هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 05:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-09-2012, 02:53 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! (Re: هشام هباني)

    sudansudansudansudansudan416.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    Quote: اكتسب الدكتور فاورق محمد إبراهيم أستاذ علم النبات بكلية العلوم بجامعة الخرطوم شهرة أكاديمية واسعة داخل الجامعة وخارجها واحتراماص مماثلاً ؛ فضلاً عن عطائه في العمل العام.ومعروف عن الأستاذ فاروق رصانته وحقانيته ولعله تأثر في ذلك بوالده مولانا محمد إبراهيم النور أحد رواد الحركة الوطنية والقضاء السوداني.

    في مطلع الإنقاذ تحديداً في 30 نوفمبر1989م تعرض الدكتوروهو على مشارف الستين لعملية اعتقال وعنف مما سيرويه في هذا اللقاء الذي قمنا به لإحقاق الحق أولاً قبل الضرورات التوثيقية فإلى مضابطه:

    س 1

    ورد في الفقرة الثالثة من رسالتك للرئيس البشير عبر السفير السوداني بالقاهرة بتاريخ 13-11-2000 ما يلي:

    "جابهني اللواء بكري شخصيا، وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي، ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم، كما قام حارسه بضربي في وجوده. ولم يتجشم الدكتور نافع، تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم، عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم، وعن زمان ومكان إنعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة، ثم عن أماكن تواجد بعض الأشخاص - كما جاء في مذكرتي – وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأفعال وأقوال أعف عن ذكرها. فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرود والهدوء وكأنما كنا نتناول فنجان قهوة في نادي الأساتذة".

    ندرك مدى إيلام إستعادة تلك الذكريات، لكن التوثيق مهم. نرجو سردا مدققا إن أمكن، خصوصا الأفعال والأقوال التي قلت أنك تعف عن ذكرها.

    ج 1

    خالص الشكر يا أخي بشرى. إنني أتفق معك تماما على ضرورة التوثيق. كذلك فأنا متيقن أنك تنطلق من أن قضيتي هي قضيتك وقضية الإنسانية والحقوق المنتهكة لكل الناس. هذا ما جمعنا سويا في المقام الأول. وهذا هو موضوع كل عمل إبداعي قرأته لك، وسر إنفعالي به. ولكي أضع الأسئلة والأجوبة في إطارها الصحيح فإنني أستعيد أولا وبالتفصيل أحداث اليوم الأول لإعتقالي، الخميس 30 نوفمبر 1989 دون إغفال شيء، خصوصا الذي كنت أنني أعف عن ذكره، وكنت مرجئا له لحين المواجهة والإعتذار، وقد طال أمدهما. أما أحداث الأيام التالية له فأكتفي بما جاء في مذكراتي السابقة التي نشرت كثيرا. فقط أضيف حوارا أجراه معي مسئول إنقاذي قبل نقلي من بيت الأشباح للسجن العمومي، في وجود بقية المعتقلين، له دلالته بالنسبة لتصريحات نافع اللندنية.

    مدونة الخميس 30 نوفمبر 1989



    الإضراب والإعتقال والإستقبال والثورة التعليمية في بيت الأشباح

    وصلت لمكتبي بقسم النبات في تمام السابعة من صباح الخميس 30 نوفمبر 1989. برنامجي كان مزدحما: إستكمال مقرر تصنيف الكائنات الحية لطلاب بكالريوس العلوم المتوسط بمحاضرة (دوبل) عن الأساس التطوري (الدارويني) لذلك التصنيف، الشهير بإسم تصنيف المملكات الخمس للكائنات الحية، من العاشرة حتى الثانية عشر. تطبيق مختبري للمحاضرة، من الثانية عشر حتى الثانية ظهرا. إجتماع طارىء وعاجل مع اللجنة التنفيذية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم، في الساعة الثامنة والنصف صباحا بمكتب رئيس قسم الآثار بكلية الآداب، أبلغني به الأخ الدكتور سراج ابراهيم، رئيس القسم وعضو اللجنة التنفيذية. موضوع الإجتماع بالطبع الإضراب السياسي الذي راجت له الدعوة، وكنت أرى أن الظروف ليست مواتية له. على أي حال فأنا لم أكن عضوا باللجنة التنفيذية، فلماذا يا ترى دعوتي لإجتماعها؟ راجعت تحضير المواد المعملية للدرس التطبيقي مع مساعد التدريس والمساعد الفني، ثم ذهبت للإجتماع النقابي في الموعد المحدد. أخطرتنا اللجنة التنفيذية، التي كان رئيسها الدكتور علي عبدالله عباس معتقلا مع قادة نقابيين وحزبيين آخرين، بأنها تحسبا للإعتقالات التي قد تطال بقية أعضاء اللجنة التنفيذية، قررت تشكيل لجنة لقيادة الإضراب المزمع برئاسة الدكتور محمد الأمين التوم (كان حاضرا)، وأكون أنا نائبا له. كذلك تقرر التنسيق مع النقابات المهنية الأخرى، ثم اللقاء في الثامنة من صباح السبت في مكان يحدد لاحقا، لإتخاذ خطوات الإضراب النهائية. لزمت الصمت تماما إزاء عضوية هذه اللجنة الfate accompli التي لم يشاورني بشأنها أحد، و الإضراب الذي لم يدرس بجدية وكان يصب، في تقديري، في مصلحة نظام الإنقاذ. غادرت على عجل إلى الشق الأكاديمي من البرنامج، ومنه لبوابة الجامعة الشرقية في تمام الساعة الثانية بعد الظهر. ضابطا أمن واقفان أمام سيارتي. الإعتقال بعد إبراز البطاقات الأمنية، بلا مقاومة من ناحيتي، والترحيل مخفورا بين الضابطين في سيارة اتجهت بنا لرئاسة الجهاز بالخرطوم.



