|
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار (Re: Murtada Gafar)
|
(1)
يقول أبو العلاء المعري: إذا تفكرت فكراً لا يماذجه فساد عقلٍ صحيح، هان ما صَعُبَا
ويقول محمود درويش في قصيدته إلى سميح القاسم والمعنونة "أسميك نرجسة حول قلبي"، يقول:
"إذا غفر الله للشهداء وعادوا إلى الأهل من جنة الكلمات البعيدة فهل تغفر الأم لي رحيلي إلى إمرأة ثانية؟ ================================ تداعيات الأزمة الأخيرة بين طرفي إتفاق نيفاشا وسط النخب الشمالية
تأسيس
1. نيفاشا هزيمة المشروع العربسلامي الساحقة والنهائية
أشد ما أخشاه أن يكون المنتقدون-شماليون كانوا أم جنوبيين- لإتفاقية السلام الشاملة الـCPA والموقعة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الوطني في التاسع من يناير 2005 في العاصمة الكينية نيروبي، أن يكونوا منطلقين في إنتقاد ومعارضة هذه الإتفاقية-وبصورة لا واعية- من وضعهم للجنوبيين في خانة الدونية التي لطالما وضعوهم فيها، وهم بذلك يستكثرون عليهم مكاسب الإتفاقية الواضحة. ولعلني أكون أكثر جرأة في القول بأن الشعور بخيبة الأمل التي تشعر بها الأحزاب الشمالية كلها إزاء إتفاقية السلام الشاملة، هي نفسها، أي خيبة الأمل هذه، شاملة، فهي لم تستثنِِ يساراً ولا يميناً، لا قوىً طائفية ولا قوىً غير تقليدية، فهي شاملة تساوى فيها المؤتمر الوطني ومعارضوه، ولعل مردَّ ذلك هو سبب بسيط وهو أن الإتفاقية ببروتوكلاتها الستة مثلت هزيمة ساحقة للشمروع العربسلامي الإستعلائي الممتد طوال السنوات التي خلت من تأريخ شعبنا، هذا المشروع الذي كانت القوى السياسية الشمالية يسارها ويمينها تسهر على حمايته خلال تلك السنين التي خلت، لذا ليست خيبة الأمل هذه بمستغربة.
إستياء المؤتمر الوطني من هذه الإتفاقية ترجمه بوضعه العراقيل أمامها فهو كان مجبراً عليها وإستغرق توقيعه عليها سنتان ونيف. أحزاب المعارضة الشمالية عبرت عن خيبة أملها من هذا الإتفاق من خلال مواقفها الإنتهازية منه والتي تراوحت بين الإستفادة من فسحة الحريات التي أتيحت لها بفضله، وعدم تفويتها أية فرصة للهجوم على الإتفاقية بدعوى ثنائيتها. أين هذه الثنائية؟ وهذه الأحزاب التي تلوك هذه العبارة المضللة مشاركة في البرلمان ومجلس الوزراء الذي واظب وزراؤها على حضور إجتماعاته حتى بعد أن علقت الحركة الشعبية مشاركتها فيه؟!!. وحتى حزبي الأمة والمؤتمر الشعبي مارسا ذات الإنتهازية فهما يعارضان الإتفاقية علناً ولم يرتضيا المشاركة في مؤسساتها لكنهما في الوقت ذاته يناقشان قوانين الأحزاب والإنتخابات والتي تقدمت بهما مفوضية المراجعة الدستورية وليدة هذة الإتفاقية، بل وعينهما على الإنتخابات القادمة والتي لولا هذه الإتفاقية لما كان لها أن تتم.
2. التعامل مع الحركة الشعبية بفقه رمتني بدائها وانسلّت:
إن فشلت الوحدة في أن تكون جاذبة وإن أصبح الإنفصال مصيراً لهذا الحراك السياسي الذي فرضته نيفاشا فهو فشل النخبة السياسية الشمالية جمعاء يساراً ويميناً طائفية وغير تقليدية. فمواقف الحركة الشعبية الوحدوية لا تغفلها عين سوى "عين السُخط" عن جهل وعمد، بل وعمىً عقائدي فرضته أيديولجيا الإستعلاء، التي حركت ولا تزال المشروع العربسلامي، تجاه الأقليات المهمشة في الجنوب وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ودارفور والشرق وغيرها. فهذه العين الساخطة لا ترى في الحركة الشعبية سوى حركة إنفصالية، وإن لم تكن حركة إنفصالية فهي خاضعة بالضرورة لإمرة التيار الإنفصالي بداخلها (ناس باقان وياسر عرمان عيال قرنق على حد تعبير الإنفصالي القذر الطيب مصطفى، الطيب مصطفى ترى ماذا فعلت به النخبة الشمالية يسارها ويمينها؟). فالنخبة السياسية الشمالية لا تستنكف دعاوى الإنفصال إن صرح بها أحدهم مثل الطيب مصطفى وخصص لها منبراً وصحيفة تروج لها، لكنها ما تفتأ تلصقها تهمة بكل حر يسعى لخلخة بنيان السودان القديم الذي ما إعتادت نخبته الشمالية على أرض غيره لتقف عليها. وهنا سؤال بسيط يمكن أن يمتحن صحة هذه الشكوك: لو كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان إنفصالية هل إحتاجت لكل هذه السنين حتى تصل إلى فصل الجنوب؟ ولو كانت كذلك هل إحتاجت لكل هذه الجهود التي بُذِلَتْ من أجل الوصول إلى نيفاشا؟
