زيارتي الأخيرة للسودان (هل تغير الشاهد أم تغير المشهد)؟!

Quote: ارسل: الجمعة اغسطس 07, 2009 1:47 pm موضوع الرسالة: الجبهة و الإنقاذ؟. من أين جاءت الجبهة الإسلامية؟. قد تكون جاءت من ثلة من الأفندية، من ثلة من تجار المدن، من ثلة من فقهاء المدن وبعض أئمة الجوامع أو منهم أجمعين. وقد تكون هناك آراء أخرى ترجع بالجبهة إلى خلفيات أخرى تتكيء على مؤثرات محلية وعالمية من قبيل فشل النخب السودانية المتعاقبة في إنجاز مشروع وطني ناجح وجامع وما تبع ذاك الفشل من فقر وأمية وحرب أهلية وتبعية، إذ قد يكون ذلك عاملآ داخليآ، صحبه إجتياح التيارات الإصولية والسلفية للبلاد، وتحديدآ تلك الوافدة من مصر والسعودية، وتراجع مشاريع الإستنارة والنهضة بعد الهزائم المتتالية التي مني بها العرب في مواجهة الغرب وإسرائيل كعوامل خارجية إضافة إلى الدعم الأمريكي المباشر "ماديآ ومعنويآ" للتيارات السلفية والإصولية إبان الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي، وقد يضاف إلى ذلك عامل الحنكة والدربة والدهاء الذي ميز بعض كوادر الجبهة ومثل لها قوة دفع ذاتي كبيرة. وقد يغوص البعض في التاريخ البعيد "لتفتيش" جذور للجبهة في دولة بني كنز الإسلامية 1317- 1517 أو الدولة السنارية 1504-1820 أو الدولة المهدية 1885-1899. ومهما يكن فأن كل تلك التكهنات والإفتراضات لم تمنع رجلآ مثل الطيب صالح ليتساءل مرة: من أين أتى هؤلاء؟. كما أن كل تلك التكهنات والإفتراضات لم تقف حائلآ أمام دهشة الكثيرين حيال أمر الجبهة الإسلامية كظاهرة وممارسة وفعل سياسي لم يعهده الناس من قبل!. في الوقت نفسه فإن غموض مرجعية الجبهة الإجتماعية لم يمنعها من التقدم حثيثآ إلى الأمام حتى وصلت مرحلة الإستيلاء على السلطة السياسية عام 1989 بسلاسة فائقة عبر إنقلاب عسكري كان شعاره الأساس تحكيم شرع الله إضافة الى مقولات أخرى عن الكرامة الوطنية ومحاربة الإستكبار العالمي والإكتفاء الذاتي وتطهير المجتمع.