث التى وقعت بميدان التحرير الجمعة الماضية وعددها 53 بلاغا.
    وتتضمن البلاغات اتهام عدد من القوى السياسية وعصام العريان وصفوت حجازي ومحمد البلتاجي واخرين من بعض قيادات الاخوان المسلمين بحشد انصارهم وتحريضهم على استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين مما أدى الى حدوث اشتباكات ووقوع اصابات لعدد منهم واشعال النيران بسيارتين مملوكتين لشركتين للرحلات تم التعاقد معهما لنقل بعض الاشخاص من محافظة الشرقية الى ميدان التحرير واتلاف ثالثة وكذلك منصة احدى القوى السياسية.
    وصرح المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة ان النيابة اتخذت فور تلقيها البلاغات اجراءات التحقيق بالانتقال الى عدد من المستشفيات وسماع اقوال المصابين وعرضهم على مصلحة الطب الشرعي لبيان اصاباتهم وسببها.
    كما قامت النيابة بالاستعلام من وزارة الصحة عن اعداد المصابين على وجه الدقة في الاحداث الذين تلقوا الاسعافات الاولية في المستشفيات وخرجوا لتحسن حالتهم لاستدعائهم لسماع اقوالهم، كما تم سماع اقوال عدد من شهود الواقعة الذين تقدموا للنيابة العامة للادلاء باقوالهم.
    وأوضح المتحدث ان التحقيقات كشفت حتى الان عن استخدام مرتكبي الواقعة الاسلحة النارية 'خرطوش' والاسلحة البيضاء مما نتج عنه اصابة 147 شخصا ، اثنين منهم بطلقات خرطوش واثنين بانفجار في العين وواحد كسر في الجمجمة ، والباقين تنوعت اصاباتهم بين كسور وجروح وكدمات وكذلك اتلاف بعض الممتلكات العامةوالخاصة ووقوع حوادث سرقة وهتك عرض وتعدي بالسب،
    كما توصلت التحقيقات الى تحديد 3 من المتهمين مرتكبي وقائع اضرام النيران بالسيارات والسرقة والبلطجة وتم حبسهم على ذمة القضية.



    --------------------

    طرائف الزعماء العرب وانفصال الاسم عن المسمى!

    2012-10-15


    منذ ثورة 23 يوليو 1952م، حتى ثورة 25 يناير 2011، وبعد إقصاء محمد نجيب عن الحكم، ابتليت مصر بحكام ادعوا أنهم من أبناء الوطن، وهم براء من ذلك، إلا في مكان الميلاد فقط. والمدهش أن وصول هؤلاء لسدة الحكم، جاء مقترنا بنكتة لغوية عجيبة، انفصل فيها الاسم عن المسمى، بمسافة تُقَدَّر بما بين السماء والأرض.


    وتأتي البداية مع الزعيم الخالد جمال عبد الناصر. وإذا تفحصتَ المعنى اللغوي، وجدته يحتوي على الجمال والروعة، والنصر المؤزر. وبأقل التفاتة على أفعال المسمى، تجد جعجعة ، وقومية فَتَّتَتْ العالم الإسلامي، وانتكاسة أصابت مصر في 1967 في عقر دارها، واضطهاد سياسي وفكري، وإعدام وقتل وتشريد، لم تشهده مصر من قبل. ومع كل ذلك، سُحِرَ كثير من المغيبين بهذا.
    ولم تقتصر هذه النكتة اللغوية على الزعيم، بل تعدته إلى أفراد حكومته. ولك أن تتأمل في المعنى اللغوي لهذه الأسماء، على سبيل المثال، لا الحصر: عبد الحكيم عامر، صلاح نصر. وبالفعل تجلت الحكمة وبدا العمار من وزير الدفاع / المسمى الأول، في نكسة 67، وحل الصلاح والإصلاح والنصر من رئيس القلم السياسي/ المسمى الثاني، في امتلاء السجون، والتفنن في ألوان التعذيب.
    ولعدم الإطالة، انقضت هذه المرحلة بمرارتها، ودخلت مصر مرحلة جديدة، مع الرئيس أنور السادات. وأعتقد أنه ليس بخاف، ما يُشِعُّه الاسم من نورانية وسيادة. وفي الحقيقة أن هذا الرجل كان له حظ من اسمه؛ فما إن تم عامه الثالث في الحكم، حتى خاض حربا - استعان فيها بالله عز وجل - أعاد بها الهيبة المصرية والكرامة العربية إلى مجريهما الطبيعيين، وحطم السجون، التي طالما تجرَّع هو من مرارتها، وخَفَّت الاعتقالات - وإن لم تنته نهائيا - وتصالح مع الجماعات الإسلامية إلى حد بعيد، إلا المتطرف منها، وأبرم معاهدة السلام، التي أثارت كثيرا من الجدل.
    وليس معنى هذا، أن ثمة تطابقا كليا بين الاسم والمسمى، لكن عـلى أقل تقدير، نستطيع أن نقول: إن هذا المسمى كان له نصيب - ولو جزئيا - من اسمه.
    وإذا تطرقنا إلى بعض رجال أنور السادات، نجد وزير الدفاع أحمد إسماعيل، ورئيس الأركان سعد الدين الشاذلي. ولا يخفى علينا، إشعاعات معاني الحمد والسعادة التي تتلألأ من الرجلين، فتجمع بين السعادة بالنصر، والحمد عليه.
    وتدخل مصر مرحلتها الأشد سوءًا، والأطول عمرا في حياتها. فتُبْتَلى بأسماء، لو قدر الله سبحانه وتعالى لها أن تتطابق مع مسمياتها، لأصبحت هذه المسميات ملائكة تمشي على الأرض. وتتمثل أولى النكات اللغوية في الحاكم: حسني مبارك. وعلى مدى ثلاثين عاما، ملأ الحُسْنُ، وَعَمَّتِ البركة أرض الكنانة، ولم يشعر الشعب المصري بأي انتقاص من حقه، ورضي تمام الرضا عن حاكمه، حتى أودى به في أشد الثورات نصاعة، وأظهرها حضارة، وأروعها جمالا؛ ليجني الرجل ثمار حسنه وآثار بركته!
    وتتغلغل هذه المفارقة والنكتة اللغوية، في رجال الحاكم الأخير، فنجد فتحي سرور، وأحمد نظيف، وصفوت الشريف، وأحمد عز، وكمال الشاذلي، وفاروق حسني، وزكريا عزمي.. والقائمة طويلة. والمضحك حقا، أن هذه المسميات لم تُصِبْ من أسمائها، حتى مقدار الحِبْر التي كُتِبَتْ به. ولا ندري: هل هذا من قبيل الصدفة؛ أن تتقارب الأسماء والمسميات في المرحلة الواحدة، وتجمع بين الحاكم ورجاله؟!
    وتأتي المرحلة الجديدة، لتبرز على الساحة السياسية مرة أخرى، أسماء براقة. ولعدم وصول هذه المرحلة إلى حد الثبات والاستقرار حتى الآن، يَنْصَبُّ نموذجنا على الرئيس الحاكم: الدكتور محمد مرسي. وكما ذهبنا من قبل، فإن الاسم يحمل بلفظيه، ما يحمله من الدلالات اللغوية، التي تبعث على التفاؤل؛ فثمة في اللفظ الأول معنى (الحمد)، فضلا عن المشاعر والأحاسيس الدينية التي ترتبط باسم النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تنبعث من الرجل إلى حد بعيد، ثم يأتي الإرساء، فيشير إلى وجوب رسوخ الديمقراطية في أشكالها شتى. فكم من المساحة التي سيحظى بها بين الاسم والمسمى؟


    وبعيدا عن الانتماءات المختلفة، فإن الطريقة التي وصل بها هذا الرجل إلى سدة الحكم، من المعطيات التي تكاد تجزم على حيازته النصيب الأكبر بين اسمه وشخصه؛ فهو لم يسرق الثورة، ولم يتم فرضه - عنوة - على الشعب، بوضعه في منصب نائب رئيس الجمهورية، كما حدث مع السادات والحاكم الأخير، بل جاء بشكل ديمقراطي، تشهده مصر لأول مرة في تاريخها القديم والحديث، بل أستطيع أن أقول: إن كثيرا من الذين لم يعطوه أصواتهم، تسلل حبه إلى قلوبهم دون أن يشعروا.


    واختصارا، فإن أفعال الرجل وأخلاقياته، تكسبه يوما بعد يوم تطابقا أكبر بين اسمه وشخصه. فهلا يكون كذلك؟ أتمنى ذلك.
    وإذا تطرقنا إلى العالم العربي، وجدنا في تونس، زين العابدين، وفي ليبيا معمر القذافي، وفي اليمن علي عبد الله صالح، وفي سورية بشار الأسد. وفي الحقيقة، أن هذه الأسماء لو تطابقت لغويا من مسمياتها، لغدا الأول زاهدا من الزهاد وناسكا من النساك. والثاني معمرا، بيد أن المسمى الثاني حمل شهادة وفاته عند تسميته، قبل أن يموت واقعيا؛ لأن القذف من سماته أنه يدمر العمار، وهكذا عاش، بقذف دون عمار. أما الثالث، فلو حظي بقليل من اسمه، لذهب ببلاده إلى العلا، وغدا عبدا لله صالحا. ويأتي الاسم الثالث، ليكون مسك الختام؛ لأنه كان حريا به أن يوجه بشارته إلى مستقبل شعبه، وأسديته إلى الجولان، فيحررها. ويبدو أن الرجل لم يعجبه اسمه، ففضل أن يكون مسلطا على شعبه. أو نعامة تدفن رأسها في التراب، أولى من أن تكون أسدا يدافع عن ابناء شعبه.

    د. دسوقي إبراهيم محمد - مصر


    ------------------
                  

10-17-2012, 04:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    amr-selim-1318-sudan3sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    المحكمة الدستورية العليا في مصر ترفض مسودة الدستور
    اعتبرته محاولة لتصفية الحسابات معها

    2012-10-16



    القاهرة - أ ش أ:


    أعربت المحكمة الدستورية العليا المصرية عن رفضها الكامل والتام لكافة النصوص التي تضمنتها المسودة النهائية للدستور، والتي أعدتها الجمعية التأسيسية، في شأن المحكمة الدستورية العليا .. معتبرة إياها بأنها تمثل
    ردة للوراء وانتهاكا بالغا لسلطة المحكمة، وسلبا لاختصاصاتها، وتبيح تدخل السلطات المختلفة في شئون المحكمة، على نحو يمثل انتهاكا صارخا في عملها ومكتسباتها الدستورية والقانونية المستقرة.
    وأشارت المحكمة إلى أنها ستظل في حالة انعقاد دائم لحين تعديل النصوص المقترحة بالمحكمة الدستورية العليا في الوثيقة الدستورية.
    وأعلن المستشار ماهر البحيري رئيس المحكمة - في بيان صادر عن الجمعية العامة للمحكمة الدستورية - أنها تابعت النقاش الدائر حول نصوص الوثيقة الدستورية المقترحة من قبل الجمعية التأسيسية خاصة فيما يتعلق منها بتنظيم شئون المحكمة الدستورية العليا.
    وأضاف أن المحكمة فوجئت بأن النصوص المنظمة لعملها قد جاءت على خلاف مما اقترحته، على نحو يؤدي إلى عدم تمتعها بالاستقلال الذي يلزم لأداء دورها، وكذا سلب اختصاصات جوهرية منها لا غنى عنها.
    وأوضح البيان أن النص الأول في مسودة الدستور محل الاعتراض نص على أن المحكمة الدستورية العليا تعد هيئة قضائية مستقلة قائمة بذاتها، ومؤدى ذلك أن يكون موضعها في الدستور بعيدا عن سلطات الدولة المختلفة وألا تكون جزءا من أية سلطات منها، بما فيها السلطة القضائية، ضمانا للحيدة المطلقة لها، وحتى تكون أحكامها في دستورية القوانين واللوائح ملزمة للكافة ولجميع سلطات الدولة .. غير أن النصوص المقترحة من الوثيقة الدستورية أوردت النصوص المنظمة للمحكمة كفرع من مشروع السلطة القضائية.
    وذكر البيان أن النص الثاني محل الاعتراض يتعلق باختصاصات المحكمة تضمن عبارة أن المحكمة الدستورية العليا لا تختص بالفصل في الدعوى الموضوعية وهو ما لم يقل به أحد ولم تدع المحكمة الدستورية يوما بأنها تختص به .. معتبرا أن إيراد هذا النص في الوثيقة يعد أمرا يتنزه عنه المشرع الدستوري بالضرورة، فضلا عن خلو النص من 3 اختصاصات رئيسية هى الفصل في تناقض الأحكام النهائية، ومنازعات التنفيذ الخاصة بأحكام المحكمة الدستورية، وطلبات أعضائها.
    من جانبه، قال المستشار ماهر سامي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا والمتحدث الرسمي لها - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته المحكمة بكامل تشكيلها الثلاثاء لإبداء الرأي في النصوص الدستورية المتعلقة بالمحكمة- 'إنه بدا واضحا وجليا منذ اليوم الأول لعمل الجمعية التأسيسية، أن البعض داخل الجمعية وخارجها، يسعى لتصفية حسابات قديمة والانتقام من المحكمة تحقيقا لمصالح خاصة، على الرغم من سابقة تأكيد المحكمة أنها ليست في خصومة مع أحد'.
    وأشار المستشار سامي إلى أن الجمعية العامة للمحكمة استعرضت مسودة الدستور فيما يتصل بعملها وتدارستها وانتهت إلى أنها جميعها في الشكل والموضوع، قد جاءت مبهمة وغاضمة ومضطربة، وتمثل جورا على اختصاص المحكمة واستقلالها وردة إلى الوراء.
    واعتبر أن القضاء المصري يواجه محنة حقيقية قاسية، وفي القلب منه المحكمة الدستورية العليا، مشيرا إلى أن القدر شاء أن تمتحن قدرة المحكمة في معارك لمجرد أنها اضطلعت بأداء مهمتها المقدسة .. ولفت إلى أن المحكمة تعرضت لعدوان 'قريب' على قضائها وقضاتها.
    وأوضح أنه منذ بداية تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور وآثرت المحكمة الاعتذار عن عدم الاشتراك في عضويتها، نظرا لما أثير من ظلال كثيفة حول تشكيلها والشك في سلامة الإجراءات وما نشره التشكيل من غبار قاتم في المجتمع.
    وشدد على أن المحكمة الدستورية العليا تترفع عن الرد على تطاولات البعض ضدها، في الوقت الذي اختار هذا البعض أن يكون خصوما لها وهم خصوم الحرية والشرعية، وأن ولاء المحكمة كان وسيظل للشعب المصري الذي أولاها ثقته في إعلاء الشرعية وسيادة الدستور.




    ----------------------




    النائب العام يطلب التحقيق بالبلاغات ضد قادة الاخوان.. ونادي القضاة يبحث رفع قضية ضد ابنة الرئيس
    حسنين كروم
    2012-10-16




    القاهرة - 'القدس العربي' كل شيء في هذا البلد لا يدعو للاطمئنان، ذلك انني ألمح عاصفة عاتية في الطريق إليه متجلية ببداية صراع مرير بين الاخوان وباقي الاحزاب والجيش، ومقدماتها بدأت تبرق في سمائها منذرة الجميع أما لمنعها او الاستعداد للمشاركة فيها.
    ونشرت الصحف عن اتساع دائرة الاعتصامات والاحتجاجات لدرجة ان موظفي مجلس الوزراء حاصروا رئيسهم الدكتور هشام قنديل وطالبه بصرف المستشارين الذين أحضرهم.
    وأراد تهدأتهم بأن دعاهم لصلاة الظهر خلفه ففعلوا وما أن انتهى منها حتى عادوا للهتافات ايضا لا تزال ردود الأفعال تتوالى على قرار إقالة النائب العام والرجوع عنه، وأطرف الحكايات هي قول النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود أن رئيس الوزراء دعاه لمقابلته في مكتبه على فنجان قهوة فرد عليه طالبا منه أن يأتي إليه في منزله ليشربها، أما رواية هشام فهي انه دعاه على فنجان شاي، وهكذا أصبحنا امام شكلة خطيرة، قهوة ولا شاي؟
    وإلى بعض مما عندنا:

    تحذيرات من معارك عنيفة
    في كل بقعة من مصر

    ان ما حدث يوم الجمعة الماضي من اشتباكات دموية في ميدان التحرير بين الإخوان وبين القوى والأحزاب السياسية وما ظهر من تصميم على مواجهة الإخوان بنفس أسلوبهم في العنف، خاصة وأن انتخابات مجلس الشعب قادمة، وقد تتحول الى معارك عنيفة في كل بقعة من مصر، ما لم يتم ايجاد حل لهذا الاحتقان وتعريفه من الآن، ومن مقدمات العاصفة ايضا وأخطرها ما يدبره الإخوان ضد قيادة الجيش، بعد أن تكررت الإشارات التي يبعث بها مكتب ارشاد الجماعة، وحزبها - الحرية والعدالة، الى هذه القيادة، وهي إشارات تحمل روح العداء والتحدي، وتعكسها جريدتهم 'الحرية والعدالة' وتتضامن معها الى حد ما 'الأهرام' التي اصبح واضحا فيها نفوذ الجماعة والحزب، لدرجة إهمال رئيس الجمهورية فقد واصلت الحرية والعدالة عدم الإشارة في عناوين صفحتها الأولى لحضور الرئيس البيان العملي لعبور وحدات من الجيش الثالث قناة السويس، وفي صفحتها الثالثة نشرت على يسارها صورة للرئيس وحده، مع خبر متوسط حتى لا تنشر صورة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي والفريق صبحي رئيس الأركان، وتكرمت مشكورة بأن ذكرت اسم السيسي، فقط.

    موقف 'الاهرام' الغريب
    بانحيازها للرئيس ضد الجيش

    أما 'الأهرام' فكان موقفها أشد غرابة فلم أرى خبر في صفحتها الأولى، ولا إشارة له في عمودها - في 'الأهرام' اليوم - عن موضوعاتها مقالاتها في الصفحات الداخلية، وفي الصفحة الثالثة قامت بنشر مختصر لكلمة الرئيس في تحقيق زميلينا علي شام وعمرو غنيمة دون إشارة لاسم وزير الدفاع ورئيس الأركان حتى لا يعرف بها ضباط وجنود الجيش فيما يبدو، مع صورة لمرسي وهو ينظر من نظارة مكبرة للمناورة وبجواره وزير الدفاع ورئيس الأركان وكانت من الصغر بحيث تحتاج الى ميكروسكوب لفحصها وبجواره الموضوع موضوع آخر أكبر عنوانه - صورتان لمصر والفرق 150 سنة - لزميلتنا سهير هدايت وكانتا لجدنا الكبير أبو الهول، الصورة الأولى التقطها وفد علمي ياباني منذ مائة وخمسين سنة والثانية التقطها وفد ياباني ايضا، هذا العام، ولا يمكن ان تفعل 'الأهرام' ذلك إلا بعد توبيخ تلقته من مكتب الارشاد بسبب نشرها أول امس في صفحتها الأولى صورة للسيسي وتغطية لحضوره مناورة للجيش الثالث، والسؤال المهم، هو أين الرئيس من كل ذلك، خاصة انه اشاد في كلمته بأداء الجيش في تسليم السلطة، هذه المعركة التي تخوضها الجماعة ضد قيادة الجيش تثير علامات استفهام شديدة الخطورة.

    استعراض سيارات الرئيس يثير حنق المواطنين

    والى المعارك المتواصلة حول الرئيس، معه أو ضده، وبسبب سياساته وتصريحاته، ونبدأها من يوم السبت في 'الأهرام' مع زميلنا المتعاطف بشدة مع الإخوان إسماعيل الفخراني الذي أكد أن ضميره الديني لم يحتمل الصمت عما يراه أخطاء، فقال وهو يبكي وقد سمعته بأذني اليمني لأنها أقوى من اليسرى:
    'انتظرنا طويلا وصول السيد الرئيس وسط مشاهد لا تزيدنا إلا استفزازاً سيارات فارهة وكثيرة 'تدهمنا' بين الحين والآخر بأنوارها الشديدة التي 'تزغلل' العيون وتثير حسد المحرومين وغيظ الفقراء والمحتاجين.
    أكثر من ساعة ونحن على هذه الحال وتلك الصورة وغيرها حتى أطل علينا ركب الرئيس الذي تفوق على سابقيه من الركاب عدد وفخامة و'زغللة' وفي حركات استعراضية قفز أربعة من الحراس 'الشداد' يفتحون الأبواب، ويجلسون في الهواء ويمسكون بالمقابض بينما السيارة ما زالت تمشي في صورة لا يمكن إلا أن تكون استعراضية، ولا يمكن أن تتفق وهوى السيد الرئيس الذي عرفناه زاهداً بسيطاً، تقياً، ان سلوكيات بعض الإخوان من الزهو والطغيان تجعلني أؤكد انني أحب الرئيس مرسي، ولكن حبي لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم أشد، وأحب الإخوان، ولكن حبي لمصر وللمصريين أشد، ولولا الحب ما كانت هذه الكلمة'.

    هل سيبقى المصريون
    يلعبون دور الكومبرس؟

    أما زميله وصديقنا وأحد مديري تحرير 'الأهرام' عبدالعظيم درويش، وهو متعاطف مع الجماعة والرئيس فقال: 'حان الوقت لنريح مؤسسة الرئاسة وجماعتها ومريديها وتابعيها من مشكلاتنا لنصبح جميعاً مواطنين صالحين على الأقل من وجهة نظر الجماعة وسنكتفي بدور المتلقي لكن ما تقوله الجماعة وقصرها الرئاسي وجماعتها، ولن نناقشها أبداً، ولن نساوم على دور آخر غير دور 'الكومبارس' الذي اختارته لنا الجماعة وقصرها الرئاسي وحكومتها في سيناريو تكتبه هي لنا دوماً بصرف النظر عن قناعتنا به ومصداقيته، وبكامل إرادتنا سنعترف بأن إصلاحاً اقتصادياً حقيقياً قد جرى وأن مرتباتنا قد أصبحت بالفعل كافية تماما وتفي باحتياجاتنا 'الترفيه ايضا' بل وتفيض بعد أن كبلت سياسات حكومتنا غول الأسعار ونزعت أنيابه 'ويكفيك هنا سعر المانجة'! ولن نصدق تلك الشكاوى التي تلوكها ألسنة بعضنا بسبب ارتفاع الأسعار وغيره من هذا اللغو والهراء! مئات المليارات من الدولارات والجنيهات من أموال الفقراء والتي خرجت بليل قد عادت مرة أخرى ويكفي هنا ما بشرتنا به مساعدة الرئيس من أن ضربة جديدة قاصمة ستوجه قريباً إلى بقايا الفساد الذي انهار في مشهد ينافس مشهد انهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك قبل أحد عشر عاماً!! في النهاية علينا أن نصدق جميعاً أن كل ذلك قد تحقق خلال 'المئوية' وأن لم نصدق فعلينا أن نشرب من البحر ولدينا فرصة الاختيار الأبيض وان لم يعجبه اللون فهناك الأحمر'.

    مرسي يواصل ثرثراته العقيمة
    ويخرج من خطاب لخطاب

    ونتحول إلى 'صوت الأمة' ورئيس تحريرها زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل الذي غمز وهو يضحك من خلف زجاج نظارته وقال: 'أتعجب أن الرئيس الإخواني يواصل ثرثراته العقيمة ويخرج من خطاب إلى خطاب، ولا ينجز شيئاً سوى كثرة الكلام التي تميت القلب، وقد تحدث في المائة يوم الأولى لأكثر من اثنين وثلاثين ساعة، ويواصل السيرة ذاتها في مئويته الثانية، ويتصور بسذاجة مرئية، أن الاستفتاح باسم الله وذكر نبيه الكريم يغفر له الخطايا السياسية، وهو ما يعد نوعاً من الاستخفاف المزري بعقول الناس، فلن يقبل الله صلاة المرائي ولا الصلوات الأمنية المحمية بعشرات الألوف من قوات الأمن والتي ترهق خزانة الدولة المنهكة، والأغرب أن مرسي نفسه يدرك ما يفعله، ففي كلمته بعد صلاة الجمعة الأخيرة بجامع سيدي جابر بالإسكندرية، كانت قوات الأمن قد أغلقت الشوارع في أحياء بكاملها، وحظرت المرور فيها تماماً وكان رد مرسي على ما جرى لافتاً للنظر، فقد عقب على عنت وكثافة قوات الأمن بقوله، ده شغلهم، ثم اعتذر في سماجة لأهل الإسكندرية، ثم فضح حقيقة الذين معه بقوله، فين الإسكندرانية، هما مش هيفرمونا ولا إيه، الرجل يتصرف كأنه لابس مزيكا، ويكاد لا يصدق بعد أكثر من مائة يوم على حكمه انه صار رئيساً، ويكاد لا يملك نفسه من الانبساط والانشكاح، ويطالب الناس بالصبر عليه، فهو يعتبر نفسه على ما يبدو كرئيس تحت التمرين'.

    الرئيس والنائب العام:
    ضربة تفوت ولا إخواني يموت

    وإلى اشتعال المعارك، بسبب قرار الرئيس إقالة النائب العام وتعيينه سفيراً لدى دولة الفاتيكان، ثم تراجعه عنه، وهو ما شكل صدمة للإخوان المسلمين وجعلهم يتخبطون كما يتخبط المصاب بالمس والعياذ بالله، وبدلا من أن يوجهوا النقد للرئيس ليثبتوا على مواقفهم التي اتخذوها منذ دقائق فقط، أو يصمتوا ويبتلعوا الضربة عملا بالحكمة، ضربة تفوت ولا إخواني يموت، فانهم كتبوا كلاماً غير مفهوم، فمثلا زميلنا عادل الأنصاري رئيس تحرير 'الحرية والعدالة' قال يوم الاثنين: 'المرحلة الجديدة في تاريخ مصر تحتاج إلى رجال دولة بمواصفات خاصة ومقاييس محددة ومعايير واضحة حتى ننجح في اجتيازها والخروج منها بأقل قدر من الخسائر، لا يصلح بعد أن يثور شعب على الطغيان والاستبداد أن تعود لتحكمه برموز مرحلة الاستبداد والفساد حتى وان كان من بين العاملين في النظام السابق المشاركين في منظومته من حفظ لنفسه مسافة مع هذا النظام ولكنه عاش فيه وتكيف معه وكان حريصاً على بقائه واستمراره، وما أظن أن بقاء كثير من هذه الرموز في الصورة يمارسون مهام ومسؤوليات جساماً خلال المرحلة الماضية سوى خلل كان بحاجة إلى تغيير، وخطأ كان بحاجة إلى تصويب.
    والغريب أن يسعى بعض ممن ينتسبون للثورة لإبقاء هذه الرموز بل الدفاع عن بقائها تحت مسميات عديدة ومبررات كثيرة، جميعها تفتقد المسؤولية وتغليب مصلحة الوطن على ما سواها'.
    والغريب في الأمر، أن هذا الكلام ينطبق أول ما ينطبق على رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل الذي اختاره الرئيس، لأنه كان مديرا لمكتب وزير الري الاسبق في عهد مبارك الدكتور محمود أبو زيد، كما أن مساعد الرئيس الدكتور كمال الجنزوري كان رئيساً للوزراء في عهد مبارك ايضا، وهو ما ينطبق على وزير المالية الدكتور ممتاز السعيد.

    الرئيس لا يملك إقالة النائب العام

    أما زميله وأحد مديري التحرير، زميلنا محمد مصطفى فقد فقد ما لا يقل عن خمسة وثلاثين في المائة من أعصابه، وهي النسبة التي لم تتحقق من برنامج المائة يوم كما أعلنها الرئيس فقال الممسوس مستخدما ألفاظا حادة: 'القصة ببساطة كالآتي: الرئيس لا يملك إقالة النائب العام، لكن يجوز له عرض منصب آخر عليه، وللنائب العام حق الموافقة أو الرفض، مرسي عرض منصب سفير الفاتيكان على عبدالمجيد، الأخير وافق بعد إلحاح مكي والغرياني، مرسي اصدر القرار الجمهوري بتعيين عبدالمجيد سفيرا في الفاتيكان 'القرار لم ترد فيه كلمة إقالة'، ما حدث بعد ذلك أن عبدالمجيد تراجع تحت ضغط الزند وأشباهه، وهنا لا يملك الرئيس إجباره على القرار، فظل عبدالمجيد نائباً عاماً، السؤال: أين خطأ مرسي؟
    - الشماتة التي يبديها بعض معارضي مرسي في فشل محاولة إبعاد النائب العام تثبت أنهم لا ثوار ولا نيلة، وتثبت أنهم يحبون كراهية الإخوان أكثر من حبهم للحق والثورة والوطن، موقف حقير بكل معاني الكلمة'.

    ثوار أصليون وثوار تايواني!

    وأيضاً، فوجئت بأن المس والتخبط أصاب زميلنا محمد جمال عرفة مسؤول القسم الخارجي، فقال في نفس العدد وهو يبحث عن أي صلاح أبيض أو ناري أو زجاجة مولوتوف ليقتل أو يصيب المخرج الكبير خالد يوسف، بأن قال: إذ نسمع عن سلع أصلية وأخرى مضروبة، تايواني وصيني يعني، ولكن هذه أول مرة أعرف ان هناك ثوارا أصليين وثوارا تايواني، إلى المتاجرين بدماء الشهداء من الثوار التايواني أقول، مبروك عليكم النائب العام.
    مبروك عليكم هزيمة الرئيس مرسي أمام فلول الوطن كما يقول السفهاء منكم، انسوا دماء الشهداء يا منافقين، النائب العام اتهم بالتستر على جرائم قتل متظاهري الثورة وقدم أدلة ناقصة للمحاكم، فكان المسؤول الأول عن مهرجان البراءة للجميع، دعاة الثورية التايوانيين - لا الأصليين - الذين صدعوا رؤوسنا بحكاية الشرعية الثورية اعترضوا عندما سعي الرئيس لإعادة مجلس الشعب المنتخب بدعوى الشرعية الدستورية، واعترضوا ايضا عندما حاول الرئيس أن يزيح النائب العام الذي يعطل أكواما من قضايا فساد أعوان النظام السابق في مكتبه بالدعاوي نفسها، وقالوا أن الرئيس تراجع مع انه كما قال المستشار محمود مكي نائبه، كان يمكنه أن يستعمل حقه في إصدار مرسوم دستوري بأن يذهب النائب العام لبيته، ولكنه احترم القانون، ومرة أخرى لم يشكروه، ولكن هاجموه، الآن أصبح الفرز واضحا بين الثائر الأصلي والثائر التايواني انسوا الورد اللي فتح في جناين مصر، واكتبوا على قبورهم الورد اللي ذبل في مكتب النائب العام بسفاهة الثوار التايواني'.

    النائب العام أحد أعمدة
    النظام السابق وعصاه الغليظة

    وبعد ترك عرفة القبور، بكي بحرقة وأخرج منديله ومسح دموعه، وبكيت معه خصوصا بسبب النوع الجديد من الثوار الصيني والتايواني، وحكاية المس الذي أصاب الإخواني وجعلهم يتخبطون منه، أمر مفهوم، لكن الذي لا أفهمه ان يشتعل غيظ قوم آخرين، من خارج الإخوان، مثل الدكتور حسن نافعة الذي قال في نفس اليوم في 'المصري اليوم': 'انتقدت بشدة قرار الدكتور مرسي تنحية النائب العام الحالي لأنه قرار غير قانوني ويشكل اعتداء سافرا على السلطة القضائية لكن ذلك لا يعني أبدا أن الدكتور عبدالمجيد أحد أعمدة النظام السابق وعصاه الغليظة هو الرجل المناسب لشغل هذا المنصب الرفيع الآن، ولو أن مصر الثورة كانت قد أخذت بفكرة العدالة الانتقالية لكان الدكتور عبدالمجيد أحد الرموز التي تعين تقديمها للمحاكمة لاستجلاء حقيقة موقفها ودورها في المظالم التي حاقت بالشعب المصري خلال السنوات العشر الأخيرة التي قضاها نائباً عاماً في ظل النظام السابق لذا أؤيد بشدة فكرة تخلي الدكتور عبدالمجيد طواعية عن منصبه وأرجو ألا يتأخر كثيرا في تقديمها، لقد سجل الدكتور عبدالمجيد موقفاً يحسب له في مواجهة الدكتور مرسي لكن استمراره في منصبه الآن لم يعد مقبولاً بأي معنى'.

    تهديدات مبطنة للنائب العام

    يا سبحان الله - يعارض قرار الرئيس لأنه غير قانوني ويطالب النائب العام بأن ينفذ القرار بأن يعلن استقالته أي لا يرضي الرئيس فقط، وانما يدين نفسه بنفسه، ويدين كل القضاة والسياسيين الذين رفضوا إقالته، ولم أفهم بالضبط ما الذي يقصده الدكتور نافعة بالتخلي طواعية، فهذا تهديد غير مقبول، ولا يختلف عن تهديدات بعض الإخوان، وغيرهم خاصة المستشار حسام الغرياني، رئيس اللجنة التأسيسية للدستور ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي اتصل بعبدالمجيد محمود وطلب منه قبول المنصب حتى لا يواجه مصير رئيس مجلس الدولة الأسبق المرحوم عبدالرزاق السنهوري، الذي تعرض للاعتداء عليه في أزمة مارس سنة 1954.
    والغريب ان هذا المطلب المصحوب بالتهديد تخلى الإخوان عن استخدامه، ولا أعرف ان كان الدكتور حسن يريد مجاملة الجماعة والرئيس بأن يحقق لهما فشلا فيه على أساس انه كان من مؤيديهم، قبل أن ينقلب عليهم، ولا أعرف ان كان شعوري بأن الدكتور نافعة أحس أن هزيمة الرئيس والإخوان خاصة ما حدث لهم في ميدان التحرير، هزيمة له، هو شعور في محله، أم انني أبالغ وأخرف وأتخبط من المس.

    إقالة النائب العام
    مطلب شعبي مشروع

    ومن الذين كانوا يؤيدون مرسي والإخوان زميلنا الناصري وأحد مديري تحرير 'الشروق' وائل قنديل ثم انقلب عليهم، وأحسوا أن الهزيمة لحقتهم، لأنني لا أجد سببا لأن يصرخ في نفس اليوم قائلا: 'وللتذكير فقط فإن مصر كلها في ذلك الوقت وقفت على قدم واحدة تهتف بإقالة النائب العام وفي المقدمة أولئك الذين يتمترسون دفاعا عن بقاء النائب العام الآن ولم يعبأ أي منهم بالقواعد الدستورية التي تمنع إقالته بمعرفة السلطة، ستظل الصورة مدهشة والسؤال قائماً، لماذا كانت إقالة النائب العام مطلبا مشروعا قبل مرسي وصارت رجساً من عمل الشيطان بعد مجيئه؟ لماذا تحول النائب العام الى شهيد تخرج من أجله المليونيات؟ لماذا انفتح التحرير على منصة مدينة نصر بهذا الشكل المخيف؟'.

    على مؤسسة الرئاسة
    الاعتذار من النائب العام

    لكن الضربة الموجعة لنافعة ووائل جاءتهما في نفس اللحظة، من المستشار هشام البسطويسي، أحد قادة تيار الاستقلال في القضاء، والمرشح في انتخابات الرئاسة، إذ نشرت له جريدة 'الوطن' حديثاً أجراه معه بالهاتف من الكويت زميلنا مجدي أبو الليل، قال فيه عن النائب العام: 'الموقف انتهى وقلت رأيي أن على مؤسسة الرئاسة الاعتذار عما حدث تجاه النائب العام ومحاولات إزاحته من منصبه دون سند قانوني أو دستوري ولا أريد الدخول في تفصيلات ليس لها داع وعلى الجميع أن يعرف حدود مسؤولياته التي يحددها الدستور بالقانون، المستشار عبدالمجيد محمود هو الأكثر كفاءة وصلاحية من النواب العموميين الذين كانوا موجودين فترة حكم مبارك، ولن يغادر منصبه وليس من مسؤوليته أو مسؤولية النيابة العامة أن أية قضية تأخذ براءة أو إدانة فالنيابة لا تجمع الدليل بل تحقق فيما يأتي إليها من الجهات المختصة والنيابة تحيل القضية للمحكمة عقب التحقيق'.
    فإذا أضفنا الى شهادة البسطويسي شهادة صديقنا طارق البشري الذي إذا سار في طريق سبقته النزاهة والأمانة لتعلن عن مقدمه، بأن المستشار عبدالمجيد محمود هو أكفأ من تولى المنصب منذ أكثر من أربعين سنة.
    وعلى العموم فان القضية انتهت ومرت على خير، وهو ما عكسته الكثير من الرسوم الكاريكاتيرية التي أسرع أصحابها بتذكر الفنان الكوميدي الراحل عبدالفتاح القصري في فيلم ابن حميدو، ومنهم زميلنا في الوفد عمرو عكاشة الذي كان رسمه يوم الاثنين عن الرئيس مرسي في هيئة القصري وهو واقف في مركب ويقول:
    أنا كلمتي ما تنزلش الأرض أبداً، بس خلاص المرة دي هتنزل، لكن المرة الجاية لا ممكن أبداً'.

    الدفاع عن الرئيس باعتباره لا يخطئ

    وفي اليوم التالي - الأربعاء - شاهدت زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' أحمد موسى - يفعل مثلما فعل منازع، أي وضع منديلا على فتحتي أنفه، وسمعته يقول: 'بعض من تأخونوا حديثاً بدفاعهم لما يقوله الرئيس وكأنه لا يخطىء فهناك الكثير من إخواننا إياهم يصفقون لكل ما يفعله الرئيس ولا يعلمون أنه يصيب ويخطىء بدليل تكريمه للرئيس الراحل أنور السادات والفريق سعد الشاذلي وهذا يحسب له بلا جدال لكن عدم دعوته لأبطال حرب أكتوبر والمشير طنطاوي والفريق سامي عنان خطأ فمن شاركوا في الاحتفال لا علاقة لهم بالنصر ولم يكن منهم الأبطال أو أسر القادة الذين ضحوا بأرواحهم وأعادوا المجد والعزة والكرامة لهذا الوطن، الرئيس مرسي هو قائد لمصر وليس زعيم ثورة فه######## في بداية الاحتفال يذكرنا بصفوت حجازي عندما كان يخطب خلال جولاته مع المرشح محمد مرسي 'ثوار أحرار هنكمل المشوار'، سيادة الرئيس أنت الآن تتحكم في مصائر 90 مليون وتعلم أن فوزك في الانتخابات كان بفارق 700 ألف صوت وليس عدة ملايين فلا تندفع خلف رغبات من يريدون الانتقام وتصفية الحسابات من معارضيك فهناك من ينظرون لقراراتك المتتالية بأنها تصب فقط في مصلحة فصيل واحد وليس المجتمع فالإحساس لديهم الآن روح اكتوبر وثورة يناير تحولنا إلى شيء آخر'.

    متحولون يرتمون
    بأحضان جماعة الإخوان

    وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، فمثلا كانت معركة زميلنا بـ'الجمهورية' محمد منازع يوم الثلاثاء، ضد صنف من الناس قال عنهم وقد وضع منديلا على فتحتي أنفه حتى لا يشم رائحتهم ليلقي نظرة عطف على مبارك: 'وجه التحول لم تتوقف ووجدنا متحولين جددا في الشهور الأخيرة ارتموا في أحضان جماعة الإخوان المسلمين بعد أن تولت مقاليد الحكم في البلاد وهرولوا إلى الحصول على عضوية حزب الحرية والعدالة عساهم أن يحصلوا على نصيب من 'الكعكة' في الحياة السياسية وبعضهم أصبح ملكياً أكثر من الملك يدافعون عن سياسات الإخوان ليثبتوا أنهم منهم ومعهم مع أن الإخوان لديهم أنظمة ولوائح وترتيبات معروفة ولن يسمح لأحد من الدخلاء بالاختراق وسيظلون على الهامش وأتوقع بعد فترة أن يعود هؤلاء على حيث أتوا لأنهم لن يجدوا شيئاً مما سعوا إليه، هناك متحولون جدد ايضا ربما كل يوم نفاجأ بهم فبعد خطاب الرئيس محمد مرسي في احتفالات اكتوبر باستاد القاهرة ظهر علينا في الفضائيات الذين كانوا يسبون ويلعنون ويشعلون النار في الوطن بعد الثورة وينتقدون كل شيء ولا يعجبهم العجب فأحدهم يصف الخطاب بأنه في منتهى الشفافية وذلك فقط لأنه حصل على منصب ويريد أن يحافظ ولا مانع أن يطمع ويطمح ويقول هل من مزيد، إذا كان عهد مبارك قد اتسم بالفساد والمحسوبية وتكميم الأفواه وأخطاء سياسية واقتصادية واجتماعية ومعاناة لكن لا يمكن لأحد أن يمحو دوره في حرب أكتوبر وكما قال هو في أواخر خطاباته أثناء الثورة 'أن التاريخ سيحكم عليَّ وعلى غيري فلا أعتقد أن التاريخ سيذكر نصف الحقيقة ويترك النصف الآخر صحيح أن الجوقة الذين كانوا من حوله نسبوا إليها في السنوات الماضية كل الانجاز لكن هذا لا ذنب له فيه غير أنه وافق ضمنا على ذلك بالسكوت أو استمتع به فهل هذا 'كما تدين تدان'؟ ليس ذلك دفاعاً عن مبارك وإنما كلمة حق يجب أن تقال في وقتها'.

    مسلمو مصر الحقيقيون

    أما الدكتور طبيب أحمد عبدالرحمن الشرقاوي ابن زميلنا والأديب الكبير الراحل عبدالرحمن الشرقاوي، صاحب رواية الأرض ومسرحية الحسين شهيدا، والفتى مهران التي هاجم فيها اشتراك مصر في حرب اليمن وتم عرضها على مسرح الدولة - المسرح القومي - بحديقة الأزبكية في عهد خالد الذكر، وتعرضت للهجوم، لكن عبدالناصر أمر باستمرار عرضها، أحمد قال: 'قبل مجيء الإخوان المسلمين والجماعات الدينية والسلفية كان في مصر إسلام، كان في مصر أئمة من أمثال الإمام الشافعي والليث بن سعد مروراً بالأفغاني ومحمد عبده، منذ القرن السابع الميلادي كان دين مصر هو الإسلام، استطاعت مصر أن تتصدى تحت راية الإسلام لاجتياح التتار وهزمتهم في 'عين جالوت' استطاع مسلمو مصر بسلوكهم ومعاملاتهم وقيمهم الفاضلة أن يشيعوا الألفة في قلوب التتار بعد ذلك فدخلوا في الإسلام ورأى الإمام 'ابن تيمية' ان يرخص لهم تناول الخمور حتى يأمن وحشيتهم مؤقتاً لفلم تنصب له المشانق ولا أبيح إهدار دمه! مصر حمت الحضارة الإسلامية كلها من الغزو الصليبي وحررت بيت المقدس وانتصرت انتصارا حاسما على الصليبيين في 'حطين' زعماء الأزهر الشريف من علماء الدين الأجلاء كانوا أول من تصدى للحملة الفرنسية على مصر وتمت على أيديهم بعد ذلك نهضة مصر الحديثة بقيادة محمد علي، لم يكن من يتحدث في شئون الدين ويدعو للعلم والمدنية ويجادل علماء الدين أنفسهم هم في النهاية بشر يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ولابد أن يكون التحاور معهم أمراً ممكنا والخلاف معهم ليس كفراً'.

    اسباب اقالة الأمين العام
    للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

    وبمناسبة الإخوان ومجيئهم، فقد قام الدكتور الشيخ محمد نجيب عوضين، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمهاجمة وزير الأوقاف الدكتور الشيخ طلعت عفيفي وقوله عن أسباب إقالته من منصبه في المجلس: 'سر الخلاف هو اعتراضي على قراراته غير القانوننية التي كان يتخذها وانبهه عليها فيغضب، وفي استكمال حلقة الأخونة سعي إلى تعيين الدكتور عبده مقلد الاستاذ بأصول الدين والدكتور ماجد عبدالسلام بكلية الدعوة وكلاء وزارة بالانتداب رغم عدم الخبرة بمثل هذه الشئون، أما القشة التي قسمت ظهر البعير عندما سألته ان كان سيحصل على مكافأة لمقالاته بمجلة منبر الإسلام، أم لا، مثل الدكتور 'عبدالفضيل القوصي' فقال مادام هذا من حقي فلا حرج وتصور أنني أسبب له حرجا وفوجئت به يتصل بكلية دار العلوم ليستأذن في الاستعانة بالدكتور صلاح سلطان فانقطعت عن الذهاب للمجلس ووجدته يسألني عن سبب الانقطاع فقلت له لأنك لا تلتزم الشفافية وذكرت له ما علمته فقال اننا نجدد الدماء فقلت ان تجديد الدماء تكون للفاسدين وليس لمن وفر للوزارة 6 ملايين جنيه في شهور معدودة كانت تهدر بسبب الفساد'.

    اديني منصب لله!

    والدكتور صلاح عز استاذ بجامعة القاهرة كلية دار العلوم وهو من الإخوان المسلمين، ويكتب مقالا اسبوعيا كل خميس في 'الحرية والعدالة'، كان يخصص معظم مقالاته لرفع الرئيس مرسي الى درجات عليا لا نهاية لها، على طريقة الفنان الراحل محمد فوزي في أغنية شحات الغرام، على طريقة اديني منصب لله، وأنا وأنا باستمرار حوالين حوالين الباب وبالفعل جاءه المنصب، على يد وزير الأوقاف الشيخ طلعت، الذي هو في نفس الوقت نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، ونائب الرئيس العام للجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة التي يرأسها الدكتور الشيخ محمد المختار المهدي، والاثنان عضوان في مجمع البحوث الإسلامية، وأظهرا انحيازا واضحا للإخوان بينما أكدا في بداية انتخابات مجلس الشعب ان الجمعية بعيدة عنها.
    الشيخ طلعت تأثر بغناء سلطان ففتح له باب المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وما ان دخله حتى كتب يوم الخميس تحت اسمه على مقاله في الحرية والعدالة - الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية


    --------------------

    في قضية النائب العام.. أين أخطأ إخوان مصر وأين أصابوا؟
    الطاهر إبراهيم
    2012-10-16



    دافعت أكثر من مرة عن إخوان مصر ضد من ينتقدهم بغير حق. اليوم ينبغي أن أقول لإخوان مصر أخطأتم، وإلا كنت شاهد زور. أخطأ حزب الحرية والعدالة -الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر- في مقاربتهم للزوبعة التي أثارتها أحكام البراءة التي صدرت عن المحكمة المختصة يوم 11 تشرين ثاني بحق جميع المتهمين في قضية 'موقعة الجمل' التي حدثت في يوم 28 كانون الثاني 2011، وراح ضحيتَها قتلى وجرحى. فأين أخطأ الإخوان وأين أصابوا؟


    عندما صدرت أحكام البراءة بحق المتهمين بارتكاب القتل في موقعة الجمل، توجه اللــــوم إلى قضـــاة المحكمة الذين أصدروا حكم البراءة. قضاة المحكمة كان تسويغهم لأحكامهم بأن النيابة العامة قدمت لهم متهمين من كبار مسؤولي الحزب الوطني، قد يكونون محرضين على القتل بل ومتآمرين، لكنهم لم يرتكبوا جرائم القتل. قضاة النيابة الذين باشروا التحقيق معهم هم من أخطأ. كان عليهم: إما أن يجدوا من قام بالقتل ويحصلوا منهم على اعترافات عمن حرضهم، وإلا توجب على النيابة العامة صرف النظر عن الدعوة قبل إحالة المتهمين إلى المحكمة.
    قصّرت النيابة العامة فلم تقدم أدلة اتهام كافية لإدانة المتهمين. كان عليها أن تطالب ضباط الشرطة بالقبض على 'البلطجية' الذين ركبوا الجمال وقتلوا. هؤلاء بالأصل لا مصلحة لهم بالقتل إلا ما قبضوه ممن حرضهم على القتل. كذلك قصّر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود لأنه لم يفحص أدلة الاتهام التي أحيل بموجبها المتهمون للمحاكمة.على هذه الخلفية تمت الدعوة للنزول إلى ميدان التحرير احتجاجا على تبرئة المتهمين في موقعة الجمل. لقد أدرك الجميع أن الخطأ هو خطأ النيابة العامة والنائب العام 'عبد المجيد محمود'.


    كان على الإخوان المسلمـــين في مصــــر وذراعهــم السياسي حزب الحرية والعدالة ألا يعتبروا أنفسهم مقصودين بالمظاهرة في ميدان التحرير، فهــــم أنفسهم دعوا للتــظاهر وإن اختلف سبب التظاهر. وبالتالي كان عليهم ألا يحتكوا بمن دعوا إلى جمعة محاسبة الرئيس 'محمد مرسي' على إنجازه في ال 100 يوم الأولى من حكمه، واحتجاجا على تأسيسية الدستور.
    ما حصل أن المتظاهرين من حزب الوفد والليبراليين ـ وكانوا قلة- نصبوا منصة هاجموا من فوقها الرئيس محمد مرسي. كان على الإخوان ألا يحملوا هذه الشتائم أكثر مما تحتمل. فليست إلا 'فشة خلق' تزول سريعا، كما زال غضبهم من نجاح الرئيس مرسي. متظاهرو 'الحرية والعدالة' تصدوا للآخرين وحطموا المنصة، وتراشق الطرفان بالحجارة. أدركت قيادات الإخوان أنهم أخطأوا. أمر الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة جموع الإخوان ومناصريهم بالتفرق، معترفا بالخطأ: بأنه كان ينبغي ألا يتم ذلك من البداية. صحيح أن التراجع كان فضيلة، لكن الأفضل منه كان عدم الوقوع في الخطأ أصلا.


    استطرادا، بعد نجاح الثورة، إن بلاغات كثيرة قدمت للنائب العام عبد المجيد محمود في حق رموز الحزب الوطني تم إغماض العين عن معظمها. لذلك فإن تبرئة متهمي 'موقعة الجمل' كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، فتوجه الغضب باتجاه النائب العام عبد المجيد محمود. ومع أن حزب الحرية والعدالة لم يكن طرفا مباشرا في قضية النائب العام. إلا أن خصومهم الذين يسيطرون على أكثر وسائل الإعلام حكومية كانت أم خاصة- استطاعوا جعلهم طرفا رئيسا. ولو أن الإخوان تركوا الرئيس مرسي يعالج القضية بما أوتي من فطنة، تساعده هيبة الرئاسة، وبقوا هم على الحياد يراقبون عن بعد، لما كان سجل عليهم أنهم خسروا المعركة.
    بل إن ذيول المناوشات في ميدان التحرير جعلت خصوم الإخوان يخلطون أوراق تأسيسية الدستور ومحاسبة الرئيس مع قضية النائب العام، حتى كاد الناس في مصر ينسون، ولو إلى حين، القضية الأساسية وهي الاحتجاج على تبرئة متهمي موقعة الجمل. بل إن النائب العام ظهر كأنه الضحية التي اعتدي عليها. فلولا سوء تصرف مؤيدي الإخوان في ميدان التحرير وسوء مشورة مستشاري 'مرسي' بنقل النائب العام إلى منصب السفير، لاستطاع الرئيس أن ينتهي من القضية بسهولة، كما فعل مع ما هو أشد منها.


    بعد أن ينقشع غبار المعركة التي طبل لها قضاة قدامى وزمروا، مثل أحمد الزند رئيس نادي القضاة الذي نصب من نفسه خصما للرئيس 'محمد مرسي' منذ اليوم الأول لولايته، وسامح عاشور نقيب المحامين خصم الإخوان المسلمين اللدود في نقابة المحامين، عندها كنا سنرى أن الرئيس 'مرسي' سوف يجد عدة مخارج لإزاحة النائب العام 'عبد المجيد محمود' وغيره ممن يحملهم كثير من المصريين فشل المحكمة في وضع يدها على من قتل ضحايا موقعة الجمل. بل كان عبد المجيد سببا في نجاة كثير من الفلول من القصاص العادل، وقد أساؤوا إلى عامة الشعب المصري أثناء حكم الرئيس المخلوع 'حسني مبارك'.


    على الإخوان المسلمين في مصر أن يتركوا الرئيس يدبر أمره بنفسه، حتى يطبق مقولته أنه رئيس لكل المصريين. هم كغيرهم من المصريين تضرروا من رموز الحكومة 'العميقة', فلا ينبغي أن يجعلوا من أنفسهم الحكومة العميقة في عهد الرئيس مرسي.
    استطرادا: ذكر أهل الخبرة بالقوانين المصرية بأن الرئيس مرسي يستطيع، في غياب مجلس الشعب، بأن يسن قوانين تشريعية، كأن يخفض خدمة القضاة من70 عاما إلى 62 عاما، كما كانت قبل عهد مبارك، ولا يكون ذلك تدخلا في شئون القضاء.
    الرئيس محمد مرسي قادر على تدبير أموره بنفسه. فينبغي على الإخوان المسلمين ألا ينزلوا إلى ميدان التحرير 'كلما دق الكو
    ز بالجرّة' بحجة تقوية ظهر الرئيس محمد مرسي، فإن هذا يسيء له ويجعل من القاعدة الإخوانية عبئا على الرئيس لا عونا.

