|
Re: شهادات عن المغفور له بإذن الله الأستاذ حسن ساتي ..... (Re: Dr Salah Al Bander)
|
حسن ساتي .... سيناريو الحضور و الغياب رشيد خالد إدريس موسي
يبدو أني إرتبطت وجدانياَ بالمرحوم حسن ساتي من ناحيتين, فما أن أقرأ إسم حسن ساتي علي ظهر صحيفة إلا و تذكرت جدي لأمي ( ساتي محمد) عليهم جميعاَ رحمة الله و رضوانه. لا معرفة شخصية لي بالمرحوم حسن ساتي و لا تربطني به علاقة أسرية, و إن كان ينتمي مثلي إلي منطقة ريفي الدبة في الولاية الشمالية , و بلدته تحديداَ هي (قنتي) التي تقع جنوب الدبة. الأمر الثاني الذي جعلني إرتبط بحسن ساتي , و ربما شاركني آخرين في هذا الشعور, هو الكتابات و التحليلات المتميزة في الصحف , و خاصة صحيفة الشرق الأوسط حيث كان يكتب تحليلات مفيدة و متميزة, و حضوره في القنوات الفضائية . و لا شك أن تلك الكتابات و التحليلات المتميزة و حضوره في القنوات الفضائية كوجه سوداني مشرق يمثل جمهور السودانيين جعلتهم يتأثرون لموته فليرحمه الله. لمع نجم حسن ساتي في أواخر السبعينات الماضية, أيام النظام المايوي ووقتها كان يعمل رئيساَ لتحرير صحيفة الأيام القراء, و في تلك الفترة إرتفع معدل توزيعها , هذا إضافة إلي البرنامج الشهير الذي كان يقدمه في تيلفزيون السودان بإسم (الكرسي الساخن) و كان برنامجاَ ناجحاَ, و كان بحق كرسياَ ساخناَ ألهب ظهر كثير من الذين جلسوا فيه . ما أحوجنا إلي مثل هذا الكرسي الساخن لينتبه الغافلون و يصحون من سباتهم. كان حسن ساتي متميزاَ منذ أيام دراسته الثانوية في مدرسة مروي الثانوية في النصف الثاني من الستينات الماضية. تحدث عنه ذات مرة أستاذه عبدالله عاصي القد بشير, أستاذ اللغة العربية في مدرسة مروي الثانوية في تلك الفترة و أفاد أنه تنبأ لهذا الطالب بمستقبل واعد , و قد صدقت نبوءته بعد حين. و يبدو أن هذا الرجل يتمتع بفراسة, إذ انه سبق أن درس المرحوم الفريق الزبير محمد صالح في مدرسة القولد الوسطي في الخمسينات الماضية , و توسم في هذا التلميذ خيراَ كثيراَ و مستقبلاَ واعداَ, و فعلاَ صار لهذا التلميذ شأن بعد حين. يقودنا هذا الحديث إلي ضرورة تبني ذوي المواهب منذ وقت مبكر و العناية بهم حتي يعطوا لبلادهم حين نضجهم, و هذا ما تفعله الأمم الراقية. تمتع حسن ساتي كصحفي بالقدرة علي الكتابة و القدرة علي التحليل و القدرة علي الحديث. هذه هي المواهب التي ينبغي أن تتوفر في الصحفي الناجح. يتمتع الأستاذ/ محمد حسنين هيكل بهذه القدرات, و هو رجل رغم محدودية تعليمه إلا أن إجتهد و ثابر حتي أصبح من ذوي الثقافة العالية و الرفيعة, و تربع علي عرش الصحافة العربية, بل أصبح يمثل مدرسة صحفية قائمة بذاتها. إن سيناريو الحضور و الغياب يتكرر كل يوم و كل حين, فيجلب الحضور فرحاَ و ينتج عن الغياب حزناَ. و هكذا الحياة, و تبقي سيرة الانسان حية و عطرة بقدر عطائه الذي قدمه لبلده و للانسانية.
|
|
|
|
|
|