اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 06:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2012, 05:02 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود

    ولد عبد العزيز محمد داؤود أبوبكر في مدينة بربر في العام 1921م .. وفي مرحلة ما قبل بداية الفن ، كان قارئاً جيداً للقرآن الكريم وذو صوت جميل وأكثر العوامل التي ساعدت على تنمية وتقوية الصوت والاندماج في هذا العالم هو مواظبته وحضوره على حلقات الذكر والمديح ..

    بعد وفاة والده ألتحق بالعمل بالسكة حديد وخلال هذه الفترة كان يردد أغنيات فنان الحقيبة فضل المولى زنقار مثل أغنيات لي زمن بنادي وحبيبي غاب في موضع الجمال بلاقيه وبعد فترة ترك العمل بالسكة حديد وسافر إلى الخرطوم وعمل بمطبعة (ماكوركوديل) ثم انتقل إلى مطبعة أخرى تسمى مطبعة الشرق الأوسط (ميدل إيست) وهي ما زالت موجودة إلى الآن وكان صاحبها يدعى (مستر كوتس) وبعد فترة تعرف عبد العزيز على الملحن المعروف برعي محمد دفع الله بمدينة الأبيض فبدأ تعاونهم بأغنية (أحلام الحب) وبعدها أنطلق عبد العزيز داؤود بقوة واحتل مكانة مرموقة مع رصفائه الفنانين وذلك لامتلاكه حنجرة قوية عذبة عميقة دافئة ذات صوت قوي شامخ بالإضافة إلى روعة انتقائه للمفردة الشعرية مع حلاوة ألحان برعي محمد دفع الله العبقري .

    أثناء فترة عمل برعي محمد دفع الله في المصلحة الطبية تم نقله إلى مدينة الأبيض ( عروس الرمال ) وفي تلك الفترة بدأ عبد العزيز محمد داود مسيرته الفنية بترديده لأغنيات الحقيبة وعلى وجه الخصوص أغنيات الفنان فضل المولى زنقار وذهب إلى مدينة الأبيض لإحياء حفل وكانت هناك المصادفة التاريخية التي تركت أعظم الأثر في تاريخ الغناء السوداني الحديث والتي أدت إلى ميلاد مدرسة جديدة في الغناء السوداني . . كانت مدينة الأبيض في ذلك الوقت في قمة ازدهارها الثقافي والفني والاقتصادي و تعج بكوكبة من الأسماء اللامعة مثل الشاعر محمد عوض الكريم ود القرشي و الشاعر محمد علي عبد الله الأمي و الشاعر سيد عبد العزيز والصحفي الفاتح النور وغيرهم وكانت وفود الفنانين لاتنقطع عنها وفي هذه الأجواء كان اللقاء الأول بين عبد العزيز وبرعي بأغنية أحلام الحب ( زرعوك في قلبي ) للشاعر محمد علي عبد الله الأمي والتي يقول مطلعها . . زرعوك في قلبي . . يامن كفاني شجون . . ورووك في دمي يا اللادن العرجون . . واستمر بعد ذلك تعاونهما الفني لان برعي يؤمن بالثنائيات الفنية لأنها تساعد على نجاح وتقديم أعمال مميزة ويرى بان عبد العزيز له صوتا متفردا ومقدرات تطريبية عالية ويتميز أدائه بالصدق الشديد ويشعر بان الحانه تصل إلى الناس من خلال حنجرة عبد العزيز كما يريد و كان نتاج تلك الثنائية العديد من الأغنيات الرائعة الشفيفة.

    العلاقة التي جمعت بين عبد العزيز وبرعي تجاوزت المصطلح إلى عمق التواصل الإنساني ويقول عبد العزيز عن برعي : برعي موسيقار كبير ومثقف واعتمد عليه كثيرا إلى الدرجة التي أصبحنا فيها اكثر ارتباطا وتفاهما مع بعضنا ولا أنكر إنني أستشيره في أمور كثيرة تجاوزت الأمور الفنية . . وعن عبد العزيز يقول برعي : إن عبد العزيز هو برعي وان برعي هو عبد العزيز ولو كنت مغنيا لكان عبد العزيز هو الملحن الذي سيخلق معي نفس الثنائية .وان الإخاء الذي ربطني بعبد العزيز هو إخاء في الفن وهو انبل العلائق الفنية

    -أغنيات عاطفية :
    عبد المنعم عبد الحي : أهل الهوى, لوموه اللاهي, دوام بطراهم, أحلام العذارى.
    عوض حسن أحمد : صغيرتي, فينوس, اللحن الضائع ( لم تجد حظها من الإنتشار )
    محمد علي عبد الله الأمي : أحلام الحب (زرعوك في قلبي), أسعد سعيد, سيبوني بس على بلوتي .
    حسين عثمان منصور : أجراس المعبد, مصرع زهرة.
    أحمد محمد علي : هل انت معي .
    إسماعيل حسن : عذار الحي, عاطفة (كفاية).
    حسين بازرعة : صبابة, حليلة الفرقه من بكرة .
    عبد الرحمن الريح : يخجل البدر, على النجيلة, سمير الروح, جافوني الاحباب .
    احمد إبراهيم الطاش : لحن الحب.
    الطاهر محمد عثمان : طولت مارديت, انا من شجوني (ياناس دلوني), صباح النور, نسيتنا وماودعت, توسل, حكم ضميرك .
    خالد ابو الروس : ياعيني .
    عبد الله النجيب : أشوفك في عيني.
    عوض أحمد خليفة : أحلى الحبايب, قالوا الحب عذاب .
    عثمان محمد داؤود : سلوى وهي أول اغنية لعبد العزيز محمد داؤود ..
    فضل الله محمد : في حب يا اخوانا اكتر من كده .
    الزين عباس عمارة : عودة قلب (من زمان)
    مبارك المغربي : من أريج نسمات الشمال .
    محمد علي أبوقطاطي : الفينا مشهودة .
    الفنان عبد الكريم الكابلي : يازاهية
    علي محمود التنقاري : نيل الحياة .
    حسن خليل : مساء الخير يا الأمير .
    محمد صالح بركية : جاي تعتذر بعد ايه.



    - أغنيات وطنية :

    أحمد التني : بلادي ياسنا الفجر .
    الصادق الياس : الأرض الحبيبة .
    علي ميرغني : نقولا نعم.

    مدائح نبوية :
    السراي للشيخ الطريفي الريح .
    أنتم فروضي ونفلي قصيدة الفارض .


    وتجلي وأبدع عبد العزيز داؤود في أغنيات الحقيبة ومن أشهرها :-

    عمر البنا :- زهرة الروض الظليل, ياعيني وين تلقي المنام, نسائم الليل, كيف الحياة غير ليمك, زيدني في هجراني, أمدر واعوده .
    أبو صلاح : ياليل أبقى لي شاهد, غزال الروض .
    عبد القادر تلودي :- من بف نفسك يالقطار, حبيبي غاب في موضع الجمال .
    علي المساح : غصن الرياض المايد .
    عبيد عبد الرحمن : البرهة القليلة, جاهل وديع مغرور, غزال البر ياراحل .
    محمد بشير عتيق : جسمي المنحول, مابنسى ليلة, أول نظرة ( رشقتني عيونو ) .
    خليل فرح : فلق الصباح , بدر التمام.
    عبد الرحمن الريح : لي زمن بنادي .
    سيد عبد العزيز : يجلي النظر, آنة المجروح .
    الياس فرحات : عروس الروض ياذات الجناح .
    حدباي : زهر الرياض في غصونه ماح .