    ' كاتب سوري


    ------------------
                  

10-18-2012, 05:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)




    مذيعة مصرية تقاضي عصام العريان اثر اتهامه لها بـ
    'تلقي اموال لمهاجمة الاخوان'

    2012-10-17



    القاهرة ـ د ب أ:

    تقدمت الإعلامية المصرية جيهان منصور بعد ظهر امس الأربعاء ببلاغ للنائب العام ضد الدكتور عصام العريان المرشح لرئاسة حزب 'الحرية والعدالة' الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين على خلفية إتهامه لها بتلقي أموال لمهاجمة الجماعة.
    وقالت جيهان منصور ، لوكالة الأنباء الألمانية فور تقديمها البلاغ 'حضرت بصحبة اثنين من المحاميين إلى مكتب النائب العام المصري الأربعاء وتقدمت ببلاغ 'رقم 3874 لسنة 2012 بلاغات النائب العام' ضد القيادي الإخواني عصام العريان بصفته وشخصه ردا على قيامه بقذفي واتهامي بتلقي أموال لمهاجمة الإخوان المسلمين'.
    وأضافت منصور أنها طلبت من العريان الإعتذار عما بدر منه من إتهام صريح لها في مداخلة هاتفية معها على الهواء صباح السبت الماضي مهددة بمقاضاته في حال عدم إعتذاره وأنها انتظرت ثلاثة أيام ثم قررت مقاضاته لأنه لم يعتذر وإنما واصل إتهاماته لها وللقناة التي تعمل فيها بالتشويش على صوته خلال مداخلته الهاتفية.
    وأوضحت الإعلامية المصرية أن حركات نسائية واحزاب وحركات سياسة وعدد من الشخصيات السياسية ونواب سابقين بالبرلمان اعربوا عن تضامنهم معها.
    وكان القيادي الإخواني عصام العريان أجرى مداخلة هاتفية صباح السبت الماضي مع برنامج 'صباحك يا مصر' على قناة دريم المصرية الخاصة حول رأيه في أحداث العنف المتبادل بين منتمين لجماعة الإخوان المسلمين ومتظاهرين ينتمون لحزبي التيار الشعبي والدستور في ميدان التحرير ونتج عنها عشرات المصابين وبلاغات قضائية متبادلة بين الطرفين.
    وردا على مقاطعة مقدمة البرنامج للعريان في المداخلة الهاتفية فوجئت به يقول 'عيب يا جيهان أقولك الكلام دا على الهواء مقاطعتك كتير ولا أريد أن أسألك بتأخدي إيه عشان تقولي الكلام دا' وهو ما اعتبرته مقدمة البرنامج اتهاما صريحا لها.
    ولاحقا كتب عصام العريان على موقع الرسائل القصيرة 'تويتر' إن قناة 'دريم' قامت بالتشويش على صوته أثناء المداخلة الهاتفية مطالبا بمحاسبة المسئولين عن البرنامج ومقدمته.


    ----------------


    مليونية الجمعة تحذر الإخوان من التواجد بميدان التحرير.. وصراع بين المحكمة الدستورية ولجنة إعداد الدستور
    حسنين كروم
    2012-10-17




    القاهرة - 'القدس العربي' حفلت الصحف المصرية الصادرة أمس بالكثير من الأخبار والموضوعات، لكن أهمها في رأيي - كان التحذير الذي أصدرته الأحزاب والقوى السياسية للإخوان المسلمين بعدم النزول إلى ميدان التحرير يوم الجمعة في المظاهرة التي دعت إليها بميدان التحرير ضد الجماعة تحت شعار - مصر مش عزبة - مصر لكل المصريين - والتحذير جاء لمنع حدوث معركة أخرى كالتي حدثت يوم الجمعة الماضي.
    وهذه المرة فان التصميم على الاشتباك مع الإخوان المسلمين، قد زاد ويكاد يتحول إلى ما يشبه الحتمية باعتباره الاسلوب الوحيد لوقف غرور الجماعة ومنعها من ممارسة أي أعمال بلطجة اعتمادا على تنظيمها، وكذلك إرسال رسالة غير مباشرة للجماعات السلفية، بأن فترة تهديدهم للآخرين انتهت، وسوف يدفعون ثمناً لأي محاولة للعنف من جانبهم، والإخوان والسلفيون من جانبهم يتبعون خطة مزدوجة جانبها الأول الدعوة إلى حل الخلافات بشكل سلمي وهادىء بعيدا عن العنف واستعادة روح التضامن التي سادت أثناء الثورة.
    والثانية، اتهام الأحزاب والقوى السياسية بأنها تحارب الإسلام، ممثلا فيهم، أما حزب النور السلفي فانه يحاول جاهدا إبعاد نفسه عن هذه المعركة.
    هذا هو الموضوع الأول الهام، والثاني كان الرفض الذي أعلنته المحكمة الدستورية العليا لما ورد في شانها في مسودة الدستور الذي أعدته اللجنة التأسيسية واتهمت المحكمة اللجنة انها أضعفتها وحاولت سلبها جزءا من سلطاتها، ولكن الدكتور جمال جبريل عضو اللجنة أن لجنة الصيغة هي التي قامت بهذه التعديلات دون علمهم وأنه سيتم تصحيح الوضع.
    ايضا أشارت الصحف الى تحذيرات من عمليات إرهابية في سيناء، وقد أخبرنا زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم في 'الشروق' أمس، بأنه شاهد قناة عربية تذيع خبراً مدهشاً، إذ كان مقدم البرنامج يقول وهو في سيناء عن طائرة إسرائيلية وإرهابي في القاعدة.
    - سيداتي وسادتي، نحييكم من استاد سيناء الدولي ونقدم لكم الوصف التفصيلي للمباراة المرتقبة ما بين فريق الجيش الإسرائيلي وفريق تنظيم القاعدة.
    وبدون ان أكذبه، فانني - والحق يقال - لم أشاهد هذا في نشرات أخبار الجزيرة والميادين والعربية وأبو ظبي ودبي والكويت.
    وواصلت جريدة 'الأهرام' في صفحتها الأولى للترويج لمشروعات اقتصادية قومية عظيمة وكأنها من بنات افكار جماعة الإخوان والحكومة بينما هي غير حقيقية - وبعضها مشاريع وخطط للنظام السابق، تريد الجريدة وحزب الإخوان تحويلها إلى المشروع القومي الذي يلتف الشعب حوله.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:
    هل لدى الاخوان فعلا مشروع للنهضة؟

    ونبدأ تقريرنا اليوم بالمعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء. ونبدأ مع رجل الأعمال الإخواني ومستشار الرئيس حسين القزاز الذي نشرت له 'الأهرام' يوم الجمعة حديثاً في صفحتها الاقتصادية، أجرته معه زميلتنا الجميلة آمال علام رغم أن كلامه لا توجد فيه أي ملامح جمال لأنه كان من نوع: 'الحوار المجتمعي الذي تدعو إليه مؤسسة الرئاسة حول مشروع النهضة يتضمن أربعة ملفات رئيسية، وهي محاور التنمية البشرية والمحور الثاني يتضمن قضايا التطوير القطاعي والتكنولوجي والطفرة الاقتصادية، والثالث خاص بالخريطة العمرانية الجديدة، أما الرابع فيتعلق ببناء الدولة الحديثة، وأن مشروع النهضة الذي يتبناه السيد الرئيس يعتبر مشروع نهضة أمة، ويسير على مسارين، الأول، أن له أصولا قيمية وفكرية معدة بشكل أساسي من حزب الحرية والعدالة، وهذا المسار مستقر، أما المسار الثاني فهو المسار التشغيلي والتنفيذي على مستوى المشروعات المختلفة ويضم عددا ضخماً منها، وهناك عدد كبير من المقترحات من الحزب وخارجه'.
    وهذا الكلام ما يقول المصريون عنه، أي كلام والسلام يا عبدالسلام، وأنا لا أتجنى عليه بهذا المثل، لأنه يتناقض مع نفسه ومع زعيمهم الاقتصادي خيرت الشاطر، الذي اعترف علنا، بأنه لا يوجد مشروع اقتصادي للنهضة إنما نريد أن نجري حوارا مجتمعيا حوله، قال هذا منذ شهر، ثم يأتي ويبشرنا بأن رئيس الجمهورية الذي كان برنامجه في الانتخابات، مشروع النهضة يدعو للحوار.
    ثم يعود ويؤكد، أن المشروع له أصوله من حزب الحرية والعدالة، بالإضافة إلى أن له أصولاً في المسار الثاني، وهو عكس ما قاله خيرت، بالإضافة الى انه لا حاجة للرئيس بهذا الحوار مادام حزبه جاهزا بالبرنامج، اللهم إلا إذا كانوا يريدون مجموعة من المطبلين لهم، فيوكلوا على الله، ويطبقون برنامجهم الجاهز، وكان وزيرا الصناعة والاستثمار قد أعلنا انه يتم دراسته، أما تصفية عدد كبير من مصانع الغزل والنسيج العامة، أو ادخال القطاع الخاص فيها، أي باختصار العودة الى سياسة جمال مبارك في البيع والتزاما بمطالب صندوق النقد الدولي، لكن المهم هو لماذا يحرص الرئيس على أن يكون مستشاره الاقتصادي من رجال أعمال الجماعة، وأن ينشىء منصباً مبتكرا ليكون رئيسه حلقة الوصل بينه وبين رجال الأعمال، من رجال أعمال الجماعة وهو حسن مالك، رغم ان هناك وزيران مختصان بذلك، وهما الاستثمار، والصناعة.

    تعرض نائب رئيس مجلس
    الدولة للاعتداء من البلطجية

    سؤالي لزميلنا وصديقنا الساخر الكبير بمجلة 'روزاليوسف'، عاصم حنفي وقوله وهو يبتسم: 'سجدت لله شكراً، والأخبار تزف إلينا خبر تعرض نائب رئيس مجلس الدولة للاعتداء من البلطجية في وضح النهار، سرقوا سيارته والفلول والمحمول، سبب سعادتي أن سيادة المستشار الكبير تعرض لما نتعرض له يوميا نحن أبناء الشعب بالكامل والحادث يؤكد أننا متساوون في مواجهة البلطجة، والمساواة في الظلم عدل كما يقولون! الخيبة أن سعادة المستشار ليس قاضياً عادياً هو المستشار حسين بركات عضو اليمين بالدائرة الأولى بالمحكمة الإدارية العليا، وهي الدائرة التي حكمت بحل مجلس الشعب مؤخراً، ومن المؤكد أن الأمن لو أراد القبض على هؤلاء الجناة خلال ساعات واستعاد الأوراق المهمة وأعاد للأمن هيبته المفقودة ولكن افترض سعادتك، مجرد افتراض، أن الجناة ليسوا من البلطجية، افترض ان لهم علاقة بالحكم القضائي بحل مجلس الشعب، تلقين المستشار درساً ليكون عبرة لزملائه من القضاة، وحتى لا تتكرر تلك النوعية من الأحكام الرادعة ضد جماعات سياسية بالذات، فماذا عن الأمن في هذه الحالة هل يستطيع القبض على الجناة، أم أنه سوف يبتعد عن السر ويغني له؟! مع أن لاعتداء على مستشار في البلاد الديمقراطية يمكن أن يقيل الحكومة أما عندنا، فقل يا باسط!!'.

    الصراع بين الاخوان والليبراليين

    وإلى معارك الإخوان المسلمين التي اشتبكوا فيها وهاجموا خصومهم، وتعرضوا للهجوم منهم، ونبدأ من يوم الأحد، حيث بكى الإخواني الدكتور سعيد سلامة الأستاذ بجامعة قناة السويس أمام طلابه وقال لهم كما علمنا منه في مقاله في 'الحرية والعدالة': 'واأسفاه على ما يحدث هذه الأيام من مهاترات متصلة أولى منها الحديث عن خطط ومشروعات للنهوض بالبلاد، إذ هناك من لا يريدون الاستقرار لها، يريدون تخريبها، هم يكرهون كلمة 'الإسلام' ويحاربون كل من يرفعها شعاراً يفضلون عليها ما اختاروه هم من كلمات مستوردة من الغرب، ليبرالية، يسارية، يمينية، اشتراكية هم يختارون ما يشاءون بحرية وينكرون على غيرهم الاختيار، فعندما يختار فريق كلمة 'إسلامي' تنتابهم حالة من الفزع والاستنفار وكأنما لدغهم لادغ ثم يرددون 'كلنا مسلمون' وكأنهم وصموا بغير ذلك ولو أنهم يفحصوا القرآن الكريم وتدارسوا سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - اشهدوا على أنفسهم بأنهم أبعد ما يتصورون عن تعاليم الإسلام والسنة النبوية 'الإسلام' جامع شامل فيه الحرية والعدل والمساواة هو أثقل مما يجمعون، وحينما شعروا بضعفهم وهوانهم تنادوا إلى الاندماج لمحاربة الإسلام والحمد لله أن تأكد باندماجهم ضعفهم وعدم قدرتهم، لم يزدهم الاندماج إلا ضعفاً فوق ضعف وتقزماً فوق تقزم وهوانا فوق هوان، هؤلاء الحاقدون الداعون إلى الإفساد كنا نحسبهم منا فإذا بهم غرباء عنا فكراً وخلقاً يريدون إحباط الرئيس وما هو بمحيط يريدون دفعه الى الفشل وهو معتصم ومن معه بحبل الله يريدون إلهاءه عن مهام الوطن وهو ماض على بركة الله'.

    تحول الإسلام لملكية خاصة
    مسجلة بالشهر العقاري باسم الجماعة

    ثم تصنع البكاء فابكى تلاميذه، على الإسلام الذي احتكره الإخوان، بحيث ان أي خلاف معهم يعتبر محاربة للإسلام. وكأنه ليس دين الله الذي أنزله على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم للبشرية جميعاً، وهو دين آبائنا وأجداد أجداد أجدادنا، وجاءوا هم ابتداء من سنة 1928 ليحولون الى قطعة أرض أو منزل سجلوه باسمهم في الشهر العقاري، فاللهم اغفر لنا ولا تغفر لهم.
    خاصة بعد أن حاول عضو مكتب الارشاد السابق، الشيخ محمد عبدالله الخطيب في نفس عدد الجريدة، إقناعنا بأن الإسلام مملوك لهم، وقال بجرأة أحسده عليها وهو يمثل دور الملاك، ونائباً عن خوانه الملائكة: 'تربى الإخوان المسلمون على تحمل المسؤولية اتجاه الناس جميعاً، فهم أهل دعوة وبلاغ ويهتمون بصفة خاصة بمؤسسات الدولة التي تخدم الجماهير لما لها من أثر عظيم في مستقبل وحياة الشعوب ولذلك بادروا من أول نشأتهم إلى تقديم النصح الخالص والإرشاد إلى الطريق القويم قياما بحق الله عليهم وحرصاً على تقدم الأمة وهم دائماً في العالم كله يرفضون التعصب والعصبية ولا يعرفون طريق المزايدات أو اإثارة ويرفضون الإرهاب والغلو ويمقتون الغدر، والغادرين ويحسون بألم المظلوم ومعاناة المحروم وقد عانوا الظلم سنوات وسنوات ويدركون تماماً حق هذه الأمة عليهم ومصالحها وهم حريصون كل الحرص على مستقبلها وينادون دائماً الى ضرورة توحيد الجهود والحوار البناء والتفاهم وجمع الصف وتآلف القلوب، والود والعطف وتحقيق الأمن والانصاف والأمان للجميع ورسالة نحو النور التي تقدم بها الإمام البنا لجميع الملوك والرؤساء وثيقة تاريخية تؤكد نظرة الخوان في الإصلاح، والإخوان يريدون من أمة الإسلام أن تنهض من جديد، يقول الإمام البنا عليه الرضوان في توضيح هذه الهوية 'نحن دعوة القرآن الحق الشاملة الجامعة، طريقة صوفية نقية لإصلاح النفوس خيرية نافعة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتواس المكروب وتبر السائل والمحروم وتصلح بين المتخاصمين ومؤسسة اجتماعية قائمة تحارب الجهل والفقر والمرض والرذيلة في أية صورة من الصور وحزب سياسي نظيف يجمع الكلمة ويبرأ من الغرض ويحدد الغاية ويحسن القيادة والتوجيه' مذكرات الدعوة والداعية.

    عضو مكتب إرشاد يرفع
    حسن البنا لمستوى صحابة الرسول

    ويقول: 'نحن الإسلام، أيها الناس، فمن فهمه على وجهه الصحيح، فقد عرفنا كما يعرف نفسه، فافهموا الإسلام أو قولوا عنا بعد ذلك ما تريدون' المرجع السابق، ورغم هذا الحرص والتفاني في خدمة الأمة ورفع شأنها فقد حدث ما لم يكن ليحدث من أهوال ومحن وسجن وتشريد وتعذيب، إن موقف هذه النظم في العالم العربي والإسلامي من يحتاج إلى وقفات فالضحايا من الإسلاميين لا حصر لهم وعلى مدار السنوات الأخيرة من الخمسينيات تصاعدت الانتهاكات لحقوق الإنسان خاصة عام 54-65'. إذن، هم الإسلام، إذ فهمناه عرفنا الإخوان، وإذا لم نعرفهم فنحن لا نفهم ديننا؟ أما كيف فهم المسلمون دينهم منذ أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، رغام عدم وجود حسن البنا، فهنا يلقي الشيخ الخطيب إلينا بفخ عندما يقول عن البنا - عليه الرضوان - وهو يقدم رجلا ويؤخر الثانية انتظارا لرد الفعل، فإذا لم ينتبه أحد الى خطورة كلمته سنجده فيما بعد، ويقول الإمام البنا رضي الله عنه، ليضعه بجوار أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والسيدة عائشة، رضوان الله عليهم، وليقول بعد ذلك محورا الحديث، أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم، اهتديتم، ليضم البنا إليهم، وهذا ليس ببعيد عليهمو ألم يشبه مرشدهم العام الدكتور محمد بديع مرشحهم للرئاسة الدكتور محمد مرسي بأنه مثل سيدنا موسى، وألم يشبهوا من قبله خيرت الشاطر عندما كان مرشحا بأنه سيدنا يوسف ثم شبهوا مرسي بأنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
    هؤلاء أناس سيفعلون بنا ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، فاللهم أبعدهم عن حكم مصر هي أمي، لنتولاه نحن بدلا منهم، عملا بقول الشاعر الذي كان يحب ليلى ولا يريد أن يبذل أي مجهود لمقابلتها وأخذ يقول: يا من يأتيني بـ 'ليلى'، ويطرحها أرضاً، ويضعني فوقها، إلى آخر قصيدة هذا الكسول، كما يذكرنا برجل الأعمال وأمين تنظيم الحزب الوطني المحبوس الآن، أحمد عز عندما كان في مؤتمر حزبي في أسوان قبل انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر 2010 وقال داعياً.
    اللهم اجعل مقاعد الإخوان غنيمة لنا. فقالوا، آمين.

    الاخوان والتورط بجريمة التحريض
    على الاقتتال في ميدان التحرير

    ثم نتوجه إلى زميلنا وصديقنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين ومدير عام تحرير 'التحرير'، كارم محمود، وقوله يوم الاثنين مهاجماً صديقنا العزيز عصام العريان:
    'تصريحات الدكتور عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة الإخواني ومستشار الرئيس مرسي التي قال فيها إن شباب وأعضاء الجماعة هم الذين تم الاعتداء عليهم وإنه طلب من اللجنة القانونية في حزبه أن تتولى جمع الأدلة والقرائن ضد الذين اعتدوا على أنصار الجماعة، كلام العريان يبدو مخيفاً ويحمل دلالات مرعبة خصوصاً إنه جاء بعد ساعات قليلة من توجيهه تهديدات 'مبطنة' معلنة الى النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود طلب منه فيها 'قبول المنصب بكرامة، فالخيارات الأخرى صعبة'، بعد قرار الرئيس محمد مرسي بتعيين محمود سفيراً لمصر في الفاتيكان، والمخيف هنا أن النائب العام الذي تم تهديده على الملأ لن يجرؤ على فتح تحقيق مستقل ونزيه في أحداث 'الجمعة الحزينة' الماضية لنعرف من القيادي الإخواني الذي اصدر الأوامر بتظاهر أنصار الجماعة أمام القوى السياسية الأخرى وبالتالي فهو 'متورط جنائيا' في جريمة التحريض على الاقتتال في ميدان التحرير'.

    عتاب لعمرو موسى لموافقته
    على مناقشة عصام العريان

    كما تلقى عصام في اليوم التالي - الثلاثاء - هجوماً آخر من زميلنا في 'الوفد'، علاء عريبي قال فيه: 'شاهدت الفيديو الذي نشره موقع اليوم السابع أمس الأول للحديث الذي دار بين عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق وبين عصام العريان أحد قيادات جماعة الإخوان، لا أخفي عليكم لم يعجبني أبداً أن يقف عمرو موسى بكل تاريخه السياسي لكي يستمع لى الكلام الفارغ الذي قاله العريان ولم أتقبل كذلك أن يتجرأ العريان هكذا في الكلام مع شخصية في قامة عمرو موسى، والغريب والطريف والمدهش في هذا الفيديو، أن هذه الثرثرة كشفت لنا حقيقة الشخصية التي يعيشها عصام العريان، تخيلوا العريان يعتقد أنه الزعيم الذي يدير البلاد، وأن الجماهير سوف تحاسبه أو تقتله لو فعل ما يخالف إرادتها، العريان يتوهم أنه محرر مصر من النظام السابق، أنه قائد وزعيم ثورتها ورئيسها، يقول لعمرو موسى: 'والناس تقتلني إذا لو مبارك خرج من السجن' هتقتله هو؟ من هو؟ الله أعلم.
    الطريف في عصام العريان أنه رشح نفسه لرئاسة حزب 'الحرية والعدالة' وما نتمناه أن ينجح ويتولى القيادة لكي يدخل بالحزب كما يقولون في الحيط لأن الذي تابع تصريحات العريان ولقاءاته الفضائية في الفترة الماضية الماضية يكتشف انه احدى أدوات مكتب الإرشاد'.

    الحياة السياسية المفتوحة أسقطت الأقنعة

    وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها مع زميلنا بمجلة 'أكتوبر' محمود عبدالشكور الذي خاض اثنتي عشرة معركة اخترنا منها أربعة هي:
    - أنيس منصور طاف العالم في مائتي يوم وبمشقة بالغة ونحن نجحنا في حل مشكلات مصر المزمنة في مائة يوم فقط، عجبي.
    - آخر كلام نسبة النجاح في تحقيق أهداف برنامج المائة يوم وصلت في المتوسط الى خمسة وستين في المائة لكل القضايا والمشكلات أما النسبة الباقية فتستطيع أن تعتبرها 'مجرد مصاريف إدارية'.
    - الحياة السياسية المفتوحة أسقطت الأقنعة.
    - تذكرت فجأة جولات 'حسني مبارك' الذي كان يطوف العالم لمدة 30 عاما ثم أورثنا الفقر والديون مجرد ذكريات بريئة'.

    خطاب الرئيس الطويل الغى إذاعة آذان العشاء

    وفي 'جمهورية' الأحد خاض زميلنا عبدالنبي الشحات ثماني معارك هي:
    - خطاب الرئيس بالاستار يجب تدريسه في كافة المدارس كنموذج رفيع لخطب صلاة الجمعة، الكلام للشاعر الفلسطيني المعروف مريد البرغوثي.
    - وسط الحشد الإخواني علق أحد الحضور دخل الاستاد بالقول: 'ننقل لكم كلمة الرئيس من استاد الإخوان الدولي'.
    - خطاب الرئيس يعد الأطول في تاريخ خطب رؤساء مصر، ولذلك اضطرت القناة المصرية لإلغاء إذاعة آذان العشاء واكتفت بتنويه على الشاشة، وطبعا بما لا يخالف شرع الله.
    - هل يليق أن يشهد الاحتفال أحد قتلة السادات مجرد سؤال.
    - ضمن انجازات المائة يوم الرئيس خطب اثنين وخمسون مرة بمعدل خطبة كل يومين مجرد إحصائية فقط.
    - أعتقد أن إنشغال الناس بقضايا الفساد التي يتم فتحها حسب الطلب أهم بكثير من البحث عن المائة يوم وأهم كمان من الدستور، ومن بناء الدولة الجديدة ومن الاقتصاد، واضح ان الجدد يلاعبوننا بنفس طريقة وأسلوب القدامى.
    - أخشى أن يكون دور جهاز الكسب غير المشروع هو نفس دور جهاز المدعي العام الاشتراكي سابقا.
    - استخدام القانون لصالح السياسة مأساة'.

    ضرب المتظاهرين
    في التحرير بالخرطوش

    وفي جريدة 'روزاليوسف' يوم الأحد خاضت زميلتنا فاطمة سيد أحمد خمس معارك كانت الأولى منها هي: 'قال 'باسم كامل' النائب السابق في البرلمان المنحل عبر مداخلة تليفزيونية في قناة النيل للأخبار أنه شاهد ميليشيات تابعة لجماعة الإخوان تقوم بضرب المتظاهرين في التحرير بالخرطوش والمولوتوف ويقومون بإغلاق مداخل ومخارج ميدان التحرير وأضاف ان ما حدث هو نتيجة طبيعية بعد السكوت على هذه الميليشيات عندما قامت بتأمين مجلس الشعب ودخول النواب بدلا من الداخلية والجيش الذي كان مسؤولا في هذا الوقت عن تأمين المنشآت الحيوية وأكد 'كامل' ان جماعة الإخوان يقومون بأعمال تخريبية في الميدان، وعند ذلك حدث قطع لمكالمة النائب الذي كان منفعلا لما رآه من 'الإخوان' وواصلت المذيعة الفقرة دون تعليق على الكلام أو القطع'.

    العمل على الارض بدل
    الكلام الكبير بالمقاهي والفضائيات

    وأما آخر معركة سريعة في تقرير اليوم فستكون من المصريين يوم الاثنين وصاحبها اسمه السيد طنطاوي تبدو عليه ملامح خفة ظل، لأنه قال عن القوى المعارضة للإخوان: 'لا نسمع منها إلا الكلام الكبير والصراخ على سيطرة الإخوان على مقاليد الدولة، وعلى أنها لم تكن لتصل الى ما وصلت إليه لولا توزيع البطاطس والسكر والزيت والدقيق والخدمات الطبية والرعائية للمحتاجين، والسؤال أين أنتم من خدمة الناس والوقوف بجانبهم؟ فبدلا من الكلام الكبير في المقاهي والفضائيات وفي مقرات أحزابكم أروا الناس من أنفسكم خيرا وانزلوا إليهم وعيشوا بينهم، فالناس لن تأكل كلاما ولم تعالج نفسها بالتنظير ولن تطبخ ببرنامج على قناة فضائية وإذا كان الإخوان يوزعون البطاطس والزيت والسكر فوزعوا أنتم سندويتشات فول وطعمية بدلا من 'القعدة' التي 'لا تجيب تمنها' ولا 'تأكل عيش' وفضوها سيرة من المظاهرات والمليونيات التي تدعون لها ليلا ونهارا'.
    لا، لا، سندويتشات الفول والطعمية تصلح للإفطار فقط، لا، لعمل الطبيخ، وهو المهم بالنسبة للناخبين المحتاجين.

    بقاء النائب العام لم يعد ممكنا

    وأخيراً، إلى المعارك التي لا تزال مشتعلة بسبب قرار الرئيس إقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، ثم تراجعه عنه، وتقدم الدكتور عبدالله الأشعل والسفير السابق، بوزارة الخارجية بتأييد الرئيس وقوله في مقال له يوم الاثنين بجريدة 'الحرية والعدالة': 'الخلاصة: هي أن المشكلة تكمن في علاقة السلطة الجديدة بالهيئة القضائية كما أن بقاء النائب العام لم يعد ممكنا لأن التحدي لا يمكن أن يخدم وطنا، ولكن المهم أن معركة النائب العام كشفت عن الكثير مما يجب الانتباه إليه، إنها إحدى معارك الصراع بين النظام القديم الذي يريد العودة والنظام الجديد الذي لم يستقر، وميوعة القواعد القانونية الحاكمة للمرحلة الانتقالية، وعدم حسم الموقف من النظام القديم الذي أسقطت الثورة رأسه لكن جسده الفاني والمتهالك بالفساد لا يزال يناطح ويكابر والنتيجة إعاقة النظام الجديد عن الانجاز وتفاقم الأحوال الأمنية والمعيشية وانقلاب الفقراء على الثورة مع استمرار نفس رموز الإعلام القديم'.

    بين مستشاري الرئيس
    من لا يريد خيرا لمصر

    ومن المعروف أن الدكتور الأشعل كان قد رشح نفسه لانتخابات رئاسة الجمهورية عن حزب الأصالة السلفي، ثم اعلن انسحابه من الترشح وأعلن دعمه لترشيح الدكتور مرسي، وأنا في الحقيقة لم أعد قادرا على فهم ما الذي يريده بالضبط لكن زميلنا في 'الجمهورية' عبدالجواد حربي طلب مني عدم التفكير حتى لا أنسى قوله في نفس اليوم - الاثنين -: 'مؤسسة الرئاسة تضم عشرات المستشارين بل ونائبا لرئيس الجمهورية هو المستشار محمود مكي الذي كانت أولى تصريحاته عقب توليه المنصب 'سأقود ثورة تشريعية وقانونية في البلاد لتصحيح الأوضاع'، اللهم إلا إذا كان هناك من بين هؤلاء المستشارين من لا يريد خيرا لمصر ولا لرئيسها الدكتور محمد مرسي، وهذا ما نستبعده تماماً، إن التالتة تابتة كما يقول المثل الشعبي، وإذا كان الرئيس قد نزع فتيل الأزمة بتراجعه عن قراره للمرة الثانية خلال أقل من مائة يوم فنرجوه ألا يتراجع عن قرار اتخذه مرة أخرى وعلى مستشاريه دراسة الموقف جيدا'.
    وانفتح الباب على مصراعيه في هذا اليوم ليتزاحم المهاجمون للقفز فيما تبقى من مساحة التقرير.

    تغول صارخ من السلطة
    التنفيذية على السلطة القضائية

    فقد نشرت 'الأهرام' مقالا كتبه نائب رئيس محكمة النقض المستشار الدكتور مدحت محمد سعد الدين، قال فيه: 'لم يحدث في أعتى العصور التي مرت بمصر في العصر الحديث أن حدث اعتداء وتغول صارخ من السلطة التنفيذية على السلطة القضائية مثلما جرى هذا الاعتداء السافر بإقالة النائب العام ممن لا يملك، وكأننا عدنا الى عصر الحاكم الذي تتركز في يديه كل سلطات الدولة، فهو الحاكم بأمره والمشرع والقاضي والجلاد في آن واحد مهما قيل من أعذار لتبرير هذا الخطأ الفادح الذي لا يغتفر، فالقرار الصادر من رئيس الجمهورية في هذا الشأن منعدم بعد نفي النائب العام من اللحظة الأولى للاعلان عن القرار موافقته عليه كما نشر في الإعلام، إذا كان رئيس الجمهورية ليس متخصصا في القانون فهو محاط بعدد من المستشارين القانونيين وهو عذر أقبح من ذنب بوصفهم الذين أفتوا بصحة صدور هذا القرار ونقلوا له صورة مزعومة بموافقة النائب العام عليه والغريب في الأمر والمثير للتعجب ما أعلنه النائب العام نفسه في مؤتمره الصحافي ان ضغوطا قد وقعت عليه من قبل وزير العدل ورئيس اللجنة التأسيسية وصلت الى حد التهديد بأنه سوف يلقى مصير الدكتور السنهوري حينما اقتحم مكتبه بمجلس الدولة عدد من الدهماء واعتدوا عليه؟
    فلقد سقطت الأقنعة الزائفة عمن كانوا يعتبرون أنفسهم المحتكرين لشعار الحفاظ على استقلال القضاء ويطلقون على أنفسهم عبارة تيار استقلال القضاء رغم ما في هذا الشعار من تحفظات وإهانة لسائر القضاة، وذلك حينما أفتى فقهاء السلطان أولا بأن حكم المحكمة الدستورية العليا لا يعني حل مجلس الشعب واتهموا القضاء في ذلك الوقت بصدور أحكام ذات طابع سياسي، مع أنهم أول من يعلمون بصحة ما جاء بالحكم وأصدروا العديد من الأحكام وقت عملهم بالقضاء التي تقر القوة الملزمة لأحكام المحكمة الدستورية العليا على كل سلطات الدولة ثم ما نحن أولاء في المرة الأخيرة نراهم يهرولون نحو تبرير إقصاء النائب العام عن منصبه'.

    أنت كاذب
    في أصل وشك

    وكان ممن تزاحموا للدخول في 'المصري اليوم' زميلنا وصديقنا العزيز حمدي رزق الذي ابدى عظيم دهشته، من مكالمة المستشار حسام الغرياني رئيس اللجنة التأسيسية للدستور ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان للمستشار عبدالمجيد محمود وطالبه فيها بقبول منصب سفير في الفاتيكان، حتى لا يناله في مكتبه ما نال رئيس مجلس الدولة الأسبق المستشار عبدالرزاق السنهوري عام 1954: 'بلا مواربة من يهدد بالصُّرَم لا يصح أن يتصدى لكتابة دستور البلاد، لا يستقيم التهديد بالصرم مع رئاسة المجلس القومي لحقوق الإنسان لو صح ما نسب الى المستشار الغرياني ولم يشأ تكذيبه ونفيه أو يقول للنائب العام 'أنت كاذب في أصل وشك' يفقد الغرياني صلاحيته تماماً: يا من ترهب النائب العام كيف نأتمنك على دستور البلاد الذي يحتم منع ضرب المواطنين بالصُّرم، كيف تحمي حقوق الإنسان من الضرب بالصُّرم؟!'.

    القاضي مكي يحمل الإعلام المسؤولية
    وكأن الإعلام اخترع القرار

    وفي 'الشروق'، صاح زميلنا أحمد الصاوي قائلا عن وزير العدل احمد مكي وشقيقه محمود مكي نائب رئيس الجمهورية: 'لن أحدثك عما تردد عن مكي وشقيقه ورفيق نضالهما الغرياني في محاولة كسر القانون فقط، سأحيلك الى رد قاله نائب الرئيس لي حين سألته عن الإضرابات فقال إنه يتفهم الحقوق لكن أي احتجاج لا بد أن يكون في إطار القانون، الرجل في مؤسسة يريد تقنين الاحتجاجات المشروعة وتحجيمها بالقانون، لكن لم تحاول تقنين الانقلابات الفضائية حتى لو كانت تستند فيها لشرعية ثورية يلبسها الرئيس كل حين ولا يتورع عن خلعها دون اكتراث أحياناً كثيرة، طالبا هو وقيادات حزبه الأطباء والعمال والكادحين في إضراباتهم بسيف القانون، أمس الأول شاهدت القاضي مكي مراوغاً أمام الكاميرات يحمل الإعلام المسؤولية وكأن الإعلام اخترع القرار، يتحدث كخطيب في 'الحرية والعدالة' يدافع عن حزبه ظالماً أو مظلوماً ويكاد يزرع في داخلك الشك أن 'رفا ثالثا' حاول عزل النائب العام أو أن 'جماعة أحمد شفيق' اخترقت مؤسسة الرئاسة، لم يحاول 'القاضي العادل المنحاز للحق' أن يعترف بخطأ أو يعتذر عنه'


    --------------

    المائة يوم.. وانتصارات أكتوبر العظيمة
    د. حسن عبد ربه المصري
    2012-10-17



    حرصت على إمتداد يومي 7 و8 التاليين لخطاب الرئيس محمد مرسي الذي القاه وسط حشد هائل من الأنصار تجمعوا بإستاد القاهرة بمناسبة الإحتقال بالذكرى التاسعة والثلاثين لإنتصارات أكتوبر العظيمة، أن أتابع عن كثب ردود فعل القوى السياسية المصرية والثورية والشبابية في معظم أطيافها وتجلياتها فوجدت أن غالبيتها، إما:
    1 ـ رافضة للخطاب جملة وتفصيلاً.
    2 ـ ناقدة له من زوايا خلافية من منطلق ايديولوجي أو منهجي.
    3 ـ عاتبة على شكل ومضمون الخطاب الذي أبان عن موقف حزبي هيمن بقوة على اللقاء الشعبي.
    4 ـ اومحللة له بواقعية وموضوعية موضحه ما له وما عليه.
    وأشهد انني لم أجد في فسطاط التأييد على طول الخط والتمجيد على طول الخط، إلا وسائل الإعلام الموالية لجماعة الإخوان المسلمين وقلة تعد على أصابع اليد الواحد من الكتاب والإعلاميين الموالين لأطياف التيارالإسلامي الأخرى.
    القوى الشعبية بغالبية اطيافها لم تتقبل دخول الرئيس في العربة المكشوفة بالكيفية التي ظهر بها فوق أرض الإستاد وكأنما 'هو المحقق الأكبر للنصر المُحتفى به' خاصة وأن القائد العام للقوات المسلحة الفريق عبد المنعم السيسي لم يكن إلى جواره في مثل هذه المناسبة القومية التى يُفترض فيها أن يكون إلى جانبه، ويبدو أن من صمم وأخرج العرض بهذه الكيفية أراد أن يكون الرئيس في الصورة بمفرده ومما يؤكد الحرص من جانب وزارة الشباب على 'إنفراد الرئيس بالصورة' ما تناقلته الأخبار من أن الدعوة لم توجه الى حسين طنطاوي الرئيس السابق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ولا إلى سامي عنان رئيس الاركان السابق، رغم موقعهما كمستشارين بمؤسسة الرئاسة.
    لم تقتنع القوى الشعبية بغالبيتها أن تستغل مناسبة إنتصارات أكتوبر العظيمة لترتيب لقاء جماهيري بينها وبين الرئيس، ثم لا يتناول (الرئيس) في خطابه هذا الحدث ألا ضمن ربع ساعة على خلال الساعتين الذي تحدث خلالهما إلى ابناء المجتمع المصري في أمور داخلية وخارجية تخص المائة يوم التي إنصرمت منذ تولي المسؤولية في 30 حزيران (يونية) الماضي.
    شعرت الغالبية بأن المناسبة الأساسية التي كان يجب أن تفرض نفسها على اللقاء والخطاب، تأخر منحها حقها المفترض وأقصيت عن تعمد إلى درجة 'المرور عليها مرور الكرام' كأن الإتيان على ذكرها يُعد تفضلاً من منطق 'الشيء بالشيء يذكر' فالأصل عند من رتبوا لهذا اللقاء هو 'ذكرى إنتهاء المائة يوم الأولى المجيدة' وليس ذكرى أعظم وأهم حرب في تاريخ مصر الحديث.
    لم تتقبل القوى السياسية والثورة والشبابية الخطاب لأنه ذكرها بأسلوب رئيس الجمهورية السابق الذي عزلته الثورة الشبابية / الشعبية في إستنساخ الأرقام العددية 60 ' و70 ' و40 ' - التي أحصي بها الرئيس محمد مرسي نتائج سياساته الداخلية منذ تولي المسؤولية وإذا كان الرئيس السابق في سرده للأرقام يحرص على إسنادها أو مقارنتها بسوابق عليها يمكن الرجوع إليها، فلا يعرف أحد من أبناء أو كوادر هذه القوى على ماذا إستند الرئيس محمد مرسي في توضيح النسبة المئوية التي تحققت في المجالات الخمسة التي وعد بها إبان حملته الإنتخابية.
    لم ينكر أحد حق جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة في حشد أنصارهما لحضور الإحتفال لإبراز مدى التأييد الذي يحظى به الرئيس الذي ينتسب إليهما، لكن ذلك الحشد الهائل لا يكون في المناسبات القومية لأن ذكرى إنتصارات أكتوبر لا تمت بصلة لتاريخهم النضالي، لأنها محصلة نضال شعب مصر كله وعنوان لإنتصار شعب مصر كله ولأن االدماء المصرية الطاهرة التى أريقت وضحت تتويجاً لهذا النصر لا تنتمي كلها للجماعة، فهي مزيج من الدماء المصرية الغالية التي سالت من كل أطياف المجتمع المصري وإمتزجت بتراب وطنه ولأن النصر لم تستطره أيديولوجية الجماعة ولا خطابها السياسي او الديني، ولكن سطرته صلابة المواطن المصري الضاربة جذورها في تربة مصر الخصبة بكل تراكماتها الدينية والعرقية والثقافية والإجتماعية.
    أما على مستوى شفافية العرض وتلقائيته، والتى يتغني بها البعض فنستطيع أن نقول:
    أن سرد 'إنحازات المائة يوم' الذي دار حوله أكثر من 90 ' من خطاب الرئيس، غابت أشياء وقضايا وملفات كان الإنسان المصري البسيط يتطلع لأن يسمع عنها وحولها ما يُطمئن قلبه ويريح فكرة المكدود حيالها، ولسان حاله يفتش مع الرئيس عن حلول واقعية وملموسة لوقف زيادة معاناته بسبب:
    رغيف العيش الذي قل وزنه وارتفع سعره وفقد مواصفاته الأساسية
    وأنبوبة البوتاجاز الممتلئة لنصفها فقط
    وطوابير السولار التى تمتد لعدة مئات من الامتار
    و الأمن الذي عاد للجباية بالنهار والتخفي بالليل..
    والبلطجة التي إمتد نشاطها إلى المستشفيات ودور العلم،
    أما أكوام القمامة وتردي تظام المرور فحدث ولا حرج فهما في إزدياد وتعقيد مع كل طلعة شمس.
    لم تتسع شفافية الرئيس للحديث عن الإنقطاع المستمر للتيار الكهربائي ومياه الشرب في المدن الكبرى وعواصم المحافظات والكثير من القرى.. ولم تتسع للحديث عن رؤية إسترتيجية لمشاكل المصريين من أقباط مصر ومحاولات تهجيرهم بدءا من العامرية ودهشور وإنتهاءً برفح، ولم تملس بعمق مشكلة سيناء لا على مستوى المنظات الجهادية المتشددة التى تسعى جاهدة وبأصرار لتقويض كل ما يدعم امن مصر القومي في مواجهة دولة إسرائيل العنصرية، ولا على مستوى البدء القوري لبرامج التنمية الشاملة التي وعد به رئيس الوزراء تنفيذاً لتعليمات الرئيس.

    شفافية الرئيس المرسلة..

    لم تكشف الستار جماهيريا عن سياسات حكومته فيما يتعلق بالقروض الدولية سواء من البنك الدولي أو من البنوك التجارية العالمية.. هل الحكومة تتفاوض من أجل الحصول على قرض من البنك الدولي بشروط ميسرة في مقدمتها نسبة عائد كانت أدبيات جماعة الإخوان المسلمين تسميها إلى ما قبل أربعة اشهر 'ربا' ثم أصبحت تتغني بها كمصروفات إدارية؟..
    أم أنها في حل من تلك المفاوضات التي تشوبها 'شبهة' التعارض مع النهج الإسلامي في التعامل مع المال والإستثمار والإقتراض؟.
    ولم تفتح أمام أعيننا ملف الإقتصاد، ولا قالت لجماهير مصر التي هو رئيسها جميعاً أن الأحلام التي راودتها في ظل إدعاءات دعاية الجماعة الإعلامية الباطلة، التي وعدت بالخير العميم الذي سيهبط عليها من سماء الإتفاقات التي عقدتها الحكومة مع الصين (5 مليارات دولار) ومع السعودية (8.5 مليار دولار) ومع تركيا ( 2 مليار دولار ) وكذا الوعود التي جرت على لسان وزراء عقب زيارات قام بها مسؤولون أوربيون وأمريكيون للقاهرة..
    لماذا لم تفتحها ؟..
    لأنها كلها مؤجلة لحين تحقق ثلاثة أمور جوهرية:
    أولها إستتباب الامن المصري بالمستوى الذي يوفر الطمأنيه للمال الأجنبي القادم سواء كان قرضا من مؤسسة / بنك او استثمارا يرحب به رأسمال حكومي او تجمع لأفراد، وسواء كان عربياً أو أجنبياً..
    وثانيها.. إقتناع الطرف الأجنبي سواء كان أوربيا أو عربيا بجدوى المشاريع المعروضة عليه في ضوء تحليله لدارسة الجدوى ونتائجه التي توصل إليها هو وفق إستطلاعاته والعائد الذي يخطط للحصول عليه.
    ثالثها.. القوانين التي ستحكم حركة الإستثمار في المرحلة القادمة، وبالذات فيما يتعلق بحقوق العمال وموقف الحكومة من حق الإضراب من ناحية وسبل فض المنازعات بمعرفة وسائل التحكيم الدولي من ناحية ثانية.
    إستكمالاً لهذه النقظة الجوهرية..
    لاحظ الكثيرون أن خطاب الرئيس محمد مرسي لم يتسم بالشفافية فيما يتعلق بثلاث قضايا تمس حياة المواطن المصري البسيط مسا مباشرا، ونعني بها تحديدا:
    قضية الدعم تهم وتشغل بال ما بين 40 و50 مليون مصري - الذي توفره الحكومة للكثير من احتياجاته المعيشية.
    العشوائيات يسكنها مابين 18 إلى 22 مليون مصري - والتي قاربت من الإنفجار المدوي الذي يسمع البعض همسات براكينه الذاتية. الموقف المبدئي من الأموال المنهوبة والمهربة للخارج، والذي يهم شعب مصر كله
    كما لاحظوا أن شفافية خطاب الرئيس لم تشر من قريب ولا من بعيد لإهداف الثورة (العيش والحرية والعادالة الاجتماعية) التي قيل بعد ترشحه خلفاً للمهندس خير الشاطر 'أنه مرشحها' وأنه سيحرص على تحقيق أهدافها عن طريق تفعيل نظام الشراكة الوطنية الحقيقية بين كافة القوى السياسية، لأنها أي الشراكة هي السبيل الوحيد الذي تعهد به المرشح الرئاسي محمد مرسي ضمن فاعليات المؤتمر الصحفي الذي عقده مع القوى السياسية الليبرالية والثورية بفندق فيرمونت قبل بدء الجولة الثانية للإنتخابات بيومين فقط.

    الشفافية التى يتغنون بها..

    أن معالم سياسة الرئيس ومستشاريه وحكومته لجذب الإستثمارات إلى السوق المصرية، لا تختلف كثيرا عن سياسات النظام السابق.. فهي لا تمثل مصر ما بعد الثورة ولا تتسم بالابتكار او التجديد..
    لأننا ببساطة لم نر لها نتائج ملموسة وايجابية، وربما لن نرى في القريب العاجل..
    ويكفي أن الـ 450 مليون دولار التي وعدت الإدارة الأمريكية بتقديمها لمصر 'أصبحت في مهب الريح' بعد حادث الإعتداء على سفارة الولايات المتحدة في قلب القاهرة..
    ويبقى السؤال:
    ألم يكن من الإجدى لمن خطط للقاء الجماهيري بين الرئيس والشعب في ذكرى إنتصارات أكتوبر العظيمة أن يرتب لأن يكون خطابه منصرفاً بالكلية للمناسبة المجيدة التي من خلالها تزداد شعبيته بمناسبة هذه الذكرى العزيزة على قلب كل مواطن حتى على مستوى الغالبية الذين لم يعايشوا تجربة هذه الحرب وانما سمعوا بها فقط؟.. وأن يرتب لنقاش موسع بين الرئيس وقادة الاحزاب والشخصيات العامة والمتخصصة في ميادين السياسية والإقتصاد والإجتماع والخدمات لمناقشة انجازات المائة يوم وبأي مقياس تحققت، وإخفاقاتها وكيف يمكن تلافيها.. بحيت يتابع المواطن العادي إداء الرئيس من فوق أرضية واقعية صلبة متفق عليها تساعده على المشاركة في جني الثمار التي نضجت وعلى تمهيد الأرض لنتاج قادم لا محالة؟.

    ' استشاري اعلامي مقيم في بريطانيا



    ----------------

    تحقيقات وملفاتأخبار عاجلةتقارير مصريةحوادثأخبار المحافظاتأخبار عربيةأخبار عالميةاقتصادبورصة وبنوكأخبار الرياضةفنتليفزيون وتوك شوثقافةمنوعات ومجتمع صحة وطبمقالات القراءألبومات اليوم السابعمقالاتصحافة محليةصحافة عالميةصحافة إسرائيليةبقلم رئيس التحريركاريكاتير اليومتوك شو






















    تعددت الأسباب.. ومعركة رفض الدستور واحدة..
    القوى الليبرالية والسلفية واليسارية ترفض والإخوان تؤيد..
    وخبراء: القضية لا تعنى خريطة جديدة للتحالفات السياسية
    الخميس، 18 أكتوبر 2012 - 05:14




    - «النور»: تأييد الإخوان للمواد لأنهم صانعو الدستور.. والقوى المدنية تطالب الحرية والعدالة بمنحهم الأولوية على حساب السلفيين
    - «الشوبكى»: معركة الدستور لا يجب أن تتطور لمواجهات جماهيرية.. و«شكر»: صعوبة تحالف القوى المدنية والسلفيين

    «معركة الدستور» ربما تأتى لتبدأ صفحة جديدة فى إعادة التحالفات السياسية على الساحة المصرية، بعدما حددت الأحزاب وضعها على الخريطة السياسية، لتضرب بها عرض الحائط، وتبدأ من جديد فى تشكيل تكتلات حزبية لمواجهة المستفيدين من تلك المواد.

    جاءت ردود أفعال «المسودة» بين مؤيد ومعارض، بعضها برر تأييد الإخوان للمواد لأنهم صناع الدستور، وجاءت أخرى لتخشى تطور المعركة إلى مواجهات جماهيرية، ويظل الشعب هو القاسم المشترك لترجيح كفة على الأخرى.

    قال محمد المسلاوى المستشار القانونى لحزب النور بأن لديه تحفظات كثيرة على بعض مواد الدستور، مؤكدا أن الدستور مبنى على عدم التوافق، نظرا لخضوعه للاعتصامات من بينها اعتصام مستشارى النيابة الإدارية الأمر الذى يدل على وجود ثغرات كبيرة ستكشف عنها الأيام القادمة، موضحا أن الدستور الجديد سينتج عن توافق بين حزبى الحرية والعدالة والنور، ويصبح التيارات الليبرالية والعلمانية فى الجبهة الأخرى.

    وأكد المستشار القانونى لحزب النور أن الإخوان هم مؤيدو الدستور لأنهم صانعو الدستور نظرا لأن أغلبية اللجنة إخوانية، مشيرا إلى أن اعتراض الليبراليين صادف أحقيتهم فى الاعتراض على بعض مواد الدستور، مشيرا إلى أن الجماعة ستصمد ضد التحالفات السياسية فى حالة رفضهم للدستور وسيتعاملون بحنكة سياسية للعبور من الأزمة.

    وأشار المسلاوى إلى أن هناك تشكيل تحالفات ضد الإخوان والمتمثلة فى التيار الشعبى، نظرا لتخوفهم من سيطرة الحرية والعدالة على البلد، متوقعا أن يكون هناك منافسة شرسة لا تنتهى إلا بتكاتف التيار الإسلامى ليصبح هو الكفة الراجحة على الساحة السياسية، مضيفا أن الإخوان فى حاجة إلى دعم حزب النور فى الانتخابات القادمة وكذلك حزب النور.

    ومن جانبه أكد الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أن %90 من مواد الدستور ستكون على اتفاق من جميع القوى السياسية ولكن سيبقى الاختلاف على %10 من بعض المواد، ومن بينها المادة الثانية للدستور، موضحا أن الإخوان والليبراليين مصرون على بقاء المادة الثانية كما هى فى دستور 71، ولكن الجماعة الإسلامية والقوى الإسلامية، تصر على حذف كلمة «مبادئ» من المادة والبدء مباشرة بكلمة «الشريعة» على أن تذيل المادة بالنص على إعطاء أصحاب الديانات السماوية الأخرى الرجوع إلى شرائعهم فى أحوالهم الشخصية، موضحاً أن الإخوان والليبراليين نجحوا فى التوافق على نقطة واحدة، مشيرا إلى أنه من المفترض أن نستبعد الدستور عن التحالفات السياسية، وأضاف أن %90 من الدستور سيلبى رغبات جميع التيارات السياسية.

    وأوضح دربالة أن وصف المشهد بأن الإخوان هم فقط المؤيدون للدستور، ورفض باقى القوى المدنية «خاطئ».

    ومن جانبه أكد الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية أن القوى الوطنية التى تقودها تحالفات الأحزاب المدنية متحفزة لدخول معركتها على الدستور الجديد فى مواجهة الإخوان، بعد الشعور بخطورة الموقف والمحاولات المستمرة لقيادات الجماعة لتمرير مسودة الدستور التى أنتجتها جمعية تأسيسية لا تعبر عن كافة فئات الشعب المصرى.

    واعتبر زهران، أن الرئيس محمد مرسى سيصبح فى حرج شديد فى حال صدور حكم قضائى بحل الجمعية التأسيسية الحالية وتشكيل غيرها بتمثيل عادل لكل فئات المجتمع، مشيرا إلى ضرورة أن تستمر التحالفات والائتلافات فى مواجهة قوى الإسلام السياسى، لأن هذا سيتيح فرص الاستقطاب السياسى من القوى المختلفة، موضحا أن صراع تلك القوى السياسية سيتحول إلى محاولة لتشكيل جمعية تأسيسية جديدة بنوع من التوافق أو عن طريق انتخاب أعضائها.

    وبرر زهران الشك فى أن يقوم السلفيون بالتحالف مع القوى المدنية الأخرى ضد الإخوان بأن أعضاء الدعوة السلفية وممثل هذا التيار هم الوجه المتشدد لجماعة الإخوان وتؤكد المشاهد والقضايا السياسية السابقة أن ممثلى التيارين يتحالفان فى نهاية الأمر، مشيرا إلى أن الساحة السياسية الحالية تتمحور حول التيارات السياسية الموجودة والمعلنة عن نفسها سواء كان التيار الليبرالى الذى ينقسم إلى محافظين وثوريين بقيادة الدكتور محمد البرادعى، أو الإسلاميين، موضحا أن التوقعات تسير فى اتجاه أن تنحصر القوى السياسية والتيارات المتنافسة على الوصول إلى السلطة فى ثلاث قوى وهى الثورية والمحافظة والثالثة هى قوى بقايا النظام السابق «الفلول».

    بينما برر عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى ونائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، معارضة ممثلى التيار السلفى لمسودة الدستور الجديد، نظرا لميل الإخوان نحو القوى الليبرالية واليسارية محاولة لإرضائها والتوافق جزئيا معها، وهذا ما يعتبره أعضاء الدعوة السلفية بأنه لن يتيح الضامن لتطبيق الشريعة بمفهومهم الخاص، بينما ترى القوى المدنية بأن المسودة بها إهدار للحريات والحقوق.

    وقال عبدالغفار شكر، إن أعضاء الجماعة يرضخون للتحالف أو التنسيق مع القوى الليبرالية واليسارية، مما أغضب السلفيين، خاصة أن المعارضة لمسودة الدستور من القوتين تنطلق من منطقين مختلفين، ضاربا المثال بنص المادة المقترح بأن حقوق المرأة مرتبطة بما لا يخالف الشريعة فتجد القوى المدنية تعارض والسلفيين يؤيدون، بينما يحدث العكس على نصوص مواد أخرى، مرجحا أن يقوم الإخوان بمنح الأولوية فى الاقتراحات أو التوافق والتنسيق للقوى الليبرالية واليسارية وليس للسلفيين.