    وقد إشتبكت في إحدى القاعات بالأيدي مع مسئول كان يحمل كلاش تعامل معي بفظاظة. أومأ لي الأستاذ هاشم محمد أحمد، نقيب المهندسين الذي سبقني للجهازمع آخرين، بعدم الإستجابة للإستفزاز. حدجني المسئول الأمني، مندهشا للتجرؤ على الإحتجاج والإشتباك، وكأنما يتفقد حشرة صغيرة. باب غرفة يفتح، يخرج منه الطيار جرجس الذي تم اعدامه مع الشاب مجدي محجوب لاحقا، وتم زجي بداخلها. لم تكن تلك الزنزانة تتسع لأكثر من الجلوس أو الوقوف لشخص واحد، ولم يكن بها منفذ للضوء أو الهواء. ظلام أساسي دامس لم يسبق أن تخبرت مثيله أبدا. أخرجت بعد حوالي ربع ساعة واقتدت للسطوح، حيث أجلست في مقعد وألبست قمعا تستحيل معه الحركة. صبية وقفوا حولي وهم يتلهون ويكيلون السباب. أجلست بعد قليل في صف مع آخرين على سور المبنى، بإنتظار الدور للتحقيق. أقتدت بعد تسجيل المعلومات الأساسية (الأسم، السكن، العمل إلخ) لفناء المبنى، حيث عصبت عيناي وحشرت في سيارة انطلقت لما أدركت لاحقا في مساء نفس اليوم أنه المقر السابق للجنة الإنتخابات، وأطلقنا عليه لقب بيت الأشباح رقم 1 قيما بعد. ثمة صبية آخرين يتلهون بعدما اقتدت من السيارة معصوب العينين: أقفز فوق هذه البئر. تشهد، أنت مقبل على الإعدام، وغير ذلك من الترهات والسباب.



    ثم أجلست في بيت الأشباح على كنبة، وقام شخصان متمرسان بتسديد لكمات متلاحقة لي في الرأس والوجه وسائر أجزاء الجسم في صمت، وغادرا المكان. أشخاص يتبادلون الحديث يدخلون بعد فترة. خاطبني أحدهم قائلا: نحن خارجين الآن يا قاروق من إجتماع قررنا فيه ثورة تعليمية. سنقوم بتعريب كل العلوم ونضاعف القبول في جامعة الخرطوم وننشىء جامعات جديدة كثيرة، ما رأيك؟ قلت إنني لا أعارض التعريب، ورأيي في التجربة سأقوله بعد أن تتحقق. لا تعليق. وجبة أخرى من اللكم والركل من ذات الأشخاص المتمرسين. العصبة تفك من عيني بعد قليل. جندي لا يكاد يتجاوز سن العشرين هو الذي فعل ذلك. كنا وحدنا في صالون كبير. قال لي الجندي بتأثر: يا عم فاروق ديل ناس بطالين جدا. أنا ح أفك الربطة من رأسك وأعيدها بطريقة تخليك تشوف الناس ديل كويس وتعرفهم. هذا ما فعله، وبسرعة. قفزت لذهني أول الأمر صورة المحققين في أدبيات الجاسوسية والثورات الذين يناوبون التعامل "الساخن" ب "البارد" لإرباك وكسر المعتقلين.

