|
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
|
 Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(1)
قال النفري :
{أوقفني في البحر فرايت المراكب تغرق ، والألواح تسلم ، ثم غرقت الألواح وقال لي لا سلم من ركب .
وقال لي : خاطر من ألقى نفسه ولم يركب .
وقال لي : هلك من ركب وما خاطر .
وقال لي : في المخاطرة جزء من النجاة ، وجاء الموج فرفع ما تحته وساح على الساحل .
وقال لي : ظاهر البحر ضوء لا يبلغ ، وقعره ظلمة لا تمكن ، وبينهما حيتان لا تستأمن .
وقال لي : لا تركب البحر ، فأحجبك بالآلة ، ولا تلقي نفسك فيه . فأحجبك به .
وقال لي : في البحر حدود فأيها تقلك .
وقال لي : إذا وهبت نفسك للبحر فغرقت فيه كنتَ كدابة من دوابه .
وقال لي : غششتك إن دللتك على سواي .
وقال لي : إن هلكت في سواي كنت بما هلكت فيه .
وقال لي : الدنيا لمن صرفته عنها ، وصرفتها عنه ، والآخرة لمن أقبلت بها إليه وأقبلت به علي }
*
| |
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(2)
ليس من السهل علينا استلال مصطلح من مصطلحات المتصوفة ( صاحب الخطو )، وإلباسه ملبس الحداثة . ونهاجر كل التراث العقلاني للدكتور بشرى الفاضل . ولكن لميّزات القص الكثير الذي يمكننا من ولوج القص الصوفي دون أن نأخذ حذرنا . فصاحب الخطو ، هو الذي يسافر في الزمان والمكان . وهي ميزة يقولون إنها من مميزات أعمدة المتصوفة . وقد ورثنا ذلك من كل التراث . وقد اختطفنا المصطلح القديم وأصلحنا هندامه ، وألبسناه للقاص الذي يسرع بخطوه الابداعي في الزمان والمكان . في هذا الكون الفسيح الذي ينطق بغرابة مناهج المتصوفة ، حينما يرصد علماء الفلك إبفجار نجمٍ يرونه الآن وقد حدث قبل أكثر من ألف عام ، وأتانا خبره بسرعة الضوء إلى زماننا . فكأننا نشاهد الماضي .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(4)
قلتُ لنفسي الكثير وأنا الذي عليه أن يقدم هذا العملاق الشاعر والقاص " الدكتور بشرى الفاضل " الذي اختزنته أرضنا البكر ، وعجم مُخيّلته الأسى ، فتعود أن يعود في كل منعطفات دروبه إلى بيئة الريف والحياة وبساطة أهلنا وقد قلمت أظافرهم غلظة أشباه المدن ، ولكن قوة ومرونة جزعهم أكبر من المعارك الكبيرة التي خاضوا ، والأرواح التي استشهدت وتساقطت عن أجسادهم . وللروح عند الواحد منهم نسل أكبر مما نحسب ، فكلما قست عليهم الحياة وأهلها ، بذلوا من جسد المُبدع فيهم روحاً هرمة لتفتدى الصغار وتستنهض أجسادهم أرواحاً أخرى . تظل العبقرية فيهم بلا صولجان يهُش عليها من دعته . أمسكت الأرواح المبدعة الجمرة من تحت الرماد ونهضت وتنهض ، كما نهضوا من وراء القرون .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(6)
أمسك الدكتور بشرى الفاضل بناصية أنيسين في الزمان ( القص ) و (الشعر ) ، وياله من طريق وعر لا يسلكه إلا المبدع الذي لا يتهيب ، فالقص حياة متنوعة القسمات ، يأخذ فيها الكاتب خامة القص من الحياة ، ومن تراثه الثقافي ، ويقيم من وحداتها بناءه الخاص ، مسترشداً بتقنية العصر والخيال الوثاب ، فقد خَبِر الدكتور بشرى اللغات الثلاث: العربية والإنجليزية والروسية ، نهل من التراث القصصي والشعري من بطونهم ، التاريخ والحاضر ونعلم أن الفن لا عمر له ، مواكباً التجارب من تاريخها القديم إلى حاضرها الراهن،ثم جلس إلى نوله ينسج . لا تحد حدوده خيال ، ولا تصرفه عاديات الدهر ولا يمّل ، حتى كتب عنه بعض النقاد أنه كاتب يلامس " فاتازيا " القص والشعر معاً .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(7)
لقد اختزن الدكتور بشرى الفاضل تجارب حيوات عاشها ، وتجول في دنياوات كَتبَ على بعضها الدهر قصة شبابها إلى شيخوختها .
في الشعر تجول شاعرنا منذ تراث اللغة عند فصاحتها وفخامتها ورقة جرسها ووداعة أسلوبها ، راكضاً وراء تراث كل الشعراء الذين كتبوا باللغات التي خبر عجينها والأمم التي تتحدثها ونهل من شعراء موطنه الذين كتبوا باللغة الفصيحة وبالعامية المتنوعة. اطلع على الأصول لا الترجمات وحدها ، وبدأ بنانه الرشيق في كتابة الشعر العربي باللغة الفصيحة وباللغة العامية منذ بواكير أيام شبابه فنبا ، وبرزت شخصيته ولونه المميز ، وتعرف إليه أدباء من خارج الوطن وعرفوا أن لمبدعينا يدٌ سلفت تستحق التوقف عندها . قدم لمجموعته القصصية " الكاتب " صنع الله إبراهيم .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(8)
الدكتور بشرى الفاضل ، خريج آداب جامعة الخرطوم في السبعينات ، ونال دراساته العليا إلى الدكتوراه في علم اللغويات في الإتحاد السوفيتي السابق ، ومحاضراً في كلية آداب جامعة الخرطوم منذ أواخر السبعينات و إلى العام 1992 حيث أحيل للصالح العام ضمن كوكبة من أساتذة جامعة الخرطوم ، وضمن عشيرة امتدت كل الآفاق وكلنا في الهمّ شرقُ .
انتقل عام 1993 إلى المملكة العربية السعودية صحافياً ومترجماً واستقر في صحيفة المدينة بجدة ،إلى تاريخ اليوم .
لا تهمنا الأصول ولا نحتفي بالأعراق ، ولكنها حكاية التاريخ بين الأمشاج التي تتكون في سهول السودان وهضابه ، أريافه والبوادي وأشباه المدن . أسرة الدكتور بشرى الفاضل الأولى من منطقة أرقي شرق الدبة ، ولكنه عاش في " ود البُر " بالجزيرة .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(9)
تقلب إبداعه في القص والشعر وكتابة السيناريو والترجمة ونثير أشتاتٍ من المقالات النقدية وأعمدة الصحف الراتبة والكتابة والحوار في مدونات الإنترنيت . اشترك بالعديد من الأعمال الشعرية والقصصية خلال دراسته الجامعية وبعدها. كان له ابتكار مُبدع في تعليم اللغة الروسية في الجامعة ومضاهاة أسمارها والقص بتراث أهل السودان . وله باع في كتابة القصص القصيرة.
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(11)
أسفار قيد النشر :
- هضلبيم – عن الأنهار وضفافها : مجموعة شعرية .
- مسلسل تلفزيوني : طلعت القمرة - من ثلاثين حلقة ..
- سيمفونية الجراد :رواية .
- الحصان الطائر – قصة أطفال - ضاعت في أضابير دار جامعة للنشر
له قصائد بالعامية ، وتغنى له ( مصطفى سيد أحمد ) ثلاث أغنيات :
- نفسي في داخلك بعاين
- الجبال قالت غروب
- مُتخبية والناس شايفِنِكْ باباي ونخيل
له مقالات نقدية في الصحف السيارة : الخرطوم مثالاً والراكوبة :
- عمود : تضاريس - في النقد الأدبي
- عمود : لا شيء
- عمود : في التنك
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(12)
تنوعت تجاربه في القص وفي الشعر وفي الكتابة الصحافية وفي التدريس الجامعي عندما كان أستاذاً مُشاركاً في كلية الآداب جامعة الخرطوم ، قبل إعفائه ضمن مجموعة من أستاذة الجامعة بدعوى كاذبة سموها ( الإقالة بسبب الصالح العام ) . وفي نعلم أميته المتضخمة بالجهل ، والجهل النشط ، يصبح من الصالح العام أن يتم الاستغناء عن كفاءة أستاذ جامعي ، ومعه رهط من أمثاله بورقة أمنية طُبعت بماكينة الرونيو وممهورة بتوقيع مدير الجامعة آنذاك ( مأمون حميدة ) إنابة عن السلطة الباطشة التي رغبت تدجين التعليم العالي وخلع المبدعين الذين لا يتفقون من البرنامج السياسي الإقصائي للجبهة الإسلامية القومية بذراعها " الإنقاذ "
وكما تحدثنا تنوع ابداعه في القص وفي الشعر وفي الصحافة . وقد تميز إبداعه في القص لأنه قدم فيه تجارب متعددة ومتنوعة . وترك الشعر زماناً ، رغم إبداعه فيه منذ الثانوية .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(13)
في القص له مصطلحات جديدة على اللغة ، بل ترك أيقونات لن تنساها الذاكرة عن أقاصيصه أو أبطالها وبطلاتها . للدكتور قدرة متفردة في إرباك القارئ أو القارئة بفانتازيا من لون جديد ، ما تعودماها في آداب اللغة العربية . زاوج بين العامية الفصيحة واللغة الفصيحة ، وخلطها بتراب القص .
