|
Re: رحيل العزيز المطرطش المغفور له باذن الله .. كشفت الدنيا الدنيا (Re: ASHRAF MUSTAFA)
|
اخوتى الشفيع اشرف لكم التحية اسال الله ان يتقبل فقيدنا محمد و يغفر له و يبارك فى خلفه
Quote: وخطب علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه يوماً خطبةً فقال فيها : اعلموا أنكم ميتون ، ومبعوثون من بعد الموت وموقوفون على أعمالكم ومجزيون بها ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ، فإنها بالبلاء محفوفة ، وبالفناء معروفة ، وبالغدر موصوفة ، وكل ما فيها إلى زوال ، وهي بين أهلها دولٌ وسجال ، لا تدوم أحوالها ، ولا يسلم من شر نزالها ، بينا أهلها في رخاءٍ وسرور ، إذا هم منها في بلاءٍ وغرور ، أحوالٌ مختلفة ، وتارات متصرفة ، العيش فيها مذموم ، والرخاء فيها لا يدوم . وإنما أهلها فيها أغراضٌ مستهدفةٌ ترميهم بسهامها ، وتقصيهم بحمامها ، وكلٌ حتفه فيها مقدور ، وحظه فيها موفور . واعلموا عباد الله أنكم وما أنتم فيه من هذه الدنيا على سبيل من قد مضى ممن كانوا أطول منكم أعماراً ، وأشد منكم بطشاً وأعمر دياراً ، وأبعد آثاراً ، فأصبحت أصواتهم هامدةً وخامدةً من بعد طول تقلبها ، وأجسادهم بالية ، وديارهم خالية ، وآثارهم عافية ، استبدلوا بالقصور المشيدة ، والسرر والنمارق الممهدة ، الصخور والأحجار المسندة ، في القبور اللاطئة الملحدة ، فمحلها مقترب ، وساكنها مغترب ، بين أهل عمارةٍ موحشين ، وأهل محلةٍ متشاغلين ، لا يستأنسون بالعمران ، ولا يتواصلون تواصل الجيران والإخوان ، على ما بينهم من قرب المكان والجوار ، ودنو الدار . وكيف يكون بينهم تواصلٌ وقد طحنهم بكلكله البلى ، وأكلتهم الجنادل والثرى ، وأصبحوا بعد الحياة أمواتاً ، وبعد غضارة العيش رفاتاً ، فجع بهم الأحباب ، وسكنوا التراب ، وظعنوا فليس لهم إياب . هيهات هيهات كلا إنها كلمةٌ هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون ، فكأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه من البلى والوحدة في دار المثوى ، وارتهنتم في ذلك المضجع ، وضمكم ذلك المستودع ، فكيف بكم لو قد عاينتم الأمور ، وبعثرت القبور ، وحصل ما في الصدور ، ووقفتم للتحصيل ، بين يدي الملك الجليل ، فطارت القلوب ، لإشفاقها من سالف الذنوب ، وهتكت عنكم الحجب والأستار ، وظهرت منكم العيوب والأسرار ، هنالك تجزى كل نفسٍ ما كسبت . إن الله عز وجل يقول : " ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى " ، وقال تعالى : " ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما هذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً " . جعلنا الله وإياكم عاملين بكتابه ، متبعين لأوليائه ، حتى يحلنا وإياكم دار المقامة من فضله ، إنه حميد مجيد . |
اللهم نسالك حسن الخاتمة
|
|
|
|
|
|
|
|
|