الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2012, 03:32 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا

    نص الورقة التي قدمها الأستاذ الحاج وراق في ندوة
    (الإسلاميون والثورات العربية) بالدوحة

    ملاحظة: مقسمة إلى ثلاثة أجزاء


    "موقف حول الحقوق السياسية فى سياق صعود الإسلاميين"
    الحاج وراق

    أولا - مقدمة :
    هذه ورقة تُعرف فى مصطلح الأكاديميين بورقة موقف، وبهذه الصفة لا تتأسس على الإحالات والهوامش، وإنما على تقديري الشخصي لدلالات الأفكار ومترتباتها المنطقية.
    ولأغراض الورقة فإن المقصود بالحقوق السياسية تلك الحقوق التى حددها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية،
    والمقصود بالإسلاميين المسلمين الذين ينخرطون فى إطار حركات سياسية تهدف للوصول إلى السلطة وإنشاء نظام (إسلامي) ودولة (إسلامية).
    ثانيا -الحقوق السياسية :
    اعتمدت الأمم المتحدة العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية فى 12 ديسمبر 1966، وبدأ نفاذه فى 23 مارس 1976 وفقا لأحكام المادة 49،
    ووقعت عليه 167 دولة، وصادقت عليه 74 دولة، وامتنعت عن التوقيع عليه ثلاث دول فقط (تايوان والفاتيكان وكوسوفو).
    ويمكن القول إن العهد الدولي يعبر عن أكثر التعريفات اتفاقا عليها للحقوق المدنية والسياسية،
    بحسب ما ترى غالبية الإنسانية المعاصرة، أو بمعنى آخر يعبر عن (الحكمة) التى توصلت إليها التجربة الإنسانية.
    ويتكون العهد الدولي من 53 مادة تتضمن طائفة واسعة من الحقوق السياسية والمدنية، ويمكن تلخيص أهم الحقوق فى الآتى :
    - الحق فى الحياة : حق ملازم لكل إنسان، وعلى القانون أن يحمي هذا الحق، ولا يجوز حرمان أحد من حياته تعسفا(المادة 6).
    - لكل فرد الحق فى الحرية وفى الأمان على شخصه، و لايجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا، ولا يجوز حرمان أحد من حريته (المادة 9) .
    - حرية الاعتقاد : لكل إنسان حق فى حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل ذلك حريته فى أن يدين بدين ما،
    وحريته فى اعتناق أى دين أو معتقد يختاره (المادة 18).
    - حرية التعبير : لكل إنسان حق فى حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حريته فى التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها (المادة 19).
    - حرية تكوين الجمعيات، بما فى ذلك حق إنشاء النقابات (المادة 22).
    - حرية التجمع السلمى (المادة 21).
    - الحق فى الانتخاب (المادة 25).
    - لا يجوز فى الدول التى توجد فيها أقليات إثنية أو دينية أو لغوية أن يحرم الأشخاص المنتسبين إلى الأقليات المذكورة
    من حق التمتع بثقافتهم الخاصة أو المجاهرة بدينهم وإقامة شعائرهم أو استخدام لغتهم (المادة 27).
    - تتعهد الدول الأطراف فى هذا العهد بكفالة تساوي الرجال والنساء فى حق التمتع بجميع الحقوق المدنية والسياسية
    المنصوص عليها فى هذا العهد (المادة 3).
    - المساواة أمام القانون : الناس جميعا سواء أمام القانون، ويتمتعون دون أى تمييز بحق متساو في التمتع بحمايته،
    وفى هذا الصدد يجب أن يحظر القانون أي تمييز، وأن يكفل لجميع الأشخاص على السواء حماية فعالة من التمييز لأى سبب،
    كالعرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي سياسيا أو غير سياسي أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أو الثروة أو النسب
    أو غير ذلك من الأسباب (المادة 26).
    - لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة (المادة 7) .
    - لا يجوز استرقاق أحد ويحظر الرق والاتجار بالرقيق (المادة 8).
    - الحق فى المحاكمة العادلة والمساواة أمام القضاء (المادة 14).
    - الحق فى الخصوصية : لا يجوز تعريض أى شخص، على نحو تعسفي أو غير قانوني، أو التدخل فى خصوصياته أو شؤون أسرته أو دينه أو مراسلاته،
    ومن حق كل شخص أن يحميه القانون من مثل هذا التدخل (المادة 17).
    - تحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية أو تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف
    (المادة 20).

    يتبع
                  

09-12-2012, 03:39 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    ثالثا – المنطلقات الرئيسية للإسلاميين وأثرها على الحقوق السياسية والمدنية :

    (1) الإسلامي شمولي :
    ينطلق الإسلاميون من مقولة مركزية بأن (الإسلام دين ودولة) و(مصحف وسيف)، وتشمل (الأحكام الإسلامية) كل مجالات الحياة القانونية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية ...إلخ.
    ويترتب على هذه المقولة عدة نتائج أهمها :
    -أن النظام (الإسلامى) الذى يسعى إليه الإسلاميون لا يكتفى بمجرد السيطرة على السلطة السياسية، وإنما يستخدم هذه السلطة لإعادة صياغة كل مجالات الحياة الإنسانية،
    وبهذا فإن النظام (الإسلامى) يسعى إلى السيطرة حتى على (خويصة النفس)، أي على الضمير الشخصى! كما قال أحد أهم مفكري الإسلاميين،
    مما يعنى أن النظام الإسلامي نظام شمولي يحدد لمواطنيه، ليس فقط حكامهم، وإنما أفضلياتهم الأخلاقية والثقافية والفنية،
    وبذلك فإنه يرد البشر إلى ما يشبه العجماوات!، فيخالف جوهر الطبيعة الإنسانية وينتهك حرية الاختيار المبدئية، والحق فى الخصوصية.
    ويتناقض مبدأ شمولية الإسلام مع العقل والمنطق ونصوص الإسلام نفسها :
    - يتناقض مع العقل والمنطق لأن (الإسلام) إذا فهم منه نصوص القرآن والسنة، فإن النصوص متناهية،
    بينما وقائع الحياة غير متناهية، ولذا فلا يمكن أن تشمل النصوص كل مجالات الحياة.
    - هناك نصوص دينية عديدة تتحدث عن (أنتم أعلم بشئون دنياكم)، وعن (الاجتهاد) فيما ليس فيه نص، وعن منطقة (العفو) فى التشريع،
    أى المجالات التى تركت خلوا من التشريع رحمة بالعباد، فضلا عن أن تلاميذ المدارس يعرفون الشائع من السيرة النبوية عن موقعة بدر،
    مما يفهم منه بأن هناك مجالات تركت (للرأي) وليس الوحي.
    - ولا يمكن المحاججة لأجل شمولية الإسلام بزعم أن (الاجتهاد) بناء على المبادىء الكلية يمد التشريعات لتشمل كل شىء،
    ذلك لأن إضافة البشري (الاجتهاد) إلى المقدس (النصوص) لا ينتج إسلاما مقدسا، وإنما رأي بشري لا يصح ترسيمه بوصفه (الإسلام) بألف ولام التعريف !
    - ويؤدي القول بشمولية الإسلام إلى انكفاء حضاري يغلق عالم المسلمين على خصوصية مدعاة، تنأى عن أخذ الحكمة من أي المصادر جاءت،
    ومع التقدم النسبى لغير المسلمين فى العالم المعاصر، فإن مثل هذا الانكفاء يعنى الإزورار عن أهم المنجزات الإنسانية،
    بما فيها الحقوق المدنية والسياسية، وقاعدتها الرئيسية الديمقراطية،
    بما يعنى أن يقوم النظام السياسى على (بيعة) غير محددة الإجراءات وغير محددة الفترة الزمنية،
    وأن يقوم النظام الاجتماعى على التمييز ضد النساء وضد معتنقي وأصحاب الأديان الأخرى،
    وتقوم العلاقات الدولية على مفاهيم الولاء والبراء ودار السلم ودار الحرب، وغيرها من المفاهيم التى لم تعد تلائم حقائق الحياة المعاصرة.
    - ويترتب على القول بشمولية الإسلام أن تتم (أسلمة) كل مجالات الحياة، وعلى ما فى ذلك من انتهاك للحريات والخصوصيات
    فالأخطر أنه يؤدي إلى تقديس الاختيارات البشرية، فيتم تقديس المشاريع السياسية بما يجعلها غير قابلة للفحص والنقد والمساءلة،
    فيكون الحاكم ظل الله فى الأرض، وتتحول معارضته إلى معصية لله وخروج على مافى الدين بالضرورة !
    وتؤدى (أسلمة) العلوم إلى تقديس مستوى معين من المعارف، باعتبارها معرفة مطلقة ونهائية، مما يغلق عمليا إمكانية التقدم العلمي اللاحق.
    كما تؤدي (أسلمة) الفنون إلى فرض مقاييس شكلانية وبرانية على الفنون تقمع حرية الإبداع.
    وكذلك تؤدي (أسلمة) الحياة الاجتماعية إلى فرض أفضليات جهة ما باعتبارها مقاييس إلهية ونهائية،
    وهذا خلاف تناقضه مع المشيئة الإلهية، التى أرادت للبشر حرية الاختيار،
    فإنه كذلك يلوث المجتمعات بالمنافقة والكذب، ويفقر الحياة الإنسانية، ويضرب على المجتمعات نقابا بغيضا من الكآبة.
    ويمكن تعريف الإسلامي بأنه: مسلم وزيادة، بمعنى أنه يتأول الإسلام تأويلا مسرفا متزيدا،
    تأويلا يجعل الإسلام شموليا منغلقا وانكفائيا، وبذلك ينطبق على الإسلامي القانون العام بأن (الشىء إذا زاد عن حده انقلب ضده)،
    وينقلب التأويل الإسلامي للإسلام إلى إسلام ضد الإسلام!، لأن الإسلام دين الرحمة ترك مجالا للعقل وللحكمة الإنسانية البشرية،
    بينما الإسلامي يريد إسلاما (شاملا) يقمع الحريات ويلجم تطور الفكر والعلوم والفنون وينتهك الخصوصية !
    والمسلم حتى حين يتعبد يتوجه إلى الله تعالى خائفا وراجيا القبول، بينما الحزب (الإسلامي) إذ يطرح أراءه الظنية يخوض بها مجالات بطبيعتها ظنية،
    يلقيها وهو على يقين وثوقي بأنه حامل (الإسلام) بالألف واللام، فكأنه لا يرجو حسابا وقد حل محل الديان!
    وقال ديستوفسكى "إذا كان الله غير موجود فكل شىء مباح"، قاصدا بذلك أن الملحد المتسق مع مبدئه يبيح لنفسه كل شىء، بما فى ذلك القتل!
    والحزب (الإسلامي) الذى يرى فى نفسه مرجعا للخير وللصواب ويتصرف وكأنه حل محل الله تعالى، فإنه يتصرف عمليا وكأن الله غير موجود!
    فيجيز فى النهاية كل الوسائل لتحقيق غاياته السامية المقدسة، فيجوّز ما لا يجوز، ويمعن فى استرخاص الحقوق والحرمات".[/B
    يتبع
                  

09-12-2012, 03:48 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    (2) الإسلامي "نصوصي" و"حركي" :
    يدعي الإسلامي أنه يريد تطبيق (الإسلام)، أى تطبيق النصوص،
    ولكن النصوص حمالة أوجه، واختلف المسلمون سابقا وحاليا فى تأويلها باختلاف معارفهم ومصالحهم وأمزجتهم،
    ولكن الإسلامي يرى فى تأويله التأويل الوحيد الصحيح، وفى حال تسلمه السلطة الكاملة فإنه يشيع فى المجتمع مناخا عاما من الإرهاب الفكري،
    مناخا يقمع التساؤل والنقد والمساءلة، وبذلك يهدد الصحة العقلية للمجتمع، ويقمع منافسة المشاريع والاختيارات،
    ويكبح تطور الفكر والعلوم، فضلا عن أنه يجعل معارضته معارضة لله تعالى !
    ولكن الإسلامي ليس "نصوصيا" وحسب، وإنما كذلك (حركي) يستهدف الوصول إلى السلطة،
    وكثيرا ما يتناقض تأويله لنصوصه مع مقتضيات حركيته، ولكنه فى الغالب الأعم لا يستند إلى ذلك لتطوير منهج متسق ونظامي لمعالجة النصوص،
    فيكتفي بانتهازية سياسية، تتغافل عن النصوص غير المرغوب بها فى الفترة المحددة، واستخدام ذات النصوص فى فترات أخرى بحسب المصلحة السياسية،
    وهذا ما يجعل استنارة أى إسلامي استنارة غير مأمونة وقابلة دوما للارتداد.

    وفى ذلك يمكن إيراد أمثلة كحرية الاعتقاد، وحقوق النساء، وحقوق غير المسلمين، والموقف من العنف،
    فإذا كان الإسلامي أمينا لتأويله السلفى القاضى بالالتزام بالنصوص، بغض النظر عن مقاصدها وسياقها،
    فليس له سوى (الردة) لحرية الاعتقاد، و(الجزية) أو السيف لغير المسلمين، والتمييز ضد النساء،
    ولكن إعلان مثل هذه المواقف مكلف سياسيا، ولذلك إما يتم التحايل بإعلان خلاف ما يبطن، أو التغاضي عن النصوص غير المرغوبة فيها سياسيا وكأنها غير موجودة،
    بلا مناقشة معلنة وبلا منهج محدد، مما يجعل مثل هذا التغاضي غير مبذول لقواعد الإسلامييين أنفسهم، وقابل للتراجع فى أي لحظة !