لتخصص الدكتور بشرى الفاضل في علم اللغويات والمعرفة بآلياتها في البقاء والسيادة والتطور ، واطلاعه على آداب العربية والإنكليزية والروسية من أصولها ما مكنه من رفد ذخيرته المعرفية بكم هائل من المفردات والتجارب والغوص في عميق تلك المناهل والأخذ من الينابيع الصافية .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
| Quote: تقلب إبداعه في القص والشعر وكتابة السيناريو والترجمة ونثير أشتاتٍ من المقالات النقدية وأعمدة الصحف الراتبة والكتابة والحوار في مدونات الإنترنيت . اشترك بالعديد من الأعمال الشعرية والقصصية خلال دراسته الجامعية وبعدها. كان له ابتكار مُبدع في تعليم اللغة الروسية في الجامعة ومضاهاة أسمارها والقص بتراث أهل السودان . وله باع في كتابة القصص القصيرة. |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
| Quote: أمسك الدكتور بشرى الفاضل بناصية أنيسين في الزمان ( القص ) و (الشعر ) |
سلام أستاذ الشقليني ورمضان كريم ...
شكرا على إتاحة الفرصة للإستماع إلى الأديب دكتور بشرى ..
وشكرا على كلماتكم الرصينة والراقية .. ففيها تعريف يليق بقامة أدبية كالدكتور بشرى ...
وأتمنى أن يكون هذا الخيط لمسة وفاء وإحتفاء بإبداعه ...وأن ينال حقه من التناول وأن يرفد
ببعض الأعمال الشعرية و القصصية والدراسات النقدية حولها ...
من المهتمين بالشأن الأدبي ..في هذا المنبر .. ومن خارجه ..
التحية للدكتور بشرى ولك أستاذي الشقليني ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: ibrahim fadlalla)
|
Quote: سلام أستاذ الشقليني ورمضان كريم ...
شكرا على إتاحة الفرصة للإستماع إلى الأديب دكتور بشرى ..
وشكرا على كلماتكم الرصينة والراقية .. ففيها تعريف يليق بقامة أدبية كالدكتور بشرى ...
وأتمنى أن يكون هذا الخيط لمسة وفاء وإحتفاء بإبداعه ...وأن ينال حقه من التناول وأن يرفد
ببعض الأعمال الشعرية و القصصية والدراسات النقدية حولها ...
من المهتمين بالشأن الأدبي ..في هذا المنبر .. ومن خارجه ..
التحية للدكتور بشرى ولك أستاذي الشقليني ... |
الأكرم : أستاذ إبراهيم فضل الله
تحية طيبة وود كثير
لمست كلماتك الطيبات في حق الدكتور بشرى الفاضل ،
وهو قامة كبرى من قاماتنا الإبداعية
وحق علينا أن نوليه حقه من التقدير والحفاوة .
وقد استضافه منتدى السودان الفكري كما مبين أعلاه في أكتوبر 2011
لك شكري
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(15)
خاض الدكتور بشرى في الكتابة الصحافية وداوم على وجوده في المدونات الإلكترونية وفي الصحافة الورقية . وكان يكتب بلغة فيها بلغة قريبة من إفهام العامة والخاصة . وذلك جانب من حياة الصحافة التي تحاول نشر المعلومة من خبر وتحليل بالقدر الذي يخدم فكرة اجتماعية تغوص في حياة الناس ، لاسيما وأنه انتقى الفئات والطبقات الأضعف ، وصار نصيرها في الصحافة . محاولاً تعرية أعداء تلك الطبقات الضعيفة بسند قضاياها ونصرة مصائرها . ناطقاً بصوتها ن يقرأ أحلامها المشروعة وطموحاتها التي ترغب .
اختار دكتور بشرى الفاضل أن يبتعد عن الإنتماءات الحزبية ، فحسه المبدع أكثر حرية من سقوف الأحزاب السودانية ، وقدرتها على توفير حريات وهي تعاني ظلماً كبيراً أحاق بها من فعل الدكتاتوريات .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: Sinnary)
|
Quote: وفوق كل هذا إنه مثقف يستحق صفة المثقف العضوي بإمتياز فقد شهدته منافحاً في كل السوح والميديا عن الإنسان
حتي في أيام الإنقاذ الأولي وعبر أجهزة إعلامها...أذكر انني في زيارتي للسودان قبل عدة سنوات شهدت مثاقفة أخري في
مركز الخاتم عدلان تحدثا فيها مع يحي فضل الله عن قضايا الأدب والهجرة ... وتابعت تواصله مع المثقفين علي أكثر من منبر
تكرم علي بنسخة من ديوانه المتميز هبضليم أشكره أن يسر لي أن أستمتع بتجربة شعرية تستغرقك ولا تستغرقها
أتمني أن نراه منشوراً قريباً...وأنتهز هذه الفرصة لأحييه عبر خيطك الوفي يا عزيزي شقليني. |
الأكرم : أستاذ سناري
تحية طيبة لك وأنت تدلف علينا في هذه السانحة
لقد لقينا من كتابات الكثيرين أنهم يلقون اللوم على ما حدث من تدهور في الحياة السياسية والاقتصادية
على مطلق المثقفين ، أو يسمونهم المتعلمين أو الصفوة ، ويقفزون من مصطلح لاخر كي لا يحّملوا الجهل النشط
دوره المميز في تدهور الوطن والمواطنين .
الدكتور بشرى حين اطل علينا من خلال " منتدى السودان الفكري " كان الإستثناء الوحيد رغم أنه ممن يطلق عليهم
أبناء الهامش ، فقد كان الوحيد الذي تصالح مع أهل السودان وثقافة موطنه ولم يتعفف ، وعامل الوطن بما فيه بمحبة
وقدم قدر المستطاع إلا أن جاء ( الجهل النشط ) وأخرجه من الوطن .
لك الشكر الجزيل
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(16)
كانت له مساجلات واسعة مع الشاعر والناقد " أسامة الخواض " حول الحداثة وما بعدها وروادها .وكانت سودانيز أونلاين مجالاً متسعاً للحوار ، رغم أن الحوار في منعطفاته أخذ من قدرة المتحاوين على الصبر على الرأي المخالف . وكسدت بضاعة الحوار فتوقف وفي الأنفس الكثير . نهضت حوائط الثلج ولم تذوب . وامتلأت النفوس بالحسرة ، وتوقف الحوار . إلا إن توقف الحوار لا يعني أن القضية موضوع الجدل الذي نشب قد تبخرت . بل قد أسهمت إسهاماً كبيراًً في فتح الأبواب على مصراعيها عن قضايا النقد المعاصر في ضوء الثقافة والمثقفين وأزمات الصفوة وصراعهم في الحياة ودورهم الفاعل فيها .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: mohmmed said ahmed)
|
قبل أن تغرب شمس هذا اليوم سأبدأ - بمشيئة الله - إعادة قراءة
المجموعة الكاملة للدكتور بشرى الفاضل والتي صدرت 2009م
سأقرأ مستحضراً ما ورد هنا بخيط الشقليني المبدع:
الدكتور بشرى الفاضل (صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع)
يا أستاذ/الشقليني:
تفاصيل ما أوجزت حول تجربة بشرى الإبداعية يبعث الأمل
ويثير الترقب .. وأعلم أن بباب هذا الخيط طارق ينتظر
ففصل على أكثر من مهلك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: قبل أن تغرب شمس هذا اليوم سأبدأ - بمشيئة الله - إعادة قراءة
المجموعة الكاملة للدكتور بشرى الفاضل والتي صدرت 2009م
سأقرأ مستحضراً ما ورد هنا بخيط الشقليني المبدع:
الدكتور بشرى الفاضل (صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع)
يا أستاذ/الشقليني:
تفاصيل ما أوجزت حول تجربة بشرى الإبداعية يبعث الأمل
ويثير الترقب .. وأعلم أن بباب هذا الخيط طارق ينتظر
ففصل على أكثر من مهلك |
أخي الأكرم : أستاذ / محمد عبد الجليل
تحية طيبة وود كثير
وإنه لعالم جديد أن يعيد المرء اكتشاف الدكتور بشرى الفاضل من جديد
فهو إنسان بحق . وليس إنساناً ممتازاً من نوع جديد .
يعيد المرء اكتشافه في كل مرة . قريب من المتلقي ، وبعيد من الكبرياء .
ننتظر أن نذهب بالملف ليكون توثيقاً لملفات إبداعه الكبير
تحية لك *
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: mohmmed said ahmed)
|
الأكرم : الأستاذ / محمد سيد أحمد
تحية طيبة أن حضرت معنا تلك الإطلالة على أحد مبدعينا .
للدكتور خصلة أنه متصالح مع مجتمعه ، ومنحاز لقضايا الفقراء والطيبين ،
وينتقد الذين ظلموا الوطن والمواطن ، وهدوا أركان الدولة الناشئة ،
وغلبوا ايديلوجية الإقصاء ، ومكروا وتخفوا وكذبوا على الناس والشعب ،
وكان همهم أنفسهم ، ولم يكونوا وطنيين بأية صورة من الصور .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(17)
تقدم الدكتور بشرى مطلع هذا العام بمجموعته القصصية لجائزة الطيب صالح للرواية تحت رعاية شركة " زين " ، وفاز بالجائزة الأولى ، واختارت الشركة الراعية نائب رئيس الجمهورية السودانية الأستاذ علي عثمان محمد طه أن يقدم الجوائز ، وصافح النائب الأول كل الفائزين من الدول العربية ومن ضمنهم الدكتور بشرى الفاضل . وقد أثارت تلك المصافحة من مبدع له رأيه في الإسلام السياسي وفي الإنقاذ كثير انتقاد من الذين رءوا ذلك تنازلاً من مبدع وصالح قضيته بالجائزة . وكان هؤلاء مغالين في الخصومة بلا مبرر . وقد استن لمصطلح عدم المصافحة البروفيسور عبد الله علي إبراهيم ( اليد الطهور ) .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(18)
وكانت تلك عادة كثيرين من الذين اتخذوا من المبدع واجهة لأحلامهم . ورءوا ذلك تصالحاً . والجميع يعلم أن صاحب الجائزة " الطيب صالح " نفسه قد لحقه النقد المُر ، عند مجيئه للمشاركة في " السودان عاصمة الثقافة العربية " بعد أن استضافته مؤسسات الدولة الرسمية للحضور للسودان من بعد أن غسلت ماضيها المعادي للطيب صالح ولقصصه التي منعتها من المكتبات في أيام الغلو . وتراجعت بسبب الحاجة لمنظمة الإسلام السياسي أن تتصالح وتتنازل عن مشروعها الإقصائي .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
الآن فقط إنتهيت للإستماع للفيديو كاملاً ...آلان فقط تمنيت أن تنبت لي أجنحة ريش
لأحلق بها إلى منابع العسل ...حال تلك النملة ..