    وأوضح رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى صعوبة تحالف السلفيين مع القوى المدنية باعتبارهما المعارضين للمسودة الأولى للدستور، نظرا لاختلاف المواقف والقضايا، لذا فإن صمود جماعة الإخوان فى تلك المعركة مع القوى الأخرى سياتى بالتوافق مع القوى المدنية التى يعتبر منطقها هو الأصح، بالإضافة إلى امتلاك هذه القوى صوتا عاليا وأداة إعلامية تساهم فى قوتهم، مشيرا إلى ضرورة أن يتفهم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أن المرحلة القادمة يجب عليهم أن يتراجعوا عن بعض مواقفهم فى صالح القوى المدنية المتمثلة فى التيارين الليبرالى واليسارى.

    وأشار نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان إلى أن المعركة الحالية بين القوى السياسية أسفرت عن بعض ملامح المرحلة القادمة حيث ارتفع أسهم التيارين الليبرالى واليسارى وظهرت حدة التصريحات وتشدد أعضاء الجماعة السلفية وممثلى هذا التيار، وذلك بعد المواقف التى اتخذت فيها الجماعة وتبنت مواقف فى اتجاه بعيد عن تحقيق مطالب الثورة وأهمها العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، مشددا على ضرورة أن يشهد الدستور القادم مواد تحافظ على الحقوق والحريات للمواطنين.

    واعتبر الدكتور عمرو الشوبكى، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن فكرة وجود تحالفات بين السلفيين والتيارات المدنية صعبة جدا فى قضية الدستور، رغم أن المعركة القائمة حاليا بسبب المسودة الأولى لهذا الدستور الجديد تضع السلفيين فى صفوف المعارضة، مؤكدا أن المشهد السياسى والخريطة الحالية للتحالفات لن يتغير كثيرا فى المرحلة القادمة فى ظل التباين الواضح فى اختلافات القوى المختلفة فى القضايا، حيث إن الخلاف بمثابة خلاف فى الجوهر، موضحا أن النصوص المقترحة للمواد التى تشير إلى إذا ما كان النظام برلمانيا أو جمهوريا أو مختلطا لا تشهد خلافا عليها، لأن القضايا المختلف عليها تخص الشريعة وكيفية تطبيقها.

    وقال الشوبكى، إن الخلاف حول النصوص المقترحة للدستور بسبب قضايا مثل حرية الرأى والتعبير وما يخص حقوق المرأة هو ما يتحدث عنه ممثلو القوى السياسية، لذا فإن التحالف ضد الإخوان من قبل التياريين السلفى والمدنى فى هذه القضية أمر فى غاية الصعوبة لكنه وارد فى قضايا أخرى، تجمع بينهما المصلحة والسعى فى تحقيق مكاسب سياسية، موضحا أن جماعة الإخوان المسلمين ليس أمامها فرصة للهيمنة فى ظل وجود قوى أخرى عبرت عن نفسها وأعلنت عن امتلاكها قاعدة جماهيرية من الممكن أن تلجأ إليها للضغط الشعبى، وذلك يفرضه واقع يعلم به الجميع بأن رئيس الجمهورية هو منتخب ولم يأت بالتزوير فى العملية الانتخابية.

    وشدد المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادى القضاة السابق، على خطورة أن تمتد الفترة الانتقالية لسنوات جديدة، معتبرا ذلك ضد المصلحة الوطنية ولا يجب الاعتراض على الدستور الجديد دون دراسة ونقاش، خاصة أن التوافق أصبح أمرا هاما وضروريا بين القوى السياسية المختلفة، مشيرا إلى أنه يرى أن نسب إحداث توافق وصلت إلى %90 بين هذه القوى بشكل عام، لأن الخلاف الذى حدث بين القوى بسبب ما يقرب من 10 مواد وسيتم طرح الأمر فى نهايته أمام الراى العام ليقول كلمته
                  

10-21-2012, 04:52 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    Egypt_cartoon1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






    الرئيس يغازل الجيش ويحيي طنطاوي وعنان.. والصحف القومية مهددة بالافلاس
    حسام عبد البصير
    2012-10-19




    القاهرة - 'القدس العربي'


    ما زالت احداث جمعة مئوية مرسي والدستور الجديد تلقي بظلالها على صحف مصر والتي اهتمت امس على نحو خاص بالمساعي المكثفة للرئيس المنتمي لجماعة الاخوان لإقامة جسور وطيدة مع المؤسسة العسكرية، فقد ابرزت تلك الصحف التصريحات التي اطلقها الرئيس متودداً فيها لكبار قيادات وضباط الجيش بمن فيهم المحالون للتقاعد، وحرص خلالها على الاشادة بالمشير المتقاعد حسين طنطاوي ورئيس الاركان السابق سامي عنان، كما اهتمت الصحف بتداعيات صراع القضاة ورجال النيابة العامة بسبب قرار الأطاحة بالنائب العام وهو السيناريو الذي تم إحباطه.
    واهتمت أيضاً بانتخابات رئاسة حزب العدالة والحرية التي يتنافس فيها عصام العريان وسعد الكتاتني، واعتبرتها صحيفة 'الحرية والعدالة' الناطقة بلسان الحزب عنواناً للديمقراطية التي تعيشها مصر والجماعة على نحو خاص.
    وحفلت الصحف بالعديد من المعارك التي وجهت على نحو خاص للرئيس وجماعته، فيما شنت الصحف الناطقة بلسان الإسلاميــــين حربا ضد العلمانيــــين، واعتبر بعــــض كتابها الهجـــوم على الرئيس إهانة لمصر وشعبها.
    وتنوعت الموضوعات التي طرحتها الجرائد بين اخبار سارة لها علاقة بعيد الأضحى وأخرى تتسم حزينة بسبب تزايد معدلات الفقر ومعدلات الجريمة وارتفاع الأسعار، كما اهتمت بالمليونية التي دعت لها القوى المدنية الجمعة تحت عنوان 'مصر مش عزبة' وموجهة ضد الاخوان بسبب أحداث العنف التي شهدها ميدان التحرير الاسبوع الماضي.

    رجال الرئيس: مستشارو
    سوء أم عديمو خبرة؟

    مازالت آثار الأزمة التي نشبت على السطح إثر قرار اقالة النائب العام تثير جدلاً واسعاً حول من تسبب فيها وهو ما دفع الكثيرين لمطالبة الرئيس التخلص من مستشاريه.
    عبد الناصر سلامة رئيس تحرير 'الأهرام' عبر من مخاوفه ان يكون وراء الأمر سوء نيه بالقول: 'هؤلاء الرجال حول الرئيس، أو مستشاروه، أو من يستمع إليهم، أو سمهم ما شئت، هم الذين أشاروا إليه بقرار إرسال النائب العام إلى الفاتيكان سفيرا، وإبعاده بذلك عن منصبه، ثم التفسير العجيب في ما بعد بأن ذلك ليس قرار إقالة، وإنما مجرد نقل من وظيفة إلى أخرى، في محاولة للخروج من المأزق القانوني الذي لا يجيز الإقالة! رجال الرئيس هؤلاء يجب أن نتوقف ويتوقف الرئيس أمامهم طويلا للإجابة عن تساؤلات مهمة هي: هل تنقصهم الخبرة؟ أم هم مستشارو سوء؟ أم هي الشخصية المصرية التي ترى في السلطة مجرد عزبة يرتعون فيها كما يشاءون؟! بالتأكيد هي واحدة من هذه أو تلك، وإلا لما أديرت تلك الأزمة بهذه الطريقة الدرامية التي تكفل خلالها أحدهم بحديث هاتفي مع النائب العام حسب روايته - لإقناعه بالتنحي، وآخر باتصال يحمل تهديدا ووعيدا، وهكذا بدا الأمر وكأننا أمام حزب وطني آخر لم يكلف نفسه حتى عناء البحث عن إخراج جيد ولهذا.. ومن خلال ثقتنا بشخصية الرئيس وحنكته فنحن على يقين بأنه سوف يشرح الحقيقة كاملة، بل سوف يعيد النظر في مستشاريه، والأهم من ذلك أنه سوف يستفيد مما حدث في المستقبل إدراكا أن مصر دولة مؤسسات ولا يمكن بأي حال أن تدار بمثل هذه الطريقة التي كادت تعصف بمكتسبات كثيرة حققها هذا الشعب بجهده ودمه.

    النخبة تشعل
    النار لحرق مصر

    ونبقى مع حالة التشاؤم التي تسيطر على الكثيرين، وعلى رأسهم فاروق جويدة في 'الاهرام'، الذي هاجم بضراوة النخبة على كافة توجهاتها: تشاهد مواكب النخبة المثقفة الواعية وهي تطوف على الفضائيات تشعل النيران وتطالب بالتظاهر والرفض وتجمع الأموال من كل سبوبة متاحة.. وامتدت ايادي الهاربين بأموال الشعب تشتري هؤلاء الفقراء بخمسين جنيها لكي يتظاهر أو يلقي حجرا هنا أو حجرا هناك وربما أصابته رصاصة طائشة أفقدته حياته.. كانت النخبة في منتهى الأنانية وهي تستغل ظروف الحاجة وتدفع بهؤلاء الصغار الفقراء لإحراق المجمع العلمي أو إشعال النيران في محمد محمود والسفارة السعودية ومجلس الوزراء.. اموال كثيرة تدفقت من الخارج مصادرها معلومة ومعروفة وسوف تعلنها الدولة قريبا بعضها إتجه إلى وسائل الإعلام من الصحف والفضائيات والبعض الآخر اتجه إلى شراء الشباب والأطفال الصغار لاستخدامهم في إشعال الفتن في الشارع على جانب آخر كان رموز العمل السياسي يشيدون الأحزاب ويقيمون الولائم والمؤتمرات وينفقون عليها الملايين من الجنيهات دون أي عائد معنوي أو ادبي أو مادي يمكن ان يمر على الطبقات الفقيرة وكان الصدام الدامي يوم الجمعة الماضي بين شباب الاخوان المسلمين والقوى السياسية الأخرى أكبر دليل على فشل الجميع إخوانا وسلفيين وليبراليين، كان تأكيدا ان النخبة السياسية لم تنضج بعد وما زالت تعيش مراهقة سياسية مؤسفة في تقديري ان موقف حزب الفقراء في مصر حتى الآن بعد الثورة هو انبل وارفع المواقف في هذا الشعب.. كل فئات الشعب المصري على المستوى الإنساني خرجوا من هذا الامتحان خاسرين'. تابع جويدة: 'أخرجت النخبة المصرية أسوأ ما فيها في لغة الحوار والسلوك والإنتهازية.. خرجت الفلول من العهد البائد تحاول تشويه الثورة والإنتقام من شبابها والتشكيك في كل شيء فيها تدفقت اموال الفساد التي نهبها لصوص العهد البائد تحاول إجهاض الثورة واستخدمت في ذلك الإعلام المشبوه بكل اطيافه'.

    الرئيس: استشير طنطاوي وعنان
    وهناك من يوقع بيني وبين الجيش

    ونتحول نحو بوادر الفتنة التي تخيم على علاقة الرئيس مرسي بقيادات الجيش وهو ما سعى للتصدي له، حيث اهتمت صحف الجمعة في صدر صفحاتها الأول بنشر تصريحات مرسي التي يؤكد فيها على عمق علاقته بالمؤسسة العسكرية ومنها تحذير الرئيس محمد مرسي من محاولات الوقيعة بينه وبين القوات المسلحة، فقال: 'يجب على أفراد وضباط الجيش التيقن أن ذلك لن يحدث'، وأضاف، على هامش حضوره المشروع التدريبي لصد وتدمير إبرار بحري وجوي للعدو، والذي نفذته تشكيلات من الجيش الثاني والأسلحة المشتركة في سيناء، أمس: 'البعض يثير أموراً خاصة بالجيش للتأثير على أفراده وعلي أنا شخصياً، وأقول لأبناء القوات المسلحة لا تتأثروا بذلك، لأن حقوقكم وأموالكم وممتلكاتكم محفوظة، وأن كل ما يقال عن الانتقاص منها محض افتراء وكذب ولا مجال له، وأؤكد لكم أن حجم الإنفاق على التدريب والمعدات ورفع درجات الاستعداد القتالي للجيش، ارتفع خلال المرحلة الماضية بتأييد من رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة'.
    وطالب الرئيس مرسي قيادات الجيش بنقل تحياته لجميع ضباطه وأفراده، وقال: 'لا تأثير على أموال ومدخرات ومخصصات القوات المسلحة، وكل ما يقال في هذا الشأن محض افتراء وكذب ولا مجال له'.. وتساءل: 'إذا كان رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة لا يحرص على الجيش، فمن يحرص على ذلك'، وقال لأفراد القوات المسلحة: 'إنني معكم في خندق واحد' واغلق الرئيس الباب أمام محاولات الزج باسم المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق، والفريق سامي عنان، نائبه، رئيس الأركان السابق للجيش، في أي تحقيقات قضائية، وأعلن رفضه المطلق للخبر الذي نشرته صحيفة 'الجمهورية'.

    ضربه في قلب وزير التعليم

    ونتوجه نحو المعارك الصحافية وحمدي رزق في 'المصري اليوم' الذي هاجم وزير التعليم بسبب إقراره مبدأ ضرب تلاميذ المدارس: قال الدكتور إبراهيم غنيم، وزير التربية والتعليم، 'إن ضرب الطلاب في المدارس ليس مشكلة، لكن يجب ألا يكون مبرحًا'.. عجبًا.. جئت تخمد نارًا أم تشعل الفصل نارًا، وزير تربية وتعليم هذا أم وزير داخلية؟! أكاد أسمع تعليمات اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، لمأموري أقسام الشرطة، الضرب في الأقسام ليس مشكلة، لكن يجب ألا يكون مبرحًا، وزير التربية والتعليم يتعامل بلائحة السجون المصرية، الفصل تأديب وتهذيب وإصلاح، والطلاب أحداث جانحون، مايجوش غير بالضرب.
    الضرب غير المبرح مش مشكلة، ابعد عن رأس الطالب واضرب، التوجيهات الوزارية قاطعة، مش عاوزين دم، أرجو من المدرسين ممن يتلذذون بضرب التلاميذ في الفصول الاحتفاظ بنسخة 'المصري اليوم' بتاريخ أمس الأول، دليل البراءة من أي جرائم ضرب مدرسية، الوزير لم يحدد ماهية الضرب غير المبرح، وآلياته ومناهج التعذيب في الفصول، الضرب سيدخل باب النشاط المدرسي، سيصرف لكل مدرس خرزانة جمل الأساليب التربوية الحديثة التي ينتهجها وزير النهضة الاخوانية، لا تختلف عن 'لسوعة الطلاب' التي طالب بتعميمها الدكتور سعد الحسيني في مدارس محافظة كفر الشيخ، نفسي أعرف سر غرام الاخوان بالضرب، ضربوا المتظاهرين في التحرير ضربًا مبرحًا، سالت الدماء، ينتوون ضرب الطلاب في المدارس ضربًا غير مبرح، تسيل دموع، هل يقصد الوزير بالضرب غير المبرح 'اللسوعة'؟ قسمًا اللي هيضرب ابني ضربًا غير مبرح لأضربه ضربًا مبرحًا، واللي هيلسوع ابني بالخيزرانة هلسوعه بالكرباج، مدارس ولا دور أحداث، إذا كان الوزير بالضرب موصيًا فشيمة المدرسين الضرب، الوزير يظلم المدرسين ظلمًا بينًا يعرضهم للأذى البدني من أولياء الأمور ضربة في قلب اللي يضرب تلميذ، وحتى لا يجنح البعض ويفهم غلط، نحتاج من الوزير لائحة طلابية بحدود الضرب المبرح، ونماذج رياضية للضرب غير المبرح، الشلوت، البونية، الفلكة، القفا، خزق العيون، المد على القدمين، مبرح ولا مش مبرح يا متعلمين يا بتوع المدارس؟

    الاخوان يروعون
    الآمنين للبقاء في الحكم

    وإلى الهجوم على الاخوان والذي تزايد مؤخراً ومن هؤلاء الغاضبين من الجماعة حازم عبد العظيم في 'المصري اليوم': أصبح هناك لفظان متلازمان يتم ترديدهما ببغاويا: 'إخوانوفوبيا' مع 'موتوا بغيظكم'، وإذا لزم الأمر انقل على الرابع ودوس واتهم من ينتقد الاخوان بأنه في الحقيقة ضد الإسلام ليس ضد الاخوان! استخدام لفظ 'إخوانوفوبيا' عمال على بطال لأي منتقد للجماعة الطاهرة هو مقصود وعلى رأس الروشتة الصباحية لميليشيات الاخوان الإلكترونية! الهدف هو وضع من هو ضد الاخوان في موقف الكاره عاطفيا لهم وإظهاره بمظهر غير الموضوعي! ثم نأتي إلى سلاح آخر يستخدمه الاخوان أيضا 'هو إشاعة الفلول فوبيا' في المجتمع بمعنى أن الاخوان فقط هم الثوار الأحرار اللي هايكملوا المشوار مثلما زعق كالأسد زعيمهم المفدى في استاد الاخوان الدولي، وبالتالي كل من يعارضهم هو فلول وكل من ينزل في تظاهرة ضدهم هو فلول!
    وإذا عدنا لتوصيف كلمة 'فلول' في بداية الثورة نجد أنها كانت تطلق على من هم أعداء الثورة ولا يريدون لها النجاح! وهناك أصناف كثيرة! هناك من كان فاسدا ويريد عودة فساد النظام كي ينعم من خيره، وهناك من كانوا ضد الثورة خوفا من نظريات التقسيم الشرق أوسطية أو خوفا من سيطرة الإسلاميين وهؤلاء ليسوا فاسدين، لكن لهم وجهة نظر مختلفة عن الثوريين! لقد استغل الاخوان وصف الفلول استغلالا بغيضا لتثبيت أركان جماعتهم! فبدأ بقوة في الجولة الثانية، حيث بدأت حملة ترهيب مدججة ضد كل من ينتخب شفيق أو حتى يقاطع! والسؤال هل الـ13 مليون اللي انتخبوا شفيق كلهم فاسدين؟ بل كثير منهم شرفاء، لكنهم يرون خطر الدولة الاخوانية أخطر من تولي شفيق الحكم! وهذه وجهة نظرهم، ومن الممكن أن يكون لها منطقها وحساباتها! ويستمر مسلسل تصدير 'الفلول فوبيا' كالسم داخل المجتمع المصري كاستراتيجية إخوانية لإرهاب أي مليونية قادمة ضدهم!النظم الفاشية بطبيعتها لا تقبل المعارضة وكما شاهدنا بروفة موقعة الخرفان! هكذا يقول التاريخ ويبدو أنها فقط بداية!

    عبد الرحيم: الاخوان وراء
    عزلي من رئاسة تحرير 'الجمهورية'

    وإلى أزمة الكاتب الصحافي جمال عبد الرحيم، رئيس تحرير جريدة 'الجمهورية' المقال ووكيل نقابة الصحافيين الذي عبر عن استيائه من الموقف المتخاذل لنقيب الصحافيين ممدوح الولي، وقال إن 'موقف الاستاذة نجيبة حمروني- نقيبة الصحافيين التونسيين، أرجل من مائة رجل بعد أن اختبأ (الولي) في مكتبه بجريدة 'الأهرام'، ورفض مساعدة زملائه، ولم يحضر اجتماع مجلس نقابة الصحافيين لمناقشة الأزمة الحالية بجريدة 'الجمهورية'. وأضاف عبد الرحيم، انه يفكر في الاستقالة من مجلس النقابة؛ لأنه لا يستطيع التعامل مع الوسط الصحافي بهذه الطريقة، ويضيف عبد الرحيم، 'عملت بما يرضي الله لصالح الشعب المصري، وكانت الصفحة الأولى يتصدرها خبر أسعار الطماطم، ووضعت أخبار جولات الرئيس مرسي في الصفحات الداخلية؛ لأن ما يهمني هو أن يتصدر الصفحة الأولى من جريدة 'الجمهورية' هموم المواطن المصري' وأكد عبد الرحيم، أن 'الخبر الذي تم نشره بخصوص التحقيق مع المشير طنطاوي والفريق عنان، هو خبر صحيح مائة في المائة، ونشرته امس جريدة 'الوطن'، وهو ما يؤكد أن جريدة 'الجمهورية' انفردت بالخبر، ورغم هذا تم إقالتي من رئاسة تحرير 'الجمهورية'. وفجّر عبد الرحيم مفاجأة، بقوله، إن السبب الرئيسي في إقالته أنه عمل سلسة حلقات وصلت لـ15 حلقة متصلة، تحت عنوان 'الخارجون من عباءة الاخوان'، وقام بعمل هذه السلسلة عن (الدكتور كمال الهلباوي، الدكتور محمد حبيب، الدكتور ثروت الخرباوي، والأستاذ مختار نوح)، ويضيف عبد الرحيم، أن الاخوان يعتبرون الصحف القومية عبارة عن 'عِزب' لهم بعد أن كانت 'عِزبا' لصفوت الشريف، ويعتقدون أننا كصحافيين نعمل عندهم'. وكشف عبد الرحيم، عن مفاجأة أخرى، قائلاً: إن 'صلاح عبد المقصود- وزير الإعلام الحالي والمنتمي لجماعة الاخوان المسلمين، قال لي موقفك صحيح مائة في المائة، وليس من حق مجلس الشورى إصدار مثل هذا القرار، وإنه - عبد المقصود- سيتدخل لدى رئيس مجلس الشورى لحل هذه الأزمة.

    النائب العام بين دور
    الشهيد والمتآمر على الثورة

    وحفلت الصحف بتداعيات المواجهة التي وقعت بين مؤسسة الرئاسة ورجال القضاء والنيابة على إثر قرار إقالة النائب العام الذي يراه البعض شهيداً بينما يعتبره وائل قنديل في 'الشروق' عكس ذلك: صنع النائب العام وتيار المكايدة مشهد استشهاده بناء على ادعاءات راجت في السوق الإعلامية بأن المستشار الجليل حسام الغرياني رئيس المجلس الأعلى للقضاء ورئيس الجمعية التأسيسية لوضع الدستور هدده في مكالمة هاتفية إن لم يقبل بمنصب سفير مصر لدى الفاتيكان ولاكت الألسنة الحداد هراء مماثلا حين تحدثت عن دور للقاضيين الجليلين أحمد ومحمود مكي في عملية خلع النائب العام بالاعتداء على السلطة القضائية.. وحاولت آلة الإعلام الكيدي أن تقنع الجماهير بأن ثالوث البسالة في الدفاع عن استقلال القضاء (الغرياني والاخوان مكى) مارسا عدوانا على استقلال القضاء، لينفتح الستار عن مشهد مفرط في الكوميديا، صار فيه الذين دفعوا ثمنا باهظا في معركة الاستقلال معتدين جائرين، فيما تحول قضاة مبارك بقدرة قادر إلى ثوار ومغاوير تلك هي الرواية الكذوب التي جرى ترويجها وتثبيتها طوال الأيام الماضية التي شهدت نهشا غير مسبوق في سمعة ثلاثي معركة الاستقلال، غير أن البيان الصادر عن لقاء النائب العام مع اللجنة الثلاثية التي ذهبت إليه أول أمس يدحض هذه التخرصات، وينفي تماما كذبة مكالمة الغرياني التهديدية، وذلك باعتراف النائب العام نفسه، وحسب النص الحرفي للبيان 'استمعت اللجنة بكل اهتمام إلى ما سرده النائب العام، حيث أخبر اللجنة أنه بعد مغادرته قصر الرئاسة بعد ظهر يوم السبت 13 أكتوبر الحالي، أجرى اتصالين هاتفيين بكل من وزير العدل، ورئيس الجمعية التأسيسية لتصفية ما قد يكون في نفسيهما بسبب انفعاله وقتئذ، حرصًا منه على علاقات الزمالة الطويلة معهما والصلات الطيبة بينهما، وأنه لم تتناول هاتان المكالمتان أي حديث عن موضوع الأزمة أو استرجاع أي من أحداثها في اليومين السابقين' ومن غير المتصور أن تكون اللجنة قد مارست إرهابا معنويا أو ماديا على النائب العام لكي يتراجع عن حدوتة تهديد الغرياني له، ومن ثم فإن النائب العام مطالب بالاعتذار للرأي العام عن تصريحاته الاستشهادية المبنية على أنه تم تهديده، فتلك هي أبسط قواعد احترام الحقيقة التي هي من المفترض أن تكون ديدن كل مشتغل بمهنة القضاء المقدسة وللذكرى فقط فإنه فور صدور أحكام سجن مبارك وحبيب العادلي في شهر يونيو الماضي كانت الملايين من المصريين قد احتشدت في ميادين التحرير بكل محافظات مصر تطالب بإزاحة النائب العام وإعادة المحاكمة كي يقع القصاص العادل، ولذا يبدو غريبا وصادما أن الغضب الشعبي بعد مهرجان براءات المتهمين في موقعة الجمل لم يكن بالقدر ذاته من السطوع والقوة.

    لماذا يعين مجلس الشورى
    رؤساء تحرير غير اكفاء؟

    أثار تردي أحوال عدد من الصحف القومية غضب الكثيرين بسبب قيام مجلس الشورى الذي يرأسه أخواني تغليب اهل الثقة على أهل الخبرة وهو ما يلمح إليه جمال الدين حسين في 'الشروق': عندما عين مجلس الشورى رؤساء تحرير الصحف الجدد، قلت لبعض الزملاء الذين انتقدوا الخطوة الأفضل أن نعطيهم فرصة حتى يمكن الحكم عليهم والاخوان أقسموا بأغلظ الأيمان أن المعينين الجدد ليسوا إخوانا، وأكاد أصدقهم، لأن الهدف لم يكن كذلك كما فهم البعض، بل إبعاد رؤساء تحرير مهنيين وناجحين لكنهم لا يحبون الاخوان، وبالتالي فإن وجودهم ضد الجماعه لم تفكر الجماعة أن الاختيارات الخاطئة قد لا تدمر فقط هذه الصحف القومية أو ما تبقى منها، بل قد تسىء للإخوان أنفسهم في المستقبل عندما يكتشفون أن آلة الدعاية الحكومية لن تسعفهم، لأن الناس وقتها سوف تنصرف إلى وسائل إعلام مهنية وجذابة أتيح لي أن أجلس مع عدد كبير من رؤساء التحرير الجدد، بعضهم مهني ولا شك، لكن بعضهم الآخر، لا يقرأ الصحف ولا يعرف ماذا يحدث في البلد، وليس له موقف في الحياة 'لا مع ولا ضد'، موقفه الوحيد أنه سيظل مدينا بالفضل للشخص أو الحزب الذي عينه في هذا المكان غالبية هؤلاء الزملاء ينظرون للمسؤول الحكومي سواء كان عسكريا أو مدنيا باعتباره 'ولي الأمر' لا ينبغي توجيه سؤال محرج له، وإذا كان لابد من الأسئلة فيكون عن جهد الحكومة وحكمة الرئيس. وبجانب رؤساء التحرير 'الصامتين'، هناك رؤساء التحرير 'المنافقين' الذين لا يشغلهم إلا 'الطبطبة' على أي قرار لأي مسؤول هؤلاء لا يتعظون مما حدث لزملائهم بعد الثورة، ولا يقرأون أن من كانوا يفعلون ذلك صاروا إما في السجون أو المنافي أو في طوابير أمام مكتب الكسب غير المشروع بعض هؤلاء المنافقين يزيدون أحيانا من حدة النفاق فيسببون لسيدهم الجديد إحراجا كبيرا، لأنهم لم يتدربوا ليكونوا أحرارا أو مهنيين أو لهم وجهة نظر مستقلة قد يدفعون عنها ضريبة باهظة الواقع داخل معظم الصحف القومية كارثي، وإذا استمرت الأوضاع كما هي فإن معظم هذه المؤسسات قد تجد نفسها عرضة للإفلاس قريبا لأنها 'تستلف' أجور العاملين ناهيك عن أن معظمها لم يتعود على أن يكون مهنياً هناك الكثير من الكفاءات والخبرات الفردية داخل هذه المؤسسات، لكنها ليست موظفة في إطار نظام شامل، بل تغرد خارج السرب وتحقق نجاحات هائلة إذا أتيحت لها الفرصة في مواقع أخرى ووجه جمال نداء إلى رئيس مجلس الشورى وسائر قادة الاخوان المسلمين بالبحث عن كفاءات مهنية على رأس المؤسسات الصحافية القومية.

    حكومة مسلمين
    ام إنتهازيين؟

    وإلى الهجوم الواسع على الرئيس وحكومته التي تركت الأطباء يضربون عن العمل للسبوع الثالث على التوالي ولم تتحرك لحل أزماتهم التي هي ازمات المرضى أنفسهم الذين لا يجدون سريراً في المستشفى ولا دواءً كما يقول ابراهيم عبد المجيد في صحيفة 'اليوم السابع': الحكومة لا يهمها الأطباء ولا يهمها بالتالي المرضى، صدّرت لنا منذ أتت الحديث عن العجز في الموازنة، وهو حديث كاذب لأن هذا العجز لايزال يسمح بآلاف المستشارين يعملون بمليارات الجنيهات، ولا يزال يسمح بمرتبات تتجاوز المليون في الشهر لبعض المحظوظين ولا يزال يسمح بشراء مدرعات جديدة لوزارة الداخلية ولايزال يسمح بمواكب تتكلف الملايين كل يوم جمعة من أجل صلاة السيد الرئيس ولايزال يسمح.. ماذا سأقول أكثر من ذلك لا شيء تغير في الحكم للأسف، نفس الحجج القديمة لكنها الآن تجد من يبررها وهو يصلي الفروض الخمسة، وربما يؤذن مثل السيد رئيس الوزراء لقد اتهم النظام السابق بالسرقة والنهب ولم يكن ذلك كذبا، ومضى عام ونصف العام، فمن سرق البلاد في هذا العام ونصف ليظل كل شيء في مكانه، لا يقول لي أحد أن مصادر الدخل قلت، فالسياحة مثلا مضروبة لأني سأقول له على الفور ضرب السياحة جاء من غياب الداخلية، وجاء من الأفكار الإرهابية التي انتشرت والتي تعتبر السياحة حراما، ثم إنه إذا كان جزءا من السياحة يدخل خزانة الدولة في شكل ضرائب، فهناك مصادر أخرى كاملة لم تكن تدخل ميزانية الدولة مثل دخل قناة السويس، وطبعا لن أعيد في التقصير الحكومي في زيادة مصادر الدخل مما أشرت إليه سابقا سيطور الأطباء إضرابهم إلى استقالات جماعية والحكومة لاتزال تتفرج عليهم وكأنهم غير موجودين، تريد الحكومة أن يموت المرضى في لعبة خبيثة يتحمل فيها الأطباء النتيجة، هذه ليست حكومة مسلمين، إنها للأسف حكومة فاق دهاؤها دهاء كل رجال النظام السابق، لكنه دهاء غبي ليس في زمانه ولا مكانه، حكومة تقتل مرضاها وتزدري أطباءها، فهي حكومة كافرة ولن يقبل الله منها أي صلاة.

    تقنين وضع الاخوان
    لا مفر منه لإنقاذ مصر

    ونتحول نحو المنتقدين لبقاء جماعة الاخوان خارج إطار الشرعية وهو مايشير إلى خطورته أحمد عبد التواب في جريدة 'التحرير': وصلت الأمور إلى المدى الذي لا يقبل أي تأجيل أو مماطلة في ضرورة أن تقنن الجماعة وضعها القانوني، فلم يعد مستساغا أن تُرفع لافتات ضخمة بعناوين لامعة وأضواء براقة تعلن أن هنا مقرا للإخوان المسلمين، وأن يتم هذا بلا تصريح، بل وصل الأمر إلى حد أن يرتفع مبنى الجماعة بطوابق دون ترخيص وبالمخالفة للشروط السائدة في الحي، ولا مُعَقِّب ولا معترض! فمتى تعود موظفو المحليات على تحرير مخالفة أو حتى الاعتراض على الحزب الوطني عندما كان على الكرسي؟ وقد عبّر عن هذا الاضطراب مؤخرا وزير العدل المستشار أحمد مكي بقوله: إنه على كل مواطن مطالبة الاخوان بالخضوع للقانون مثلها مثل الجماعات الأهلية الأخرى لقد حقق الاخوان لأنفسهم أقصى استفادة من العمل السري عبر عقود ممتدة، ولم يكن ممكنا إلزامهم بأي شيء من نُظم حُكم تحظرهم ولا تعترف قانونيا بهم، وهم الآن يغترفون من مزايا العمل العلني مع إعفاء أنفسهم من أي التزام تقتضيه العلنية! انظر فقط إلى جملة الأعمال الهمجية التي قاموا بها يوم الجمعة الماضي، ليس فقط لأنها تخرق أبسط قواعد الديمقراطية ولكن لخلوها من أقل شكليات الكياسة السياسية، لأن المكان والزمان كانا معقودين على تظاهرة تمارس أبسط الحقوق بإعلان معارضة سلمية على سياسات ممثل الاخوان في القصر الرئاسي، وكانت أولى قواعد المنطق أن يُخلي الاخوان المشهد وهذا ما نصحهم به واحد ممن لا تحوم حوله شبهة خصومة لهم هو الدكتور صفوت عبدالغني القيادي بالجماعة الإسلامية الذي أعرب عن تخوفه من وقوع احتكاك، وبعد كل هذا إذا بقرار من الاخوان بإرسال عضلاتهم بعد شحنهم بطريقة ما بأنهم في مهمة للدفاع عن تراب الوطن ضد عصابات وهذا يفسر ممارستهم لعنف غير مبرر بأدوات حرب مبالغ فيها، ولا يمكن السكوت على أن تعبر هذه الجريمة دون حساب المسؤولين عنها.

    النائب العام يتحرى عن
    وظيفة العريان في الرئاسة

    على إثر تلقي مكتب النائب العام عدة بلاغات ضد القيادي في الاخوان الدكتور عصام العريان بسبب تصريحات هاجم فيها البعض أكد المتحدث الرسمي للنيابة العامة ان النائب العام المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود ارسل خطابا أمس إلى رئيس ديوان رئاسة الجمهورية يطلب موافاته حول ما إذا كان الدكتور عصام العريان يشغل وظيفة برئاسة الجمهورية، وحول ما إذا كانت الوظيفة تتعلق بتسجيل المكالمات الواردة للرئاسة.. وقال المتحدث الرسمي ان وسائل الإعلام المختلفة نقلت عن عصام العريان المسؤول بحزب الحرية والعدالة إن رئاسة الجمهورية تسجل كل المكالمات واللقاءات ضمانا لاعتبارات أمنية طلب النائب العام من رئيس الديوان موافاته بسند إجراء هذه التسجيلات إذ ان قانون العقوبات يجرم هذا الفعل حماية لحرمة الحياة الخاصة للمواطنين إذا تم بغير اذن من القضاء أو النيابة العامة ويكون بمناسبة ارتكاب جريمة، كما انه لم يرد بنص قانون العقوبات أي استثناء لأي جهة أو شخص أو اعفاء من العقاب الوارد بنص التجريم.
    وأعلن النائب العام انه عقب تلقيه ردا من رئيس ديوان رئيس الجمهورية سيقوم باستجواب من تشير التحقيقات إلى مسؤوليته الجنائية وسيتم إعلان نتائج التحقيق. وكان الأعلامي وائل الأبراشي قد هاجم العريان مؤخراً على إثر نفيه تلقي اي من رموز الجماعة اموال من فضائية دريم وكان الإبراشي قد شنّ هجوماً لاذعاً على القيادي الاخواني خلال إفتتاحية حلقة برنامج 'العاشرة مساء'، أمس الثلاثاء، قال فيه أنه 'سيكشف للرأي العام إيصالات مبالغ حصل عليها رموز الاخوان ومكافآت مقابل ظهورهم على قناة دريم'، وذلك بعد إتهام العريان للإعلامية جيهان منصور، مقدمة برنامج 'صباحك يا مصر' على قناة دريم، بتلقيها أموال للهجوم على الاخوان وهددت إحدى مذيعات دريم العريان بملاحقته قضائياً بسبب هجومه عليها بضراوة في برنامج تلفزيوني سائلاً إياها عن مصدر الأموال التي تحصل عليها.

    العريان والإبراشي وبينهما مذيعه

    ونبقى مع المعركة الدائرة بين العريان والأبراشي والتي تصدى لها رئيس تحرير 'المصريون' جمال سلطان: أعرف معنى لهذه المعركة الدائرة بين الدكتور عصام العريان وبين الإعلامي وائل الإبراشي، وأعتقد أنها معركة مفتعلة، وسببها انفلات الأعصاب من الجميع، وأنا لا أعرف سبب تدخل الإبراشي أساسًا في المشكلة خاصة وأنه يخسر منها الكثير كإعلامي؛ لأنه يتحول إلى طرف في خصومات سياسية وهذا يحرمه شرط الحياد والمصداقية لإدارة أي حوار إعلامي في برنامجه، كان هناك خلاف بين العريان وبين الإعلامية جيهان منصور مقدمة برنامج 'صباح دريم'، وكان الخلاف في طريقه للحل في ما يبدو، لكن الإبراشي أبي إلا أن يقتحم 'العركة' ربما من باب الشهامة المفتعلة للدفاع عن جيهان، وتحول بالحديث إلى أن بعض قيادات الاخوان الذين شاركوا في برامج بقناة دريم كانوا 'يقبضوا' أموالاً مقابل ظهورهم، وهو كلام غريب جدًّا؛ لأنه يتكلم في بديهيات إدارية ومالية في الإعلام، فالأصل أن من حق أي ضيف لبرنامج تليفزيوني أن يتقاضى مبلغًا ماليًّا تعويضًا عن الوقت الذي اقتطعه من يومه وأعماله وأشغاله لكي يشارك في الحلقة التليفزيونية، وغالبا يتقاضى الضيف فتات المبالغ، بينما 'الهَبْرَة' الكبيرة للمذيع نفسه رغم أن الضيوف هم الذين يحيون الحلقة، وكثير من القنوات لا تدفع مقابلاً ويتم التسامح بينها وبين الضيوف، وأحيانا القناة عندما يكون لها نجاح وقبول 'تتدلل' على الضيوف، ولا تدفع، باعتبار أن مجرد ظهورهم ومخاطبتهم للرأي العام من خلالها مكسب للضيف وفرصة، والكلام في هذه المسألة سخيف جدًّا ولا معنى له ولا يستحق كل هذه 'الهيصة'، هو من باب المسائل الإدارية البسيطة والشكلية، لكن 'وائل' أراد أن يحدث منه قضية ومعركة، ردًّا على تلميح العريان لجيهان بأنها تتقاضى أموالاً للهجوم على الاخوان في برنامجها، والحقيقة أن 'جيهان' مقدمة برامج جيدة ومحترمة، مهما اختلفت معها.

    القومي للمرأة يندد بعزل
    النساء من المناصب القيادية

    أعرب المجلس القومي للمرأة عن رفضه سياسة التوجه الواضح لعزل النساء من المواقع القيادية والتنفيذية أو بالنقل التعسفي أو إهمال حقهن في الترقيات للوظائف الأعلي في ضوء الشكاوى التي وصلت المجلس عن وجود ممارسات تمييزية ضد المرأة في بعض المحافظات. ومنها على سبيل المثال عزل المهندسة أحلام أحمد السيد عبدالعال عن منصبها كسكرتير مساعد محافظ الإسماعيلية. وبعزل نجوى أحمد العشيري من منصبها كرئيس مركز ومدينة السنطة وبعزل السيدة عزيزة السيد محمود من منصبها كرئيس للوحدة المحلية بالدير مركز ومدينة طوخ. وكانت العديد من قوى المجتمع المدني قد شنت حملات عديدة منذ صعود نجم انصار التيار الاسلامي واتهم نشطاء من خصوم ذلك التيار الإسلاميين بالسعي لاقصاء المرأة من تولي المناصب القيادية والتضييق عليها واعتبر هؤلاء الدستور الذي يجري الاعداد له في الوقت الراهن مناوءً للمرأة معربين عن مخاوفهم من ان يتم تفعيل وسن العديد من المواد بهدف إقصاء الإناث عن الترشح للمناصب القيادية، غير ان انصار التيار الاسلامي خاصة المنتمين للاخوان المسلمين ينفون تماماً عداءهم للمرأة مشددين على ان الاسلام منح حواء من الحقوق ما لم تمنحه لها حضارة او ديانة أخرى، لكن منظمات حقوقية واخرى معنية بالمرأة يشيرون بأن مصر معرضة اكثر من اي وقت مضى لكي تشهد حملة شرسة ضد النساء واستدلت تلك الجهات برغبة الإسلاميين السماح بزواج الانثى حال وصولها لمرحلة البلوغ.

    القبض على سائق حاول
    إغتصاب فتاتين في نفس الوقت

    وإلى أخبار الحوادث فقد ألقى رجال المباحث بمديرية أمن القاهرة، القبض على سائق حاول التعدي على طالبتين جنسياً، بمنطقة 15 مايو، وذلك عقب ركوب الطالبتين معه في سيارته الأجرة، للوصول لمنزلهما، إلا أن السائق انحدر عن الطريق، وتوجه لمنطقة هادئة، وحاول التعدي عليهما جنسياً، حرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق بدأت تفاصيل الواقعة بتلقي المقدم أحمد نزيه رئيس مباحث قسم شرطة 15 مايو من كل من 'نادية.م.ع' 17 سنة طالبة، و'هبة.م.أ' 17 سنة طالبة، يفيدان بأنهما أثناء عودتهما لمنزلهما مستقلين سيارة أجرة قام قائدها - أدليا بأوصافه التقريبية - بتغــــيير خــط سيره إلى أحد الطرق الهادئة، وحاول التعدي عليهما والتحرش بهما جنسياً بالانتقال والفحص تبين صحة ما جاء بأقــوال المبلغتين، وأن وراء ارتكاب الواقعة 'أحمد.م.م' وشهرته 'أحمد عمار' 17 سنة سائق تم ضبطه، وبمواجهته أمام العقيد علاء عطية مفتش مباحث فرقة حلوان والعميد علاء السباعي رئيس مباحث قطاع الجنوب، اعترف بارتكابه للواقعة على النحو المشار إليه، فتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق.



    ---------------------

    رسالة الرئيس مرسي لبيريز
    رأي القدس
    2012-10-19




    ليس غريبا ان تثير الرسالة التي بعثها الرئيس المصري محمد مرسي الى نظيره الاسرائيلي شمعون بيريز، بشأن اعتماد السفير المصري الجديد لدى اسرائيل ضجة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي والصحف كافة في مصر، فقد كانت صادمة بكل المقاييس.
    المصريون، ومن خلفهم العرب جميعا لم يتصوروا مطلقا ان يخاطب الرئيس مرسي الرئيس الاسرائيلي بالقول 'عزيزي وصديقي العظيم' ويختمها بتوقيعه تحت كلمتي 'صديقكم الوفي'.
    فالرئيس مرسي يمثل ثورة جاءت لنسف سياسات النظام السابق في التودد الى الاسرائيليين ومجاملتهم بكل الكلمات الريائية على حساب كرامة مصر وتسعين مليونا من ابنائها.
    المتحدثون باسم الرئيس مرسي، ومنهم السيد ياسر علي مستشاره الاعلامي، قالوا ان 'صيغة الخطابات الدبلوماسية امر بروتوكولي' واضاف 'ان صيغة خطابات وزارة الخارجية المصرية حول تعيين السفراء الجدد موحدة وليس بها تمييز لاحد'.
    هذا العذر غير مقبول، لان هذه الصيغة ليست مقدسة، ولا هي آيات قرآنية لا يجوز مسها، ولذلك من السهل تعديلها بما يتماشى مع التغيير الجديد في مصر الذي اطاح بالنظام السابق، واسس لمرحلة جديدة في تاريخ البلاد.
    الاسرائيليون الذين يخاطب الرئيس مرسي رئيسهم بوصفه صديقا عزيزا وعظيما سربوا الرسالة متعمدين من اجل خلق فتنة في مصر، وتحطيم صورة الرئيس مرسي في اوساط الغالبية الساحقة من المصريين الذين يعتبرون اسرائيل عدوا يحتل المقدسات، ويحاصر شعبا عربيا مسلما ويمارس عليه ابشع انواع الاذلال بل والقتل مثلما حدث اثناء غزو قطاع غزة في اواخر عام 2008.
    انها ليست المرة الأولى التي يسرب فيها الاسرائيليون رسالة مرسلة اليهم من قبل الرئيس مرسي، فقد فعلوا ذلك قبل شهرين عندما سربوا للصحف رسالة تهنئة بعثها الى الرئيس الاسرائيلي بمناسبة الاعياد الاسرائيلية مما يعني ان هنا تعمدا في الاساءة وبذر بذور الفتنة.
    كنا نتوقع ان يتعلم مستشارو الرئيس مرسي من خطأ الرسالة الاولى، ويستوعبوا الفتنة التي يريد الاسرائيليون بذر بذورها في مصر لاضعاف حكم الاخوان المسلمين، ويلجأوا الى تعديل الصيغة اذا كانوا مضطرين لارسال رسائل الى الرئيس الاسرائيلي بيريز او رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
    نقطة اخرى لا بد من الاشارة اليها في هذه العجالة، وهي تلك المتعلقة بارسال سفير مصري الى تل ابيب. فلماذا التسرع بارسال هذا السفير، واستقبال سفير اسرائيلي في مصر، هناك العديد من السفارات المصرية في عواصم عالمية لا يوجد فيها سفراء بل قائمون بالاعمال.
    لا يضير مصر، ولا الرئيس مرسي، لو تقرر ارجاء ارسال السفير المصري الى تل ابيب عاما او عامين او اكثر، او حتى عدم ارساله كليا، فالثورة اعادت لمصر كرامتها وقرارها الوطني المستقل.
    نتوقع من مصر الرئيس مرسي اغلاق السفارة الاسرائيلية في القاهرة، وتعديل ان لم يكن الغاء اتفاقات كامب ديفيد بما يحفظ مصالح مصر وهيبتها وكرامتها ودورها القيادي في المنطقة والعالم.
    Twier: @abdelbariatwan




    --------------------

    حكم الإخوان المسلمين وفقدان الثقة بالنفس... لماذا؟
    محمد عبد الحكم دياب
    2012-10-19



    لم يحن الوقت لألسنتنا أن تكف عن الكلام، ولا لأقلامنا أن تتوقف عن الكتابة؛حتى لبعض الوقت. والقوم في مصر لا يخرجون من معركة حتى يبدأوا أخرى، وكثيرا ما تتداخل المعارك وتتشابك، وفلاسفة هذه المعارك يتشبهون بـ'فلاسفة بيزنطة' وجدالهم الذي لا ينتهي لمعرفة جنس الملائكة؛ تاركين جيوش الأعداء تدق أبواب مدينتهم بشدة.
    ذلك هو الجو العام يعيشه رجال حكم؛ مرتبكون ومتوترون ومنفعلون، ومنهم من أعطى أولوية لتصفية الحسابات التاريخية والذاتية مع الخصوم أولا، وشغلتهم 'الدفاتر القديمة' عن القضايا والتحديات الكبرى، ونسوا الواجب فأنساهم أنفسهم في بلد مأزوم؛ تحف به المخاطر من كل جانب، ويحتاج أهله أن يكونوا صفا واحدا يواجه التحديات الراهنة ويتحمل التعقيدات القادمة التي تنتظره.
    يتحمل رجال الحكم العبء الأكبر في صناعة هذا الجو، وهنا لا نبرئ أحدا من خارج الحكم أو من معارضيه، وفي حسابنا إسقاط الحكم السابق وفلوله من معادلة الموالاة والمعارضة؛ مع ما للفلول من نصيب وافر في توجيه دفة الحكم والدولة والتأثير على الأمن ودولاب العمل والمال، والأنصبة تحددها الأوزان والمسؤوليات، فلكل نصيبه وإن كان نصيب من هم خارج الحكم يكون بدرجة أقل، إلا إذا رفعوا السلاح ولجأوا إلى العنف.


    رجال الحكم في مصر طرف أقوى؛ يملك سلطة وثروة وسلاحا؛ يُضاف إليها البلطجة منذ إزدياد دور وتأثير جمال مبارك، صار للبلطجة دور وقوة لا يستهان بها في عالم السياسة المصرية قبل وبعد ثورة 25 يناير.
    وعلى المستوى الإنساني بعيدا عن السياسة؛ عادة ما يكون الطرف الأقوى أكثر ثقة في النفس، أما في مصر فإن الأمر عكس ذلك، وكثير من تصرفات مسؤولي الإخوان تقول بأن ثقتهم بأنفسهم تكاد تكون معدومة، ويلاحظ ذلك من تفضيل الطرق الملتوية، والابتعاد عن الخطوط المستقيمة، وحساسيتهم المفرطة من العتاب أو النقد، وكل ذلك حال بينهم وبين اتخاذ مبادرة واحدة (خارج نطاق الدعوات الإعلامية والصحافية) لمصالحة الحكام مع الثوار ومصارحة الشعب بما يجري في الغرف المغلقة والأروقة المحلية والإقليمية والعالمية.
    وكان الواجب يفرض عليهم الدعوة إلى 'كلمة سواء'، والتأكيد على المساواة القانونية والسياسية والاجتماعية والوطنية؛ بلا تفرقة بين مواطن وآخر، ودون تمييز بسبب اللون أو الدين أو الأصل.
    ولأن الحديث كثيرا ما يتطرق في هذه المرحلة إلى الرئيس مرسي أشير إلى المرة الوحيدة التي التقيته فيها كانت من زمن، وأذكرها في محاولة قد تساعد على قراءة ما يجري في مصر حاليا تحت رئاسته، فمنذ خمسة عشر عاما تقريبا وُجهت لي دعوة للحديث في ندوة في 'كلية الدراسات الشرقية والإفريقية' بجامعة لندن عن أوضاع المنطقة العربية ومصر، وكان جل المدعوين والمتحدثين من فرق وجماعات 'الإسلام السياسي'، وكان العدد الأكبر من جماعة الإخوان المسلمين، ومن بين المدعوين للحديث الدكتور محمد مرسي، ووزير الخارجية التونسي الحالي رفيق عبد السلام شلاكة.


    وعادة عندما أكون وحدي وسط تيار مخالف أطلب أن أكون آخر المتحدثين، ولاحظت أن مرسي يبني كلامه على وقائع غير دقيقة سياسيا وتاريخيا، واستأذنت الحضور في التعقيب على ما قال، ثم واصلت كلمتي حول المخاطر التي تنتظر مصر من استمرار حكم حسني مبارك، وشرح طبيعة حكمه، وكنت وقتها من أنصار التعاون بين الإسلاميين والقوميين العرب وقوى اليسار، وقد عبرت مرة عن هذا التوجه فانبرى قطب ماركسي مصري مدينا ذلك؛ باعتباره تعاون بين القوى الفاشية، وعلى الماركسيين مقاومته، والوقوف سندا لحسني مبارك لوقف ذلك 'الخطر الداهم'، وتبع ذلك بنشر مقال في جريدة 'الأهرام' بهذا المعنى وأرسل لي نسخة منه!!.
    وبعد انتهاء الندوة تحدث معي محمد مرسي، شاكرا ومعتذرا.. شاكرا تصحيح معلومات وردت في كلمته ومعتذرا عنها، وهو ما أكبرته فيه، وخرجت بانطباع؛ بأنه رجل مهذب فهو بسيط ليس مطلعا بما فيه الكفاية خارج نطاق تخصصه، أو خارج معارفه الإخوانية، ووقتها قارنته بالصديق كمال الهلباوي والشيخ الغنوشي والشاب رفيق شلاكه، وكان وقتها طالبا جامعيا مجتهدا؛ يعمل على الخروج بتوليفة إسلامية عروبية يفتح بها الآفاق أمام المشروع الإخواني، فيكون أكثر انفتاحا، وأقل تشددا، وأكثر انحيازا للناس. وقتها لم تكن المقارنة في صالح مرسي، وها أنذا أجده بعد ذلك الزمن الطويل لم يتغير كثيرا؛ ثقافته ومعرفته السياسية بدت محدودة بثقافة الإخوان المسلمين، وهي ثقافة يغلب عليها النقل والتلقين والحفظ، ولا علاقة لها بالاجتهاد أو إعمال العقل والتحليل، وهو أقرب إلى الواعظ منه إلى السياسي.


    ومثله يحتاج إلى جهد كبير؛ يخرجه من 'غيتو' التنظيم الحديدي الطيع، وقيد الجماعة السرية إلى آفاق أوسع تساعده على معرفة حدوده، وأن نطاق المسؤولية أوسع من مساحة التنظيم، وآفاق المواطنة أكبر من حجم الجماعة. وعليه أن يعمل مع شركاء الوطن على ملء فراغ غياب الدولة وضعف مؤسساتها، ويتنبه إلى أن الشعب بفئاته وقواه هو الوحيد القادر على ملئه، والرهان على غير ذلك حرث في البحر، وحتى يشق طريقه بشكل صحيح عليه الانطلاق من قاعدة 'تعالوا إلى كلمة سواء' كنهج وطريق للخروج من الأزمة.
    والمشكلة أن ذلك يبدو غير ممكن، فالكلمة السواء نهج أثبت نجاعته، لكنه نهج معاكس لطبيعة النهج 'القطبي' المتشدد؛ صاحب الكلمة العليا في مكتب الإرشاد، وصاحب مبدأ 'التمكين' الذي أعلنه الشيخ محمد بديع في أكثر من مناسبة، واختيار 'المغالبة لا المشاركة' قاعدة لذلك 'التمكين'، وأعطى الأولوية لمواجهة سلطات ومؤسسات لها تأثير بالغ في البنيان الديمقراطي، وهي سلطة القضاء والمؤسسة العسكرية وأجهزة الصحافة والإعلام. وتقود جماعة الإخوان المسلمين ومعها حزبها 'الحرية والعدالة' حملة ضارية ضد كل هؤلاء في وقت واحد، دون فرز أو تفرقة بين الصالح والطالح، وترك أمر هذه الحملة لـ'غلمان' اللجان الألكترونية من جهة، وخبراء السفسطة والتدليس من جهة أخرى ممن يقولون ما لا يفعلون.. 'كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون' سورة الصف.
    واختلط الحابل بالنابل، وفي صخب الحملة وضوضائها تم تجاهل رصيد القضاء لدى الرأي العام قبل الثورة. فمن ذا الذي ينسى وقفتهم ضد حكم مبارك، وتحملهم وطأة الخروج لأول مرة في الشوارع، وهم يرتدون الأوشحة تحديا له، وتعرُّضهم للأذى والسحل دون رحمة. وحتى حين استجاب الرئيس مرسي لمشورة مكتب الإرشاد، وعزل النائب العام، فبالقطع كان من بين من أشار عليه من يعرف مخالفة ذلك للدستور، وبينهم من يعلم أن قضية 'موقعة الجمل'، كانت في يد قضاة تحقيق كلفهم وزير العدل الأسبق وليس النائب العام مع كل المآخذ عليه!