    ومن أشهر أغنيات البنات والتي غناها ابوداؤود ووضع بصمته عليها أغنية فريع البان .

    تزوج من السيدة الكريمة / فوزية محمد حسين عبادي وله من الأولاد عمران، عاطف، علاء الدين,عزام ومن البنات عايدة وماجدة وعزة ويطلق على عاطف أيضا إسم داؤود.

    إنتقل الفنان عبد العزيز محمد داؤد إلى جوار ربه يوم الخميس 4/8/1984 م . .اللهم نسألك أن تنزل شآبيب رحمتك ومغفرتك على عبد العزيز محمد داؤود وان تسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء.

    ملاحظة :
    مادة هذا الموضوع تم إنزالها في بوست سابقا وإحياء لذكراه الثامنة والعشرين والتي تصادف تاريخ اليوم 4/8/2012 م قمنا باعادتها.
                  

08-04-2012, 05:05 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)

                  

08-04-2012, 05:06 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)

                  

08-04-2012, 05:08 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)

                  

08-04-2012, 05:09 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)

                  

08-04-2012, 05:10 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)

                  

08-04-2012, 05:12 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)

                  

08-04-2012, 05:14 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)

    في حوار صحفي للفنان الراحل حسن خليفة العطبراوي تم توجيه سؤال له عن سر صداقته المتينة بالفنان الراحل عبد العزيز محمد داؤود وكانت أجابته :


    الحقيقة ان عبد العزيز من بربر وانا أهلي من عطبرة ومن مواليد عطبرة لكن العلاقة التي ربطت بيننا لم تكن علاقة فن فقط وانما امتدت على المستوى الأسري .
    عبد العزيز عمل بالسكة حديد ونقل على محطة أدجرين شمال شرق عطبرة في وظيفة ( محولجي ) وكان يأتيني بطريقة منتظمة وحتى في مجال الأغنية انا غنيت قبل عبد العزيز محمد داؤود بفترة وكان لي صديق اسمه محمد سعيد العقيد وكنا نغني في شكل ثنائي ثم انفصلت عنه وكونت ثنائي اخر مع واحد اسمه يوسف أمين
    ويلقب بسيد سخن , وكان المايجيب في عرسو هذا الثنائي فكانه ما أحضر فنان وخاصة أهل بربر .. وعبد العزيز كان يتابعنا عن قرب وعندما ترك عبد العزيز العمل بالسكة حديد سافر إلى اهله في الخرطوم وعمل في مهنة طبيع بمطبعة ماكوركوديل وانقطعت اخباره لفترة , ثم تقابلنا بعدها في الإذاعة في امدرمان وكانت في ذلك الوقت في بيت الأمانة في مبنى صغير ومنذ ذلك الوقت أصبحنا لانفترق وحقيقة اقولها صراحة انا ماصدني عن الخرطوم والذهاب اليها الا موت الأخ والصديق عبد العزيز محمد داؤود لاني كنت اذهب الخرطوم ومنذ ان تطأ اقدامي يكون عبد العزيز في رفقتي لانفترق الا لساعات النوم لاجده الصباح في انتظاري .
    عبد العزيز عندما يأتي لعطبرة لاوجه له غير منزلي بالرغم من أن له شقيق في عطبرة , لذا يمكنك أن تقول علاقتي بعد العزيز علاقة روح بالروح , غنينا أغنية في شكل ثنائي وهي ( من جناين الشاطئ ) وغنينا أغنية دينيةلإفدريس البنا ضابط الاعلام بالمديرية وهو شاعر ابن شاعر والقصيدة ممتازة وانا قمت بتلحينهاوذهبت إلى الخرطوم لادائها في الإذاعة وانا في الاستديو وكان يوجد في الاستديو إسماعيل عبد المعين وأحمد مرجان وبرعي محمد دفع الله وأحمد المصطفى , حضر عبد العزيز للبحث عني وعرف أني اقوم بتسجيل اغنية دينية فقال : يا أخي ماتكبر ( الكوم ) .. قلت ليهو : جدا , قال لي : قول اللحن وأعطيته عددا من الكوبليهات حفظها فورا وادينا الأنشودة الدينية على أحسن مايكون وهذا العمل المتميز لايزال موجود بالإذاعة ويبث أحيانا .

    ( حوار صحفي نشر في جريدة الصحافة في العام 2000 م )
                  

08-04-2012, 05:20 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)

    نستأذن الأستاذ صلاح شعيب في نقل الصور الأربعة التالية وهي من بوست للموسيقار برعي محمد دفع الله :



                  

08-04-2012, 05:24 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)

    فلاش باك .. في تذكر عبد العزيز داؤود .. الفنان شيخ الظرفاء‏

    بقلم: الدكتور حسن أبشر الطيب


    أبو الأسود الدؤلي.. كنت أخصه بهذا الاسم، و هو به حفي.. وسمع أحد الأصدقاء مناداتي له، فحور الاسم بعض التحوير وجعله الأسود الدولي! كان إنساناً رائعاً بأعظم ما يحمل هذا التعبير من معان، وحق لي أن أعبر له عن أكيد معزتي بوصفي له »يا ملك«، فقد ملك مشاعرنا بوده الصادق وروحه السمحة وصوته الفاره العذب، وأدائه المتفرد، وذكائه اللماح الذي يفيض نبعاً متصلاً من الطرائف المشرقة. يبادلني القول في مزيج هادئ ودافئ من البهجة والاستدراك: مثلي لا يصير ملكاً! لا يذكر التاريخ إلا واحداً.. كافور الأخشيدي.. نزل عليه الملك صدفة كحالة استثنائية، وما أحسب ان الظروف، في زماننا هذا، ستمكنني من تكرار ذلك الاستثناء.

    سجايا شخصية:

    حفظ قدراً كبيراً من القرآن الكريم في خلاوى بربر، وفي ذلك التفسير الأصيل لسر فصاحته وقدرته على الآداء المتميز بالكلمة العربية الفصيحة دون أن يلحن. وفي حلقات الطريقة القادرية، وصفاء إنشادها ومدائحها عاش هذه الأوزان الموسيقية المترعة بالأشجان فغرست في نفسه كل هذا الفيض الثري من الإنشاد والمدائح والغناء العذب الموحي.. وزان كل ذلك بإرسال نفسه على سجيتها لاستكشاف مواطن الجمال في التراث الشعبي المتمثل في أغنيات الدلوكة والتمتم، ومن سبقوه من أهل الغناء الباذخ الذين عرفت أغنياتهم لاحقاً بأغاني الحقيبة.
    كان أخي عبد العزيز محمد داؤود، كل هذا وأكثر. في الرابع من اغسطس 1984 ذهب في رحلته الأبدية راضياً مرضياً بإذن الله تعالى، وترك لنا هذا التراث والذكريات الدافئة الحميمة. كان عبد العزيز داؤود، حفياً بأصدقائه وهو المبادر دائماً في كل مناسباتهم، يدفعه إلى ذلك طبعه وذوقه من دون منة أو تكلف. كم من مرات زارني في الصباح الباكر بعد صلاة الصبح مباشرة، أبادره مازحاً: يا أخي في زول يزور الناس في مثل هذا الوقت؟! يقاطعني قائلاً: طيب أنت مشغل شريطي ده ليه؟ ونضحك من أعماقنا على هذه الخاطرة. يا الله يا حنان يا منان يا عظيم الشأن أرحم أخانا عبد العزيز بقدر ما بعث في نفوسنا من أفراح وما أضاف إليها من ثراء وجداني أصيل ومقيم.
    كان عبد العزيز كريماً، كرماً في النفس وفي اليد وفي اللسان، وكان مجاملاً لأصدقائه بأكثر مما يستوجب الواجب ان يكون التفضل، كان كريماً بدرجة يكاد يكون فيها متلافاً. يؤرقه ألا يكون في حافظته ما يشتري به خروف المجاملة لسماية، او لعائد من الأراضي المقدسة، أو الاحتفاء بترقية صديق أو عودة آخر بعد غيبة.. وأصدقك القول إنه لكرمه الفياض كان يصطنع بعض هذه المناسبات ليعبر عن محبته ووده الصادق لأحبائه.. أذكر موقفه الطريف مع أحد الأصدقاء. رزق الصديق ابناً. جاء عبد العزيز، كعادته »بخروف السماية«. وظل يلاحق الصديق ان يسمي يوماً للسماية والاحتفاء بالمولود الجديد.. وظل الصديق يرجئ الحفل من يوم لآخر، وفجأة توفي والده.. فجاء عبد العزيز من أوائل المعزين، رافعاً يديه بالفاتحة، وهامساً لصديقه: الطيب ما تخاف الله خروفي تسويه صدقة! ولم يتمالك الصديق، ومعه كل الحضور، إلا أن يضحكوا من أعماقهم على هذا التعليق الفريد، بالرغم مما كان يخيم على الموقف ساعتئذ من أحزان.

    قدرات:

    كان عبد العزيز مالكاً لقدرات متميزة، كان مرتلاً للقرآن الكريم بأحسن ما يكون الترتيل، تسمعه فتلمس كيف يفيض الإيمان من كل جوانحه، لأنه يقرأ بعقله وقلبه وعينه في و قت واحد معاً. وقدراته في الإنشاد متفردة بالقدر الذي جعل له لوناً خاصاً به.
    تسمع له وهو ينشد قصائد زهير بن أبي سلمى، وابن الفارض، والبرعي، وبردة الإمام البوصيري، وكذلك الرائية الذائعة الصيت: »أنتم فروضي ونفلي، أنتم حبيبي وأهلي، يا قبلتي في صلاتي، إئا وقفت أصلي، الله الله« التي أجاد استخدامها بصوت عبد العزيز الساحر والعميق الفنان التشكيلي المبدع والمخرج السينمائي المقتدر حسين مأمون شريف في فيلمه السينمائي الرائع »انتزاع الكهرمان« الذي يستكشف فيه سحر وإبداعات وغموض أسطورة مدينة سواكن.
    أعود فأقول كان لعبد العزيز أسلوبه المتميز في الإنشاد. وسيظل هذا الأسلوب، خاصاً به، له فرادته و ألقه وإيحاءاته البكر، إذ هو مزج طيب بين إنشاد الشعر الفصيح وأداء المدائح في حلقات ذكر القادرية. تسمعه وهو ينشد »بانت سعاد«، أو »لك الحمد يا مستوجب الحمد دائماً« فتشعر وتلمس وقتئذ كيف استطاع هذا المنشد البارع ان يبث من روحه في كل كلمة حركة وجدة، و يفتق فيها من المعاني الرحبة ما يبعث على التأمل والاستغراق في هذا الفيض العظيم الموحي من الطمأنينة والإيمان.
    وتتجسد قدرة الأستاذ عبد العزيز على إجادة الغناء العذب باللغة العربية الفصحى في فرائده الحسان: »أجراس المعبد« لحسين عثمان منصور، و»لحن العذاري« لبعد المنعم عبد الحي، و»هل أنت معي« للشاعر المصري محمد علي أحمد، وأسهم بازرعة بـ »صبابة«. كما تمثل »فينوس« لعوض حسن أحمد إضافة كبيرة لهذه المنظومة المتميزة من القصائد العربية الفصيحة. هذا لون من الغناء لم تشهد الساحة الفنية السودانية فيه بالبراعة إلا لقلة نادرة من الفنانين يأتي في طليعتهم الأساتذة: »عبد العزيز داؤود وعثمان حسين وعبد الكريم الكابلي).