شكرا ليك يا دكتور بشرى ..هذه أول مرة أستمع إليك تتحدث ..وبهرتني سلاسلة السرد ..
تحكي حديثك بعفوية القصاص المتمكن ..أعجبتني سعة الإطلاع ...أعجبتني قوة الذاكرة
وسرعة الإستحضار ...أعجبني التواضع الجم ....
وأشكركم أخي عبد الله الشقليني على هذا الإمتاع وأهنئكم على هذا المنتدى الفكري الراقي ...
وسبق أن أمتعتمونا بفعالية ثقافية سابقة أقمتموها مع شاعرة سودانية ...وأرجو أن يتواصل
هذا النوع من المناسبات الثقافية ...فنحن من على البعد ..ننهل منه الكثير .
وأتمنى عليكم ... وعلى الدكتور بشرى ...فتح خيط بملفات فيديو ...لسرد قصصي
بصوت الكاتب نفسه ...أطلب ذلك لأجل التوثيق ... فلا كاتب سوداني حتى الآن فيما أعلم
قام بتسجيل ملفات مصورة لقراءاته ...وزماننا هذا كل شئ متاح فيه ..
الهدف الثاني ...أن مجرد الإستماع إلى أمثال الدكتور بشرى وهو يلقي قصائده ويقرأ قصصه ...
لهو مدرسة حتما سيستفيد منها الأدباء والشعراء الناشئة في تحسين صنعتهم ...
شكري لكما موصول ..وإعتذاري على التطويل ..وغلبة الراس بطلبات ، ربما في غير موضعها ..هي بعض أمنياتي
سكبتها علناً ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: ibrahim fadlalla)
|
Quote: الآن فقط إنتهيت للإستماع للفيديو كاملاً ...آلان فقط تمنيت أن تنبت لي أجنحة ريش
لأحلق بها إلى منابع العسل ...حال تلك النملة ..
شكرا ليك يا دكتور بشرى ..هذه أول مرة أستمع إليك تتحدث ..وبهرتني سلاسلة السرد ..
تحكي حديثك بعفوية القصاص المتمكن ..أعجبتني سعة الإطلاع ...أعجبتني قوة الذاكرة
وسرعة الإستحضار ...أعجبني التواضع الجم ....
وأشكركم أخي عبد الله الشقليني على هذا الإمتاع وأهنئكم على هذا المنتدى الفكري الراقي ...
وسبق أن أمتعتمونا بفعالية ثقافية سابقة أقمتموها مع شاعرة سودانية ...وأرجو أن يتواصل
هذا النوع من المناسبات الثقافية ...فنحن من على البعد ..ننهل منه الكثير .
وأتمنى عليكم ... وعلى الدكتور بشرى ...فتح خيط بملفات فيديو ...لسرد قصصي
بصوت الكاتب نفسه ...أطلب ذلك لأجل التوثيق ... فلا كاتب سوداني حتى الآن فيما أعلم
قام بتسجيل ملفات مصورة لقراءاته ...وزماننا هذا كل شئ متاح فيه ..
الهدف الثاني ...أن مجرد الإستماع إلى أمثال الدكتور بشرى وهو يلقي قصائده ويقرأ قصصه ...
لهو مدرسة حتما سيستفيد منها الأدباء والشعراء الناشئة في تحسين صنعتهم ...
شكري لكما موصول ..وإعتذاري على التطويل ..وغلبة الراس بطلبات ، ربما في غير موضعها ..هي بعض أمنياتي
سكبتها علناً ... |
أخي الأكرم: أستاذ / إبراهيم فضل الله
تحية طيبة لك وود كثير
وأنت تستمع للدكتور تكتشف كما اكتشفنا أن هنالك جاذبية في الحديث . بوضوح النبر وبقوة البيان
ولا تجد أنت إلا قرباً بين اللغتين العامية لديه والعربية الفصحى . وتلك ميّزة بادر بها الروائي الراحل
" يوسف إدريس " عرف الخلط بين العامية والفصحى ، ووثبت العامية عنده إلى الفصحى في رشاقة .
وقد صدق الدكتور بشرى الفاضل حين تحدث عن الكلمات التي ليست لها معنى . فقد حاورت البروفيسور عبد الله الطيب
المجذوب من قبل عندما كنا نتشارك نحن تصميم تطوير " مجمع اللغة العربية " بشارع الجمهورية في الخرطوم .
في أوائل التسعينات . سألته عن الأسماء عند العرب ومعانيها . فقال :
"العرب تسمي بالأسماء التي لها معنى ، والأسماء التي لا معنى لها ."
إن الدكتور بشرى الفاضل متمكن من علمه ومتمكن من المعرفة . وقد خبرناه حين يقرأ لا ينتقي من الكُتّاب نتفاً ، بل يقرأ كل
النصوص ليصل إلى إمكاناتهم المعرفية في باب الأدب أو الفن الإبداعي ، ومن ثم يقيّم التجربة ، ومنها ينهل . فله ميّزة
العناية بالأدب المقارن ، وهي التي يسترشد بها النقاد حين يفاضلون بين أنواع التجارب الإبداعية ،
ويقيسون الإنفلات والسقوف والتجاوز والاقتباس والنهل من التجارب والإضافة عليها .
لك الشكر الجزيل . ونأمل أن يكون الملف إطلالة حقيقية لتجربة دكتور بشرى الفاضل الإبداعية .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(19)
يبدو أن الكثير من الذين يكتبون عن دور الكتّاب والفنانين ، والحياة التي يريدونها لهم ، يطلبون منهم أن يحملوا شعلة نقاء برنامج سياسي مثالي ، ويصبحون الكباش تامة الملامح بلا عيب خُلقي ، لا ينقص قرناً ولا عين ، مبرأ رحمهم وغشاء بكارتهم كامل النمو . ليذهبوا بهم لمذبح ضخم ، ويلقون بهم في النهر ليموتوا إنابة عنهم ، ويصفقون لهم فيما بعد في المراثي !.
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(20)
الشاعر والناقد الصديق : أسامة الخواض لم يخض فيما كان يخوض الخائضون . وأعتقد جازماً أن من الوفاء ذكر المبدعين بإبداعهم ، هل انتكس إبداعهم وصاروا أبواق للسلطة . لا أظن ذلك حدث مع الكاتب المبدع " الدكتور بشرى الفاضل" . وقد كتبتُ ما استطعت في ملفات كتبها الذين يدّعون الحزن من تلقي دكتور بشرى الجائزة من يد نائب رئيس الجمهورية !!!، وعلمت أن اللوثة السياسية التي أصابت نفر ليس بالقليل في حاجة لمعرفة أين تتجه بوصلتها .
رابط ملف الأستاذ / أسامة الخواض :
ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار
أعرف أن كثير من الممتشقين سيوف السياسة يصوبونها على رقاب الجميع ، يقطن في حِجر فِكرهم منظورٌ مثالي ، يخلق من المبدع الافتراضي حملاً وديعاً كما كان يسوع المسيح ، أو حين نظر " بوذا " للفقراء من شرفة قصره ، وقرر أن يهجر القصر ويهب حياته للفقراء .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
تحية لك أخي الأكرم : إبراهيم فضل الله
تحية لك وأنت تشترك معنا هذه الحفاوة بأحد المبدعين
وسوف نرفد الملف بكل ما بيدنا عن إبداع الدكتور بشرى الفاضل
لك الشكر الجزيل
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: munswor almophtah)
|
العزيز عالي المقام : المنصور
تحية واحتراماً
أظنك قد رايت صورتي أول مرة حين قدمت الدكتور بشرى ...
وكما عودتنا دائماً أنت حفيٌ بمن انزلقت أرجله في لجة الإبحار ، وليس من السباحة بد .
لن نكون إلا إياك ، وما كتبت إذ كتبت ، ولكن روحك السمحة ، ونفسك المبدعة ولغتك الخلوق
وبشائرك المملوءة بالمحبة ، وأنت تشاركنا مبحث الوفاء لسيرة الدكتور بشرى الفاضل من منظار أعماله المبدعة .
إنه لحق علينا أن نفي المبدعين حقهم من التقدير ، وهم يعانون مرّ المعاناة ،
وهم يسجلون إبداعاتهم في ظروف محفوفة بالمخاطر . والحريات وقد أخذت بالناصية .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
شكراً يا شقليني بالجد بشرى الفاضل كاتب فريد من نوعه
ومحبوب الجماهير للأسباب التى ذكرها الصديق محمد سيد أحمد
وبالمناسبة منابر الحوار بتعمل عملية فلترة للكتاب السودانيين
فيذهب الغث جفاءً ويمكث في الأرض ما ينفع الناس مثل بشرى الفاضل،
بالجد أنا ممتن لهذا الموقع لمعرفة الكاتب السوداني الفذ بشرى الفاضل
فهو اسم على مُسمى، والزول دا بالجد بحبو من جوة قلبي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
Quote:
لكِ الشكر استاذة / سلمى الشيخ سلامة
والشكر على هذا الكلام الأخضر بالعافية والذكرى
( الحياة مهنتي )
صلاح حسن احمد
لا اعرف لماذا يرتبط هذا الاسم باسماء اخرى كاسم بشرى الفاضل
ومحمد ادم المنصورى
وجمعة جابر
وصلاح الدين الفاضل
هل هى المجايلة ؟ رغم اختلاف الاعمار ...؟
هل هو الابداع غير المتكرر ؟النافذ باتجاه القلب ؟ ربما |
الكاتب والموسيقي والمسرحي والصحافي صلاح حسن أحمد وبشرى الفاضل كانا في آداب جامعة الخرطوم على ايامنا
وكانا بالنسبة لي صديقين .