    (3) الإسلامي مفارق للأزمنة المعاصرة :
    النظام الإسلامي بحسب تصور الإسلاميين نظام قائم على (تقوى) الأفراد، على ..
    صديقية أبو بكر، وعدل عمر بن الخطاب، وحلم عثمان بن عفان، وعلم على بن أبى طالب، رضوان الله عليهم أجمعين،
    وعلى هذا الأساس فإن مخطط الإسلاميين يرتكز على تربية أشخاص أتقياء يصونون حقوق الخلق بمراعاتهم حقوق الخالق عليهم.
    ولكن (تقوى) الأفراد غير كافية لتأسيس نظام سياسي ملائم وحامل للقيم الإسلامية الأساسية، بدليل التاريخ الإسلامي نفسه،
    حيث اقتتل الصحابة رضوان الله عليهم حول الإمامة، رغم تقواهم الشخصية التي لا يتطرق إليها الشك،
    مما يؤكد الحاجة إلى المؤسسات الكفيلة بفض الخلافات على أساس سلمي، خصوصا فى العالم المعاصر القائم على المؤسسات بأكثر مما يقوم على الأفراد.

    وفى مثل هذا العالم فإن استلهام عدل عمر رضوان الله عليه، مثلا، يعنى البحث عن نظام عادل فى المقام الأول،
    ومؤسسات تؤدى فى دينامياتها وتوازنها وتضابطها إلى تطوير قيمة العدالة، وذلك الكفيل بضمان عدل الأفراد،
    فإذا لم يكونوا عادلين يتناقضون مع النظام والمؤسسات العادلة، مما يؤدى عاجلا أو آجلا لإزاحتهم لعدم المطابقة.
    وهكذا فإن بحثا جديا عن نظام ملائم فى الأزمنة المعاصرة لا بد أن يتجاوز الحديث التبسيطى والاختزالى عن شروط (إمامة) الأشخاص،
    ليبحث فى خصائص النظم السياسية والمؤسسات، وفى ذلك لا يسعف أى كتاب أحكام سلطانية سابق.

    (4) الإسلامي عقابي وليس حقوقيا :
    أهم مايميز النظام (الإسلامي) لدى الإسلاميين
    (الشريعة الإسلامية)، وهى مفهومة لدى أوسع قطاعاتهم باعتبارها العقوبات الحدية !
    والعقوبات فى حد ذاتها لا تميز إيجابا أى نظام، وإلى ذلك أشار الحديث النبوى:
    «إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه...، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد".
    وتطبق حاليا عديد من الأنظمة المسماة إسلامية العقوبات الحدية، ولكن ذلك لم يجعلها نظما تضمن كرامة الإنسان وحريته وسعادته وتقدمه،
    وفى المقابل فإن نظما ديمقراطية علمانية لا تطبق العقوبات الحدية أكثر احتراما للإنسان وأكثر جاذبية للمسلمين أنفسهم،
    وعلى ذلك يصوت المسلمون بأرجلهم، فيلجأون من الاضطهاد تحت أنظمة بلدانهم الإسلامية إلى بلدان الغرب ذات الأنظمة الديمقراطية العلمانية،
    وما من عاقل الآن يمكن أن يختار السودان أو إيران أو السعودية بديلا عن سويسرا !

    وإذا كان النظام السياسى نظاما تعاقديا، فإن اختزال واجب الحكام فى تطبيق (العقوبات) قسمة ضيزى
    تعفي الحكام من مسئولياتهم الأكثر أهمية (سد الجوعة وتوفير الحرفة)،
    وتشكل العقوبات المعزولة عن إطارها الاقتصادي الاجتماعي الصيغة الأكثر ملاءمة للطغيان وغمط الحقوق،
    هذا بينما يجعل النظام المرتكز على الحقوق العقوبات استثنائية وعارضة،
    وفى حال تطبيقها تطبق على أساس المساواة والعدالة والرحمة،
    وليس مصادفة أن كثيرا من المترفين الآن يرون فى النظام المرتكز على العقوبات والمسمى إسلاميا
    الصيغة الأكثر نجاعة لحراسة مصالحهم بأغطية المقدس،
    وعلى كل فإن نظاما يستمد مشروعيته من العقوبات لا يمكن أن يكون جاذبا أو ملهما فى عصر حقوق الإنسان !

    رابعا : الإسلاميون والحقوق – الممارسة كمعيار :
    يمكن اعتبار الحركة الإسلامية السودانية الحركة الأكثر تميزا فى العالم الإسلامي.
    تطورت فى بيئة متسامحة فلم تتعرض للملاحقة والاضطهاد كمثيلاتها. وكانت قيادتها الأكثر انفتاحا قياسا بالإسلاميين الآخرين،
    جمعوا بين الثقافة الإسلامية وبين التخرج فى أفضل الجامعات الغربية. وشاركت الحركة الإسلامية السودانية فى الحكم على فترات،
    ثم استولت على السلطة بصورة كاملة فى 30 يونيو 1989 لفترة امتدت لأكثر من عشرين عاما، وكانت تجربتها الأسوأ فى تاريخ السودان الحديث.
    انتهت تجربة الإسلاميين السودانيين إلى الفشل، وانتهى نظامها السياسى باعتقال مؤسسها ومفكرها الأساسي الدكتور حسن الترابى !
    وفشلت فى الميدان الذى اختارته (ميدان الأخلاق)، حولت السودان إلي واحدة من أكثر 5 دول فسادا فى العالم، بحسب تقرير منظمة الشفافية العالمية،
    والأكثر فسادا فى تاريخ السودان الحديث، كما يشهد كثير من قادة الإسلاميين فى شهادات موثقة.

    ولأن الفساد تحول إلى ظاهرة شاملة، وإلى نظام مؤسسي، فإنه يؤكد بأن الخطأ ليس فى انحراف أشخاص أو فتنة أفراد،
    وإنما فى الأفكار الفاسدة التي أسست نظاما فاسدا، إزور عن الحكمة الإنسانية، وما طورته من أفكار ومؤسسات ونظم كفيلة بمكافحة الفساد،
    مثل مراقبة الحكام عبر برلمان منتخب انتخابا حرا ونزيها، واستقلال القضاء، وحرية الإعلام، والنظم الإدارية والمحاسبية الحديثة ... إلخ.
    والأخطر أن النظام انتهى إلى الإبادة الجماعية، إلى إنكار حق الحياة لمجموعات سكانية سودانية،
    إلى القتل بالهوية، وحرق القرى، وإلقاء الأطفال فى النيران المشتعلة، واغتصاب النساء، وغيرها من الانتهاكات الواسعة والجسيمة لحقوق الإنسان،
    والتي وثقتها تقارير ذات مصداقية، ويوثقها (المعرض الإنساني) المأساوي فى معسكرات النزوح واللجوء التي دفع إليها أكثر من مليوني سوداني،
    فما الذى دفع كل هؤلاء إلى مغادرة مناطق سكناهم وجذورهم الاجتماعية؟! تزعم دعاية الإنكار أنهم ذهبوا بلا سبب وكأنهم مجانين !
    ولكن حين يصاب ملايين الناس بمثل هكذا جنون مدعى، ألا يستدعي مساءلة كامل الثقافة السياسية والمؤسسات والممارسات التى دفعت إليه ؟!
    إنكار متهافت، والحقيقة أنهم ليسوا مجانين، وإنما واجهوا عنفا مجنونا منفلتا من أى عقال إنساني أو أخلاقي أو ديني.

    وقد قادت إلى الإبادة عدة أسباب، منها الأيدولوجية التى تنكر الحقوق، بما فى ذلك حق الحياة، على معارضي الدولة (الإسلامية)،
    والأيدولوجية التى تقدس العنف، وترى فيه أداة كونية شاملة لممارسة السياسة، والتى تجوز الوسائل كل الوسائل، فى سبيل الغاية المقدسة السامية،
    وكذلك التى تشرعن سلطتها على أساس السماء، وليس على مطلوبات الأرض وإنسانها من حقوق وحريات وعدالة وتنمية وخدمات.
    وإذا كانت السلطة الكاملة للإسلاميين الأكثر انفتاحا (التي تحققت فى السودان) قد أدت إلى الإبادة الجماعية،
    فإن أي سلطة كاملة لأي إسلاميين آخرين ستؤدي فى الحد الأدنى إلى إنكار جسيم وفادح للحقوق السياسية والمدنية.

    وإذا أراد الإسلاميون نتيجة مغايرة عن النتيجة المترتبة منطقيا عن طرائق تفكيرهم ومنطلقاتهم الرئيسية،
    فالحل أن يتواضعوا كمسلمين ديمقراطيين، يستلهمون القيم الدينية، والاستلهام يختلف عن ادعاء امتلاك حقيقة الإسلام بصورة كاملة ونهائية-،
    وأن يأسسوا استلهامهم على قاعدتي (لا إكراه فى الدين) و(أنتم أعلم بشئون دنياكم)،
    وعلى الحكمة الإنسانية التى تشكل الديمقراطية تتويجها، كأفضل النظم السياسية للإنسانية المعاصرة

    انتهى
                  

09-12-2012, 05:25 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    سلامات معاوية الزبير، و مشكور علي ايراد الورقة الي المنبر العام..

    و شكراً للاستاذ الحاج وراق علي هذه الورقة القيمة، التى نتمني أن يستفيد منها اصحاب الاسلام السياسى، لنقد ( افكارهم الفاسدة)، و تقويمها، و من ثم التنازل عنها لصالح الافكار الديمقراطية، و المواطنة، و اسس ادارة الدولة ب"العقل" الحديث.

    Quote: ولأن الفساد تحول إلى ظاهرة شاملة، وإلى نظام مؤسسي، فإنه يؤكد بأن الخطأ ليس فى انحراف أشخاص أو فتنة أفراد،
    وإنما فى الأفكار الفاسدة التي أسست نظاما فاسدا
                  

09-12-2012, 07:14 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: سعد مدني)

    أهلين سعد
    Quote: شكراً للاستاذ الحاج وراق علي هذه الورقة القيمة، التى نتمني أن يستفيد منها اصحاب الاسلام السياسى،

    يا رجل يستفيدوا شنو،، كادوا يكفرونه في مداخلاتهم أمس
    واليوم اكتفى الترابي بالقول إنو الزول بتاع امبارح دا "شيوعي" .. (يوجد فيديو ح أنزله لاحقا)
                  

09-12-2012, 11:48 PM

محمد الحارث احمد

تاريخ التسجيل: 09-28-2011
مجموع المشاركات: 71

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    الحاج وراق ومجابهة الطغاة من شلليات الاسلام السياسي على حبال السنين .
    مجموعات الانحطاط الاخلاقي دائما ابعد ما يكونوا عن الموضوعية ، فتاملوا كيف تكلم وفكك الحاج وراق هذه الشلليات ، وما قاله الترابي عن الحاج وراق .
    عصابات الاسلام السياسي أينما اوجدت نفسها كان طابعها العنف والغاء الاخر كما انها دائما توجد نفسها بالعنف ، الطبيعة الاجتماعية المعادية للانسانية يتشكل منها هؤلاء الدمويون .
    تسلم الاستاذ معاوية الزبير على نشر الورقة فهو نشر بالضرورة في طريق وضع السفهاء في مساراتهم الصحيحة ، والتى لا تتعدى كونهم يجتمعون على سلطة المصالح الذاتة مهما كانت الكلفة البشرية الهائلة من ذلك ، ومن ثم بزوال السلطة يتحولون لحالات التفجير والتخريب وهي ذات الحالة التي كانت تحميها الدولة .
    خالص التحايا
                  

09-13-2012, 09:23 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22963

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: محمد الحارث احمد)

    يا معاوية
    الاخ العزيز دالى
    عندو راى تانى في ورقة الحاج وراق ذالك من خلال حواربيننا عبر الهاتف
    دالى بفتكر ان وراق وحسب ورقته اصبح هو والترابى وجهان لعمة واحدة بمعنى ان
    تقول الله ورسول ما عندهم حلول عملية لواقع البشرية اليوم وفي نفس الوقت بتستشد بيهم اى حسب
    استشهادات وراق عبر ورقته ....
    المهم اتمنى في لقاء اليوم بين دالى ووراق ان نسمع من كلاهما ونقول قولنا ولانستغفر لعقولنا .....
                  

09-13-2012, 10:31 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: بدر الدين الأمير)

    انتهت تجربة الإسلاميين السودانيين إلى الفشل، وانتهى نظامها السياسى باعتقال مؤسسها ومفكرها الأساسي الدكتور حسن الترابى !
    وفشلت فى الميدان الذى اختارته (ميدان الأخلاق)، حولت السودان إلي واحدة من أكثر 5 دول فسادا فى العالم، بحسب تقرير منظمة الشفافية العالمية،
    والأكثر فسادا فى تاريخ السودان الحديث، كما يشهد كثير من قادة الإسلاميين فى شهادات موثقة.





    عفيت منك يا الحاج وراق
    ما قلت الا الحق


    شكرا معاوية على هذا البوست المهم ...اذا كان الترابى ينكر هذه الحقائق التى ذكرها الاخ وراق ولا يزال يصف معارضيه بالشيوعية وغيرها .. فما عليه الا العودة الى ابنائه ومصالحتهم بدلا من الاصطفاف مع جماعة القوى الوطنية المعارضة ...والادعاء بالايمان بالديموقراطية وتداول السلطة ..

    (عدل بواسطة الكيك on 09-13-2012, 10:49 AM)

                  

09-13-2012, 04:47 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: الكيك)

    Quote: (يوجد فيديو ح أنزله لاحقا)
                  

09-13-2012, 05:05 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: Kostawi)

    Quote: يدعي الإسلامي أنه يريد تطبيق (الإسلام)، أى تطبيق النصوص،
    ولكن النصوص حمالة أوجه، واختلف المسلمون سابقا وحاليا فى تأويلها باختلاف معارفهم ومصالحهم وأمزجتهم،
    ولكن الإسلامي يرى فى تأويله التأويل الوحيد الصحيح، وفى حال تسلمه السلطة الكاملة فإنه يشيع فى المجتمع مناخا عاما من الإرهاب الفكري،
    مناخا يقمع التساؤل والنقد والمساءلة، وبذلك يهدد الصحة العقلية للمجتمع، ويقمع منافسة المشاريع والاختيارات،
    ويكبح تطور الفكر والعلوم، فضلا عن أنه يجعل معارضته معارضة لله تعالى !
    ولكن الإسلامي ليس "نصوصيا" وحسب، وإنما كذلك (حركي) يستهدف الوصول إلى السلطة،
    وكثيرا ما يتناقض تأويله لنصوصه مع مقتضيات حركيته، ولكنه فى الغالب الأعم لا يستند إلى ذلك لتطوير منهج متسق ونظامي لمعالجة النصوص،
    فيكتفي بانتهازية سياسية، تتغافل عن النصوص غير المرغوب بها فى الفترة المحددة، واستخدام ذات النصوص فى فترات أخرى بحسب المصلحة السياسية،
    وهذا ما يجعل استنارة أى إسلامي استنارة غير مأمونة وقابلة دوما للارتداد.