    الدكتور نافع والإستجواب والتهديد بالإغتصاب والقتل

    فترة إنتظار. يدخل الصالون حوالي 8 أشخاص. الحالس منهم قبالتي يتولى الإستجواب. عصبة العين فعلا شفيفة وخفيفة. الجندي الشاب وعد وفعل. السؤال الأول عن المكان المقرر لإنعقاد لجنة النقابة التنفيذية. هذا الصوت لذات الشخص الذي تفضل بإبلاغي بقرارات الثورة التعليمية وأنا معصوب العينين، حارة وفي حينها. تركيز النظر من تحت العصبة، دون لفت الإنتباه لحقيقة شفافيتها. إنه الدكتور نافع علي نافع. حقيقة لم تكن هنالك علاقة شخصية مباشرة بيننا. لكنه كان طالب برلوم سنة 1966، حينما كنت محاضرا بقسم النبات بكلية العلوم. لم أتذكره بالطبع، لكنني حسبت ذلك حسلبا دقيقا حيتما أبلغنا الدكتور فرح حسن أدم، عميد كلية الزراعة حين وقوع الإنقلاب، أنه من خريجي العام 1971، وأنه انتدب بخطاب رسمي تمويهي للعمل "بالأمن الغذائي". كلنا كنا نعلم بالطبع أي أمن انتدب له. كنت أتردد على كلية الزراعة التي منها تخرجت كثيرا، وكان يتردد بنفس الوتيرة على قسم النبات الذي تولى فيه تدريس بعض المقررات التي خلت له بعد أن فصلت من الجامعة على عهد النميري. ونافع زميلي في الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم في حقبة الإستقطاب السياسي المحتدم .... فكيف تخطئه العين؟ وإليكم تفاصيل الإستجواب الذي يكشف بلا مواربة شخصية المستجوب:



    نافع: اللجنة التنفيذية للهبئة النقابية للأساتذة ستجتمع في الساعة الثامنة من صباح السبت بعد غد لموضوع الأضراب. أين سيكون الإجتماع؟

    قلت: أنا لست عضوا في اللجنة التنفيذية، فلم تسألني هذا السؤال، أنا طبعا لا أعرف.

    نافع: محمد الأمين التوم يتردد عليك كثيرا. "ساكن" في مكتبك تقريبا.

    قلت: محمد الأمين التوم أحيانا "يسكن" في بيتي، لأنه صديقي، ما الغرابة في ذلك؟

    نافع: كان لك رأي غريب في الجمعية العمومية للهيئة النقابية عارضت فيه مطلب زيادة المرتبات للأساتذة، ماذا كنت تعني؟ (كانت اللجنة التنفيذية للهيئة النقابية طالبت قبيل إنقلاب 30 يونيو برفع مرتب الأستاذ إلى 6 آلاف جنيه، ما يربو على ثلاثة أضعاف المرتب الذي كان يتناقص يوميا بفعل التضخم المفرط. وكان رأيي القبول بالتناسب السائد حينئذ للأجور والمرتبات، وعوضا عن الزيادة نطالب بربط الأجور والمرتبات مع مؤشر إرتفاع الأسعار للجميع، وذلك تفاديا لتضارب مطالب المهنيين الذين يتشكل منهم التجمع النقابي، ما يقود لإجهاض مكاسب إنتفاضة أبريل السياسية).

    قلت: وهل هذا هو المناخ والطريقة التي نناقش بها مثل هذه الإمور؟

    نافع: تصلنا تقارير كثيرة عن تشاطك المعارض. هل لديك أعداء يفعلون ذلك؟

    قلت: لي مخالفين في الرأي، أما الأعداء فلا علم لي بهم.

    نافع: أين يختفي عبدالحميد علي (ذكر عددا من أسماء الشيوعيين المعروفين، من بينهم عبد الحميد علي، التقابي المتفرغ بالحزب الشيوعي).

    قلت: أنا بالكاد أعرف عبدالحميد علي، فكيف أعرف المكان الذي يختفي فيه؟ وكذلك بالنسبة للآخرين.

    نافع: ماذا كانت خلافاتكم، أنت وأحمد سليمان ومعاوية ايراهيم مع عبد الخالق محجوب؟

    قلت: هل هذا هو مكان وطريقة مناقشة مثل هذه المواضيع؟ (همس وتساؤل إن كان حتميا تغرض نظامهم لمثل هذا الصراع لاخقا، وكأنما ينتظرون الجواب مني. لا تعليق من جانبي. طمأن أحدهم الآخرين بمناعة الإسلاميين من مثل هذه الإنشقاقات).