    .
    وسبق للرئيس مرسي أن ألغى حكم المحكمة الدستورية العليا ببطلان انتخابات مجلس الشعب، وهناك من حوله من يعلم أن ذلك ليس من سلطاته، وكانت تلك هزيمته الأولى أمام القضاء، وجاءت الهزيمة الثانية بالتراجع عن عزل النائب العام، بجانب وجود نوايا غير مطمئنة ضد نائب رئيس الجمهورية، وهو قاض سابق، فمجرد أن ذكر في حواره مع رؤساء تحرير الصحف في الأول من تشرين الاول (اكتوبر) الحالي: 'أن جماعة الإخوان تسيء إلى الرئيس أكثر مما تخدمه'، في معرض تعليقه على ما صدر من الإخوان من 'عبارات مستفزة يدفع الرئيس ثمنها'، على حد قوله، ومع أنه واحد من أهل 'البيت الرئاسي' ارتفعت على الفور أصوات في 'الجمعية التأسيسية للدستور'؛ الخاضعة لنفوذ 'الإسلام السياسي' تنادي بإلغاء منصب رئيس الجمهورية، فهل هذا معقول!!
    والقوات المسلحة نالت 'جزاء سنمار'، ومهما كانت خطايا المجلس الأعلى للقوات المسلحة لا تبرر ذلك الموقف المعادي لكامل المؤسسة العسكرية، مع العلم أنه خلال شهر العسل الذي عاشه الإخوان المسلمون مع المجلس صدرت فيه كل القرارات المعيبة، التي أحيل بها الثوار إلى المحاكم العسكرية، وكل عمليات التصدي بالعنف المفرط للمظاهرات والاعتصامات، لم يسمع لهم أحد صوتا. ومن الممكن أن تتكشف الأسرار مع ظهور 'الصندوق الأسود' لفترة التعاون الإخواني مع المجلس العسكري.
    وفي شهر العسل ذاك لم يتح المجلس العسكري للثوار فرصة تنظيم أنفسهم، وذلك بالمبالغة في شروط تأسيس الأحزاب، وكانت قوى 'الإسلام السياسي' بفرقها وجماعاتها؛ المعتدلة والمتشددة والأمنية (بمعنى ما كان تابعا لجهاز أمن الدولة ويعمل لحسابه وما زال)، كانت الوحيدة القادرة على تلبية الشروط؛ بتنظيماتها الحديدية الطيعة، وإمكانياتها المالية غير المحدودة، وتمكن 'الإسلام السياسي' من الاستئثار بأغلب المقاعد البرلمانية، رغم أن القانون حظر تأسيس أحزاب على أساس مذهبي أو طائفي أو عرقي أو ديني.


    حصل 'الإسلام السياسي' على مبتغاه من المجلس العسكري، ثم استدار عليه يواجهه على أكثر من جبهة، أهمها جبهة سيناء، والضغط على القوات المسلحة من خلالها، جبهة الضغط على أجهزة الإعلام والصحافة والتعتيم على أخبار وتحركات القائد العام والأنشطة والتدريبات العسكرية؛ خاصة في صحف وفضائيات 'الإسلام السياسي'، وهذا أثار قلق قطاعات واسعة من الرأي العام.
    وكانت القوات المسلحة قد التزمت بنتائج الانتخابات وأقرت بشرعية رئاسة محمد مرسي، واحتفت به بما يليق، وحفظت له قَدرُه ومكانته، وأعلت من شأنه، واستقبله طنطاوي وعنان وكبار القادة وأدوا له التحية العسكرية الواجبة؛ كقائد أعلى لهم في احتفال مهيب أقيم في قاعدة 'هايكستب'؛ فور إعلان النتيجة وأداء القسم، ونقلوا إليه السلطة سلسة دون أن يعكر صفوها أحد.
    وذلك الانقلاب الإخواني على حليف الأمس، رغم خدماته الجليلة التي قام بها لصالحهم، ونجد في المقابل عدم تقدير القوات المسلحة في ذكرى انتصارها في اكتوبر بما يليق، حتى أن الرئيس مرسي لم يسمح للقائد العام ووزير الدفاع بالوقوف إلى جواره في سيارته المكشوفة أثناء طوافه أرجاء الاستاد، الذي أقيم به الاحتفال؛ لتحية الحاضرين. موقف غريب من الصعب فهمه أو تبريره.
    ويبقى موقفهم من الإعلام حتى الأسبوع القادم إن شاء الله.

    ' كاتب من مصر يقيم في لندن



    ------------------

    الآلاف يتظاهرون بميدان التحرير وسط القاهرة ضد الإخوان المسلمين

    2012-10-19




    القاهرة - يو بي اي:


    احتشد آلاف المتظاهرين بميدان التحرير وسط القاهرة، عصر اليوم الجمعة، للمشاركة في تظاهرة مليونية تحمل عنوان 'مصر مش عزبة'، حيث وصلت مسيرات من مختلف أنحاء القاهرة للمشاركة في التظاهرة.
    وانضم عدد كبير من أعضاء 'حركة شباب 6 أبريل'، وجماعة 'الاشتراكيين الثوريين'، وروابط مشجعي كرة القدم المعروفة بإسم 'ألتراس'، إلى التظاهرة، فيما رفع المتظاهرون لافتات 'عيش .. حرية .. إسقاط التأسيسية'، 'ثوار أحرار حنكمل المشوار'، و'يسقط الخونة المتأسلمين .. يسقط يسقط تجار الدين'، و'يسقط يسقط حُكم المرشد' في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
    وفي سياق متصل يتظاهر آلاف المصريين بمحافظة الأسكندرية الساحلية ضد هيمنة جماعة الإخوان المسلمين على الدولة المصرية، ويحتشد المتظاهرون بمحيط مسجد القائد إبراهيم وعلى كورنيش المدينة.
    كانت عدة مسيرات انطلقت بعد صلاة الجمعة اليوم، من مناطق بالقاهرة الكبرى استعداداً لتظاهرة حاشدة بميدان التحرير بوسط العاصمة تحت إسم 'مصر مش عزبة' لرفض هيمنة جماعة الإخوان المسلمين على البلاد.
    وتحرك عشرات المتظاهرين في مسيرة من ميدان مصطفى محمود بحي المهندسين جنوب القاهرة، فيما تحرك المئات من أمام مسجد الخازندارة بحي شبرا شمال القاهرة، و انطلقت مسيرة من مسجد السيدة زينب باتجاه ميدان التحرير.
    و انضم إلى تظاهرة مسجد السيدة زينب ممثلون عن أحزاب 'الدستور'، و'التحالف الشعبي الاشتراكي'، و'المصري الديمقراطي الاجتماعي'.
    ويطالب المتظاهرون بحل الجمعية التأسيسية للدستور، وبمحاكمة قتلة متظاهري الثورة المصرية، وفرض ضرائب تصاعدية، ووضع حد أدنى للأجور لا يقل عن 1500جنيه (حوالي 250 دولارا)، وفرض تسعيرة إجبارية على السلع الأساسية وتأميم الصناعات الاحتكارية كالحديد والأسمنت، ومحاكمة المتورطين في أحداث تظاهرات يوم الجمعة الماضي التي حملت إسم 'كشف حساب'.
    وردد المتظاهرون هتافات، 'يسقط يسقط مرسي مبارك'، و'اتنين مالهمش أمان العسكر والإخوان'، و'يا مواطن يا مسكين ضحكوا علينا باسم الدين'، و'مرسي بيه يا مرسي بيه كيلو اللحمة بـ100 جنيه'، و'بيع بيع بيع الثورة يا بديع'، في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع.
    ورفع المتظاهرون علم مصر، ولافتات كتب على بعضها 'لا للتأسيسية' و'مصر لكل المصريين'.
    وتمثِّل تظاهرات استكمالاً لتظاهرة مليونية 'الحساب' التي قامت بها القوى المدنية يوم الجمعة الفائت لمحاسبة مرسي على تعهَّده بحل 5 أزمات يعانيها المواطنون خلال المائة يوم الأولى من توليه منصب رئيس الجمهورية رسمياً، وهي أزمات (رغيف الخبز، والنظافة، والأمن، والمرور، والطاقة).



    --------------------

    'قداسة' أدبيات حسن البنا في عيون أتباعه..
    جابر قميحة في كتاب جديد عن الإمام:
    محمود قرني
    2012-10-19



    ما زالت شخصية الإمام حسن البنا وتراثه الخطابي النظري والتنظيمي عناصر تمثل إلهاما مستمرا لكثيرين من مريديه . ولاشك أن هذه الصورة قد تعاظمت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ، عقب صعود نجم حركة الإخوان المسلمين الى سدة الحكم وكأن نبوءة الإمام البنا تتحقق اليوم على ارض الواقع ، بعد مرور أكثر من ثمانين عاما من التأسيس والعمل الجبهوي والتنظيمي . غير أن الضجيج السادر حول خطاب الجماعة تنظيرا وتنظيما لايعني بحال أنه خطاب على درجة من الشيوع تسمح له بالسيطرة المجتمعية الكاملة ، ربما العكس هو الصحيح . فأدبيات الجماعة لا زالت تمثل أقنوما خاصا لا يجعل منها أكثر من غيتو إجتماعي تبدو فكرة سيطرته الكاملة على العقل المجتمعي كضرب من الوهم الذي لايقل خطلا عن أوهام حكام الشمولية والقمع والفساد الذين أسقطتهم الثورة سقوطا مدويا . غير أن أنصار الخطاب الانتقائي الذي يتذرع بالعصمة ، حتى عندما يصدر من أكاديميين مرموقين يظل في حاجة إلى نقاش لما يبدو فيه من تناقضات أقلها احتقار المنهج العلمي في قراءة الخطاب النقدي سواء كان خطابا سياسيا أو ثقافيا او مجتمعيا .
    وقد وقع في يدي كتاب ضخم للدكتو جابر قميحة أحد الأكاديميين ، وأحد كوادر جماعة الإخوان المسلمين ، يتناول الملامح الفنية والجمالية لأدبيات حسن البنا . والعنوان الذي يبدو عميقا مؤثرا وفضفاضا يدفع للقراءة واللهاث خلف تلك المعايير الجمالية التي نسعي الى استخلاصها من مثل هذا التراث ـ الخطابي في الأغلب ـ والذي يفتقر ، بحكم طبيعته ، الى تلك المعايير الجمالية التي يشير إليها عنوان الكتاب ، سوى باعتباره خطابا تحريضيا بالأساس .
    ويبدو أن المشكلة الحقيقية ليست في تراث البنا ، رغم الاختلاف الجذري مع أفكاره التي تقوم ـ في معظم الأحوال ـ على التمييز بين عناصر الأمة على أسس ومعايير تناهض معايير الدولة الحديثة وعلى رأسها معيار المواطنة ، في أمة تتشكل وتقوم على الاختلاف الديني والتعدد اللوني وربما العرقي ، هذا إذا سلمنا بالمعايير التي استنتها الدولة الحديثة للنهوض بفكرة للمواطنة . أما المشكلة فتكمن لدى بعض الباحثين في تلك التصورات الأخلاقية التي لا تمت بصلة الى النقد العلمي أو المنهجي رغم أنهم يقفون في صفوف الأكاديميين ، وأعتقد أن كتاب الدكتور قميحة يقع هذا الموقع لعدة أسباب:
    أولا: يتناول المؤلف وقائع غير موثقة منسوبة الى الإمام حسن البنا في معظم الكتاب وهي وقائع تعتمد على مشاهدات المؤلف أو على ما سمع من أقران ورفاق الإمام أو من نقلوا عنه.


    ثانيا: اعتماد قميحة على إصدار أحكام قيمية على خطب ومقالات لم يتضمنها الكتاب في معظم الأمثلة التي ساقها وبالتالي بدت تلك الأحكام كأنها قراءات في الفراغ وأبلغ مثال على ذلك تلك الأحكام البلاغية والفكرية التي ينسبها المؤلف للإمام بمناسبة نقده لكتاب طه حسين مستقبل الثقافة في مصر حيث قال ان الإمام لم ينقد الكتاب بأفكار من عندياته بل نقد بعضه ببعضه فكان يقول جملة من إحدي الصفحات ثم يقول إن الكاتب يناقضها بجملة أخري في صفحة تالية أو سابقة ، غير أن قميحة لم يقدم لنا مثالا واحدا على تلك الجمل التي استخلصها الإمام من كتاب طه حسين هذا رغم أن المؤكد بقاء كتاب مستقبل الثقافة في مصر وامتداد تأثيره الى لحظتنا الراهنة بينما ذهبت انتقادات الإمام الى مستقرها .
    فكتاب العميد يلخص موقفه من بناء الدولة الحديثة لا سيما في النظام التعليمي الذي وضع الكتاب أهم أسسه لا سيما تأصيله لفكرة التعليم المدني التي تناهض أفكار الإمام حول التعليم الديني الطائفي بطبيعته والذي يناهض خلق العقل العلمي المدني المتجانس والمتطلع إلى اجتياز حقول العلوم الحديثة على اختلاف مصادرها ، بعيدا عن المرجعية الكهنوتية التي تخضع جميع الظواهر للتأويل الغيبي الميتافيزيقي .


    ثالثا: شيوع الأوصاف الفضفاضة التي تناهض المنهج الأكاديمي حول شخصية الإمام لدرجة تكاد تصل به الى مراتب الأولياء الصالحين وأصحاب الكرامات وربما الرسل في بعض الأحيان.
    وليس لنا اعتراض على ما يراه المؤلف في شخصية الإمام فهو حقه وشأنه ، ولكن المنهجية تقتضي مقدمات تعقبها أسباب ونتائج وهو ما لم يحدث حيث اكتفى المؤلف بإ يراد بعض الحكايات غير الموثقة التي دفعته لإطلاق أوصاف مجانية ليس لها ما يؤازرها.

    رابعا : الخطل الذي يدفع بعض تيارات اليمين الديني بالتحديد الى تكريس ما يرفضونه على المستوى المنهجي.
    ففي الوقت الذي يرفض فيه هذا التيار مناهج النقد الغربي والواقعية الاشتراكية يكرسون فيه لما يسمونه ' النقد الإسلامي' و ' الأدب الإسلامي' وهي فكرة تستهدف توسيع دائرة نظرية النقد العربي التي توقف نموها الى دائرة أوسع تتواشج مع فكرة الإمامة حيث النهوض بالأمة الإسلامية وليس العربية وحدها وهي فكرة أيديولوجية بالأساس أوقعت أصحابها في مآزق غير منتهية منها إضفاء قيمة كبرى على الأدب الوعظي والأخلاقي والخطابي في الرواية والقصة والشعر وفي معظم الفنون وكان من نتيجة ذلك أن احتفى هذا التيار بالقيم الإبداعية الرجعية التي تجاوزها الفن في كل مرجعياته ، وهي في الإجمال لأسماء خارج نطاق العملية الإبداعية داخل لغتها وكانت ولا زالت عديمة التأثير ، وفي المقابل أساء هذا الاحتفاء للأسماء الكبرى والمؤثرة حقيقة في تاريخ الانواع الأدبية العربية الحديثة.
    يتأكد هذا الاتجاه\

    عبر العديد من هذه المؤلفات . ويدلنا الدكتور جابر قميحة على الموقف ذاته ليس في منهجية كتابه فحسب ولكن بإجمال ما يوجهه من انتقادات للمدرسة الحديثة في الادب . يقول في صفحة 67 من كتابه إن هؤلاء ـ يقصد المحدثين ـ سلكوا الى هذه الغاية سبلا لا تؤدي إليها ولا تفيد فيها ومن هذه السبل: الإسراف في التقليد الأوروبي والإعجاب بأدب الغرب إعجابا جعلهم ينصرفون عن محاسن لغتهم والغلو في التشكك واتخاذ الفروض حقائق مسلمة تبنى عليها نتائج ثابتة لتنقض آراء الأقدمين والزراية بالأسلاف والبحث في هدم العقائد الأدبية الثابتة ، التحلل من قواعد الأخلاق والإبهام والغموض ، وهذا في الإجمال ما يسميه قميحة التجديد المدمر الهدام ويطرح في المقابل ما يقول إنه الأصول الصحيحة المثمرة مثل: الابتكار في الأغراض والمعاني والأخيلة والأساليب ، تمجيد السلف ، نزاهة البحث ، كمال الاستقراء ، وحسن الاستقصاء وخدمة الأخلاق والفضيلة.
    هذه هي الروشتة التي تقوم على فروض أخلاقية لا تمت للمنهج العلمي بأدنى صلة وتعيد الأدب والفنون بعامة الى عصر ما قبل النقد إذا صح هذا التعبير كمرادف لمصطلح عصر ما قبل الدولة وهما لا يخلوان ـ على أية حال ـ من وشائج. ولا يكاد المرء أن يفهم شيئا إزاء تلك المواصفات التي افترضها قميحة كمدخل للأديب المنشود . فلم يضرب لنا مثلا واحدا على مايقول ممن صنفهم باعتبارهم كتابا إسلاميين . فالمتأمل لفكرة الغرض الشعري سيجد أنها لدي هؤلاء في أقصي مراحل تقليديتها ولم تقترح بأي معني أشكالا يمكنها أن تدفع بالمزيد من الحيوية والتجديد الى جسد الشعر العربي ، وهو أمر ينطبق على بقية الفروض التي قدمها المؤلف ، في الوقت الذي بدا فيه حديثه عن تأثر الإبداع العربي بالمقولات والأشكال الغربية دون تمحيص كلاما ملقي على عوانه لأنه لم يقدم دليلا واحدا عليه فضلا عن أن ما قدمه الإبداع العربي في أشكاله المستحدثة والتي تم أخذ بعضها عن الغرب قد تجاوز الغرب نفسه لدي بعض كاتبيه من المبدعين العرب .


    وما من شك أن شخصية الإمام حسن البنا إحدي تلك الشخصيات الكاريزمية في عصرنا الحديث ويقف بتأثيره العميق والواسع الى جانب اكبر الأسماء المؤثرة في عصرنا . فالرجل رحل عن دنيانا عام 1949 ولا زال تراثه حيا وفاعلا وتزداد دائرة مريديه يوما بعد يوم.
    كل ذلك يستوجب درجة أكبر من التوقير لتراث الرجل أولا ولعقول المتعاملين مع هذا التراث من داخل المؤمنين به ومن خارجهم ، لكن على هؤلاء المتحدثين باسمه التخلي عن التعامل معه باعتباره أقنوما مقدسا لأنه يحمل بين جنباته الخطأ والصواب ، وهو في النهاية حديث لبشر مثلنا يخطئ ويصيب ، ويؤخد منه ويرد ، ولن يصدق أحد أن البنا أو غير البنا قد حصل على مرتبة المعصومية.
    أما ما قدمه الدكتور قميحة فيذهب بعيدا عن مسلك العلم وأظن أنه كان يعول على معرفة افتراضية يعلم بها يقينا كل قارئ لكتابه ، هذه المعرفة تفترض تسليما بخوارق المتحدث عنه دون نقاش او تساؤلات وهو تصور محافظ من جانب ورومانسي من جانب آخر وقاصر من جانب ثالث لأنه يفترض أن الكتاب لن يطالعه سوى محبي هذا القطب الكبير ولا يتصور أبدا اتساع هذه الدائرة لتشمل المختلفين معه ومع إمامه على حد سواء ، لذلك بدا الكتاب تعضيدا لمعصومية زائفة و كقول بغير معروف .

    ومن أسف أن معظم هذه الكتب تعول على العقل العام الذي تشكل في إطار السلطة الدينية المقدسة بطبيعة الحال وهو ما يوفر الكثير من العصمة والحماية لكثير من الأعمال التي تتم كتابتها تحت تأثير هذه القداسة بينما حقيقة الأمر ان هذا الكتاب وأمثاله لا يملكان أدنى عصمة من النقد لأنهما لا يمثلان الدين بحال والكاتب والمكتوب عنه لا يملكان أية قداسة ، فهما من البشر الفانين الذين يصيبون ويخطئون وهذا لا يقلل من الاحترام المكفول لكليهما فالأول أكاديمي مرموق سيطر عليه المريد والثاني زعيم سياسي مؤثر قبل أن يكون حاملا لراية دينية ، وقد أكدت خطى حركة الإخوان التاريخية انها تنظيم سياسي خالص يرفع شعارات دينية ، تشهد على ذلك التحالفات السياسية الواسعة التي انخرطوا فيها منذ اعلانهم حركة أو جمعية حتى توليهم السلطة بعد الخامس والعشرين من يناير ، وهو أمر لن نخوض فيه لأنه ينأى عن موضوع الكتاب.
    بقي القول أن هذا الكتاب ضم ثلاثة أبواب الأول: في السيرة والمسيرة والثاني تحت عنوان الأبعاد والمنهج وتناول فيه المؤلف الخطابة الترجمة الرسائل المقال والقصة أما الباب الثالث فجاء تحت عنوان من الطوابع والملامح الفنية حيث اشتمل على خمسة فصول هي: مراعاة المقتضي التصوير البياني الأسلوب والأداء التعبيري براعة التمثيل والاستشهاد والعاطفة هذا بالإضافة الى ما أسماه المؤلف: كلمة أخيرة: وثبت المصادر والمراجع.
    يقع الكتاب في 821 صفحة من القطع الكبير وصدر عن دار النشر للجامعات بالقاهرة.




                  

10-22-2012, 04:47 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    ا
    21102012071329.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وقفة احتجاجية للصحفيين أمام الشوري

    ضد انتهاكات حرية الصحافة ووقف عبد الرحيم

    21/10/2012 08:19:30 م




    كتب محمد راضى ‮ ‬ومحمد إسبتان‮:‬


    ‮> ‬وقفة احتجاجية للصحفيين امام مجلس الشورى
    نظم عشرات الصحفيين وقفة‮ ‬احتجاجية ظهر امس امام مقر مجلس الشوري اعتراضا علي قرار‮ ‬د‮. ‬احمد فهمي رئيس المجلس والمجلس الاعلي للصحافة‮ ‬بوقف جمال عبد الرحيم رئيس تحرير جريدة الجمهورية‮. ‬شارك في الوقفة صحفيو الصحف القومية والحزبية والخاصة و شددوا علي رفضهم التام للانتهاك الصارخ الذي تعرضت له حرية الصحافة المصرية ورفع المتظاهرون لافتات تندد بقمع الصحفيين و تقييد حرية الرأي و التعبير‮ . ‬ومن جانبه قال عبد الرحيم‮ ‬‮" ‬انا لا اطمع في مناصب شخصية فانا وكيل نقابة الصحفيين ولكن ماحدث هو انتهاك لحرية الصحافة وفي حق مصر لانه انتهاك صارخ للقانون الذي يؤكد علي حق المتضرر من نشر خبر ما ان يرسل ردا الي الصحيفة وفي حالة عدم النشر يلجأ الي المجلس الاعلي للصحافة الذي يخاطب بدوره نقابة الصحفيين مؤكدا ان وقف رئيس تحرير سابقة خطيرة وهذا لم يحدث في ظل النظام السابق‮.‬
    وقال انه ليس من حق لجنة الصحافة والصحفيين بالمجلس الاعلي للصحافة ان تناقش هذا الامر الذي يعود الي نقابة الصحفيين فقط مؤكدا انه جاهز للتحقيق امام النقابة وتقديم الادلة التي تثبت انه علي حق


    ----------------------

    خواطر

    من وراء انتخاب الكتاتني رئيساً‮ ‬للحرية والعدالة؟

    21/10/2012 08:34:15 م




    جـلال دويـدار [email protected]






    تابعت باهتمام بالغ‮ ‬الفقرة التليفزيونية التي قدمها في برنامج القاهرة اليوم مساء أول أمس الإعلامي اللامع عمرو أديب مع الزميل الصحفي محمد شردي حول وقائع انتخابات رئاسة حزب‮ »‬الحرية والعدالة‮« ‬الحاكم باسم جماعة الإخوان المسلمين‮. ‬وكما هو معروف فقد اسفرت عن فوز الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل بحكم الدستورية العليا بغالبية أصوات الجمعية العمومية التي حضرها ما يقرب من‮ ‬800‮ ‬عضو ضد منافسه القيادي الإخواني البارز د.عصام العريان‮.‬
    اعجبتني جدا الحرفنة الإعلامية في تناول الموضوع والتي تمثلت في الإصرار علي الوصول الي الهدف المحدد للفقرة والذي كان محل تساؤل كل المهتمين بالشأن السياسي‮. ‬اتسم الحوار بعمليات كر وفر ومحاصرة الضيوف بالاسئلة والاستفسارات لمعرفة محصلة ما جري في ظل ما أحاط بعملية الانتخابات من مظاهر ديمقراطية‮. ‬كانت الحقيقة التي جمع الزميلان الإعلاميان من اجلها كل الخبرة الصحفية تتركز في معرفة عما اذا كان اختيار رئيس حزب الحرية والعدالة بالإرادة الحرة للناخبين أعضاء الجمعية العمومية أم بناء علي توجيهات‮ »‬جهاز التنظيم‮« ‬للجماعة باعتبار ان هذا الحزب هو ذراعها السياسي‮.‬


    كان الحوار سجالا بالأخص بين مختار نوح‮ ‬المحامي المعروف والقيادي الإخواني السابق وأحد الأعمدة القيادية في نقابة المحامين وبين د.سعد عمارة عضو مجلس شوري جماعة الإخوان مع احترامي لباقي ضيوف الفقرة‮. ‬فهمت من كلام أحمد نوح الذي كان عضوا مقربا من قيادة جماعة الإخوان السابقة لسنوات أن‮ »‬جهاز التنظيم‮« ‬كان وراء فوز الكتاتني علي أساس درجات الولاء ووفقا لضوابط الفقه الحاكمة بالجماعة‮.. ‬بينما نفي د.عمارة أي تدخل‮ ‬من جانب مكتب ارشاد الجماعة مبديا دهشته من ذكر ما يسمي‮ »‬بجهاز التنظيم‮« ‬مؤكدا أنه كانت هناك حرية كاملة للناخبين في المفاضلة بين المرشحين‮. ‬وقد حاول كل من عمرو أديب ومحمد شردي دفع‮ ‬نوح إلي تسمية المسيطر علي جهاز التنظيم ولكنه أصر علي عدم الافصاح أو التوضيح ورغم ذلك فقد فهم من سياق النقاش أن المهندس خيرت الشاطر الذي يتولي مسئولية تفعيل فقه الجماعة هو العقل المسيطر علي هذا الجهاز‮.


    رغم أنه لم تكن هناك صراحة بين المتحاورين الرئيسيين مختار نوح ود.سعد عمارة فقد جاء اختتام الفقرة المميزة إعلاميا وصحفيا بما يؤكد الاقتناع بأن قيادة جهاز التنظيم بجماعة الإخوان قد لعب دورا رئيسيا في حسم نتيجة الانتخابات رغم كل ما احاط بها من نزاهة‮. ‬وفي هذا المجال فإن أحدا لا يمكن أن ينكر حق الجماعة باعتبارها صاحبة حزب‮ »‬الحرية والعدالة‮« ‬الذي كانت وراء تأسيسه أن تأتي بقيادة له تعكس فكرها واتجاهاتها‮.‬

    ---------------------

    في الصميم

    الگتاتني‮.. ‬ولم الشمل‮!!‬

    21/10/2012 09:03:43 م




    جلال عارف galal. [email protected]



    في أول تصريح له بعد انتخابه رئيساً‮ ‬لحزب والحرية والعدالة،‮ ‬دعا الدكتور سعد الكتاتني لحوار بين حزبه وباقي القوي الوطنية لتخطي الأزمة التي نشبت علي خلفية أحداث جمعة‮ »‬كشف الحساب‮« ‬ثم عاد ليحدد الدكتور البرادعي وحمدين صباحي وعبدالمنعم أبوالفتوح كأطراف رئيسية في الحوار الذي يدعو إليه‮.


    الحديث عن الحوار أمر طيب ولكن الحوار له شروط ومتطلبات‮.. ‬وتجاوز الازمة يبدأ بأن نحدد الخطأ ونحاسب المسئول عنه‮.. ‬ولست أريد أن أنكأ الجراح،‮ ‬ولكن أحداث جمعة كشف الحساب لا يمكن التهاون معها لمصلحة كل الاطراف،‮ ‬لأن التهاون هنا سوف يفتح أبواب جهنم علي الجميع،‮ ‬ولأن تحمل المسئولية هنا هو وحده الذي ينقذ مصر من خطر الانقسام المدمر ومن شبح حروب الميلشيات‮.‬
    أمر آخر لابد من التعامل معه بجدية إذا اردنا تخطي الازمة،‮ ‬وهو أن الثقة مفتقدة بين كل الأطراف،‮ ‬والتجربة في العمل المشترك كانت مؤلمة والرغبة في الاستئثار بالسلطة أطاحت بتوافق كان ممكناً‮ ‬لو خلصت النوايا ولو حافظنا علي الشراكة التي تعمدت بالدم أثناء الثورة‮.. ‬ثم سقطت أمام إغراء السلطة والرغبة في الاستحواذ علي كل مقدرات الوطن‮.‬


    أمر طيب ان يتحدث الدكتور الكتاتني بهذه اللهجة التصالحية التي تختلف عما تعودنا سماعه من بعض رموز حزبه من دعوات للصدام وإساءة للخصوم‮.. ‬وللحلفاء،‮ ‬وحتي لرئاسة الجمهورية حين كانوا يتسابقون للحديث باسمها‮!!‬
    لكن الدكتور الكتاتني يدرك بلاشك ان اختراق جدار الشك يتطلب جهدا كبيراً‮ ‬من الجميع،‮ ‬وأن استعادة الثقة تتطلب الافعال اكثر من الاقوال،‮ ‬وان‮ »‬لم الشمل‮« ‬لا يمكن ان يتحقق إلا إذا اقتحمنا جوهر الخلاف وهو‮ »‬الدستور‮« .. ‬نقطة البدء وفصل الخطاب هو دستور لكل المصريين يحقق التوافق،‮ ‬ويضمن الدولة الحديثة القائمة علي المساواة والديمقراطية وسيادة القانون‮.‬
    هذه هي نقطة البدء وفصل الخطاب‮.. ‬فهل أنتم مستعدون؟

    --------------


    لإخوان يهاجمون مرسي في صحيفتهم بسبب خطابه إلى رئيس إسرائيل واعتباره صديقا وفيا
    حسنين كروم
    2012-10-21


    القاهرة -'القدس العربي'

    أبرز ما في صحف مصر يومي السبت والأحد، كانت الزلزال غير المباشر الذي أحدثه انذار الجيش لمن يحاولون الإساءة إليه وتصفية الحسابات معه من خلال نشر الأخبار عن منع قائده العام السابق المشير طنطاوي ورئيس أركانه السابق الفريق سامي عنان من السفر والتحقيق معهما، وأن قادة وضباط وصف ضباط وجنود الجيش لن يقبلوا بهذه الإهانة، والانذار كان موجهاً بالدرجة الأولى لجماعة الإخوان وللرئيس نفسه، وأن لعبة تبادل الأدوار بين الجماعة والرئيس بأن تهاجم الجماعة وحزبها الجيش ويدافع الرئيس عنه، مكشوفة، وقد ظهر اثر الانذار في تصريحات للرئيس بأنه يتصل بكل من طنطاوي وعنان ويستشيرهما في بعض الأمور، رغم انه لم ينشر أي خبر من قبل عن مثل هذه الاتصالات، بل لم يقم الرئيس بدعوتهما لحضور الاحتفال بانتصارات أكتوبر في استاد ناصر، بينما تم توجيه الدعوة الى عدد من الذين سجنوا بتهمة التخطيط لقتل السادات صاحب الانتصار، ونشرت الصحف عن زيارة الرئيس لمحافظة مرسى مطروح، وفورا الى ما لدينا من قضايا هامة في صحف الامس:

    اسرار انتخابات رئاسة الاخوان وفوز الكتاتني

    ونبدأ بنتائج انتخابات رئاسة حزب الحرية والعدالة، وفوز سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق بالرئاسة إذ حصل على نسبة سبعة وستين في المائة من أصوات أعضاء المؤتمر العام، بينما حصل منافسه صديقنا الدكتور عصام العريان على ثلاثة وثلاثين في المائة، وفي الحقيقة فان النتيجة كانت محسومة مقدما لصالح الكتاتني لأن مكتب الارشاد والمرشد وهم من أنصار التشدد وينتمون إلى تيار المرحوم سيد قطب لا يريدون عصام العريان المحسوب على تيار المرحوم عمر التلمساني، والذي غادر عدد كبير من أنصاره الجماعة وبقي هو، وهو ما دفع عصام الى محاولة الاقتراب من فكر هذه المجموعة على خلاف قناعاته الفكرية، فظهر في صورة المتشدد والعدواني لينال ثقتها، ولكن، هيهات، هيهات، وكانت النتيجة انه أصبح هدفاً في مرمى نيران خصوم الجماعة الذين كانوا يحسبونه على المعتدلين، ثم جاءت تصريحاته عن أن مكالمات النائب العام مسجلة في رئاسة الجمهورية لتوقع الرئاسة في حرج شديد، بعد أن أرسل النائب العام طلباً للرئاسة يستفسر فيه عن المنصب الذي يشغله عصام في الرئاسة، ومدى صحة ما قاله، لأن التسجيل بدون إذن من القضاء والنيابة جريمة، وسارع المتحدث باسم الرئاسة الدكتور ياسر علي بنفي وجود أي تسجيلات، وأن العريان لا يعبر عنها، كانت النتيجة تقدمه للرئيس باستقالة من هيئة مستشاريه، ليمنع الحرج عن الرئاسة بعد أن طالب البعض بمحاكمة الرئيس بتهمة التجسس على المكالمات أو إقالته مثلما حدث في أمريكا مع رئيسها الاسبق ريتشارد نيكسون عندما تكشفت فضيحة 'ووتر جيت'، عندما تنصت على مقر الحزب الديمقراطي وحتى لا يتم تقديمه للمحاكمة قدم استقالته، وكان رسم زميلنا بـ'أخبار اليوم' والرسام الموهوب مصطفى حسين عن النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، جالساً على قلعة لحراستها، وهي القضاء حصن الشعب.

    مرسي يعين صديقه نائبا لمحافظ الاسكندرية

    ظهر الاستياء في الإسكندرية، بعد قرار الرئيس بتعيين صديقه وزميله في جامعة الزقازيق والقيادي الإخواني وأستاذ الأشعة الدكتور حسن البرنس نائبا لمحافظ الإسكندرية، رغم انه كان قد تسبب في أزمة للرئيس عندما نشر محادثة بين الرئيس وبين حمدي وهيبة رئيس الهيئة العربية للتصنيع أدت إلى إقالته من منصبه، لأن وهيبة عرض على مرسي نسبة خمسة في المائة من الأرباح لأن مبارك كان يحصل عليها.
    وقد كذب وهيبة الواقعة من أساسها ورفع دعوى ضد البرنس وكذبتها رئاسة الجمهورية ايضا، ولذلك بدا غريبا قرار الرئيس مكافأته بهذا المنصب، الذي ترتب عليه ان تعرضت الإسكندرية ومعها شمال الدلتا إلى زلزال، صحيح انه لم تقع خسائر أي لم تسقط بيوت، لكن في اليوم التالي سقط طابقان من مصنع نسيج بمنطقة كوبري الناموس بالرمل، ولم يقع ضحايا لأن المصنع كان في اجازة، ولكنها على كل حال مقدمة نرجو أن يحمي الله منها أهالي الإسكندرية، بعزل البرنس قبل أن يقع زلزال مدمر هذه المرة. والله الموفق والمستعان.

    الرئيس والنائب العام ومحاولات اخونة القضاء

    والى المعارك الدائرة حول مشكلة النائب العام وإقالة الرئيس له ثم تراجعه عنه وقول زميلنا محمد هيبة رئيس تحرير مجلة 'صباح الخير' القومية: 'الغريب والمثير أن محاولات الصدام المستمرة بين الرئاسة والقضاء تأتي من خلال مستشارين قانونيين كان لهم حديث وباع طويل في سلك القضاء، وهم من أعلام المنظومة القضائية، وهم الآن في وضع يسمح لهم بأن يشيروا على الرئيس ومؤسسة الرئاسة بقانونية ودستورية قراراته.
    ولكن بدلا من أن يفعلوا ذلك وقعوا في فخ السياسة والتسييس، وزينوا للرئيس قرارات غير دستورية وغير قانونية تؤدي إلى الصدام الحاد بين الرئيس والقضاء مرة امام المحكمة الدستورية، والثانية أمام النائب العام الذي حصنه الدستور والقانون بأنه غير قابل للإقالة أو العزل، ولذا فالغريب والأغرب أن تذبح مؤسسة القضاء بيد أبنائها أو من الذين كانوا أبناءها، وأصبحوا الآن في مواقع السلطة التنفيذية، وهم في هذه الحالة أخطر على مؤسسات الدولة من أي شخص عادي، لأن رجل القانون عندما يخطيء ويزين الباطل على أنه حق فوزره وزران وحسابه أشد من حساب السياسي العادي أو الذي لم يكن من المنظومة القضائية.
    الأخطر من ذلك أن يبادر بعض الذين يأتمرون الآن بأمر الجماعة بتهديد النائب العام حسبما قال هو أن رئيس مجلس القضاء الأعلى المستشار حسام الغرياني - الذي تم أخونته مائة بالمائة، والمستشار أحمد مكي وزير العدل - الذي نال مكافأته بتعيينه وزيراً للعدل بعد مواقفه الموالية للإخوان ولـ'الحرية والعدالة' في مواجهة المحكمة الدستورية العليا بعد حكمها بحل مجلس الشعب قد قاما بتهديده بضرورة قبول قرارات الرئيس وهي مسألة خطيرة جداً لأنها تأتي بأيدي قضاة سابقين والمفروض أنهم يقيمون العدل ويرسون دولة القانون'.

    الشرك الذي نصب للرئيس باقالة النائب العام

    ويوم الأربعاء في 'الوطن' - اليومية المستقلة - أراد صديقنا والنائب الأول السابق لمرشد الإخوان المسلمين السابق خفيف الظل محمد مهدي عاكف المساهمة بقدر ولو ضئيل في المعركة بقوله: 'من الذي أشار على الرئيس أن يصدر قراراً بإقالة النائب العام فيدخل بذلك في أزمة مع القضاة في هذا التوقيت وهل حدثت الأزمة كنتيجة تلقائية للقرار، أم كانت شركاً نصب له بليل حتى تكون هناك ثورة للقضاة يضطر الرئيس حيالها خلال أقل من ثمانية وأربعون ساعة الى التراجع عن قراراه ليعود النائب العام لعده بطلاً؟ صحيح أن الإقالة كانت ولا تزال أحد مطالب القوى الثورية منذ تنحية المخلوع لكن ما هكذا تورد الابل قبل كلام كثير حول تبرير ما حدث لكنه لم يكن في المجمل مقنعاً، بل آثار من السلبيات أكثر مما أثار من الايجابيات، هناك من يريد أن يلقي باللائمة على مستشاري الرئيس، نعم هم يتحملون جزءا من المسؤولية لكن القرار في التحليل الأخير يتحمل مسؤوليته الرئيس، وكان عليه أن يتأنى ويحسب كل التبعات والآثار التي سوف تترتب عليها نفس المشكلة حدثت حين اتخذ الرئيس قراراً بعودة انعقاد مجلس الشعب الذي صدر قرار بحله من المحكمة الدستورية العليا واضطر الى التراجع عنه بعد قرار الدستورية ببطلان قراره، من صاحب قرار حشد الإخوان يوم الجمعة الماضي '12 أكتوبر' في ميدان التحرير رغم أن بعض القوى الثورية أعلنت قبلها بحوالي أسبوعين أنها سوف تحشد تظاهرة في نفس المكان تحت لافتة 'جمعة كشف الحساب'؟ ألم يفكر أحد من قيادات الجماعة أن هذا الوضع ربما أدى إلى اشتباكات عنيفة ودموية؟'.

    اولوليات على الرئيس معالجتها قبل النائب العام

    طبعاً، الدكتور حبيب يلقي المسؤولية على قيادات كبرى جدا في الجماعة ومكتب الإرشاد لا يريد التصريح بأسمائهم أيضاً في نفس اليوم في 'الأهالي' لسان حال حزب التجمع، قال عضو المكتب السياسي ووزير التموين في حكومة الدكتور كموال الجنزوري، الدكتور جودة عبدالخالق: 'نرجو أن تكون المؤسسة الموقرة وعلى رأسها الرئيس قد تعلمت بعضاً من دروس فن الحكم ومسؤولياته وأول هذه الدروس أن يكون لديها نظام للأولويات، أين تغيير النائب العام من الأولويات بالنسبة إلى متطلبات المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد؟ النائب كانت ومازالت تنتظر من الرئيس حسم ملف الأمن في سيناء وهذا لم يحدث رغم كل الإعلانات والتصريحات التي صدرت عن الرئاسة منذ وقعت مجزرة رفح في رمضان الماضي، الشعب لا يعرف بالضبط إلى أي حد تم السيطرة على الوضع الأمني، ثم هناك برنامج المائة يوم والانجاز المتواضع الذي تحقق فيه، هذا كان يقتضي من الرئيس تكثيف كل جهده للوفاء بالوعد الذي قطعه وعلى أساسه تم انتخابه، لكن بدلا من ذلك اشتبك الرئيس مع القضاة ولكن ينقذ مرسي ما بقي من رصيده السياسي مطلوب منه تحديد الأولويات بدقة بدلا من ادخال البلاد في أمور ضررها أكثر من نفعها.

    ليس سخطاً على ابن سلام بل حقد على الإسلام

    لا، لا، هذه هجمات ليست لوجه الله والوطن، وإنما لوجه الشيطان ولحسابه، لإسقاط حكم الرئيس المسلم، والجماعة المؤمنة، وقول زميلنا محمود عيسى في 'اللواء الإسلامي'، التي تصدر اسبوعيا عن مؤسسة 'أخبار اليوم' القومية: 'كل ذلك ليس حبا في النائب العام أو المشير من قبله بقدر ما هو كراهية في متخذ قرار الإبعاد وهو الرئيس محمد مرسي لا لشيء إلا لأنه ينتمي على حزب وجماعة ومرجعية إسلامية ولو كان غير مرسي الإسلامي قد اتخذ هذه القرارات لغنوا له كما غنوا من قبل لمن دبر خروجاً مهيباً للفقيه الرمز عبدالرازق السنهوري باشا من منصب النائب العام تماماً كما فعل قوم عبدالله بن سلام الدين وصفوه بأنه عالمهم وابن عالمهم وسيدهم وابن سيدهم وعظيمهم وابن عظيمهم وعندما علموا أنه أعلن إسلامه اتهموه وفي نفس اللحظة يعكس ما كانوا يمتدحونه به!
    ليس سخطاً على ابن سلام بقدر ما هو كراهية وحنقاً وحقدا على الإسلام، يوم بعد يوم، وحدث تلو حدث، تسفر رموز هذه القوى المدعية عن وجهها القبيح ويتأكد لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أن هدفهم الرئيسي هو إفشال الرئيس وحزبه وجماعته وكل الإسلاميين، ولو على حساب الوطن والمواطن، وكل القيم التي يدعون المطالبة بها أو الدفاع عنها'.
    والله كلامه معقول لكن استخدام تشبيه قوم عبدالله بن سلام، الكافر الذي تحول إلى الإسلام فهاجمه قومه، ماذا يقصد بالضبط وهو يحلل الهجوم على الرئيس المسلم؟
    هل تتذكرون حكاية الدبة وإلقائها الحجر على وجه صاحبها، وهل هذا تشبيه يصح أن يستخدمه صحافي لم يكن من الإخوان ثم تحول إليهم فجأة؟ وهو تشبيه لم يستخدمه الإخوان الإصلاح ابنا عن أب عن جد.

    هذا رئيسنا يا زعماء الناصرية الأبطال

    ثم نتحول الى 'المصريون' في نفس اليوم لنجد صاحبنا شعبان عبدالرحمن، وقوله مخاطباً المستشار أحمد الزند وخالد الذكر. 'هذا رئيسنا يا رئيس نادي القضاة بشهادة المستشار عبدالمجيد 'منتهى التفهم واحترام القضاء' وهذا رئيسنا يا زعماء الناصرية الأبطال 'واضح جدا حيال حماية استقلال القضاء' واحترامه للقضاة والهيئات القضائية' فماذا عن زعيمكم سفاح العصر وجلاد القرن، هل نسيتم مذبحة القضاء والعدوان الهمجي على المستشار عبدالرازق السنهوري شيخ القضاة المصريين عبر التاريخ، ألا تستحيون؟!
    هذا ما فعله رئيسنا - رئيس مصر الحديثة مع المستشار عبدالمجيد محمود فماذا فعل رئيسكم الزعيم 'جمال عبدالناصر' مع القضاة والمستشارين؟
    أهانهم وسجنهم وعذبهم بل وقتلهم شر قتلة ألم يقتل القطب الجليل عبدالقادر عودة على حبل المشنقة؟ وأسوق هذا جانبا من شهادة المستشار الدكتور علي جريشة يرحمه الله تعالى فيما يتعلق بمشهد مماثل لموقف المستشار عبدالمجيد محمود، ولكنه شتان بين موقف الرجلين فهذا نائب عام من صنع رئيس خلعه شعبه وطالب الشعب وكنتم في طليعة المطالبين بإقالته ثم عندما تم تغييره برضا منه فإذا بكم تنتهزونها فرصة لتقيموا مناحة عن استقلال القضاء.
    أما الرجل الثاني فهو مستشار تشهد له محاريب العدالة بالنقاء والنزاهة والعدل ولكنه قال 'ربي الله' فاقتاده 'عبدالناصر' الى السجن الحربي وأترك له المجال ليروي شهادته في مذكراته 'تنشر ها مجلة 'المجتمع' الكويتية' التي تركها للدنيا وسيرويها أمام محكمة القضاء الإلهي يوم القيامة'.

    توضيح حول الثلاثي القومي زمن عبدالناصر

    إييه، إييه، وهكذا يعيدنا شعبان عبدالرحمن، إلى التاريخ، ويضطرنا للرد والتوضيح بعد أن تأكدت انه ليس شعبولا، خاصة حادثة الفقيه الدستوري ورئيس مجلس الدولة المستشار عبدالرازق السنهوري واستدعاء حادث تعرضه للاعتداء عليه من جانب متظاهرين في أزمة مارس سنة 1954 مؤيدون لبقاء مجلس قيادة الثورة، والذين يذكرون هذه الحادثة، ينسون ظروفها وملابساتها، فأولا السنهوري كان منتمياً لحزب الهيئة السعدية، الذي انشق عن حزب الوفد عام 1939 بزعامة أحمد ماهر باشا ومحمود فهمي النقراشي باشا وإبراهيم عبدالهادي باشا، والثلاثة كانوا وهم شبان من أصلب العناصر في ثورة مارس سنة 1919 بقيادة الزعيم خالد الذكر سعد زغلول باشا، المتوفى في 23 أغسطس سنة 1927 وتولى رئاسة الحزب بعده خالد الذكر مصطفى النحاس باشا، وكان أحمد ماهر يتزعم التنظيم السري للثورة ومعه النقراشي وعبدالهادي وقاموا باغتيالات عديدة للجنود البريطانيين وصفحاتهم في الوطنية والنزاهة والأمانة ونظافة اليد فوق أي تشكيك، لكن رئيس الديوان الملكي علي ماهر باشا وشقيق أحمد الأكبر، أقنعه بالانشقاق على الناس، بعد أزمة عارضة خاصة بتعلية سد أسوان، وغيره، وشكلوا ما سموه حزب الهيئة السعدية - نسبة إلى سعد زغلول - وتحولوا إلى جانب الملك ضد الوفد وأصبحوا من أحزاب الأقليات العميلة للملك، وتولى عبدالرازق السنهوري وزارة المعارف العمومية التي تعرف الآن باسم التربية والتعليم، وكانت خصومته مع الوفد لا تزال مشتعلة عندما قامت ثورة يوليو 1952 وقبل قيامها كانت الوزارة قد حلت مجلس النواب والشيوخ بسبب سيطرة الوفد عليها في أعقاب فوزه الكاسح في انتخابات ديسمبر 49، يناير 1950 وكان الملك قد أقال وزارة النحاس في السابع والعشرين من يناير 52 في أعقاب حريق القاهرة، وتوالت الوزارات بعدها لدرجة أن الملك أقال وزارة أحمد نجيب الهلالي باشا بعد تلقيه رشوة نصف مليون جنيه من رجل الأعمال وقتها أحمد عبود باشا بعد ان بدأ الهلالي باشا في تعقبه، المهم، انه بعد عزل املك فاروق في 26 يوليو 1952، برزت مشكلة من يخلفه على العرش، وتم صرف النظر عن عدد من الأمراء لأن له ولد من ناريمان هو أحمد فؤاد، وكان عمره أكثر من عام بشهور، وهنا ينص الدستور على تعيين مجلس وصاية على العرش من أعضاء يعينهم مجلس النواب وهو ما كان يتطلب عودة البرلمان الوفدي لكن السنهوري ومعه وكيل مجلس الدولة المستشار سليمان حافظ وكان ينتمي الى الحزب الوطني الكاره للوفد وللنحاس، أفتوا لمجلس قيادة الثورة، وكان على رأسه اللواء محمد نجيب بأن ثورة قامت والثورة لها فقهها وقانونها وبالتالي لا تلتزم بالدستور.

    الفقيه القانوني العملاق
    الذي وضع دساتير العراق والكويت

    ولا تستدعي مجلس النواب، ويمكنها تعيين مجلس وصاية، طبعاً ألغى هذا بعد ذلك وإعلان الجمهورية، أي أن هذا الفقيه القانوني العملاق، والذي وضع دساتير العراق والكويت فيما بعد احتكم الى ميوله السياسية لا الى الدستور، سواء كان صوابا أو خطأ، لأن ما يعنينا هنا هو تطويعه الدستور والقانون لما يخالفهما نصاً وعندما اندلع الخلاف بين رئيس الجمهورية اللواء محمد نجيب وبين باقي أعضاء مجلس قيادة الثورة وعلى رأسهم جمال عبدالناصر - آسف - قصدي خالد الذكر، كان هناك اجتماع برئاسة السنهوري في مجلس الدولة لمناقشة قضية لا علاقة بها بالصراع، وتردد انه سوف ينحاز الى محمد نجيب وعودة الجيش إلى ثكناته، وتحركت مظاهرة عمالية اتجهت للمجلس بزعامة رئيس الاتحاد صاوي احمد الصاوي الذي كان يطلق عليه اختصارا اسم صوصو، من باب الهجوم، وهتفت لبقاء الثورة والجيش، وأرادوا الهجوم على الغرفة التي كان فيها الاجتماع، وهنا اختلفت الروايات، ما بين من قالوا انه لم يتم الاعتداء عليه، وأصيب وهو يحاول النجاة من الوقوع، وهي رواية صديقنا الراحل، إبراهيم فرج باشا، في كتاب ذكرياتي السياسية الذي قمت بإعداده، وكان يلقب بابن النحاس رغم انه مسيحي؟
    ثم تولى منصب سكرتير عام حزب الوفد عند إعادته في فبراير 1978، كما ان رواية المرحوم صلاح الشاهد في مذكراته - ذكرياتي في عهدين - وكان يعمل في القصر الملكي ثم استمر مع خالد الذكر في الديوان وكان من المقربين جدا إليه، متوافقة مع رواية إبراهيم فرج، المهم ان خالد الذكر زار السنهوري وطيب خاطره، ثم صدر قانون العزل السياسي الذي حظر على من تولى مناصب وزارية قبل الثورة ان يتولى مناصب قيادية، ولأن السنهوري كان وزيرا للمعارف في وزارة السعديين فتم عزله من رئاسية مجلس الدولة، أي لم يتم عزله لسبب خاص، ومع ذلك تم تعيينه في جامعة الدول العربية عندما كان عبدالخالق حسونة باشا أميناً عاماً لهاو بطلب من عبدالناصر، ومارس عمله بحرية كاملة، والسفر للعراق والكويت للمساهمة في وضع دساتيرهما، والذي يؤكد أنه لم يكن هناك موقف من السنهوري باشا، انه لم يتم اعتقاله مثلا، بينما اعتقله صديقه الصدوق وشريكه في فتوى فقه الثورة المستشار سليمان حافظ وكيل المجلس، لأنه طالب أثناء العدوان الثلاثي لحل مصر سنة 1956، بقبول تنحي عبدالناصر وكتابه طلب مع آخرين بذلك.
    هذه هي قضة مجلس الدولة، وعبدالرازق السنهوري التي يرددها الإخوان ومن ينافقونهم للرد على حكاية إقالة الرئيس مرسي للنائب العام، أي انهم يستندون على ما يعتبرونه جريمة أو خطأ لتبرير جريمتهم، أو خطأهم، دون أن يناقشوا أسباب تراجع الرئيس عن قراره، ويريدون التغطية على الجريمة التي ارتكبوها منذ شهرين عندما ارسلوا الآلاف لمحاصرة مبنى مجلس الدولة، اثناء نظر قضية هل الجمعية التأسيسية للدستور والتهديد بالاعتداء على القضاة، وضرب رافعي الدعوة، وتصريحات قياداتهم التي تتوعد إذا صدر حكم لا يرضون عنه، وهكذا أجبرونا على تخصيص مساحة كبيرة من التقرير لأحداث تاريخية، لكنها ضرورية حتى يفهم القارئ غير المطلع على حقائق الأحداث التي يبنون على أساسها مواقفهم الحالية وحتى يكتشف القارىء أما جهلهم أو - والعياذ بالله - سوء نيتهم، والله الموفق والمستعان.