    وفى ذلك يمكن إيراد أمثلة كحرية الاعتقاد، وحقوق النساء، وحقوق غير المسلمين، والموقف من العنف،
    فإذا كان الإسلامي أمينا لتأويله السلفى القاضى بالالتزام بالنصوص، بغض النظر عن مقاصدها وسياقها،
    فليس له سوى (الردة) لحرية الاعتقاد، و(الجزية) أو السيف لغير المسلمين، والتمييز ضد النساء،
    ولكن إعلان مثل هذه المواقف مكلف سياسيا، ولذلك إما يتم التحايل بإعلان خلاف ما يبطن، أو التغاضي عن النصوص غير المرغوبة فيها سياسيا وكأنها غير موجودة،
    بلا مناقشة معلنة وبلا منهج محدد، مما يجعل مثل هذا التغاضي غير مبذول لقواعد الإسلامييين أنفسهم، وقابل للتراجع فى أي لحظة !




    العزيز بدر
    اتفق مع الحاج وراق فى ان الازمة ازمة نصوص لكنى اضيف ان ما اعطى تلك النصوص مشروعية هو مسألة ما يسمى بالسنة التى تم تدشينها كمفهوم يقاوم التطور فى عصر التدوين وذلك على العكس من الاعتقاد السائد بانها امتداد لصدر الاسلام الاول !
    لم اندهش لرأى دالى لانه وبرغم الموقف الديمقراطى المنفتح للفكر الجمهورى تجاه قضايا العصر الا ان هناك اشكالية ما فى الموقف من قضية لغوية هامة تتعلق بعلاقة الدال بالمدلول او اللفظ والمعنى ،موقف الحاج موقف اقرب الى الصواب فيما يتعلق بالتعامل مع التاريخ العربى الاسلامى ومجمل قضية اصلاح المفاهيم الدينية لدرجة يمكن القول فيها بأن موقفه يشكل امتداد للموقف المعتزلى العقلانى
                  

09-13-2012, 05:12 PM

بدر الدين محمد
<aبدر الدين محمد
تاريخ التسجيل: 06-13-2011
مجموع المشاركات: 554

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: طلعت الطيب)

    Quote: عفيت منك يا الحاج وراق
    ما قلت الا الحق


    تسلم يا وراق
                  

09-13-2012, 06:38 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: بدر الدين محمد)

    تعرف يا محمد الحارث، أكثر ما أعجبني في ورقة الأستاذ وراق أنها قيلت في عرين الأسد كما عنونْت
    وكنا ننتظر مداخلات وتعقيبات عقلانية تفند الكلمة بالكلمة لكن للأسف تراوحت التعقيبات ما بين
    "من أين أتى المتحدث بهذه الأشياء؟" و"شيوعي"
    حتى المفكر(؟) فهمي هويدي قال في رده إن وراق رسم صورة كاريكاتورية للإسلاميين
    ورد عليه وراق بأن ما يقوله يحدث فعلا على هذه الأرض ولم يأت به من المريخ

    تحياتي
                  

09-13-2012, 11:08 PM

محمد الحارث احمد

تاريخ التسجيل: 09-28-2011
مجموع المشاركات: 71

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    كنت واحد من مجموع من راهنوا على تجربة الحاج وراق اذا ما غادر السجن الكبير (السودان) ، وتحرك عبر الفضائيات وأوجد له مكان بين ندوات ومنتديات شلليات الاسلام السياسي .
    حقيقي يا أستاذ معاوية كل الانتهازيين من فهمي هويدي وغيره من بقية الاسماء المزاعة لا يصمدون ولو قليلا اما تفكيك وحضور الحاج وراق .
    الطريق الوحيد لمحاورة وراق من جانبهم هو تماما ما بدأ من ردودهم الهبلة ومنحطة بعيدا عن الموضوعية والموقلة في الهتر .
    كانوا سارحين في الفضائيات لكن طالما الحاج وراق حضور سيعيد الامل في المواجهة من داخل النصوص قطعية الورود .
    كامل احترامي ..
                  

09-14-2012, 07:41 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: محمد الحارث احمد)

    Quote: المهم اتمنى في لقاء اليوم بين دالى ووراق ان نسمع من كلاهما ونقول قولنا ولا نستغفر لعقولنا

    شكرا للجلسة العامرة يا بدر الدين،
    ياخ اعمل ليك ديوان في الحوش البرّ دا، زهجنا من الوقاف،
    نحن بنقيف من زمن السينما ودار الرياضة في السبعينيات، خلاص دي الوقت هرمنا

    اعتقد وراق و دالي كانا أقرب إلى الاتفاق

    بينما لعزيزنا عبد الله علي إبراهيم رأي آخر يحسن الدفاع عنه ويستحق المناقشة
    -------------------

    عزيزي الكيك
    Quote: ...اذا كان الترابى ينكر هذه الحقائق التى ذكرها الاخ وراق ولا يزال يصف معارضيه بالشيوعية وغيرها ..
    فما عليه الا العودة الى ابنائه ومصالحتهم بدلا من الاصطفاف مع جماعة القوى الوطنية المعارضة ...والادعاء بالايمان بالديموقراطية وتداول السلطة ..

    هو -وللأمانة- في كلمته وصف تلاميذه بأسوأ النعوت، وكمّل الباقي قهقهات (ومصطفى عثمان.. مطرقٌ)
    لكنه أضاف انهم في المرة الجاية سيستفيدون من التجربة.
    حلوين حلاوة الكيزان ديل.. لمّن يعشرقوا الزول
                  

09-14-2012, 09:56 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    كوستاوي
    Quote: Quote: (يوجد فيديو ح أنزله لاحقا)

    بالإضافة للمشغوليات، أنا ضعيف في التكنولوجي (أو العكس)، وإذا فشلت اليوم ح أرسله ليك، أديني عنوان في الخاص
    بالمناسبة عايز أسألك من زمان عن علاقتك بي العزيز الراحل ياسر هجام (حي الشاطئ)
    أكثر ما أحزنني في فقده أنني لم اسمع بالخبر الفاجع إلا بعد سنوات طويلة كنت خلالها انتظر يوم ملاقاته
    كان ودودا جدا لدرجة أنه كان يظلم نفسه، وأحس أحيانا أنه من نسج خيالي ولم يوجد أصلا. عليه رحمة الله
                  

09-14-2012, 10:46 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    طلعت الطيب يا صاحب

    أمس أثناء نقاش عن الفيلم المسئ، قال دالي:
    الواحد يكون كاتب على الزجاج الخلفي لعربيتو (كلنا فداك يا رسول الله) ثم عادي جدا يخرّم قدام عربيتك وياخد حقك في الطريق.
    تانيا، يخيل لي نحن الأمة الوحيدة التي سخّرت جل إيمانها للتابعين وتابع التابعين... عييييك
    وأهملت تماما الرسالة إتسيلف، كأنهم سيحاسبون يوم القيامة على مدى معزتهم للخلفاء والتابعين (و.. دي طيبة أم غفلة، ما عارف)
    ------------------

    بدر الدين محمد
    شكرا ولك التحايا
    ------------

    محمد الحارث
    الحاج وراق واحد من سودانيين قلائل تستضيفهم قناة الجزيرة -منهم حيدر إبراهيم- تستمع لقوة خطابهم واتساقه فتحس بالفخر أمام الحضور.
    عقب انتهاء الجلسة التي قدم فيها وراق ورقته، علّق الصحفي عبد الوهاب بدرخان:
    الحالة دي حاج، لو ماكانش .. كان ح يقول ايه!

    مواصلة في حكاية الخطابة، عندنا -كسودانيين- مشكلة أزلية فيها (منصور خالد –بي جلالة كتابتو- نموذجا)
    نتمنى في السودان الجاي (بعد ما الجماعة ديل واللي بعدهم يُجهِزوا على السودان الحالي)
    نهتم بمعالجة هذا الخلل عبر مناهج المدرسة الأولية
    -----------------

    لاحقا نص ورقة الشيخ الترابي في الندوة
                  

09-14-2012, 11:37 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    نص ورقة الدكتور حسن الترابي في ندوة (الإسلاميون والثورات العربية) بالدوحة

    في أجزاء

    الإسلاميون وتحديات إدارة الدولة
    ( ابتلاءات مقاربة السلطان )

    مراحل المسير مقاربة للسلطان
    كل المذاهب الناشئة فالظاهرة فالناهضة في تاريخ حياة الإنسان هي في أطوار. يقع ابتلاء في حال جمود يثير تحدياً للساكنين فيها فتجاوبه منهم الاستجابة التي تقوم تصدياً وحركة وقد تتلاحق تلك الأطوار مترتبة تقدماً في الحياة وقد يتسارع دفعها وتتداخل. وتلك ظاهرة قد تتقارن أحوالها في شتي المجتمعات الإنسانية وقد تتمايز تجلياتها بين مجتمع ومجتمع لاختلاف الظروف وقد تتماثل حركتها بين مجتمع سابق في نهضته المبادرة المتعسّر جهدها ولاحق يعتبر به يتعظ فتتيسّر سيرته.
    ومبتدأ المراحل في قومة الإسلام المعاصرة هي صحوة بعد حال غفلة وانبعاث حياة بعد موت واستثارة بعد ظهور تحد منافس . فبعد عهد من ذبول حميّة الدين وحضور الإيمان بالله وبالغيب في شعاب من الحياة – بعدئذ قد تنشط مشاعر الدين وتعمر شعاب الإيمان حتي في الحياة العامة التي كانت تغمرها الفتن بشهوات الهوي وتعلقات الدنيا المشهودة والمتاع المادي أو كانت تهيج فيها عصبية كالوطنية أو القومية مغالبة للغريب ، ومن ثم تتفجر طاقات ودوافع إسلامية النزع متعززة في إعلان الهوية الدينية . ففي السودان ومثله في بلاد عربية وإسلامية تاريخاً كان منبت القومة الإسلامية الحية هو بؤر التعليم النظامي الذي كانت تطغي فيه غاشية من الانفتان والإجلال للثقافة والحضارة الأوربية . وكان التراث الفقهي مزدهراً وتكاد تخلو مادته من هداية في الحياة العامة إلا متوناً متقادمة في الأحكام السلطانية الساذجة للباحث الذي تحراها وراء الكتب المعهودة . والشعائر الدينية المسنونة كانت حيث تؤدَي راتبة صوراً من حركة تعبّد وأصواتاً من كلمات ذكر لا يفقه عامة الناس لها معني ولا يجعلون لها أثراً في الحياة العامة : والتراث الصوفي كذلك كان نشاطه في خلاوي النجوي عكوفاً علي المسابح وحلقات التذاكر وجماعاته تؤاخي المؤمنين وتوقر في نفوسهم الولاء للشيوخ وذرياتهم ولكن لا تهديهم وراء الحياة الخاصة .
    فالحركة الإسلامية ذهبت في مرحلتها التالية للنشوء تحيى الشعائر وتجتهد نظراً في فقه الدين الشامل للحياة الخاصة والعامة وتجديد أصوله بما يُثريه . وكانت تتجاوز التقليد والمذهبية في الفقه والعقيدة والعصبية في الولاء للطرق الطائفية ، وأخذت تنشر وتباشر الدعوة للإسلام وفي ذلك تُحاور وتجادل الرؤي الغازية من مدّ الثقافة الأوربية اللادينية ، وتدافع عن حق الدين الإسلامي شبهات أصابته لمقايسة علي ماضي الدين الكنسي ، وكان أفق ولائها الإنساني يتسع نحو كل بني الوطن فالقوم وورائهم الأمة المسلمة وبني الإنسان ، لا ينحصر انجذابها نحو الغرب الموقر وحده المتعالي مثاله . وبسطت الحركة دفع تنوير للظلمات التي غمت مجتمعات المسلمين وخيّمت علي ثقافتهم ، فكانت تحرر وتنشرً الرسائل والكتب في هدي الدين ومقتضاه الحاضر في كل شعاب الحياة وبيان رشده في كل واقعاتها . وكانت تتسع اطلاعاً فترجع إلي أصول الدين والقرآن لا تلاوة لفظية وحسب بل تدبراً للمعاني والمغازي وسنة الرسول (ص) لا حفظاً لنصوص بل تفهماً لمثال حياته . وأخذت الحركة تتسع كذلك في مد ولائها في المجتمع ، تخاطب النساء ولا تقتصر علي الرجال الذين كان يُظن لهم قديماً حكر الفقه والدين وفضل الجهد الفعّال في أيما حركة للتغيير والتجديد . ومضت تمتد أيضاً بعد أن انحصرت عضويتها في صفوة الخارجين من المدارس والمنتمين للمهن الحديثة فتخاطب وتؤلف عامة الناس من المسلمين بل من أبناء الوطن الإفريقي الأخرين. ودعوتها لم تعد دفاعية عن حجة الدين وحق تعاليمه ولا قاصرة لهمّ علي توبة حياة السياسة والسلطان الي الدين بعد فسوقها عنه عهداً طويلاً بل رجعة أيضاً إلي هداية الدين في المعاش والمال ومعاملات المجتمع الخيرية والفنية والرياضية التي تناءت عن الدين نية وأداءً . وتنزلت الدعوة الخطابية إلي العمل الواقع مُثلاً هادية من منظمات ومؤسسات في كل تلك المجالات من الحياة.
    يتبع
                  

09-14-2012, 11:39 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    ثم توجهت الحركة الإسلامية في نهضة سياسية مضادّة لواقع السلطان ، لأن سلطته في الحياة الحاضرة عمّت شعابها كافة بأوسع مما تولاه ولاة حكم المسلمين قديماً . وقد أضطرت الحركة في بلاد مسلمة إصعاد الجهاد الجدالي إلي القتالي المتطاول مقاومة لما بُسط عليها من العدوان ، وتهيأ لها أحياناً التحالف مع قوي أخري في عالم السياسة وفي المجتمع لتعبئ ثورة من كل جهود الرعية تحيط بالسلطان وتغلبه مهما جهد ليؤمّن قواعد سلطانه ويحفظ سيادة أهوائه وحفظ مكاسبه وجاهه في الطغيان ، وأحياناً انفسح لبعض الحركات مجال لحرية المجادلة والمنافسة العادلة في ابتغاء السلطة ولو باسم الديمقراطية الأوربية فلقبت الحركة طمأنينة في أن يعمل كلٌ علي شاكلته وفي مكانه ليروا لمن تكون عاقبة الأمر – كما روي القرآن في النهج الحق في دعوة الرسل لقومهم قديماً وأوصي به الدعاة المسلمين .

