مرابع صبا وشباب أحمد جبرين على( المجلد ، الفولة -خورطقت ) صدور مذكرا

Quote: (( وفى هذا الشارع تحضرنى ذكريات اليمة عن أحداث عام 1964 المؤسفة بين المسيرية واخوانهم الدينكا نقوك (المسيرية الطوال) ،توترت الأجواء فى المنطقة فى ذلك العام إثر شيوع أخبار عن مذبحة قام بها المتمرودن الجنوبيون فى فرقان المسيرية على ضفاف بحر العرب. فقد قام المتمردون فى ليلة من الليالى المشؤومة بذبح العشرات من أسر المسيرية الأمنة التى كانت تغط فى نوم عميق على ضفاف بحر العربب غدرا . ولم ينج من تلك المذبحة سوى القليل . وكما يقول يقول حكيم العرب بابو نمر –رحمه الله –أن احد الناجين أستخدم رادار المسيرية (الحصان ) فى الوصول إلى المجلد والتبليغ عن الجرم المشهود. وقد ماجت المنطقة إزاء ذلك بغضب عارم وحركة شديدة استعدادا لنجدة المنكوبين فاصطفت الشاحنات على طريق المجلد- أبيي محملة بالعديد من المقاتلين وساد المجلد وبابنوسة جو حزين ينذر بتفجر الغضب والإنتقام. وكنتيجة لتلك الفعلة الشنيعة التى قام بها المتمردون تغيرت نظرة سكان المجلد وبابنوسة إلى أخوانهم من ابناء الدينكا نقوك وغيرهم من الجنوبيين فظهرت عصابات نسائية فى المدينتين تطارد الدينكا بغية الفتك بهم إنتقاما لأقاربهن الذين ذبحوا غدرا بعد ان غادر معظم الرجال إلى بحر العرب. ففى مدينة بابنوسة أنتتظمت حشود من النساء فى محطة السكة حديد تبحث عن الدينكا فى القاطرات المتجهة إلى الجنوب أو الغرب بحكم ان بابنوسة هى المفرق لقاطرات الغرب والجنوب . فقامت الشرطة بإيواء العديد من الدينكا (رجالا ونساء) فى سجن بابنوسة حماية لهم من بطش الجماهير النسائية الغاضبة . ولسوء الحظ فقد جمع السجن كما اسلفنا عددا كبيرا من الدينكا ولم تكن به تلك القوة العسكرية الكبيرة فقصدته حشود النساء اللاتىحملن علب الصفيح المعبأة بالكيروسين من محلات تجار الجلابة عنوة ثم سكبن الكيروسين على مجموعات الدينكا الموجودة داخل السجن وأشعلن فيها النار بعد أن انسحبت قوة الشرطة من وجه تلك الحشود النسائية الغفيرة التى لاقبل لها بها فكانت المأساة الأخرى .!!! هذا وقد راح ضحية الحريق العشرات من الدينكا (رجالا ونساء) داخل السجن المغلق عليهم المحاصر بأمواج متلاطمة من الحشود النسائية الغاضبة وكانت مأساة أرتكبها النساء أثناء فورة و جنون الغضب الذى أنتابهن .. وفى المجلد طاردت النساء أيضا الدينكا أفراد وجماعات وكان حوش الفكي جبيرل القونى- رحمه الله – من اوائل البيوت التى كانت مأوى لهذه المجموعات المطاردة التى لاحول لها ولاقوة كما أستسبل الرجل الإنسان الكريم يدا وخلقا جبر بابو نمر –رحمه الله – فى الدفاع عن الدينكا ... واخيرا أسدل الستار على فصل قبيح من فصول القتل وفظائع الإنتقام البشع الذى ترك أثاره السالبة على الجانبين :المسيرية والدينكا وأسهم كثيرا فى زلزلة أمن المنطقة وإستقرارها ...)