    بكري يتهم الاخوان
    والرئيس بفتح الحرب على الجميع

    وإلى المعارك التي تزداد اشتعالا حول الرئيس وبسببه ولا تلوح في الأفق أي بادرة لانتهائها، أو التخفيف منها، بل كل المؤشرات تؤكد اشتدادها، مع كل قرار يتخذه الرئيس أو أحد مستشاريه ومساعديه وجماعة الإخوان، فقد قال عنه زميلنا وصديقنا مصطفى بكري يوم الأربعاء في 'الوطن': 'يبدو أن حالة الارتباك والخوف من سقوط حكم الإخوان دفع الرئيس وجماعته إلى إعلان الحرب على الجميع، لم يفرقوا بين الحلفاء والمعارضين.
    بدأوا حرب تصفية الحسابات مبكراً، أطلقوا لجانهم الالكترونية لنشر الأكاذيب والادعاءات، استخدموا قواتهم المحمولة براً لقطع الطريق وإرهاب الإعلاميين، دفعوا بميليشياتهم لمطاردة الثوار في ميدان التحرير وراحوا ينشرون قوائم على الانترنت لإحالة أعداد كبيرة من أصحاب الفضائيات والإعلاميين ورجال الأعمال إلى جهاز الكسب غير المشروع على ذلك أن يردعهم ويدفعهم إلى طلب الصفح بدلا من تشويه السمعة، والانتظار شهوراً حتى يحصلوا على براءاتهم من القضاء!! فالرئيس الفرعون أصبح هو صاحب السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية 'إن أمكن' مصر بالنسبة له هي الجماعة ومقر الاتحادية الحقيقي موجود في المقطم وليس في مصر الجديدة وأمن مصر القومي لا يجب أن يتعارض مع ايديولوجية الأممية، ومقار التنظيم الدولة بالخارج لها أولوية حتى على السفارات المصرية في شتى دول العالم!'.

    مرسي رئيسا.. ليس لكل المصريين

    ويوم السبت قام زميلنا في 'الأهرام' كمال جاب الله بمهاجمة نائب رئيس الجمهورية محمود مكي معبرا عن خيبة أمله فيه ثم استدار فجأة للرئيس ليقول: 'أما خيبة الأمل في هذا الاسبوع الحافل بالأحداث الجسام فهي قطعا من نصيب أداء الدكتور محمد مرسي نفسه حيث أبى غرور السلطة ولا نقول مقتضياتها أن يثبت للمصريين أنه رئيس بحق للجميع بدا تعالي الدكتور مرسي وصمته المطبق عن مواساة وتضميد جراح 140 مصابا من الثوار الذين أريقت دماؤهم الذكرية على يد ميليشيات الجماعة في جمعة كشف الحساب لتتحول المليونية إلى كابوس أسود!
    وعندما خطب الرئيس في الجنود يوم الاثنين الماضي لم يتطرق من بعيد أو من قريب الى هذه الجريمة النكراء بل تذكر بالخير الملك فيصل، الموقع الالكتروني لمركز اخبار مصر ارتكب فضيحة من العيار الثقيل عندما قام بشكل مفاجىء بحذف استطلاع الرأي الخاص بتقويم أداء الرئيس ربما لنتيجته السيئة ووضع مكانه السؤال: ما هو تقييمك لقرار تأجيل الدوري، كما قام الموقع باستئصال الاستطلاع تماما من قائمة الاستفتاءات السابقة حتى لا يعرف له اثر ولا يطلع أحد على نتيجة التصويت الصادمة، ومنعاً لإحراج وزير إعلام الجماعة مع مؤسسة الرئاسة!'.

    غضب شديد من خطاب مرسي لبيريس

    لكن أخطر هجوم حدث ضد الرئيس يوم السبت فقد جاءه من جريدة حزبه 'الحرية والعدالة' اذ عبر أحد مديري تحريرها زميلنا محمد مصطفى عن غضبه الشديد من صيغة الخطاب الذي أرسله الرئيس إلى شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي لاعتماده ترشيح السفير سيد الأهل سفيرا لمصر في إسرائيل، واستخدامه كلمة الصديق الوفي للتعريف بنفسه وهو ما شكل إحراجا شديدا للجماعة وللرئيس قال مصطفى: 'بوضوح وصراحة وشفافية قولة واحدة لا ثاني لها: أخطأ الرئيس مرسي خطأ جسيماً، وعليه أن يعتذر علانية للشعب المصري لا تبرير لا دفاع لا اختلاق أعذار، لا مسكنات شعبية لا تعللات بروتوكولية، لا تفسيرات تآمرية، كل المطلوب أن يتحلى الرئيس بشجاعة نعرفها عنه وثقة في الشعب يعرفها عنا ويعتذر لنا عن هذا الخطأ الكارثي ويعلن عن المسؤول عن ذلك الإهمال الجسيم و'العمى السياسي' الذي لا يرفق بين خطاب لدولة معادية وبين 'طلب صداقة' على فيس بوك محمل بالورود والدباديب وبوسة! سيدي الرئيس لقد أخطأت، وأنا أحملك شخصياً المسؤولية وفي انتظار اعتذارك'.

    بين مبارك والسادات ومرسي

    ويذكرنا ذلك بحكاية الستينيات، وما أدراك ما الستينيات التي قالها الرئيس في ميدان التحرير ليدشن أول هجوم له بعد انتخابه، ضد خالد الذكر، ثم فوجىء بأن شبحه يطارده في كل مكان يسافر إليه، ليجده أمامه، وآخر دولة زارها بدعوة من رئيسها كانت أوغندا، ومقابلة رئيسها يوري موسيفيني، وبحث معه علاقات البلدين، وقد نشرت 'الأهرام' يوم الثلاثاء الماضي حديثا معه أجراه زميلانا أمين محمد أمين ومروة توفيق، قال فيه يوري عن علاقات مصر ببلاده على ضوء زيارة مرسي.
    'نعم، مبارك كان مشغولا بمن أرادوا الإطـــــاحة به، ومشـــكلة السادات ومبارك انهما اتخذا اتجاها آخر غير عبدالناصر، مبارك لم يكن معاديا لأفريقيا، لكنه توجه اكثر لأمريكا، لقد اتفقت مع الرئيس مرسي على زيارة مصر في يناير القادم'.

    عبدالناصر قرب افريقيا من مصر

    أيضاً أجرى زميلنا يحيى غانم رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال حديثا مع يوري نشرته مجلة 'المصور' التي تصدر عن المؤسسة قال فيه يوري: 'انظر إلى ما فعله عبدالناصر في الخمسينيات من تأسيس رابطة قوية مع افريقيا وإطلاقه واحتضانه لحركات التحرر وتوفير مركزا لها في حي الزمالك بقلب القاهرة، ولكن هذا النهج من التقارب تراجع مع وفاة ناصر ومجيء السادات ومن بعده مبارك وفي الحقيقة فإن مبارك لم يكن يضمر موقفاً معادياً لأفريقيا ولكنه كان يولي معظم الجهد والوقت للعلاقات مع الغرب'.
    ما شاء الله، ما شاء الله، عبدالناصر هكذا غير مسبوقة بخالد الذكر يا يوري؟
    المهم، ان من المثير معرفة رد فعل الرئيس مرسي عندما يسمع من القادة والزعماء في العالم مثل هذا الاعجاب بخالد الذكر والاعتراف بفضله، ومكانته؟
    هل سيزيد ويعترف بأنه سيقلده، أم سيقول، نعم وهو كان عضوا في الإخوان وسياسته تنفيذا لتوجيهات حسن البنا؟، وأن عبارات ما أدراك ما الستينيات، كان يعني بها، عظمة ما تم في الستينيات.

    بيريس الصديق الوفي لمرسي!

    ثم نعود إلى الإخوان وقضية خطاب مرسي لرئيس إسرائيل واعتباره صديقه الوفي، وهو ما يشكل إحراجا ما بعده إحراج للمحظورة سابقا والحاكمة حاليا، وصاحبه شعار، خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود، إذ قال زميلنا في 'الحرية والعدالة' علاء البحار يوم الأحد في ثاني هجوم له بعد هجوم زميله محمد مصطفى.
    'لا أعرف كيف خرج علينا الدكتور ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة ليؤكد صحة خطاب الدكتور مرسي الى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وقال بكل بساطة أن الخطاب بروتوكولي حيث يوجه الى كل دول العالم بلا استثناء، وكأن ثورة لم تقم، وكأن عداء ودماء بيننا وبينهم جفت وكأننا استرددنا القدس وحررنا فلسطين وأخذنا بثأر أسرانا الذين سفكت إسرائيل دماءهم غدرا.
    ألا يعرف الدكتور ياسر علي أن أحد أهم أسباب ثورتنا هو عمالة النظام السابق للأمريكان وتواطؤهم مع الصهاينة، وأن الثورة جاءت لتدمر كل ما أفسده هذا النظام، فكيف تستمر بروتوكولات نظام المخلوع في التعامل مع إسرائيل كما هي، كان الأجدى ان تقترح على سيادة الرئيس أن يخرج ليعتذر عن هذا الخطاب الكارثة، بل ويحقق مع المسؤولين عن هذا الخطأ الجسيم في وزارة الخارجية أو في مؤسسة الرئاسة، ويأمر بإعادة صياغة خطاب جديد كي لا يتكرر الخطأ نفسه، فليس معقولا ان نساوي في خطابنا بين دول عربية وإسلامية شقيقة واخرى لنا معها تاريخ طويل من العداء والحروب'.
    لا، لا، هذا ظلم من الإخوان لرئيسهم، ذلك أن خطة القضاء على الكيان الصهيوني، لا تغيير فيها، فبدلا من مهاجمتهم من سيناء، سنرسل جيشنا إلى تركيا ليهاجم سوريا ويسقط نظام الأسد.
    كما أنبأنا بذلك المستشار السياسي للرئيس الدكتور سيف عبدالفتاح، ثم يتقدم من سوريا ويحرر الجولان وينزلق من الهضبة إلى شمال إسرائيل، ويحتلها، وهي خطة مضمونة النجاح بعد فشل خطة صدام حسين في احتلال الكويت ومنها إلى تحرير فلسطين، لكن السؤال المهم، هو:
    هل تم عرض الخطاب أولا على الرئيس أم لا؟!


    -------------------

    الكتاتني: حزب الحرية والعدالة يعتمد على القاعدة الشعبية المنظمة للاخوان
    لم يستبعد تحالفا سياسيا مع السلفيين او الليبراليين

    2012-10-21




    القاهرة - من مروة عوض: قال محمد سعد الكتاتني الرئيس الجديد لحزب الحرية والعدالة -الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر- إن الحزب سيسعى للحصول على أغلبية في البرلمان من خلال التحالف مع منافسين محاولا بذلك تبديد مخاوف من أن تتمخض الانتفاضة على الحكم الاستبدادي عن انفراد الإسلاميين بالمشهد السياسي.
    وانتخب حزب الحرية والعدالة الكتاتني (61 عاما) رئيسا له أمس الجمعة ليحل محل محمد مرسي الذي اصبح أول رئيس منتخب لمصر.
    ومنذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي تصدر الإسلاميون المشهد السياسي في البلاد بفضل مهاراتهم التنظيمية ومواردهم المالية التي لا يضاهيهم فيها منافسوهم الليبراليون واليساريون.
    لكن أثناء عمل أول برلمان بعد الإطاحة بمبارك -والذي تم حله بحكم قضائي في يونيو حزيران الماضي- كان بعض النواب الليبراليين ينسحبون من الجلسات أحيانا بسبب ما اعتبروه خطوات ترمي إلى إقحام أجندة تشريعية سلامية دون اكتراث بالمجتمع المصري باطيافه السياسية المتعددة.
    وفي مقابلة مع رويترز هي الأولى له بعد توليه رئاسة الحزب تعهد الكتاتني بتبني نهج سياسي أوسع قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة التي قال إنها قد تجرى بحلول مارس آذار 2013.
    وأضاف الكتاتني قائلا 'نريد أن يكون تفاعلنا مع القوى السياسية أكبر لأننا أحيانا نعمل ويستفيد من عملنا الجميع لكني كنت أستشعر أنه لو كان هناك مشاركة قبل اتخاذ هذه القرارات وكان هناك مشاركة أوسع في اتخاذ القرارات لكن ذلك أراح الآخرين.'
    وقال الكتاتني -وهو أستاذ في علم الأحياء الدقيقة- 'كان هناك أناس يعترضون فقط لأنهم لم يكونوا جزءا من عملية اتخاذ القرار. نحن نسعى لتغيير ذلك.'
    ولم يستبعد الكتاتني تشكيل كتلة مع حزب النور السلفي والأحزاب الليبرالية لكنه شدد على أن أي تحالف سيقوم على السياسات المشتركة وليس الافكار.
    وقال ان حزبه يهدف من خلال التحالف مع قوى سياسية أخرى إلى الحصول على أغلبية 50 زائد 1) في البرلمان الجديد. لكن اضاف انه سيكون هناك هذه المرة برنامج شامل يضعه أعضاء التحالف مما يضمن لكتلة الأغلبية أن تتعاون داخل البرلمان فور انتخابها.
    ومضى قائلا 'الأغلبية التي نسعى إليها في البرلمان هي أغلبية يمثلها برنامج بغض النظر عن مكونات هذه الأغلبية.'
    وتولى الكتاتني رئاسة أول برلمان جرى تشكيله بعد الإطاحة بمبارك وهو برلمان قصير العمر هيمن عليه حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفي.
    ويشعر الكثير من المصريين والجماعات الحقوقية بقلق إزاء الدستور الجديد الذي يصاغ حاليا ويرون أنه يجب ألا يفرض رؤية إسلامية على المجتمع لا تتماشى مع اختلاف الانتماءات العقائدية في مصر.
    غير أن هذه العملية تعرقلها خلافات بين الإسلاميين والليبراليين وغيرهم في الجمعية التأسيسية المعنية بصياغة الدستور والمكونة من 100 عضو.
    وتقول مصادر بالإخوان المسلمين إن حزب الحرية والعدالة يتحمل الآن مسؤولية الحكم ويعول الكثيرون على الكتاتني الذي انضم إلى الجماعة في 1979 لتحويله إلى حزب أقل اعتمادا على الدعم اللوجستي والمالي والسياسي من الإخوان.
    وقال الكتاتني إن القاعدة الشعبية للحزب لا تعتبر واسعة أو موحدة مثل قاعدة الإخوان المسلمين ومن ثم فإن الحزب لا يزال يعتمد على الجماعة في حشد أعداد كبيرة أثناء الانتخابات.
    وأضاف أن الإخوان المسلمين يمكنهم حشد أعداد ضخمة في أماكن عامة في غضون ساعة واحدة لكن حزب الحرية والعدالة لا يمكنه ان يفعل ذلك حتى الآن مشيرا إلى أن الحزب يريد دعم الإخوان المسلمين له لكن دون التدخل في اتخاذ قراراته وهذا ممكن.
    وفي الانتخابات البرلمانية السابقة اعتمد الحزب بشكل كامل على الدعم من جماعة الإخوان المسلمين في كسب تأييد الناخبين مما أدى إلى حصول الإسلاميين على تأييد بلغ حوالي 70 بالمئة.
    وقال الكتاتني أنه يعتزم السفر إلى أوروبا لإقامة علاقات مع الاحزاب السياسية الراسخة في دول مثل بريطانيا وألمانيا.
    واضاف أن حزب الحرية والعدالة يريد الاستفادة من خبرات الأحزاب الأخرى في العالم وسيبدأ في إقامة علاقات على الصعيدين الإقليمي والدولي للاستفادة من خبرات أحزاب رائدة في برلمانات دول أوروبية مثل بريطانيا وألمانيا


    ----------------------

    تأجيل التحقيق مع العريان بتهمة سب الاعلامية جيهان منصور

    2012-10-21




    القاهرة - أ ش أ:

    قرر المستشار أحمد الركيب رئيس النيابة 'بنيابة استئناف القاهرة وتحت إشراف المستشار مصطفى سليمان المحامي العام الأول للنيابة' الأحد تأجيل جلسة التحقيق مع الدكتور عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في البلاغ المقدم ضده من الاعلامية جيهان منصور والتي تتهمه فيه بسبها وقذفها على الهواء مباشرة لجلسة الثلاثاء بناء على طلب محاميه عبدالمنعم عبدالمقصود.


    حضر العريان لمقر النيابة بدار القضاء العالي بصحبة محاميه وطلب عبدالمنعم عبدالمقصود إثبات اعتراضه على حضور محامي الاعلامية جيهان منصور جلسة التحقيق، كما طلب تأجيل جلسة التحقيق لحين الاطلاع على البلاغ المقدم من الاعلامية جيهان منصور ضد موكله.


    وطالب دفاع العريان باستخراج صورة رسمية من التحقيقات التي أجريت مع الإعلامية جيهان منصور في النيابة وكذا الحصول على صورة طبق الأصل من الاسطوانة المدمجة المقدمة من قبل دفاع الاعلامية المذكورة بجلسة التحقيق السابق للاطلاع عليها.


    وقرر رئيس النيابة التأجيل لجلسة الثلاثاء لاستئناف التحقيقات، وتسلم العريان صورة رسمية من البلاغ المقدم ضده والتحقيقات مع جيهان منصور والاسطوانة المدمجة المقدمة من دفاع الاعلامية، فيما بلغ بالحضور لمقر النيابة تمام الساعة الواحدة ظهر الثلاثاء
                  

10-23-2012, 04:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    561139_472481096118951_747563220_n6.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






    كاتب بصحيفة الاخوان يهدد الإمارات بالتدخل بشؤونها الداخلية وتشجيع المعارضة..

    رسالة مرسي لبيريس تثير المصريين
    حسنين كروم
    2012-10-22



    القاهرة - 'القدس العربي'

    كثيرة هي المواضيع الاعلامية في الصحف المصرية وينافس بعضها بعضا بحيث أجد صعوبة في تقديم أحدها على الآخر، مثل حضور الرئيس المناورة البحرية - انتصار البحر 45 - بمناسبة عيد البحرية ونشر جريدة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' الخبر في صفحتها الثالثة، وتكرمت بذكر اسم قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح السيسي وحضوره مع الرئيس، حتى يتعرف عليه قادة وضباط وجنود الجيش. وواصلت عدم ذكر اسم الفريق صدقي صبحي رئيس هيئة أركان الحرب لأنها لا تريد أن تشهره.
    كما سارع رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير التي تصدر 'الجمهورية' و'المساء'، مصطفى هديب إلى عقد مؤتمر نفى فيه ما ذكره رئيس تحرير 'الاسبوع' زميلنا وصديقنا بأن مطبعة المؤسسة عطلت طبع الجريدة بسبب حديثه مع المشير طنطاوي، وقال ان هناك عطلا بسبب بعض الزنكات، ولم يحدث تأخير وأن المؤسسة تكن احتراما شديدا للقوات المسلحة وأن الذي أنشأها هو جمال عبدالناصر، دون ان يسبقه بخالد الذكر. كما فوجئت مساء الأحد على قناة القاهرة والناس بإعلان متكرر عن صحيفة 'الأهرام' وظهور رئيس تحريرها زميلنا عبدالناصر سلامة يلقي ما يشبه المحاضرة عن الوضع الاقتصادي ويقوم بالإشارة الى ان كلام الرئيس عن الشركات التي عليها متأخرات مالية أدى الى مشكلة. وقام عدد لا بأس به من الصحافيين بالتظاهر أمام مجلس الشورى احتجاجاً على قيام رئيسه الإخواني أحمد فهمي بعزل رئيس تحرير 'الجمهورية' زميلنا جمال عبدالرحيم من منصبه، وتصعيد الأطباء لإضرابهم، وتظاهر لاعبي كرة القدم أمام القصر الجمهوري احتجاجا على عدم استئناف الدوري العام، وأخبار الحجاج وأسعار لحوم العيد.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

    الإخوان وموقفهم المتناقض من القومية العربية

    ونبدأ بما كادت الشيخوخة والمرض والشيطان قبلهما، أن ينسونا حكاية الإخوان المسلمين وموقفهم من الدول الوطنية والقومية والوحدة العربية، والتي حاول عدد منهم إبرازها. وأهمهم الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الجماعة، وذلك في إطار الرد على الهجوم الذي شنه ضدهم الشيخ عبدالله زايد وزير خارجية الإمارات، وكنا قد أكدنا انه لا شأن لنا من قريب أو بعيد بهذه المعركة التي بدأها مبكرا الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي، عندما دشن حملات اتهم فيها الإخوان بالتآمر، ثم أحالت السلطات ستين من رعاياها إلى محكمة الجنايات قالت انهم من الإخوان وتم ضبطهم يتآمرون على الدولة، وهم لا يؤمنون بالدولة الوطنية.
    ذلك أن معركتنا سواء ضد الإخوان أو التيار الإسلامي عموما هي أساسا بسبب عدائهم الصليبي للقومية العربية، والدعوة للوحدة بين شعوبنا، وإقامة دولة عربية موحدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، فيدرالية أو كونفيدرالية، تحكمها أحزاب رأسمالية أو اشتراكية، أو بين بين، أو بها أي اتجاه اقتصادي، هذا ما يختاره الناس في انتخابات ديمقراطية، والدعوة للوحدة قادتها وضحت من أجلها، أجيال متعاقبة، لأنها تعكس حقيقة وجود شعب واحد ممزق يسعى لجمع أشلائه في كيان سياسي موحد، ولم يخلق القومية بعثيون أو ناصريون أو غيرهم، لأنها ليست حزبا سياسيا ولا مذهباً اقتصادياً، ولذلك تتصادم مع دعوتين، أخرييين الأولى، الإقليمية التي يدعو أصحابها إلى الاكتفاء بالدولة الوطنية التي نشأت في العالم العربي خاصة بعد الحرب العالمية الأولى، وما تلاها، ومنها دول كان لها وجود تاريخي قديم مثل مصر واليمن والعراق التي كانت معروفة باسم - ارض السواد، ونشأت حضارات قديمة على أرضها، ومنها دولة حديثة كما حدث في الشام وتقسيمها أو مقسمة وتوحدت مثل السعودية وليبيا، وهذه الدول سواء التي نشأت حديثا أو القديمة أرادت تدعيم استقلالها الوطني والبحث عن هوية تميزها.
    والدعوة الثانية قادها دعاة عودة الخلافة الإسلامية، ممثلة في الدولة العثمانية والتي ألغاها رسمياً عام 1924 مصطفى كمال أتاتورك، لكن هذا التيار كان ضعيفا لأنها عمليا كانت دولة الخلافة لا وجود سياسي حقيقي لها، وقضى عليها أصحابها أنفسهم في تركيا وأداروا ظهرهم للعالم الإسلامي واتجهوا إلى أوروبا.


    والذي يوضح مدى عمق إيمان الشعوب العربية بقوميتها، أن الدعوة للوحدة العربية هزمت دعاة الإقليمية وهم في عنفوان قوتهم، عندما انتشرت الدعوة القائمة على أساس القومية العربية، لا الدين أو العرق أو غيره، لأنها تشمل الجميع، وتم الانتصار رسمياً، باتفاق الدول العربية السبع، التي نالت استقلالها الحقيقي أو الشكلي على إنشاء جامعة الدول العربية، لتكون الإطار الذي يجمعها والسير بها نحو وحدتها القومية، هذه الدول السبع كانت مصر والعراق وكانتا خاضعتين للاحتلال البريطاني ولهما استقلال شكلي منذ عام 1936 والمملكة العربية السعودية، والمملكة المتوكلية اليمنية - أي دولة - السعودية - يحكمها المذهب الحنبلي المسمى خطأ الوهابي، والثانية تحكمها أسرة شيعية تنتمي إلى المذهب الزيدي، وهو الأشد قرباً إلى أهل السنة، وكذلك سورية ولبنان وإمارة شرق الأردن، والتي تأسست بعد الحرب الأولى، وكل دولة عربية كانت تحصل على استقلالها تسرع بالانضمام إلى الجامعة العربية، وهو ما حدث مع ليبيا التي كانت مقسمة لثلاث وحدات سياسية، ومع السودان الذي كانت مصر تعتبره جزءا منها، ثم تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا، أي بمجرد تأسيس الدولة الوطنية كانت في اليوم التالي تسرع للانضمام الى الإطار القومي الأوسع، وكانت هذه الظاهرة صدمة شديدة، لدعاة الإقليمية، ولدعاة العودة للخلافة، وحتى لا نغرق في التاريخ، وان كنت أجد من الضروري توضيح، او التذكير بالأسس التي تقوم عليها الخلافات السياسية الآن، خاصة بعد أن حقق أعداء القومية العربية من دعاة الخلافة انتصارات مدوية وأثبتوا وجودا سياسيا حقيقيا، ويستحقونه عن جدارة، ولكن مشكلتهم انهم يسيئون تفسير ما حدث، ومواقف من انتخبوهم، وذلك عندما يعتقدون أنهم سوف يتقبلون منهم كل ما يطرحونه عليهم، دون أن يعلموا أن الذين انتخبوهم لم يفعلوا ذلك إلا باعتبارهم ضد الأنظمة الفاسدة، والاعتقاد انهم غير فاسدين وسيقيمون نظاما نظيفا يحقق مصالحهم، وانهم سيكونون تحت الاختبار، أما أن يثبتوا أن لهم مشروعا اقتصاديا يحقق ديمقراطية حقيقية كالموجودة في أوروبا وأمريكا وإسرائيل والهند.

    حكاية الخلافة الإسلامية
    ومعاداة الوحدة العربية وانكارها

    أما حكاية الخلافة الإسلامية ومعاداة الوحدة العربية وانكارها، فلم تكن في ذهن أي فرد انتخبهم في مصر أو ليبيا أو تونس أو المغرب أو انتخبهم من قبل في الأردن واليمن، ولذلك كانت تصريحات المرشد العام الدكتور محمد بديع بأن حلم الخلافة العظمى الذي دعا إليه البنا بدأ يتحقق، نشازا، يكشف مدى حقد هؤلاء الناس على القومية والوحدة العربية، والعمل على هدم الجامعة العربية لحساب مشروعهم عن الخلافة لدرجة أن جريدتهم 'الحرية والعدالة' خرجت بمانشيت عن إلقاء مرسي كلمة أمام الجامعة - هو جامعة الشعوب صحيح أن إخوان تونس والمغرب والأردن واليمن لم يصرحوا بذلك، ولكنهم في الحقيقة لا يختلفون عن أشقائهم في مصر ولم يكشفوا عن عداء لدعوة القومية والوحدة فقط، وانما عن عداء للدولة الوطنية، ولم يكن تعبير طظ في مصر إلا انعكاسا لما يؤمنون به، وعندما أحسوا باستنكار أفكارهم حاولوا تصحيحها بالعودة إلى مؤسس الجماعة ومرشدها الأول المرحوم حسن البنا، كما قال محمود غزلان في رده على الشيخ عبدالله زايد، فما هو موقف البنا الحقيقي؟

    البنا: الوحدة القومية
    والوحدة العربية والوحدة الإسلامية

    في كلمته أمام المؤتمر الخامس عام 1934 - قال البنا - كتاب من رسائل الإخوان:
    'كثيراً ما تتوزع أفكار الناس في هذه النواحي الثلاث، الوحدة القومية، الوحدة العربية والوحدة الإسلامية، وقد يضيفون إلى ذلك الوحدة الشرقية، ثم تنطلق الألسنة والأفكار بالموازنة بينها وإمكان تحقيقها أو صعوبة ذلك الإمكان والتشيع لبعضها دون البعض الآخر، فما موقف الإخوان المسلمين من هذا الخليط من الافكار والمناحي ولا سيما وكثير من الناس يغمزون الإخوان المسلمين في وطنيتهم ويعتبرون تمسكهم بالفكرة الإسلامية مانعاً إياهم من الإخلاص للناحية الوطنية، والجواب على هذا إننا لن نحيد عن القاعدة التي وضعناها أساساً لفكرتنا، وهي السير على هدى الإسلام وضوء تعاليمه السامية، فما هو موقف الإسلام نفسه من هذه النواحي؟


    ان الإسلام قد فرضها فريضة لازمة لا مناص منها أن يعمل كل إنسان لخير بلده حتى انه لم يجز ان تنقل الزكوات أبعد من مسافة القصر إلا للضرورة، وأن يخدم الوطن الذي نشأ فيه ومن هنا كان المسلم أعمق الناس وطنية، والإخوان المسلمون يحبون وطنهم ويحرصون على وحدته، ثم ان هذا الإسلام الحنيف نشأ عربيا ووصل إلى الأمم عن طريق وقد جاء في الاثر، إذا ذُل العرب ذل الإسلام، وقد نحقق هذا حين دال سلطان العرب السياسي وانتقل الأمر من أيديهم الى غيرهم من الأعاجم والديلم ومن إليهم، والعرب هم عصبة الإسلام وحراسه، وأحب هنا أن ننبه الى ان الإخوان المسلمين يعتبرون العروبة كما عرفها النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ابن كثير عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: 'الأردن العربية اللسان، إلا أن العربية اللسان'.


    ومن هنا كانت وحدة العرب امرا لا بد منه لإعادة مجد الإسلام وإقامة دولته وإعزاز سلطانه، ومن هنا وجب على مسلم أن يعمل لإحياء الوحدة العربية وتأييدها ومناصرتها، وهذا هو موقف الإخوان المسلمين من الوحدة العربية، بقي علينا أن نحدد موقفنا من الوحدة الإسلامية، والحق أن الإسلام كما هو عقيدة وعبادة هو وطن وجنسية، وأنه قضي على الفوارق بين الناصر، ولا يعترف بالحدود الجغرافية ولا يعتبر الفوارق الجنسية الدموية ويعتبر المسلمين جميعا أمة واحدة ويعتبر الوطن الإسلامي وطناً واحداً مهما تباعدت أقطاره وتناءت حدوده وكذلك الإخوان المسلمون يقدسون هذه الوحدة، ينادون بأن وطنهم هو كل شبر أرض فيه مسلم يقول، لا إله إلا الله، محمد رسول الله'.

    الوحدة كانت موجودة
    بين الشعوب العربية وهي محتلة

    هذا أبرز ما قاله البنا، والملاحظ هنا حقيقة بارزة، وهي أن دعوة الوحدة العربية كانت موجودة بين الشعوب العربية وهي محتلة، ونشأت ودعا كثيرون إليها قبل أن يظهر للوجود شيء اسمه حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تكون في سوريا من حزبين، البعث العربي بقيادة ميشيل عفلق وصلاح البيطار، والثاني، الاشتراكي بقيادة، أكرم الحوراني، وقبل أن تقوم ثورة يوليو ويظهر خالد الذكر، كما ان فكرة الدولة الوطنية كانت في عنفوانها أيضاً، وتتهم دعاة عودة الخلافة بأنهم غير وطنيين.
    والملاحظة الثانية البارزة هو ان البنا حاول ان يجمع تحت جناح الجماعة الدعوات الثلاثة، حتى لا يترك شيئاً للآخرين، أي الاستحواذ على كل شيء، عروبة ماشي، وطنية لا بأس، وحدة إسلامية، طبعاً، المهم ان يكونوا لنا، ويربط ذلك كله بالإسلام، بحيث أن يتمسك بدعوته إلى الوطنية، أو الوحدة العربية، يعتبر اتوماتيكيا خارجا عن الإسلام.

    إذا ذل العرب ذل الإسلام

    ولذلك فان محاولة الاستحواذ على الدعوات الثلاث معاً، أوقعته في تناقضات، معيبة جدا، ضد الوطنية، وضد القومية العربية بل وضد الإسلام ايضا، فهو عندما يقول: إذا ذل العرب ذل الإسلام، دون أن يستند إلى كلام للمولى تعالى في القرآن، أو حديث صحيح للرسول صلى الله عليه وسلم، مكتفياً بأنه منقول عن الاثر، ويطبقه على انتقال الأمر من أيدي العرب إلى الأعجم والديلم، فانه يعتبر المسلمين غير العرب بعيدون عن الإسلام أو غير مسلمين، طبعاً هو لم يقل ذلك، ولا يقصده طبعاً، لكن معنى كلامه يؤكده متناسياً الفتوحات العظمية التي قام بها قادة مسلمون من الفرس والديلم والمعارك التي خاضها قادة مسلمون من الأكراد والشركس، وهزيمتهم التتار والصليبيين، مثل صلاح الدين والظاهر بيبرس والأتراك العثمانيون، وفتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد ودور البربر في المغرب، وهكذا، ثم يصل الى تناقض آخر ينسف به إيمانهم بالدولة الوطنية أما الوحدة العربية، عندما يعتبر الإسلام وطن وجنسية، لا عقيدة وعبادة فقط، أي ينزع الوطنية والجنسية عن المسيحيين العرب، وعن غير المسلمين في الدول الإسلامية، بل يمتد الأمر ليشمل حتى الدول غير الإسلامية لتي إذا وجد فيها مسلم واحد، فانها وطن للمسلمين، أي اننا نحتاج الى مسلم واحد في أمريكا ومثله في كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي، لنضمها إلينا؟.


    هل هذا كلام معقول؟، لكن المعقول جدا في كلام البنا، هو حديثه عن الدولة الوطنية إذا أخذناه، وحده ومعقول، إذا أخذناه عن الوحدة العربية فقط، أما كلامه عن الوحدة الإسلامية، فغير معقول بالمرة، وهنا تكن مشكلة الإخوان الحالية، لأن مشروعهم في الخلافة وإعادتها يشوبه الاضطراب والفوضى، وعدم المعقولية بالمرة، صحيح أن البنا في كلمات له بعد ذلك - ذكر كلمات الوحدة العربية والقومية العربية وتأييد قيام جامعة الدول العربية، لتحقيق هذه الوحدة، إلا انه اعتبرها مقدمة للوحدة الإسلامية، والذي حدث بعد ذلك.
    ان الإخوان المسلمين خاصة بعد ثورة يوليو سنة 1952 كشفوا عن عداء صليبي للعروبة والوحدة والقومية، وانكار لها، ومازال هذا حالهم حتى الآن، ويتعزز أكثر بعد وصولهم للحكم في مصر وعدد من الدول العربية، إذ يعتبرون ان حلمهم في عودة الخلافة الإسلامية والتربع عليها بدأ يتحقق فعلاً، وقد عبر عن هذا العداء المبكر للعروبة المرحوم عمر التلمساني المرشد الثالث في مقال نشرته له الأهرام بتاريخ 11 مارس سنة 1987، عنوانه - سياستنا لا عربية - قال فيه بالنص: 'أحب أن أقرر أولا، ان هذه المنطقة من أولها إلى آخرها منطقة إسلامية ليس للعروبة المدعاة أي تدخل في استراتيجية الجماعة، فهي تتحرك من وحي كتابها وسنتها اللذين لا يعترفان بالقومية'.

    موقف البنا وموقف الجماعة

    والمهم أن 'الأهرام' نشرت المقال بعد وفاته بأيام وكان قد أرسله إليها قبل وفاته، ولما حان موعد نشره عرضته 'الأهرام' على مرشد الإخوان الذي خلفه المرحوم محمد حامد أبو النصر وأرسلته إليه ليقرأه ويبدي رأيه وهل هو معبر عن رأي الجماعة أم لا، فأجازه واعتبره معبرا عن رأيهم.
    والآن، هل موقف الجماعة الآن خروج عن خط حسن البنا، أم انه الفهم الحقيقي لما يريده وعدائه للعروبة والوحدة العربية، وأن ما قاله انما كان تقيه حتى لا يحرج الجماعة أمام دعاة الدولة الوطنية والعربية واتهاماتهم لهم؟
    الله أعلم بالنوايا، لكن هذه هي الحقائق التاريخية والحالية، والتي تثير الشكوك في نوايا ما يخفيه هؤلاء الناس في كل الدول العربية من كراهية لعروبتنا وحقد عليها، لأنها في رأيهم التي ستتحطم على صخرتها أحلامهم في إعادة خلافة إسلامية، على رأسها خليفة هو مرشدهم العام، او من تركيا أو باكستان أو الهند أو أمريكا؟

    الإخوان وإسرائيل: بماذا
    اختلف مرسي عن مبارك؟

    وإلى المعركة المفاجئة التي تعرض لها الرئيس، ولم تكن على البال ولا الخاطر كما يقولون، فلا هي خاصة بالإضرابات والمظاهرات، ولا المطالب الفئوية أو أزمة الكهرباء والأجور والمياه وأنابيب البوتاجاز وارتفاع الأسعار وعجز الميزانية والديون، والمشاكل التي يسببها المستشارون الذين ينصحون الرئيس باتخاذ قرارات ثم الرجوع عنها، إنما هذه معركة فتحتها إسرائيل، عندما نشرت نص خطاب الرئيس الذي أرسله إلى رئيسها شيمون بيريز لاعتماد السفير المصري الجديد لديها، واستخدم عبارات عاطفية جدا في مخاطبة بيريز وتمنى لإسرائيل رغد العيش، ووصف نفسه بأنه الصديق الوفي مما أحرج الإخوان المسلمين إحراجاً ما بعده إحراج دفعت بعضهم لمهاجمة الرئيس وهو منهم، كما جاءت منحة مقبولة من السماء وقبل الصعود الى عرفات لمهاجمة الرئيس وجماعته، والسخرية منهم، وأراد زميلنا الرسام الكبير بـ'الوفد' عمرو عكاشة المساهمة ولو بقدر لا بأس به من السخرية، فكان رسمه يوم الأحد، عن مبارك وهو يخطب في التليفزيون قائلاً:
    - إلى عزيزي وصديقي العظيم صاحب الفخامة رئيس دولة إسرائيل، السيد شيمون بيريز، من صديقك الوفي'.
    وأخبرنا عمرو انه يتذكر أثناء مروره في أحد الشوارع ومبارك يقول ذلك كان هناك ثلاثة من الإخوان يستمعون إليه، فصرخ الأول قائلاً: خائن، والثاني قال، عميل، والثالث، ربيب اليهود، وقال ان امارات الغضب كانت واضحة على قسمات وجوههم، وبعد حوالي سنتين، كان يمر بنفس الشارع وشاهد نفس الثلاثة من الإخوان يشاهدون الرئيس مرسي، يردد نفس كلمات مبارك لبيريز، فارتسمت الضحكات على وجوههم، وصاح الأول، سياسي، والثاني قال عن مرسي - داهية، وأما الثالث ففتح فمه على آخره، وقال بثقة، فلتة.

    'الوطن': يا فرحة إسرائيل بنجاح مرسي!

    ولكن هناك آخرون لم يعجبهم هذا الحال ومنهم زميلتنا والإعلامية البارزة والجميلة، فريدة الشوباشي، التي قالت في نفس اليوم - الأحد - في عمودها في 'الوطن' عن الرئيس: 'لا أزال أتذكر لومه لمنافسه الفريق احمد شفيق باعتبار أن نجاحه، أي نجاح شفيق، كان مكسباً للدولة العبرية، ولدرجة أن د. مرسي قال: يا فرحة إسرائيل بنجاح شفيق، ولكن بعد نشر خطاب، د، مرسي الى نظيره الإسرائيلي شيمون بيريز انتابتني دهشة لا أقوى على الخروج منها، بل انها تزداد عمقاً وألماً، فلغة الخطاب أكثر من ودية، ولهجته لا تكون إلا بين دولتين شقيقتين، فمرسي يلوم بقوة، وحدة النظام السوري رغم دخول جهات وقوى عديدة على خط الأزمة السورية، كل لأغراضه ومراميه، ولكنه عندما يتوجه إلى بيريز فهو يستخدم عبارات ما كان يصح أن يستخدمها رئيس مصري حيث ان إسرائيل لم تتوقف عن جرائمها ولا ليوم واحد، ومحاولات تهويد فلسطين المحتلة مستمرة، وكذلك العدوان السافر على المسجد الأقصى وربما بوتيرة اكثر حدة بعدما خفتت لشعارات الرنانة مثل، على القدس رايحين، شهداء بالملايين'.

    الخطاب اصاب المصريين بالمهانة وجرح الكرامة

    أما زميلنا وصديقنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي، فأراد في نفس اليوم في 'التحرير' الهجوم برقة ولين ولطف فقال: 'هذا الخطاب الفضيحة الذي لا أراه ولا اعتبره كما كثير من المصدومين المتحمسين، دليلاً يثبت أية خيانة أو انحراف شائن عن المصلحة الوطنية، وإنما أصنف الفضيحة تلك ضمن تجليات وإشارات لا أول لها ولا آخر تؤكد كلها ان سكان هذا الوطن يكابدون حاليا واحدة من أكبر وأخطر حوادث الكذب في التاريخ'.
    لا، لا كذب ولا يحزنون وإنما له تفسير آخر عند زميلنا وصديقنا مصطفى بكري رئيس تحرير 'الاسبوع'، هو: 'أصاب هذا الخطاب المصريين جميعاً بالمهانة وجرح الكرامة، لا تقولوا لي ان رئيس الدولة لم ير الخطاب أو يتمعن في قراءته، بل رآه ووافق عليه كاملا، بألفاظه وعباراته، فلماذا إذن كنتم تلومون الرئيس السابق حسني مبارك، وما هو الفرق بينكم وبينه؟
    لقد كنت أتوقع أن يخرج الرئيس إلى الشعب المصري معتذراً عن هذا الخطاب الفضيحة، وأن يطلب من شهداء الوطن والأمة الصفح لكنه التزم الصمت، وهو الذي لا يتوقف عن الخطب وإلقاء الكلمات بشكل يكاد يكون اسبوعيا، أن حكم الإخوان لم يختلف كثيرا حتى الآن عن حكم الرئيس السابق حسني مبارك، انه يعيد انتاج نفس المواقف، ولكن بطريقة أشد قسوة وأكثر فجاجة، إذن لماذا كانت الثورة ولماذا سقط الشهداء؟ ان الأيام القادمة سوف تكشف المزيد من الحقائق وترفع الغطاء عن المواقف وتعريها ليعرف الناس ان هناك من يرفع الشعارات لمجرد الاستهلاك، وعندما يصلون الى الحكم ويمسكون بتلابيب السلطة يكشفون عن وجوههم سافرة.

    تطابق موقف مرسي مع السادات من بيريس

    وبعد الاستماع الى ما قاله بكري سمعت ازيزا بالقرب من أذني اليسرى، من دبور كان يحوم حولها، واتضح انه زميلتنا بـ'الوطن' خفيف الظل والشاعر هيثم دبور، وقال في بروازه - اززززز - يوم الأحد: 'لا أتوقع أن تشعر الرئاسة ومعها مرسي بالحرج تجاه المصريين من خطاب، يا حبوب قلبي يا بيريز، الحرج الحقيقي الذي تشعر به الرئاسة من قطاع غزة، لأنهم واكلين شاربين مصدرين غاز ومعونات وكهربا سوا فيما يأتي المصريون في المرتبة الثانية'.
    وبمناسبة بيريز، فهناك واقعة شهيرة أيام الرئيس الراحل أنور السادات - عليه رحمة الله - إذ كان صديقاً لبيريز، وروى صديقنا الراحل، ونائب رئيس حزب الأحرار وعضو مجلس الشعب وقتها عن قليوب محمد عبدالشافي، عما دار في اجتماع مغلق لعدد من النواب مع السادات، انه قال: 'ان جزمة بيريز أشرف من حافظ الأسد'، وعبدالشافي نشر هذا الكلام في جريدة الحزب 'الأحرار'، وكان قد غضب أثناء الاجتماع من ذلك الكلام.

    الإخوان للامارات: عيب
    الإخوان أنهم يحبون أوطانهم

    وإلى الإخوان المسلمين ومعاركهم، التي يخوضونها أو يتعرضون للهجمات فيها، ومن أعجب معاركهم، تلك التي خاضها صاحبنا الإخواني الذي يبذل جهدا غير منكور ليكون خفيف ظل، إذ وجه تهديدين مباشرين لدولة الإمارات، رداً على الاتهام الذي وجهه إليهم وزير الخارجية عبدالله بن زايد، بأنهم لا يؤمنون بأوطانهم، فقال حمزة زوبع يوم الاثنين في 'الحرية والعدالة' بالإمساك بعودة، وأخذ يحور في أغنية الفنان والمطرب والموسيقار محمد عبدالوهاب، حب الوطن فرض عليا أحميه، روحي وعنيا، ترللم، ترللم، لتكون كما جاء في مقاله الذي وجه فيه اتهامات عديدة له: 'عيب الإخوان أنهم يحبون أوطانهم وليس كما يشاع من بعض صبية السياسة وتلاميذ السلطة هنا أو هناك، أنهم ضد الدولة الوطنية، إذا كان مشروع الإخوان الأساسي هو إقامة شرع الله فالسؤال هو أين يقام شرع الله إلى على أرض مستقرة، وهل لدينا أرض مستقرة مثل أوطاننا؟ غبي كل من يدعي أن الإخوان لا يحبون أوطانهم ومضحوك عليه كل من يظن أن الإخوان وحدهم هم المعارضون وأنهم وحدهم من يعمل على التغيير في بلاد من الله عليها بكل شيء ولكن القائمين عليها لا يريدون التغيير ولا يحبون سماع سيرته ويعتبرون التغيير تنازلا للشعب الذي يجب أن يبوس القدم ويبدي الندم، خدعة قديمة واسطوانة مشروخة أعيد انتاجها على يد عدد من المستشارين الأمنيين والإعلاميين المصريين في بعض دول الخليج وبلعها البعض في بعض مواقع القيادة هناك، والسؤال هو: هل سأل هؤلاء المسؤولون أنفسهم قبل تعيينهم لهؤلاء المستشارين المصريين عن النجاح الذي حققوه من قبل لكي يستعينوا بخبراتهم الهائلة؟
    بعض هؤلاء يا سادة وأعرفهم بالاسم كان مخبراً صحافياً تم زرعه بأوامر أمنية في بعض المؤسسات الصحافية والمواقع الاخبارية وحين كشف أمره طرد منها فالتقفته بعض صحف الخليج لتعوضه عن راتبه المصري بالدولار الأخضر، صحيح أن هذا المستشار عمل ما في وسعه ايام الثورة لكي يثبت أن مبارك قوي وأن تحليلاته الشخصية صحيحة ولكنه فشل ورغم ذلك استعان به بعض حكام الإمارات لكي يقدم سلسلة محاضرات على مستوى الشيوخ لتعريفهم وتخويفهم من الإخوان المسلمين، هذا مجرد نموذج واحد ولدي قائمة طويلة، إذا كان حكام الإمارات يريدون هؤلاء مستشارين لهم فليرجعوا أنفسهم قبل أن تحل بهم لعنة شعوبهم'.
    وهكذا لم يكتف بأغنية عبدالوهاب، وإنما بأغنية كوكب الشرق أم كلثوم في فيلمها سلامة، وأغنيتها سلام الله على الأغنام، وقولها يبوس الجدم ويبدي الندم، على غلطته في حق الغنم، وحورها، للشعب الذي يحب أن يبوس القدم ويبدي الندم، وهذا عدوان من الإخوان على الملكية الفكرية.

    دور الامارات التخريبي في ليبيا وسورية

    والهجوم الثاني كان بعد يومين - الأربعاء - كان مباشراً وعنيفاً وحمل تهديدات خطيرة للامارات، قال: 'لا تكشف الإمارات عن البوح بدورها في ما حدث في ليبيا وتزايد على دور قطر، واليوم تعلن دعمها للمعارضة في سورية وهي تقف وبكل حزم ضد المعارضة في الإمارات، وتعتبرها معارضة غير وطنية، لا يمكن أن تؤتمن على مصير الشعب الإماراتي وثروته، الإمارات لم تكتف بهذا الدول والتي تعتبر نفسها فيه رأس الحربة ضد الإخوان، بل استضافت سياسيين هاربين من العدالة، بعضهم استقر به المقام ومارس تجارته مع تجار المال والسلطة في الإمارات والبعض الآخر - وأعني به شفيق - يمارس وبكل حرية معارضته للنظام في مصر رغم أنه مطلوب للعدالة، شفيق ينطلق وبسرعة الصاروخ من الأراضي الإماراتية في الوقت الذي لا يسمح لمواطن حر وشريف أن يعبر عن رأيه في بلده، يا لها من ديمقراطية على الطريقة الإماراتية، لا أعرف كم كلفة إقامة وإعاشة واستقبالات الأخ أحمد شفيق ومن يدفعها له ومن يكفله على أرض الإمارات، ويا ليته يجد فرصة عمل ويمارس نشاطاً تجارياً أو يقوم ببناء مطار جديد ومن ثم يصبح من حقه الترشح لرئاسة الامارات بعد ذلك، الإمارات دولة صغيرة ولا تتحمل أن تكون منصة للهجوم على مصر أو الإخوان، وحكامها يعرفون ذلك، إذا أرادت الإمارات أن تكون موئلا وقبلة وملجأ للهاربين من العدالة، فإن مصر ستكون دعماً وسنداً وعوناً للأحرار الفارين من جحيم الظلم والبغي والطغيان الإماراتي.

    معايرة الامارات بموقفها المسالم من ايران

    وأعتقد أن المنازلة لن تكون للاصالح الإمارات التي لم تستطع فعل شيء ضد إيران التي احتلت جزرها ولم تجرؤ على حتى مجرد تحويل القضية للمحكمة الدولة للفصل في النزاع خشية غضب إيران عليها وعلى مكانتها'.
    وفي الحقيقة، فهذا الكلام عن عدم جرأة الإمارات إزاء إيران، ومعايرتها به، لأنها لا تستطيع شن هجوم عسكري تستعيد به الجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، والتي احتلها شاه إيران عام 1971، وكان على الثورة الإيرانية أن تعيدها للإمارات، لكنها استمرت في نهج الشاه العدواني، أقول هذه المعايرة عار على صاحبها وعلى جماعته، ويمكن أن يتم الرد عليهم بالأسوأ، وهو عجزهم عن زيادة عدد القوات المصرية في سيناء لمواجهة الإرهابيين، وهي أراضينا المحررة التي لا تحتلها إسرائيل، لأن معاهدة كامب ديفيد حددت أعدادهم وتسليحهم وترفض كل رجاءاتنا ومناشداتنا لتعديلها لزيادة عدد القوات - وعندما دفعنا بالدبابات في المنطقة ج، طلبت سرعة سحبها، فسحبناها، فإذا كانت مصر التي هزمت إسرائيل، ويحكمها الإخوان نفعل ذلك مع إسرائيل، فهل يعاير الإخوان دولة صغيرة كالإمارات ان تهاجم وحشاً كاسرا كإيران، كنت أعتقد أن زوبع سيطالب مصر بالتدخل ضد إيران لتحرير الجزر العربية مثلما اقترحوا إرسال جيشها لمهاجمة سورية.
    هذا كلام لا يمكن لاي عربي مؤمن بعروبته أن يردده وراء زوبع!

    دعاة الليبرالية لا يستطيعون
    مواجهة الدولة الدينية

    وإنما يردد وراء زميلنا محمد أبو كريشة مدير عام تحرير 'الجمهورية' وهو خفيف ظل كبير قوله في نفس اليوم: 'يخطىء دعاة الليبرالية والديمقراية والعدالة خطأ يصل إلى حد الغباء وهم يضعون أنفسهم في مواجهة ما يسمونه الدولة الدينية، هم يقولون انهم يريدون دولة مدنية لا دينية، نعم للدولة المدنية لا للدولة الدينية، وهذا الخطاب السياسي الأبله يوصل رسالة خطيرة لرجل الشارع العادي أو لعموم المصريين مفادها أن هؤلاء يريدون دولة الكفر ولا يريدون الدين، أي انهم كفار في مواجهة المؤمنين أو هم مشركوا مكة في مواجهة رسول وصحابة أو مرشد وجماعة أو أخوة سلفيين وأمير مؤمنين، وهذا الخطاب العبيط يستخدمه التيار الآخر سلاحاً في مواجهة دعــاة الدولة المدنيــــة، فيرمونهم بالكفر، ويقولون أنهم شهدوا على أنفسهم بالكفر، لذلك يخسر الليبراليون والديمقراطيون دوماً ويكسب الإخوان والسلفيون وجماعات ما يسمى الإسلام السياسي، ويقول السذج والبلهاء من أبناء بلدي وما أكثرهم ان المتأسلمين خسروا الشارع تماماً، وتراجعت أسهمهم وشعبيتهم بسبب أدائهم غير الرشيد، وانكشافهم ومشروع نهضتهم الوهمي، وأنا الآن وبعد الآن سأظل أراهــن وأتحدى ورأسي وألف سيف وصرمة قديمة على أن الأغلبية في البرلمان القادم للإخوان وحلفائهم من المتأسلمين، لأن الناخب المصري يعطي صوته لله لا لأشخــاص، وبتوع ربنا، سيظلون في صدارة المشهد ولو كذبوا، ويذكرني ذلك بأحد كفار قريش عندما ادعى مسلمة الكذاب النبوة، وأرسل رسالة الى قريش في مكة ليتحالفوا معه ضد محمد صلى الله عليه وسلم، فرد مشركو مــكة رسل مسيلمة خائبين وقال قائلهم جملته الشهيرة 'كذاب بني هاشم أحب إلينا من كذاب بني حنيفة أو مسيلمة'، وهكذا يقول الناس في مصر كذاب الإخوان أحب إلينا من كذاب الليبراليين ومرتكب الرذيلة السلفي معذور، بل قد يكون مأجور، لكن مرتكب الرذيلة الليبرالي كافر وابن ######'


    -----------------------

    حكم الاخوان: مائة يوم من الانجازات الصوتية'
    فرانسوا باسيلي'
    2012-10-22



    خطابان يتوجان المئة يوم الأولى من حكم الرئيس محمد مرسي، الأول ألقاه قبل بداية المئة يوم الأولى من حكمه عند إعلان نجاحه في الانتخابات والذي خاطب فيه الناس بقوله: أهلي وعشيرتي، والثاني حدث في نهايات المــــئة يوم وهو الخطاب الذي أرسله إلى 'صديقه العظيم' شمعون بيريز مع الســفير الجديد لمصر في إسرائيل، متمنيا للدولة 'الصديقة' كل الرغد، مع تأكيده بأن يظل الصديق الوفي لبيريز ودولته. الخطابان يعبران عن الفكر الذي يقبع خلف سلوكيات الاخوان وتصرفات الرئيس حتى ألان. كل من هذين الخطابين يكشف خطيئة أساسية في الفكر الاخواني والممارسات الاخوانية التي نراها في مصر بوضوح اليوم.
    الخطاب الأول للدكتور مرسي بعد الإعلان بأنه الفائز في الانتخابات وأنه رئيس مصر القادم جاء بأسلوب يجعلنا نتصوره قادما من العصور الوسطى، ورغم أن المشاعر التي عبر عنها الخطاب طيبة تحمل الود لكافة أطياف وفئات المجتمع، إلا أن أسلوب الخطاب ولغته ومفرداته لا تمت لعصرنا بصلة، فقد راح الدكتور مرسي يخاطب الشعب المصرى قائلا 'أهلي وعشيرتي' مكررا ذلك عدة مرات، ورحم الله الزعيم المصري والعربي جمال عبد الناصر الذى كان يبدأ خطاباته بعبارة 'أيها الأخوة المواطنون' فالمصريون الذين كانوا ينعمون بمفهوم المواطنة منذ أكثر من نصف قرن، يسمعون رئيسهم 'الثوري' الجديد يصفهم بالعشائر، رغم أن مصر مجتمع حضري زراعي مستقر وموحد منذ سبعة آلاف سنة وليس مجتمع عشائر أو قبائل أو غيرها من التقسيمات الماقبل حضرية.'
    هذا بالإضافة إلى الاستخدام الزائد للآيات القرآنية ولمفاهيم قديمة للحكم وعلاقة الحاكم بالمحكومين مثل دعوته للناس أن يقوموه إذا ما أخطأ، ففي الدولة العصرية اليوم هناك قوانين وقضاة ومحاكم لهذا الغرض، كما أن إستخدام الدين في الخطاب السياسي لم يكن من عادة زعماء مصر الكبار في تاريخها الحديث من سعد زغلول ومصطفى النحاس إلى جمال عبد الناصر، ومن استخدم الدين وقال بلا مبرر وطني أنه حاكم مسلم لدولة مسلمة، وهو الرئيس السادات، قامت جماعة إسلامية باغتياله، مما يؤكد الاخطار الهائلة التي تتعرض لها كل دولة تسمح بهذا الخلط المدمر بين ألدين والسياسة.
    'تعبير 'أهلي وعشيرتي' يشي بالرؤية الدينية الضيقة التي ينحصر فيها الفكر الاخواني القادم بالضرورة من الماضي الذي يعيشه ويعايشه وجدانيا بشكل دائم، دون رغبة أو قدرة على تجاوز هذا الماضي لمواجهة الحاضر والمستقبل، وهي آفة أصحاب الرؤية الدينية المفرطة بشكل عام وفي كل الأديان وليس في الاسلام فقط.'
    وقد أدت هذه الرؤية الدينية الضيقة - التي تنهل من فكر الامام حسن البنا وسيد قطب وليس من''فكر'الشيخ رفاعة الطهطاوي وتلميذه محمد عبده ـ إلى محاولات قام بها نواب الاخوان والسلفيين الأعضاء باللجنة التأسيسية للدستور لحذف لغة تحرم الرق مما يسمح بتزويج القاصرات، وقال هؤلاء علنا في برنامج 'العاشرة مساء' استمعت إليه: وما المانع من زواج البنت في التاسعة أو العاشرة مادامت قد بلغت؟ ونحن لا يجب أن نحرم ما حلله الله'. هذا القصور والتضييق في فهم وتفسير النصوص المقدسة وعدم القدرة على تقديم اجتهادات عصرية للملائمة بينها وبين متغيرات العصر هي آفة الفكر الديني الضيق الذي يحمله الاخوان والسلفيون ويريدون فرضه على بقية المصريين.'