    لئن اختلفت ظروف شتي البلاد بين القومة المجاهدة والثورة الجائعة والمغالبة السياسية سلماً فقد قضت ظروف حركة الإسلام في السودان أن تسلك طريقاً آخر ماهو مثل سنة النبي (ص) في تمكّنه في سلطان المدينة . ذلك أنها كانت تتعرض مثل سائر الحركات لدورات من الكبت والاضطهاد لكنها بلغت في مثاقيل السلطة ما أفزع منهاالطغاة الحكام المفتونين بالسلطة واحتكارها ومن ورائهم القوي الأوربية التي تقّدر الديمقراطية قيمة فاضلة ومنهجاً مرضياً للتنافس علي الحكم كيفما كانت عاقبته لكنها كانت أشد انفعالاً بتراث كره الاسلام ديناً وتوالي الحروب الصليبية لصدّه وقهره والاحتلالات الاستعمارية لا ستضعافه وتسخير المسلمين لأهوائهم – كانوا لا يرضون بإجراء ديمقراطي قد يُعقب ظهور إرادة إسلامية عزيزة في السلطان يضطرب بها رحجان ميزان المصالح والقوي الذي يحبون .

    ولذلك تعرضت الحركة في السودان لا لغضبة حاكم من الوطن وحسب بل نتحريض مباشر من تلك القوي للحاكم أو جنده في لزوم أخذ الحركة الإسلامية أخذاً بالقوة التي تصدّها وتردها أو تستأصلها ، ذلك لا سيما أن الحركة الإسلامية في السودان مثل سائر إخواتها كانت قد مدت حبال وصلها الخارجي عبر كل القارات لا سيما الإفريقية وحسب كبارُ العالم أن ذلك اتساع عظيم الخطر علي سعة نفوذهم. ولعل الحركة قد استوحت عبرة تجارب الإصلاح الثورية في أوربا – أن العهد القديم للطغيان لا يتراجع بالحسني درجاً رفيقاً بل بالقوة الأخذة القارعة . وكذلك قامت الحركة الإسلامية بانقلاب كان مجهول الوجه لأول عهده إلا ظاهر حملة عسكرية ، لأن جند النظام الذي كان قائماً حذّروه من فتح مجال للمشاركة الائتلافية في الحكم لمثل تلك الحركة وأنذروه بأنهم سيباشرون هم صدّها بتولي السلطة إن لم يفعل ذلك رئيس وزراء مؤتلف مع الحركة في حكمه ، فاضطر لإخراجها دون داعي خلاف معها ليأمن هو في مكانته سيداً ما معه إلا ثان في سواد المجتمع السوداني الطائفي بتاريخ ولائه.

    والحركة الإسلامية في السودان وقد اتسعت عضويتها في المجتمع لتجمع ما يمثل كل شعابه وفي الوطن عبر كل شعوبه ووسعت أهداف دعوتها كل هموم الحياة خاصها وعامها ، واتخذت كل أسباب بلوغ السلطان دعوة ومنافسة في سلام ومباغتة بقوة للتتمكن في السلطان دون صدام ، كانت قد مدت أيضاً حبال صلاتها بالحركات الإسلامية بل بكل قوي الإسلام في الأرض وكانت أيضاً تمد نظرها حركة سيارة وترسم خطتها لسنوات لأنها بدينها تتوجه إلي الأخرة ، وما كان التخطيط معهوداً في مثيلاتها الإسلامية . وما كانت تتجدد بخططها المتقدمة وسائل حركتها ونظام بنائها وحسب بل كانت تتجدد باسمها وقياداتها وأولويات أهدافها في كل طور وحين وفاق تقلّب نظم السودان وظروف حياته العامة . فقد كانت لأول عهدها السري هي حركة التحرر الإسلامي يسري مدها بين طلاب العلم قبل الاستقلال مجابهة لحركة التحرر الوطني الشيوعية ، ثم خرج قادة منها من عهد التعليم واتخذوا اسم الأخوان المسلمين تعاطفاً مع الذين حملوا ذلك الاسم في مصر إذ تعرضوا حينئذ لفتنة أُريد بها أن يُقضي عليهم فأراد إخوانهم في السودان أن يحفظوا ذلك الاسم عالياً ومايعنيه حياً.

    ثم مرّ السودان بعهد عسكري كان كابتاً لكل القوي السياسية فخرجت الحركة بعد سقوطه باسم الميثاق الاسلامي بكتاب عهد فيه هداية الحياة كلها للاسلام اتخذوه أساساً لجمع من التيارات الدينية سلفيتها وصوفّيتها والمثقفين منها. وبعد سنوات كُبتت الحركة ومَن معها بوطأة أشد لحكم يساري عسكري فتجاوزته بسقوطه بعد سنين وأقامت جبهة إسلامية قومية أسسها الرجال والنساء من كل قوم الوطن أبناء من الشمال والجنوب وسائر أنحاء السودان وتآلفت فيها عناصر من الصفوة المتعلمة وأفواجاً من العوام . ولما قامت حركة الإنفاذ العسكرية اتخذت الحركة الإسلامية اسم المؤتمر الوطني ، مستغنية عن ذكر الإسلام في عنوانها لتسع المواطن غير المسلم وغير الناشئ في سياق التيار الإسلامي . ثم تطورت باسم المؤتمر الشعبي حين فاصلت مَن فتنه السلطان وضلت سيرته وعادت هي إلي قاعدة الشعب وجمهوره مبتلاة معوّقة في حرية المسير كشأنها القديم . وتلك الأيام يداولها الله بين الناس بين يسر وعسر وعزة ومسكنة وقوة واستضعاف.
    يتبع
                  

09-14-2012, 11:42 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)


    الحركة بعد التمكن وميزان السلطة للراعي والحرية للرعية:
    إن مسلك أيما منظومة كانت مبتلاة في حرّيتها لكنها بلغت هي موقع السلطان – إن مسلكها وقف علي المبادئ التي هدت مسيرتها وكانت مؤمنة بمقتضاها فعلاً صادقاً بعد قوله دعوة وشعاراً . فطبيعة الحركة الإسلامية في السودان أنها لم تكن تنظيماً عليه مشيخية فلم يكن أمرها كله موكولاً لكبيرها ، فمثل تلك التنظيمات حين تتولي السلطة تكل كل الأمر العام إلي رأسها ومن حوله ، وإنما كانت الحركة ناشئة في جيل عمرهم وعلمهم وكسبهم كلهم سواء ، فالتزمت هي فعلاً بنهج الشوري في تسيير أمرها يُنتخب القادة جملة وتتخذ القرارات في شوري مجالسها ، وأعضاؤها كلهم يستوون ذكورهم وإناثهم قدامي العهد والمحدثون . ولكن السرية كانت عرفاً لازم منشأ الحركة إذ عاصر ذلك ابتلاءات في كل أرض المسلمين للحركات الإسلامية الناهضة . وتلك السرّية كانت تقصر مدي الشوري وتُفقد جدواها لأن القرارات والخطط يُستسر بها غالباً وحيثياتها تظل مكتومة عن القواعد يلتزمون بأمرها لأنها من مصادر موثوقة يأمنونها ويفوضوّن لها ما هو أوفق وأحكم من تقدير وتقرير . وكانت تلك علة بدت عورتها في مجال السلطان .

    ثم إن مصطلح الحرية لم يكن مألوفاً في أدب المصادر الثقافية القديمة للإسلام إلا ضداً للعبودية والرق . والحق أن القرآن يقرر أصلها في طبع الله للإنسان ليكون في خيار عند الرأي والعمل حيثما توجه ، وتواترت الدعوة للخيار الحر للمخاطبة في كل رسالات المرسلين وتكثّف الذكر لأصلها في القرآن في كل علاقات المؤمنين دعوة أو تزاوجاً أو تعاملاً في التجارة أو تعاهداً في السياسة والحكم ، لا إكراه في الدين ولا إجبار في أيما علاقة بل هي كلها تجري عن رضي ومعاقدة يكون الوفاء بمقتضاها فرضاً بل القرآن لا يسميها حرية انطلاق من القيد وحسب بل تكليفاً أن يمارس المؤمن التعبير الصادق عن إرادته والإمضاء الحر لمشيئته دون جبر أو عدوان أو إضرار للآخر .

    ولذلك يحسب كثيرون أن كلمة الحريات العامة ، ليست واردة إلا من الغرب بغير أصل في الإسلام ، وأن عبارة "الحقوق الأساسية " هي أيضاً مستوردة من فكر أهل الغرب وكسب تجاربهم . والحق أن الحقوق معروفة في الإسلام لكن يُعزّز وقعها أنها تُمارَس واجبات تكليف أن يسعي المؤمن لحفظ حقه ويمارسه واجباً عليه ليتكافأ وقع الحقوق والواجبات كلً يتمتع بحرمته وبحماه ويدفع عنه ويتيح للآخر ذلك دون عدوان وكلٌ يباشر حقه في التعبير ويُناصح الآخر مع حفظه لحقه وتخيير الآخر وكلٌ يعاهد الآخر ويبايعه مراضاة لكل حقه وعلي كل واجبه بميزان في إحقاق حقه والفسح لحقوق الآخرين . وإذ كان سابق عهد المسلمين مرهوناً بأثقال من كبت حرية الاعتقاد والاجتهاد للمؤمن والتعامل كرهاً مع السلطان فقد غشي ثقافة المجتمع المسلم ومحمول تقاليده العرفية الفقهية مادعاهم لإيكال كل أمر الجماعة العام وشأن والملأ لمن يتولي الرئاسة العليا : شيخ الطريقة أو إمام الجماعة السلفية أو مفتي المذهب الفقهي أو أمير العصبة الجهادية ..الخ . وكذلك كانت ولاية أمر الأسرة والأهل والقبيلة هي للأب والشيخ والكبير .

    وفضلاً عن ذلك كانت المعارضة السياسية لقيام الحكم الإسلامي هكذا انقلاباً – كانت تتعبأ وتستنصر بأيما قوة في العالم تؤويها ملجأ أو تمدها بأسباب الحركة والإعلام . وذلك مما دعا الحريصين علي ثبات أمن النظام الاسلامي إلي العدوان علي المعارضة بالمثل سيئة بسيئة ، تُحتكر دونهم الإذاعة والصحافة وتُتخذ لنشر دعوة الإسلام ودعاية نظامه المحاط بها من الغرب الذي يكيد لقيامه وتُحاصر المعارضة وتحظر الأحزاب والمنظومات غير الحزب الداعي لله وجماعات الدعوة والخير الديني .
                  

09-14-2012, 11:50 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    ومن ثمّ ظهر الخلاف بين أهل الحركة الإسلامية الأصيلين المخلصين لمقتضي هدي الدين : أن يترك الناس في خيار وحرية ويُتسامح معهم ويجادَلون بالحسني مهما يكونوا ولو دعاة للكفر أو حزباً للشيطان وحيثما طعنوا بأقوالهم في الدين وفي رجاله ، ذلك مثل سنة المدينة وسماحة قائدها الرسول (ص) ووصايا القرآن الصريحة . وقد تأخر إفساح المجال للصحافة وجرت محاولة قانونية لإطلاقها ولكن في واقع السلطة ظلت مرهونة لضبط ورقابة من ولاة السلطان الغيورين علي أمنه الحياة كما يدّعون للإسلام . وكذلك الأحزاب أُذن لها بعد حين لكن حُوصرت أن تجاهر في الندوات بمواقفها المعارضة . وحرمات الإنسان وخصوصيته كذلك كانت تنتهك مخالفة لنهي الدين بنص القرآن عن التجسس وظن السوء وتقارير الغيبية . بل ظل الاعتقال السياسي يطال الناس دون تهمة جنائية يُتحري عنها والقضاء الاستثنائي الذي يدين ويعاقب بلا بينة ، وأُبيحت مصادرة المكتسبات دون ملجأ لقضاء عادل ومحاكمات متجردة للحق – ظل ذلك سياسة متّبعة أصابت سمعة حكم الإسلام بسوء في رأي السودان العام بل في العالم .

    وكذلك لم يراع مبدأ المساواة بين الناس . والحركة كانت هي قد عرفت أن الناس سواء لا يتمايزون إلا بلأهلية وبالكسب والجهد والتخلّق الحسن وعند الله بالتقوي . ولكن ظلت روح العصبية العرقية في ولاة السلطة تبدو مظاهرها في ليّ عدالة الحكم وتوليه مناصبه والتصرف في أمواله ، لا تمضي الولاية بميزان الأهلية والأولوية الأحق ولا يوزع المال بالقسط . وذلك أحدَّ رد فعل المجتمع فاشتدت فيه العصبية المضادة لدي المظلومين أيضاً وتمايزت بالمجتمع العصبيات وأخلت بوحدته القبلية والنزعة الإقليمية . والحركة قد استدركت قديماً في طبيعة بنائها وفي دعوة إصلاح المجتمع ظلم المرأة لتردّ المؤمنين إلي هدي العدل والتراضي والتشاور في الزواج والأسرة والفرص المتكافئة في ولاية الوظيفة العامة . وقد نشطت الحركة برسائل دعوتها وبمثال مسلكها هي في تحرير المرأة من جاهلية الظلم الضآلة عن عدل الإسلام وحقه ، بل اجتهدت في أن تحملها بعد التحرير علي التكليف بأن تشارك في كل شعاب الحياة تكاملاً ومساواة بين الرجال والنساء كما فضّل الله بعضهم علي بعض في أعضاء الخلق وفي الطبع لكن ساواهم في أصل الدين والتكليف والحقوق إلا توزيعاً متكافئاً حسب تفاضلهم ، وفي الجزاء والمصير أيضاً . مهما يكن ذلك من كسب الحركة وكان حماية من أن يأتي تحرير المرأة بدفع ثقافة أوربية تُفسد موازين الأسرة والخلق في مجتمع المسلمين – مهما يكن ذلك كذلك فإن السلطان إن سوّت الذكور والإناث في التعليم ما ساوتهم في الوظائف والمناصب العليا وفي بعض أحكام نظام أمن المجتمع الجائرة .