    نافع: من هم الذين خرجوا معكم من الحزب الشيوعي؟

    قلت: هذه أسماء معروفة، لكن رجولتي لا تسمح لي بالرد على هذا السؤال.

    ( صاح شخص من خلفي بالقاعة، أسميته حينها "المغتصب العام" وأرمز له هنا ب م.ع.

    م.ع: "مسالة رجولتك دي خليك منها. حننتهي منها بعد شوية").

    نافع، مواصلا ما سبق: كتبتم أنت وفاروق أبوعيسى وسمير جرجس للحزب الشيوعي، قلتم أنكم عايزين تناضلوا. خذ ناضلوا.

    قلت: لم أقل ذلك.

    نافع: ماذا قلت؟

    قلت: كل ما في الأمر أنه كانت لي خلافات مع الحزب الشيوعي قمت بتسويتها .......

    (شعرت خلال السجال مع نافع ب (م.ع.) يحلس بجانبي، ويده تندس تحت القمبص وتتلمسني بطريقة أقنعتني أن التهديد بالإغتصاب تحول إلى شروع في الإغتصاب).

    أردفت مواصلا الرد على نافع:

    .........لكنني يمكن أن أعطيكم كل المعلومات التي تطلبونها، شريطة أن يكون معكم رئيس أركان الجيش، الفريق إسحق أبراهيم عمر.

    نافع وآخرين، بإستغراب، في وقت معا: ما دخل الفريق يهذا؟

    قلت: إنه منكم، وأستطيع في نفس الوقت أن أتعامل معه بثقة، لأنه قريبي

    (العصبة تسقط عن عيني تماما، ولا أحد يلاحظ أو يكترث. آمر شاب، فلنرمز له بالأحرف (أ.ش)، كان صامتا، يدخل في الخط ).

    (أ.ش): ماهي قرابتك للفريق؟

    قلت: خالي

    (أ.ش)، بإنفعال: قلت لكم ألف مرة أن إسحق لا بصلح لهذا المنصب.

    (م.ع)، بعد أن سحب يده من تحت قميصي، مغنيا بصوت خنثوي سخلي، أستطيع تمييزه في "طابور" صوتي مليوني: يا خالييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي. حنان بلوبلو. ألا تحبها؟

    (أ.ش) موجها الكلام للحضور: قلت لكم أن إسحق لا يصلح لهذا المنصب.

    ثم، موجها لي الكلام: وأنت لن تخرج من هنا حيا بعد كل الذي جرى.

    نافع، مواصلا الإستجواب، بهدوء: غدا الساعة 8 صباحا تفيدنا بمكان إجتماع اللجنة التنفيذية وأماكن تواجد الأشخاص المطلوبين.

    قلت: لماذا غدا، فأنا أقول لك الآن أني لا أعرف.

    (أ.ش) يخرج مغاضبا، يتبعه الآحرون.

    نافع، وهو خارج أيضا، يتناول ورقة وقلم. يكتب المطلوب بخط يده ويمد لي الورقة. رددتها له، مكررا، "قلت لك أني لا أعرف". (م.ع) يمسك بالورقة ويضعها في يدي، ثم يضع يدي والورقة معا في جيب قميصي. إبتسمت أبتسامة عريضة برغم الوضع المزري. كان واضحا أن كرت الفريق إسحق، وليد اللحظة، أفلح في قلب المائدة عليهم. علاوة على ذلك، فكما يقول عنوان أحد أفلام إحسان عبدالقدوس عن حرب أكتوبر 73: الرصاصة لا زالت في جيبي.

    أعاد الجندي ربط العصبة في رأسي وقام بتسليمي لجندي آخر في نفس المبنى. أدخلني هذا الأخر في الحمام الصغير القذر الشهير حيث قمت بفك العصبة عن عيني. لم يبد لي بسبب الهدوء أن هنالك نزلاء بالمبنى غيري. أدهشني هذا الجندي لأنه، كسابقه، كان إنسانيا رأئعا. لم يبد نعاطفه معي بالكلمات، لكنه كان يغني ويدوبي طول الليل، ويعينني على معرفة المكان الذي كنت فيه بالأسئلة. في مرة من المرات مد لي بعض أوراق لجنة الإنتخابات المشتتة على الأرض، وقال لي: خمن، أين أنت؟ شربت الماء الذي قدمه لي، لكنني إمتنعت عن أكل ساندوتش الفول.