    ظهرت افرازات هذه الرؤية الدينية الضيقة على مقترحات وتصريحات القيادات الاخوانية والسلفية سواء في فترة وجودهم الطاغي في مجلس الشعب أو في اللجنة التأسيسية أو في الرئاسة، ورأينا محاولات شبيهة فيما يتعلق بإباحة ختان الاناث، و السماح بعمالة الأطفال، وعجائب أخرى تقع كلها خارج منظومة الفكر المعاصر والمواثيق الدولية لحقوق الالانسان. والواضح أن القدر الأكبر من إهتمام التيار الديني هذا يتعلق بالمرأة وجسدها وما أسماه البعض بفقه الفراش، بينما الملاحظ أن من بين أعضاء هذا التيار بالذات خرجت إلى'النور''أكثر الحوادث الجنسية إفتضاحا وأكثر التصرفات وقاحة والأقوال بذاءة- خاصة الموجه منها تجاه الفنانات المصريات- بما يشي أن جسد المرأة في صورته الجنسية يشكل لديهم هاجسا هائلا لا يستطيعون الفكاك من قوته المتسلطة تماما عليهم.


    من علامات الرؤية الدينية الضيقة التي يعمل بها الاخوان نزعة إدارة الدولة بالخطب وليس بالخطط، فنجد أن الرئيس مرسي قد ألقى حوالي ستة وثلاثين ساعة من الخطب في أيامه المئة الأولى، هو معدل هائل، كان يمكن أن يكون هذا مفيدا لو كانت هذه الخطب تقدم معلومات أو أرقام أو سياسات أوخطط لكي يعرف بها المصريون التحديات التي تواجههم ورؤية الرئيس في مواجهتها، ولكن معظم هذه الساعات كانت خطبا دينية أو مزيجا عاطفيا من الدين والسياسة، فأصحاب الرؤية الدينية للسياسة لا يقدمون سوى الوعظ والارشاد كحــــل لمشاكل المجتمع، وهو ما تعودوا تقديمه في خطبهم في المساجـــــد والزوايا، وفيها أيضا تعودوا أن يستمع لهم الجميع بلا مناقشة أو معارضة، لذلك نجد أن الاخوان هم أكثر إعتراضا وتهجما من نظام المخلوع على ما يقوله الإعلام وما يكتبه الكتاب من نقد لادائهم وخطبهم وسياستهم، وهم يقومون بحملات 'ضارية لترويع وتطويع الإعلام صحفا وتلفزيون، بما في ذلك الترويع المعنوي والبلطجة الشوارعية عندما ارسلوا جحافلهم تحاصر المدينة الإعلامية تروع الاعلاميين وتحطم سياراتهم.'


    في نظام الحكم بالخطب لا بالخطط يصبح الخطاب إنجازا في حد ذاته، وقد قال الاخوان أن خطاب مرسي في طهران في مؤتمر دول عدم الإنحياز هو فتح مبين. كما قالوا نفس الشيء عن خطابه في إستاد القاهرة إحتفالا بنصر العبور العظيم، رغم أن دخول الرئيس في سيارة ليس فيها غيره وأربعة من الحراس ولا أحد من قادة نصر أكتوبر ولا ممن يمثلهم من قادة الجيش المصري هو إهانة هائلة، وراح يطوف إستاد القاهرة رافعا ذراعيه تحية للجماهير التي شحنوها بالحافلات من كل مكان'وكأنه القائد العسكري المظفر الذي قد عاد لتوه من الحرب حاملا خبر النصر العظيم الذي حققه في ساحة الوغى. هنا نحن أمام انجازات متوهمة مفتعلة ومنتحلة، هي إستكمال لمشروع النهضة الوهمي وتكملة لوعود إنتخابية لم يتحقق منها شيء في المئة يوم الأولى الموعودة، انجازات الاخوان إلى اليوم هي انجازات صوتية. '


    حجم ومدى التخبط والارتباكات والأخطاء والتبريرات لهذه كلها التي ارتكبها الاخوان في بداية حكمهم في غياب أية انجازات حقيقية على أرض الشارع أو حتى في مجال التخطيط النظري تدل كلها على مستوى من الفشل لم يكن يتوقعه أحد، ويرجع هذا إلى سيكلوجية التنظيم الذي يعمل في الظل الذي تعودوا عليه ولم يستطيعوا التخلص منها في قيامهم بإدارة حكم دولة، تجربتهم في الحكم هذه تكش' مدى تخلف فكرهم عن العصر ومدى تهافته حين يظهر في العلن ويخفق في الإرتفاع إلى مستوى فكر وطبيعة المصري المعتدل دينيا الذي يحب الحياة والفرح والفن والضحك والسخرية وكلها تبدو معادية للتزمت الفكري والتضييق الديني الذي يطرحه تيار التدين السياسي. الواضح أن هؤلاء ليسوا مؤهلين لمسؤلية في حجم وثقل إدارة الدولة المصرية التي راحوا يديرونها، كما اتهمتهم القوى الوطنية الأخرى في مظاهرة بميدان التحرير مؤخرا، وكأنها عزبة يملكونها.

    '
    لم يقدم الاخوان في المائة يوم الأولى لحكمهم أية رؤية قومية شاملة أو خطة ممنهجة أو بدأوا مشروعا كبيرا واحدا بل لم يستطع الرئيس مرسي حتى الآن أن يقنع الشعب أنه رئيس لكل المصريين وليس لجماعته فقط، كما حدثت تحت بصره أحداث جسام تهدد أمن مصر القومي'بأبعاده'الخارجية والداخلية، فقد شهدت سيناء أعمالا ارهابية ضخمة'تهدد سلامة أرض'الوطن'لم تعالج إلى اليوم بشكل ناجز، أما داخليا فقد حدثت أعمال تهجير قسرية لعائلات من المواطنين المسيحيين ولم تفعل الحكومة في البداية سوى نفي أن يكون هذا قد حدث، ثم اعترفوا به ولم نر أي تحرك جاد ومسؤول على مستوى هذا الحدث الخطير ولكن معالجة ظاهرية كالتي كان يقوم بها نظام المخلوع، مما زاد من شعور المواطنين المسيحيين بالغربة في وطنهم وبالتهديد في بقائهم.'
    أما الخطاب الثاني للرئيس مرسي والذي حمله سفير مصر الجديد وهو يقدم أوراق اعتماده لشمعون بيريز رئيس دولة إسرائيل، فقد كان في حد ذاته من أكبر الفضائح السياسية للاخوان وأكثرها دلالة على أسلوب تصرفهم وسلوكهم، فقد قدم فيه من عبارات التفخيم والإعزاز والوفاء ما لا يقدمه سوى الأصدقاء إلى ألصق وأخلص أصدقائهم، مصحوبة بأحر الأمنيات لدولة إسرائيل والاسرائيليين برغد العيش، خطاب كذبوا حين ادعوا أولا أنه مفبرك، وأمام الدليل بالصورة في جريدة إسرائيلية، اعترفوا بصحته ولكن برروا، كذبا، أن هذه هي الأعراف الدبلوماسية'الدولية، ولكن من بالخارجية المصرية قالوا أن هذا ليس صحيحا وأن الخطاب يحمل عبارات شخصية ومبالغات عاطفية لا تعرفها الدبلوماسية التي يتحدثون عنها.
    الخطاب الذي لم يكن يتوقع له الرئيس المصري أن يخرج إلى العلن يكشف احدى خطايا الاخوان الأساسية، وهي القول والعمل علنا بشيء مختلف تماما بل ومناقض لما يقولونه ويعملون به سرا، هذا الاسلوب الملتوي كان هو علامتهم المسجلة في عملهم السياسي منذ نشأتهم، ولهذا كان لديهم التنظيم السري الذي قام سرا بالاغتيالات التي قالوا علنا أنهم ضدها، ولهذا كانوا يعقدون الصفقات'مع النظام الساقط في مصر بينما يشتمونه علنا، ثم رأى المصريون منهم عجبا عندما تنكروا للثوار في أكثر من مناسبة، بل قاموا بمهاجمة وضرب الثوار في التحرير حين تظاهروا ضد الرئيس مرسي وضد أخونة الدولة.
    ولكن مدى التناقض بين خطابهم الجماهيري المعلن المعادي لإسرائيل بل والمحض على الجهاد ضدها لتحرير القدس، كما قال مرشد الاخوان في وقت ليس بالبعيد، وبين خطاب الود الزائد من الرئيس مرسي لبيريز في السر، قد فاق كل مخاوف المتخوفين الذين كانوا يحملون بعض الهواجس تجاه الاخوان، بل هو يعزز نظرية المؤامرة المتداولة التي تقول بعلاقة حميمة بين الولايات المتحدة وبين التيار الاسلامي في دول الربيع العربي، رغم انني شخصيا لست من المتحمسين لهذه النظرية، فحتى مبارك كنز إسرائيل الإستراتيجي كان يعمل لحساب إسرائيل في العلن وفي السر بلا تناقض بين الموقفين وكان الجميع يعرفون أين يقف الرجل، لم يكن يعلن ضد إسرائيل جهادا ولا عتادا، ولم يكن يتاجر بالقضية الفلسطينية في خطبه، كان الرجل على الاقل متسقا مع نفسه صادقا مع شعبه. لم يعرف التاريخ المصري سياسيين لهم هذه 'الجرأة 'على الإنقلاب سرا على مواقفهم العنترية الملقاة علنا سوى في زمن حكم الاخوان. '
    'الرؤية الدينية المتزمتة التي يحملها الاخوان للمجتمع والحياة والمرأة والفكر والفن والابداع والحريات تضر بالمجتع وتعطل طاقاته الإبداعية والانتاجية وتدخله في متاهات التدين الشكلي وطقوس العبادات التلقائية التي تستغرق الإنسان والجماعة إستغراقا كاملا مخلا ومعطلا يحرمه من ممارسة الحياة في حرية إبداعية خلاقة هي وحدها طاقة صنع الحضارة والتقدم'في عصرنا.
    مالم يغير الاخوان ما بأنفسهم وما في فكرهم وممارساتهم من عوار ونقائص ويقومون بالكف عن أخونة الدولة فلن يشعر بقية المصريين أن ثورتهم الباهرة في 25 يناير قد حققت لهم ما كانوا يحلمون به من بناء مصر'المدنية العصرية'الجديدة، وستظل ثورتهم ناقصة مبتورة.
    'كاتب من مصر يقيم في نيو يورك'


    ----------------


    توفيق عكاشة: 'نايل سات' يرفض عودة 'الفراعين' بسبب انتقادها للاخوان وليس المديونيات

    2012-10-22




    القاهرة 'القدس العربي': أكد توفيق عكاشة الإعلامى ورئيس قناة الفراعين، أن الشركة المصرية للأقمار الصناعية 'نايل سات' رفضت عودة قناة الفراعين، متذرعة بأسباب ليس لها أساس من الصحة، من ضمنها أن القناة عليها بعض المديونيات التى لم تسددها خلال الفترة الأخيرة.
    وقال خلال مؤتمر صحفى الاثنين، بمركز ابن خلدون، إنه يمتلك مستندات تثبت كذبهم وتضليلهم للرأى العام، من خلال الإيحاء أن هناك مخالفات أدت إلى إغلاق قناة الفراعين.
    وأوضح عكاشة، إن السبب الرئيسى فى غلق قناة الفراعين ليس المديونيات، وإنما هو التوجه السياسى الذى سلكته القناة فى الآونة الأخيرة، مؤكداً على عدم وجود دخل لسياسية القناة فى تشريد 400 أسرة كما فعل النظام، قائلاً: كيف للنظام أن يبحث فى إنهاء البطالة وهو يتعمد تشريد المواطنين والأسر؟


    واتهم عكاشة وزير الإعلام صلاح عبد المقصود، بالاتفاق مع جماعة الإخوان المسلمين بإغلاق القناة، وعدم تنفيذ فتحها وعودتها مرة أخرى بعد قرار القضاء بذلك، متهماً هذه الجهات مع الوزير عبد المقصود بحنسهم لعقد الاتفاق الموقع بين الشركة المصرية 'نايل سات' وقناة الفراعين، فيما يخص عملية جدولة الديون.
    وكشف عكاشة النقاب عن توجهه مع أنصاره للاعتصام يوم الأربعاء المقبل أمام النايل سات، داعياً جميع مؤيديه للتواجد هناك بجانب الإعلاميين، للتعبير عن رفضهم دخول جماعة الإعلام وتحكمهم فى عمل الصحافة، مشيراً إلى انعدام ثقته فى الإخوان، لأنهم جماعة غير قانونية وعاشت سنين عديدة تعمل ومازالت بعيداً عن الأطر القانونية، متهماً إياها بالمصدرة للإرهاب وأن سيد قطب هو مصدر أيضاً للإرهاب وراع له.


    ولم يتوقف عكاشة عن توجيه الاتهام لجماعة الإخوان المسلمين، قائلاً: أنا شخصياً لا أثق فيهم ولا فى تصريحاتهم، مبدياً استياءه الشديد من دخول جماعة الإخوان المسلمين فى عمل الصحافة والإعلام، معتبراً أنهم يهدفون إلى تكميم الأفواه وترهيب الإعلاميين، خاصة فى الفترة الأخيرة من خلال إقالة رئيس تحرير الجمهورية جمال عبد الرحيم، مضيفاً أن 9 من رؤساء الصحف المستقلة يتم التحقيق معهم حالياً فى بلاغات تقدمت بها جهات وأفراد.
    وتساءل عكاشة كيف نثق فى جماعة الإخوان المسلمين وهم جماعة غير قانونية وتعودت على العمل بعيداً عن القانون ولا تعترف به من الأصل؟

    --------------------

    كشف حسابات رموز صحافية بعهد مبارك للتحقيق في تضخم ثرواتهم
    شمل ابراهيم نافع وحسن حمدي وسمير رجب ومحمد علي ابراهيم

    2012-10-22


    القاهرة - أ ش أ:

    وافقت محكمة استئناف القاهرة على طلب جهاز الكسب غير المشروع بالكشف عن سرية الحسابات المصرفية لكل من إبراهيم نافع رئيس مؤسسة الأهرام الصحفية الأسبق ، وحسن حمدي مدير عام وكالة الأهرام للاعلانات وأسرتيهما، وذلك في إطار التحقيقات التي يباشرها الجهاز بشأن امتلاكهما لثروات ضخمة لا تتفق مع مصادر دخلهما المقررة، على نحو يمثل كسبا غير مشروع..
    جاء قرار المحكمة متضمنا الموافقة على مذكرة جهاز الكسب غير المشروع والنائب العام، بالإذن بالإطلاع على كافة البيانات الخاصة بحسن حمدي وزوجته نادية مدحت شريف، ونجليه تيمور وشاهيناز، وكذا إبراهيم نافع وزوجته علا بركات ونجليه عمر وأحمد، وذلك في جميع البنوك العاملة داخل مصر، والحصول على البيانات وتفاصيل الحسابات والودائع والأمانات والخزائن والمعاملات المتعلقة بسواء بالنقد المصري أو الأجنبي..
    وفي السياق، وافقت دائرتان بمحكمة استئناف القاهرة الاثنين على طلب جهاز الكسب غير المشروع بالكشف عن سرية الحسابات المصرفية لكل من سمير رجب رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير ورئيس تحرير جريدة الجمهورية الأسبق، ومحمد علي إبراهيم رئيس تحرير جريدة الجمهورية الأسبق،وذلك في إطار التحقيقات التي يباشرها الجهاز بشأن امتلاكهم لثروات ضخمة لا تتفق مع مصادر دخلهم المقررة، على نحو يمثل كسبا غير مشروع..
    فقد وافقت الدائرة 46 مدني استئناف القاهرة على طلب جهاز الكسب غير المشروع المتعلق بمحمد علي إبراهيم وزوجته عايدة صبحي عبد النور محمد وأولاده دينا وهشام، كما وافقت الدائرة 123 مدني استئناف القاهرة على طلب الجهاز المتعلق بسمير رجب وزوجته فردوس عباس أحمد وأولاده ريهام وأحمد ووائل.
    وجاء قرار الدائرتين متضمنا الموافقة على مذكرة جهاز الكسب غير المشروع بالإذن بالإطلاع على كافة البيانات الخاصة بهم، وذلك في جميع البنوك العاملة داخل مصر، والحصول على البيانات وتفاصيل الحسابات والودائع والأمانات والخزائن والمعاملات المتعلقة سواء بالنقد المصري أو الأجنبي.
    كان جهاز الكسب غير المشروع قد سبق وأن أصدر قبل عدة أيام قرارا بمنع سمير رجب ومحمد علي إبراهيم وأسرتيهما من التصرف في أموالهم السائلة والمنقولة والعقارية وكافة ممتلكاتهم، وكذا منع رجب وعلي إبراهيم من مغادرة البلاد ووضع اسميهما على قوائم الممنوعين من السفر.
    دعت الحركة الوطنية المصرية الى ضرورة إستمرار الاشراف القضائي على الانتخابات البرلمانية ورفض أي محاولة بجعل هذا الاشراف لمدة مؤقتة عشر سنوات كما ورد في مسودة الدستور.
    وأكدت الحركة في رسالة بعثت بها الى المستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية للدستور وقعها الفقيه الدستوري الدكتور إبراهيم درويش منسق الحركة ضرورة إلغاء كافة العقوبات الخاصة بحرية الصحافة.
    وقالت الحركة، إن الدستور الذي يتم إعداده حاليا لا يجسد طموحات الأغلبية الشعبية التي تبحث عن وثيقة توافقية تعيش لسنوات طويلة ولاتسقط بعد أيام أو شهور.
    ورفضت الحركة في رسالتها، الأخذ بنظام المجلس التشريعي المكون من غرفتين..قائلة:إن مصر دولة موحدة بسيطة تحتاج الى مجلس واحد يقوم على أساس المعيار الجغرافي لعدد السكان وبالتالي فإن التمسك بمشروع الغرفتين في الدستور الجديد ما هو إلا محاولة لمجاملة البعض ممن ينتمون الى تيار بعينه على حساب الوطن الذي لا يحتمل مثل هذه الأعباء المالية الجسيمة.
    وطالبت الحركة الوطنية المصرية، بضرورة حذف العبارة التي تشير الى الحفاظ على حقوق المرأة بما لايخالف أحكام الشريعة الاسلامية لأنها تصطدم مع المادة الأولى التي تنتصر لمبدأ المواطنة وتطيح بالحقوق المتساوية لجميع المصريين.
    وأكدت الحركة، ضرورة الوقوف بقوة ضد محاولات البعض إستبعاد هيئة قضايا الدولة والنيابة الادارية من المنظومة القضائية لأنهما من المؤسسات التي يتحتم الحفاظ عليها مثل الهيئات القضائية الأخرى ..كما رفضت المساس بالمحكمة الدستورية العليا بشكل مباشر أو غير مباشر.

                  

10-24-2012, 04:28 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    16qpt1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    إحالة دعاوى قضائية تطالب ببطلان الجمعية التأسيسية للدستور المصري إلى المحكمة الدستورية العُليا

    2012-10-23


    القاهرة - يو بي اي:


    أوقفت محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة المصري، اليوم الثلاثاء، نظر دعاوى قضائية تطالب ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، وقررت إحالتها إلى المحكمة الدستورية العُليا.
    وقرَّرت الدائرة الأولى في محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة المصري برئاسة المستشار فريد نزيه تناغو، اليوم، وقف نظر 43 دعوى قضائية تُطالب ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية المناط بها وضع مشروع دستور جديد لمصر، وإحالة تلك الدعاوى إلى المحكمة الدستورية العُليا.

    وقال مصدر قضائي ليونايتد برس إنترناشونال، إن إحالة الدعاوى إلى المحكمة الدستورية العُليا (أعلى هيئة قضائية في مصر) يتضمَّن إلى جانب نظر الدعاوى؛ أن تنظر المحكمة في القانون رقم 79 لسنة 2012 'للفصل في مدى دستوريته بالنسبة للإعلان الدستوري الصادر في 30 مارس/آذار 2011 والساري حتى الآن'.
    وتُمثِّل جلسة محكمة القضاء الإداري اليوم الثالثة التي تُعقد للنظر في دعاوى قضائية تُطالب ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية التي تقوم حالياً بوضع مشروع دستور جديد لمصر، وهي الجمعية الثانية التي تتشكل لهذا الغرض بعد أن صدر حُكم قضائي سابق من ذات المحكمة ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية الأولى التي تشكَّلت من 100 عضو نصفهم كان من نواب البرلمان بغرفتيه (مجلس الشعب المنحل حالياً ومجلس الشورى القائم).
    كانت المحكمة الدستورية العُليا رفضت تمثِّيل
    أيّ من قضاتها في الجمعية التأسيسية للدستور سواء الأولى أو الثانية، فيما أكد رئيسها المستشار ماهر البحيري مؤخراً رفض المحكمة لجميع المواد المتعلقة بها والواردة في مسوّدة الدستور التي أعدتها الجمعية.
    ومن أبرز مقيمي دعاوى حل الجمعية كل من المحامي شحاتة محمد شحاتة صاحب حكم بطلان التشكيل الأول للجمعية التأسيسية، والنواب في مجلس الشعب السابق سامح مكرم عبيد وحمدي الفخراني وعصام شيحة.

    --------------------

    العريان يتغيب عن التحقيق معه بتهمة سب الاعلامية جيهان منصور

    2012-10-23



    القاهرة -أ ش أ:

    قررت نيابة استئناف القاهرة برئاسة المستشار مصطفى سليمان المحامي العام الأول للنيابة الثلاثاء ، تأجيل جلسة التحقيق مع الدكتور عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين للمرة الثانية، وذلك في البلاغ المقدم ضده من الإعلامية جيهان منصور والتي تتهمه فيه بسبها وقذفها على الهواء مباشرة لجلسة الثلاثاء القادم الموافق 30 أكتوبر.
    وقد تغيب العريان عن المثول أمام النيابة فى جلسة التحقيق اليوم، وقدم محاموه طلبا يتضمن اعتذارا عن عدم الحضور نظرا لسفره إلى خارج البلاد، وطالبوا بتحديد جلسة أخرى للتحقيق.
    وكان دفاع العريان قد طالب قبل عدة أيام باستخراج صورة رسمية من التحقيقات التي أجريت مع الإعلامية جيهان منصور في النيابة، وكذا الحصول على صورة طبق الأصل من الإسطوانة المدمجة المقدمة من قبل دفاع الإعلامية المذكورة بجلسة التحقيق السابق للاطلاع عليها.


    -----------------



    مرسي لم يحضر مناورة القوات الجوية..

    الأمن يوقف قرار اغلاق المحلات التجارية بعد العاشرة

    حسنين كروم
    2012-10-23




    القاهرة - 'القدس العربي'


    أبرز ما في صحف مصر أمس كان المناورة التي قامت بها القوات الجوية بالذخيرة الحية، وشاركت فيها مئات الطائرات ولم يحضرها رئيس الجمهورية، الذي حرص على حضور كل المناورات السابقة وآخرها مناورة القوات البحرية، وبدلا من ذلك اجتمع مع عدد محدود من الإعلاميين وحدثهم عن الوضع الداخلي، وذلك كبداية لعقد اجتماعات شهرية منتظمة معهم، مع الإعلان عن حضوره مناورة لقوات الدفاع الجوي، أي ان اجتماعه المفاجىء مع عدد من الإعلاميين كان مبررا لعدم حضوره مناورة القوات الجوية، هل لأن مبارك كان قائدها في حرب أكتوبر، ولم يكن قائدا للدفاع الجوي الذي كان يرأسه المرحوم الفريق محمد علي فهمي وهو الذي لعب الدور الأبرز في حرب اكتوبر بإخراجه سلاح الجو الإسرائيلي من المعركة في الأيام العشرة الأولى وشل قدرته على الإغارة بنجاح على كباري وقوات عبور قناة السويس؟ الله أعلم، لكن هذا ما حدث من الرئيس وكان ممكنا تأجيل اجتماعه مع الإعلاميين الى وقت آخر.
    أما صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة'، فقد واصلت رفضها نشر أي خبر عن وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي فلم تنشر خبر المناورة الأخيرة وتصريحاته، حتى لا يتسبب في شهرته أو - وربكم الأعلم - حتى يظل الجيش لا يعرف اسم قائده ولا المناورات التي تقوم بها أسلحته.
    ايضا تجمعت عشرات من الأحزاب والقوى السلفية وغيرها للمطالبة بنزول مليونية تطالب بعزل النائب العام، واستمرت الأزمة بسبب اللجنة التأسيسية للدستور بين لجنة نظام الحكم التي تضع مواد ثم تفاجأ بأن لجنة الصياغة تغيرها لصالح الإخوان والسلفيين وضد المحكمة الدستورية العليا وكذلك أخبار الحجاج وأسعار الأضاحي واللحوم وعيد الاضحى أعاده الله علينا مسلمين ومسيحيين عرب باليمن والبركات وعلى قوميتنا ووحدتنا العربية التي يحاربها الإخوان.
    وإلى بعض مما عندنا:

    محكمة الاستئناف تكشفحسابات ابراهيم نافع

    ومن الأخبار الهامة الأخرى في صحف امس موافقة محكمة الاستئناف على طلب جهاز الكسب غير المشروع كشف سرية الحسابات عن صديقنا إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة تحرير 'الأهرام' الأسبق، وزوجته وأبنائه، وكذلك رئيس مجلس وإدارة مؤسسة دار التحرير وجريدة 'الجمهورية' سمير رجب، والاثنان - نافع وسمير موجودان الآن خارج مصر، وكذلك رئيس تحرير 'الجمهورية' الاسبق زميلنا محمد علي إبراهيم، وسكرتير مبارك جمال عبدالعزيز وحسن حمدي رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي والمسؤول السابق عن إدارة الإعلانات بالأهرام، ورفضت المحكمة طلب الجهاز الكشف عن سرية حسابات احمد شفيق وأبنائه، وقد أخبرني بعض القضاة ان هذا الرفض يعني ان المحكمة لم تجد في الأوراق المقدمة إليها أي بيانات جدية تبررها.
    اما شفيق فان محاميه قدم بلاغا بإعادة التحقيق في نتائج انتخابات الرئاسة التي فاز فيها مرسي عليه، ايضا رفض الأمن خطة الحكومة غلق المحلات التجارية بعد العيد في العاشرة مساء، باستثناء المطاعم حتى الثانية عشر، والمنشآت السياحية السماح لها بالعمل طوال الليل، لتقليل استهلاك الكهرباء، وسبب الرفض انه سيخلق مشاكل لن يستطيع الأمن مواجهتها كما ان الغرفة التجارية تعارض القرار.

    رئيس تحرير 'الأهرام' يظهر
    بإعلانات يطالب فيها بمنع المظاهرات

    ومن المظاهر الملفتة هو استمرار ظهور زميلنا عبدالناصر سلامة في إعلانات على قناة القاهرة والناص - عن جريدة'الأهرام' باعتبارها - صوت الصحافة المصرية - كما يقول الإعلان، وعرض للصفحات الأولى من بعض اعدادها ثم يظهر رئيس تحريرها وهو في كامل أناقته يتحدث عن أخطار الوقفات الاحتجاجية والمليونيات والمطالب الفئوية على الاقتصاد وطالب بمنعها لمدة عام أو عامين، وهو بذلك يجدد ما كتبه من عدة أيام طالبا اتخاذ اجراءات لمنع هذه التجمعات لمدة عامين، ولوحظ بعده ان زميلنا وصديقنا والإعلامي عماد الدين تقدم بعده بطلب في عموده بجريدة 'الوطن' بوقف هذه المطالب الفئوية لمدة عام، وكان زميلنا بالأهرام والشاعر الكبير فاروق جويدة قد سبقهما بالمطالبة بمنع المظاهرات نهائيا ومطالبة الآباء والامهات بمنع أبنائهم من المشاركة فيها، والملاحظ أن هذه المطالب لم تظهر بهذا الوضوح والجرأة، إلا بعد مظاهرة القوى السياسية المطالبة بأن مصر مش عزبة للإخوان، والتي قامت فيها الجماعة بدفع ميليشياتها بالاعتداء على المشاركين وما تبع ذلك من هجوم مضاد على الإخوان.

    خروج الخلاف بين الإخوان
    المسلمين والجيش إلى العلن

    والى واحدة من أخطر القضايا، وهي خروج الخلاف بين الإخوان المسلمين والجيش إلى العلن، بعد أن ضاق الجيش بهم وبحركاتهم وألاعيبهم، وقرر إطلاق أول تحذير صريح لهم، بأن لا ينسوا أبدا ان حكاية إقالة وزيري الدفاع المشير طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان، وعدد آخر من قادة المجلس العسكري وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، لا هي بطولة منهم كما صدروها للشعب، وإنما باتفاق، وكان الله بالسر عليما، وطبعا أمريكا كانت تعلم ومحاولة استكمال العملية بالتخلص من الاتفاق الشفهي، بتسريب أخبار عن محاكمة قادة الجيش السابقين، لاختبار رد الفعل لابد أن تتوقف، ومن هنا جاء بيان المتحدث العسكري صادما، وظهرت أثاره بأسرع من البرق في تصريحات الرئيس التي قال فيها انه يتصل بكل من طنطاوي وعنان ويستشيرهما.

    وما أدراك ما الجيش إذا غضب

    وسارع زميلنا وصديقنا ياسر رزق رئيس تحرير 'المصري اليوم' ورئيس تحرير 'الأخبار' السابق ومحررها العسكري الأسبق، لكتابة مقال يوم الأحد - عنوانه - وما أدراك ما الجيش إذا غضب - تذكيرا للرئيس لعباراته وما أدراك ما الستينات - قال ياسر: 'لم يكن رجال الجيش ينتظرون ثناء على أداء مهمة وطنية، هي إدارة انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة، ونقل الحكم بسلاسة ورضا إلى السلطة التي اختارها الشعب، لكنهم لم يتصوروا أبداً أن يكون المقابل هو الإساءة والإهانة من جانب بعض المحسوبين على النخبة السياسية، واتهام الجيش الذي حمى الشعب بارتكاب أعمال قتل منظم ضد المتظاهرين، ثم محاولة اختراق القوات المسلحة لبذر بذور الشقاق في صفوفها عبر الشائعات الممنهجة ومساعي التغرير والاستقطاب من جانب جماعة بعينها، غضب رجال الجيش حين أقصيت قيادتهم السابقة بإخراج رديء لا يليق بعطائها من أجل الوطن، لا سيما في الفترة الانتقالية، وحين صور بعض المحسوبين على جماعة الإخوان الأمر على انه انتصار بها في مواجهة جيش ثورة يوليو، لكن الغضب نما وتزاير في الصدور حينما حلت أول ذكرى لانتصار أكتوبر بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي، فلأول مرة تستبعد القوات المسلحة من تنظيم احتفالها بيومها المجيد، ويسند التنظيم إلى الرئاسة ومعها وزارة الشباب الإخوانية، وبالتالي خلت مقصورة استاد القاهرة من أبطال حرب أكتوبر، ومن قادة القوات المسلحة السابقين الذين لم توجه لهم الدعوة، ليجد القائد العام للقوات المسلحة نفسه في يوم عيده جالسا وسط قتلة الرئيس أنور السادات بطل حرب أكتوبر.
    بينما رئيس الجمهورية الجديد يجوب مضمار الاستاد بسيارة مكشوفة يتلقى التحية والتهاني من أعضاء الجماعة الذين جيء بهم من المحافظات ليملأوا المدرجات، وكأنه أتى من ميدان القتال لتوه بعد أن حقق النصر المظفر، اشتد الغضب وعربدت الشكوك في النفوس تجاه النوايا، عندما دعى وزير الدفاع إلى اجتماع في رئاسة الجمهورية بدعوى مناقشة موضوع محامين مليونية الحساب التي دعت إليها قوى يسارية وليبرالية الجمعة قبل الماضي، غير أن الاجتماع لم يناقش هذه القضية، وإنما كان موضوعه مؤامرة استبعاد النائب العام، واتضح ان الغرض هو محاولة الزج بالقوات المسلحة في معركة إخضاع القضاء، وذهبت الشكوك بعيدا إلى حد التساؤل عما إذا كان الغرض أيضاً محاولة توريط الجيش في اعتداءات ميليشيات الإخوان على المتظاهرين في تلك المليونية التي عرفت باسم جمعة الغدر، على ان الغضب اشتعل بين عشية وضحاها في صفوف القوات المسلحة فور نشر خبر مكذوب، أو لعله كان بالونة اختبار لتشويه صورة المشير طنطاوي والفريق عنان، وتهيئة الرأي العام لمحاكمتهما بادعاءات يعرف رجال الجيش انها كاذبة'.

    الجيش امر مرسي باقالة رئيس تحرير

    أما رئيس تحرير 'صوت الأمة' زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل فكانت سعادته لا نهاية لها، وقهقهة بصوت مرتفع ثم قطب جبينه وقال والشماتة بادية على وجهه:
    'جاءت اللطمة مدوية ومن جهة قيادة الجيش الجديدة التي عينها مرسي نفسه، وأصدرت قيادة الجيش أمراً لمرسي بإقالة رئيس تحرير جريدة 'الجمهورية' لنشره خبرا عن متابعة التحقيقات الجارية بشأن طنطاوي وعنان، ونفذ مرسي أمر قيادة الجيش عى الفور وبسرعة صاروخية لافتة للنظر، ثم جرت استتابته علنا أثناء حضوره لمشروع تدريبي للجيش الثاني، وتراجع مرسي إلى نقطة الصفر وأكد رفضه المطلق لما ينشر عن القيادة السابقة للقوات المسلحة وقال بالنصف 'انه يتشاور دائما مع طنطاوي وعنان ووصف ما ينشر عن طنطاوي وعنان بأنه محاولة للوقيعة بينه وبين الجيش، بدا مرسي مذعورا هذه المرة من غضب الجيش وتراجع بصورة مخزية تماما يريد أن يفلت فقط بمزايا البقاء في منصبه وحتى لو تحول الى ديكور فارغ من المعنى، وحتى لو اقتصرت مهامه على أداء صلوات الجمع في حراسة الآلاف من قوات الأمن والحرس الجمهوري'.
    وقال عبدالحليم ايضا: 'ركاكة مرسي نفسه والذي حاولت قيادة الإخوان تصويره في صورة البطل المغوار والذي أزاح السلطة السياسية للمجلس العسكري السابق بجرة قلم، فإذا بالدنيا كلها تكتشف حقيقة ما قلناه مبكرا وبالذات عن الدولة العبيطة والرئيس الذي هو كذلك'.

    .. بل انه قرار الاخوان

    هذا أبرز ما قاله عبدالحليم وان كنت لا أوافق على قوله ان الجيش هو الذي طلب من الرئيس عزل رئيس تحرير 'الجمهورية' زميلنا جمال عبدالرحيم، لانه لا يمكن أن يتورط في طلب كهذا، لعلمه ان الإخوان سيبادرون بتسريبه للايقاع بينه وبين الصحافيين، فهذا قرار الإخوان. وفي اليوم اتالي تعرض ياسر الى انتقادات، كان أعنفها في الوطن من زميلنا محمد فتحي، الذي هاجم أيضاً بيان الجيش ومرسي أيضا وقال فيه: 'هل الجيش زعلان من مطالبتنا بالكشف عن الضباط الذين عذبوا الناس في مجلس الوزراء وداخل مجلس الشورى والمتحف المصري، وبعضهم معروف بالاسم والسلاح، بالمناسبة، أ، الذين كشفوا عذرية البنات في واقعة اعترف بها وزير الدفاع الحالي إبان رئاسته للمخابرات الحربية؟ هل قادة الجيش الحاليون أو حتى السابقون ملائكة لا يخطئون، فان أخطأ أحدهم لا يجب أن نطالب بمحاكمته عشان الجيش ما يزعلش'.

    وأنا ليا بركة إلا طنطاوي!

    ثم استدار فتحي للرئيس وقال ساخرا: 'خاف الرئيس، وكش وانكمش، وتراجع وارتعش واهتز وهو يحاول ان يلملم كل ما أغضب الجيش؟ طنطاوي اللي أنا أقلته وحللنا مجلسه العسكري وألغينا دستوره المكمل وأجلسناه في بيته، طنطاوي اللي مزعلكم لأننا سنحاكمه، ده حبيبي ده أنا بكلمه في التليفون كل فترة وباطمن عليه، وأنا ليا بركة إلا طنطاوي؟ ده أنا عينته مستشار واديته قلادة، شفتوني وأنا بديه القلادة؟ ما تقلقوش مفيش حد هيوقع ما بينا أبدا، عنان؟ ده مستشاري، ده أنا دائم الاتصال بيه ده حبيبي، حبيبي، حبيبي، طب ده بيريز اللي هو بيريز، صديقي العظيم، ما بالكم بعنان، أوعوا تزعلوا يا حبايبي، اوعوا تزعلوا خالص.
    طبعا يا سيادة الرئيس، اوعى تزعل الجيش، وما أدراك، ما الجيش إذا غضب على رأي زميلنا ياسر رزق'.

    لمصلحة من الترويج لمقولة غضب الجيش؟

    ومن الذين انتقدوا ياسر ولكن دون ذكر الاسم في نفس اليوم - الاثنين زميلنا والكتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي وقوله: 'من حقنا أن نسأل، لمصلحة من الترويج لمقولة غضب الجيش وشيوع الغليان في داخله، وما الهدف من وراء تخويفنا بما يمكن أن يفعله الجيش إذا غضب ثم، هل نبالغ إذا تشككنا في براءة ومقاصد استمرار بث مثل تلك الشائعات؟ اننا إذا وسعنا الدائرة وتطلعنا الى المشهد فسنجد ان ثمة إلحاحاً على تفريغ مصر من المؤسسات التي تم انتخابها بعد الثورة بعد حل مجلس الشعب، هناك مسعى يلح على حل مجلس الشورى وإلغاء الجمعية التأسيسية للدستور، ثم هناك لغط يثار حول دور الجيش وموقفه، وهناك رموز تتحرك في الداخل والخارج لهدم كل ما تم بناؤه إلى الآن، الأمر الذي يستدعي سؤالا كبيرا هو، إذا لم يصب ذلك في صالح الثورة المضادة، فأي مصلحة يتحراها إذن'.
    وفي حقيقة الأمر، فلم استطع ان أتفهم وجهة نظر هويدي وظهرت لي وكأنها متداخله عن عمد حتى لا يصل الى الحقيقة، بحيث لا يحتاج الى التساؤل عما إذا كانت هناك مؤامرة أم لا، لأنه يتمتع بقدرة هائلة على امتلاك ناصية تبسيط آرائه وعرضها بعبارات سلسة وواضحة، فهو يعرف أن حل مجلس الشعب والجمعية التأسيسية الأولى، كان بسبب عوار قانوني غير دستوري وهو يمتد الى مجلس الشورى وإلى الجمعية التأسيسية الثانية، وبالتالي فاللوم هنا يجب توجيهه الى من أخطأ في التشكيل ومخالفاته الدستورية، أما الأمر الثاني فانه اعترف في مقدمة المقال، انه حاول معرفة الأمر واتصل بمن يعرفهم وتبين له ان هناك شعورا داخل الجيش بالاستياء وعدم الارتياح لا يصل الى حد الغضب، وأن قيادة الجيش استاءت من اختلاق أخبار ضد قيادة المجلس العسكري السابق وأبلغت بها رئاسة الجمهورية.
    أي أن هناك استياء لا غضب رغم ان المعنى في هذه الحالة واحد، لكن الذي كنت أود أن يناقشه هويدي ويتحرى عنه، هو، هل حاول جناح داخل الإخوان اختراق الجيش فعلا؟ هل تقدموا بطلبات محددة لقيادته ورفضتها؟

    الجيش لعب دورا محوريا
    بثورة 25 يناير

    ثم نتوجه إلى 'الحرية والعدالة' في نفس اليوم لنكون مع زميلنا ورئيس القسم الخارجي فيها محمد جمال عرفة وقوله: 'في تقديري أن طنطاوي وعنان، والجيش المصري كله، لعبا دورا خلال ثورة 25 يناير لا يقل أهمية عن دورهما في عبور اكتوبر 73، وعبرا بنا لبر التغيير الآمن، ويحمد لهما ايضا الالتزام بأوامر الرئاسة المدنية للثورة بصرف النظر عما يقال انه لم يكن أمامهما بديل غير هذا وإلا تحولت مصر للفوضى، وأظن أن الرئاسة ترغب في تكريم المشير والفريق بصورة اكبر، وأنها تفعل هذا ضمنا في زيارات الرئيس المتكررة لأفرع الجيش، ولكن جاءت بلاغات قوى سياسية للتحقيق معهما لتحرج الرئاسة وتجعلها تسير على حد السكين لعدم اغضاب أحد، وتنتظر انتهاء التحقيقات، ولكن ما أخشى منه هو لعب البعض بالنار، وتأجيج الصراع بين الرئيس والجيش بمزاعم وهمية عن رغبة الإخوان في السيطرة عليه'.

    الإخوان ورطوا الرئيس مرسي

    أما آخر زبون عندنا في هذه القضية فسيكون في نفس اليوم ايضا - الاثنين - وهو زميلنا وائل لطفي رئيس التحرير التنفيذي لـ'الصباح' اليومية المستقلة، وقوله: 'ورط الإخوان الرئيس مرسي في عدة تصرفات قد تستفز كبرياء الأسود الجريحة والمتعبة، روت قواعد الإخوان قصة إقالة المشير وعنان وكأنها رواية لعب فيها الرئيس مرسي دور أبطال السير الخيالية ليبدو الرج وكأنه اسطورة في الدهاء والمكر في حين ان الرواية الأصلية للأحداث تختلف والأقرب للصحة ان القصة لم تتم إلا بقرار داخلي من المؤسسة العسكرية لتصحيح أوضاع رأت أنها خاطئة، الفصول كثيرة والجذور ممتدة، الجيش المصري هو المؤسسة الوحيدة التي لم تنجح التيارات والتنظيمات الإسلامية في اختراقها اننا للمرة الثانية أو الثالثة خلال شهر واحد نجد رئيس الجمهورية في موقف بايخ ويضطر الى التراجع أو الى المبالغة في الاعتذار'.

    مخاوف على حرية الصحافة وتحذير
    من مؤامرة لتصفية القومية منها

    وإلى زملائنا الصحافيين ومعاركهم ومشاكلهم والأوضاع الحالية الصعبة التي تواجهها المؤسسات القومية، وتراكم الديون عليها وعدم كفاية مواردها لتسديد مرتبات العاملين فيها، وتدخل الحكومة عن طريق مجلس الشورى لانقاذها، فمثلا وصلت ديون مؤسسة دار الهلال منذ حوالي ستة أشهر أكثر من سبعمائة مليون جنيه، كما أخبرني وقتها رئيس مجلس إدارتها السابق والكاتب زميلنا وصديقنا حلمي النمنم، وكان يجاهد كل شهر لتوفير المرتبات، وكان العمال يتوقفون عن طبع مجلة المصور الى ان يتم احضار مرتباتهم، ومرتب رئيس مجلس الإدارة مع البدلات لم يكن يصل إلى أربعة آلاف جنيه شهريا، أما مرتب رئيس تحريرها وكان وقتها زميلنا وصديقنا حمدي رزق مع البدلات فكان يصل لأقل من ثلاثة آلاف، بعدها اصبح العاملون يتظاهرون خارج الدار وأمام مجلس الشورى حتى مع تغيير القيادات، وقالت 'المصور' في كلمتها يوم الخميس الماضي: 'وصلت الأوضاع في 'مؤسسات الجنوب' هذا المسمى البغيض الذي يطلق منذ سنوات على دار التحرير ودار الهلال والمعارف وروزاليوسف بوصفها المؤسسات الأقل في مواردها، للمرة المليون نقول وبوضوح وبصوت عاليو مطابع بعض المؤسسات القومية مهددة بالتوقف لنقص حاد في الورق وفي الأحبار ولأعطال رئيسية في الماكينات - التي أكل عليها الدهر وشرب - يتكلف إصلاحها الملايين هذا إن كان إصلاحها ممكنا، أما البشر فحدث ولا حرج عن البشر، الصحافيون والإداريون والعمال تأخر الرواتب وهزالها بالأساس وتضخم الهيكل الإداري والمالي وانهيار مكافآت الانتاج في نهاية السنة 'أو ما يعرف بالأرباح، رحم الله ايام الأرباح!'.
    والنص الحاد في موارد المؤسسات الذي جعل تطوير المهنة حلماً مثالياً ساذجاً، ونحن نعلم أن ثمة تراكمات طويلة أفضت إلى الأوضاع الراهنة فساد كان واضحا في بعض المؤسسات وموارد وهمية كان يضخها النظام السابق لانعاش الصحف القومية وترهل إداري وهيكلي غير مبرر خلال عقود متصلة من الزمان لكن هل يمكن في المقابل تجاهل الدور الذي قامت به هذه الصحافة في تنوير العقول لعشرات السنين؟لقد فجرت الصحافة القومية - وترهل إداري وهيكلي غير مبرر خلال عقود متصلة من الزمان لكن هل يمكن في المقابل تجاهل الدور الذي قامت به هذه الصحافة في تنوير العقول لعشرات السنين؟ لقد فجرت الصحافة القومية - برغم تضييق ا النظام عليها ومحاولات 'أمن الدولة' المستمرة المهيمنة على ما ينشر - قضايا فساد كثيرة وتحملت مسؤولية مواجهة حيتان النظام ومرت من الأزمات بنجاح، الصحافة القومية هي التي قاومت الإرهاب وقت أن كان في ذروته وأنقذت مئات الآلاف من العقول من السقوط في هوة التطرف وسلطت الضوء الكاشف على أزمات المعيشة اليومية لعموم المصريين وناصرتهم في كل وقت من مياه الشرب لرغيف العيش وصولا للثانوية العامة في الوقت الذي كان الآخرون فيه يبحثون عن العناوين المثيرة والفرقعات الكاذبة!
    ولقد صار السؤال المسكوت عنه في صدور صحافي المؤسسات القومية معلناً على ألسنتهم هل هناك حالة انتقاد عمدية من الصحافة القومية؟'.
    هذا عن دار الهلال، أما مؤسسة 'روز اليوسف' فنفس الحال، ودار التحرير التي تصدر 'الجمهورية' و'المساء'، أصبحت رواتب العاملين فيها تتأخر باستمرار، وحتى مؤسسة أخبار اليوم بدأت تدق ناقوس الخطر عندما وصلتها خطابات من وزير المالية بتسديد ما عليها من مئات الملايين من الجنيهات من متأخرات دمغة الإعلانات بينما بدأت تعاني من نقص السيولة.

    أخونة الإعلام وكثرة المتحولين

    ثم انفجرت مشكلة قيام رئيس مجلس الشورى الإخواني أحمد فهمي بإقالة رئيس تحرير 'الجمهورية' زميلنا ووكيل نقابة الصحافيين جمال عبدالرحيم، ليفجر مشكلة أخونة الإعلام من جهة وكثرة المتحولين - لمنافقة الإخوان، وقال عنهم زميلنا حزين عمر في 'المساء' يوم الأربعاء، وهو حزين ليكون اسما على مسمى عن التغييرات التي حدثت: 'إذا به في الصحافة والتليفزيون لا هو تطهير ولا يحزنون، بل تصدر المؤسسات الصحافية عدد من الفلول اتباع النظام السابق واتباع أتباعه، عدد آخر من المتلونين المنتمين لكل حاكم وسلطان وعدد من أصحاب الأموال العائدين من دول النفط، فإذا كان هذا هو التطهير، وإذا كان يعني التخلص من اتباع الحاكم المخلوع ونظامه ليحل محلهم اتباع الإخوان والمتلونون بكل لون فما أسوأه من تطهير، بل لا علاقة له بالتطهير، انه أخونة ورغبة في الاستحواذ والاستيلاء على كل شيء لنعود الى نقطة الصفر من جديد وكأنه لم تحدث ثورة ولا سفكت دماء'.

    الإعلام مرآة
    لما يحدث في المجتمع

    ونفس الغضب أصاب زميلنا ورئيس مجلس إدارة مؤسسة 'روزاليوسف' محمد جمال الدين وقوله: 'الإعلام يا سادة ليس سوى مرآة لما يحدث في المجتمع وإذا كان البعض يريد أن يرى إعلاماً على المقاس كما يفعل ترزية القوانين فهو غير موجود لدى الشرفاء من أهل الإعلام وإن كان من الممكن أن يجد هؤلاء ضالتهم في المتحولين الذين لهم دور في كل العصور ففي كل مهنة من مهن الدنيا تستطيع أن تجد بين جنباتها أخيار وأشرار، إلا انه يظل الحكم على هؤلاء في النهاية للقارىء، أقصد للمجتمع الذي سيعرف بسهولة من هو الطيب ومن الخبيث'.
    صحافي اقترح قطع ألسنةالصحافيين يطالب بضربهم بالعصا
    لا، لا، هؤلاء صحافيون لا بد من تأديبهم بالعصا، والاقتراح جاء من زميل صحافي في 'اللواء الإسلامي' تحول بقدرة قادر الى صفوف الإخوان، وهو زميلنا رضا عكاشة، الذي أمسك عصا وأخذ يلوح بها ويصرخ.
    'ماذا نحن فاعلون مع بعض الإعلاميين من معدومي الضمير؟
    أتصور أن الأمر يحتاج الى عدة خطوات فاعلة:
    1- التعامل مع كل واحد أو كل قناة بما تستحقه من مواقف، فالحر الذي ينفع معه الكلام نناقشه بالعقل والمنطق والعبد أو العميل يناقش بالعصا والقانون؟
    2- ضرورة مراجعة القوانين الحاكمة لعمل القنوات ومعرفة مصادر التمويل ووضع ضوابط ظاهرة للمحاسبة دون استثناء مع تقوية دور الدولة - وليس كما يقول الحنجوريون - في ضبط الممارسة الإعلامية ومراعاة ظروف الوطن.
    3- أراهن كثيرا على الجوانب الأخلاقية لازلت مؤمنا ان الخوف من الخالق يمكن أن يكون أحد عوامل ضبط اللسان ومراعاة الدين وحماية الضمير.
    وصاحبنا هذا هو الذي كان غاضبا لأن الله سبحانه وتعالي لم يوضع في القرآن الكريم حد قطع الألسنة، وطالب في مقال له، بإضافة حد قطع اللسان، والآن يريد إضافة ضرب الصحافيين والإعلاميين بالعصا، على أساس لا تشتري الصحافي إلا والعصا معه.
    فالصحافيون مناكيد متاعيس، لكن الذي يحيرني في أمره هو انه لا يطالب جماعة الإخوان بالكشف عن مصادر تمويلها كما يطالب الفضائيات.

    حزب شفيق الجديد هل يدار من الخارج؟

    وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها مع زميلنا بـ'الأهرام' شريف العبد الذي خاض يوم الأحد ثمانية اخترنا نصفها أي اربعة على حسب الشرع في الزواج والمعارك، وهي: '- محمد مرسي: أمر طبيعي أن تتسع وتمتد شعبيتك مع كل ضربة جديدة لكبار الفاسدين والمفسدين، هذا الشعب المنكوب، المنهوب على مدى ثلاثين عاما، ملاحقة الفساد عنده تفوق في أهميتها أزمات المرور والنظافة والطماطم أيضا.
    - الغرياني: لا شاغل لهم سوى إلغاء هذه الجمعية والإطاحة بك، والرفض لكل مقترحاتها والاستهانة بجهد أعضائها، يبدو انهم كانوا يتطلعون الى الفوز بعضويتها وجاء هجومهم بعد فقدان الأمل.
    - أحمد شفيق: أعلنت عن تأسيس حزبك الجديد، فهل تتولى رئاسته وإدارته من خارج البلاد، يقولون انك تخشى العودة ولن تعود، لكن المرجح هو عودتك مادام انك من أبطال اكتوبر وتتحلى بالشجاعة.
    - الكاتب المهاجر: يمكنك إرسال عمودك اليومي من باريس بعد هذه المغادرة المفاجئة واعتقد أن نشره مضمون أسوة بزميلك الذي يواصل نشره من جنيف'.
    وهو يقصد زميلنا سمير رجب رئيس تحرير 'الجمهورية' الاسبق الذي غادر الى باريس قبل صدور منعه من السفر والتحفظ على أمواله وممتلكاته إلى حين انتهاء جهاز الكسب غير المشروع من التحقيق في البلاغات المقدمة ضده، ويقصد بالثاني زميلنا بالأخبار ورئيس مجلس إدارتها وتحريرها الاسبق إبراهيم سعدة، الذي سافر إلى سويسرا من عدة أشهر وكان يرسل عموده اليومي على يسار الصفحة الأخيرة من هناك، لكنه توقف مثلما توقف عمود سمير على يمين الصفحة الأخيرة من الجمهورية بعد قرار جهاز الكسف غير المشروع.