    وكذلك في نظام الحكم فإن الحركة الإسلامية في السودان كانت مستقيمة ملتزمة في حياة قيادتها وسيرة حركتها بالشوري ونظام الانتخاب الصادق للقيادات وبسط الشوري لتتغلغل الأصعدة الأدني في الولاية وتتجلي نحو تمام القرار في الأعلي . لكن ميراث المسلمين في الأحكام السلطانية ليس إلاّ فقيراً وكان منسياً في أحكام السياسة السلطانية وخُلقها ومجاهدة ابتلاءاتها وفتنها ، وكان ذلك مغفولاً عنه حتي في منهج الصوفية التي تدّعي تزكية النفوس . وميراث النهج الأوربي في الحكم والإدارة كان يطغي بمصطلحاته وروحه في ساحة السلطان ودواوينه ولغته كلها . ورشد الإسلام بأن تتكامل المشاعر الدينية في النفس الإنسانية لترقية الحياة وضبطها ما كان كله حاضراً في وعي المجتمع السياسي لتعمر أصول الخُلق دوافع وضوابط في وجدان كل فرد ، وما نشطت مع ذلك آثار المعروف والمنكر الذي يتواضع عليه المجتمع موصياً بالحسني محرضاً عليها ناهياً عن الظلم والعدوان والخطاب لائماً علي ذلك ، وما تكامل ذلك في تناسق مع أحكام القانون الصادرة من السلطان لتحيط بما هو نافع في ظاهر علاقات الحياة وعمومها من واجبات كفائية واتقاء للمضار والمحظورات الجنائية وبيان التناظيم التشاركية في تعاون الناس والتراتيب الصالحة لإدارة السلطة . وفي هدي الإسلام التعويل في صلاح الحياة ليست بغالبة علي السلطان قانوناً بل علي المجتمع والوجدان عرفاً وخلقاً . ولكن إذا لم يصلح وجدان الناس أفراداً ولم تحسن أخلاقهم مجتمعاً فإن تكليف الاستدراك يصبح ثقله علي السلطة ويدها الآمرة القاهرة.

    وذلك القصور في إصلاح النفوس والمجتمع هو ما جعل حظ السلطان في حكم الحركة الإسلامية ثقيلاً في أبنيته ووظائفه وجعل دوره أعظم ، تتكاثر المناصب في ولاية السلطة ويتعاظم الإنفاق العام من واردات الحمل علي الناس بالضرائب وتكاليف الخدمات العامة المؤداة لهم . وهكذا أصبحت تتضخم عضوية المجالس التشريعية وتتفرع الوزارات وتتكثف فروعها التنفيذية وتتكاثر بأسمائها بقليل فعل منها ، وتتكاثر أيضاً المؤسسات الاستثمارية والتجارية التابعة للسلطان ، كأن المذهب العام للحكم أصبح اشتراكياً متطرفاً ، القطاع العام فيه يحتكر الاقتصاد والخدمات . وهدي الدين يُوحي لخواص الناس وجماعتهم بالضرب في الأرض والكسب والانتاج عبادة لله وكذلك التجارة والمشاركة والدين بينهم تعاملاً بخلق الدين وأمانته . وتجربة الإنسان في العالم كله جنحت الآن إلي ما يصدّق ذلك الهدي من بسط حرية للقطاع الخاص في العمل والمعاملة وغلبة دوره في الاقتصاد إلا ما يستلزم عملاً لحفظ صالح عام لا يثمر ربحاً عاجلاً بُغري الخواص بادائه .

    وكل هوادي الدين وأخلاقه المالية مما حاولت أن تتزكي به الحركة الإسلامية ابتداعاً لمصارف المال الإسلامية التي تجمع مدّخراته وتمدها ديوناً بأجال ومضاربات ومشاركات لخير الجميع ، ولمنظمات التأمين التكافلي التي تؤمّن حاجات الناس عند الأزمات وتردّ إليهم الأرباح من ذلك الحساب إلا ما تنفقه علي الإدارة . وحاولت الحركة أن تدفع عناصر منها للتجارة والخدمة العامة الطوعية ليبسطوا الأمانة ويتحروا الكسب المبارك لمقابلة تكاليف المعاش الطيب وينشروا الانفاق الخيري صدقة ووقفاً كما عمرت به حياة المسلمين وحضارتهم قديماً .
    لكن المؤسسات المالية لا سيما الرسمية ولو حفظت اسمها إسلامياً جنحت بها فتنة الطمع إلي الحيل حتي أكل الربا تداعي لإباحته متفيقهون متعالمون يتلقون أجراً ليجيزوه بحيلة الضرورة التي تفتح أبوابه مطلقة .. وفي المؤسسات الرسمية العاملة للربح ضعُف الأداء وتعاظم الفساد وكذلك تضاءلت الأمانة حتي في المعاملات بين خصوص المتعاملين بالمال . وأكل المال الحرام باستغلال السلطة كثرت الدواعي له بين غالب مَن تولي منصباً رسمياً ومن تعامل معه فالرواتب غير كافية وفرص الاغتنام بالفساد واسعة ، بل أصبحت عورته مفضوحة لا يستر الفاسد كسبه الحرام بل يتطاول في البنيان ويسرف في ظاهر المتاع . وأصبح السودان في ذيل قائمة الطهر في ولاية السلطة ورأس قائمة الفساد . وأخذ الأوربيون يذكّرون المسلمين بعظة فساد رجال الدين وإفسادهم للولاة في تاريخهم ويحملون علي أصل دين الإسلام ذلك الاعتلال الذي يغشي واقعه . وتكاثف الحرام في المال والضلال والفتور في الكسب فما تبارك للسودان الخير نماء ورقياً في المعاش ولا العدل في كفاية الناس الاجتماعية بل ظهر فيه الظلم المحيط .

    ودفعت الحركة الإسلامية حملة في بسط التعليم وهمت بتعريب لغته التي كانت في مستوياته العليا انجليزية ، وفي ذلك لم يجد السودان شفيعاً يعاونه إلا سوريا . وقامت الحركة بجهدها الخاص لتعريب لسان أهل السودان كافة إذ كانوا عهد استقلالهم لا ينطق أكثرهم عربياً ، ولكن بعد الإنقاذ امتدت العربية لساناً شمالاً وشرقاً وغرباً بل عمّت حتي الجنوب الذي كان غالبه أعجمياً برطانات قبلية شتي . بل امتدت جهود الحركة خارج السودان في جواره تنشر العربية لتبلغ الناس ما تحمله من رسالة الإسلام بمنظمات دعوة لغير المسلم وإغاثة للمحتاج لم يعهد العالم الإسلامي مثلها . ولكن سياسة التعليم الرسمية بسطته بسطاً وكمّاً ولم تحفظ له كيفاً ، وساء حال الطلاب وتكاثر الخريجون لكن لا تنفتح لهم فرص العمل الحر أو الاستخدام فأخذ أغلبهم الآن يجنح للخروج من السودان وظروفه الطاردة سياسياً ومعاشياً . والتعليم الخاص أصبح متسعاً لكن روح التجارة غلبت فيه لا ينشد أولاً ترقية علم الصغار وتزكية أخلاقهم وحسن تربيتهم . والعلم فرض في الدين علي المرء لكنه اليوم لا يُتاح سواء للناس فغالبهم محروم من فرصه ، أما البحث العلمي لرقي المعلوم فلا يكاد يتيسر لمعلم أن يجد مجالاً يفرغ فيه لذلك بل أصبح المعلم فقيراً يبيع الدروس معاوضة خاسرة .

    وكذلك بين سائر وظائف حياة المجتمع همّت الحركة الإسلامية أن تتوب أيضاً بكل ضروب الفن الذي كان لهواً في ضلال إلي نيات العبادة والدين ودوافعه ليترقي بها وتقواه لينضبط بها ، وحاولت تجاوز الانشاد الديني القديم بآلته مَن الدف وحسب ومعانيه القاصرة المكرورة. لكن ذلك لم يفلح وسلك غالب الفن أو مسالكه مسالكه لا يقرأ للحركة رسالة عن الدين والفن أو ولا يري منها مُثُلاً راقية إلاّ قليلاً ، بل الكسب واللهو العاجل هو الدافع وحسب . وكذلك الرياضية حاولت الحركة أن تعمرها بروح الدين وخلقه بكل وجوه وقعها ، ولكن مَن في السلطة تولوا التحكم في قيادتها ولم يتركوا لها تقدماً طوعاً ولا خلقاً رياضياً يسري في حياة الناس وأرادت أن تظهر بها عزة في منافسات العالم ولكن لم يبلغ السودان فيها مبلغاً ذا بال .

    أما الإعلام فقد احتكرت السلطة غالب الصحف وسيطرت علي باقيها رقابة وإغراء وترهيباً ، وأحاطت حكراً بالإذاعة المسموعة والمرئية ولم يبق لحرية الإبداع في الإعلام مجال إلاّ للوارد علينا من الخارج الرشيد منه والمتفسّق والغني وال######## ، فأصبح إعلامنا بلا حرية نتلقي من العالم ما يبلغنا ولا نُسهم فيه نحن بشئ يُذكر وقد عمر الاتصال اليوم عبر الأرض ، وكثير من الراغبين في العمل الإعلامي أصبح يسيح في الفضاء أو خارج السودان ولو حظي بمددٍ من الحاملين علي وطنه ظلماً .
    وطبعُ المجتمع السوداني لا يسلم بداوة رعوية للبهائم إلاّ قليلاً من كثافة الزرع علي النيل ، أو أن يخرج العامل مغترباً في بيئة هو فيها خادم فعّال بأجر. وما استطاعت الحركة بأثر الصلاة في جماعة ووصايا الأخّوة وانتظام الأمارة في تنظيمها – ما استطاعت أن تغير ما بنفوس أهلها ليتغير حالهم وتسري فيهم روح الفريق والجماعة انتظاماً وفاعلية ذات وقع .

    وكذلك الخدمة العامة في دواوين الحكم كانت تبشّر بخير قديماً لكن أصابها اعتلال بسوء سياسة التخديم والترقية ميلاً بعصبية محسوبية وتحيّزات سياسية تغفل عن الكفاءة . وقد خرج قادتها لإغراء في بلاد مجاورة فضاع المثال والتدريب ، والقيادة السياسية شغلها الفساد عن إحسان ضبط الديون في الخدمة العامة ، وأُخرج كثيرون من الخدمة ظلماً وأصبح همّ كل مفصول معارض يطالب تسوية الحساب وتطهير المحظوظين دونه ظلماً.

    والمجتمع السوداني لا يُحسن أداء صلاة الجماعة متزكّياً بروحها صفاً ونظماً بل هو – فيما سوي العشيرة والقبيلة - لا يسعي للمشاركة والتعاون في جماعة للكسب أو فعل الصالح والخير .
    فالشركات المدعاة ليست بغالباً إلا قاصرة علي عائلة أو قلة ولا تتحلّف بالمبارة والوفاء عهداً بل يكثر فيها الفساد والحظ فيها لمن كسب والسودانيون قاصرون عن حفظ تعاون الجماعة . وحتي الأحزاب السياسية أصبحت إذا لم تجمعها مائدة السلطة تنزع للتشقق والخلاف ويتكاثرون زمراً متناكرة لا تكاد تمايزهم أو تؤلف بينهم المناهج في خيارات متمايزة بل الولاءات العمياء للتاريخ كانت تِجمع أكثرهم ، ولكن السواد الأعظم اليوم من الجمهور أصبح اليوم في شتات يسدُر في الحياة العامة مستقلاً عن كل ولاء أو متجمعاً كل حين في عصبية لا تحيا طويلاً . وبالطبع كبت الحريات السياسية عوّق قيام الأحزاب التي تقوم علي وفاق في المنهج وتوحَّد بالشوري وتنافسٍ عادل علي ولاية السلطة ،وقد إمتلات الساحة بتشكيلات سياسية عرضية لا يخشاها المستبدّون بالسلطة بل يسترضون عناصرها بمغانم ولاية ترهنهم ولاءً لأولئك المستبدين نفاقاً في رغبة ورهبة .

    والقضاء السوداني مصادر العلم فيه من السودان والخارج بعضها موصول بالشريعة الإسلامية ، وآخر مرحعه الفقه العرفي الإنجليزي ، وآخر عربي المصدر لكن من أصول الفقه الأوربي . وقد بادرت دولة الإسلام لأول الأمر بتوحيد القضاء دون ممايزة بين الشرعي والمدني ، كما فعلت بمعاهد التدريس دون تمايز بين الديني والآخر ، وكما أرادت أن تفعل كذلك بكل نظم الحياة فلا يشذّ بعضها باسم الإسلام بل كلّ يتوحد ويتسق . وكان لأهل القانون في السودان لكثرة مصادر علمهم أن يبلغوا قدراً علياً في العلم في فقه القانون والقضاء والعدل، ولكن اعتلال دواوين السلطة ومعاهد العلم أضرّ بذلك الرجاء، وإذ تعسرّ المعاش وتدهورت قوة العملة الشرائية لمن يعمل في الخدمة العامة فلا يسلم مجال فيها من الفساد أو الفرار والهجرة من السودان .