    بين الفصحى والعامية

    لقد كان يحب الغناء أياً كانت كلماته فصيحة أو عامية، ينتقي من القصائد ما يوافق طبعه وذوقه ويسعى جاداً إلى انتقاء اللحن الذي يعكس تجاوبه وانفعالاته الذاتية مع هذه القصائد. وهو من بعد ومن قبل صاحب القدرة المتميزة للغناء في صحبة أوركسترا كاملة، وفي رفقة آلة العود وحدها، وبدون أوركسترا أو آلة العود.. بالكبريتة، بل وبدون كبريتهم! كان عبد العزيز قادراً على كل ذلك، يؤدي أغنياته بصوته الفاره العذب بأفضل ما يكون الأداء وبأرفع درجة من التجويد والإتقان. ولعله من الأهمية بمكان كبير ان نشير في هذا السياق إلى الدور المتميز لآلة العود في كل أغنيات عبد العزيز، العامي منها والفصيح. ولقد زاد من هذه الأهمية الأداء الرفيع للأستاذ برعي محمد دفع الله الذي صحب عبد العزيز ولحن له منذ بداياته الأولى، وكذلك الأداء المتقن للأستاذ بشير عباس. هما لا جدال من أمهر عازفي آلة العود، ان لم يكونا أمهرهم على وجه الإطلاق. يزيد الأمر عمقاً الوشائج المتينة والصداقة الحميمة التي وحدت المشاعر وعمقت التفاعل وقادت بطبيعة الحال إلى هذا التناغم الشجي.. فتأمل!
    وللأستاذ عبد العزيز إبداعاته المبتكرة في الأداء.. هلا ذكرت قدرته الساحرة في نسج خيوط الألفة بينه ومستمعيه من اللحظة الأولى.. قد يبدأها بالنكتة أو الخبر الطريف، ولكن البداية الحقيقية تكون بمختاراته من الشعر الرصين التي يتخذها »رميات«، ومنها:
    القايمة بنبونة
    الواشي ما جاب لي
    ذكرى في فنونا
    ما بريد دونا
    يا كريم قول لي
    خلني شوية
    انقر التلفون كان يرد لي
    عرضحالي التام حجة مدنية
    وكم طربنا طرباً شديداً ونحن معه بكل حواسنا نستمع لرميته الأخاذة:
    الطابق البوخة
    قام نداه يهتف نام من الدوخة
    إيده عاقباه
    جدلة مملوخة
    لي معالق الجوف موسه مجلوخة
    إن أداء عبد العزيز المتفرد »للرميات« يظل شاهداً على فرادته وقدرته على توظيف كل قدرات صوته الباهر المتخم بالأشجان لتجسيد معاني الكلمات.. وذلك فن لم يبلغ منزلته فيه إلا الاستاذ عبد الكريم الكابلي وهو لا جدال يجيد انتقاء الأبيات الشعرية المعبرة، ويحسن إنشادها بأبرع وأصدق ما يمكن ان يكون عليه هذا الفن الرفيع.
    وكن أول عهدي بأغاني الحقيبة، أدرك من كلماتها أشياء وتغيب عني أشياء، ويعود الفضل لأخي عبد العزيز رحمه الله الذي استطاع بأدائه المتفرد لأغاني الحقيبة ان ينقلنا من مرحلة الاستماع إلى مرحلة العشق والتدله والوله واستكشاف أوجه الإبداع في تلك الألحان والكلمات. فتأمل! كان مدخلنا الأغنيات الخالدات للشاعر محمد بشير عتيق »ما بنسى ليلة كنا«، و»أول نظرة«. والكلمات المموسقة العذبة الموحية للشاعر على المساح »زمانك والهوى أعانك« و»غصن الرياض المايد« و»بالله يا نسيم الصبا«، وبأغنيات خليل فرح، وود الرضي، والعبادي، وعمر البنا، ومحمد على الأمي، وأمثالهم من منظومة هذا العقد الفريد. وما نضب معينه إلى حين غيابه الأبدي. ظل دوماً متأملاً في كلمات شعراء الحقيبة، باحثاً عن نصها الأصلي، ساعياً إلى تقديمها على نحو متفرد وجديد، ما أروع جلسات الاستماع تلك، الممتع كنا نعيش بها كل مرة تدشين أغنية جديدة بلحن جديد وأداء متميز لهذا الفنان المتفرد. رعى الله تعالى تلك الأيام فقد كان خيرها كثيرا. فيها تعرفت على أصدقاء يعزون عبد العزيز كثيراً، منهم الشاعر المجيد عبد الله محمد زين صاحب »أنا امدرمان« وهي في رأيي قصيدة وطنية رائعة، جيدة السبك، عظيمة المعاني، ولو كان الأمر بيدي لجعلتها من محفوظات طلاب المدارس الثانوية. بمثل هذا الشعر الرصين، المعبر عن الوجدان الوطني يمكن ان نغرس ونغذي الانتماء، والقيم الوطنية السامية في نفوس الناشئة. أذكر تلك الليلة الساهرة الهانئة التي استضافنا فيها عبد الله محمد زين في دار أهله العامرة بامدرمان، وأبدع فيها عبد العزيز وبرعي أيما إبداع كالعهد بهما دائماً لا سيما في مثل هذه الجلسات الرحبة الموحية التي تجمع خاصة الاصدقاء.. وجمعتنا هذه الجلسات الوارفة الظليلة بالاستاذ مختار عباس الذي كان أول من شهد للفنان عبد العزيز بالبراعة إذ قال له في مطلع العام 1943م إبان حضورهما عرساً في القطينة: الناس ستعرف موهبتك وتثمن قدراتك بعد عشرين عاماً. وقد كان.. وظل مختار معجباً بأداء عبد العزيز، يمثل واسطة العقد في كل جلسات الاستماع، وهو صاحب أسلوب خاص في التعبير عن طربه.. كان يمزق جلابيته طرباً.. فتأمل!

    صحبة برعي

    والحديث عن الغناء العذب للأستاذ عبد العزيز داؤود لا يكتمل بدون ذكر صنوه وصفيه الاستاذ برعي محمد دفع الله. كانت »أحلام الحب« أول قصيدة يلحنها برعي لعبد العزيز، وتلتها العديد من الدرر الموحية الغالية. وكان الاستاذ برعي بحاسته الفنية الرائعة وبذوقه الرفيع قادراً على التفاعل والتمازج والتكامل مع الأداء المتفرد لعبد العزيز، والعود الذي أجاده الاستاذ برعي كأفضل ما تكون الإجادة ليس عنده بآلة صماء، إنما صديق حميم يعزه ويجله ويقدره ويستعين به في التعبير عن مشاعره وأحلامه.. ما ذكرت برعي وعزفه الشجي على العود إلا وقفز إلى ذاكرتي بيت شعر يقوم مقام قصيدة في رائعة »ليلة الوداع« للشاعر الاستاذ عباس محمود العقاد:
    كان فؤادي طائرعاد إلفه إليه
    فأمسى آخر الليل شاديا
    هكذا تجذرت العلاقة الحميمة بين برعي وعوده. وعزف برعي، من قبل ومن بعد، عزفا مترعا بالأوزان والأنغام والأشجان لا يطاله أحد، يتميز بخاصيته السودانية وشفافيته في التعبير عن اعتزازنا بهذه الهوية وما تجسده من كبرياء وشموخ.
    وأخي الاستاذ علي المك، عليه رحمة الله، كان يود عبد العزيز وداً صادقاً ويقدر عبقريته وتفرده. وحمل له عبد العزيز ذات المشاعر الحفية الحميمة. وللأستاذ علي المك، بصفة خاصة، أثره الإيجابي الذي لا ينكر في اختيارات عبد العزيز من الدرر الفرائد لأغاني الحقيبة.. كان يستقصى مظانها للتثبت من النص: فهو حينا في صحبة عبد العزيز متحدثاً إلى الشاعر، وحينا آخر يقضي الساعات الطوال لكتابة النص من إسطوانة قديمة لا يكاد المستمع المتعجل يتبين كلماتها، وهو في معظم الأحيان محقق للنص فيما نشر من أغاني الحقيبة لا سيما في مجلة »هنا أمدرمان« العتيقة. والأستاذ علي المك كان المنظم لكل جلسات الاستماع، صاحب الآذان المرهفة المتعاطفة القادرة على التفاعل الذكي مع الألحان والمشاركة في إعادة تنغيمها، باستثناء القليل النادر.
    كان علي المك لكل هذه الأدوار التي نهض بها في محبة وتقدير لعبقرية عبد العزيز، صاحب إضافة متميزة في هذا الغناء العذب لهذا الفنان المتفرد.
                  

08-04-2012, 05:32 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)


    عبد الكريم الكابلي وعبد الله عربي وأحمد المصطفى وبرعي محمد دفع الله
    ود. حسن أبشر الطيب وعبد العزيز محمد داؤود واعلاميين مصريين.
                  

08-04-2012, 05:38 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)


    الرواد : عثمان حسين, عبد العزيز محمد داؤود, حسن عطية, أحمد المصطفى.

    وقوفا : حسن عطية, أحمد المصطفى.
    جلوسا : عثمان حسين, عبد العزيز محمد داؤود, عثمان الشفيع, علي مكي.
                  

08-04-2012, 08:07 AM

إبراهيم عبد الحليم
<aإبراهيم عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 10-31-2008
مجموع المشاركات: 3563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)

    عبد العزيز محمد داؤود - صغيرتي

                  

08-04-2012, 08:10 AM

إبراهيم عبد الحليم
<aإبراهيم عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 10-31-2008
مجموع المشاركات: 3563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: إبراهيم عبد الحليم)

    يا عمدة

    ابؤداود تغنى اغنية من كلمات الشريف زين العابدين الهندى رحمه الله
    عارفها؟
                  

08-04-2012, 09:03 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: إبراهيم عبد الحليم)

    Quote: يا عمدة

    ابؤداود تغنى اغنية من كلمات الشريف زين العابدين الهندى رحمه الله
    عارفها؟

    أغنية اريج نسمات الشمال ولاعتبارت سياسية
    ودينية نسبت للشاعر مبارك المغربي.

    شكرا على الفيديو الجميل ومنورنا كتير مبدعنا
    إبراهيم عبد الحليم.
                  

08-04-2012, 09:53 AM

حمزه بابكر الكوبي
<aحمزه بابكر الكوبي
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 2121

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)

    العزيز عمدتنا ملك التوثيق رمضان كريم ومشتاقين وبركة الشفناك بعد غيبة

    رحمة الله تغشاك ايها العبقري العظيم ابوداؤود
    لازلت ازكر يوم رحيل هذا العبقري التي كانت بمستشفى بحري التعليمي
    وكانت قبل منتصف النهار تقريبا ومايجعلها محفورة دوما في الزاكرة
    ان والدتي عليها رحمة الله وشقيقتي الصغرى ( كانت طفلة وقتها) شهدن
    الراحل وهو يحتضر وشهدن الاطباء وهم يجتهدون في انقاذه وجاءن بخبر
    الرحيل المر قبل ان تنعيه الاذاعة بشكل رسمي .

    بالمناسبة
    شهر اغسطس يعتبر اكثر شهور السنة حزنا لقبيلة الفنانين فقد رحل عن
    دنيانا كثير من الفنانين والموسيقيين في هذا الشهر .

    تشكر كثير ياعمدة على هذا التوثيق الدسم الذي عودتنا دوما عليه .
                  

08-07-2012, 07:54 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: حمزه بابكر الكوبي)

    Quote: العزيز عمدتنا ملك التوثيق رمضان كريم ومشتاقين وبركة الشفناك بعد غيبة

    رحمة الله تغشاك ايها العبقري العظيم ابوداؤود
    لازلت ازكر يوم رحيل هذا العبقري التي كانت بمستشفى بحري التعليمي
    وكانت قبل منتصف النهار تقريبا ومايجعلها محفورة دوما في الزاكرة
    ان والدتي عليها رحمة الله وشقيقتي الصغرى ( كانت طفلة وقتها) شهدن
    الراحل وهو يحتضر وشهدن الاطباء وهم يجتهدون في انقاذه وجاءن بخبر
    الرحيل المر قبل ان تنعيه الاذاعة بشكل رسمي .

    بالمناسبة
    شهر اغسطس يعتبر اكثر شهور السنة حزنا لقبيلة الفنانين فقد رحل عن
    دنيانا كثير من الفنانين والموسيقيين في هذا الشهر .

    تشكر كثير ياعمدة على هذا التوثيق الدسم الذي عودتنا دوما عليه .

    الأخ الحبيب والصديق حمزة الكوبي كل عام وأنت بخير وأشواقنا بالأكثر
    في ذاك اليوم الذي اكتسى الحزن كل السودان برحيل أسطورة الصوت والطرب عبد العزيز محمد داؤود كنت حضورا في المقابر بحكم الجيرة في السكن وصداقتنا وزمالتنا في الدراسة لأبنائه علاء الدين وعزام ولعظمة الحدث لم تبرح ذاكرتي أحداث ذلك اليوم بكل تفاصيله الدقيقة رغم تعاقب السنين.
    بالفعل شهر أغسطس أكثر الشهور حزنا لقبيلة الفنانين لرحيل الكثير منهم عن دنيانا في هذا الشهر, الف رحمة ونور تتنزل عليهم جميعا.
    شكرا على المشاركة والثناء والإشادة ..
    تقديري واحترامي
                  

08-04-2012, 11:35 AM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)

    ياسلااااااام ياعمدة
    يلخي ابو داؤود ده حكايه كده براها
    شوف لطف ونبل هذا الراحل
    ايامها آخوك فنطوط ساكت لسه يادوب على باب الاذاعة السودانية
    وكنت شغال معه كورس ضمن مجموعة عبد الماجد خليفه
    في نشيده المايوي غاليه ياثوره غاليه علينا
    الذي اظهر فيه الراحل برعي دفع الله جبروته الابداعي كالعادة
    فعندما دخل الاستدويو بادرته كيف حالك يا آستاذ
    آجابني مداعبا وضاحكا
    آحسن منك
    فضحكت
    كم كان انسانا

    (عدل بواسطة Elmosley on 08-04-2012, 11:37 AM)

                  

08-04-2012, 12:54 PM

حمزه بابكر الكوبي
<aحمزه بابكر الكوبي
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 2121

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Elmosley)

    Quote: كنت شغال معه كورس ضمن مجموعة عبد الماجد خليفه


    الاستاذ الموصلي لك التحايا ورمضان كريم
    ياريت لو تكلمنا عن هذا الرجل وعن دوره في تاريخ الغناء ولو ساعدك عماد
    يكون جميل ولو تم فتح بوست توثيقي منفصل عنه يكون افضل .
    اعتقد ان الرجل ظلم كثيرا في الاعلام وشخصيا لا اعرف عنه سوى النذر اليسير
    واظن ان التوثيق الوحيد المازال موجود في التلفزيون له هو ضمن مجموعة العمالقة
    التي ادت نشيد (صه ياكنار) .
                  

09-06-2012, 06:24 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Elmosley)

    Quote: ياسلااااااام ياعمدة
    يلخي ابو داؤود ده حكايه كده براها
    شوف لطف ونبل هذا الراحل
    ايامها آخوك فنطوط ساكت لسه يادوب على باب الاذاعة السودانية
    وكنت شغال معه كورس ضمن مجموعة عبد الماجد خليفه
    في نشيده المايوي غاليه ياثوره غاليه علينا
    الذي اظهر فيه الراحل برعي دفع الله جبروته الابداعي كالعادة
    فعندما دخل الاستدويو بادرته كيف حالك يا آستاذ
    آجابني مداعبا وضاحكا
    آحسن منك
    فضحكت
    كم كان انسانا

    الموسيقار يوسف الموصلي
    تحية واحترام
    منزل الفنان عبد العزيز داؤود كان توجد به شجرة نبق ضخمة على مقربة من حيطة الشارع وهي من نوع النبق الايراني المتواجد ويباع في السوق هذه الأيام والشجرة دي كانت مقصد لجميع أبناء الحلة صغار السن آنذاك ورغم الأزعاج الشديد لأصحاب المنزل والتلف الذي كان يصيب سيارة عبد العزيز الناجم من جراء تساقط وابل الحجارة على الشجرة إلا انه لم نشاهد عبد العزيز يوبخ أو يزجر أحد في يوم من الأيام, بل كنا نجده كعادته هاشا باشا مبتسما مع الجميع.
    كان إنسان بكل ماتحمل الكلمة من معنى .. له الرحمة والمغفرة.
    شكرا لتشريفك البوست أستاذنا الموصلي
    تقديري
                  

08-04-2012, 05:35 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Emad Ahmed)

    الكمونية أخت العذارى‎-----علي المك في رثاء عبد العزيز محمد داؤود

    كانت اجمل الأغنيات تؤدي في الجلسات أو القعدات‎ ‎تكون في وداع صديق أو استقبال صديق، ‏أغنيات فيها حرية كمثل الحرية في الأمكنة‎ ‎الفساح، بعيداً عن لجان النصوص التي كانت، في أكثر ‏الأحوال، تجتمع وتنفض لترفض كلمة‎ ‎بعينها أو قصيدة كاملة .. وكنت أحضر كثيراً من هذه ‏القعدات بتنظيمها الدقيق، وكأنها‎ ‎ملاذ الفنان عبدالعزيز محمد داؤود، تصير فيه روح الفن ‏الرومانسي فيختلف إلى الغاب‎ ‎من ضجيج المدن والثقلاء ورسميات الأمور، حقا كان عبدالعزيز ‏داؤود، ربما عهد صباه،‎ ‎مولعاً بالطعام، وقد نسج الناس حول هذا الأمر حكايات عدداً، غير أن اكثر ‏هاتيك‎ ‎روايات فيها مبالغة، أو مغالاة، أو إسراف، يقولون انه في قعدة ما في الحتة الفلانية‎ ‎أكل ‏عبدالعزيز خروفاً، اعترف لي مرة، عبدالعزيز، إنه أتى علي صاج كبير من اللحم‎ ‎الشهي في بيت ‏عرس وقد شاركه (بالعزف) علي محتويات الصاج أحد الموسيقيين، هو بالواقع‎ ‎كثير الحديث عن ‏الطعام، يصفه وينتخب أطايبه كل حين يختلف فيه إلى السوق .. وذات يوم‎ ‎وكنا علي أطراف سوق ‏الموردة قطع علينا الطريق قطيع من الخراف، فأوقف السيارة‎ ‎احتراماً للقطيع وأعجبه خروف ‏فتسمرت عليه عيناه وسط القطيع، وكان خروفاً بني اللون،‎ ‎تمعن في ذلك اللون، ونبهني ‏عبدالعزيز إلى انه (خروف كموش)! ضحكت وهو صاحب تشبيهات‏‎ ‎لا تنسى .. اذكرها فيما يخص ‏صنوف الطعام، مثلاً كان يشبه الكستليتة بمضارب البنق‎ ‎بنق، ويقول عن الكمونية (كمونية أخت ‏العذاري)! لا اعلم لم اسماها كذلك، ولم أساله‎ ‎عن ذلك أبدا .. لعلي قد اكتفيت بطرفة التعبير‎!!

    كانت القعدات أيضاً مكان‎ ‎تجارب موسيقية وغنائية مدهشة، اعتاد بشير عباس أن يصاحب بعوده ‏عبدالعزيز في أغنيات‎ ‎لمطربين آخرين .. فما من جلسة حضرها بشير عباس إلا وقدم عبدالعزيز ‏فيها رائعة‎ ‎إبراهيم الكاشف‎
    ‎(‎المقرن في الصباح) لخالد أبو الروس‎ ..
    الروض بسم‎ ‎والطير غرد‎ ..
    والطقس لا حر لا برد‎ ..
    الشمس إبان الشروق‎ ..
    أنا والحبيب‎ ‎نجلس نروق‎ ..
    وسط الزهور العاملة روق‎ ..
    ويشجينا أيضا بأغنية محمد عوض الكريم‎ ‎القرشي وعثمان الشفيع (رب الجمال) وأولها (المالك ‏شعوري، أنا لي فيه آمال، رب‎ ‎الجمال) وكانت رب الجمال هذه ورب السعادة وسائر القرشيات ‏اللائي يسميهن الجمهور‎ ‎عاشق الغناء (الأرباب) قد وجدن من وقف لهن في الإذاعة بالمرصاد ‏فصارت رب الجمال‎ (‎رمز الجمال) وشتان ما بين هذه وتلك، أعلم انه لو عاش هؤلاء القوم في ‏العصر العباسي‎ ‎لقتلوا بشار بن برد انه قال (ربابة ربة البيت) ومن لجان النصوص والمسؤولين ما ‏يقارب‎ ‎أن يشابه محاكم التفتيش‎.

    كان عبدالعزيز صديقا لعباس بشير والد بشير عباس،‎ ‎ولعبدالعزيز حبال صداقة وود مع كثير من ‏أهل حلفاية الملوك، ما تصرمت، وكان كلما‎ ‎سافر إلى بلد في أنحاء السودان وفيها عباس بشير إلا ‏زاره وأقام عنده، وفي 1956 حل‏‎ ‎عبدالعزيز مدينة سنار، وكان عباس بشير يعمل موظفاً بها، ‏وبشير بدأ حياته العملية‎ ‎هناك موظفاً بمصلحة الري، وكان عبدالعزيز قد جاء لحفل يقام في دار ‏السينما، ويعلم‎ ‎أن لبشير بدايات موفقة للعزف علي العود، فطلب إليه عبدالعزيز أن يصاحبه ‏بالعزف،‎ ‎وتلك كانت أول مرة وحدثني بشير عباس فذكر أن أول أغنية عزفها في ذلك الحفل كانت ‏هي‎ (‎سمير الروح) من نظم الشاعر الملهم عبدالرحمن الريح‎..

    ولم تعد مدينة سنار‎ ‎تفي بأغراض بشير عباس الفنية وأشغاله .. فانطلق إلى الإذاعة بعد ذلك بعام ‏أو عامين،‎ ‎ولعل مصاحبته عبدالعزيز علي العود قد كانت إجازة فنية فتحت له أبواب الإذاعة، عين‎ ‎في مطالع يوليو 959ام سكرتيراً لأوركسترا الإذاعة، وفي واقع الأمر فقد كانت أخريات‎ ‎الخمسينات ‏وبدايات الستين تؤذن بعهد جديد في تطور الموسيقي والموسيقيين في السودان،‎ ‎كانت طريقة ‏بشير عباس في العزف علي العود تنبئ عن تأثر بليغ بالموسيقي العربية‎ ‎والمصرية بوجه خاص، ‏ولكن بشير عباس لم يستسلم لذلك الأثر، بل أفاد منه، ولم يجعل‎ ‎نفسه محل استسلام وخضوع لتلك ‏الموسيقي، فخلط ذلك التأثر بتربية فطرية سودانية‎ ‎صميمة، هي التي نسميها دون كثير حذر ‏طريقة بشير عباس، تحسها في‎ ‎موسيقاه وفي لحون‎ ‎الغناء التي صنفها، وكان عهد ظهور بشير ‏هو عهد جيل الموسيقيين من أمثال عازف الكمان‎ ‎محمدية الذي تأثر أو قل تعرض لذات المؤثرات، ‏وبأسلوب عبدالله حامد العربي أولاً، ثم‎ ‎درس في معهد الموسيقي في مصر وأجاد الأسلوب الشرقي ‏ولم يفقده ذلك موروثات الكمان‎ ‎السوداني من لدن السر عبدالله وحسن الخواض وسائر الذين .. ‏منحوا الكمان سيدة الآلات‎ ‎الموسيقية طراً، جنسيتها السودانية‎ ..