    للاعلاميين: مكممات
    أفواه وارد الصين!

    أما ثاني المعارك فستكون من نصيب الفنان خفيف الظل لطفي لبيب الذي يكتب بروازا يوميا في الصفحة الأخيرة من 'الوطن' تحت عنوان - مهيصة - حمل إلينا الخبر السار الآتي - على طريقة المنادي أيام زمان عندما كان يجوب الحواري والأزقة فوق حماره مناديا ايها الناس، اسمعوا وعوا، والحاضر يبلغ الغايب ما يلي:
    'إلى السادة المذيعين والمذيعات، وإلى كل أصحاب الرأي الحر، وإلى كل العاملين بالإعلام، وصلت حديثا مكممات أفواه وارد الصين، تمنع الحوار، تمنع التراشق بالكلمات، تمنع أي شيء يقال عن النظام، وتم استيراد مكممات الأفواه بمعرفة الحرية والعدالة'.

    الإخوان كالزوج الذيلا يستطيع الوفاء بواجباته الزوجية

    أما آخر المعارك السريعة فستكون لزميلنا في 'اليوم السابع' محمد صلاح العزب يوم الأحد، في بابه - تيكي تيك - وبصراحة - لم افهمها لأنه قال قولا عجبا خلط فيه الأشياء ببعضها، على طريقة ربابة ربة البيت تخلط الخل بالزيت، لها سبع عشر دجاجات وديك حسن الصوت، حيث اتضحت خيبة الديك، قال: 'الإخوان حاليا يشبهون الزوج الذي لا يستطيع الوفاء بواجباته الزوجية، ويحاول أن يخفي إخفاقه باصطناع أي خناقة على أي سبب ليتهرب من أداء مهمته الأساسية، الزوج المذكور يمكن أن يتزود ببعض الحبوب المقوية وهناك نذكر قرارات مرسي العنترية بإعادة مجلس الشعب وضد المحكمة الدستورية وضد لنائب العام، لكن الحبة الرئاسية للأسف تفقد مفعولها سريعا ويخفق الرئيس مثل كل مرة السؤال الآن، ماذا يفعل بطلنا إذا أدرك فشله التام في انجاز مهامه الأساسية؟ الاجابة هيزعق فيا لمدام والأولاد ويطفي النور ويقول، كله هينام بدر عشرة بالليل، هو ده بالضبط قرار الإخوان بإغلاق المحلات وإطفاء الأنوار في العاشرة مساء، شفت بقى؟'.
    شفت بقى؟ وهل هذا سؤال؟ شفت وفهمت طبعا ونشكر للإخوان حسن صنيعهم لانقاذ ملايين المناكيد من الإحراج أمام زوجاتهم ما دامت الفياغرا في عهد الإخوان لم يعد لها مفعول، اللهم إلا إذا كان تجارهم سوف يصنعون غيرها من مواد بلاد مسلمة، لا كافرة.


    -------------------

    مغزى معركة الدستور والصراع القادم في مصر
    د. يحيى مصطفى كامل
    2012-10-23




    حين يُنشر مقالي هذا فعلى الأغلب سيكون القضاء الإداري قد أصدر حكمه فيما يتعلق بمشروعية الجمعية التأسيسية للدستور، ولا أبالغ إذ ازعم أن هذا القرار، أياً كان مضمونه، سيشكل نقطةً فاصلة في مسيرة الحراك الثوري الذي انطلق في مصر منذ الخامس والعشرين من يناير، فكل الأطراف على الساحة تترقب على الرغم من تباينها، فالأنظار معلقةٌ شاخصة؛ وفي حين تتمنى القوى الثورية المدنية حلها خشيةً من سيطرة الإسلاميين عليها خاصةً وأن مسودة الدستور تؤكد كل مخاوف تلك القوى فيما يتعلق بسلطات الرئيس فضلاً عن ملفاتٍ أخرى شائكة كمكانة المحكمة الدستورية العليا والحريات وعلى رأسها حرية التعبير وجرائم النشر الصحة والطفل والمرأة، نجد جماعة الإخوان المسلمين تحبس أنفاسها لما يمثله احتمال الحل (المرجح بشدة) من ضربةٍ قاصمةٍ لمشروعهم، مشروع 'الاستحواذ' المتعثر.
    لذا فإنه بغض النظر عن كون تلك المسودة على شكلها الحالي تمثل مشروع كارثةٍ أكيدة وانتكاسةً بالغة، حتى إذا ما قورن بدستور 71 المعيب على كل إشكالياته، فإن معركته تلك والحكم المرتقب يستمدان أهميتهما ليس فقط مما ســــيترتب عليهما من احتمالات (قد لا تكون بعيدة عن الصدام...) وإنما لما يمثلانه من استقطابٍ على الأرض بين القوى المختلفة وحالة الاســــتعصـــاء والخلل العميقين في صلب تطور أحداث هذه الثورة وما لايقل عن ذلك أهميةً من خللٍ عميق في هيكل جماعة الإخوان المسلمين.
    ليس لدي أدنى شك في أن الثورة المصرية لم تحسم شيئاً على الأرض بعد، فباستثناء إزاحة مبارك وأعلام نظامه لا نرى تغيراً حقيقاً على الأرض صوب إعادة صياغة البنية الاجتماعية-الاقتصادية للمجتمع؛ لذلك تجد البلد يعيش حالةً من السيولة حيث لم يذب القديم ويمُت ولم تتبلور بعد بنىً جديدة أو تتضح تماماً توازنات القوى الجديدة ومفرداتها؛ في رأيي الشخصي تنبع إشكالية هذه الثورة منذ اليوم الأول، مذ فاجأ الحدث الثوري الهادر قوىً سياسية لم تستعد مطلقاً لها؛ حتى تلك التي طالما تشدقت بالثورة وتدور برامجها عليها وحولها لم تتحسب لها أو تتوقعها، وإذ أمل أكثر التنظيمات تفاؤلاً (ونعني هنا ائتلافات الشباب بشتى أطيافها وبناها التنظيمية) في وقفةٍ احتجاجيةٍ تنجح في حشد جمهرةٍ مقنعة، وحبذا لو بلغت بضعة آلاف، تلفت انتباه النظام إلى وجود مشكلةٍ حقيقية وتوصل رسالةٍ مفادها أنه لم يعد من الممكن الاستمرار على هذه الحال، فإن الحدث التاريخي الجلل فاق أكثر أحلامهم إغراقاً في الخيالية...أمام انعدام الاستعداد ذاك وإزاء أحداثٍ باتت تتطور وفق منطقها الداخلي سابقةً الجميع وفي ظل سقف مطالب مرتفع لم يكن لدى أي فصيل، وأؤكد أي فصيل، تصورٌ محدد ومعد سلفاً عن كيفية استلام السلطة وإدارة البلاد والتعامل مع أدوات الدولة يجوز أن البعض توجس من تسليم زمام الأمور إلى الجيش إلا أن ذلك لم يغير من مجرى الأحداث.
    في هذا المنعطف الفاصل برز الدور الأساسي والحاسم للإخوان المسلمين، فهم يمثلون التنظيم الأكبر والأكثر إحكاماً، وقد تمكنوا من شق الصف الثوري وفرض، أو على الأقل محاولة فرض، درجةٍ ما من البطء على مجرى الأحداث مكنت النظام من التقاط أنفاسه وترتيب ما أمكنه من الأوراق، لكن ذلك لا ينفي اشتراكهم مع بقية القوى في انعدام توقعهم أو استعدادهم لتغييرٍ ثوري من هذا النوع... وبوصولهم إلى السلطة في ظروفٍ ليست بعيدةً تماماً عن الشبهات أكدوا ورسخوا استعصاء الثورة وأثبتوا وجهاتٍ نظرٍ سلبية فيهم كانت تطوف بأذهان الكثيرين إما رأياً وقناعةً وإما حدساً.
    لقد اثبت د مرسي والإخوان من ورائه أنهم استثمروا طويلاً في التنظيم المحكم على حساب التنظير وأن جعبتهم المتينة الفخمة خالية، فهم لا يختلفون إطلاقاً عن نظام مبارك من حيث انحيازاته الطبقية ولا يملكون رؤيةً مغايرة، ليس أدل على ذلك من لجوئهم إلى نفس الطرق والأساليب التي كان ينتهجها مبارك مثل قرض صندوق النقد الدولي، وباستثناء مشروعهم الخاص الذي يهدف إلى تمكين كوادرهم وإحلالهم في مناصب الدولة الحساسة فليس لديهم مشروعٌ وطني، بالإضافــــة إلى ذلك فقد اثبتوا للأسف انعدام درايتهم وقـــــدراتهم الإدارية وافتقارهم للتصورات عن طريق سلسلةٍ من الــقــرارت المتسرعة التي تصب في خانة 'التمكين' سرعان ما يجبرون على التراجع عنها لانعدام قانونيتها من قبيل قراري عودة مجلس الشعب المنحل وإقالة النائب العام، ناهيك عن تصريحات أعضاء الجماعة بلسان الرئاسة دون أن تكون لأيٍ منهم أية صفةٍ رسمية، وليس من عجب في كون ذلك التخبط والارتباك البين أديا إلى تآكل شعبيتهم وإلى كفران قطاعاتٍ وشرائح متزايدة من الشعب بالثورة.
    مثقلون بهذا الهبوط في الشعبية وذلك الارتباك، وإزاء ما يلوح من أزمةٍ في فرض حضور الدولة وبسط سيطرتها كما برهن على ذلك التعامل مع الملف الأمني في سيناء، في تقديري الشخصي انزلقت الجماعة إلى أكبر اختبارٍ أو أزمةٍ في تاريخهم... أزمة احترام الجمهور الأوسع لهم وتعاملهم معهم بجدية، وهي أزمةٌ لم يفرضها عليهم نظامٌ ما بما يتيح لهم استغلالها في تثبيت أسطورة الاضطهاد التي طالما كسبوا من ورائها وإنما هي نتاجٌ مباشر لما سبق وذكرته آنفاً من خللٍ لصالح التنظيم على المضمون والتنظير... أنا على يقين من أن كل تلك المتغيرات وغيرها لا تخفى على قواعد الجماعة وقياداتها، كما أن سخرية الصحافة ورجل الشارع منهم ليست سراً، ومن هنا نفهم تشبثهم اليائس بتمرير هذا الدستور فنصوصه كفيلة ليس فقط بإعطاء د. مرسي صلاحيات خاصة وإنما من تكبيل مجتمع المستقبل بشبكة من التشريعات ترسخ لوجودهم من خلال مجموعة من التصورات تحد من الحريات والحقوق وتفرض نمطاً محدداً من العلاقات والواجبات على مختلف مكونات ذلك المجتمع بما يسمح دائماً بحضور الجماعة ومن هم على شاكلتها في صدارة المشهد السياسي بامتياز.
    هناك معركةٌ تلوح في الأفق، وهي قادمةٌ لا محالة، ففي حال حل الجمعية (كما هو مرجح) سيكون ذلك بمثابة ضربةٍ قانونيةٍ قاصمة للجماعة ولمساعيهم للتمكين والتغلغل في نسيج الدولة ونصوص الشرعية التي تصيغ العقد الاجتماعي، وإذا ما أضيف إلى تراجعاتهم المستمرة فذلك كفيلٌ بإشعارهم بالعجز المتزايد وبالحصار الذي يلتف حولهم ليعزلهم، كما أنه سيشكل انتصاراً معنوياً للقوى المدنية... ولا نعلم كيف سيكون رد الجماعة في تلك الحال وهل تخبئ شيئاً ام أننا رأينا آخر ما عندها؛ أما إذا حدث العكس فستحشد كل القوى المدنية طاقاتها لإسقاطه في الاستفتاء.
    من المستحيل التنبؤ بما سيسفر عنه هذا الصراع، فالبلد يعيش حالة سيولة يصبح معها كل شيء ممكناً تقريباً...الأكيد أن الايام المقبلة ستكون عاصفة وستشهد استقطاباً متزايداً بين القوى السياسية... وربما عنفاً.


    ' كاتب مصري ـ زميل الكلية الملكية لأطباء التخدير



    -------------------

    تباين ردود أفعـال الأحــزاب

    القوي الإسلامية‮: ‬نصر من عند الله‮.. ‬المصري الديمقراطي‮: ‬الحل في يد الرئيس

    23/10/2012 09:24:07 م




    متابعة‮ :‬- محمد الفقى وأحمد عبدالحمىد وأحمد ابو رىة واكرم نجىب


    ‬رفعت السعيد // ‬مارجريت عازر


    ‮‬‮ ‬الوسط‮: ‬الجمعية اصبحت آمنة من التربص والتغول‮ ‬‮ ‬‮

    ‬‮ ‬الوفد‮: ‬الدستور يمكن ان ينتهي قبل ا لفصل في الدعاوي


    تباينت ردود افعال القوي السياسية والحزبية حول قرار محكمة القضاء الاداري بوقف نظر الدعاوي المحالة اليها بالطعن علي تشكيل الجمعية التاسيسة واحالتها الي المحكمة الدستورية العليا للفصل فيها‮.. ‬وابدت القوي الاسلامية ارتياحها من هذا القرار واعتبرته إيجابيا ونصرًا من عند الله،‮ ‬مؤكدة اتاحته للفرصة للجمعية التأسيسية ممارسة أعمالها،‮ ‬والانتهاء من الدستور وطرحه علي الاستفتاء ليُقضي في حينها بانقضاء الدعوي‮. ‬بينما اعترضت القوي الليبرالية واليسارية واعتبرته بمثابة سياسة مماطلة واستهلاكا للوقت من قبل القضاء الاداري لا سيما ان نفس اسباب حل الجمعية التاسيسية الاولي هو نفس الاسباب في الجمعية الثانية المعنية بصياغة الدستور الجديد حاليا‮.‬
    ‮ ‬ومن جانبه رفض د‮ . ‬رفعت السعيد رئيس حزب التجمع التعليق علي‮ ‬حكم احالة الطعن المقدم لحل الجمعية التاسيسية الي‮ ‬المحكمة الدستورية قائلا‮: "‬نحن لسنا نعلق علي‮ ‬احكام القضاء‮ " ‬وقال ان مصير الحكم والذي‮ ‬وصفه ب‮ "‬المصير الدستوري‮" ‬سيتوقف علي‮ ‬3‮ ‬اشياء‮ .. ‬علي‮ ‬حد قوله موضحا ان الامر سيتوقف علي‮ ‬مدي‮ ‬السرعة التي‮ ‬سيتم خلالها النظر الي‮ ‬الحكم من قبل الدستورية‮ ‬, في‮ ‬ظل اسراع الاخوان بالانتهاء من الدستور الجديد فضلا عن القوي‮ ‬الوطنية والديمقراطية التي‮ ‬ترفض التشكيل الحالي‮ ‬للجمعية التاسيسية و تطالب بتشكيل جديد لها‮ ‬يكون علي‮ ‬اساس تمثيل جميع فئات المجتمع المصري‮ ‬بها‮ .‬
    ‮ ‬بينما اكدت مارجريت عازر النائبة السابقة بمجلس الشعب المنحل ان الحكم الاحالة الي‮ ‬الدستورية هو بمثابة‮ "‬سياسة مماطلة‮" ‬واستهلاك للوقت من قبل القضاء الاداري‮ ‬, مشيرة الي‮ ‬توافر نفس اسباب حل الجمعية التاسيسية الاولي‮ ‬في‮ ‬الجمعية الثانية المعنية بصياغة الدستور الجديد حاليا‮.‬
    ‮ ‬ورأت عازر ان ما‮ ‬يحدث الان‮ ‬يسير في‮ ‬اتجاه ولصالح جماعة الاخوان المسلمين التي‮ ‬ستستغل حكم الاحالة بالتعجل في‮ ‬الانتهاء من الدستور قبل النطق بالحكم من المحكمة الدستورية مشيرة الي‮ ‬ان هناك الكثير من الاحكام السابقة‮ ‬غير هذا الحكم كان‮ ‬يجب التريس في‮ ‬النطق بالحكم وانه لم‮ ‬يحدث ذلك مطلقا‮ ‬, وقالت عازر‮ : " ‬الشارع المصري‮ ‬ينتظر الحكم بحل الجمعية التاسيسية الباطلة‮ ". ‬واكد كمال خليل وكيل مؤسسي‮ ‬حزب العمال ان الحكم سيؤدي‮ ‬الي‮ ‬التاخير في‮ ‬تشكيل الجمعية التاسيسية التي‮ ‬تريدها القوي‮ ‬الثورية لانجاز الدستور و سيكون الحكم مضيعة للوقت في‮ ‬ظل التاخر الشديد الذي‮ ‬يسلكه مسار الثورة منذ بدايتها‮ . ‬وقال اننا منذ البداية نسير في‮ ‬اتجاه خاطئ حيث كان من المفترض ان‮ ‬يتم تشكيل هذه الجمعية منذ بداية الثورة ووضع الدستور اولا قبل اجراء انتخابات الرئاسة وقبل انتخابات البرلمان مثلما‮ ‬يحدث في‮ ‬معظم الدول التي‮ ‬تقوم فيها الثورات ولكن هذا لم‮ ‬يحدث وتاخرنا كثيرا في‮ ‬وضع الدستور ومازلنا نسير في‮ ‬الاتجاه الخاطئ حتي‮ ‬الان ومع صدور هذا الحكم سيتعطل ظهور الدستور مرة اخري‮ ‬وهو ما ترفضه القوي‮ ‬السياسية‮.‬
    واشار د عبدالله المغازي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد والمتحدث الرسمي باسم الحزب الي ان القضاء الادراي اختار الطريق الايسر وترك اللغم في المحكمة الدستورية موضحا ان القضاء الاداري كان امامه طريقان اما ان‮ ‬يحكم بوقف والغاء قرار تشكيل الجمعية وهذا‮ ‬يتفق مع الحكم الاول بوقف تشكيل الجمعية الاولي والحل الاخر عندما صدق د محمد مرسي رئيس الجمهورية علي القانون الذي اصدره البرلمان المنحل فبالتالي اصبحت الجمعية محصنة قانونا وهذا ما اراده اعضاء البرلمان عندما اصدروا القانون‮ .. ‬ومن وجهة نظري فقد اختار القضاء الاداري الطريق الايسر وابتعد عن المشكلة برمتها واعتبر ان الجمعية محصنة بقانون وبالتالي هذا القانون هو‮ ‬غير دستوري وبالتالي احاله للدستورية العليا‮.‬
    واضاف د عبدالله المغازي بان من حق القضاء الادراي الحكم بحل الجمعية لان القانون لم‮ ‬يتحصن لان المجلس تم حله قبل تصديق ونشر القانون والذي‮ ‬يتحصن فقط من القوانين الصادرة عن البرلمان هي القوانين التي تم اصدارها والتصديق عليها ونشرها قبل تاريخ حكم حل البرلمان‮.. ‬اما بعد ذلك فاي قانون‮ ‬يعتبر معيبا ومحاطا بشبهة عدم الدستورية‮.. ‬وانا اري ان هذا القانون به عيوب موضوعية وشكلية تؤدي الي عدم دستوريته بسهولة ولكن المشكلة الاكبر في الوقت لان من الممكن ان تستغرق الدعوي وقتا كبيرا امام المحكمة الدستورية من احالة الي كتابة تقرير الي نظر الدعوي وسيكون الدستور قد انتهي‮.‬
    واضاف المتحدث الرسمي باسم حزب الوفد ان هناك اشكالية تتمثل في ان هناك اوراقا اصبحت في‮ ‬يد المحكمة الدستورية العليا ضد الجمعية وهناك اوراق لدي الجمعية ضد المحكمة الدستورية وهي في قدرتها علي التعجيل لاتمام الدستور مما اصبح معه هناك مجال لتعميق الخصومة بين الجمعية‮ ‬
    اكد عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط وعضو الجمعية التأسيسية‮ ‬انه بصدور حكم القضاء الإداري بإحالة القضية الي‮ ‬المحكمة الدستورية،‮ ‬تكون الجمعية التأسيسية في مأمن تام من حالة التربص بل التغول عليها من قِبَل من لا‮ ‬يؤمنون بمبدأ الفصل بين السلطات،‮ ‬بمعني أنه حتي لوأصدرت المحكمة الدستورية المتربصة حكماً‮ ‬بعدم دستورية القانون،‮ ‬وهذا هو المتوقع والمؤكد بحكم أن بعض قضاتها وفي مقدمتهم تهاني الجبالي،‮ ‬أعلن رأيه في موضوع الدعوي صراحةً‮ ‬قبل وصول ملف الدعوي لمبني المحكمة،‮ ‬بما‮ ‬يجعله‮ ‬غير صالحٍ‮ ‬للفصل فيها،‮ ‬أقول حتي في هذه الحالة فإن حكم عدم الدستورية المتوقع‮ ‬يكون منصباً‮ ‬علي القانون الذي أصدره مجلس الشعب وليس علي الجمعية التأسيسية التي اُختيرت بإرادة المواطنين‮.‬
    وقال طارق العوضي‮ ‬عضو المكتب التنفيذي‮ ‬بالحزب المصري‮ ‬الديمقراطي‮ ‬ان الحل الآن في‮ ‬يد رئيس الجمهورية بحيث‮ ‬يصدر قرارا مرسوما بحل الجمعية التأسيسية الحالية ويعيد تشكيلها علي‮ ‬ان‮ ‬يصدر اعلان دستوري‮ ‬مؤقت ليعيد ترتيب الاوراق من جديد‮.‬
    علق الدكتور عفت السادات رئيس حزب مصر القومي‮ ‬قائلا‮: ‬انه‮ ‬يجب علي الرئيس مرسي‮ ‬ان لا‮ ‬ينتظر قرار المحكمة الدستورية ويقوم بحسم هذا الامر خاصة انه كان قد وعد قبل ذلك انه في حالة نجاحه سيقوم بإعادة تشكيل الجمعية بشكل متوازن‮.‬
    واضاف السادات ان حل الجمعية اصبح مسألة وقت‮.‬
                  

11-19-2012, 05:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    الكنائس الثلاث تسحب ممثليها من لجنة الدستور..

    ورئيس تحرير 'الأهرام' ينقلب على الإخوان
    حسنين كروم
    2012-11-18




    القاهرة ـ 'القدس العربي'

    ما هذا النحس الذي يحط فوق أمهات رؤوسنا بينما نحن غارقون في الأحزان على اشقائنا الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يتعرضون للهجمات الإسرائيلية، وبينما القلق ينهش قلوبنا على مهزلة ما يحدث في سيناء من شواهد على مؤامرات لإهانة جيشنا وإظهاره في صورة العاجز الكسيح امام مئات من الإرهابيين، فوجئنا بكارثة أدت الى مقتل واحد وخمسين طفلا من احباب الله في معهد أزهري بمحافظة أسيوط فرمهم قطار اصطدم بالاتوبيس الذي يحملهم، وإعلان الحداد العام وقبول الرئيس استقالة وزير النقل ورئيس السكة الحديد وتكليفه النائب العام التحقيق في الحادث، ولم نعد نعرف نبكي على من، على سيناء التي تضيع منا أم على أطفالنا أم على اشقائنا في غزة، وكان رسم زميلنا دعاء العدل في 'المصري اليوم' امس عن أم فلسطينية تبكي على ضحايا الاحتلال الإسرائيلي في ثلاثة أيام يساوي أربعة وعشرين شهيدا. وأم مصرية تبكي على خمسين قتيلا ضحايا الإهمال في يوم واحد.
    ونشرت الصحف عن قرارات وزراء الخارجية العرب واجتماع الرئيس مرسي مع رئيس وزراء تركيا وأمير قطر لبحث العدوان على غزة، وتصاعد الأزمة بين وزارة الإعلام وقناة دريم، وإعلان الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية والانجيلية سحب ممثليها في اللجنة التأسيسية للدستور - أحسن - والاحتفال بتجليس البابا تاوضروس الثاني بحضور ممثل عن الإخوان، وقرار المستشار ثروت حماد مستشار التحقيق المنتدب من وزير العدل للتحقيق مع المستشار محمود الخضيري، نائب رئيس محكمة النقض وعضو مجلس الشعب السابق في الدعوى المرفوعة ضده باتهام قضاة بتزوير الانتخابات، والإفراج عنه بكفالة ثلاثة آلاف جنيه على ذمة التحقيقات، وقوله ان ما صدر منه زلة لسان، بعد ان فشل في تقديم أي أدلة، ونشرت الصحف عن خطبة الشيخ يوسف القرضاوي في الأزهر يوم الجمعة، وكاد وزير الأوقاف الدكتور الشيخ طلعت عفيفي ان يبكي من شدة التأثر بها، لدرجة انني بكيت نيابة عنه، وأنا أشاهده في التليفزيون. وإلى شيء بسيط من أشياء كثيرة لدينا:

    معارك الرئيس: كمان
    مرة أبوس رجلين سيادتك!

    ونبدأ بالمعارك حول الرئيس، حيث شاهدت منظراً عجباً وهو طلب صاحبنا السلفي الملتحي، خفيف الظل عبدالسلام البسيوني وهو يطلب من الرئيس أن يسمح له بأن يبوس رجليه، حتى يتخذ إجراءات رادعة وعنيفة ضد مهاجميه لدرجة أن عنوان مقاله في 'المصريون' يوم الثلاثاء - كمان مرة أبوس رجلين سيادتك - قال فيه وهو يبكي عند أقدام الرئيس: 'كرر على مسامعهم سيدي أن شخص رئيس الجمهورية له حدود تعامل وبروتوكول، وأدب واحترامه من مهابة الدولة، فلا ينبغي أن يفهم كل سافل الأخلاق أن مقام رئيس الجمهورية يساوي مقام زميله على 'الغرزة'!
    ملامحك سمحة شعبية أليفة طيبة بفضل الله تعالى، وسيادتك قريب من قلوب الناس العاديين، فواجههم سيادتك وقل لهم بصراحة: أنا بدونكم رجل واحد، وبكم أنا رئيس قوي أمين مكين، فهل ستعطونني فرصة للإصلاح أم لا؟ هل ستصبرون على أم لا؟ هل ستمكنونني من ممارسة صلاحياتي الكاملة أم لا؟ أشرح لهم الوضع بدقة مع الفئويين - مع الطائفيين - الانتهازيين - مع الفلول - مع الخائفين من انتشار روائح عفنهم و######هم مع الإعلام المشوش، المهرج الذي نبت لحم أك######## على على موائد سماسرة لحم مصر، وعرض مصر، ودين مصر، ومستقبل مصر، ووجود مصر! قل لهم يا سيدي انك تحتاج زمنا وتحتاج فرصة، وتحتاجهم معك، وإنك لا يمكن أن تصلح فساد ستين سنة في أسبوع، ولا شهر، ولا سنة، ولا ثلاث سنين!، قل لهم سيدي ن أحداً لن يمكنه أن يبني ووراءه ألف يد تهدم ما يبني؟ قل لهم إن مصر تحتاج من يضحي لها لا من يضحي بها، تحتاج من يفكر فيها لا من يفكر ضدها، تحتاج من يعمر ويحفض لا من يأخذ من بيت أبيه الخربان كل طوب الجدران، قل لهم إن أبواق الشر، وخفافيش الظلام، وجعاجعة قنوات الضرار يعملون وواجهم بحزم، هل تعرف مسجد الضرار سيدي؟ أنت تعرفه والله، وتعرف حكايته وقارئي الكريم يعرف كذلك، لكن الذكرى تنفع سيدي! للاختصار أوجز ما ذكره العلامة ابن عاشور في التحرير والتنوير'.
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أهذه ألفاظ يقولها مؤمن، تفي ورع، حتى لو كان خفيف ظل؟ سافل، وروائح عفنهم و######هم، وكأنه كان معهم وهم يتبرزون وشم عما يدل على أخلاقهم؟ ما هذا المستوى؟

    مطلوب موقف حازم وصارم
    من الرئيس نحو سيناء

    ونظل في 'المصريون' إلى يوم الخميس، حيث قام اثنان من الذين يقاتلون ببسالة لكي يلتفت إليهم الإخوان المسلمون، بنظرة ثم قرار بمنصب ما، إذ قام زميلنا بـ'الجمهورية' فراج إسماعيل الذي كان أكبر مؤيد للمجلس العسكري أثناء سحل وتعرية الفتاة في ميدان التحرير والذي طلب من الرئيس إرسال الحرس الجمهوري لاعتقال مهاجميه، واصل تحريضه له يوم الخميس في 'المصريون' بالقول: 'استسهال وافتراء يقابله مرسي بالصمت تاركاً الحابل على الغارب، لكن الافتراء وصل إلى استهداف الأمن القومي لمصر بأن 'سيناء' ستعلن استقلالها يوم 25 نوفمبر وستقوم سلطاتها الجديدة بقطع كل المعابر مع الدولة المجاورة مصر، يبدو أن حزب الحرية والعدالة لا بد أن يتدخل ويطلب من مرسي عملا جادا وقوياً وإلا فإن مؤامرة القضاء عليه تنسج خيوطها بقوة بتشويه مستمر في الشارع بدأ يؤتي أكله فالرأي العام ينتابه شعور حاليا بأن الرئيس المنتخب ضعيف لا حول له ولا قوة ومرفوض من الجميع، هل يظن الرئيس مرسي أن هذه هي الديمقراطية والحريات أم أنه شلت يداه وشبه مقبوض عليه في القصر الجمهوري؟!'.

    مرسي لين ولم يظهر
    'العين الحمراء' بعد

    والثاني الذي يبذل جهدا مشكورا لكي يلفت إليه نظر الإخوان هو زميله بـ'الجمهورية' أيضاً محمد خضر الشريف - بقوله في نفس العدد: 'بالرغم من أننا نعيش أصداء الثورة ووهجها الذي بدأ في الخفوت قليلا قليلا إلا أن الرئيس محمد مرسي ظهر عليه اللين الشديد الذي هو طبع أصيل فيه ولم نر منه 'العين الحمراء' أمام من تعدى على حقه سواء الشخصي أو حقه باعتباره رئيساً شرعياً منتخباً لجمهورية مصر العربية بمحافظاتها الكثيرة المتعددة، ثم 'ما دخل اللين في شيء إلا زانه' كما أخبر سيد من حكم الناس وأمهم وقادهم في السلم والحرب - صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي لا يجدي لين وجب أن يكون الحزم هو العصا التي يستخدمها الرئيس ليرتدع من في قلبه مرض، أيها الرئيس لقد سمع الشعب كله من سيبك سباً بذيئاً في الفضائيات ومن يتهمك بما ليس فيك وليس من خلقك، ومن يحل دمك، ومن يهددك علانية بالقتل، وقد عفوت عنهم في فضيلة تحسب لأخلاق الرجال وصفات الزعماء القادرين تطبيقاً لمبدأ 'العفو عند المقدرة' لكن ان يستمر المسلسل السفيه بتسفيه كل أقوال وأعمال وتحركات الرئيس 'على الفاضي والمليان' ففيه إضعاف لشخص الرئيس وهيبة الدولة والحكم الرشيد، وري 'اعداءك ومبغضيك العين الحمراء' لأن زمن 'العيب والاختشاء' يبدو أنه انتهى من قاموس أخلاقنا'. الغريب في الأمر أن يأتي التحريض من صحفيين ضد زملائهم، وكأنهم لم يتعظو مما حدث لأمثالهم، ومشكلة الذين ينافقون الإخوان، عدم إدراكهم حقيقة، أن الإخوان لديهم آلاف الكوادر الذين يرون أنهم الأحق.

    عناصر الثورة المضادة
    والمقاومة للتغيير

    ونترك 'المصريون' إلى 'الحرية والعدالة' في نفس اليوم لنكون مع الإخوان المسكين وأستاذ إدارة الاستراتيجية بجامعة القاهرة الدكتور محمد المحمدي الماضي، وقوله وهو يمسك بالمؤشر وأمامه خريطة يشرح عليها: 'عناصر الثورة المضادة والمقاومة للتغيير تكون أضعف ما تكون بعد نجاح للثورة مباشرة، حيث يكون المناخ أكثر مناسبة للتخلص منها ومن كافة آثارها السلبية التي من أجلها قامت الثورة وهذا ما فعلته كل الثورات التاريخية وآخرها ثورة يوليو 1952 في مصر التي استخدمت كافة الوسائل الاستثنائية للقضاء على النظام الملكي السابق ولها وكافة رموزه وأنصاره ومحبيه ابتداء من الانقلاب العسكري ومرورا بالمحاكم الاستثنائية والحبس والاعتقال وتحديد الإقامة وانتهاء بقانون العزل السياسي، حتى نظام مبارك نفسه الذي يفترض انه كان يحكم في وضع طبيعي إلا انه ظل يحمي نفسه بوسائل غير شرعية استثنائية، والعجيب ان كل هؤلاء الفسدة والسفلة هم الآن الأكثر صياحا وعويلا وتشنجاً ضد أي محاولة للإصلاح الحقيقي، ليس الزند فحسب، ولا النائب العام ولا عكاشة فحسب، ولا هذا ولا ذاك من الظاهرين أو الأخفياء المعروفين في أجهزة حساسة ووزارات ومحافظات ومؤسسات وشركات عامة، فالمئات مازالوا يمرحون ويتبجحون بل ويخططون ويعملون بكل همة ونشاط ضد إرادة الشعب وثورته، إن التسامح الثوري لا يمكن أن يكون مع من لا يزال يخطط بقوة مستغلا امتيازاته وصلاحياته وأمواله المنهوبة ومنصبه الرفيع الذي لا يزال يشغله ضد مصلحة الشعب وإرادته الثورية سواء كان ذلك في الاستمرار في تضليله إعلاميا أو التعامل معه بشكل غير آدمي في كافة الخدمات والمصالح الحكومية ووصل الأمر لسرقة مقدراته حتى أموال الدعم لا تزال تسرق؟!'.
    لا حول ولا قوة إلا بالله على هذا الأدب وعفة اللفظ من استاذ استراتيجية في جامعة القاهرة، سفلة؟

    الشيخ مزروعة الذي شبه
    عبدالناصر بال###### يهاجم الجماعة

    ثم نتجه إلى 'اللواء الإسلامي'، وإخواني آخر هو الدكتور الشيخ محمود مزروعة الذي شاءت له عفة لسانه أن يصف عبدالناصر بـ'ال######'، آسف، قصدي خالد الذكر، وقد انقلب في هذا العدد على الجماعة والرئيس بقوله: 'انقلاب الجيش عام 1952 كانت السلطة بمصر متداولة بين حزبي الوفد والسعديين غالبا، وكان سقوط أحد الحزبيين يعني حكم الحزب الآخر، وكان رئيس الحكومة من أحد الحزبين غالبا، ثم جاء الانقلاب 1952م فاستأثرت عصابة من الجيش بالسلطة في حكم ديكتاتوري غاشم وكان من يتسلط على الحكم من هذه العصابة لا يترك الكرسي إلا إذا مات أو قتل أو خلع بالقوة، وكان كل منهم يختار لنفسه ما أسموه 'الحزب الوطني' الذي انضوى تحته كل طالب منصب أو سلطة أو طامع في منصب من المناصب العليا في الدولة، وكلهم يقولون للرئيس: اخترناك رئيساً لمصر كلها وليس لجماعة بعينها ولا لحزب بذاته وقد استقلت من حزبك، رغم أن كاتب السطور عضو فيه وقد رأس اول جلسة إجرائية له وقد رحبنا بذلك، ورحب به كل مصري، أيها الرئيس لكل مصر - بقي أن تستأذن المرشد العام في رد بيعتك له، وأن تعلن ذلك على الامة، ليس ذلك كراهية للجماعة، فكاتب السطور معهم قلباً وقالباً وأن لم تكن في عنقه بيعة إلا لله ورسوله ولكن حباً، لك، ورغبة في أن تكون رئيساً لمصر قولا وإعلانا كما أنت كذلك فعلا وعملا، وحتى تبطل مقولة المغرضين ب'أخونة الدولة' وأيضا حتى لا تحمل عليك أخطاء أحد من الجماعة إن كان ثمة خطأ'.
    أي أنه اعترف بأن الرئيس لم يخلع بيعته للمرشد العام كما حدث في مشهد علني عندما تقدم لانتخابات الرئاسة، وأنه لا يزال يتلقى التعليمات من الجماعة، وهذه شهادة من واحد منهم.
    لكن الذي لفت انتباهي هو حجم معلوماته التاريخية وهو يسرد أحداثاً خاطئة ومن السهل على أي طالب في القسم الأدبي من الثانوية العامة أو طالب في أولى قسم تاريخ بالجامعة كشفها، ذلك انه لم يحدث ان تبادل الوفد والسعديين قبل الثورة، لأن حزب الهيئة السعدية نشأ عام 1937 بعد انشقاق قاده أحمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي وإبراهيم عبدالهادي، بتشجيع من علي ماهر رئيس الديوان الملكي، وهو الشقيق الأكبر لأحمد ماهر، لكسر شعبية حزب الوفد ورئيسه خالد الذكر مصطفى النحاس، وقبل ذلك، كان الصراع بين الوفد والأحرار الدستوريين، عملاء القصر الملكي أيام الملك فؤاد ثم ابنه فاروق، كما أن الملك فؤاد، أنشأ حزب الاتحاد، ثم الشعب، وكانت تجرى انتخابات مزورة، أما ضد الوفد أو لا يشارك فيها، ولم يحدث أبدا أن تولى حزب الهيئة السعدية الحكم منفرداً، وإنما بوزارة ائتلافية مع حزب الأحرار الدستوريين والكتلة الوفدية الذي انشق عن الوفد بزعامة مكرم عبيد باشا، عام 1944، والحزب الوطني، وبعد انتخابات مزورة أو يقاطعها الوفد، فمن أي جاء مزروعة بمعلوماته؟

    الإخوان وسيناء وحركة حماس

    وإلى القضية الأخطر الآن، وهي ارتفاع نبرة التحذيرات مما يحدث في سيناء من سيطرة الإرهابيين عليها وتزايد الاتهامات الموجهة للإخوان وللنظام بالتواطؤ معهم ومع حركة حماس لتحويل سيناء إلى إمارة إسلامية، أو التنازل عنها في إطار صفقة لإنهاء مشكلة ضيق غزة بسكانها، وإنهاء المشكلة الفلسطينية وشل يد الجيش، والأمن عن القضاء على الإرهاب، ففي أهرام الخميس وجه زميلنا محمد أبو الفضل اتهاما مباشرا للمستشار القانوني للرئيس، بقوله عنه وعن العناصر الجهادية الخطرة: يرى فؤاد جاد الله المستشار القانوني لرئيس الجمهورية أنها لا تمثل ضررا، وقال لصحيفة 'الشروق' ان العناصر الخطرة لا تنتمي للسلفية الجهادية ولا التيار الإسلامي من الأساس وهو ما يعني إما أن أجهزة الأمن تخدعنا وتتاجر بفكرة وهم أو شبح اسمه 'الجهاديون' في سيناء لتعظيم دورها وتحقيق مآرب أخرى أو ان مستشار الرئيس يريد تبديد مخاوفنا وطمأنة قلوبنا حيال التيار الإسلامي عموما، وفي الحالتين يوحي الأمر أن الأمن يسير في طريق والسياسة في طريق آخر، لكن الحقيقة أن الأول اضطر في النهاية للرضوخ لرؤية الثانية 'السياسية' بدليل قيام أجهزة الأمن باستئذان مؤسسة الرئاسة قبل الهجوم على ما يعرف بخلية مدينة نصر، كما ان المندوبين الرسميين الذين يقومون بجولات جس نبض وحوارات مع عناصر جهادية في سيناء يتحركون في حماية الأمن هناك الذي تراجعت عملياته منذ بدء اللقاءات بصورة مباشرة وغير مباشرة، المستشار جاد الله اعترف باحترام عناصر سلفية تنشط في سيناء ولديها أفكار للجهاد في سوريا وفلسطين وخطورة هذا الاعتراف انه يمنح هؤلاء حرية وشرعية في الحركة والتدريب، وربما يحول دون معاقبتهم بالرغم من خروجهم على القانون وحمل أسلحة خفيفة وثقيلة غير مرخصة'.


    'الاهرام' توجه اتهامات
    مباشرة للنظام والرئاسة والإخوان

    وفي اليوم التالي مباشرة، كان الأخطر في 'الأهرام' لانه صادر من رئيس تحريرها زميلنا عبدالناصر سلامة الذي اختاره الإخوان إذ وجه اتهامات مباشرة للنظام والرئاسة والإخوان بالعمل على إضاعة سيناء وتسليمها للإرهابيين، إذ قال بالنص: 'إذا كانت هناك كارثة يجب أن يحاكم عليها النظام السياسي السابق، فهي إهمال سيناء باختزالها في منتجع لاستقبال الضيوف، وإذا كانت هناك كارثة يمكن أن يحاسب عليها النظام السياسي الحالي فهي السماح بسقوط سيناء في أيدي متطرفين من هنا، أو عملاء من هناك، وإذا كانت هناك كارثة سوف يدفع كل الشعب ثمنها، فهي ضياع واستئصال ذلك الجزب الأهم من جغرافية مصر في إطار مخطط التقسيم الذي تم الإعداد له في عواصم خارجية هناك ما لا يزيد على عشرة آلاف متطرف وبلطجي من مصر وخارجها يشكلون نواة لفصل هذا الجزء الغالي من وطننا، نعم هناك أسلحة متطورة في أيدي هؤلاء وأولئك وشيوخ قبائل في سيناء يقدمون الدعم لهؤلاء المارقين، فهم في النهاية من أبنائهم وذويهم، والنظام الحاكم يتهاون مع ما يجري في سيناء لاعتبارات ايديولوجية تجمعه بنسب ما مع المتمردين هناك، وبنسب أكبر مع حكام غزة، أصبح لهذه الجماعات أنصار سياسيون بالداخل يدعون الى التحاور معها وقبول شروطها، وأصبحنا ايضا بنكتشف بين الحين والآخر خلايا نائمة من أنصارهم في المحافظات، ان سلطة ما بعد ثورة 25 يناير قد اخفقت تماما مثل سابقتها وهو الأمر الذي يضع الجميع في قفص الاتهام باتهامات أقلها التراخي والسلبية وعدم أداء الواجب الوطني، بل يمكن أن تتطور هذه الاتهامات حال إحالتها لمحاكمات عسكرية، فالمد الإرهابي في سيناء يقابله مد متطرف داخل مصر ككل، والإفراج عن إرهابيين بقرارات فوقية يقابله امتعاض في الشارع، وأزمات متفاقمة لرجال الأمن، والتفاوض الرسمي مع الإرهابيين يقابله مزيد من التطرف لدى الفصائل الأخرى والتراخي في المواجهة مع هؤلاء وأولئك يقابله مزيد من الضحايا في صفوف حراس الوطن، والإخفاق في الكشف عن ملابسات كل واقعة تلو الأخرى يقابله فقدان ثقة في الداخل والخارج على السواء'.

    'الاهرام' عادت لنقل نشاطات قيادات الجيش

    وهذه اتهامات تطال النظام من قمته، وهي في منتهى الخطورة عندما تأتي من رئيس تحرير أكبر جريدة قومية ومن اختيار حزب الإخوان، وما يمثل انقلابا منه، بعد أن مر مرحلة كان فيها على توافق تام مع موقف الحزب ومكتب الإرشاد من الجيش، ويشاركه في ذلك زميلنا أحمد شاهين رئيس تحرير مجلة 'أكتوبر'، ولوحظ أنه في هذا العدد - الجمعة - نشرت 'الأهرام' في صدر صفحتها الاولى صورة للفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، للطائرات وهو يتفقد قاعدة فايد الجوية غرب قناة السويس، بينما تجاهلته كعادتها حزب الإخوان - الحرية والعدالة - اما 'الجمهورية'، فانها نشرت الخبر في صفحتها الثالثة في مساحة تحتاج الى ميكروسكوب، بينما كانت ستهتم بإبراز أخبار الجيش، ولا نعرف هل ذلك بسبب تغير رئيس تحريرها السابق زميلنا جمال عبدالرحيم، وقرار رئيس مجلس الشورى الإخواني بتعيين زميلنا السيد البابلي قائماً بالرئاسة، وعدم إعادة عبدالرحيم رغم صدور حكم قضائي ملزم بإلغاء قرار رئيس الشورى.

    الاشباح صارت تسكن سيناء

    ويوم السبت خصص زميلنا بـ'أخبار اليوم' وإمام الساخرين أحمد رجب بروازه - نص كلمة - لنفس القضية قائلا: 'في النفس وجع أليم اسمه سينا، مبهم، غامض غموض ما يجري فيها، فقد سكنت الأشباح وديانها وهامات الجبال، ولم نر لأحدهم رسماً ولا صورة ولا أثر لهم إلا دماء شبابنا وقتلانا، يقولون أن مصر تتحلى بالحلم أمام إقزام هي قادرة على العصف بهم، غير أن هؤلاء ليسوا أقزاماً، بل هم مخالب قط يتخفى في الظلام وينتظر لحظة الانقضاض، في النفس وجع أليم اسمه سينا، مبهم غامض غموض ما يجرى ما فيها'.

    وجود الإرهابيين بسيناء
    وسوريةخطة استراتيجية ضد إسرائيل

    لكن مفاجأة يوم السبت جاءتنا من زميلنا محمود سلطان رئيس التحرير التنفيذي لجريدة 'المصريون'، اليومية المستقلة، الذي اعتبر وجود الإرهابيين في سيناء وسورية، وفي لبنان أيضا، خطة استراتيجية ضد إسرائيل، إذ قال بالنص: 'صحيح أن ثمة مشاكل كبيرة للعواصم العربية مع قوى التشدد الديني، غير أن هذه المشاكل يمكن أن تترجم إلى أنماط أخرى لتوظيف ورقة السلفية الجهادية في ترويع الكيان الصهيوني وتخويفه من التمادي في عدوانه الوحشي على الفلسطينيين، المقاتلون الإسلاميون يسيطرون الآن تقريبا على هضبة الجولان فيما تظل الحدود الشمالية من لبنان والجنوبية في مصر، مصدر تهديد حقيقي لتل أبيب خارج السيطرة الرسمية، ويمكن غض الطرف عنها كأداة ردع حال أساءت إسرائيل تقدير التغييرات العميقة التي حدثت في العالم العربي، إذ ستظل التحالفات مع الجماعات الخطرة له اكثر من مبرر يقتضيه الواقع الموضوعي على الأرض بغض النظر عن مخاطره اللاحقة بعد أن تضع الحرب أوزارها'.
    وفي الحقيقة، لا نعرف ان كان استمد هذه المعلومات من مصدر إخواني كما يلمح في بعض الأحيان بأنهم علم كذا، أم انه سمعه من سلفيين جهاديين، أم اجتهاد استراتيجي منه، أي ان هذا المخطط معناه ان تهاجم إسرائيل سيناء وتعيد احتلالها، ونقف نحن على الحياد لأنها معركة بينها وبين الجهاديين.
    أما معلوماته عن الجولان وجنوب لبنان فانها تعني حزب الله قد حول ولاءه الى السلفيين الجهاديين السنة، ولم يعد الحزب الشيعي الذي نعرفه، كذلك سيطرتهم على الجولان بما يعني ان إسرائيل تحولت إلى سلفية جهادية لأنها التي تحتله وتقيم فيه مستعمرات.

    معارك وردود اسس
    السلفية الصحيحة

    وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، فيوم الاثنين الماضي حاول صاحبنا السلفي عماد المهدي في مقال له بـ'الأهرام' إعطاءنا فكرة حسنة عن السلفيين بدلا من تلك الشائعة عنهم، فقال: جزاه الله خيرا على حسن صنيعه: 'السلفية الصحيحة تتركز على ثلاثة أسس واضحة وجلية وهي:
    1ـ الأول: التمسك بالكتاب والسنة تمسكاً واضحاً وصحيحاً بالفهم السديد للسلف الصالح والأئمة المعتبرين تطبيقا لقول الله تعالى 'من يُطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى مما ارسلناك عليهم حفيظاً'.
    ـ العدل والتراحم وهو ما يعني بوضوح الخطاب السلفي والدعوة السلفية تعتمد على الرفق 'في الأمر كله' في القول والفعل مع النفس ومع الآخرين، مع كافة المدعوين من المؤمنين والمبتدعة والكفار إلا أن يكونوا محاربين.
    ـ تميز منهجها بالسعة والمرونة والشمول كما كان حال الصحابة الكرام رضي الله عنهم، حينما حققوا التوازن في حياتهم وفي تحمل التكاليف الشرعية، فالناظر إليهم في جانب التعبد يراهم قاموا بعمارة الأرض على قواعد الإسلام من إصلاح للمجتمع وإقامة دول الإسلام بعدلها وسماحتها وقضائها على كل أشكال الطغيان والفساد فلا تختزل الدين كله وتقصره على بعض المسائل وتجافي الأخرى فدين الإسلام دين يستوعب البشر والطاقات والأذواق والطبائع.
    ويوجه كل ذي فضل ومنقبة لسد ثغرة لا يسدها غيره ويستعمله في إصلاح يليق به وهو ما أوضحه قول شيخ الإسلام ابن تيميه وكثير من مجتهدي السلف والخلف.
    رابعاً: مما سبق يعني أن السلفية هي منهج في طريق السير على هدى الإسلام ومن ثم فلا توجد جماعة تمثل السلفية! وإنما يوجد أفراد وجماعات ينتسبون إلى السلفية ويسعون لتحقيق منهج السلف وهو ما يعني وجود مساحة من الاختلاف بين هذه الجماعات على المسائل الفقهية الخلافية أو المواقف السياسية المبنية على تقدير المصالح والمفاسد، مع اتفاقهم على الأصل الكلي والمنهج العام والذي لا يؤدي بالضرورة الى اتفاقهم في الفروع والتفاصيل، وقد كان السلف الصالح يختلفون كثيرا في المسائل الفقهية وفي تقديرهم للمصالح والمفاسد، ولم يكن هذا سبباً للطعن في أحد منهم مادام انه متمسك بالأصول والمنهج الكلي، بل هذا دليل على ثراء المنهج السلفي وتنوعه، وعلى هذا فوقوع بعض المنتسبين الى السلفية في بعض الأخطاء لا يجوز أن ينسب إلى السلفية وإنما تنسب الأقوال والأفعال الى قائلها أو الى الجماعة التي تقررها آخذا في الاعتبار أن يكون نقد هذه الأخطاء نقداً مقبولا ومعتبرا وعادلا'.

    زوبع يشن هجوما على
    المحامي القبطي جبرائيل

    أما صاحبنا الإخواني وخفيف الظل إلى حد ما، حمزة زوبع، فشن هجوما على المحامي القبطي نجيب جبرائيل بقوله عنه في نفس اليوم، في 'الحرية والعدالة': 'ومن قائل بأن بابا الكنيسة الارثوذكسية المصرية الجديد مختار من السماء وبالطبع القائل هو المحامي المسيحي المتطرف نجيب جبرائيل وانقل عنه نص ما ذكرته وكالات الأنباء والمواقع الاخبارية: 'إن من يملك حق التعيين يملك حق الإقالة أو العزل، والبابا لا يملك أحد عزله أو إقالته لأنه مختار من الله'، إن 'هذه الإشكالية التي وقع فيها الرئيس الراحل أنور السادات حينما أصدر قراره المشئوم بإلغاء القرار الجمهوري بتعيين البابا شنودة وعزله لأن البابا هو مختار من السماء ولا يمكن لأحد عزله!'، ولا أعرف من الذي أخبر نجيب جبرائيل بخبر اختيار السماء للبابا الجديد؟ وهل البابا الجديد رغم مكانته الروحية كان يعلم باختيار الله له؟
    وإذا كان الأمر على هذا النحو فلم جرت القرعة التي شاهدها العالم؟! ثم لماذا يتوقع جبرائيل عزل البابا الجديد؟ هل هناك ما يخفيه الاخوة المسيحيون؟ أم أنه يستدعي الصدام مبكراً مع السلطة؟
    أم انه وكما تم اختيار البابا بأمر من الله فإن جبرائيل يتحدث باسم الله أيضاً؟! هل قال جبرائيل ما قاله وهو واع تمام الوعي؟ أم كان تحت تأثير مخدر أو شيء من هذا القبيل مثله في ذلك مثل الأخ ضاحي خرفان 'الذي اصبح يقوم وينام على كلمة 'إخوان إخوان'، أقول للسيد جبرائيل كبير المتطرفين: إن البابا والكنيسة جزء من الوطن ولابد أن يعملا ضمن مؤسسات وألا يكون دولة داخل الدولة لأن ذلك يعني أن مخاوف جبرائيل ستكون صحيحة إن سارت الكنيسة وفق هوى متطرفين من عينة جبرائيل'.

    رئيس الجمهورية لا يعين البابا

    لا، لا، هذا تهديد مباشر، ومرفوض، خاصة إذا صدر من خفيف ظل لأن من يتمتع بخفة الظل لابد أن تكون كلماته، حتى مع خصومه خفيفة مثل دمه، وعدم جرح الآخرين في عقائدهم، فالمعروف أن أشقاءنا الأرثوذكس يعتبرون سحب الطفل البريء وهو معصوب العينين، ورقة من بين ثلاث فيها الأسماء، واعتبار الورقة التي فيها اسم واحد منهم البابا الجديد، اختيار من الله على أساس براءة الأطفال، وهو معنى مجازي، وشكلي، ولم يقل أحد أبدا من الأقباط أن الله أوحى للطفل بسحب هذه الورقة او تلك.
    أما حكاية ان رئيس الجمهورية لا يعين البابا وبالتالي لا يحق له عزله، فهذا صحيح، لأن قرار الرئيس هو المصادقة فقط، فلماذا تشنج خفيف الظل وغضب وهدد، وكان أولى به ان يطالب الدولة بإخضاع جماعته للمراقبة والمحاسبة شأنها شأن باقي الجمعيات، بدلا من تهديد الكنيسة بأنها لن تكون دولة داخل الدولة، وهذا صحيح، فلا أجد مسلم أو مسيحي فوق القانون.