    والسودان مجتمع فيه أخلاط من العروق والشعوب ولكنه أصبح عرضة اليوم للهجرة الخارجة منه كسباً للمال وعملاً في مهنة والهجرة الداخلة إليه من الأعراب الذين جذبهم إليه شرقاً وغرباً بلاء أشد في مواطنهم الأولي وبلغوا مئات الألوف ولكنهم لما يندرجوا في عهد المواطنة والمجتمع تماماً بل ألفوا حال السودان في تأزّم أمني ومعاشي بالغ الحرج.
    وإذ لما ينتظم المجتمع كله في قومية وثيقة ولم تصلح إدارة حكمه في طهارة وفعالية وانتظام فإن مستوي الحكم السياسي الأعلي بلغ أسوأ أحواله ، لا يلتزم انضباطاً بدستور ولا التزام بقانون إداري أو حساب مالي ولا تدور فيه شوري ولا ينظمُه نسق ، ولا يتجاوب الولاة للسلطة مع رعيتهم تناصحاً حراً واستجابة صادقة للوفاق بل يحيط بهم ولاء النفاق مثل النظم الحاكمة في البلاد العربية التي انفضحت في ربيع ثوراتها وانقشعت ولاءات أحزاب النفاق ، والحكومة تسود فيها روح متعسكره متجبرة إلا أن تراضي الراغبين بمواقع السلطة والمكاتب والمغانم . ولا يأبه السلطان كثيراً بما يصيب عامة الناس في الصحة العامة أو الجهل أو سوء المعاش شريطة ألاّ يعبرّوا عن ذلك غضباً صريحاً أو ضغطاً خطيراً أو حملات تظاهر فإنما الحماية للسلطات هي الوقاية بالقوة الكابتة ولو بالغت فتوحشت في فعلها ، بالدعلية بكلمات تتخذ أحياناً مكراً يغر أهل الإسلام الضالين عن حقه بمثل الفتاوي بحرمه الخروج علي الحاكم ودعوة الفتنة بمحاولات خلعة وجريرة البغي والفساد في الأرض بأيما حركة مناوئة له وشرعية عقوبتها الباطشة من فعل يد السلطان .
    يتبع
                  

09-14-2012, 11:53 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    حكم السودان بين البسط اللامركزي والاحتكار المنقبّض:

    حيثما تباينت البنية الاجتماعية لوطن أو اتسعت أرجاء أرضه فإن في سنة الرسول (ص) في المدينة ما يدعو لبسط السلطان بتوزيع وظائف الحكم بين ما يعني خصوصاً كل إقليم أو ولاية وما يحيط بها جميعاً بينها أو إزاء الجيرة الخارجية والعالم . وفي تجارب الدول التي تقدّم ذكرها عبرة أن الحكم لمثل تلك الأوطان ينبغي ألاّ يحتكر كل السلطان ولا يركّز موارد المال العام بل يجعله أوزاعاً تتوازن بها وتتعادل وتتكامل كل الاقاليم في إطار قومي يجمع المنافع المتبادلة ويحشد الجهود المتنافسة ويعبئ روح الوحدة القومية ويعمّر النهضة الجامعة بالنهج المتسامح المتعاون المتآلف .

    وقد سبق القول بأن ميزان الحكم الاتحادي الفدرالي قد أصبح بالتدرج نصاً في دستور السودان . ولو صدق ذلك لكان خيراً للسودان في تناصر أقاليمه يُسهم كلٌ بما لديه . ولكن غَلبَ الطغيان بهواه المحتكر علي ذلك النص الدستوري وأصبحت رسوم النظام الاتحادي ومجالسه ودواوينه تُنصب مغانم لكثير من الطامعين ولكن المال العام كله مورده ومصرفه في مركز واحد والسلطة كلها متي تنزلت من جبار الوطن وعصبته تنفذ آثارها لا يحدّها شئ حتي في أدني شئون الناس المحلية . وذلك استثار الأقاليم التي شدّ عليها وقع الظلم بختلال ميزان العدالة ، وسبق مَن في الجنوب لأنه الأبعد نسباً وثقافة وجهة من الغالبين فثار وحارب حتي استعان بعاطفة الأفارقة حوله وكيد الغربيين وكتب لنفسه خيار تقرير المصير واتخذه من بعد فانفصل إلي جيرة متوترة العلاقات . والآن تستعر الأزمات أيضاً في جنوب السودان المتبقي.

    والحركة الإسلامية كانت قد مدت نشر دعوتها وبساط عضويتها حتي بلغت كل هذه الأقاليم فظلت قيادتها المتبرئة من الجبروت المحتكر للحكم تُعارضه وتدفع عن حق أولئك المظلومين فيما يليهم . وحمل عليها لذلك النظام الحكم سجناً متطاولاً وإلغاء لشرعية حزبها السياسي ولصحيفتها . وكانت هي تتعظ بالقوي السياسية التقليدية قبلها التي فرطّت في تمثيل وحدة السودان فما بسطت عضويتها وفروعها عبر كل أقاليمه وما مثّلت في قيادتها كل أبناء جهات الوطن ، فلذلك فعلت هي في تأسيس قاعدة الوحدة الاجتماعية ما يصدق كلمتها الداعية لوحدة السودان السياسية، وماتزال إلي الآن تحفظ بقية من روح الوصل والوحدة التي ضُيّعت وتأمل وتسعي راجعة للعودة إلي المزاوجة بعد الطلاق للجنوب ولصد النزع الذي يتهدد باقي الوطن بتمزق لاحق . ولكن السلطان العسكري يؤثر رهبة السلاح وفعل القتال والأخذ بالقوة لحفظ الوحدة يرها في السودان ، وهو بذلك يسئ سمعة الإسلام إذ ينسبه العالم لمثال منه ويُصبح ذلك المثال السئ حجة لمن يريدون الكيد للإسلام والطعن في وقع جبروته السياسي في السلطان .

    تجربة الحركة الإسلامية وسلطانها في علاقات العالم:
    طبيعة الحركة الإسلامية أنها بنشأتها وبطبيعة إيمانها وتزلفها إلي الله المحيط بالأرض والناس كافة تنفتح بهدي الدين نحو العالم كله منذ قيامها صغيرة محصورة في وطنها ، كما إهتمت زمرة المسلمين الأولي بحادثة الروم مغلوبين في أدني الأرض جوارها وإستبشرت من الوحي بأنهم من بعد سيغلبون بنصر الله لتفرح هي يومئذ فجادلت المشركين وراهنتهم في ذلك لأنهم كانوا هم أقرب إلي الفرس. والحركة لأول وعيها تغذّت من العالم الإسلامي بالأدب والكتاب المعاصر الوارد بغالبه إليها من منشورات الحركة الإسلامية بمصر ومن نتاج كتّابها ، وبعضه صدر من الشمال الافريقي غرباً ومن الشرق العربي بكل أبعاده ومن الهند وباكستان والجماعة الإسلامية فيها ، فضلاً عن الصادرات من أقلام إسلامية معاصرة في بلاد آسيا وأوربا . ذلك علاوة على كتب التراث الإسلامي مرجع اطلاعاتها وتدبرها لأصول هدى الاسلام . والحركة كذلك في وسائل دفعها ونظم بنائها كانت موصولة تعتبر بمثال الحركات الإسلامية في آسيا وإفريقيا وأوربا . وكانت لها وصائل تزاور وتلاق مع تلك الحركات لا سيما الإخوان المسلمون والجماعة الإسلامية . والوطن الذي ولدت فيه الحركة هو بطبيعته وتاريخ قيامه وحدوده مختلَط لشعوب من عالم العرب وإفريقيا ، وهو الأكبر مساحة في إفريقيا تجاوره تسعة أقطار بلا فاصل جبال ولا بحار بل تمتد بينه وبينها ذات الشعوب بوجه ونسب ولسان واحد ، وفي باطنه شعوب هاجرت إليه قديماً وحديثاً من بلاد العرب وبلاد إفريقيا شرقاً وغرباً وغمرت أصوله الشعبية الأولي . والسلطان الناشئ في أقاليمه كان يتفاعل مع الجيران ثم جاء السلطان الذي غزاه من مصر وأكد فيه معها وصلاً طبيعياً بالنيل وجدّد وصلاً تاريحياً سياسياً وثقافياً منذ القدم .

    ولذلك الحركة الإسلامية لم تكن منحصرة ولا مُستغنية بإطارها الوطني بل كانت تراقب مدّ الاسلام وحركته في كل العالم وتُنشي إحياناً حركات إسلامية في حولها وتدفع عن حركة منها قريبة أوبعيدة عنها إن أصيبت ببلاء وذلك بنشر خبرها والتظاهر تناصراً معها . وعمّ ذلك الوصال العالم المسلم بسواده الأعظم والعالم الذي فيه أقلية مسلمة ، وكان أكثف ذلك كل التفاعل مع الإخوان المسلمين وبعضه مع الإسلاميين في تونس والمغرب وليبيا وسوريا والأردن والعراق واليمن ودول في آسيا وأوربا وفي غربيّ إفريقيا وشرقيها ووسطها وجنوبها . وكانت تجمع بلقاءات التنظيم العربي الجامع للإخوان المسلمين مراقبةً منسقة لا عضواً ، وظلت لها علاقات ثنائية مع كثيرين من الإسلاميين العرب . وقد إقترحت علي الحركات جميعاً أن يجمعها نظام ائتمار دوري تُتبادل فيه الرؤي وتقارن التجارب ويُتناصر فيه بمواقف منسوقة , ولم يفلح المشروع . فلما تمكنت في السلطان جمعت لأكثر من دورة مؤتمراً شعبياً إسلامياً غلب فيه العرب لأول عهده لكنه اتسع عالمياً وقام منظومة عالمية امتدت مناشطه لمساع عالمية في اليمن وفي العراق وإيران بينهما وفي الجزائر معارضة وسلطة ، وكان يتداعي فيه مسلمون من كل قارات العالم جنوبه وشماله ويُدعي مسيحيون عرباً ونصاري ذوو مراتب في الكنيسة وآخرون لهم توجهات قومية وبعثيه عربية وممثلون للحكم والمعارضة في أغلب البلاد وإعلاميون كثر . وذلك أثار الغرب حذراً واشتباهاً بأنه يدفع حركة الإسلام التي تقاوم نفوذه وأهاج حكاماً مسلمين ، فتآلف أولئك في حملة علي حكومة السودان فأبطلت شرعيته وإئتماره فيها وكانت عليه قاضية . وهيأت الحركة لقاء فيه كبير رجاء إذ جمع منظمة فتح وحماس أياماً وانعقد بينهما عقد أبطله بعد ذلك انكشاف تسوية بين فتح وإسرائيل في أسلو .

    والحركة الإسلامية كانت موصولة بحركات كانت ناهضة وثائرة في بلاد إفريقية مجاورة وبعيدة ، وبلغ بعضها الحكم وتواصلت مع تلك الحركة علاقاته . وقد مدت الحركة أيضاً مداً تنظيمياً وثقافياً مع بلاد شتى في أوربا وأسيا وافريقيا ، وقبل أن تبلغ هي السلطان هيأت لعلاقات السودان المرجوة بزيارات باسم الجبهة الاسلامية القومية للصين وماليزيا والسعودية ومصر ويوغندا وكينيا وغيرها ، ووثقت علاقات بأعلام في تلك البلاد جُعلت من بعد مهاداً للعلاقات الرسمية والدبلوماسية .
    والحركة الإسلامية ظلت موصولة بالبلاد العربية الآسيوية والإفريقية ، أحياناً لأداء مهمات علمية في بعضها وأحياناً لزيارات رسمية لها . والحركة لا تحصرها طائفية شيعية وسنية في ايران واليمن وباكستان ولبنان ، ولا تحصرها عصبية قومية عربية فهي باللون واللسان تربط الآسيوي بالعربي بالإفريقي . وما كانت تستنكف عن علاقات مباشرة وزيارات رسمية في بلاد أوربية كألمانيا و أسبانيا بأثارها الاسلامية بأعلام في أوربا وإيطاليا وزيارة وحوار للفاتيكان ، وظلت موصولة بإعلام العالم عبر كل وسائله ، وأمريكا كذلك توالت إليها زيارات واسعة المدى. والحركة كانت موصولة بقيادات حركات إسلامية مجاهدة في أفغانستان وسعت بينها المساعي المتواترة لئلا يشتد بينها التنازع وليستقيم أمرها في الوحدة ورشد الحكم وإسلامه . وقد حاولت قبل استقلالها أيضاً أن تدبر بينها وبين الاتحاد السوفيتي تسالماً يخرج به السوفيت آمنيين ولكن تعطل ذلك إذ انهار الاتحاد السوفيتي قبل فتح كابل .. وفي باكستان نشطت عناصر من الحركة باتصالات وثيقة بزعامتها وبقواتها الإسلامية السياسية وبجامعاتها ، مثل مالزيا. وفي الخليج العربي كان لواحد من عناصر الحركة مهمة امتدت حيناً في الإعداد لدستور لها قبل الاستقلال وكانت له من بعد زيارات في الخليج لم تنقطع .

    وحيثما ظهرت هوية السلطان الإسلامية أخذ السودان يشتهر بين من أحب تلك الظاهرة ومن كرهها. وقد امتدت له علاقات دبلوماسية متجددة بمليزيا وإندونسيا وتوثقت جداً مع الصين لأن الجبهة الإسلامية القومية كانت قد مهدت له كما ذكر قبلاً بزيارة وفدية كثيفة رسمية ممتدة للصين ردّت عليها الصين بزيارة قيادات شيوعية رحبت بها الحركة وجاوبتها بوفد تجاري لعمران علاقات الصين بالسودان وإفريقياً والخليج العربي إذ كانت الصين تتهيأ للأنفتاح التجاري العالمي . ووجد السودان نعم المتعامل في الصين مدوداً من الديون والعطاء وأعمالاً في البترول والجسور والطرق.