    سافر بشير عباس عام 1961م إلى القاهرة‎ ‎بصحبة عبدالعزبز داؤد، كان هناك حسن خواض ‏وبابكر محمد احمد وبرعي محمد دفع الله‎.. ‎ويذكر بشير انه وفي وجود برعي ربما لم تكن هنالك ‏من حاجة كبيرة إلى سفره إلى مصر مع‎ ‎الفرقة، ولكنه يبرر هذا أن عبدالعزيز كان بعيد النظر ولعله ‏عزم علي أن يمنح بشيراً‎ ‎فرصة (للتدريب) علي حد تعبير بشير عباس .. وقال انه حمل معه وعلي ‏استحياء أول لحن‎ ‎له هو أغنية (أشوفك) التي نظمها عبدالله النجيب لتكون بكورة تعاونه مع ‏عبدالعزيز‎.. ‎كان بشير يخشى أن يهمل عبدالعزيز شان أغنيته، ولكن عبدالعزيز تحمس للأغنية ‏وغناها‎ .. ‎ويعتز بشير بذلك كثيراً، إذ كان عبدالعزيز منذ بداياته قد قدم ألحانا رصينة‎ ‎السبك، جليلة ‏الصوغ، مثل هل أنت معي وفينوس وصبابة وغيرهن من ذاك العقد النضيد‎ ‎المتلالىء‎ ..

    في الجلسات حيناً بعد حين، تكون النكتة سيدة الموقف، وقد تاخذ‎ ‎مقاماً قريباً من الغناء، وقد تنبثق ‏فجأة رغم كل شىء، وقد يحكي عبدالعزيز لي ملحة‎ ‎أو نكتة انشأها أو سمعها ويريد أن يسردها ‏علي طريقته الفريدة يأتي إلى مكتبي في‎ ‎الصباح البكر يقول (سيد علي أنا جاييك بي واحدة بت ‏######) اقول له (طيب نسمع) ينطلق‎ (‎طبعا انت عارف اليومين دي الرعاة بقي عندهم سوق ‏وبيهاجروا كمان، عشان كدة اسعارهم‎ ‎عالية، المهم في واحد كان عنده خمسة غنمايات، قال احسن ‏يوديهم للراعي، قام مشي ليه‎ ‎وقال يا سيادتك تاخذ كم في الشهر وترعي الغنم ديل؟ صاحبنا ‏الراعي قال ليهو والله‎ ‎انت عارف اليومين الحكاية قرصت معانا شوية، يعني حنأخد منك مية جنيه، ‏كل غنماية بي‎ ‎عشرين جنيه! صاحب الغنم ضحك كدة وقال للراعي: عندى سؤال واحد الكتب علينا ‏ولا عليكم‎ ..

    حين اتجه عزمنا إلى تسجيل أغنيات الحقيبة، كتبت خطاباً حول هذا الموضوع‎ ‎إلى الاستاذ محجوب ‏عثمان، وكان وزيراً للثقافة والاعلام عصرئذ، فوافق علي الفور‎ ‎وأول أغنية سجلها عبدالعزيز فيما ‏اذكر كانت (عروس الروض‎) ..
    سارعي من قبل‎ ‎يشتد الهجير بالنزوح‎
    واسبحي ما بين طيات الاثير مثل روحي‎
    راذا لاح لك الروض‎ ‎النضير فاستريحي‎

    وهي قصيدة للشاعر الياس‎ ‎فرحات، وكان زنقار قد جعلها طرفا من تراث الغناء السوداني ‏فانتشمرت، في زمانه‎ ‎انتشاراً شديداً، وقد كان الفنان الممتاز زنقار من الفنانين الذين يكن ‏عبدالعزيز‎ ‎لهمم وداً شديداً، وكان معجباً به اشد الاعجاب، واذكر انها حين انتشرت بصوت‎ ‎عبدالعزيز وكلما سمعها صديقنا الموسيقي علي ميرغنى، بكي لفرط التأثر بالاداء‎ ‎الجميل، وسجل ‏عبدالعزيز ضمن هذا المشروع أغنيات عدداً، كنا نامل بالطبع أن تزيد‎ ‎ولكن تراكم الاشغال حان ‏دون بلوغنا ما كنا نروم، أما أنا فقد كان من دافعي كمستمع‎ ‎أن ينعم المستمعون كافة بسماعهم ‏غناء عبدالعزيز اغنيةصالح عبدالسيد ابو صلاح وكرومة‎ (‎كم نظرنا هلال) وقد سمعته يغنيها فيما ‏يشبه الاعجاز وكنت كثير الحديث عنها، في‎ ‎واقع الأمر، ما أزال، ويسألني الأصدقاء مداعبين ‏ولماذا كم نظرنا هلال، وانت مفرط في‎ ‎تشجيع المريخ؟ والرد عندي: لله في خلقه شؤون‎ ..

    وطرفة أخري، قال عبدالعزيز‎: ‎انه عاش في زمن ما شاب (درويش) يعتقد الناس أن فيه بركة، ‏وكان اذا قال مثلا (خالي‎) ‎يموت خاله في اليوم التالي، واذا قال (عمتي) تموت عمته في اليوم ‏التالي، وهكذا وكان‎ ‎أهله يخشون هذا كثيراً وفي ذات يوم وأهله كلهم في البيت صاح فيهم (ابوي)! ‏وفي اليوم‎ ‎التالي مات جارهم‎!!

    اللهم قد اخترت عبدالعزيز إلى جوارك، اجل لكل اجل كتاب،‎ ‎اللهم أن كان مسيئاً فتجاوز عن ‏سيئاته، وما كان عبدالعزيز كذلك، اللهم أن كان‎ ‎محسناً فزد في احسانه، وبالمعنى الذي نعلم فقد ‏كان براً بنا؟ عف اللسان، وعلمت من‎ ‎بعد أن مات انه كان يخرج إلى سور جامع ام درمان الكبير ‏عقب صلاة الفجر كل يوم جمعة،‎ ‎ويوزع علي المعدمين الفقراء عند سور الجامع مئات الارغفة .. ‏حدثني بهذا صديقي حسن‎ ‎يحي الكوارتي‎ ..

    كان الغبار مساء السبت الرابع من اغسطس 1984، يشيع معنا‎ ‎اعذب الاصوات في تاريخ هذا ‏الوطن غير مدافع، دونما ضجة، أو ثرثرة في الصحف، هو اعذب‎ ‎الاصوات في تاريخ غناء ‏السودان غير مدافع، اقولها لا ارجو تأييداً من احد، ولا‎ ‎تعضيداً، واري الان بعض اصوات ردىء ‏الغناء تريد لتثري من أغنيات عبدالعزبز، من‎ ‎هؤلاء من حاكي مذهبه في الاداء، يصيبني عمله ذاك ‏بتعاسة غامرة اقول لهذا أن انشاد‎ ‎عبد العزيز‎:
    بهديها روحي تقسما‎
    بدل الزهور في‎ ‎مواسما‎
    مهما النفوس قدرن سما‎
    دي الفي القليب ممضي اسما‎
    والتي ينشدها باسلوب الرميات الحر، مثل ما عهدنا‎ ‎من أيام سيادة غناء الحقيبة لم تصطنع (رمية) ‏قي واقع الأمر وانما هي أغنية لها لحن‎ ‎معروف وتؤدي به وهي أغنية (لي نيه في قمر السما) ‏لسيد عبدالعزيز، وقد تصرف‎ ‎عبدالعزيز في ادائها وجعلها مطلعاُ ينشده بحرية، وهو أمر لا يقدر ‏عليه إلا صاحبه‎ ‎الذي ابتدعه، والله تعالي اعلم، ثم هل يقلد مذهب في الاداء؟ ثم أن بعض اهل الفن‎ ‎الشعبي اسلموا لحونه (لكركبة) الايقاعات المنفرة، تصور لقد سمعت من يغني بتلك‎ ‎الايقاعات ‏المنفرة أغنية لبرعي وعبدالعزيز تعتمد اساساً علي استهلال موسيقي بارع،‎ ‎وعلي لازمات ‏موسيقية صعبة الاداء، تلك هي أغنية صغيرتي. والشيالون يرددون مع مغنيهم‎ (‎الشوق والاحلام ‏ما زالت تؤرق والسنين، هل كنت تعنين الذي ما تدعين، ما زلت اذكر‎ ‎خصلة عربيدة فوق ‏الجبين‎)..

    فوزية محمد حسين زوج الفقيد، خلف العبء، بعضه‎ ‎وهو جله،عليها وولي، عزة وعزام التوأمان ‏يصعدان درج التعليم صعوداً متفوقاً، عمران‎ ‎اكبر الاولاد صار من اهل فنون الطباعة، كان ابوه ‏العظيم طرفاً من حياته، صفيفاً في‎ ‎مطبعة، وداؤد في دبى، وعلاء الدين في شموخه، وعايدة تعمل ‏في الإذاعة، وماجدة تغني‎ ‎لابيها فيما قد علمنا، وشجرة النبق في ذلك البيت تجود بما تقدر عليه، ‏وقد تجادت في‎ ‎صباها بثمر حلو وفير، وقريباً منها غطاء بئر المجاري، وكان المجلس البلدي قد ‏اصدر‎ ‎قراراً بأن تحفر الابار في كل بيت علي نمط هندسة المجاري الحديث، وجاء الحفارون إلى‎ ‎بيت عبدالعزيز وقد استبد بهم الطمع، قالوا له يا استاذ البير بتجيب مويه في البيت‎ ‎ده بعد ما نحفر ‏عمق عشرة رجال، والراجل بكلف ميتين جنيه! ضحك عبدالعزيز ثم قال‎ (‎و..بتحفروه بي كم)؟‎!!

    واني مازلت اذكر والاسي بعضي وجلي وكلي والحزن تلك‎ ‎الليلة الرابعة من شهر اغسطس ‏‏1984م، والغبار ينشر الاسي، والمقبرة ذات الظلام واهل‎ ‎الفن قد تركوا الغناء للبكاء، اذكر أن ‏واحدا من المغنين المعروفين كان يغنى علي بعد‎ ‎خطوات من بيت الاسي في حفل عرس ليلة دخلت ‏الأمة (بيت الحبس) من قال أن الفن غير‎ ‎الاخلاق؟‎

    thanx emad
                  

08-04-2012, 07:40 PM

Abdalla abdalla

تاريخ التسجيل: 03-03-2008
مجموع المشاركات: 153

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: omar altom)

    عماد ،
    تحياتى عبر الامكنة و الازمنة لك و للاسرة و الاصدقاء ....

    من منا لا يذكر ذلك اليوم الحزين ؟
    داهمنا الخبر الفاجع فاتخذنا عربة محمود كشة ( الذى تخطفته يد المنون بعيد ذلك بقليل ) الى الشعبية
    و قد كنا على علم بوعكة ( السواد الاعظم ) الطارئة ، تلك لتى اطلت بداياتها و هو فى رحلة الى الابيض .
    وصلنا داره فوجدنا انفسنا فى لجة من قوم عصف الاسى بقلوبهم و عقولهم ...
    من يعزى من ؟

    كان يوما انهد فيه من بيت االغناء و المسيقى ركن عتيد .

    شكرا لك و لضيوفك على هذا البوست الذاخر بالوفاء يا عماد .

    لم لا تتمم جميلك فتتحفنا بذلك البورتريه الذى زينت به غلاف كتيب على المك عن عبدالعزيز ؟
    بالمناسبه ، يطل على ذهنى رسمك لعبدالعزيز كلما ذكر اسمه
    ففيه تقول الكثير ، بل الكثير جدا .

    تحياتى مجددا و شكرى .
                  

08-04-2012, 07:56 PM

طارق ميرغني

تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: Abdalla abdalla)

    يا سلام يا عمده هذا البوست الرمضاني التوثيقي الهام

    لشخصية هامه في تاريخ الغناء في السودان

    كنت في ماموريه عمل ببورتسودان حين توفي ابو داؤود وكنا كما تعلم نسكن في نفس الشارع

    في الدناقله شمال واتح لنا ذلك ان ننعم بالكثير من الملح لهذا الهرم
                  

08-07-2012, 05:37 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم 4/8/2012 م الذكرى 28 لعبد العزيز محمد داؤود (Re: طارق ميرغني)

    صديقنا الفنان عماد
    هكذا تمر الذكريات، ونحن نمخر في عباب النسيان المقيت. وجميل أن تذكرنا بتلك الصحبة الأبداعية التي كأنما كانت تسافر بنا إلى علالي الوهج الصوفي الحنين. هو ذا عبد العزيز وشقيقه برعي حيث شنفا آذاننا، ورطبا وجدان أهل السودان في لحظات مرت كطيف النسيم في هجير العمر. كانا حلما إستطيقيا، وملمحا من ملامح السودانوية القحة التي تركز نسيج غناءها على الوطن والرومانسية فحسب. منحانا صدف التراث وأجل محارات الثيمة الغنائية.
    حين أستمع لبرعي في نقرشاته القيثارية منفردا أسدر في مسارب الجمال، وأتعطن بذاتي وتاريخ القبيلة السودانية في مد وجزر أحلامها، وشد وجذب عذرية كدها الإجتماعي. فهو موسيقار الموتيفا المتفردة والغنية بميلودية عصية على المجاراة. خرجت هكذا من أسرار النغم السوداني الذي ما يزال يثابر في نسج الخطو لردم فجوة النسيج والمزيج والنشيج، ولكن..آه وآلاف الآهات من لكن هذه.
    أما عبد العزيز الصوت والأداء فهو مملكة شيدها بحنجرة ذهبية وبتنغيمه وبتطريبه الذي لا يتثاءب إحتل مكانا عليا في نهر الغناء الخالد. شكرا لك صديقي عماد وأنت تبدو مهموما بردنا ـ وسط هذا القيظ الوطني ـ إلى مملكة الجمال اللحنية التي طرز جيدها حلو الرزم، ودسمة النغم الشجن، وعبقرية الأداء. والعاقبة في المسارات الوعرة التي فارق بها جيل طه سليمان وعصام محمد نور بسطاما من الإبداع. إنهما دلا الطريق السالكة إلى الخلود. وحتما سوف سيؤوب أحدهم/إحداهن لذلك الموروث ليجلي عنه صدأ الأيام، ويطوره في إتجاه يقبل القسمة على الوداد القومي. أتراني قلت شيئا؟ ربما، ولكن أبوداؤود سافر إلى هناك ليشجي آخرين في برازخمهم الملونة فيغبطهم بعبقريته في الدنيا.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de