    النميمة السياسية وحد
    قطع الاذن وقطع اللسان

    هذا، وقد اضطرتنا ظروف قاهرة للمبيت في 'الحرية' بناء على طلب الدكتور فتحي أبو الورد، مدير الاتحاد العالمي لعلماء في القاهرة، لأن عنده مقال يوم الثلاثاء، هام وعاجل لأن فيه كلام من نوع: 'نشهد اليوم نوعا آخر من النميمة يتم في العلن بكل تبجح وافتراء كما انه يأخذ طابع الحزبية والجماعية، فهناك من يختلق الحديث عامدا، ويتبنى الافك موهوما للإيقاع بين الأحزاب، والتفرقة بين نسيج المجتمع وتمزيق مكوناته، والوقيعة بين قطاعات واسعة من شرائح الأمة، هذا النوع من النميمة، يمكن أن يطلق عليه، النميمة السياسية لأنها تتحرك في ساحة السياسيين، وتتداول بين أروقة الأحزاب وتتناول باحتراف ومهنية الأذرعة السياسية للجبهات السياسية.
    ومن ذلك اختراع حدود جديدة مثل حد قطع الاذن وقطع اللسان، تلبيساً وتضليلاً، في وقائع موهومة ومختلقة لتفــــزيع الناس من الإسلام والإسلاميين وتعميق الفهم الخاطيء لدى قطاع من الناس بأن الإسلام يعــني تطبيق الحدود وتقطيع الرقاب والأيادي والأرجل وجلد السارقين والزنــــاة بالإضافة إلى حد قطع الأذن واللسان المستحدثين، والمختلفين، والشريف لا تحمله الخصومة السياسية على الافتراء على الآخرين لمجرد انهم ليسوا من أنصاره أو ليسوا من حزبه'.
    وفي الحقيقة، فأنا لا تدهشني جرأة هؤلاء الناس على شيئين، الأول انهم يجعلون من أشخاصهم آلهة، بحيث ان من يختلف معهم فهو يحارب الله وكتابه ولذلك تجد في كتاباتهم وأقوالهم قاسماً مشتركاً اتفقوا عليه، وهو الادعاء بأن خصومهم السياسيين لا يريدون الإسلام.
    والشيء الآخر الذي يتميزون به هو كراهية شيء اسمه الموضوعية، والادعاء بأن الناس يفترون عليهم ويلصقون بهم ما لم يقولونه رغم انهم أنفسهم ما قالوا به، فحكاية حد قطع اللسان طلب اضافتها الى الحدود، لأن الله لم يذكرها، وهي قطع اللسان، طالب به في مقال له زميلنا بجريدة 'اللواء الإسلامي' رضا عكاشة، ونقلناها عنه بالنص، اكثر من مرة وكان أولى به أن ينكر، لا أن يأتي أبو الورد لينكر نيابة عنه، وطالب رضا مرة أخرى بعدم الاكتفاء بقطع الألسنة وإنما بتأديب زملائه الصحفيين بالعصا، هذا كلام منشور ومثبت بأسماء أصحابه، فهل هذه أمانة مدير مكتب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟ هذا ليس ابو الورد البلدي ذات الرائحة الجميلة، وإنما أبو الورد البلاستيك الذي لا رائحة له، ليتبنى ما تمت في الجريدة، فلا رائحة زكية شممت ولا كلام أمين استفدت به.

                  

11-25-2012, 10:55 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متا (Re: الكيك)

    4154.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    لابد من شكر خاص للاخ بكرى ابوبكر الذى اعاد لنا هذا البوست وعافنا من الهكرز

    تحياتى الخاصة له


    ---------------


    البرادعي يدعو الرئيس المصري للتراجع عن الإعلان 'الدكتاتوري'

    2012-11-25



    المعارض المصري محمد البرادعي


    القاهرة- (رويترز): قال المعارض المصري البارز محمد البرادعي السبت انه لن يكون هناك أي حوار مع الرئيس محمد مرسي حتى يتراجع عن الإعلان الدستوري "الدكتاتوري" الذي قال انه يمنح الرئيس سلطات تجعله "فرعونا".
    ووسع الاعلان الدستوري الذي أصدره مرسي يوم الخميس من سلطاته واثار غضبا بين معارضين مما ادى إلى اشتباكات عنيفة في وسط القاهرة وفي مدن اخرى يوم الجمعة.

    وهدد قضاة اغضبتهم قرارات مرسي واعتبروها تقويضا لسلطة القضاء بالاضراب عن العمل اذا لم يسحب مرسي الاعلان الدستوري كما دعت المعارضة إلى المزيد من الاحتجاجات يوم الثلاثاء.

    وقال البرادعي في مقابلة اجرتها معه وكالتا رويترز واسوشيتدبرس بعد محادثات مع معارضين اخرين "لا مجال للحوار عندما يقوم دكتاتور بفرض أشد الإجراءات قمعا وبغضا ثم يقول دعونا نسوي الخلافات".

    وأضاف قائلا "إنني أنتظر لأرى بيانات إدانة قوية للغاية من الولايات المتحدة ومن اوروبا ومن اي شخص يهتم حقا بكرامة الانسان وأتمنى ان يكون ذلك سريعا".

    وشدد البرادعي الذي قال انه يتوقع ان يكون منسقا لجبهة وطنية جديدة للانقاذ على ان اعلان مرسي يهدد تحول مصر إلى الديمقراطية وان هناك حاجة إلى وقف "دائرة العنف".

    وقال "كيف سنفعل ذلك؟ انا لا ارى اي سبيل اخر سوى إلغاء السيد مرسي لاعلانه (الدستوري) الدكتاتوري". مضيفا ان الإعلان يخلق "فرعونا جديدا".

    واجتمع البرادعي بمعارضين بارزين آخرين من بينهم المرشحين الرئاسيين السابقين اليساري حمدين صباحي والامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى كما التقى مع ممثل لمرشح رئاسي ثالث هو عبد المنعم ابو الفتوح.

    وقال البرادعي إن الهدف من الاجتماعات كان التأكيد على عمق المعارضة وقال "سيكون علينا ان نواصل تصعيد تعبيرنا عن المقاومة والعصيان السلمي".

    وقال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان قرارات مرسي اجبرت الليبراليين وغيرهم من تيارات المعارضة على التوحد. وحتى الان لم تظهر هذه القوى قوة امام مهارات الاخوان المسلمين التنظيمية.

    وحصن مرسي في اعلانه الدستوري كل قراراته من الطعن عليها أمام القضاء في وقت لا يوجد فيه برلمان في البلاد كما عزل النائب العام وفتح الباب امام اعادة المحاكمات للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ورجاله.

    وعاد البرادعي لمصر في عام 2010 كأحد اشهر المصريين على الساحة العالمية وكان معارضا قويا لمبارك وايضا للمجلس العسكري الذي تولى السلطة لفترة انتقالية دامت 16 شهرا بعد الإطاحة بالرئيس السابق.

    وقال البرادعي انه دعا مرارا لاقرار الدستور قبل إجراء الانتخابات للحيلولة دون وقوع اضطرابات كالتي تشهدها البلاد حاليا مؤكدا انه كان محقا في عدم خوض انتخابات "هزلية" على الرئاسة طالما لم يسن دستور او تحدد مهام المنصب.

    ووصلت عملية صياغة الدستور الجديد للبلاد الى طريق مسدود نتيجة الخلاف على دور الاسلام بين الاسلاميين وانصارهم من جانب والليبراليين واخرين من جانب اخر.

    وانسحب الليبراليون من الجمعية التأسيسية المخولة بصياغة الدستور ودعوا لحلها.

    وقال البرادعي "نحن ندفع ثمن عملية تحول معقدة وغير منطقية تماما".


    ----------------

    القضاة يلوّحون بالعصيان..وبيان منسوب للجيش يؤيد المظاهرات.. وقلق دولي
    مصر تغلي: مليونية واشتباكات وحرق مقرات اخوانية وتعميق للاستقطاب
    شعارات 'اسقاط النظام' تعود لميدان التحرير.. ومرسي يهدد المعارضين
    2012-11-23




    لندن ـ القاهرة - 'القدس العربي' من خالد الشامي وحسام عبد البصير: عادت الساحة المصرية الى الغليان امس مع اتساع الاحتجاجات والمظاهرات الغاضبة ضد الاعلان الدستوري الذي اعتمده الرئيس المصري محمد مرسي امس الاول، ويمنحه سلطات غير مسبوقة تشمل تحصين قراراته من الطعن القضائي الى جانب منع السلطة القضائية من حل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية للدستور.
    وقام عدد من المتظاهرين بحرق مقرات لجماعة 'الاخوان' وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة في ثماني محافظات، بينما احتشد مئات الالاف من المتظاهرين في ميدان التحرير وعدد من الميادين الرئيسية في المحافظات للتنديد بالقرارات، وحدثت اشتباكات بين معارضين لمرسي مع قوات للشرطة وانصار 'الاخوان' ما ادى لوقوع عشرات الجرحى.
    واعلنت الاحزاب المدنية تضامنها في رفض الاعلان الدستوري، معتبرة انه يمس شرعية الرئيس، وطالبت بالغائه.
    ومن المتوقع ان يجتمع نادي القضاة اليوم السبت للرد على قرارات مرسي وسط تهديدات بإعلان العصيان ورفض الاشراف على اي انتخابات مقبلة.
    وصرح مصدر أمني بوزارة الداخلية بأن هناك محاولات من البعض للاحتكاك بالقوات المكلفة بتأمين مجلسي الشعب والشورى والمنشآت المهمة في محيط شارع القصر العيني.
    وأوضح المصدر الأمني في بيان صادر عن وزارة الداخلية مساء الجمعة أنه تم إلقاء كرات اللهب وزجاجات المولوتوف على تلك المنشآت مما اضطر قوات الأمن من آن الى آخر الى استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لمنع تلك الاعتداءات والتى أسفرت حتى الآن عن إصابة 3 ضباط من بينهم لواء و5 أفراد شرطة بإصابات خطيرة نقلوا على إثرها الى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
    ووزعت جماعة تسمي نفسها 'ضباط من الجيش المصري' بيانات اكدت دعمها للمظاهرات الشعبية والتزامها بالشرعية. وقال البيان 'نحن الآن نوجه أول نداء يصدره الجيش إلى الشعب، باعتبار الشعب مصدر الشرعية الوحيدة للوطن نقسم بالله أننا لسنا خونة ولسنا عملاء لأجندات أحد .نحن أبناء مخلصون للوطن نحمي مصر بأرواحنا'.
    واستطرد قائلاً 'إن الوطن باق والأشخاص ذاهبون ومصر الآن بين أيديكم إما أن تستعيدوها وإما أن تضيع منا'.
    وورد في البيان 'نحن لا نريد مناصب ولا انقلابا على الشرعية، لقد اقسمنا على الحفاظ على شرف البدلة العسكرية والدفاع عن الوطن بأرواحنا.. الآن الشرعيه معكم أنتم'.
    ومن جهته القى مرسي كلمة امام حشد من مؤيديه امام قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة الراقية اكد فيها اصراره على تطبيق الاعلان الدستوري، مشيرا الى ان معارضيه 'قلة'، وانه اتى لحماية مؤسسات الدولة، متهما القضاء بإعلان الحكم بحل مجلس الشورى والتأسيسية قبل صدوره رسميا.
    وأضاف: 'كنت أتمنى وما زلت ألا تُحَلُّ المجالس النيابية المنتخبة، ولكن تم حلّ مجلس الشعب وعلينا أن نجري انتخابات أخرى، لذا لا يمكن أن أسعى إلى امتلاك السلطة التشريعية. أريد أن يكون لدينا دستور نحترمه جميعا ومجلس منتخب جديد'.
    واشار مرسي الى انه يتابع اتصالات هاتفية وما وصفها بمؤامرات لمعارضيه (..)، وان هناك صلات خارجية في الموضوع. ووصف بعض المتظاهرين بـ'المأجورين والبلطجية'.
    وأوضح أن 'من يريد أن يضيع الفرص على الشعب المصري سأقف له بالمرصاد. إني أحمل كل الاحترام للجميع'، متابعا ان 'أعداءنا خارج مصر نعلمهم جيدا'.
    ووجه معارضون انتقادات الى مرسي لالقائه الخطاب امام انصاره بدلا من توجيه كلمة الى الشعب لشرح ابعاد الاعلان الدستوري.
    وقالت جماعة 'الإخوان المسلمين'، وحزبها الحرية والعدالة، إن مظاهرات أمس التي قامت بها قوى سياسية ضد الرئيس محمد مرسي، والجماعة، مستحيل أن تتحول لثورة ثانية أو يتراجع الرئيس عن قراراته، منتقدين سعي نادي قضاة الإسكندرية لتدويل قضية الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره الرئيس.
    واعتبر مراقبون ان مصر تدخل نفقا مظلما مع تعميق حالة الاستقطاب وتكريس عدم الاستقرار.
    ورأوا ان قرارات مرسي غير مسبوقة في تاريخ مصر، حيث لم يحصن اي رئيس سابق قراراته ضد الطعن ما يعني عمليا تقويض السلطة القضائية الى جانب التغوّل على حق الشعب في اللجوء للقضاء.
    ويبدو ان القرارات ادت الى توحد القوى المدنية التي تمكنت من حشد مئات الالاف في الشوارع استعدادا لمواجهة طويلة وهو ما فاجأ الاخوان.
    ومن المتوقع ان ترد المحكمة الدستورية بقرارات مناقضة لقرارات مرسي ما سيدخل البلاد في فوضى قانونية الى جانب الأمنية


    -------------------
    لقطات: حرب شعارات تعتبر ان 'مرسي ديكتاتور وعليه الدور' وشيوخ يكفرون معارضيه.. والميدان 'فاضي' في قنوات الاخوان

    2012-11-23



    ــ في محافظة الشرقية مسقط رأس الرئيس، نزل نجل مرسي مع أقاربه وأصدقائه للدفاع عن مقر حزب الحرية والعدالة بالزقازيق لكنه فشل، بينما توعد القيادي عصام العريان بمحاسبة من فشلوا في حماية المقرات الاخوانية، فيما قامت عناصر الجماعة بالاعتداء على المتظاهرين وعدد من الصحافيين في محافظة الغربية.
    ــ حاولت القنوات الفضائية المؤيدة لمرسي والاخوان وعلى رأسها القنوات الحكومية وقناة غير مصرية، التقليل من عدد المتظاهرين في ميدان التحرير بتركيز الصورة على منطقة هامشية منه، ما ذكر كثيرين بالايام الاولى لثورة 25 يناير.
    ــ تصدرت حرب الشعارات التي نشبت بين انصار الاخوان وخصومهم المشهد امس، وهتف معارضو مرسي 'ديكتاتور ديكتاتور بكرة يا مرسي عليك الدور'، 'قالوا حرية وقالوا عدالة إلبسوا أسود على الرجالة'، و'يسقط يسقط حكم المرشد'، و'بيع بيع بيع في الثورة يا بديع'، و'مرسي إيه مرسي إيه أكتر منه ودُسنا عليه'، فيما هتف المتظاهرون امام قصر الاتحادية' الشعب يريد تطبيق الشريعة'، و'الشعب يؤيد قرارات الرئيس'.
    ــ هاجم الشيخ احمد المحلاوي المتظاهرين خصوم الإخوان، معتبراً ان ما يقومون به يستهدف 'منع تطبيق شرع الله'، وتبعه الداعية وجدي غنيم الذي اعتبران 'الخروج على الرئيس ورفض الشريعة كفر'، وقال قياديون في الاخوان امام مظاهرة 'الاتحادية' ان من 'يهين الرئيس سيهينه الله'.
    ــ قال الزعيم السلفي الشيخ حازم ابوإسماعيل إن الرئيس مرسي 'اعظم ديكتاتور في التاريخ' مؤيداً قرار اعادة محاكمة قتلة الثوار.اما الدكتور عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية، فقال إن الدعوة السلفية تؤيد قرارات الرئيس فيما عدا المادتين الثانية والسادسة من الإعلان الدستوري لمنحهما سلطات واسعة لمرسي.
    ــ أكد المستشار طارق البشري، الفقيه الدستوري المقرب من 'الاخوان'، وأحد المشرفين على التعديلات الدستورية فى مارس 2011، أن الإعلان الدستوري الجديد الذي أصدره الرئيس مرسي باطل لأنه صدر من غير ولاية على الإطلاق، مشدداً على أن مرسي لا يحق له إصدار إعلانات دستورية.


    ---------------


    الفلسطينيون لا يريدون وطنا في سيناء..

    علاء مبارك يتبرع لضحايا القطار..

    وونيس لم يعد من الحج
    حسام عبد البصير
    2012-11-23


    القاهرة ـ 'القدس العربي'


    من جديد يعود الرئيس محمد مرسي ليفاجئ شعبه بإعلان دستوري جديد شمل عدة قرارات اقامت الدنيا ولم تقعدها بعد، ودفعت الكثير من رموز القوى الوطنية المدنية للاحتشاد ضده. وانقسمت صحف مصر الجمعة لفريقين تجاه قرارات مرسي المستقلة منها من أعنت الحرب عليه ومعها المعارضة، بينما وقفت القومية التي ارتدى معظم رؤساء تحريرها جلباب الاخوان صفاً واحداً لصالح الرئيس، وجاء المانشيت الرئيسي في 'المصري اليوم' معبراً عما تمنحه تلك القرارات للرئيس: مرسي ديكتاتور 'مؤقت'.. أما مانشيت 'التحرير' فجاء اكثر صدمة ودلاله: 'مرسي فرعوناً'.. اما 'الأهرام' فأشادت بقرارات الرئيس: 'إعادة محاكمات قتل الثوار واستمرار الشوري والتأسيسية ...مرسي يصدر إعلانا دستوريا جديدا تعيين نائب عام جديد.. مد فترة إعداد الدستور شهرين.. ومعاشات استثنائية لمصابي الثورة'.
    وعلى درب 'الأهرام' سارت شقيقتها صحيفة 'الاخبار' : 'إعلان دستوري جديد وقرارات جريئة لحماية مكاسب الثورة.. حق رئيس الجمهورية في اتخاذ إجراءات وتدابير ضد كل من يهدد أمن الدولة'.
    ولأن القرار صدر مساء الخميس لم يتصد له معظم الكتاب باستثناء قلة على رأسهم عدد من رؤساء تحرير الصحف القومية وهو ما يعزز رأي الذين قالوا ان القرارات كانت معروفة منذ ساعات الصباح. عموماً فإن الذين لم يلحقوا بقطار هجوم مرسي هاجموه بشأن مواقف وحوادث اخرى كالدماء المسالة في شارع محمد محمود والتي آخذت في إزدياد مطرد مما دفع بعض الكتاب لأن يسقطوا الفوارق بين المخلوع مبارك وبين الرئيس المنتخب، كما حفلت الصحف بالعديد من القضايا والمعارك الصحافية وتقارير عن حالة عدم الاستقرار في العديد من المحافظات. وإلى التفاصيل:

    مرسي بين إغواء أنصاره وغضب خصومه

    نشرت الصفحات الأول إصدار الرئيس محمد مرسي، أمس إعلانًا دستوريًا جديدًا شمل حزمة إجراءات وصفتها 'المصري اليوم' و'الوفد' و'اليوم السابع' و'التحرير' بالاستثنائية، منح لنفسه بها صلاحيات مطلقة حتى وضع الدستور وانتخاب مجلس الشعب الجديد، وقرر إعادة محاكمات رموز النظام وقتلة الشهداء، وعزل المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، من منصبه، وتحصين مجلس الشورى والجمعية التأسيسية من الحل بأحكام القضاء، مع مد عمل الجمعية شهرين.
    وأكد الرئيس في الإعلان الدستوري أن ثورة 25 يناير حمّلته مسؤولية تحقيق أهدافها، ومن بينها 'هدم بنية النظام البائد، وإقصاء رموزه، والقضاء على الفساد وتطهير مؤسسات الدولة وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتضمنت المادة الثانية أن 'الإعلانات الدستورية والقوانين والقرارات السابقة عن رئيس الجمهورية منذ توليه السلطة في 30 يونيو 2012 وحتى نفاد الدستور وانتخاب مجلس شعب جديد تكون نهائية ونافذة بذاتها غير قابلة للطعن عليها. وشملت المادة الثالثة 'تعيين النائب العام من بين أعضاء السلطة القضائية بقرار من رئيس الجمهورية، لمدة أربع سنوات وقررت المادة الخامسة أنه 'لا يجوز لأي جهة قضائية حل مجلس الشورى، أو الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور'، وجاء في المادة السادسة أن 'لرئيس الجمهورية إذا قام خطر يهدد ثورة 25 يناير أو حياة الأمة أو الوحدة الوطنية أو سلامة الوطن أو يعوق مؤسسات الدولة عن أداء دورها، أن يتخذ الإجراءات والتدابير الواجبة لمواجهة هذا الخطر.

    مرسي حامي ثورة 25

    ونبدأ الرحلة مع المؤيدين لقرارت مرسي وعلى رأسهم محمد حسن البنا رئيس تحرير 'الأخبار' وها أنا أراه وهو يغازل الرئيس على حكمته يستحضر ارواح اصدقاء مبارك القدامى الذين سبق وجلسوا على مقعد البنا: محمد حسن البنا أعتقد ان قرارات الرئيس محمد مرسي تستهدف اعادة الأمور الى نصابها، اضافة الى حماية ثورة 25 يناير التي غيرت وجه مصر الحديثة .. وقضت على الفساد والديكتاتورية .. وأعادت الشعب الى سدة السلطة .. وأصبح فلاح مصري حاكما لها .
    ومهما اختلفنا في الرأي .. فإن الرئيس وقراراته يحتاج الى دعم جميع القوى والتيارات السياسية حتى يتحقق الاستقرار لمصر .. وتبدأ مرحلة النهضة والبناء.. وتعود الى ربوع مصر السياحة والاستثمار في عهد جديد يسوده الأمن والأمان.
    ولا يخفى على أحد حجم المؤامرات وكم المتربصين بمصر .. ومدى الاحقاد التي تملأ صدور أعداء الوطن، سواء ممن ينتسبون إليه زورا وبهتانا ولا هم لهم سوى مصلحتهم وأنانيتهم مثل الهاربين خارجها .. أو من بعض الدول العربية وإسرائيل وأمريكا وإيران وغيرها مصر الأبية شوكة في ظهر هؤلاء الأعداء .. لهذا لن ينتهوا من تدبير المكائد والمصائب للشعب وللوطن .. وما يفعله البعض من الأطفال والشباب المغرر بهم من تخريب وتدمير لمرافق الدولة أكبر دليل على أنهم يقبضون مقابل القاء أنفسهم في النار ومن أجل حفنة من الأموال قلت أو كثرت يدفعها من ينعمون بدينارات وريالات ودراهم ويعيشون في دبي وغيرها .
    ولم يعد مناسبا أن يتحدث أحد عن الطرف الثالث أو اللهو الخفي الذي اخترعه بعض ضعاف النفوس من السياسيين وعدد من الفضائيات. لقد فطن الشعب للسموم التي تبثها الفضائيات ليل نهار .. لدرجة أحالت حياة المصريين الى جحيم وأصابتهم باكتئاب .. وما من بيت يشاهد الفضائيات إلا ويلعن الثورة وما جاءت به .. مما يؤكد ان هذه الفضائيات تأخذ تعليماتها من رموز النظام السابق .. ليعود الفساد .. وتعود الديكتاتورية .. ويعود حسني مبارك بنظامه وحاشيته الى حكم مصر.

    الفلسطينيون زاهدون في سيناء

    دأبت عدد من الصحف وبعض الكتاب منذ فترة على نشر اكاذيب مفادها ان الأشقاء الفلسطينيين يطمحون لاقامة وطن لهم في سيناء، وهو ما تم نفيه من قبل قيادات ورموز فلسطينية. من جانبه يسلط السيد النجار في صحيفة 'الاخبار' قلمه على هؤلاء الكتاب: ويرى ان أرض الله .. هي أرض للمسلمين بصرف النظر عن الجنسية أو الحدود السياسية، أو مفهوم السيادة .. ولكن إذا كان من بين الساسة العرب من هو مقتنع بهذا الفكر والمنطق، ويرى ان أرض سيناء .. أرض للمسلمين .. وأن شعب غزة لا ملجأ له إلا حضن مصر الدائم .. فأنا أدعوه للعلاج النفسي قبل أن أدعوه لمراجعة موقفه ومنطق الخطيئة الذي يفكر به . فهو بذلك لا يقدم حلا للقضية الفلسطينية، ولا يتعاطف بقلبه الحنون مع أبناء غزة . ولكنه خائن يقدم أرضا عربية لإسرائيل على طبق من ذهب .. وسوف تطوله أنياب المصريين قبل أن ينطق فمه بمثل هذه الأفكار ! لم تجرؤ إسرائيل أن تتقدم رسميا بمثل هذه المقترحات المجنونة خلال العدوان على غزة عام 8002.. ولجأت الى تسريبات إسرائيلية لبعض قدامى الجنرالات والساسة والزعماء الدينيين المتطرفين .. وكان التعقيب المصري على اقتراح مبادلة جزء من سيناء بمساحة من صحراء النقب الإسرائيلية بأنه ترهات لا تستحق الرد واليوم .. مصر تنفي مثل هذه الأفكار .. وحماس تنفي .. وكل مواطن فلسطيني ينفي .. ينفون قطعيا .. رفض .. وعدم قبول أي توطين للفلسطينيين في سيناء .. أو ضم جزء منها الى قطاع غزة لتكون الدولة الفلسطينية .. زادت حدة النفي وكأنه أمر مستحيل .. ولكن المشكلة ليست في نفي المصريين أو الفلسطينيين .. ولكنها في سعي إسرائيل الدبلوماسي تارة .. وبالعدوان على غزة تارة .. لاجبار الطرفين على هذا الحل .. وأي لين باسم التعاطف الإنساني سيجعل من الأمر الواقع حلا يفرض نفسه على الفلسطينيين .. ولكنه لا يمكن أن يقبله أي مصري .. حتى لو كان بدماء شهداء جدد يلحقون بمئات الآلاف من شهداء مصر على أرض سيناء دفاعا عنها.

    قيادي اخواني إسرائيل
    وراء مظاهرات التحرير

    ونتحول نحو تصريحات عدائيه تجاه ثوار ميدان التحرير وشارع محمد محمود الذين مازالوا مرابضير بالقرب من مقر وزارة الداخلية بوسط القاهرة، حيث اتهم الدكتور عبدالرحمن البر، عضو مكتب إرشاد جماعة الاخوان المسلمين، إسرائيل ودولاً أجنبية بالتسبب في تفجير الأحداث الحالية داخل مصر، وقال: 'إسرائيل لا تريد أن تصبح مصر دولة قوية وموقف مصر من العدوان على غزة أغضب إسرائيل وجعلها تبحث عن ضرب الاستقرار في البلاد بمساعدة أيادٍ داخلية'. وأضاف 'البر'، في تصريحات لـ'المصري اليوم'، انه ليس من المنطق أن تتفجر الأحداث دفعة واحدة بالمصادفة، وتحرك عدد كبير من الشباب في اتجاه التظاهر ليس أمراً طبيعياً فيما طالبت التيارات السلفية الرئيس محمد مرسي بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد وزارة الداخلية، بسبب ما اعتبرته تقصيراً من اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، في التعامل مع الأحداث، فيما طالب حزبا 'النور' و'الإصلاح' وقالت الجبهة في بيان صادر عنها، أمس، إن وزارة الداخلية تعمل في اتجاه مضاد للرئيس، ولاتزال تحاربه، وتقف عائقاً أمامه جدير بالذكر أن قيادية من جماعة الاخوان وصفت مؤخراً ثوار محمد محمود بأنهم كلاب فيما طالب قيادي آخر الداخلية بسحق المتظاهرين لأنهم يتلقون دعم خارجي لتدمير البلاد والتآمر على من يريدون تطبيق شرع الله.

    مرسي نجح في اختبار غزة.. ماذا بعد؟

    وإلى 'المصري اليوم' مجدداً والكاتب حسن نافعه الذي اثنى على الرئيس في ادارته ملف الحرب على غزة: نجح الدكتور محمد مرسي في اختبار صعب فرضته عليه إسرائيل حين قررت، دون مبرر سياسي أو عسكري مقبول، شن حرب مفتوحة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وتعود صعوبة هذا الاختبار إلى طبيعة الأهداف التي سعت إسرائيل لتحقيقها من شن الحرب، والتي كان من بينها:
    1- دق إسفين بين قيادة سياسية مصرية جديدة خرجت من عباءة جماعة الاخوان المسلمين وحكومة فلسطينية تعد امتدادا سياسيا وأيديولوجيا، وربما تنظيميا أيضا، لنفس الجماعة التي تنتمي إليها القيادة المصرية بإظهار عجزها عن مساعدتها. 2- دق إسفين بين قيادة سياسية متهمة بإدارة الدولة المصرية لحساب جماعة دينية وقيادة عسكرية تبدو أكثر التصاقا بالمصالح الوطنية المصرية، وربما بالنظام القديم أيضا. وقد استطاعت القيادة السياسية الجديدة في مصر أن تقدم لحليفها السياسي والأيديولوجي في فلسطين ما توقعه منها من دعم، لكن دون أن تعرض الدولة، التي تتولى مسؤولية قيادتها، لمغامرة غير محسوبة العواقب. ليس هذا فقط وإنما استطاع مرسي أن يدير الأزمة بمنهج مختلف ساعده على الإمساك بخيوط عديدة وتحريكها بطريقة تمكن مصر الدولة من أن تصبح هي اللاعب الرئيسي في عملية إدارتها ويرى نافعه ان نجاح مرسي كان في قراراته:
    1- سحب سفيرها من إسرائيل على الفور والتهديد باتخاذ إجراءات أقوى.
    2- طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية لضمان حشد موقف عربي جماعي داعم لموقفها.
    3- بدء تهيئة الأجواء لطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، حتى لو أدى ذلك إلى إحراج الموقف الأمريكي. غير أن القيادة السياسية كانت حريصة، في الوقت نفسه، على أن تضبط إيقاع حركتها أن تبقى على جسورها مفتوحة مع كل الأطراف التي يمكن أن تساعد على التوصل إلى وقف لإطلاق النار لا يلبي الشروط الإسرائيلية، وهو ما تحقق بالفعل.

    موقعة محمد محمود الثانية
    تجر السخط على الاخوان

    لكن اذا كان نافعة سعيدا بآداء الرئيس في ملف الحرب على غزه فهذا زميله في نفس الصحيفه 'المصري اليوم' حمدي رزق غاضب بسبب سقوط قتيل والعديد من المصابين بسبب موقعة محمد محمود الثانية قبل ايام: مصر حُبلى بغضب فظيع، هناك من اغتصبوا الحلم، احتكروه لأنفسهم، تركوا الشارع فريسة للغضب، لكتابات الغضب، لفضائيات الغضب، الأقباط غاضبون، والمعارضون غاضبون، والموظفون غاضبون، والعاطلون غاضبون، والعمال والفلاحون غاضبون، غار ماء الرضا في بئر الوطن، ما لهذا البلد صار غضباً على غضب؟!، ما له ينفجر تحطيماً وانتقاماً، وما تحمله البطن المصرية غضباً مروعاً نلمسه في الأعصاب الشايطة في إشارات المرور، والتدوينات الناقمة على شاشات الحاسوب، التفاعلي في الصحف صار نهراً من الغضب!، غاضبون.. غاضبون.. غاضبون.
    ما تعانيه مصر الآن فائض غضب، الغضب ملأ النهر وفاض، سيغرقنا جميعاً، كلنا في الغضب سواء، كلنا غاضبون، لا أحد يرضى، شاهت علامات الرضا وغارت من الوجوه، وجوه عليها غبرة، ترهقها قترة، كلمات الرضا والحمد لا تنبت على الشفاه، ما تلفظه الأفواه الغاضبة فظيع، إنكار، تشكيك، تقزيم، تخوين، عمالة، اخواني، سلفي، علماني، ليبرالي، اشتراكي، بكل ألوان الطيف يغضبهم حال البلد.
    فائض الغضب هو ما نواجهه الآن، فائض قلة القيمة، فائض عدم التحقق، فائض جَلد الذات، تنويعات على غضب، عزف على أوتار الغضب، إنهم غاضبون بجد، بحق وحقيق، لا يمثلون غضباً، بل ينفثون غضباً، حمماً تحرق الأخضر واليابس، ناراً تشوي الوجوه، أخشى فائض الغضب، أخشى ارتفاع موج الغضب، مرعوب من تفشي الغضب، مزاج الوطن غاضب.

    'الأهرام' تغازل الرئيس
    وتهاجم معارضيه

    ونتحول لصحيفة 'الأهرم' التي شن رئيس تحريرها عبد الناصر صلامه هجوما شديداً على القوى التي تقف ضد الرئيس: كثر هم الحالمون بسقوط مصر الآن.. ليسوا أفرادا فقط أو جماعات وقوي سياسية، وإنما صحف خاصة، وفضائيات ممولة، ومنظمات مجتمع مدني مشبوهة، وجماعات دينية شاردة، وقوى إقليمية، وعواصم أجنبية.. وكثر هم الحالمون بكرسي الحكم في مصر الآن، هم ليسوا على مستوى تطلعات الجماهير، وليست لديهم الخبرة ولم يتفاعلوا مع الشعب، اللهم إلا في واجب العزاء، والمزايدة على أحزانه وآلامه.. وكثر هم المتربصون بمصر الآن، من خلال تمويل أجنبي تارة، ودورات تدريب في الداخل والخارج تارة أخري، بالتزامن مع الإعلان عن إقامة ائتلافات هنا، واندماجات هناك تشكك في النهاية، على الطريقة الشيوعية، في كل ما هو إيجابي أو يمكن أن يكون إيجابيا الحالمون بسقوط مصر دأبوا في الآونة الأخيرة على رفع رايات وأعلام بألوان مختلفة لأقاليم محددة وسط التجمعات، ولطوائف مذهبية بعينها وسط المسيرات، في إشارة بالغة الى أن الخطر القادم هو التقسيم ولا شيء غيره.. والحالمون بسقوط مصر لا يتورعون الآن عن العمل بنشاط بالغ وسط الاحتجاجات الفئوية والتجمعات العمالية في محاولة لإذكاء روح العداء مع الدولة الرسمية، بل التواصل مع هذه الفئات لاستخدامها في الوقت المناسب في تفجير الأوضاع، إما بإشعالها نارا، أو بشل حركة المجتمع ككل.. والحالمون بسقوط مصر لا يشغلهم بالتأكيد استقرار المجتمع، أو عودته الى مسار العمل والإنتاج، بقدر ما يشغلهم استمرار الأضواء مسلطة عليهم إعلاميا وشعبيا رغم افتضاح أمرهم يوما بعد يوم.

    مرسي فرعون
    ام قذافي جديد؟

    وبعد ساعات من إعلان الرئيس مرسي أعلانه الدستوري الجديد واجه هجوماً شرساً ابرزه ذلك الذي اطلقه ابراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة 'التحرير': أعلن الرئيس مرسي نفسه فرعونًا إلهًا بقرارات لم يجرؤ عليها أي ديكتاتور في أي مكان في العالم مرسي يعلن نفسه قذافي جديدا باعتباره فوق القانون وفوق القضاء وفوق الشعب وفوق في السماء حيث الإله الذي جاءنا من الزقازيق هذه جريمة في حق مصر وإعلان نهاية ثورة يناير لصالح ديكتاتورية جماعة الاخوان المسلمين لقد جاءت هذه القرارات الإلهية بعد مكافأة إسرائيل للرئيس ولجماعته ورعاية ودعم أمريكا للرجل وموقفه الذي نافَس مبارك في خدمة أهداف وأحلام إسرائيل الكبرى انتهت الثورة.. وقتلها ديكتاتورنا الجديد الذي ستكون خطوته القادمة هي رمي مصر كلها في السجن لصالح جماعته وفرعنته لننتظر المنافقين المهللين للرئيس وسدنة فرعون الجديد وهم يُقبِّلون أقدام فرعونهم المحصَّن من أي حكم قضائي والذي هو فعّال لما يريد السؤال الآن: وما علاقة هذا كله بأن الرئيس مرسي مسؤول عن قتل الشهيد جابر صلاح؟ وما موقع هذه القرارات الفرعونية من دم هذا الشاب؟ إذا لم تكن هذه هي الديكتاتورية فماذا تكون؟ ثم ماذا ننتظر؟

    الاخوان يسيرون نحو النهاية

    لكن لماذا لايعبأ الاخوان المسلمين بتمادي حالة السخط ضدهم هذا ما يشير اليه خالد داوود في صحيفة 'التحرير': أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها قادة الاخوان المسلمين الذين يحكمون مصر الآن، هو أنهم يتجاهلون متعمدين أن الرئيس محمد مرسي لم يحصل في الجولة الأولى من سباق الرئاسة في مصر إلا على نحو 25 في المئة من أصوات المصريين، أي نحو ستة ملايين صوت. وفي الجولة الثانية، ونتيجة لأن منافسه الأساسي كان من رموز الفلول والعهد الذي أسس لدولة الفساد في مصر، فلقد تمكّن الرئيس مرسي بصعوبة من جنى ما يزيد على 51 في المئة من الأصوات بقليل. وكان الدرس الأساسي من نتيجة انتخابات الجولة الأولى الذي قرأه بوضوح كل المراقبين السياسيين المنصفين هو أن المجتمع المصري تعددي بحق، ما بين الراغب في دولة دينية تتولى إدارة شؤونها جماعة الاخوان المسلمين لما لهم من تاريخ طويل في العمل السياسي ووجود في الشارع، وآخرين يدعمون النموذج الاشتراكي القومي الذي يضع مصالح الفقراء على رأس أولوياته، وفريق ثالث يتطلّع لدولة ذات توجهات ليبرالية، تميل إلى دعم اقتصاد السوق وبالتالي فلا يملك الاخوان المسلمون وقادة مكتب الإرشاد أن يتحدثوا بكل تلك الثقة والعجرفة التي تفوح من كل حرف وكلمة في بيانهم الأخير، أو أن يتصوّروا أن الديمقراطية تعني أن تفوز بأغلبية بسيطة، لكي تقوم بعد ذلك بفرض وجهة نظرك على كل مَن يخالفوك، وإذا رفضوا تتهمهم بأنهم معادون للديمقراطية.

    هل حرقوا 'الجزيرة'
    انتقاما من الاخوان؟

    رغم التداعيات الخطيرة لحادث حرق مقر قناة 'الجزيرة' مباشر في التحرير، إلا أن الأمر لم يلق اهتمام الكثيرين وهو ما يثير انتباه جمال الدين حسين رئيس تحرير جريدة 'الشروق': المقر عبارة عن حجرة صغيرة جدا بها الاستديو وممر صغير في شقة مملوكة لصحيفة مصرية يومية قومية.. وباقي الشقة مخصص لموظفي هذه الصحيفة.. الذين حرقوا المقر كانوا يعرفون ماذا يفعلون لأنهم توجهوا مباشرة إلى الاستديو وحرقوه في نفس الوقت الذي حدث فيه الهجوم كان الطيران الصهيوني قد قصف مقارا لصحف ووكالات أنباء وفضائيات كثيرة في غزة على مدى أيام العدوان الذي تعرض له القطاع لمدة ثمانية أيام تذكرت هذا الأمر وتذكرت كيف أن العدوان الأمريكي على العراق استهدف أول ما استهدف الإعلام الحر الذي حاول فضح العدوان وراح ضحية ذلك صحافيون عرب شرفاء كثيرون لنختلف مع 'الجزيرة' أو 'العربية' أو أي محطة أخرى كما نشاء لكن بالكلمة والحجة.. وإذا قبلنا منطق الهجوم فسوف نفتح على أنفسنا أبواب جهنم فعلا 'الجزيرة مباشر' تبث أخبارا وتحقيقات وتقارير وحوارات، إذا اختلف بعضنا معها وله كل الحق في ذلك فليرد بمادة مماثلة وليس بالمولوتوف إذا قبلنا هذا العمل الهمجي ضد 'الجزيرة' لأنها تؤيد الاخوان، فسوف نجد 'مجانين' آخرين يهاجمون غدا بعض الفضائيات المصرية الخاصة ومعظمها معارض للاخوان الكارثة أن تمر هذه الحادثة مثلما مرت سابقاتها حتى نستيقظ على هجوم جديد على وسيلة إعلام أخرى ثم نعيد نفس عبارات الشجب والاستنكار تحية تقدير لكل الزملاء المهنيين في الجزيرة واخوا تها وسائر الفضائيات ووسائل الإعلام على ما يتحملوه لأداء عملهم في هذا المناخ المحتقن وحول نفس الموضوع في أول تصريح له عقب اندلاع حريق في مكتب الجزيرة مباشر مصر صباح أمس الأول، قال أيمن جاب الله مدير قنوات الجزيرة لـ'الشروق': 'هذا هو ثمن الحقيقة الذي ندفعه بحب.. فنحن مصرون عليها مهما واجهنا من معوقات.. دفعنا هذا الثمن سابقاً في عهد النظام السابق'.

    البحث عن بديل لمرسي هو الحل

    ونتحول نحو صحيفة 'اليوم السابع' وعبدالفتاح عبد المنعم الذي يرى ان الحل الوحيد لخروج مصر من ازمتها يتمثل في البحث عن بديل للرئيس مرسي: كان من الضروري أن يحكم مصر الآن شخصية غير منتمية سياسياً وليس وراءها تيار سياسي سواء إسلامي أو يساري أو ليبرالي، وأن مرحلة ما بعد خلع مبارك كانت لا تتحمل أن يكون رئيسها قادما من حضن جماعة سياسية يكون هدفها الأول هو أن تصبغ مصر بصبغتها السياسية كما هو الآن مع جماعة الاخوان المسلمين والتي تحاول منذ وصول أحد قياداتها وهو الدكتور محمد مرسي إلى سدة الحكم في مصر، أخونة كل شيء في مصر، مستخدمة في ذلك كل الطرق المشروعة وغير المشروعة لتحقيق الهدف في أسرع وقت، وهو ما جعلها ترتكب من الأخطاء والخطايا ما جعل البعض يؤكد أن مصير جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لها لن يختلف كثيرا عن نهاية الحزب الوطني المنحل ورئيسه المخلوع وأعتقد أن الورطة الحقيقية للرئيس مرسي هو ارتباطه بجماعة بالرغم من كونه ميزة له لكن هذا الارتباط يجعله يتحمل هو أخطاء قياداتها صغيرهم وكبيرهم وهو ما يحدث الآن، فالجماعة التي تتبنى الآن نفس المنهج الذي كان يتبعه قيادات الحزب الوطني المنحل في تعاملها مع ما يجري من أحداث في الشارع السياسي خاصة من يختلفون معهم، حتى إنني أصبحت لا أفرق بين طريقة تعامل الدكتور عصام العريان أبرز قيادات حزب الحرية والعدالة حزب الرئيس - مع خصوم الحزب والجماعة وما كان يفعله المرحوم كمال الشاذلي والأستاذ محمد رجب قيادات الحزب المنحل حيث اتصف كلاهما بالشراسة والدفاع بالحق والباطل عن حزبهم ورئيسهم المخلوع حسني مبارك.

    الدستور في انتظار ولادة متعسرة

    وإلى ازمة الدستور الجديد والذي يرى حافظ ابو سعده في 'اليوم السابع' انه ولد ميتاً: انسحاب عدد من أعضاء الجمعية التأسيسية من عضويتها احتجاجا واعتراضا على إجراءات صياغة الدستور الجديد والتي تتسم بالتسرع وعدم الشفافية ومصادرة الرأي الآخر والإصرار على رأي حزبي النور والحرية والعدالة تجعل الدستور الجديد بمثابة من يولد ومعه شهادة وفاة ومع ذلك تعقد الجمعية التأسيسية أو متبقى منها مؤتمرا صحفيا لتعلن فيه أنها مستمرة في عملها، وأنها لن تتأثر بالمنسحبين من عضوية الجمعية بالإضافة إلى تسفيه موقف المنسحبين، بالإضافة إلى ذلك الادعاء بأنه ليس هناك خلافات بل أظهر المهندس أبوالعلا ماضي بعض الأوراق لإثبات أن المنسحبين وقعوا عليها كمن أخذ عليهم إيصالات أمانة أو كمبيالات في موقف هو الأسوأ في تاريخ مناضل سياسي كنا نتوقع أن يعمل على لم شمل الجمعية التأسيسية وليس الانحياز إلى طرف هو أول من يعلم ويدرك أنه طرف يريد إصدار دستور لا يعبر إلا عن آرائه فقط حتى ولو بابتزاز باقي القوى السياسية أي مراقب ينظر إلى قائمة المنسحبين يدرك أن الجمعية التأسيسية فقدت شرعيتها في تمثيل الشعب المصري فقد انسحبت الكنائس المصرية الثلاث الممثلة، بالإضافة إلى ممثلي نقابة الصحفيين وحزب الوفد وقد جمد حزب مصر الثورة عضويته، بالإضافة إلى عدد من أعضاء الدستورية من الشخصيات العامة مثل د. وحيد عبدالمجيد، وعمرو موسى، ود. جابر جاد نصار، ومن قبل كان هناك انسحاب لتسعة أعضاء، فضلا عن موقف حزبي المصري الاجتماعي الديمقراطي والمصريين الأحرار الذي انسحب مبكرا أثناء التصويت إذن لم يتبق في الجمعية إلى من يعبر عن حزبي النور والحرية والعدالة.

    دستور واضرب دماغك في الحيط

    آخر معاركنا الصحافية يقودها في الأخبار خالد جبر: بسبب معركة الدستور .. التي لاقت جمعيته التأسيسية كل صنوف التجريح والاهانة ، فالذين اختاروها والذين قبلوها والذين حضروا جلساتها هم في رأي الاخرين خونة ومتأخونون .. باعوا مصر من أجل أنفسهم .. ثم الذين بقوا يواصلون عملهم هم الخيانة نفسها .. أما الذين خرجوا أو انسحبوا من الجمعية فان الشيخ وجدي غنيم الذي لا أعرف من أين وكيف حصل على هذا اللقب قال عنهم : ربنا طهر اللجنة من الصليبيين والعلمانيين والرقاصين والمطبلاتية .. بل وصل الأمر الى وصفهم بالكافرين وقرأ لهم أو عليهم سورة الكافرون . .ألهذه الدرجة يا عم وجدي .. صليبيين ورقاصين ومطبلاتية وكفرة .. خذ بالك من كلمة علمانيين المدفوسة وسط كل هذه الكلمات .. طبعا لكي يفهم من لا يفهم أنها كلمة مرادفة لهذه الكلمات .. انه الجهل .. وسوء النية .. وكلاهما يمكنه أن يؤدي بالدنيا كلها الى الخراب وليس مصر وحدها . هل هذا الكلام يمكن أن يخرج من عاقل .. فما بالك ان كان حاملا للقب شيخ .. لكن الغريب ان هذا الكلام وافق هوي الباقين على مقاعدهم في الجمعية التأسيسية، فوقفوا يقولون كلاما يحمل نفس المعاني مع اختلاف المفردات .. وكلاهما له هدف واحد هو خراب مصر .
    الدستور بالنسبة لي شيء مهم جدا ولكنه يتضاءل أمام أشياء كثيرة يحتاج اليها المصريون هذه الأيام .. الأمن .. لقمة العيش .. انقاذ سيناء من الضياع .. الفقر والجهل والمرض لابد أن يكون دستور كل الشعب .. ليس لأن الأغلبية عايزة كده .. ولكن لأن المرحلة التي نحن فيها ليس فيها أغلبية ولا أقلية .. لقد ثار الشعب كله لأن أغلبية قهرت أقلية وقالت خليهم يتسلوا .. تقوم انت ياللي كنت مقهور تقهر الناس .

    زويل بين البراءة والاغتصاب

    ونعود لصحيفة 'المصري اليوم' والكاتب سليمان جوده الذي يدافع عن الدكتور احمد زويل الذي تشن عليه حرباً بسبب جامعة النيل التي تحولت مقراً لمدينته العلميه على جثة جامعة النيل: إن ما قلنا به قبل الحكم، مراراً، ولم يشأ أحد من مجموعة الدكتور زويل أن ينصت إليه، قد ثبت قضائياً أنه الأصوب، ولن نمل من القول بأن جامعة النيل كان من البداية يمكن أن تقوم إلى جوار مدينة زويل، وأن حضور المدينة ليس معناه نفي الجامعة، ولا حضور الجامعة معناه هدم فكرة المدينة ومنع إقامتها.. بل على العكس.. يمكن أن تقوم المدينة، وإلى جوارها جامعة، وجامعتان، وثلاث، وعشر.. برعاية واحتضان زويل ذاته اليوم.. وبعد أن صحح القضاء وضعاً مربكاً، كان عصام شرف بسياساته المرتبكة كرئيس حكومة قد أسس له لا سامحه الله فإننا نزداد تمسكاً بمدينة الدكتور زويل، وننبه الدولة إلى أنها يجب أن تذلل أي عقبة في طريق الرجل زويل كان ضحية ناس بلا ضمائر قبل الثورة، وبعدها.. فمن قبل، عطلناه، إذ بقى الرجل، ومعه الأرض، رهناً على مدى سنوات عشر، لـ'كلام وسلام'، لم يكن يبدأ حتى ينتهي، ولا ينتهي حتى يبدأ، وكان القصد كله استهلاك الوقت لا أكثر وبعد الثورة ورطناه، وكان عليه أن يقضى شهوراً يدافع خلالها عن وضع كان يعرف هو قبل غيره، أنه غير سليم، ما كان أغنى الدكتور زويل، عن إنفاق كل هذا الوقت والجهد، طوال شهور مضت، في التمسك بآراء لم تكن في محلها، والتشبث بأوضاع مائلة كان لابد أن يعتدل حالها، وهو ما حصل على يد القضاء، بعد أن وقفت كل أجهزة الدولة عاجزة ومشلولة، وراحت تتفرج على نزاع عبثي بين المدينة، وبين الجامعة، وكأن الموضوع لا يعنيها شأنه! نقول للذين ورطوا أحمد زويل: حرام عليكم أن تهدروا وقته، وجهده، فيما كان واضحاً منذ البداية، لكل ذي عينين، أنه لا طائل من ورائه، وأنه قبض الريح!

    يوم اسود أم ابيض
    في تاريخ مصر

    ونعود للمهاجمين لقرارات الرئيس المتخب التي صدرت مساء الخميس حيث حمل المحامي مرتضى منصور، مستشاري الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين، مسئولية ما يصدره 'مرسي' من قرارات باطلة، قائلا: 'اليوم أسود يوم في تاريخ مصر بصدور الإعلان الدستوري الجديد، ونحن في كارثة، وأمام إهدار لدولة سيادة القانون واستقلال القضاء، والطعنات تأتي للرئيس من مستشاريه وأهله وعشيرته 'وأكد 'منصور' خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده نادي القضاة مساء الخميس وامتد حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، أنه يحترم الرئيس محمد مرسي، متهما مستشاريه وأهله وعشيرته، في إشارة إلى الاخوان المسلمين، بتوريطه، متسائلاً 'كيف يبرأ الرئيس مجرمين حكمت محكمة النقض بإدانتهم، وكيف يعيد محاكمة أشخاص حكمت المحكمة ببرائتهم. قائلا ماهذا العفو؟

    علاء مبارك يتبرع بـ25 ألف جنيه
    لكل شهيد في قطار اسيوط

    تقدم علاء مبارك نجل الرئيس المخلوع المسجون بسجن ملحق مزرعة طرة بطلب لإدارة السجن يطلب السماح له بالتبرع من أموال الجمعية التي أسسها باسم نجله المرحوم محمد علاء لشهداء قطار أسيوط الذي راح ضحيته 15 من تلاميذ معهد النور الأزهري .. عرض علاء التبرع بمبلغ 52 ألف جنيه لأسرة كل شهيد و 21 ألفا لكل مصاب، واستعداده لتقديم كل المساعدة لأسر الضحايا وعلاج كافة المصابين مهما بلغت التكاليف .. قال ان ذلك يأتي من منطلق شعوره بالألم النفسي الذي انتاب أسر الأطفال الشهداء حيث انهم في عمر ابنه محمد الذي فقده منذ سنوات قليلة .. طلب علاء من النيابة مخاطبة جهاز الكسب غير المشروع لإمكانية رفع التحفظ على أمواله للتبرع لأسر الشهداء والمصابين .. أمر اللواء محمد إبراهيم مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون بارسال المحضر الى النيابة من ناحية أخرى تم صباح أمس نقل أحمد عز أمين عام الحزب الوطني المنحل المحكوم عليه بالسجن في قضايا فساد الى مستشفى السلام الدولي لإجراء عملية جراحية عاجلة بالاذن .. وتم تشديد الحراسة عليه .

    ونيس سافر للحج ولم يعد

    كشفت تحريات مباحث مديرية أمن القليوبية أن علي ونيس، عضو مجلس الشعب السابق، المحكوم عليه بالحبس 4 أشهر في قضيتي الفعل الفاضح على الطريق العام والتعدي على أفراد قوة الضبط كان قد غادر البلاد لأداء فريضة الحج، ولم يعد حتى الآن كانت أجهزة الأمن بالمحافظة، بالاشتراك مع مصلحة الأمن العام ومباحث وزارة الداخلية، قد كثفت جهودها لسرعة القبض على 'ونيس' لتنفيذ الحكم النهائي الصادر من محكمة جنح مستأنف طوخ ضده، وقالت مصادر أمنية مسؤولة بالمديرية إن الحملات الأمنية متواصلة للبحث عن الفتاة نسرين عبدالعاطي، المتهمة بارتكاب الفعل الفاضح مع 'ونيس'، لتنفيذ الحكم الصادر بحبسها 3 أشهر وأضافت المصادر أنه عقب 'صدور الحكم، تم شن حملة للقبض على (ونيس) بمسقط رأسه في أجهور ومنطقة كفر الجزار ببنها، لدى زوجتيه الثانية والثالثة في منطقة البحيرة، حيث توجد مزرعته الخاصة كانت محكمة جنح مستأنف طوخ، بمحكمة بنها الابتدائية، قد قضت برئاسة المستشار عمرو شاهين، بتعديل العقوبة في تهمة الفعل الفاضح لـ'ونيس والفتاة' بحبسهما 3 أشهر مع النفاذ، وتعديل العقوبة في التهمة الثانية، الموجهة لـ'ونيس' وهي التعدي على قوة الشرطة، التي قامت بضبطه إلى شهر، وعدم جواز الاستئناف للمدعي بالحق المدني، ورفض الدعوى المدنية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 3:   <<  1 2 3  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de