    وكانت دولة السودان تشرئب لبروزها في العالم عزيزة ذات رسالة ودافع تعاون واتصال اقتصادي وثقافي وسياسي . ولكن تعبأت عليها الدول الأوربية لأنها استضافت مهاجري الإسلاميين وعُدت بذلك موئلاً للأرهاب وأصابتها أمريكا بقذائف الدمار والترهيب وحرضت عليها الجوار عربيه وإفريقيه وأنذرتها من إسلاميتها الأصولية وأثارت فيه الأزمات مع أطرافها الجنوبية والغربية والشرقية . وأشتدت غيرة الجبروت العسكري وتجريحها إزاء ما كان وراءه من قوة الكلمة للحركة الإسلامية وشهرة وقعها عالمياً ، فسعى ذلك النظام أن يصد عن صدى هيبته وطلاقه تصّرفه أصوات التصريحات الإسلامية ورؤية الوجوه الإسلامية المشهورة والتي يراها تنافسه وزناً في السودان وخارجه ، وازدوجت تلك الغيرة الحريصة على صرف المنافس لها بضغوط جاءتها من الغرب والجيران عرباً وعجماً أن يحمل حملة قاضية على أعلام تلك الحركة الإسلامية . ولكنه من بعد ذلك ما تفرّد عزيزاً بل ذل وأصبح يُستدعى من كل جار يهمّ بأن يسوى له أزمته الداخلية : كينيا في شأن الجنوب ونيجيريا في شأن دارفور وأرتريا في شأن الشرق ومصر في شأن المعارضة التقليدية ، وتوالت عليه حملات النصح والضغط والمحاسبة والمعاقبة الدولية على مبادرة من بعض رجاله لاغتيال الرئيس المصري . واليوم أصبح السودان الرسمي مستضعفاً لدي العرب والأفارقة مطلوباً رئيسه لمحاكمة جنائية عالمية على جرائم أوقعها على رعيته . والآن تجري مفاوضات له في أثيوبيا مع الجار الجنوي الذي توترت معه العلاقات في شأن الحدود وحبسه للبترول عن الشمال وعلاقات الجنسية والإقامة والتجارة معه بل مفاوضات مع فرع لحركة الجنوب الشعبية بقي في الشمال ولكن طرد قبلاً ، وتوفي رئيس اثيوبيا الذي كان يتعاطف مع الشمال السوداني الذي أواه لاجئاً من قبل هو ورفيقه الرئيس الارتري إذ كانت الحركة الإسلامية لعهدٍ طويل من قبل ترعاهما قبل أن يتمكنا في السلطة وكانت تمدها مما حقق لهما النصر والتمكين .

    هكذا حوصر سلطان السودان وقد اجتهد هو في حصر الحركة الإسلامية التي أقامته قبلاً واحالت نحوه والسودان عاطفة ودٍ وأيدٍ من المسلمين في العالم وواردات عون من الصين وبلادٍ أخرى ومد وعونٍ طوعي للاستثمار وصناعة تسلح فيه ، وكانت تلك العاقبة السالبة هي حظ السودان حاضراً في سياق العالم ومنظماته وقواه ووسائل إعلامه التي لا تشير إليه إلاّ نكراً .
    يتبع الجزء الأخير
                  

09-14-2012, 11:57 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    فتن السلطان للحركة الإسلامية
    ما تذكرت الحركة عندما فارقت مدى فتنته ، كأنها غفلت عن عظات تاريخ الحركات غيرالإسلامية في بلادٍ من العالم حين تسلط بعضها في الحكم ، وعن بني إسرائيل إذ فُضّلو على الناس بهداية رسالتهم وأُخرجو من حال الذل والعذاب في مصر ليُستخلفوا في الأرض المباركة ، ولكنهم لما تمتعوا بعزة السلطة أفسدوا في الأرض مرتين وعلوا علواً كبيراً ، وجاءت قصتهم القرآنية عظة للمسلمين منذ أول عهدهم قبل أن يُستخلفوا هم في تلك الأرض ذاتها ويقع منهم وعليهم ما وقع لبني اسرائيل . والحركة الإسلامية في السودان كانت قد سبقت سائر إخواتها متمكنة في السلطان إلا حال الثورة الإسلامية في ايران التي قامت موسومة بنهجها الطائفي الذي انطبع به الشيعة بعد استضعاف وذل فأصبح الولاء للفقيه الامام فيهم هو الحق المشروع في سلطان الاسلام . ولذلك كانت تجربة الحركة الأولى هي ساحة الاجتهاد والعمل بلا تجريب في الحكم وأصبحت بما أصابها من خطأ وضر هي العظة والعبرة للذين لم يلحقوا بها في مرحلة السلطان من الإسلاميين إلا بعد حين . وكانت فتنة المسلمين الأولى في صدر تاريخهم بعد وفاة النبي لا تُذكر لهم في تاريخهم إلا لماماً ولا تُستنبط من بلاءها العظة لخالف المسلمين .

    وكذلك فتن سلطان العسكر في سائر دار الإسلام من بعد مما جرهم إلى بوار وإنحطاط بالغ كأنها لا تذكر وتستبان عظاتها.
    فالحركة قاربت السلطان متوكلة على الله لاطمئنانها بمن فيها من إخوة توثّقت مودتهم وتزكت تقواهم وتطهرت أمانتهم وتهيأت ثقافتهم . ولكن مناهج التزكية فيها لم تكن عن وعي بفتنة السلطان القادم والتهيؤ للمصابرة عليها وتجاوزها وتدابير الاحتياط اللازمة لاتقائها . فما مضت سنوات حتي بدأ سوء طبع إمرة العسكر الذي أقامه الإسلاميون على ظهورهم وسوء العاقبة عليهم هم. فالعسكر فتنتهم اهواء التسلط والاستكبار لأنهم عهدوا في نهج القيادة العسكرية روح الجنوح للربط والضبط المتعالي المفرط في كل شيئ وتنزيل الأمر اللازم دون مجال للشوري
    والنصيحة من سائر الصحب وإتخاذ القرار تلقاء وفجاءة دون بيان أو إعلان لمهاد التفكر في حثيات القرار .

    وما تذكّر أبناء الحركة ماذا فعل العسكر بتجارب سلطان المسلمين قديماً وحديثاً في كل بلاد الإسلام التي أسلمت أمرها لهم رجاء تثبيت القوة والأمن فما لقيت منهم إلا القهر والاستبداد بغير التزام بهدى الدين أو تفقه لمقتضياته وبغير رحمة لمن حدثته نفسه أن يخالف ويناصح عن فقه وحكمه وحسن نية لابتغاء الحق . وتاريخ سلطان المسلمين الذي أفسده العسكر يطرح أمثلة متوافرة في بلاد العرب و الترك والعجم قديماً وحديثاً . وتاريخ العالم يشهد بأمثلة متوافرة لاستبداد العسكر وصرفهم لكل قوة تناصح أو تعارض ولو بفكر الحركة التي قاموا هم بدفع منها لأن شيطان الفرعنة أغراهم بأن قرار السلطة النافذ هو همهم الأكبر وقرارهم حجته قوة وقعه ولو بالسلاح لا بموافقة مقاصد الدين في الدنيا ولا في الآخرة .

    وجري في السودان ما جري من الخلاف بين هدي الحركة وأمر عسكرها في كل شعاب الأمر العام وسياسات الحكم . وأشدت الوطأة علي المجتمع كبتاً لحرياته وحبساً لطاقاته ليرتهن للنظام المفروض . وانقلب ذلك الاستبداد خاصة على الحركة نفسها ليعوق سيرتها ويُسكت صوتها ويحجر تقدمها . وتحت وطأة القهر فشت ظاهرة النفاق من كثير من أبناءها مسابرة لباطل السلطان تعللاً بالحرص على حفظ مذهبه الأصل وتمنياً أن ينصلح أمره ولكن في الحق غلبت الرهبة من فعاله التي لا ترحم والطمع في عطاءاته ومغانمه المغرية . فتشكلت مدود من الحركة ومن سائر منافقة جماهير الشعب تؤيد وتحمد النظام وتدّعي الولاء له ليكونوا مثل أحزاب الطغاة التي تمتد وتتكاثر بغير صدق فإذا سقط الطاغي تساقط الولاء وتفرق الحزب وذهب كل من فيه مرتداً إلى قديم ولائه أو منعزلاً في الحياة الخاصة . وذلك أمس واليوم قد عرفه السودان وعرفته البلاد العربية وغيرها لو يتعظ به الناس غداً.

    وإذا توافر المال العام حول الطغاة وعمالهم وذلك دون رقيب أو حسيب لأن الحريات مكبوتة وضوابط المال العام منحلة متفلتة - لذلك فشا الفساد في المال العام وفاض حتي أصبح الفاسدون وقد نسوا الله رقيباً حسيباً لا يبالون بالرأى العام بل يجاهرون بأثار الكسب الحرام ويستهوون الآخرين إلى مجال فسادهم المعمور المسنود بالسلطة المستغلة ولقوا كثيراً من الاتباع خاصة في دواوين السلطة أو ساحات المال الخاصة .

    ولما رأى المعتصمون بالحق من الحركة أن أداة الحكم الذي أقامته قد ضلت عن الهدى فأصبحت لا تسترشيد بشورى ولا نصح ولا تتحرى فقها وتبيناً للحق وأصبحت تخون ولا تفي بالعهود المكتوبة في الدستور والقانون ولا تشبع شهوات الحكم فيها بل تستمسك بمواقع السلطة وتتمني فيها الخلود وتدير صور الانتخابات بزور جزئ بيّن حتي لا يدخل عليها في السلطان اخر وتأكل أموال الناس بالباطل ظاهراً وتبطش بالناس لتكبت حرياتهم اعتقالاً وتعذيباً وقتلاً لمن خرج علي إطار أمر المستبد الحاكم . ولما رأى أولئك المصابرون اعتصاماً بالحق أن مثال دولة الإسلام قد شاه وأصبح مثل سابق الحكم الكنسي في الغرب والخلافي الفاسد في تاريخ المسلمين ولما رأوا أن بقاءهم مع أولئك الطغاة الفاسدين الضالين إنما يعرّضهم للحساب الأشد كأنهم قاموا شهوداً للباطل وجنوداً له ـ لما رأوا ذلك عزموا علي المفاصلة والفرقان بين الحق والباطل .

    وكسنة المستكبرين في تاريخ الإسلام والبشرية كان أولئك المفاصلون عُرضة لأشد المحن وقعاً لأن الطغاة يخشون من أن تنفضح دعواهم الكاذبة بالشرعية الديبية من أصوات عَهِد الناس فيها كلمة الحق من قبل والصبر علي السجون والحرمان عبر سيرة الحركة الإسلامية الصاعدة في سياق الابتلاءات والظروف العسيرة في سبيل قيام الحق في سلطان السودان.

    واجتهد اسلاميون من البلاد العربية وغيرهم ليدركوا أمر السودان قبل أن يخيب الرجاء الأول فيه ، ولكن عجزوا عن المصالحة علي حق سواء وكلمة نصح صادق توفّق بين من قابلوهم في حيطان السجون ومَن تشرفوا بلقائهم في دواوين السلطان العليا .

    والحمد لله أن قد تمايز الحق والباطل في السودان وأن تطهرت سمعة الإسلام من مثال منسوب إليه هو بالغ الطغيان والاستبداد والخيانة للعهود والفساد ، الحمد الله ألاّ تسوء حال كل الحركات الإسلامية التي تتقدم مقاربة للسلطان إذ تُظن بها الظنون ويُقاس المصير معها تحت سلطاتها بمثل ما وقع في السودان لعامة جمهور الرعية كبتاً وشقاء ، ألاّ تُكذّب دعواها بفضائل النظام السلطاني الإسلامي الذي تبشّر به حرية للجميع وصالحاً في الدنيا والأخرة.

    وأصبح خطّ الحركة الإسلامية في السودان أن تكون أشد المعارضين حملة علي السلطان الذي بنت هي أركانه قديماً فخان أمانته وغدربها ، لأنها الأحرص علي إبطال دعايته التي تنتسب لشعارات الإسلام ، واندرجت هي مع المعارضين في جبهة تعززت حملتها علي النظام حتي أصبحت في يأس مَن ردّه للحق فمضت داعية جهاراً لإسقاطه . والحركة الآن وهي محصورة بتدابير الطغيان أصبحت أرشد من ذي قبل وأوعي بفتن السلطة وأحرص علي التزكي لاجتياز بلائها لو كتب الله لها عوداً إليها ولو بنصيب مؤتلف . أصبحت الحركة أوسع فقها بأحكام سلطان . الإسلام وتزكياً بخلقه اللازمة لرشده والاحتياط من فتنة . وأصبحت تعترف بخطأ الجوء للعسكر لحمل المجتمع علي حكم الإسلام كرها فذلك ارتد عليها بسوء السمعة وسوء الحال ، وأصبحت تناصح اللاحقين بها علي طريق النهضة مقاربة نحو السلطان بأن يعتبروا بما بلغت من صواب في التجربة ويتعظوا بما ورطت فيه من خطايا جرت عليها الوبال .

    وهي اليوم تخطط لمستقبل أيامها في السودان بل في سياق الفتح للحرية ولحكم الشوري بظواهر الربيع العربي وتطورات حادثة مبشرة في بلاد أُخري . لا سيما أنها كانت كما سبق القول تتجدد وجهاً وكيفاً مع تطور مراحل سيرتها ومع تغير ظروف التاريخ ، وكانت تخطط لأُفق أبعد نحو الآخرة في مستقبل الدنيا وبعدها . وهي اليوم وقد كانت قبلاً موصولة بالعالم و بنهضة الدين وقومته الممتدة – تدرك أن العالم العربي ومَن وراءه الإسلامي وما حوله من عالم الإنسان أصبح يتقارب ويتواصل ويتفاعل بكل حوادثه وحركته وبهموم مصائره خيرها وشرها ، فأصبحت الحركة الإسلامية – كما ينبغي لها بهداية دينها وأقدار ربها – لا تقتصر علي السودان بل تتسع في الأرض كأنها هي في ساحة واحدة مع سائر الإسلاميين في مدٍ واعد. لا يضارعها فيه الآن دفع ذو خطر بالغ من ديانات الأرض أو مذاهبها ولا تحصرها قوي تحاول بسط دعايتها ومد يدها لتحيط بالعالم فعهد فيضان الطغيان في الأرض يبشر بتلاشي معهوداته وواقعاته الماضية إلاّ الذكريات والعبر . ولكن لا يعلم الغيب البشر مهما يستقرئون قادم الأمور ولا يدري أحد هل تُفلح الحركات الإسلامية التي أصبحت اليوم مستخلفة في السلطان ظاهرة واضطُر جبابرة النفوذ العالمي أن يهادنوها ويلاينوا الخطاب والحوار معها . ومهما يكن فلابد من المجاهدة لفتن الدنيا وإبتلاءات السلطان والتوكل علي الله حتي تأتي بشائر القدر الآجل في الدنيا فتحاً للإسلام واقعاً ممتداً أوسع من عالمه القديم جامعاً أكثر من خلف المسلمين السابقين جالباً لخيرهم ولخير بني الإنسان في الأرض ، واليقين في الآخرة فلاحاً تصدق به بشارة الله إن شاء الله.

