الحزن فى الاغنية السودانية -الجزء الاول - الدموع التى تبلل اغانى الحقيبة وتطفئ نار العشاق

Quote: (... وقد واجهت أحداثا هامة في مجال الشعر والاغانى فانا عند وصولي إلى العاصمة استأجرت غرفة في منزل كان مشيدا في نفس الموقع الذي تحتله حاليا عمارة المرحوم عبده دياب وكنت اشعر بالوحشة لنزوح اشقائى إلى مصر فكنت استعين على هذه الوحشة بقضاء معظم أوقات فراغي في مكتبة النهضة ...وهى مكتبة ومعها مطبعة تملكها أسرة ابوالريش وكان مكانها في مواجهة المسجد الكبير وهو موقع لا يبعد عن غرفتي إلا بضع خطوات وكنت أجد لذة كبرى في تصفح كتب المكتبة كما كانت تسرني مسامرة أبناء أبى الريش الذين توطدت الصداقة بيني وبينهم فكنا نتحدث عن الكتب والأدب والنشر والطباعة .. فطرقنا مرة موضوع الشعر في السودان وما طبع منه وشعر الاغانى والمطربين وكان من الطبيعي أن نذكر في حديثنا كتاب ( الأستاذ ) وهو كتاب لمجموعة كبيرة من الاغانى السودانية جمعه الأستاذ الكبير إبراهيم العبادى ....وتشعب الحديث بيننا عن قلة الكتب التي تنشر الاغانى حتى قال السيد مزمل " لقد فكرنا كثيرا في نشر كتاب مماثل يشمل جميع الاغانى التي ظهرت بعد طبع (أستاذ الاغانى ) وكن واجهتنا مشكلة مقابلة كل شاعر على حدة واستئذانه في نشر شعره ..كما إننا نتهيب الإقدام على هذا الأمر لصعوبة كتابة الشعر باللغة الدارجة .. فكتابة الاغانى فن لابد أن يشرف عليه شاعر غنائي .. وكان مدثر أكثر صراحة فواجهني بوضوح قائلا " بصراحة نحن فكرنا أن نكلفك بهذه المهمة ..فأنت بوصفك من شعراء الاغانى سيسهل عليك الاتصال بهم للحصول على أشعارهم واهم من ذلك مراجعة البروفات فلماذا لا تعيننا بالإشراف على العملية كلها فتؤدى بها لنا خدمة جليلة ...وبالتالي تشبع رغبتك في هذا الجو الذي تعشقه