عندما كتب المسلسل الإذاعي ( الحياة مهنتي ) كان في عامه الثالث في كلية الآداب !
وكان من محرري الصحيفة الحائطية ايام الجامعة ، وبواسطته تعرفنا على بشرى الفاضل
محمد آدم المنصور أول مرة تعرفنا إليه عندما قدمته " جمعية الثقافة والفكر التقدمي " بجامعة الخرطوم
عام 1976 في محاضرة عن فن الاستماع للموسيقى
والفنان جمعة جابر استدعيناه ليقدم لنا محاضرة عن الموسيقى في جامعة الخرطوم 1976 ،
وبعدها بعام أو أكثر جاءت تصفية الفنانين من التلفزيون أو الإذاعة أيام مايو ،
ومن ضمنهم كان المسرحي والشاعر هاشم صديق مبعوثاً للدراسات العهليا وتم فصله !!!
صلاح الدين الفاضل لم ألتقي شخصه ولكني رأيت أعماله الفخمة .
من يا تُرى بقي من هذه الكوكبة ؟
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(23)
عند قراءة نص ( حقل البصل ) للدكتور بشرى الفاضل تجده مغلف الرؤى ، عميق الدلالة ، يكشف أن الدكتور بشرى لما يزل له نضار الفكرة الجامحة التي تميز نصوصه في القص . وأنه قد ابتنى حياة أخرى ، وأشاد الحوائط الخرسانة المدججة بالسلاح ، ليعزل نفسه من المحيط التقليدي الذي يحياه مترجماً في المملكة العربية السعودية كبيئة أكثر محافظة مما يتوفر للمبدعين ، وهو تحدٍ كبير لقدرته على البقاء والعطاء المستمر .فتلك من عيوب المنافي التي تكتشفها متأخراً حين تكون هناك ، وقد اغتالت من قبل أصدقاءً لنا أضحوا تكفيريين آخر أمرهم ، بينما بقى الدكتور يرسل إشعاعه القوي في أدب القص ، ودنياواته مفتوحة إلى الأفق البعيد ، وتعلو السماوات فوق مكانة شياطين الأساطير التي تسترق السمع لحديث بين الكائنات السماوية وبين الإله .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: هشام هباني)
|
(24)
من المهم أن يترفق بعضنا ببعض ، ومن المهم أن تسود روح " النقد بمحبة " ، وهذه الكراهية المبطنة التي أراها تختبئ من وراء النصوص التي تدّعي النقد ، قد حجبت الكثير من التنوير الثقافي والود ، يبدو أن الإنقاذ قد أسهمت في بسط روح الكراهية لدى بعضنا ، وما كنا نحسب أن البدلات الواقية لرصاص الإنقاذ من جانب المبدعين لم تعُد كذلك .
كثير من الرؤى وإن اختلفت كان يتعين أن تصدر بلغةٍ مُحبّة ، ولكنا نشتم ريحاً لا تشبه الذي نحبهم .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
أظنك قد رايت صورتي أول مرة حين قدمت الدكتور بشرى ...
الشكر لك ثم الشكر لك يا أيها الكاتب الرائع والأديب الباتع على مجمل
الفضائل وكرائم الفعائل المضيئة الوهاجه والتى تمارسها بعفوية وأريحية
لا خلل فيها أبدا - ولم تكن حلقة تقديمك لبشرى هى الأولى التى رايتك فيها بل
رأيتك مرات ومرات ورأيتك مذ قرأت لك أولا فى النصوص التى كنت تبثها هنا
وهناك ولكنها قد تطابقت صورة العقل والبصيره مع صورة البصر الخداعه
تطابق المثلثات حينما تتوفر الشروط فيا أيها الشقلينى إن ما تقوم به
لتوثيق وفهرسة تامه لعصرنا هذا فأنت من رجال التنوير الأشداء العارفين
والباحثين بإصرار النمل والصانعين للجمال بمهارة النحل ودقته وكيف لا
وأنت تتناول القامات المضيئة والبذاله للمعارف قامة إثر قامه كفعل
البنونى نأتى إليه لنأخذ جرعة منه ويا عزيزى والله قرأت البوست كلمة
كلمه ولم أنتبه إلى الفديو إلى أن قرأتك فوجدت متعة لا تضاهى ذلكم البشرى
البسيط المتصالح مع نفسه والصادق جدا فى قولها حباه الله بخصال قل ما تتوفر
كلها عند رجل ولكنه حواها ذلكم البشرى الذى يقدم رسالة إجتماعية هادفه
بتهذيب وتشذيب جذب تسابق الناس إليها أنظر لعبقريته فى تبسيط القص
الذكى الذى يثير حفيظةالسامع بأن يشبع قوه بقراءة النص ذاته كما
أنظر لتواضعه وتصنيفه لنفسه كشاعر يضع نفسه فى المؤخره ولا يقاتل مع
أهل الخطوط الأماميه فلبشرى مواهب متعدده وذكاء وقاد وأصل جميل زان
إبداعه وحببه إلى الناس وهل تعلم أن بشرى درس بعض زملائى ولكنى لا
أتردد فى أن أناكفه بأدب وإحترام لا بصفاقة مبغضه ولا بفظاظة مرفوضه
ويتسع صدره لذلك وأنا لا أتقصد ذلك أبدا حاشا وكلا ولكن عندما تسنح
الفرصه وأرى موطن التدخل وحينها يكون على واجبا وأفعل وبلا تردد
فأنا أحسب كلامى بالملى وأتحسب لنتائجه وأفعله كأنسان ربانى أنتظر
أجره من الله أولا وأخيرا. فيا أيها الشقلينى دعنا نزف إليك تهانى العيد
وأمانيه وأن يفرحكم الله والأسره ويسعدكم وكذلك الدعاء للدكتور بشرى
وأسرته وكل عام وأنتم بألف خير,
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: munswor almophtah)
|
لتغرد العصافير ويهنأ المتعصفرون
أخي الحبيب الأكرم : الأستاذ منصور المفتاح
إن لكتابك شقشقة ، وإن لكتابتك حلاوة وطلاوة . وأنه همس بين الأصدقاء برسم البنان . لن يمنعنا الحياء أن نخل قدركم وأنتم أهل لنطرب لصنيعهم المبذول ، ونورهم الذي يزيل غشاوة الأخلاط والمتشابه . نعمت أين تقيم , ولتسرج لك الصافنات مَسرحاً للخير الذي عهدنا أن صاحبه . وأن الإشعاع المنبعث من كتابك أمضى من السيف . لك الشكر الجزيل وأن يديم المولى صحتك وألا يحوجك إلى موائد اللئام . وأن يقربك إلى أهل الخيرات الذين يعرفون مكارم الأحلاق التي تخلقت بنهجك وعملك . كل سنة وجميع من بطرفكم بألف خير.
الشقليني
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(25)
في غيرما يخوض الخائضون ، كان منظارنا للمبدعين . وأعتقد جازماً أن من الوفاء ذكر المبدعين بإبداعهم ، هل انتكس إبداعهم وصاروا أبواق للسلطة أم ظل إبداعهم صوتاً متفرداً برؤاهم ، ولم تنخلع أظافر بنانهم الذي يكتُب ولم تهبط كتاباتهم عتبات التنازل ، خوفاً من قسوة ذئاب سلطة أخذت عُشبها عنوة من مال الشعب ؟. لا أظن ذلك حدث مع الكاتب المبدع " الدكتور بشرى الفاضل" . وقد كتبت ما استطعت في ملفات لفها الذين يدّعون الحزن !!!، وعلمت أن اللوثة السياسية التي أصابت نفر ليس بالقليل في حاجة لمعرفة أين تتجه بوصلتها .
أعرف أن كثير من الممتشقين سيوف السياسة يصوبونها على رقاب الجميع ، يقطن في حِجر فِكرهم منظورٌ مثالي ، يخلق من المبدع الافتراضي حملاً وديعاً كما كان يسوع المسيح ، أو حين نظر " بوذا " للفقراء من شرفة قصره ، وقرر أن يهجر القصر ويهب حياته للفقراء ،أو كما جاء في الأثر من عودة واغتسال من الذنوب ليصبحوا كما ولدتهم أمهاتهم
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(26)
أعرف أن صناعة المثقف في أذهان الكثيرين ، صورة نورانية ، تتسرب من اعتقاد صمدي قابع في العقول الباطنة ، لوّثت الرؤى وغلفت المبدع بثوب زفاف يذهب فيه أضحية الرغائب المقدسة ، فالمناظير التي يتعين بها النظر في أمر المبدعين والمبدعات تكشف العتمة التي ظللت تلك المناظير.