    أما بقية أيام بيت الأشباح التي استمرت حتى فجر 12 ديسمبر الذي نقلنا فيه إلى السجن العمومي بكوبر، فلبس هنالك ما أرغب في إضافته لما جاء في مذكرتي للرئيس البشير سوى الطريقة التي أخطرت بها بقرار نقلي من بيت الأشباح إلى السجن العمومي (كوبر). فقد سمعنا عند منتصف تلك الليلة همهمة وحركة غير عادية، ومسئول تتبعه حاشية يسأل: أين فاروق؟ لم يفتح باب الحمام، لكن المسئول ناداني بإسمي من خارجه، ودار الحوار التالي:

    المسئول: ليس لنا شيء ضدك يا فاروق.

    قلت: إذن لماذا هذه المعاملة؟

    المسئول: إن لك مكانة في جامعة الخرطوم. أليس كذلك؟

    قلت: آمل أن يكون ذلك كذلك.

    المسئول: إن علينا إتخاذ الإحتياطات الكفيلة بحماية النظام.



    قلت: ألا يكفي الإعتقال التحفظي؟

    المسئول: (صمت).

    قلت: هل يمكن أن يسمح لنا بالخروج للحمام؟

    المسئول: رد بالإيجاب، وأمر بذلك، وبتوفير عشاء لنا.

    سمح لنا فعلا بالخروج للحمام، واحدا بعد الآخر، وأولمنا بقدح فول كبير ساخن. بعد ذلك نودي بإسمي، ضمن آخرين، للخروج إلى باحة البيت، ومن ثم نقلنا، تسعة عشر من القادة النقابيين، إلى كوبر، ولم يكن قد تبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر. أما بدرالدين، الذي ساءت حالته كثيرا، فقد نودي بإسمه محولا للسلاح الطبي.




    ارجو ان تطلع يا شيخ غازي علي صاحب الصورة اعلاه وهو ( استاذك) و اطلع علي الكلام الذي يليه حتي تدرك في اي حضيض كنتم و لا زلتم تعيشون فيه وعنه تدافعون حتي لو كان في ( اوسلو) مستجديا صفح الكبار وغفرانهم بهندام انيق و بلسان انجليزي طليق وللاسف بلا ضمير!

    (عدل بواسطة هشام هباني on 06-10-2012, 07:11 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-05-12, 10:19 PM
  Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-06-12, 00:20 AM
    Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-06-12, 00:36 AM
      Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-06-12, 00:39 AM
        Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-06-12, 07:39 AM
          Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-06-12, 08:32 AM
            Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! أيمن دياب06-06-12, 08:39 AM
              Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-06-12, 08:59 AM
                Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-06-12, 09:19 AM
                  Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-06-12, 02:44 PM
                    Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-06-12, 03:23 PM
                      Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-06-12, 07:36 PM
                        Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-06-12, 08:27 PM
                          Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-07-12, 02:15 AM
                            Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-08-12, 06:42 AM
                              Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-08-12, 07:00 AM
                                Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-08-12, 09:20 AM
                                  Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-08-12, 01:20 PM
                                    Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-08-12, 08:02 PM
                                      Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-09-12, 02:40 PM
                                        Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-09-12, 02:53 PM
                                          Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-09-12, 05:03 PM
                                            Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! محمد حيدر المشرف06-09-12, 06:29 PM
                                              Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-09-12, 09:15 PM
                                                Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-09-12, 10:38 PM
                                                  Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-10-12, 05:48 AM
                                                    Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-10-12, 07:21 AM
                                      Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-16-12, 02:15 PM
          Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-10-12, 07:24 PM
            Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-10-12, 08:52 PM
              Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-10-12, 09:26 PM
                Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-11-12, 03:13 PM
                  Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-11-12, 06:38 PM
  Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-12-12, 08:10 AM
  Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-13-12, 02:03 PM
    Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-13-12, 03:05 PM
      Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-14-12, 00:41 AM
        Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-14-12, 06:23 AM
          Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-14-12, 01:31 PM
            Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-14-12, 04:59 PM
              Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-14-12, 09:59 PM
                Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-15-12, 04:53 AM
                  Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-15-12, 05:29 AM
                    Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-15-12, 03:57 PM
                      Re: هذ الغازي العتباني الاي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-15-12, 10:03 PM
  Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-16-12, 09:39 AM
    Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-16-12, 05:27 PM
  Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-17-12, 01:20 AM
    Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! بدر الدين اسحاق احمد06-17-12, 02:15 PM
  Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-18-12, 00:25 AM
  Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-18-12, 09:13 AM
  Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-18-12, 09:28 PM
  Re: هذ الغازي العتباني الذي اعرفه... رجل حقاني أبدا لا يكذب! هشام هباني06-21-12, 03:59 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de