بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 05:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة علاء الدين يوسف علي محمد(علاء الدين يوسف علي محمد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-21-2004, 09:58 AM

علاء الدين يوسف علي محمد
<aعلاء الدين يوسف علي محمد
تاريخ التسجيل: 06-28-2007
مجموع المشاركات: 19580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد" (Re: علاء الدين يوسف علي محمد)

    في العام 1993م كنت على وشك الجلوس لامتحان الشهادة السودانية من مدرسة الخرطوم القديمة ، و في خريف ذات العام و في "عصراوية سودانية" بعد الغداء و بعد ما شربنا شاي العصر في جلسته المعهودة حيث نلتف جميعنا حول ربان السفينة حضرة الصول "والدي العزيز أطال الله في عمره" و بينما نحن جلوس نتسامر و نتضاحك دونما همٍ لحالة اقتصادية نحن ممن طحنوا تحت عجلاتها و ترتفع أصواتنا مقهقهين كأنما نملك الدنيا و ما فيها "عشان كدة ما جانا سكري و لا ضغط" و نحن في عز البؤس و الحاجة كغيرنا من سكان الخارطة المليونية.
    و بينما نحن في جلستنا هذه إذا بالباب يفح علينا فجاءه و تدلف إلي الداخل "أميرة" بت الجيران المحسية و كعادة جيراننا و كل السودانيين بدأت في الحديث بصوتها العالي قبل أن تصبح كلتا قدماها داخل الدار و هي تقول "يا ولد يا علا وين قوم تعال مارق سريع " و حينما وجدتني في جلسة الشاي الأسرية اتجهت مباشرة صوب سيرمس الشاي و صبت لنفسها "كباية" و جلست و اندمجت مع الجميع فيما يدور من أحاديث لا علاقة لها بسياسة أو تمرد أو حاكم أو معارض و طلبت مني بعد أن فرغنا من شرب الشاي أن أذهب معها لمنزلهم و أنزل لها بعض الأشياء "أثاث قديم" من فوق الزنكي "سطح الأوضة" عشان المطر ما يبوظة ، و بالفعل ذهبت معها و أنا أرتدي تريننق قطني ترهل و تمتمط من جنباته فبدوت فيه كبندق بطل ميكي ماوس و دلفنا إلي منزلهم الذي يفصلنا عنه منزل "أحمد الشايقي" و هوبا صعدت إلي الحائط المبتل الذي يفصل بينهم و بين ناس عم التوم و وجدت "حجة سميرة" مرت عم التوم تحتي مباشرة بطشت العدة تغسل في عدة الغداء و بعد السلام و كيف الحال و ناس بيتكم و أمك كيف و إنشاء الله إنتو كويسين عملت ياااع زي طرزان مديت يدي لأتشعبط فوق الزنكي و ........ لم أتبين ما حدث بعدها فقط وجدت نفسي مستلقياً علي نقالة في حوادث مستشفي الخرطوم و حولي حلتنا كلها من الصغير للكبير و حاسي إنو خشمي خش فيهو كومر تراب و جسمي وقع فيهو جبل البركل و بدأت أفيق على بعض العبارات "كر يا يابا إنشاء تقوم بالسلامة لي أمك دي" و العديد من عبارات توحي بوقوف الناس مع حالتي البائسة و اكتشفت أن شفتي السفلى قد ثقبت من برة و جوة و النابان من أسناني "إنترمو" ما إتقلعوا يعني ترمات بس الحمد لله و أن يدي أثناء رحلة هبوطي من الزنكي إلي داخل طشت حاجة سميرة قد إنسلخ عنها اللحم و بان العظم و رأسي إرتطم بالحائط و أنا في إحتكاك معه أثناء الهبوط الغير إضطراري بل كان إجبارياً لحكمة يعلمها الله و قالوا أنني حينما وضعت يداي في الطوب الفاصل ما بين أوضة ديل و ديلك في شكل ركيزة في المنتصف الطوبة العلوية كانت مبلولة و جات مدردقة في الهوا و دقت في أسناني و إنو أنا جيت طاير و حاكي في الحيطة و توووووووش في الطشت و الحمد لله إنو الطشت كان في حالة ما بعد المصميص للعدة و ما فيهو و لا ملعقة.
    المهم بعد أن أجروا علي بعض عمليات الصيانة الأولية و كم هائل من الغرز و المغارز في شتي أنحاء جسدي الواهن الضعيف أعادوني لمنزلنا بالإشلاق ، و لازمت السرير حوالي ثلاثة أيام دونما حركة و في اليوم الرابع بدأت حادثتي المقرفة مع الإنقاذييون.

