زيارتي الأخيرة للسودان (هل تغير الشاهد أم تغير المشهد)؟!

Quote: ----- Forwarded Message ----- From: abdou satiahmed <> To: [email protected] Sent: Sunday, July 29, 2012 8:54 AM Subject: زيارتك الخايف عليها الأخ الكريم محمد جمال الدين السلام عليكم ورحمة الله شكراً جزيلا لإشراك القارئ في ما تكتب من خلال بوست " زيارتكم المفترضة للخرطوم" . وفي الواقع فأنا تابعت اسهامك الجيد في قصة سليفيا ثم في محاولة تكوين خط سياسي جديد وأخيراً في اسلوبكم الجديد في نقد الانقاذ. ورغم في أن بالبوست الكثير المثير الخطر كما تقول الاغنية الخطيرة إلا أنني توقفت عند عدة ملاحظات أوجزها في ما يلي: 1- لا اعتقد أن هناك علاقة بين الحزب الاشتراكي الاسلامي وجماعة الاخوان المسلمين واعتقد أن الأمر يحتاج إلى تمحيص وتحقق أكثر. 2- فكرة ربط " الاسلام السياسي" بمؤامرة غربية (تخدم مصالح الدول الغربية) فكرة شاذة وبلهاء. وشخصياً لم استغربها من سمير أمين في ضوء ما يحدث بمصر وما عُرف به من تشدد. واعتقد أن سبب اللجوء إلى وصم الآخر بالتخوين والعمالة للغرب يعود إلى عقدة ماركسية قديمة بسبب من انتمائها وعلاقاتها (المحرجة) مع " الاتحاد السوفيتي العملاق" كما كان يشار إليه في السابق. وفي تقديري أن هناك أسباباً موضوعية محلية ساهمت في خلق وتخلق فكرة الاسلام السياسي تختلف من بلد لآخر وعلى أي دارس للظاهرة أن يعمد إلى دراستها عوضاً عن هذه الجزافيات البعيدة عن العقل والعلم. صحيح أن الكثير من الاسلامويين يشيرون إلى أن بدايات حركاتهم كانت لصد الهجمات الماركسية. ولكن هذا لا ينفي الحاجة الموضوعية لوجود أي من الفكرتين. وقد أشرت أنت بنفسك إلى طرف من هذا عند الاشارة إلى ضعف المساهمة الفكرية السودانية. كما أن من السخف – اعتذر للاضطرار لاستعمال الكلمة - محاولة معالجة الظاهرة بوصفها عالمية تشمل نطاق واسع يمتد من الباكستان (أو الشرق الاقصى في الواقع) إلى المغرب الاقصى دون الانتباه إلى الخلافات الجذرية بين هذه الحركات في تمظهراتها المختلفة التي تصل حد النقد اللاذع الذي قدمه الغنوشي التونسي لتجربة السودان. 3- لكني أعتقد أن أكثر ما أدهشني هو ما أتيت به بعد كلما قلت عن الاسلامي السياسي عن " أصالة محاولة محمود محمد طه وعلاقته بالتحرر" ! وفي الواقع فإن سمير أمين محق بإدراج محاولة محمود ضمن محاولات الاسلاميين. بل اعتقد أن أسوأ استغلال للعاطفة الدينية هو ما قام به محمود شخصياً عبر ادراج أفكار في غاية من الشذوذ ومليئة بالطوباويات مثل مزاعم " الأصالة والإنسان الكامل وبلاهة بيع وذم scrap وشيطنة demonize نصف الاسلام لإصلاحه عبر نصف آخر. ولن يشفع له بعد هذا إن كانت نواياه طيبة أو مفيدة أو مساندته لمسيرة البحث عن الحريات. وحتى في هذه فقد اندلق الكثير من الحبر حول علاقة مشبوهة لمحمود و" للجمهوريين" بنظام جعفر النميري. ثم هب أننا مضينا بفكرة العمالة للغرب إلى منتهاها فهل سينجو محمود منها؟ أليست الفكرة الجمهورية سوى نوع مما يروج له الآن من اسلام البيبسي كولا؟ صدقني أنا لا أعادي هذا النوع من الاسلام حتى. أنا أرى فقط ألا حاجة لنا بشيطنة جزء من الاسلام أو جلد الاسلام التاريخي "عشان خاطر عيون حلويين." وقد شاهدت للأسف ندوة عبر الجزيرة مباشر واحداً من " الزعامات العلمانية السودانية" وهو يتعرض للعصر البجيب الزيت من بعض الاسلاميين المصريين لأنه " فارق العصر" بسبب نقد النظام السوداني عن طريق نقد فكرة " أهل الذمة " . فوجدتني أقول : عليك الله يا حيدر ابراهيم تاني ما تعمل كده! 4- وبعد هذا لا نقول إلا ما تقول المسوزنة " العديل راي والعوج راي" إن المسوزنين كانوا اخوان الشياطين!!!! 5- فتك بعافية.