أخيراً لقيتك يا ود سليمان الفحل - في شخصك بحتقر أشخاص

Quote: طارق الخضر- الرياض علق الكثيرون من أعضاء المنبر الحر لسودانيز أون لاين على ما كتبه المريض عبد المنعم سليمان (تحت عنوان طوق من الشمال آخر ثورة الغرابة)، وذلك بعد أن قام أحدهم بنقل المقال إلى البورد، واتفقوا جميعا على أن هذا الرجل مريض، وحدد معظمهم إن لم نقل جلهم نوعية مرضه الذي يعاني منه، أنا لا أختلف مع هؤلاء في تقييمهم لكاتب المقال ووصفهم له بالمريض، ولا أعتقد أن عاقلا ينكر عليهم ذلك بعد أن يقرأ القذارة التي قذف بها ذلك المريض من داخل عقله الأكثر مرضا. كذلك اتفق معظمهم على أن المقال يمثل وجهة نظر شخصية ضيقة، ويجب ألا تحمل أكثر من اللازم، وهم في ذلل لهم عذرهم. هنا يكمن جوهر اختلافنا معهم ، ومع كل من يقول بأن المقال يمثل وجهة نظر كاتبه، ونقول أن وجهة النظر هذه والتي تحمل عداءا واضحا وجليا ضد العروبة في السودان وضد من يتوهم البعض أنهم يمثلون العروبة ويصفونهم بالجلابة وأحيانا يحدد البعض الجعليين والشايقية، إنما تمثل تيار بدأ يظهر منذ سنواتن وهو تيار يهدد وحدتنا الوطنية وأمننا الاجتماعي التي يجب أن نعض عليها بالنواجذ. سيسألني أحدهم عن دليلي على أنها ليست وجهة نظر شخصية، أقول له نعم أنه تيار، ويجهد ليقنع الآخرين بوجهة نظره، وأول الأدلة أن الفذر عبد المنعم سليمان قد ذيل مقاله بأنها جزء من ورقة قدمت لملتقى شباب "جميعة سوادنة" (بشمال أفريقيا) والذي عقد بطرابلس كما قال كاتب المقال، ويبدو أن هذا الملتقى قد أجاز هذه القذارة (عفوا الورقة) بكاملها، لأن كاتبها لم يذكر لنا أنها لم تجاز، كما إننا لم نلحظ حتى الآن أن هذه الجمعية قد نفت نسبة الكاتب لها، كذلك لم يتطوع أحد أعضاء هذه الجمعية لينفي لنا أن هذه الورقة لا تمثل وجهة نظرهم أو لم يناقشوها. أما الدليل الآخر فهو منشور أيضا في أراء حرة ومقالات من سودانيز أون لاين، بقلم محمد آدم فاشر، الذي كتب مقالا مليء بالمغالطات التاريخية لا لشيء إلا ليقنع الآخرين بأن الجعليين والشايقية جبناء وزروا التاريخ وهم عملاء للاستعمار وغير ذلك من الترهات. كذلك منذ فترة ليست بالقصيرة انتشرت في المنبر الحر أصوات تهاجم العروبة في السودان أو ما يظنون أنه يرمز لها، حيث أن مصطلح عربان ظهر أول ما ظهر في بورد سوادنيز أون لاين، وبلغ الحد بأحدهم أن قال بأن عربان السودان ما هم إلا بقايا جيش عبد الله بن أبي السرح المكون من الرقيق الذين أرسلهم العرب لفتح السودان ليتخلصوا منهم، فكانت تلك الرحلة بالنسبة لهم عودة إلى الجذور، وقد فات عليه أن اتفاقية البقط اشترطت على حكام النوبة أن يرسلوا فيما يرسلوا إلى والي المسلمين في مصر ألف رأس من الرقيق سنويا، أي أنها لم تفرض توطين مسلمين في شمال السودان سواء كانوا زنجا أو غيرهم، إنما العكس ساهمت هذه الاتفاقية في إرسال الزنوج إلى دولة المسلمين. كما أن أحد أعضا ء المنبر الحر قبل فترة، قدم مشاركة في المنبر، كال فيها السباب للمك نمر متهما إياه بالجبن والهروب من ميدان القتال تاركا أهله وعشيرته عرضة للانتقام، وطالب بتغيير اسم شارع المك نمر على أساس فرضيته هذه، كما أن الكثيرون ينسبون حكومة الإنقاذ للجعليين والشايقية، بغرض استعداء الشعب السوداني على هاتين القبليتين، لا لشيء إلا ظنا منهم بأن هاتين القبليتين تمثلان العرب في السودان، وذلك تردد في كتابات الكثيرين. هكذا يكون المقال المذكور ليس رأيا شخصيا، إنما تيارا ، إن لكم يكن واسعا، إنما بدأ بعمل وينشط لإقناع الآخرين بوجهة نظره، فهذه هي جمعية سوادنة بشمال إفريقيا، تجلس لتناقش مثل هذه الورقة، المليئة بالقاذورات والبذاءات والمغالطات التاريخية، مما يكشف أهداف هذه الجمعية، والمتمثلة في تهديد الوحدة الوطنية، من خلال تزييف التاريخ، والإساءة لمجموعات قبلية معينة، وإقناعنا بنكران المكون العربي في شخصيتنا السودانية. وواضح أن هذه الجمعية المشبوهة تخطط لشن حرب إبادة ضد سكان النيل الشمالي، وقيامها بهذه الحملة الدعائية الهادفة لاستعداء أهل السودان على سكان النيل الشمالي، ما هو إلى تمهيدا لتنفيذ هذا المخطط. كذلك من هاجموا العروبة في المنبر الحر لسوانيز أون اللاين لم يجدوا من يوقفهم أو يرد عليهم ما عدا القلة القليلة من الأعضاء، كأنما هناك شبه رضا عام عن هذا الطرح. ارايتم سادتي أنها ليست وجهة نظر شاذة ظهرت إلى السطح فجأة وبلا مقدمات، إنما تم المهيد والتخطيط بعناية ليصلوا بها إلى هذه المرحلة، وإن كانت مشاركة البعض في هذا العمل خاصة بعض الذين كتبوا المنبر الحر لسودانيز أون لاين فإنهم حسب ظني ليسو جزءا من المخطط، لكن لا أعفيهم جميعا، كذلك لا يمكنني أن أعفي أعضاء جمعية سوادنة التي يدل إسمها "جمعية سوادنة" الذي استبدل به أصحابها اسم جمعية السودانيين، حتى تكون قصرا على فئة معينة أو إثنية معينة، فعلينا إما إدانة هذه الجمعية أو مطالبتها بنفي ورفض كل ماجاء في ذلك المفال القذر. لكني أقول لمن يدعونا لنكران المكون العربي في الشخصية السودانية، أقول لهم لا وبنفس القدر أقول لا لمن ينكرون علينا زنجيتنا أو أفريقيتنا، نعم لا لأن مكونات الشخصية السودانية أو مكونات أي شخصية وطنية في أي مكان من العالم، ليست خيارا إنما هي نتاج تفاعلات ومتغيرات والتطورات وتداخلات اجتماعية وتاريخية وعقائدية وجغرافية معينة، أي أنه حتمية، أو كما نقول نحن المسلمون قدرية، ولا فكاك منها إلا عبر تطور تاريخي ودخول مؤثرات جديدة تأخذ هذه المؤثرات مداها وفرصتها، لتحدث تحولات جديدة كل ذلك ليس بينه محاولات النكران والرفض التي يقوم بها هؤلاء. وأقول لهؤلاء وأولئك، من لا يعجبه انتماءنا للإسلام والعروبة فليضرب رأسه في جبل مرة أو ليشرب من النيل فالأمر لدينا سيان، ومن يريد أن ينكر علنيا زنجيتنا أو أفريقيتنا فليضرب رأسه في جبال الأنقسنا أو ليلحس من رمال كردفان أو ليحمل حقائبه ويخرج من أفريقيا وليبحث عن قارة أخرى تقبله. أخيرا أقول نحن في السودان قدر لنا أن نكون في تقاطع هذه الأمم الثلاث الأفريقية والعربية والإسلامية (الترتيب ليس هاما)، ومن هنا يأتي تميزنا، سواء كان هذا التميز في أفريقيتنا المصقولة والمستزيدة والناهلة من معين الحضارة العربية والإسلامية، أو في عروبتنا التي نقدمها في طبق أفريقي نقي نال أصالته من تلك الحضارات التي ورثها، من كوش مرورا بمروي إلى الحضارة الفرعونية، أو في إسلام المتصوفة السمح المتأمل الجميل.