يقول الدكتور منصور خالد في كتابه النخبة السودانية وإدمان الفشل الجزء الثاني -ولكم أنا معجب بهذا العنوان الذي إختاره د. منصور لكتابه- يقول في الصفحة رقم 36 في الفقرة الأولى: "ومنذ يومها الأول أعلنت الحركة بأنها ترفض النظر لقضية الجنوب كنزاع بين الشمال والجنوب لأن هذه النظرة قد قادت إلى إستقطاب اكتوى السودان بناره وأضفى ظلالاً عرقية ودينية ضاعت معها معالم الظلم الإجتماعي الذي هو أس المشكلة. وفي سبيل هذين الهدفين اراقت الحركة دماء بعض أبناء الجنوب قبل أن تلتحم في صراع دامي مع الجيش". ولعله يشير هنا إلى الإنفصاليين الجنوبيين الذي قاتلتهم الحركة عند تأسيسها لإن د. جون ورفاقه أرادوا لها أن تكون حركة وحدوية تسعى لبناء السودان الجديد المحرر ليس من أحد لكن من "شنو" كما درج في العبارة الشهيرة. ويردف الدكتور منصور خالد، مؤكداً ذات المعنى، لكن هذه المرة في كتابه "السودان: أهوال الحرب وطموحات السلام.. قصة بلدين" طبعة دار تراث بلندن في الصفحة 15، يقول: "ألغى قرنق من عقله صورة الآخر عنه، والتي كاد الآخر أن يقنع كل جنوبي بها. لم يرَ في نفسه إلا سودانياً ذا حقوقٍ أصيلة في بلاده، لا يحدد دوره ومكانه في الوطن الذي قيض له أن يكون جزءاً منه إلا فكره وإسهامه في الشأن العام وقدراته على العطاء لا منبته الجغرافي ولا دينه. هذه الفكرة الملهمة كانت هي الدافع الأساس لاقترابنا من قرنق ومن الحركة"، إنتهى.
هذا الموقف وللحقيقة هو ذات القول الذي أكد عليه الدكتور الواثق كمير في كتابه "د. جون قرنق ورؤيته للسودان الجديد خطب ومقالات". وللحقيقة لقد أعرتُ الكتاب لأحد الأصدقاء وإن كان حاضراً لأوردنا مقالات وخطب د. جون التي تؤكد على ذات المضامين. خطاب الحركة الشعبية بعد نيفاشا ظل هو هو وحدوياً وبرز ذلك في أكثر من مناسبة. ولعل تصريحات القائد باقان أموم في أكثر من حين والتي قال فيها "السودان هو الآن أقرب إلى الحرب منه إلى السلام وهو أقرب إلى الإنفصال منه إلى الوحدة"، لا تعكس سوى يأسه من النخب الشمالية-يسارً ويميناً- التي تفضل الإنقسام على وحدة هُزِمَ فيها مشروعها الإستعلائي. لذا فإن النخبة الشمالية المهيمنة على مقاليد الحكم في السودان منذ إستقلاله تتحمل وحدها ودون سواها مصير البلاد وحدةً أو إنفصالاً. وهنا يمكن أن نطرح سؤالاً: ما الذي فعلته النخب الشمالية من أجل أن يظل السودان موحداً منذ العام 1953 إلى اليوم؟ وقبل أن تصبح الحركة الشعبية مسئولة عن فصله منذ 1983 وحتى اللحظة؟
مرتضى جعفر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Murtada Gafar | 11-08-07, 05:02 PM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Murtada Gafar | 11-08-07, 05:06 PM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Murtada Gafar | 11-08-07, 05:08 PM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Abdelfatah Saeed Arman | 11-08-07, 08:49 PM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Murtada Gafar | 11-09-07, 09:12 AM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | أحمد عثمان عمر | 11-08-07, 10:49 PM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Murtada Gafar | 11-09-07, 02:14 PM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | حامد بدوي بشير | 11-09-07, 03:46 PM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Murtada Gafar | 11-09-07, 07:28 PM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | حامد بدوي بشير | 11-10-07, 01:25 PM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Murtada Gafar | 11-12-07, 09:58 AM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Ameer Farouq | 11-12-07, 09:30 PM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Murtada Gafar | 11-13-07, 10:16 AM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Ameer Farouq | 11-13-07, 10:34 PM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | أحمد عثمان عمر | 11-14-07, 07:36 AM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Murtada Gafar | 11-15-07, 06:54 AM |
البشير يتهم اسرائيل بالسعى للنيل من ثوابت الدين!! | jini | 11-15-07, 07:23 AM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Ameer Farouq | 11-15-07, 07:23 PM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Murtada Gafar | 11-17-07, 07:00 AM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | أحمد عثمان عمر | 11-17-07, 09:13 AM |
Re: رداً على صديقي د. أحمد عثمان عمر...نيفاشا زلزال أصاب النخبة الشمالية بالدوار | Murtada Gafar | 11-19-07, 07:12 AM |
|
|
|