هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب!

Quote:                                               بسم الله الرحمن الرحيم فإن الله تعالى يقول { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }  وكيف يفلحون وهم ظالمون, إن الظالم لا ينجح له سعي, ولا يستقر له بناء ,ولا يتماسك له نسيج, الظلم لا يدوم, ولكل ظالم نهاية, هكذا يقول القران الكريم, وهكذا تقول سنن الله جل جلاله, وهكذا يقول التاريخ وهكذا يقول الواقع, أو لا يكفيك أيها المظلوم قول الله تعالى {إِنَّ رَبَّكَ بالمرصاد }  وقول الله تعالى{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } , لكن سنة الله قضت أن يعطى الظالم مهلة, وأن يملى له, ففي القول المأثور إنّ الله يمهل ولا بهمل, كل شيء مرصود, وكل شيء مدخر, وكل شيء عند الله في كتاب مستقر لا تخفى عليه سبحانه وتعالى خافية, والنبي صلى الله عليه وسلم يقول"إن الله ليملي لظالم يستدرجه حتى إن أخذه لم يفلت  ,  " والآية المخيفة والتي ترتعد لها الفرائص, وتوجل منها القلوب المؤمنة {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}  نسال الله إن يحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا ومن فوقنا ومن تحتنا, وان يجعلنا عبيد إحسان لا عبيد ابتلاء { سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } .                  الأمور عند الله تقاس بمضامينها وجواهرها لا بأشكالها ومظاهرها, ويقول تعالى ردا على المغرورين, الذين يظنون أن هذه الإملاءات وهذا الإمهال, ربما كان تكريما لهم {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بت مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ} ,  الأمر ليس كما يظنون هذا غرور وتبجح, كلما أصابتهم أعمال, ظنوا أنهم عباد الله المصطفون {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ } ,وما زلت أذكر تصريحات زعماء العدو الصهيوني غداة الهزيمة النكراء عام 67 وهم يتحدثون عن إكرام الله لهم في مواجهة العرب والمسلمين . والحق أن ذلك النصر لهم, وان تلك الهزيمة التي صبغت وجوه العرب والمسلمين بالذل لها, كان السبب وراء ذلك العرب والمسلمون, لضعفهم وتفرقهم وانحرافهم عن صراط الله المستقيم, انحرافهم عن الإسلام {وكلين مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ } الغرور بهذا الإمهال ربما كان وراء هذه الغفلة والسذاجة من الظالمين فيستمرون على ظلمهم, ويصرون على طغيانهم حتى تفاجئهم لحظة الحقيقة ,و اسمع ماذا يقول الله تعالى { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ } ها قد واجهتم لحظة الحقيقة أيها الظالمون المغرورون مغرورون بقوتكم وأموالكم مغرورون بإثباتكم الخ... ما يستدعي الغرور في هذه الحياة الدنيا بعيدا عن منهج الله في هذه الاستقامة وعن منهج الله في الإتباع { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي فمرات الْمَوْتِ والملائكة باسطو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } لا جنود ولا أتباع, ولا هتافات, ولا وداع, ولا استقبال, وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ,هذه لحظة الحقيقة.  يروى أن احد ملوك المسلمين عندما كان في مرض الموت دخل الناس عليه, فقالوا له كيف تجدك كيف أنت قال أجدني كما قال الله تعالى {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } ويا ليت كنت كفلان, وفلان هذا كان عسالا للموتى في ناحية المدينة, الملك هكذا يقول, فلما بلغه قول الملك رفع يديه إلى السماء وقال الحمد لله الذي جعلهم حين يدركهم الموت, يتمنون ما نحن فيه ولا نتمنى نحن ما هم فيه. لا احد في لحظة الموت, ياليتني كنت ملكا, ليت كنت كذا وكذا, لكن الملوك الظلمة والحكام المغرورين, هم يتمنون أن يكونوا تحت أقدام الناس, عندما يواجهون كما قلت لحظة الحقيقة ولذلك كانوا جديرين بهذا اللوم وهذا العتاب المؤلم, عندما يقفون بين يدي الله ويحاولون الاعتذار الكاذب فيقول الله لهم {وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ } السعيد من وعظ بغيره, لكنكم لن تستفيدوا من تجارب الآخرين أغمضتم أعينكم, أحاطت بكم وسائل الإغراء من مال وسلطان ومتاع, فنسيتم حقائق الأشياء, ونسيتم الواجب ونسيتم الحقوق ونسيتم كذا وكذا لماذا؟ الم تطلعوا على تجارب {وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ }  هذا مجال الطاغية السابق, مكان الفاسق السابق.  السعيد من وعظ بغيره, ولذلك كان حقيقا بهذا التأنيب, والقران الكريم أيها الإخوة الأعزاء دائما في مواضع كثيرة فيه, يحدثنا عن عاقبة الكاذبين والمجرمين والظالمين والمفسدين, مواضع كثيرة مئات المواضع في كتاب الله تتحدث عن سنن الله سبحانه وتعالى, وان الحال لا يدوم وان الظالم مهما طغى وطغى لابد أن يطويه الردى هذه سنة الله { وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ } {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى }, هذا قانون لا يمكن يا أخي أن تسيء ثم تنتظر الإحسان, هذه قوانين أيها الناس { مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ } {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى } نهاية كل مسيء أني مسه السوء {إِنَّ رَبَّكَ بالمرصاد }  لا تخفى عليه خافية {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }, وفي سورة الكهف التي يستحب لنا تلاوتها ليلة الجمعة ويوم الجمعة {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً }, إياك أن تظن أن ما أنت فيه نهاية المطاف, كلا المظلوم ينتظره يوم ينتصف فيه من ظالمه, والظالم ينتظره يوم ينتصف منه لمن ظلمه {وَمَكَرُوا مَكْراً} ,اسمع ما أعظم هذا القول وما أجمله {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } وأين مكرهم من مكر الله؟ {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } {فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } لماذا كل ذلك أيها الإخوة؟ هذا الحديث المتكرر عن عاقبة الظالمين لماذا أيها الناس. لنغادر دوائر اليأس والإحباط لتمتلئ قلوبنا إشراقا وأملا في المستقبل, لتمتلئ قلوبنا إصرارا وثباتا على طريق المواجهة مع كل الظالمين, لا نخضع ولا تستسلم, بل نواجه الظلم بكل الوسائل المشروعة والمتاحة باللسان والسنان{وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } ،{فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ, لا تيأس ولا تستسلم ولا تحزن أيها المظلوم فان الله سبحانه وتعالى يقص الحق وهو خير الفاصلين, لكن سننه لابد أن {فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بت الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } الريح, العاصفة, الفيضانات, الزلازل, والبراكين, كل من جنود الله, وما يعلم جنود ربك إلا هو، ولا يظنن احد إن الحديث عن نهاية الظالمين وعن العاقبة التي تنتظرهم معناها، أن يستكين المظلوم، وان يخضع وان ينتظر، كلا أيها الإخوة، معناها أن تمتلئ أملا وإشراقا في المستقبل، أو للمستقبل، وان تمتلئ إصرارا وثباتا على مقاومة قوى الظلم وقوى الظلام وقوى الغرور وقوى الكبرياء وقوى الاستبداد، وكما قال العقاد  أنصفت مظلوما فأنصف ظالما                 في ذلة المظلوم عذر الظالم  فكما تنصف المظلوم، ينبغي أن تنصف الظالم، وهذا كلام مجازي طبعا، لكن يريد العقاد أن يقول لنا كما قال في هذا البيت في ذلة المظلوم عذر الظالم، ولولا خنوع المظلوم لما تفرعن هذا الظالم، فاستخف قومه فأطاعوه، ولقد شخص القران الكريم نماذج للظلم ونهاياته مشخصات للظلم السياسي للظلم الاقتصاد  وللقوة والكبرياء، فرعون الذي أبدع القران فيه، وأعاد في مواضع كثيرة ماذا كان {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي } ، فهو متألم لا يعرف إلا القتل والسجن والتشريد والإرهاق والاستبداد، { مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى } ، { وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ } ، { ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ } ، لان اتخذت اله غيري، { لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ } ، غرور بشع، وهذه الأنهار تجري من تحتي، فماذا كانت نهاية هذه الفرعنة البشعة وهذا الكبرياء المحموم؟ ماذا كانت نهايته؟ اسمع للقران الكريم {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ }}  نبذناهم كما تنبذ النواة، انظر لهذا التعبير، فنبذناهم في اليم، لم يكلفنا شيء، هذا اله الكاذب هذا المتأهل ،هذا المغرور،{وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ } الذي حفظ الله فيه موسى، هو اليم الذي اغرق الله فيه فرعون، ليعرف الناس إن الحماية حماية الله وان الرعاية رعاية الله، وهناك نموذج الظلم الاقتصادي قارون { وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ } انظر منطق قومه من المؤمنين، انظر إلى منطقه، هو قال له القوم { لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ } والفرح هنا بمعنى البطر والمباهاة والرياء، { لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } هذا منطق سديد ومنطق محترم ومنطق في غاية الرقي لتفرح { لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} ، لما تبطر؟ إن الله هو الوهاب، إن الله هو الذي أعطاك، وهو القادر على سلب ما أعطاك، فلماذا هذا البطر وهذا الرياء وهذه المباهاة والخلق كله خلق الله، فلم تتكبر لتتباهى بما فعلت وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ، لتكن وجهتك إلى الله وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } ، فماذا قال هذا المغرور؟ {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ماذا فيكم هذه كفاءتي أنا وهذه مهارتي أنا، هؤلاء أنانيون عبيد أنفسهم لا يجرون إلا حول أنفسهم ومصالحهم، ثم تحدى قومه وتحدى هذا المنطق المحترم والعاقل، فخرج على قومه في زينته يتحداهم، لكن كانت النهاية كما تعرفون، {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ } لا شيء يعجز الله، المطر من جنوده والرياح والعواصف والفيضانات، الملك ملكه وهو فعال لما يريد. انظر إلى الشعوب العربية القديمة" عاد" من الشعوب العربية القديمة، لكنها استكبرت على الرسالات، وظلمت وعتت وقالت كلاما يتكرر إلى يومنا هذا، الناس لا يستفيدون، الناس لا يتعظ بعضهم ببعض، عاد من الأمم في الزمن السحيق، قالت كلمة ما زالت تتكرر  في هذا اليوم حكما وقولا، {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } ، من اقوي منا؟ هذه هي المشكلة {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ } وثمود أيضا من الشعوب العربية القديمة البائدة، {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ } أرسلنا لهم الرسل وأنزلنا عليهم الهداية  فهديناهم أي مكناهم من الاهتداء فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى، فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون.              أيها الإخوة الظلم لا يدوم، ولا بد لكل ظالم نهاية، والأحوال لا تبقى كما هي تتبدل وتتغير، أين الروم؟ وأين الفرس؟ أين هرقل؟ وأين كسرى؟ وأين الفرعون؟ وفي واقعنا أو في عصرنا الحديث، بريطانيا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، وهي ألان قوة عظمى، الدولة العثمانية كانت تملك العالم العربي والإسلامي وهي الآن تلهث وراء أوروبا، الاتحاد السوفييتي كلنا عاصر تفككه، العرب والمسلمون قوة كثيرة طوتها يد الردى، وأصبحت في خبر كان، حضارات سادت ثم بادت، لكن على المظلومين ،أن يتحلوا بالصبر والإيمان واليقين ويتحلوا بالأمل في المستقبل الذي يعذهم من الله به، وان يتحلوا بالإصرار والثبات على المطالبة بحقوقهم وعلى مواجهة الظالمين، مهما كانت القوة بين أيديهم والغرور الذي يسكن قلوبهم والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، أقول قول هذا واستغفر الله .