هنالك أسئلة تستوجب النظر :
من الذي أحنى قامة تراثه السلفي حين قام بنفي كتب الطيب صالح لمخالفتها الشرع وحُرمت منها المكتبات في السودان ، ثم أعاد النظر وابتلع الموسى وصار يتصدر الحفاوة بالطيب صالح ؟
من الذي تراجع ورجع يمجد المبدع الطيب صالح ، وترك إرث الغلو والخسائر الفادحة التي ألمت بالمشروع الثقافي الديني السلفي ؟
أليس من السهل لأصحاب المشروع الحضاري أن يقيموا من مال الشعب جائزة باسم ابن تيمية أو سيد قُطب أو حتى لرئيسهم ؟
لماذا لم يستطع البرنامج الثقافي الديني الذي يناطح فيها غلاة الإسلاميين حقائق الواقع من أن يخصصوا جوائز لرموزهم الدينية ؟
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(28)
دكتور بشرى يتحدث عن العودة إلى سنار - الرياض (2009)
الأستاذ / محمد عبد الجليل ينقل لنا محاضرة دكتور بشرى الفاضل عن العودة إلى سنار لدكتور عبد الحي (2009 ) :
وصل د. بشرى الفاضل .. من جده وبعد سويعات قليلة
كان على منصة قاعة محاضرات مركز الملك عبد العزيز التاريخي
بالرياض، متهلالا وهو يرى جمهرة المحتفين بعبد الحي المحتفلين
بذكراه العشرين في قلب مدينة الرياض بالسعودية .. حيا الحضور
وهنأهم برمضان وقال:
يسعدني المشاركة قادماً من جدة حيث أعمل في هذا الإحتفاء
بالقامة السامقة محمد عبد الحي الشاعر والمفكر. إنها
لفتة بارعة من جمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة والجمعية
السودانية للثقافة والآداب والفنون بالرياض أن تقيما مثل هذه السرادق
التكريمية لأهل الفكر والفن و القلم، أحيي الأخ ميرغني عبد الله مالك
على كلمته الافتتاحية الضافية والشاعرين عصام عيسى رجب ونصار
الحاج على هذه القراءة الرصينة لأشعار عبد الحي والتقديم للندوة
* كلنا نذكر العبارة الشهيرة لجان كوكتو التي افتتح بها الشاعر
والكاتب ارنست فيشر كتابه الشهير الفن والإشتراكية
الشعر ضروري وآه لو كنت أعرف لماذا؟
محمد عبدالحي سعى في حياته كلها كي يجيب على هذا السؤال العصي:
الشعر ضروري .. لماذا؟
أنتظروا فكل إجابة تتوارى .. وليبقى السؤال المركزي
ريثما نواصل ما قاله بشرى في الندوة ..
والدعوة موجهة للزملاء الذين وثقوا بالصورة والصوت ليتمموا
تقصير ما يرصده القلم وسيظل الافق مفتوحا على عوالم
عبدالحي الشعرية والنقدية
*
د. بشرى الفاضل (2)
الشاعر محمد عبد الحي صاحب مشروع وقد أشار إلى ذلك محررو
كتاب "كتابات سودانية" غير الدوري :الدكتور حيدر إبراهيم
علي ومحررون معه في تقديمهم لملف لمناسبة الذكرى العاشرة
لرحيل عبد الحي فقالوا:
"عبد الحي في تقديرنا هو أحد ثلاثة لهم مركزية خطاب في
تاريخ حركة الكتابة في السودان إذ يمتلكون مشروعاً رؤيوياً
ناضجاً ومتماسكاً نظرياً كان أم جمالياً وهم:
الطيب صالح في مجال الإبداع الروائي
والأستاذ محمود محمد طه في مجال المشروع النهضوي التنويري
ومحمد عبد الحي في مجال الإبداع الشعري".
خلال حياته القصيرة 45 عاماً (1944-1989م) أنجز الدكتور محمد
عبدالحي الأعمال الشعرية التالية حسب الببليوغرافيا التي
رصدها محمد عبد الخالق في ملف كتابات سودانية السالف
ذكره :
1) أجراس القمر 1962م
2) العودة إلى سنار - نشرت القصيدة لأول مرة عام 1963 بصحيفة
الرأي العام ثم بمجلة حوار اللبنانية عام 1965م ثم طبعت
في ديوان بهذا الاسم عن دار جامعة الخرطوم للنشر عام 1973م
وطبعة ثانية عام 1985م
3) السمندل يغني عن مصلحة الثقافة عام 1977م
4) معلقة الإشارات عن مصلحة الثقافة عام 1977م
5) حديقة الورد الأخيرة عن دار الثقافة وشركة رانيا عام 1984م
6) رؤيا الملك (مسرحية شعرية) منشورات نادي المسرح السوداني عام 1989م
7) الله في زمن العنف دار جامعة الخرطوم للنشر عام 1991م
وبالإضافة إلى الأعمال الشعرية أنجز الشاعر الراحل عدداً وافراً من
الدراسات والكتابات النقدية ويمكن الرجوع إليها بالتفصيل في
الببليوغرافيا المذكورة التي أوردت أيضاً عدداً من الدراسات عنه
وحسبنا أن نشير هنا إلى كتابيه الرؤيا والكلمات التي كرسها
عبدالحي لقراءة شعر التجاني يوسف بشير وأقنعة القبيلة الذي هو
عبارة عن شعر أفريقي مترجم.
المدخل لفهم شعر عبدالحي ليس هو مفهوم الهوية المبتسر في كلمتي
الغابة والصحراء ؛ ففي مقاله (البراءة والتجربة- التفسير الديني
في نار المجاذيب) المنشور بالعدد الخامس لمجلة آداب الصادرة عن
كلية الآداب , جامعة الخرطوم , عام 1983م ذكر الدكتور عبدالحي في
الحواشي في معرض حديثه عن الخيال البدائي والفراديس المصطنعة
والغابات في الرومانتيكية أن الغابة تعتبر هي الأصل الأوروبي
والصحراء هي الأصل العربي ولكن الشاعر الجاهلي كان اشد ما يروع
من الصحراء؛ فالصحراء عدم إن شئت أو خبل أو تيه ومفازة .
الصحراء قد تفضي إلى الواحة هنا الماء النمير والكلأ والنخل
والأهل. ولعل أشد نفي صادر عن عبد الحي عن كونه لا ينتمي لجماعة
الغابة والصحراء هو ما جاء في رده على مقال كتبته الناقدة سلمى
الخضراء الجيوسي عن العودة إلى سنار إذ كتب في رده على مقالها
قائلاً:
"الأمر عندي هو أنني لست شاعراً من شعراء الجماعة فأنا أتكلم
بصوتي الخاص بي الذي اعمقه وأثقفه حتى يتزاوج فيه الخاص بالعام،
والعام عندي هو تجربة الإنسان الواحدة المتكررة الباطنية الأعمق أو
الأعلى من الزمن ؛ التي لا تتغير في جوهرها بل تتشكل في أشكال
جديدة في كل عصر".
المدخل لفهم شعر عبد الحي إنما يتم بمحاولة إدراك التاريخ والنموذج
الأسطوري لمفهوم الشاعر في كتاب طبقات ود ضيف الله ؛ اي بفهم ما كان يرمي
إليه محمد عبد الحي حين كان يحدثنا عن إسماعيل صاحب الربابة . كتب الشاعر
الناقد محمد عبد الخالق مقالاً رصيناً حول هذا الموضوع في الملف حول الشاعر
عبدالحي بكتابات سودانية المذكورة آنفاً أوضح فيه عبد الخالق أن ذهنية
عبد الحي هي ذهنية مقارنة وأن دراسة عبد الحي للادب المقارن إنما تدخل
في هذه الذهنية المقارنة كجزء من كل، وأضاف محمد عبد الخالق يقول: إن
عبد الحي في نموذج إسماعيل صاحب الربابة بعد أن حاز على الأسطوري قام
بتغريبه على نحو مفهوم التغريب عند بريخت في مسرحه الملحمي.
يقول الدكتور عبد الحي في مقال "إسماعيل صاحب الربابة – التاريخ والنموذج
الأسطوري لمفهوم الشاعر في )كتاب الطبقات)" والمقال عبارة عن ورقة قدمها
لندوة عن الفلكلور والتراث الشفهي والتاريخ (معهد الدراسات الافريقية
والآسيوية يناير 1989م): إن الشيخ إسماعيل صاحب الربابة هو الصورة الأولى
للشاعر السوداني الذي أبدعه الخيال الجمعي الشعبي . وفي شخصيته تبلور
النموذج الأسطوري أو الشكل الرمزي بعد أن انصهرت وامتزجت واتحدت وتركزت
عليه العناصر التي أعتقد فيها الخيال الشعبي أو الذاكرة الكبرى التي
تموج بأساطير الأمة ورموزها فصارت الصورة الحقة للشاعر في ثقافتها ).
*
د. بشرى الفاضل (3)
لخص الدكتور محمد عبد الحي قصة إسماعيل صاحب الربابة حسب
ما ورد في كتاب الطبقات كما يلي :
* ولد للشيخ مكي الدقلاشي أحد متصوفة سنار إبن من امرأة سقرناوية
)إحدى قبائل جبال النوبة) اسمه إسماعيل وقد تكلم الصبي وهو
ما يزال في المهد.
* كبر الصبي وحفظ القرآن وتعلم الفقه والتوحيد وشرع في تدريس
علوم الدين .
* كان شاعراً وله قصائد وأشعار في مدح النبي (ص) لم تصلنا. وله
رؤى تجلى فيها النبي (خير البرية ضاحكاًً مستبشراً) .
* وله كلام يتغزل فيه بمدح النساء ( تهجة وهيبة) كما ليلى
وسعدى في كلام لمتقدمين
* وكان إذا استبدت به حالة النشوة والجذب يجمع الصبايا وكل
عروس للرقص في فناء داره.
* ويجيء هو بربابته التي عرف بها , يضرب عليها ، كل ضربة
لها نغمة يفيق بها المجنون , وتذهل منها العقول, وتطرب لها
الحيوانات والجمادات.
* وكانت الربابة إذا تركت في (الشمس) ، تحس باقتراب صاحبها
منها عندما يقترب فترسل أنغامها دون أن يضرب عليها أحد.
* وقد يركب الشيخ فرسه المكسوة بالحرير، المزينة بالأجراس
ترقص به ويغني لها!
* تهجة كانت امرأة متزوجة وله فيها أشعار ، هرب بها زوجها
غرباً إلى تقلي في جبال النوبة لمّا رأى عشق الشيخ لها .
