|
Re: رحيل العزيز المطرطش المغفور له باذن الله .. كشفت الدنيا الدنيا (Re: احمد حامد صالح)
|
ومن المواعظ ما قاله أبو الدرداء رضي الله عنه :
Quote: والله لو تعلمون ما أعلم لخرجتم إلى الصعدات تجأرون وتبكون على أنفسكم ، ولتركتم أموالكم لا حارس لها ولا راجع إليها إلا ما لابد منه ، ولكن يغيب عن قلوبكم ذكر الآخرة وحضرها الأمل ، فصارت الدنيا أملك بأعمالكم وصرتم كالذين لا يعملون ، فبعضكم شرٌ من البهائم التي لا تدع هواها مخافةً مما في عاقبته . مالكم لا تحابون فبعضكم شرٌ من البهائم التي لا تدع هواها مخافةً مما في عاقبته . ما لكم لا تحابون ولا تناصحون وأنمت إخوانٌ على دين الله ، ما فرق بين أهوائكم إلا خبث سرائركم ، ولو اجتمعتم على البر لتحاببتم . ما لكم تناصحون في أمر الدنيا ولا يملك أحدكم النصيحة لمن يحبه ويعنيه على أمر آخرته ما هذا إلا من قلة الإيمان في قلوبكم . لو كنتم توقنون بخير الآخرة وشرها كما توقنون بالدنيا لآثرتم طلب الآخرة لأنها أملك بأموركم . فإن قلتم : حب العاجلة غالب ، فإنا نراكم تدعون العاجل من الدنيا للآجل مما تكدون أنفسكم بالمشقة والاحتراف في طلب أمرٍ لعلكم لا تدركونه . فبئس القوم أنتم ما حققتم إيمانكم بما يعرف به الإيمان البالغ فيكم . فإن كنتم في شكٍ مما جاء به محمدٌ ( صلى الله عليه وسلم ) فأتوا لنبين لكم ونريكم من النور ما تطمئن إليه قلوبكم . والله ما أنتم بالمنقوصة عقولكم فنعذركم ، إنكم لتبينون صواب الرأي في دنياكم وتأخذون بالحزم في أموركم . مالكم تفرحون باليسير من الدنيا تصيبونه وتحزنون على اليسير منها يفوتكم ، يتبن ذلك في وجوهكم ويظهر على ألسنتكم ، وتسمونها المصائب وتقيمون فيها المآتم ، وعامتكم قد تركوا كثيراً من دينهم ثم لا يتبين ذلك في وجوهكم ولا يتغير حالٌ بكم . إني لأرى الله قد تبرأ منكم . يلقى بعضكم بعضاً بالسرور ، وكلكم يكره أن يستقبل صاحبه بما يكره مخافة أن يستقبله صاحبه بمثله ، فاصطحبتم على الغل ، ونبتت مراعيكم على الدمن ، وتصافيتم على رفض الأجل . ولوددت أن الله أراحني منكم وألحقني بمن أحب رؤيته ، ولو كان حياً لم يصابركم . فإن كان فيكم خيرٌ فقد أسمعتكم ، وإن تطلبوا ما عند الله تجدوه يسيراً . والله أستعين على نفسي وعليكم |
|
|
|
|
|
|
|
|
|