    حسـن التـرابـي
    الخرطوم 8/ سبتمبر 2012
                  

09-14-2012, 12:33 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    والله يا معاوية، الزول دا كلامو غير مرتب، و العبارات معانيها غير مفهومة تماماً، و غير متسقة مع بعضها البعض، اهو كلام و السلام..

                  

09-14-2012, 05:04 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: سعد مدني)

    حاول مرة تانية يا سعد
                  

09-14-2012, 05:52 PM

ثروت سوار الدهب
<aثروت سوار الدهب
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 7533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    وفق الحاج تماما في التنقيب و المواجهة
    شكرا الاخ معاوية
    بدر الدين يا عزيز
    هل لدالي توثيق لما قاله لك بالهاتف؟
    ان لم يكن فهو كلام غاية في الاستعباط في تقديري
    و بحكم مرجعيته الدينية السياسية فدالي لا يجرؤ على ترتيب منهجي
    كالذي اتى به الحاج وراق. فدالي هو الاقرب للترابي في النطلق الديني المبني على
    الاخطلاط الشبكي بين المقدس و العقلاني بين الدين و السياسة بين السماء و الارض.
    مع علمي التام بان المحادثات الهاتفية لا تنبئي بكامل الفكرة او النقد.
    اتمنى ان ارى كلام مكتوب لدالي في نقده لورقة الحاج وراق.
    اما اذا كانت ثرثرة ساكت فالتكن في اطار الونسة معاك بالهاتف... فلا ضير في ذلك.
    تحاياي
                  

09-14-2012, 06:51 PM

Eisa Hamouda

تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 52

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: ثروت سوار الدهب)

    شكرا يا معاوية.... حقيقة دخلت البورد اليوم - رغم زحمة العمل - لاطلع ان كان احد وضع او علق علي ورقة الاستاذ الحاج وراق
    كمتخصص في علم الاوبئة(علم يهتم بمحددات وتوزيع الامراض عبر منهجية بحثية دقيقة) تعجبني منهجيته و حبه للبحث و التدقيق.

    هناك ورقة مميزة ايضا كتيها د. تجاني عبدالقادر اعتقد انها تعضد من خلاصات وراق وربما الترابي.

    د. عيسي حمودة
                  

09-15-2012, 00:44 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: Eisa Hamouda)

    سلام ثروث
    علمت من بدر الدين أنه بصدد الحصول على تعقيبات مكتوبة من الأستاذ دالي وآخرين..
    ونحن في الانتظار



    دكتور عيسى حمودة
    فعلا الأستاذ وراق يتميز بالمنهجية وهو ما نفتقده في ظل التنابذ السياسي الذي يميز الساحة السياسية في السودان.
    سمعت عن ما كتبه د. التيجاني، ولا أعلم هل هو مقال أم ورقة. عموما سأبحث لاطلع

    تحياتي لكما
                  

09-15-2012, 01:18 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    Quote: اعتقد وراق و دالي كانا أقرب إلى الاتفاق

    بينما لعزيزنا عبد الله علي إبراهيم رأي آخر يحسن الدفاع عنه ويستحق المناقشة
    -------------------

    الاستاذ معاوية
    اشكرك على الاهتمام بإنزال ورقة الترابى هنا ومن قبلها ورقة الحاج
    الترابى كذب حينما ادعى ان الحاج شيوعى، لانه يعلم جيدا ان الرجل غادر صفوف الحزب الشيوعى فى منتصف تسعينات القرن الماضى حينما استقال وساهم معنا فى تأسيس حركة حق التى لم تنجح فى تحقيق اهدافها التى اعلنت عنها لاسباب ليس هذا مجالها
    مثل هذه التصريحات تفضح موقف الترابى الحقيقى فى مواجهة اراء مواطنيه المختلف معهم فكريا، وبالتالى كل دعاويه حول الديمقراطية .. يمكن الرجوع فى هذا الشأن الى بلات فورم المؤتمر الشعبى وسيرة الشيخ نفسها والذى ارتضى ان يظل زعيما لحزبه لاكثر من نصف قرن!
    اناشد الاخ د ع ع ابراهيم الادلاء برأيه حول الامر عن طريق بريدى الالكترونى

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 09-15-2012, 01:23 AM)
    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 09-15-2012, 03:18 AM)

                  

09-15-2012, 01:41 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: طلعت الطيب)

    سلام يا طلعت
    حتى يكتب د. عبد الله هنا أو هناك ،
    كلمته المفتاحية هي أن المنطلقات الفكرية الأساسية للإسلاميين لا غبار عليها
    عموما، هناك عدد من الشخصيات السياسية السودانية المؤثرة ستكون في الدوحة قبل نهاية الأسبوع
    نتمنى أن نقرأ لهم هنا في سودانيز، (حول ورقتي وراق والترابي) ولو عبر أعضاء في المنبر، لمن لا عضوية لهم
    نحتاج أن نسمع (نقرأ) آراءهم في منبر عام ومقرؤ
    دا حقنا عليهم لأنهم أثروا في مجرى حياتنا ومسيرة الوطن في العقود الأخيرة
    غير إنو الثقافة دي ما موجودة ونستعيض عنها بأحاديث المجالس الخاصة غير الموثقة بالطرق العلمية المقبولة

    مودتي
                  

09-15-2012, 03:56 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)

    Quote: ولكن الإسلامي ليس “نصوصيا” وحسب، وإنما كذلك (حركي) يستهدف الوصول إلى السلطة، وكثيرا ما يتناقض تأويله لنصوصه مع مقتضيات حركيته، ولكنه فى الغالب الأعم لا يستند إلى ذلك لتطوير منهج متسق ونظامي لمعالجة النصوص، فيكتفي بانتهازية سياسية، تتغافل عن النصوص غير المرغوب بها فى الفترة المحددة، واستخدام ذات النصوص فى فترات أخرى بحسب المصلحة السياسية، وهذا ما يجعل استنارة أى إسلامي استنارة غير مأمونة وقابلة دوما للارتداد.

    وفى ذلك يمكن إيراد أمثلة كحرية الاعتقاد، وحقوق النساء، وحقوق غير المسلمين، والموقف من العنف، فإذا كان الإسلامي أمينا لتأويله السلفى القاضى بالالتزام بالنصوص، بغض النظر عن مقاصدها وسياقها، فليس له سوى (الردة) لحرية الاعتقاد، و(الجزية) أو السيف لغير المسلمين، والتمييز ضد النساء، ولكن إعلان مثل هذه المواقف مكلف سياسيا، ولذلك إما يتم التحايل بإعلان خلاف ما يبطن، أو التغاضي عن النصوص غير المرغوبة فيها سياسيا وكأنها غير موجودة، بلا مناقشة معلنة وبلا منهج محدد، مما يجعل مثل هذا التغاضي غير مبذول لقواعد الإسلامييين أنفسهم، وقابل للتراجع فى أي لحظة !


    Quote: وفى مثل هذا العالم فإن استلهام عدل عمر رضوان الله عليه، مثلا، يعنى البحث عن نظام عادل فى المقام الأول، ومؤسسات تؤدى فى دينامياتها وتوازنها وتضابطها إلى تطوير قيمة العدالة، وذلك الكفيل بضمان عدل الأفراد، فإذا لم يكونوا عادلين يتناقضون مع النظام والمؤسسات العادلة، مما يؤدى عاجلا أو آجلا لإزاحتهم لعدم المطابقة. وهكذا فإن بحثا جديا عن نظام ملائم فى الأزمنة المعاصرة لا بد أن يتجاوز الحديث التبسيطى والاختزالى عن شروط (إمامة) الأشخاص، ليبحث فى خصائص النظم السياسية والمؤسسات، وفى ذلك لا يسعف أى كتاب أحكام سلطانية سابق.


    فى تقديرى ان الاقتباسات بعاليه من اهم ا جاء فى الورقة من حيث الدقة فى توصيف الازمة وتشخيص وباء الاسلام السياسى:
    - فعلا استنارة الاسلاموى غير مامونة وقابلة للارتداد
    - والحقيقة الثانية تتلخص فى الانيميا الفكرية المزمنة تجاه (المؤسسية)
                  

09-15-2012, 12:37 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: طلعت الطيب)

    Quote: - ولا يمكن المحاججة لأجل شمولية الإسلام بزعم أن (الاجتهاد) بناء على المبادىء الكلية يمد التشريعات لتشمل كل شىء،
    ذلك لأن إضافة البشري (الاجتهاد) إلى المقدس (النصوص) لا ينتج إسلاما مقدسا، وإنما رأي بشري لا يصح ترسيمه بوصفه (الإسلام) بألف ولام التعريف !
    - ويؤدي القول بشمولية الإسلام إلى انكفاء حضاري يغلق عالم المسلمين على خصوصية مدعاة، تنأى عن أخذ الحكمة من أي المصادر جاءت،
    ومع التقدم النسبى لغير المسلمين فى العالم المعاصر، فإن مثل هذا الانكفاء يعنى الإزورار عن أهم المنجزات الإنسانية،
    بما فيها الحقوق المدنية والسياسية، وقاعدتها الرئيسية الديمقراطية،
    بما يعنى أن يقوم النظام السياسى على (بيعة) غير محددة الإجراءات وغير محددة الفترة الزمنية،
    وأن يقوم النظام الاجتماعى على التمييز ضد النساء وضد معتنقي وأصحاب الأديان الأخرى،
    وتقوم العلاقات الدولية على مفاهيم الولاء والبراء ودار السلم ودار الحرب، وغيرها من المفاهيم التى لم تعد تلائم حقائق الحياة المعاصرة.
    - ويترتب على القول بشمولية الإسلام أن تتم (أسلمة) كل مجالات الحياة، وعلى ما فى ذلك من انتهاك للحريات والخصوصيات
    فالأخطر أنه يؤدي إلى تقديس الاختيارات البشرية، فيتم تقديس المشاريع السياسية بما يجعلها غير قابلة للفحص والنقد والمساءلة،
    فيكون الحاكم ظل الله فى الأرض، وتتحول معارضته إلى معصية لله وخروج على مافى الدين بالضرورة


    ده برضو كلام مهم
    نرجع نشوف كلام الترابى فى المقابل
                  

09-15-2012, 03:11 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: طلعت الطيب)

    شكرا معاوية للبوست المفيد

    اتمني قراءة هذه الورقة المهمة


    ومن يريد ان ينظر لاهل العقل المغلق من الاستبداد الاسلامي او الهوس الديني علي الفضاء الان

    العالم ينظر ويوثق لعنف العقل المسلم
                  

09-15-2012, 09:28 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: Sabri Elshareef)

    ازيك يا صبري

    تعرف الموضوع دا حساس جدا. إذا خالفت الإجماع ستٌصنّف على طول. انت طبعا مصنف أوولريدي، وما عندك مشكلة.

    لكن بالجد الأنا مستغرب ليهو، الناس عندنا ممكن يخالفوا ليك تعاليم الرسول عاااادي، يعني الوفاء بالموعد والعهد
    والصدق والأمانة والقسط والميزان وحق الطريق إلى إلى إلى آخره
    لكن تقول كلمة (غلط) في الرسول الكريم.. أهو شايف الحصل.
    ما عايز أقول ما ندافع عن رسول الله، لكن الرسول ما شخص عادي، الرسول قيم سامية وأخلاق عالية، فإذا لم نتبعه في قيمه وأخلاقه
    وتعاليم رسالته السماوية الخالدة، ما فائدة دفاعنا عنه كشخص.
    يعني ممكن واحد بكون (في سوق) بغش فيك في بيعة ويحلف ليك بي الله والرسول وهو كاذب،
    وفجأة يشوف المظاهرات ماشة السفارة الألمانية يخش ليك فيها ويشق حلقومه بالهتاف ضد الكفار. دا من شنو؟!
    نحن فينا خلل كبير يتجسد في عبادتنا وتقديسنا للأشخاص وفي الوقت نفسه الضرب بتعاليمهم عرض الحائط يوميا بل وكل ساعة.
    وربك يستر علينا من القراية بي عين واحدة

    صبري .. ما تحرف البوست. أنا غايتو كلامي دا في صميم البوست بي فهمي القاصر.
                  

09-16-2012, 08:51 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22963

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: معاوية الزبير)
                  

09-16-2012, 07:58 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق في عرين الإسلاميين: الإسلامي عقابي وليس حقوقيا (Re: بدر الدين الأمير)

    Quote: - يتناقض مع العقل والمنطق لأن (الإسلام) إذا فهم منه نصوص القرآن والسنة، فإن النصوص متناهية،


    الاخ معاوية

    قمت بإعادة قراءة ورقة الحاج صباح اليوم ووجدت ضعفا بينا فى العبارة المقتبسة لا يشبه بقية الورقة
    وقد لاحظت ايضا تصريح للحاج نقله عته اعتقد بدر الدين يفيد بإعتماده للفكر الجمهورى فى قراءته للواقع
    لذلك فليسمح لى القاىء بسحب مداخلتى الاولى فى هذا الخيط والتى بنيت على خلفية نقد دالى للحاج
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de