* وبالجملة فهذا الرجل من الملامتية (الملامتية هم الذين لم يظهر
على ظواهرهم مما في بطونهم أثر البتة، وهنا فرق بين الملامتي
والصوفي)
* قتله الشلك أثناء عبوره نهر النيل الأبيض مع بعض مريديه الذين
رباهم على نغمته – كما جاء في (كتاب الطبقات)
لم يكن عبد الحي معنياًً في بحثه عن سيرة إسماعيل صاحب الربابة
بالتحقيق في الوجود التاريخي لهذا الشيخ بل بإظهار الوجود الأسطوري
كي ما يستشف منها الصورة الجوهرية صورة الشاعر المصعدة التي
أفاد منها عبد الحي كما سنرى فيما بعد في تجربته الشعرية.
ربط الشاعر بين أسطورة ربابة إسماعيل التي تفهم وتصدر النغم
بناء على هذا الفهم كأنها مبرمجة وبين أسطورة أورفيوس
الإغريقية والرومانية . فأورفيوس كانت له (ربابة) يذكر عبد الحي
عن قصد في مقاله أن اسم الآلة (ربابة)، وكانت ربابة أورفيوس
مهداة له من والده ابولو وكان يعزف عليها بسحر فياض ويروض
الحيوانات الآبدة ويحرك الأشجار .. وعلمته الشعر والغناء.
تزوج أورفيوس من حبيبته يوريديس التي ماتت من لدغة حية فنزل
أورفيوس على مملكة الموتى باحثاً عنها ساحراً بموسيقاه نوتي الأرواح.
كان أورفيوس صاحب ديانة سرية وله مريدون وقد قتل بينهم وتمزقت
أوصاله وألقى برأسه في نهر هيبروس فطافت الرأس فوق سطح النهر
تغني أما الربابة فقد صعدت برجاً من أبراج النجوم.
ربط عبد الحي بين أورفيوس وإسماعيل صاحب الربابة حيث أوضح أن
هذه الأسطورة أسطورة الآلة الموسيقية الساحرة جاءت من هناك. يقول
ديودورس الصقلي أن الملك النوبي أركماني درس علوم الإغريقية وآدابها.
في هذا إشارة من عبد الحي باحتمال مجيء أسطورة أورفيوس للثقافة
السودانية عن طريق هذا الأثر. ويمضي عبد الحي ابعد من هذا للتدليل
من الدراسات الإغريقية وكتابات المؤرخين الإغريق أنفسهم أن أسطورة
أورفيوس أصلها نوبي ونقلت للإغريق وليس العكس. ولعل هذا هو
السبب في احتفاظ عبد الحي بمسمى (ربابة) لدى حديثه عن أسطورة
أورفيوس. كأنه يقول أصلنا رد إلينا.
وكتب عبد الحي ايضاً عن مزامير داود في إشارة للأثر المسيحي
على أسطورة إسماعيل صاحب الربابة وحديث النبي الكريم عن أبي
موسى الأشعري وحلاوة صوته وبأنه منح مزماراً من مزامير داود
في إشارة للأثر الإسلامي وبذا تحدث لأسطورة إسماعيل صاحب
الربابة وحدة داخلية ثقافية.
*
العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغ...ي أكبر تظاهرة ثقافية
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأخ الشقلينى السلام ورحمة الله عليك
إن ما قدمه بشرى عن ندوة الرياض فى الإحتفائيه بعبدالحى ولخصه الأخ الصديق محمد
عبدالجليل يمثل كوب عصير مركز ومقرح بمذاق الفانيلا يجب أن يتجرعه الكل
وأقصد يتجرعه لأنه دواء شاف - فإن عبقرية عبدالحى وعمقه وسعة معرفته ملكته
أن يكتب إليازته تلك العوده إلى سنار ناحتا من جبل التراث الصوفى أسطورة
إسماعيل صاحب الربابه ذلكم الحافظ العالم السالك الولى صاحب الكرامات المسطره
فى إبداع عبدالحى والمؤرخه فى طبقات ود ضيف الله وأن المقارنه التى أبدتها عبقرية
عبدالحى فى رائعته تلك مع تراث الأغاريق أشارك عبدالحى فى أصالتها للسودان
فالأغاريق تتلمذوا على النوبه وليس العكس وتعلموا التدين والتصوف والسفسطه
التى أبدعوها فى أيونيتهم وأبقوريتهم فأنا أرى فى عبدالحى عبقرية الباحث ورساخ
فكره ومعرفته وقدراته الهائله على التعبير وإبداعه اللامتناهى فى هندسة العوده
إلى سنار فالشكر لدكتور بشرى الذى جعل ذلك ممكنا ملخصا كل تفاصيل العوده لسنار
وما قيل عنها فى ذلك الإستعراض الكثيف الشكر لك ولبشرى ومحمد عبدالجليل ومحمد
عبدالخالق والرحمه لعبدالحى الذى أنكر إنتمائه لمدرسة الجماعه أو القوم وأكد ذاتيته
التى تنحت فى صخر قناعاتها وثقافاتها وتنتج ما يميزها عن الغير.
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(30)
العودة إلى سنار : محمد عبد الحي - ترجمة للنقاش
الرابط : الموضوع من مبادرة الأستاذ مصطفى آدم :
http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.p...highlight=%D3%E4%C7%
D1&start=30&sid=b535b411c52eed16594261e1fa832722
ورأينا في ذيل كلمة الدكتورة عائشة السيعد هنا :
كلمة الأستاذة عائشة موسى السعيد أول المتحدثين تحت عنوان : محطات في حياة عبدالحي - الرياض - السعودية :
*
النادي السعودي الأدبي بالرياض منبر تشرفت بالانتساب لعضويته والمشاركة في أنشطته طيلة سنوات عملي بجامعتي الملك سعود والأمير سلطان، وتحت مظلته استمعت وتعرفت على العديد من الأصوات والسير الخالدة لعلامات ثقافية سعودية وعربية وعالمية أثرت وجودي بهذه البلاد الرحبة وقد شرفني النادي بشهادة تقدير اعتز بها.
لذا فأنا احمد هذه السانحة التي هيّأت لي فرصة الشكر والعرفان للنادي الأدبي بالرياض والجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون للحفاوة بشخصي وبالفعالية التي نعتبرها حدثاً هاماً ضرورياً في الأسرة وفي السودان وهاهي منذ سنوات تتجاوز تلك الحدود وباستضافتكم لذكرى شاعر سوداني والنظر في شعره إضافة ثمينة عملية في طريق وحدة الثقافة العربية وما أصدق ما قرأته اليوم لكاتب قال: الثقافة تتعمق بالتعدد .واسمحوا لي في هذه اللحظة أن أحيي أولادي يتابعون هذه اللحظة حفاوتكم عبر الفضاء.
تحدثت كثيراً عن محمد عبد الحي الذي تتحدثون عن شعره اليوم، لكنني ترددتُ هذه المرة في الحديث....
فالمستمع هذا المساء فوق انه استثنائي فقد اقتطع من أمسية رمضانية تأتِ مرة واحدة كل عام ليستمع لامرأة من السودان تتحدث عن زوجها وليشارك في إحياء الذكرى بالاستماع لشعره!
ولكن شهادتي أمام الله وأمامكم أن الرجل يستحق منا أن نسمع ما قال! يستحق سعيكم الذي سأحمله قلادة تزين ما مكنني منه محمد عبد الحي هذا المساء ومنذ أن رحل.
لأختصر حديثي وأنا مدرسة وكثيرة الكلام سأقف فقط في ثلاث محطات تهم موضوعكم هذا المساء والذي يمثل جزء من شعره فرضت علينا تسميته واهتمام محمد به، أن نوفيه حقه من البحث والتفسير. وهو مطولته العودة إلى سنار التي سمعناها من الابنة شيراز والتي تحفظ كل أشعار ابيها.
الأولى:
كنتُ في منتصف الستينات في بعثة بجامعة ليدز البريطانية للتدريب لنيل دبلوم اللغة الانجليزية كلغة أجنبية وبحكم أنني كنت سكرتيرة الجمعية السودانية فقد كُلّفت بمقابلة المبعوث محمد عبد الحي الذي سيحضر لدرجة الماجستير بنفس كليتي فذهبت وصديقتي الكندية لمقابلته بمحطة السكة حديد كما نسميها فجاء من لندن فقابلناه وعشيناه ووجدنا له سكن مؤقت ورجعنا لشقتنا وأصدرنا شهادتنا عنه:
كان رجلاً وسيماً شديد الغرور واسع المعارف عربي الملامح وأضافت الكندية:
But he is a gentleman
وبما أنني إقليمية من غرب السودان فقد رأيته مختلفاً عن الشكل السوداني المألوف (وأمامكم نماذج).
خلال ذاك العام علمت انه شاعر وان ليس له دواوين منشورة إلا أن الشارع السوداني صدح بأنشودته وراء جثمان الشهيد القرشي في ثورة اكتوبر 1964م ..عريس المجد؛ وقد عاصر بليدز الشاعر عبد المجيد حاج الأمين رحمه الله فكان معظم من يستمعون لأمسياتنا الشعرية يصفقون لعبد المجيد ولا يعبأون لما يقوله عبد الحي إلا قلة منهم فقط فلم تكن الآذان قد سمعت هذا الصنف من القصائد.
كان يُطلب منه القراءة وبعد إلحاح يقف ليقرأ واحدة من قصائده التي تشبه الهايكو الياباني في قِصرها ودلالاتها الرمزية الغريبة في معظم الأحيان مثل:
الحمامة الخضراء:
وتخرج الحمامة الخضراء
من جسد القتيل
تنوح في حديقة النخيل
أو
الحواس الخمس:
مغسولة كل الحواس فارحلي مع الطيور
يا روحُ حرةً فإن مطر الصباح أيقظ الجذور
بين صخور الزمن المهجور
أو
الشجرة الأخيرة:
تستيقظ كل الدروب
بين الدم والثور
للشجرة المشتعلة
تضيءُ في الفجر مثل النسر
وكان في ذلك الوقت يدور الجدل حول الشعر الحديث والشعر الملتزم بالبنية الشعرية التقليدية وقصيدة النثر وغير ذلك..
