بالدموع والأحزان نبكي إنقسام السودان

Quote: الأخ العزيز بحيراوي سلامات قبل سنوات ذهبت إلى المدينة المنورة وفي المسجد النبوي شاهدت شخص يحمل الملامح السودانية الجنوبية وهو يهرول نحوي ويعانقني بكل حميمة وحب وقال لي أنا محمد دينق زميلك في خورطقت ، لم يعطيني الفرصة لكي أتفرس في وجهة كثيرا لأنه كان قد أطال اللحية ، عانقته بحبي له وعشقي لجنوب السودان وهيامي بمدرسة خورطقت الثانوية ،حيث افترقنا منذ المدرسة الثانوية ولم نلتقي إلى ذلك الحين ، طافت بذاكرتي الكثير من الأحداث والطرائف التي حدثت لنا ، وكان من عادة العزيز دينق انه لا يشرب الماء إلا جالسا ، واذكر انه في الفسحة الصغيرة بين الحصة الخامسة والسادسة وفي حر الصيف كان الطلاب يهرولون لشرب الماء في مزيرة المدرسة وكانت الأكواب قليلة وزمن الفسحة قصيرا وكان الطلاب يتضايقون من الأخ محمد دينق لأنه يأخذ الكوب بعيدا ويجلس على الأرض ثم يشرب الماء حيث يقول إن ذلك من السنة ، كان رجلا رائعا ومهذبا حمل في شخصه كل ثقافات السودان المختلفة ، امثل محمد دينق تسحب منه الجنسية السودانية ويقال انه لا ينتمي إلينا . ولا أنسى الأخ نيكولا وكان أيضا من دفعتي وكنت رئيسا لجمعية العلوم بالمدرسة وكنا نصدر جريدة حائطية أسميناها المجهر ، كانت من أجمل الجرائد في الشكل والمحتوى ، حيث تكفل الأخ نيكولا وكان رساما ماهرا وفنانا مبدعا بتزين هذه الجريدة بالرسومات الرائعة والجميلة ، والتحق الأخ نيكولا بكية الفنون الجميلة ، ولقد التقيته في منتصف التسعينات في شارع القصر وكان لقاءا رائعا ومؤثرا . واذكر الأخ جوزيف وكان معي في داخلية دوليب وكان لاعب سلة ماهر ، حيث كنت ضمن فريق كرة السلة بداخلية دوليب وكان معنا الزميل والصديق سيف الدين نصر ، علمني الكثير في فنون كرة السلة . هنالك العديد من الشخصيات الجنوبية التي ارتبطنا بها من الصغر وما زلنا نحبهم ونحترمهم ونقدرهم ولم نشعر يوما بفارق ديني أو عرقي يفصل بيننا بل كان الشعوربالانتماء يجمع بيننا سعيد جدا بك عزيز البحيراوي ولقد هيجت بعض الشجون بمداخلتك الرائعة مودتي