    يوم سجنت دونما ذنب و أنا مريض و مكسر الجسم

    جاءني ولد جيرانا و هو وقتها طالب في الجامعة و قال لي قوم أرح معاي يا علاء الخرطوم القديمة عندي أوراق عايز أطلعة لواحد قريبي من البلد ، و كانت القديمة فركة كعب من بيتنا لأنو نحن ساكنين في إشلاق الأسلحة و المهم تحاملت على نفسي و ذهبت معه و كان خالد و يلقب بخالد بطيخة من معارضي النظام و أحد من كونوا تنظيم "المحايديين" في الجامعات و هو مشهور و معروف لدي أجهزة الأمن و المعتقلات ، ذهبت معه و أنا لا شأن لي بأنشطته السياسية التي ما كنت أفقه منها شيئاً وقتها أو بمعني آخر لم أحاول ، دخلنا من باب المدرسة و طبعاً أنا لأنو مريض لابس ملون وهو ملون لأنو جامعي فأول من قابلنا كان أحد الأساتذة فسأله خالد عمّا يريد فوصف له فصلاً معيناً قال له فيه ستجد أستاذ فلان هو المسئول عمّا تريد و بينما نمد خطانا لاتجاه الفصل المقصود إذا بوكيل مدرستنا وهو رجل "شيبة" كبير في السن إنتهرنا بصوت غاضب و عال "تعالوا هنا يا كلاب" بهذه اللفظة فتوجهنا نحوه بكل احترام و قال : إنتوا جايين هنا تعملوا شنو ولابسين لبس ملون كدة ؟ فقال له خالد نحن جئنا لكذا و طلبوا منا مقابلة أستاذ فلان في الفصل داك ، فقال : يلة أمشو من ورا الفصول ما تمشوا لي قدام الطلبة و هم في الحصص بملابسكم الملونة دي مفهوم ؟ فقلنا له حاضر يا أستاذ و ذهبنا للفصل المقصود من الخلف بعد لفة طويلة و قابلنا الأستاذ و كان رجلاً مهذباً فأوقف حصته و إتجه معنا لمكتبه و كان ذلك بالطبع من الأمام إذ لا يمكن لأستاذ أن يؤمر بأن يدخل لمكتبه من الخلف و كنا في معيته و بينما نحن متجهون لمكتبه إذا بالوكيل العجوز يتجه نحونا من الجهة المعاكسة لإتجاهنا و يخفي يداه وراء ظهره زي العامل "صفا" بدون إسترح ، و حينما أصبحنا وجهاً لوجه و دونما توقع لما كان ينويه هذا الرجل إذا بيداه تنفران من خلق ظهره و بيده اليمني التي تحمل صوت عنج من سوق الناقة تنهال علينا ضرباً من كل إتجاه أنا و خالد و أنا مغطى تماماً بالشاش الطبي في رأسي و فمي و يدي المعلقة في عنقي و خالد يصرخ قائلاً : عيب الكلام دة يا أستاذ أنا ضيف أنا ما طالب عندكم ... يا أستاذ وقف ... يا أستاذ حرام عليك الزول دة عيان "أنا" و لا حياة لمن تنادي سياط نارية من رجل مخرف و في لحظة لم أعي الموقف إلا و أجد خالد يرفع يده و يلكم الرجل في وجهه و ينهال عليه من كل الإتجاهات و الأستاذ الكان معانا يشتغل حجاز و يفور خالد و يفوز و لا يتوقف .
    و في هذه اللحظات أقبل مدير المدرسة "عبد القادر بوب" المعروف بأنه كوز كبييييييييييير و إشاعات تقول أنه في المجلس الأربعيني للجبهة و دون أن يسأل عن السبب يصفعني "كف" فأسقط أرضاً دون حراك لأنو المسألة معاي كانت ما محتاجة أكتر من كدة عشان أدوخ و أروح فيها و أفقت بعد ثوانٍ لأجد خالد يلكم "بوب" في خده الناير الرويان فتندفع منه دماء كان يمتصاها من قوت الشعب وهو رئيس اللجنة الشعبية لإمتداد ناصر فتنهمر كالنافورة على جلبابه الأبيض و يحمّر الجلباب و العراقي و السروال و دمه لا يتوقف و نجد أنفسنا بعد دقائق و بوليس المدرسة فوق رؤوسنا و يزجوا بنا في مكتب كبير و يغلقوا علينا الباب كرهائن و يأتي بوب بعربته البوكس و بحراسة بوليس المدرسة يذهبون بنا إلي نقطة شرطة إمتداد ناصر "منطقة نفوذه" مع إنو من المفترض لو فيها بوليس يودونا الشمالي الخرطوم و هناك و دونما رحمة و تفاهم قذفوا بنا إلي زنزانة متر في متر تجلس فيها و تقضي فيها حاجتك بنوعيها و كان هو من يوجه المتحري لكتابة التهم ففتح مائة تهمة في حق خالد و حينما جاء الدور علي أنا المريض نظرت إليه بمسكنة و خوف ليطلق سراحي فقال له دة برضو دخلوا مع إنو ما عمل حاجة لكن لأنو صعلوك زي المعاهو أكيد "و لم يكن يعلم أنني طالب لديه بمدرسته" المهم ألقوا بي و أنا كلي جراح و آلام دونما ذنب يذكر سوي أنني كنت متفرجاً و بيتونا في الحراسة و تاني ويم أخدونا كداري من نقطة ناصر إلي القسم الشرقي بأركويت و لمّا دخلنا على قاضي المحكمة و قبل أن تبدأ المحاكمة بدأ سلام حار بين "بوب" و القاضي و بعدها بدأ القاضي في تلاوة حكمه دون أن يوجه أية أسئلة لي أو لخالد ، علاء الدين يوسف علي ... خمسة و عشرون جلدة .... خالد عثمان طه خمسون جلدة و غرامة "لا أذكرها"
    إنتهى
                  

العنوان الكاتب Date
بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد" علاء الدين يوسف علي محمد09-20-04, 00:01 AM
  Re: بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد" Adil Osman09-20-04, 08:56 AM
    Re: بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد" علاء الدين يوسف علي محمد09-21-04, 08:54 AM
  Re: بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد" abdalla BABIKER09-21-04, 09:01 AM
  Re: بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد" Deng09-21-04, 09:29 AM
    Re: بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد" علاء الدين يوسف علي محمد09-21-04, 09:57 AM
      Re: بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد" علاء الدين يوسف علي محمد09-21-04, 09:58 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de