عموماً انتهى العام بأن غيّرت رأيي كقارئة للشعر والآداب بأن محمد عبد الحي يتحدث عن أشياء سابقة للعصر الذي نعيشه.
كانت رسالته للماجستير عن شاعر اسكتلندي إدوين موير- فُتحت له أبواب واسعة من خلال أستاذه وكان شاعراً هو الآخر لمقابلة والاضطلاع على الكثير من الشعر الأوروبي المعاصر وقام بعدة ترجمات من الانجليزية والفرنسية التي تعلمها خصيصاً لقراءة الشعر الفرنسي. فقد كان تخصصه الآداب المقارنة. وجُبنا أصقاع اسكتلنده وشمال انجلترا بعد ذلك إلى أن التقى زوجة موير وهي على فراش الموت تقريباً وأظنها رأت فيه البطل الأفريقي الذي رآه قومها فينا فأتحفته بما سماه كنوز من المعارف.
حصل علي درجة الماجستير في الفلسفة بتوصية الترفيع للدكتوراه الا انه آثر الانتقال إلي كلية برايزنوس بأكسفورد وكان قد جاءه القبول قبل إجازة الماجستير وحرر رسالته في كتاب باللغة الانجليزية أسماه:
The Angel and the Girl العذراء والملاك
لم يجد حظه من النشر بعد.
الثانية:
كانت دراسته في أكسفورد والتي جمعت بين الدراسة الأكاديمية والاجتهاد الفكري الثقافي الأدبي و الفني والرياضي .. كان يجتهد باللقاء برموز وشباب كل هذه المجالات ونشط إنتاجه الأدبي فنُشرت له عدة مقالات في دوريات عالمية ولم تكن سنار تشغله في هذه الفترة وكأنها بلغت سن الرُشد لديه فاحتفظ بها في ملفِ قصي. كان أستاذه البروفيسور مصطفى بدوي فارتبط نشاطه بمدرسة الدراسات الشرقية التابعة لسانت انتوني للدراسات العليا بأكسفورد فشارك في كتابة ومراجعة عدد من المعاجم والقواميس وانتهت الدكتوراه بتشخيص حالة ضيق الصمامات وضرورة العملية التي حال دونها إضراب عام في مستشفيات انجلترا فسافر رافضاً الانتظار .
وانتقت جامعة أكسفورد لتُحرر للنشر ونشرتها ايثاكا برس وموضوعها تأثير الأدب الأمريكي والانجليزي على الشعر الرومانسي العربي، نُشرت بالانجليزية وطلب مني محمد ترجمتها ورغم أنني لم أكن قد ضلعت في الترجمة في ذلك الحين أو شغلتني ظروف المرض والعمل والعيال فقمت بالترجمة خلال شهور العدة الأربع وظلت تنتظر من ينقحها وهي الآن تحت يد الدكتور عبد الله علي إبراهيم للتحكيم والنشر إن يسر الله.
أعقب عودته نشاط زائد لأجل الاستقرار وقد أصبحت له أسرة والعمل العام والبلد في حالة حراك وتأسيس قسم الترجمة بجامعة الخرطوم ثم رئاسة قسم اللغة الانجليزية والانتداب لإدارة مصلحة الثقافة والتي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير..
فقد أنجز للثقافة والمثقفين أعمال عديدة بدأت البناء لسياسات ثقافية معافاة لو وجدت من يتفهمها: مثل مراكز ثقافة الطفل وتطوير العمل المسرحي وتفعيل دور التشكيليين في المجتمع ومعهد الموسيقى والمسرح والأكروبات والفرق الشعبية وفتح المراكز الثقافية الإقليمية والملحق الثقافي للصحافة الذي ابرز الوجه الأدبي بشعره ونثره ونقده وبدء تقليد المهرجان الثقافي والذي دعي له رموز لامعة للآداب والفنون كان من ضمنها الوفد السعودي وأذكر أن جاءت ضمنه الدكتورة فاطمة عميدة كلية البنات بجامعة الملك سعود.
وتخلل كل هذا حرباً ضدية شرسة تستنكر تعامله مع السلطة العسكرية أو هذا أو الآخر من الأحزاب السياسية.
وبالفعل كانت فلسفة محمد أن تستخدم الوسائل المتيسرة المشروعة والمتاحة لتحقيق الأهداف الكبيرة لبناء الأمة ثقافياً وأن الطاقة الكبرى الكامنة التي يجب استغلالها لإحياء الثقافة السودانية هي التعدد والتباين العرقي بلا خدش لأصالته ولا إهانة أو مسخ لجذوره فهو الدانة التي تحتوي تفاصيلها على هوية أهل هذا البلد وإغفالها يؤدي إلى شتات لا مفر منه.
ومن منظوره أن صهر أو ربما مزج أصح هنا، هذه الثقافات المتعددة في سنارِ واحد يُثبت وحدة التراب الذي نمت فوقه هذه النخلات المتحدة الجذور والسوق المتعددة الفروع والتي يشير إليها قوله:
عربيٌ أنت؟......لا- - من بلاد الزنج؟......لا- - أنا منكم تائه جاء يغني بلسان ويصلي بلسان.
الثالثة:
سمعتُ في التعليق على شعر محمد عبد الحي انه كان متأثراً بالثقافة الغربية.
نحن في بلاد ما أُطلق عليه العالم الثالث رغم أولويته في ما يهمنا، نصنف التحضُر والتأخر حسب الملبس والمأكل و المشرب والمظهر وكان محمد يهتم كثيراً بمأكله وملبسه فأجرى عليه المجتمع ذات المقياس الذي استخدمناه أنا وزميلتي الكندية. خاصة وان إجادته للانجليزية لغة وآداباً عميقة الظلال وقد عزى البعض ذلك لطول إقامته هناك إلا أن هذا غير صحيح فهو ذات الشخص الذي التقيته في الستينات وفارقته في الثمانينات. وقد أثرت في نمط حياته وشعره وسلوكه أشياء أخرى ربما يتحدث عنها احد الأخوة هذا المساء .
هو الشيخ المتبحر في فتوحات محي الدين بن عربي والطبقات وما شابه الفصيح اللسان الدارس بعمق فقه اللغة والذي لا يقبل الخطأ اللغوي من طفل وكأنما أراد الله أن يمتحن هذه القدرات إذ فُلج محمد في عام 1980م وفقد النطق تماماً والحركة في الجانب الأيمن إلا انه بإصرار أسطوري استعاد من القدرات ما مكنه من الحياة الطبيعية رغم رأي الطب في الإصابة؛ ظل يكتب باليد اليسرى والتي كان قد روضها للكتابة قبل المرض ساخراً بنفسه إذا أصابه مكروه .
واستطاع أن يقدم ورقة وهو بعد في فترة النقاهة بأكسفورد عن الشاعر شيللي والعرب لمعهد الدراسات الشرقية كُنت اقرأ عنه ويحاول الشرح والإجابة على الأسئلة مستعيناً بالإشارات وقد كان جهداً خارقاً يستحق التصفيق الداوي والتهاني التي أعقبته.
ومن الأصدقاء المقربين في ذلك الحين والذي قد يكون حاضراً تلك الندوة الأخ الدكتور علي جاد والذي لن أنسى فضله إذ جاء خصيصاً من الرياض لعيادة محمد بعد العملية بلندن فليت تحياتي تصله وأسرته هذا المساء.
كان محمد في تلك الفترة يرى منامات كثيرة منها انه رأى البوصيري على حماره وقال له شيئاً ما وكان قد فرغ من قصيدته التي أسماها معلقة الإشارات: قصيدة نبوية في مقام الشعر والتاريخ وفيها الرد على من ظنوا أنهم رأوا في شعره نكهة شعراء الانجليز وقد جاءت الإشارات وفقاً لترتيب الأنبياء :
إشارة آدمية: بالأسماء ،نستدعي العالم من فوضاه؛ البحر. الصحراء. الحجر. الريح. الماء. الشجر. النار. الأنثى والظلمة والأضواء.
وإشارة نوحية؛ وإشارة إبراهيمية؛ وإشارة موسوية؛ وإشارة عيسوية؛ وإشارة محمدية:
فاجأتنا الحديقة انعقدت ورداً وناراً في قلبها الأضواء..والخيول النورية البيضاء..والطواويس نشّرت في بلاد الصحو ريشاً مُنسّجاً.. كل شئ في غصون الحقيقة..آس نارِ وموجةٌ في بحارِ عميقة
وكان مسكوناً بالهوية والشأن السوداني كثير التنقيب عن كل ما كُتب فيه وقد جمع عددا من المخطوطات نعكف الآن على ترتيبها ووضعها تحت يد من يفقه أمرها.
عاد هاجس سنار ينام به ويصحو ولولا قصر نظري في أمور الشعر وتحليله لجزمت انه نثر ما قاله في سنار في كل قصائده الأخرى فقد كان يعتبرها الرسالة التي يود توصيلها وقد اكتملت. فرفض المجموعات الباكرة من شعره وقال انه أحرقها إلا أن بعض أصدقائه مازالوا يتحفوننا بشذرات منها آخرها طرحها اليوم الدكتور عبد الرحمن الخانجي والذي كان على صلة وثيقة بمحمد. وقد تستطيع الابنة شيراز قراءتها إذا سمح الوقت رغم أنها لم تُوثق بعد.
