|
عزوني في خليلي بشير: الشهيد الذي قهر الظلم، ولم يزل!
|
عزوني في رفيقي الحبيب بشير بكار، فإن فجيعتي فيه كبيرة، كبيرة، كبيرة، كادت أن تفتك بي! ولنتعزى جميعاً مثله بالعمل لأجل الحق والعدل والحرية. يلفني حزن عميق. ولا يزال الدمع منهمراً. وإني بحق محتاج إلى تعازيكم. فقد رافقت هذا الرجل العظيم، الثائر، الصادق، الشجاع، الكريم، المتواضع، فكان صديقاً صدوقاً، ورفيقاً في العمل العام. وحين دعوته للانضمام إلى هذا المنبر، لم يتردد، على الرغم من المخاطرة المهنية الكبيرة، ذلك لأن الأمم المتحدة تطلب من موظفيها الحياد السياسي. وبشير لا يعرف لا يعرف غير الانحياز للحق، وكان على استعداد تام لفقدان الوظيفة إذا ما خير بينها وبين ممارسة حقه في نصرة إنسان السودان وفق ما يرى.
خمسة وثلاثون عاماً، هي عمر علاقتي به في كنف الحركة الجمهورية، وفي وزارة الخارجية، ثم في "حق،" وفي الحركة الشعبية. رفقتنا هذه جعلت روحينا تلتحمان، فأصبحت عنده مستودعاً لأخص الأسرار والمواجع، مثلما أصبح عندي كذلك. التقيته لأول مرة في العام 1977. لم نفترق بعدها وظلت ملازمتي له هي ملازمة للحق والفضيلة والإنسانية. وأشهد له بأنه لم ينفق، ولا ثانية واحدة، من وقتنا سوياً في غير ما يعلي من هذه القيم.
وظل هذا الجمهوري السامق يعمل بوصية الاستاذ محمود محمد طه لنا بأن نلزم "الجد، ثم الجد، ثم الجد،" إلى آخر نفس في حياته. وبهذا، فإنه يكون من أكثر الجمهوريين براً بالأستاذ محمود. وقد سجل التاريخ له بأحرف من نور قوله بصوت مجلجل "ما قتلوه وما صلبوه، ولكن شبه لهم،" يوم استشهاد الأستاذ محمود، عند المقصلة، وعلى مسمع من الأستاذ محمود وحاضري ذاك المشهد العظيم! فجيعتي في بشيري كبيرة. ولكن الموت حق. والله حق. وهو أولى ببشير وبنا منا. ولأن بشير ختم حياته العامة شهيداً يقاوم الشر حتى آخر رمق، موصياً لنا أن ننشد "أصبح الصبح،" في مداخلته الأخيرة في هذا المنبر قبل هنيهات من موته (في الساعة الثانية إلا خمس دقائق صباحا، من يوم 22.6.2012)، فإني سأظل استمع لها وسأظل أنشدها. وسأظل استمع للملحمة، التي أنزلها قبل ذلك بتسعة دقائق، وسأظل أنشدها. وسأعمل جاهداً في مواصلة العمل بالقيم التي ترمز لها تلك الكلمات التي ألهمته، وكلماته هو التي خطها منذ أن بدأ يكتب في سبيعينات القرن الماضي.
وأعاهدك، يا رفيقي الحبيب، أن أظل مقتفياً أثرك، وأن أظل عاملاً لما عملت من أجله إلى أن ألتقيك لقاء الظافرين، بحول الله. وما ذاك على الله بعزيز! هاكم أصبح الصبح، ولننشدها معه في عليائه، وليلتقي كل "شهيد قهر الظلم ومات،" بشهيد لم يزل يبذر في الأرض بذور الذكريات، حتى لا يهن سوداننا يوماً علينا!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عزوني في خليلي بشير: الشهيد الذي قهر الظلم، ولم يزل! (Re: عبد الحي علي موسى)
|
شكرا، إدريس، على انزال النشيد الذي كان خاتمة نضالات الشهيد وشكرا على تعازيكم الدافئة يا يوسف وأبوبكر و معاوية، وعبد الحي.
نعم، يا عبد الحي، مثل بشير لا يموت، فالشهداء لايموتون، بل هم واهبون للحياة بعد الممات، لأنهم يلهمون الأحياء بأن يعيشوا وفق القيم التي تعطى الحياة معناها.
ولكنا، مع ذلك، مجبولون على الحزن عند الفراق، ولا فراق يطول، فهم السابقون، ونحن اللاحقون!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزوني في خليلي بشير: الشهيد الذي قهر الظلم، ولم يزل! (Re: ادريس خليفة علم الهدي)
|
أحرّ التعازي لك، عزيزي د. حيدر، في فقيد الكُل، الشهم النبيل، الوطني المُلهَم، الناشط المثقف، راحلنا العزيز بشير عيسى بكار ..
وبشير، مضى شهيداً، ما هانت عزمته في مكافحة الظلم يوما، وما لانت قبضته تمسّكا بالحق للحق في الحق، بُرهة.
إن يكن قد مضى بشير، فقد قدّم الكثير، وأعان على الكثير، وأنجز الكثير، وبإذن واحدٍ أحد، لهو من الصدِّيقين العاملين بالحُسنى
وسيجزيه الله - جل وعلا - جزاء الصالحين..
اللهم هذا أخونا ورفيقنا وأستاذنا، بشير بكار، قد مضى إليك، وإنّا لنشهدُ - بما علِمنا- إنه كان نِعم الأخ المعوان، والوطني الهمام
والإنسان الإنسان..
اللهم تقبّله قبولاً طيِّباً، وأغفر له وأرحمه وأجعل البركة في ذريته وآلِه وصداقاته ومعارفه..
حار التعازي لك، عزيزي دكتور حيدر، ولله ما أعطى ولله ما أخذ ..
*** وإن يكُ عبدُ الله خَـلـّى مكانه، فما كان وقّافاً ولا طائش اليدِ ..
***
وما كان هُلكُه هُلكَ واحدٍ ،،، ولكنه بُنيان قومٍ تهـــدّمـــا
اللهم أرحم بشير بكار، وتقبّله خير القبول..
----
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزوني في خليلي بشير: الشهيد الذي قهر الظلم، ولم يزل! (Re: Tragie Mustafa)
|
نعزيك يا عزيزى فى عزيز رحل ورحلت معه أمال عراض فى فجر الخلاص بكار يا دكتور حيدر كان ايضا بمثابة توأم الروح فقد عرفته منذ اواخر ستينات القرن الماضى والتقينا ولغرائب الصدف فى: 1-وادى سيدنا الثانوية 2-جامعة الخرطوم 3-وزارة الخارجية 4-سفارة السودان فى تشاد 5- سفارة السودان فى واشنطن 6- الفصل للصالح العام فى عام 1989 7-سفارة قطر فى واشنطن ثم خلال سنوات العمل السياسى المشترك فى التجمع الوطنى الديمقراطى والمنظمة السودانية لحقوق الانسان والحركة الشعبية وحق... مسيرة مشتركة وكأن هناك رباط سرى يربط بيننا كتوأمين.. الموت حق يا دكتور حيدر.. أعزيك وأعزى اصدقاءنا فى الحركة الجمهورية من دكتور عبدالله النعيم ودكتور دالى ودكتور النور حمد ودكتورة أسماء والإخوة فايز وعبدالجبار ومتوكل وازهرى بلول ومختار ودكتورة اسماء عبدالحليم وجميع اصدقاء وزملاء الفقيد الكبير ولأسرته الصغيرة .. للأخت زينب والشباب سارة واحمد ومحمد وللأصدقاء والزملاء فى حركة حق وللشعب السودانى الذى فقد ركنا مهما من أركان النضال والمقاومة لنظام الإنقاذ الفشى..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزوني في خليلي بشير: الشهيد الذي قهر الظلم، ولم يزل! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
إنا لله وإنا إليه راجعون رحم الله أستاذنا بشير بكار رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم آله وذويه الصبر الجميل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
جبر الله كسركم أخي الحبيب د. حيدر العزاء لموصول لأخوانه الجمهوريين ولأهله في تمبول ورفاعة وكافة بقاع الأرض خالص العزاء للأخت العزيزة زينب الحاج عبدالمحمود وأنجالها
________________________
كنت أول الخاطرين على بالي أخي الحبيب حيدر وأنا أقرأ النعي المزلزل لأستاذنا بشير بكار أرسلت لك رسالة نصية ( على أرقام الهواتف الثلاثة المسجلة عندي ) ولا أدري إن كانت قد وصلت إليك أم لا جعلها الله تعالى آخر الأحزان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزوني في خليلي بشير: الشهيد الذي قهر الظلم، ولم يزل! (Re: عاطف عمر)
|
اخى حيدر
رحم الله صديقنا المشترك بشير بكار
مات والقلم فى يده يخاطب و ينظم مع شباب الثوره السودانيه
كتب وصبته الاخيره للثوره والثوار ضد فاشية المؤتمر الاوطنى/ الحركه الاسلاميه. نم قرير العين ياحفيد فرسان البطانه فممشروع التنوير ستحمله قوى الحداثه والنهضه فى الطندب, تندلاى, كاب الجداد, الجزيره مقرات, الضعين, فنقر,ومليط.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزوني في خليلي بشير: الشهيد الذي قهر الظلم، ولم يزل! (Re: Huda AbdelMoniem)
|
كان بشير فينا سراجاً منيراً يهدينا سبل النضال وسبل الحياة وسبل الرشاد. كنتُ أتحدث اليه كل أسبوع ولا أمل من حديثه ونبرات تفاؤله. عرفته في اوائل العام 1990 بواشنطون وكان من انبل من عرفتهم طوال عمري.
أعزيك أخي دكتور حيدر وأعزي نفسي والفقد واحد والحزن عليه واحد. ألا رحمه الله رحمة واسعة والهمنا واياكم الصبر الجميل وانا لله وانا اليه راجعون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزوني في خليلي بشير: الشهيد الذي قهر الظلم، ولم يزل! (Re: Muna Khugali)
|
دمعة على بشير عصر يوم الخميس 21 يونيو ، هاتفته ، بعد انقطاع دام أسابيع طويلة، وحادثته في شأن أضحكه، تلك الضحكة الهادئة الوديعة ، التي لا تصل أبدا حد القهقهة، وتناولنا أطراف الحديث ثم انصرف كل منا إلى شأنه ، على وعد اللقاء. صبيحة الجمعة، يوم عمل آخر هنا، أو كما يقول الأمريكان " يوم آخر، دولار آخر". جلست إلى مكتبي، تصفحت البريد الإلكتروني، شرعت في معالجة بعض المسائل التي وجدتها على مكتبي، سمعت الهاتف يرن كما يفعل طيلة أيام العمل، رفعته بآلية ولكني وضعته وأنا زائغ البصر، بين مصدق ومكذب: سودانيز أون لاين تنعى بشير بكار رقد بشير ذلك المساء ، بعد ضحكته تلك بسويعات، كما يرقد كل من قضى يومه مجهدا ، ولكنه لم يشهد مولد صباح اليوم التالي ...لم ينهض من مرقده ذاك ليبدأ مشوار الحياة اليومي سعيا وراء الرزق في الأمم المتحدة وجهادا في سبيل وطنه الذي استوطن جسده وروحه. حمل معه حبا للسودان يفوق العشق والوله (حتى كنت أداعبه باتهامه بالهوس الوطني)، وهمّا مقيما ، مخلوطا بحزن غائر كجرح لا يندمل وهو يري الوطن مقطع الأوصال ، مشردا بين الأمم ، فاقد الصدقية، والناس فيه أحياء كأموات ، لا يهمّم استيقظوا من نومهم أم لم يستيقظوا فليس لديهم في كل الأحوال ما يخسرون ... بل الموت ربح لهم. ولولا أن الموت موعد مضروب لا يقبل تعديلا ولا تبديلا، ولا تقديما ولا تأخيرا ، ونهاية حتمية وإن تعددت الأسباب، لكدت أجزم أن ذلك الحب المشبّع بالأسى هو وحده الذي أخمد قلبه الكبير تحت ضغط لم يستطع هذه المرة الصمود أمامه. كنت أعرف لبشير أصدقاء ومحبين كثر من بين إخوته الجمهوريين وآخرين من نحل ومدارس أخرى، وآخرين تربطهم به صداقة وزمالة وغير قليل من مصلحة مادية، مثل كاتب هذه السطور. كنت في أشهري الأولى من التقاعد، وقد زال مجد الوظيفة وتقلص عائدها المادي ولم أكن قد عثرت بعد على عمل بديل وكنا نلتقي كما يلتقي الأصدقاء والإخوان في مبنى الأمم المتحدة. في أحد اللقاءات قال لي بشير بحيائه الجم، وأحسب أنه كان مدركا لهمي ، أن بإمكاني أن أتعاون مع قسم المحاضر الحرفية العربية الذي كان هو نائب رئيسه آنذاك. قال لي بلباقته المعهودة " أقلّه تشغل نفسك وتعمل ليك قرش قرشين" شريطة أن أجتاز الاختبار اللغوي، وقد كان. ولكنها لم تكن "قرش قرشين" بل كمية لا يستهان بها من الدولارات أعادت الكثير من التوازن إلى ما اختل من وضعي المالي وأتاحت لي الحفاظ على مستوى حياتي إلى حين عثوري على مصدر رزق آخر. وأهم من كل ذلك، علمني التعاون معه قدرا من التواضع كنت أفتقده فقد كان الرجل زميلي في الدبلوماسية السودانية فغدر به أدعياء "الصالح العام" كما غدروا بغيره من خيرة شباب الخارجية والمصالح الحكومية الِأخرى ( لا أدري إن كان السبب أنه جمهوري) فيما لم يمسسني منهم شر ( ربما لأنني كنت أصلا معارا إلى اليونسكو)، ثم تزاملنا مرة أخرى في "منظومة" الأمم المتحدة، وكنت أرفع منه منصبا، فإذا به من موقع المراجع لما أكتب تحت إشرافه يوجهني برفقه المعهود، بل أحيانا بما يشبه الاعتذار، إلى كثير من الأخطاء وأنا الذي كنت أصنف نفسي في عداد العارفين باللغة العربية، ويقينا أنها ، على جمالها، الأصعب بين لغات الأمم . ثم تولى هو نفسه رئاسة القسم ، فلم ير العاملون معه ، وأنا فيهم ، أرفق منه ولا أكثر تواضعا. كان واحدا منهم ...لا أكثر ولا أقل. كنت إذن أعرف عنه كل ذلك ولكن لم أحسب أن حبه في قلوب من يعرفونه يبلغ هذا الحد، فما هي إلا سويعات على نشر الخبر حتى انهمر سودانيو الولايات المختلفة على نيويورك ففاض بهم المسجد عند صلاة الجنازة والمقبرة الإسلامية بنيوجيرسي عند مواراة الجثمان الثرى. لم أشهد بكاء بتلك الحرقة والإحساس بالفجيعة إلا أن يكون على زوج أو ولد أو والد. أخوته الجمهوريون تحلقوا حول جسده الطاهر يسلمونه إلى بارئه مصحوبا بأدعيتهم وباسم " الله" يرددونه بصوت واحد وبلا انقطاع. الآخرون وقفوا واجمين تتحرك شفاهم بصمت بآيات من القرآن الكريم ترحما عليه، والعيون تفيض دمعا. جيرانه في المسكن تعجبوا من هذا الكم الهائل من الرجال والنساء الذي وفد إلى حيهم فجأة فهم لم يكونوا شهدوا مأتما مثل هذا فالعزاء عندهم قوامه بضع أشخاص من المقربين ، يرتدون أزهي لباسهم وحليّهم ويحتسون ما تيسر من المشروبات الروحية مع ما لذ وطاب من الأطعمة الفاخرة على أنغام الموسيقى ثم ينصرف كل إلى شأنه. ماذا يمكن أن يقال عن بشير سوى أن أحدا لم يره يوما عابسا أو غاضبا أو لاعنا أو متوترا أو رافعا صوته؟ ماذا يقال عن رجل حدد لنفسه هدفين أساسين ونذر حياته لهما : الوطن والأسرة، فرحل يحمل معه إخفاقات الوطن ونجاحات الأنجال، وهو نجاح أصبح مضرب المثل في الأسر السودانية وفخرا لنا جميعا لا لأنه فاخر بمثل ذلك الإنجاز أمام الملأ بل لأنه كان نجاحا خارقا بكل المقاييس ولا مجال لإخفائه. رحل بشير إذن وقد ربحت تجارته واستثماره مع شريكته زينب أم العيال التي اقتسمت معه المسؤلية بصبر ونكران ذات وتجرد فتعهدت الشجرة بالرعاية والسقاية والعناية حتى أينعت ثمارا وقطوفا. لله درك يا بشير، وما أحسبك رحلت ألا مطمئنا على مستقبل أنجالك. عزائي إلى محبيك وأصدقائك وزملائك ورفاق دربك في الفكر والسياسة والعمل والوطن ، ولا أخص أحدا منهم : لا إخوتك الجمهوريين فما هم إلا فصيل من فصائل محبيك وإن كانوا الأقرب إلى قلبك ، ولا حركة "حق" التي كنت على دفتها وخسرت برحيلك المفاجئ والمربك زعيما ثائرا، بل لا أخص أحدا بالمرة لأن الكل قد أجمع على حبك بنفس القدر مع اختلاف الأسباب والدوافع. ذاك رصيد حب لا ينبغي لي أن أنقصه بتوزيع الدرجات، ولكنني ، باسمهم جميعا، أكتفي بأن أرفع كفي تضرعا إلى الله العلي العظيم أن يتقبلك قبولا حسنا وأن يجزيك خيرا على ما قدمت في حياتك القصيرة ، وأن يتجاوز عن سيئاتك فما من بشر معصوم، وأن يجعل البركة في من خلفت من عيال نوابغ وأمهم، وأن يرى من بقي وراءك جزءا من أحلامك للوطن وقد تحقق. فلتنم هانئا يا بشير بكار فقد أبليت بلاء حسنا وآن لك أن تستريح.
الفاتح إبراهيم حمد نيويورك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزوني في خليلي بشير: الشهيد الذي قهر الظلم، ولم يزل! (Re: محمد أحمد الريح)
|
الفاتحة أخي الكريم حيدر بدوي رحمه الله رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهمكم، وزوجته الفاضلة، آله وذويه الصبر الجميل والسلوان. كان معنا خلال مؤتمر الدراسات السودانية بأريزونا وقضينا أجمل ثلاثة أيام إبان المؤتمر وكان هاشاً باشاً في هدوئه الجم. قال لأحمد جلاّب إبننا الحبيب أنه لم يكن يعمل إنه موسيقاراً، وأنهم يقيمون احتفالاً سنوياً للموسيقى السودانية في نيويورك، ثم تبادلا أرقام الهواتف ووعد بالإتصال به للإشتراك في المؤتمر القادم. لم يكن يعلم أنه ذاهبٌ بعد أسابيع من ذاك اللقاء في المؤتمر. إنّا لله وإنّا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلاّ بالله. لك منا صادق العزاء وأسرته المكلومة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزوني في خليلي بشير: الشهيد الذي قهر الظلم، ولم يزل! (Re: محمد أحمد الريح)
|
د.حيدر يا أخي ربنا يرحم الفقيد الإخ بكار رحمة واسعه... وان يلزمكم وجميع أسرته الصبر وحسن العزاء.
(كل نفس ذآئقة الموت وإنما توفون أجوركم...إلي آخر الآيه). أخي: نقدر موقفك لهذا الفقد الجلل ونقف معك معزين ومواسين ولانقول إلا مايرضي الرب. إنا لله وإنا إليه راجعون.
عندما مات سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.. وقف عمر بن الخطاب وقال أن الرسول ذهب لربه وسيعود لأن عمر كان يحب رسول الله ويعرف فضائله وشمائله السمحه فبهذا كان خبر وفاته بمثابة صعقه مدويه وقعت علي إدراكات سيدنا عمر!! كيف يموت شخص بهذه الصفات الملائكيه!! وكان سيدنا عمر محق وهذا أمر طبيعي، لأن الفطره دائماً تتغلب علي الموروثات وكل ما تعارف عليه الإنسان بحكم (صداقه، قرابه، معتقدات ، أو..إلخ)... لكن رثما ذكره سيدنا أبوبكر بالآيه:(ماكان محمداً أبا أحد من رجالكم أفإن مات أو قتل إنقلبتم علي أعقابكم).!
أنتم الجمهورين أكثر الناس معرفةً بمفهوم الموت فلا تحتاجون من أحد تعريفه لكم. لكن كتذكره ومواساه علي هذا الفقد الجلل نقول الآتي:
الكل يموت وفي نفس الوقت يحيا! الصالح والطالح! الحاكم والمحكوم! الطفل والكهل علي مدار الساعه (حتي لحظة كتابة وقرآءة هذا المقال)... لكن هنالك قيمه يتفاوتون فيها الأموات الأحياء - من حيث السير نحو المطلق! وهي تتمثل في رحمة الخالق علي كل مخلوق ميت أوحي!... البذره تموت لتخرج منها برعمه نضره مخضره لاتشبه الموت علي الإطلاق ولاتعرفه إلا كحياه مهداه!!! الموت والحياه كالشيئ وظله! أو كالليل والنهار! أيهما أحق بالحياه وأيهما أحق بالموت؟ لامعني للحياه بلاموت! ولامعني للموت بلا حياه! الفقيد الإخ بكار وعلي حسب شهادتكم وشهادة الجميع - من إحتكوا معه من علي قرب - أنا حتماَ نظنه من أولئك المشمولين برحمة الله في المستوي العاجل( من حيث رجوعه للأصل)...فشهادة الخَلقْ علي المخلوق هي نفسها شهادة الخالق علي مخلوقاته (هذه القاعده يندر شذوذها علي المستوي العام). والتفاوت هنا يأتي إليها من حيث تدرج القدسيه ( من المحدوديه إلي اللامحدوديه)... حتماً لايلتقيان ولكن يتسايران في إتجاه واحد وهي السرمديه أو هي الجنه (إذا جازت التسميه)!.
المرحوم ختم حياته وهو يعطي آخر ماعنده بهذه الدنيا (وهي جزء من الآخره حيث الخاتمه تكون البدايه للحياة الأخري)... يناضل ويكافح لأجل الغير مع شطب كامل لأناه وهذا شيئ عظيم جداً، ليكون نبراساً وشعلة تبدد ظلمة الطريق لكل سوداني إنساني ينشد طريق الحريه والإنعتاق لا يهاب الموت ولايبتئس علي من هم ماتوا من الأحباب لأن الموت هو بدايه لحياه مدخره لكل إنسان... ،
نسأل الله أن يقويكم ويشد من أزركم لتجاوز هذا الفقد الجلل...كما نسأله أن يغفر لبكار ويرحمه وأن يلهمكم وذويه الصبر والسلوان ..إنا لله وإنا إليه راجعون.
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزوني في خليلي بشير: الشهيد الذي قهر الظلم، ولم يزل! (Re: elsawi)
|
سيدي البشير بي عيسى بن بكار: من أين صندل نجرت؟؟!! عبدالله عثمان - جامعة أوهايو [email protected] للقاص شوقي بدري عبارة جامعة مانعة في وصف سمت الجمهوريين وخلقهم (ما شفنا جمهوري ما جميل، تقول بنجروهم من الصندل)... لعل تلك العبارة الآية هي ما كنت أبحث عنه أول رؤيتي للعزيز بشير عيسى بكار منذ ما يزيد على الثلاثة عقود. دلفت الى سوح الأستاذ محمود وأنا بعد ابن عشرين، بشير يكبرني بأعوام قليلة، ولكني وجدته في مجتمع الجمهوريين كبيرا، يقود نقاشاتهم الفكرية ويعقد له الأستاذ محمود محمد طه لواء قيادة الوفود الميدانية وغيرها حتى عقد الزيجات بآخرة، يصدر جرائد الحائط، يكتب ويناقش بالعربية والفرنسية، وتصل تقاريره من فرنسا لتقرأ على الملأ فنزداد زهوا به فنتمثله ونود ألو أن لنا كسبه، وهو كسب بعد جد عظيم. ولعل حادثة صغيرة تبيّن لنا أن بشيرا قد أعد لأمر أن يكون "قداميا" منذ صباه الباكر، فقد حدثني مثلا عن كيف أنه أصرّ على أن يتم "تشليخه"، في عهد تكاد تكون أبطلت فيه هذه العادة، فحمل بشير الموسى بنفسه وذهب للشلّاخ ليقوم بتزيينه بتلك الشيوخ الجميلة التي كان يزيدها بشير بسمته ونضاره جمالا على جمال، ولعل هذا الأمر ايضا فيه رمزية "الفداء" الصوفية بصورة من الصور. زملاء بشير، الذين درسوا معه في وادي سيدنا ثم حنتوب، يحدثونك عن كيف أنه كان طالبا ألمعيا مشاركا بكلياته في شتى ضروب الحياة، فقد رفدته البطانة وأرثها العامر بذخائر من المعرفة والدربة قل أن تتوفر لشخص واحد الا أن يكون "مختارا" ومهيأ لأمر عظيم مثلما كان البشير. يحدثنا القاص د. بشرى الفاضل عن بواكير أشعار بشير وفيها يتبين لنا فيها فخره بانتمائه للعنصر الأفريقي الذي لا يزال كثيرون منا يودون ألو يلوذون منه فرارا، ويزيلونه من تاريخهم العربي المجيد!! يقول بشير في مطلع واحدة من قصائده تلك: أنا فتى في قلب قارة العبيد يمينها صحارى يسارها مستنقع الركود ثم كان ذلك ريح طيب، ولا شك، الذي رمى ببشير الى منبع النور، سوح الأستاذ محمود محمد طه، تلاقت الشكول بالشكول فأفتّرت جوانح بشير عن المزيد من تالد العرف الطيب الذي أنطوى عليه بشير. مرّ بشير خلال انغماره في بؤرة ذلكم النور بتجارب روحية غريبة، يضيق المجال عن سردها هنا، ولعل أبرزها تجربة موت حسي تعرّض له بشير خلال تدّربه ، أول عهده بوزارة الخارجية، في معسكر "وداي سيدنا". للوادي نفسه واسمه دلالات روحية عند بشير اذ ارتبطت الأودية، أودية الحقيقة والشريعة، بمعان عرفانية رفيعة عند المتصوفة فكيف بواد صاحبه "سيدنا". لم يشأ بشير، أو لعله لم يؤذن له، أن يتحدث كثيرا عن مكنون تلك التجربة الغريبة، ولكن ما يمكن للمرء أن يتلمّسه من ذلك أن قد ظل بشير في توق لما طولع به بصورة أو بأخرى، ويستبين لنا ذلك التوق في تتبع مسيرة بشير الفكرية والسياسية كلها فقد كان روحا قلقا لا يهدأ وهو يبحث عن خلاص يحسه فيتمناه لنفسه ولغيره. ظل يرفدنا في صالون خاص للجمهوريين بأحاديث تشي عن ذلك التوق مثل كتاباته عن "تجربة الدنو من الموت" و"تجربة ما بعد الموت" وعبارة للأستاذ محمود عثر عليها بشير في دفتر خاص تتحدث عن الحياة "وبالطبع الموت" وكيف أن تلك العبارة أخافته فأحب أن يشرك فيها أخوته لعل واردا منهم ان يعينه في تلمس غياهب تلك الدروب، دروب العودة للوطن القديم عبر الموت أو الإنتصار عليه. ظل شاخصا ببصره لفك طلاسم ذلك اللغز "الموت" وكنت أحس بعباراته عندما أنعي له أحدا من أخواننا (والله البعرفهم بي غادي بقوا أكتر من البعرفهم بجاي)!! أحس في تلك العبارات شيئا من ذلك التوق. استوقفني عزاؤه عند رحيل أحد أكبر أخواننا – جلال الدين الهادي الطيب – وكان قد سبقه بأربعة اشهر الأخ الأكبر – سعيد الطيب شايب، فكتب لنا بشير أنهم عندما كانوا صغارا ويختطف بعض الصياد فراخ القمرية.. كانت القمرية تنوح على صغارها فيتخيلون أنها تقول: الشال سعيد ما يرجا العيد.... الشال بلّال ما يرجا الهلال يقول بشير ، كادت تقول "الشال جلّال ما يرجا الهلال" أحسب أن قمريته هذه تنوح الآن بـ "الشال بشير ما يرجا أمشير" غادرت أمريكا على عجل وكان آخر من اتصلت بهم، في صباح باكر، هو البشير. رد عليّ متوجسا وقال لي "حسبتك تريد أن تنعي لي أحدا من أخواننا"... كان مستعدا لذلك الأمر بالقول والفعل، فظل كأنما نصب له علم فشمر يطلبه يعمل لغد يراه قريبا بلا كلال ويذّكر نفسه وغيره بأن ذلك الغد لابد آت، وفي أمره فكأنه كان يراه، بل يراه، فبشير قد أورثته التجارب في سوح الأستاذ محمود شفافية روحية غريبة، ومن الواضح أن هذه الشفافية لها ايضا جذور ممتدة في الأسرة، فقد حدثنا شقيقه حمد بكار أن والدتهما قبل يومين من انتقال بشير سألت حمدا عن بشير وقالت له أن قلبها يحدثها أن أمرا يحدث لبشير... كان بشير مستشعرا ذلك الأمر ايضا وقد كتب لنا معزيا في الوالدة فاطمة عباس سليمان منذ حوالي ثمانية اشهر قائلا: (لقدكانت فاطمة معجزة من معجزات الفكرة الجمهورية والأستاذ. أشد ما أحزنني أنني كنت منذ سنوات أنوي في زياراتي القصيرة والسريعة إلى السودان أن اصل الأستاذ مجذوب والأستاذة فاطمة والأسرة في معتكفهم اللطيف في الجنيد لأسرّ برؤيتهم ومعيتهم الروحانية العميقة، ولم أتمكن. ستكون زيارتي التي لابد منها والتي آمل أن أجدهم فيها كلهم بخير، زيارة حزينة ولكنها مليئة بالذكريات اللطيفة عن فاطمة الصالحة الفالحة. من الخير لنا جميعا أن نستعد ليوم الرحيل فما أقربه بعد رحيل كل أولئك الأعزاء. ألحقنا الله بزمرتهم وزمرة الصالحين يوم ينادي المنادي. وأن الحمد لله رب العالمين) ظل هكذا بشير، منتقيا من الكلم والفعل أطايبه، مشغولا ومهموما بأمر الإنسان من حيث هو إنسان، وفي ذلكم فقد كان أمر السودان "غاية شريفة" وظف لها نفسه، كل نفسه، وقد رأى بشير الكارثة تكاد تطبق علينا مثلما رآها "ود دوليب" منذ عهد بعيد فكتب بشير في العام 1987 من تشاد مستشرفا ما حلّ بأهل السودان من حكم أهل الجور الذين يقيمون على أنفاسه الآن، كتب قائلا: أنوحُ على قلبي الذي فقدتُهُ وأهلي، وقومي، وداري وربِّي الذي ودَّعَنَا وصار منه القِلَى وهْوَ غاضبُ * * * النذير وتَعْوِي كِلابُ الحيِّ نحوَ السماءِ مِثْلنُا إذ ترى البلاءَ نازِلاً على أهلِ القُرى جميعِهِم يَسْتَويِ لديهِ سادِرُ في غيِّهِ وتائبُ يُخَيِّمُ الموتُ شرقاً وغرباً ومِن كُلِّ الجهاتِ تأتي النوائبُ فالهَرْجُ والمَرْجُ والبطشُ والظلمُ والفقرُ المُذِلُّ يُحيلُ العذارَى بغايا والرجالَ عبيداَ خانعينَ، ولا مَنْ يحاسِبُ * * * ما مِنٌ قريةٍ طغَى المتُرفون فيها وأَفسدوا إلاَّ أتاها الدَّمارُ بياتاً أو قائلينَ وحلَّ العذابُ الواصِبُ ففي بيزنطةَ القديمةَ عبرةُُ وفي بغدادَ بعد عِزِّها ومكَّةَ والمدينةَ لم تَسْلمَا وقد تناوَشَتْهُمَا المُصائبُ ودكَّتْ فئاتُ الظالمينَ البيتَ ذاتَ مرَّةٍ فوقَ من لاذوا بِهِ واستباحتْ نِساءَ المدينةَ أخرى كما يَستبيحُ الغُزاةُ الأجانِبُ افتقدناه كثيرا عندما ذهب للتشاد، دبلوماسيا بسفارة السودان هناك. ظل على ارتباط وثيق بنا يرسل لنا خطابات غاية في اللطافة نظل نستبطىء مجيئها لشدة تعلّقنا بها. كان يكتب لنا بقلم الأديب الأريب، وعين الخبير المدرب، مشاهدات عامة عن انسان التشاد البسيط ويحببه الى أنفسنا. لا أزال أتذكر من خطاباته تلك بعضا مما كان ينقل لنا من نشرة الأخبار في راديو أنجمينا (بعربي تشاد)، وهو قريب من عربي جوبا، فيقول أن ثمة أعلان لـ (فلان إندو بتّان رايح... البلقاهو ليهو ريال مجيدي) ... أو (فلانة إندها سبوء "سبوع" وبتقول لي فلانة وفلانة وفلانة لازم تيجوا" ... ظل بشير هكذا، مشغولا بأمر الناس، من حيث هم ناس، ساعيا في قضاء حوائجهم ولقد يحكي لك الذين زاملوه في أسمرا أو في القاهرة، أو أديس أبابا وجوبا وباريس وواشنطون قصصا وقصص، لا أقول تصل حد الأسطورة، بل هي اسطورة حقيقية. جآءنا مثلا، من بعثة للأمم المتحدة بالصحراء الغربية حاملا أوراق شابة جزائرية تعرّف على اسرتها هناك. بـ "سحره المعهود" هيأ لها مقعدا للدراسة في جامعة بأمريكا، رأت الشابة فيه ما لم تر في غيره فأصبحت تبوح له بما لا تبح به لغيره، فاتحته الفتاة، وقد أصبحت "صاحبة عقيدة" من ذاق وعرف، أن يبحث لها عن عريس تكون مواصفاته هي مواصفات بشير نفسه، شآءت إرادة الله أن تتزوج بطبيب اسمه بشير؟؟!! زميلة لها في السكن، يابانية المنشأ، أخذت بدورها تعتقد أن لهذا "القورو" الأفريقي العظيم "سر باتع" فأخذت تلاحقه بذات الطلب ... كلما نلتق يقول لي "البنية لا تزال تنتظر" أداعبه وأقول له يبدو أن "سرك الباتع" يا شيخ بشير محتاج لدروس تقوية في اللغة اليابانية... كان ذلك هم مقيم له، وهو اسعاد الإنسان من حيث هو انسان.. في آخر لقآءاتنا ناقش معنا كيف لنا أن نساعد أبنائنا في المهجر في أختيار شريك/ة حياتهم.. أقترح علينا أن يبدأ هو بتنظيم لقآءات صيفية تعقد كل مرة في مدينة وقال أنه سيبادر بدعوة الشباب لنيويورك لذلك الغرض. ذلك غيض من فيض من سيرة حياة عامرة، خصبة إنقضت عجلى، وقد وسده أهله ومحبوه "الباردة" في ثرى نيوجرسي وكأني بأخيه وصفيه فتح الرحمن عبدالقادر بابكر، وقد خفّ من كندا لوادعه قد وقف على تلكم الروضة متمثلا قول الطيب صالح في فراق أحد أحبابه (كان خفيفا جدا حين حملناه إلى مثواه الأبدي بين المغرب والعشاء، ولما وسدوه لحده نظرت إليه فإذا هو يشغل حيزا صغيرا من ذلك الفراغ العريض، تركناه مؤتنسا بربه في تلك الوحشة انشاء الله. وقد ودعناه الوداع الذي ما بعده وداع، وكأنني سمعته يقول ضاحكا :"يا أخي على ايه؟ ليه اتعبتو نفسكم؟". انصرفنا صامتين في العتمة بين النور والظلام) ... وإن انصرفوا، يا بشير، فما انصرفوا عن ملالة، وإن اقاموا "جوار روضتك"، فما عن سؤ ظن بما وعد الله الصابرين (سيدنا علي). عن مواجع ذلك "الإنصراف"، كتب الأخ بدر الدين عثمان موسى، أن سيدة من جنوب السودان كانت تبكي موجوعة ثم جثت و"خمشت" قبضة من روض بشير وتلك لعمري "رمزية" تجل عن الوصف فطوبى لتلك السيدة التي عرفت السر، طوبى لها ولكل من عرف أو سمع عن بشير، فبشير "بقية مما ترك آل يعقوب" أنى وقع نفع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزوني في خليلي بشير: الشهيد الذي قهر الظلم، ولم يزل! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
كتب الاستاذ احمد ضحيةQuote: . بشير بكار: شهيد آخر ل"حركة حق ولكل الحركة الوطنية" يرحل في مصطرعات الأحلام الوديعة
يريدونني ميتا كي يقولوا كان منا وكان لنا" – محمود درويش عندما أستشهد الرفيق الخاتم عدلان بأدواء الغربة, والخذلانات الكبيرة, والجراحات التي تناهشته من كل حدب وصوب.. حتى من رفاق دربه!.. عندما أستشهد واقفا, شامخا هكذا, كشجرة قمبيل تعاقبت عليها السنون! كان لطعم المرارة في داخلنا مذاقا لهو أشد من الحنظل, وأكثر تعبيرا من "بيارة السوكي" التي لطالما أستلهمها, في حديثه عن إنهيارات البنى التحتية والسياسية والإجتماعية لبلادنا! كان إستشهاده بمثابة المدخل, لرحلة طويلة لعقل جمعي لا يكل ولا يمل, في محاولة الإجابة عن الأسئلة الشائكة. لكنه كان مدخلا صعبا جدا. فقد أضاف رحيله لأحزان بلادنا في منعطفاتها التاريخية المستمرة حزنا جديدا.. هو حزن السؤال حول كيف ينجبر كسر الوطن! إجتهد رفيقنا الراحل المناضل الوديع الحكيم بشير بكار في الإجابة عن هذا السؤال , خصوصا هو الذي أسهم في تأسيس الحركة, وحمل مع رفاقه المؤسسين عبء وحدة قواها, وتمددها كحركة موحدة. لذا كان إستشهاد بشير بكار بعد ساعتين من فراغه من كتابة بيان يحلل الثورة, كمأثرة تليق بهذا الشعب العظيم الذي غافلته نوائب الدهر, بعد أن كدرت حياته طغمة الإنقاذ الحاكمة. علامة فارقة في تاريخ القوى الديموقراطية نفسها! لهذا نعزي في بكار الوطن أولا, وشباب الثورة والثوار كمعنى وحقيقة وحتمية ثانيا. نعزي فيه أسرته الصغيرة : زوجته وأولاده ونعزي فيه حركة حق بفصيليها, وهذا الوطن الكبير الواسع المتسع بقدر أحلام بكار, ونسأل الله له الرحمة والمغفرة الحسنة, وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان, وأن يجبر هذا الكسر الذي يجب أن تتضافر جهودنا لينجبر.. فبكار رجل أغلبية, والكسر الذي خلفه وراءه هو كسر لكل الوطن, خصوصا في هذه المرحلة التاريخية المعقدة و الصعبة. الكثيرون عبروا عن حزنهم في ما خلفه بكار وراءه من كسر, لنأمل أن يكون غيابه ملهما (لقيادات حق) لتوحيد حق مرة أخرى. وملهما لنا لملء فراغه الذي لا يمتليء .. حتى ينجبر هذا الكسر الكبير.فبكار صعدت روحه إلى بارئها وهو يقاتل حتى اللحظة الأخيرة: كتابة وتنسيقا مع القوى والحركات , فقد كان سباقا كعادته دائما .. ومبادرا كعادته دائما .. وخلاقا كعادته دائما.. وشابا فتيا ليس فيه من سمة الشيوخ سوى خبرتهم وحكمتهم ومحبتهم وبصيرتهم الثاقبة, التي عركتها التجارب والمحن والمرارات التي تمكنوا بتسامحهم من تخطيها, في سبيل منحنا عالما مدنيا جديدا, يحتكم للمواطنة والقانون والحقوق. العزاء لنا جميعا .. ولشباب الثورة بالداخل خصوصا, في حراكهم التاريخي الذي سيحقق المأثرة الخالدة لهذا الشعب العظيم, التي لطالما ظننا أنها أنطوت.. كان بكار يؤمن بهذه المأثرة كثيرا ولا يستبعدها عن إحتمالات التغيير الذي يقتلع نظام المؤتمر الوطني إقتلاعا!.. الآن وقد مضي رفيقنا بكار مع الصديقين والشهداء كأول شهيد لثورتنا الخاتمة, وفاء لذكراه يجب أن نعمل على إستمرار وإنجاح هذه الثورة النبيلة كرحيله النبيل, فلطالما تسامى بكار على صغائر الأمور وسفاهة السفهاء, رغم أنه ليس من نور ليغفر.. فقد تمثل شذرة الصادق الرضي مصوبا جهده نحو البناء.. طبيعتنا كمخلوقات من طين!.... إن جسد بكار الغائب عنا الآن روحه حاضرة تحلق بين جرحى التظاهرات.. تتحسس ظهور المعتقلين في بيوت الأشباح , وتنشد في الشوارع عن البسطاء ملاحمهم الخالدة, التي لا محالة ستؤتي ثمرتها المرتجاة.. مضى جسده الفاني إلى مستقره الأخير, لكنه ترك روحه لهذه البلاد, التي تفتح الآن نوافذها للشمس. مضى بجسده لكن روحه تحلق, لتظلل المتظاهرون في الهجير و "كتمة" أمسيات الصيف! وهو ينشر جناحيه .. مضى جسده بعد أن علمنا ما ينبغي علينا تعلمه كأبناء وأخوة وأصدقاء ورفاق درب واحد.. علمنا حقا ما نحن بحاجة إليه في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلادنا الكبيرة .. كان بكار كأحد مؤسسي حركة حق سياسيا إستثنائيا.. كيف؟.. كان إستثنائيا بإدراكه الحكيم لرقي علم السياسة الذي أستبيح على قارعة الطريق دون أهداف نبيلة لمن تلاعبو بالوطن منذ إستقلاله حتى اللحظة الراهنة للدرجة التي "كرّهت" الشعب في السياسة والسياسيين, رغم أن السياسة علم الأكل والشراب ورفاهية حياة الأفراد والجماعات في الوطن الواحد قبل كل شيء.. بالتالي هي كل ما يتعلق بالكرامة الانسانية . كان بكار لوحده إنقلابا يهدد الذهنيات المستعصية .. الأسيرة لأفقها الضيق والتي لا تريد حتى الآن أن تثق بأن "القلم ما بيزيل بلم"!.. كأن بكار على موعد مع القدر إذ يرحل في شهر يونيو الذي نعرفه وفي يوم الجمعة الذي نعرفه!..نترك الدلالات لأهل الدلالات من كبار حرفيي السياسة وصغارها, عل النهوض الجماهيري الراهن لشعبنا يجعلهم يفهمون معنى أن يكون القائد – بكار – أغلبية لوحده!! كان بكار كجبل لا ينهد , ظل يقاتل بكل السبل لأجل أن يتمتع هذا الشعب بحقوقه كافة: دون تمييز, دون إستهانة به , دون تعد على كرامته.. كان بكار بكارا.. ومن هنا أقترح على شباب الثورة أن تحمل إحدى جمعاتهم (جمعة الشهيد بكار) كأول شهداء هذه الثورة الظافرة لا محالة.. فمن روحه ومن روح الشهداء الذين سبقوه والذين سيلحقون به تستمد جذوة الثورة وإنتصاراتها: ترى؟؟ ''هل مازال في الدرب درب؟ وهل... مازال في الدرب متسع للرحيل؟(محمود درويش) رحل بكار وشعبنا قد خرج هاتفا ضد طغاته : إرحلوا ..وروحه تأبى إلا أن تبقى لتهتف معهم : إرحلوا فأنتم عابرون .. حالة عابرة.. ظاهرة طارئة على تاريخ هذه البلاد العظيمة .. ستظل روح الرفيق بكار هادية لنا.. لقد عاش الرفيق بكار غريبا ومات غريبا فطوبى للغرباء. وثورة ثورة حتى النصر
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزوني في خليلي بشير: الشهيد الذي قهر الظلم، ولم يزل! (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
(انا لله وانا اليه راجعون)( ومن المؤمنون رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )
اخى الدكتور حبدر
اعزيك واخى الدكتور عبدالله عثمان
واسرته المكلومة والجميع .... بهذا الفقد الكبير
اذ ادعو الله واتضرع اليه بان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وان ينزله منزل صدق مع الصديقين والشهداء ويلهمنا الصبر الجميل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزوني في خليلي بشير: الشهيد الذي قهر الظلم، ولم يزل! (Re: نادر)
|
أعزائي أنور وإسماعيل ومحمد إبراهيم، أشكركم وافر الشكر على صدق مواساتكم. كذلك أجدد شكري لجميع من واسوني هنا، ومن أضمروا المواساة ولم يسعفهم الوقت للتعبير عنها.
وفي ثورة الشعب هذه، التي عمل لها بشير ليل نهار، ولم يوفر في سبيلها الغالي ولا النفيس، عزاء لنا ولشعبنا الأبي (الذي لم يزعزع إيمان بشير به أي مزعزع)
| |
|
|
|
|
|
|
|