|
آن الأوان لأن تلقي الأحزاب بثقل جماهيرها للشارع
|
من الواضح ان كل التظاهرات التي انتظمت بعض احياء العاصمة و المدن الأخري كانت عفوية و عبرت بصدق عن ضيق الشعب بحكومة الخرطوم و سياساتها الرعناء التي ادت الى غلاء الأسعار و صعوبة المعيشة . الأحزاب السودانية بلا استثناء لا دور لها حتى الآن في قيادة الجماهير الثائرة و الدليل موجود في كل فيديوهات التظاهرات المنتشرة في المواقع الإلكترونية و يلاحظ فيها عفوية التظاهرات و عدم التخطيط الجيد لها وتحديد خط سيرها وعدم انضباط شعاراتها ما عدا شعاري "لا لا للغلاء" و الشعار الآخر المستورد "الشعب يريد اسقاط النظام" وايضاً نلاحظ رشق المتظاهرين لقوات البوليس بالحجارة بدلاً عن محاولة كسبهم لجانب الجماهير او على الأقل تحييدهم بواسطة الشعارات التي تؤكد لقوات الشرطة انهم من الشعب وانهم مكتوون ايضاً بنيران الغلاء و ان هذه التظاهرات هي من اجلهم ايضاً و من اجل حقهم في الحياة الكريمة، و ايضاً نلاحظ التخريب الذي صاحب بعض التظاهرات من تحطيم بصات الوالي و غيرها من ممتلكات الشعب، كل هذه الشواهد تؤكد عدم الوجود الفعلي للجماهير الملتزمة بأحزاب المعارضة في قلب هذه التظاهرات و عدم قيادتهم لها. العديد من الأحزاب دعت الشعب للخروج للتظاهر و العصيان المدني و دعت لإسقاط النظام و بقيت تنتظر ان يلبي الشعب دعوتها الكريمة، وهذه بعض من تلك الدعوات التي نشرت في هذا المنبر:
الحركة الشعبية السودانية تدعو الى مظاهرات تهدف الى اسقاط نظام البشير الحزب الديمقراطي الليبرالي يدعو لعصيان مدني شامل ..... قادة الشعب .. يقررون .. إسقاط الإنقاذ الحزب الشيوعي- بيان : لن نمل التكرار.. الحل في الخروج لإسقاط النظام بيـــــــــــــان هام من السيد مبارك المهدى الى جماهير الشعب السودانى
ولكن هل ينتظر الشعب دعوة الأحزاب له عبر البيانات لكي يتظاهر؟ هل هذا ما يحتاجه الشعب من الأحزاب في هذه النقطة الفارقة من تاريخ السودان؟ الشعب لا يريد من الأحزاب ان توزع له الدعوات بالخروج للشارع و الإطاحة بالنظام الشعب يريد من الأحزاب افعالاً لا اقوالاً، لقد سمع الشعب من الأحزاب الكثير و جاء وقت الفعل آن الأوان لخروج جماهير الأحزاب للشارع و الإلتحام مع الجماهير و قيادة التظاهرات و ضبط شعاراتها و تحديد اوقاتها ومساراتها و خططها البديلة و حث المتظاهرين على البعد عن التخريب وممارسة حقهم المشروع في التظاهر بطريقة حضارية ، كل هذه التاكتيكات تعرفها قواعد الأحزاب المعارضة جيداً و قد خبرتها من قبل. لقد تلقى الشعب من دعوات الأحزاب للتظاهر و العصيان المدني و الإطاحة بالنظام ما يكفي آن الأوان لأن تلقي الأحزاب بثقل جماهيرها للشارع فهذا ما يحتاجه الشارع وهذا ما تحتاجه الجماهير
|
|
|
|
|
|
|
|
|