حبيبى متوكل يرحل الى البرزخ صمدا

Quote: عودة النهر اليتيم، لمنبعه... المتوكل على المحبة، دوما، تجري محبة معلمه، وربه فيه مجرى الدم، عاش وحيدا، متوحدا، لا يؤنسه في وحدته سوى صورة معلمه، وربه، محمود محمد طه، يبكي، وينوح كالأطفال، أنه أعظم يتم في الدينا... غاب عن الحس، ألف حبل سري، وفطري، وروحي، وحدسي، وجمالي، وكمالي، كان يغذي به تلاميده، فرحل حسا، "مجازا"، وتركهم غرباء، غربااااااااااااااااااااااء، يتلفتون في طيف حضارة، عسى ولعل، أن يعوضهم سمته الأبهى، ونظرته الأحلى، ولكن ولكن اليتم، ينمو مع الأيام، ويزيد، ويشتعل لهب حزنه، ونور عشقه.. عاد للحياة، كما يقول استاذه المفكر محمود محمد طه، (كوننا نعرف حقيقة الموت أنه ميلاد في حيز جديد، تكون حياتنا أتم وأكمل لقربنا من الله، ويكون أحب غائب إلينا)، تلكم هي فكرة الموت، ولغزه السرمدي، باب تعرج به لملكوتك الأسمى، كما كان يصلي ويسلم المعصوم العظيم، الحبيب على أهل البقيع، (طبتم، والسلام عليكم)، يخاطبهم بود، وحميمية عظيمة، تجعل من بني آدم يثملون بعمق فهم الحياة في قلب نبيهم، ويعرجون بالعبادة، كي يروا، ما يرى، ويسمعوا، ما سمع، ولعيني تلكم هي العبادة الحقة، وجنوا ثمار تلك المعارج، فهما، ومحبة، لكل شكول الحياة، وعلى رأسها الموت، ورسوله الكريم عزرائيل، فوحد وعيهم، في سويدائه، بين الأمس والغد، وبين الملك والملكوت، وبين مظاهر الحياة المخلفة، في سمت واحد، أحد، فالمعلم واحد، فطوبى لهم.. عاد الصدق الطفولي، والقلب الطيب، والصادق الصدوق على نفسه، وأهله، ومحبيه، إن كان قول الحق عند "ابي در الغفاري"، لم يجعل له صديقا، فأن الصدق البرئ، لقلب متوكل، جعل الكل محبيبه، كانوا يرون انفسهم، كما هي فيه، فما أطيبه من مرآة، وكان يرى نفسه، لا شئ، لا حول أو قوة، لها، ولم أرى كلمة تتجسد في شخص كما تجسدت كلمة العبيد ودريا، (الدقه صدرو، شيطانو قدرو)، كما تجسدت في متوكل، لم يدق صدره، كبرياء، بل كان التواضع يسير على قدميه.... كان حلو الكلام، عميق المزاح، فاهم، عاش متوحدا، يعشق استاذه، ومعلمه، ورحل بلا تركة، أو ميراث، سوى محبة، أهناك ثروة في الدنى، أعظم من المحبة... محبتي لك أخي وحبيبيي، الذي لم ألتقيك في حياتي، سوى عبر هاتف، وفي مكالمة واحدة، طويلة، ولكني عرفتك من خلالها، كأني أعرف من ملايين السنين.. ط، حيا، وميتا، وأنت تسكن واسع الفراديس، في معية رسل وشهداء وأولياء عظام،..

(عدل بواسطة بثينة تروس on 09-19-2012, 03:43 PM)