ومن حرصه على سنار تركها وديعة لدى دار الوثائق السودانية وأوصى بفتحها بعد عشر سنوات من وفاته. وفعلاً ذهبت وابني وضاح لفتحها وأنا أمني النفس بثروة تعينني على تربية العيال فإذا بها تخصكم فقد كانت خمس مسودات لسنار تقاربت في لغتها ومحتواها واختلفت في نظمها ومازالت الوديعة طرف دار الوثائق وهي متاحة للبحث.
في عام 1987 وهو يزورني في مدينة مانشستر حيث ابتعثت لإكمال الماجستير فقد ذات أمسية الحركة تماماً ثم استعاد النصف الأعلى. وكما كان يقول ضاحكاً كعادته :خرجت من السودان على اثنين وعُدت على أربع.
وعلى تلك الأربع باشر حياته العادية بجامعة الخرطوم إلى أن فارقنا ذات أربعاء.
فانطفأ النور الذي لدربنا أضاء.
رحم الله عبده محمد عبد الحي ابن الحاجة عزيزة
والحمد لله رب العالمين.
انتهى نص الدكتورة عائشة موسى
*
تعليق عبد الله الشقليني:
لمنْ بُردة النبي .. يا تُرى ؟
تلك البُردة قد فضّ غلافها سيدنا في الأعالي ،
وفي الهمهمة الصادرة من أزيز النفوس حين تتلاقى ،
هذه أمسية ، لحَضرة نيرة ، للأرواح المؤتلفة أن تلتقي بعضها ،
على نار الحفاوة بعندليب الشِعر العربي " الدكتور محمد عبد الحي " ، بغنائيته بنظم جديد وأبجدية جديدة للطرب .
هذا يوم للوفاء للكلمة التي هي أمضى من النصال ، وأورق من شجر الربيع ،
انزاحت البسمة عن غيمة الرحيل ، ولبس الحُزن ثياب الفرح ، فعادت عذوبة الشاعر وقد مدّ ذراعيه إلينا ، ووشوشت الريح بلغة أبلغُ من الهمس ،
واخضرّت الأمسية بذاكرة تترنح في التفاف الدَرويش في لولبية عُرس الطرب .
هذا يوم ننحني فيه ، ونمسحُ جبين التاريخ أن مهدَ لهذا الجمع أن يلتقي، ونحن قد غيبتنا المهالك .
هذا الضوء الخافت من خلف نواح الفراق يمدُ أذرع الخير الشعري وهو يلثُم ذكرى نبيل الشِعر العربي الوثيق الصلة بتاريخ أمته " عبد الحي "
الشكر للجميع ، ومحمد عبد الجليل ، ونخُص الفاضلة بهية القِوام :
الدكتورة " عائشة موسى "
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(32)
موجز رأينا حول قصة (جسمان كونيان فوق سماء بندر)
هذا النص ، مغلف الرؤى ، عميق الدلالة كما تمّ بشأن الأغلبية في حقل " البصل " ، يكشف أن الدكتور بشرى لما يزل له نضار الفكرة الجامحة التي تميز نصوصه في القص . وأنه قد ابتنى حياة أخرى ، وأشاد حوائط الخرسانة المدججة بالسلاح ، ليعزل نفسه من المحيط التقليدي ، فتلك رمية المنافي تكتشفها حين تكون هناك ، وقد اغتالت من قبل أصدقاءً لنا أضحوا تكفيريين آخر أمرهم ، بينما بقى الدكتور يرسل إشعاعه القوي في أدب القص ، ودنياواته مفتوحة إلى الأفق البعيد ، وتعلو السماوات فوق مكانة شياطين الأساطير التي تسترق السمع لحديث بين الكائنات السماوية وبين الإله .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: نعم إنني لم اصرح ، لأني لم أرتقِ منصة المشاعر الخاصة ، ولم تعتريني رجفة المحبين ولا اهتزاز شجرة النفس طرباً من رياح
المحبة الجارفة وزلزالها النبيل . كانت الآنسة التي تتحدث أنت عنها رفيقة درب وأختاً كريمة النفس . فإنني لم أعبث بمشاعر أنثى
لغرضٍ أو بدونه . إنني افاخر بأن لها روح طيبة وخزانة ثقافية . كما أن لها خط عربي جريء وكذلك حياتها . مشاعرها تنطق من عينيها .
أما قلبها و لسانها فهما صديقان لا يخفيان إلا كنوز لأنثى المثقفة حين تفتح دنياها الجميلة . |
الاستاذ الشقليني وزوار خيط : الدكتور بشرى الفاضل صاحب الخطو الواسع في دنياالابداع .. الحالمين بوطن (سعيد) تخلقه الارادة
الفعالة والأدب السديد، العيد مبارك عليكم، ربنا يحقق الأماني كلها ويهبكم العافية لتكتبوا وتبدعوا حتى يأذن الله في أمر الوطن
وتعودوا (عودة المطور للطين وتصدق الأشواق) رحم الله محمد الحسن سالم حميد فقد رحل وقد أكمل الاستعداد لشوط إبداعي جديد بحثا
عن الوطن (الحِن مو الطارد) ولكن ما قدر الله كان وما شاء فعل.
حميد هو أول من نبهني بشكل مباشر لقراءة بشرى الفاضل عندما التقينا في جده في تسعينات القرن الماضي .. وكان مما قال لي:
لو قاعد في جده لحدي يوم الجمعة أمش أحضر جلسة صالون بشرى الفاضل .. وغادرت إلى الرياض في يوم الجمعة دون أن أتشرف بحضور
جلسة الصالون.
في الفعاليات الثقافية في الرياض منذ (شرفات الثقافية) ثم (الجمعية السودانية للثقافة) ظل بشرى حاضرا دائماً يُلاذ به في المهام
التي تتطلب الحفر العميق، وظل يتكبد مشاق السفر بين جده والرياض وبالعكس كحال المراهنين على أن للكلمة كلمة فاصلة لاستعادة
الوجدان والوطن.
كان لي شرف حضور جائرة الطيب صالح بالخرطوم العام الماضي وشهدت الحضور والمشاركة المبدعة لبشرى الفاضل في تلك الفعالية
وانتزاعه للتصفيق الداوي مرات عديدة وهو يتحدث عن الطفابيع بشكل مدهش في قعر دارهم وكنت أقول في نفسي مش حرام زي بشرى يكون
شغال في جده والناس هنا متعطشين كده لمساهمة الكلمة المبدعة وجها لوجه .. وسمعت من أحد الحضور قال: دي جائزة الطيب صالح
والله مهرجان للمعارضة .. كنت قد افتتحت خيطا هنا لأكتب عن تلك الفعاليات ومساهمة بشرى فيها والتي أعتبر أن الاستماع إليها
هو الرد العملي على الزملاء الذين أطلقوا الأحكام القاسية في حق من تشهد تفاصيل تجربته عن إنحياز لا يقبل التأويل لصف استقامة
الوطن على جادة الصاح، تمت أرشفة ذلك الخيط ولم أواصله بسبب آفة الجبهات الكثيرة والوقت قصير .. فشكرا للشقليني الذي بادر
بهذا الخيط الوثاب .. وكل عام وأنتم تبدعون .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: العام 1975
الوقت قبل الغروب
استلقينا على النجيل . طهرانا إلى الأرض ونحن نستقبل السماء . رطوبة تتخلل الجفاف ، وفرِح الطقس وتلطف . نسمة مسّت برحمتها علينا . استرخينا . الوقت أقرب للغروب . أمامنا يثب جباراً مبنى مكتبة جامعة الخرطوم الرئيسة ، فهي اول ما بدأت به غردون التذكارية أول القرن الماضي . زخارف مأخوذة مما تبقى من العهد الفكتوري . |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور بشرى الفاضل ( صاحب الخطو الواسع في دنيا الإبداع ) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: مرّ عامان ولم تزل الحيرة مستبدة بسكان بندر وما جاورها والسياح والعلماء والصحفيون.اغتنى سكان بندر بالظاهرة فتركوا الحرث والتجارة
وتخلوا للدولة المركزية عن عائدات البترول .وفي مطلع العام الثاني زاد عدد السياح بصورة مذهلة حتى أن الدولة نفسها أصبحت تفكر في التخلي عن
التصنيع والتصدير كي تصبح تلك مهمة الأجيال المقبلة إذ ربما تختفي هذه النعمة السماوية التي توشك أن تبطل سعي الناس للعمل من أجل الكسب في
هذه البقعة من العالم، فيما عدا الجباية الجديدة ، جباية السياحة التي لا يتضرر منها مواطنو البلد المحظوظ الذي فيه مدينة كمدينة (بندر) التي
هي محظوظة أيضاً إلى حد التخمة. أصبحت المنطقة حول بندر هي شيمة الجذب السياحي الأول في المعمورة.نبهاء السياحة قاموا بتغيير أسم مدينة بندر
ليصبح (وندر) كي يسهل نطقه وفهم معناه لقطاعات وساعة من دول العالم.
الرأي الأخير استقر على إنهما كائنان مجهولان مصمتان لا يتبادلان العناصر مع طبيعتنا جاءا من حضارة غريبة من كوكب ناءٍ وربما يقومان حالياً بدراسة
الأرض وربما تمتد مثل هذه الدراسة لقرن أو قرنين.هكذا وجد العلماء أخيراً مخرجاً لحيرتهم. لكن قراء هذه الحذلقة لن يستكينوا إلى رأي العلماء. |
| |
|
|
|
|
|
|
|
عبدالله الشقليني
الرفاعي عبدالعاطي حجر
إبراهيم عبد الحليم
ibrahim fadlalla
Sinnary
mohmmed said ahmed
Mohamed Abdelgaleel
احمد الامين احمد
سلمى الشيخ سلامة
munswor almophtah
Elbagir Osman
حيدر حسن ميرغني
النذير حجازي
هشام هباني
فضيلي جماع
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست