بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 11:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة علاء الدين يوسف علي محمد(علاء الدين يوسف علي محمد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-20-2004, 00:01 AM

علاء الدين يوسف علي محمد
<aعلاء الدين يوسف علي محمد
تاريخ التسجيل: 06-28-2007
مجموع المشاركات: 19580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد"

    لا شك أن لكل كاتب في هذا المنبر الحر أو العدد الأكبر من كتابه ذكريات أليمة و مريرة مع الإنقاذيون و لأني ممن عانوا من جورهم و ظلمهم الذي طالني و بعض أعضاء أسرتي في مصادر الرزق و حرية الحركة و التواجد داخل الوطن فقد قررت و أنا بكامل قواي العقلية و الجسدية أن أبدأ في سرد ما أذكره فقط من ذكريات أليمة مع هؤلاء البغضاء رغماً عن أن اسمي سيرد رباعياً في كتاباتي دون "لقب" يلبسني طاقية الإخفاء كغيري من أعضاء المنبر مما قد يعرضني و أسرتي للعديد من المخاطر من هؤلاء الجبابرة الظالمين و هذا بالطبع خطأ أحمله للأخ بكري أبوبكر الذي تكرم مشكوراً مأجوراً بإضافتي كعضو لهذا المنبر لكن لم يتواني عن كتابة إسمي رباعياً لكن لا بأس فالإنسان يموت مرة واحدة فقط.
    سأحاول قدر الإمكان سرد معاناتي في تسلسل حسب مراحلي العمرية و حسب التسلسل التاريخي لهذه الذكريات الأليمة مع الإنقاذييون و حسبما تسعفني به الذاكرة لكثرة المرارت.

    يوم حمتني أمريكا و أنا داخل السودان

    كنت في سن المراهقة في بداية سنوات الشباب و تفتحت عيناي علي تلكم الجميلة الرائعة التي أحببتها بكل صدق و تفاني ، كنت لا أملك وقتها دخلاً خاصاً بي إذ لا زلت وقتها طالباً للعلم أقتات من مصروفي الذي يمنحني إياه تارة أبي و تارة أحد أخوتي كيفما شاءت الظروف و سمحت الأوضاع ... و لضيق ذات اليد وقتها و لعدم قدرتي علي أن أجالس من أحبها في مكان عام "كفتيريا أو حديقة" كنا نهييم علي وجوهنا دونما خارطة طريق واضحة أو خطة عشرية أو إستراتيجية شاملة .. فتقودنا أقدامنا لأي مكان كان لا يهم... نمشي أي عدد من الكيلوميترات لا يهم ... تتعفر أقدامنا بالأتربة و الغبار و الوحل لا يهم ... تنبح علينا كلاب الطريق و نركض خوفاً منها أحياناً لا يهم ... نقطع الكباري الثلاث في رحلة من الثامنة صباحاً إلي الثانية عشر أو الثانية مساءاً لا يهم ... المهم أن نكون معاً و أن يمر الوقت ونحن في صحبة و إلفة و ود و الحب يسرح بينا و يبقي جناحين و يطير بينا .... هل تصدقوني إن قلت لكم أننا يوماً "كدراوية" قطعنا المسافة ما بين الخرطوم أبو جنزير إلي الحاج يوسف لفة الردمية و عدنا أدراجنا "يو تيرن" لنفس المسافة ؟؟؟ و في يوم آخر من صينية كبري كوبر المقابلة لمطار الخرطوم إلي الساحة الخضراء التي ما كنا نملك حق دخولها فدرنا حولها في شكل صينية و عدنا لنفس النقطة ؟ و في مرة أخري من قاعة الصداقة إلي أمبدة الحارة العاشرة ؟ و كل رحلاتنا كانت تتميز عن سودانير أنها منضبطة إذ أن الذهاب يعقبه إياباً مضموناً أكيداً دونما حوجة للتزود بوقود أو لصيانة أو لغيره و لكم كنا نستمتع مع بعضنا البعض و نحن نقطع هذه المسافات بشكل شبه أسبوعي و نحن في حالة من نشوة الحب و فرحة اللقيا.
    و ذات يوم و كانت وقتها قد أنشئت من قبل الحكومة ما يسمي باللجان الشعبية "جنجويد يعني" بس جنجويد عاصمي لابس جلاليب و ماسك السكر و باقي التمويين ، فبدأنا جولتنا المارثونية كالعادة أنا و فتاتي و في نهاية الجولة المارثونية إستقر بنا المقام أمام فيلا من الجمال بمكان لا أستطيع وصفه في قاردن سيتي ذات أسوار في شكل أعمدة حديدية تطل من خلفها حديقة غناء تجلس تحت أحد شجيراتها الوارفة فتاة "مولدة" زي ما بنقول يعني في دم زنجي ودم خواجاتي فبدت كاكاوية اللون ذات ملامح تشع منها الطيبة و الرقة و كنا قد تعودنا الجلوس على أحد المساطب الملتصقة مع حائط هذه الفيلا كلما أرستنا أقدامنا في هذه المنطقة من الأرض و يبدو أن الفتاة قد تعودت علينا كثيراً و رغم أنها لم تتجرأ يوماً بالحديث إلينا ربما لظنها أننا لن نفهم حرفاً مما ستقول و هذا بلا شك هو واقع الحال فنحن وقتها لا نعرف ما هو الفرق بين "إز وواز" إلا أنها كانت أحياناً ترسل إلينا علب عصائر مكرتنة بمصاصات كنا نمتصها و نحن نعاني ما نعاني من العطش و الإرهاق الذي كنا نكتمه حتي لا يفقدنا حلاوة اللحظات التي تضمنا و كانت عصائرها الباردة تأتينا مع أحد حراس الفيلا الذي كان يرتدي ثياباً تدل على أنه رجل أمن فيسلمنا علب العصير دون أن يلتفت إلينا أو يكثر من حديث و إن صح التعبير كان لا يتحدث بالمرة ، و بعد أن نستلم معلبات العصير كنا نحول نظراتنا تجاه الحديقة لتلوح لنا يدا الفتاة التي يقول جسدها الممتليء المتناسق الممشوق أنها ذات عشرين ربيعاً أو ما يزيد رغم قناعتي أن شهادة ميلادها لن تشهد لها بأكثر من ستة عشر أو ربما أقل فهؤلاْ القوم يتقدمون علينا في كل شيء حتي في أجسادهم الممتلئة "الربيانة" و ذات يوم و نحن جلوس تحت شجرة الفيلا "من الخارج طبعاً" على المسطبة إذا بثلاث جلاليب بيضاء تحوي في داخلها أجساد ثلاث من بنو جلدتي يقفون فوق رؤسنا فجأة و يقول أحدهم في صوت أجش مخيف ... إنتو يا صعاليك قاعدين هنا تعملوا في شنو ؟ و كانت وقتها الساعة تمام الثانية عشر ظهراً و الشمس في كبد السماء ، و أردف القول بسؤال أدخل في قلبي كثير من الهلع و الخوف ... وين بطاقاتكم و البت دي منو و ساكنيين وين ؟ و و و و و و و في الخلاصة قوموا أرح معانا ... لم أتفوه بكلمة راعني ما رأيت و ببراءة المراهق لم يكن لدي ما أقوله سوي إنتو منو ؟ فقال لي بشيء من الكبر و الفخر و الغرور :لجنة شعبية ... فقلت له نحن بنحب بعض ... فضحكوا علينا هازئين و أصروا على أن نذهب معهم إلي أين الله أعلم و هم من هذا في علم غيبه أيضاً و بدأوا يشدونني من ملابسي و يتقاذفون جسدي الهزيل و فتاتي في حالة من الرهبة و الرعب و أنا أفكر في مصيري المجهول مع أسرتي و أسرة فتاتي و لا أدري لأين سيذهبون بي ... و أصبحت ستة من الأيدي الغليظة تتجاذبني في غير رحمة و هم يحاولون جرجرتي غصباً و قوة و لا زلت أذكر رغم خوفي الشديد كيف علا صوتي و نهرت أحدهم حينما حاول أن يمد يده ليجذب فتاتي من يدها ليقتادها معي فكانتي صرختي في وجهه التي لم تتكرر كافية لأن يبتعد عن فتاتي ... و بينما نحن في مدٍ و جذر و تجاذب و تلاطم و الأصوات تتعالى إذا بالفتاة الكاكاوية تخرج و لأول مرة من أسوار الفيلا كاسرة قاعدة النعام آدم "حور في سور و سيدو معلي سورو و الجيران ما قادرين يزورو" إذا بها تأتي راكضة سافرة عن جمالها الأخاذ و يركض خلفها حارس ا لأمن و بلغة إنجليزية لم أسمع مثلها إلا في سينما النيل الأزرق وقتها بدأت تصرخ و تردد كلمات خمنت أنها تعني بها "أتركوهم أتركوهم" و يداها تبعد أكف الرجال التي كانت تكمشني من ياقة قميصي المهترئة و كم كانت فرحتي حينما إبتعدت عني أيدي حثالة اللجان الشعبية و الكاكاوية توجه لهم سيلاً من الكلمات الصارخة التي و رغم عدم فهمي لها إلا أنني أجزم أنها كانت لعنات و شتائم بحق من أرادوا فض سامرنا الشيء الذي أخرج الفتاة ليس عن صمتها فقط إنما من أسوار فيلتها الأنيقة و علمت حينها أن الفتاة ذات شأن و بأس إذ أن الرجاجيل الثلاثة إبتعدوا منا في شيء يشبه الركض و الخوف ملء أعينهم و لا شك أن وجود الحارس مفتول العضلات و السلاح الذي يلتف حول خاصرته كان له أكبر الأثر في أنهم أناس ذوي سلطة و نفوذ ... و بعد أن إبتعد الجنجويد عنا بدأت الفتاة و أنفاسها متسارعة و غضب عارم في نفسها تجاه ما حدث لنا و أخذت فتاتي في حنية غريبة و ضمتها إلي صدرها و وضعت كفها على كتفي و تفوهت بعبارات لم أفهمها لكن يبدو أنها كانت تعتذر و كانت تشير لحديقة فيلتها من الداخل ما عنى لي أنها كانت تدعوننا لأن نحول جلساتنا القادمات إلي داخل حديقة الفيلا و أكد ذلك الحارس الزنجي الذي كان سودانياً خالصاً حينما قال لي بالعربية "ممكن تاني تجوا تقعدوا معانا جوة في الحديقة" و دونما إرادة سقطت من عيني دمعة شكر و عرفان لهذه الفتاة و لحارسها الذي سألته عمّن هي هذه الفتاة فقال لي إنها بنت مسئول كبير في السفارة الأمريكية.
    إنتهي


    هذه أول مراراتي و حسب السرد التاريخي للأحداث القادمة فكلما كبر عمري كبرت الأحداث من حيث الحجم و المعنى و إلي لقاء
                  

09-20-2004, 08:56 AM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد" (Re: علاء الدين يوسف علي محمد)

    الاخ علاء الدين يوسف على محمد
    تحياتى
    تتمتع بقدرة جيدة على الحكى. واصل بالله عليك.. هل يمكنك ذكر تاريخ هذه الحادثة المهينة الانسانية؟
    مع فائق تقديرى..
                  

09-21-2004, 08:54 AM

علاء الدين يوسف علي محمد
<aعلاء الدين يوسف علي محمد
تاريخ التسجيل: 06-28-2007
مجموع المشاركات: 19580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد" (Re: Adil Osman)

    الأخ العزيز عادل
    شكراً على قراءتك و ردك للموضوع الذي وجد حظه من التجاهل كسابقاته من المواضيع التي كتبتها عدا أول موضوع أعلنت فيه إنضمامي للبورد و كان قد إمتلأ "للركبة" من مشاركات أهل المنبر الشيء الذي حفزني أكثر للكتابة بشيء من المسئولية و التفكير قبل أن أخط حرفاً واحداً هيبة و إحتراماً لحلاوة ما وجدته من إستقبال و كانت الطامة أن ما تلا ذلك من مشاركات "شتت" بسرعة الصاروخ لأسفل حتي ظننت أن عيباً يشوب كتاباتي أو أنني أكتب لغة غير مسموح بها فبدأت أعيد التفكير في أمر أن أكتب و حين بحثت عن موضوعي هذا عقدت العزم على أن أكتفي بالقراءة فقط إذا لم أجداً فيه رداً و أحمد الله أن هناك شخصاً بعظمتك قد شرفني و يكفيني أن هناك شخصاً واحداً إهتم لأمر الموضوع.
    شكراً يا عادل و سأواصل

    بالنسبة لتأريخ الحادثة المذكورة لا أستطيع التحديد بدقة لكنها فترة ما بين الأعوام 90 - 92
                  

09-21-2004, 09:01 AM

abdalla BABIKER

تاريخ التسجيل: 09-14-2003
مجموع المشاركات: 2260

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد" (Re: علاء الدين يوسف علي محمد)

    لا تعليق لدي
                  

09-21-2004, 09:29 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد" (Re: علاء الدين يوسف علي محمد)

    الأخ/ علاء الدين.

    قصة مثيرة فعلاً. مثل هولا الأوغاد يجب أن نحتفظ بأسمائهم لكي تتم محاسبتهم ويكونون عبرة
    إلى كل من يريد أن يلتحق بأجهزة قمعية في المستقبل.


    دينق.
                  

09-21-2004, 09:57 AM

علاء الدين يوسف علي محمد
<aعلاء الدين يوسف علي محمد
تاريخ التسجيل: 06-28-2007
مجموع المشاركات: 19580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد" (Re: Deng)

    الأخوة
    abdalla و Deng
    شكراً للمرور و ما تبقي أقرف و أسخف
                  

09-21-2004, 09:58 AM

علاء الدين يوسف علي محمد
<aعلاء الدين يوسف علي محمد
تاريخ التسجيل: 06-28-2007
مجموع المشاركات: 19580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ذكرياتي المريرة مع الإنقاذييون "ذكريات تدعو إلي التمرد" (Re: علاء الدين يوسف علي محمد)

    في العام 1993م كنت على وشك الجلوس لامتحان الشهادة السودانية من مدرسة الخرطوم القديمة ، و في خريف ذات العام و في "عصراوية سودانية" بعد الغداء و بعد ما شربنا شاي العصر في جلسته المعهودة حيث نلتف جميعنا حول ربان السفينة حضرة الصول "والدي العزيز أطال الله في عمره" و بينما نحن جلوس نتسامر و نتضاحك دونما همٍ لحالة اقتصادية نحن ممن طحنوا تحت عجلاتها و ترتفع أصواتنا مقهقهين كأنما نملك الدنيا و ما فيها "عشان كدة ما جانا سكري و لا ضغط" و نحن في عز البؤس و الحاجة كغيرنا من سكان الخارطة المليونية.
    و بينما نحن في جلستنا هذه إذا بالباب يفح علينا فجاءه و تدلف إلي الداخل "أميرة" بت الجيران المحسية و كعادة جيراننا و كل السودانيين بدأت في الحديث بصوتها العالي قبل أن تصبح كلتا قدماها داخل الدار و هي تقول "يا ولد يا علا وين قوم تعال مارق سريع " و حينما وجدتني في جلسة الشاي الأسرية اتجهت مباشرة صوب سيرمس الشاي و صبت لنفسها "كباية" و جلست و اندمجت مع الجميع فيما يدور من أحاديث لا علاقة لها بسياسة أو تمرد أو حاكم أو معارض و طلبت مني بعد أن فرغنا من شرب الشاي أن أذهب معها لمنزلهم و أنزل لها بعض الأشياء "أثاث قديم" من فوق الزنكي "سطح الأوضة" عشان المطر ما يبوظة ، و بالفعل ذهبت معها و أنا أرتدي تريننق قطني ترهل و تمتمط من جنباته فبدوت فيه كبندق بطل ميكي ماوس و دلفنا إلي منزلهم الذي يفصلنا عنه منزل "أحمد الشايقي" و هوبا صعدت إلي الحائط المبتل الذي يفصل بينهم و بين ناس عم التوم و وجدت "حجة سميرة" مرت عم التوم تحتي مباشرة بطشت العدة تغسل في عدة الغداء و بعد السلام و كيف الحال و ناس بيتكم و أمك كيف و إنشاء الله إنتو كويسين عملت ياااع زي طرزان مديت يدي لأتشعبط فوق الزنكي و ........ لم أتبين ما حدث بعدها فقط وجدت نفسي مستلقياً علي نقالة في حوادث مستشفي الخرطوم و حولي حلتنا كلها من الصغير للكبير و حاسي إنو خشمي خش فيهو كومر تراب و جسمي وقع فيهو جبل البركل و بدأت أفيق على بعض العبارات "كر يا يابا إنشاء تقوم بالسلامة لي أمك دي" و العديد من عبارات توحي بوقوف الناس مع حالتي البائسة و اكتشفت أن شفتي السفلى قد ثقبت من برة و جوة و النابان من أسناني "إنترمو" ما إتقلعوا يعني ترمات بس الحمد لله و أن يدي أثناء رحلة هبوطي من الزنكي إلي داخل طشت حاجة سميرة قد إنسلخ عنها اللحم و بان العظم و رأسي إرتطم بالحائط و أنا في إحتكاك معه أثناء الهبوط الغير إضطراري بل كان إجبارياً لحكمة يعلمها الله و قالوا أنني حينما وضعت يداي في الطوب الفاصل ما بين أوضة ديل و ديلك في شكل ركيزة في المنتصف الطوبة العلوية كانت مبلولة و جات مدردقة في الهوا و دقت في أسناني و إنو أنا جيت طاير و حاكي في الحيطة و توووووووش في الطشت و الحمد لله إنو الطشت كان في حالة ما بعد المصميص للعدة و ما فيهو و لا ملعقة.
    المهم بعد أن أجروا علي بعض عمليات الصيانة الأولية و كم هائل من الغرز و المغارز في شتي أنحاء جسدي الواهن الضعيف أعادوني لمنزلنا بالإشلاق ، و لازمت السرير حوالي ثلاثة أيام دونما حركة و في اليوم الرابع بدأت حادثتي المقرفة مع الإنقاذييون.

    يوم سجنت دونما ذنب و أنا مريض و مكسر الجسم

    جاءني ولد جيرانا و هو وقتها طالب في الجامعة و قال لي قوم أرح معاي يا علاء الخرطوم القديمة عندي أوراق عايز أطلعة لواحد قريبي من البلد ، و كانت القديمة فركة كعب من بيتنا لأنو نحن ساكنين في إشلاق الأسلحة و المهم تحاملت على نفسي و ذهبت معه و كان خالد و يلقب بخالد بطيخة من معارضي النظام و أحد من كونوا تنظيم "المحايديين" في الجامعات و هو مشهور و معروف لدي أجهزة الأمن و المعتقلات ، ذهبت معه و أنا لا شأن لي بأنشطته السياسية التي ما كنت أفقه منها شيئاً وقتها أو بمعني آخر لم أحاول ، دخلنا من باب المدرسة و طبعاً أنا لأنو مريض لابس ملون وهو ملون لأنو جامعي فأول من قابلنا كان أحد الأساتذة فسأله خالد عمّا يريد فوصف له فصلاً معيناً قال له فيه ستجد أستاذ فلان هو المسئول عمّا تريد و بينما نمد خطانا لاتجاه الفصل المقصود إذا بوكيل مدرستنا وهو رجل "شيبة" كبير في السن إنتهرنا بصوت غاضب و عال "تعالوا هنا يا كلاب" بهذه اللفظة فتوجهنا نحوه بكل احترام و قال : إنتوا جايين هنا تعملوا شنو ولابسين لبس ملون كدة ؟ فقال له خالد نحن جئنا لكذا و طلبوا منا مقابلة أستاذ فلان في الفصل داك ، فقال : يلة أمشو من ورا الفصول ما تمشوا لي قدام الطلبة و هم في الحصص بملابسكم الملونة دي مفهوم ؟ فقلنا له حاضر يا أستاذ و ذهبنا للفصل المقصود من الخلف بعد لفة طويلة و قابلنا الأستاذ و كان رجلاً مهذباً فأوقف حصته و إتجه معنا لمكتبه و كان ذلك بالطبع من الأمام إذ لا يمكن لأستاذ أن يؤمر بأن يدخل لمكتبه من الخلف و كنا في معيته و بينما نحن متجهون لمكتبه إذا بالوكيل العجوز يتجه نحونا من الجهة المعاكسة لإتجاهنا و يخفي يداه وراء ظهره زي العامل "صفا" بدون إسترح ، و حينما أصبحنا وجهاً لوجه و دونما توقع لما كان ينويه هذا الرجل إذا بيداه تنفران من خلق ظهره و بيده اليمني التي تحمل صوت عنج من سوق الناقة تنهال علينا ضرباً من كل إتجاه أنا و خالد و أنا مغطى تماماً بالشاش الطبي في رأسي و فمي و يدي المعلقة في عنقي و خالد يصرخ قائلاً : عيب الكلام دة يا أستاذ أنا ضيف أنا ما طالب عندكم ... يا أستاذ وقف ... يا أستاذ حرام عليك الزول دة عيان "أنا" و لا حياة لمن تنادي سياط نارية من رجل مخرف و في لحظة لم أعي الموقف إلا و أجد خالد يرفع يده و يلكم الرجل في وجهه و ينهال عليه من كل الإتجاهات و الأستاذ الكان معانا يشتغل حجاز و يفور خالد و يفوز و لا يتوقف .
    و في هذه اللحظات أقبل مدير المدرسة "عبد القادر بوب" المعروف بأنه كوز كبييييييييييير و إشاعات تقول أنه في المجلس الأربعيني للجبهة و دون أن يسأل عن السبب يصفعني "كف" فأسقط أرضاً دون حراك لأنو المسألة معاي كانت ما محتاجة أكتر من كدة عشان أدوخ و أروح فيها و أفقت بعد ثوانٍ لأجد خالد يلكم "بوب" في خده الناير الرويان فتندفع منه دماء كان يمتصاها من قوت الشعب وهو رئيس اللجنة الشعبية لإمتداد ناصر فتنهمر كالنافورة على جلبابه الأبيض و يحمّر الجلباب و العراقي و السروال و دمه لا يتوقف و نجد أنفسنا بعد دقائق و بوليس المدرسة فوق رؤوسنا و يزجوا بنا في مكتب كبير و يغلقوا علينا الباب كرهائن و يأتي بوب بعربته البوكس و بحراسة بوليس المدرسة يذهبون بنا إلي نقطة شرطة إمتداد ناصر "منطقة نفوذه" مع إنو من المفترض لو فيها بوليس يودونا الشمالي الخرطوم و هناك و دونما رحمة و تفاهم قذفوا بنا إلي زنزانة متر في متر تجلس فيها و تقضي فيها حاجتك بنوعيها و كان هو من يوجه المتحري لكتابة التهم ففتح مائة تهمة في حق خالد و حينما جاء الدور علي أنا المريض نظرت إليه بمسكنة و خوف ليطلق سراحي فقال له دة برضو دخلوا مع إنو ما عمل حاجة لكن لأنو صعلوك زي المعاهو أكيد "و لم يكن يعلم أنني طالب لديه بمدرسته" المهم ألقوا بي و أنا كلي جراح و آلام دونما ذنب يذكر سوي أنني كنت متفرجاً و بيتونا في الحراسة و تاني ويم أخدونا كداري من نقطة ناصر إلي القسم الشرقي بأركويت و لمّا دخلنا على قاضي المحكمة و قبل أن تبدأ المحاكمة بدأ سلام حار بين "بوب" و القاضي و بعدها بدأ القاضي في تلاوة حكمه دون أن يوجه أية أسئلة لي أو لخالد ، علاء الدين يوسف علي ... خمسة و عشرون جلدة .... خالد عثمان طه خمسون جلدة و غرامة "لا أذكرها"
    إنتهى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de